A Bimonthly Peer Reviewed Journal of Political Science and ... · A Bimonthly Peer Reviewed Journal...

A Bimonthly Peer Reviewed Journal of Political Science and International Relations دورية محكمة تعنى بالعلوم السياسية والعالقات الدولية

3

دراسات وأوراق تحليلية

حسن طارق | إحسان الحافظي

اإلرهاب والقانون: التشريع األمني المغربي لمكافحة اإلرهاب

أمينة مصطفى دلة

جدلية أولوية "الدولة الحارسة" مقابل المسؤولية الدولية:تحقيق مبدأ التضامن مع مراعاة الخصوصية العربية

عبد اإلله سطي

أسئلة الملكية البرلمانية في النظام الدستوري المغربي

محمد مطاوع

الشراكة عبر األطلسية للتجارة واالستثمار: حلف ناتو اقتصادي بدوافع جيوستراتيجية

عالء عبد الحفيظ محمد

أزمة الالجئين في العالم العربي وتداعياتها الداخلية واإلقليمية

علي متولي أحمد

التغلغل اإليراني في شرق أفريقيا وانعكاساته على األمن القومي الخليجي )2005 - 2014(

Articles

Hassan Tarek | Ihsan Al Hafezi

Terrorism and Law: Moroccan Security Legislation for Combating Terrorism

Amina Mostefa Della

The Dialectic of Night-Watchman State vs. International Responsibility: Achieving Solidarity while Considering Arab States Specificity

Abdelilah Essatte

Parliamentary Monarchy in the New Moroccan Constitution

Mohamed Metawe

The Transatlantic Trade and Investment Partnership (TTIP) as the New NATO: an Economic Partnership with Geostrategic Objectives

Alaa Abdelhafiz Mohammed

The Refugee Crisis in the Arab World: Internal and External Outcomes

Ali Metwally Ahmed

Iranian Involvement in East Africa: Repercussions for Gulf National Security

5

7

18

34

46

60

71

دراسات وأوراق تحليلية

3

المؤشر العربي

وحدة استطالع الرأي العام

تقييم الرأي العام العربي ألداء المجالس التشريعية في نتائج المؤشر العربي 2015

التوثيق

أهم محطات التحول الديمقراطي في الوطن العربيفي المدة 2016/3/2 - 2016/4/26

الوقائع الفلسطينيةفي المدة 2016/3/4 - 2016/4/29

مراجعات وعروض كتب

أحمد قاسم حسين

نظريات العالقات الدولية: التخصص والتنوع

محمد علي ندور | مرسي مشيري

السياسة األمنية الجزائرية: المحددات، الميادين، التحديات

أحمد جاسم الحسين

صنع العدو أو كيف تقتل بضمير مرتاح

حكمات العبد الرحمن

موجات الصدمة الناتجة من الثورات العربية

Arab Index

Public Opinion Polling Unite

Evaluating the Performance of Arab Parliaments: Results from Arab Index of 2015

Documentation

Milestones in Democratic Transition in Arab World 2/3/2016 - 26/4/2016

Palestine in 2 Months 4/3/2016 - 29/4/2016

Books Reviews

Ahmad Qassem Hussein

International Relations Theories: Discipline and Diversity

Mohamed Ali Nador | Morsi Mochiri

Algerian Security Policy: Determinants, Fields and Challenges

Ahmad Jassim al-Hussein

The Making of an Enemy and How to Kill with a Clean Conscience

Hikmat Abdul Rahman

Shock Waves Generated by the Arab Revolutions

91

93

105

107

112

121

123

135

140

150

املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات هو مؤسسة بحثية فكرية مستقلة

للعلوم االجتامعية والتاريخية وبخاصة يف جوانبها التطبيقية.

يسعى املركز من خالل نشاطه العلمي البحثي إىل خلق تواصل بني املثقفني

واملتخصصني العرب يف العلوم االجتامعية واإلنسانية بشكل عام، وبينهم وبني

العربية والبحثية الفكرية املراكز وبني وبينهم وأمتهم قضايا مجتمعاتهم

واملفاهيم املعرفية األدوات وتطوير والنقد البحث عملية يف والعاملية

وآليات الرتاكم املعريف، كام يسعى املركز إىل بلورة قضايا املجتمعات العربية

التي تتطلب املزيد من األبحاث واملعالجات، وإىل التأثري يف الحيز العام.

املركز هو مؤسسة علمية، وهو أيضا مؤسسة ملتزمة بقضايا األمة العربية

وبالعمل لرقيها وتطورها، وهو ينطلق من كون التطور ال يتناقض والثقافة

والهوية العربية، ليس هذا فحسب، بل ينطلق املركز أيضا من أن التطور غري

ممكن إال كرقي مجتمع بعينه، وكتطور لجميع فئات املجتمع، يف ظروفه

التاريخية ويف سياق ثقافته وبلغته، ومن خالل تفاعله مع الثقافات األخرى.

يعنى املركز بتشخيص وتحليل األوضاع يف العامل العريب، دوال ومجتمعات

وبتحليل السياسات االجتامعية واالقتصادية والثقافية، وبالتحليل السيايس

مستوى عىل األمة تواجه التي التحديات ويطرح أيضا، املألوف باملعنى

العلمي التجزئة والوحدة، والسيادة والتبعية والركود ،و املواطنة والهوية

وقضايا بينها، والعاون العربية والدول املجتمعات وتنمية والتكنولوجي،

الوطن العريب بشكل عام من زاوية نظر عربية.

مع ومجتمعاته العريب العامل عالقات بدراسة أيضا العريب املركز ويعنى

واألوروبية األمريكية السياسات ومع وأفريقيا، آسيا يف املبارش محيطه

واآلسيوية املؤثرة فيه، بجميع أوجهها السياسية واالقتصادية واإلعالمية.

ال يشكل اهتامم املركز بالجوانب التطبيقية للعلوم االجتامعية، مثل علم

أمام حاجزا السياسية والعلوم الثقافية والدراسات واالقتصاد االجتامع

االهتامم بالقضايا واملسائل النظرية، فهو يعنى كذلك بالنظريات االجتامعية

املبارشة بإسقاطاتها وخاصة ونقدية، تحليلية عناية السيايس والفكر

باملنطقة املختصة للدراسات املوجه والسيايس األكادميي الخطاب عىل

العربية ومحيطها.

ويعقد مختصة، برامج عدة ويدير وتقارير، ودراسات أبحاثا املركز ينتج

العام وللرأي للمختصني، موجهة وندوات وتدريب مؤمترات وورش عمل

أيضا، وينرش جميع إصداراته باللغتني العربية واإلنكليزية ليتسنى العريب

للباحثني من غري العرب االطالع عليها.

The Arab Center for Research and Policy Studies (ACRPS) is an independent research institute for the study of the social sciences and humanities, with particular emphasis on the applied social sciences.

The ACRPS strives to foster communication between Arab intellectuals and specialists in the social sciences and humanities, establish synergies between these two groups, unify their priorities, and build a network of Arab and international research centers.

In its commitment to the Arab world’s causes, the ACRPS is based on the premise that progress necessitates the advancement of society and human development and the interaction with other cultures, while respecting historical contexts, culture, and language, and in keeping with Arab culture and identity.

To this end, the Center seeks to examine the key issues afflicting the Arab world, governments, and communities; to analyze social, economic, and cultural policies; and to provide rational political analysis on the region. Key to the Center’s concerns are issues of citizenship and identity, fragmentation and unity, sovereignty and dependence, scientific and technological stagnation, community development, and cooperation among Arab countries. The ACRPS also explores the Arab world's political and economic relations with its neighbors in Asia and Africa, and the Arab world’s interaction with influential US, European, and Asian policies in all their economic, political, and communication aspects.

The Center’s focus on the applied social sciences does not detract from the critical analysis of social theories, political thought, and history; rather, this focus allows an exploration and questioning of how such theories and ideas have directly projected themselves on academic and political discourse and guided the current discourse and focus on the Arab world.

The ACRPS regularly engages in timely research, studies, and reports, and manages several specialized programs, conferences, workshops, training sessions, and seminars that target specialists and the general public. The Center publishes in both Arabic and English, ensuring its work is accessible to both Arab and non-Arab readers.

Articlesدراسات وأوراق تحليلية

7

7

*Hassan Tarek | حسن طارق* *Ihsan Al Hafezi | إحسان الحافظي

اإلرهاب والقانون: التشريع األمني المغربي لمكافحة اإلرهابTerrorism and Law: Moroccan Security Legislation for Combating Terrorism

777

* أستاذ العلوم السياسية يف كلية الحقوق، جامعة الحسن األول، سطات، املغرب* Professor of Law, Hassan 1st University, Settat, Morocco

** باحث مغريب يف العلوم األمنية** Moroccan researcher in Security Sciences

أملت تحوالت الظاهرة اإلرهابية على الدول والمجتمعات، يقظة تشريعية مستمرة ودائمة، تشــمل جميــع المســتويات؛ انطالقــا من تكييف الفعــل اإلرهابي، وتوســيع دائــرة االتفاقيات الدوليــة فــي هذا المجــال، وتجفيف المنابــع المالية، ومراجعــة الجوانب اإلجرائيــة في محاربة

اإلرهاب، وصولا إلى مواكبة المشرع لظاهرة االلتحاق بمعسكرات التجنيد لإلرهاب.

تعــرض هــذه الورقــة البحثيــة محــددات التعاطــي مــع الظاهــرة، التــي تتقاطــع فيهــا، فــي الحالــة المغربيــة، عناصــر وطنيــة وأخرى إقليميــة؛ وهي محــددات ترتبط بالســياق، والمحيط، والمضمون والفاعلين ومحاولة التقييم. إن الحديث عن محددات السياسة التشريعية التي أقدمت عليها المملكة المغربية، ال يستقيم من دون استحضار المرجعية العامة والمشروع المجتمعــي الناظــم لسياســات مواجهــة اإلرهــاب، أو مــا تســميه الورقــة "محيــط السياســة

التشريعية"، فضمن هذا المحيط تتشكل اإلستراتيجيات المتقاطعة لمكافحة اإلرهاب.

كلمات مفتاحية: القانون - اإلرهاب - السياسات العمومية - اإلستراتيجيات الوطنية لمكافحة اإلرهاب - المواثيق الدولية - العقيدة األمنية

Changes in the methods and tactics of terrorist groups have triggered continuous and permanent legislative change nationally and internationally. Legislative bodies have become hyper-responsive to these events, beginning the creation of the terrorist act, and including the broadening of international treaties, as well as efforts to dry up sources of terror financing, and total overhauls of existing protocols. This paper outlines the measures Morocco has taken to deal with terrorism, examining both the domestic and regional factors that are influencing decisions. The paper claims that understanding the determinants of Moroccan legislative policy cannot be done without first looking into the general frame of reference and the societal projects within which these policies are set. The paper reveals the presence of intersecting strategies in the Moroccan context .

Keywords: law – terrorism - public policy – national strategies for combating terrorism - international treaties – security doctrine

العدد 20

أيار / مايو 2016 8

مقدمةالفرنيس ميشيل الفيلسوف يتناول "املراقبة واملعاقبة" يف أطروحته

السجون من خاص نوع وهو "البانوبتيكون"، سجن حكاية فوكو

ابتكره جريمي بنتهام يف أواخر القرن الثامن عرش. فقد صمم بنتهام

السجن بطريقة تسمح مبراقبة املساجني يف جميع األوقات، ومبدؤه

معروف: عند الجوانب بناء من حلقات. يف الوسط برج. ويف داخل

الربج نوافذ واسعة تفتح عىل الوجه الداخيل للحلقة. ويقسم البناء

الجانبي إىل غرف معزولة، كل واحدة منها هي بطول عرض البناء.

ولكل غرفة شباكان؛ شباك من ناحية الداخل مطابق لشبابيك الربج،

وشباك يطل عىل الخارج يتيح للنور أن يقطع الغرفة من جهة إىل

جهة. عندها يكفي وضع ناظر يف الربج املركزي، ويف كل غرفة يحبس

محكوم. وبفعل النور املعاكس ميكن، من الربج، رؤية الظالل الصغرية

األسرية املوجودة يف غرف األطراف تنعكس متاما عىل الضوء ... هذا

التجهيز املكشايف يعد وحدات زمنية تسمح بالرؤية الالمنقطعة(1).

كل رؤية للحراس يسمح أنه فوكو يعترب السجن لهذا توصيفه يف

املساجني، ولكن ال يستطيع املساجني أن يروا الحراس. وهنا األثر الرئيس

للبناء الهنديس؛ فهو يكمن يف اإليحاء بحالة واعية ودامئة من الرؤية تؤمن

وظيفة جعل املراقبة دامئة يف مفاعيلها حتى لو كانت منقطعة يف عملها،

فهو بذلك يعطي للسلطة معناها امللموس وليس املحسوس فحسب.

ال يختلف حرص األنظمة عىل حامية أمنها من التهديدات اإلرهابية عن

حرص السجان عىل مراقبة السجناء يف حكاية السجن الفرنيس الشهري.

ويرى فوكو بهذا املعنى أن تصميم هذا النوع من املنشآت، يشبه عملية

تنظيم الدولة؛ أي أن املراقبة واالنضباط والسيطرة تظل هاجسا رئيسا

يخيم عىل الدولة وأجهزتها املعنية())؛ فهو، من خالل البناء الهنديس

السياسية السلطة تفكري يدور يف يقدم صورة مصغرة عام للسجن،

مثل إجرامية طبيعتها كانت ولو االجتامعية، للظواهر مقاربتها يف

مرصد (بريوت: (مرتجم)، مقلد السجن، عيل والدة واملعاقبة: املراقبة فوكو، 1 ميشيل اإلمناء القومي، 1991)، ص 10).

مرتجمة دراسات سلسلة والسلطة، السياسة هراري، وفليب لج وكارين كيد 2 ورين (أبوظبي: مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االسرتاتيجية، )01))، ص 57).

اإلرهاب. فالدول تسعى لتعزيز ترسانتها القانونية وتطوير ترشيعاتها

العقابية وفرض املراقبة عىل مواطنني ملنعهم من االلتحاق ببؤر التوتر

والتنظيامت املتطرفة، لكن بني العقاب واالنضباط قد تضيع الكثري من

الحقوق وتضيق عديد الحريات، ويصبح الترشيع ضد اإلرهاب امتحانا

صعبا للدميقراطيات وبخاصة تلك الناشئة منها.

يف محاولة توصيف الحالة املغربية ضمن هذا التصور، تحرض بداية

األلفية الثالثة كخلفية تاريخية غري مسبوقة بالنسبة إىل مسار تدبري

حزمة السياسات املواجهة لإلرهاب، هذا املسار الذي عرف انطالقا

من سنوات 001) - 003) تسارعا مهام، أدى إىل تحوالت جذرية عىل

مستوى صوغ هذه السياسات وتحديد التهديدات الجديدة وضبط

وسائل مواجهتها.

لقد أملت تحوالت الظاهرة اإلرهابية عىل الدول واملجتمعات يقظة

ترشيعية مستمرة ودامئة، تشمل كل املستويات؛ انطالقا من تكييف

املجال، هذا يف الدولية االتفاقيات دائرة وتوسيع اإلرهايب، الفعل

محاربة يف اإلجرائية الجوانب ومراجعة املالية، املنابع وتجفيف

مبعسكرات االلتحاق لظاهرة املرشع مواكبة إىل وصوال اإلرهاب،

التجنيد لإلرهاب.

تتقاطع التي الظاهرة، مع التعاطي محددات استعادة سياق ويف

فيها يف الحالة املغربية عنارص وطنية وأخرى إقليمية، يحرض محدد

محددات اإلرهاب، مكافحة مجال يف املغربية الترشيعية السياسة

بالسياق املحيط، واملضمون والفاعلني، مع مترين يف محاولة ترتبط

تقييم التجربة.

أوال. في السياق،نهاية االستثناء المغربي

تبقى سنة 001) محطة تؤرش لتحول عاملي داخل السياسات الدولية

زمن يف اإلرهابية الظاهرة أخذتها التي الجديدة باألبعاد مرتبط

سبتمرب من عرش الحادي بأحداث طبعا يتعلق األمر إن العوملة.

001). وهي األحداث التي ساهمت يف خلق قطيعة كربى يف مسار

الفكر اإلسرتاتيجي األمرييك، إذ أعادت اإلدارة األمريكية بناء عقيدتها

اإلسرتاتيجية انطالقا من مفهوم الحرب ضد اإلرهاب.

هذه الحرب التي سيصفها الرئيس األمرييك السابق جورج بوش االبن

بالحرب العاملية، معتربا إياها يف خطابه أمام الكونغرس بتاريخ 0)

أي حرب األفظع واألقىس من "بأنها ستكون أيلول/ سبتمرب 001)،

دخلتها أمريكا من قبل، وأنها تبدأ بالقاعدة لكنها ال تنتهي عندها ...

9دراسات وأوراق تحليلية

اإلرهاب والقانون: التشريع األمني المغربي لمكافحة اإلرهاب: إستراتيجيات متقاطعة

وأنه كل أمة ستمر يف احتضان أو دعم اإلرهاب ستعتربها الواليات

املتحدة نظاما معاديا لها"(3).

وبالنتيجة، ساعدت الحرب عىل اإلرهاب املحافظني الجدد، داخليا،

عىل أن يفرضوا األجندة العسكرية والحربية يف جميع مجاالت الحياة

االقتصادية والسياسية واالجتامعية. فكان من جراء تلك الوقائع أن

أعيد تقويم األساليب املتبعة واألولويات يف السياسة األمريكية األمنية

أيضا إسرتاتيجية ذريعة إىل اإلرهاب فتحول ومراجعتها، والخارجية

لصوغ جدول أعامل جديد()). هذا الخيار األمرييك وضع العامل برمته يف

حرب دامئة عىل اإلرهاب حتى تطلب األمر إسقاط األنظمة بالقوة (حالة

العراق) أو ازدراء القانون الدويل يف سبيل تحقيق املصلحة الوطنية.

يف الرشط الوطني، أكد امللك محمد السادس يف يوم الهجامت نفسه،

يف برقية موجهة للرئيس األمرييك إدانته الشديدة لألعامل الوحشية

املطلق التضامن اإلنسانية، معربا عن واملبادئ القيم لكل املناقضة

للمغرب ملكا وشعبا مع الشعب األمرييك.

بعد ذلك، وخالل مدة ال تزيد عن شهرين، تم التوقيع عىل خمس

يف العربية املعاهدة منها املجال، هذا يف واتفاقيات معاهدات

املتعلق مونرتيال بروتوكول عىل والتصديق اإلرهــاب، مواجهة

بالعنف داخل املطارات، ومعاهدة روما املتعلقة باملالحة البحرية،

فضال عن العديد من االتفاقيات الثنائية، املرتبطة بالتعاون القضايئ

مع مجموعة من الدول.

للدولة الكيل االنخراط اعتبار ميكن الدويل، السياق هذا وضمن

األساسية اللبنة اإلرهــاب ضد العاملية الحرب هذه يف املغربية

سياسات صوغ مستوى عىل بعد ما يف ستأيت التي للتحوالت

3 Address to the Nation on the Terrorist Attacks, The American Presidency Project, September 11, (001, accessed on 30/5/(016, at: http://www.presidency.ucsb.edu/ws/?pid=58057

4 أليهاندرو كاستور أسبني، إمرباطورية اإلرهاب: السياسة األمريكية العابرة للقارات يف األمن واالقتصاد ومكافحة اإلرهاب، وفيقة إبراهيم (مرتجم)، (بريوت: املطبوعات للتوزيع

والنرش، )01))، ص 195.

األجهزة جعل قد االنخراط هذا أن كام داخليا، اإلرهاب مواجهة

واألفريقية الغربية نظرياتها مع تعاونها أكرث تعزز املغربية األمنية

والعربية، وتستوعب األبعاد الجديدة للظاهرة اإلرهابية، عىل الرغم

واملجتمعية الرسمية األوساط داخل آنذاك السائد االقتناع أن من

عىل السواء، كان اعتبار املغرب كحالة "استثناء" تجاه املوجة العاملية

للتطرف واإلرهاب، وهو االقتناع الذي سيثبت التطور هشاشته.

اإلرهابية الرضبة تاريخ ،(003 مايو أيار/ 16 لحظة أعادت لقد

الواجهة متاسك فكرة إىل املغربية، البيضاء الدار التي هزت مدينة

"االستثناء املغريب"، فام وقع من عنف كان حاسام يف تكريس صوغ

السياسات من العديد لتدبري جديدة أساليب بلورة تعيد مشاريع

هو كام الديني، والتطرف اإلرهاب بقضايا العالقة ذات العمومية

الشأن بالنسبة إىل السياسات الترشيعية واألمنية والدينية.

وإذا كان الخطاب الرسمي قد حاول جاهدا إبعاد األسباب االجتامعية

تربيرية ألحداث نزعة تنامي مخافة اإلرهابية، للظاهرة تحليله يف

العنف الديني، فإن اإلسرتاتيجية الشمولية التي أعلنت عنها الدولة

يف مواجهة التطرف قد استحرضت البعد االجتامعي، وهذا ما سيتأكد

إطارا باعتبارها البرشية، للتنمية الوطنية املبادرة توقيت يف بقوة

جديدا للتدخل االجتامعي للدولة، التي أعلن عنها بعد سنتني فقط

من تاريخ الرضبة اإلرهابية للدار البيضاء.

عليها أقدمت التي الترشيعية السياسة محددات عن الحديث إن

واملرشوع العامة املرجعية استحضار دون من يستقيم ال اململكة،

الورقة أو ما تسميه الناظم لسياسات مواجهة اإلرهاب، املجتمعي

"محيط السياسة الترشيعية"، والوقوف عىل مضمون هذه السياسة،

ثم بحث مرجعياتها، والفاعلني يف صناعتها، وطرح سؤال تقييمها.

ثانيا. في المحيط،تهديد مغاربي متحرك

يف سياق إقليمي معزول عن توترات الرشق األوسط، شيئا ما، شكل

املغرب صدا منيعا أمام محاوالت استهداف أمنه من طرف الجامعات

بارشتها التي التحقيقات، أبانت مايو أيار/ 16 فبعد اإلرهابية.

األجهزة األمنية مع املشتبه بهم واملسؤولني عن التخطيط لهجامت

الدار البيضاء املغربية، أن العملية اإلرهابية تقف وراءها الفكرة أكرث

من التنظيم، وأن حالة من االقتالع الفكري وقعت لعديد من الشبان

وشبكات االتصال وسائل تولت إذ الجغرافيا؛ يغادروا أن دون من

الخطر أن تأكد ومعها بعد، عن التنسيق مهمة الحديثة التواصل

املقبل يفرتض تغيري اإلسرتاتيجية لتساير التهديدات األمنية الجديدة.

العدد 20


1. في المحيط المغاربي،تمدد القاعدة أفريقيا

يف املحيط املغاريب، سوف تجد بعض االمتدادات الحركية لتنظيامت

متوقعها إلعــادة فرصة اإلرهــاب عىل الحرب يف السيايس اإلســالم

هذا ولعل السياسية. املشاركة من بديال العنف لخيار وتأكيدها

الحال هو الذي ينطبق عىل التجربة الجزائرية، فقد شكل "األفغان

أنظمة مع مواجهة جبهات املغاريب املحيط إىل العائدون العرب"

دول املنطقة، بعد أن اتخذوا من الساحل والصحراء مراكز تدريب

لهم وتجنيد املقاتلني يف الداخل (تنفيذ هجامت إرهابية واختطافات

بؤر إىل وتصديرهم املقاتلني (تجنيد والخارج رهائن) واحتجاز

التوتر). لقد أفرزت التجربة الدميقراطية املوءودة يف الجزائر، عقب

عىل الجيش وانقالب 1991 عام الربملانية االنتخابات نتائج إلغاء

اإلسالميني، أرضية حاضنة لكل أشكال التنظيامت املسلحة يف املنطقة

املغاربية؛ ففي هذه اللحظة سوف يربز إىل العلن أول تنظيم مسلح

يف ترشين األول/ أكتوبر )199، أطلق عليه اسم الجامعة اإلسالمية

خاللها قام التأسيس، من سنوات أربع وبعد الجزائر. يف املسلحة

إىل الجزائر من فرانس" "إير طائرة اختطاف بعمليتي التنظيم

بالقنابل عىل ديسمرب )199 وهجوم األول/ كانون (( مارسيليا يف

مرتو األنفاق يف باريس يف 5) متوز/ يوليو 1995، وأعلنت الجامعة

جناحها كان التي لإلنقاذ، اإلسالمية الجبهة منافستها عىل الحرب

انقالب عىل ردا الجزائري الجيش ضد دامية حربا يخوض املسلح

األخري عىل الدميقراطية يف البالد.

بالد يف اإلرهاب عىل الحرب ستتخذ التاريخي، املحدد هذا ضمن

واحدة دولة عىل يقترص مل متسارعا جغرافيا بعدا العريب املغرب

باملنطقة املغاربية (الجزائر)، بل سيمتد إىل خارج الرقعة الجغرافية

مع القبيلة تحالف إثر أفريقية بلدان إىل أفريقيا بشامل العربية

تجار السالح واملهربني واملتشددين. يف هذا السياق، كانت الجامعة

اإلسالمية الجامعة إىل تحولت قد الجزائر يف املسلحة اإلسالمية

للدعوة والقتال(5)، فأخذت طريقها نحو تبني منوذج القاعدة.

يف سياق التوصيف التاريخي دامئا، ميكن القول إن املغرب وتونس،

بشكل خاص، استفادا من الحرب عىل اإلرهاب التي ظلت تخوضها

أن علام املسلحة، الجامعات ضد الجزائر يف العسكرية املؤسسة

هذه األخرية تجد يف املناطق الحدودية الشاسعة بني املغرب وتونس

والجزائر ومايل عىل الساحل األفريقي، مرتعا ألنشطتها ومالذا ألفرادها

بعد التضييق عليهم يف مناطق تحركاتها فوق الرتاب الجزائري.

املنطقة يف اإلرهابية التنظيامت لتشكل الزمني التمدد هذا مع

القاعدة يف بالد املغرب اإلسالمي من نواة تتأسس املغاربية، سوف

مجموعة من املقاتلني األفغان الذين التحق بهم أعضاء يف تنظيامت

"اإلسالم املسلح" يف املنطقة، غري أن مسار تطور التنظيامت املتطرفة

األوسط الرشق يف نظريتها عن تختلف العريب املغرب منطقة يف

(تنظيم الدولة اإلسالمية يف العراق والشام مثال). فإذا كانت األخرية

فإن الخالفة، دولة إلقامة تسعى باعتبارها سياسيا خطرا تشكل

أتباعها يف املنطقة املغاربية يشكلون تهديدا أمنيا وليس سياسيا، ألن

عزلتها تستنزف قدراتها السياسية. ففي الصحراء تتعاون القاعدة يف

بالد املغرب اإلسالمي أساسا مع شبكات التهريب، إذ تعد املبادالت

اإلجرامية (النقد مقابل الرهائن واملخدرات مقابل األسلحة وتقاسم

واستمرار لبقائها حاسمة أهمية ذات االستخباراتية) املعطيات

عملياتها، وهذا يولد مشكلة سمعة بالنسبة إىل تنظيم يصنف نفسه

عىل أنه جهادي(6).

تنشط يف التي اإلرهابية التنظيامت الرغم من ذلك، أظهرت وعىل

املنطقة قدرة كبرية عىل التامهي مع التحوالت التي يعيشها التنظيم

اختالف فمع حاليا)، الدولة وتنظيم سابقا القاعدة (تنظيم األم

الجغرافيا وتباين الغايات واألهداف أحيانا، فإن الصور التي تناقلتها

يف كبريا تشابها يظهر التنظيامت هذه نشاط عن اإلعالم وسائل

أسلوب عملهام وطريقة تفكريهام يوحدهام منهاج "إدارة التوحش"

الذي يعتربه الكثريون، حاليا، العقل اإلسرتاتيجي للتنظيامت املتطرفة،

بوصفه يؤسس ملعامل العمل "الجهادي" ملا بعد اعتداءات 11 سبتمرب،

عن القاعدة تنظيم لدى املرحلة هذه محطات أهم تخرج ال إذ

فكرة استدراج السياسات األمريكية لحروب خارج األرايض األمريكية،

لتفريق قواتها وإضعافها، وهنا ميكن استحضار الئحة الهجامت التي

5 تأسس هذا التنظيم يف أيلول/ سبتمرب 1998 عىل يد حسان حطاب مؤسس الجامعة اإلسالمية املسلحة، لتصبح بعدها تنظيم القاعدة يف بالد املغرب اإلسالمي يف )) كانون الثاين/

يناير 007).

6 جان بيري فليو، "هل تصبح القاعدة أفريقية يف منطقة الساحل"، أوراق كارنيغي، العدد )11 (أيار/ مايو 010))، ص )1.



تحركها وإندونيسيا)، (السعودية وإسالمية عربية دول استهدفت

الدعوة إىل إقامة إمارات إسالمية تطبق فيها الرشيعة(7).

2. في السياق الداخلي:إستراتيجيات متقاطعة

اإلرهابية للظاهرة األمنية التهديدات فرضت الوطني، السياق يف

العابرة التعاطي مع مخاطر هذه الجرمية تبني مقاربة مختلفة يف

للحدود. وقد اتخذت اإلسرتاتيجية املتبعة من مثلث: نهج سياسات

اجتامعية وتعزيز الرضبات االستباقية ضد الخاليا اإلرهابية وتطوير

ضد وطنية إلسرتاتيجية التأسيس مفاتيح أهم القانونية الرتسانة

اإلرهاب، مستندة يف ذلك إىل ما ميكن اعتباره مرجعية قيمية عميقة

لهذه السياسات، أال وهو "املرشوع املجتمعي الدميقراطي الحدايث"،

والذي طاملا قدمته الخطب امللكية ملحمد السادس كإطار عام ناظم

للسياسات والربامج والتدخالت، وهو توجه يبدو - منذ الوهلة األوىل

- مناقضا متاما لتاريخ املؤسسة التقليدي "املخزين"، لكن ذلك ال ينفي

دعام البالد يف الحدايث التيار مع امللكية املؤسسة تحالف حقيقة

لخيارات مؤسسة تعترب نفسها بقوة الدستور املغريب، يف الفصل األول

منه، "نظام ملكية دستورية دميقراطية برملانية واجتامعية".

ترسيخ قوامه "مجتمع حدايث بناء أعينه املرشوع نصب يضع هذا

وإعادة إدارتها أساليب وتحديث وعقلنة وتجديد والقانون الحق

املدين املجتمع دور وتفعيل واملجايل االجتامعي للتضامن االعتبار

وإطالق والخاص العام االستثامر وحفز االقتصادي النمو وإنعاش

تشغيل أولوياته صلب يف يضع اقتصادي وإقالع شمولية تنمية

واملناطق االجتامعية والرشائح القروي بالعامل والنهوض الشباب

املعوزة وتأهيل املوارد البرشية"، وذلك انطالقا من استيعاب "حقيقة

مجتمعنا يف سياقه التاريخي والعمل عىل تغيريه نحو األرقى واألفضل

وقادرة الجاهزة واملقوالت الجوفاء الشعارات عن بعيدة بواقعية

عىل التفاعل مع متغريات العرص"(8).

وتقف بالتاريخ مثقلة مفاهيمية تفاصيل يف الخوض دون ومن

السيايس الخطاب يف و"الرعية" "املواطنة" تناقضات عىل طويال

من بشكل يظل "املواطنة" مفهوم فإن باملغرب، املليك للنظام

األشكال إحدى نقاط االرتكاز القيمية التي طاملا أكدها هذا املرشوع

املجتمعي الذي عرب امللك عن أن الجميع مسؤول عن بنائه الجامعي؛

فرادى وجامعات، سلط وهيئات، أحزاب وجمعيات، وذلك باعتبار

املرشوع مرشوعا لألمة بأرسها.

منترص حامدة اإلسالم"، يف اختطاف القاعدة: وتنظيم العريب "الربيع 7 منترص حامدة، وآخرين، ربيع القاعدة (ديب: مركز املسبار للدراسات والبحوث، )01))، ص )).

8 الخطاب املليك الذي قدم يف أعقاب عمليات 16 أيار/ مايو 003) اإلرهابية.

التوجهات تحديد هي هنا، امللكية املؤسسة وظيفة كانت وإذا

الدستورية، املؤسسات عىل فإن املجتمعي، املرشوع لهذا الكربى

والهيئات السياسية، والقوى الحية يف البالد، أن تقوم بتجسيد هذه

التوجهات عىل أرض الواقع، من خالل برامج مضبوطة يف أهدافها،

ووسائل متويلها، وآماد إنجازها وتقييمها.

نتناوله الذي لألمن، األعىل املجلس يحرض السياق، هذا وضمن

بالتفصيل الحقا، كواحد من محددات هذا التدخل املليك يف توجيه

السياسات األمنية يف مجال مكافحة اإلرهاب، ترشيعا عرب صوغ القوانني

واإلسرتاتيجيات الكربى، وتنظيام عرب مأسسة أمنية قادرة عىل مواكبة

التهديدات التي تحدق بأمن الدولة الداخيل والخارجي. إن الصالحيات

التنفيذية التي جاءت بها الوثيقة الدستورية لسنة 011)، تجعل امللك

بصفته فاعال أساسيا يف الحياة السياسية املغربية، يف مقدمة الفاعلني

الرئيسني يف عملية صوغ القرار األمني، ويتعلق األمر بصالحيات تجعل

املؤسسة امللكية يف قلب صناعة العقيدة األمنية باململكة.

لقد ركزت املحاور األساسية إلسرتاتيجية مكافحة اإلرهاب، وهي تنطلق

من خلفية هذا املرشوع املجتمعي الناظم ألداء السلطات العمومية، عىل

سياسة مواكبة متثلت يف إعادة هيكلة الحقل الديني، وعىل سياسة أمنية

رادعة واستباقية تهتم بهاجس املعلومة، فضال عن السياسة الترشيعية.

أحداث ثم أمريكا، يف سبتمرب من عرش الحادي أحداث وشكلت

للمرشوع املبارشة الخلفية البيضاء، الدار يف (003 مايو أيار/ 16

الذي عرف رسميا بإعادة هيكلة الحقل الديني، والذي ميكن اعتباره

سياسة متكاملة يف املجال الديني، بأجندة واضحة وفاعلني محددين

أن الخطاب وأهداف معلنة ومجموعة من اإلجراءات املدققة، مع

إعادة وبني اإلرهابية األحداث بني الرتابط ينفي هذا الرسمي ظل

بناء هذه السياسة.

ويشكل الخطابان امللكيان بتاريخ 30 نيسان/ أبريل )00)، ثم بتاريخ

السياسة هذه لتطبيق طريق خارطة ،(008 سبتمرب أيلول/ (7

العدد 20


اعتامدا وتعزيزها، مغربية دينية هوية تكريس عىل تعتمد التي

عىل تجسيد سياسة "للقرب" الديني، وضبط الفاعلني الدينيني وآليات

إىل تدعو كديانة اإلسالم يقدم تصور أي ورفض الدينية، املامرسة

الجهادية السلفية واعتبار العنف، وتبني اآلخر ومحاربة التطرف،

مدانة باعتبارها أيديولوجيا ال عالقة لها مع الديانة اإلسالمية السمحة.

سنتي ستشكل (003 مايو أيــار/ 16 يف اإلرهابية الرضبة قبل

املغربية األمنية لألجهزة األولية االختبارات لحظة (00( / (001

متطرفة مجموعات من القادمة الجديدة، التهديدات مواجهة يف

صغرية، إما يف شكل حريك أو يف صيغة "خاليا نامئة".

مايو أيــار/ 16 بعد ما مآالت بتتبع مهتمني باحثني إىل بالنسبة

اإلرهابية، فإن تلك اللحظة شكلت رهان إعادة صوغ سياسة أمنية

وقائية، فعالة، وذلك عن طريق ثالثة محددات:

لكل الشخصية للمعلومات واسعة ضبط إعادة يف يتجىل األول،

املنتسبني أو املفرتض انتسابهم للتيار السلفي الجهادي.

األجهزة للتنسيق بني مختلف آليات جديدة تبني يتمثل يف الثاين،

بالتعريف حرب اعتبارا من كون الحرب ضد اإلرهاب هي األمنية،

"معلومة"، وحرب "استخبار". وهذا التنسيق له مستويان:

،DGST الوطني الــرتاب ملراقبة العامة اإلدارة يشمل داخــيل:

واالستعالمات العامة لإلدارة العامة لألمن الوطني DGSN، ومديرية

أخرى جهة من ثم جهة، من للداخلية التابعة الداخلية الشؤون

الوطني، واإلدارة الرتاب العامة ملراقبة اإلدارة املكثف بني التنسيق

.DGED العامة للدراسات واملستندات

خارجي: يشمل التنسيق بني األجهزة املغربية وباقي األجهزة األمنية

الخارجية األوروبية والعربية، خاصة عىل أساس تبادل املعلومات.

من سواء وتحديثها، العمل ووسائل آليات تطوير يشمل الثالث،

الناحية املادية واللوجستيية أو من الناحية البرشية.

العديد الجديدة األمنية السياسة هذه تشهد الوقت، ذلك ومنذ

ما ال تسمح واآلليات، وهو التصورات التحوالت، عىل مستوى من

إشكالية الورقة بالدخول يف تفاصيله.

واجهة السيايس البعد شكل واألمنية، الدينية املقاربة عن وفضال

تعميق عرب "املاكرو" الجانب يف سواء اإلرهاب، ملواجهة أساسية

مسارات اإلصالحات الدميقراطية، أو يف الجانب "امليكرو" عرب تشجيع

عملية إدماج رموز ما كان يعرف بـ "السلفية الجهادية" ودفع العديد

من مكونات هذا التيار إىل الدخول يف مراجعات فقهية وسياسية.

ثالثا. في المضمون:المغرب ومكافحة اإلرهاب

منذ أحداث 16 أيار/ مايو اإلرهابية، توالت عمليات تفكيك الخاليا

الدولة ونهجت املغربية. باململكة املناطق مختلف يف اإلرهابية

عمليات استباقية، شملت اعتقال مشتبه فيهم لعالقاتهم بتنظيامت

باملحاكامت املتعلقة اإلجراءات استندت وقد ومحاكمتهم. إرهابية

إىل مقتضيات قانون اإلرهاب 03.03، التي حددت خصائص الجرمية

لهذا املقررة والعقوبات فيها بالبت املختصة والجهات اإلرهابية

سوف الحقة، مرحلة ويف الخطرية. الجامعية األعامل من النوع

يضطر املرشع إىل صوغ فصول جديدة من القانون الجنايئ من أجل

استيعاب ظواهر إرهابية مستجدة، مثل تجنيد مقاتلني أو التحاقهم

بالقتال ضمن تنظيامت تصنف يف خانة اإلرهاب.

1. القانون رقم 03.03 المعروف بقانون مكافحة اإلرهاب

يف كبري بشكل الترسيع يف ،(003 مايو أيار/ 16 أحداث ساهمت

إخراج القانون رقم 03.03،(9) إىل حيز الوجود، إذ تم التصديق عليه

ليتم نرشه بعد يف أجواء ما بعد الرضبة اإلرهابية، يف مدة وجيزة،

ذلك يف الجريدة الرسمية برسعة قياسية.

وكان مرشوع هذا القانون، قد واجه معارضة قوية، سواء من طرف

حزب العدالة والتنمية، أو من طرف الحركة الحقوقية، قبل أن يسعفه

سياق ما بعد 16 أيار/ مايو، فتم التصديق عليه مبا يشبه اإلجامع الربملاين.

جنائية سياسة تبني إىل املغريب املــرشع عمد القانون، هذا يف

(18 باملادة ملحقة فصول تسعة وصاغ اإلرهاب، ملواجهة جديدة

9 انظر "قانون اإلرهاب" يف اململكة املغربية، شوهد يف 016/6/5)، يف:http://bit.ly/1O96f0V



الجرائم تحديد عىل مبوجبها عمل الجنايئ، القانون مجموعة من اإلرهابية، بشكل فردي أو جامعي، وعدد حاالتها والعقوبات املقررة لها، بوصفها جرائم تهدف إىل املس الخطري بالنظام العام، باستخدام

أدوات التخويف والرتهيب والعنف.

إذا كان هذا القانون قد جاء لسد فراغ ترشيعي، فإن السياق الدويل

أدى دوره يف ترسيع وترية وضع ترشيعات مناهضة لإلرهاب، تجاوبا

ملكافحة ومعاهدات الدويل املجتمع تجاه املغرب التزامات مع

اإلرهاب، التي يعد طرفا فيها.

وعمد املرشع املغريب إىل إجراء تعديالت جوهرية يف نصوص القانون

الجنايئ، "وذلك مبا يسمح بإضافة أمناط إجرامية جديدة، تحمل خصائص

الجرمية اإلرهابية مع تشديد العقوبات، عىل بعض الجرائم التي تناولها

القانون الجنايئ إذا ارتكبت بدافع إرهايب"(10). وقد ساق املرشع اإلطار

العام ملفهوم الجرمية اإلرهابية ورشوط تكوينها املادي أو املعنوي، من

دون أن يغفل تجفيف منابع متويلها، سواء عرب مسطرة تجميد الحركات

املالية أو الحجز عىل األموال املشتبه يف عالقتهم بتمويل اإلرهاب.

2. تشريعات مختلفة بنزعة وقائيةشملت اإلجراءات األمنية الوقائية، كذلك، إدخال مجموعة تعديالت أجهزة بعض الرسية عن لرفع طابع الجنائية، املسطرة قانون عىل تعديل سيتم إذ اإلرهاب؛ قضايا عىل مبارشة تشتغل التي األمن قانون املسطرة الجنائية املغريب، لتمكني عنارص إدارة حامية الرتاب الوطني، بوصفه جهازا ملخابرات داخلية، من حمل الصفة الضبطية مبوجب املادة 0) من قانون املسطرة الجنائية، وتحصني أعامل الجهاز أدخلت العامة املختصة، وقبل ذلك النيابة بالقانون، تحت إرشاف شأنها من وتدابري آليات تتضمن تعديالت الجنائية املسطرة عىل املساهمة يف محاربة الظاهرة اإلرهابية، منها عىل الخصوص، "سحب جواز السفر وإغالق الحدود، والتقاط املكاملات واالتصاالت املنجزة تفتيش يف الرشوع وإمكانية وحجزها، وتسجيلها االتصال، بوسائل أو السادسة صباحا الساعة قبل استثنائية، املنازل ومعاينتها بصفة بعد التاسعة ليال، بإذن كتايب من النيابة العامة إذا تعلق األمر بجرمية 96 إىل اإلرهابية الجرائم يف النظرية الحراسة مدة ورفع إرهابية،

ساعة قابلة للتمديد مرتني"(11).

وألجل "تحييد" كل إمكانيات متويل الجرائم اإلرهابية، استبق املرشع يقيض ،1(5.1( رقم قانون مرشوع بطرح اإلرهاب، قانون تعديل

الترشيع املرجعيات باملغرب، األمنية السياسات عىل الرقابة الحافظي، 10 إحسان والنخبة السياسية، أطروحة لنيل الدكتوراه يف الحقوق، جامعة الحسن األول بسطات، 015)،

ص 66).

11 املادة 108 من "قانون املسطرة الجنائية" يف املغرب، شوهد يف 016/6/5)، يف:http://bit.ly/1r89XwB

بتغيري مجموعة القانون الجنايئ يف الجانب املتعلق مبكافحة غسيل

أبريل من نيسان/ املختصة، يف دورة الربملانية اللجنة األموال، عىل

الترشيعية الوالية برسم ،(013 - (01( الثانية الترشيعية السنة

التاسعة. وتم إقراره باإلجامع بعد تضمينه تعديالت محدودة.

ومنع األمــوال تبييض عمليات عىل املراقبة تشديد تم وبذلك،

استخدامها يف متويل أفعال إجرامية، إذ تضمن مواد مكملة للنصوص

املتعلقة بجرائم اإلرهاب، وذلك بإضافة مادتني فريدتني، تنص األوىل

عىل اعتبار متويل اإلرهاب فعال إرهابيا سواء وقع الفعل اإلرهايب أم

مل يقع، بينام حددت املادة الثانية، ماهية عوائد اإلرهاب واملمتلكات

املرتبطة بها، سواء كانت عقارية أو منقولة، مملوكة لشخص واحد

ملكية تثبت التي القانونية، الوثائق أو العقود وكذا مشاعة، أو

هذه املمتلكات أو الحقوق املرتبطة بها، أيا كانت دعامتها مبا فيها

اإللكرتونية أو الرقمية.

3. مشروع قانون رقم 86.14 المتعلق بااللتحاق بمناطق التوتر اإلرهابي

إذا كان قانون اإلرهاب 03.03 يشرتط أن يهدف الفعل اإلرهايب إىل

لدعم التوتر ببؤر االلتحاق تواتر فإن العام، بالنظام الخطري املس

التنظيامت اإلرهابية، بات يشكل يف حد ذاته تهديدا لألمن الداخيل

للدولة، وهو ما فرض وفق مقاربة قانونية وجنائية، تحيني النصوص

املتحولة اإلرهابية للجرمية الجنايئ التكييف لـ "إعادة الترشيعية،

املتعددة ووسائلها الرتابية، وامتداداتها وأشكالها مضامينها يف

لالستقطاب والتجنيد".

وهكذا، قبل شهور معدودة، جاء مرشوع القانون رقم )86.1 املتعلق

بتجريم االلتحاق ببؤر التوتر- الذي ال يزال داخل املسطرة الترشيعية

بالغرفة الثانية يف الربملان املغريب- لتجويد النصوص الجنائية املتعلقة

مبكافحة اإلرهاب، وقد حرص املرشع عىل تطوير بنية النص األصيل،

وما اإلقليمية، التوترات أظهرته الذي الترشيعي الفراغ سد بهدف

إذ اإلرهابية، للتنظيامت ودعاية وتنقل تجنيد حركات من أفرزته

محاولة أو االلتحاق أفعال اإلرهــايب، الجرائم من تعترب أصبحت

منظم، غري أو منظم إطار يف جامعي، أو فردي بشكل االلتحاق

بكيانات أو تنظيامت أو عصابات أو جامعات إرهابية أينام وجدت()1).

12 متت إضافة هذه املواد يف مرشوع قانون رقم )86.1، يراجع القانون الجنايئ املغريب. وتقيض املادة بتجريم االلتحاق بجامعات إرهابية أو تلقي تدريبات داخل أو خارج املغرب، وكذا تجريم الدعاية لإلرهاب والتحريض عليه. انظر "مرشوع قانون رقم )86.1"، شوهد يف

016/6/5)، يف:http://bit.ly/1TV(syQ

العدد 20


ونص املرشع عىل اعتبار تلقي التدريب داخل أرض الوطن أو خارجها،

أو محاولة ذلك، بقصد ارتكاب أفعال إرهابية داخل اململكة أو خارجها،

يصنف ضمن خانة الجرائم اإلرهابية، ومثل ذلك تجنيد أو تدريب أو

تكوين شخص أو أكرث، من أجل االلتحاق بكيانات أو جامعات إرهابية

داخل أرايض اململكة املغربية أو خارجها. وتشمل األفعال اإلرهابية،

وفقا ملرشوع القانون رقم )86.1، الدعاية أو اإلشادة أو الرتويج لكيانات

إرهابية، أو بإقناع الغري بارتكاب جرمية إرهابية(13).

وحافظ املرشع عىل حق املتهمني يف إثبات أنهم عوقبوا بسبب أعاملهم

اإلجرامية يف الخارج، بحكم حائز لقوة اليشء املقيض به، عىل قاعدة

أنه ال يعاقب الشخص مرتني عىل فعل ارتكبه. وأجاز املرشع متابعة

أو الوطني الرتاب داخل يوجد سواء مغريب، شخص كل ومحاكمة

خارجه، أو أجنبي فوق الرتاب الوطني من أجل ارتكابه جرمية إرهابية

خارج اململكة بغض النظر عن أي مقتىض آخر. وأقر الترشيع األمني

املتعلق مبكافحة اإلرهاب، عقوبات سجنية ترتاوح بني خمس سنوات

بعقوبة االحتفاظ املذكورة، مع األفعال وخمس عرشة سنة، ملعاقبة

اإلعدام أو السجن املؤبد املقررة كعقوبة للجرمية اإلرهابية األصلية.

يستهدف هذا النص القانوين، املتمم ألحكام قانون اإلرهاب، تحيني

استباقية مواجهة بهدف القضايئ، واالختصاص الجنائية املنظومة

لتطور الجرمية اإلرهابية، بغرض مواجهة ظاهرة االلتحاق أو محاولة

االلتحاق مبعسكرات تدريبية بالخارج، علام أن االجتهاد القضايئ سار

التوتر أو محاولة القيام بذلك، يعد عىل اعتبار أن االلتحاق مبواقع

فالترشيع إرهايب. يحركه مرشوع الفاعل أن باعتبار إرهابية جرمية

يروم تجريم التنقل إىل معسكرات التكوين اإلرهابية، بوصفها فضاء

لرتويج الفكر اإلرهايب ونرش العنف.

4. انضمام المغرب للعديد من االتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة اإلرهاب

سبق للمغرب أن صدق عىل عدد كبري من االتفاقيات الدولية ذات

العالقة مبحاربة اإلرهاب، سواء تلك املرتبطة بالجرائم املرتكبة عىل

منت الطائرات، أو بقمع االستيالء غري املرشوع عىل الطائرات، أو بشأن

أو النووية، للمواد املادية الحامية أو بشأن الرهائن، مناهضة أخد

بشأن قمع األعامل املوجهة ضد سالمة املنشآت الثابتة املوجودة عىل

الجرف القاري، أو بقمع الهجامت اإلرهابية بالقنابل، أو مبنع متويل

اإلرهاب، باإلضافة إىل التصديق عىل مجموعة من االتفاقيات الثنائية

املتعلقة بالتعاون القضايئ يف املادة الجنائية وتسليم املجرمني ونقل

األشخاص املحكوم عليهم.

13 املرجع نفسه.

رابعا. في المرجعيات، التراكم المعياري

من سواء اإلرهاب، مواجهة يف املغربية الترشيعية السياسة تبدو

حيث املضامني أو التوقيت، منخرطة يف سياق عاملي، فرضته التحوالت

سبتمرب من عرش الحادي بعد الدويل املجتمع عرفها التي الكربى

001)، لكنها كذلك ميكن أن تقرأ كجواب عىل سياق وطني ضاغط.

أكرث أصبحت الحدود فإن الوطني، والسياق الدويل اإلطار وبني

هشاشة وتداخال، إذ التحدي اإلرهايب أصبح عابرا لألوطان والدول.

املتحدة األمم إسرتاتيجية املتحدة لألمم العامة الجمعية اعتمدت

العاملية ملكافحة اإلرهاب يف 8 أيلول/ سبتمرب 006). وهذا ميثل املرة

إسرتاتيجي وعاملي إطار األعضاء عىل الدول فيها تتفق التي األوىل

ليك ملموسة تدابري اإلسرتاتيجية وتحدد اإلرهاب. ملكافحة شامل

األوضاع معالجة أجل: من وجامعيا فرديا األعضاء الدول تتخذها

وتعزيز اإلرهاب، ومكافحة ومنع اإلرهاب، انتشار إىل تفيض التي

قدرتها الفردية والجامعية عىل القيام بذلك، وحامية حقوق اإلنسان

والتمسك بسيادة القانون يف مكافحة اإلرهاب. وتدعو اإلسرتاتيجية

لتنفيذ أحكام العمل مع منظومة األمم املتحدة الدول األعضاء إىل

ذاته كيانات الوقت الواردة يف اإلسرتاتيجية وتدعو يف العمل خطة

األمم املتحدة إىل مساعدة الدول األعضاء يف جهدها()1).

وقبل ذلك، وبعده، أصدرت الجمعية العامة لألمم املتحدة، العديد

يف األساسية والحريات اإلنسان حقوق حامية بشأن القرارات من

سياق محاربة اإلرهاب، يف سنوات 005)، 006)، 013).

إرشاف تحت الدولية القانونية الصكوك من العديد اعتمدت كام

األمم املتحدة واملنظامت الحكومية الدولية املتصلة بها. وتعد أغلبية

14 نص القرار كام اعتمدته الجمعية العامة لألمم املتحدة من أجل مكافحة اإلرهاب، 8 أيلول/ سبتمرب 006)، شوهد يف 016/5/30)، يف:

http://www.un.org/arabic/terrorism/strategy-resolution.shtml



متعددة إجراءات قانونيا التخاذ إطارا الصكوك سارية وتوفر هذه

تشمل محددة، إرهابية أعامل وتجريم اإلرهــاب ضد األطــراف

اإلرهابية، القنابل وتفجريات الرهائن، وأخذ الطائرات، اختطاف

عن صادرة قرارات وتكملها النووي. واإلرهاب اإلرهاب، ومتويل

الجمعية العامة وقرارات صادرة عن مجلس األمن.

وتعترب لجنة مكافحة اإلرهاب ومديريتها التنفيذية ملكافحة اإلرهاب

مسؤولتني عن رصد قراري مجلس األمن وتنفيذهام، وتيسري تقديم

املساعدة التقنية إىل البلدان التي تطلبها.

املرجعيات أن يعني ال الغني، املعياري اإلطار هذا استحضار إن

لإلرهاب، املواجه الترشيع صناعة يف األسايس املحدد هي الدولية

القوانني الحاسمة يف وضع الوطنية هي السياقات كانت ما فغالبا

ذات الصلة مبواجهة الظاهرة اإلرهابية.

بتجريم املتعلق ،86.1( رقم القانون فمرشوع املثال سبيل وعىل

األمن مجلس تصديق قبل تبلور اإلرهايب، التوتر مبناطق االلتحاق

التنظيامت إىل االنضامم يحظر قرار عىل املتحدة لألمم التابع

اإلرهابية، ويشجع الدول عىل منع هذه االلتحاق بها.

ويف املقابل، فإن تقديم الحكومة ملرشوع قانون رقم )1.)15 الذي

ارتبط قد ،(013 فرباير شباط/ يف األموال، غسل مبكافحة يتعلق

وبحرص ،GAFI املايل العمل مجموعة بتصنيفات مبارش بشكل

املغرب عىل الوفاء بالتزاماته الدولية ومطابقة املنظومة الوطنية يف

مجال غسل األموال ومتويل اإلرهاب للمعايري الدولية.

خامسا. في الفاعلين، نحو مأسسة العقيدة األمنية

ترشيعية يقظة املعقدة اإلرهابية الظاهرة فرضت تحوالت لقد

مستمرة ودامئة، يف كل املستويات؛ كام أن ارتباط الحوار العمومي

والنجاعة، الفاعلية بني املالمئة بهاجس الترشيعية السياسة حول

املؤسسة جعل اإلنسان، حقوق حامية مقاربة تهميش دون من

الترشيعات أساسيا يف صناعة دورا تؤدي اإلنسان لحقوق الوطنية

املواجهة لإلرهاب.

وهكذا يبدو الربملان واملجلس الوطني لحقوق اإلنسان، أبرز الفاعلني

يف النواب مجلس مناقشة فبمناسبة الترشيعات، هذه صناعة يف

املتعلق ،86.1( رقم قانون ملرشوع ،(01( ديسمرب األول/ كانون

املعارضة فرق طالبت اإلرهايب، التوتر مبناطق االلتحاق بتجريم

بإحالة هذا املرشوع عىل املجلس الوطني لحقوق اإلنسان، الذي قدم

رأيه يف املوضوع من زاوية املقاربة الحقوقية.

وقبل ذلك بسنة، كان املجلس الوطني لحقوق اإلنسان، قد عرب عن رأيه يف

إطار املبادرة الذاتية، حول مرشوع قانون يتعلق مبحاربة غسيل األموال.

وهنا ال بد من اإلشارة إىل أن املخرجات النهائية للسياسة الترشيعية

باملالحظات متفاوت بشكل النهاية يف تثأثر مبوضوعنا الصلة ذات

الحكومة أن املالحظ أن كام الوطنية. املؤسسة هذه تقدمها التي

املتعلقة بقوانني مواجهة الترشيعية املبادرات عمليا تبدو وراء كل

اإلرهاب، وذلك عرب كل من قطاعي العدل أو الداخلية أو املالية.

من جهة الفاعلني دامئا، يحرض املجلس األعىل لألمن(15) بصفته هيئة

الداخلية والخارجية، ويشكل هذا األمنية السياسات للتشاور حول

تحوال )5 منه، الفصل يف املغريب الدستور عليه نص الذي اإلطار

يف األسايس الفاعل بصفتها األمن، لقضايا الدولة مقاربة يف نوعيا

الجديدة، واملخاطر التهديدات ملواجهة األمنية السياسات بلورة

وهي مقاربة تروم مأسسة إنتاج السياسات األمنية من خالل تصور

مواجهة الزجرية يف القانونية الترشيعات تطوير إىل جانب يراهن

اإلرهاب عىل اعتامد آليات كفيلة بتجفيف منابع متويله ومنع كل

محاوالت التجنيد الداخيل قصد التصدير إىل بؤر التوتر التي تتحكم

فيها التنظيامت املتطرفة.

أعىل مجلس "يحدث املغريب، الدستور من 5( الفصل نص ووفق

الداخيل األمن إسرتاتجيات بشأن للتشاور هيئة بصفته لألمن،

والخارجي للبالد، وتدبري حاالت األزمات والسهر عىل مأسسة ضوابط

الحكامة األمنية الجيدة".

يف املجلس دور عن لألمن، األعىل للمجلس املؤطر النص يتحدث

حاالت وتدبري للبالد والخارجي الداخيل األمن إسرتاتيجيات إعداد

التعاطي يف الحديثة األساليب اعتامد الحكامة وتقتيض األزمات.

املعلومة امتالك اإلرهابية، من خالل رسعة الظاهرة مع االستباقي

األعامل ملصلحة تراجعت الزجرية األمنية فالعمليات األمنية.

يعتمد معارص أمني منظور من األزمات، حاالت وتدبري الوقائية،

مقاربة استباقية تقوم عىل التوقع وتقدير املخاطر.

ونسوق كمثال عىل تغري اإلسرتاتيجية يف ما يخص التعاطي مع هذه

املركزي املكتب إحداث (اإلرهاب)، الجديدة املخاطر من النوعية

15 مؤسسة دستورية نص عليها الدستور املغريب الجديد (011)) بصفتها جهازا تشاوريا مهمته وضع السياسات العمومية األمنية وتنفيذها يف مجال األمن الداخيل والخارجي. وقد الخارجي، لألمن األعىل املجلس الفرنيس نظريه من املجلس فكرة املغريب املرشع استلهم من الدولة بحامية الكفيلة الخطط ووضع األمنية السياسات تنفيذ مهمة يزاول الذي

التهديدات الخارجية.

العدد 20


لألبحاث القضائية(16)، التابع للمديرية العامة ملراقبة الرتاب الوطني،

بقرار وزاري مشرتك بني وزاريت الداخلية والعدل الحريات، إذ أوكل

إليه مهمة مواجهة الجرمية املنظمة وكل الجرائم املاسة بأمن الدولة

الداخيل والخارجي.

سادسا. في التقييم،نقد التشريع ضد اإلرهاب

مواجهة مجال يف الترشيعية السياسة تقييم سؤال يطرح عندما

املنهجي االحتياط من بنوع التذكري الــالزم من فإنه ــاب، اإلره

الرضوري، بأن هذه السياسة ال ميكنها وحدها أن تشكل حصنا منيعا

ضد الخطر اإلرهايب، من دون تظافر مقاربات أخرى مهمة وحاسمة،

العام السيايس وبالرشط األمنية، بالجوانب العالقة ذات وبخاصة

الذي يفرتض فيه بناء حالة مجتمعية وثقافية إجامعية، يبقى الخيار

اإلرهايب داخلها خيارا معزوال وهامشيا.

يف محاولة لتقييم تجربة الترشيع األمني يف مجال مكافحة اإلرهاب

باملغرب، ميكن القول إيجابيا إن السلطة استطاعت أن تعتمد مقاربة

قضائية، تؤطرها نصوص ترشيعية، مواكبة لتطور الجرمية اإلرهابية وما

أفرزته من متثالت جديدة كان لزوما تجرميها، من قبيل تجريم التنقل

بها. وقد الدعاية لألعامل اإلرهابية واإلشادة التوتر ومعاقبة بؤر إىل

أظهرت التجربة الترشيعية يف املغرب أن الدولة استبقت الزجر مبقاربة

وقائية قضائية. غري أن ما يؤخذ عىل التجربة بعض الخلط الذي وقع فيه

املرشع أثناء صوغه لنصوص قانونية كان الغرض منها مكافحة اإلرهاب،

فتحولت إىل أداة للتضييق عىل الحريات وحتى الوعظ واإلرشاد.

إن الوعي بتعولم السياسات الترشيعية املواجهة لإلرهاب، وبطبيعتها

القانونية األرضية وبنجاعة املستمرة، تحوالته مع واملتكيفة املرنة

من حيث املضمون واإلجراءات يف مكافحته، ال مينع من الوقوف يف

النهاية عىل "حدود" الترشيع والقانون- لوحده - يف الحد من ظاهرة

تشكل يف عمقها تحديا جديا وعميقا للدولة وللقانون وللدميقراطية.

الداخلية وزاريت بني مشرتك بقرار القضائية لألبحاث املركزي املكتب إحداث 16 تم والعدل والحريات سنة )01). وهو عبارة عن جهاز أمني تابع للمديرية العامة ملراقبة الرتاب األبحاث وإجراء اإلرهاب بتهم بهم املشتبه تتبع مهمته داخيل) مخابرايت (جهاز الوطني والتحقيقات األمنية. وساهم املكتب منذ تأسيسه يف تفكيك 0) من الخاليا اإلرهابية باملغرب تضم عرشات املتهمني، كانت تعد الرتكاب أعامل إرهابية أو تجنيد مقاتلني لاللتحاق بصفوف بالجهاز إىل تكوين عال يف كل من العاملون الدولة اإلسالمية (داعش). وقد خضع تنظيم فرنسا والواليات املتحدة األمريكية، واختصاصاته منظمة مبوجب القانون الجنايئ املغريب وهي الداخيل أو جرمية إرهابية. الدولة بالتدخل عند محاولة املس بأمن تتعلق بكل ما يرتبط

ويشتغل املكتب املركزي تحت إرشاف قضايئ أيضا.

ومع ذلك، فإنه ميكن، انطالقا من أرضيات ترشيعية مقارنة، استخالص

املعامل املعيارية الكربى للمقتضيات الجنائية يف املادة اإلرهابية، وهو

ما قد ميكن، من ثم، من بناء مؤرشات لتقييم اإلطار الترشيعي، سواء

عىل املستوى املوضوعي أو عىل مستوى اإلجراءات.

إن تقييم السياسة الترشيعية ذات الصلة مبواجهة اإلرهاب، يف الحالة

املغربية، يبقى مامرسة مكرسة، سواء من خالل مؤسسات وطنية مثل

املجلس الوطني لحقوق اإلنسان، مبا يف ذلك خالل صيغته السابقة

كمجلس استشاري لحقوق اإلنسان، أو من خالل انخراط املغرب يف

نظام دويل للمسائلة الحقوقية، إما عرب تلقي العديد من املالحظات

والتوصيات من طرف هيئات املعاهدات، أو أصحاب الواليات برسم

اإلجراءات الخاصة أو يف إطار االستعراض الدوري الشامل.

يف املقابل، وجهت العديد من املالحظات لإلطار الترشيعي ملكافحة

بحقوق املعنية اللجنة من طرف ،03.03 القانون وخاصة اإلرهاب،

واملقرر الطفل، حقوق ولجنة التعذيب مناهضة ولجنة اإلنسان،

الخاص مبسألة التعذيب، والفريق العامل املعني باالحتجاز التعسفي.

الذين الحظوا عىل الحقوقيني الفاعلني االنتقادات كام شملت هذه

اإلطار الترشيعي املرجعي ملحاربة اإلرهاب، عدم وضعه تعريفا دقيقا

ملكافحة اإلرهاب واكتفائه بتحديد بعض مالمح هذا التعريف وطبيعته

اإلرهابية، كام ورد للجرمية التكوينية العنارص النص عىل من خالل

يف الفصل 18) منه، والتي تحيص األفعال اإلجرامية وتضعها يف خانة

اإلرهاب، كلام تعلق األمر مبرشوع عمدي فردي أو جامعي يهدف إىل

املس الخطري بالنظام العام، بواسطة التخويف أو الرتهيب أو العنف.

الذي االلتباس تجاوز غايتها املفاهيم تدقيق دعوات كانت وإذا

حامية وعامة، مجردة بصفة القانونية القاعدة تطبيق يصاحب

لحقوق األفراد وضامنا لحرياتهم الفردية والجامعية، فإن حامية صك

الحقوق ال ميكن أن يشكل أيضا مربرا لتقييد تدخالت الدولة يف مجال

يف الحقوق كل عىل مقدم الحياة يف الحق ألن اإلرهاب، مكافحة

الرشيعة كام يف الرشعة الدولية.



المصادر والمراجعأسبني، أليهاندرو كاستور. إمرباطورية اإلرهاب: السياسة األمريكية العابرة للقارات يف األمن واالقتصاد ومكافحة اإلرهاب، وفيقة إبراهيم

(مرتجم)، بريوت: املطبوعات للتوزيع والنرش، )01).

الحافظي، إحسان. الرقابة عىل السياسات األمنية باملغرب، املرجعيات الترشيع والنخبة السياسية، أطروحة لنيل الدكتوراه يف الحقوق،

جامعة الحسن األول بسطات، 015).

حامدة، منترص. "الربيع العريب وتنظيم القاعدة: اختطاف اإلسالم"، يف منترص حامدة وآخرين، ربيع القاعدة، ديب: مركز املسبار للدراسات

والبحوث، )01).

فليو، جان بيري. "هل تصبح القاعدة أفريقية يف منطقة الساحل"، أوراق كارنيغي، العدد )11 (أيار/ مايو 010)).

فوكو، ميشيل. املراقبة واملعاقبة: والدة السجن، عيل مقلد (مرتجم)، بريوت: مرصد اإلمناء القومي، 1991.

والبحوث للدراسات اإلمارات مركز أبوظبي: مرتجمة، دراسات سلسلة والسلطة، السياسة هراري. وفليب لج وكارين ورين كيد،

اإلسرتاتيجية، )01).

*Amina Mostefa Della | أمينة مصطفى دلة

جدلية أولوية "الدولة الحارسة" مقابل المسؤولية الدولية:تحقيق مبدأ التضامن مع مراعاة الخصوصية العربية

The Dialectic of Night-Watchman State vs. International Responsibility: Achieving Solidarity while Considering Arab States Specificity

1818

* أستاذة مساعدة، قسم العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة حسيبة بن بوعيل، الشلف، الجزائر* Assistant Professor, Department of Political Science, Faculty of Law and Political Science, University Hassiba Ben Boual, Chlef, Algeria

تناقــش هــذه الورقة الطبيعــة المتغيرة للقانــون الدولي التي ظلت مثار جدل ليس بســبب الزيادة المطردة في شرعية معايير حقوق اإلنسان بوصفها عنصرا مفتاحيا في تطور الوعي البشــري، وإنمــا بســبب تناقضــات تحليليــة وعمليــة أقحمهــا مفهــوم التضامــن بالمعنــى العالمــي و/أو اإلنســاني. تقوم النظريــة الهيكلية الصاعدة على ضــرورة اصطحاب التعاون الدولــي بوصفــه واحــدا مــن أهــم اآلليات إلزالــة اإلكراهــات الهيكليــة، وإلعادة صــوغ مفهوم المســؤولية ونقلــه، مــن طبيعتــه المتشــظية إلــى طبيعــة متجانســة موحــدة. تحــاول هذه االجتماعــي، الســياق فــي التضامــن مفهــوم أولهــا فكريــة: هيــاكل ثالثــة إيضــاح الورقــة والسياســي، وفي ســياق دراســات القانــون الدولــي. وثانيها مناقشــة التعديــل المفاهيمي الذي أحدثته مقولة "مســؤولية الحماية"، في مفهوم الســيادة الويستفالي. أما ثالثها فهو التنــاول العربــي للعالقــة المثيــرة للجدل بيــن التضامــن والســيادة، الذي يعكس في ســياق الدولة العربية أزمة بنيوية، تتمثل بتفضيل المفهوم الواقعي الضيق لألمن الوطني، على

المفهوم النقدي األوسع ألمن اإلنسان في اإلقليم.

كلمات مفتاحية: الدولة الحارسة - المسؤولية الدولية - مبدأ التضامن - القانون الدولي - مبدأ السيادة - مبدأ مسؤولية الحماية

The changing structure of International Law has always been a contentious issue not only because of the growing legitimacy of Human Rights standards as a key element in the evolution of human consciousness, but the analytical and practical contradictions imposed by the concept of Solidarity whether its international or humanitarian sense. This emerging structural principle is based on the inevitability of international cooperation as one of the most important mechanisms to eliminate the structural persecutions. Thus, this article will try to clarify the following intellectual frameworks: First, the notion of Solidarity in the context of Social, political and international law studies. Second, discussing the conceptual modification made by the “responsibility to protect” on the Westphalian sovereignty. Third, the Arab response to the controversial relationship between solidarity and sovereignty demonstrate the huge influence of Arab state structural crisis.

Keywords: Night-Watchman State – Solidarity – International Law – Sovereignty


جدلية أولوية "الدولة الحارسة" مقابل المسؤولية الدولية: تحقيق مبدأ التضامن مع مراعاة الخصوصية العربية

مقدمةال تعد الطبيعة املتغرية للقانون الدويل قضية خالف بسبب الرشعية

املتزايدة ملنطق الحاجات والرضورات اإلنسانية بوصفها عنرصا أساسيا

الخيارات توسيع عملية ولكن فحسب، اإلنساين الوعي تطور يف

الحقوقية وتعميقها انطالقا من اعتامد "التضامن" أو "حقوق التضامن"

الجمعية عىل ولكن الفردية للذات ليست تطويرية آلية من جهة

حد سواء، مبا يفرض فلسفة ديناميكية لحقوق اإلنسان، تضع معيار

املعيارية األبعاد من بدال املشرتكة املامرسة أو املشرتكة املسؤولية

تفرض حتمية لغة خطابية بوصفها أخرى، الطوباوية. ومن جهة -

التعاون الدويل بوصفه أحد أهم ميكانيزمات القضاء عىل االضطهادات

إىل مجزأة من املسؤولية مفهوم صوغ وإعادة العارضة، البنيوية

الدولة. طرح اإلنسان عىل قياسا عىل تحويل فكرة أسبقية جامعية

هذا الفهم مجموعة من التناقضات التحليلية املراوحة بني إشكالية

القيمة التحليلية لتطبيق مفهوم التضامن عمليا واملتزامن مع مختلف

االبتكارات الحامئية الجديدة دوليا يف شقها اإلنساين - األمني، واقرتان

إنشاء يرتكز حيث العربية املنطقة بخصوصية املفهوم تطبيقات

الدولة للعامل االجتامعي عىل هندستها االجتامعية القامئة عىل الضبط.

متغريا بوصفه التضامن بني التفاعلية العالقة توظيفها خالل من

مستقال واملسؤولية بوصفها متغريا تابعا، ستحاول هذه الورقة الجدال

يف املضامني التحليلية التالية:

العالقات الستمرارية املشكلة العمليات صلب يف التضامن وقوع

البنيوية يف مستواها املحيل أو الدويل، ساهم بصورة رئيسة يف تقدميه

بوصفه ادعاء أخالقيا ذا دعامة قيمية كبرية وإضفاء صفة اإللزامية

عليه من حيث هو مسؤولية أو نظام حام الستمرارية القيم املشرتكة

وارتباطه بالرغبة والجاهزية لتقديم املساعدة عند الحاجة.

للتضامن قانونيا تعبريا بوصفها الحامية" "مسؤولية عقيدة تقديم

التزاماتها تطبيق التشغيلية عىل الدولية املنظومة قدرة من حيث

األخالقية - الرمزية ضمن الهيئة األممية إطارا جامعا لإلرادات الدولية

املسائل حل عىل الدويل التعاون بتحقيق مؤسسوها فيها اعرتف

للناس األساسية والحريات اإلنسان حقوق احرتام وتعزيز الدولية،

جميعا. فرض هذا املنطق رضورة معرفية أخرى حيث التعارض بني

التضامن والسيادة أهم قيمة محددة للدولة، مبا يعني تفعيل أحد

املفهومني؛ االعتداء أو إلغاء لآلخر، والتزامه.

بالنظر إىل دراسة العالقة التفاعلية بني متغريي الدراسة يف املنطقة

العربية، تجادل هذه الورقة يف الفهم اإلقليمي للتضامن واملسؤولية،

املتغري وحساسية العربية الدولة مرشوع خصوصية من انطالقا

الحالة أثبتت الدينية؛ بحيث املتعلق مبرجعيتها الديني يف تكوينها

الليبية عام 011) التناقض بني الفهم اإلسالمي للتضامن بوصفه قيمة

الهندسية، واالزدواجية اإلقليمية والدولية الكيانات إقليمية تتجاوز

من حيث تجسيد آلية التضامن والرضورات األمنية - اإلنسانية الليبية.

أوال. اإلطار االصطالحي للتضامن بين المفهوم االجتماعي

والسياسي والقانونيمن الناحية املفاهيمية، يشري التضامن يف معناه العام إىل الرتابط بني

أعضاء جامعة معرفة ذاتيا متتلك الرغبة يف مساعدة بعضها البعض

الرتكيبة هذه تعكس ال باملثل. املعاملة مبدأ باقتضاء الحاجة عند

Fraternity األخوة مبادئ وبني بينه الرابطة للتضامن البسيطة

الوطنية أو الدولية، الطبيعة الخالفية واملعيارية للمفهوم التي تظهر

عند محاولة رصد املعاين املختلفة املقدمة له منذ بداية رصد اشتقاقه

من الكلمة الالتينية يف القانون الروماين obligatio in solidum التي

تعني مسؤولية الجامعة لإليفاء بالدين املشرتك، وهو معنى الرتجمة

املدين القانون ويف موسوعة 1975 solidarité يف للكلمة الفرنسية

النابليوين )180 (1)، واالستخدامات الواسعة للمفهوم يف مجاالت معرفية

مختلفة مثل علم االجتامع والفلسفة األخالقية منذ بداية القرن الثامن

عرش وتسييسه خطابيا مبساعدة االتحادات النقابية ومختلف الحركات

الداعمة للبلدان النامية، ما حمله دالالت معرفية عدة.

التضامن قيمة اجتماعية - سياسيةيقع التضامن يف صلب النقاشات الواسعة املتعلقة بالعمليات البنيوية

املشكلة للمجتمعات الحديثة وبتأسيس النظام االجتامعي واملجتمع

وبقائهام، سواء يف مستواه الكيل للتكامل واالندماج الجمعي أو يف

مستواه الجزيئ من حيث السلوكيات والعواطف واملواقف الشارحة

ضمن للمفهوم الكالسيكية املعالجة تجميع وبإمكاننا للتكامل()).

ميكن التي للتضامن الكالسيكية املقاربات هام: رئيستني، فئتني

ترتيبها كالتايل:

1 Arto Laitinen & Anne Birgitta Pessi, “Solidarity: Theory and Practice an Introduction,” in Arto Laitinen & Anne Birgitta Pessi (eds), Solidarity: Theory and Practice (UK: Rowman & Littlefi eld Publishers, (01(), p. 1.

2 Ibid, p. 3.

العدد 20


بحسب كتاب من أمثال سبنرس وتوكيفيل يتأسس التضامن يف

املجتمعات الصناعية عىل املصلحة املشرتكة يف التعاون الطوعي،

بحيث تتجسد الطوعية يف العقود بني األفراد األحرار لتحقيق

منافع متبادلة، والدور الوحيد للدولة هو تطوير اإلطار القانوين

األفقي التوازن وبناء عليه، ميثل والحفاظ عليه. العقود لهذه

األنانية للفردانية موازية قوة مدين مجتمع األفراد ضمن بني

والسلطة االستبدادية العمودية املحتملة للدولة الحديثة.

املشرتكة والقيم املعايري يف التضامن تجذر عىل الباحثون ركز

التضامن آليات دوركايم فعالج املجتمعي؛ للتكامل مصدرا

الشهري متييزه خالل من الحديثة املجتمعات يف االجتامعي

التامثل املرتكز عىل التقليدية للمجتمعات اآليل التضامن بني

الفردي، عىل الجامعي الوعي وهيمنة املجتمع أعضاء بني

مجتمع عىل القائم الحديثة للمجتمعات العضوي والتضامن

التقسيم عىل بناء أفــراده بني املوجود باالختالف متامسك

املظاهر فكرة الدوركاميي التمييز أثار للعمل. االجتامعي

املميزة للتضامن التي بحسب تقدميه ال تقترص عىل العالقات

للحياة جديد أساس عىل ولكن فقط، التقليدية االجتامعية

االجتامعية يتفق مع عمليات التصنيع والتحرض، مبا يرتك مجاال

بحيث ثقافية؛ أكرث مبقاربة بارسونز جادل الفردية. للفروق

تدعم الثقايف النظام يقدمها التي املشرتكة واملعايري القيم إن

إذا عىل التكامل االجتامعي يرتكز املجتمع وانسجامه. تنظيم

االتفاق الجمعي الواسع عىل املعايري والقيم املشرتكة واملحددة

بدورها لألدوار املؤسسية، ومن ثم، الشعور باملسؤولية للوفاء

بصورة املوجهني أولئك بني التضامن يخلق مبا بااللتزامات

متبادلة إىل القيم املشرتكة(3).

هناك تقليد آخر قدمه كل من ماركس وإنجلز من خالل الرتكيز

عىل العالقة بني التضامن واالنقسامات الداخلية العميقة ضمن

املجتمعات الحديثة؛ فريبطان التضامن بالعالقات غري املتكافئة

3 للمزيد من التفاصيل، انظر:Graham Crow, Social Solidarities (Philadelphia: Open University Press, (00(), pp. 11-18; Herbert Spencer, Social Statics (New York: D. Appleton, 1850); Alexis De Tocqueville, Democracy In America (London: Oxford University Press, 1971); Jonathan H. Turner, “Herbert Spencer,” In: G. Ritzer (Ed.), The Blackwell Companion The Major Classical Social Theorists (Oxford: Blackwell Publishing, (003); Emile Durkheim, The Division Of Labour In Society, W. D. Halls (Trans.) (Houndmills/ London: Macmillan, 198(); Talcott Parsons, The System Of Modern Societies (Englewood Cliffs, N.J.: Prentice ‐ Hall, 1971), pp. 3 - (6.

للقوة والرصاع االجتامعي. فالتضامن بحسب الباحثني هو نتاج

الوعي خالل من نفسها عن تعرب للعامل سياسية ملامرسات

الكفاح لالنخراط يف السياسية املامرسات الطبقي؛ فمن خالل

املشرتك يدرك العامل املشرتكون يف مصالح اقتصادية موضوعية

مصالحهم الطبقية املشرتكة ويطورون عالقات التضامن الطبقي.

يف الطبقات بتقسيم مرتبط الباحثني بحسب إذا، فالتضامن

النظام الرأساميل وقدرتها عىل إظهار العمل الجامعي()).

أما املقاربات الحديثة للتضامن فيمكن تلخيصها كالتايل:

مقاربة أكرث عقالنية للتضامن قدمها هيشرت. وانطالقا من تصنيف

العقالين، الفرد أفعال مجموع بوصفه االجتامعي السلوك

جادل الباحث بأن األفراد يشكلون جامعات للتضامن لتعظيم

ينتجون فهم املشرتكة لألهداف املشرتك مصالحهم يف سعيهم

سلعا مادية أو رفاها اجتامعيا يستفيد منه الجميع. فتضامنهم

ضمن والوضوح االتصال عىل أساسية بصورة ومعتمد مقيد

الجامعة، وعىل تطوير قواعد تنسيق السلوك وتوزيع املصادر.

مفهوم بتقدميهام وغيدنز بيك من لكل أكرث تقدمية مقاربة

بيك، بحسب .Reflexive Modernity االنعكاسية(5) الحداثة

قدمت دولة الرفاه الغربية الحديثة سياقا مميزا إلعادة تشكيل

منط لتكييف عملية ترتيبات خالل من االجتامعي التضامن

4 Steinar Stjernø, Solidarity in Europe: The History of an idea (New York: Cambridge University Press, (00(), pp. (( - (5.

العقالنية التحديث إىل أهدافها "التحديث االنعكايس" إىل إعادة مسرية 5 يشري مفهوم إىل التحديث إعادة أي الكبار، األوائل التنوير مفكرو عنها تحدث التي واألساسية األوىل استهداف العدل االجتامعي والسيايس مع العمل عىل تنمية متوازنة لرثوة املجتمع مبا يحافظ العليا القيم الطبيعية، والحفاظ عىل البيئة بالطبيعة وحامية اإلنسان عىل كل من: عالقة القانون، لحكم الخاضع اإلنساين املجتمع تأسيس نحو مسريتها يف اإلنسانية طورتها التي والتكامل واألجيال الطوائف بني والتواصل والعدل والحرية واإلخاء املساواة إىل والساعي

بني التخصصات.



من شاملة تغذية الفردانية وتغذية األنا، عىل املركز الحياة

خالل تقديم فرص لألفراد لتحقيق ذواتهم ضمن إطار الحامية

تشكيل عىل للفرد االنعكايس السلوك قدرة أي االجتامعية:

منط حياته ليس وفقا لرتتيبات بنيوية للطبقة أو املكانة، ولكن

عىل املرتكزة الشخصية خياراته من املكونة ذاته خالل من

االنعكاس املستمر عىل العالقات االجتامعية واالعتامد املتبادل

لخلق جديدة أساليب لوضع منه محاولة ويف اآلخرين. مع

"سياسة غيدنز طور الفردانية، والنزعة يتوافق مبا التضامن

الفرد بني جديدة عالقة لتأسيس منه سعيا الثالث" الطريق

والواجبات: الحقوق تعريف إعادة يتم خاللها من والجامعة

فال حقوق دون مسؤوليات؛ مبعنى تحمل الحكومة مسؤولياتها

دميقراطية، دون سلطة وال الفردية، االلتزامات اتساع يقتيض

بناء عىل تأسيس السلطة عىل مبدأ الفاعلية أو املشاركة، بحيث

يف السلطة إلقامة أساسية ميزة بوصفها الدميقراطية تقدم

فهم ينطلق والتقاليد. العادات أهمية فيه تراجعت مجتمع

والدولة املجتمع بني التكاملية العالقة من التضامن غيدنز

بخاصة يف ظل الضغط األفقي الذي متارسه العوملة(6).

يف محاولة لإلجابة عن إشكالية "كيف ميكن للتضامن أن يدعم

االندماج االجتامعي؟"، قدم هابرماس مفهوما إجرائيا للتضامن

يف كفاءة األفراد يظهر بحيث التواصيل، الفعل باالعتامد عىل

السيايس. النقاش حول عقالين توافق إىل يؤدي مبا االتصال

6 Michael. Hechter, Principles of Group Solidarity (Berkeley, CA: University of California Press, 1987); Ulrich Beck, Risk society: Towards A new modernity (London: Sage Publications Limited, 199(); Ulrich Beck et al., Reflexive Modernization: Politics, Tradition and Aesthetics in the Modern Social Order (Cambridge: Polity Press, 199().

إىل بسعيه التواصيل الفعل يتميز ال هابرماس، إىل بالنسبة

البحث عن الوسائل التي متكنه من التأثري يف الغري، ولكن بكيفية

واملعايري القيم بشأن املتبادل والتوافق التفاهم إىل التوصل

أخرى رؤية أونيث قدم املجتمع. يف الفاعلني بني املشرتكة

للتضامن بتقدميه أحد األشكال الثالثة لالعرتاف، يف محاولة منها

لتدارك الضعف النظري للفعل التواصيل، بخاصة عند الحديث

التضامن يف يتجىل الباحثة، دوليا. بحسب املغيبني أولئك عن

مجتمع منظم بطريقة يقدم من خاللها للجميع فرصا متساوية

لكسب احرتام الذات من خالل التقدير االجتامعي لتحقيقات

الفرد االجتامعية. فيصبح املجتمع بذلك فضاء قيميا اجتامعيا

فرد لكل ويقدم لــالزدراء، املختلفة األشكال يقلص مفتوحا

الفرصة لتبني مقاربة معينة للحياة الجيدة(7).

من الناحية السياسية، يؤسس التضامن االجتامعي من خالل مفهومني؛

أولهام مرتبط باملواطنة التي تعني يف مجملها االنتامء ليس باملفهوم

الجغرايف للدولة ولكن من حيث التمتع القانوين بالخدمات الحامئية

رئيس يف بدور الرفاه دولة قيام ثانيهام يف ويكمن . الرفاه(8) لدولة

بتطبيق وتعزيزه، ملواطنيها واالجتامعي االقتصادي الرفاه حامية

الرثوة توزيع تضمن كونها االجتامعية، والرعاية العدالة سياسات

والعوائد االقتصادية عىل مجتمعها.

عىل للداللة االجتامعي" "الضامن مبصطلح الرفاه دولة مفهوم اقرتن

مجموعة متنوعة من أنساق دعم الدخل مثل معاش التقاعد واملرض

وتعويض البطالة وتعويض نقص دخل األرسة، بل هناك من ذهب إىل أن

الضامن االجتامعي ليس ببساطة مصطلحا شامال جامعا األنساق الخاصة

بدعم الدخل فقط، وإمنا هو محاولة أوسع مجاال لحامية املجتمع بأرسه

من املخاطر االجتامعية كافة(9). إال أن الصعوبة تكمن يف أن نحدد بدقة

كيف تطور املفهوم بوصفه نقيضا لـ "دولة الحرب" Warstate واملعاين

االقتصادية والسياسية التطورات بتعقيدات له نظرا الرتباطه املقدمة

7 Jürgen Habermas, The Theory of Communicative Action. Vol. 2. Lifeworld and System: A Critique of Functionalist Reason (Boston: Beacon Press, 1985); Axel Honneth, The Struggle for Recognition: The Moral Grammar of Social Conflicts (Cambridge: Polity Press, 1990).

8 انظر املراجع املتخصصة يف طرح املفهوم:A.B. Atkinson, Incomes and The Welfare State Essays On Britain and Europe (Cambridge & New York: Cambridge University Press, I996); Gøsta Esping-Andersen, Welfare States in Transition National Adaptations in Global Economies (London: SAGE Publications, 1996); Linda Hantrais, Social Policy in The European Union (Hampshire: Macmillan, 1995); Norman Johnson, Private Markets in Health and Welfare: An International Perspective (Berg, Oxford: Providence, 1995).

9 أحمد طاهر مسعود، املدخل إىل علم االجتامع العام (عامن: دار جليس الزمان، 011))، ص )9.

العدد 20


املحطات أهم وضع لذلك الــدول. ملختلف والثقافية واالجتامعية

التاريخية لتطور دولة الرفاه سيكون علميا مالمئا للفهم؛ وذلك بتتبع

طريقة تطوير املجتمعات املختلفة مطالبها الحامئية استجابة ملختلف

العوامل االقتصادية واالجتامعية؛ ففي العهد القديم مثال جرى وضع

نوع من نظام املساعدة االجتامعية للمقاتلني يف أثينا بوصفه أول محاولة

ترشيعية لتغطية املشاكل االجتامعية، ويف فرتة التصنيع جرى استصدار أول

قانون للفقر سنة 1388 يف اململكة املتحدة للتعامل مع نقص العاملة، أما

العرص الذهبي لدولة الرفاه فكان يف الفرتة الواقعة ما بني 1950 - 1973

حيث شهدت هذه الفرتة ازدهارا ملختلف الترشيعات الحامئية يف مختلف

مناطق العامل، بخاصة استصدار اتفاقية )10 الصادرة عن منظمة العمل

الدولية بوصفها املرجعية األفضل لتطوير الضامن االجتامعي. وكان لهذه

القرارات األثر والتأثري الكبريان يف تطور دولة الرفاه(10).

افرتض الفهم االجتامعي - السيايس أن التضامن ليس فعال من أفعال

العطف تجاه الغري فقط ولكنه مجموعة من املعايري املؤسسة التي

تعزز قدرة الجامعات عىل إنتاج الخري الجامعي. لكن، يطرح هذا الفهم

إشكاال رئيسا عىل املستوى الدويل يؤسس للمفهوم القانوين للتضامن

حيث ثنائية اإللزام الديني - األخالقي لتأسيسه بوصفه مبدأ يف القانون

الدويل، وهو: ما هي العوامل الدافعة للسلوك التضامني؟ أو بصيغة

أخرى: ما مدى إلزامية الفعل التضامني؟

التضامن قيمة قانونيةاملجتمع لقيم إلزامية صيغة بتطوير القانونية املطالبات مثلت

انطالقا من قانوين التعايش والتعاون الدوليني مبا يحقق الصالح العام،

والنقاشات النظرية حول عجز الدولة وعدم كفاءتها يف اإليفاء بالتزاماتها

التقليدية يف إطار عقدها االجتامعي، تغيريا براديغميا للصيغة التقليدية

الحديثة الصيغة التضامن عن بالحديث وذلك اإلنسان؛ لحقوق

لألخوة Fraternity، والجوار Neighborhood بوصفه مبدأ ناشئا(11)

10 للمزيد من التفاصيل حول أهم املحطات التاريخية لتطور دولة الرفاه، انظر:Bent Greve, Historical Dictionary of the Welfare State (Lanham, MD: Rowman and Littlefield, 1998), p. xi-1.

مناقشة فعند أو من دونها. بأهلية "مبدأ" سواء املؤلفني مصطلح 11 يستخدم معظم أما ويلنز فيستخدم بنيوي". الدويل يستخدم وولفروم مصطلح "مبدأ القانون التضامن يف مصطلح "مبدأ دستوري". ومن الناحية اللغوية أيضا يختلف التضامن بني االصطالح األملاين principe الذي هو نتيجة النتقاله من االصطالح الفرنيس Solidaritätsprinzip للتضامناللغات من لغتني سياقات يف ظهر املفهوم أن فيغل توماس الحظ إذ ،de solidarité

والثقافات املختلفة تاريخيا، انظر:Holger P. Hestermeyer, “Reality or Aspiration? Solidarity in International Environmental and World Trade Law,” in: Holger P. Hestermeyer et al. (eds), Coexistence, Cooperation and Solidarity (( vols.), (Leiden, Netherland: Koninklijke Brill, (01(), pp. (5 - 65.

لحقوق الثالث بالجيل عليه اصطلح ما إطار يف الدويل القانون يف

بانتقالها التي Collective Rights الجامعية اإلنسان()1) والحقوق

إىل توسيع نطاق حقوق الشعوب لتشمل مزيدا من الفئات، فرضت

رضورة تغيري مستوى العمل من الفرد إىل املجتمع لضامن منافع عامة

ال ميكن التمتع بها إال باالشرتاك مع أفراد لهم وضعية مامثلة، وال ميكن

الوفاء بها بواسطة آليات الحقوق الفردية(13).

يظهر الحديث عن صيغة العمل الجامعي بصورة جلية يف التقديم

العام للجمعية العامة لألمم املتحدة يف إطار األلفية للتضامن بوصفه

إحدى القيم األساسية للعالقات الدولية يف القرن الواحد والعرشين:

"...التضامن. مواجهة التحديات العاملية يجب أن تدار بالطريقة التي

تضمن أن يكون توزيع التكاليف واألعباء بصورة عادلة وفقا للمبادئ

األساسية لإلنصاف والعدالة االجتامعية. أولئك الذين يعانون أو األقل

استفادة يستحقون املساعدة من أولئك الذين يستفيدون أكرث"()1).

أعضاء املتبادل بني االعتامد التضامن يف صلب فكرة يتوافق وقوع

جامعة معرفة ذاتيا متتلك الجاهزية لتقديم املساعدة املزدوجة عند

املسؤوليات يحدد الدويل القانون سياقات من عدد مع الحاجة،

املختلفة للفواعل لتقديم املساعدة؛ ففي ما يتعلق بضحايا النزاعات

املسلحة نجد حق الضحايا يف املساعدة اإلنسانية راسخا يف االتفاقية

اتفاقية املادة 38 يف الدويل اإلنساين، مبا يف ذلك للقانون التقليدية

تلقي يف املحميني األشخاص حق عىل تنص التي الرابعة جينيف

ويخلق إليهم. ترسل التي الجامعية أو الفردية اإلغاثة إمدادات

للدولة الواجب من نوعا اإلنساين الدويل القانون أحكام من عدد

لتقدم املساعدة اإلنسانية لضحايا النزاعات املسلحة يف أراضيها والتي

كيبا اإلنسان وأشاعه مع لحقوق الثالث الجيل قدم مصطلح فاساك من كارل 12 يعد أو الشهرية املبادئ مع اإلنسان لحقوق الثالثة األجيال رشعية لتسويغ سعيهام يف مباي للحقوق األول الجيل عدا إذ واإلخاء، واملساواة الحرية، الفرنسية: الثورة شعار باألحرى املدنية والسياسية يرتكز عىل مبدأ الحرية، بينام يرتكز الجيل الثاين من الحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية عىل املساواة، أما الجيل الثالث من حقوق التضامن فيستند عىل مبدأ

اإلخاء، انظر:Karl Vasak, ‘A 30 year struggle,’ UNESCO Courier, November 1977; Karel Vasak, "Les différentes catégories des droits de l'homme," in : Lapeyre, de Tinguy and Vasak (eds.), Les dimensions universelles des droits de l'homme, Vol. I, 1990; Bülent Algan, ”Rethinking "Third Generation" Human Rights,” Ankara Law Review, Vol. 1, No. 1, (Summer (00(), p. 1((.

13 للمزيد من التفاصيل، انظر: رودي محمد رزقي، "حقوق اإلنسان والتضامن الدويل"، يف شوهد ،7 - 6 ص ،(009/7/(( اإلنسان، لحقوق السامية املتحدة األمم مفوضية

)1/)/016)، يف:https://www1.umn.edu/humanrts/arabic/AR-HRC/AHRC1(-66.pdf

14 United Nations General Assembly Resolution, 55/(, paragraph 6m, accessed on 1(/(/(016, at:http://www.un.org/millennium/declaration/ares55(e.htm



تحت سيطرتها. لكن، تتجسد اللحظة الفارقة يف مسرية التضامن يف

دامئة دولية جنائية محكمة بتأسيس األسايس روما نظام نفاذ بدء

ذات اختصاص عاملي يف مجالها ميكن من أكرب اإلنجازات يف مسرية

اإلنساين الدويل القانون تقديم جرى هنا، ومن الــدويل. القانون

بوصفه أول منوذج بنيوي للتضامن باملعنى اإليجايب (تأسيس واجبات

الدولة)، إال أن ميكانيزمات القانون الجنايئ الدويل النابع من قاعدة

تجلياته يف للتضامن حديث ملموس مثال خري القانون، تقديم

السلبية واإليجابية(15).

عىل الرغم من هذا التقديم للتضامن بوصفه مبدأ قيميا ذا مضامني

اإلطار حول املناقشات يف يكمن الرئيس فالخالف قوية، أخالقية

التمييزي للتضامن يف القانون الدويل. حلل الباحث وولفروم .التضامن

بتقدميه "مبدأ بنيوي" بوصفه من سامت األنظمة القانونية الحامية

قيم املجتمع ومصالحه. وانطالقا من املصالح ميكن التمييز بني نوعني

القضايا عىل املصالح تستند بحيث األناين، التضامن التضامن: من

بهدف للتعاون الدول بني ما للجمع تسعى دولة كل يف املؤثرة

مصالح تكمن بحيث اإليثاري، التضامن أو مشرتك؛ هدف تحقيق

الدول املتقدمة يف املكاسب املبارشة والواضحة عىل املدى الطويل،

للدول النامية. وبناء عليه، ميثل اإلقرار بالالمساواة بني الدول جوهر تقديم التضامن مبدأ بنيويا يف القانون الدويل بحسب وولفروم(16).

كان التطوير الالحق للمفهوم مع كارل فاساك K. Vasak يف محارضته

خالل من 1979 عام اإلنسان لحقوق الدويل املعهد يف االفتتاحية

حقوق وخطاب الدويل القانوين الخطاب يف مرة وألول استخدامه

"حقوق أو اإلنسان" لحقوق الثالث "الجيل إطار الغريب، اإلنسان

بالجيل خالله من االعرتاف يتم تاريخي بتقليد املقرتن التضامن"

للحقوق الثاين والجيل لألفراد، والسياسية املدنية للحقوق األول

االقتصادية واالجتامعية والثقافية لألفراد:

"يعد الجيل الثالث لحقوق اإلنسان جديدا يف طموحه املعرب عنه، فهو

جديد من حيث سعيه لغرس البعد اإلنساين يف املناطق حيث تغيب

15 Abdul G. Koroma, “Solidarity: Evidence of an emerging International Legal Principle,” in: Holger P. Hestermeyer al. (eds), Coexistence, Cooperation and Solidarity (( vols.), (Leiden, Netherland: Koninklijke Brill, (01(), pp. 105 - 107.

16 Rudiger Wolfrum, Chie Kojima, Solidarity: A Structural Principle of International Law (Heidelberg: Springer, (010); R. Wolfrum, “Solidarity amongst States: An Emerging Structural Principle of International Law,” in: P.-M. Dupuy (ed.), Völkerrecht als Weltordnung (Festschrift für Christian Tomuschat, (006), seq. (1087); Holger P. Hestermeyer, "Reality or Aspiration? – Solidarity in International Environmental and World Trade Law,” in: Holger P. Hestermeyer al. (eds), p. 63.

الدولة، وهو جديد من حيث إمكانية التذرع به ضد الدولة؛ ولكن

يف املقام األول (وهنا تكمن سمته األساسية) ال ميكن أن يتحقق إال

من خالل تضافر جهود كل األطراف الفاعلة عىل الساحة االجتامعية؛

األفراد والدولة والكيانات العامة والخاصة واملجتمع الدويل"(17).

لحقوق الثالث الجيل دعاة طرحها التي الجديدة الفكرة تتضمن

بيئة صحية يف والحق السلم، يف والحق التنمية، يف الحق اإلنسان

التقليدي اإلنسان لنموذج حقوق املفرط الرتكيز انتقاد تنطلق من

إىل والواجبات الحقوق بني املفرط النظري والالتوازن الفردية عىل

تطوير لغة للتضامن االجتامعي تشتمل عىل صيغة توافقية للحقوق

السياسية والنظرية الفلسفة يف وسابقاتها يتفق مبا والواجبات

الجامعية" "الحقوق أثارت ويلامن القانوين فبحسب الغربيتني.

بوصفها أهم إطار توسيعي لحقوق اإلنسان مظاهر قانونية جديدة

يف منوذج القانون الدويل اإلنساين تتمثل بـ:

ما مييز الحقوق الجامعية عن الفردية هو عدم إمكانية تطبيقها

إال بتوافق عدد من اإلرادات، ومن ثم، يكمن جوهر االختالف يف

طريقة مامرسة هذه الحقوق أي االلتزامات املشرتكة بني الدول

السابقني؛ للجيلني املجردة االلتزامات من العديد خالف عىل

فعىل خالف التطلعات الطوباوية تعد حقوق التضامن املحور

طريف عىل املوجودين الفاعلني حق خالله من يتحقق الذي

نقيض الفرد/ الدولة. إضافة إىل ذلك، أحدثت حقوق التضامن

كان فإذا الفرد؛ بواجب االعــرتاف حيث من تاريخيا تغيريا تقليديا، حق الفرد مرتبط بواجب الدولة. إال أن واجب الفرد

17 Karel Vasak, "Pour Une Troisième Génération des Droits de L’homme," In: Christophe Swinarski (ed.), Studies and Essays On International Humanitarian Law and Red Cross Principles in Honour of Jean Pictet, (198(), pp. 837, 839.

العدد 20


ليس ملزما من هم يف وضعية مساعدة صاحب الحق - إعامل

الحق - ولكن حتى الفرد صاحب الحق نفسه(18).

التضامن واجب أو التضامن حق ميتلك عمن الحديث يثري

الفكرة الثانية؛ وهي هوية الفواعل املتضامنة: هل هي، بتعبري

االجتامعية، الساحة عىل الفاعلة األطراف كل األلفية، إعالن

الدويل؟ واملجتمع والخاصة العامة والكيانات والدولة األفراد

تثري اإلجابة عن هذه اإلشكالية، شأنها شأن توسيع املستويات

إىل بوصفه أصغر وحدة الفرد انطالقا من للتضامن التحليلية

املجتمع الدويل، بعدين للتضامن عىل املستوى العميل يراوحان

تقديم إىل األفقي البعد يشري بحيث والعمودي؛ األفقي بني

الخسائر من الحد إىل يهدف دوليا موقفا بوصفه التضامن

البرشية وعدم املساواة بني الدول (دولة مقابل دولة). وينظر

البعد العمودي إىل التضامن بوصفه وسيلة إلنقاذ السكان الذين

يواجهون مخاطر جدية ومل تتمكن دولهم من ضامن الحامية

لهم. فتكون العالقة بني دول وسكان دول أخرى(19). تخدم هذه

الصيغة الجديدة الطرح الفريض لهذه الورقة بالتامثل والتشابه

بني مبدأ التضامن ومسؤولية الحامية بوصفها عقيدة ناشئة يف

القانون الدويل - سيتم التفصيل يف ذلك الحقا - لكنها تطرح من

ناحية أخرى إشكالية الصيغة القانونية للتضامن.

عىل الرغم من تجلياته الضمنية العديدة يف مختلف أحكام القانون

الدويل بشقيها الدويل واإلنساين التي حاولت إضفاء صفة وجوب العمل

بها؛ كاملادة الثالثة من االتفاقية األممية ملكافحة التصحر التي تنص

التعاون والتنسيق بروح لها "تحسني ينبغي الدول األطراف أن عىل

من التضامن والرشاكة الدوليني"، والقانون التأسييس لالتحاد األفريقي

مثل ميثاق منظمة الوحدة األفريقية يجعل تحقيق "املزيد من الوحدة

أهداف من واحدا أفريقيا وشعوب األفريقية الدول بني والتضامن

االتحاد"، فالخالف يكمن يف مدى القوة اإللزامية للتضامن يف القانون

الدويل مبا يفرض التفريق بني اتجاهني، ودراسته بوصفه مبدأ عاما أو

قاعدة قانونية. ركز معظم الدراسات حول التضامن عىل تقدميه بوصفه

مبدأ ضمن املبادئ العامة للقانون الدويل مع تغيري التسمية املراوحة

بني "الدستوري" و"البنيوي"؛ مبا يعني أن التضامن هو سمة يستند إليها

النظام القانوين الدويل. لكن تقدميه ضمن هذا اإلطار يعني إضفاء صفة

اإللزامية عليه عىل أساس أن املبادئ العامة تعد أحد مصادر القانون

18 Jason Morgan-Foster, "Third Generation Rights: What Islamic Law Can Teach the International Human Rights Movement," Yale Human Rights and Development Journal, Vol. 8, (005, p. 8(; Carl Wellman, “Solidarity, the Individual and Human Rights,” Human Rights Quarterly, Vol. ((, No. 3, (August (000).

19 Laurence Boisson de Chazournes, “Responsibility to Protect: Reflecting Solidarity?”, in: Wolfrum, Rüdiger et al. (eds.), p.10(.

الدويل بحسب املادة 38 من النظام األسايس ملحكمة العدل الدولية.

أما البقية فيستخدمون مصطلح "املبدأ" دون معنى تقني محدد مبا

ودليال دافعة، وقوة أساسية، أخرى، حقيقة أمور بني من يعني قد

للعمل. وبناء عليه، فاملرحلة الحالية من تطور القانون الدويل بخاصة

الطبيعة الواسعة وغري املحددة لتعريف التضامن يف املواثيق الدولية،

يها اآلمرة واملكملة، بخاصة ال تسمح بتقدميه قاعدة قانونية ملزمة بشق

عند اقرتانه بالجزاء الذي يوقع عند مخالفتها، لكنه يقدم بوصفه مبدأ

توجيهيا عند تفسري املعايري الدولية األخرى.

ثانيا. مبدأ "مسؤولية الحماية" استجابة عملية لمبدأ التضامن

في القانون الدوليمن الناحية العملية، مثل فشل قوات حفظ السالم يف وقف عمليات

اإلبادة يف رواندا ()199) ورسبرنيتشا (1995) وفشل األمم املتحدة

يف إيقاف جرائم الحرب ضد اإلنسانية يف سياق الحروب األهلية كام

حدث يف البوسنة والهرسك، دافعني لخلق مقاربات جديدة للعدالة

دول خارجية وزراء اجتامع يف ألقاه الذي خطابه ففي العاملية؛

مجموعة الثامنية G8 يف كولونيا حزيران/ يونيو 1999 طرح اكسوريث

األخالقية االلتزامات مقابل الدولة سيادة مبدأ تقييم إعادة فكرة

الدوليني عىل واألمن السلم للحفاظ عىل املتحدة لألمم والقانونية

النحو املنصوص عليه يف ميثاق األمم املتحدة؛ ففي حالة االنتهاكات

الشديدة كالتي شهدها كل من كوسوفو ورواندا ال ميكن للسيادة أن

تبقى مفهوما مطلقا(0)).

20 Eric Remacle, “Approaches to Human Security: Japan, Canada and Europe in Comparative Perspective,” The Journal of Social Science, No. 66, Tokyo, (septembre, (008), p. 11.



الدولة وسيادة للتدخل دولية لجنة إنشاء كندا أيدت عليه، وبناء

وشارك الحامية". "مسؤولية املسمى تقريرها قدمت (ICISS)

G. Evans إيفان األسرتايل السيايس من كل اللجنة هذه إنشاء يف

ومستشار الرئيس الجزائري يف الشؤون الدبلوماسية محمد سحنون

لألمم العامة الجمعية من وأعضاء الكندية السلطة إرشاف تحت

املتحدة، لإلجابة عن اإلشكالية التي طرحها كويف أنان:

"إذا كان التدخل اإلنساين يف الواقع تعديا غري مقبول عىل السيادة،

فكيف ينبغي لنا االستجابة لرواندا )199، ومجزرة رسبرنيتشا 1995

كل املؤثرة يف - اإلنسان لحقوق والجسيمة النظامية لالنتهاكات -

مبدأ من مبادئ اإلنسانية(1))؟

عن بعيدا اإلنساين التدخل ملامرسة جديدة إمكانية التقرير قدم

النقاش التقليدي بني مفهوم السيادة وفكرة التدخل من خالل تغيري

لغة النقاش حول التدخل ألغراض إنسانية، ليس بالرتكيز عىل "الحق

تغيري الحامية". من شأن التدخل" ولكن بطرح فكرة "مسؤولية يف

جديدة ومفاهيم منظورات تعديل الباحثني بحسب املصطلحات

وإضافتها؛ فمن ناحية، تتضمن مسؤولية الحامية تقييم املواضيع من

زاوية من هم يف حاجة إىل الدعم أي واجب حامية املجتمعات من

ناحية ومن املجاعة. وتهديد االغتصاب وعمليات الجامعي، القتل

املسؤولية بأن الحامية ملسؤولية الجديد االستخدام يقر أخرى،

أو الدولة املعنية، ولكن عند عجز الدولة األساسية تقع عىل عاتق

هذه يف ألفرادها، تهديد مصدر بوصفها الحامية يف رغبتها عدم

للتحرك. الدويل املجتمع مسؤولية مستوى إىل االنتقال يتم الحالة

يف كثري من الحاالت، تسعى الدولة للتحلل من مسؤوليتها يف إطار

رشاكة فعالة مع ممثيل املجتمع الدويل())).

ينبني الحديث عن مسؤولية الحامية بحسب التقرير، عىل: مسؤولية

إعادة ومسؤولية ،Prevention املنع ومسؤولية ،React االستجابة

املعيارية املفاهيمية الروابط الفهم هذا يقدم .Rebuild اإلعامر

والتنفيذية بني املساعدة والتدخل وإعادة اإلعامر؛ ففي حال وجود

تدخل عسكري بسبب انهيار الدولة وتفككها أو تخليها عن قدرتها

التزام هناك يكون أن يجب الحامية"، "مسؤولية بـ القيام عىل

حقيقي يساعد عىل بناء سالم دائم، وتعزيز الحكم الرشيد والتنمية

املستدامة؛ بحيث يتم إعادة تأسيس رشوط السالمة العامة والنظام

21 Gareth Evans & Mohamed Sahnoun, "The Responsibility to Protect," Report of International Commission on Intervention and State Sovereignty (Ottawa: The International Development Research Centre, (001), p. VII.

22 Ibid., p. 17.

مبساعدة الفواعل الدولية العاملة يف إطار رشاكة مع السلطات املحلية

يف اإلعامر(3)). وإعادة للسلطة والتدريجي السلس االنتقال لضامن

التضامن القانوين ملبدأ السياق، تنطلق عملية تعديل املحتوى هذا

مبفهومه الدويل ألغراض إنسانية باعتامد مبدأ معياري جديد يتم من

خالله استبدال "التدخل اإلنساين" بـ "مسؤولية الحامية"، يف محاولة

إىل الهوبزية) الدولة (جشع املحتملني املتدخلني من الرتكيز لنقل

املدنيني الذين هم يف حاجة إىل الحامية (أولوية اإلنسان)؛ ما يتطلب

،control "السيطرة" كونها حيث من ليس السيادة مفهمة إعادة

الفكرة؛ هذه صاغ من أول دينغ. يعد "مسؤولية". بوصفها ولكن

عىل التي املسؤوليات بعض تتضمن الباحث بحسب فالسيادة

املجتمع املحيل - الداخيل أو الخارجي أن يحاسبا عليها الحكومات())).

التقليدي فالتناقض املفاهيمية، التعديالت هذه من الرغم عىل

الواضح بني القانون والسياسة يبدو جليا من خالل الفراغات القانونية،

بخاصة يف الوثيقة الختامية ملؤمتر القمة العاملي لعام 005) الذي يعد

مبنزلة التزام معلن جديد من أعضاء األمم املتحدة لحامية الشعوب

أولوياته أهم أحد املبدأ أن مون يك بان وتأكيد للخطر، املعرضة

بوصفه أمينا عاما. وقدم املالحظة نفسها كل من برغهومل وباديسكو

إشكالية وطرحا دارفور، يف الحامية مسؤولية حول لهام دراسة يف

مدى أهمية التأييد الرسمي ملسؤولية الحامية يف الوثيقة الختامية(5)).

بالنظر إىل الفقرات الثالث (-138 0)1)(6)) التي تركز عىل مسؤولية

كل دولة لتقديم الحامية فقط عندما تفشل السلطات فشال ذريعا يف

ذلك، يجري االنتقال آليا إىل املسؤولية الدولية؛ فاملادة 139 عىل سبيل

السياسية، اإلرادة توافر عند اإلجراءات التخاذ األساس تعد املثال

لكنها تتغافل عن األعذار التقليدية لعدم العمل. فهي تدعو للعمل

يرقى ال بدوره الذي حدة"، عىل حالة "كل قاعدة عىل الجامعي

إىل كونه التزاما سياسيا ملزما بخاصة يف الحاالت التي يكون غياب

اإلجامع فيها بني الدول األعضاء - بخاصة مجلس األمن - عىل خالف

23 Ibid., p. 39.

24 للتوسع انظر:Francis M. Deng, et al., Sovereignty as Responsibility: Conflict Management in Africa (Washington, DC: Brookings Institution Press, 1996); Francis M. Deng, "Frontiers of Sovereignty," Leiden Journal of International Law, Vol. 8, No. (, (1995).

25 Cristina G. Badescu & Linnea Bergholm, “The Responsibility to Protect and the Conflict in Darfur: The Big Let-Down,” Security Dialogue, Vol. (0, No. 3, (June (009), p. (90.

املتحدة، لألمم الختامية الوثيقة :(005 العاملية القمة مؤمتر نتائج انظر: 26 للمزيد، شوهد يف )1/)/016)، يف:

http://www.un.org/womenwatch/ods/A-RES-60-1-E.pdf

العدد 20


الرتكيز الدول يف بالتدخل وسيادة املعنية الدولية اللجنة اقرتاحات

عىل مسؤولية املنع وإعادة اإلعامر بالتساوي، إال أن الفقرات (138

- 0)1) ال تأخذ هذه اإلجراءات يف الحسبان(7)). إضافة إىل ذلك، مل

تقدم الوثيقة أي إجابة عن الحلول املمكنة يف الحاالت التي ال يكون

فيها مجلس األمن قادرا عىل االتفاق عىل آليات محددة يف الحاالت

بشأن أممية إنفاذ سلطة فغياب رسيعة؛ فعل ردة تتطلب التي

االلتزامات قيمة من يقلل املتحدة لألمم العامة الجمعية قرارات

التي أعرب عنها يف الفقرات (138 - 0)1). ومن ثم، فتأطري "مسؤولية

الحامية" بلغة مرنة وواسعة يحجب مؤقتا اختالف آراء الدول بشأن

موعد الرد عىل الفظائع الجامعية وكيفيته، وقد تتأثر أعامل الدول

وال تتحدد بالرضورة بالطموح األخالقي لتقديم الحامية للمدنيني. بل

واألهم من ذلك، مل تقدم الفقرة 139 أي تفاصيل عن املوارد املتاحة

التقليدية العام للحامية األممية لهذه األعامل، ومل تجدد يف اإلطار

للمدنيني خالل النزاعات املسلحة(8)).

ثالثا. االستجابة العربية للعالقة الخالفية بين التضامن والسيادة

مبفهومه التضامن تحليل عملية تنطلق العربية، املنطقة سياق يف

بتقييم األوىل الفكرة تتمثل رئيسة؛ أفكار ثالث من الجمعي

انطالقا من إشكالية العربية بوصفه مفهوما سياديا الدولة مرشوع

"األنطولوجيا الذهنية الثابتة" للدولة القومية عن طريق متييزها بني

منطق "الذات" Self واآلخر Others، لتحاول تصنيف الذات (األفراد،

واألمة، أو الدولة) بوصفها وجودا مستقال. وتكمن الفكرة الثانية يف

حيث من العربية) (الذات العربية املنطقة مجتمعات خصوصية

حساسية املتغري الديني يف تكوينها املتعلق مبرجعيتها الدينية والفهم

اإلسالمي للتضامن بوصفه قيمة إقليمية تتجاوز الكيانات الهندسية

باالزدواجية فتتمثل الثالثة الفكرة أما اإلسالمي. األخوة إىل مفهوم

الدولية يف تطبيق معايري القانون الدويل اإلنساين، بخاصة يف تعاملها

مع االنتهاكات اإلنسانية نتيجة آلية لفشل الدولة العربية البنيوي،

27 طرحت باديسكو الفكرة نفسها يف أعامل أخرى، انظر:Cristina G. Badescu, “Authorizing Humanitarian Intervention: Hard Choices in Saving Strangers,” Canadian Journal of Political Science, Vol. (0, No. 1, ((007); Cristina G. Badescu, “The Responsibility to Protect: Embracing Sovereignty and Human Rights,” in: Noha Shawki & Michaelene Cox (eds.), Negotiating Sovereignty and Human Rights: Actors and Issues in Contemporary Human Rights Politics (Farnham: Ashgate, (009).

28 Badescu & Bergholm, pp. (90 - (91.

ومتوضعها العربية للمنطقة املشرتك االستعامري التاريخ غرار عىل

األفكار الكربى. وتتجىل هذه للقوى الجيوسياسية املصالح يف قلب

الرئيسة كام ييل:

يعرف . 1 ما يف متجذر وسيايس تاريخي تطور نتاج هي الدولة

العملية إطاره يف تفاعلت حيث ،(19(5-16(8) ويستفاليا بسالم

أدى مبا الكربى األوروبية للقوى والخارجية الداخلية السياسية

بحسب تقليديا، فيه. املشاركني واألفراد النظام من كل إىل رشعنة

جاكسون وروزنبريغ، متثل السيادة التجريبية (الفهم الفيربي للدولة

بوصفها مؤسسة متتلك القدرة الحقيقية عىل حكم اإلقليم والشعب)

الرشط األول لقيام الدولة وأساسا العرتاف اآلخرين بها أو ما يعرف

بالسيادة القانونية (اعرتاف دول أخرى يف النظام برشعية دولة). يف

الحالة العربية، تحولت هذه الصيغة رأسا عىل عقب؛ بحيث شكل

التجريبية، السيادة لتامرس الدول هذه معظم الدويل املجتمع

بحسب السيادة. تأمني يربز للدولة معكوسا فهام النتيجة فكانت

هذا الفهم، تجلت البنية الفريدة للدولة العربية بوضوح يف اإلدراك

املطلق لقادة املنطقة العربية أهمية السيادة ليس يف إطار رصاعهم

التاريخي لرتسيخه مبدأ قانونيا ولكن املبالغة يف تقديم السيادة قيمة

السياسية. األنظمة بقاء بل الدولة بقاء يهدد مبا للتهديد معرضة

وهذا ما أوضحته الكتابات العربية حول األمن وتأكيدها فكرة الدولة

بوصفها فاعال أمنيا وحيدا، واالهتامم بالقطاع العسكري والتهديدات

وحتى واستقاللها. الدولة سيادة انتهاك مبظاهر املتمثلة التقليدية

مفهوم األمن القومي مل يرتبط يف مضمونه بأمن دولة عربية واحدة

كام هي الحال يف الصوغ الغريب، وإمنا جاء ليشري إىل أمن منظومة

الدول العربية يف مجموعها يف ما عرف باألمن القومي العريب؛ مبا يربز

اإلدراك املشرتك ملصدر التهديد(9)).

الرتكيز عىل القيم األخالقية بوصفها مساحة مشرتكة بني األديان، . 2

يحيل عىل تقديم البعد الديني يف دراسة التضامن؛ فالحق يف السالم

علم الباحثة يف بحسب التضامن، أعمدة حقوق أحد بوصفه مثال

يف التفكري عىل رضورة قامئة فلسفة ميثل الحكيم، سعاد التصوف

هوية اإلنسان الذي يحقق السالم الكوين من خالل التمييز بني الرادع

رادعا بوصفها املدنية القوانني فغياب والخارجي. للفرد الداخيل

متثل بينام وهمجيته. اإلنسان لتوحش ظهورا ميثل اإلنسان خارج

القوانني التي صيغت انطالقا من األديان، رادعا داخليا مبا يحقق النظام

داخليا وخارجيا. ومن هنا، فتكوين فرد مؤمن متق أخالقي يعني تحقق

العريب"، العامل يف التطبيق ومعضلة األمنية الدراسات "تطور قوجييل، أحمد 29 سيد دراسات اسرتاتيجية، العدد 169، ()01))، ص 38.



السالم عىل املستويات األربعة لتجيل كينونة اإلنسان: الذاتية، واألرسية،

واالجتامعية، واألممية(30).

واملجتمع الفرد بني الكالسييك التعارض إطار ويف نفسه، السياق يف

والحقوق والواجبات ذات املضمون الفردي – النفعي، أعاد النموذج

اإلسالمي لحقوق اإلنسان تعريف الحقوق والواجبات تعريفا يتوافق

والطرح الجديد للجيل الثالث لحقوق التضامن من خالل إضافة الطابع

التكليفي. فانطالقا من فهم القانون اإلسالمي (الرشيعة) بوصفه نظاما

السلوك الجامعية ومعايري الدين واألخالق، والقيم شامال جامعا بني

والواجبات، وانطالقا من فهمه بوصفه نظاما لـ "الفقه القانوين" مرتبطا

باإلسالم مبا فيه من مصادر أولية وثانوية للترشيع، مثل الثقل الديني

حجر الله، بحقوق مبارشة بصورة املرتبط اإلنسان حقوق ملفهوم

العلامء توظيف مختلف يؤكد ما الناشئ؛ االلتزام األساس يف ظهور

املسلمني مفهوم "الرضورات اإلنسانية" بدال من "حقوق اإلنسان"(31).

فالتعريف اإلسالمي للحق كام يشري بعض التعاريف املقدمة، ينطلق

من أنه مصلحة مستحقة رشعا، أو اختصاص يقرر به الرشع سلطة

أو تكليفا()3)، من املنشأ اإللهي؛ فهو منحة إلهية تستند إىل املصادر

التي تستنبط منها األحكام الرشعية. بحسب هذا الفهم، يشري الحق

إىل الخصائص التالية:

ال توجد الحقوق إال بوجود الشارع الحكيم؛ فهي تنشأ بأحكامه،

وتوجد بإرادته نصا مبارشا أو استنباطا من النصوص، وفقا لقواعد

االجتهاد املقررة؛ فالرشيعة هي أساس الحقوق وجودا، واعتبارا

وتنظيام، وانقضاء.

الحقوق مقيدة بقيود تضمن مصالح الفرد والجامعة. وتختلف

هذه القيود من حق إىل آخر. وهي نوعان: قيود أصلية مالزمة

للحق ال تنفك عنه؛ وقيود استثنائية طارئة قد تفرض عىل الحق

إذا أوجبته ظروف خاصة قد يتعرض لها املجتمع.

حملت الرشيعة األفراد واجبات والتزامات معنوية ومادية تهدف

لتحقيق مصالح الجامعة، تجعل للحقوق وظائف اجتامعية تعود

عىل املجتمع بالخري واملصلحة(33).

30 سعاد الحكيم، "نحو فلسفة للسالم اإلنساين"، يف: املؤلف الجامعي، حوار الحضارات: الباحثة كلمة )00))؛ والدراسات، لألبحاث الصدر موىس اإلمام مركز م: (د. سواء كلمة الجلسة الحضارات" )كلامت السادس: "حوار السنوي مؤمتر "كلمة سواء" الحكيم، سعاد

السادسة)، 001)، شوهد يف )1/)/016)، يف:http://www.imamsadr.net/News/news.php?NewsID=3570

31 Foster, p. 105.

32 وهبة الزحييل، الفقه اإلسالمي وأدلته )سورية: دار الفكر، 011))، ص 365.

العدد التقريب، رسالة والقانون"، الرشيعة بني الحق "نظرية العبادي، السالم 33 عبد الثاين، (1993)، ص 87 - 88.

اإلسالميني مساهمة واملامرسة االعتقاد الواجب يف مركزية ساهمت

كبرية يف إعادة مقاربة الحق من حيث هو ليس واجبا ولكنه تكليف

اإلسالمية خطة فالرشيعة الحق؛ عاتق صاحب تقع عىل ومسؤولية

اجتامعية شاملة لجميع سلوكيات املسلمني، إال أن تأطريها الواجبات

واملكروه، والحرام، واملندوب، الواجب، هي: مميزة، فئات ضمن

واملباح، يشري إىل فهم التضامن فهام متوازنا عىل خالف الفهم الغريب

حقا بوصفه االجتامعي العقد فكرة عىل املرتكز الفردية للحقوق

تكليفيا إلزاميا وواجبا رشعيا ورضورة إسرتاتيجية وحضارية مزدوجة بني

الفرد واملجتمع والدولة()3). بحسب ذلك، ال يزال فهم الدول العربية

للتضامن عىل الرغم من مرجعيتها الدينية دستوريا، يف مفهومه السلبي

أي املرادف للخريية واإلحسان الطوعي (املفهوم السلبي) مل يتجاوزه

إىل اإليجايب، أي املشاركة والتعزيز الجامعي لتحقيق الصالح العام؛ أي

الفكرة املركزية الجديدة للجيل الثالث لحقوق اإلنسان.

عقيدة . 3 خالل من للتضامن الحديثة الدولية املامرسة إطار يف

األطليس لحلف شامل العسكري التدخل مثل الحامية"، "مسؤولية

يف ليبيا عام 011) التحدي الرئيس والنقطة الفاصلة يف رسم التعارض

الحقيقي بني حق الحامية والسيادة بوصفه حقا ومسؤولية، بل منطق

القوى عن الحديث عند وإنفاذه الدويل القانون تطبيق يف القوة

ذات مناطق بوصفها التدخل الدولية ومناطق املنظومة الكربى يف

أهمية وحساسية إسرتاتيجية لهذه القوى، وهو ما تخترصه اإلشكالية

عن الحديث ميكن كيف :J. Moriss موريس جاسنت التي طرحها

حامية دون األخذ يف الحسبان العوامل السياسية؟

املدنيني استهداف مثل ليبيا، يف الحامية مسؤولية عن بالحديث

املحاوالت نتيجة ليبيا يف القائم النزاع ضحايا من الهائل والعدد

34 انظر الحكم الرشعي للتضامن يف: رضوان نايف السيد، "التضامن باعتباره واجبا رشعيا: الوظائف واملهامت واسترشاف املستقبل"، رابطة العامل اإلسالمي، بحوث املؤمتر العاملي الثاين:

العامل اإلسالمي-املشكالت والحلول: التضامن اإلسالمي، ()01)).

العدد 20


من الكثري واستنكار ،(011 عام السيايس النظام تغيري الشعبية

الدويل للتذكري األساس الليبي، النظام مامرسات األممية الهيئات

بالتزامات الدولة الليبية يف مامرسة سيادتها بوصفها مسؤولية. وهذا

ما ميكن مالحظته يف التقارير التالية: يف )) شباط/ فرباير 011)،

ومسؤولية الجامعية اإلبادة مبنع املعني الخاص املستشار أصدر

الحامية بيانا صحافيا حول الوضع يف ليبيا ذكر فيه الحكومة الليبية

مبسؤوليتها يف حامية سكانها ودعا إىل وضع حد فوري للعنف. بعد

ثالثة أيام، اعتمد مجلس حقوق اإلنسان القرار S15-) الذي دعا فيه

الحكومة الليبية للوفاء مبسؤولياتها الحامئية ووقف جميع انتهاكات

عضوية تعليق باإلجامع العامة الجمعية وقررت اإلنسان. حقوق

قدمته الذي التقرير آذار/ مارس 011). وذكر املجلس، يف ليبيا يف

القوات أن (HRC) الدولية ملجلس حقوق اإلنسان التحقيق لجنة

وجرائم اإلنسانية ضد جرائم ارتكبت الليبية واملعارضة الحكومية

الحرب منذ بداية األزمة(35).

كانت معالجة املجتمع الدويل لألزمة عىل مستويني: مستوى سلمي،

الجامعة من كل عنه عرب الذي للقلق األمن مجلس باستجابة

ومجلس اإلسالمي، املؤمتر ومنظمة األفريقي، واالتحاد العربية،

حقوق اإلنسان، باعتامد القرار 1970 (باإلجامع) يف 6) شباط/ فرباير

011)، الذي جرى مبوجبه فرض حظر عىل األسلحة وحظر السفر عىل

عائلة القذايف واألعضاء الرئيسني يف الحكومة. وجمدت أصول عائلة

القذايف، وأحيل األمر إىل املحكمة الجنائية الدولية للتحقيق يف تقارير

الجرائم ضد اإلنسانية. أشار هذا القرار وألول مرة إىل فكرة مسؤولية

ليبيا الحامئية. وذكر مبا أبرزه مجلس األمن بخصوص إطار مسؤولية

الحامية منذ 006) وأزمة دارفور. أما املستوى الثاين ونتيجة للعنف

القرار املجلس باعتامد عسكريا فكان املتظاهرين، تجاه املتزايد

1973 يف 17 آذار/ مارس 011)، وتأكيد األمني العام لألمم املتحدة

بان يك مون يف بيان له فور انتهاء االجتامع، أن القرار 1973: "يؤكد

الوفاء عىل الدويل املجتمع تصميم فيه، لبس ال وبشكل بوضوح

مبسؤوليته يف حامية املدنيني من العنف الذي متارسه حكومتهم".

من الناحية العملية، تورط حلف شامل األطليس يف الرصاع الدائر يف

ليبيا من دون مراعاة الخصوصيات الليبية الثالث، وهي:

املتمحور السيايس النظام طبيعة السياسية: الخصوصية

تلغي التي األخرض" "الكتاب وفلسفة القذايف شخصية حول

35 لالطالع عىل القرارات، انظر:International Coalition for the Responsibility to Protect, accessed on 1(/(/(016, at:http://www.responsibilitytoprotect.org/index.php/crises/crisis-in-libya

اإلطار هذا يف واملجتمع؛ الدولة بني املمكنة الوسائط كل

والتعبري والوساطة التمثيلية مفاهيم الثالثة النظرية قدمت

الجهوي االختالل إىل إضافة خيانة. بوصفها االختيارات عن

مع مقارنة ووالياته الرشق محافظات بني املتعمد واملناطقي

نظريتها يف الغرب إلضعاف أي محاولة للتمرد والعصيان.

الليبي للمجتمع القبلية الطبيعة املجتمعية: الخصوصية

العالقة خريطة املحددة والكدادفة) واملقارحة (الورفلة،

السياسية بني الحكومة واألطراف.

الخصوصية االقتصادية: قام املعطى النفطي بدور كبري يف تعزيز

نفوذ القذايف وقبيلته عىل حساب البقية يف ظل متيز النفط الليبي

بارتفاع قدراته اإلنتاجية ومخزونه الطبيعي وجودته العاملية؛ مبا

ترتب عنه وعي اجتامعي - مناطقي بالظلم واإلقصاء(36)، شكل

تحديا معياريا حقيقيا ملرشوعية "مسؤولية الحامية" وصدقيتها.

إضافة إىل غياب اإلجامع بامتناع كل من الصني وروسيا والهند

وترجيح 1973 القرار ملصلحة التصويت عن وأملانيا والربازيل

فلسفة "اخرت أحد الطرفني وارضب بقوة"(37) ذات اآلثار الوخيمة

عىل التوافقات الدولية واملتحكمة يف مسارات التعاون الدويل.

ولكن االنطباع الذي مثلته الحالة الليبية هو أن الحامية أمر ال

التحيز دون ومن السياسية العوامل عن مبعزل تنفيذه ميكن

لطرف عىل حساب اآلخر.

ضد املحاربني الثوار جانب إىل الحلف قوات اصطفاف أثبت لقد

النظام وتغيري النزاع مسارات يف "املشاركة" بغية القذايف قوات

الخصوصيات مراعاة دون من "الحامية"، بهدف وليس السيايس،

الحقا، عسكرية - مدنية مؤسسات بناء صعوبة الذكر، السابقة

تحظى بإجامع كل الليبيني.

بنغازي يف الحظر بفرض الثوار فدعم العملياتية، الناحية من أما

ومرصاتة والحقا يف العاصمة طرابلس، أدى إىل تفاقم التأصيل الجغرايف

للميليشيات، وتحريف عملية الحرب بإحداث تغيري يف القيادة من

القوات الليبية الربية إىل القوات األجنبية الجوية. وبتوليها زمام قيادة

الحرب، مل تسمح القوات األجنبية الجوية للوحدات األرضية اإلقليمية

رضوريتني وإسرتاتيجية خربة ذات وطنية عسكرية قيادة بإنشاء

سالسل رسخت ولكنها املوالية، للقوات املحتمل الزحف ملواجهة

املتوسطية الدراسات مركز القذايف"، بعد ما ليبيا يف الوضع "تطور ماليك، 36 امحمد والدولية، العدد 6، أيلول/سبتمرب 011)، ص 30.

37 جملة وظفها الباحث واملحلل السيايس جاسنت موريس، انظر:Justin Morris, “Libya and Syria: R(P and the spectre of the swinging pendulum,” International Affairs, Vol. 89, No. 5, ((013), pp. 1(65–1(83.



وتشجيع املحلية، بالرشعية متزايدا القيادات، وشعورا من منفصلة

يف ساهمت بوصفها املتنافسة امليليشيات وانتشار الذايت، التعزيز

تحرير ليبيا. وهذا ما يفرس تنظيم معظم امليليشيات بحسب االنتامء

ومرصاتة)؛ الزنتان، (مثل بعينها ومدن ببلدات املحدد الجغرايف

تأمني مسألة تتجاوز واضحة سياسية أجندة متتلك ما نادرا فهي

العملية مناطقها(38). ساهم هذا االنقسام مساهمة كبرية يف تعقيد

االصطفاف منطق أثبت فقد وتشابكها؛ الليبي للنظام السياسية

الليبي. السيايس النظام مكونات يف االنقسامات من املزيد تعزيز

وهذا ما أثبته التحصني العسكري لكل من الكتلتني السياسيتني عىل

الثوار حكومة وكتائب ليبيا فجر تحصني التمثيلية: الرشعية حيازة

عمر الحايس واملؤمتر الوطني املنبثق عن الثورة يف طرابلس، وقوات

اللواء حفرت وحكومة عبد الله الثني يف بنغازي وبرملان طربق.

أهم بوصفه املغاريب الفضاء وبالحديث عن اإلقليمية، الناحية من

إقليم متأثر بصورة مبارشة مبخرجات األزمة الليبية، وبتطبيق متغري

اإلنساين والدويل"، اإلقليمية ومبفهوميه بطبيعته "التضامن الدراسة

الليبي لالمتداد املشكلة الدول بني البينية الخالفات عمق نالحظ

مغاربيا وعربيا. وهي املالحظة نفسها التي وضعها الباحث عبد النور

الفضاءين: بني الليبية لألزمة التحليلية باملضامني بجداله عنرت بن

الفضاء الخليجي املؤيد مبدأ التدخل العسكري عىل أساس مشاركة

بعض الدول منه كاألردن، وقطر واإلمارات العربية املتحدة، وحراكه

ما الليبي. وهو االنتقايل باملجلس باالعرتاف السيايس املستوى عىل

"خليجيته" من للتخلص معهود غري خليجيا انتشارا الباحث عده

للتدخل املؤيد بني بانقساماته املغاريب والفضاء له؛ املالزمة

العسكري كاملغرب، واملتمسك مببدأ الحل السيايس لألزمة كالجزائر

وتونس وموريتانيا.

ال ميكن فهم هذه الخالفات مبعزل عن مفهوم واقعي رئيس ساهم

مبارشة يف التأسيس القرسي للتضامن ليس بوصفه مبدأ قانونيا ملزما

باملعنى الرشعي - اإلنساين، ولكن باملعنى الواقعي القائم عىل ترجيح

ميزان مفهوم العريب التعديل يظهر بحيث الوطنية؛ املصلحة كفة

القوى الدويل بظهور ميزان القوى اإلقليمي والخاضع بصورة مبارشة

مليزان القوى العاملي املتحكم يف مختلف حركيات القوة. فعىل الرغم

ليبيا مثلت املغاريب، وانتامئها دولة بوصفها البنيوي ضعفها من

38 Laurence Aïda Ammour, "Libya and Sahel perspective," 1(th Strategic Planning and Analysis Seminar – "Northern Africa Area Situation", Geneva Centre for Security Studies, (7 - (9 June (01(.

النقطة الفاصلة يف التمييز بني مجموعة من املحاور املتنافسة عربيا

شكليا عىل املنطقة، هي:

محور خليجي: لقد عرب التدخل الخليجي وبصورة واضحة عن

مجموعة من التخوفات ميكن حرصها يف النقاط التالية:

تقديم رسائل محلية/ داخلية يف إطار ما يعرف برمزية "رشعية

غري الحاكمة السياسية األنظمة طبيعة إىل بالنظر الحاكم"،

البحرين يف االحتجاجات انــدالع بعد بخاصة الدميقراطية،

واالتهامات املوجهة إليران بزعزعة استقرار دول املنطقة.

االنتشار اإليراين يف املنطقة، بخاصة بعد رفع الحظر الدويل يف ما

يتعلق بامللف النووي اإليراين.

محاوالت ضم حلفاء جدد غري خليجيني لرشاء السلم اإلقليمية،

بخاصة عند الحديث عن عنرص املفاجأة الذي ميز حراك الربيع

العربية الدول مختلف عرب متسارعة بوترية واالنتشار العريب

ذات األهمية املبارشة لألمن الخليجي (مرص، واليمن).

رهني املغاريب باملفهوم التضامن عن الحديث مغاريب: محور

املحددات ملجموع السياسية لألنظمة املختلفة ــات اإلدراك

الداخلية والخارجية لسلوكياتها تجاه بعضها البعض؛ فبالحديث

عن الثنائية املغربية - الجزائرية الكالسيكية بوصفها أهم محرك

ومفعل ألي حراك مغاريب، ال يزال الحديث داخليا عن التمسك

مبدأ الدولة، وهي ألمن الناظمة التقليدية باملبادئ الجزائري

عدم التدخل بل رفض التدخل العسكري وترجيح كفة الحلول

السياسية، مبا يثري إشكالية: إذا كان هناك ترجيح لكفة الحوار

الليبية، األزمة أثبتت كام املتأخرة االستجابة فلامذا السيايس،

عن اإلجابة تشري الجزائري؟ لألمن حساسيتها من الرغم عىل

التي االنكامشية اإلقليمية السياسة فرضية إىل اإلشكالية هذه

يتبعها صانع القرار الجزائري القامئة عىل:

توظيف سياسة الحذر والرتقب ملا ستؤول إليه األوضاع يف ليبيا

يف املتحكمة املواقف تعقد ظل يف الحسم له سيكون ومن

رسم املشهد الليبي وتصلبها؛ أو بصيغة أخرى، ال تزال الجزائر

عاجزة عن ترجيح كفة السلوك العقالين أي املكاسب التي ميكن

تحقيقها يف حال االصطفاف إىل جانب معني.

التحالف يظهر بحيث التقليدية التحالفية املقاربة تبنيها

فقط يف حالة التهديد. وهو ما أثبته التعاون والتنسيق األمني

الذي قادته الجزائر مع دول امليدان ملكافحة اإلرهاب مبارشة

بالتأمني تبني مقاربة استباقية ليبيا، بل اندالع الرصاع يف بعد

العدد 20


النشاط استمرار ظل يف لليبيا املتاخمة للحدود العسكري

اإلرهايب داخل إقليمها. أضف إىل ذلك دعوتها املتأخرة جميع

سبتمرب (أيلول/ وطني لحوار الذكر السابقة الليبية األطراف

015))(39) هدفه إعادة صوغ معادلة سياسية قامئة عىل أساس

تحسب الليبية. للمؤسسات املشرتك البناء ولكن لإلقصاء ال

هذه الخطوة إيجابية بالنسبة إىل الجزائر، لكن ال ميكن إغفال

سياق طرحها املتزامن مع تزايد نشاط الجامعات اإلرهابية يف

اإلسالمية يف الدولة تنظيم توسع بعد بخاصة الليبي، الداخل

والساحل. ففي ظل العريب املغرب إىل منطقة والشام العراق

انهيار أسعار البرتول، ال ميكن الجزائر تحمل تكرار سيناريو آخر

لحادثة تيقنتورين يف الداخل الجزائري.

ال يزال االنفتاح املغريب مغاربيا من جهته مرهونا بالصحراء الغربية

بوصفها أهم ملف يرسم حدود املغرب اإلقليمية. ومن ثم، فاملوافقة

يف األطليس شامل لحلف العسكري التدخل عىل املغربية األولية

ليبيا، واستخدام لغة التحريض ضد الطرف الجزائري باتهامه بدعم

القذايف وعائلته وبإرسال مرتزقة وأسلحة، ال يخرجان من دائرة ضامن

وأمريكا) (فرنسا، أمميا الضاغطة الدولية القوى دعم استمرارية

لتمرير املقاربة املغاربية لتسوية القضية الصحراوية(0)). وبناء عليه،

إىل التعاون من بدال املغريب - الجزائري الرمزي التنافس يعزى

القادر عبد العربية، الدول األفريقي وجامعة واالتحاد املغاربية الشؤون وزير 39 ذكر "إن العربية الدول لجامعة الوزاري للمجلس 1(( الدورة أمام ألقاها كلمة يف مساهل وطنية وحدة بتشكيل حكومة يعجل توافقي إىل حل ليبيا يف اإلخوة كافة تدعو الجزائر وتسيطر تفرض سلطتها دستورية وبناء مؤسسات االنتقالية الفرتة تسيري لها يوكل رشعية عىل الوضع األمني يف كافة ربوع البالد مبا ميكنها من التصدي ألنشطة الجامعات اإلرهابية"، انظر: "الجزائر تجدد دعوتها لألطراف الليبية إىل تشكيل حكومة وحدة وطنية"، وكالة األنباء

الجزائرية، 13 أيلول/سبتمرب، 015)، شوهد يف )1/)/016)، يف:http://goo.gl/JZI1ey

40 عبد النور بن عنرت، "االسرتاتيجيات املغاربية حيال أزمة مايل"، ورقة مقدمة يف ندوة يف شوهد ،(013 شباط/فرباير 18 / 17 الراهنة"، اإلقليمية والتحوالت العريب "املغرب

)1/)/016)، يف:http://goo.gl/GhFKPl

من والضغط الهيمنة بدور الجزائر قيام مبحاولة املغاربية القناعة

خالل العالقة املعقدة مع البوليساريو للضغط عىل املغرب والطوارق

يف كل من مايل والنيجر، ملواجهة الهيمنة الليبية يف ظل احتواء ليبيا

طوارق الجزائر. وهذا ما أكده دور الجزائر بوصفها طرفا وسيطا يف

اتفاقات السالم التي أنهت مترد الطوارق (1991 - 006)).

خاتمة

من الناحية النظرية، فرضت عملية تطوير اللغة الحقوقية اإلنسانية

املكتسبة بصورة القيم والحقوق املزيد من لتحقيق التضامن مبدأ

بتناقضه املفهوم عىل والغموض الشمولية صفتي إضفاء جمعية،

والسيادة بوصفها صيغة أمنية تقليدية بالدرجة األوىل متوافق عليها

السيايس الفاعل إغفال دور الذي ساهم يف األمر الدويل، اإلرث يف

يف العامل الحقيقي أو فكرة الوكيل التي يفرتضها مفهوم التضامن مبا

يعيد نظرية عقد الدولة، وتعارض االلتزامات األخالقية الناتجة من

املواطنني املشرتكني يف إطار دولة، مع االلتزامات األخالقية الناتجة من

االنتامء اإلقليمي أو العاملي. ومن ثم، يقف التضامن والسيادة بني

طريف نقيض يفرض تفعيل أحد املفهومني (االعتداء) والتزامه، وإلغاء

اآلخر؛ مبا يطرح اإلشكالية املعيارية: من ميلك حق/ واجب التدخل

للتضامن؟ هل هي الدول؟ أم املجتمع الدويل؟ أم كيانات أخرى؟

تحديا الليبية الحالة يف الحامية" "مسؤولية عقيدة تطبيق مثل

األول املستوى يتمثل للعقيدة عىل مستويني: الجوهري للمضمون

"الغرض أن أساسا تعني التي السليمة" "النية أي الثالث مبعيارها

أو اإلنسانية املعاناة وقف يكون أن يجب التدخل من األسايس

منعها، وأن إسقاط النظام ليس سببا مرشوعا لوضع العقيدة موضع

التنفيذ"(1)). وهو ما أثبتت التجربة الليبية عدم صحته. أما املستوى

اللغة تغيري والسيادة بالتدخل املعنية اللجنة تبني فهو الثاين

البالغة أهميتها من الرغم عىل الحامية"، "مسؤولية لـ النقاشية

العقيدة من املستفيدين عىل االنتباه تركيز إىل الحاجة حيث من

بدال من حقوق الدول املتدخلة والحاجة إىل إدماج عنرصي املسعى

الوقايئ واملساعدة ما بعد النزاع اللذين غالبا ما يجري إهاملهام. إال

أن اإلشكالية متثلت باستخدام كلمة الحق املرجحة للنتيجة ملصلحة

رئيسة فكرة األخري يف يثري مبا املناقشة())). بدء قبل حتى التدخل

مسؤولية عقيدة تعزز هل إنسانية: ألغراض العسكري "التدخل ماسينغهام، 41 إيف الدولية للصليب األحمر، مج املجلة القوة ألغراض إنسانية؟"، الحامية مرشوعية استخدام

91، العدد 876، كانون األول/ديسمرب 009)، ص 170.

42 املرجع نفسه، ص )16.



أكرث خطورة، وهي إمكانية إلغاء املجتمع الدويل الرشعية واملرشوعية

الوطنية بناء عىل الحامية بوصفها معيارا أساسيا.

الليبية مجموعة من الصعوبات املفاهيمية املتعلقة أظهرت الحالة

إىل التطرق عند وذلك العسكرية؛ تجلياته يف بخاصة بالتضامن،

إلزامية الفعل التضامني بوصفه أحد مقومات حقوق اإلنسان، ومن

ثم تحقيق األمن اإلنساين، الصورة األكرث تطرفا لتجسيد أولوية الفرد

يف التحليل الدويل التي بدورها أثارت إشكالية أخرى، هي: هل ميكن

فعل أم هي تضامنيا؟ فعال نفسها اإلنسانية الدولية العمليات عد

صعوبة A. Cubukcu عائشة الباحثة بعبارة أو خارجي؟ تدخل

من والنوايا الدوافع صدق متييز يف تكمن ال الفعلني بني التمييز

عدمه فقط، ولكن تكمن يف الحدود املتغرية للمجتمعات السياسية

املتصورة وأهمية سيادتها بوصفها موضوعا للسياسة(3))؛ فاإلشكالية

الرئيسة ليست يف تعريف السيادة ولكن يف كيفية إنتاجها وتوزيعها

معينة لرتتيبات التأسيس كيفية ويف معينني، ومكان لزمان وفقا

للفضاء والقوة. بإمكاننا اإلجابة عن ذلك انطالقا من فرضية ما بعد

الحداثيني الدوليني، من أمثال دافيد كامبل وسيمون دالبي، وجريارد

توتايل G.Tuathail وغريهم، الذين رأوا أن جغرافية العامل هي نتاج

الفضاء لتنظيم القوة عىل املتنافسة السلطات بني الرصاع لتاريخ

واحتالله وإدارته، وأن العالقة وطيدة بني السياسة والعنف ذي الدور

املزدوج سواء التأسييس أو كونه الظرف الذي يجب أن يحمى منه

مواطنو الجامعة السياسية())).

43 Ayça Çubukçu, "The Responsibility to Protect: Libya and the Problem of Transnational Solidarity," Journal of Human Rights, Vol. 1(, ((013), p. 5(.

44 Bradley S. Klein, Strategic Studies and World Order: The Global Politics of Deterrence (UK: Cambridge University Press, 199(), pp. 3-38; David Campbell & Michael Dillon, The Political Subject of Violence (Manchester: Manchester University Press, 1993); Gearóid Ó Tuathail al. (edS), The Geopolitic Reader (London: Routledge, 1998).

عربيا الدولة بناء أزمة تجليات أحد بوصفها الليبية للحالة نظرا

بني ليبيا تقع والسيادة، التضامني الفعل إلزامية بني والتناقض

خيارين إسرتاتيجيني ميكن تحديد معاملهام كام ييل:

بدور العنف يقوم حيث الحداثية الطريقة عىل الدولة بناء إما

الغلبة انتظار يف للدول األنطولوجي للبناء رئيس وعامل تأسييس

عىل امليدان، مع استمرار عنرص التدخل الدويل نظرا الرتباط ثنائية

الطريقة عىل الدولة بناء مسار بتصحيح أو –اإلنسان، العنف

التشاركية - التمثيلية حيث يقوم عامل التضامن اإلقليمي بدور مؤثر

عند الحديث عن التاريخ املشرتك للسيادة بوصفها مفهوما مؤسسا

العملية إطار يف التاريخي لكفاحها آلية ونتيجة املنطقة يف ثوريا

التقليدية. ففي ضوء انكامشها اإلقليمي وانعدام الثقة االستعامرية

السياسية الناتجة من املامرسات غري العقالنية لألنظمة السياسية يف

إيجاد عىل املساعدة التضامن يعني البعض، بعضها تجاه املنطقة

التدخل الدولة، عىل خالف بناء مؤسسات توافق سيايس الستكامل

الخيار قدرة عدم أثبتت جديدة مبسميات كان وإن العسكري،

العسكري عىل إيجاد حل لألزمة، ولكن يؤدي إىل استفحالها.

أثبتت التجربة الدولية أن ترتيبات القوة أفرغت املفاهيم الحقوقية،

أكرث صيغة إىل األخالقية فحواها من اإلنساين، بعدها يف بخاصة

باستمرار وذلك األوىل، بالدرجة السياسية املصالح تخدم براغامتية

جدلية الحامية عىل مستوى الدولة، أو عربها بوصفها رهينة لألهداف

يف لإلسرتاتيجية التقليدي التعريف عىل قياسا للدولة، السياسية

بعدها الحريب، بوصفها امتدادا للسياسة.

العدد 20


المصادر والمراجعالعربية

بن عنرت، عبد النور. "االسرتاتيجيات املغاربية حيال أزمة مايل"، ورقة مقدمة يف ندوة "املغرب العريب والتحوالت اإلقليمية الراهنة"، الدوحة

17 / 18 شباط/فرباير 013).

الحكيم، سعاد. "نحو فلسفة للسالم اإلنساين"، يف: حوار الحضارات: كلمة سواء، مركز اإلمام موىس الصدر لألبحاث والدراسات، )00).

الزحييل، وهبة. الفقه اإلسالمي وأدلته، ط )، سورية: دار الفكر، 011).

العبادي، عبد السالم. "نظرية الحق بني الرشيعة والقانون"، رسالة التقريب، العدد الثاين، 1993.

قوجييل، سيد أحمد. "تطور الدراسات األمنية ومعضلة التطبيق يف العامل العريب"، دراسات اسرتاتيجية، العدد 169، )01).

ماسينغهام، إيف. "التدخل العسكري ألغراض إنسانية: هل تعزز عقيدة مسؤولية الحامية مرشوعية استخدام القوة ألغراض إنسانية؟"،

املجلة الدولية للصليب األحمر، املجلد 91، العدد 876، كانون األول/ديسمرب 009).

املغرب الليبية وتداعياتها عىل منطقة "األزمة املغاربيني، الخرباء القذايف"، يف: مجموعة بعد ما ليبيا الوضع يف "تطور امحمد. ماليك،

العريب"، مركز الدراسات املتوسطية والدولية، العدد 6، أيلول/سبتمرب 011).

مسعود، أحمد طاهر. املدخل إىل علم االجتامع العام، عامن: دار جليس الزمان، 011).

العامل الثاين: العاملي املؤمتر بحوث املستقبل"، واسترشاف واملهامت الوظائف رشعيا: واجبا باعتباره "التضامن رضوان. السيد، نايف

اإلسالمي - املشكالت والحلول: التضامن اإلسالمي، )01).

األجنبية Aïda Ammour, Laurence. “Libya and Sahel Perspective,” 1(th Strategic Planning and Analysis Seminar – “Northern Africa

Area Situation”, Geneva Centre for Security Studies, (7 - (9 June (01(.

Algan, Bülent. "Rethinking “Third Generation” Human Rights," Ankara Law Review, Vol. 1, NO. 1, (Summer (00().

Atkinson, Anthony Barnes. Incomes and the Welfare State Essays on Britain and Europe, Cambridge and New York: Cambridge

University Press, I996.

Ayça, Çubukçu. "The Responsibility to Protect: Libya and the Problem of Transnational Solidarity," Journal of Human Rights,

Vol. 1(, ((013).

Badescu Cristina G. & Bergholm, Linnea. “The Responsibility to Protect and the Conflict in Darfur: The Big Let-Down,”

Security Dialogue, Vol. (0, No. 3, (June (009).

Badescu, Cristina G. "Authorizing Humanitarian Intervention: Hard Choices in Saving Strangers," Canadian Journal of

Political Science, Vol. (0, No. 1, ((007).

Beck Ulrich, & al. Reflexive Modernization: Politics, Tradition and Aesthetics in the Modern Social Order, Cambridge: Polity

Press, 199(.

Beck, Ulrich. Risk Society: Towards A New Modernity, London: Sage Publications Limited, 199(.

Crow, Graham. Social Solidarities, Philadelphia: Open University Press, (00(.

David Campbell & Dillon, Michael. The Political Subject of Violence, Manchester: Manchester University Press, 1993.

De Tocqueville, Alexis. Democracy in America, London: Oxford University Press, 1971.



Deng, Francis M. & al. Sovereignty as Responsibility: Conflict Management in Africa, Washington, DC: Brookings Institution

Press, 1996.

Deng, Francis M. “Frontiers of Sovereignty,” Leiden Journal of International Law, Vol. 8, No. (, (1995).

Durkheim, Emile. The Division of Labour in Society, Houndmills/London: Macmillan, 198(.

G. Ritzer (Ed.). The Blackwell Companion the Major Classical Social Theorists, Oxford: Blackwell Publishing, (003.

Gareth Evans & Sahnoun, Mohamed. The Responsibility to Protect, Report of International Commission on Intervention and

State Sovereignty, Ottawa: The International Development Research Centre, (001.

Gearóid Ó Tuathail & al. (eds). The Geopolitic Reader, London: Routledge, 1998.

Gøsta, Esping-Andersen. Welfare States in Transition National Adaptations in Global Economies, London: SAGE

Publications, 1996.

Greve, Bent. Historical Dictionary of the Welfare State, Lanham, MD: Rowman and Littlefield, 1998.

Habermas, Jürgen. The Theory of Communicative Action, vol. (, Boston: Beacon Press, 1985.

Hantrais, Linda. Social Policy in the European Union, Hampshire, Macmillan, 1995.

Hechter, Michael. Principles of Group Solidarity, Berkeley, CA: University of California Press, 1987.

Holger P. Hestermeyer & al. (eds). Coexistence, Cooperation and Solidarity (( vols.), Leiden, Netherland: Koninklijke Brill, (01(.

Honneth, Axel. The Struggle for Recognition: The Moral Grammar of Social Conflicts, Cambridge: Polity Press, 1990.

Jason Morgan, Foster. "Third Generation Rights: What Islamic Law Can Teach the International Human Rights Movement, "

Yale Human Rights and Development Journal, Vol. 8, (005.

Justin, Morris. “Libya and Syria: R(P and the Spectre of the Swinging Pendulum,” International Affairs, Vol. 89, No. 5, ((013).

Klein, Bradley S. Strategic Studies and World Order: The Global Politics of Deterrence, UK: Cambridge University Press, 199(.

Laitinen Arto & Birgitta Pessi, Anne. (eds), Solidarity: Theory and Practice, UK: Rowman & Littlefi eld Publishers, (01(.

Lapeyre de Tinguy & Vasak, Karl (eds.). Les dimensions universelles des droits de l’homme, vol. I, Bruxelles, Emile Bruylant, 1990.

Norman Johnson, Private Markets in Health and Welfare: An International Perspective, Berg, Oxford/Providence, 1995.

Parsons, Talcott. The System of Modern Societies, Englewood Cliffs, N.J.: Prentice‐Hall, 1971.

Remacle, Eric. “Approaches to Human Security: Japan, Canada and Europe in Comparative Perspective,” The Journal of Social

Science, No. 66, Tokyo, (septembre, (008).

Shawki Noha & Michaelene, Cox. (eds.) Negotiating Sovereignty and Human Rights: Actors and Issues in Contemporary Human

Rights Politics, Farnham: Ashgate, (009.

Spencer, Herbert. Social Statics, New York: D. Appleton, 1850.

Stjernø, Steinar. Solidarity in Europe: The History of an Idea, New York: Cambridge University Press, (00(.

Swinarski, Christophe (ed.), Studies and Essays On International Humanitarian Law and Red Cross Principles in Honour of

Jean Pictet, (198().

Vasak, Karel. ‘A 30 year struggle,’ UNESCO Courier, (November 1977).

Wellman, Carl. “Solidarity, the Individual and Human Rights,” Human Rights Quarterly, Vol. ((, No. 3, (August (000).

Wolfrum Rudiger, Chie Kojima. Solidarity: A Structural Principle of International Law, Heidelberg: Springer, (010.

*Abdelilah Essatte | عبد اإلله سطي

أسئلة الملكية البرلمانية في النظام الدستوري المغربيParliamentary Monarchy in the New Moroccan Constitution

343434

* باحث يف العلوم السياسية والقانون الدستوري، جامعة محمد الخامس، الرباط* Researcher specialized in Political Science and Constitutional Law, Mohammed V University, Rabat

تم االستفتاء على الدستور المغربي الجديد، في الفاتح من تموز/ يوليو 2011، وقد اختلفت القــراءات ووجهــات النظــر حوله، ما بين مؤيد للمنهجية والمضاميــن التي جاء بها بصفتها خطــوة مهمــة نحــو الديمقراطيــة، ومعــارض لهــذه المضاميــن وتوجهاتهــا، يــرى أن اإلصالح الدستوري لم يستجب لمطلب إقامة الملكية البرلمانية. ويرجع االختالف في هذا الباب إلى مســتويين مــن التحليــل: المســتوى األول ينظــر إلــى اإلصالحــات من زاويــة المقارنة بدســتور 1996، ويجد أن دســتور 2011 أكثر تقدما من الدســتور الســابق من حيث الســلطات المخولة لرئيــس الحكومــة، ومــن حيث التفاصيــل المتعلقة بضمــان الحقــوق والحريــات الفردية. أما المســتوى الثانــي فينظــر إلــى الدســتور الجديــد مــن زاويــة المطالــب التــي رفعتهــا القــوى الديمقراطية العديدة والشــارع المغربي مع حركة "عشــرين فبراير"، ويخلص إلى أن الدســتور الجديــد لــم يســتجب ألهم مطلب، أال وهــو إقامة الملكيــة البرلمانية. في هــذا االتجاه تحاول هــذه الورقــة اعتماد مقاربــة تحليلية للوثيقة الدســتورية المغربية الجديــدة، انطالقا من رصد أهم المســتجدات التي جاءت بها في إطار العالقة بين الســلط، وطبيعة النظام السياسي

الذي تفرزه هذه الوثيقة.

كلمات مفتاحية: الملكية البرلمانية - االنتقال الديمقراطي - الدستور المغربي - اإلصالح السياسي في المغرب.

The referendum on the new Moroccan constitution in July 2011, which varied readings and perspectives around it, between supporters of the methodology and implications brought as necessary step towards democracy. And between contrary to these contents and its directions, considering that the constitutional reform did not respond to the demand of the establishment of parliamentary monarchy. In this direction, this paper attempts to adopt an analytical approach to the Morocco's new constitutional document analysis, based on monitoring of the most important developments that came out in the framework of the relationship between the authorities and the nature of the political system that produced this document.

Keywords: Parliamentary Monarchy - Democratic Transition - Moroccan Constitution - Political Reform in Morocco



مقدمةالعريب"، عرف "الربيع ما سمي أو العريب الثوري الحراك يف خضم

ملتئمة يف السياسية والتنظيامت القوى العديد من املغرب خروج

املطالبة قصد املغربية، املدن معظم جابت التي فرباير (0 حركة

اإلصالح مطلب أبرزها من كان واجتامعية، سياسية بإصالحات

الدستوري املؤدي إىل إقامة امللكية الربملانية. يف السياق ذاته، سوف

يأيت خطاب امللك محمد السادس يف التاسع من آذار / مارس 011)،

واضعا ،1996 دستور ملراجعة استشارية لجنة تشكيل إىل داعيا

العديد من العناوين الكربى والخطوط الرئيسة لهذا اإلصالح.

تم االستفتاء عىل الدستور الجديد يف الفاتح من متوز / يوليو 011)،

املنهجية مؤيد بني حوله، النظر ووجهات القراءات اختلفت وقد

الدميقراطية، نحو مهمة خطوة بصفتها بها، جاء التي واملضامني

مل الدستوري اإلصالح أن يرى وتوجهاتها، املضامني لهذه ومعارض

يستجب ملطلب إقامة امللكية الربملانية.

الجديدة الدستورية الوثيقة بها جاءت التي املستجدات أهم من

باملغرب الحكم "نظام بأن الدستور من األول الفصل يف اإلقرار

النظام وأن واجتامعية"، برملانية دميقراطية دستورية، ملكية نظام

وتوازنها السلطات فصل "أساس عىل يقوم للمملكة الدستوري

الحكامة مبادئ والتشاركية، وعىل املواطنة والدميقراطية وتعاونها،

الجيدة وربط املسؤولية باملحاسبة".

الوثيقة له تؤسس الــذي الربملاين النظام هذا طبيعة هي فام

الدستورية لسنة 011)؟ وهل نحن أمام مقتضيات دستورية تؤسس

ا بني السلطات كام حدده الفكر الدستوري؟ وما مدى فصال حقيقي

استجابة املقتضيات الدستورية ملطالب القوى الدميقراطية يف البلد؟

ثم هل تعكس املامرسة السياسية، ملا يقارب أربع سنوات عىل إقرار

دستور 011)، الطبيعة الفعلية ملقتضيات الدستور القامئة عىل أساس

فصل السلطات، والدميقراطية واملواطنة التشاركية؟

من منطلق هذه اإلشكالية، ستحاول هذه الورقة اعتامد مقاربة تحليلية

للوثيقة الدستورية املغربية الجديدة، انطالقا من رصد أهم املستجدات

التي جاءت بها يف إطار العالقة بني السلطات، وطبيعة النظام السيايس

الذي تفرزه هذه الوثيقة. هذا بعد إبراز السياقات العامة والخاصة

التي أدت إىل ظهور مطلب امللكية الربملانية يف الشارع املغريب.

أوال. مطلب الملكية البرلمانية في المغرب: السياق والرهانات

يف سياق الحراك الثوري العريب، عرف املغرب خروج العديد من القوى

والتنظيامت السياسية ملتئمة يف حركة 0) فرباير التي جابت معظم املدن

املغربية، قصد املطالبة بإصالحات سياسية واجتامعية، من أبرزها مطلب

اإلصالح الدستوري املؤدي إىل إقامة امللكية الربملانية. وكانت حركة 0)

فرباير التي شكلت دينامية هذا الحراك، مزيجا من توجهات أيديولوجية

مختلفة، توحدها فقط معارضتها الحكم السلطوي مبختلف تجلياته. وعىل

الرغم من أن املتظاهرين طالبوا مبزيد من العدالة االجتامعية، والحق

يف الصحة، والتعليم، فإن جل مطالبهم تركزت عىل املسائل السياسية...

واشتملت تلك املطالب عىل رضورة وضع دستور أكرث دميقراطية، يستند

يف أساسه إىل سيادة الشعب، واستقالل القضاء، وفصل السلطات(1).

التداول العمومي منذ شهر الربملانية حيز هكذا، دخل مطلب امللكية

فرباير / شباط 011)، بعد فرتة مديدة ظل فيها مطلب اإلصالح الدستوري

السيايس التمثيل ضعيفة املغريب اليسار من وتنظيامت أحزاب بيد

والقاعدة االجتامعية. ويعود لحركة 0) فرباير الدور األكرب يف إنعاش هذا

املطلب، وإدخاله النطاق املطلبي العمومي شعارا رئيسا لتعبئة جمهور

التغيري يف املغرب()). ويف السياق ذاته، سوف يأيت الخطاب املليك يف التاسع

آذار/ مارس 011) الذي جاء نتيجة أساسية من نتائج "0) فرباير"(3)، داعيا

العديد من إىل تشكيل لجنة استشارية ملراجعة دستور 1996، واضعا

العناوين الكربى والخطوط الرئيسة لهذه املراجعة.

1 محمد مدين وادريس املغروي وسلوى الزرهوين، دراسة نقدية للدستور املغريب للعام International IDEA، واالنتخابات، للدميقراطية الدولية املؤسسة (ستوكهومل: 2011

)01)) ص 10.

2 عبد اإلله بلقزيز، ثورات وخيبات يف التغيري الذي مل يكتمل (بريوت: منتدى املعارف، )01))، ص )19.

3 عبد الله ساعف، "استفتاء فاتح يوليوز"، جريدة املساء (الدار البيضاء)، العدد 90)1، 011/7/7)، ص 1.

العدد 20


وبناء عليه، انفتح أمام املغرب إمكان خيار اإلصالح الدستوري الذي ظل

محط دعوات العديد من القوى السياسية منذ عرش سنوات())، مبا يالئم

رشوط الحياة السياسية الجديدة، والعهد الجديد باعتالء امللك محمد

استجابة تعرف مل املطالب هذه أن بيد .1999 يف العرش السادس

حقيقية إال مع بزوغ الظرفية السياسية الجديدة، ومع التطورات التي

عرفها املحيط اإلقليمي للمغرب، والذي أدى إىل إسقاط العديد من

األنظمة السياسية، إذ غري الحراك الثوري الشعبي املعادالت التقليدية

يف الحكم الذي عرفته املنطقة العربية برمتها لعقود.

ستهيئ هذه الظرفية للقوى الدميقراطية يف املغرب مساحات كربى،

لها حتى متاحة تكن التي مل السياسية واالجتامعية لطرح مطالبها

السيايس النظام أبداها التي املرونة من الرغم فعىل قريب. وقت

االنتهاكات ملف فتح خالل من الجديد، العهد بداية يف املغريب

حول انفتاح وإبداء السابق، العهد يف اإلنسان لحقوق الجسيمة

ثم بإدخال إصالحات جديدة عىل مدونة األرسة، النسائية املطالب

فتح نقاش واسع حول أفاق التنمية باملغرب، فإن هذه اإلصالحات

ظلت عىل مستوى امليكرو / سيايس، ومل تتجه نحو إصالح جذي يهم

البنية املؤسسة للدستور املغريب (املاكرو/ سيايس).

بيد أن انطالق مسلسل الثورات العربية، والدينامية التي أحدثتها حركة

0) فرباير يف الشارع املغريب بشعارها ومطلبها األسايس املتمثل بامللكية

الربملانية التي قوامها "امللك يسود وال يحكم"، ستكون سياقا مالمئا لطرح

املسارات عن بنفسه ينأى حتى املغرب، يف الدستوري اإلصالح خيار

التي أخذتها بقية بلدان الحراك الثوري. فكانت االستجابة رسيعة من

نحو األفق فتح والذي املليك يف 9 آذار / مارس 011)، الخطاب خالل

املراجعة ومسلسل املغربية "األحــزاب السايس، محمد انظر: املوضوع هذا 4 حول الدستورية لـ 011)"، املجلة املغربية للعلوم السياسية واالجتامعية، العدد 3، ج 5 (يونيو

)01))، ص 17.

مراجعة دستورية، وفق سبعة مرتكزات تضمنها الخطاب املليك ومتثلت

باألساس بـ:

املغربية للهوية التعددي للطابع الدستوري التكريس

األمازيغية، رصيدا بتنوع روافدها، ويف صلبها الغنية املوحدة،

لجميع املغاربة.

ترسيخ دولة الحق واملؤسسات، وتوسيع مجال الحريات الفردية

والجامعية، وضامن مامرستها، وتعزيز منظومة حقوق اإلنسان.

صالحيات وتعزيز مستقلة، سلطة إىل بالقضاء االرتــقــاء

القانون ولسيادة الدستور لسمو توطيدا الدستوري، املجلس

واملساواة أمامه.

دمقرطة وتعميق وتوازنها، السلطات فصل مبدأ توطيد

من نابع برملان خالل من وعقلنتها، وتحديثها املؤسسات

انتخابات حرة ونزيهة، يتبوأ فيه مجلس النواب مكانة الصدارة،

مع توسيع مجال القانون، وتخويله اختصاصات جديدة، تكفل

نهوضه مبهامته التمثيلية والترشيعية والرقابية.

املعرب عنها من الشعبية، اإلرادة بانبثاقها عن حكومة منتخبة

النواب، مجلس أغلبية بثقة وتحظى االقرتاع، صناديق خالل

الذي تصدر السيايس الحزب الوزير األول من وتكريس تعيني

مكانة وتقوية نتائجها، أساس النواب، وعىل انتخابات مجلس

ويتوىل الفعلية، التنفيذية السلطة رئيس بصفته األول الوزير

وقيادة العمومية، واإلدارة الحكومة عىل الكاملة املسؤولية

الربنامج الحكومي وتنفيذه، ودسرتة مؤسسة مجلس الحكومة،

وتوضيح اختصاصاته.

تعزيز اآلليات الدستورية لتأطري املواطنني، بتقوية دور األحزاب

السياسية، يف نطاق تعددية حقيقية، وتكريس مكانة املعارضة

الربملانية واملجتمع املدين.

السلطة مامرسة وربط العامة، الحياة تخليق آليات تقوية

واملسؤولية العمومية باملراقبة واملحاسبة.

ــســان، اإلن وحــقــوق ــدة، ــجــي ال الحكامة هيئات دســـرتة

وحامية الحريات(5).

5 "خطاب تاريخي للملك محمد السادس 9 مارس 011)"، يوتيوب، 011/3/9)، يف:http://bit.ly/1Tgg0Hd



كام أوكل امللك أمر إعداد مرشوع الدستور إىل هيئة استشارية عني

موازية واملتابعة للتشاور لجنة إحداث إىل إضافة كلهم، أعضاءها

ألعامل الهيئة السابقة، بإرشاف مستشار امللك محمد معتصم. وتعد

هذه املبادئ املرجع األسايس الذي أطر عمل اللجنة االستشارية إلعداد

الدستور، كام جاء يف الخطاب املليك، مع إمكانية "االجتهاد الخالق،

القرتاح منظومة دستورية متقدمة ملغرب الحارض واملستقبل"(6).

فتح الخطاب املليك آفاق املراجعة الدستورية عىل مختلف التأويالت،

فاملالحظ أنه مل يضع خطوطا حمراء حول طبيعة البنية الدستورية

لقد املراجعة. من السياسية السلطات موقع يستنث ومل السابقة،

الربملانية املؤسسة موقع تعزيز تهم مراجعة إقرار نحو أكرث اتجه

يف الترشيع، وتبوئ الوزير األول رئاسة السلطة التنفيذية، إضافة إىل

االرتقاء بالقضاء إىل سلطة مستقلة، وربط املسؤولية باملحاسبة.

قابال ،(011 آذار / مـــارس 9 خطاب املقتضيات هــذه جعلت

"إلسرتاتيجية التأويل الربملاين"(7). فهو يطرح إمكانية املراجعة الشاملة

للعالقة بني السلطات، ويقطع مع دابر املراجعات السابقة التي مل تكن

ما خصوصا الحكم، نظام وطبيعة الدستورية الهندسة اخرتاق تهم

تعلق منها بطبيعة موقع املؤسسات الدستورية ومكانتها. وهذا األمر

الذي سيسهل إمكانية التالقي بني سقف مطلب الشارع "0) فرباير"

إىل املغريب بالدستور االرتقاء وإمكانية الربملانية، بامللكية املتمثل

مصاف النظم امللكية الدميقراطية التي تسود فيها امللكيات وال تحكم.


7 حسن طارق، الدستور والدميقراطية قراءة يف التوترات املهيكلة لوثيقة 2011، سلسلة الحوار العمومي ) (الرباط: طوب بريس، 013))، ص 130.

املغريب الدستور يف السلط توزيع "بنية املاليك، محمد انظر: املوضوع هذا حول للمزيد اململكة "دستور الغايل، محمد (013))؛ (الرباط) و) 3 العددان النهضة، مجلة الجديد"، املغربية لسنة 011) يف ضوء الربيع العريب: جدلية الثابت واملتحول"، تبي، العدد )، املجلد 1 (ربيع 013))؛ عمر بندورو ورقية املصدق ومحمد مدين، الدستور املغريب الجديد عىل محك

املامرسة (الدار البيضاء: منشورات ملتقى الطرق، )01)).

يف اآلن نفسه، ظل الخطاب املليك مفتوحا أيضا نحو التأويل الرئايس

لتوزيع السلط. فهو مل ينص رصاحة عىل "امللكية الربملانية"، ومل يرش

إىل مكانة إمارة املؤمنني يف املراجعة الدستورية.

وبالنتيجة، فالخطاب مل يضع ثوابت لحدود املراجعة الدستورية للسلط،

كام أنه مل يقر برصيح العبارة إمكانية املراجعة الدستورية الختصاصات

نحو األول التأويل اتجه تأويلني: أمام مفتوحا الباب جعل ما امللك،

إقرار مراجعات تتجه نحو نظام برملاين مبجال محفوظ للملك، يتضمن

يتجه نحو ثان االختصاصات اإلسرتاتيجية والدينية والعسكرية؛ وتأويل

الوقوف عىل حدود نظام شبه رئايس يضع الحكومة رشيكا يف السلطة

التنفيذية، مع االحتفاظ باألدوار الطالئعية للملكية يف الهندسة الدستورية.

ثانيا. الفاعلون السياسيون ومطلب الملكية البرلمانية

إذا كان خطاب اإلصالح الدستوري يف ظل ملكية تنفيذية يعني أساسا

االنتقال إىل الحديث عن مضمون جديد لألدوار التي كانت تضطلع

امللكية نظام فهم إىل االنتقال ثم ومن ،1996 دستور ظل يف بها

املليك الخطاب أن اإلصالح، خصوصا أنه جوهر هذا الربملانية عىل

يتيح إمكانية التأويل اإلسرتاتيجي لالتجاه نحو النظام الربملاين، فإنه

ليس بالرضورة أن يتبنى الفاعلون جميعهم هذا املطلب.

من أدىن حد إىل اتجه من بني والتوجهات الدعوات توزعت لقد

السقف الذي تحدث فيه الخطاب املليك حول املراجعة الدستورية،

ومن اتجه نحو إبراز النفس الربملاين يف اقرتاحاته مع االحتفاظ بالبنية

املشهد يف أدوارا طالئعية للملكية تجعل التي السابقة الدستورية

السيايس واملؤسسايت، ثم اتجاه ثالث، يربز مضمون امللكية الربملانية

كام هو متعارف عليه يف األنظمة الدميقراطية العريقة. لهذا سنحاول

والسياسية(8)، الجمعوية والتيارات الحزبية املذكرات مضامني إبراز

من خالل تصنيفها يف ثالثة توجهات عىل النحو التايل:

التوجه األول. 1التي الكربى العناوين وزك املليك، الخطاب مقتضيات مع متاىش

جاء بها؛ بل واتجه إىل تقليص تطلعاته الدستورية إىل ما دون سقف

يف النظر التوجه هذا يؤجل الخطاب؛ يف جاءت التي التوجيهات

مطلب امللكية الربملانية، ويف أهمية إعادة توزيع األدوار بني السلطات.

السياسية التنظيامت مقرتحات من فقط البارزة النامذج بعض عىل االقتصار 8 حاولنا واملدنية ومذكراتها ملراجعة دستور 011).

العدد 20


السلطات جانب إىل يتطرق مل أنه يالحظ الشعبية الحركة فحزب

اختصاصات عن الحديث إىل مبارشة واتجه مذكرته(9)، يف امللكية

وتعيني الحكومي املجلس "دسرتة عىل وركز والربملان. الحكومة

اتحاد األحزاب املشكل قبل االنتخابات الوزير األول من الحزب أو

بني ما التوازن و"ضامن األوىل"، املرتبة عىل الحائز الترشيعية،

هذا أن ومع الترشيعية". باملبادرة يتعلق فيام والربملان الحكومة

قبيل من مذكرته مقدمة يف كربى وشعارات عناوين يضع الحزب

"ضامن استقاللية السلطة القضائية، وتعزيز مكانة الشعب كمصدر

هذه طبيعة تحدد مل للمذكرة التفصيلية املحاور أن إال للسلطة"،

العناوين وكيفية ترجمتها آليات وأدوات للعمل.

عن الصادرة سابقتها كام لألحرار، الوطني التجمع حزب مذكرة

إىل تطرقت وإن وهي مخترصة. جاءت الشعبية، الحركة حزب

اختصاصات امللك، فإنها اتجهت إىل تعزيز سلطاته املنصوص عليها

يف دستور 1996، من قبيل إعادة التنصيص عىل مقتضيات الفصل 19

والسلطات التي تخولها مقتضياته امللك.

التي الدستوري االتحاد حزب مذكرة تذهب نفسه، االتجاه ويف

حافظت عىل مضمون الفصل 19، بل واتجهت إىل تكريس السلطات

امللكية املنصوص عليها يف الفصل ذاته. فقد جاء يف املذكرة "اإلبقاء

عىل صيغة الفصل 19، لكن مع تغيري الرقم وتفكيك الفقرات وتوضيح

الدين، حمى حامي وهو املؤمنني، أمري امللك كالتايل: املهام بعض

امللك هو املمثل األسمى لألمة... شخص امللك ال تنتهك حرمته، وهو

غري خاضع للمساءلة"(10). كام اتجهت املذكرة إىل جعل امللك رئيسا

للمجلس الوزاري.

التوجه الثاني. 2يركز هذا التوجه يف مقرتحاته عىل إعادة ترتيب العالقة بني السلطات

الدينية للمؤسسة امللكية واختصاصاتها السياسية. وتم الرتكيز أساسا

تقديم عمل عىل إذ ،1996 دستور من 19 الفصل مقتضيات عىل

مقرتحات تحد من هذه االزدواجية، بتوضيح هذه االختصاصات، مع

اإلبقاء عىل مركزية املؤسسة امللكية يف الهندسة الدستورية املغربية.

والذي االستقالل، حزب قدمها التي املقرتحات الباب هذا يف نجد

امللكية، السلطات إىل يتطرق بندا تخصيصه عدم من الرغم عىل

،(011/(/17 الدستوري، املغرب الدستورية"، لإلصالحات الشعبية الحركة 9 "مذكرة شوهد يف 1/)/016)، يف:

http://www.addoustour.net/ar/news_view_70.html

10 "مذكرة االتحاد الدستوري"، املغرب الدستوري، 5/)/011)، شوهد يف 1/)/016)، يف:http://www.addoustour.net/ar/news_view_57.html

األمر الذي ميكن فهمه تحاشيا ألي تأويل يتجه نحو الحد من سلطات

رأس الحكومة عىل تقوية سلطات تزيك مقرتحات قدم فإنه امللك،

نقرأ يف مذكرته ثم الحكومي(11). املجلس التنفيذي، بدسرتة الجهاز

التنصيص عىل "مسؤولية الحكومة يف تحديد وإدارة السياسة العامة

للبالد"()1).. كام تؤكد املذكرة أن الربملان وحده املختص بالترشيع(13).

يف النظر إعــادة نحو مذكرته يف واملعارصة األصالة حزب اتجه

الصيغة العامة للفصل 19، مبا "يضمن تكريس االختيار الدميقراطي

تصورات مع وينسجم امللك، يضمنها التي الوطنية الثوابت ضمن

الحزب لتوزيع السلط، وتحديد صالحيات الربملان يف مجال الترشيع،

واستعامل لغة حداثية ترتجم مفهوم امللكية املواطنة"()1). وهو يقرتح

الدستورية امللك اختصاصات مييز مبا الفصل، هذا تقسيم ذلك يف

واختصاصاته السياسية. كام اقرتح تغيري مقتضيات الفصل 3)، برفع

األحزاب من وهو صيغته(15)، واستبدال امللك عن القداسة صيغة

القليلة التي ذهبت يف هذا املنحى.

من الحكومة رئيس "يعني أن: يقرتح التنفيذية السلطة باب ويف

ويعد النواب... مبجلس االنتخابات يتصدر الذي السيايس الحزب

رئيس الحكومة رئيسا للسلطة التنفيذية، وميارس السلطة التنظيمية".

يف اجتهاد آخر، ينطلق حزب العدالة والتنمية يف مذكرته من أن مقرتحاته

تنبعث "من الحاجة املاسة لتمكني بالدنا من دستور دميقراطي يستند

ملرجعيتنا اإلسالمية"(16). ويركز الحزب أساسا يف اقرتاحاته عىل "إقامة

دميقراطية ملكية وإقامة اإلسالمية.. املرجعية مبكانة يرتقي دستور

السلط، فصل تضمن دميقراطية وإقامة املؤمنني.. إمارة عىل قامئة

وضامن التوازن فيام بينها.. وبرملان ذو مصداقية بصالحيات واسعة..

وحكومة منتخبة ومسؤولة واستقاللية القضاء"(17).

ملكية بإقامة طرحه، الحزب يــزيك املبادئ، هذه تفصيله ويف

السياق، يقرتح أن دميقراطية قامئة عىل إمارة املؤمنني(18). ويف هذا

11 "مذكرة حزب االستقالل"، املغرب الدستوري، 10/)/011)، شوهد يف 1/)/016)، يف:http://www.addoustour.net/ar/news_view_59.html



14 "مذكرة أولية لحزب األصالة واملعارصة"، املغرب الدستوري، 10/)/016)، شوهد يف 1/)/016)، يف:



16 "مذكرة حزب العدالة والتنمية"، املغرب الدستوري، ))/)/01)،شوهد يف 1/)/016)، يف:http://www.addoustour.net/ar/news_view_7(.html





للدولة وممثلها األسمى ورمز وحدتها..، وميارس امللك رئيسا يكون

الحكومة، رئيس بالعطف يوقعها اختصاصاته مبقتىض ظهائر امللك

إال يف حاالت تعيني رئيس الحكومة وإعفائه، وإعالن حالة االستثناء،

األعىل املجلس وأعضاء الدستوري املجلس وأعضاء القضاة وتعيني

املناصب يف والتعيني األعىل، العلمي املجلس وأعضاء للحسابات،

من الرفع إىل املذكرة واتجهت الدستور(19). وتعديل العسكرية

قداسة امللك(0)).

اإلصالح أن عىل تنصيصه من الرغم عىل االشرتايك االتحاد حزب

الدستوري لبنة أساسية يف إقامة امللكية الربملانية وبناء الدولة الحديثة

ويف بناء املواطنة والحكامة الدميقراطية(1))، فإن مضمون املذكرة التي

تقدم بها يبتعد عن تأسيس حقيقي لهذا املعطى، ويتجه نحو إقرار

الحقل تدبري اإلرشاف عىل للمؤمنني، أمريا بصفته امللك، ميارس أن

الديني وتنظيمه...، وميارس امللك مهامت التوجيه العام، والتحكيم،

ويرتأس املجلس الوزاري وفق دورية محددة())).

وأمام امللك أمام املسؤولة الحكومة سلطات إىل املذكرة تنتقل

العامة السياسة تحديد الحكومة رئيس يتوىل كام النواب، مجلس

للبالد وقيادتها وتنفيذها، وبصفته رئيس سلطة تنفيذية فعلية، يتوىل

العمومية، واملؤسسات واإلدارة الحكومة عىل الكاملة املسؤولية

وميارس السلطة التنظيمية(3)).

وعىل العموم، فمذكرة حزب االتحاد االشرتايك حرصت عىل أن تكون

اقرتاحاتها يف الحدود التي تسمح بإرشاك الحكومة ورئيسها يف جزء

من القرارات امللكية، من دون أن تضع جوهر السلطة التنفيذية، بني

أيدي الجهاز الحكومي())). كام أن األفق يبقى محدودا لدى مقرتحات

الحزب يف اتجاه إقرار ملكية برملانية يف صيغة مثالية، حينام يقر أن

مقرتحاته ال تروم الوصول إىل "دستور مثايل". بيد أن الدستور املثايل

يف إطار ملكية دميقراطية ال يتأسس إال عرب قواعد النظام الربملاين.

نجد أيضا يف االتجاه ذاته حزب التقدم واالشرتاكية الذي نص مرات

لكنه بها. تقدم التي املذكرة الربملانية يف امللكية مبدأ عديدة عىل

املنطق "تبعد أن يتعني دستورية مراجعة أي بأن ويقول يرجع



21 "مذكرة االتحاد االشرتايك".



24 السايس، ص 0).

املحافظ الذي يعمل عىل إضفاء شكليات جديدة عىل واقع مؤسسايت

جامد، وكذا منطق املزايدة الذي يروم إضعاف املؤسسة امللكية يف

مرشوعيتها... وبالتايل فإننا نعترب أن مسألة "امللكية الربملانية"، هي

إفراز تاريخي تدريجي للنظام املليك الذي أفىض إىل نظام يسود فيه

امللك وال يحكم، دون أن يعني ذلك أن املؤسسة امللكية هي مجرد

رمز يكتفي باملتابعة من بعيد، ال يتدخل يف حركية املؤسسات"(5)).

السياسة الحزب مسؤولة عن تحديد الحكومة يف تصور هذا وتعد

أقرت كام الوزاري. املجلس عليها يف املصادقة بعد للدولة، العامة

السلطة الضامن الستقالل امللك هو القضاء، وأن استقاللية املذكرة

القضائية، ويرتأس امللك املجلس األعىل للقضاء(6)).

التوجه الثالث. 3يقوم عىل تقديم مقرتحات تهم أساسا إقرار فصل حقيقي للسلطات،

كام هو متعارف عليه يف األنظمة امللكية الربملانية، مع تقوية الجهاز

للسلطة تام استقالل وضامن الحكومة، رئيس برئاسة التنفيذي

بني التوجه هذا يف التمييز ميكن التنفيذية. السلطة عن القضائية

حول ملقرتحاتها توضيحية مبذكرات تقدمت األوىل مجموعتني،

اكتفت بل مذكرات، أي تقدم مل والثانية الدستورية؛ املراجعات

بتقديم توضيحات وتصورات حول طبيعة مسلسل املراجعة برمته.

يف املجموعة األوىل، ميكن إدراج مذكرة الحزب االشرتايك املوحد الذي

يبدأ مذكرته بانتقاد الطريقة التي تم بها اختيار لجنة خرباء تعديل

الدستور. فقد وجد فيها تكريسا "لنفس مامرساته السابقة، من خالل

يف شوهد ،(011/(/( الدستوري، املغرب واالشرتاكية"، التقدم حزب 25 "مذكرة 1/)/016)، يف:

http://www.addoustour.net/ar/news_view_5(.html


العدد 20


رشوط تستويف ال الدستور مرشوع لصياغة لجنة بتأسيس االنفراد

االستجابة ملتطلبات املرحلة"(7)).

ثم تسرتسل املذكرة يف التذكري بأن املرحلة الراهنة تستدعي "النضال

اليومي من أجل قانون أسايس للبالد يستوعب التوجهات الجوهرية

للملكية الربملانية"(8)). ومن ثم، فالوثيقة الدستورية يجب أن تتضمن

النص عىل أن "الشعب هو صاحب السيادة واملصدر وفق املذكرة، أجل من ديني لقب إىل االستناد ميكن وال السلط، لكل الوحيد وحده الربملان به... مقيدة غري أو الدستور فوق ما سلطة اعتبار ميارس سلطة الترشيع، إال يف األحوال االستثنائية، رئيس الوزراء هو الرئيس الوحيد الرسمي والفعيل للسلطة التنفيذية، ويتوفر القضاة ثم بهيأتهم، يسريونه وحدهم وبأنفسهم.. عىل مجلس أعىل خاص االنتقال بامللكية املغربية من ملكية حاكمة إىل ملكية برملانية"(9)). وغريها من املقرتحات التي تتجه إىل إقامة ملكية برملانية، كام هو

متعارف عليه يف األنظمة الدميقراطية.

يف ظل هذا التوجه، ميكن إدراج املجموعة الثانية التي نادت بإحالل

امللكية الربملانية نظاما للحكم يف املغرب. فقد نادت بتجاوز سقف

هذه أن ويذكر آذار / مــارس. 9 خطاب يف عنه املعلن اإلصــالح

إما الدستور، تعديل لجنة أمام مقرتحات بأي تتقدم مل املجموعة

وإما اللجنة، تعيني هذه بها تم التي الطريقة التعارض مع بداعي

ملحدودية األفق الذي ستفرزه عملية املراجعة الدستورية برمتها.

ونذكر هنا أساسا بعض الفعاليات املدنية والسياسية واملركزيات النقابية

الربملانية الوطنية من أجل امللكية التأمت يف ما سمي "باملناظرة التي امللكية أجل "من وسيايس، دستوري إعالن إطالق إىل داعية اآلن"،

الحركة يف املشاركة وتوسيع "تقوية هدفها باملغرب". اآلن الربملانية

يف شوهد ،(011/(/10 الدستوري، املغرب املوحد"، االشــرتايك الحزب 27 "موقف 1/)/016)، يف:




النضالية إلنجاز تغيري دستوري وسيايس واجتامعي ينقل بالدنا من دولة

الرعايا إىل دولة املساواة بني املواطنني واملواطنات". ونص هذا اإلعالن عىل

مبادئ رأى أنه "ال ميكن الحديث عن ملكية برملانية بدون إقرارها إقرارا

رصيحا"، من أهمها التنصيص عىل أن الشعب هو صاحب السيادة، وأن

يكون القضاء سلطة مستقلة متاما عن كل سلطة أخرى، ورفع القداسة

السياسية املامرسة بني الجمع وعدم واملسؤولية، السياسة مجال عن

وعامل األعامل(30).

كان حضور هذا املحور رضورة ملحة، إلبراز السياقني الداخيل والخارجي

السيايس التاريخ يف سابقة يعد الذي الربملانية امللكية مطلب لظهور

املغريب. فتاريخيا، كانت جل املبادرات املتعلقة مبراجعة الدستور تأيت من

القرص. وإن كان تقليد املذكرات الحزبية املتعلقة باملراجعات الدستورية

بدأ مع تشكيل الكتلة الوطنية بداية التسعينيات، إال أن مطالبها مل ترتق

إىل حد اإلعالن الرصيح عن مطلب امللكية الربملانية الذي جاء مع الدينامية

التي خلقتها حركة 0) فرباير يف الشارع املغريب. ثم التفاعل الذي أىت من

القرص جراء خطاب 9 آذار / مارس الذي حاول إطالق بعض العناوين

الفاعلني باقي أن يعن مل ذلك لكن الشارع. مطلب مع تالقت التي

السياسيني واملدنيني كانوا يصبون يف املطلب ذاته، واملتمثل بـ "امللكية

الربملانية". فقد تقاطعت مطالبهم بني من ارتأى االقتصار عىل مطالب

محافظة عامة ال ترتقي حتى إىل السقف الذي حدده الخطاب املليك

بخصوصية ولكن الربملانية، امللكية مطلب ومؤيد الدستوري؛ لإلصالح

مغربية متهد الطريق بعد ذلك لهذا الخيار؛ وخيار ثالث ارتأى أن يتشبث

باملطلب العام الذي جاءت به حركة 0) فرباير املتمثل يف إقامة "ملكية

عرصية يسود فيها امللك وال يحكم". فإىل أي حد استجاب دستور 011)

لهذه املطالب؟ وما هي أبعاد هذا اإلصالح؟ ثم إىل أي حد كان دستور

011) طفرة يف مجال التعديالت الدستورية يف املغرب؟

ثالثا. الهندسة الدستورية المغربية وطبيعة النظام السياسي

في ضوء دستور 2011باملوافقة عىل مرشوع املغاربة 011)، صوت يوليو متوز / فاتح يف

الدستور بنسبة 98.5% من أصل 6).73% من املشاركني يف االستفتاء.

فام هي أهم املستجدات التي جاء بها هذا الدستور؟ وهل استطاعت

30 "إعالن دستوري وسيايس"، املغرب الدستوري، )/011/6)، شوهد يف 1/)/016)، يف:http://www.addoustour.net/ar/news_view_93.html



هي ما ثم للسلطات؟ حقيقيا فصال تؤسس أن الجديدة الوثيقة

طبيعة النظام السيايس الذي تفرزه هذه الوثيقة؟

وقع النص عىل فصل السلطات يف الدستور يف الفقرة الثانية من الفصل

األول، وجاء فيها: "يقوم النظام الدستوري للمملكة عىل أساس فصل

السلط وتوزيعها وتعاونها، والدميقراطية املواطنة والتشاركية، وعىل

هذه وبربط باملحاسبة". املسؤولية وربط الجيدة الحكامة مبادئ

السيايس، النظام بطبيعة واملتعلقة ذاته الفصل من باألوىل الفقرة

والتي ورد فيها: "نظام الحكم باملغرب ملكية دستورية، دميقراطية

برملانية واجتامعية"، يطرح السؤال حول مدى االتجاه الذي تذهب

فيه الوثيقة الدستورية، لتأسيس نظام برملاين، كام هو متعارف عليه

يف الفكر السيايس والدستوري الدميقراطي.

هناك أن الفقرتني، يف جاءت التي والتعابري املضمون من يتضح،

اتجاها نحو تأويل برملاين لطبيعة الحكم يف املغرب. لكن بالنظر إىل

روح الوثيقة الدستورية ومضمونها، يالحظ أنها ال توفر "الحد األدىن

إلحداث القطيعة مع نظام السلطة الدستورية الذي يسود فيه امللك

ويحكم"(31). فقد اتضح استمرار مركزية املؤسسة امللكية يف الهندسة

الدستورية الجديدة، واستمرار نهج سموها عىل باقي السلطات، وأن

فصل السلطات الذي تنص عليه الفقرة الثانية من الفصل األول من

الدستور ال يشمل املؤسسة امللكية، بصفتها مؤسسة فوق املؤسسات.

لفصل األبوي تأويله يف الثاين الحسن الراحل له أسس ما وهذا

فصل هناك ليس يل "بالنسبة خطبه: إحدى يف يقول إذ السلط،

السلط. أنا أب الجميع، أب املرشع، أب املنفذ"()3). وبالنتيجة، فأي

فصل للسلطات ال يجب أن يفهم عىل أنه يشمل املؤسسة امللكية؛

فهو يشمل املؤسسات األدىن املتمثلة بالربملان والحكومة فقط.

عالقة الملك بالحكومةمقابل الحضور القوي للفكرة الربملانية يف سياق صوغ دستور 011)،

متواضع سوى حضور تعرف مل نفسه الدستوري النص وثيقة فإن

لهذه الفكرة. عىل أن هذا الحضور ال بد من اإلقرار بتقدمه مقارنة

لوثيقة )199، الدستورية بالهندسة وأساسا السالفة، الدساتري بكل

املؤسسايت البناء الربملاين يف النفس لبث والتي مثلت محطة مهمة

الضامنات"، يف عمر بندور السلطة وضعف الجديد... تركيز "الدستور 31 محمد مدين، (منسق)، الدستور الجديد ووهم التغيري، سلسلة دفاتر وجهة نظر، العدد )) (الدار البيضاء:

مطبعة النجاح الجديدة، 011))، ص 85.

32 "خطاب املغفور له جاللة امللك الحسن الثاين مبناسبة افتتاح السنة الترشيعية 1987-1988"، شوهد يف 1/)/016)، يف:

http://bit.ly/1Xs(0HR

يف الربملانية البنية حضور تواضع مظاهر أبرز وتتجىل لبالدنا(33).

للمؤسسة الحكومة مؤسسة تبعية خالل من الدستورية، الهندسة

ويتأكد الدستور. عليها ينص التي املقتضيات الكثري من امللكية يف

الجهاز يف عليا طبقة امللكية املؤسسة سمو باستمرار أيضا ذلك

باألساس من خالل يظهر ما عليه، وهو املرشفة بصفتها التنفيذي،

تقوية دور املجلس الوزاري الذي ظل يرتأسه امللك.

فعىل الرغم من الصالحيات املهمة التي أضحت تتمتع بها الحكومة،

(الفصالن 89 و90)، التنفيذية والتنظيمية للسلطة بصفتها املامرس

ويعني رئيسها من الحزب األكرث متثيلية يف الربملان (الفصل 7))، وهي

العامة قبل عرضها عىل املجلس السياسات التي تسهر عىل تحديد

الوزاري وبلورة السياسات العامة والسياسات القطاعية (الفصل )9)،

فإن القراءة األولية لهذه االختصاصات، يف ضوء ما هو مخول للمؤسسة

امللكية، متكن من مالحظة مدى تبعية هذه املؤسسة للسلطة امللكية.

فإذا انطلقنا من الربنامج الحكومي الذي يجب أن يعرب عن الطموحات

واألهداف والتطلعات التي تنوي الحكومة بلورتها يف سياسات عامة،

أن لزاما أضحى الناخبة، الكتلة مع إثرها عىل تعاقدت أن سبق

يتوافق هذا الربنامج الحكومي مع اإلرادة امللكية. ذلك أنه بالرجوع

إىل النص السالف الذكر، نجده ينص عىل حق الحكومة يف التداول

يف السياسات العامة للدولة، مع وجوب عرضها عىل املجلس الوزاري.

التوجهات يف يتداول ــوزاري ال املجلس كون عىل النص أن كام

اإلسرتاتيجية لسياسة الدولة (الفصل 9))، يرتك املجال مبهام للتأويل

بني ما يدخل يف حيز السياسات العامة اإلسرتاتيجية وغري اإلسرتاتيجية.

من السلطات األخرى التي متيز تبعية الحكومة للملك، منحه سلطة

تعيينها، وإمكانية إقالة أعضائها. فعىل الرغم من أن الدستور ينص

عىل أنه يستشري رئيس الحكومة قبل أن يقدم عىل هذا اإلجراء، فإن

هذه الخطوة تبقى استشارية ويظل القرار النهايئ بيد اإلرادة امللكية.

33 طارق، ص 133.

العدد 20


أن مقرا الغايل محمد الدكتور يذهب نفسه، التوجه هذا إطار يف

بعد وذلك ،(011 دستور لتفعيل اختبار أول "يف أثبتت املامرسة

االنتخابات الترشيعية يف 5) ترشين الثاين / نوفرب 011)، أن املؤسسة

امللكية احتفظت بقوتها عىل مستوى تدبري نتائج هذه االنتخابات من

خالل التحكم يف تحديد أسامء مجموعة من املرشحني لشغل املناصب

الوزارية، والضغط ملنع أسامء أخرى من االستيزار. هذا عىل املستوى

امللكية أما عىل املستوى املوضوعي، فقد بقيت املؤسسة العضوي،

األمن منها إسرتاتيجية، تعتربها التي الــوزارات بعض يف متحكمة

والدفاع واألوقاف والشؤون اإلسالمية، حيث يعترب املعينون أشخاصا

من دون انتامء سيايس ومعروفني بوالئهم للمؤسسة امللكية"()3).

تعد هذه املقتضيات كفيلة بتكريس السلطة الفعلية للملك، بصفته

رئيس املجلس الوزاري عىل رأس الجهاز التنفيذي، مقابل السلطات

املخولة للحكومة يف الدستور الحايل. وهي وإن كانت متقدمة عىل

بعض مقتضيات دستور 1996، فإنها ال ترقى إىل بناء جهاز تنفيذي

ممثلة كتلة الحكومة، من حيث هي تربز هوية واسعة، بسلطات

املجلس بسيطرة تتمثل العالقة هذه خالصة الربملانية. لألغلبية

االعرتاض حق لألول يبقى إذ الحكومي. املجلس عىل ــوزاري ال

الوثيقة تظهر وهنا الحكومي. املجلس عن الصادرة القرارات عىل

الدستورية أوجه عدم التكافؤ بني املجلسني، ما يكرس سيادة السلطة

امللكية عىل الحكومة، ومن ثم عىل رأس الجهاز التنفيذي.

هذا ما يتعارض مع طبيعة السلطة التنفيذية، كام هي يف األنظمة

الربملانية الدميقراطية. فهي وإن كانت تقر ازدواجية الجهاز التنفيذي

السلطات كافة تحوز الحكومة فإن والحكومة، الدولة رئيس بني

وتدبريها، للدولة العامة السياسات تحديد تخولها التي التنفيذية

املناصب يف التعيني مع كافة الــوزاري املجلس سلطات ومامرسة

قلب يف الرمزية املكانة الدولة لرئيس ويبقى والعسكرية، املدنية

بإقالة التنفيذي. فمثال، يعطي الدستور اإلسباين امللك الحق الجهاز

تدخل مجاالت أن كام الحكومة. رئيس من باقرتاح لكن الوزراء،

بشؤون اإلخبار حيز تتجاوز ال العامة السياسات يف اإلسباين امللك

من بطلب إال تتم ال الوزاري املجلس اجتامعات وترؤسه الدولة،

رئيس الحكومة (الفصل )6). أضف إىل ذلك أن جميع أعامل امللك

يوقع عليها بالعطف رئيس الحكومة، وتعيني رئيس الحكومة والوزراء

وإعفاءهم يوقع عليها بالعطف رئيس مجلس النواب (الفصل )6).

نجد األمر نفسه يف النظام الربيطاين، مع أن الجهاز التنفيذي ذو بنية

ثنائية، متألفة من رئيس الوزراء والتاج الربيطاين (امللك). تعد هذه

34 الغايل، ص 116.

الثنائية ظاهرية، إذ ال يتمتع هذا األخري بأي سلطة تنفيذية تذكر،

وميثل الوزراء العنرص األسايس للجهاز التنفيذي.

الحكومة بها تتمتع التي السلطات هذه كل من العامة الفلسفة

الشعب، املنتخبة من الربملانية األغلبية تعبريا عن كونها نابعة من

والذي الشعب، أغلبية مع بواسطته تعاقدت الذي هو وبرنامجها

مسؤولة فهي ثم ومن االنتخابية، الريادة مرتبة بوأها ضوئه يف

أمام هذه الكتلة الناخبة التي ستحاسبها عىل قراراتها وتوجهاتها يف

االنتخابات العامة.

عالقة الملك بالبرلمانوتقوية الربملان إىل بالنسبة الترشيع مجال توسيع من الرغم عىل

دستور يف الربملانية النزعة مظاهر بعض يعكس ما الرقايب، دوره

توحي الدستور بها جاء التي األخرى املقتضيات بعض فإن ،(011

باستمرار هيمنة الطابع الرئايس، بل تكريسه يف كثري من األحيان يف

الوثيقة الدستورية. وهذا ما يتجىل يف استمرار تبعية الربملان للسلطة

امللكية والسلطة التنفيذية ككل، يف إطار ما يعرف بالعقلنة الربملانية

أن مع محدودة، مجاالت يف للربملان الترشيع مجال تحرص التي

مرشوعيته الدميقراطية نابعة من صناديق االقرتاع.

فامللك هو الذي يرأس افتتاح الدورات الترشيعية لكل سنة (الفصل

عن الصادرة القانونية للنصوص ثانية قراء بطلب ويحتفظ ،(65

القراءة بخطاب، وال ميكن رفض هذه الطلب ويوجه هذا الربملان،

الربملان حل بإمكانية امللك احتفظ كام .(95 (الفصل الجديدة

رئيس وإخبار الدستورية، املحكمة رئيس استشارة بعد بغرفتيه،

الحكومة ورئييس املجلسني (الفصل 96). كام أنه يف حالة االستثناء،

الربملان محل والحلول الترشيع يف الكاملة الصالحية للملك يبقى

الوزاري املجلس اختصاص من الحرب إعالن قرار ويبقى ذلك. يف

املتخذ بالقرار الربملان بإخبار إال يقوم ال الذي امللك يرأسه الذي

(الفصل 99).

األمر إصدار قبل القوانني، إحالة امللك اختصاصات يف يدخل كام

يطلب أن وله ، (الفصل )13) الدستورية املحكمة بتنفيذها، عىل

أيضا من الربملان تشكيل لجان لتقيص الحقائق (الفصل 67).

الوثيقة يف ــارزة ب سمة ذات الربملانية العقالنية مظاهر تبقى

الدستورية، ومن غري املضمون تبعية الربملان يف الكثري من الحاالت

قراءة تسمح إذ سابقا. بيناه الذي الوجه عىل امللكية، للمؤسسة

يف بامللكية ما حد وإىل بالربملان، الصلة ذات الدستورية األحكام

عىل الدستوري املرشع حرص باستنتاج املؤسسات، بباقي عالقتها

من املغريب، السيايس للنظام الربملاين الطابع تقوية بني التوفيق



دون املساس باملكانة الدستورية السامية للملكية. ولذلك، ستحرص

املؤسسة تدخل مجاالت توسيع عىل للدستور الجديدة الصيغة

الترشيعية، من دون أن يفيض ذلك إىل التقليص من سلطات امللك(35).

يف النموذج الربيطاين، نجد أن الربملان "يستطيع أن يفعل كل يشء

مقابل كبرية، بسلطات يتمتع فهو امــرأة"(36). إىل رجل تحويل إال

الترشيعية الذي منذ 1707، مل يتدخل يف األمور امللك اختصاصات

إال شكليا(37). األمر نفسه يف النظام اإلسباين، إذ يتمتع مجلس الربملان

باختصاصات واسعة يف مجال الترشيع، ومكانته سامية بني املؤسسات

لتمثيله الشعب اإلسباين، وال يتم التدخل يف اختصاصاته. وحتى إن

كان الدستور يخول امللك حل املجلس النيايب والدعوة إىل انتخابات

جديدة، فإن هذا القرار يبقى موقعا بالعطف من رئيس الحكومة.

عالقة الملك بالقضاءيف مرة أول اإلقرار (011 دستور مستجدات من أن الذكر سبق أن القضاء يعد سلطة، وهو مستقل عن السلطة الدساتري املغربية لهذه الضامن هو امللك وأن التنفيذية، والسلطة الترشيعية االستقاللية بصفته رئيس املجلس األعىل للسلطة القضائية (الفصل 107) ، ويعني خمسة من أعضاء هذا املجلس من بينهم عضو يقرتحه

األمني العام للمجلس العلمي األعىل (الفصل 115).

كام يوافق امللك بظهري عىل أن يعني املجلس األعىل للسلطة القضائية القضاة(الفصل 57) ، وترفع التقارير التي أنجزها املجلس إىل امللك فيصدر التوصيات املالمئة يف شأنها، وله أن يطلب من املجلس آراء

مفصلة حول املسائل املتعلقة بالعدالة (الفصل 113).

تتناقض هذه الوضعية مع مكانة رئيس الدولة يف ظل النظام الربملاين الذي يقيض بعدم تدخل رئيس الدولة يف سري السلطة القضائية، وال يف تركيبة جهازها التنظيمي. كام أن مبدأ االستقاللية الذي تنص عليه أكرث من سؤال، يف ظل وجود املغرب يطرح الدستورية يف الوثيقة وبالنتيجة، العامة. السياسات وتدبري العام الشأن يف فاعلة ملكية تؤدي سلطة اإلرشاف املليك عىل السلطة القضائية إىل استنتاج أسايس يتعلق بتبعيتها لسلطة امللك، بصفته رئيس الدولة وأمريا للمؤمنني،

والتي يف فلسفتها العامة تبقى مختصة باإلمامة العظمى.

الدستورية، األمر نفسه سيتم تكريسه، من خالل وضعية املحكمة النظام يف مركزي دور املؤسسة فلهذه سابقا. الدستوري املجلس

35 املاليك، ص 167.

36 أندريه هوريو، القانون الدستوري واملؤسسات السياسية، عيل مقلد، وشفيق حداد، وعبد الحسن سعد (مرتجمون)، ج 1 (بريوت: األهلية للنرش والتوزيع، )197)، ص 3)3.

السياسية األنظمة الدستوري والقانون السياسية املؤسسات دوفرجيه، 37 موريس الكربى، جورج سعد (مرتجم) (بريوت: املؤسسة الجامعية للنرش والتوزيع، )199)، ص 09).

السيايس املغريب. ذلك أنه يسند إليها مهمة حفظ ومراقبة لدستورية الداخلية والقوانني الدستورية، للوثيقة املكملة التنظيمية القوانني عملية وكــذا الربملان، أعضاء انتخاب وصحة الربملان، ملجليس االستفتاء. كام تراقب دستورية القوانني العادية يف حاالت استثنائية. باملجلس مقارنة الدستورية املحكمة اختصاصات تقوية متت وإذا الدستوري السابق، فاإلشكالية املطروحة مرتبطة بانعدام التوازن بني سلطات التعيني. فامللك يعني نصف األعضاء ورئيس املحكمة(38)، يف عن األعضاء من اآلخر النصف تعيني الربملان مجلسا يقتسم حني

طريق االنتخاب.

عالقة الحكومة بالبرلمانجاء اإلصالح الدستوري مبستجدات مهمة تخص السلطة الترشيعية،

بتوسيع مجالها الترشيعي وتعزيز آلياتها الرقابية، ووضعية املعارضة

الهندسة الدستوري مكانة مهمة يف لها املرشع أفرز التي الربملانية الدستورية، كام بينا يف املحور األول من هذا املبحث. بيد أنه تبقى الحكومة، مبقتىض الفصل )7، املرشع األصيل الذي يقيض باختصاص ويف القانون. اختصاص يشملها ال التي باملواد التنظيمي املجال

يحل أن الحكومة رئيس من حق أضحى الربملانية، العقالنية إطار

مجلس النواب، بعد استشارة امللك ورئيس املجلس ورئيس املحكمة

وزاري مجلس يف مبرسوم يتخذ القرار هذا أن عىل الدستورية،

(الفصل )10).

وإن كان ملجلس النواب أن يعارض مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها بالتصويت عىل ملتمس الرقابة، بعد موافقة خمس تركيبة املجلس وتصويت أغلبية املجلس باملوافقة عليه (الفصل105)، فالربملان يظل أن الحكومة بإمكان يزال فال املوازنة. ضبط يف للحكومة خاضعا ترفض أي مقرتحات أو تعديالت يتقدم بها أعضاء الربملان، متى كان قبولها "يؤدي بالنسبة لقانون املالية إىل تخفيض املوارد العمومية، أو تكليف موجود"(الفصل الزيادة يف أو تكليف عمومي، إىل إحداث 77). وتحد القاعدة الدستورية القائلة بالحفاظ عىل توازن االقتصاد

الكيل من صالحيات الربملان(39).

تنزع الدستورية الوثيقة أن بالحكومة الربملان عالقة من يستنتج كثريا متقدمة العالقة، وهي عالقة برملاين يف هذه إقرار طابع نحو الربملان صالحيات فتوسيع .1996 دستور يف املكرس طابعها عن حيث من وظيفته واستعادة التنظيمية، آلياته وتقوية الترشيعية، هو ممثل أسمى لألمة، يقوي من سلطة الربملان يف محاسبة الحكومة ومن مركزها يف الهندسة الدستورية، بصفتها سلطة ترشيعية مستقلة.

38 عمر بندور، "العالقة بني السلط: فصل أم خلط يف السلط"، يف: الدستور الجديد ووهم التغيري، دفاتر وجهة نظر، عدد )) (الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، 011))، ص 130.

39 مدين، ص 0).

العدد 20


وهي اآلليات نفسها التي نجدها يف الدستور اإلسباين، ال من حيث

املسؤولية السياسية للحكومة أمام الربملان، وال من حيث املقتضيات

التنظيمية يف مراقبة الشأن الحكومي وتتبعه أمام الربملان.

ومن ثم، فالهندسة الدستورية التي جاء بها دستور 011)، وإن كانت

السلطة من األدىن السلطات تعني فهي السلطات، استقاللية تقر

النظرة وفق املؤسسات. وهذا سريا فوق جميع تبقى التي امللكية

السيايس النظام يف السلطات بني العالقة حكمت التي التقليدية

محمد الدكتور يذهب الباب، هذا يف .196( دستور منذ املغريب،

املاليك إىل اإلقرار بكون امللكية يف بنية الهندسة الدستورية الجديدة

كام تنفيذية"، "ملكية استمرت هي فال املنزلتني، بني "منزلة تتبوأ

وال ،((011-196() الجديد الدستور صدور قبل األمر عليه كان

دميقراطية، برملانية ملكية إىل ونهايئ واضح بشكل تحولت هي

فإن .(158 بذلك"(الفصل السياسية النخبة من قطاع طالب كام

بني العالقة يطبع املغريب الدستور يف الربملانية النزعة حضور كان

إىل عالقة نتجه تنتفي حينام العالقة فإن هذه الحكومة / الربملان،

هاتني املؤسستني باملؤسسة امللكية. إذ يستمر تحكم امللك يف توجيه

يحتفظ ظل الذي الــوزاري املجلس خالل من التنفيذية السلطة

بسلطات واسعة، وبتبعية الربملان للملك من خالل آلية الحل وطلب

القراءة الثانية للنصوص التي صوت عليها الربملان، والحلول محله يف

حالة االستثناء.

خاتمةإذا كان أساس السلطة يف النظام الربملاين يكمن يف الجهاز الحكومي

الدميقراطية الرشعية عىل لتوافره نظرا الربملانية، لألغلبية املمثل

الدستورية يف فإن املستجدات املتأتية عن طريق صناديق االقرتاع،

املغرب عىل الرغم من تنصيصها يف الفصل األول من الدستور عىل

دستورية، ملكية "نظام هو املغرب يف املتبع السيايس النظام أن

السياسية السلطة أساس فإن واجتامعية"، برملانية دميقراطية

وجوهرها يكمن يف رئيس الدولة الذي هو امللك.

وإن كانت القراءات ووجهات النظر حول دستور 011)، قد اختلفت

هي حيث من بها، جاء التي واملضامني املنهجية مؤيد بني ما

املضامني لهذه ومعارض جهة، من الدميقراطية نحو مهمة خطوة

إقامة ملطلب يستجب مل الدستوري اإلصالح أن يرى وتوجهاتها،

امللكية الربملانية من جهة أخرى، فإن االختالف يعود يف هذا الباب

إىل مستويني من التحليل:

،1996 دستور مع املقارنة زاوية من اإلصالحات إىل ينظر األول

ويرى أن دستور 011) أكرث تقدما من الدستور السابق، من حيث

املتعلقة التفاصيل حيث ومن الحكومة، لرئيس املخولة السلطات

بضامن الحقوق والحريات الفردية.

أما الثاين، فينظر إىل الدستور الجديد، من زاوية املطالب التي رفتعها

فرباير، (0 حركة مع املغريب والشارع العديدة الدميقراطية القوى

الجديد مل يستجب ألهم مطلب، أال وهو الدستور أن ويخلص إىل

إقامة امللكية الربملانية.

مقتضيات من الدستورية الوثيقة به جاءت ما إغفال ميكن فال

حساب عىل ليس لكن السياسية، املؤسسات مكانة تقوي مهمة،

اختصاصات امللك ومركزيته عىل هرم السلطات. وهو ما يجعل من

مستوى إىل ترقى وال ضعيفة، املغرب يف الربملاين النظام خصائص

"الربملانية" التنصيص عىل مصطلح وما للسلطات. الحقيقي الفصل

يف الوثيقة الدستورية إال إرضاء لبعض الخواطر التي أملتها التقلبات

فرباير (0 حركة موجة معها ولدت والتي واإلقليمية، املحلية

ملكية من االنتقال وجوهره السيايس، باإلصالح املتمثلة ومطالبها

تنفيذية إىل ملكية برملانية. مبعنى أننا لسنا أمام نظام سيايس جديد

للحكم يف املغرب، فالدستور يكرس مبدأ التغيري يف إطار االستمرارية.

وهو املنهج الذي اتبعته كافة املراجعات الدستورية يف املغرب منذ

دستور )196.



المصادر والمراجع

العربيةبلقزيز، عبد اإلله. ثورات وخيبات يف التغيري الذي مل يكتمل، بريوت: منتدى املعارف، )01).

بندور، عمر (منسق). الدستور الجديد ووهم التغيري، سلسلة دفاتر وجهة نظر، العدد ))، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، 011).

تايلور، أالن جون بريسيفال. الرصاع عىل سيادة أوروبا، فاضل جتكر (مرتجم)، الدار البيضاء: املركز الثقايف العريب، 009).

تيليل، تشارلز. الدميقراطية، محمد فاضل طباخ (مرتجم)، بريوت: مركز دراسات الوحدة العربية، 010).

دوفرجيه، موريس. املؤسسات السياسية والقانون الدستوري األنظمة السياسية الكربى، جورج سعد (مرتجم)، بريوت: املؤسسة الجامعية

للدراسات والنرش، )199.

دي تانيس، ستيفن. علم السياسة: األسس، رشا جامل (مرتجم)، ط 1، بريوت: الشبكة العربية لألبحاث والنرش، )01).

روزانفاالن، بيار. انتصار املواطن، سليامن الريايش (مرتجم)، بغداد: منشورات معهد الدراسات العراقية، 008).

3 العدد واالجتامعية، السياسية للعلوم املغربية املجلة لـ 011)"، الدستورية املراجعة املغربية ومسلسل "األحزاب السايس، محمد.

(يونيو )00)).

طارق، حسن. الدستور والدميقراطية قراءة يف التوترات املهيكلة لوثيقة 2011، سلسلة الحوار العمومي )، الرباط: طوب بريس، 013).

طليامت، عبد الجليل. "يف سياقات امللكية الربملانية وأفقها"، مجلة النهضة، العدد 3 و) (خريف )01) / ربيع 013)).

كابيال، خوان رامون. "الدستور الضمني"، مجلة وجهة نظر، العدد 9) (صيف 006)).

املاليك، محمد. "بنية توزيع السلط يف الدستور املغريب الجديد"، مجلة النهضة، العدد 3 و) (خريف )01) / ربيع 013)).

هوريو، اندريه. القانون الدستوري واملؤسسات السياسية، ط )، بريوت: األهلية للنرش والتوزيع، 1977.

األجنبية Cubertafond, Bernard. Le système politique marocain, Paris: l’aharmattan, 1997.

Deuverger, Maurice. “La seconde constitution marocaine”, Le Monde, 1/9/1970.

El Mosadiq, Rkia. La réforme constitutionnelle et illusions consensuelles, Casablanca: Impr. Najah El Jadida, 1988.

*Mohamed Metawe | محمد مطاوع


The Transatlantic Trade and Investment Partnership (TTIP) as the New NATO: an Economic Partnership with Geostrategic Objectives

4646

* أستاذ مساعد يف العالقات الدولية، كلية االقتصاد العلوم السياسية، جامعة القاهرة* Assistant Professor in International Relations, Faculty of Economics and Political Sciences, Cairo University

تناقش هذه الورقة اتفاقية الشراكة عبر األطلسية للتجارة واالستثمار ومسار المفاوضات الرسمية بين الواليات المتحدة من جانب، واالتحاد األوروبي من جانب آخر، التي وصفت بأنها محاولة جادة لبلورة حلف ناتو اقتصادي في عالم جديد يتشــكل؛ بمعنى أنه حلف سياســي وإقتصادي، في ظــل بــروز قــوى إقليميــة ودوليــة صاعــدة اقتصاديا وسياســيا أضحت تمثــل مصدر تهديد مباشــر

للهيمنة الغربية على العالم.

تتمحور أهم بنود تلك االتفاقية على قضايا رئيسة: محاولة توحيد المعايير االجتماعية والبيئية في التجارة بين الجانبين، وضع آلية لتســوية المنازعات بين الدولة والمســتثمر. وتشــرح الورقة كيــف تحولــت قضية الشــراكة عبر األطلســية للتجارة واالســتثمار إلى قضية جدليــة كبرى، في

أوروبا وأميركا على حد سواء.

كلمات مفتاحية: الشراكة عبر األطلسية للتجارة واالستثمار - تسوية المنازعات بين الدولة والمستثمر - قواعد ذهبية للتجارة الدولية.

US and European Union officials began discussions on the formation of the Trans-Atlantic Trade and Investment Partnership (TTIP) in July, 2013. Academics and politicians were quick to describe the process as the formation of “ a new economic NATO” for a new world. The talks on the formation of the TTIP come at a time of growing political and economic challenges, on both the global and regional level, to Western dominance of the globe. The parties to the meetings aim to detail the main objectives which include: the harmonization of societal and environmental standards used to regulate trade between the US and Europe; the creation of an Investor-State Dispute Settlement (ISDS) system across the two markets; and the implementation of regulations which go beyond trade liberalization, to cover other issues.

Keywords: Transatlantic Trade and Investment Partnership - Investor-State Dispute Settlement



مقدمة"متثل الرشاكة عرب األطلسية للتجارة واالستثامر (TTIP) أعىل تراكم لرحلة طويلة من العالقات األمريكية - األوروبية بدأت يف تسعينيات القرن العرشين، وكانت الطريق إىل تلك الرحلة الطويلة مليئة بالعديد شبكة عربت الكلامت بهذه والتوقفات". والنجاحات املحطات من Transatlantic Policy Network (TPN) السياسات عرب األطلسيةواالتحاد األمريكية املتحدة الواليات بني املفاوضات تدشني عن اقتصادي تجمع أكرب إلقامة عــام 013)، منتصف يف األورويب، وجيوسيايس عابر لألطليس يف تاريخ العالقات األمريكية - األوروبية. ويف خطاب حالة االتحاد 0) كانون الثاين/ يناير 015)، أعلن الرئيس األمرييك باراك أوباما أن تلك الرشاكة عرب األطلسية للتجارة واالستثامر ستساعد عىل خلق مئات اآلالف من الوظائف وفرص العمل الجديدة يف االقتصاد القومي األمرييك، ووضع هدف إبرام تلك االتفاقية كهدف

إسرتاتيجي إلدارته للواليات املتحدة األمريكية(1).

ومنذ أن تم تعيني جون كريي وزيرا للخارجية األمريكية عام 013)، السياسة "إن مسبوق غري نحو عىل شهرية مقولة يــردد وهو إدارة وحاولت أساسا". اقتصادية سياسة هي األمريكية الخارجية ملموس، عميل واقع إىل املقولة تلك ترجمة الثانية أوباما باراك مع األوىل كربيني: إقليميتني اتفاقيتني إبرام يف تفاوضها خالل من ونيوزيالندا، (أسرتاليا، وباسيفيكية آسيوية دولــة عرشة إحدى وفييتنام، وبروناي، وسنغافورة، وشييل، وبريو، واملكسيك، وكندا، الباسيفيكية - األطلسية الرشاكة مسمى تحت واليابان) وماليزيا، كل مع والثانية ،Transatlantic - Pacific Partnership (TPP)الدول األعضاء يف االتحاد األورويب املكون من 8) دولة تحت مسمى التوجه ذلك مثل وقد واالستثامر. للتجارة األطلسية عرب الرشاكة االقتصادية األمريكية الخارجية السياسة يف جوهريا تحوال األمرييك تجاه العامل؛ ألنها حولت تركيزها من املفاوضات التجارية املتعددة األطراف (جولة الدوحة) تحت رعاية منظمة التجارة العاملية، ومن كربى إقليمية تجارية دبلوماسية إىل املتناثرة، الثنائية االتفاقيات Mega - Regional Trade Diplomacy، ووضعت واشنطن نفسها ومكاسب مزايا تحقيق أجل من االتفاقيتني كلتا يف مشرتكا طرفا اقتصادية وتأكيد قيادتها العاملية لالقتصاد العاملي يف الوقت نفسه()).

1 William F. Jasper, ''Trading Away Their Oaths: Support for New 'Trade Agreement' or the Transatlantic Policy Network Means Breaking A Congressional Oath,'' The New American, 16/(/(015, pp. 13-1(, accessed on 11/5/(016, at:http://www.thenewamerican.com/usnews/congress/item/(0061-trading-away-their-oaths

2 Daniel S. Hamilton, ''America's Mega-Regional Trade Diplomacy: Comparing TPP and TTIP,'' The International Spectator, vol. (9, no.1 (March (01() p. 81.

من املتحدة الواليات بني ما الرسمية املفاوضات انطالق ومنذ

،(013 يوليو متوز/ يف آخر، جانب من األورويب واالتحاد جانب،

بعض عد واالستثامر، للتجارة األطلسية عرب الرشاكة اتفاقية إلبرام

السياسيني واألكادمييني هذه املفاوضات محاولة جادة لبلورة حلف

ناتو اقتصادي محتمل يف عامل جديد يتشكل، عىل املستوى السيايس

اقتصاديا صاعدة ودولية إقليمية قوى بروز ظل يف االقتصادي، أو

وسياسيا، مبا ميثله ذلك من مصدر تهديد مبارش للهيمنة الغربية عىل

العامل. فعىل سبيل املثال، وصفت هيالري كلينتون، مرشحة للحزب

املقبلة، هذه االتفاقية الرئاسية األمريكية الدميقراطي يف االنتخابات

بني جديدة روابط يضع أن شأنه من اقتصادي ناتو "حلف بأنها

حلفاء قدامى"(3). واستخدم األمني العام السابق لحلف الناتو أيضا،

رصيح نحو عىل اقتصادي) ناتو (حلف املصطلح هذا راسموسني،

يف وصفه لتلك االتفاقية عام 013). بل إن مفاوض االتحاد األورويب

تلك أن عام 013) ذكر عندما نفسها الفكرة أكد االتفاقية حول

الرشاكة تتعلق بوزن العامل الغريب والعامل الحر يف الشؤون االقتصادية

والسياسية الدولية()). ووصف ديفيد كامريون، رئيس وزراء بريطانيا،

االقتصاد لتحسني االقتصادية الفرص أعظم أحد بأنها الرشاكة تلك

العاملي، وبأنها ستحقق لربيطانيا وحدها مكاسب سنوية قد تتخطى

10 باليني يورو(5).

وعىل الرغم من أهمية الرشاكة االقتصادية والجيوسرتاتيجية بالنسبة

املتحدة واالتحاد األورويب، فقد تحولت قضية الواليات إىل كل من

كربى، جدلية قضية إىل واالستثامر للتجارة األطلسية عرب الرشاكة

3 Pelle Neroth, ''EU-US Trade Deal Looks under Threat in Face of European Opposition,'' News Comment, View from Brussels (November (015), accessed on 11/5/(016, at:http://eandt.theiet.org/blog/index.cfm?forumid

4 Claude Serfati, ''The Transatlantic Bloc of States and the Political Economy of the Transatlantic Trade and Investment Partnership,'' Work Organization, Labour & Globalization, vol. 9, no.1, pp. 19 - (0.

5 Neroth.

العدد 20


فعىل األمرييك. الداخل يف أو األورويب الداخل يف ذلك كان سواء

املستوى األورويب، يرى املؤيدون لالتفاقية أن فتح سوق عرب أطلسية

لالتحاد سنوية مكاسب سيحقق مستهلك مليون 8(9 من مكونة

األورويب تتعدى 300 بليون يورو، وسيخلق مئات اآلالف من فرص

يرى أوروبا. يف حني املواطن يف العمل، وسيزيد من متوسط دخل

املعارضون لالتفاقية أنها يف غري مصلحة املزارعني األوروبيني بسبب

قلقهم من إغراق السوق األوروبية بالسلع األمريكية املعدلة وراثيا،

األمريكية الرشكات ألن الغربية؛ بالدميقراطيات أنها سترض وبسبب

األوروبية عىل حامية مواطنيها العمالقة ستقوض قدرة حكوماتهم

داخلية انتقادات هناك األمرييك، املستوى وعىل مواجهتها(6). يف

عىل شديدا هجوما متثل أنها األمريكيني بعض يرى إذ لالتفاقية؛

وعىل األمرييك، الوطني االستقالل وعىل األمريكية، الوطنية السيادة

الدستور والحقوق والحريات الفردية األمريكية(7).

وانطالقا من ذلك، تتمثل األسئلة الرئيسة لهذه الدراسة مبا ييل: ملاذا

وهم األورويب، واالتحاد املتحدة الواليات من كل دول قادة قرر

الذين فضلوا يف املايض اإلطار املتعدد األطراف يف التجارة واالستثامر،

أطلسية عرب ثنائية اتفاقية إلبرام رسمية مفاوضات يف الدخول

للتجارة واالستثامر يف منتصف عام 013)، وهو الخيار الذي ظلت

تسعينيات بداية منذ عاما (3 من أكرث طوال إليه اللجوء ترفض

القرن العرشين؟

الواليات من لكل والجيوسرتاتيجية االقتصادية الدوافع هي وما

املفاوضات وترية يف اإلرساع محاولة إىل األورويب واالتحاد املتحدة

وصف وملاذا التنفيذ؟ حيز ودخولها االتفاقية تلك إبرام أجل من

بعض السياسيني واألكادمييني هذه االتفاقية بأنها حلف ناتو اقتصادي

إىل بالنظر االتفاقية، تلك إبــرام نجاح فرص هي وما محتمل؟

املعارضة الداخلية املتزايدة من منظامت املجتمع املدين واتحادات

إىل إضافة األورويب، واالتحاد املتحدة الواليات من كل يف العامل،

القضايا الخالفية بني األطراف املتفاوضة، سواء كان ذلك عىل املستوى

الحكومي أو عىل مستوى الرشكات العابرة للقارات؟

بأن الفرضية األوىل الدراسة عىل أربع فرضيات: تتمثل ترتكز هذه

واالقتصادية السياسية العالقات قلب يف تقع األطلسية عرب الكتلة

يف وآسيا أوروبــا يف وحلفاؤها املتحدة الواليات وتقع الدولية،

األطلسية، كفضاء الكتلة عرب بناء هذه تم فقد الكتلة. قلب هذه

جيوسرتاتيجي، عرب عقود طويلة، وسيطرت الدول يف تلك الكتلة عىل

اآلن حتى ومازالت طويلة، قرونا واالقتصادية السياسية العالقات

6 Ibid.

7 Jasper, p.17.

تشكل نحو نصف قيمة التجارة يف العامل. يف حني ترى الفرضية الثانية

أن أهداف تلك االتفاقية تتخطى تحقيق مكاسب اقتصادية متوقعة

عىل جانبي األطليس، إىل محاولة تحقيق أهداف جيوسرتاتيجية لكل

من الواليات املتحدة واالتحاد األورويب. يف حني تتمثل الفرضية الثالثة

بأن هذه االتفاقية مل تصل بعد إىل مراحلها النهائية، ولكنها مازالت

الرابعة الفرضية أما األطليس. جانبي بني التشكل طور يف عملية

ومعوقات تواجه صعوبات ال االتفاقية هذه بأن فتتمثل واألخرية،

واتحادات املدين املجتمع منظامت جهة من وتصديقها إبرامها يف

العامل فحسب، بل أيضا من جهة وجود قضايا خالفية جوهرية بني

الحكومات األوروبية من جانب، والواليات املتحدة من جانب آخر،

وهو ما أدى إىل تأخر موعد توقيعها من أواخر عام )01) إىل أواخر

عام 016)، ورمبا أوائل عام 017).

الفرضيات من وانطالقا السابقة، األسئلة عن اإلجابة أجل ومن

األربع السالفة الذكر، حاولت الدراسة، أوال، تتبع جذور تلك العملية

التكاملية اإلقليمية ونشأتها وتطورها بني جانبي األطليس، منذ نهاية

الحرب العاملية الثانية، ثم مع بداية تسعينيات القرن العرشين، ثم

تسارع وتريتها، عىل نحو ملحوظ، يف مطلع عام 013) حتى الوقت

الراهن. وارتكازا عىل ذلك، تعرضت الدراسة، ثانيا، للمحتوى واألهداف

والدوافع املتعلقة بتلك االتفاقية التي يتم التفاوض فيها، سواء كانت

أهدافا ودوافع اقتصادية أو جيوسرتاتيجية، لكل من الواليات املتحدة

التي الصعوبات إىل ثالثا، الدراسة، تطرقت ثم األورويب. واالتحاد

املجتمع منظامت انتقادات من سواء االتفاقية، تلك إقرار تواجه

املدين واتحادات العامل، أو من الخالفات بني الحكومات األوروبية

واألمريكية عىل جانبي األطليس. وحاولت الدراسة يف الخامتة التوصل

االتفاقية لتلك أربعة استنتاجات كربى عن األهداف والتأثريات إىل

التي يتم التفاوض يف بنودها حتى الوقت الراهن.

الشراكة عبر األطلسية للتجارة واالستثمار: اإلسراع في وتيرة

عملية طويلة وممتدةازدادت سيطرة الكتلة عرب األطلسية عىل العامل بعد الحرب العاملية

األول بوصول درجة السبب الثانية ألسباب رئيسة ثالثة. فقد متثل

الكتلة بني ما األعــىل حدها إىل العامل يف السيايس االستقطاب

الغربية بزعامة الواليات املتحدة والكتلة السوفياتية بزعامة االتحاد

الواليات قوة بتزايد الثاين السبب متثل يف حني السابق. السوفيايت

املتحدة ومكانتها يف العامل، وهو ما مكنها من أن تجعل دول أوروبا



عىل ذلك كان سواء تضعها، التي الدولية بالقواعد تتقيد الغربية

املستوى السيايس أو االقتصادي. أما السبب الثالث، فقد متثل بظهور

تحديات جديدة للنظام العاملي تجسدت يف وجود ما يزيد عىل ثلث

سكان العامل، آنذاك، يعيش خارج ما كان يعرف بـ "العامل الحر"، ومن

ثم خارج السوق العاملية الرأساملية بزعامة الواليات املتحدة(8).

وكان تأسيس حلف الناتو NATO عام 9)19، بوصفه حلفا عسكريا

تشكيل هوية ومنوذج قد ساهم يف غربية مشرتكة، قيم يقوم عىل

عرب أطليس يف مواجهة باقي دول العامل. وقد أدى هذا النموذج إىل

وصف عدد كبري من صانعي السياسة يف العامل الغريب تلك الرشاكة عرب

األطلسية للتجارة واالستثامر بأنها "حلف ناتو محتمل". فمع انهيار

االتحاد السوفيايت، تحول حلف الناتو من كونه حلفا عسكريا إىل قوة

أمنية عاملية ال تقترص مهمته عىل حامية أعضائه ضد أي تهديد خارجي

فحسب، بل متتد إىل التعامل مع التهديدات التي قد تؤثر يف القيم

.Global Commodities العاملية السلع فيها املشرتكة، مبا الغربية

أن الناتو حلف باسم الرسمي املتحدث أكد مناسبة، من أكرث ويف

البناء االقتصادي العاملي املعارص يعتمد عىل ضامن إمكانية الدخول

إىل السلع العاملية (املياه الدولية، والفضاء الدويل، والفضاء الخارجي،

الحالية هي الناتو مهمة أصبحت آخر، اإللكرتوين). مبعنى والفضاء

االستجابة لالضطرابات يف البناء االقتصادي العاملي التي قد تهدد هذه

السلع العاملية، بخاصة يف ظل عدم التأكد من دوافع دول الربيكس

الصاعدة(9) وهشاشة النظام االقتصادي العاملي الحايل(10).

أوروبا بني الوثيقة والسياسية االقتصادية الروابط خلفية وعىل

بالحرب الثانية، مرورا العاملية الحرب والواليات املتحدة منذ نهاية

الباردة، اكتسب هدف التحرك نحو خلق إطار أكرث مؤسسية بينهام

املستوى فعىل العرشين. القرن تسعينيات بداية يف جديدا زخام

8 Serfati, p.10.

9 دول الربيكس هي الربازيل وروسيا والهند والصني وجنوب أفريقيا. ومتثل هذه الدول تجمعا اقتصاديا من دول صاعدة اقتصاديا تهدد الهيمنة الغربية عىل العامل.

10 Serfati, p. 11.

Transatlantic األطليس عرب اإلعــالن تبني تم الحكومي، عرب

Declaration يف كانون األول/ ديسمرب 1990، وقرر إعطاء العالقات

األمريكية - األوروبية طابعا إسرتاتيجيا طويل املدى. ومثل هذا اإلعالن،

السوفيايت. انهيار االتحاد التوقيت، عالمة فارقة مع اقرتاب يف ذلك

وبدأت محاوالت تفعيل هذا اإلعالن من خالل شبكات رجال األعامل

عرب األطلسية، متثل أهمها عىل اإلطالق مبا عرف بـ "شبكة السياسات

عرب األطلسية"، وهي كيان سيايس تم تأسيسه عام )199، وتم من

خالله متثيل أعضاء دول االتحاد األورويب والواليات املتحدة من خالل

الجمعية (مثل األعامل رجال ومؤسسات الكربى العاملية الرشكات

الفكر األوروبيني، ومراكز األعامل للتجارة، وجمعية رجال األمريكية

الخارجية العالقات ومجلس بروكينجز، مؤسسة مثل األمريكية

األوروبية، ومركز الدراسات السياسية األوروبية) وأعضاء مؤثرين من

الربملان األورويب والكونجرس األمرييك، وأكادمييني بارزين من الجامعات

األوروبية واألمريكية. ويف عام )199، اقرتحت تلك الشبكة بناء رشاكة

عرب أطلسية ترتكز عىل أربع دعامات متمثلة مبصالح اقتصادية ثنائية

سياسية ومصالح األطــراف، متعددة اقتصادية ومصالح مشرتكة،

متعددة األطراف، ومصالح دفاعية وأمنية مشرتكة(11).

New جديدة أطلسية عرب أجندة عن اإلعالن تم ،1995 عام ويف

Transatlantic Agenda هدفت، أساسا، إىل خلق سوق عرب أطلسية

يتم فيها تقليل أو إلغاء للحواجز التي تعوق تدفق السلع والخدمات

ورؤوس األموال عىل جانبي األطليس. إال أن هذا الهدف مل يتحقق عىل

أرض الواقع بسبب التوقعات واآلمال املرتفعة التي كانت تعول فيها

الدولية التجارة منظمة دور األورويب عىل واالتحاد املتحدة الواليات

التنفيذ عام 1995، يف فتح األسواق التي دخلت حيز وقدرتها، وهي

العاملية أمام رشكات كل منها. ويف عام )00)، أقر الربملان األورويب ترشيعا

أوروبيا يدعم فكرة خلق سوق عرب أطلسية موحد يف نهاية عام 015).

ويف عام 005)، تم تدشني مبادرة أمريكية - أوروبية تهدف إىل تحسني

االندماج والنمو االقتصادي عرب األطليس. ويف عام 006)، وافق مجلس

النواب األمرييك عىل ترشيع مامثل للترشيع األورويب يضع الهدف نفسه؛

وهو خلق سوق عرب أطلسية موحدة يف نهاية عام 015) ()1).

أنــشــأت إطـــاريـــة، اتــفــاقــيــة تــوقــيــع تـــم ،(007 عـــام ويف

ــرف بــاملــجــلــس االقــتــصــادي عــرب األطــلــيس ــ بـــدورهـــا مــا ع

تحقيق أجل من Transatlantic Economic Council (TEC)؛

11 Ibid., pp. 13 - 15.

12 Leif John Eliasson, ''Problems, Progress and Prognosis in Trade and Investment Negotiations: The Transatlantic Free Trade and Investment Partnership,'' Journal of Transatlantic Studies, vol. 1(, no. ( ((01(), p.119.

العدد 20


مزيد من االندماج االقتصادي بني كل من الواليات املتحدة واالتحاد

األورويب، من خالل وضع األولويات عرب األطلسية يف مجال التجارة

تم ،(011 عام ويف العامل. يف التنافسية قواعد وتطوير واالستثامر

والوظائف، بالنمو تتعلق املستوى، عالية عمل مجموعة تكليف

عرب االقتصاد تقوي قد التي والقطاعات اإلجراءات تحديد مبهمة

األطليس وتحسنه؛ من أجل خلق وظائف جديدة ومنو اقتصادي عىل

األمرييك الرئيس أعلن فرباير 013)، ) شباط/ األطليس. ويف جانبي

وجود عن االتحاد، حالة بشأن السنوي خطابه يف أوباما، باراك

عرب رشاكة بإقامة تتعلق األورويب االتحاد مع أمريكية محادثات

أطلسية للتجارة واالستثامر(13). ويف منتصف متوز/ يوليو 013)، اتفق

الطرفان األمرييك واألورويب عىل الدخول يف مفاوضات رسمية إلبرام

اتفاقية شاملة للتجارة واالستثامر عرب األطليس، بوصفها أكرب اتفاقية

الناتج املحيل اإلجاميل العاملي، التاريخ (7)% من تجارية ثنائية يف

االستثامرات قيمة من و%60 العاملية، التجارة قيمة من و)%3

الخارجية يف العامل)، وهو أمر ستكون له من تداعيات مؤكدة عىل

النظام االقتصادي الدويل()1).

محتوى االتفاقية وأهدافها ودوافعها: محتوى شامل ودوافع

اقتصادية وجيوستراتيجيةمنذ بداية املفاوضات بني املفوضية األوروبية وممثل التجارة األمريكية

يف منتصف عام 013)، كانت الرسية والتكتم عىل بنود االتفاقية هي

الفعل ردات عن بعيدة عليها اإلبقاء أجل من بروزا األكرث امللمح

العدائية التي قد تأيت من املواطنني والعامل الذين ستتأثر مصالحهم

نتيجة لخلق سوق عرب أطلسية موحدة، وعدم وجود اتفاق بني الطرفني

األمرييك واألورويب حول عدد من القضايا الرئيسة يف تلك املفاوضات(15).

فيها التفاوض يتم التي االتفاقية تلك بنود أهم تلخيص وميكن

فالقضية رئيسة. قضايا ثالث يف واألورويب األمرييك الجانبني بني

األوىل تتناول محاولة توحيد املعايري االجتامعية والبيئية يف التجارة

تلك تختلف آخر، مبعنى األورويب. واالتحاد املتحدة الواليات بني

االتفاقية عن أي اتفاقية تجارة حرة أخرى يف العامل؛ بالنظر إىل أنها

13 Fritz Breuss, European Union in the Globalized World (Switzerland: Springer International Publishing, (015), p. ((5, accessed on 11/5/(016, at:http://bit.ly/1Tbc3ni

14 Eliasson, p.1(0.

15 Serfati, p. 18.

فحسب األطلسية عرب الجمركية للقيود إلغاء أو بتقليل تتعلق ال

غري القيود تقليل مع أساسا تتعامل بل ا)، ضئيلة جد نسبة (ألنها

والسالمة والصحة للعمل موحدة معايري وضع وتحاول الجمركية،

تقلل والبيئة، بالعمل املتعلقة وخصوصا املعايري، تلك ألن العامة،

كثريا من معدالت التجارة بني الواليات املتحدة واالتحاد األورويب.

أما القضية الثانية، فتتعلق بوضع آلية لتسوية املنازعات بني الدولة

عىل لتشتمل االتفاقية بنود تصميم تم البداية، فمنذ واملستثمر.

وجود آلية لتسوية املنازعات بني الدولة واملستثمر من أجل حامية

املربر من جانب والتدخل غري التمييز ضده األجنبي من املستثمر

السلطات الوطنية يف استثامراته. مبعنى آخر، متثل الهدف من تلك

اآللية بتحسني القواعد املنظمة آللية فض املنازعات وخلق درجة من

التوازن ما بني حقوق وواجبات كل من املستثمر والدولة الوطنية،

ووضع قواعد عاملية لتسوية املنازعات بني الدولة واملستثمر(16).

وأما القضية الثالثة، فتتعلق بوضع ما يسمى قواعد منظمة للتجارة

بني الجانبني تتعدى تحرير التجارة إىل قضايا تنظيمية عديدة تشمل

الدخول إىل السوق الزراعية، التنافسية، والخدمات العابرة للحدود،

واالتصاالت، اإللكرتونية والتجارة والتجارة، الجامرك وتسهيل

املالية، واملشرتيات الحكومية، الطاقة والبيئة، والخدمات وخدمات

املنشأ، وقواعد والعمل، واالستثامر، الفكرية، امللكية وحقوق

وإجراءات الصحة العامة، واملرشوعات الصغرية واملتوسطة، والنسيج،

الحرارى، البديلة، واالحتباس التجارية، والطاقة وإصالح االختالالت

واألمن الوطني، والتحكم يف اإلنرتنت، وغريها من القضايا(17).

العامل، يف النسبي االقتصادي نفوذهام تناقص مواجهة أجل ومن

سوق خلق األورويب واالتحاد املتحدة الواليات من كل قررت

واالستثامر التجارة اتفاقية إبرام خالل من أطلسية عرب موحدة

االقتصادي عىل النمو بوصفها خطة كربى الستعادة األطلسية، عرب

دول باقي مواجهة يف التنافيس وضعهام وتحسني األطليس جانبي

فوفقا عامليا. الصاعدة االقتصاديات ذات الدول بخاصة العامل،

لبعض التقديرات االقتصادية املتوقعة، سيؤدي إبرام هذه االتفاقية

ملكاسب األورويب االتحاد دول تحقيق إىل التنفيذ حيز ودخولها

دوالر بليون 16() يورو بليون 119 بنحو تقدر سنوية اقتصادية

تقدر اقتصادية سنوية املتحدة ملكاسب الواليات وتحقيق أمرييك)،

األهداف أن إال أمرييك). دوالر بليون 131) يورو 95 بليون بنحو

16 Matthias Bauer, ''Campaign-triggered mass collaboration in the EU’s online consultations: the ISDS-in-TTIP case,'' springer link, 9/6/(015, accessed on 11/5/(016, at:http://bit.ly/1Nup9ir

17 Jasper, p. 15.



تتعدى االتفاقية هذه وراء من األوروبية - األمريكية والدوافع

املكاسب التجارية إىل أهداف ودوافع جيوسرتاتيجية كربى للتعامل

مع النظام االقتصادي العاملي الجديد(18).

وميكن تلخيص الدوافع اإلسرتاتيجية األمريكية من وراء تلك االتفاقية

التجارة منظمة بإخفاق متثل األول فالدافع كربى. دوافع ثالثة يف

العاملية (جولة الدوحة) يف فتح أسواق العامل أمام الرشكات األمريكية

واألوروبية، وكانت األزمة املالية العاملية يف العامل قد وصلت إىل ذروتها

عام 008)، ومنذ ذلك التاريخ حتى اآلن مل تصل معدالت االستثامر،

بوصفها املحرك الرئيس للنمو االقتصادي العاملي، إىل مرحلة ما قبل

عام 008). فقد تضاءلت معدالت االستثامر يف العامل بصفة عامة، ويف

كل من الواليات املتحدة واالتحاد األورويب بصفة خاصة، وهو ما أدى

إىل تناقص معدالت النمو يف الكتلة عرب األطلسية.

إىل العامل أنحاء معظم يف االقتصادي الكساد يؤد مل آخر، مبعنى

أدى بل فحسب، للقوميات العابرة الرشكات بني املنافسة تزايد

أيضا إىل تزايد املنافسة بني الدول القومية نفسها، وهو ما ظهر جليا

عرش نحو ثالثة بعد الدولية التجارة منظمة مفاوضات إخفاق يف

عاما عىل انطالقها. فقد مثل تزايد عدد االتفاقيات التجارية الثنائية

التي الحامئية السياسات تزايد عىل واضحا دليال العامل دول بني

اتفاقية أكرث من )11 إن هناك إذ العامل؛ القومية يف الدول تتبعها

الفرتة الدول يف التجارة بني قيودا عىل العامل وضعت تجارية حول

الواضح أن من منتصف 013) حتى منتصف عام )01). وكان من

18 Sinan Ulgen, ''Locked In or Left Out? Transatlantic Trade Beyond Brussels and Washigton,'' Carnegie Europe (June (01(), accessed on 11/5/(016, at:http://ceip.org/1wZR7ow

الواليات املتحدة واالتحاد األورويب قد ضاقتا ذرعا بعجز منظمة التجارة

الدولية عن تحقيق هدف فتح األسواق الخارجية أمام الرشكات األمريكية

واألوروبية يف العامل، وبتنامي السياسات الحامئية يف معظم دول العامل،

فقررتا تعزيز رشاكاتهام السياسية واالقتصادية من خالل اتفاق رسمي

إلعادة تفعيل قواعد التجارة الدولية وفقا ملصالحهام. ومن ثم، ارتكز

االقتصادية للسيطرة وتقوية تثبيت الغريب عىل اإلسرتاتيجي الهدف

والجيوسياسية بالنسبة إىل الكتلة عرب األطلسية عىل العامل. وأدى انهيار

األطراف (تحت مظلة املتعددة التجارية للمفاوضات الدوحة جولة

الدولية) إىل قيام كل من االتحاد األورويب والواليات التجارة منظمة

املتحدة باتخاذ زمام املبادرة؛ من أجل إعادة ترتيب النظام االقتصادي

العاملي وفقا ملصالحهام(19). وتهدف تلك االتفاقية إىل زيادة الوظائف

ومعدالت النمو عىل جانبي األطليس عىل نحو مبارش مبا يحقق مصلحة

مشرتكة لكل من الواليات املتحدة واالتحاد األورويب(0)).

بصعود متثل فقد الرشاكة، تلك وراء من واألهم الثاين الدافع أما

الصني قوة اقتصادية عظمى، مبا ميثله من تحد للهيمنة األمريكية عىل

الصني هي أن متابع يف أي لدى أدىن شك يوجد العامل. فال النظام

الهدف الرئيس يف هذا االتفاق. ويتلخص التحدي اإلسرتاتيجي الرئيس

الذي تواجهه الواليات املتحدة اليوم يف الحفاظ عىل أسبقيتها العاملية

القوى هذه أهم الصني متثل كثرية دولية قوى تصاعد مواجهة يف

عىل اإلطالق. فمنذ بزوغ نجم الواليات املتحدة قوة عاملية يف أعقاب

انتهاء الحرب األهلية األمريكية يف أواخر عام 1890، اتبعت واشنطن

الغريب الجزء عىل السيطرة عىل ترتكز ال ثابتة كربى إسرتاتيجية

منع عىل أيضا ترتكز بل فحسب، Western Domain العامل من

سيطرة أي قوة أو دولة بطريقة منفردة عىل الفضاء األورو - آسيوي

Eurasian Space ؛ ألن ذلك يشكل إنقاصا من قوة الواليات املتحدة

الصيني االقتصادي النمو معدالت وجعلت ومكانتها، العاملية

املستمرة والثابتة من بكني أكرب منافس محتمل قادر عىل السيطرة

عىل األقل عىل جزء من ذلك الفضاء األورو - آسيوي، مبا يشكله ذلك

من تهديد مبارش ألسبقية الواليات املتحدة يف العامل.

أن من مكنتها كبرية اقتصادي منو معدالت الصني شهدت فقد

تصبح ثاين أكرب اقتصاد يف العامل، ووضعتها يف احتامل شبه مؤكد ألن

تصبح يف املستقبل القريب صاحبة أكرب ناتج محيل إجاميل يف العامل،

املوارد لإلنفاق عىل الذي مكنها من تخصيص مزيد من وهو األمر

19 Serfati, pp. 16 - 18.

20 Eric Hayes, ''TTIP: Transatlantic Free Trade at Last?,'' Global Affairs, no. ( ((015), p. 115.

العدد 20


تهديدا وتحديا كبريا لإلدارات األمريكية سياستها الدفاعية، مبا يشكل

املتعاقبة يف العقد املقبل يف آسيا، وذلك عىل الرغم من صدور تقارير

ومؤرشات حديثة تتناول تباطؤ النمو االقتصادي للصني يف الفرتة 015)

انفرج بني يربطون االقتصاديني الخرباء جعلت درجة إىل ،(016 –

الوضع االقتصادي العاملي وتعايف االقتصاد الصيني من موجة التباطؤ

التي يعانيها منذ عام تقريبا، وهو ما أشار إليه أحد كبار مستشاري

الدولة يف الصني بقوله إن الصني ستواجه صعوبة كبرية يف تحقيق منو

اقتصادي فوق 6.5 يف املئة خالل الفرتة 016) – 0)0)؛ بسبب تباطؤ

الطلب العاملي وارتفاع تكاليف العاملة يف الداخل(1)).

يف معقدة ثنائية يف الصني تجاه الحالية األمريكية املعضلة وتتجسد

كثيفة تجارية عالقات يف الصني دخلت جهة، فمن معها. العالقات

أن ما يعنى وهو األورويب، واالتحاد املتحدة الواليات من كل مع

أي محاولة غربية الحتوائها اقتصاديا قد تؤدي إىل مزيد من الكساد

االقتصادي يف العامل، ويف كل من أوروبا والواليات املتحدة. ومن جهة

الناحية من األقل عىل ملتزما سياسيا الصني خصام أصبحت أخرى،

العامل. يف األمريكية االقتصادية واألسبقية األحادية إنهاء االقتصادية

ومن أجل مواجهة هذا التهديد املتزايد من الصني، وضعت إدارة باراك

العمل عىل نحو أرسع من الصني مع أطلق عليها أوباما إسرتاتيجية

حلفاء الواليات املتحدة Let’s Run Faster. فعىل عكس إسرتاتيجية

الصني، سواء كان ذلك تقييد صعود ترتكز عىل التي كانت االحتواء

بعزلها عن االقتصاد العاملي أو بتقليل قوتها؛ من خالل دفعها إلعادة

توجيه مواردها للتعامل مع أزماتها الداخلية التي يتم تغذيتها ودعمها

من الخارج، ترتكز إسرتاتيجية العمل عىل نحو أرسع من الصني عىل

الرغم الحايل؛ ألنه عىل العاملي النظام الحفاظ عىل يجب أنه فكرة

من أنه يزيد من القوة التوسعية للصني، فإنه يوفر مكاسب للواليات

املتحدة األمريكية وحلفائها. أما هدم ذلك النظام، فسيؤدي إىل مزيد

من الكساد العاملي، ومزيد من الخسائر األمريكية واألوروبية())).

ومن هذا املنطلق، ارتكزت اإلسرتاتيجية األمريكية الجديدة يف العامل

الكفاءة بتحسني يتمثل األول فاملحور رئيسة. محاور أربعة عىل

من واشنطن متكني أجل من األمرييك؛ لالقتصاد االبتكارية والقدرة

السيطرة عىل القطاعات األكرث أهمية، واألكرث تأثريا يف قيادة النظام

للدراسات اإلقليمى املركز الناشئة''، االقتصاديات منو تباطؤ ''مخاطر سليم، 21 ريم اإلسرتاتيجية، القاهرة، 015/8/17)، شوهد يف: 016/5/11)، يف:

http://bit.ly/1UZb7qD

22 Ashley J. Tellis, ''The Geopolitics of the TTIP and the TPP,'' in Power Shifts and New Blocs in the Global Trading System, Adelphi Series (London: Routledge Taylor and Francis Group, (01(), pp. 93 - 97.

املتحدة الواليات قدرة بتجديد فيتمثل الثاين، املحور أما الدويل.

عىل استخدام قدراتها العسكرية عىل نطاق عاملي واسع، عىل الرغم

من االنتقادات الداخلية التي قد تواجه هذا الهدف. يف حني يتمثل

املحور الثالث بتحسني القدرة الوطنية للدول املتحالفة مع الواليات

املتحدة، والتي تحاول موازنة قوة الصني ونفوذها، مثل اليابان والهند

وإندونيسيا وأسرتاليا وفييتنام وسنغافورة، من أجل تقليل قدرة بكني

عىل بسط قوتها ونفوذها االقتصادي والعسكري، واستخدام واشنطن

يف الصني مواجهة يف آسيا يف لها محيل دفاعي كخط الدول لهذه

مؤسيس إطار بإنشاء فيتمثل واألخري، الرابع املحور أما املستقبل.

الواليات ميكن إذ األطراف؛ متعدد تجارة نظام عىل يقوم جديد

يف الصني دخول بسبب خسائرهم تعويض من وحلفاءها املتحدة

نظام التجارة العاملي. ويف الوقت نفسه، يحسن مكاسبهم من التجارة

محورها يف بخاصة الكربى، اإلسرتاتيجية تلك سياق ويف الدولية.

الرابع، تقع كل من اتفاقية التجارة واالستثامر عرب األطلسية والرشاكة

الباسيفيكية - األطلسية. فهاتان االتفاقيتان اإلقليميتان ال تهدفان إىل

احتواء الصني بقدر ما تهدفان إىل متكني الواليات املتحدة وحلفائها

ورشكائها من البقاء يف وضع متفوق عىل الصني يف السنوات املقبلة؛

وذلك من خالل مزيد من التكتل واالندماج االقتصادي بني الواليات

املتحدة وحلفائها يف آسيا والباسيفييك وأوروبا(3)).

لتنافس انعكاس إال هي ما الباسيفيكية - األطلسية الرشاكة إن

إسرتاتيجي بني الواليات املتحدة والصني حول آسيا. بل ميكن القول

إن تلك الرشاكة هي عنرص رئيس يف إسرتاتيجية إدارة أوباما للتحول

نحو آسيا Pivot to Asia؛ ألن الواليات املتحدة تفتح إلحدى عرشة

السوق إىل التفضييل الدخول إمكانية وباسيفيكية آسيوية دولة

األمريكية، وهي تهدف بذلك إىل تقوية روابطها االقتصادية مع تلك

الدول من ناحية، ومواجهة السوق الصينية من ناحية أخرى. مبعنى

23 Ibid., pp. 105 - 107.



آخر، تخلق تلك الرشاكة تحالفا إقليميا من الدول التفاق تجارة حرة

وعىل املتحدة. الواليات بقيادة محددة تجارية وقواعد ومبعايري

فإنه االتفاقية، الدخول إىل تلك إمكانية الصني لديها أن الرغم من

سيكون لزاما عليها قبول اإلجراءات والقواعد املنظمة للتجارة التي

تم االتفاق عليها ما بني الواليات املتحدة وإحدى عرشة دولة آسيوية

أنها عىل االتفاقية تلك إىل بكني تنظر السبب، لهذا وباسيفيكية.

محاولة أمريكية الحتوائها عىل املستوى االقتصادي())).

آسيا دول مع الرشاكة تلك خالل من املتحدة الواليات وتحاول

يف آسيا، مبنطقة االقتصادية مصالحها تهميش تجنب والباسيفييك

ظل تنامي نفوذ الصني وإبرامها التفاقيات تجارية عديدة مع هذه

الدول. فقد أبرمت تلك الدول أكرث من 180 اتفاقية تجارية تفضيلية

يف نفسه الوقت يف ودخلت املتحدة، الواليات يشمل ال معظمها

مفاوضات مع الصني واليابان وكوريا الجنوبية لتحرير التجارة بينهم

من دون مشاركة الواليات املتحدة. ومن ثم، تحاول اإلدارة األمريكية

وفقا الباسيفييك - آسيا ملنطقة والسيايس االقتصادي البناء تشكيل

للمصالح األمريكية، وتضع معايري وقواعد وإجراءات وقيم ال تتبعها

الفكرية، امللكية وحقوق العمل، معايري مثل تجارتها؛ يف الصني

وتقييد العملة، وهي كلها متثل معوقات كبرية ملشاركة الصني فيها(5)).

تهمش عالقاتها أنها قد املتحدة نحو آسيا الواليات يعن تحول ومل

أحد متثلت ولذلك األورويب، االتحاد مع واملتينة القوية وروابطها

أهداف التجارة واالستثامر عرب األطلسية بتقوية روابط واشنطن مع

أوروبا، وتسهيل سيطرة الرشكات املتعددة القوميات لكل منهام عىل

الدافعة القوة هي املتحدة الواليات تصبح وبأن العاملي، االقتصاد

أكرب تساومية قوة الحصول عىل من ميكنها مبا االتفاقيتني، كلتا يف

الواليات تضع آخر، مبعنى ورشوطهام(6)). بنودهام يف التفاوض يف

املتحدة نفسها يف منتصف منطقتني تجاريتني كبريتني مع دول ذات

الصني إلبقاء منها محاولة وأوروبا، يف آسيا معها يف تقارب سيايس

تحت مراقبتها وسيطرتها يف ما يتعلق بالتجارة العاملية(7)).

24 Hanns Gunther Hilpert, ''Asia-Pacific Free Trade Talks Nearing the Finish Line: Setting the Agenda in the Struggle for Regional Markets, Multilateral Rules and Geopolitical Leadership,'' Stiftung Wissenschaft und Politik German Institute for International and Security Affairs (February (015), accessed on 11/5/(016, at:http://bit.ly/1X7JpZ(

25 Hamilton, p. 85.

26 Serfati, p. 18.

27 Christian Pitschas, ''Transatlantic Trade and Investment Partnership Agreement and the Development of International Standards,'' in Christoph Herrmann et al. (eds.), Trade Policy between Diplomacy and Scholarship (Switzerland: Springer, (015), p. ((6.

وكانت آخر وثيقة إسرتاتيجية صدرت عن الواليات املتحدة (إسرتاتيجية

اإلسرتاتيجي الهدف هذا بلورت قد ((015 األمرييك القومي األمن

األمرييك عىل نحو دقيق؛ وذلك من خالل رسمها خطا دقيقا بني الرتحيب

ستدير أنها وتأكيدها واملزدهر، والسلمي املستقر الصني بصعود

القانون التزام الصني قواعد القوة، وتأكيد املنافسة معها من منطق

الدويل وقيمه، وأنها سرتاقب توسع الوجود والهيمنة الصينيني يف آسيا.

وتهدف اإلسرتاتيجية األمريكية االقتصادية، وفقا للوثيقة، من خالل إبرام

اتفاقيتي الرشاكة عرب املحيط الهادئ والرشاكة عرب األطلسية يف التجارة

واالستثامر، إىل إزالة الحواجز أمام الصادرات األمريكية ووضع الواليات

املتحدة يف مركز منطقة تجارة حرة تغطي ثلثي االقتصاد العاملي(8)).

وتتخوف الصني من أن يتم تركها خارج هاتني االتفاقيتني، وقد حاولت

الرد عىل ذلك من خالل إقامة ما يسمى الرشاكة اإلقليمية االقتصادية

تجارة منطقة إلقامة نفسه الوقت يف وتسعى آسيا(9))، يف الشاملة

حرة مع أوروبا من أجل كرس الحصار االقتصادي األمرييك إزاءها، سواء

كان ذلك يف آسيا أو يف أوروبا؛ ألنها تدرك أن كال من الواليات املتحدة

واالتحاد األورويب يضعان قواعد عاملية للتجارة يف االتفاقيتني. ويتفاوض

االتحاد األورويب حاليا مع الصني يف اتفاقية لالستثامر، وليس يف منطقة

تجارة حرة كام ترغب الصني، ومازالت أوروبا منقسمة حولها. ففي حني

تدعمها بريطانيا، تتخوف دول أخرى؛ مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، من

البضائع الصينية الصادرات املدعومة من الصني، ومن تزايد منافسة

الرخيصة لبضائعهم الوطنية(30).

وقواعد معايري واشنطن وضع متثل مبحاولة فقد الثالث، الدافع أما

عاملية (ذهبية) للتجارة الدولية تكون الواليات املتحدة وحلفاؤها يف

أوروبا وآسيا يف قلبها. مبعنى آخر، تهدف تلك االتفاقية إىل التقريب

واالستثامر للتجارة املنظمة واإلجــراءات القواعد بني كبري نحو عىل

املفوضية أوضحت فقد األورويب. واالتحاد املتحدة الواليات بني ما

أن تحقيق ذلك الهدف سيمهد الطريق نحو وضع معايري األوروبية

عاملية للتجارة واالستثامر يف باقي أنحاء العامل. وأكد املمثل التجاري

أن للواليات املتحدة األمريكية يف املفاوضات املنطق نفسه من جهة

28 محمد مطاوع، ''إسرتاتيجية األمن القومى األمريىك (015)): املؤرشات الكربى الجديدة ومالمح التغري''، سياسات عربية، العدد 15 (متوز/ يوليو 015))، ص 13 - 18.

29 الرشاكة اإلقليمية االقتصادية الشاملة يف آسيا هي مقرتح صينى بتشكيل منطقة تجارة نسمة مليارات 3.( إذ سيضم العامل؛ يف نوعه من تكتل أكرب ليصبح دولة، 16 تضم حرة الجنوبية لرابطة دول جنوب رشق آسيا وكوريا العرش األعضاء (الدول الدول وتشمل تلك

والصني واليابان وأسرتاليا ونيوزيلندا والهند).

30 Theresa Fallon, ''China's Pivot to Europe,''American Foreign Policy Interest, vol. 36, no. 3 ((01(), pp. 179-180.

العدد 20


االتفاقية ستضع معايري وقواعد عاملية جديدة ورائدة يف النظام التجاري

الدويل؛ ألن اختالف تلك القواعد واإلجراءات بني الدول يشوه السوق

األسعار، ويقلل من التمييز يف اإلنتاج، ويشجع عىل تكاليف ويرفع

تنوع الواردات(31).

النظام يف كربى سابقة االتفاقية هذه متثل املنطلق، هذا ومن

نطاقها؛ ألن أو قيمتها الدويل، سواء كان ذلك من حيث االقتصادي

االتحاد األورويب والواليات املتحدة ميثالن ثلث قيمة التجارة العاملية.

االتفاقية هذه حول األوروبية - األمريكية املفاوضات تجذب لهذا،

اهتامم معظم دول العامل؛ ألنها ستؤثر يف عالقة تلك الدول التجارية مع

كل من واشنطن وبروكسيل يف املستقبل املنظور. وترى كل من الواليات

املتحدة واالتحاد األورويب أنهام يقدمان منوذجا يحتذى به من بني باقي

دول العامل التباع معايري عاملية موحدة يتم التفاوض حولها يف االتفاقية.

وميكن القول، بدرجة عالية من اليقني، إن هذا الهدف حارض بشدة

يف عقل كل من املفاوض األمرييك واألورويب؛ وهو خلق معايري عاملية

املستقبل()3). العامل يف باقي دول اتباعها من يتم للتجارة وتطويرها

وعىل خلفية ذلك الهدف، تسعى االتفاقية إىل تقليل املعايري العاملية

والقيود البيئية للتجارة؛ ألنها متثل تكاليف إضافية عىل عاتق الرشكات

الكربى يف كل من الواليات املتحدة واالتحاد األورويب(33).

االتفاقية يف تلك وراء األوروبية من اإلسرتاتيجية الدوافع وتتلخص

ثالثة دوافع كربى. فالدافع األول يتمثل بتطبيق إسرتاتيجية االتحاد

دول بتخوف فيتمثل الثاين، الدافع أما .(0(0 العاملية األورويب

الدويل. االقتصادي النظام يتم تهميشها يف أن االتحاد األورويب من

األورويب عن مصدر االتحاد بحث فيتجسد يف الثالث، الدافع وأما

العامل، ويف الطاقة يف دائم ومستمر للطاقة، يف ظل تقلبات أسواق

ظل تهديد الخالفات السياسية األوروبية مع روسيا الستقرار مصادر

الطاقة وثباتها بالنسبة إىل االتحاد األورويب. ففي ما يتعلق بالدافع

األورويب األول، تتوافق تلك االتفاقية مع الهدف اإلسرتاتيجي األورويب

إسرتاتيجية ،(010 عام األورويب االتحاد دول قادة وضعه الذي

االتحاد األورويب 0)0)، وهو وضع أوروبا يف السنوات العرش املقبلة

يف موقع قيادي يف العامل بشأن النمو والوظائف()3). وتضع إسرتاتيجية

31 Caroline Freund & Sarah Oliver, ''Gains from Harmonizing US and EU Auto Regulations under the Transatlantic Trade and Investment Partnership,'' Peterson Institute for International Economics (June (015), p.1, accessed on 11/5/(016, at:http://www.iie.com/publicationspb/pb15-10.pdf

32 Pitschas, p. ((9.

33 Serfati, p. 16.

34 Breuss, p. ((6.

والتنافسية األطلسية عرب (الرشاكة العاملية 0)0) األورويب االتحاد

التجارية أهمية من عالقاته أكرث إسرتاتيجي األطلسية) كهدف عرب

الثنائية مع الصني؛ ألن ذلك يعنى، وفقا للمنظور األورويب، وضع قيم

عاملية يف مجال التجارة يتم تطبيقها عىل جميع الدول مبا فيها الصني.

طويل وقت منذ األورويب واالتحاد املتحدة الواليات اتهمت فقد

الصني بأنها تتبع سياسات اإلغراق من أجل كسب مزيد من الحصص

يف السوقني األمريكية واألوروبية، واستغلت الصني بنجاح االختالفات

بني الواليات املتحدة واالتحاد األورويب يف ما يتعلق بالقواعد املنظمة

لسياسات اإلغراق(35).

وفقا االتفاقية، فتسعى هذه الثاين، األورويب بالدافع يتعلق ما أما يف

للمنظور األورويب، إىل خلق عالقة أوروبية - أمريكية إسرتاتيجية تكون

يف وضع أفضل يف التعامل مع الدول األخرى خارج منطقة األطليس؛ من

أجل فتح األسواق الخارجية وتقوية القواعد املنظمة للنظام االقتصادي

العاملي. ومتثل هذه االتفاقية عنرص طأمنة لدول االتحاد األورويب. فكانت

العديد من الدول األوروبية قد أعربت عن مخاوفها وقلقها من أن اتجاه

واشنطن إلعادة التوازن اإلسرتاتيجي مع آسيا قد يتم ترجمته، عىل نحو

بأوروبا والتزامها عالقات املتحدة الواليات تقليل يف اهتامم فعيل، إىل

متينة معها. ومن ثم، فإن خلق سوق أمريكية - أوروبية تضم أكرث من

وضع والتزام الثالث، البلطيق دول إىل هاواي من نسمة 9)8 مليون

قيم ومعايري غربية موحدة للتجارة العاملية، ميثالن ضامنة قوية ألوروبا

بأنها ستظل رشيكا مهام لواشنطن، وأنه لن يتم تهميش دورها يف النظام

االقتصادي العاملي الجديد. ومن هذا املنطلق، تم النظر إىل هذه االتفاقية

عىل أنها عنرص مهم وجديد يف الرشاكة اإلسرتاتيجية عرب األطلسية، وحلف

ناتو اقتصادي جديد يضع القيم االقتصادية العاملية للنظام الدويل(36).

35 Eliasson, p. 1(6.

36 Hamilton, p. 86.



ويتمثل الدافع األورويب الثالث بتوفري مصدر دائم ومستمر للطاقة.

وتشري التقديرات األمريكية إىل أن الدول األعضاء يف االتفاقيتني ستحصل

التي املكاسب من أعىل متوقعة، وتجارية اقتصادية مكاسب عىل

كانت ستحصل عليها يف جولة الدوحة تحت مظلة منظمة التجارة

الدولية. ودفع صعود الواليات املتحدة كقوة كربى يف مجال الطاقة

جعل إىل العامل، يف والغاز للطاقة مصدر كأكرب ووضعها والبرتول،

الدول األوروبية واآلسيوية والباسيفيكية تنظر إىل واشنطن كمصدر

جديد للطاقة، وهو ما مثل دافعا قويا لدى هذه الدول للتفاوض يف

هاتني االتفاقيتني مع الواليات املتحدة؛ ألن زيادة قيمة التجارة عرب

األطلسية والباسيفيكية يف مجال الطاقة سيحقق مكاسب اقتصادية

كبرية للدول األطراف يف هاتني االتفاقيتني(37). وأدى ضم روسيا لشبة

جزيرة القرم إىل تدهور العالقة بني الدميقراطيات الغربية من ناحية،

إضافيا جيوسرتاتيجيا عامال ما مثل وهو أخرى، ناحية من وروسيا

مفاوضات يف األورويب واالتحاد املتحدة الواليات من كل لدخول

جدية حول هذه االتفاقية(38).

الصعوبات التي تواجه إقرار االتفاقية: الداخل األوروبي

واألميركي والقضايا الخالفيةتم مرشوع أنها عىل املذكورة االتفاقية إىل النظر يتم أن ميكن ال

االتفاق عليه بالفعل، بل يجب النظر إليها عىل أنها مازالت عملية

يف طور التشكل؛ وذلك بالنظر إىل املعارضة القوية التي تواجهها تلك

الداخل األمرييك، أو الداخل األورويب، االتفاقية، سواء كان ذلك من

بنودها. يف املتفاوضني الطرفني بني الجوهرية االختالفات من أو

وميكن تفصيل ذلك كام ييل:

املدين، املجتمع معارضة متثل األورويب، بالداخل يتعلق يف ما

األورويب، اليسار يف السياسية األحزاب وبعض العامل، واتحادات

أول عقبة كربى يف سبيل إبرام تلك االتفاقية؛ والدليل عىل ذلك أن

املنظامت تلك رفض ضغوط تحت اضطرت، األوروبية املفوضية

قد وضعته كانت الذي املفاوضات إىل كرس طوق رسية لالتفاقية،

املدين املجتمع منظامت معارضة وانصبت لنجاحها. كرشط سابقا

واتحادات العامل يف أوروبا عىل بندين رئيسني يف االتفاقية.

37 Ibid., p. 83.

38 Pitschas, p. ((6.

واالجتامعية البيئية املعايري مستوى بخفض يتعلق األول فالبند

يعنى ما وهو األورويب، واالتحاد املتحدة الواليات بني التجارة يف

احتاملية وجود تأثريات سلبية يف العاملة األوروبية وكذلك يف جودة

يف نظرياتها من أعىل بيئية معايري تتطلب التي األوروبية السلع

الواليات املتحدة، وهو أمر يدل عىل وجود مخاوف مجتمعية عىل

جودة الحياة األوروبية يف حال إبرام تلك االتفاقية ببنودها الحالية.

كام أن الواليات املتحدة، عىل النقيض من االتحاد األورويب، مل تصدق

منظمة مظلة تحت إبرامها تم التي االتفاقيات من كبريا عددا

العمل الدولية، بخاصة االتفاقيات التي تتعلق بحرية التجمع وحق

النقابات وتطالب األموال. رؤوس أصحاب مع التفاوض يف العامل

تصديق خالل من املتفاوضة األطراف بالتزام العاملية واالتحادات

العامل اتحاد رأى ال الحرص، املثال، سبيل فعىل االتفاقيات. هذه

العامل االتفاقية متثل خطرا حقيقيا عىل حقوق أن هذه الربيطاين

األوروبيني املكتسبة وعىل حقوقهم االجتامعية؛ ألنه قد يتم تقليلها

ليك تصل إىل املستوى األمرييك الذي هو أقل من املستوى األورويب(39).

أما البند الثاين الذي انصب عليه اهتامم معارضة منظامت املجتمع

املدين واتحادات العامل يف أوروبا، فهو متعلق بآلية تسوية املنازعات

بني الدولة واملستثمر؛ إذ أصبح النص املقرتح بشأن إدراج آلية لحامية

يسمح ألنه أوروبــا؛ يف كربى جدلية قضية االتفاقية يف املستثمر

االتفاقية لنصوص انتهاك أي حال يف للقوميات، العابرة للرشكات

محاكم أمام الوطنية الدولة مبقاضاة واملستثمر، الدولة بني املربمة

ووظيفتها. الوطنية املحاكم دور بذلك متخطية مستقلة، دولية

وبحسب ناشطني يف املجتمع املدين يف أوروبا، بخاصة يف أملانيا، فإن

إدراج تلك اآللية يف االتفاقية من شأنه أن يسمح للرشكات العابرة

الحكومات من تصدر التي السياسية القرارات بتحدي للقوميات

بسبب للتهديد، املتوقعة مكاسبها تعرض حال يف األوروبــيــة،

اإلجراءات الحكومية يف داخل تلك الدول(0)).

العابرة الرشكات مقاضاة إمكانية لالتفاقية املعارضون يخىش وال

للقوميات للحكومات الوطنية فحسب، بل يخشون أيضا أن تضطر

الحكومات األوروبية إىل تقليل الرشوط واملعايري البيئية واالجتامعية

الرشكات جهة من مقاضاتها تجنب أجل من القواعد؛ من وغريها

تلك إدراج يعنى ذلك، عالوة عىل املستقبل(1)). يف الكربى العاملية

39 Serfati, pp. (( - (6.

40 Hayes, p .117.

41 Sacha Dierckx, ''European Unions and the Repoliticization of Transnational Capital: Labor's Stance Regarding the Financial Transaction Tax (FTT), the Transatlantic Trade and Investment Partnership (TTIP), and the Comprehensive Economic and Trade Agreement (CETA),'' Labor History, vol. 56, no. 3 ((015), p. 335.

العدد 20


عىل ومتزايد مطرد نحو عىل سيسطر الخاص القطاع أن اآللية مجاالت القطاع العام يف عملية ممنهجة؛ لخصخصة السلع التي كان والقطاعات الفكرية)، امللكية حقوق (مثل عامة سلعا عدها يتم يعنى ما وهو والتعليم)، والصحة الدفاع (مثل الدولة يف العامة العابرة الرشكات من املستثمرين إىل القطاعات هذه ملكية نقل للقوميات. مبعنى آخر، ستؤدي هذه االتفاقية، وفقا ملنظور منظامت الدولة مؤسسات العدالة وستضعف إىل خصخصة املدين، املجتمع اتخاذ يف السيادة ذات الــدول حق عىل وستقىض الدميقراطية، سياسات سيادية؛ مثل تأميم األصول القومية للدولة، وعدم القدرة مع تتعارض وبيئية وصحية اجتامعية وطنية ترشيعات تبني عىل العابرة للقوميات())). لهذا األسباب مجتمعة، ترى مصالح الرشكات منظامت املجتمع املدين واتحادات العامل األوروبية أن تلك اآللية األموال رؤوس وأصحاب الكربى الرشكات ملصالح األفضلية تعطي وتهدد، عىل األوروبيني للمواطنني االجتامعية املصالح عىل حساب نحو مبارش، مستوى معيشة املواطن األورويب؛ من خالل قبوله مبعايري

أقل سواء كان ذلك متعلقا بالسلع أو باألغذية األوروبية(3)).

ويف بداية عام )01)، تم تدشني تحالف من عدد كبري من منظامت االتفاقية تحت مسمى العامل ضد هذه املدين واتحادات املجتمع Stop TTIP حملة أوقفوا الرشاكة عرب األطلسية للتجارة واالستثامر)حق مبادرة فتح األوروبية املفوضية رفض وبعد .(Campaignضد الحملة لتلك EU Citizenship Initaitive األورويب املواطن اإلنرتنت عرب التامسا الحملة دشنت عام )01)، بداية يف االتفاقية لوقف املفاوضات األمريكية - األوروبية حول هذه االتفاقية. وبحلول ألف مليون وستمئة االلتامس عىل مارس 015)، حصل هذا آذار/ توقيع من املواطنني يف دول االتحاد األورويب())). مبعنى آخر، أصبحت منظامت إىل بالنسبة واالنتقادات املخاوف أكرب متثل اآللية تلك املجتمع املدين يف أوروبا؛ إذ ينظر إليها بوصفها متثل هجوما مبارشا عىل قيم الدميقراطية وحكم القانون يف دول االتحاد األورويب. وقد أدت الحملة الشعبية األوروبية املعارضة لالتفاقية بصفة عامة وآللية مطالبة إىل خاصة، بصفة واملستثمر، الدولة بني املنازعات تسوية حول شفافية مببادرة األوروبية واملفوضية األوروبية الدول بعض

42 Serfati, p. ((.

43 Michael Strange, ''Power in Global Trade Governance: Is the EU a Unitary Actor, a Tool for Dominance, or a Site of Contestation? GATS and the TTIP Negotiations,'' International Journal of Public Administration, vol. 38 ((015), p. 891.

44 مبادرة حق املواطن األورويب هي مبادرة تم التنصيص عليها يف اتفاقية لشبونة 009)، وهي تعطى الحق للمواطن األورويب العادي، يف حال استطاعته تجميع أكرث من مليون توقيع من 7 دول أوروبية عىل األقل، أن يطلب من املفوضية األوروبية أن تقدم مقرتحا ترشيعيا يف داخل املؤسسات األوروبية ليك يتحول املقرتح يف النهاية إىل قانون أورويب. ومتثل الهدف الرئيس من هذه املبادرة بسد الفجوة بني مؤسسات االتحاد األورويب من جانب، واملواطن

األورويب من جانب آخر، وإعطاء وجه أكرث دميقراطية لالتحاد األورويب.

آلية تسوية املنازعات يف االتفاقية. ويف 1) كانون الثاين/ يناير )01)،

أعلنت املفوضية األوروبية أنها ستدشن مشاورات عامة عرب اإلنرتنت

املنازعات بني Online Public Consultations حول آلية تسوية

املواطنني آراء إىل التعرف أجل من االتفاقية؛ يف واملستثمر الدولة

هو اآللية تلك من الهدف أن أيضا وأعلنت تجاهها، األوروبيني

تحقيق نوع من التوازن الدقيق بني حامية املستثمر من جهة، وإيجاد

ضامنات لحقوق الدولة القومية وقدرتها عىل تنظيم الترشيعات التي

تحقق مصالحها العامة من جهة أخرى(5)).

توجهات هناك نفسها، األورويب االتحاد حكومات مستوى وعىل

مختلفة نحو هذه اآللية. ففي حني تدعم الحكومة الربيطانية بشدة

إدراج هذه اآللية عىل أساس أنها ستكون أداة مهمة يف تقليل تدخل

للقوميات العابرة الرشكات أعامل يف الوطنية والحكومات الدول

ومصالحها، مبا يساهم يف تنشيط أعاملها وزيادة أرباحها كثريا يف تلك

الدول، نجد يف أملانيا أن هناك انقساما بني الرشكات األملانية الكربى

الكياموية) السيارات والصناعات بقوة (مثل رشكات لآللية املؤيدة

لديهام والتي لها، الرافضة والصغرية املتوسطة األملانية والرشكات

مخاوف من تغول الرشكات الكربى العابرة للقوميات عىل مصالحها،

ومن تحايلها والتفافها عىل الترشيعات الوطنية والقضاء الوطني.

ويف فرنسا، عربت الحكومة الفرنسية عن رفضها املبديئ آللية تسوية

الفرنسية الرشكات أيدتها واملستثمر، يف حني الدولة بني املنازعات

الكربى بقوة. ويف النهاية، تراجعت كل من أملانيا وفرنسا عن رفضهام

برشط معدلة، آلية لقبول مستعدتني وأصبحتا اآللية لتلك املبديئ

تهدئة املخاوف الداخلية لدى املواطنني األملان والفرنسيني تجاهها(6)).

مرتفعة معارضة معدالت بوجود متمثال التحدي يظل ذلك، ومع

مدى عن األملان الخرباء ويتساءل وفرنسا، أملانيا يف لالتفاقية جدا

اتساق تلك االتفاقية، أو توافقها، مع الدستور االتحادي األملاين. ويف

األوروبية املفاوضات استمرار ملصلحة األورويب الربملان حني صوت

فرنسا بخروجها االتفاقية، هددت املتحدة حول هذه الواليات مع

الكربى خروجا كامال منها؛ ألنها تعطي األفضلية للرشكات األمريكية

عىل حساب الحكومات األوروبية(7)).

45 Matthias Bauer, ''Campaign-Triggered Mass Collaboration in the EU's Online Consultations: the ISDS-in-TTIP Case,'' Willned Martens Centre for European Studies, Springer, European View ((015), pp. 1((-1(5, accessed on 11/5/(016, at:http://download.springer.com/static/pdf

46 Serfati, p. (5.

47 Neroth.



من الرئيسة، االنتقادات تتمثل األمرييك، بالداخل يتعلق ما ويف

منظامت مجتمع مدين واتحادات العامل لهذه االتفاقية، بأنها تسلم

وتقويتها متكينها يتم دولية محاكم إىل األمريكية الوطنية السيادة

القومية للدولة والقوانني واملؤسسات األمرييك الدستور لتتخطى

واملحلية. فقد أشارت الوثائق املرسبة من املفاوضات بني املفوضية

أنها إىل االتفاقية، هذه حول األمريكية، التجارة ومفوض األوروبية

القوانني من للقوميات العابرة األجنبية الرشكات تعفي سوف

هذه بني نزاع أو خالف أي حل ستضع وأنها األمريكية، والقواعد

الرشكات الكربى والحكومة األمريكية يف يد محاكم دولية خاصة.

األمرييك للدستور تهديدا متثل أنها االتفاقية لتلك املعارضون ويرى

ومتثل، يف الوقت نفسه، رضبة قاصمة للرشكات األمريكية يف الداخل

األمرييك التي مل تنضم إىل هذه االتفاقية؛ ألنها ستلتزم القواعد األمريكية

والرضائب األمريكية التي سيتم إعفاء الرشكات العابرة للقوميات منها،

وفقا لبنود االتفاقية. إضافة إىل ذلك، يرى املعارضون لالتفاقية أنها

عبارة عن اتفاق تم يف رسية تامة بني إدارة أوباما واملفوضية األوروبية،

وتم استبعاد الكونجرس األمرييك منه؛ وذلك مبخالفة الدستور األمرييك

الذي يعطي للكونجرس، وليس للرئيس األمرييك، الحق يف تنظيم أمور

التجارة الخارجية مع األطراف األخرى يف العامل(8)). عالوة عىل ذلك،

تتخوف بعض اتحادات العامل األمريكية من التأثريات السلبية لتلك

الرشاكة يف حقوقها ووظائفها. ففي ما يتعلق بنتائج اتفاقية التجارة

عىل القامئون توقع ،NAFTA الالتينية أمريكا مع األمريكية الحرة

االتفاقية آنذاك أن تؤدي إىل زيادة فرص العمل يف الواليات املتحدة

إىل 00) ألف فرصة عمل يف خالل عامني، إال أنه يف الواقع العميل

كلفت "النافتا" الواليات املتحدة خسارة 700 ألف وظيفية أمريكية،

وتحول الفائض األمرييك يف التجارة مع املكسيك إىل عجز تجاري(9)).

وعىل النقيض من معظم الدول األخرى، مينح النظام السيايس األمرييك

القرار السيايس النهايئ إلبرام هذه االتفاقية للكونجرس األمرييك الذي

له السلطة النهائية (التصويتية) عىل أي اتفاقية تتفاوض فيها اإلدارة

ترشين منتصف منذ أوباما إدارة حاولت السبب، ولهذا األمريكية.

عىل األمرييك الكونجرس من للحصول التحرك (01( نوفمرب الثاين/

قانون تطوير التجارة Trade Promotion Authority من أجل دعم

األطلسية عرب والرشاكة األطلسية - الباسيفيكية الرشاكة اتفاقيتي

للتجارة واالستثامر. ومن غري املتوقع أن يتم التوصل إىل اتفاق نهايئ

الكونجرس يف الرصاع أن يعنى ما وهو ،(016 عام منتصف قبل

األمرييك حول هذه االتفاقية سينتقل إىل اإلدارة األمريكية التي ستأيت

48 Jasper, pp. 10 - 11.

49 Serfati, p. ((.

بعد إدارة أوباما(50). ويتمثل التحدي األكرب إلدارة أوباما يف حال متكنها )؛ ألنه (Fast - Track املسار الرسيع) من تأمني قانون تطوير التجارةبهذا املسار سيكون عىل الكونجرس أن يوافق عىل االتفاق كله، وليس ا أو بندا ويرتك النص أو البند اآلخر. فمن دون هذا له أن يختار نصاملسار الرسيع، لن يتم تصديق هذه االتفاقية ودخولها حيز التنفيذ

يف الواليات املتحدة(51).

األوروبية واألمريكية، الحكومات الخالفية بني بالقضايا يتعلق ويف ما

متثل قضية املشرتيات الحكومية Public Procurement أكرث القضايا

األوروبية املفوضية بني املفاوضات أجندة اإلطالق يف حساسية عىل

والواليات املتحدة. فمن وجهة نظر االتحاد األورويب، وضعت الواليات

املتحدة عوائق كثرية متنع الرشكات األجنبية من إمكانية الدخول إىل

السلع والخدمات العامة األمريكية (املشرتيات الحكومية األمريكية). ويف

األوروبية مفتوحة للرشكات الحكومية املشرتيات أن 85% من حني

األمريكية للدخول إليها، فإن )3% من املشرتيات الحكومية األمريكية

فقط مفتوحة للرشكات األوروبية؛ ألن الواليات املتحدة تضع قوانني

الرشكات حساب عىل األمريكية الرشكات ملصلحة تفضيلية وطنية

السلع والخدمات ثم، تظل قضية فتح سوق األخرى. ومن األجنبية

العامة محور خالف رئيس بني كل من املفوضية األوروبية والواليات

املتحدة يف املفاوضات الحالية إلبرام تلك االتفاقية.

األمرييك الجانبني بني املفاوضات يف األخرى الجدلية القضية أما

ووفقا .Finacial Sector املايل القطاع بقضية فتتمثل واألورويب،

للرؤية األمريكية، فإن القطاع املايل يف الواليات املتحدة لديه قواعد

ويف األوروبية. الدول يف نظرياتها من أفضل وإجرائية تنظيمية

املقابل، ووفقا للرؤية األوروبية، وضعت الواليات املتحدة عددا من

الترشيعات والقوانني يف قطاعها املايل، وقد خلقت بدورها صعوبات

50 Claude Barfield, ''the Political Economy of TTIP: the View from the United States,'' Paper Presented at the Political Economy of TTIP: Origins, Evolution, and Implications, UC Berkeley, 11/(/(015, pp. (-6.

51 Hayes, p. 115.

العدد 20


وعربت األمريكية. السوق يف األوروبية املالية الرشكات وجود عىل

الشديدة مخاوفها عن واألملانية والفرنسية الربيطانية الحكومات

التي متيز املايل، وهي القطاع األمريكية يف والقوانني املامرسات من

ولهذه األجنبية()5). الرشكات باقي حساب عىل األمريكية الرشكات

األسباب مجتمعة (ضغوط الداخل األورويب، وضغوط الداخل األمرييك

إعانات مثل جدلية؛ قضايا يف املتفاوضة األطراف بني والخالفات

الزراعة، والحامية، والصحة، والسياسات التنافسية، وقطاع الخدمات،

واألغذية املعدلة وراثيا، والرشوط البيئية)، تم تخطى املوعد النهايئ

الذي كان محددا إلبرام االتفاقية يف نهاية عام )01) (53).

خاتمةتوصلت الدراسة إىل أربعة استنتاجات كربى يف ما يتعلق بالرشاكة عرب

األطلسية للتجارة واالستثامر، وهي عىل النحو التايل:

كبرية، اقتصادية مكاسب يحقق االتفاق بأن األول االستنتاج يتمثل سواء كان ذلك يف خلق الوظائف أو يف زيادة معدالت النمو يف كل من االتفاق يتخطى ذلك أن هذا إال املتحدة واالتحاد األورويب. الواليات الهدف إىل أهدف إسرتاتيجية كربى. فالهدف األول يتمثل بخلق سوق تجارية عرب أطلسية تضع املعايري الدولية للتجارة واالستثامر يف العامل من خالل خلق معايري عرب أطلسية تعمل كنموذج يحتذى به يف باقي أنحاء العامل. مبعنى آخر، يتمثل األمر مبحاولة وضع معايري وقواعد عاملية (ذهبية) للتجارة الدولية تكون الواليات املتحدة وحلفاؤها يف أوروبا وآسيا يف قلبها. أما الهدف الثاين، فيتجسد يف متكني الواليات املتحدة وحلفائها ورشكائها من البقاء يف وضع متفوق عىل الصني يف السنوات الثالث بقيام كل من االتحاد األورويب املقبلة. يف حني يتعلق الهدف والواليات املتحدة باتخاذ زمام املبادرة من أجل إعادة ترتيب النظام االقتصادي العاملي، وفقا ملصالحهام، عىل نحو يؤدي يف النهاية إىل زيادة

الوظائف ومعدالت النمو عىل جانبي األطليس.

أما االستنتاج الثاين، فيتمثل بحقيقة أن الداخل األورويب واألمرييك هو املحدد األكرث أهمية يف التوصل إىل اتفاق من عدمه. فالتوصل إىل اتفاق شامل بني الواليات املتحدة واالتحاد األورويب قد يكون ممكنا إذا توافرت اإلرادة السياسية للتوصل إىل حلول وسطى بني الجانبني. وعىل الجانب األمرييك، سيتطلب تصديق االتفاق أن تحصل إدارة أوباما عىل سلطة املسار الرسيع مبا يخوله موافقة الكونجرس األمرييك عىل االتفاق. وعىل

52 Serfati, pp. (8 - 30.

53 Jagdish Bhagwati & Pravin Krishna & Arvind Panagariya, ''Where the World Trade System Heading,'' in Power Shifts, p. 31.

الجانب األورويب، سيكون عليه أن يحاول التغلب عىل املناخ املسمم الذي خلقته مخاوف املجتمع املدين األورويب من جهة أن الرشاكة عرب األطلسية ستكون يف مصلحة الرشكات الكربى العابرة للقوميات فقط، وإال سوف يؤثر ذلك يف موقف الربملان األورويب الذي أصبحت موافقته عىل االتفاقية رضورة ملحة. ويتطلب ذلك وجود قيادة أوروبية قوية متثل لن الرشاكة تلك بأن األورويب املدين للمجتمع تطمينات تقدم تهديدا للطريقة األوروبية يف الحياة، سواء كان ذلك من خالل التخيل عن آلية تسوية املنازعات بني الدولة واملستثمر، أو تعديلها ليك تضمن

عدم تأثر العامل وجودة الحياة يف أوروبا بها.

أما االستنتاج الثالث، فيتمثل بأن عالقات باقي دول العامل التجارية مع كل من الواليات املتحدة واالتحاد األورويب ستتأثر بعد هذا االتفاق؛ ألنها ستكون وفقا ملعايري وقواعد تنظيمية جديدة سيتم التوافق فيها بني واشنطن وبروكسيل. وتتعامل اتفاقيتا الرشاكة الباسيفيكية - األطلسية والرشاكة عرب األطلسية للتجارة واالستثامر مع الدول الصاعدة اقتصاديا يف العامل. فسواء اختارت تلك الدول تحدي النظام االقتصادي العاملي اتفاق ذلك سيعتمد عىل مدى فإن معه، التوافق اختارت أو القائم الدول الداخلة يف هاتني االتفاقيتني عىل القواعد املنظمة للتجارة العاملية يف املستقبل. فهناك مخاوف بني خرباء العالقات الدولية مفادها أنه كلام تشددت الواليات املتحدة واالتحاد األورويب يف وضع تلك القواعد العاملية للتجارة مبا يخدم مصالحهام فقط، كانت رغبة الدول الصاعدة اقتصاديا أقل يف اللعب وفقا للقواعد الغربية. ومن هذا املنطلق، قد تؤدي تلك بني االنقسامات زيادة إىل واالستثامر للتجارة األطلسية عرب الرشاكة

الغرب والدول والقوى الصاعدة اقتصاديا يف العامل.

العاملية التجارة منظمة مبصري فيتعلق واألخري، الرابع االستنتاج أما نفسها، إن تم إبرام هذا االتفاق. ففي حال استمرار إخفاق جولة الدوحة للمفاوضات املتعددة األطراف يف فتح األسواق أمام الرشكات العاملية الكربى، فإن اتفاقيات التجارة الثنائية التفضيلية بني الدول ستظل هي العنرص الحاكم لتوجهات التجارة العاملية يف املستقبل املنظور. ويف حال نجاح جهد الواليات املتحدة يف إبرام الرشاكة األطلسية - الباسيفيكية والرشاكة عرب األطلسية للتجارة واالستثامر، فستقل رغبتها ومصلحتها يف منظمة التجارة الدولية، إىل درجة كبرية، وهو ما يعنى تحول هذه املنظمة العاملية إىل مؤسسة ذات مكانة ثانوية يف نظام التجارة الدولية الجديد الذي هو يف طور التشكل، ومتثل هذه االتفاقية محاولة من جهة كل من الواليات املتحدة واالتحاد األورويب للتحكم يف قواعده ومعايريه

وقوانينه املستقبلية.




العربيةمطاوع، محمد. ''إسرتاتيجية األمن القومى األمريك (015)): املؤرشات الكربى الجديدة ومالمح التغري''، سياسات عربية، العدد 15 (متوز/

يوليو 015)).

األجنبية Bauer, Matthias. ''Campaign-Triggered Mass Collaboration in the EU's Online Consultations: the ISDS-in-TTIP

Case,'' Willned Martens Centre for European Studies, Springer, European View ((015).

Breuss, Fritz. European Union in the Globalized World, Switzerland: Springer International Publishing, (015.

Claude Barfield, ''the Political Economy of TTIP: the View from the United States,'' Paper Presented at the Political

Economy of TTIP: Origins, Evolution, and Implications, UC Berkeley, 11/(/(015.

Dierckx, Sacha. ''European Unions and the Repoliticization of Transnational Capital: Labor's Stance Regarding

the Financial Transaction Tax (FTT), the Transatlantic Trade and Investment Partnership (TTIP), and the

Comprehensive Economic and Trade Agreement (CETA),'' Labor History, vol. 56, no. 3 ((015).

Eliasson, Leif John. ''Problems, Progress and Prognosis in Trade and Investment Negotiations: The Transatlantic

Free Trade and Investment Partnership,'' Journal of Transatlantic Studies, vol. 1(, no. ( ((01().

Fallon, Theresa. ''China's Pivot to Europe,'' American Foreign Policy Interest, vol. 36, no. 3 ((01().

Hamilton, Daniel S. ''America's Mega-Regional Trade Diplomacy: Comparing TPP and TTIP,'' The International

Spectator, vol. (9, no.1 (March (01().

Hayes, Eric. ''TTIP: Transatlantic Free Trade at Last?,'' Global Affairs, no. ( ((015).

Herrmann, Christoph et al. (eds.), Trade Policy between Diplomacy and Scholarship, Switzerland: Springer, (015.

Michael Strange, ''Power in Global Trade Governance: Is the EU a Unitary Actor, a Tool for Dominance, or a Site

of Contestation? GATS and the TTIP Negotiations,'' International Journal of Public Administration, vol. 38 ((015).

Power Shifts and New Blocs in the Global Trading System, Adelphi Series, London: Routledge Taylor and Francis

Group, (01(.

Serfati, Claude. ''The Transatlantic Bloc of States and the Political Economy of the Transatlantic Trade and

Investment Partnership,'' Work Organization, Labour & Globalization, vol. 9, no.1.

*Alaa Abdelhafiz Mohammed | عالء عبد الحفيظ محمد

أزمة الالجئين في العالم العربي وتداعياتها الداخلية واإلقليميةThe Refugee Crisis in the Arab World: Internal and External Outcomes

6060

* أستاذ العلوم السياسية، كلية التجارة، جامعة أسيوط* Associate Professor of Political Science, Faculty of Commerce, Assiut University

تناقش هذه الورقة تفاقم أزمة الالجئين في أعقاب الثورات الشعبية التي حدثت في بعض الــدول العربيــة، إذ حدثت عمليات نزوح واســعة مــن الدول التي تطورت فيهــا الثورات إلى ما يشــبه الحــرب األهليــة، مثل الحالة الســورية. تناقــش الورقة قضيــة الالجئيــن بوصفها قضية إنســانية، إلــى جانــب كونهــا قضيــة سياســية لهــا تداعيــات داخليــة فــي الــدول المســتقبلة لالجئيــن، وتداعيــات إقليمية على العالقــات بين الدول العربية، وبينها وبيــن الدول اإلقليمية المجاورة. يبدأ البحث بإطار نظري حول حقوق الالجئين في القانون الدولي، من خالل عرض أهــم االتفاقيــات الدوليــة الخاصــة بالالجئيــن، والمنظمــات الدولية المتخصصة في شــؤون الالجئيــن، ثــم توضيــح أبــرز تدفقــات الالجئيــن التــي شــهدتها الــدول العربية خالل الســنوات الخمــس األخيــرة؛ وذلك بهــدف توضيح حجم المشــكلة وتأثيراتهــا في الــدول المضيفة، مع التركيــز علــى أكثر الــدول العربية تأثرا بمشــكلة الالجئين. كما تحلل الدراســة أهم التداعيات الداخلية واإلقليمية لتدفقات الالجئين، وتســتعرض أهم المشــكالت التي يعانيها الالجئون في الدول العربية، وأخيرا، تقدم الدراسة توصيات لحل مشكالت الالجئين في الدول العربية.

كلمات مفتاحية: الالجئون في العالم العربي - القانون الدولي اإلنساني

This paper discusses the escalation of the refugee crisis following the revolutions of the Arab Spring, which triggered a mass exodus of people fleeing the countries witnessing revolution, including Syria. The paper illustrates how the refugee crisis has a humanitarian, as well as a political dimension with both internal and regional effects. The analysis begins with a theoretical framework discussing refugee rights in international law, as well as the treaties and the organizations that are specialized in refugee issues. The paper also discusses the flow of refugees, the scope of the problem, and its effects on the host countries. The author analyses the most important internal and external outcomes of the flow of refugees and the challenges that are faced by refugees in some Arab countries. Finally, he provides recommendations on how to deal with the refugee crisis in the Arab world

Keywords: Refugees in Arab World – Internationl Hummanitarian Low



مقدمةالتطورات الالجئني منذ فرتة طويلة يف ظل أزمة العريب العامل عاىن

التي شهدتها القضية الفلسطينية والرصاع العريب – اإلرسائييل. وقد

الثورات أعقاب يف األزمة تفاقم األخرية الخمس السنوات شهدت

عمليات إذ حدثت العربية؛ الدول بعض التي حدثت يف الشعبية

يشبه ما إىل الثورات فيها تطورت التي الدول من واسعة نزوح

الحرب األهلية مثل الحالة السورية. ويقدر عدد الالجئني السوريني

الذين العربية حاليا بنحو أربعة ماليني الجئ، إضافة إىل الدول يف

تركوا منازلهم ونزحوا إىل مناطق أخرى داخل سورية، وهو ما ميثل

أكرب عدد من الالجئني منذ الحرب العاملية الثانية، ومن ثم، فسوف

تكون النتائج طويلة األمد لهذه األزمة كبرية. وإىل جانب كون قضية

التي الالجئني حقوق لحفظ أهمية ومثة إنسانية، قضية الالجئني

إيقاف أجل فمن أيضا؛ سياسية قضية فإنها الدويل، القانون أقرها

يف السياسية واألزمات الحروب إيقاف من بد ال الالجئني، تدفق

سورية ويف غريها من الدول العربية كالعراق واليمن وليبيا.

لالجئني، املستقبلة الدول يف داخلية تداعيات الالجئني ملشكلة إن

وكذلك تداعيات إقليمية عىل العالقات بني الدول العربية، وبينها وبني

الدول اإلقليمية املجاورة مثل تركيا؛ وذلك بسبب التشابكات العرقية

والدينية والقبلية املوجودة. وتهدف هذه الدراسة، إىل جانب توضيح

تلك التداعيات الداخلية واإلقليمية، إىل تحديد أهم املشكالت التي

يعانيها الالجئون يف الدول العربية املضيفة، ومدى إمكانية حل تلك

املشكالت بالشكل الذي يضمن حقوق الالجئني التي يحميها القانون

الدويل، مع مراعاة الظروف السياسية واالقتصادية واالجتامعية التي

متر بها الدول العربية املضيفة لالجئني.

أوال. حقوق الالجئين في القانون الدولي

كان من بني عنارص املناخ الدويل الجديد الذي رافق انتهاء الحرب

الباردة، بروز كثري من القضايا املهمة التي حظيت باهتامم أدبيات

تلك بني التقليدية. ومن االهتاممات إطار الدولية خارج العالقات

مناطق من العديد يف واملهجرين الالجئني مشكلة تفاقم القضايا

العامل(1). كام اهتمت أدبيات القانون الدويل خالل العقدين املاضيني

بقضية الالجئني، حتى إن القانون الدويل لالجئني أصبح فرعا جديدا

1 إسامعيل صربي مقلد، العالقات السياسية الدولية: النظرية والواقع (أسيوط: جامعة أسيوط، 009))، ص 11.

متميزا للقانون الدويل العام()). ويشري ما سبق إىل وجود صلة وثيقة

بني القانون والسياسة يف املجال الدويل؛ فاألعامل السياسية هي التي

تشكل املامرسات التي تحدد العمل املستقبيل للقانون الدويل. كام

يتم استخدام القانون الدويل ذاته كمصدر لالحتكام إليه يف الخالفات

السياسية، حتى إن بعضهم ينتقد تقديم الجامعات مقررات دراسية

منفصلة يف كل من العالقات الدولية والقانون الدويل، وكأن كال منهام

ميثل ظاهرة منفصلة أو منعزلة(3).

باهتامم الدويل النطاق عىل الالجئني دراسة مشكالت كام حظيت

املتعلقة الدراسات إن إذ العامة، السياسات تحليل يف املتخصصني

بتحليل السياسات العامة مل تعد تقترص عىل البيئة الداخلية للنظام

صنع عملية يف وأثره الخارجي بالبعد االهتامم وتزايد السيايس،

تحتل عاملية العامة. وأصبحت هناك قضايا ذات صبغة السياسات

الالجئني، بينها قضية الدول، من العامة ملختلف السياسات أجندة

Global Public) حتى أضحى هناك ما يسمى سياسات عامة عاملية

بحقوق املعنية الدولية املنظامت تستخدم ما وغالبا .(()(Policy

الالجئني يف مختلف أنحاء العامل النهج القائم عىل الحقوق يف دراسة

السياسات العامة املتعلقة بالالجئني، بهدف التعرف إىل أوجه القصور

يف تلك السياسات، واقرتاح سبل تحسينها، بحيث تتم مراعاة حقوق

السياسية األطر وتحديد السياسات، صنع يف بداية كنقطة الالجئ

املحلية واإلقليمية والدولية ذات التأثري يف املهاجرين(5).

تعني كلمة اللجوء (Asylum)، وهي كلمة التينية من أصل يوناين

(Asylon)؛ أي اليشء غري القابل لألرس، أو املكان الذي ميكن للفرد

مقدسا املكان هذا يكون وقد الحامية، طلب بهدف إليه اللجوء

املرصية املجلة املسلحة"، النزاعات يف للبيئة الدولية "الحامية الونيس، عبد 2 أحمد للقانون الدويل، العدد )5 (1996)، ص 5.

3 A. Reidy, On the Philosophy of Law (Tennessee: Cengage Learning, (006), pp. 3-5.

العامة يف الوطن العريب (القاهرة: تحليل السياسات 4 سلوى شعراوي جمعة (محرر)، جامعة القاهرة، مركز بحوث واستشارات اإلدارة العامة، )00))، ص 35.

5 عادل عازر، مبادئ النهج الحقوقي يف كفالة حقوق الطفل (القاهرة: املجلس العريب للطفولة والتنمية، 011))، ص 3.

العدد 20


كاملعبد أو الكنيسة، إذ درج األفراد يف املايض عىل اللجوء إىل هذه فيه تتم الذي املكان به يقصد قد أو املالحقة، من هربا األماكن ويطلق عقليا(6). املرىض أو األيتام أو املسنني باألشخاص العناية مصطلح اللجوء يف الوقت الحايل عىل هروب األشخاص وبحثهم عن الخارجي، العدوان أو االحتالل أو األهلية، الحروب بسبب ملجأ ويحدث اللجوء كنتيجة للخرق السافر لحقوق اإلنسان؛ أو الخوف من االضطهاد بسبب العرق أو الجنس أو الدين أو الرأي، أو الفقر

واملجاعات واألمراض، أو الكوارث الطبيعية، أو فقدان الجنسية.

ولقد صاغت االتفاقية الدولية الخاصة مبركز الالجئني (اتفاقية 1951)، تعريفا ملصطلح الالجئ، ينص عىل أن الالجئ هو "كل شخص يوجد نتيجة ألحداث وقعت قبل 1 كانون الثاين/ يناير 1951 خارج دولة ألسباب الضطهاد التعرض من يربره ما له تخوف بسبب جنسيته ترجع إىل عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتامئه لعضوية فئة اجتامعية ذلك بسبب يريد ال أو قادر غري وهو السياسية، آرائه أو معينة التخوف أن يستظل بحامية دولته، أو كل شخص ال يتمتع بجنسية، ويوجد خارج دولة إقامته املعتادة بسبب تلك الظروف، وال يستطيع

أو ال يرغب بسبب هذا التخوف يف أن يعود إىل تلك الدولة"(7).

االتفاقية عن بعجز هذه املتحدة األمم القانون يف وقد شعر خرباء الرشط تجاوز هذا تم لهذا الزمني، التحديد بسبب مرادها تحقيق يف الربوتوكول الخاص بالالجئني الصادر عن األمم املتحدة عام 1967، ليصبح لفظ الالجئ ينطبق عىل كل من تتوافر فيه الرشوط األخرى من

دون تحديد للفرتة الزمنية، ولكن التعريف مل تجر عليه أية تعديالت.

وترتبط اإلنسان، حقوق عاملية من جزءا الالجئني حقوق تشكل

إن إذ العاملية، اإلنسان بحقوق مبارشة بحقوقهم الالجئني مطالبة

6 رسور طالبي املل، "الحامية الدولية املقررة لالجئني الفلسطينيني"، مركز جيل البحث العلمي، شباط/ فرباير )01)، شوهد يف 016/5/19)، يف:

http://bit.ly/1qaYwDO

7 املادة األوىل من اتفاقية 1951، فقرة ).

حقوقهم محمية مبوجب القانون الدويل، ويجب أن يحصل الالجئون

كبرش عىل حقوق اإلنسان األساسية مبوجب اتفاقيات حقوق اإلنسان

الدولية واإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان. كام يوضح القانون الدويل

الحقوق التي يجب منحها لالجئني مثل الحق يف التعليم والحق يف

الرعاية الصحية وغريها(8).

األفراد ومساعدة لحامية لالجئني الدويل القانون وضع تم وقد

الذين أو للخطر، معرضني ويصبحون دولية حدودا يعربون الذين

القانون ويحظر األصيل. منشئهم بلد يف لالضطهاد ضحايا يقعون

األصيل منشئه بلد إىل لالجئ القرسية العودة لالجئني الــدويل

ويقدم ضامنات بشأن حقوق اإلنسان األساسية أثناء مكوثه يف بلد

1951 لعام الالجئني لشؤون اتفاقية األمم املتحدة وتشكل اللجوء.

النواحي بجميع الخاصة الدولية القواعد تحديد يف الزاوية حجر

التنفيذ يف االتفاقية حيز الالجئني، وقد دخلت الجوهرية يف قضايا

)) نيسان/ أبريل )195 (9).

وتتعرض االتفاقية بقدر كبري من التفصيل لجميع النواحي الجوهرية

بينه املتبادلة الالجئ وااللتزامات تعريف فيها الالجئ، مبا يف حياة

الدويل التزامات املجتمع املضيفة، باإلضافة إىل تحديد الدولة وبني

تجاه الالجئني. وقد أكدت االتفاقية عىل رضورة امتناع الدول املوقعة

غري الوجود أو الدخول بسبب جزاءات، فرض عن االتفاقية عىل

الرشعي، عىل الالجئني القادمني مبارشة من إقليم كانت فيه حياتهم

أو حريتهم مهددة برشط أن يتقدموا من دون إبطاء إىل السلطات

كام الرشعي، غري وجودهم أو دخولهم تربر وجيهة أسبابا مبدين

أكدت االتفاقية امتناع الدول املوقعة عليها عن طرد الالجئ املوجود

أو الوطني باألمن تتعلق إال ألسباب أرضها بصورة غري رشعية عىل

النظام العام، وىف هذه الحالة عليها منحه فرتة زمنية تتيح له اللجوء

اإلنسان حقوق من مجموعة االتفاقية بينت وقد ثالثة. دولة إىل

األساسية التي يجب أن تكون معادلة للحريات التي يتمتع بها الرعايا

األجانب يف بلد ما، ويف حاالت عدة، املمنوحة ملواطني تلك الدولة.

وتتمثل أهم هذه الحقوق يف ما ييل(10):

والحق املنشأ، بلد أو الدين أو العرق بسبب التمييز عدم

األمور من العديد يف املضيفة الدولة مواطني مع يف املساواة

مرص يف الالجئي حقوق األول؟ املقام يف )الالجئي) سألهم من جرابسكا، 8 كاترزينا الالجئني دراسات مركز القاهرة، يف األمريكية الجامعة (القاهرة: ورفاهتهم وسياساتهم

والهجرة القرسية، 006))، ص 5.

9 هشام بشري وإبراهيم عبد ربه، املدخل لدراسة القانون الدويل اإلنساين (القاهرة: املركز القومي لإلصدارات القانونية، )01))، ص 8).

األمم (نيويورك: 1 مج دولية، صكوك مجموعة اإلنسان: حقوق املتحدة، 10 األمــم املتحدة، 1999)، ص 13.



األويل، الرسمي التعليم عىل والحصول التقايض، حق مثل

والضامن االجتامعي، والسكن، والرعاية الصحية.

توفري وحرية الدينية شعائرهم مامرسة حرية الالجئني منح

الرتبية الدينية ألوالدهم.

ملكية والحق يف املكتسبة، والحقوق الشخصية الحياة احرتام

األموال املنقولة وغري املنقولة، وحق االنتامء للجمعيات.

الدولة املضيفة، فتتمثل يف الالجئني تجاه أما يف ما يتعلق بواجبات

اإلرساع يف تسوية أوضاعهم القانونية، واستيفاء جميع الرشوط القانونية

مثلهم مثل الفرد العادي غري الالجئ، واالمتثال لقوانني وأنظمة الدولة

املضيفة، والخضوع للقيود الخاصة بتنقالتهم يف إقليم الدول املتعاقدة.

يرتبط القانون الدويل لالجئني بالقانون الدويل اإلنساين، إذ إن القانون

الدويل اإلنساين الذي يطلق عليه أيضا اسم قانون النزاعات املسلحة

املسلحة وقواتها الدولة عمليات تحدد قانونية مبادئ من يتكون

يف وقت الحرب، وتهدف إىل حامية األشخاص الذين ال يشاركون أو

الذين توقفوا عن االشرتاك يف األعامل العدائية، فضال عن تقييد وسائل

وسبل الحرب(11). وتتمثل الصكوك الرئيسة للقانون الدويل اإلنساين

يف اتفاقيات جنيف األربع املؤرخة يف )1 آب/ أغسطس 9)19 ويف

يونيو1977. ويلتقي حزيران/ 8 يف املؤرخني اإلضافيني بروتوكوليها

عندما طبيعي بشكل الالجئني وقانون اإلنساين الدويل القانون

يكون الحاالت تلك ففي مسلح()1). نزاع إثر لجوء حاالت تحدث

ومنطقيا، نفسه. الوقت يف نزاع وضحايا الجئني األشخاص أولئك

ينبغي أن يكونوا تحت الحامية املزدوجة لقانون الالجئني والقانون

اإلنساين اللذين ينبغي أن يطبقا يف الوقت نفسه، وميكن تطبيقهام

عىل التوايل؛ مام ميثل نوعا من االستمرارية فيام يختص بالحامية(13).

املركز (القاهرة: (0 مفاهيم، سلسلة اإلنساين، الدويل القانون مفهوم سالمة، 11 أمين الدويل للدراسات املستقبلية واإلسرتاتيجية، 006)) ص 8-7.

املسلحة املنازعات املدنيي خالل اإلنساين وحامية الدويل القانون الوفا، أبو 12 أحمد يف القانون الدويل اإلنساين .. آفاق وتحديات (بريوت: منشورات الحلبي الحقوقية، 005))

،ص 8.

اإلنساين الدويل القانون قواعد انتهاكات عن الدولية املسئوليات إبراهيم، 13 نجاة (اإلسكندرية: منشأة املعارف، 009))، ص 11.

وقد أثر القانون الدويل اإلنساين يف قانون الالجئني يف استعارة األخري

ملفاهيم أو مبادئ أو قواعد منه؛ إما عىل مستوى تحديد املعايري أو

يف مرحلة التفسري()1).

والقانون لالجئني، الدويل القانون بني واضحة عالقة هناك أن كام

الدويل للقانون مستقل فرع هو فاألخري اإلنسان، لحقوق الدويل

العام يهدف كفرع القانون الدويل اإلنساين إىل حامية اإلنسان. ولذلك

يجب النظر بروح تكاملية يف هذين املجالني اللذين ينبغي أن يضاف

إليهام قانون الالجئني(15). ويرسي القانون الدويل لحقوق اإلنسان يف

كل األوقات سواء يف حاالت السلم أو الحرب(16).

الالجئني؛ شؤون يف املتخصصة الدولية باملنظامت يتعلق يف ما أما

ففي 8 كانون األول/ ديسمرب 9)19، ومبوجب قرار الجمعية العامة

الالجئني وتشغيل لغوث املتحدة األمم وكالة تأسست ،30( رقم

متخصصة كوكالة لتعمل (األونــروا) األدىن الرشق يف الفلسطينيني

ومؤقتة، عىل أن تجدد واليتها كل ثالث سنوات لحني إيجاد حل عادل

وبدأت وعامن. فيينا يف رئيسان مقران ولها الفلسطينية، للقضية

األونروا عملياتها يف 1 أيار/ مايو 1950، وتولت مهامت هيئة اإلغاثة

التي تم تأسيسها من قبل، وتسلمت سجالت الالجئني الفلسطينيني

من اللجنة الدولية للصليب األحمر. وتقترص مسؤولية األونروا عىل

الفلسطينيون وهم الالجئني، من واحدة ملجموعة خدمات توفري

وقطاع الغربية الضفة الخمس وهي عملياتها مناطق املقيمون يف

غزة ولبنان واألردن وسورية(17).

أنشأت أجلهم فمن العامل، أنحاء بقية يف الالجئني إىل بالنسبة أما

الجمعية العامة لألمم املتحدة مفوضية األمم املتحدة العليا لشؤون

وكان .1950 ديسمرب األول/ كانون 1( يف (UNHCR) الالجئني

من وتنسيقه الدويل العمل قيادة املفوضية هو إنشاء من الهدف

أجل حامية حقوق الالجئني وحل مشكالتهم يف مختلف أنحاء العامل.

أن كل شخص بإمكان أن عىل التأكيد أجل من املفوضية وتكافح

ميارس حقه يف طلب اللجوء اآلمن لدولة أخرى، وأن يكون له خيار

العودة الطوعية إىل بلده األصيل، أو االندماج يف البلد الذي يهاجر

املفوضية رسالة تشمل كام ثالث. بلد يف للتوطني يسافر أو إليه،

يف املوظفني عدد ويبلغ الجنسية. عدميي األشخاص مساعدة

14 ستيفان جاكميه، "التزاوج بني القانون الدويل اإلنساين والقانون الدويل لالجئني"، املجلة الدولية للصليب األحمر، العدد 3)8 (أيلول/ سبتمرب 001))، ص )1.

15 جان فيليب الفواييه، "الالجئون واألشخاص املهجرون: القانون الدويل اإلنساين ودور اللجنة الدولية للصليب األحمر"، املجلة الدولية للصليب األحمر، العدد 305 (نيسان/ أبريل

1995)، ص )1.

16 فيصل شطناوي، حقوق اإلنسان والقانون الدويل اإلنساين (عامن: دار الحامد، 001))، ص 190.

17 http://www.un.org/unrwa/arabic.html, accessed on 19/5/(016.

العدد 20


أكرث من 5)1 يعملون يف الحايل 7685 موظفا الوقت املفوضية يف

دولة، ويقومون مبساعدة نحو 33.9 مليون شخص(18).

ونظرا للرتكيز الدويل عىل إعادة توطني أو دمج الالجئني، ال سيام خالل الحربني العامليتني، رأت الدول العربية استثناء الالجئني الفلسطينيني من نطاق عمل مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني، وكذلك من اتفاقية 1951، بهدف منح رعاية خاصة لالجئني الفلسطينيني، وعدم تهميش من خوفا الالجئني من األخرى الفئات باقي مع دمجهم تقدمت إذ ديارهم، إىل بالعودة حقهم يف سلبيا والتأثري قضيتهم استثناء إىل يرمي باقرتاح السعودية العربية واململكة ومرص لبنان الالجئني الخاضعني لصالحية هيئات أو وكاالت تابعة لألمم املتحدة

من إطار عمل مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني(19).

ثانيا. أوضاع الالجئين في الدول العربية

قبل التعرض ألهم املشكالت التي يعانيها الالجئون يف الدول العربية يف أعقاب تداعيات الثورات الشعبية التي حدثت يف بعض دوله، وتحديد مدى متتع هؤالء الالجئني بالحقوق التي ينص عليها القانون الدويل كام التي الالجئني أبرز تدفقات سبقت اإلشارة، يجري يف ما ييل توضيح شهدتها الدول العربية خالل السنوات الخمس األخرية؛ وذلك بهدف توضيح حجم املشكلة ومدى تفاقمها وتأثرياتها يف الدول املضيفة، إذ إن

الدول اآليت ذكرها هي أكرث الدول العربية معاناة جراء مشكلة الالجئني.

1. لبنانيحتضن لبنان أكرب نسبة الجئني سوريني مقارنة بأي بلد عريب، بعدد ويقيم الرسمية، للسجالت وفقا سوري، مليون من أكرث إىل يصل معظمهم يف املناطق املهمشة، كام أن هناك مشكلة ازدحام سكنية يف بعض املناطق، خاصة يف البقاع والشامل، حيث ازداد عدد سكان بعض القرى بنسبة 100يف املئة. فضال عن ذلك، وصلت مع النازحني حديثا أعداد كبرية من الفلسطينيني الذين كانوا يقطنون املخيامت والبلدات يف سورية منذ عام 8)19. وجدير بالذكر أن لبنان يضم 5)) ألف الجئ فلسطيني، ويعد رفض توطني هؤالء مطلبا ال تنفك تكرره

األحزاب السياسية من اليمني واليسار(0)).

18 http://www.unhcr.org/pages/(9c36(6c(.html, accessed on 19/5/(016.

19 K. Radley, “The Palestinian Refugees–The Right to Return in Int. Law,” American Journal of International Law, vol. 7( (July 1998), (RSP documentation Centre–Oxford), p. 611.

السياسة األوسط"، الرشق يف والرصاعات الالجئني "تشابكات منترص، صبحي 20 مروة الدولية، العدد 01) (متوز/ يوليو 015))، ص 19.

وقد كان لألزمة السورية تأثري سلبي يف االقتصاد اللبناين، فقد ارتفعت نسبة البطالة إىل 0) يف املئة، كام تراجع حجم الصادرات اللبنانية، وخرس لبنان ما يعادل مليارا ونصف املليار دوالر من عائداته، مقابل الناتج منو معدل وانخفض دوالر. مليار يعادل مبا اإلنفاق زيادة ،(009 عام يف املئة يف 8.5 من لبنان يف السنوي اإلجاميل املحيل اإلجاملية الخسائر حجم بلغ وقد .(013 عام يف املئة يف (.8 إىل أكرث وجود أن كام دوالر(1)). مليارات 7.5 نحو اللبناين لالقتصاد لبنان، يف السوريني فيهم جميع مبن الالجئني، من املئة يف 70 من خارج املخيامت الرسمية التي أنشأها مكتب املفوض السامي لألمم وخدمتهم إليهم الوصول مهمة يجعل الالجئني، لشؤون املتحدة

جميعا أكرث صعوبة وتكلفة())).

2. األردنتشري اإلحصاءات التي أعدتها مفوضية األمم املتحدة السامية لشؤون أكرث بلغ خالل عام 013) األردن إىل الالجئني أن عدد إىل الالجئني األمم ملفوضية الرسمية املخيامت خارج شخص مليون نصف من املتحدة، كام تم تسجيل أكرث من 100 ألف الجئ يف مخيم الزعرتي، معظمهم من سورية، ونظرا للمخاوف من تسييس الالجئني السوريني من املزيد لعزل تتخذ خطوات الحكومة األردين، ظلت الداخل يف من الجئني تدفقات يواجه األردن أن خاصة القادمني، الالجئني العدد ويفرض والسودان(3)). والصومال كالعراق أخرى جنسيات الضخم من الالجئني ضغطا كبريا عىل البنية التحتية األردنية، ال سيام

يف مجاالت الكهرباء واملياه واملسكن والرعاية الصحية والتعليمية.

3. مصرتستضيف مرص يف الوقت الحايل الجئني من نحو أربعني دولة، يأيت

العدد األكرب منهم من جهة الشامل الرشقي، وعادة ما يدخل منها

منه يفد الذي والجنوب والعراقيون، والفلسطينيون السوريون

واإلثيوبيني والصوماليني السودانيني خاصة األفريقية، القارة الجئو

وموجات السياسية والرصاعات الحروب شدة ومع واإلريرتيني.

االضطهاد العرقي والكوارث الطبيعية واألزمات االقتصادية يف الدول

املجاورة، يتزايد حجم نزوح الالجئني إىل مرص هربا من تردي أوضاع

البلدان التي ينزحون منها.

21 صافيناز محمد أحمد، "غياب املسئولية الدولية، تأثريات أزمة الالجئني السوريني يف الرشق األوسط"، السياسة الدولية، )) آذار/ مارس )01)، شوهد يف 016/5/19)، يف:

http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/3613.aspx

22 عمر ضاحي، "الالجئون السوريون واألزمة اإلقليمية"، مركز كارنيغي للرشق األوسط، 30 كانون األول/ ديسمرب )01)، شوهد يف 016/5/19)، يف:

http://carnegie-mec.org/(015/05/(8/ar-60(3(/i95k

23 http://www.unhcr-arabic.org/pages/(be7cc(78c.8html, accessed on 19/5/(016.



وتوجد صعوبة يف التحديد الدقيق ألعداد الالجئني إىل مرص، ويرجع

بشؤون املعنية الجهات تعدد وهي رئيسة؛ أسباب عدة إىل ذلك

الالجئني، والتي تتفرع ما بني جهات محلية حكومية وغري حكومية،

وأخرى دولية وإقليمية، وعادة ما تقترص البيانات الصادرة عىل عدد

أعداد تزايد ويشكل مساعداتها. ويتلقون بها املسجلني الالجئني

الالجئني عاما بعد آخر عبئا حقيقيا عىل االقتصاد املرصي والخدمات

العبء إىل باإلضافة عموما، املرصيني للسكان املوجهة االجتامعية

للفقراء املتاحة املجانية الخدمات عىل الضغط زيادة من الناتج

وأصحاب الدخول املحدودة من املرصيني())).

وال يوجد يف مرص قانون محيل يتعلق بالالجئني، وال توجد جهة حكومية

تتعامل بشكل شامل مع قضايا الالجئني، إذ إن السلطات الوزارية التي

تتعامل مع قضايا الالجئني مبارشة هام: لجنة شؤون الالجئني بوزارة

حكومية غري محلية هيئات توجد كام الداخلية. ووزارة الخارجية،

تتوىل رعاية الالجئني، مثل الهالل األحمر املرصي، ومنظامت إقليمية

مثل حكومية دولية ومنظامت اإلنسان، لحقوق العربية كاملنظمة

مفوضية األمم املتحدة السامية لشؤون الالجئني، والتي تقوم بعمليات

مع وقعته التفاق وفقا الالجئ حالة وتحديد والتوثيق التسجيل

الحكومة املرصية، كام توجد منظامت وهيئات دولية غري حكومية

مثل "تري ديز أوم"، وهيئة اإلغاثة اإلسالمية، وكاريتاس مرص(5)).

وهناك الجئون من جنوب السودان عاشوا يف مرص لعدة عقود وال

يعتربون أن األوضاع الحالية يف جنوب السودان ميكن أن تؤدي إىل

عودتهم إىل بالدهم. ويوجد أيضا الالجئون الصوماليون الذين هربوا

من األوضاع األمنية املرتدية يف بالدهم، والالجئون اإلريرتيون الذين

يسعون للحصول عىل حق اللجوء بسبب انتهاكات حقوق اإلنسان

أو بسبب التجنيد اإللزامي. وهناك أيضا الالجئون العراقيون الذين

السياسة والتحديات"، الواقع العريب: العامل يف "الالجئون محمد، أحمد 24 صافيناز الدولية، العدد 179 (كانون الثاين/ يناير 010))، ص 158.

ومقدمي لالجئي اإلحالة دليل الالجئني، لشؤون العليا املتحدة األمم 25 مفوضية الخدمات (القاهرة: مفوضية األمم املتحدة العليا لشؤون الالجئني، 011))، ص 11-3.

يهربون من العنف العام يف العراق. وبلغ إجاميل عدد الالجئني الذين

من ،(17000 املفوضية من مساعدات عىل (01( عام يف حصلوا

و3000 صومايل و8000 سوداين و0000) سوري، 150000 بينهم

سوداين و700) إثيويب، والباقون من جنسيات مختلفة(6)).

4. العراقيعاين العراق مشكلة مزدوجة تتعلق بالالجئني القادمني إليه وعودة

الالجئني العراقيني من الخارج، إذ تشري تقديرات املفوضية السامية

السوريني الالجئني أعداد أن إىل الالجئني لشؤون املتحدة لألمم

املسجلني يف العراق منذ أيلول/ سبتمرب )01) نحو )1) ألف شخص

معظمهم من أكراد سورية ويقيمون يف كردستان العراق، باإلضافة

معدومي من شخص آالف و110 فلسطيني الجئ ألف 1(0 إىل

الجنسية يف العراق مؤهلني للحصول عىل مساعدات من املفوضية(7)).

ويحدث ذلك بالتوازي مع عودة الالجئني العراقيني من الخارج خاصة

من سورية، وال يتمكن هؤالء العائدون غالبا من العودة إىل مواطنهم

األصلية، مام يؤدي إىل نزوح ثانوي جديد داخل العراق.

ومن الجدير بالذكر أن معظم الالجئني السوريني يتجهون للتوطن يف

إقليم كردستان، وأغلبيتهم من السوريني األكراد، ويف هذا اإلطار اعتربت

منظمة العفو الدولية عدم السامح لغري األكراد من السوريني بالوجود

يف إقليم كردستان العراق وإعادتهم إىل الحدود السورية مرة أخرى

انتكاسة لحقوق الالجئني، واعتربت العراق من الدول التي ال تتجاوب

مع األزمة تجاوبا إيجابيا، فضال عن قيام حكومة اإلقليم باتخاذ إجراءات

من شأنها تقييد حرية التنقل، واإلقامة، والبحث عن فرص عمل(8)).

5. تونسالحدود، عرب تونس إىل ليبيا من مامثلة الجئني تحركات حدثت

ويصعب الحصول عىل رقم دقيق بشأنهم، وكان معظمهم من سكان

الحرض الذين انتقلوا إىل تونس واملراكز الحرضية األخرى. أما من هم

ورأس قابس الجنوب يف إىل انتقلوا فقد أقل، اجتامعية من طبقة

مليون بنحو اإلجاميل العدد التونسية التجارة وزارة وتقدر جدير.

الجئ ليبي؛ أي نحو 10 يف املئة من سكان تونس. بينام تفيد أرقام

أخرى غري رسمية أنهم يصلون إىل 1.8 مليون شخص(9)).

26 ملزيد من التفاصيل عن أنشطة املفوضية انظر املوقع اإللكرتوين:http://www.unhcr.org, accessed on 19/5/(016.

27 http://www.unhcr-arabic.org/cgi-in/texis/vtx/page?page=(be7cc(790(, accessed on 19/5/(016.

28 أحمد، "غياب املسئولية الدولية".

29 منترص، ص 19.

العدد 20


6. اليمن (015 نيسان/ أبريل يف الالجئني لشؤون السامية املفوضية أشارت إىل أنها تستعد الستقبال ما يصل إىل نحو 50) ألف الجئ أفريقي عىل الدولة سيطرة ضعف مع اليمن معضلة وتتعمق اليمن. يف حدودها، فضال عن مئات اآلالف من النازحني تحت التهديد بسبب أطلقتها التي الحزم وعاصفة اليمن يف املسلح الداخيل الــرصاع النازحني أعداد تقدر إذ الحوثيني؛ ملواجهة عربية ودول السعودية

الداخليني بنحو 335 ألف ميني، وفقا ملفوضية األمم املتحدة(30).

ثالثا. التداعيات الداخلية واإلقليمية لتدفقات الالجئين

إذ تشري الحاالت، اللجوء فوائد ومزايا يف بعض أن تكون لظاهرة ميكن الالجئني، وذلك ألن أملانيا، من تقارير إىل استفادة دول أوروبية، خاصة الالجئني الذين يصلون الشواطئ األوروبية، خاصة من سورية، هم عادة من الشباب واملتعلمني واملهرة واملتلهفني لالندماج رسيعا يف املجتمع؛ فهم الحل لتزايد عدد كبار السن وانخفاض معدل املواليد يف أوروبا. ويأيت العديد من الالجئني جاهزين للعمل. وبالتعاون مع القطاع الخاص، بإمكان الرشكات

التحقق من تلقي الوافدين للتدريب والوظائف التي يحتاجونها(31).

أما بالنسبة إىل الدول العربية املستقبلة لالجئني، التي سبقت اإلشارة إليها، فتعاين مشكالت سياسية واقتصادية واجتامعية، مام يجعل من الصعب عليها استقبال مزيد من الالجئني، خشية تفاقم تلك املشكالت. كام تخىش الدول العربية األخرى التي مل تستقبل أعدادا كبرية من الالجئني كالدول الخليجية من أن تضع نفسها تحت طائلة الضغوطات والتحركات االجتامعية، خاصة أن نسبة كبرية من سكانها من األجانب. وميكن تحديد

أهم التداعيات الداخلية واإلقليمية ألزمة الالجئني يف ما ييل:

1. التداعيات الداخليةتوجد عالقة قوية بني تدفقات الالجئني والرصاعات الداخلية، وهو ما

يظهر يف عدة صور، من بينها:

يسهل وجود الالجئني من انتشار السالح، باإلضافة إىل األيديولوجيات

والتوجهات السياسية التي قد تختلف مع السياسة الخارجية للدولة

الفلسطينيني يف الالجئني املثال، يعارض بعض املضيفة. فعىل سبيل

األردن سياسات الحكومة األردنية تجاه إرسائيل()3).

30 www.unchr.org/55(7c16a.9html, accessed on 19/5/(016.

31 http://bit.ly/1TgRoUa, accessed on 19/5/(016.

32 منترص، ص 18.

املنازل واملناطق التي يرتكها الالجئون تكون عرضة لالستيالء عليها من التنظيامت املتطرفة يف البالد التي ال تسيطر فيها الحكومات عىل املناطق كافة، ومن أمثلة ذلك استيالء تنظيم الدولة اإلسالمية يف العراق والشام "داعش" عىل العديد من األماكن التي تركها أصحابها يف سورية والعراق.

إىل يؤدي مام املوارد، عىل املحليني السكان مع الالجئون يتنافس أدى ما ذلك عىل األمثلة ومن سلبية. وأمنية اقتصادية تأثريات إليه تدفق أعداد كبرية من الالجئني السوريني إىل األردن من تفاقم والسكن، العمل عىل فرص التنافس وزيادة واملساكن أزمة البطالة

إىل جانب اكتظاظ املدارس ومراكز الرعاية الصحية.

تنتمي داخلية جامعات املضيف البلد يف الالجئني تجمعات متد قد

لعرق أو فصيل سيايس مامثل بالدعم واملوارد. فقد كان لوجود الالجئني

الفلسطينيني يف لبنان تأثري مهم من خالل دخول األطراف الفلسطينية

األطراف بعض حاولت إذ الداخلية، اللبنانية الرصاعات محاور يف

الداخلية استثامر هذا الوجود لتعزيز نفوذها يف سياق إعادة تركيب

بنيته الهشة، كام استفاد الفلسطينيون من لبنان كمنرب عسكري وسيايس

لقضيتهم التي كاد أن يلفها النسيان يف سياق العجز العريب عن مواجهة

إرسائيل وتوفري حقوق الالجئني مبا فيها عودتهم إىل فلسطني(33).

2. التداعيات اإلقليميةالحدود، عرب الالجئني لتحركات إقليمية تأثريات عدة تحديد ميكن

من أهمها:

أ. تجنيد بعض الالجئين من قبل جماعات متطرفةيؤدي اختالط الالجئني باإلرهابيني يف تحركاتهم عرب الحدود إىل رسعة

الالجئني تجنيد سهولة إىل باإلضافة املنطقة، يف اإلرهاب انتشار

33 محمود العيل، "الفلسطينيون يف لبنان: التاميز واالندماج"، فلسطي، أيار/ مايو 011)، شوهد يف 016/5/19)، يف:

http://palestine.assafir.com/Article.aspx?ArticleID=1890



مخيامتهم. داخل الصعبة اإلنسانية الظروف وطأة تحت القابعني

إىل سوريني جهاديني لجوء حول تقارير تركية صحف نرشت وقد

األرايض الرتكية من أجل العالج، ثم يعودون للقتال مرة أخرى. وقد

الفارين، السوريني لحامية الشاملية حدوده يف قواته األردن عزز

ومنع تسلل اإلرهابيني. كام تعاين الدولة الليبية ضعف السيطرة عىل

حدودها؛ مام أدى إىل تسلل إرهابيني إىل العديد من املناطق()3).

ب. تغيير الخريطة الطائفية والعرقيةالطائفية الخريطة تشكيل إعادة إىل الالجئني أزمة تؤدي أن ميكن

تتخوف املثال سبيل وعىل البعيد، املدى عىل للمنطقة والعرقية

السوريني يف الالجئني يؤدي وجود أن اللبنانية من الطوائف بعض

لبنان إىل تحول يف ميزان القوى يف النظام السيايس الطائفي اللبناين

الالجئون يعاين كام الطوائف. باقي حساب عىل السنة ملصلحة

السوريون األكراد يف تركيا نظرة الحكومة الرتكية لهم كداعم لحزب

العامل الكردستاين الرتيك، مام دفع الحكومة الرتكية إىل إقامة جدار

الحكومة السورية. وتنظر الكردية املنطقة عازل عىل حدودها مع

والعلويني املسيحيني السوريني الالجئني ملحاوالت بريبة الرتكية

االتصال بجامعتهم الدينية يف تركيا.

ج. تدهور العالقات الثنائية بين البلدان المرسلة والمستقبلة لالجئين

يؤدي وجود الالجئني إىل تزايد التوترات الثنائية بني البلدان املرسلة

واملستقبلة لهم، خاصة إذا اشرتكت هذه البلدان يف الرتكيبة الطائفية

والعرقية، وقد ظهرت انعكاسات ذلك يف التوترات السورية اللبنانية،

مشكلة أدت كام بينهام. الحدودية الحوادث وترية تصاعد إثر

الالجئني إىل تدهور العالقات الرتكية - السورية، وذلك بسبب املوقف

الرتيك املساند للمعارضة السورية.

رابعا: أهم المشكالت التي يعانيها الالجئون في الدول العربية

الدولة املستقبلة من األمور الصعبة إن خيار منح الالجئني جنسية

نظرا للمشكالت االقتصادية والدميوغرافية يف تلك الدول، ولذلك فإن

الحايل الوقت يف العربية الحكومات تتبعها التي املركزية السياسة

أحد إىل التوصل لحني إقامة مؤقت مقر الالجئني إعطاء تتمثل يف

الحلني الدامئني التاليني: إعادة التوطني أو الرتحيل. وقد عاىن الالجئون

الخمس السنوات يف أزمة حامية لهم املستقبلة العربية الدول يف

34 منترص، ص 0).

احتجاج حــوادث وحدثت لالعتقال، تعرضهم تزايد إذ األخــرية،

متكررة وحوادث عنف بصفة دورية أثرت سلبيا يف عالقة مفوضية

األمم املتحدة العليا لشؤون الالجئني بالحكومات العربية. وطالبت

املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني بأن يتم النظر إىل

الالجئني كأفراد مستقلني لهم حقوق، وليس كمشكلة يجب إدارتها

واحتواؤها(35). وميكن تصنيف أهم املشكالت التي تواجه الالجئني يف

الدول العربية يف كل من األنواع التالية:

1. التأثر باألحداث السياسية في الدول المضيفة

األحداث بتطور كبريا تأثرا املضيفة الدول الالجئني يف أوضاع تتأثر

املضيفة الدول بني بالعالقات تتأثر كام الدول، تلك يف السياسية

والدول األصلية لالجئني، فأي تطور يف العالقات الدولية سواء سلبيا

فقد املثال، سبيل وعىل الالجئني(36). عىل آثاره تنعكس إيجابيا أو

عقب عليها تدفقهم بدء منذ مرص، يف السوريون الالجئون واجه

نشوب الثورة يف سورية عام 011) واقعا متغريا متصال مبسار املراحل

بني تراوح ،(011 يناير (5 ثورة منذ شهدتها مرص التي االنتقالية

الرتحيب وتقديم التسهيالت الواجبة، ثم الشك والتقييد بسبب تورط

بعض الالجئني يف الحراك السيايس الداخيل. ومل يقترص هذا التوجه عىل السلطات الرسمية، بل امتد بدوره اىل املجتمع.(37)

2. مشكالت تتعلق بسوق العملتضع الحكومات العربية تحفظات عىل حق الالجئني يف العمل، ففي

مرص عىل سبيل املثال، تتم معاملة الالجئ املنتمي لجنسية عربية يف

ما يتعلق بالعمل كأي أجنبي يف الدولة، إذ يخضعون للقانون رقم 137

لسنة 1981، فيتحتم عىل الالجئني الحصول عىل ترصيح عمل(38). وقد

أدت مشكلة عدم السامح لالجئني بالعمل يف سوق العمل الرسمي إىل

معاناتهم انخفاض األجور، وصعوبة ظروف العمل الرسمية، حيث متثل

رد الفعل الطبيعي لفشل الالجئني يف االلتحاق بسوق العمل الرسمي

يف انخراط الالجئني يف مزاولة األنشطة غري الرسمية التي تتناسب مع

35 Michael Kagan, Shared responsibility in a new Egypt (Cairo: The American University, Center for Migration and Refugee Studies, (011), p. (.

36 http://www.unhcr.org/cgi-bin/texis/vtx ,accessed on 19/5/(016.

والعالقات القانونية، املعايري بني مرص يف السوريون "الالجئون عوض، 37 محسن يف شوهد ،(013 نوفمرب الثاين/ ترشين 1( اإلنسان، لحقوق العربية املنظمة التاريخية"،

016/5/19)، يف:http://www.aohr.net/?p=(18(

38 جرابسكا.

العدد 20


قدراتهم ومؤهالتهم، ولكن افتقاد هذه القطاعات إىل وسائل الحامية

الكافية التي يتمتع بها القطاع الرسمي ميثل عقبة رئيسة أمام هؤالء

الالجئني، ونظرا لحساسية وضعهم كالجئني تجعلهم عرضة الستغالل

أرباب األعامل الذين يجربونهم عىل العمل لساعات أطول بأجر أقل

مام يتقاضاه املواطنون الذين يزاولون أعاملهم نفسها.

3. قصور الخدمات العالجيةتعاين نسبة كبرية من الالجئني تردي الرعاية الصحية وأمراضا مزمنة

ومشكالت نفسية. وتنترش بينهم مجموعة من األمراض التي تعد يف

حقيقتها انعكاسا لألوضاع أو الظروف املعيشية التي كانوا يعيشونها

بها توجد التي األماكن تكون ما وغالبا بعدها، أو الهجرة قبل

الجهات التي تقدم الرعاية الصحية لالجئني بعيدة عن أماكن تجمع

الصحية الخدمة عىل الالجئني حصول عملية تتطلب كام الالجئني،

الالجئني قيام املدين املجتمع ومنظامت الحكومية املستشفيات من

مبجموعة من اإلجراءات اإلدارية الالزمة للحصول عىل الخدمة، والتي

تستغرق وقتا طويال، مام يجعل املريض يحجم عن العالج(39).

عىل الالجئني حصول تعوق كثرية معقدة إجراءات هناك أن كام

الخدمات الصحية. وتتمثل الشكوى الرئيسة لالجئني يف ارتفاع أسعار

إىل بعضهم يدفع قد مام العالج أسعار وارتفاع الطبية الخدمة

الخروج من املستشفيات قبل الشفاء لعدم قدرتهم عىل الدفع. كام

أن املؤسسات التي تقدم الخدمة الصحية لالجئني تعاين عدة صعوبات

أبرزها العجز يف امليزانية مبا يؤثر يف الخدمة الطبية التي تقدمها.

4. الالجئون والسكنيواجه الالجئون مشكلة االستغالل من جانب بعض مالك العقارات،

والذي يظهر يف الزيادة املستمرة يف قيمة اإليجارات وعدم ثباتها يف

ظل انخفاض دخول الالجئني، ومن ثم فإنهم يتعرضون لتهديد مستمر

بالطرد واإلبعاد، ويضطرون إىل السكن يف األحياء الهامشية والفقرية.

عمل، الالجئون يف حصولهم عىل يواجهها التي املشكالت وىف ظل

االرتقاء الالجئني عىل يصعب لألجور، العام املستوى وانخفاض

العقارات مالك استغالل ومنع أوضاعهم وتحسني حياتهم بنوعية

الذين يتحكمون يف قيمة اإليجار مام يدفعهم إىل السكن يف األحياء

الخدمات مثل العيش مقومات إىل تفتقر التي والفقرية الهامشية

األساسية واملرافق. كام يفتقد الالجئون إىل الشعور باألمن االجتامعي

39 نرمني حسن، "الالجئون يف مرص مشكلة بال حل"، الوفد، 10 آذار/ مارس )01)، شوهد يف 016/5/19)، يف:

http://bit.ly/1XiVY(9

الرقابة يف بعض األحياء. وتعيش األغلبية الناتج من غياب اإلنساين الالجئني يف تجمعات سكنية توجد عىل أطراف املدن العظمى من وتبعد عن املراكز الحرضية وتفتقر إىل شبكة مواصالت كافية تربط

بني هذه التجمعات وبني املراكز الحرضية.

5. الالجئون والتعليميعتمد الالجئون عىل املدراس الخاصة واملجتمعية لتعليم أطفالهم، زيادة وتعد الحكومية، املدارس يف لهم أماكن توافر لعدم نظرا يواجه كام أخرى. بعد سنة الالجئني تواجه مشكلة املرصوفات بلدانهم يف الدراسية املقررات اختالف مشكلة الالجئون األطفال

األصلية عن املناهج الدراسية يف الدول املستقبلة.

6. مشكالت قانونيةأراضيها، عىل لالجئني الرسمية الوضعية املضيفة البالد تسبغ مل والنازحني. اللجوء وطالبي الضيوف مثل أخرى، تصنيفات وفضلت ويؤدي عدم وضوح الوضع القانوين إىل أن ما يحق لالجئني الحصول بلد من ويختلف الغموض يكتنفه ما غالبا الخدمات من عليه الالجئني الكثري من أن املحلية، كام األوضاع إىل آخر ويتوقف عىل قانونية، مثل الالجئني مشكالت يجهلون حقوقهم(0)). ويعاين بعض االحتجاز اىل يعرضهم مام يحملونها، التي بالوثائق االعرتاف عدم بالالجئني، الخاصة اإلجراءات من العديد هناك أن كام واالعتقال. الحكومية املدارس بدخول الالجئني لألطفال السامح أن بينها من من نوعا يخلق مام قوانني، وليست وزارية قرارات بواسطة يتم مخالفات يف الالجئني بعض ويتورط التنفيذ(1)). عملية يف االرتباك قانونية بعلم أو من دون علم جراء وقوعهم ضحايا لعصابات التزوير املنظمة، أو جراء استخفافهم بالقوانني السارية أحيانا. ومن الواضح واضحا قانونيا وضعا تعني مل لالجئني املستقبلة الدول أغلبية أن ينظم شؤون الالجئني. وغالبا ما تكون حقوق الالجئني يف الخدمات

األساسية مبهمة قانونا، وتختلف من بلد إىل آخر.

40 ضاحي.

41 جرابسكا.



خامسا. توصيات لحل مشكالت الالجئين في الدول العربية

من املهم االستفادة من املرونة املوجودة يف القانون الدويل، ويجب

لالجئني، القانونية الحقوق مسألة فعالة إسرتاتيجية أية تواجه أن

وتطلعاتهم املرشوعة لحل دائم، ومصالح الدول املستقبلة، والتفكري

الحكومات التي يجب عىل كل من ابتكاري بشأن األدوار بأسلوب

تبدو ثم ومن أداؤها. الدويل واملجتمع املتحدة واألمم املستقبلة

الدول يف العربية الــدول من دولة كل يف قانون إصــدار أهمية

بوثائق املتعلقة واألمور اللجوء، مسألة ينظم لالجئني املستقبلة

السفر الخاصة بالالجئني، والتعامل مع قضية الالجئني غري النظاميني

التي القرارات يف النظر وإعادة مجرمني، وليسوا باعتبارهم ضحايا

اضطرت السلطات األمنية التخاذها يف الظروف االستثنائية التي مرت

بها بعض الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية من حيث اإلقامة

وإجراءات الدخول.

زيادة إىل ماسة حاجة توجد االقتصادي، االجتامعي/ النطاق ويف

وسد لالجئني، األساسية الخدمات وتوفري اإلنسانية املساعدات

الفجوة التمويلية لألمم املتحدة. وترتبط الفجوة األساسية بني حقوق

العمل، يف بالحق العربية الدول يف الحديثة واملامرسات األقليات

لحامية مستقبلية إسرتاتيجية ألية أولوية ذلك يكون أن ويجب

املمكن غري من فإن ذاته، الوقت ويف العربية. الدول يف الالجئني

التعامل مع الحقوق االجتامعية واالقتصادية عندما ال يكون الالجئون

مطمئنني عىل أمنهم الجسدي وحريتهم. وباملثل، فإنه من أجل وضع

مصالح الدول العربية املستقبلة لالجئني يف االعتبار، ال ميكن التصدي

ملسألة حقوق الالجئني بشكل منعزل، ألنه ينبغي عىل كل من تلك

الدول أن تضع يف اعتبارها العبء الذي سيكون عليها تحمله. وال بد

من التنسيق بني الدول العربية املضيفة لالجئني قبل اتخاذ القرارات

التي تخص الالجئني، فعىل الرغم من أن القرارات تتخذ عىل املستوى

القطري، فإن ما يقوم به أحد البالد العربية املضيفة يؤثر يف البالد

األخرى. وعىل سبيل املثال، فإن إغالق الحدود يف األردن يؤدي إىل

زيادة تدفق الالجئني باتجاه لبنان.

ولتحقيق الطموحات املرشوعة لالجئني ال بد من صوغ إسرتاتيجية

سياسية مستدامة لتحقيق حقوق الالجئني من خالل التصدي للقضية

الالجئني، لوضع دائم حل إىل التوصل بكيفية املتعلقة األساسية

ثم ومن األصلية، بالدهم يف السياسية األزمات حل عىل كالعمل

إعادة توطينهم، مبا يساعد عىل التقليل من عبء الدولة املستقبلة

االقتصادي األداء يف تؤثر مضاعفة داخلية ضغوطات تعاين التي

والتامسك االجتامعي. ومن هنا، يجب عىل الدول العربية العمل عىل

فإعادة الفرعية، الهويات واستيعاب الجامعة، الوطنية الهوية بناء

بثقة تحظى حكومات تشكيل دون من ينجح لن الالجئني توطني

تكرار عدم عىل يساعد مبا وتأييدها، الفرعية املجتمعية املكونات

املشكالت السياسية التي تسببت يف تفاقم مشكالت الالجئني.

مع تتعامل التي السياسات يف النظر إلعادة أهمية هناك أن كام

هذه القضية وتضمني البعد الدويل يف صوغ هذه السياسات، مبعنى

الدول عاتق عىل وضعها عدم تقتيض القضية هذه معالجة أن

من الدويل التعاون إطار يف تتم أن ينبغي وإمنا وحدها، العربية

واإلقليمية املحلية املنظامت بني والتشبيك أسبابها معالجة منظور

والدولية، الحكومية وغري الحكومية، لوضع خطة عمل للتعامل مع

قضايا الالجئني يف الدول العربية، خاصة يف ما يتعلق مبجاالت التعليم

والنفسية االجتامعية واملساندة الصحي الدعم وزيــادة والعمل

لالجئني إىل أن يتم التوصل إىل حل دائم ألوضاعهم. كام أن من املهم

قبول بفكرة لالجئني املستقبلة العربية الدول يف املواطنني توعية

اآلخر من خالل التوعية اإلعالمية بتعريف الالجئني؛ مام يساعد عىل

واملواطنني، الالجئني بني املجتمع يف الرصاعية التفاعالت من الحد

لن وهذا املضيفة. واملجتمعات الالجئني بني الثقة بناء وإعــادة

خالل من الرشعيني لالجئني الشخصية الكرامة بضامن إال يتحقق

منحهم الحقوق الكاملة لالجئ حتى يخرج من البالد، وإعطاء الالجئ

غري الرشعي الحقوق األساسية التي ال تهدر آدميته كإنسان.

العدد 20



العربيةإبراهيم، نجاة. املسئوليات الدولية عن انتهاكات قواعد القانون الدويل اإلنساين، اإلسكندرية: منشأة املعارف، 009).

أبو الوفا، أحمد. القانون الدويل اإلنساين وحامية املدنيي خالل املنازعات املسلحة يف القانون الدويل اإلنساين .. آفاق وتحديات، بريوت: منشورات الحلبي الحقوقية، 005).

أحمد، صافيناز محمد. "الالجئون يف العامل العريب ... الواقع والتحديات"، السياسة الدولية، العدد 179 (كانون الثاين/ يناير 010)).

________. "غياب املسئولية الدولية، تأثريات أزمة الالجئني السوريني يف الرشق األوسط"، السياسة الدولية ()) آذار/ مارس )01)).

األمم املتحدة. حقوق اإلنسان: مجموعة صكوك دولية، نيويورك: األمم املتحدة، 1999.

بشري، هشام وإبراهيم عبد ربه. املدخل لدراسة القانون الدويل اإلنساين، القاهرة: املركز القومي لإلصدارات القانونية، )01).

جاكميه، ستيفان. "التزاوج بني القانون الدويل اإلنساين والقانون الدويل لالجئني"، املجلة الدولية للصليب األحمر، العدد 3)8 (أيلول/ سبتمرب 001)).

جرابسكا، كاترزينا. من سألهم )الالجئي) يف املقام األول؟ حقوق الالجئي يف مرص وسياساتهم ورفاهتهم، القاهرة: الجامعة األمريكية يف القاهرة، مركز دراسات الالجئني والهجرة القرسية، 006).

جمعة، سلوى شعراوي (محرر). تحليل السياسات العامة يف الوطن العريب، القاهرة: جامعة القاهرة، مركز بحوث واستشارات اإلدارة العامة، )00).

سالمة، أمين. مفهوم القانون الدويل اإلنساين، سلسلة مفاهيم، 0) القاهرة: املركز الدويل للدراسات املستقبلية واإلسرتاتيجية، 006).

شطناوي، فيصل. حقوق اإلنسان والقانون الدويل اإلنساين، عامن: دار الحامد، 001).

ضاحي، عمر. "الالجئون السوريون واألزمة اإلقليمية"، مركز كارنيغي للرشق األوسط، 30 كانون األول/ ديسمرب )01).

عازر، عادل. مبادئ النهج الحقوقي يف كفالة حقوق الطفل، القاهرة: املجلس العريب للطفولة والتنمية، 011).

عبد الونيس، أحمد. "الحامية الدولية للبيئة يف النزاعات املسلحة"، املجلة املرصية للقانون الدويل، العدد )5 (1996).

عوض، محسن. "الالجئون السوريون يف مرص بني املعايري القانونية، والعالقات التاريخية"، املنظمة العربية لحقوق اإلنسان، )1 ترشين الثاين/ نوفمرب 013).

الفواييه، جان فيليب. "الالجئون واألشخاص املهجرون: القانون الدويل اإلنساين ودور اللجنة الدولية للصليب األحمر"، املجلة الدولية للصليب األحمر، العدد 305 (نيسان/ أبريل 1995).

مقلد، إسامعيل صربي. العالقات السياسية الدولية النظرية والواقع، أسيوط: جامعة أسيوط، 009).

منترص، مروة صبحي. "تشابكات الالجئني والرصاعات يف الرشق األوسط"، السياسة الدولية، العدد 01) (متوز/ يوليو 015)).

مفوضية األمم املتحدة العليا لشؤون الالجئني. دليل اإلحالة لالجئي ومقدمي الخدمات، القاهرة: مفوضية األمم املتحدة العليا لشؤون الالجئني، 011).

األجنبية Kagan, Michael. Shared Responsibility in a New Egypt, Cairo: The American University, Center for Migration and Refugee

Studies, (011.

Reidy, A. On the Philosophy of Law, Tennessee: Cengage Learning, (006.

Radley, K. “The Palestinian Refugees: The Right to Return in Int. Law,” American Journal of International Law, vol. 7( (July 1998).

*Ali Metwally Ahmed | علي متولي أحمد


Iranian Involvement in East Africa: Repercussions for Gulf National Security

7171

* باحث مرصي متخصص يف التاريخ الحديث واملعارص* Egyption researcher in Contemporary and Modern History

ا للسياســة الخارجية اإليرانية منذ عقد الســتينيات من القرن تمثــل القارة األفريقية هدفا مهمبإقامــة عالقــات األفريقيــة - القــارة اســتقالل دول إيــران - وعقــب الماضــي، حيــن شــرعت دبلوماســية مــع دول القــارة. ولكن مــع قيام الثورة اإلســالمية عــام 1979، تراجعــت العالقات اإليرانيــة - األفريقيــة نتيجة االضطرابات التي أعقبت الثورة وخاصة الحرب العراقية - اإليرانية، وأصابهــا بــرود حتى بداية التســعينيات الذي شــهد عودة االهتمــام اإليراني مرة أخــرى بالقارة األفريقية. ووصل هذا االهتمام إلى أشده خالل عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي وضع القــارة األفريقيــة علــى رأس قائمة أولوياته. وكانت إيــران تهدف من ذلك التوجــه الجديد إلى تحقيــق أهــداف محــددة، أعــدت لتنفيذهــا خططــا جاهزة، وهــى أهــداف سياســية واقتصادية وعســكرية وثقافية. وتركز الدراســة على النفوذ اإليراني في منطقة شــرق أفريقيا، لما تمثله هــذه المنطقــة مــن أهمية بالغة للبلــدان العربية، وذلك لوجود ثــالث دول فيها تنتمي إليه،

وهي السودان وجيبوتي والصومال.

كلمــات مفتاحيــة: التغلغــل اإليرانــي - العالقــات اإليرانيــة - األفريقيــة - األمــن القومــي الخليجي - شرق أفريقيا

Interest Iranian foreign policy in Africa could be treat back to the sixties of the last twentieth century, when African states attained their independence. But the Iranian African relation were weekend as a result of the Islamic revolution. Ensued and the Iranian reoccupation in her war against Iraq. But the nineties witnessed as Iranian political openness on the regional, continental and international level during the reign of present Mahmoud Ahmadinejad as he tried to rejuvenate the Iranian policy in Africa employing a pragmatic attitude in order to achieve political, economic, military and cultural ends.

So this paper concentrate on East Africa region according the following points: indication of the Iranian infiltration in east Africa, impact of the Iranian infiltration in east Africa on the national security of gulf states.

Keywords: Iranian intrusion – East Africa – Mahmoud Ahmadinejad – Arab National Security – Iranian African Relations

العدد 20


المقدمةإىل األفريقية بالقارة اإليرانية الخارجية السياسة اهتامم يرجع

ستينيات القرن العرشين، أي تزامنا مع حصول الدول األفريقية عىل

من أعقبها وما اإليرانية اإلسالمية الثورة قيام مع ولكن استقاللها.

العالقات أصيبت العراق، مع بحربها إيران وانشغال اضطرابات،

األفريقية – اإليرانية بنوع من الوهن والضعف. واستمر هذا الضعف

حتى بداية عقد التسعينيات الذي شهد مزيدا من انفتاح السياسة

الخارجية اإليرانية عىل املستويات الدولية واإلقليمية والقارية كافة.

الذي خامتي محمد بقيادة السلطة إىل اإلصالحي التيار وبوصول

النظام هذا اتجه 3) أيار / مايو 1997، يف إيران يف الرئاسة توىل

السياسة إطار يف وذلك أفريقيا، يف اإليرانية السياسة تنشيط إىل

الرباغامتية املتحررة إىل حد ما التي انتهجها نظام خامتي.

األفريقية القارة الجديد تجاه التوجه إيران تهدف من ذلك وكانت

لتنفيذها خططا – إىل تحقيق أهداف محددة، أعدت - بوجه عام

السياسية. األهداف لتحقيقها، ومنها بصفة مدروسة تؤديها جاهزة

ونظرا للضغوط الغربية واألمريكية عىل الدولة اإليرانية بسبب برنامجها

النووي، انتهجت السياسة الخارجية اإليرانية إسرتاتيجية جديدة تسعى

من خاللها لتوطيد عالقات مع دول القارة األفريقية، وذلك لتحشيد

دعم دبلومايس أفريقي يف أروقة األمم املتحدة ومجلس األمن لكرس

طوق العقوبات االقتصادية املنفذ عىل اقتصادها ونظامها السيايس.

لتحقيقها، سعت اقتصادية أهداف إليران كانت ذلك، عن فضال

إليها، األفريقية االستثامرات وجذب االقتصادي االنفتاح ومنها

وتعزيز التبادل التجاري واالتفاق عىل التنسيق يف استكشاف املوارد

االقتصادية، يف ظل احتفاظ القارة األفريقية باحتياطيات ضخمة من

املواد الخام الطبيعية. لقد أدركت إيران أن القارة األفريقية مواتية

لتسويق املنتجات اإليرانية، وتحقيق منافع اقتصادية باتباع سياسة

البرتول مقابل اليورانيوم الخام لضامن احتياطي كاف ملفاعلها النووي.

كام أن إيران مدت جسورا من الصداقة مع النيجر وجنوب أفريقيا

ثقافية وأخرى عسكرية، أهداف تحقيق إىل إضافة الغرض، لهذا

لالهتامم ونظرا األفريقية. الدول يف الشيعي املذهب نرش تتضمن

الكبري الذي توليه السياسة الخارجية اإليرانية للقارة األفريقية، فإننا

سرنكز يف هذا البحث عىل منطقة بعينها، وهي منطقة رشق أفريقيا.

ولذا، ارتأينا أن يكون تقسيم الدراسة عىل النحو التايل:

مظاهر التغلغل اإليراين يف رشق أفريقيا.

انعكاسات التغلغل اإليراين يف رشق أفريقيا عىل األمن القومي الخليجي.

نحو رؤية خليجية ملواجهة التغلغل اإليراين يف رشق أفريقيا.

مناهج الدارسةاعتمدنا يف هذه الدراسة عىل مناهج عديدة ألجل الوصول إىل النتائج

املرجوة. فقد وظفنا املنهج التاريخي الذي ساعدنا يف الوقوف عىل

أهم املحطات التاريخية يف سياق تطور السياسة اإليرانية حيال أفريقيا

عامة، ورشق أفريقيا خاصة. كام متت االستعانة باملنهج التحلييل الذي

إيران من إليها التي ترمي مكننا من الخروج برؤية حول األهداف

توطيد عالقاتها مع دول رشق أفريقيا عامة، وإريرتيا خاصة. إضافة

التحدي واالستجابة من خالل اعتمدنا منهج السابقني املنهجني إىل

الغرب عليها فرض أن بعد - إيران واجهتها التي التحديات عرض

عقوبات بسبب برنامجها النووي - واالستجابة الناجحة التي حققتها

مبكانة لتحظى بأكملها، األفريقية القارة شطر وجهها بتولية إيران

بل الخليج، لدول القومي األمن تهديد تستطيع من خاللها مميزة

وتهديد املصالح الغربية نفسها. وأخريا فقد اتبعنا املنهج املستقبيل،

اإليراين يف رشق النفوذ تداعيات إعطاء صورة مستقبلية عن ألجل

أفريقيا عىل األمن القومي الخليجي.

أسباب اختيار منطقة شرق أفريقيايرجع اختيارنا هذه املنطقة إىل كونها ذات أهمية بالغة بالنسبة إىل

البلدان العربية عامة ودول الخليج خاصة، بل ومتثل عمقا إسرتاتيجيا

الجوار نتيجة مستوى، من أكرث عىل بها وترتبط إليها، بالنسبة

فهذه والحضاري. التاريخي والتفاعل البرشي، والتداخل الجغرايف،

املنطقة جزء مهم من الوطن العريب لوجود ثالث دول فيها تنتمي

اإليراين الوجود إىل إضافة والصومال، وجيبويت السودان هي إليه،

امللموس يف تلك املنطقة، األمر الذي يهدد املنطقة العربية بأرسها.

وهذا ما حفز الباحث عىل دراسة يحاول فيها اإلجابة عن التساؤالت

أفريقيا؟ رشق يف ومظاهره اإليراين النفوذ طبيعة هي ما التالية:

وملاذا ركزت الجمهورية اإليرانية عىل دولتي السودان وإريرتيا؟ وهل

املنطقة؟ تلك يف أهدافها تحقيق يف اإليرانية الجمهورية نجحت

وما انعكاسات النفوذ اإليراين يف رشق أفريقيا وتداعياته عىل األمن

وإريرتيا إيران بني العالقات طبيعة هي وما الخليجي؟ القومي

والحوثيني يف اليمن؟ وما هو موقف كل من دول الخليج وإيران من

صعود الحوثيني يف اليمن؟ وأخريا ما هي اإلسرتاتيجية الخليجية التي

يجب اعتامدها ملواجهة النفوذ اإليراين يف رشق أفريقيا؟



المصاعب التي واجهت الباحثأثناء إعداد الدراسة، واجه الباحث جملة من املصاعب، من أهمها

صعوبة الحصول عىل وثائق تدعم املادة العلمية. ولذا، كان اعتامد

واألفريقية، واإليرانية األجنبية العاملية األنباء وكاالت عىل الباحث

والصحافة املرصية، والتقارير اإلقليمية والدولية.

اإلطار الزمني للدراسةو)01)، (005 عامي بني محصورة الفرتة تكون أن الباحث رأى

وهي الفرتة التي تبدأ بوصول الرئيس أحمدي نجاد إىل سدة الحكم،

وتنتهي بانقالب الحوثيني عىل السلطة الرشعية بقيادة الرئيس عبد

ربه منصور هادي.

أوال. مظاهر التغلغل اإليراني في شرق أفريقيا

ازداد طموح إيران إىل الوصول إىل البحر األحمر والقرن األفريقي(1) يف

إثر حوادث 11 سبتمرب 001)، وقيام الواليات املتحدة بإعادة طرح

مرشوع القرن األفريقي الجديد الذي يهدف إىل تأمني املمرات املائية

العاملية يف البحر األحمر واملحيط الهندي مبا يخدم املصالح األمريكية.

لقد سعت الواليات املتحدة لتأمني الوصول إىل منابع النفط واملواد

الخام، وذلك بإنشاء القاعدة األمريكية يف جيبويت عام )00)، والتي

تضمن ألمريكا السيطرة اإلسرتاتيجية عىل املنطقة البحرية التي مير بها

نحو ربع إنتاج العامل من النفط()). ولذا، سعت إيران بخطة محكمة

لنقل الرصاع من مضيق هرمز والخليج العريب إىل خليج عدن وباب

املندب، بداللة خروج التدخل اإليراين يف الشؤون الداخلية للمنطقة

مبا املبارش، والتدخل العلن دائرة إىل واملراوغة الرسية دائرة من

1 يكتسب القرن األفريقي أهميته اإلسرتاتيجية من كون دوله تطل عىل "املحيط الهندي من ناحية، وتتحكم يف املدخل الجنويب للبحر األحمر، حيث مضيق باب املندب من ناحية ثانية. ومن ثم فإن دوله تتحكم يف طريق التجارة العاملي، خاصة تجارة النفط القادمة من دول الخليج، واملتوجهة إىل أوروبا، والواليات املتحدة. كام أنها تعد ممرا مهام ألي تحركات انظر: العريب". الخليج منطقة اتجاه يف املتحدة، الواليات أو أوروبا، من قادمة عسكرية، جالل الدين محمد صالح، "القرن األفريقي.. أهميته اإلسرتاتيجية ورصاعاته الداخلية"، مجلة قراءات أفريقية، املنتدى اإلسالمي، العدد 1، السنة )00)، ص 100، 11/)1/)01)، شوهد

يف 016/3/15)، يف:http://www.alukah.net/culture/0/6((00/#ixzz3PXvUrD(a

2 للمزيد انظر: "إيران والنفوذ املتصاعد يف ‘القرن األفريقي’"، مجلة البيان، 15/)/016)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://www.albayan.co.uk/Article(.aspx?id=((51

ينسجم مع طموحاتها. كام سعت لتوسيع السيطرة عىل املمرات املائية

فضال هذا، النووي. ملفها عىل الغرب مع محتمل رصاع ألي تحسبا

عن طموحات فتح ممرات بحرية وبرية تسهل لها الوصول إىل مناطق

هذه من قريب إيراين وجود تأمني عرب األوسط الرشق يف األزمــات

املناطق، وتوفري أوراق ضغط جديدة للمساومة يف الرشق األوسط(3).

ولذا، كانت منطقة رشق أفريقيا جزءا من هذا الطموح، فقد احتلت

الخارجية السياسة اهتاممات أجندة يف مهمة مكانة املنطقة تلك

اإليرانية يف السنوات األخرية، وتحديدا بعد وصول محمود أحمدي

دول من العديد نجاد زار .(005(() عام يف الحكم سدة إىل نجاد

شباط / فرباير يف وكينيا" وجيبويت القمر جزر "منها أفريقيا رشق

مساعدة إيران إرادة نجاد أكد الزيارة تلك وخالل ،(009 عام

ضد متحدة جبهة وتكوين استقاللها، تقوية عىل األفريقية الدول

القارة األفريقية النفوذ الغريب(5)؛ وهو ما برره أحمدي نجاد برغبة

الصادقة يف عدم السامح للدول العظمى بالعودة إىل أراضيها لنهبها

واغتصابها مرة أخرى. وقد القت زيارة نجاد ترحيبا من جانب تلك

بأنها الزيارة الجيبويت عمر حسن جيلة الرئيس الدول، فقد وصف

تاريخية، ودعا إىل رضورة تدعيم العالقات بني الدولتني. وكان نجاد

قد بدأ جولته بزيارة جزر القمر التي لها وضع خاص يف إطار العالقة

اإليرانية األفريقية، فالرئيس عبد الله سامبي قد درس يف إيران وتأثر

بنموذجها "الثوري"، حتى أن البعض أطلق عليه لقب "آية الله". وقد

وقع الجانبان وثائق تفاهامت لتوسيع العالقات السياسية، وتقديم

املساعدات الفنية اإليرانية لتطوير عدد من املرشوعات.

من األوىل هي بزيارة نجاد أحمدي قام القمر، جزر زيارة وبعد

نوعها إىل جيبويت التي توليها إيران أهمية كبرية ملوقعها اإلسرتاتيجي

نفوذ لبناء إيران سعي إطار يف يندرج وهذا األفريقي. الرشق يف

إسرتاتيجي قوي عىل الجانب الغريب من البحر األحمر، يف ظل وجود

عالقات وثيقة لها عىل الجانب الرشقي منه، ما يدعم نفوذها يف مدخل

البحر األحمر الجنويب، مبا له من أهمية بصفته أحد أهم املسارات

التجارية الرئيسة. ويف املؤمتر الصحايف الذي عقد خالل الزيارة، رصح

أحمدي نجاد بإن العالقات بني الدولتني مل تزل يف مهدها، ألن "هاتني

اتفاقيات الطرفان وقع وقد تاريخا مشرتكا". تتشاطران ال الدولتني

3 زيد يحيى املحبيش، "األجندة املتصارعة يف القرن األفريقي"، 9)/)009/1)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://al-mahbashi.blogspot.com/(009/1(/blog-post.html


مركز إعداد اإلفريقية"، والقارة األوسط الرشق بوابة إفريقيا رشق يف إيران 5 "نشاط حزيران/يونيو ،5 العدد أفريقية، قراءات مجلة واإلرهاب، االستخبارات حول املعلومات

010)، ص 108 - 109.

العدد 20


الوفد الطاقة، وعرض استثامر مشرتكة يف عدة مرشوعات يف مجال

اإليراين الذي رافق أحمدي نجاد تقديم املساعدة لجيبويت يف املجال

العلمي والصناعي والهنديس بهدف تطور مشاريع مختلفة يف الدولة،

إضافة إىل ذلك، قدمت إيران لجيبويت قرضا، وقدمت لها املساعدة

إلقامة مركز لإلرشاد املهني(6).

االقتصادية املصالح دالالتها يف تتجاوز اإليرانية الزيارة هذه ولكن

والتجارية املتبادلة بني الطرفني، لتعكس يف حقيقتها طبيعة التوجه

تشمل ودولية، إقليمية تحالفات بناء صوب اإليراين اإلسرتاتيجي

معظم مناطق العامل غري الغريب يف آسيا وأفريقيا وأمريكا الالتينية(7).

إىل إيران دعت عامة، األفريقية بالقارة اإليراين االهتامم إطار ويف

عقد املنتدى الذي سمي مبنتدى "الحوار اإليراين - األفريقي"، والذي

تم عقده يف طهران يف الفرتة 15 - 17 أيلول / سبتمرب 010)، مبشاركة

ممثلون عن دول منهم كان – أفريقية دولة ممثلني ألكرث من 0)

رشق أفريقيا - وعرب هذا املنتدى عن بداية التعاون بني الجانبني يف

التي تجمع بينهام(8). القواسم املشرتكة واملصالح ظل مجموعة من

وألقى الرئيس اإليراين أحمدي نجاد يف هذا املنتدى خطابا دعا فيه

وكرامة الشعوب حرية فيه تصان جديد، عاملي نظام إيجاد إىل

مارسها التي الرقيق وتجارة العبودية إيران استنكار وأكد اإلنسان،

ثروات االستعامرية الدول نهب شجب كام األفارقة، ضد الغرب

أفريقيا(9). وأوضح الرئيس اإليراين أن إيران وأفريقيا يسلكان طريقا

واحدا، ولديهام قواسم مشرتكة، مؤكدا أن خربات إيران وقدراتها، يف

املجاالت العلمية والتقنية واالقتصادية والصناعية والزراعية والثقافية

والصحة والعالج، من شأنها أن تعزز العالقات بني إيران وأفريقيا. كام

دراسات مجلة جيوبوليتيكية"، رؤية أفريقيا: إزاء اإليراين "التوجه خزار، مزبان 6 فهد إيرانية، جامعة البرصة، العدد )1، السنة 011)، ص35.

7 املرجع نفسه، ص 36.

8 “Ahmadinejad opens Iran-Africa summit”, press tv,15/9/(010, accessed 15/3/(016, at:http://edition.presstv.ir/detail.fa/1((((6.html

9 خزار، ص 36.

وصف وزير الخارجية اإليراين منوشهر متيك القمة بأنها خطوة مهمة

الستكشاف طرق جديدة لتعزيز العالقات مع الدول األفريقية، وال

سيام يف مجاالت األمن والصحة، واصفا إيران بأنها "رشيك إسرتاتيجي"

ألفريقيا(10). ونتيجة لجهد إيران لتعزيز الروابط والتعاون مع أفريقيا،

أظهرت لقد مراقب، عضو بصفة األفريقي االتحاد يف قبولها تم

حضورا نشطا يف اجتامعات قمة االتحاد األفريقي، وتم اعتامدها أحد

الرشكاء اإلسرتاتيجيني(11).

وقد تعددت أهداف إيران من عقد هذا املنتدى، ويف مقدمة هذه

األهداف حشد تأييد أفريقي يف مواجهة املخططات األمريكية الرامية

إىل عزل إيران وتطويقها وحصارها بعد فرض العقوبات االقتصادية

متنفس إيجاد محاولة أيضا اإليرانية األهــداف بني ومن عليها.

اقتصادي لخرق الحصار االقتصادي، وذلك باسترياد منتجات أفريقية،

يف خاصة األفريقية، السوق إىل اإليراين الصناعي اإلنتاج وتصدير

العمل عن فضال هذا الطبية. واملعدات واألدوية السيارات مجال

التضامن وإظهار اإليرانية، العسكرية للصناعات سوق إيجاد عىل

اإليراين مع القضايا األفريقية()1). ونعرض يف ما ييل بالتفصيل ملظاهر

التغلغل اإليراين يف دول رشق إفريقيا:

1. أوغندارشق يف بعينها دول مع عالقات إقامة عىل إيران جهد يقترص مل

وجهها وولت املنطقة، هذه دول معظم إىل متددت فقد أفريقيا،

شطر دولة أوغندا وأقامت معها عالقات وطيدة للغاية. وكان هناك

الرسمية، الزيارات تبادل يف خاصة الدولتني بني التفاعل من نوع

بزيارته رافسنجاين استهلها وقد الرؤساء، مستوى عىل وتحديدا

التجارة مجال يف للتعاون اتفاقيات عدة خاللها وعقد أوغندا،

والكهرباء، الزراعة، مجاالت يف املشرتكة واالستثامرات واالقتصاد،

واملياه، واملعادن، والنفط، والربيد، واالتصاالت، والنقل، والتعليم(13).

وسار عىل نهج رافسنجاين خليفاه محمد خامتي ومحمود أحمدي،

يف زيارة أوغندا()1). وهو ما يدل عىل أهمية أوغندا يف اإلسرتاتيجية

10 “Iran and Africa seek a new world order: Ahmadinejad”, Mehr News Agency (MNA), 1(/9/(010, accessed 15/3/(016, at:https://www.highbeam.com/doc/1G1-(3717(951.html

11 سها إسامعيل محمد، "الدور اإليراين يف أفريقيا ()01)-013))"، التقرير اإلسرتاتيجي البحوث مركز (محرران)، الفتاح عبد ونادية قنصوه صبحي ،2013 / 2012 األفريقي

األفريقية، معهد البحوث والدراسات األفريقية، جامعة القاهرة، (يوليو )01))، ص 65).

12 خزار، ص 35.

13 املرجع نفسه، ص 9).

14 “State Minister Lauds Uganda-Iran Relations,” Nam News Network, 11/(/(013, accessed 15/3/(016, at:http://www.namnewsnetwork.org/v3/read.php?id=MjIwOTc5



اإليرانية المتالك نفوذ قوي يف رشق أفريقيا خاصة، وأفريقيا عامة.

أدى فقد اإليراين، االهتامم بذلك أوغنديا ترحيبا نجد املقابل، ويف

أربع مرات يف إيران إىل زيارة يويري موسيفيني األوغندي الرئيس

السنوات الـعرشين املاضية، كانت أخرها يف آب / أغسطس )01)،

أثناء عقد مؤمتر حركة عدم االنحياز يف طهران.

بأوغندا املستويات كافة، فقد زار وزير اإليراين كام شمل االهتامم

،(010 آذار / مــارس 5 يف أوغندا متيك منوشهر اإليراين الخارجية

وعرض عىل نظريه األوغندي سام كوتيسا استعداد طهران ملزيد من

واالقتصادية السياسية املجاالت يف كمباال مع العالقات يف التوسع

والثقافية. وقال دبلومايس إيراين كبري إن املراكز االقتصادية اإليرانية

والقطاع الخاص عىل استعداد لرفع مستوى التعاون، وزيادة التبادل

االقتصادي مع أوغندا. وقال املستثمرون اإليرانيون إنهم عىل استعداد

لتوسيع العالقات االقتصادية مع الدول األفريقية كافة وأوغندا عىل

وجه الخصوص، وهو ما رحب به كوتيسا، وطلب من إيران التعاون

بصفة خاصة يف القطاع الصحي(15).

ويف اآلونة األخرية، كانت أبرز مظاهر النفوذ اإليراين يف أوغندا زيارة

قائد الرشطة اإليرانية، العميد إسامعيل أحمدي مقدم، مدينة نجورا

الزيارة هذه استمرت وقد )1 ترشين األول / أكتوبر )01)، يف

خمسة أيام، متخض عنها توقيع مذكرة تفاهم مع الرشطة األوغندية،

التفاهم "مذكرة أن وأوضح الجرمية. مكافحة عىل قدرتها لتعزيز

تبحث مختلف مجاالت التعاون، يف ما يتعلق بحفظ األمن والنظام

بتدعيم يهتم البلدين كال أن إىل الفتا الجرمية، ومكافحة العام،

التعاون يف مجاالت تعزيز القدرات التقنية، وتبادل املعلومات(16).

15 “FM: Tehran ready for cooperation for peace in east Africa”, AFRAN, 1(/7/(01(, accessed 15/3/016, at:http://www.afran.info/modules/article/view.article.php/85

16 Nicholas Wassajja, “Iran, Uganda to partner in combating crime”, New Vision, (0/10/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://www.newvision.co.ug/new_vision/news/131(666/iran-uganda-partner-combating-crime

أن - األوغندية للرشطة العام املفتش كايهور كايل الجرنال ورصح

مكافحة يف األوغندية الرشطة تدريب إيران من طلبت أوغندا

اإلرهاب، والجرمية التي تزداد بصفة تهدد أمن املنطقة؛ وذلك ألن

مبكافحة يتعلق ما يف الطليعة، يف البلدان من واحدة باتت إيران

أوغندا عىل تدريب قواتها إيران مع اتفقت املخدرات. كام جرائم

الرشطية وتجهيزها، وبناء مركز طبي بتكلفة 1.5 مليون دوالر لتوفري

الخدمات الطبية للضباط(17).

2. كينياإيران أن النفوذ والتغلغل اإليرانيني يف كينيا، فالدليل عليه أما عن

كان لها اهتامم خاص بعالقاتها مع كينيا منذ عهد الرئيس رافسنجاين؛

ألنها أكرث الدول استقرارا يف رشق أفريقيا، هذا فضال عن وجود مجال

لالستثامرات املضمونة. وخالل زيارة رافسنجاين، وقع الجانبان مذكرة

تفاهم تناولت أوجه التعاون بينهام يف املجاالت االقتصادية والثقافية

والصحية والسياحة. كام تم االتفاق بني الجانبني عىل تشكيل لجنة

متخصصة منبثقة عن اللجنة االقتصادية املشرتكة. وبناء عىل مذكرة

التفاهم املذكورة، أعلن رافسنجاين أن إيران مستعدة إلقامة معارض

الصناعية املنتجات وتصدير كينيا، يف تجارية وغرف متخصصة

واآلالت الزراعية وقطع الغيار، وكذلك املواد الكياموية والتجهيزات

الكهربائية واالتصاالت، مقابل استرياد إيران السكر والقهوة والشاي

والذرة واللحوم والجلود والشحوم من كينيا(18).

وخالل عهد الرئيس اإليراين السابق أحمدي نجاد، أدى رئيس الوزراء الكيني

رايال أودينجا زيارة إىل طهران يف شهر آذار / مارس 011)، وقابل الرئيس

أحمدي نجاد، وقال إن إيران وكينيا لديهام مجاالت واسعة للتعاون، وأنهام

العاملية التطورات التعاون بينهام، خاصة يف ضوء حريصتان عىل تعزيز

الجارية. وأشار إىل أن إيران وكينيا من املمكن أن تتخذا خطوات فعالة يف

تعزيز عالقاتهام الثنائية من خالل مزيد من التعاون يف املجاالت االقتصادية

والسياسية والثقافية. كام قال رئيس الوزراء الكيني رايال أودينجا إن كينيا

العالقات يف جميع لتوسيع أفريقيا، وتسعى متثل مركزا تجاريا يف رشق

املجاالت االقتصادية والسياسية مع إيران(19).

17 Stephen wandera, “Kayihura wants Iran to train Uganda Police”, The Daily Monitor, 16/10/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://www.monitor.co.ug/News/National/Kayihura-wants-Iran-to-train-Uganda-Police/-/68833(/((88586/-/(63e3a/-/index.html

18 خزار، ص 8) - 9).

19 “Iran, Kenya has broad areas for cooperation”, blog Indonesia Katami, 7/3/(011, accessed 15/3/(016, at:https://blogindonesiakatakami.wordpress.com/(011/03/07/iran-kenya-has-broad-areas-for-cooperation/

العدد 20


البلدين، وقد عقدت اجتامعات عىل مستوى نواب وزراء الخارجية يف

عام يف نريويب يف ثانيها كان بينام ،(010 عام يف طهران يف أولها كان

)01)، وقد رصح خالله وكيل وزارة الخارجية الكينية ثويتا موانغي يف

النووي إيران برنامج كليا تدعم كينيا بأن 6) نيسان / أبريل )01)،

األفريقية للشؤون اإليراين الخارجية وزير نائب دعا حني يف السلمي.

والرشق األوسط، حسني أمري عبد اللهيان، إىل توسيع العالقات السياسية

والربملانية واالقتصادية والثقافية والتعاون بني البلدين، ال سيام يف شأن

العمل عىل عىل الجانبان واتفق الكربى. والدولية اإلقليمية التطورات

استكشاف مجاالت جديدة للتعاون، يف ظل مكانة إيران وكينيا ودورهام

الذي يدعم دورهام يف أفريقيا، األمر يف منطقة الرشق األوسط ورشق

حل القضايا اإلقليمية(0)).

ويف 30 أيار / مايو )01)، وصل النائب األول للرئيس اإليراين محمد رضا

رحيمي إىل العاصمة الكينية نريويب، رافقه يف هذه الجولة وفد سيايس

خمسة استمرت أفريقية، جولة مستهل يف املستوى، رفيع واقتصادي

أيام شملت كينيا وتنزانيا وإقليم زنجبار. أسفرت هذه الزيارة عن توقيع

إيران وكينيا ثالث مذكرات تفاهم وبيانا مشرتكا، بهدف تنمية العالقات

الثنائية والتعاون املشرتك بني البلدين وتعزيزها يف مجال الجامرك وقطاع

الكهرباء ونقل املياه والحد من االزدواج الرضيبي. كام أصدر الجانبان بيانا

مشرتكا وقعه رحيمي وأودينجا لتعزيز التعاون بني البلدين، وتعاونهام

يف املنظامت الدولية، ومكافحة غسل األموال، والتعاون يف مجال النقل،

وتحقيق التوازن التجاري بني البلدين، ودعم االستثامرات املشرتكة. كام

التقى رحيمي الجالية اإليرانية والشيعة املقيمني يف كينيا وتنزانيا(1)).

3. تنزانياففي اإليرانية، التحركات عن بعيدة األخرى هي تنزانيا تكن ومل

أيلول / سبتمرب 011)، عينت جمهورية إيران محسن موحدي قمي

وقد .(EAC) أفريقيا لتجمع رشق لها تنزانيا، وممثال لها يف سفريا

أعرب ريتشارد سيزيبريا أمني عام تجمع دول رشق أفريقيا عن رغبة

دول تجمع رشق أفريقيا EAC وتطلعها إىل العمل مع إيران لدفع

20 “Kenya fully backs Iran’s "peaceful" nuclear program”, Islamic Republic of Iran, Ministry of Foreign affairs, (8/(/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://dhaka.mfa.ir/index.aspx?fkeyid=&siteid=3&pageid=(0(3&newsview=(35(( ; “Iran- Kenya cooperation will promote intl. peace, security'”, Press TV, (6/(/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://(17.(18.67.((9/detail/(01(/0(/(6/(38188/iran-kenya-ties-boost-peace/

الثنايئ"، التعاون لتعزيز مشرتك وبيان تفاهم مذكرات ثالث توقعان وكينيا 21 "إيران ايسنا (طهران) ، 5/30/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://isna.ir/ar/print/91031006610

(ويكيليكس) وثائق إحدى كشفت وقد بينهام())). التعاون أوجه

استخباراتيا من سفارتها تقريرا تلقت املتحدة الواليات أن املرسبة

سويرسيا دبلوماسيا أن السابقة"، تنزانيا "عاصمة السالم، دار يف

يذكر أن رشق أفريقيا هي نقطة عبور رئيسة لليورانيوم املهرب إىل

تنزانيا عن طريق رشكتني الكونغو مير من يورانيوم أن إيران، ذلك

سويرسيتني للشحن ثم يصل إىل إيران. وهذا ما رصح به برينل دييل

القائم باألعامل يف بعثة الواليات املتحدة بدار السالم للمسؤولني يف

عرب متر اليورانيوم شحنات بأن أيلول / سبتمرب 006)، يف واشنطن

ميناء دار السالم يف طريقها إىل إيران(3)).

دول مع ثنائية اتفاقات عقد عىل ــراين اإلي النشاط يقترص ومل

إىل امتد بل فيها، األفريقية املنظامت أو أفريقيا رشق منطقة

سواحل أمام البحرية القرصنة ظاهرة مواجهة يف بدور االضطالع

محبوب به أشــاد ــذي ال ــدور ال وهــو األفريقي. القرن منطقة

املعنية الدولية الحكومية للهيئة التنفيذي السكرتري معلم

"جيبويت ، السودان ، جنوب دول تضم IGAD، والتي بالتنمية

هذا ووصف السودان ، الصومال ، كينيا ، أوغندا ، إثيوبيا ، إريرتيا"،

الدور بأنه ميثل مصدرا للسالم واالستقرار يف منطقة القرن األفريقي())).

وبهذا الترصيح من مسؤول يف منظمة تضم بني أعضائها معظم دول رشق

أفريقيا، نقول إنه قد أصبح لدى الجمهورية اإليرانية "صالحية تامة"، متكنها

ليس من ضامن نفوذ يف رشق أفريقيا فحسب، بل أيضا يف القارة األفريقية

بأكملها. ومل ال؟ فقد أصبح لدى إيران نفوذ قوي عىل البحر األحمر ورشق

أفريقيا، بات يهدد األمن القومي الخليجي بل واملرصي أيضا.

ولذا، تويل إيران دول أفريقيا الرشقية أهمية خاصة يف الوقت الحارض

واسعا مرتعا الرشقية أفريقيا يف ترى إيران أن ذلك املستقبل، ويف

سيام وال واقتصادية، وعسكرية سياسية بنشاطات للقيام وخصبا

الدول التي تطل عىل امتداد البحر األحمر ويف مقدمتها السودان(5)).

22 “East Africa: Iran Appoints Envoy to EAC”, allAfrica, 7/9/(011, accessed 15/3/(016, at:http://allafrica.com/stories/(01109080((0.html

23 Peter Leftie, “Nation Linked to Illegal Exports of Uranium to Iran”, DAILY NATION , (0/1(/(010, accessed 15/3/(016, at:http://bit.ly/1TiQGow

24 “IGAD chief says Iran's presence in Horn of Africa is a source of peace”, Embassy of Islamic Republic of Iran, Pretoria, 30/1(/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://pretoria.mfa.ir/index.aspx?fkeyid=&siteid=(00&pageid=8738&newsview=3(1181

25 خزار، ص 0).



4. السودان)2)(تجتهد إيران لتقوية عالقاتها بالدول األفريقية التي تطل عىل البحر

تأسيس يف ملساعدتها وذلك وإريرتيا، السودان بينها ومن األحمر،

وجود بحري فعال يف البحر األحمر، يقودها إىل تهديد األمن القومي

الخليجي واملرصي معا.

الخارجية السياسة السودان يف الذي يطرح: ما هو موقع والسؤال

اإليرانية؟ ومتى نشأت العالقات بني الدولتني؟

ولإلجابة عن هذا السؤال، سنوضح مظاهر النفوذ اإليراين يف السودان

عىل األصعدة السياسية واالقتصادية والثقافية والعسكرية، وذلك من

اتفاقيات عنها من ينتج وما الدولتني، بني املتبادلة الزيارات خالل

مهمة تعزز هذا النفوذ.

تحظى الدولة السودانية مبكانة مهمة يف أجندة اهتاممات السياسة

الخارجية اإليرانية؛ وذلك ملا تتمتع به من موقع إسرتاتيجي متميز

يف الرشق األفريقي. فهي جزء من العامل العريب وذات ارتباط خاص

مبرص، إضافة إىل أنها متثل البوابة الخلفية ألفريقيا جنوب الصحراء

وشامل أفريقيا(7)). ولذا، رأت يف السودان نقطة االنطالق بالنسبة إىل

إيران يف اهتاممها بالقارة األفريقية(8)).

إىل عام 1989، عندما اإليرانية - السودانية العالقات نشأة وترجع

يف السلطة - الدموي غري انقالبه بعد - البشري عمر الرئيس توىل

السودان، إذ رحبت إيران بهذا االنقالب، وأرسلت إىل النظام السوداين

الجديد املساعدات العسكرية وإمدادات النفط(9)).

ابتعاد يف ومتثلت مؤخرا جرت التي املهمة التطورات قبل الورقة هذه 26 كتبت السودان عن إيران. فقد قامت الحكومة السودانية بإغالق املراكز اإليرانية يف البالد وطرد إثر إيران يف السعودية القنصلية عىل االعتداء وعقب .(01( أيلول سبتمرب/ يف موظفيها تنفيذ حكم اإلعدام يف رجل الدين الشيعي منر باقر النمر، قطع السودان يف كانون الثاين/

الحزم إيران، وانضم، عقب ذلك، إىل تحالف عاصفة الدبلوماسية مع يناير 016)، عالقاته بقيادة السعودية ملحاربة الحوثيني وإعادة الحكم الرشعي يف اليمن، وأرسل طائرات ولواء

من القوات للمشاركة يف العمليات.

املبحث القومي، األمن عىل وأثره األجنبي والتغلغل النيل حوض دول يف 27 "الرصاع السابع: الدور اآلسيوي يف دول حوض النيل"، موسوعة مقاتل من الصحراء، اإلصدار السابع

عرش 016)، شوهد يف 016/3/15)، يف:http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia(/SraaHwdNil/sec10.doc_cvt.htm

28 أسامء عبد الفتاح، "إيران تعزز عالقاتها مع السودان وسط مخاوف غربية خليجية"، البديل، 013/9/19)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://elbadil.com/?p=515737

29 “Sending our warships to Sudan shows our international power”, Jerusalem Post, 17/1(/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://www.jpost.com/Iranian-Threat/News/Sending-warships-to-Sudan-shows-our-intl-power

املجاالت البلدين يف بني تعاون تأسيس تم عام 1990، وبداية من

بني التفاعالت أبرز وكانت والثقافية(30). واالقتصادية العسكرية

السودان رافسنجاين األسبق هاشمي اإليراين الرئيس زيارة الدولتني

يف عام 1991، وقد وقعت خاللها اتفاقيات مختلفة(31). وخالل هذه

الزيارة تعهد رافسنجاين بزيادة املساعدات املالية إىل الخرطوم لتصل

إىل 17 مليون دوالر()3). وعىل إثر تلك الزيارة، بدأت منظمة التنمية

اإليرانية العمل يف السودان يف مجال إنشاء الطرق واملستشفيات، ويف

املشاريع الزراعية(33).

ولذا، ميكن القول إن االنفتاح اإليراين عىل أفريقيا ارتبط بعهد الرئيس

رافسنجاين، فقد كانت زيارته تلك حدثا محوريا بالنسبة إىل السودان

اإلسالمي الجديد. وتكررت زيارة رافسنجاين للسودان، عام 1996 يف

أفريقيا جنوب وشملت األفريقية، الدول من عدد يف جولته إطار

وكينيا وأوغندا وتنزانيا وزميبابوي، وكانت تتحرك يومها وفقا لفلسفة

"سياسة البناء" التي بدأها رافسنجاين()3).

ومن مظاهر هذا النفوذ اإليراين نجد أنه بحلول عام )199، كانت

الثوري الحرس فيالق من بـ 000) يقدر ما السودان يف تتمركز

الدفاع قوات لتدريب العسكريني(35)، املستشارين وبعض اإليراين،

الشعبي السودانية(36). وعالوة عىل ذلك، قدمت إيران إىل السودان

مساعدات عسكرية تقدر بـ 0) مليون دوالر من الذخرية واألسلحة،

مبا يف ذلك قطع املدفعية، وبطاريات مضادة للطائرات(37). ويف عام

1993، قدمت إيران عربات مدرعة ومدفعية ثقيلة وأجهزة رادار(38).

الربملان رئيس زيارة تلتها رافسنجاين، اإليراين الرئيس زيارة وبعد

اإليراين األسبق عىل أكرب ناطق نوري السودان يف نيسان / أبريل 1995.

وقد شهدت هذه الزيارة توقيع سلسلة من االتفاقيات الثنائية بهدف

تعزيز العالقات بني البلدين. وشملت اتفاقا يسمح إليران باستخدام

املرافق البحرية يف ميناء السودان، واستئناف املساعدات العسكرية

إىل السودان "مبا يف ذلك تدريب األفراد العسكريني"، وإنشاء املراكز

30 Joanna Paraszuk, “Iran still courting Sudanese leaders”, The Globe and Mail (Canada), (7/(/1996.

31 ""الرصاع يف دول حوض النيل...".

32 “President: Iran and Sudan capable of defeating enemies” , High Beam Research, ((/9/(010, accessed 15/3/(016, at:https://www.highbeam.com/doc/1G1-(38091639.html

33 Paraszuk.

34 عبد الفتاح.

35 Paraszuk.

36 Ibid.

37 Ibid.

38 “Sending our warships …”.

العدد 20


الثقافية يف السودان لتعزيز قيم الثورة اإلسالمية، وتبادل املعلومات االستخباراتية، والتوسع يف السياحة بني الدولتني(39).

وقد ازداد التقارب بني الدولتني، نتيجة العقوبات التي فرضتها الواليات املتحدة عليهام، ووجدت أوجه متعددة للعالقات بينهام مثل األمنية ترشين األول / أكتوبر )00)، ففي واالقتصادية(0)). والسياسية عهد الخرطوم(1))، وخالل األسبق محمد خامتي اإليراين الرئيس زار الخارجية السياسة اهتمت نجاد أحمدي محمود السابق الرئيس وزير شدد 5) نيسان / أبريل 006)، ففي بالسودان، اإليرانية الخارجية وزير مقابلته خالل - متيك منوشهر اإليراين الخارجية السوداين السابق الم أكول - عىل أهمية تعزيز العالقات مع السودان املستوى رفيعي مسؤولني بني للزيارات املنتظم التبادل خالل من من البلدين. كام أعرب الوزير السوداين عن دعم بالده برنامج إيران النووي السلمي، وأشاد متيك بالعالقات بني الخرطوم وطهران، داعيا فقد واالقتصادي()))، والثقايف الصناعي األمثل الثنايئ التعاون إىل بلغت التجارة الثنائية بني إيران والسودان 3) مليون دوالر يف 006). ورصح السفري اإليراين يف الخرطوم – يف ذلك الوقت - رضا أمريي بأن هذه التجارة ستزيد إىل 70 مليون دوالر. كام شاركت إيران يف العديد من مرشوعات التنمية يف السودان، مبا يف ذلك مرشوع معالجة املياه

ومرشوع توليد الطاقة الكهربائية(3)).

الثاين / يناير كانون يف إيران بزيارة السوداين الدفاع وزير قام كام للسودان الرئيسيني املزودين من كانت إيران بأن ورصح ،(007بالسالح ملواجهة حركات التمرد، ووقع البلدان مذكرة تعاون تضمنت إنشاء مرشوعات مشرتكة، وإنشاء لجنة اقتصادية مشرتكة تكون إطارا مؤسسيا، وإعطاء إيران مميزات يف ميناء بورتسودان())). ويف ترشين األول / أكتوبر 008)، رصح السفري السوداين يف طهران، سليامن عبد التواب Sulayman Abdut-Tawwab، يف مقابلة مع الرئيس اإليراين

محمود أحمدي نجاد، بزيادة التجارة الثنائية بني البلدين(5)).

وخالل عهد الرئيس أحمدي نجاد، ازداد التعاون الثنايئ بني البلدين ليشمل القضايا النووية واالقتصادية والعسكرية، فقد "أعلنت إيران ويف السوداين"(6)). الجيش وتزويد ومتويل تدريب يف رغبتها عن

39 Paraszuk.

40 "الرصاع يف دول حوض النيل...".

41 "نشاط إيران...".

42 Ariel Farrar-Wellman, “Sudan-Iran Foreign Relations”, Irantracker, 17/1/(010, accessed 15/3/(016, at:http://www.irantracker.org/foreign-relations/sudan-iran-foreign-relations

43 “President: Iran and Sudan …”.

44 "الرصاع يف دول حوض النيل...".


46 Ibid.

آذار / مارس 008)، وقعت الدولتان اتفاقية التعاون العسكري التي

الجيش أيدي ضباط السودانيني عىل بتدريب فيها طهران تعهدت

واالستخبارات اإليرانية(7)).

سابقا، إليه أرشنا والذي اإليراين، – األفريقي املنتدى وعىل هامش

السوداين الخارجية وزير ومثلها املنتدى ذلك يف السودان شاركت

اإليراين أحمدي نجاد وقال: الرئيس استقبله الذي أحمد عيل كريت

عميقة عالقات الشقيقة السودان ودولة إيران بني العالقات "إن

وإسرتاتيجية، وأن إيران ستدافع عن حقوق الدولة السودانية يف كل

مكان". ومن جانبه رصح كريت: "أن السودان يدافع عن حق إيران يف

استخدام التكنولوجيا النووية السلمية". كام رصح مسؤول دبلومايس

سوداين كبري بأن العالقات بني إيران والسودان ممتازة للغاية، وأضاف

بأن هناك توقعات كبرية بتعزيز العالقات الثنائية أكرث فأكرث مستقبال

وتشمل العالقات االقتصادية والتجارية أيضا(8)).

وهكذا، بعد متتني هذه العالقات الوطيدة بني الدولتني عىل األصعدة

هو ما السؤال يبقى جميعها، والعسكرية واالقتصادية السياسية

املوقف السوداين من امللف النووي اإليراين؟

أيدت السودان دامئا برنامج امللف النووي اإليراين، فقد أعلن الرئيس

للعامل كبريا نرصا يعد اليورانيوم تخصيب إيران إنهاء أن السوداين

اإلسالمي، ودعم حق إيران يف امتالك برنامج نووي سلمي، بل وكرر

وآذار / مارس 008)، ˛ يف أخرى مرة الدعم هذا السوداين الرئيس

الضغوط تزايد من الرغم وعىل النووي. إيران برنامج دعمه وأكد

النووي، الربنامج اإليراين القانونية لوقف األمريكية – اإلرسائيلية غري

فقد ظهر دعم سوداين مرة أخرى يف كانون األول / ديسمرب 009)،

أثناء مقابلة بني وزير الخارجية اإليراين متيك منوشهر ونظريه السوداين

دينج ألورDeng Alor ومستشار الرئيس السوداين مصطفى عثامن

القضية دعم هو األسايس "موقفنا أن: ألور أعلن فقد إسامعيل،

النووية اإليرانية ونحن نقف دامئا مع إيران"(9)).

الخارجية السياسة أجندة يف كربى أهمية للسودان كانت ولذا،

اإليرانية، فقد شهدت العاصمة السودانية استقبال رؤساء الجمهورية

اإليراين الرئيس إىل وصوال وخامتي رافسنجاين من بدءا اإليرانية

وصل األول / أكتوبر 011)، ترشين ففي نجاد. أحمدي محمود

نجاد إىل الخرطوم، ورصح بأن السودان ترضرت كثريا بسبب األزمة

47 “Sending our warships…”.

48 “Ahmadinejad: Iran-Sudan ties brotherly and strategic”, Iran English radio, 15/9/(010, accessed 15/3/(016, at:http://english.irib.ir/component/k(/item/655(0-ahmadinejad-iran-sudan-ties-brotherly-and-strategic




للرئيس الكبري الداعم متثل إيــران ستظل ولكن االقتصادية(50)، السوداين عمر حسن البشري الذي يواجه اتهاما من املحكمة الجنائية وقال دارفور، يف جرائم حرب ارتكب بأنه زعمهم بسبب الدولية، رصح كام وأكرث". أكرث السودان مع العالقات توسيع "نريد أيضا: نجاد عقب لقائه البشري: "السودان وإيران ستقفان سويا للدفاع عن الكيان اإلسالمي"، يف حني رصح الرئيس السوداين عمر البشري: "بأن

السودان تدعم برنامج إيران النووي"(51).

تحت العالقات تلك ووضعت اإليراين، السوداين - التقارب وازداد املجهر خاصة يف ترشين األول / أكتوبر )01)، عندما رست سفينتان لإلعالم ووفقا السوداين()5). بورتسودان ميناء يف إيرانيتان حربيتان السفينة تشمل إيرانية بحرية قوة وصلت فقد اإليراين، الرسمي

عام يف السودان عىل ومالية وتجارية اقتصادية عقوبات املتحدة الواليات 50 فرضت تنظيم إيواء مؤسس ذلك مبا يف اإلرهاب تدعم بأنها السودانية الحكومة واتهمت ،1997الرئيس املرصي اغتيال القاعدة أسامة بن الدن يف منتصف 1990، بل والتورط يف محاولة األسبق حسني مبارك يف عام 1995، ويف عام 1998 قصفت صواريخ كروز األمريكية مصنع املتحدة الواليات وضعت كام القاعدة، بتنظيم صلة ذو بأنه الشتباهه بالخرطوم األدوية الراديكاليني انطالق مركز بوصفها إيران بعد الثانية املرتبة يف السودان دولة األمريكية

اإلسالميني الذين هددوا مصري حكومات الدول املجاورة املوالية للواليات املتحدة، انظر:Josef Federman, “Israel keeps silent on mysterious Sudan airstrike”, yahoo News, (5/10/(01(, viewed 15/3/(016, at:http://yhoo.it/1T5XQx(; David B. Ottaway, “U.S. Eased Law On Terrorism To Aid Oil Firm; Exemption Let Occidental Seek Major Deal in Sudan”, The Washington post, (3/1/1997.

51 “Iran wants to help Sudan with infrastructure”, DefenceWeb, (7/9/(011, accessed 15/3/(016, at:http://bit.ly/(0zqyFJ

أيلول / سبتمرب السفينتان موجودتني يف خليج عدن والبحر األحمر منذ تلك 52 كانت الصومالية. القرصنة للتغلب عىل الدويل البحري املجهود إيران يف إطار مشاركة )01) يف وكانت زيارة السفن الحربية اإليرانية ميناء بورتسودان بعد مرور قرابة أسبوع عىل وقوع تفجريات يف مصنع الريموك السوداين، فقد اتهمت السودان إرسائيل بأنها وراء الغارات الجوية التي تسببت يف انفجار هذا املصنع والحريق الذي اندلع فيه. كام رصح وزير اإلعالم السوداين أحمد بالل عثامن أن التقنية العالية التي استخدمت يف هذا الهجوم ال متتلكها أي دولة يف املنطقة غري إرسائيل، فقد تم تعطيل الرادارات يف مطار الخرطوم قبل الهجوم بالطائرات. وأن اإلرسائيليني قد أعربوا سابقا بأن هذا املصنع يهدد مصالحهم اإلسرتاتيجية والداخلية، األمر الذي يدلل عىل تورط إرسائيل يف ذلك االنفجار. يف حني أن رئيس الوزراء اإلرسائييل بنيامني نتنياهو رفض التعقيب عىل الحادث يف مؤمتر صحايف مع رئيس الوزراء اإليطايل ماريو مونتي، ولكن موشيه يعلون خرج عن صمته واتهم السودان بأنها قاعدة مهمة للمتشددين اإليرانيني من العديد أن إرسائيليون ادعى مسؤولون كام واإلرهاب. الفوىض لنرش القاعدة وتنظيم األسلحة التي تستخدمها حركة املقاومة حامس تحصل عليها بطرق ملتوية تبدأ من ميناء بندر عباس اإليراين، ومتتد عرب ديب ومنها إىل السودان، ثم تصل إىل غزة عرب األنفاق املوجودة محاولة يف األنفاق هذه الستهداف إرسائيل تسعى ولذا سيناء، صحراء يف األرض تحت للتصدي لتدفق هذه األسلحة، وكل هذه شواهد تدلل عىل أن الكيان الصهيوين متورط يف

حادث انفجار مصنع الريموك ظنا، انظر:Mike Pflinz, “Iranian warships dock in Sudan after alleged Israeli airstrikes; The visit has put Sudan's links to Iran under closer scrutiny”, The Christian Science Monitor, 30/10/(01(, viewed 15/3/(016, at:http://www.csmonitor.com/World/Africa/(01(/1030/Iranian-warships-dock-in-Sudan-after-alleged-Israeli-airstrikes; Salah Khalil; “Blaming Sudan”, Al-Ahram Weekly, 7/8/(01(, viewed 15/3/(016, at:http://weekly.ahram.org.eg/News/6915/19/Blaming-Sudan.aspx

ما األحمر، البحر ساحل يف السودان إىل نقدي" "الشهيد الحربية

وقد وطهران. الخرطوم بني العالقات تعزيز حول تساؤالت يثري

اإليرانية البحرية مصادر عن Press TV اإليرانية املحطة نقلت

قولها إن هدف الزيارة: "تبليغ رسالة سالم وصداقة للدول املجاورة،

اإلرهاب مواجهة املالحي يف والشحن الحركة أمن خطوط وضامن

يف لها بيانا السودانية الحكومة وأصــدرت والقرصنة". البحري

مع اتفاقات أي وجود فيه تنفي 9) ترشين األول / أكتوبر )01)،

إيران لتصنيع األسلحة يف السودان، وقالت: "إن إيران ليست يف حاجة

لحلفائها"(53). أو لها ذلك كان سواء السودان، يف تصنعه إىل سالح

الدفاع وزارة يف واألمنية السياسية الهيئة رئيس علق ولذلك

اإلرسائيلية عاموس جلعاد عىل هذا الحدث قائال: "إن السودان كان

دامئا قاعدة عملياتية لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن الدن،

والنظام السوداين مدعوم من إيران، وأراضيه تشكل نقطة عبور من

خالل األرايض املرصية لنقل أسلحة إيرانية إىل الجامعات املسلحة يف

الرشق األوسط عرب أراضيها إىل غزة ولبنان"()5).

ويف 8 كانون األول / ديسمرب )01)، رسا أسطول من البحرية اإليرانية يف

ميناء بورتسودان، بعد أن مر عرب مضيق باب املندب اإلسرتاتيجي وأنجز

البحرية للقوات العامة العالقات مكتب قال األحمر. البحر يف مهمته

البحرية قادة كبار مع لقاء عقدوا اإليراين األسطول قادة إن اإليرانية

السودانية بالفعل، وتوصلوا إىل مزيد من التوسع يف التعاون العسكري بني

إيران والسودان. كام شكر السفري اإليراين يف الخرطوم ترحيب السودان

عدن، خليج يف السفن عبور عىل القراصنة ميثله الذي املتزايد الخطر أحدث 53 لقد متعددة واملؤسسات الدول من عدد قام مدار 008)، فعىل دولية غري مسبوقة، استجابة املتحدة األمم تقوم ولذا القرصنة، خطر ملواجهة باملنطقة بحرية قوات بنرش الجنسيات عدة بإجراء الوطنية الحكومات من كبري وعدد األطليس شامل وحلف األورويب واالتحاد منطقة يف - األطراف متعددة أو أحادية كانت سواء - منفصلة بحرية أمنية عمليات الحكومات تطالب التي القرارات من العديد األمــن مجلس تبنى وقد عــدن. خليج التدابري الالزمة ملواجهة القرصنة اإلقليمية. ويف واألعضاء ومنظامت األمن اإلقليمية باتخاذ كانون األول / ديسمرب 008)، قام االتحاد األورويب بتنظيم "عملية أتالنتا" يف املقام األول من وكان حلف شامل إليهم. للصوماليني وضامن وصولها الغذائية الشحنات عن الدفاع أجل األطليس قد قام قبل ذلك مبهمة لها نفس الهدف نفسه، كام أرسل مؤخرا أسطوال آخر يكرر عملية أتالنتا. وبالتوازي مع هذه املهامت التي تقوم بها منظامت دولية، أطلقت العديد من الحكومات الوطنية مبادراتها الخاصة، وتقوم هذه السفن الحربية مبراقبة املياه الصومالية إما بتنسيق غري فعال مع األساطيل متعددة الجنسيات التي ينظمها حلف شامل األطليس وفرنسا والدامنارك الصني املشاركة الدول وتشمل مستقلة، بصورة وإما األورويب واالتحاد وأملانيا وبريطانيا العظمى واليونان والهند وماليزيا وباكستان وروسيا وتركيا واململكة العربية السعودية. وقد أعربت حكومات إيران واليابان وكوريا الجنوبية عن نيتها إرسال سفن حربية عدن: خليج القرصنة يف إزاء الدولية الفعل "ردة ويتز، ريتشارد انظر: القراصنة، ملواجهة

مواجهة تحديات القرصنة"، املجلة، ))/009/6)، شوهد يف 016/3/15)، يف:http://www.majalla.com/arb/(009/06/article555606/

54 "سفن حربية إيرانية ترسو يف السودان"، RT، 30/10/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:http://bit.ly/1TAIXzT

العدد 20


الجمهورية سفن ووصف الحربية، والسفن اإليــراين باألسطول الحار اإلسالمية البحرية يف السودان بأنها "رشف بالنسبة إليران"(55).

ويف مقابلة مع موقع الدبلوماسية اإليراين، والذي يديره محمد صادق خرازي، اعرتف مستشار وزير الدفاع اإليراين أمري موسوي بأن التعاون العسكري بني البلدين مستمر منذ عقود، وموجود عىل "مستويات مختلفة مبا يف ذلك التدريب والتبادالت العسكرية". وأشار موسوي نهاية يف السودان إىل حربية سفنا قبل من أرسلت إيران أن إىل ترشين األول / أكتوبر، يوما بعد أن اتهمت الخرطوم إرسائيل بشن السودانية. العاصمة يف للذخائر الريموك مصنع ضد جوية غارة و"هذا اإلجراء يدل عىل أن إيران تقف إىل جانب الشعب السوداين

والحكومة يف قتالهم ضد إرسائيل"(56).

وردا عىل سؤال عام إذا كان السودان سيصبح "ساحة معركة جديدة" للرصاع بني إرسائيل وإيران، اعرتض موسوي قائال إن التقارب املتنامي

ا". بني طهران والخرطوم كان فقط "إسرتاتيجي

ومع ذلك، حذر من أن التعاون العسكري املستمر بني الدولتني "ميكن

والواليات إرسائيل أن سيام وال إلرسائيل، تحذير" عالمة يكون أن

يف إيران فـ "وجود املنطقة، يف إيران عزل يف "مستمرتان املتحدة

هذه املياه ميكن أن يشكل تهديدا إلرسائيل". ونفى موسوي أن تكون

طهران تغازل بعالقاتها مع الخرطوم يف توقع فقدان سورية. ورد عىل ذلك بأن "الحكومة السورية ال تزال يف السلطة"(57).

هذا وقد رصح قائد البحرية السوداين الجرنال محمد فضل الله يوم

اإليرانية البحرية القوة وجود بأن 9 أيار / مايو 013)، الخميس

حديثه وىف املنطقة. يف األمن ترسيخ عىل يساعد األحمر البحر يف

للصحافيني بعد اجتامع مع نظريه اإليراين حبيب الله سياري، أضاف

55 “Iranian Warships dock in Sudan, sparking Israeli concern ”, Al Arabya News , 9/1(/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://english.alarabiya.net/articles/(01(/1(/09/(5(116.html

56 “Sending our warships…”.

57 Ibid.

أن الزيارة جاءت متاشيا مع تعزيز العالقات اإلسرتاتيجية بني البلدين

التي سوف تستفيد كثريا. وقال السياري إن إيران والسودان تتمتعان

مبوقع إسرتاتيجي، مضيفا أنه تم توقيع اتفاقات األمن يف باب املندب

وخليج عدن بني البلدين(58).

ويف ثالث زيارة من نوعها يف أقل من عام، رست سفينتان حربيتان

إيرانيتان يف أحد موانئ السودان يف 18 أيلول / سبتمرب 013)، األمر

الذي يربز العالقات الوثيقة بني البلدين، وهو "أمر تنظر إليه دول

الخليج العريب والغرب بريبة". ورد املتحدث باسم الجيش السوداين

"بورتسودان" ميناء السفينتني رستا يف "إن قائال: الحدث ذلك عىل

حني يف رسمية". زيارة الرسو هذا يعد وال والغذاء، باملياه للتزود

قالت وكالة فارس اإليرانية لألنباء: "إن زيارة السفينتني جاءت لتعزيز

العالقات مع الخرطوم"، مضيفة أن "السودان رشيك واضح إليران يف

تعزيز نفوذها يف املنطقة، بينام تتطلع الخرطوم ملساعدات تجارية

وعسكرية". وعىل الرغم من أن زيارات األسطول اإليراين املتكررة أمر

ا إىل ذو تكلفة باهظة، فإن األهداف اإلسرتاتيجية اإليرانية كبرية جد

درجة تجعل إيران ال تبخل بهذا االهتامم(59).

املجاالت مس السودان يف اإليراين النفوذ إن القول ميكن وهكذا،

هذه اتسمت فقد والعسكرية خاصة. كلها، واالقتصادية السياسية

لتعظيم دولة كل خاللها من تسعى مميزة، بطبيعة العالقات

مكاسبها السياسية واالقتصادية والعسكرية. وتطمح إيران إىل تعظيم

نفوذها يف أفريقيا ومواردها الطبيعية من خالل السودان، وترمي إىل

األفريقية. القارة من كبرية نفوذها عىل مساحات وبسط السيطرة

ومن ثم اتخذت إيران الدولة السودانية منصة تنطلق منها إىل القارة

ومرص العريب الخليج لدول القومي األمن وتهدد عامة، األفريقية

خاصة. ولم ال، وقد كان هناك نوع من الثقة وعدم الريبة من جانب

السودان تجاه هذه التسهيالت العسكرية التي حصلت عليها إيران،

واستغالل ميناء بورتسودان ملصلحة األهداف اإليرانية؟

5. إريترياالتجارة مجاالت يف تعاون عالقات وإريرتيا إيران بني لقد جمعت

واالستثامر، إضافة إىل استعداد إيراين للمساعدة يف مجاالت الطاقة

والصناعة والزراعة(60). ومثلت زيارة الرئيس اإلريرتي أسياس أفورقي

يف طهران إىل أفورقي وصل فقد الدولتني، بني العالقات معامل

58 “Sudan's navy commander hails Iran's role in Red Sea security”, Trend news agency, 9/5/(013, accessed 15/3/(016, at:http://en.trend.az/iran/(1(8737.html

59 عبد الفتاح.

60 محمد، ص 68).



19 أيار / مايو 008)، عىل رأس وفد من كبار السياسيني واالقتصاديني،

وأكد الرئيسان نجاد وأفورقي أن إيران وإريرتيا لهام مواقف متقاربة

للغاية يف شأن القضايا اإلقليمية والعاملية املختلفة. وقال املسؤولون

الشعبني مصالح يخدم والتعاون املتبادلة العالقات يف التوسع إن

بإمكانات تتمتعان وإريرتيا إيران أن وأعلنوا واإلريــرتي. اإليراين

واسعة لتعزيز التعاون يف مجال االقتصاد، والطاقة والزراعة والصناعة

واالستثامر. فقد قال الرئيس اإلريرتي إن بالده تريد التعاون مع إيران

يف املجاالت السياسية واالقتصادية وكذلك يف مجال االستثامر والطاقة

والصناعة والزراعة(61). كام أجرى أفورقي محادثات مع رئيس غرفة

إيران للتجارة والصناعة واملناجم محمد نهاونديان حول القضايا ذات

االهتامم املشرتك. وخالل االجتامع، دعا أفورقي إىل توسيع العالقات

االقتصادية بني البلدين، مشريا إىل أن إريرتيا تحاول تشجيع البلدان

األخرى عىل االستثامر فيها. وأعرب أفورقي عن أمله يف زيادة التعاون

االقتصادي بني البلدين، "وأشار إىل أن السلع اإليرانية يتم تصديرها

إىل إريرتيا عرب دول أخرى، داعيا إىل استرياد البضائع اإليرانية مبارشة

البلدين"()6)، العالقات بني إيران. كام دعا نهاونديان إىل تعزيز من

مجاالت يف البلدين بني التعاون لتعزيز اتفاقيات وقعت ثم ومن

التجارة واالستثامر(63).

الرئيس وصف اإليــراين، النووي ملف من اإلريرتي املوقف وعن

اإلريرتي طموحات إيران النووية بأنها "مصدر الفرح والسعادة لنا".

وكانت تقارير، ومعظمها غري مؤكدة، تفيد أن البلدين قد توصال إىل

اتفاقية أمنية تتضمن عسكرة نقاط التفتيش يف مضيق باب املندب.

61 Jeffrey A. Lefebvre, “Iran in the Horn of Africa: Outflanking U.S. Allies,” Middle East Policy Council, vol. XIX, no. ( (Summer (01(), accessed 15/3/(016, at:http://bit.ly/1T5YavJ

62 “Iran Calls for Expansion of All-Out ties with Eritrea”, tesfanews, 10/1(/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://www.tesfanews.net/iran-calls-for-expansion-of-all-out-ties-with-eritrea/

63 محمد، ص 68).

ولكن ما يؤكد ذلك أن إيران من الدول القليلة التي لديها تسهيالت

عسكرية وبحرية واستخباراتية خاصة يف ميناء عصب ومصوع، بل

وقامت بنصب عرشات بطاريات الصواريخ املتوسطة والبعيدة املدى

والصواريخ املضادة للطائرات والسفن يف ميناء عصب()6).

تسهيالت يف إيران حصلت عىل أن إىل التقارير بعض أشارت فقد

ميناء عصب عىل البحر األحمر، متكنها من مواجهة القوى الغربية يف

حالة تهديد قدرات إيران النووية. ولعل سعي إيران لتطوير عالقاتها

مع دول رشق أفريقيا األخرى، مثل كينيا وتنزانيا وجزر القمر، يؤكد

هذا املنحى اإلسرتاتيجي يف االخرتاق اإليراين ألفريقيا(65).

وهكذا، ميكن القول إن إيران تويل الدول األفريقية الساحلية أهمية

وبحرية، عسكرية تسهيالت عىل الحصول لها يتسنى حتى كربى،

ملصلحة والتصويت الدبلومايس الدعم عىل الحصول إىل إضافة

الربنامج النووي اإليراين يف املؤسسات الدولية. وجدير بالذكر أن إيران

تنكر وتنفي وجود أي تسهيالت بحرية لها يف املنطقة، وتربر وجودها

يف بعض األحيان يف املياه اإلقليمية بأنها تقوم بعمليات بحرية ضد

القرصنة. ولقد تأكد أن إيران يف عالقاتها بالدول األفريقية تستقطب

السودان الغربية. وتعد القوى التي تكون يف حالة توتر مع الدول

ذلك يشجع إذ السابقة، للحالة الوضوح منتهى يف مثالني وإريرتيا

تبادل املصالح بني تلك الدول وإيران يف مواجهة، ورمبا تحدي القوى

الخارجية الغربية، األمر الذي يؤثر إيجابيا يف نفوذ إيران يف املنطقة.

ثانيا. انعكاسات التغلغل اإليراني في شرق أفريقيا

على األمن القومي الخليجيأفريقيا ومنطقة رشق األحمر البحر يف إيران وجود أن يف شك ال فالوجود املنطقة؛ يف العربية للحكومات العميق للقلق مدعاة املحيطة املناطق كل يف األمني الوضع عىل سلبيا ينعكس اإليراين هاشمي األسبق الرئيس عهد فمنذ خاصة(66). العريب والخليج رافسنجاين، ركزت السياسة الخارجية اإليرانية اهتامماتها عىل القارة تتمتع ملا بوجه خاص، أفريقيا ومنطقة رشق عام، بوجه األفريقية

يف شوهد ،(01(/3/(( نت، فرجت ارتــريــا"، يف ــراين االي كرار،"الوجود 64 صالح 016/3/15)، يف:

http://www.farajat.net/ar/(1665

65 محمد، ص 68).

66 نرسين قصاب، "التنافس اإلرسائييل – اإليراين وأثره عىل األمن القومي العريب"، املزماة، 1/)/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://bit.ly/1WTar(5

العدد 20


به تلك املنطقة من موقع إسرتاتيجي مهم إليران، وارتباطها مبنطقة

الخليج العريب والبحر األحمر(67).

منطقة يف اإليرانيني والتغلغل النفوذ تزايد إن القول ميكن ولذلك

الرشق األفريقي شأنه شأن النفوذ اإلرسائييل، ففي كال الحالتني يهدد

لبعض الوطنية األمن نظم ويهدد بل ككل، العريب القومي األمن

األصولية للجامعات إيران دعم عرب كالصومال، العربية؛ الدول

املتطرفة فيها؛ والسودان، عرب دعمها نظام البشري؛ واليمن عرب دعمها

الحوثيني. وهذا ما دفع العديد من املراقبني والخرباء إىل الجزم بأن

البحر األحمر مرشح يف املرحلة املقبلة ليكون حلبة جديدة ملواجهات

مسلحة إقليمية دولية، عىل خلفية الحراك اإليراين غري املسبوق لفتح

جبهات جديدة يف القرن األفريقي(68).

1. الحلف اإليراني - اإلريتري - الحوثيوأثره في األمن القومي الخليجي

إليران، إريرتية تسهيالت عسكرية اإلريرتية وجود املعارضة أكدت

تستطيع من خاللها متويل الحوثيني يف اليمن بالسالح. كام أن وسائل

اإلعالم اإلرسائيلية كشفت عن وجود قاعدة عسكرية إيرانية بحرية

بالقرب من ميناء عصب اإلريرتي. وهي تقارير توحي بأن إريرتيا قد

تحولت إىل بوابة بالنسبة إىل إيران لتصل إىل اليمن(69) والحوثيني(70).

فعمليات إيران يف إريرتيا ذات صلة بهدف إيران األكرب يف السيطرة

عىل باب املندب(71)، ومن ثم تضييق الخناق عىل البحر األحمر وقناة

السويس املمر املايئ اإلسرتاتيجي()7).

67 خزار، ص 8).

68 قصاب.

69 ميثل اليمن أهمية إسرتاتيجية ومجاال حيويا بالنسبة إىل دول الخليج العريب، فهو يطل عىل البحر األحمر والبحر العريب واملحيط الهندي. راجع: "نحو رؤية أمنية خليجية مشرتكة

بعد التهديد الحويث يف اليمن"، البوابة نيوز، 10/)/015)، شوهد يف 016/3/15)، يف:http://www.albawabhnews.com/1105795

،(86 العدد املحرر، مجلة والحوثيني؟"، اليمن إىل إيران بوابة نارص، "اريرتيا: 70 نقوال السنة 18 (010))، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://www.al-moharer.net/moh(86/nicola_nasser(86m.htm

71 يعد باب املندب البوابة الجنوبية للبحر األحمر، وكان دامئا سببا للرصاع الدويل بني الدول الكربى خاصة فرنسا وإيطاليا وإنكلرتا، بوصفه مصدر تحكم بني الرشق والغرب. ويبلغ اتساع باب املندب ).3) كلم فيام بني رأس باب املندب رشقا ورأس سيعان غربا، تطل 3 دول عىل باب املندب هي اليمن وإريرتيا وجيبويت، غري أن اليمن هو الذي يتحكم يف املمر الدويل من خالل جزيرة ميون التي ال تبعد عن اليابسة اليمنية سوى 8.) كلم، فيام تبعد عن

الساحل األفريقي 33 كلم. انظر:"مصادر مينية لـ ‘الرشق األوسط’: قوات حوثية تتقدم للسيطرة عىل ‘باب املندب’"، الرشق

األوسط، 10/8/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:http://aawsat.com/home/article/196851

املندب"، باب عىل للسيطرة مشرتكة وإرسائيلية إيرانية نوايا عن تكشف 72 "االهرام صدى عدن، 3)/10/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://www.sadaaden.org/read-news/305(89

بصفة أفريقيا رشق يف اإليراين النفوذ انعكاسات أبرز كانت ولذا،

عامة، وإريرتيا بصفة خاصة، عىل األمن القومي الخليجي ما احتوته

إحدى الربقيات املرسلة من السفارة األمريكية يف أسمرا إىل واشنطن

كشفت لقد )1 شباط / فرباير 010). بتاريخ ويكيليكس رسبتها

هذه الربقيات النقاب عن وجود حويث يف إريرتيا منذ عام 009)، كام

السفري السعودي، نارص عيل الحوطي، يف إريرتيا من تضمنت قلق

النفوذ اإليراين؛ إذ قال: "إن إيران زودت البحرية اإلريرتية باألسلحة،

وأنه رأى مؤخرا وفدا إيرانيا يزور أسمرا"، وقال السفري: "إن املتمردين

الحوثيني كانوا متواجدين يف إريرتيا منذ عام 009)، لكنه ليس متأكدا

فيام إذا كانوا ال يزالون هنا أم ال". وقد أخرب السفري السعودي نظريه

املصالح بخصوص قلق أنه 11 شباط / فرباير 010)، يوم األمرييك

اإليرانية املتزايدة يف إريرتيا. وأنه رأى 5 أو 6 من الزوار اإليرانيني رفقة

مدير الربوتوكول يف الخارجية اإلريرتية يف أسمرا، وقال إنه يعتقد أن

بأن قوله السعودي السفري واستطرد بالده(73). تطويق تريد إيران

نظام أسياس أفورقي يدعم الجامعات املعارضة يف البلدان املجاورة

ليزيد من نفوذ أسمرا، وأن هذا النظام ال يزال يضمر نيات سيئة تجاه

اليمن بسبب حرب حنيش()7). وبسؤاله عام إذا كان يعتقد أن إيران

تدرب الحوثيني يف إريرتيا، قال: "إنه ال يعرف"(75).

إذا، أثبتت الوثيقة وجود عنارص من الحوثيني عىل األرايض اإلريرتية،

وهذا يرجع إىل النفوذ اإليراين القوي يف إريرتيا، أي إن هناك تنسيقا

إريرتيا. فقد أشارت تحليالت أجهزة االستخبارات - – حوثيا إيرانيا

بتدريب متطرفني مينيني قام اإليراين الثوري الحرس أن إىل الغربية

اإليرانية، قم مدينة يف وعسكريا عقائديا وتأهيلهم الحوثيني من

وأيضا متطرفني من أفغانستان إىل داخل شامل اليمن وجنوبه للعمل

نون بوست، 015/5/5)، باليمن؟"، الدائرة الحرب الحوثيني يف إريرتيا 73 "كيف تدعم شوهد يف 016/3/15)، يف:

https://www.noonpost.net/content/6533

74 توترت العالقات بني إريرتيا واليمن بسبب االدعاءات واالدعاءات املضادة عىل جزر حنيش اإلسرتاتيجية، والتي احتلتها إريرتيا عام 1995، وحرصت حكومتا اليمن وإريرتيا عىل احرتام لجنة التحكيم الدويل التي منحت الجزر إىل اليمن يف عام 1998، وتقع جزر حنيش أكرث من وهي األفريقي، والقرن العربية الجزيرة شبه بني املندب باب عىل اإلسرتاتيجية

املمرات املائية ازدحاما يف العامل. انظر:“Houthi rise in Yemen raises alarm in Horn of Africa”, world bulletin, 1(/1/(015, viewed 15/3/(016, at:http://bit.ly/((CRWc8

75 "كيف تدعم إريرتيا الحوثيني …".



اإليرانية عىل التقارير بعض أوضحت إيران هناك(76). كام لحساب

تم التي اإليرانية الحربية السفن أن Tabnak تابناك أخبار موقع

إرسالها يف )1 ترشين الثاين / نوفمرب 009)، إىل خليج عدن(77)، كانت

لحامية السفن التجارية اإليرانية من القراصنة الصوماليني(78). ولكن

السفن هذه أن أخرى تقارير أكدت فقد واهية، االدعاءات هذه

اليمن عن طريق الحوثيني يف جاءت من أجل تهريب األسلحة إىل

القوارب اليمنية الصغرية وقوارب صيد األسامك(79).

وهذا ما أكدته الحكومة اليمنية يف 6) ترشين األول / أكتوبر 009)،

بأنها ضبطت سفينة تحمل أسلحة من إيران ومتجهة إىل املتمردين

صادر أمرييك تقرير أكده ما وهو إريرتيا(80). طريق عن الحوثييني

"القوات أن واألمنية، اإلسرتاتيجية للدراسات "سرتاتفور" مركز عن

املتمردين ملد أطول طريق استخدام إىل اتجهت اإليرانية البحرية

الحوثيني يف اليمن باألسلحة، ينطلق من ميناء عصب اإلريرتي، ومير

رشقا حول الطرف الجنويب من بحر العرب يف خليج عدن إىل مدينة

شقراء التي تقع عىل ساحل جنوب اليمن، ومن هناك تتحرك األسلحة

برا إىل شامل مدينة مأرب رشقي اليمن، وبعدها إىل محافظة صعدة

عىل الحدود السعودية – اليمنية"(81).

ملتقى األحمر"، البحر وجنوب إريرتيا يف اإليراين التواجد "أبعاد سويلم، 76 حسام الخطباء، )5/1/)3)1، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://www.khutabaa.com/index.cfm?method=home.con&ContentID=9870

ثالثة أهم عنده ويلتقي منه مير إذ كربى، إسرتاتيجية بأهمية عدن خليج 77 يتمتع ممرات مائية بحرية دولية، تتمثل بـ : الخط القادم من الخليج العريب، والخط القادم من رشق وجنوب رشق آسيا، والخط القادم من رشق أفريقيا وجنوبها إىل البحر األحمر، عالوة التوتر والرصاع والفوىض البحرية يف منطقة شديدة للمالحة املمرات عىل ذلك، تقع هذه األمنية، ابتداء من الصومال وجيبويت وحتى إريرتيا وإثيوبيا، وما ميثله الوجود األجنبي عىل سواحل وأرايض هذه الدول "القوات األمريكية املتمركزة يف جيبويت والوجود الصيني اإليراين الخليج. ألمن تحديات من إريرتيا" يف واإليراين األمرييك اإلرسائييل والوجود الصومال، يف

راجع: "نحو رؤية أمنية ..."؛ انظر: نارص.

اليمن"، ساحل قبالة خطفت مستأجرة إيرانية سفينة عن "اإلفراج محمود، 78 خالد الرشق األوسط، 009/1/11)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://bit.ly/1ZsPRIX

الحوثيون انقالبية: طائفية بحروب الواحد اليمن "انهيار الديني، الله عبد 79 يوسف »حزب الله« الجديد"، املجلة، 10/10/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://bit.ly/1WTe3mG

80 إميان أحمد عبد الحليم، "اخرتاقات مذهبية: مخاطر تنامي النفوذ اإليراين يف اليمن"، السياسة الدولية، 5/7/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/3715.aspx

املجلة، الرخوة"، واألرض الناعمة القوة أفريقيا.. يف "إيران الرتايب، البشري 81 عمر 013/1/31)، يف:

http://www.majalla.com/arb/(013/01/article55(((177انظر أيضا: "دعوات لتطهري السودان وإريرتيا من النفوذ اإليراين"، شبكة الدفاع عن السنة،

7)/009/11)، شوهد يف 016/3/15)، يف:http://www.dd-sunnah.net/news/view/action/view/id/(1(5/

إيران "أن ويف تقرير آخر نرش يف ترشين األول / أكتوبر 009)، جاء

لتزويد إريرتيا يف قاعدة أقامت أنها ذلك للحوثيني"()8)، مؤنا تنقل

البحر األسلحة عرب تهريب باألسلحة، عن طريق اليمن الحوثيني يف

يف الجزيرة قناة ملصادر ووفقا اليمني. ميدي ميناء إىل األحمر

9) ترشين الثاين / نوفمرب 009)، فـ "إن السفن اإليرانية كانت تحمل

أنواعا مختلفة من األسلحة والذخائر، ووصلت إىل الجزء الجنويب من

اليمنية السواحل من االقرتاب من تتمكن مل لكنها األحمر، البحر

وتحديدا يف منطقة ميدي، بسبب الحصار الذي أحكمته عليها القوات

البحرية السعودية، األمر الذي دفع هذه السفن اإليرانية لإلبحار إىل

إريرتيا، وجعلها تفرغ حمولتها لتهريبها الحقا إىل األرايض اليمينة من

قبل القوارب الصغرية وقوارب الصيد، وقد تزامنت هذه األنشطة مع

الحوثيني"(83). وخالل واملتمردين اليمني الجيش بني القتال استمرار

السعودية العربية اململكة استخدمت ترشين الثاين / نوفمرب 009)،

آلتها العسكرية ملحاربة املتمردين الذين عربوا الحدود السعودية بعمق

93 ميال داخل اململكة، وقتلوا ضابطا سعوديا وجرحوا أكرث من عرشة

آخرين، ومنذ ذلك الحني والسعودية تشن هجامت جوية وبرية عىل

املتمردين، وسمحت لقواتها بالتوغل داخل محافظة صعدة 7 أميال

لخلق عازل أمني لحامية أراضيها من هجامت مامثلة()8).

"رشق بعنوان 9) ترشين األول / أكتوبر )01)، يف آخر تقرير صدر

القوية العالقات يؤكد وإرسائيل"، إيران بني للرصاع ميدان أفريقيا

بني إيران وإريرتيا، تناول عواقب الرصاع اإلرسائييل اإليراين يف إريرتيا،

وتحدث عن اختيار إريرتيا توثيق صالتها بإيران؛ ألن إرسائيل عىل ارتباط

أوثق بإثيوبيا والحلف األمرييك الذي ال يريد النظام اإلريرتي الحايل(85).

إيران تكثف أن املمكن من هل التايل: هو يطرح الذي والسؤال

أجاب إريرتيا؟ قبالة سواحل املندب، باب بإغالق مضيق تهديدها

عن هذا السؤال الصحايف السوداين راشد سعيد يعقوب ملراسل راديو

فرنسا الدويل RFI، بأن تنفيذ هذا التهديد ليس مهمة سهلة لإليرانيني،

ولكن إيران لديها أهداف أكرب كثريا يف هذه املنطقة من مجرد إغالق

مضيق باب املندب، فعىل سبيل املثال تدعم إيران املتمردين اليمنيني

يف شامل اليمن، إضافة إىل سعي إيران لدعم املعارضة اإلسالمية يف

82 الرتايب.

83 الديني.

84 "يف تطور خطري ايران ترسل سفن ]كذا[ حربية اىل املياه اليمنية"، [نقال عن الصحافة الفرنسية] جريدة فرجت نت، 009/11/18)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://bit.ly/1Qu5wVF

85 الرتايب.

العدد 20


الصومال، وأن اإلسالميني الصوماليني قادة املعارضة الصومالية حاليا

لهم قواعد خلفية يف إريرتيا. فإيران تريد من ذلك أن تنذر البلدان

العربية، وال سيام اململكة العربية السعودية، أن التهديد ليس فقط

يف الرشق ولكن أيضا يف الغرب، طاملا أن اململكة العربية السعودية

ودول الخليج العريب تنارص الواليات املتحدة األمريكية ضد إيران(86).

يستبعد يعقوب سعيد راشــد الصحايف أن ذلك من يستخلص

املــنــدب، ــاب ب بــإغــالق مضيق ــران إيـ جــانــب مــن ــراء إجـ أي

السعودية العربية اململكة بإنذار أكرث إيــران تهتم أن مرجحا

مع لتحالفها وغــربــا، ــا رشق وتطويقها الــعــريب، الخليج ودول

النووي. برنامجها يخص ما يف ــران إي ضد املتحدة الــواليــات

متقاعد حرب أركان اللواء املرصي، اإلسرتاتيجي الخبري أن حني يف

إدارة مستقلة له "اإليرانية" الثورة "تصدير أن يرى حسام سويلم،

إريرتيا الخارجية وتعمل مبنهجية؛ فقد دخلوا إىل معروفة يف وزارة

وهي دولة فقرية، وتطل عىل مدخل جنوب البحر األحمر الذي يتحكم

اليمن والسعودية يف قناة السويس، ومن خالله يستطيعون تهديد

قاعدة أنشأوا ولهذا إىل مرص، ومنها السودان إىل أسلحتهم ومترير

عسكرية يف إريرتيا ومحطة لتكرير النفط"(87).

السالح من الكامل الدعم إيران تقديم كثرية تقارير أكدت إذا،

والتدريب للمتمردين الحوثيني اليمنيني من موقع عىل امتداد األرايض

مع كبري اتصال عىل اإلريرتية الدولة وأن اإلريرتية(88)، الساحلية

الحوثيني يف اليمن، بل وقد تلقى عدد من الحوثيني املصابني العالج

اليمنية. املعارضة مع املتكررة اشتباكاتهم أثناء إريرتيا يف الطبي

وهذه األخبار أكدتها املعارضة اإلريرتية املوجودة يف إثيوبيا(89)، وهو

86 “Sudanese journalist comments on Iran's possible motives in Horn of Africa”, Biyokulule on line, 11/5/(009, accessed 15/3/(016, at:http://www.biyokulule.com/view_content.php?articleid=1888

87 "دعوات لتطهري السودان ...".

88 محمد، ص 68).

89 “Houthi rise in Yemen…”.

ما يؤكد نيات إيرانية جديدة لتهديد جنوب السعودية، وتهديد مرص

توسيع يف نجحت قد إيران تكون وبذلك السويس. قناة بتعطيل

دائرة الرصاع لتشمل إضافة إىل جبهة الخليج العريب، جبهات أخرى يف

خليج عدن، واليمن، والقرن األفريقي، والبحر األحمر، وخليج عامن،

اإلقليمي، وتحسني لتأكيد طموحاتها وتأثريها أفريقيا، وذلك ورشق

أوراقها التفاوضية مع اإلدارة األمريكية مستقبال عرب فرض دورها يف

حدودها، عن الحرب خطر وإبعاد األرض، عىل جديدة معادالت

وشن حروب بالوكالة بينها وبني الواليات املتحدة(90).

ونتيجة لهذه العوامل والوجود اإليراين يف منطقة خليج عدن وجنوب

فإن األفريقي، والقرن السعودية وجنوب اليمن ويف األحمر، البحر

املخطط اإليراين ضد مرص يصبح واضحا يف تهديد املالحة البحرية األولية

يف البحر األحمر، وخنق قناة السويس التي متثل بعائداتها أحد مصادر

الدخل الرئيسة للعملة الحرة بالنسبة إىل مرص، فضال عن تطويقها من

الجنوب. وهذا ما يسهل عمليات تهريب األسلحة والذخائر واألموال إىل

شامل البحر األحمر، ذلك أن السودان ومرص عىل الساحل الغريب للبحر

األحمر، واليمن والسعودية عىل ساحله الرشقي(91).

ولذا، توسطت قطر يف حل النزاع الحدودي بني إريرتيا وجيبويت، فقطر

تتمتع بعالقات جيدة مع إريرتيا، ولكن لسوء الحظ تشككت جيبويت

يف أي وساطة تقوم بها دولة خليجية، ألن أي نشاط لهام يسبب قلقا

يف املنطقة()9).

وإن دل هذا عىل يشء، فإمنا يدل عىل أن هذا الدور الذي تقوم به قطر

يف رشق أفريقيا قد أىت متأخرا، بل وتلفظه دولة مثل جيبويت، األمر

الذي يدعم قوة النفوذ اإليراين يف املنطقة. فقد عرضنا سابقا كيف

استطاعت إيران أن تتمدد إىل دول رشق أفريقيا بتقديم املساعدات

يف املجاالت السياسية واالقتصادية والعسكرية والثقافية. بل قد أدت

السلطة، هرم أعىل من اإليرانية، الدولة بها قامت التي الزيارات

رئيس الدولة، إىل رئيس الربملان اإليراين والوزراء اإليرانيني، دورا كبريا

يف الحضور يف تلك املنطقة اإلسرتاتيجية، منطقة رشق أفريقيا.

ويتضح، من خالل هذا العرض، أن النفوذ اإليراين يف إريرتيا انعكس

عىل الوجود الحويث يف اليمن، وبطبيعة الحال سيؤثر يف األمن القومي

90 سويلم.


92 "قطر تتوسط بني إريرتيا وجيبويت لحل خالفهام الحدودي"، محيط، 010/6/8)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://bit.ly/1WiyfBB



الخليجي. إذ ميثل اليمن عمقا إسرتاتيجيا بالنسبة إىل دول الخليج،

ثم املنطقة واستقرارها، ومن عامال مهام ألمن منه ما يجعل وهو

فإن ما مير به اليمن حاليا من سيطرة الحوثيني ميثل تهديدا مستمرا

ومتزايدا للمنطقة العربية، ومن قبلها الخليج العريب.

وتحليالتهم، ــخــرباء ال تقارير إليه أشـــارت مــا نقيض ــىل وع

يف لــه مقابلة خــالل أفــورقــي أســيــاس ــرتي اإلريـ الرئيس نجد

أحد مع اإلريرتي الدولة تلفزيون يف 3 كانون الثاين / يناير 010)،

اإلعالميني، سأله عن صحة التقارير التي تفيد أن إريرتيا لديها عالقات

أن تدعم أفورقي نفى اليمن"، الشيعة يف "املتمردين الحوثيني مع

بالده املتمردين الشيعة يف اليمن، وقال إن هذه هلوسة من الصحف

الطائرات أن ذكر التقارير أحد بأن مستشهدا البالية، القدمية

وذكر والسودان، بني مرص الحدود منطقة عىل اإلرسائيلية قصفت

أن الطائرات أقلعت من إريرتيا يف حني أين ال أعلم بهذه الطائرات،

نظريه ووصف ال، أم إرسائيلية الطائرات هذه كانت إن أعلم وال

اليمني، عيل عبد الله صالح، بأنه "صديق جيد إلريرتيا". كام وصف

Military Occupational Specialityاألمريكية املؤسسة أفورقي

املؤسسة هذه يف يعملون الذين وأن حقا، مريضة مؤسسة بأنها

مرىض ومجانني -عىل حد قوله – واصفا إياها بأنها ادعاءات كاذبة،

الشامل الدمار أسلحة قضية املتحدة الواليات تلفيق عن متسائال

يجدوا مل واآلن يشء، أي تعرث عىل مل اليوم العراق، وهي حتى يف

واصفا العراق، عىل الحرب أعلنوا ملاذا العاملي للرأي ليربروا شيئا

وسائل اإلعالم بأنها مصدر للتحريض والخداع، متسائال بدهشة من

هم هؤالء الحوثيون؟ قائال إن عالقاتنا مع اليمن فريدة من نوعها،

جانب إىل وقفنا فقد ،1990 عام منتصف يف موقف لدينا وكان

ودعمنا وجنوبه، اليمن شامل بني الحرب خالل اليمنية الحكومة

وحدة الشعب اليمني، بل وأعطينا الطائرات اليمنية مالذا يف مطار

أجل من واملعنوي السيايس الدعم وأعطينا الحرب، خالل أسمرة

الوحدة واالستقرار يف اليمن(93).

يتضح، من خالل هذا الحوار، أن الرئيس أسياس أفورقي تطرق إىل

بدافع إريرتيا به تقوم التمويل وكأن الحوثيني، مع إريرتيا عالقات

ذايت. ومل يتطرق الرئيس أفورقي إىل املشكلة الكربى وهي إيران التي

متثل مصدر سالح الحوثيني عن طريق إريرتيا. إذا، ينفي أفورقي أن

93 Abdul Nabi Shaheen, “Eritrea denies training rebels for Iran and Yemen”, Gulf News, (1/(/(010, accessed 15/3/(016, at:http://bit.ly/1SYmgGV

تكون إريرتيا هي التي متول الحوثيني من تلقاء نفسها وهذا صحيح.

ومل يذكر من قريب أو من بعيد البعد اإليراين.

2. السعودية وصعود الحوثيين

قصد عن – ســواء كبري دور السعودية العربية للمملكة كان

النفوذ سياق ففي اليمن. يف الحوثيني صعود يف قصد - غري أو

متويل وجود الدولية التقارير وتأكيد إريرتيا، يف الجيل اإليــراين

لألمن املوجهة القوية التهديد وإشارات اليمن، يف للحوثيني إيراين

القومي الخليجي عامة، وقع الرئيس اليمني السابق، يف الرياض، يف

يف اليمن، يف السلطة نقل اتفاق 3) ترشين الثاين / نوفمرب 011)،

ضوء ما عرف بـ "املبادرة الخليجية"، والتي يرعاها مجلس التعاون

الدويل. وقد كفلت املجتمع إىل جانب دعم ورعاية من الخليجي،

املبادرة الخليجية حصانة لـصالح وحاشيته من أي مالحقات قضائية،

وتم اقتسام السلطة، وجاء عبد ربه منصور هادي نائب عبد الله

حينام نجاة، إىل صالح طوق بالنسبة املبادرة وكانت رئيسا. صالح

منحته حق املشاركة يف حكومة وفاق بني القوى السياسية يف البلد،

فنال حزبه "املؤمتر الشعبي العام" 50% يف حكومة الوفاق التي تم

"ثورة أضعف ما وهو 7 كانون األول / ديسمرب 011)، يف تشكيلها

والحويث، قوة صالح برزت هنا ومن عام 011). السلمية" الشباب

ا وبرشيا يتمثل برجال صالح املخلصني ووجد الحوثيون دعام لوجستي

يف املؤمتر الشعبي العام، وأعلن أعضاء املؤمتر الشعبي العام "جناح

صالح" مساندتهم الحوثيني.

فتحت السعودية يف عام 013)، قنوات اتصال مع الحوثيني – مع أنها

كانت قد خاضت ضدهم من قبل حربا مرة - ومتخضت االتصاالت

عن نقل الزعيم الحويث صالح هربه جوا عرب لندن للقاء األمري بندر بن

سلطان الذي كان حينها مسؤول االستخبارات السعودية ()9). فمصالح

القاعدة يف لتنظيم توجيه رضبات يف الحوثيني مع تتالقى الرياض

تتقاطع اليمنيني، وإن كانت العرب، ويف إضعاف اإلسالميني جزيرة

اليمن، به طهران يف تقوم الذي والدور بإيران الحوثيني مع عالقة

94 ديفيد هريست، "االرتدادات يف اليمن: تقدم الحوثيني كابوس للسعوديني"، عريب 21، 1)/10/)01)، شوهد يف 016/5/15)، يف:

http://bit.ly/1XQjuFL

العدد 20


كانون الثاين / يناير حتى هادي اليمني الرئيس حكم فرتة خالل

.(95) (015

ولكن تجري الرياح مبا ال تشتهي السفن. فاململكة العربية السعودية

اليمني، اإلصالح حزب ضد الحوثيني مع تحالفها أن تتوقع كانت

سيمكن الحوثيني من اقتحام العاصمة اليمنية، فينتفض حزب اإلصالح

ملواجهة الحوثيني، قبل أن يصلوا إىل أبواب املدينة. ومن ثم سيقيض

اللعبة، يتورط يف هذه أن رفض اإلصالح أن إال بعض، بعضهم عىل

ورفض مواجهة الحوثيني، عىل أساس أن هذه هي مهمة الحكومة، من

خالل السامح للحوثيني بشن هجومهم، أو عىل األقل من خالل عدم

التدخل بأي طريقة لوقف هذا الهجوم.

وهناك حسابات أخرى جعلت السعودية تساهم يف صعود الحوثيني،

دولة، ال داخل دولة ميثل اليمني اإلصــالح حزب أن ترى فهي

بسيطرته عىل املؤسسات الحكومية السيادية وعىل كتائب عسكرية

وميليشيات قبلية، أما التيار اآلخر - الحوثيون - فال ميلكون إال القوة

اليمن. يف الحكم مؤسسات يف جذور لهم ليس ولكن العسكرية،

األول، حزب اإلصالح، أخطر بسبب التيار أن ترى السعودية ولكن

عمق وجوده يف الدولة، ويف الجيش، بل تراه أقدر عىل تهديد األمن

اإلصالح، من فعليا تهديدا هناك أن ترى لذا، اإلقليمي. القومي

وتهديدا كامنا غري نشط من الحوثيني. فمن هنا اتخذت إسرتاتيجية

القضاء عىل التهديد الفعيل، ثم التفرغ للقضاء عىل التهديد الكامن،

اعتقادا منها أن الحوثيني ليس لديهم إال خيار املشاركة مع األطراف

للحوثيني تسمح لن متعددة مينية أطراف فهناك األخرى، اليمنية

بالسيطرة الكاملة، وستفرض عليهم املشاركة يف الحكم(96).

اإلقليمية، السنية الدول من إيران ملنافيس اإلنذار دق جرس وبهذا

صنعاء عىل الحوثيني بسيطرة السعودية، العربية اململكة وخاصة

ترسيخ عىل قادرين الحوثيون أصبح فقد أيلول / سبتمرب )01). يف

عىل املطل العربية، الجزيرة شبه يف الجنويب الشق عىل سيطرتهم

البحر األحمر، وبطبيعة الحال سيؤدي ذلك إىل خلق خطر عىل حركة

يف شوهد الــبــحــريــن،015/1/1)، فجر اليمن"، يف السعودي-األمرييك 95 "الـــدور

016/3/15)، يف:

https://www.fajrbh.com/vb/threads/97918/page-1(

96 عبد الله حميد الدين، "هل هناك تهديد حويث عىل األمن القومي السعودي؟"، الحياة،

9)/9/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://www.alhayat.com/Opinion/Abdullah-hameed-Al-Deen/(8((503/

املرور البحرية للمملكة العربية السعودية واألردن، ومرص، والسودان،

وإريرتيا، وجيبويت، وميكن أيضا أن يتأثر اليمن إذ سيصبح تابعا إيرانيا(97).

التقارير وبعد هذا االنقالب الحويث املدعوم من إيران، نؤكد صحة

والتحليالت السابقة التي أشارت إىل تورط إيران يف دعم الحوثيني يف

اليمن عن طريق إريرتيا، وتكذيب أسياس أفورقي الرئيس اإلريرتي

إريرتيا بني عالقات وجود كانون الثاين / يناير 010)، يف نفى الذي

والحوثيني، ووصف هذه التقارير والتحليالت التي تربهن عىل ذلك

بأنها هلوسة. ولكن ما جد يف عام )01) يؤكد صحة ذلك، بسيطرة

اإليراين الدعم فإن ولذلك صنعاء، اليمنية العاصمة عىل الحوثيني

للحوثيني مل يعد مجرد ظن أو تخمني، بل هو حقيقة واضحة للعيان.

3. ردة الفعل اإليراني على االنقالب الحوثيرحبت الجمهورية اإليرانية علنيا بالنرص الحويث، وقال مسؤول أمني

ميني بارز إن إيران تدعم كثريا الحوثيني الذين قاتلوا الحكومة املركزية

منذ عام )00) (98). كام أن كبار املستشارين اإليرانيني ال يجدون أدىن

حرج يف نسبة الفضل يف نجاح االنقالب الحويث إىل أنفسهم. فها هو

عيل أكرب واليتي - أحد مستشاري املرشد وأشد الناس والء له - يقول

إنه يأمل أن تقوم مجموعة أنصار الله (أي الحوثيني) يف اليمن بالدور

نفسه الذي يقوم به حزب الله يف لبنان(99).

كام رصح محمد صادق الحسيني - وهو كاتب ومحلل إيراين وثيق

الصلة بالنظام يف طهران - يف مقابلة مع قناة امليادين التلفزية: "نحن

سالطني البحر األبيض املتوسط الجدد. نحن سالطني الخليج الجدد،

نحن محور املقاومة: طهران، دمشق، الضاحية، بغداد، صنعاء، نحن

سنصنع خريطة املنطقة، ونحن سالطني البحر األحمر أيضا، تذكروا

السيد حسن نرص الله، األمني العام لحزب الله وسيد املقاومة عندما

البحر املتوسط، إليكم من قال قبل سنتني تقريبا: نحن اآلن نخرج

ومل نخرج عليكم بعد من البحر األحمر". ورشح الحسيني كيف أن

االنقراض"، "قبيلة عىل وشك عبارة عن السعودية ة العربي اململكة

ليس السعودي، هو والفقري اليمني هو أصبح العزيز "اآلن قائال:

97 Ariel ben Solomon, “What threat does an Iranian-backed Yemen pose to Israel?”, Jerusalem Post, (3/1(/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://www.j post.com/Middle-East/Analysis-What-threat-does-an-Iranian-backed-Yemen-pose-to-Israel-385(67

98 Ibid.

99 هريست.



الجغرافيا صناعة يف وإمنا الدولية، واالرتباطات واألسلحة باملال

السياسية ويف صناعة التاريخ. اآلن نحن يف حالة تحول"(100).

يف حني رصح عوزي رايب - مدير مركز مويش دايان لدراسات الرشق األوسط

يف جامعة تل أبيب - أن إيران ترى نفسها قوة مهيمنة يف املنطقة، وأضاف

اإلسالمية إيران جمهورية "إن قال: اإليراين الثوري الحرس مسؤول أن

تسيطر اآلن عىل أربع عواصم عربية صنعاء وبريوت وبغداد ودمشق"(101).

4. ردة الفعل الخليجي على االنقالب الحوثي– يف عقد اليمن الحويث يف االنقالب الخليجي - عىل الفعل متثل ردة

9 كانون األول / ديسمرب )01) الخليجي يف التعاون دول مجلس قمة

بالدوحة، وأكد الزعامء الخليجيون دعمهم الرئيس اليمني املستقيل عبد

ربه منصور هادي يف تحقيق األمن واالستقرار، وبسط سيطرة الدولة يف

اليمن، ويف قيادة عملية االنتقال السلمي للسلطة، من خالل التزام املبادرة

التنفيذية، وأدانوا كل أعامل العنف لتحقيق أهداف الخليجية وآليتها

الحوثية من جميع للميليشيات الفوري "باالنسحاب سياسية، وطالبوا

املناطق التي احتلتها، وإعادة جميع مؤسسات الدولة املدنية والعسكرية

لسلطة الدولة، وتسليم ما استولت عليه من أسلحة ومعدات"()10).

يف األمن وتعد كثب، عن األمر تراقب أنها السعودية أعلنت كام

اليمن جزءا من أمنها الوطني وأمن دول مجلس التعاون الخليجي.

السلطة الرشعية، واعتداءات انقالب عىل وأن ما يحصل حاليا من

متعددة، وسيطرة عىل مؤسسات الدولة ومرافقها من الحوثيني، هو

مساعداتها الرياض علقت كام بكاملها(103). للمنطقة خطري تهديد

املوجهة إىل اليمن، رفضا للنفوذ الحويث املتزايد()10). وقامت بخفض

أسعار النفط، ما جلب أرضارا ضخمة إىل إيران(105).

هذا األمر جعل يد الله شريمردي (املقرب من خامنئي) يرصح "بأن

إىل تلجأ السعودية حدود، له املنطقة يف أنظمة تجاه إيران صرب

سالح النفط ملحاربة إيران، وبهذا ترتكب انتحارا سياسيا، إن الترصف

السعودي سيفرض تغيريا عىل كل دول الخليج وأنظمته"، مشريا إىل

حتى والسويس املندب باب من بدءا النفط مرور طرق "كل أن

مضيق هرمز تحت سيطرة إيران"(106).


101 Ben Solomon.

102 "الدور السعودي – األمرييك...".


104 Ben Solomon.

105 Ibid.

106 "الدور السعودي – األمرييك...".

تم الحويث االنقالب أن اتضح الجانبني، أفعال ردات خالل ومن أرجعت التي اإليرانية األفعال ردات ذلك وتؤكد إيراين، بتمويل املقابل تولد سخط خليجي عامة، الفضل يف نجاحه، ويف إيران إىل وسعودي خاصة، وعدم اعرتافهم بالحوثيني بل ودعم خليجي للرئيس

اليمني املستقيل عبد ربه منصور هادي.

وقد رصح املحلل االقتصادي محمد عبده العبيس لصحيفة "الرشق األوسط" بأن سيطرة أي جامعات مسلحة عىل منطقة باب املندب كارثة ينبغي عدم السكوت عليها، ومتثل تهديدا لألمن اإلقليمي عامة. وأن إيران تسعى منذ سنوات إىل تحقيق هدفها اإلسرتاتيجي املتمثل بالتحكم يف املمرات املائية اإلسرتاتيجية املحيطة بالوطن العريب. فهي برميل ماليني 5 من أكرث عربه مير الذي هرمز مضيق تسيطر عىل ا، وتحاول اآلن السيطرة عىل باب املندب الذي مير عربه نفط يوميالدولية للتجارة ممر أنه إىل إضافة ا، يومي نفط برميل ماليني 3تستخدمه لتوصيل الشحنات والبضائع إىل جميع الدول املطلة عىل البحر األحمر، فضال عن أن باب املندب هو حلقة الوصل بني الرشق

والغرب يف التجارة الدولية(107).

ويرى العبيس أن سيطرة الحوثيني عىل باب املندب سيكون لها تأثري كاريث يف جميع دول العامل التي تستخدم املضيق. لكن املتأثر األكرب هو دول الخليج التي ستكون تحت رحمة إيران، والتي ستكون هي املتحكمة يف

املالحة الدولية من الرشق يف بحر الخليج والغرب يف البحر األحمر(108).

النفوذ الذي ميثلها والتداعيات االنعكاسات أبرز ولذا، ميكننا حرص اإليراين يف منطقة رشق أفريقيا عىل األمن القومي الخليجي، يف التايل:

نجاح النفوذ اإليراين يف إريرتيا ساعد إيران عىل أن تتخذ إريرتيا محطة إلمداد الحوثيني يف اليمن باملساعدات العسكرية، وترتب صنعاء. اليمنية العاصمة عىل السيطرة يف الحوثيني نجاح عليه الخليجي التعاون مجلس دول ألمن تهديد أكرب ميثل وهــذا واستقرارها، بل من املمكن أن يحدث تغيريا يف معادلة التيارات الشيعية يف منطقة الخليج ككل، بل سيضع دول الخليج يف مرمى أهداف املطامع الحوثية، وهو األمر الذي يؤثر بالتبعية يف األمن

القومي املرصي.

إن سيطرة الحوثيني عىل اليمن، تعد متهيدا ألن تصبح إيران قوة إقليمية مؤثرة يف املنطقة. ولذلك، عىل املحور السني املتمثل بدول الخليج ومرص اتخاذ إجراءات ملموسة ملواجهة النفوذ اإليراين يف إريرتيا عىل األخص. فإيران تتمتع بنفوذ قوي يف السودان التي متثل الحدود الجنوبية ملرص، ولكن الجانب املرصي مل يتخذ أي إجراء. وعىل الجانب اآلخر، نجد أن إيران تتمتع أيضا بنفوذ قوي

107 "مصادر مينية ...".


العدد 20


يف إريرتيا املواجهة لليمن املجاورة للسعودية، من دون أن تتحرك السعودية لتقديم مساعدات إلريرتيا لرضب هذا النفوذ اإليراين. إذا، فإيران يف طريقها لتطويق املحور السني املرصي - الخليجي.

العاصمة صنعاء، سيعطي شيعة الحوثيني عىل أن سيطرة كام املنطقة الرشقية يف السعودية بصيصا من األمل، وكذلك األغلبية الشيعية يف البحرين، وسيمثل هذا دافعا إلذكاء النعرة الطائفية،

وعمليات التقسيم التي آلت إليها العديد من دول املنطقة.

بفضل - كلها السياسية بهياكلها الدولة الحوثيني عىل سيطرة التداعيات من العديد عليها ترتتب أن - ميكن وإريرتيا إيران األمنية عىل دول مجلس التعاون الخليجي. إذ ميثل اليمن ظهريا من وسلطنة عامن، السعودية العربية اململكة من لكل ا أمنيخالل حاميته حدودهام، الربية الجنوبية بالنسبة إىل السعودية،

والغربية بالنسبة إىل سلطنة عامن.

يف حالة إقامة دولة حوثية مستقلة يف اليمن أو حتى انفصلت إسرتاتيجي قدم موطئ إليران فسيكون الجنوب، محافظات مهم ومبارش عىل مضيق هرمز إىل بحر العرب. هذا فضال عن أن موقع اليمن الجغرايف املميز عىل طريق املالحة الدولية من شأنه أن ميكن إيران من تعطيل جزء مهم من خطوط املالحة الدولية، ومن ثم اإلرضار باملصالح الخليجية والغربية يف املنطقة.

اليمن عىل الحفاظ املجلس دول مصلحة فمن عليه، وبناء دولة موحدة مستقرة. ويكون هذا من خالل بلورة رؤية أمنية موحدة، تحافظ بها عىل وحدتها من التداعيات السلبية للوجود

الحويث يف اليمن بهذه الصورة املخيفة لكل دول املنطقة.

ثالثا. نحو رؤية خليجية لمواجهة التحرك اإليراني

في أفريقيامن املؤكد أن الوجود العريب بوجه عام، والخليجي بوجه خاص، يف القارة األفريقية يكاد أن يكون معطال. فال بد من صحوة عربية خليجية جادة ومؤثرة، ملد جسور جديدة مع دول القارة األفريقية جميعها، وذلك ملواجهة التغلغل اإليراين يف أفريقيا عامة ورشق أفريقيا خاصة، وقد انترش يف تلك املنطقة انتشار النار يف الهشيم. كام أنه ال بد من وجود خليجي حقيقي سياسيا واقتصاديا وعسكريا يف منطقة القرن األفريقي، ملا متثله هذه املنطقة من أهمية إسرتاتيجية لألمن القومي الخليجي. فمن املستغرب جدا أن تكون سفارة عربية واحدة فقط يف "موروين" عاصمة جزر القمر العربية، ورئيس جمهوريتها زعيم التشيع الجديد

يف هذه الجزر العربية، وتلقى تعليمه يف حوزة قم عىل نفقة إيران.

ولذا، فقد أصبح العمل الخليجي املشرتك الجاد رضورة قومية ملحة،

ألخذ موقع مالئم يف السياسة األفريقية بأركانه الدبلوماسية، وذلك

األفريقية، العواصم يف ونرشها العربية الجامعة مكاتب بتنشيط

ومبشاركة األمانة العامة ملجلس التعاون لدول الخليج العريب. وال بد

من تجديد الدم يف عروق رابطة العامل اإلسالمي واملنظامت التابعة

لها، والتي "كان" لها نشاط مميز يف نرش الدعوة اإلسالمية، وتفعيل

األهداف السامية للتضامن اإلسالمي يف القارة األفريقية(109).

كام أن دولة مثل السودان من املمكن أن تتخذ منصة أو جرسا للعبور

أن هناك مسؤولني سودانيني أفريقيا جميعا، ال سيام إىل دول رشق

ينتقدون بشدة النفوذ اإليراين يف السودان. فيجب توفري دعم خليجي

يفضلوا أن خالله من املسؤولون يستطيع السودانية، للدولة قوي

التعاون الخليجي عىل التعاون اإليراين. فها هو وزير الخارجية السوداين

عيل كريت ينتقد الحكومة السودانية لسامحها برسو السفن الحربية

اإليرانية يف ميناء بورتسودان، قائال: "إنه مل يتم التشاور معهم حول

هذه املسألة"، بل ويحذر كريت "من أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن

تؤثر يف عالقات الخرطوم مع دول الخليج، خاصة وأن السودان تعتمد

مليار ديون 38 التغلب عىل أجل من وتكافح بل املساعدات، عىل

دوالر، خاصة بعد انفصال الجنوب الغني بالنفط"(110).

ويرى كريت أن واحدة من دول الخليج التي تراقب عن كثب عالقات

السودان مع إيران هي الكويت التي تعهدت بـ 500 مليون دوالر

من املساعدات، و50) مليون دوالر من القروض و50 مليون دوالر

كريت أشاد ترشين األول / أكتوبر )01)، شهر ويف للسودان. منحة

بالعالقات االقتصادية والسياسية بني السودان والكويت. ومع ذلك،

حذرت صحيفة القبس الكويتية من أن الخرطوم بدت "غري مبالية"

باملخاطر التي تتعرض لها عالقاتها مع دول الخليج، إذا استمرت يف

"االستفادة من سياسة إيران ‘اليد املمدودة ’"(111).

كام عىل دول الخليج استغالل الصفعة التي وجهتها السودان إىل إيران يف

أيلول / سبتمرب )01). فقد أعلن القادة السنة غلق املراكز الثقافية التي

تدعمها إيران، وطرد دبلومايس ومبعوثني آخرين، ومنحهم )7 ساعة

ملغادرة البالد. ويشري القرار إىل أن القادة السنة يف السودان قلقون قلقا

متزايدا من نفوذ القوة الشيعية اإليرانية يف السودان. ويف الوقت نفسه،

ناشدت حكومة الرئيس عمر حسن البشري اململكة العربية السعودية

اقتصادية ملواجهة الخليج الحصول عىل مساعدات وغريها من دول

إفريقيا"، يف اإليراين التغلغل من "تحذير السعدون، سعود بن اإلله عبد 109 انظر: الجزيرة، )/11/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://www.al-jazirah.com/(01(/(01(1105/du9.htm

110 “Sending our warships …”.

111 Ibid.



العقوبات الغربية بسبب الرصاع يف إقليم دارفور، وتوقعت الواشنطن

بوست أن هذه التوترات سوف متتد إىل شؤون العسكرية()11).

االعتامد عىل عدد من الخليجي القومي األمن تدعيم يتطلب كام

الركائز الواقعية والعملية، لتغيري الواقع السلبي يف العالقات بني دول

الخليج وشعوب منطقة رشق أفريقيا، ومن بني هذه الركائز:

تأسيس حوار إسرتاتيجي خليجي مع دول الرشق األفريقي عامة

املرحلة تجاوز تم فقد جديدة. وصيغ مبفاهيم خاصة، وإريرتيا

السياسية واملنافع املقايضة أساس عىل الحوار هذا فيها قام التي

املتبادلة، ومن ثم يجب الدخول يف مرحلة جديدة تؤسس عىل إقامة

رشاكة عربية أفريقية حقيقية، قوامها املصالح اإلسرتاتيجية املشرتكة،

والقضايا ذات الحساسية لكل من الطرفني.

التفاعل أنه ممر األحمر، عىل البحر األمن يف االهتامم مبنظومة

أن األمر هذا ويقتيض األفريقي. والقرن عامة العرب بني الرئيس تكون ملرص والسودان والسعودية واليمن آلية إقليمية لتحسني بيئة

األمن يف البحر األحمر، ودعم عالقات الجوار مع القرن األفريقي.

االقتصادية واملــرشوعــات االستثامرات إقامة يف التوسع رضورة املشرتكة، ليحل محل أسلوب املنح والهبات املالية ذات الطابع التقليدي؛ بني دول الحقيقية الصلة تعميق أكرب يف املرشوعات أثر هذه أن ذلك

الخليج واألفارقة(113).

رضورة إعالن دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تضم اإلمارات والكويت والسعودية والبحرين وقطر وعامن، تشكيل قوة عسكرية املرصية والبحرية املرصي الجيش مع بالتنسيق مشرتكة بحرية للسيطرة عىل حركة املالحة بالبحر األحمر، ونرش قوات بحرية عربية

112 Brian Murphy, “Sudan pushes back against Iran: Cultural centers closed, envoys banished”, The Washington Post, (/9/(01(, accessed 15/3/(016, at:http://wapo.st/1p8cRBv

113 نجالء مرعي، "إيران والنفوذ املتصاعد يف (القرن اإلفريقي)... يف ظل الغياب العريب"، الراصد، 0)/6/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=57((

للتحكم يف مضيق باب املندب، ومنع الحوثيني باليمن من السيطرة عىل باب املندب واملنافذ البحرية املطلة عىل البحر األحمر()11).

تفعيل برنامج الزيارات - أسوة بإيران - بداية من رئيس الدولة مرورا الدفاع، لدراسة األوضاع األمنية جيدا يف رشق بالوزراء، وخاصة وزراء أفريقيا، حتى يتسنى لهم معرفة املناطق التي تركز عليها الدولة اإليرانية للحصول عىل تسهيالت عسكرية، وصوال إىل رجال األعامل من الجانبني.

خاتمةوخالصة القول، إن الجمهورية اإليرانية استطاعت بالفعل أن تتغلغل يف منطقة رشق أفريقيا، منذ التسعينيات، وازداد موقع القارة األفريقية عامة - مع وصول الرئيس السابق أحمدي نجاد إىل سدة الحكم يف عام الذي يدل عىل اإليرانية، األمر الخارجية السياسة 005) - أهمية يف فإيران العربية. املنطقة املؤثرة يف املناطق اإليرانية الخارجية إدراك القارة األفريقية، انتقلت إىل ثم العريب، العامل اآلن تصول وتجول يف

وكأنها تريد تطويق املنطقة العربية بوجه عام والخليج بوجه خاص.

ونقول لقد نجحت إيران بالفعل يف تنفيذ إسرتاتيجيتها والوصول إىل لألمن تهديد أكرب يعد ما األحمر وخليج عدن، وهو البحر منطقة أخرى. ناحية ناحية، ومرص من العريب من الخليج القومي ملنطقة واآلن بدأت منطقة الخليج تلمس ذلك التهديد بعد سيطرة الحوثيني عىل صنعاء العاصمة اليمنية. فنجاح النفوذ اإليراين يف رشق أفريقيا إريرتيا إيران عىل أن تتخذ بوجه عام، وإريرتيا بوجه خاص، ساعد محطة إلمداد الحوثيني يف اليمن باملساعدات العسكرية، وترتب عليه

نجاحهم يف السيطرة عىل العاصمة اليمنية صنعاء.

114 "القاعدة تعتزم تشكيل جيش جهادي ضخم بافريقيا: قوات بحرية خليجية مرصية ملواجهة الحوثيني وإيران"، وفاق برس، 11/5/)01)، شوهد يف 016/3/15)، يف:

http://wefaqpress.net/news_details.php?sid=(1068

العدد 20


المصادر والمراجع"إيران والنفوذ املتصاعد يف ‘القرن األفريقي’"، مجلة البيان، 15/)/016).

"نشاط إيران يف رشق إفريقيا بوابة الرشق األوسط والقارة اإلفريقية"، إعداد مركز املعلومات حول االستخبارات واإلرهاب، مجلة قراءات

أفريقية، العدد 5 )حزيران / يونيو 010)).

حميد الدين، عبد الله. "هل هناك تهديد حويث عىل األمن القومي السعودي؟"، الحياة، 9)/9/)01).

خزار، فهد مزبان. "التوجه اإليراين إزاء أفريقيا: رؤية جيوبوليتيكية"، مجلة دراسات إيرانية، جامعة البرصة، العدد )1 (011)).

الديني، يوسف عبد الله. "انهيار اليمن الواحد بحروب طائفية انقالبية: الحوثيون »حزب الله« الجديد"، املجلة، 10/10/)01).

صالح، جالل الدين محمد. "القرن األفريقي.. أهميته اإلسرتاتيجية ورصاعاته الداخلية"، مجلة قراءات أفريقية، املنتدى اإلسالمي (لندن)،

العدد 1 ()00)).

عبد الحليم، إميان أحمد. "اخرتاقات مذهبية: مخاطر تنامي النفوذ اإليراين يف اليمن"، السياسة الدولية، 5/7/)01).

محمد، سها إسامعيل. "الدور اإليراين يف أفريقيا (2012-2013)"، التقرير اإلسرتاتيجي األفريقي 2012 / 2013، صبحي قنصوه ونادية عبد

الفتاح (محرران)، مركز البحوث األفريقية، معهد البحوث والدراسات األفريقية، جامعة القاهرة، (يوليو )01)).

نارص، نقوال. "اريرتيا: بوابة إيران إىل اليمن والحوثيني؟"، مجلة املحرر، العدد 86)، السنة 18 (010)).

Arab Indexالمؤشر العربي

93

93

Public Opinion Polling Unite | وحدة استطالع الرأي العام


Evaluating the Performance of Arab Parliaments: Results from Arab Index of 2015

9393

العدد 20


مدخل

يعد تقييم الرأي العام للدولة ومؤسساتها يف املنطقة العربية موضوعا

العام الرأي اتجاهات بالرضورة يعكس ألنه األهمية؛ من غاية يف

تقبل بيانات مهمة حول مدى الدولة ومدى رشعيتها، ويقدم نحو

املواطنني لسياسات الدولة وأساليب إدارتها. وانطالقا من أهمية هذا

ا يف استطالعه السنوي املوضوع فقد خصص املؤرش العريب قسام خاص

نحو العربية املنطقة بلدان العام يف الرأي اتجاهات للوقوف عىل

بالسلطات الثقة مدى دوري بشكل يقيس إذ ومؤسساتها؛ الدولة

الثالث للدولة، من تنفيذية وترشيعية وقضائية، إضافة إىل مدى الثقة

انطالقا املنطقة، بلدان املختلفة يف والعسكرية األمنية باملؤسسات

من كون هذه املؤسسات ذات أهمية خاصة، كان لها دور أسايس منذ

تأسيس الدولة الحديثة، تزايد تأثريه مع ازدياد التعقيد البريوقراطي

واعتامد األنظمة السياسية عىل هذه املؤسسات يف الحكم.

إضافة إىل مؤرشات الثقة بسلطات الدولة ومؤسساتها، يقوم املؤرش

السلطتني بتقييم تفصيليا مؤرشا ثالثني من بأكرث وباالستعانة

هاتني بأداء عالقة ذات تفصيلية أسئلة عرب والترشيعية التنفيذية

مجال يف أدائها تقييم إىل إضافة األساسية، مهامتهام يف السلطتني

السياسات العامة. وألن السمة الرئيسة للدولة الحديثة هي احتكارها

إلصدار الترشيعات والقوانني، األمر الذي حول السلطة الترشيعية إىل

بنائها هرم رأس تحتل وجعلها الحديثة، الدولة يف أساسية سلطة

والسيادة. التمثيل ملبدأي الفعيل التجسيد باعتبارها التنظيمي

تعرف الترشيعية والغرف الربملانات أضحت السمة؛ هذه بسبب

السياسية، ومتثل نظريا أنواع األنظمة الحديثة عىل اختالف الدولة

سلطتها العليا، كونها توجه وتراقب وتحاسب القامئني عىل السلطة

التنفيذية ومؤسساتها املختلفة. ويف السياق ذاته ومع ميالد الدولة

الحديثة، بدأت الدول العربية - حتى يف مراحل االنتداب - إصدار

دساتريها، وضمنتها مواد تنص عىل فصل السلطات من جهة، ووضع

السلطة الترشيعية يف رأس هرم بنائها السيايس من جهة أخرى. وبناء

ياتها (برملانات، عليه؛ أنشئت املجالس الترشيعية عىل اختالف مسم

بدور واضطلعت ترشيعية) غرف أعيان، مجالس شورى، مجالس

ترشيعي تباينت فاعليته بحسب أوضاع كل دولة. بل كانت املجالس

النضال دفع يف رئيسة ارتكاز نقطة االنتدابات ظل يف الترشيعية

الوطني وتوجيهه لنيل االستقالل. ويقدم لنا التاريخ شواهد عديدة

عىل مواجهات سياسية وعسكرية بني الربملانيني وسلطات االحتالل؛

كام جرى يف ظل الربملانات العراقية واملرصية والسورية.

العربية البلدان يف السياسية األنظمة أكرث دساتري أن املعلوم من

السلطات فصل مبدأ أساس عىل سلطات ثالث وجود عىل ت نص

الرئاسية السياسية األنظمة دساتري أن ذاك بينها؛ املراقبة وضامن

والنيابية تنص عىل السلطة القضائية واستقاللها وصالحياتها يف مراقبة

السلطات األخرى، كام أن هذه الدساتري التي تفصل يف صالحيات كل

من السلطة التنفيذية والترشيعية تنص رصاحة عىل استقاللية هذه

السلطات، وصالحيات املراقبة بني هاتني السلطتني.

بطبيعة الحال، تتباين صالحيات السلطة الترشيعية يف النظام الرئايس

أن الربملانية، ففي حني األنظمة املنصوص عليها يف دساتري تلك عن

واسع رقايب دور عىل تنص مل العربية البلدان يف الرئاسية األنظمة

تجاه منصب الرئيس، كام أن صالحيات السلطة الترشيعية يف مساءلة

الرئيس ومحاسبته هي صالحيات محدودة، وال تقارن بتلك املمنوحة

لها نحو الحكومة ورئيسها يف النظام السيايس الربملاين. عىل الرغم من

العربية األنظمة يف الترشيعية السلطة صالحيات بني التباين هذا

الربملانية والرئاسية، تبقى للمجالس الترشيعية صالحيات مهمة جدا

يف النظام السيايس العريب، من حيث الجهة املخولة بإصدار الترشيعات

وتحويل مشاريع القوانني إىل قوانني نظامية عادية. لذا؛ فإن املجالس

التمثيلية هي الجهات التي تناقش فيها القوانني وتنفذ منها إىل مناقشة

أوسع يف املجال العام. وهكذا تعطي صالحيات سن القوانني للمجالس

الترشيعية مجاال واسعا للتأثري يف تنظيم حياة الناس اليومية، فضال عن

الصالحيات التي تنظم العالقات بني املواطنني والدولة.

خ يف الثقافة العامة أن القوانني املؤقتة - أي عرب العقود الثالثة املاضية؛ رس

تلك الصادرة عن السلطة التنفيذية دون مرورها عىل السلطة الترشيعية

أي يف القنوات الترشيعية النظامية - هي قوانني استثنائية وغري نظامية،

عادة ما ينظر إليها بوصفها إمنا جاءت لخدمة أهداف السلطة التنفيذية،

استخدام لسوء مدخل وهي العام، املجال يف بنقاشها مرحب وغري

السلطة، أو تعبري عن هيمنة السلطة التنفيذية عىل الترشيعية.

إضافة إىل عمل املجالس يف سن القوانني، فإن لها كذلك دورا مهام

الثقة للحكومات، سواء يف األنظمة يف إقرار املوازنات العامة ومنح

النيابية أو الرئاسية، إضافة إىل حقها يف حجب الثقة عن الحكومات

الحكومة إىل األسئلة توجيه يف حقها وكذلك أعضائها، بعض أو

واستجوابها. إن حق املراقبة الذي تتمتع به املجالس الترشيعية عىل

السلطة التنفيذية حق واسع املجال إىل درجة ميكن أن تعوق عمل

السلطة التنفيذية أو تجمده. ومع أهمية السلطة الترشيعية يف سن

املبدأ هي التمثيلية من حيث املجالس فإن والترشيعات، القوانني

التي تنوب عن املواطنني يف حكم أنفسهم أو يف املشاركة يف الحكم.

95المؤشر العربي


واملجلس حكم، سلطة هي الترشيعية السلطة فإن عليه؛ وبناء

السلطة ألعامل ا تكميلي مجلسا وليس حكم، مجلس هو التمثييل

السلطات ثالثية عىل تنص التي الدساتري روح إن إذ التنفيذية؛

والفصل بينها تعد املجلس الترشيعي هو األداة التي بها يتحقق مبدأ

أن الشعب هو مصدر السلطات، ويعرب عن ذلك باالنتخابات النيابية

التي من خاللها ينتخب املجلس الذي يحكم نيابة عن الشعب.

النظام يف ودوره الترشيعي املجلس ملكانة الفهم هذا خالل من

معرفة ورضورة الترشيعي، املجلس أهمية فهم ميكن السيايس

بل العربية. البلدان يف املجالس هذه نحو العام الرأي اتجاهات

ميكن الزعم بأنه كلام كان املجلس الترشيعي فعاال وقامئا بوظائفه

املنوطة به دستوريا؛ كان النظام السيايس يعمل بطريقة صحيحة. ويف

السياق نفسه ميكن التأكيد أنه كلام زادت ثقة املواطنني يف مجالسهم

املهامت املجلس يف أداء كلام عربوا عن رضاهم عن أو الترشيعية

املنوطة به؛ انعكس هذا يف موقف إيجايب نحو الدولة بصفة عامة

ونظامها السيايس، وساهم يف الحفاظ عىل رشعيتهام.

نعرض يف هذه الورقة التجاهات الرأي العام نحو السلطة الترشيعية

الثقة مستويات عىل االطالع خالل من العربية املنطقة بلدان يف

إضافة إىل املستطلعة، البلدان التمثيلية يف أو الترشيعية باملجالس

التي املهامت من مجموعة يف مجالسهم ألداء املواطنيني تقييم

يضطلعون بها. وتعرض هذه الورقة لتقييم املجالس الترشيعية من

م صورة خالل خمسة معايري تضمنها املؤرش، ميكن يف املجمل أن تقد

بانورامية لنظرة املواطنني يف املنطقة العربية ملجالسهم الترشيعية.

وهذه املعايري هي:

مستوى الثقة باملجالس الترشيعية.

أداء املجالس من ناحية القيام بدورها يف مراقبة أعامل الحكومات.

أداء املجالس من ناحية القيام بدورها يف مراقبة اإلنفاق العام.

مصالح مراعاة يضمن مبا بدورها القيام ناحية من املجالس أداء

مختلف فئات املجتمع.

ترشيعات وضع يف بدورها القيام ناحية من املجالس أداء

تساهم يف ضامن حريات املواطنني.

الثقة باملجالس الترشيعية.

سلطات نحو العام الرأي اتجاهات قياس عىل العريب املؤرش قام

الدولة من تنفيذية وترشيعية وقضائية يف البلدان العربية، إضافة إىل

السؤال حول مدى الثقة باملؤسسات العسكرية واألمنية. وعىل الرغم

من أن تبعية هذه املؤسسات للسلطة التنفيذية، فإن تطور كياناتها

ى دورا أساسيا يف أن واستقاللية عملها خالل العقود الثالثة األخرية أد

تصبح مراكز قوى ونفوذ مهمة. ويف إطار موضوع هذه الورقة حول

املستجيبني من %(6 أن النتائج تظهر الترشيعية، املجالس تقييم

أفادوا %51 مقابل الترشيعية للمجالس ثقتهم يولون أنهم أفادوا

وا عن عدم بأنهم ال يثقون بها. بل إن أكرث من ربع املستجيبني عرب

وا ثقتهم عىل اإلطالق يف املجالس الترشيعية مقابل 17% فقط عرب

عن ثقة كبرية بها. وهذا النمط يظهر بوضوح أن هناك فجوة ثقة بني

املواطنني واملجالس الترشيعية. ولتكون الصورة أكرث جالء فمن املفيد

مقارنة مستويات الثقة بسلطات الدولة ومؤسساتها األخرى.

تويل أكرثية املستجيبني مؤسسة الجيش يف بلدانها ثقة عالية بنسبة

ما")، كام "ثقة كبرية"، و"ثقة إىل حد )8% (وهي مجموع نسبتي

األمن أجهزة يولون البلدان جميع يف املستجيبني من %70 أن

عدم عن عربوا املستجيبني من %(9 مقابل ثقتهم، العام/ الرشطة

ثقتهم بها. وحازت األجهزة األمنية من مخابرات ومباحث وأمن دولة

ثقة 69% من املستجيبني، مقابل 7)% عربوا عن عدم ثقتهم بهذه

األجهزة. وتوافق )6% من املستجيبني عىل ثقتهم بالجهاز القضايئ،

مقابل )3% عربوا عن عدم ثقتهم به. يزداد مستوى ثقة املواطنني

نحو إىل بالحكومات بالثقة متعلقا السؤال يكون عندما انخفاضا

بحكومات ثقة لديهم أن املستجيبني من %56 أفاد فقد النصف؛

الثقة بها. وهكذا فإن الثقة دولهم، مقابل ))% أفصحوا عن عدم

أنهم ال أفادوا (التمثيلية) (6)% مقابل %51 الترشيعية باملجالس

يثقون بها). وإذا كانت نسبة 50% ميكن أن تعكس حد النجاح لهذه

املؤسسات، فإن الحكومات تقف عىل حد النجاح، فيام تعد املجالس

الترشيعية هي األقل بني سلطات الدولة، وهي أقل جوهريا من تلك

التي حازتها األجهزة العسكرية واألمنية.

إن النمط الذي تربزه اتجاهات الرأي العام نحو الثقة مبؤسسات الدولة

يف البلدان العربية؛ يؤكد بصورة جلية أن الثقة باألجهزة التنفيذية،

من عسكرية أو شبه عسكرية، هي أعىل من ثقتها بسلطات الدولة

الثالث القضائية، والتنفيذية، والترشيعية. وتعكس أيضا فقدان الثقة

لتقييم العام النمط أن الجيل (النيابية). ومن الترشيعية باملجالس

املواطنني للمجالس الترشيعية مرتبط إىل حد كبري بتقييم الحكومات؛

مبعنى أن تقييم الحكومة يكون أقل من تقييم املؤسسات العسكرية

وأقرب إىل تقييم املجلس الترشيعي، وإن كانت الحكومة تحوز عىل

الترشيعي. هذا يعني يف جوهره أن ثقة أعىل من تلك يف املجلس

انخفاض بالدولة يعرب عنه بشكل واضح يف الثقة هنالك تراجعا يف

العدد 20


الثقة بالسلطة التنفيذية أو الحكومة ومزيد من االنخفاض يف الثقة

باملجلس الترشيعي.

مت فيه املجالس الترشيعية، من من أجل فهم أعمق للنمط الذي قي

املهم تحليل اتجاهات الثقة بحسب البلدان املستطلعة آراؤها. تظهر

النتائج أن النمط العام يف البلدان املستطلعة هو عدم ثقة املواطنني

والسعودية، الكويت يف كان االستثناء أن إال الترشيعية، باملجالس

أعىل أن هنا املالحظة وتجدر باملجلس، يثقون أكرثيتهم إن حيث

نسبة ثقة سجلت كانت يف الكويت (90%)، ثم السعودية (%87)

من املستجيبني الذين يثقون مبجلس الشورى السعودي، وهو مجلس

غري منتخب ومحدود الصالحيات. يف حني عربت أغلبية املستجيبني

العراقيني، واللبنانيني، وبنسب الفتة للنظر، عن عدم الثقة مبجالسهم

الترشيعية حيث عرب 83% من العراقيني عن عدم الثقة مبجلسهم،

وكانت النسبة 81% يف لبنان.

األردنيني، أغلبية عرب والعراق لبنان يف املسجلة من أقل وبنسب

ثقتهم عدم عن والسودانيني والتونسيني، والجزائريني، واملغربيني،

ثقتهم عن %53 عرب إذ املوريتانيون؛ انقسم حني يف مبجالسهم،

املؤرش نتائج وتشري به. يثقون ال مقابل 5)% الترشيعي باملجلس

النواب مبجالس بالثقة يتعلق فيام املستطلعة البلدان يف العريب

عند املستطلعني لدى ثقة مستوى أدىن يحوز النواب مجلس أن

الثقة أن كام األخرى. الدولة بسلطات الثقة مبستويات املقارنة

املستطلعة هي البلدان والعسكرية يف كل من األمنية باملؤسسات

الترشيعية. السلطة عليها التي حصلت الثقة من بنحو جيل أعىل

بل إن الثقة باملؤسسات العسكرية واألمنية يف بعض البلدان يتجاوز

ضعف الثقة التي سجلها املجلس الترشيعي، عىل الرغم من أن هذه

املؤسسات األمنية والعسكرية هي مؤسسات تنفيذية تتبع السلطة

السلطة مراقبة تحت تكون أن - نظريا – املفرتض من التنفيذية،

الترشيعية ومساءلتها.

عند مقارنة مستويات ثقة الرأي العام يف املنطقة العربية باملجالس

(01( باستطالعات (015 عام استطالع يف (التمثيلية) الترشيعية

و)01)/ 013) و011)، تظهر النتائج أن الثقة باملجالس الترشيعية

استطالع يف %(8 إىل (011 استطالع يف %33 من ارتفعت

)01)/ 013) لتنخفض مجددا إىل 1)% يف استطالع )01)، وتعود

لالرتفاع إىل 6)% يف استطالع 015). وإن التغريات التي طرأت عىل

نسب الذين أفادوا أنهم ال يثقون مبجالسهم الترشيعية تفقد الثقة

ثم استطالع 011) إذ كانت نسبتهم 57% يف أكرث وضوحا؛ بشكل

أخرى مرة لرتتفع (013 /(01( استطالع يف %(7 إىل انخفضت

عام يف %55 إىل وتصل (013 /(01( استطالع مستوى وتتجاوز

)01)، ثم عادت لالنخفاض مرة أخرى يف استطالع عام 015) لتصل

إىل 51%. إن عدم الثقة الذي انعكس يف عام الربيع العريب عندما كان

املواطنون يراجعون أداء مؤسسات دولهم ويقيمونه يف ضوء آمالهم

يف التغيري قد انعكس يف تغريات سياسية مهمة قادت إىل ارتفاع الثقة

العربية املنطقة يف العام الرأي نصف قاربت الترشيعية باملجالس

يف استطالع عام )01)/ 013)، لكنها رسعان ما تالشت يف استطالع

العربية باملنطقة التي عصفت الكربى بالتغريات متأثرة عام )01)

أن قليال دون لالرتفاع لتعود عام 013)، األوىل من باألشهر ابتداء

وعند .(013 /(01( عام استطالع يف الثقة مستويات إىل تصل

املجتمعات من مجتمع كل مواطني لدى الثقة مستويات مقارنة

املستطلعة عىل حدة يف استطالع املؤرش لعام 015) بنتائج عام )01)

وعام )01)/ 013) وعام 011)؛ يتبني أن مستويات الثقة باملجالس

الترشيعية قد زادت يف كل من املغرب، والجزائر، فيام انخفضت يف

البلدان يف ثابتة شبه وبقيت والكويت، ولبنان والعراق موريتانيا

املستطلعة األخرى.

ا أن ثقة العراقيني واللبنانني يف مجالسهم الترشيعية تكاد يبدو جلي

تكون مفقودة؛ فاألزمة السياسية الحادة التي يشهدها العراق والتي

املواطنني ثقة يف التغري تعكس (013 عام منذ باستمرار تتفاقم

القوى عجز بعد سيام وال ووظائفه، النواب مبجلس العراقيني

الوطني الوفاق حكومة ويف النواب، مجلس يف املمثلة السياسية

برئاسة حيدر العبادي، عن إصالح العملية السياسية، ومعالجة آثار

السابق الوزراء رئيس اتبعها التي والتدمريية الرعناء السياسات

نوري املاليك، بل - عىل العكس - أضحت هذه الحكومة رهينة قوى

سياسية تنهج سلوكا طائفيا يف مجلس النواب وباقي مؤسسات الدولة

حتى إنها جعلت رشائح اجتامعية واسعة من العراقيني - بغض النظر

عن مذاهبهم - تنفر من العملية السياسية برمتها، وتنظر إىل مجلس

النواب والحكومة كوجهني لعملة واحدة.

يف النواب مجلس عن السائد العام االنطباع أن فيه، الشك ومام

ا مبقدار كونه العراق - منذ تأسيسه - أنه ال ميثل مجلس نواب وطني

النعقاد مكان سوى ليس وأنه السياسية، للطائفية ممثال مجلسا

الشعب حساب عىل السياسية والقوى الحكومة بني الصفقات

لبنان يف النيايب باملجلس الثقة تدهور وكذلك ومصالحه. العراقي

هو يف جوهره انعكاس لكون املجلس ميثل الصورة العامة لالنقسام

الطائفي يف البالد، واستمرار األوضاع فيها عىل ما هي عليه.



أوال. مراقبة أعمال الحكوماتمراقبة يف الترشيعية مجالسه ألداء العام الرأي تقييم صعيد عىل

بشأن منقسم العام الرأي أن إىل النتائج تشري الحكومات، أعامل

يعتقد إذ وأعاملها؛ للحكومات الترشيعية املجالس مراقبة مدى

53% من املواطنني أن مجالسهم الترشيعية تقوم بدورها يف مراقبة

وعربت بدورها. تقوم أنها يرون ال %(( نحو مقابل الحكومة،

أكرثية املستجيبني يف كل من لبنان، والعراق، والجزائر، واألردن، عن

رأت حني يف املراقبة، يف بدورها القيام عن املجالس هذه تخلف

أكرثية الكويتيني، والسعوديني، والتونسيني، والسودانيني أن مجالسها

الترشيعية تقوم بدورها يف ذلك، غري أن الرأي العام تجاه ذلك كان

منقسام يف املغرب وموريتانيا.

إن تقييم أداء املجالس الترشيعية يف أداء دورها يف مراقبة الحكومات

يف استطالع املؤرش لعام 015) جاء شبه متطابق مع نتائج استطالعي

يف ذلك عىل وافقوا الذين نسبة كانت إذ 013)؛ و)01)/ (01(

قليال يف عام 015) إىل 53%. مع هذين االستطالعني 50%، لرتتفع

تراقب املجالس أن عىل بشدة وافقوا الذين نسبة ارتفاع مالحظة

يف %18 إىل (013 /(01( عام استطالع يف %15 من الحكومات

(015 عام استطالع نتائج مقارنة وعند و015). (01( استطالعي

املجتمعات من مجتمع كل يف (013 و)01)/ (01( باستطالعي

عام استطالع يف الثقة مستوى انخفاض النتائج تظهر املستطلعة،

015) جوهريا يف العراق، لينخفض من 71% يف عام )01)/ 013)

إىل استطالع 015) ينخفض مجددا يف ثم عام )01)، إىل )5% يف

السعودية، وموريتانيا الثقة يف كل من انخفض مستوى 38%. كام

باستطالع عام )01) وبقي أعىل مام كان عليه يف استطالع مقارنة

عام )01)/ 013). وباملقابل ارتفع مستوى الثقة يف كل من تونس،

والسودان، واملغرب، والجزائر، ولبنان، واألردن، يف حني كان مستوى

الثقة شبه ثابت يف الكويت.

الشكل )1)تقييم املستجيبي ألداء مجالس بلدانهم الترشيعية واجبها يف مراقبة الحكومات)))

6

9

2

11

3

0

3

7

11

2

9

18

15

25

17

25

44

23

12

5

1

10

24

39

27

26

35

27

22

23

17

11

11

35

30

37

38

27

15

35

35

44

60

27

18

6

8

9

11

13

18

23

24

27

43

/

1 مل يطرح السؤال يف مرص، وفلسطني. ويف السعودية تم السؤال عن مجلس الشورى، والكويت عن مجلس األمة.

العدد 20


تعزى النتائج السابقة إىل جملة من العوامل التي قد تشرتك فيها معظم الدول العربية، وكذلك إىل أسباب تخص أوضاع كل دولة عىل حدة، وتأخذ بعني االهتامم معايري أخرى؛ مثل شكل النظام السيايس (مليك أو جمهوري) وطبيعة النخب الحاكمة، واآلليات املتبعة الختيار ممثيل الربيع أحداث أن العامة العوامل جملة ومن الترشيعية. املجالس العربية، إذ دأبت العريب ألقت بتداعياتها عىل تفكري أنظمة الحكم األنظمة منذ عام 011) يف كتابة دساتري، أو إصدار إعالنات دستورية، أو سن ترشيعات متنح الربملانات أو املجالس الترشيعية صالحيات أوسع، القضايا يف وبخاصة الحكومات، أعامل ملراقبة أكرب دورا بها وتنيط استباقية محاولة أو مرفوعة، مطالب لتلبية والخدمية االقتصادية .(011 عام يف جرى ما غرار عىل شعبية هبات وامتصاص الحتواء

وميكن من خالل نظرة رسيعة عىل الدستور التونيس )01)، ودستور اململكة املغربية 011)، والتعديالت الدستورية يف األردن، والدستور املرصي عام )01) و)01)، والتعديالت الدستورية يف السودان )01)، املجالس دور التوسع يف الجزائر، مالحظة السياسية يف واإلصالحات طبيعة عىل ا إيجابي انعكس بوجه الحكومات مراقبة يف الترشيعية نقاشاتها واهتامماتها، وهو ما جعل ما نسبته 50% من الرأي العام العريب عىل مدار األعوام الثالثة السابقة يعتقد أن مجالسهم التمثيلة تقوم بدورها يف مراقبة الحكومات. وعىل هذا األساس وجدنا ارتفاعا

يف نسبة الثقة يف تونس، واملغرب، والسودان، واألردن، والجزائر، مقارنة باألعوام السابقة، ويف الوقت عينه انخفضت الثقة يف دول مل تعرف إصالحات دستورية أو سياسية خالل األعوام السابقة، مثل السعودية، والعراق، وموريتانيا، يف حني بقيت الكويت املعروفة بفاعلية مجلسها

الترشيعي (مجلس األمة) يف استجواب الوزراء ضمن معدل ثابت.

ثانيا. مراقبة اإلنفاق العامإن تقييم الرأي العام ألداء املجالس الترشيعية (التمثيلية) يف مراقبة صعيد عىل ألدائها تقييمه من حاال بأحسن يكن مل العام اإلنفاق مراقبة أعامل الحكومات؛ فقد أفاد 50% من الرأي العام يف املنطقة العربية أن املجالس الترشيعية تقوم بدورها يف مراقبة اإلنفاق العام، أكرثية أفادت حني ويف بدورها. تقوم ال أنها أفادوا %(( مقابل املستجيبني يف تونس، والكويت، والسعودية، والسودان أن مجالسها الترشيعية تقوم بدورها يف مراقبة اإلنفاق العام؛ فإن أقل من نصف إىل ربع املستجيبني يف بقية البلدان أفادوا أن مجالسهم الترشيعية تقوم بدورها. وانقسم الرأي العام املوريتاين تجاه ذلك، كام هي الحال

يف تقييمهم لدور املجالس الترشيعية يف مراقبة أعامل الحكومة.

الشكل )2)

تقييم املستجيبي يف استطالع 2015 ألداء مجالس بلدانهم الترشيعية واجبها يف مراقبة الحكومات مقارنة بنتائج استطالعي 2014 و2012/ 2013

2015

2014

2012 / 2013

0 100

13

9

6

13

17

18

24

24

24

35

32

35

15

18

18

/



عند مقارنة تقييم الرأي العام يف املنطقة العربية ملدى قيام املجالس

الترشيعية بدورها يف مراقبة اإلنفاق العام عىل مدى السنوات الثالث

أنها تقوم أفادوا الذين أن نسب املستجيبني النتائج تظهر املاضية؛

بدورها يف استطالع املؤرش لعام 015) هو األفضل مقارنة باستطالعي

)01) و)01)/ 013)؛ إذ ارتفعت نسبة املستجيبني الذين أفادوا أن

العام املجلس الترشيعي يف بلدانهم يقوم بدوره يف مراقبة اإلنفاق

استطالع يف و6)% ،(01( استطالع يف بـ 5)% مقارنة %50 إىل

)01)/ 013). ويف حني ارتفعت نسبة الذين قالوا إنها ال تقوم بدورها

%(5 إىل (013 /(01( عام يف %39 من العام اإلنفاق مراقبة يف

.%(( إىل (015 استطالع يف قليال لتنخفض عادت ،(01( عام يف

املجالس بقيام ثقة لديهم الذين نسب أن واضحا، يعكس، وهذا

بهذا الدور تحسنت قليال، يف حني بقيت نسبة الذين ليست لديهم

ثقة شبه ثابتة، وهذا يدل عىل أن جزءا من الرأي العام مل يكن يحدد

موقفا من قبل لكنه حدد موقفا أكرث إيجابية. وعىل صعيد التغري يف

البلدان املستطلعة، فإن تقييم املجالس العام يف كل بلد من الرأي

قد تراجع يف كل من العراق، وموريتانيا، والسعودية، وتحسن يف كل

من تونس، والسودان، والجزائر، واملغرب، واألردن ولبنان، والكويت.

العرب ألداء املواطنني تقييم أن السياق ما ميكن مالحظته يف هذا

مجالسهم التمثيلية يف مراقبة اإلنفاق العام جاء مشابها عىل نحو شبه

كامل لتقييمهم ألداء املجالس يف مراقبة أعامل الحكومات، وباستثناء

ارتفاع الدول األخرى جاءت متشابهة يف نتائج جميع فإن الكويت

وتراجع ثقة مواطنيها، وهو ما يعزى إىل ضعف فاعلية املجالس يف

سابقا، أوردنا كام الدستور بحسب بها املنوطة بالصالحيات القيام

وإذا دولة. كل تواجهها التي السياسية األحوال طبيعة إىل إضافة

كانت قضايا الفساد وسيادة انطباع لدى املواطنني بانتشار الفساد يف

بلدانهم يساهم يف تقييم سلبي للمجالس الترشيعية يف هذا املجال؛

فإن األحوال االقتصادية من ارتفاع مستويات البطالة وانتشار الفقر

تساهم أيضا يف عدم الرضا عن سياسات اإلنفاق العامة للحكومات،

ومن ثم مراقبة هذا اإلنفاق.

الشكل )3)تقييم املستجيبي ألداء مجالس بلدانهم الترشيعية دورها يف مراقبة اإلنفاق العام)))

0 100

6

9

3

12

4

1

3

8

3

10

10

19

16

23

18

32

50

24

15

2

6

10

25

38

30

33

32

23

23

24

14

16

12

34

31

36

29

22

15

35

38

59

45

25

16

6

8

8

10

12

15

15

22

24

43

/


العدد 20


ثالثا. مراعاة مصالح فئات المجتمع المختلفة

مجالسه أداء تقييم تجاه العربية املنطقة يف العام الــرأي انقسم

الترشيعية من ناحية أدوارها مبا يضمن مراعاة مصالح فئات املجتمع

املختلفة؛ إذ أفاد 50% أن هذه املجالس تقوم بأدوارها يف هذا الجانب،

مقابل معارضة 5)% ذلك. ووافق أكرث من نصف املستجيبني يف الكويت،

والسعودية، وتونس، والسودان عىل أن املجالس الترشيعية تقوم بأعاملها

مبا يضمن مراعاة مصالح مختلف فئات املجتمع، يف حني وافق أقل من

50% من مستجيبي بقية املجتمعات عىل ذلك، بل إن أكرثية اللبنانيني

والعراقيني أفادت أن املجالس الترشيعية ال تقوم بدورها يف ذلك.

إن تقييم الرأي العام يف املنطقة العربية ملدى قيام املجالس الترشيعية

بأدوارها مبا يضمن مراعاة مصالح مختلف فئات املجتمع، قد ارتفع يف

عام 015) مقارنة باستطالعي )01) و)01)/ 013)؛ إذ ارتفعت نسبة

الذين أفادوا أن املجالس تقوم بأعاملها يف متثيل مصالح مختلف فئات

املجتمع إىل 50% يف استطالع 015) يف حني كانت هذه النسبة 5)%

االرتفاع من الرغم وعىل عام )01)/ 013). يف و6)% عام )01) يف

الطفيف يف نسب الذين قالوا إن املجالس تقوم بأعاملها يف املؤرش لعام

015) مقارنة بنتائج مؤرش عامي )01) و)01)/ 013)، تظهر النتائج

أنها ال تقوم بدورها يف عام 015) أفادوا الذين أن نسب املستجيبني

شبه متطابقة مع نسبها يف عام )01)، وأعىل منها يف عام )01)/ 013).

ا، أن نسب الذين ليست لديهم ثقة يف قيام املجالس وهذا يعكس، جلي

بهذا الدور مازالت ثابتة مع ارتفاع نسب الذين لديهم ثقة بها. وهذا

يدل عىل أن جزءا من الرأي العام مل يكن يحدد موقفا من قبل ثم حدد

موقفا إيجابيا.

عىل صعيد التغري يف الرأي العام يف كل بلد من البلدان املستطلعة، فإن

تقييم املجالس قد تراجع عىل نحو ملحوظ يف كل من العراق وموريتانيا،

تونس، من كل يف ن وتحس ولبنان، األردن يف طفيفا تراجعا وتراجع

والسودان، والجزائر، واملغرب، فيام بقي متشابها يف بقية البلدان األخرى.

من كل السابقني يف السؤالني بنتائج السؤال نتائج هذا مقارنة إن

التقييم يف ما سبق ارتفع النتائج، إذ لبنان واألردن يظهر تفاوتا يف

وتراجع ولو بشكل طفيف، وهو ما ميكن رده يف لبنان إىل املحاصصة

الطائفية التي تحدد متثيل املواطنني يف املجلس استنادا إىل أديانهم

أو الدميوغرايف توزعهم أو مواطنتهم أساس وليس عىل وطوائفهم،

تزال ما لبنان يف الطائفية الزعامات أن ذلك إىل أضف الجغرايف.

الخاصة، أشبه بإقطاعيات سياسية تسعى دامئا إىل ضامن مصالحها

وهو ما جعل فئات اجتامعية تشعر بالغنب. أما األردن فيعاين أيضا

هوة يخلق الرثوة توزيع يف اختالل ومن اجتامعي استقطاب من

الحكومة تتسع تدريجيا ما بني األغنياء والفقراء، خاصة بعد نزوع

األمر عنها، الدعم ورفع والخبز النفطية املشتقات أسعار لتحرير

ا الذي أقلق رشائح مجتمعية ال ترى يف مجلس النواب بغرفتيه معرب

حقيقا عن مصالحهم.

الشكل )4)

تقييم املستجيبي ألداء مجالس بلدانهم الترشيعية دورها يف مراقبة اإلنفاق العام بحسب نتائج استطالع 2015 مقارنة بنتائج استطالعي 2014 و2012/ 2013



رابعا. وضع تشريعات تساهم في ضمان حريات المواطنين

عىل صعيد تقييم الرأي العام العريب ألداء مجالس بلدانه الترشيعية يف القيام بدورها يف وضع ترشيعات تساهم يف ضامن حريات املواطنني، مجالس أن يرى العريب العام الرأي نصف نحو أن النتائج أظهرت بلدانهم الترشيعية تقوم بدورها يف وضع ترشيعات تساهم يف ضامن حريات املواطنني، مقابل معارضة ))% من املستجيبني. وتباينت آراء املستجيبني بني بلد وآخر حول تقييم أداء املجالس الترشيعية، ففي حني أفادت أغلبية الرأي العام؛ التونيس، والكويتي، واملوريتاين، والسعودي، ترشيعات وضع بدورها يف تقوم الترشيعية مجالسها أن والسوداين تساهم يف ضامن حريات املواطنني، عارض ذلك أغلبية اللبنانيني، وأكرث

من نصف املستجيبني يف كل من العراق، والجزائر، واملغرب، واألردن.

عام استطالع العربية يف املنطقة العام يف الرأي تقييم مقارنة عند ترشيعات وضع يف بدورها الترشيعية املجالس قيام ملدى (015تساهم يف ضامن حريات املواطنني باستطالع عام )01)، تشري النتائج املجالس أن أفادوا الذين املستجيبني نسبة يف طفيف ارتفاع إىل الترشيعية يف بلدانهم تقوم بذلك الدور من 8)% يف استطالع عام

نتيجة االرتفاع كان إال أن هذا )01) إىل 51% يف استطالع 015). انخفاض نسبة الذين مل يبدوا رأيا يف استطالع )01)، يف حني كانت نسبة الذين أفادوا أن املجالس ال تقوم بدورها يف وضع ترشيعات تساهم يف ضامن حريات املواطنني يف استطالع هذا العام متطابقة مع نتائج العام املايض. وعند مقارنة التغري يف الرأي العام يف كل بلد من البلدان املستطلعة يف عام 015) بعام )01)، تشري النتائج إىل أن تقييم املجالس قد تراجع تراجعا كبريا يف كل من العراق، والسعودية، وموريتانيا، وتحسن يف كل من الكويت، والسودان، وتونس، واألردن،

واملغرب، والجزائر. فيام كانت النسب شبه متطابقة يف لبنان.

أما عىل صعيد مدى متثيل املجالس الترشيعية لكافة أطياف املجتمع، فقد كان الرأي العام منقسام، يف حني رأى )1% من الرأي العام يف املنطقة العربية أن مجالسه الترشيعية متثل أطياف املجتمع كافة إىل درجة كبرية، وكانت نسبة الذين أفادوا أن مجالسهم ال متثل أطياف الرأي من %37 وقال املستجيبني، من %18 اإلطالق عىل املجتمع العام إن مجالسهم الترشيعية متثل أطياف املجتمع بدرجة متوسطة،

وقال 6)% إنها متثل أطياف املجتمع بدرجة قليلة.

عند مقارنة تقييم الرأي العام يف املنطقة العربية ملدى متثيل املجالس نسب ارتفاع النتائج تظهر كافة، مجتمعاتهم ألطياف الترشيعية

الشكل )5)تقييم املستجيبي ألداء مجالس بلدانهم الترشيعية دورها مبا يضمن مراعاة مصالح مختلف فئات املجتمع)))


العدد 20


املستجيبني الذين أفادوا أنها متثل أطياف املجتمع كافة يف استطالع السبب ويعود .(013 و)01)/ (01( عامي نتائج عن (015 عام إىل املجتمع أطياف متثل إنها قالوا الذين نسبة ارتفاع إىل ذلك يف درجة متوسطة من 31% يف عام )01) إىل 37% يف عام 015). يف إنها ال متثل أطياف املجتمع كافة الذين قالوا حني انخفضت نسبة من 1)% يف عام )01) إىل 18% يف عام 015)؛ لتتطابق مع نتيجة متثل إنها قالوا الذين نسبة وكانت .(013 /(01( عام استطالع املجتمع بدرجة كبرية متطابقة يف استطالع عام 015) مع استطالع .(013 /(01( عام استطالع من طفيف بشكل وأعىل ،(01( عام عام متقاربة يف قليلة" بدرجة "متثل إنها قالوا الذين نسبة وكانت

015) مع نتائج االستطالعات يف السنوات السابقة.

أما عىل صعيد التغري يف الرأي العام يف كل بلد من البلدان املستطلعة، فإن تقييم املجالس عىل صعيد متثيلها لفئات املجتمع كافة قد تراجع يف موريتانياولبنان، فيام ارتفع، ارتفاعا طفيفا، يف األردن، والجزائر، واملغرب، يف حني بقي شبه ثابت يف تونس، والسودان، والعراق، والكويت، والسعودية.

خاتمةأبرزت نتائج املؤرش العريب أن نظرة الرأي العام العريب نحو املجالس الترشيعية هي نظرة سلبية؛ اذ إن مستويات الثقة باملجالس التمثيلية ال تتسم بالنجاح؛ فقد ظهر أن املواطنني العرب الذين يثقون مبجالسهم الترشيعية أقل من 50%، وتكاد تكون نسبة الذين ال يثقون بها عىل أغلبية إن كبرية. درجة إىل بها يثقون الذين نسبة ضعف اإلطالق ت التي تقوم بها - مثل مراقبة مت أداء املجالس يف املهام املواطنني قيأعامل الحكومات ومراقبة اإلنفاق العام - وتنظر لها نظرة سلبية فيام سن عىل قدرتها ويف املجتمع، فئات مختلف ملصالح متثيلها يخص ترشيعات تساهم يف ضامن حريات املواطنني، كام أن أغلبية املواطنني

ترى أن هذه املجالس غري ممثلة ملختلف فئات املواطنني وفئاتهم.

ا - وإن ارتفعت يف عام 015) مني إيجابي أضف إىل ذلك أن نسبة املقي- تظل قريبة من معدالتها يف األعوام السابقة، وقريبة من التي سجلت يف عام 011) مرتافقة مع اندالع الثورات العربية، حني كانت النظرة لهذه املجالس باعتبارها امتدادا لتسلط األنظمة وتعبريا عن فسادها. العرب املواطنني ثقة يف كبريا ارتفاعا النتائج تظهر ذاته، الوقت يف مبؤسسات الدولة األخرى مثل الجيش واألجهزة األمنية، وهو ما ميكن األمني لالستقرار العرب املواطنني تفضيل إىل أوىل ناحية من رده والسيايس؛ خاصة أن دوال عربية تشهد رصاعات أهلية دامية وتغرق يف فوىض. كام أنها تظهر أن املواطنني يرون يف مؤسسات أخرى تعبريا عن

مصالحهم، ما يعني أن متثيلية املجالس الترشيعية يف موضع تساؤل.

من تتأىت الحديث السيايس النظام يف التمثييل املجلس مكانة إن الدولة، الحكم وإدارة أعامل الشعب يف عملية كونه متثيال لسلطة وكونه تعبريا عن مصالح الفئات االجتامعية عىل اختالفها. وبناء عليه؛ فإن الثقة باملجالس التمثيلية هي يف جوهرها انعكاس للثقة بالدولة مصادر أحد إن بل اختالفها. عىل الحكم ومؤسسات عامة، بصفة مبؤسسة الثقة هو الحديثة الدولة يف السياسية األنظمة رشعية املتزايدة الثقة فجوة إن أدائها. عن والرضا الترشيعية السلطة التنفيذية السلطات عملت فلقد أسبابها؛ لها الترشيعية بالسلطة السلطة صالحيات حساب عىل التمدد عىل العربية املنطقة يف الترشيعية، ودفعها اىل أدوار هامشية أشبه بأن تكون تكميال لعمل السلطة التنفيذية. إن هذه العملية يف تهميش املجالس الترشيعية تبدأ بالتدخل يف االنتخابات النيابية، لضامن الحكومات يف أن يحصل تشكيلة أن يعني الذي األمر الربملان، مقاعد أغلبية مؤيدوها عىل املجلس النيايب الذي يتم انتخابه بطريقة مبارشة إمنا هي عبارة عن ذراع مؤيدة للحكومة وأعاملها، تتجنب مساءلة الحكومة أو مراقبة السلطة عىل بالتغول التنفيذية للسلطة يسمح ما وهذا أعاملها.

الترشيعية واالنتقاص من صالحياتها.

إبقاء أهمها لعل والطرق، الوسائل من العديد له التغول هذا إن نها من املجالس الترشيعية ضعيفة ال تتمتع باستقالل مايل وبرشي ميكاالستقالل يف صناعة القرار. إضافة إىل تجريدها من أدوارها الترشيعية عرب إصدار القوانني املؤقتة، وتجريد بعض النواب من الحصانة الربملانية. وإن االتجاه الذي اتخذته السلطة التنفيذية يف إطار تعاملها مع السلطة الترشيعية هو مجاوزة ما هو مضمون دستوريا من توازي السلطتني، وتحقيق ملبدأ التوازن، وكبح السلطات، إىل تحويل السلطة الترشيعية

إىل تابع ال أكرث، ال يعدو أن يكون وسيطا بني الحكومة واملواطنني.

لعل تراجع دور األحزاب عىل أسس برامجية أو أيديولوجية ملصلحة االنتامءات الفرعية من جهوية وقبلية وإثنية من ناحية، وما تكرسه يتحول أن يف أيضا ساهم انتخابية، ملناطق ممثلني من االنتخابات النواب اىل ممثيل قطاعات أو جهات، كام ساهم يف غياب سمة التمثيل الخدمات عىل الوطني، وارتفاع قيمة ما يسمى نواب عىل املستوى تقييم يكون أن إىل أدى ما وهو العامة، السياسات نواب حساب

املجالس الترشيعية سلبيا.

مع الترشيعية باملجالس الثقة تراجع يف االستمرار املتوقع من يكن مل ما التونسية، التجربة يف الحال هي كام خاصة استثناءات العربية. البلدان ملهامتها يف املجالس أداء تغيري جوهري يف هنالك إن استمرار تراجع الثقة باملجالس الترشيعية بالرضورة سوف يساهم

يف تراجع الثقة بالنظام السيايس بصفة عامة ويساهم يف تأكل الثقة

بالدولة ورشعيتها.



الشكل )6)

تقييم املستجيبي ألداء مجالس بلدانهم الترشيعية يف القيام بدورها يف وضع ترشيعات تساهم يف ضامن حريات املواطني)))

الشكل )7)اتجاهات املستجيبي نحو مدى متثيل املجالس الترشيعية ألطياف مجتمعاتهم كافة)))


2 . مل يطرح السؤال يف مرص، وفلسطني. ويف السعودية تم السؤال عن مجلس الشورى، والكويت عن مجلس األمة.

صـدر حديـثا

مجموعة مؤلفين

مئة عام على الحرب العالمية األولى مقاربات عربية

صــدر حديثــا عــن المركــز العربــي لألبحــاث ودراســة السياســات (575 صفحة مــن القطع المتوســط) كتاب 100 عام على الحرب العالمية األولى - مقاربات عربية في مجلده األول األســباب والســياقات والتداعيــات. وهــو كتــاب يقــدم إجابــات عدة عن أســئلة: "كيف نــؤرخ لحــدث كبير ترك بصماتــه وآثاره السياســية واالجتماعيــة واالقتصاديــة والثقافية في المنطقــة العربية منذ قرن، ولما تــزل، هو الحرب العالميــة األولــى؟ فمــاذا أرخــت هــذه النخبــة؟ وكيف؟". ســاق هــذه األســئلة مؤرخون عــرب، جمعهم المركــز فــي بيــروت فــي الفترة الواقعــة بين 20 و22 شــباط / فبراير، فــي مؤتمر تحت العنوان نفســه:

"مئة عام على الحرب العالمية األولى - مقاربات عربية".

Documentationالتوثيق

107

107

أهم محطات التحول الديمقراطي في الوطن العربيفي المدة 2016/3/2 - 2016/4/26

Milestones in Democratic Transition in Arab World

107107

العدد 20


2016/3/2 وافق مجلس النواب املرصي عىل إسقاط عضوية النائب

توفيق عكاشة عىل خلفية استقباله للسفري اإلرسائييل، وذلك بأغلبية

أصوات نواب املجلس.

(العربية. نت، )/016/3))

2016/3/3 قررت املنطقة اإلعالمية الحرة التابعة لهيئة االستثامر يف

مرص إيقاف بث فضائية "الفراعي" اململوكة لإلعالمي توفيق عكاشة

مدة عام. وذكرت أن القرار جاء بسبب مخالفة القناة املبادئ العامة

التي تراعيها القنوات املرصية العاملة باملنطقة اإلعالمية الحرة، ويف

واحرتام خصوصية للبالد، القومية باملصلحة املساس مقدمتها عدم

األفراد، وعدم التشهري بسمعتهم وسمعة املؤسسات املختلفة.

(العربية. نت، 016/3/3))

2016/3/4 أكدت وزارة الخارجية األمريكية يف بيان نرشته أنها سوف

تستمر عىل دعم رئيس الوزراء فايز الرساج وحكومة الوفاق الوطني.

وأضاف البيان أن وزير الخارجية عرب عن قلقه من أنه عىل الرغم من

جهد أغلبية الزعامء الليبيني لرتسيخ هذه الحكومة، فإن مجموعة من

املعرقلني منعت تصويتا رسميا كان سيصدق مجلس الوزراء.

(يب يب يس عريب، )/016/3))

بالده اعتزام رينتيس، ماتيو إيطاليا، وزراء رئيس نفى 2016/3/6

إرسال نحو خمسة آالف جندي إىل ليبيا، قائال إن األوضاع غري مواتية

لتدخل عسكري يف املستعمرة اإليطالية السابقة. وجاء كالم رينتيس

كوريريي لصحيفة فيليب األمرييك جون السفري ا عىل ترصيحات رد

ديال مفاده أن روما قد ترسل نحو خمسة آالف جندي إىل ليبيا لقتال

تنظيم الدولة.

(رويرتز، 016/3/6))

2016/3/7 شدد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعاممرة يف مؤمتر

عىل بان يك مون، املتحدة، لألمم العام األمني مع مشرتك صحايف

بالده رفض وعىل ليبيا، يف السلمي السيايس بالحل بالده متسك

التدخل العسكري فيها.

(الوفد، 016/3/7))

شخصا؛ 5( مبقتل تسببت عنف أعامل تونس شهدت 2016/3/7

ثكنة عسكرية الدولة تنظيم تتبع إرهابية إذ هاجمت مجموعات

ومركز أمن مبدينة بن قردان التونسية املجاورة لليبيا. وأوردت وزارتا

قتلت والجيش األمن قوات أن مشرتك بيان يف والدفاع الداخلية

36 "إرهابيا" وألقت القبض عىل 7 آخرين من دون تحديد هوياتهم

أو الوجهة التي قدموا منها.

(سويس أنفو، 016/3/7))

أنها تلقت مذكرة رسمية العربية أعلنت جامعة الدول 2016/3/7

من مرص برتشيح وزير الخارجية األسبق أحمد أبو الغيط لتعيينه يف

منصب األمني العام للجامعة العربية للسنوات الخمس املقبلة، خلفا

لألمني العام الحايل نبيل العريب الذي أعلن عن رغبته يف عدم تجديد

واليته التي تنتهي يف 30 حزيران/ يونيو 016).

(العربية. نت، 016/3/7))

2016/3/8 حذر الرئيس املرصي عبد الفتاح السييس من أي تدخل

دويل سابق ألوانه يف ليبيا، ودعا إىل تجهيز ما سامه "الجيش الوطني

الليبي" بقيادة اللواء خليفة حفرت. وقال السييس، يف مقابلة نرشتها

ا أن تجري أي مبادرة صحيفة "ال ريبوبليكا" اإليطالية: "من املهم جد

إيطالية أو أوروبية أو دولية بطلب ليبي وبتفويض من األمم املتحدة

ليبيا إىل ينظرون "األوروبيني إن السييس وقال العربية". والجامعة

كام لو أن تنظيم داعش هو التهديد الوحيد. هذا خطأ فادح. علينا

أن نكون مدركني أن أمامنا أسامء عدة تحمل العقائد ذاتها"؛ وذلك

يف إشارة غري مبارشة إىل قوات فجر ليبيا واملؤمتر الوطني يف طرابلس.

(العربية. نت، 016/3/8))

2016/3/8 دعا االئتالف الوطني السوري املعارض يف سورية عنارص

االتحاد لحزب املسلح الجناح الكردية" الشعب حامية "قــوات

الثورة صفوف إىل والعودة االنشقاق، إىل الكردي الدميقراطي

السورية، والقتال إىل جانب الجيش السوري الحر.

(العريب الجديد، 016/3/8))

دول خالله أوىص عاجال بيانا األورويب الربملان أصدر 2016/3/10

مقتل خلفية عىل مرص، عىل املساعدات بحظر األورويب، االتحاد

رصدا البيان وتضمن بالقاهرة. ريجيني جوليو اإليطايل، الطالب

لرتاجع أوضاع حقوق اإلنسان من خالل 3) توصية، من بينها دعوة

الربملان األوريب للسلطات املرصية إىل إجراء تحقيق رسيع ومستقل

وحيادي وفعال يف قضية ريجيني. وطالب السلطات املرصية بوقف

والناشطني، الصحافيني عن واإلفراج القرسي، واالختفاء التعذيب

واإلفراج اإلنسان، حقوق عن املدافعني حق يف االنتهاكات ووقف

الفوري وغري املرشوط عن جميع املحتجزين واملحكوم عليهم بالسجن

يف قضايا تتعلق مبامرستهم لحقهم يف حرية التعبري والتجمع السلمي.

ودعا الربملان السلطات املرصية إىل إلغاء الحظر املفروض عىل حركة

6 أبريل واألحكام ضد أعضائها، وسحب حظر السفر املفروض عىل

بعض الناشطني الحقوقيني، وأوىص بإلغاء قانون التظاهر الذي وصفه

وقانون اإلرهاب مكافحة قانون إلغاء إىل أيضا ودعا بـ "القمعي"،

الكيانات اإلرهابية، وكذلك قانون الجمعيات، وعد الربملان أن أحكام

املسلمني، جاءت بعد أنصار جامعة اإلخوان الجامعية ضد اإلعدام

محاكامت "جائرة مثرية للصدمة".

(هافينغتون بوست عريب، 016/3/10))

للمعارضة التابعة للمفاوضات العليا الهيئة أكدت 2016/3/10

األمم إليها دعت التي املفاوضات جولة يف ستشارك أنها السورية

يف سيرتكز املفاوض الوفد جهد أن إىل الهيئة وأشــارت املتحدة،

109التوثيــق

أهم محطات التحول الديمقراطي في الوطن العربي

وغريه ((01() جنيف بيان عىل بناء الهيئة وضعتها التي األجندة

من القرارات الدولية؛ يف ما يتعلق بإنشاء هيئة حكم انتقايل كاملة

الصالحيات التنفيذية، والتمسك بوحدة األرايض السورية، والحفاظ

عىل مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلة مؤسساتها األمنية والعسكرية

وتشكيلها، ورفض اإلرهاب بكافة أشكاله، وإقامة نظام تعددي ميثل

كافة أطياف الشعب السوري، من دون أن يكون لبشار األسد وأركان

نظامه ورموزه مكان فيه، أو يف أي ترتيبات سياسية مقبلة.

(العريب الجديد، 016/3/10))

صحافية مقابلة يف أوباما باراك األمرييك الرئيس قال 2016/3/11

نرشتها مجلة "ذي أتالنتك" إن رئيس الوزراء الربيطاين ديفيد كامريون

السابق الفرنيس الرئيس كان حني يف أخرى، بأمور "منشغال" كان

نيكوال ساركوزي يريد أن يتصدر املشهد يف الحملة العسكرية يف ليبيا

يف عام 011). وتناول أوباما يف املقابلة األوضاع التي نفذ فيها تحالف

أن قبل عام 011) ليبيا غارات جوية عىل وبريطانيا فرنسا بقيادة

يتوىل الحلف األطليس املهمة. وقال أوباما: "ليبيا غرقت يف الفوىض".

وأضاف قائال: عندما أتساءل ملاذا ساءت األمور، أدرك أنني كنت واثقا

بأن األوروبيني؛ بالنظر إىل قربهم (الجغرايف) من ليبيا، سيضطلعون

بدور أكرب يف متابعة الوضع بعد التدخل.

(النهار، 016/3/11))

2016/3/13 أصدر وزراء خارجية فرنسا، وأملانيا، وإيطاليا، واململكة

السامية واملمثلة األمريكية، املتحدة والواليات جانب إىل املتحدة

لالتحاد األورويب للشؤون الخارجية والسياسة األمنية، بيانا أكدوا فيه

كوبلر، مارتن ورئيسها ليبيا، يف املتحدة األمم بعثة لجهد دعمهم

والوقوف إىل جانب حكومة الوفاق الوطني املقرتحة من بعثة األمم

ورأى ليبيا. الوحيدة يف الرشعية الحكومة ليبيا، وعدها املتحدة يف

الوطني، الوفاق وحكومة الليبية، الرئاسة مجلس عىل أن البيان

تكثيف الجهد الستالم السلطات كاملة لتلبية مطالب الشعب الليبي.

الرشعي اإلطار هو الليبي السيايس االتفاق أن عىل البيان وشدد

واإلطار ليبيا، يف العسكري والرصاع السياسية لألزمة لحل الوحيد

املؤسيس املنصوص عليه يف االتفاق السيايس الليبي.

(24: الخرب بي لحظة وضحاها، 016/3/13))

ميكن "ال أنه الفــروف سريغي الخارجية وزير أكد 2016/3/14

التابع القيام بأي عملية عسكرية يف ليبيا إال مبوافقة مجلس األمن

لألمم املتحدة".

(روسيا اليوم، )016/3/1))

سورية يف الكردي الدميقراطي االتحاد حزب أعلن 2016/3/17

النظام الفدرايل يف مناطق سيطرتهم يف شامل البالد، يف حني أعلنت

وزارة الخارجية األمريكية رفضها االعرتاف مبناطق للحكم الذايت داخل

سورية. وأقر املشاركون يف اجتامع عقد يف بلدة رميالن الحدودية يف

ريف الحسكة الشاميل الرشقي "وثيقة النظام االتحادي الدميقراطي

الوثيقة. مسودة عىل التعديالت إجراء بعد سوريا" شامل إلقليم

"االتحاد حزب يف املشرتكة الرئاسة مستشار ديبو، سيهانوك وأكد

الفدرايل يف شامل سورية، مشريا النظام إقرار تم أنه الدميقراطي"،

ونظام للنظام تأسييس مجلس تشكيل عىل االتفاق تم أنه إىل

رئايس مشرتك.

(العريب الجديد 016/3/17))

الوطنية الوحدة حكومة رئيس الرساج، فايز أعلن 2016/3/18

الليبية املدعومة من األمم املتحدة، أن حكومته ستنتقل من تونس

إىل طرابلس. وأكد الرساج أنه تم االتفاق عىل خطة أمنية مع الرشطة

واألمم املسلحة الفصائل بعض ومع طرابلس يف املسلحة والقوات

ليبيا. إىل باالنتقال تونس يف املوجودة للحكومة ستسمح املتحدة،

وأضاف أن حكومة التوافق الوطني تسري يف عملها، وأنها ستكون يف

الصدع لرأب الليبية املؤسسات كل داعيا عملها، لتامرس طرابلس

بينها وتحمل مسؤولياتها يف هذه األوضاع الحرجة.

(الخرب، 016/3/18))

الهيئة مشاورات العامنية صاللة مدينة يف بدأت 2016/3/19

إىل صيغة للتوصل الليبي سعيا الدستور لصوغ مرشوع التأسيسية

نهائية للدستور تعرض عىل االستفتاء الشعبي. وقد انطلقت الجلسة

بوضع املكلفة الهيئة والطوارق يف للتبو االفتتاحية بحضور ممثلني

ثالث من ومختارين منتخبني عضوا ستني من واملكونة الدستور،

مناطق انتخابية متثل أقاليم ليبيا الثالثة، وهي طرابلس وبرقة وفزان.

(الجزيرة نت، 016/3/19))

ملدة بالسجن غيابيا حكام تونسية محكمة أصدرت 2016/3/19

عرش سنوات عىل الرئيس املخلوع زين العابدين بن عيل، إثر إدانته

يف قضية فساد جديدة، بحسب ما أعلنت عنه النيابة العامة. وقال

تونس مبحكمة العامة النيابة باسم الرسمي الناطق بربوش، كامل

االبتدائية، إن بن عيل أدين يف هذه القضية بتهم "استغالل النفوذ"

قد تونسية محاكم وكانت القوانني". و"مخالفة باإلدارة" و"اإلرضار

أصدرت ضد بن عيل حكام بالسجن املؤبد عىل خلفية قمع نظامه

التي أطاحت حكمه يف الثورة تظاهرات واحتجاجات شعبية خالل

)1 كانون الثاين/ يناير 011).

(دويتشه فيله، 016/3/19))

كلمة يف السبيس قائد الباجي التونيس الرئيس أكد 2016/3/20

مبناسبة الذكرى الـ 60 الستقالل تونس أن بالده ستستمر عىل كفاحها

من أجل الوحدة الوطنية بحامستها نفسها من أجل االستقالل، مضيفا

أن تونس والجزائر ستواصالن مكافحة اإلرهاب كام كافحتا معا من

أجل االستقالل. وأوضح قائد السبيس أن تونس دخلت مرحلة جديدة

بعد انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس للنواب، مشريا إىل أنها تواجه

العدد 20


تحديات كربى يف صدارتها التحدي األمني ومكافحة اإلرهاب، فضال

الشباب ثورة أهــداف لتحقيق االجتامعية األوضــاع تحسني عن

الدميقراطية تكريس هو األصعب التحدي أن مؤكدا التونيس،

يف تونس.

(الوفد، 0)/016/3))

2016/3/20 رد الرئيس الفرنيس السابق نيكوال ساركوزي عىل مقابلة

أثناء للظهور بالسعي اتهمه الذي أوباما باراك األمرييك الرئيس

التدخل العسكري يف ليبيا عام 011)، وأشار يف مقابلة مع قناة "إي

تييل" إىل الرئيس األمرييك بأنه "الذي يعرف الجميع أن الفعل ليس

التي اللحظة إنه يف قال أوباما "كان من خصاله". وقال ساركوزي:

يستخدم فيها بشار األسد أسلحة كيميائية، سنتدخل، وقد استخدم

بشار األسد أسلحة كيميائية، لكنهم مل يتدخلوا. حني نضع حدودا ثم

يتم تخطيها وال نفعل شيئا، فهذه ليست عالمة جيدة".

(24: الخرب بي لحظة وضحاها، 0)/016/3))

2016/3/22 أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس الباجي قائد السبيس

قرر، بعد مشاورات مع رئيس الوزراء الحبيب الصيد ورئيس املجلس

الطوارئ مدة ثالثة أشهر العمل بحال النارص، متديد النيايب محمد

إضافية. وقد جاء هذا القرار بعد أسبوعني من الهجوم املسلح الذي

الطوارئ فرضت تونس وكانت البالد. جنوب بن قردان استهدف

منذ الهجوم االنتحاري الذي استهدف حافلة لألمن الرئايس يف قلب

العاصمة التونسية يف )) ترشين الثاين/ نوفمرب 015).

(الحياة، ))/016/3))

أن اإلدارة األمريكية السفارة األمريكية يف تونس أكدت 2016/3/27

مليون دوالر يف قيمته 9,)) األول من عقد القسط تونس منحت

إطار مرشوع يهدف إىل تعزيز قدرات تونس األمنية الحدودية عىل

طول الرشيط الحدودي مع ليبيا".

(الحياة، 7)/016/3))

2016/3/30 طالبت حكومة طرابلس غري املعرتف بها دوليا، رئيس

العاصمة مبغادرة الــرساج، فايز الليبية، الوطني الوفاق حكومة

رئيس حكومة طرابلس غري وقال عادة دخوله غري رشعي. الليبية،

املعرتف بها دوليا، خليفة الغويل، يف بيان تاله عرب التلفزيون: "عىل

املتسللني غري الرشعيني أن يسلموا أنفسهم أو أن يعودوا من حيث

نتائجه تتحملون أتوا"، مضيفا إىل ذلك قوله: "دخولكم غري رشعي

الرشعية واألخالقية والقانونية". يف حني عربت فرنسا عىل لسان وزير

املتحدة. خارجيتها عن دعمها لحكومة الرساج املدعومة من األمم

وقال جان مارك إيرولت وزير خارجية فرنسا يف أحد البيانات: "أنا

سعيد بهذا القرار الشجاع"، داعيا كل املؤسسات الليبية إىل الوقوف

وراء السلطات الجديدة.

(فرانس 24، 016/3/30))

يقيض قرار باإلجامع عىل الدويل األمن صوت مجلس 2016/3/31

متوز/ شهر نهاية حتى ليبيا إىل السالح تصدير حظر فرتة متديد

يوليو 017). ودان القرار رقم 78)) الذي أعدته بريطانيا، محاوالت

تصدير النفط الخام من ليبيا بطرائق غري مرشوعة، مبا يف ذلك من

جانب "املؤسسات املوازية" التي مل تخضع لحكومة الوفاق الوطني

السابع الفصل الصادر مبوجب القرار، الرساج. وطالب فائز برئاسة

املسلحة القوة باستخدام يسمح والذي املتحدة، األمم ميثاق من

بـمعلومات خاصة اللجنة تزود هذه بأن الرساج لتنفيذه، حكومة

األساسية والهياكل لسيطرتها، الخاضعة األمن قوات هيكل عن

وصيانته وتسجيله العسكري العتاد تخزين سالمة لكفالة القامئة؛

وتوزيعه من جانب قوات األمن الحكومية، وتخزينه بطريقة مأمونة،

بدعم من املجتمع الدويل.

(العامل اليوم، 016/3/31))

نيسان/ أبريل 2016

استثناء عىل املوافقة األمن مجلس من ليبيا طلبت 2016/4/1

لوقف الدولية العقوبات من بها الخاص السيادية الرثوة صندوق

خسائر تقدر مبليار دوالر سببها سوء إدارة األصول املجمدة.

(القدس العريب، 1/)/016))

تخليها دوليا بها املعرتف غري طرابلس حكومة أعلنت 2016/4/6

من املدعومة الوطني الوفاق لحكومة املجال لتفسح السلطة عن

األمم املتحدة.

(فرانس 24، 6/)/016))

املرصي العام النائب مساعد سليامن، مصطفى قال 2016/4/9

مقتل قضية لبحث إيطاليا إىل سافر الذي التحقيق وفد ورئيس

لسجالت اإليطالية السلطات طلب إن ريجيني، جوليو الطالب

هواتف نحو مليون شخص "غري دستوري". وجاءت تلك الترصيحات

التحقيقات القاهرة للتشاور بشأن بعد استدعاء إيطاليا سفريها يف

وضع اإليطايل الجانب أن سليامن وأوضــح ريجيني. مقتل يف

بيان الطرفني وإصدار القضايئ بني التعاون الطلب كرشط الستمرار

مشرتك الحقا.

(يب يب يس عريب، 9/)/016))

ا، جبهات املواجهات يف سادت حالة من الهدوء، نسبي 2016/4/10

اليمن، مع بدء رسيان الهدنة التي توافق عليها أطراف الرصاع قبيل

بدء املفاوضات املبارشة يف جنيف.

(العريب الجديد، 10/)/016))

مرص إن السييس الفتاح عبد املرصي الرئيس قال 2016/4/13

الجزيرتني أعادت لكنها رمل، ذرة يف تفرط ولن حقها تفرط يف مل

لزاما عىل مرص لها، وهذا حقها، وكان للسعودية؛ ألنهام مملوكتان


أهم محطات التحول الديمقراطي في الوطن العربي

أن تعيد حقوق األشقاء، وإننا مل نخرج عن القرار الجمهوري الصادر

يف عام 1990، أي منذ 6) عاما، والذي تم إيداعه يف األمم املتحدة.

الخارجية والدفاع، إضافة الوثائق بوزاريت أن كافة السييس وأضاف

إىل االستخبارات العامة تؤكد أن الجزيرتني تتبعان السعودية، رافضا

التشكيك يف النزاهة والوطنية للمسؤولني يف هذه األجهزة والوزارات.

(العربية. نت، 13/)/016))

األقل عىل شخصا (0 املرصي األمن قوات اعتقلت 2016/4/15

إقرار عىل لالحتجاج تجمعوا الذين املتظاهرين آالف تفريق أثناء

للسعودية. األحمر بالبحر وصنافري تريان جزيريت بتبعية الحكومة

وقد شهدت مدن مرصية عدة تظاهرات واسعة احتجاجا عىل قرار

الرئيس املرصي عبد الفتاح السييس "منح" الجزيرتني للسعودية.

(يب يب يس عريب، 15/)/016))

يف والدفاع الخارجية لــوزراء بيان مسودة كشفت 2016/4/15

إىل أمنية عنارص إرسال لدراسة أورويب توجه عن األورويب االتحاد

ليبيا للمساعدة يف تحقيق االستقرار، إذا طلبت ذلك حكومة الوفاق

الوطني الليبية الجديدة املدعومة من األمم املتحدة.

(الجزيرة نت، 15/)/016))

2016/4/18 قررت املعارضة السورية تأجيل مشاركتها يف املفاوضات

نتيجة املفاوضات؛ تعرث السوري بعد النظام الجارية يف جنيف مع

بالهدنة النظام التزام وعدم انتقالية هيئة حكم إقامة نقاش عدم

ورفع الحصار عن املدن وإيصال املساعدات اإلنسانية.

(الجزيرة نت، 18/)/016))

2016/4/21 بدأت مفاوضات السالم اليمنية يف الكويت تحت رعاية

الخارجية وزير باإلنابة الوزراء مجلس رئيس وقال املتحدة. األمم

فرصة تشكل اليمنية السالم مشاورات "إن الخالد: صباح الشيخ

تاريخية سانحة إلنهاء الرصاع الدائر وحقن دماء أبناء الشعب اليمني".

(القبس، 1)/)/016))

2016/4/23 دانت نقابة الصحافيني املرصية عمليات االعتقال التي

إىل إشارة يف أعضائها، من عددا طالت والتي بالعشوائية، وصفتها

أمنية. حملة خالل الصحافيني من لعدد املرصية الرشطة احتجاز خالل الصحافيني مع جرى ما إن البيانات أحد يف النقابة وقالت االنتهاكات يف لوقف األخرية يستوجب وقفة جادة وحاسمة الفرتة حق املرصيني عموما، ويف القلب منهم الصحافيون. وحذر البيان من أن "عودة الدولة األمنية وإطالق يد األجهزة يف التعامل مع أصحاب النقابة، دانت كام بكامله". الوطن مثنه سيدفع املختلف الرأي بحسب ما ورد يف بيانها، ما عدته "عودة لظاهرة زوار الفجر"؛ من

خالل مداهمة منازل صحافيني وترويع ذويهم.

(يب يب يس عريب، 3)/)/016))

الغفار عبد مجدي املرصي الداخلية وزير توعد 2016/4/24للتعدي مبحاوالت ما وصفه مواجهة يف والحزم" "القوة باستعامل وحذر واملواطنني. الوطن بسالمة واإلرضار الدولة منشآت عىل " تستهدف، الرئيس املرصي عبد الفتاح السييس مام سامه "قوى رشبحسب قوله، إثارة الفوىض يف مرص. وجاء كالم كل من عبد الغفار والسييس قبيل تظاهرات دعت إليها عدة جهات يف املعارضة املرصية ذكرى للسعودية، يف تريان وصنافري تبعية جزيريت إعالن مرص ضد

تحرير سيناء الذي يوافق يوم 5) نيسان/ أبريل من كل عام.

(يب يب يس عريب، ))/)/016))

لقائه خالل السييس عبد الفتاح املرصي الرئيس أكد 2016/4/27الرئيس الفرنيس فرانسوا هوالند أن بالده "دولة مدنية حديثة تخطو أوىل خطواتها كدولة دميقراطية يف منطقة الرشق األوسط"، مشددا

عىل "اهتامم مرص بقضايا حقوق اإلنسان".

(يب يب يس عريب، 7)/)/016))

2016/4/26 وقع ممثل عن حكومة فايز الرساج املدعومة من األمم أن بعد وذلك بطرابلس، املواصالت وزارة تسلم محرض املتحدة تسلمت حكومته وزارة الحكم املحيل، ومقر وزاريت الشباب والرياضة

والشؤون االجتامعية.

(فرانس 24، 6)/)/016))

الوقائع الفلسطينيةفي المدة 2016/3/4 - 2016/4/29

Palestine in 2 Months

112112


الوقائع الفلسطينية

التابع اإلنسانية الشؤون تنسيق ملكتب تقرير كشف 2016/3/4

- أو اإلرسائييل دمرت االحتالل قوات أن (أوتشا) املتحدة لألمم

الضفة أنحاء مبنى بجميع 3(3 الجاري العام بداية منذ فككت -

ما إىل ترشيد أدى (ج)، مام املنطقة العظمى يف أغلبيتها الغربية،

يقرب من 0)) فلسطينيا، أكرث من نصفهم من األطفال. وذكر التقرير

التي تشكل %60 (ج) املصنفة املناطق تقع يف الهدم أن عمليات

واملدنية األمنية السيطرة تحت وتقع الغربية، الضفة مساحة من

اإلرسائيلية الكاملة، مؤكدا أن مستويات الهدم والترشيد هي األعىل

التي تسجل يف فرتة زمنية مامثلة منذ عام 009). وتحدث التقرير

املباين عرشات املايض األربعاء اإلرسائيلية املدنية اإلدارة هدم عن

واملنشآت الزراعية يف خربة طانا (جنوب رشقي مدينة نابلس شاميل

يف شيدت املباين أن بحجة الفلسطينيني عرشات وترشيد الضفة)،

منطقة عسكرية دون ترخيص، موضحا أن الهدم ترك 36 فلسطينيا

دون مأوى، بينهم 11 طفال، وأن الهدم طال 1) مبنى ومنشأة من

ضمنها مدرسة.

(الجزيرة. نت، )/016/3))

2016/3/6 كشف وزير الداخلية املرصي اللواء مجدي عبد الغفار عن

تفاصيل ما سامه "عملية القبض عىل املتهمني باغتيال النائب العام

بتدريب حامس حركة من عنارص واتهم بركات"، هشام املستشار

استهجنت حامس حركة .لكن املرصي العام النائب اغتالوا الذين

النائب اغتيال قضية يف الحركة اتهام حول املرصية الترصيحات

الناطق باسم الحركة سامي أبو العام هشام بركات. واعترب املرصي

زهري تلك الترصيحات غري صحيحة وال تنسجم مع الجهود املبذولة

لتطوير العالقات بني حامس والقاهرة.

(يب. يب. يس، 016/3/7))

بــرصــاص إصــابــتــهــام، عــقــب ــان ــاب ش استشهد 2016/3/9

ــالق ــالل يف بـــاب الــجــديــد بــالــقــدس بــزعــم إط ــت ــوات االح قـ

خطرية. بــجــروح وإصــابــتــه مستوطن ــس ده ومــحــاولــة ــار ن

عبد الــشــابــني باستشهاد الصحة وزارة مــصــادر ــادت ــ وأف

ــا)، ومــحــمــد جــامل ــامـ عـ ــروب (19 ــ ــو خ أبـ ــح ــال ــك ص ــل امل

الــقــدس. ــامل ش عقب كفر بــلــدة مــن ــا) ــام ع (1) الــكــالــويت

وقال شهود عيان، إن الشابني شوهدا وهام ينزفان عىل األرض بالقرب

بإصابته متأثرا أحدهام قىض حيث الجديد، باب يف مركبتهام من

ثم فارق يف املكان، فيام نقل اآلخر بسيارة إسعاف إرسائيلية ومن

من عاما) 56) أبو عيل املواطن عامد أن الشهود، وأضاف الحياة.

سكان القدس القدمية، أصيب برأسه بينام كان مارا يف املكان، وتم

نقله إىل مشفى هداسا بالعيسوية وسط املدينة، ووصفت جروحه

ا. يف محافظة سلفيت، استشهد الفتى أحمد بـالبليغة والخطرية جد

وأصيب قرية مسحة من سكان عاما) 16) عامر إسامعيل يوسف

بذريعة اإلرسائييل، االحتالل قوات برصاص الهوية) (مجهول آخر

العسكرية الحواجز أحد عىل إرسائيليني جنود طعن محاولتهام

إن فلسطينية، وأمنية محلية مصادر وقالت سلفيت. من بالقرب

جنود االحتالل أطلقوا النار عىل شابني يف منطقة الجرس شامل قرية

الزاوية، ما أدى إىل استشهاد الشاب أحمد (طالب بالصف الحادي

جنود ومنع بجروح خطرية، هويته" تعرف "مل آخر وإصابة عرش)

االحتالل سيارات اإلسعاف التابعة لجمعية الهالل األحمر من الوصول

إىل املكان.

(األيام الفلسطينية، 016/3/10))

الفرنسية باملبادرة العربية الجامعة مجلس رحب 2016/3/11

الذي الفرنيس الدور دعم مؤكدا للسالم، دويل مؤمتر إىل للدعوة

"يساهم يف تعزيز السالم واألمن يف املنطقة، والتأكيد عىل التحضري

الجيد ملثل هذا املؤمتر، وقيامه عىل أسس مرجعيات عملية السالم

الدولية، الرشعية العربية وقرارات السالم الدويل ومبادرة والقانون

وخروج هذا املؤمتر بآلية دولية فعالة تضمن إنهاء االحتالل اإلرسائييل

لدولة فلسطني املحتلة عام 1967، وفق إطار زمني محدد".

وأكد مجلس الجامعة عىل مستوى وزراء الخارجية العرب يف قراراته

الصادرة يف ختام أعامل الدورة 5)1، والتي عقدت يف مقر الجامعة

ملفاوضات استئناف أي أن عىل البحرين، مملكة برئاسة العربية،

عىل يقوم أن يجب اإلرسائييل - العريب الرصاع حل بشأن مقبلة

االحتالل إلنهاء محدد زمني وجــدول واضحة، مبرجعية االلتزام

الرشقية، وضامنات القدس فيها مبا فلسطني دولة اإلرسائييل ألرض

دولية لتنفيذ ذلك.

(األيام الفلسطينية، )016/3/1))

مفتوحة إرسائيلية مناطق يف صواريخ أربعة سقطت 2016/3/11

أو إصابات وقوع عن تسفر أن دون غزة، قطاع مع الحدود عىل

من إن الصواريخ أطلقت اإلرسائييل االحتالل جيش وقال أرضار.

قطاع غزة وسقطت يف مناطق مفتوحة قرب مدينة سديروت القريبة

من الرشيط األمني دون أن توقع إصابات أو أرضارا.

(الجزيرة. نت، )016/3/1))

2016/3/12 قررت لجنة املتابعة العليا للجامهري العربية، يف اجتامعها

العام الـ 0)، إعالن اإلرضاب الخالد لبحث إحياء ذكرى يوم األرض

والشامل يف الوسط العريب وتنظيم نشاط مركزي يف عرابة البطوف

والنقب. وشارك يف االجتامع رئيس لجنة املتابعة محمد بركة، ورئيس

مازن العربية املحلية السلطات رؤساء لجنة ورئيس بلدية سخنني

من العرب والنواب السياسية والحركات األحزاب وأعضاء غنايم،

القامئة املشرتكة.

(عرب 48، )016/3/1))

العدد 20


2016/3/12 توجه وفد من حركة حامس مكون من )1 عضوا يضم

وعامد الحية، خليل الزهار، (محمود الحركة قادة كبار من ثالثة

بعد مرص مع العالقات إلصالح محاولة يف القاهرة إىل العلمي)

سنوات من التوتر. وقالت مصادر مرصية يف معرب رفح عىل الحدود

القاهرة الحركة مر من املعرب يف طريقه إىل إن وفد مع قطاع غزة

للقاء مسؤولني مرصيني مضيفة أن الزيارة ستستمر عدة أيام. قالت

حامس يف بيان لها أنها "تؤكد حرصها عىل أمن واستقرار مرص وعىل

الحفاظ عىل عالقات إيجابية مع القاهرة وتتطلع إىل مرحلة جديدة

يف العالقات بني الطرفني انطالقا من عمق العالقة بني الشعبني املرصي

والفلسطيني وأهمية دور ومكانة مرص تجاه القضية الفلسطينية".

(رويرتز، )016/3/1))

2016/3/13 أدانت منظمة العفو الدولية سياسة االعتقاالت اإلدارية

كافة بتحرير مطالبة الفلسطينيني، بحق "إرسائيل" تنتهجها التي

املعتقلني اإلداريني، أو محاكمتهم محاكمة عادلة.

املايض العام نهاية حتى السجون، إدارة ملعطيات وفقا أنه يذكر

سجون يف قارصين ستة بينهم من إداريــا، سجينا 58( اعتقل

إزاء قلقها عن بيانها، يف املنظمة، وأعربت اإلرسائييل. االحتالل

هو "كام وقالت: األخرية، الفرتة يف اإلداريني املعتقلني عدد ارتفاع

معروف، تستخدم "إرسائيل" سياسة االعتقال اإلداري بشكل عام ضد

الفلسطينيني، حيث تقوم باحتجاز أفراد دون لوائح اتهام لزمن غري

والتي إليهم، املوجهة التهم الكشف عن السلطات وترفض محدد.

تدعي بأنها رسية، ما يعيق عمل محاميهم".

(وكالة وفا، 016/3/13))

يوسف، يتسحاق الرئييس، السفاردي الحاخام أطلق 2016/3/13

ترصيحات عنرصية خطرية بوجوب قتل كل فلسطيني يحمل سكينا،

قال عن إذ تالميذه، أمام األسبوعية الدينية وذلك خالل محارضته

الفلسطينيني الذين وصفهم باملخربني: "كل من يقدم حامال سكينا.

يتوجب قتله".

من ال للخوف، يدعونا ما يوجد "ال العنرصية أقواله عىل وأضاف

قائد هيئة األركان العامة للجيش وال من املحكمة اإلرسائيلية العليا'،

يف إشارة منه لبطالن ترصيحات قائد هيئة أركان الجيش اإلرسائييل،

غادي آيزنكوت، ألقواله بشأن املغاالة برد الفعل تجاه الفلسطينيني،

كامل ذخريته عىل تفريغ يقدم جندي عىل بأن أرغب "ال قال: إذ

ا". ومل يتوقف الحاخام يوسف عند هذه األقوال، صبية تحمل مقص

إذ واصل إطالق "ويف حال مل يحمل (الفلسطيني) سكينا، حينها يجب

إدخاله لسجن مؤبد حتى قدوم املسيح، فيقول لنا من هم العامليق،

وحينها سيكون بإمكاننا قتلهم".

(عرب 48، 016/3/13))

2016/3/14 استشهد ثالثة فلسطينيني، برصاص االحتالل، قاسم أبو

(() الجنيدي وأمري (18عاما)، طرايرة ويوسف عاما)، 30) عودة

الخليل مدينة رشقي أربع"، "كريات مستوطنة مدخل عند عاما)

بزعم محاولة تنفيذ عمليتني دهس أصيب خاللها أربعة من جنود

الشهداء جثامني سلمت قد االحتالل سلطات وكانت االحتالل.

الفلسطينيني الثالثة عند مفرتق مستوطنة "كريات أربع" املقامة عىل

أرايض الفلسطينيني، شاميل مدينة الخليل.

(العريب الجديد، )016/3/1))

من فدانا 579 اإلرسائييل االحتالل قوات صــادرت 2016/3/15

أريحا امليت ومدينة البحر املحتلة قرب الغربية الضفة األرايض يف

الفلسطينية متثل أكرب مصادرة ألراض يف الضفة الغربية يف السنوات

الخارجية األمريكية مصادرة األرايض املاضية وانتقدت وزارة القليلة

بصورة "يقوض" االستيطاين والتوسع الجارية املصادرات إن قائلة

أساسية احتامالت الحل القائم عىل أساس دولتني.

(رويرتز، 016/3/15))

بان يك مون، إرسائيل املتحدة، العام لألمم األمني دعا 2016/3/15

الغربية الضفة فلسطينية يف أراض قرارها مصادرة الرتاجع عن إىل

املحتلة، واصفا القرار بأنه "عائق أمام حل الدولتني". ويأيت ذلك بعد

الغربية املحتلة، الضفة أن أعلنت إرسائيل مصادرة 300) دونم يف

وأعلنتها أرايض دولة، يف خطوة ستزيد التوتر مع الفلسطينيني. وقال

أنها يبدو الخطوة هذه "مثل دوجاريك، ستيفان باسمه املتحدث

إرسائيل أن عىل وتدل االستيطانية النشاطات من مزيد إىل تشري

مستمرة يف الدفع باتجاه زيادة سيطرتها عىل الضفة الغربية". وأكد

دوجاريك أن املستوطنات غري رشعية مبوجب القانون الدويل، ويدعو

األمني العام الحكومة اإلرسائيلية إىل وقف هذه األعامل والرتاجع عنها

من أجل التوصل إىل سالم عادل وشامل واتفاق وضع نهايئ عادلة.

(الرشوق، 016/3/15))

القاهرة يزور الذي حامس وفد من مصادر قالت 2015/3/15

إن بينهام العالقات أزمة حول املرصية املخابرات مع للتباحث

طرحت التي القضايا بشأن تفاهامت ورقة إىل توصلت اللقاءات

من قبل املرصيني، منها معرب رفح واملصالحة، واغتيال النائب العام

املرصي. وقضية "املختطفني األربعة" حسب تعبريها.

(األيام الفلسطينية، 016/3/16))

رومان الفرنسية، الخارجية وزارة باسم املتحدث قال 2016/3/16

نادال، "فرنسا قلقة للغاية حيال قرار السلطات اإلرسائيلية تخصيص

أراض يف الضفة الغربية من أجل املستوطنات اإلرسائيلية". وأضاف

مع وتتعارض الــدويل للقانون انتهاكا متثل "املستوطنات نــادال

التزامات تعهدت بها السلطات اإلرسائيلية لصالح حل الدولتني".

(رويرتز، 016/3/16))



اإلسالمية واملقدسات والشؤون األوقاف وزير أعلن 2016/3/20

األردنية هايل داود، أنه سيتم نصب 55 كامريا للمراقبة يف باحات

بهدف املقبلة" األيام "خالل الرشقية القدس يف األقىص املسجد

"توثيق االنتهاكات واالقتحامات" اإلرسائيلية. وقال الوزير األردين يف

بيان أن "الوزارة ستبارش برتكيب 55 كامريا يف ساحات املسجد األقىص

جميع الساعة مدار عىل سرتاقب "الكامريات أن وأضاف املبارك".

التي تقع عىل مساحة ))1 دومنا وتخضع األقىص املسجد ساحات

جميعها لدائرة أوقاف القدس التي تتمتع بالوصاية الهاشمية".

)الحياة الجديدة، 1)/106/3))

2016/3/21 قالت الوكالة اليهودية، إنها نفذت عملية رسية معقدة

إلعادة 19 يهوديا مينيا إىل إرسائيل. ويعتقد أن يهود اليمن من أقدم

التجمعات اليهودية يف العامل. وأضافت املنظمة أن نحو 50 يهوديا

اختاروا البقاء يف اليمن، من بينهم نحو 0) يف صنعاء، حيث يعيشون

بحامية ويحظى األمريكية، السفارة من بالقرب مغلق مجمع يف

السلطات اليمنية.

(يب يب يس، 1)/016/3))

2016/3/23 صادقت اللجنة الوزارية لشؤون الترشيع يف الكنيست

مبرشوع املتعلقة الترشيعية اإلجــراءات اختصار عىل اإلرسائييل،

القانون الذي ينص عىل إبعاد عائالت منفذي العمليات.

(القدس دوت كوم، 3)/016/3))

قرار لصالح ) مشاريع اإلنسان صوت مجلس حقوق 2016/3/24

فلسطينية وتتضمن: مرشوع قرار تقرير املصري للشعب الفلسطيني

دون دولة (9 القرار لصالح وصوت األعضاء، إجامع عىل وحصل

اعرتاض أي دولة. فيام شمل مرشوع القرار الثاين حالة حقوق اإلنسان

عىل واالعتداء والهدم اإلغالقات ويشمل الفلسطينية األرض يف

األماكن الدينية وعمليات القتل امليدانية التي ترتكبها إرسائيل بحق

الفلسطينيني وحصل هذا القرار عىل تصويت )) دولة، فيام امتنعت

5 دول عن التصويت. أما مرشوع القرار الثالث فهو املساءلة، وهو

مرشوع قرار له عالقة بلجان التحقيق الدولية مثل لجنة غولدستون

والعدوان اإلرسائييل األخري يف العام )01) عىل غزة، وطالبت فلسطني

الخاصني املقررين من شامل تقرير بإنجاز السامي املفوض فيه

وإيجاد آليات لتتم املصادقة عليه من مجلس حقوق اإلنسان ونجح

القرار باملرور بعد تصويت )3 دولة لصالحه، وامتناع 15 دولة عن

هذا ولكن االستيطان، حول الرابع القرار مرشوع وكان التصويت.

العام تم الطلب من املفوض السامي ومجموعة العمل (املستثمرين)

عمل قاعدة بيانات بكل الرشكات العاملة يف املستوطنات سواء أكانت

إرسائيلية أم أجنبية (قامئة سوداء) ورضورة إنهاء عملها ومالحقتها

قانونيا ونجح القرار بتصويت )3 دولة لصالحه، وامتناع 15 دولة.

(األيام الفلسطينية، 5)/016/3))

النار يطلق وهو إرسائيليا جنديا فيديو رشيط أظهر 2016/3/24

عىل رجل فلسطيني يف الخليل ويقتله وهو جريح ملقى عىل األرض،

بالسكاكني. وتعليقا عىل عملية املزعومة يف هجوم عقب مشاركته

النار، قال فيليب لوثر، مدير برنامج الرشق األوسط وشامل إطالق

أفريقيا يف منظمة العفو الدولية، إن "إطالق النار عىل شخص جريح

ال حول له وال قوة غري مربر بأي صورة من الصور، حتى إذا كان قد

بجرمية النار مطلق يحاكم أن ويتعني ذلك، قبل هجوم يف شارك

تاريخ طويل اإلرسائيلية "للقوات املنظمة وأضافت حرب محتملة.

إعدام قتل غري مرشوعة - مبا يف ذلك عمليات ارتكاب عمليات يف

خارج نطاق القضاء - يف األرايض الفلسطينية املحتلة دون أن يتعرض

مرتكبوها ألي عقاب. وقد قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق عدد

من الحاالت املامثلة".

(منظمة العفو الدولية، ))/016/3))

التابع اإلنسان، حقوق مجلس قرار إرسائيل، رفضت 2016/3/24

لألمم املتحدة، يف جنيف، بشأن بلورة قامئة سوداء بأسامء الرشكات

الدولية واملحلية التي تنشط يف املستوطنات اإلرسائيلية، يف كل من

ملرشوع وفقا الجوالن، وهضبة املحتلة، والقدس الغربية الضفة

اقرتاح قدمته السلطة الفلسطينية. وجاء إقرار املرشوع، عىل الرغم

من جهود أمريكية وإرسائيلية ملنع اتخاذه، وحاولت الواليات املتحدة

الضغط عىل السلطة الفلسطينية، من خالل طلب إلغاء البند 17 من

القرار املقرتح، والذي يشرتط بإنجاز "بنك معلومات عن كافة الرشكات

التجارية (اإلرسائيلية والدولية) التي تنشط يف املستوطنات، عىل أن

اإلرسائيلية، الحكومة رئيس أصدر كام عام". كل مرة تحديثه يتم

الدويل اإلنسان أن "مجلس حقوق فيه اعترب بيانا نتنياهو، بنيامني

تحول إىل ساحة معادية إلرسائيل، يهاجم الدولة الوحيدة الدميقراطية

يف الرشق األوسط، فيام يتجاهل االنتهاكات السافرة لحقوق اإلنسان

التي ترتكبها كل من إيران وسورية وكوريا الشاملية".

(العريب الجديد، 5)/016/3))

عىل املرشفة اإلرسائيلية العسكرية السلطات قررت 2016/3/26

هذا ارتفاع زيادة القدس مدينة محيط العنرصي يف الفصل جدار

كانت التي الصغرية الفتحات وإغالق معينة مناطق يف الجدار

عالية الكامريات من شبكة ونصب الجدار أجزاء لرفع تستخدم

الحساسية متصلة باألسالك الشائكة التي تعلو الجدار ملنع اجتيازه

وتقطيعه .وقالت شعبة الهندسة بالجيش اإلرسائييل التي ترشف عىل

بناء الجدار عىل الحدود الجنوبية مع مرص والرشقية مع األردن: "انه

التي يتم منها تجاوز املناطق إلكرتونية تحدد تقرر وضع مجسات

الجدار يف القدس وخاصة قرب معرب قلنديا (عطروت) وعىل امتداد

املنطقة حتى قيادة (املركز يف منطقة بيت حنينا) وتركيب كامريات

مطورة يجري التحكم بها عن بعد ذات حساسية عالية لكشف أماكن

العدد 20


قص األسالك الشائكة فيها، ومتابعة ذلك عرب شاشات تحدد املنطقة

وتوجه قوات خاصة العتقال الشبان الفلسطينيني الذين يتمكنون من

تسلق الجدار وقص الشبك والدخول إىل املدينة .

(صحيفة القدس، 7)/016/3))

2016/3/27 دافع رئيس الوزراء اإلرسائييل بنيامني نتنياهو عن جيش

االحتالل، مع تزايد الجدل حول قضية جندي ظهر يف رشيط فيديو

هذه وأثارت الخليل. يف مصاب شاب رأس عىل النار يطلق وهو

القضية جدال واسعا بني أطراف الطبقة السياسية يف إرسائيل ونقاشات

حادة خالل الجلسة األسبوعية للحكومة. بينام نالت عريضة نرشت

عىل مواقع الكرتونية وتدعو نتنياهو ويعالون وايزنكوت إىل "مكافأة

الجندي" أكرث من )) ألف توقيع.

(الحياة الجديدة، 8)/016/3))

الدويل املجتمع الفلسطينية، الخارجية وزارة طالبت 2016/3/27

ويف الدولية، واإلنسانية والقانونية الحقوقية واملجالس واملنظامت

قانونية إجراء مراجعة الدولية، برضورة الجنائية املحكمة مقدمتها

لها يتعرض التي امليدانية اإلعدام عمليات لجميع شاملة دولية

الجرائم، تلك ومالبسات حقيقة عىل للوقوف الفلسطينيون،

وقالت املختصة. الدولية للمحاكم وقادتهم املجرمني وتقديم

حقوق منظامت تدعو "إذ إنها لها، بيان يف الوزارة الفلسطينية

اإلنسان الفلسطينية والعربية إىل إبداء املزيد من االهتامم وتسليط

الضوء عىل هذه الجرائم املتواصلة، وإثارتها بقوة يف املحافل الدولية

إعدام قضية رفع عاتقها عىل تأخذ فإنها اإلنسان، بحقوق املعنية

الشاب عبد الفتاح الرشيف، إىل املحكمة الجنائية الدولية، ومجلس

حقوق اإلنسان، واملنظامت الدولية ذات االختصاص".

(العريب الجديد، 7)/016/3))

2016/3/28 أمر رئيس الوزراء اإلرسائييل بنيامني نتنياهو مبنع تسليم

ضد "التحريض مظاهر منع بغية الفلسطينيني الشهداء جثامني

إرسائيل" التي ترافق مراسم تشييع الشهداء حسب ادعائه. وتجدر

اإلشارة إىل أن هذه التعليامت تأيت بعد نحو شهرين من لقاء نواب

التي املقدسيني الشهداء عائالت مع الدميقراطي الوطني التجمع

أثار حملة شعواء ضد الذي الجثث لتشييعها، األمر طالبت بتسلم

نواب التجمع يف حينه.

(األيام الفلسطينية، 9)/016/3))

2016/3/29 صادق الكنيست اإلرسائييل، بالقراءة األوىل عىل اقرتاحي

خالل من وذلك اقتصاديا، املستوطنني مساعدة شأنهام من قانون

مرشوع أوىل قراءة يف الكنيست وتبنى رضيبية. تسهيالت تقديم

قانون مثري للجدل تقدمت به حكومة رئيس الوزراء بنيامني نتنياهو

حول تعليق عضوية نواب بتهمة دعم اإلرهاب، ويستهدف يف مرحلة

أوىل نوابا عربا، وهو ما عرف بـ "قانون اإلقصاء". وصادق الكنيست

معارضني، 8 مقابل صوتا (1 وبغالبية والثالثة، الثانية بالقراءتني

مرشوع القانون الذي يتيح للحراس حمل سالحهم، حتى بعد ساعات

الدوام، وذلك كـ "جزء من مكافحة اإلرهاب" وفق اصطالح القانون.

(الحياة الجديدة، 016/3/30))

2016/3/30 أصدر جهاز اإلحصاء املركزي الفلسطيني بيانا يؤكد أن

االحتالل اإلرسائييل يستغل ما يقارب 85 يف املئة من مساحة فلسطني

(7) ألف كيلومرت مربع)، مشرية أنه مل يتبق للفلسطينيني سوى 15

يف املئة فقط. وأضاف البيان إن االحتالل يسيطر عىل نحو )) يف املئة

من مساحة قطاع غزة (البالغة 365 كيلومرتا مربعا)، وأكرث من 90 يف

املئة من مساحة غور األردن (والذي يشكل ما نسبته 9) يف املئة من

االحتالل صادقت أن سلطات الغربية). كام الضفة إجاميل مساحة

املستوطنات يف سكنية وحدة و600 ألف 1( من أكرث بناء عىل

اإلرسائيلية بـ "القدس الرشقية"، وأكرث من ألفني و500 غرفة فندقية،

خالل عام 015). وأضاف "اإلحصاء املركزي الفلسطيني" أن االحتالل

هدم نحو )15 منشأة فلسطينية (مساكن ومبان) ووزع مئات أوامر

بالهدم ملبان أخرى، إىل جانب تجريف أكرث من 500 دونم من أرايض

الفلسطينيني يف العيسوية ومخيم شعفاط.

(وكالة قدس برس، 016/3/30))

قوات مع مواجهات خالل مواطنني، خمسة أصيب 2016/4/1

االحتالل اإلرسائييل عىل الخط الفاصل رشق قطاع غزة. حيث أصيب

مواطن شامل القطاع، فيام أصيب أربعة آخرون رشق مخيم الربيج

وسط القطاع، أحدهم بعيارات نارية.

(وكالة وفا، 1/)/016))

2016/4/3 أعلن املركز اإلعالمي لشؤون القدس واألقىص، يف تقرير

له، إن "نحو )7)1 مستوطنا وعنرصا احتالليا اقتحموا املسجد األقىص

والجامعات املستوطنني أغلبهم من وكان مارس، آذار / خالل شهر

اليهودية". وأشار إىل أنه بذلك يرتفع عدد املستوطنني وعنارص األمن

اإلرسائيليني الذين اقتحموا ساحات املسجد منذ مطلع العام الجاري،

إىل نحو )93) شخصا.

(الجزيرة مبارش، 3/)/015))

الفلسطينية واملحررين األرسى شؤون هيئة أعلنت 2016/4/3

االحتالل سلطات تحتجزهم ،18 سن دون قارصا طفال ((1" أن

اإلرسائييل يف سجن عوفر، بينهم )9 طفال محكوما لفرتات متفاوتة،

الهيئة ولفتت املحاكمة". ينتظرون موقوفني زالوا ما آخرين و7)1

يف بيان لها إىل أن من بني األرسى األطفال ستة معتقلني إداريا، و))

وأوضاعهام بالرصاص مصابتني وحالتني عاما، 16 سن دون طفال

الصحية صعبة، فيام بلغ مجموع الغرامات التي فرضت بحق األرسى

األطفال يف سجن عوفر خالل الشهر املايض، نحو (3) ألف دوالر).

وقالت الهيئة إن "سلطات االحتالل اإلرسائيلية متارس إرهابا منظام



السجون كافة يف أسري (00 عددهم البالغ األطفال األرسى تجاه

ومراكز التحقيق، وقد أثبتت اإلحصاءات أن ما مجموعه %100 من

األرسى األطفال تعرضوا لشكل أو أكرث من أشكال اإلهانة والتعذيب

خالل االعتقال والتحقيق والزج بهم يف السجون".

(العريب الجديد، 3/)/016))

2016/4/4 أكدت اللجنة التنفيذية ملنظمة التحرير الفلسطينية عدم

إمكانية االستمرار يف تنفيذ االلتزامات، إن استمرت سلطة االحتالل

التصعيد التنفيذية اللجنة وأدانت اللتزاماتها. بالتنكر (إرسائيل)

الفلسطيني، الشعب أبناء ضد (إرسائيل) االحتالل لسلطة الخطري

ومبا يشمل اإلعدامات امليدانية التي كان آخرها إعدام الشاب عبد

التام "التنفيذية" دعمها الخليل. وأكدت الفتاح الرشيف يف مدينة

إلزالة أسباب االنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بصورة

منظمة بربنامج وطنية وحدة حكومة تشكيل من بدءا حقيقة

التحرير وإجراء االنتخابات العامة.

(وكالة وفا، )/)/016))

2016/4/9 قال رئيس الوزراء اإلرسائييل بنيامني نتنياهو أن ما وصفه

الفلسطينية هو "أمر "أ" "حرية عمل الجيش اإلرسائييل يف مناطق

مقدس" وأن إرسائيل ترفض العودة إىل األوضاع التي كانت سائدة

املعارف اإلرسائييل بينيت وزير نفتايل العام 000)، فيام هدد قبل

االئتالف أركان بزعزعة املتشدد اليهودي" "البيت حزب ورئيس

الجيش عمليات تقليص إىل تؤدي خطوات اتخذت إذا الحكومي

اإلرسائييل يف مدن فلسطينية يف الضفة الغربية-مناطق "أ". وجاءت

تهديدات بينيت يف أعقاب مداوالت أجراها سابقا املجلس الوزاري

القيادة مقر يف جولة خالل واألمنية السياسية للشؤون املقلص

العسكرية للمنطقة الوسطى بالجيش اإلرسائييل. وتناولت املداوالت

اللقاء الذي أجري بني الجانبني الفلسطيني واإلرسائييل حول تقليص

نشاطات الجيش اإلرسائييل يف مناطق-أ التي نصت اتفاقات أوسلو

عىل فرض السيادتني األمنية واملدنية الفلسطينية عليها.

(القدس. كوم، 9/)/016))

لها بيان يف ووتش رايتس هيومن منظمة أشــارت 2016/4/11

األطفال الفلسطينيني حقوق تنتهك اإلرسائيلية األمن "قوات أن

املحتجزين يف الضفة الغربية. زاد عدد األطفال الفلسطينيني الذين

اعتقلتهم القوات اإلرسائيلية بأكرث من الضعف منذ أكتوبر / ترشين

األول 015)". كام أشارت إىل أن "قوات األمن اإلرسائيلية لجأت بال

رضورة الستخدام القوة أثناء اعتقال واحتجاز األطفال، ورضبتهم يف

بعض الحاالت، واحتجزتهم يف أوضاع غري آمنة وتكرس لإلساءات".

(هيومن رايتس ووتش، 11/)/016))

اإلنسانية الشؤون لتنسيق املتحدة األمم مكتب ذكر 2016/4/11

(أوتشا)، "أن 75 ألف فلسطيني من مرشدي الحرب اإلرسائيلية األخرية

عىل قطاع غزة، ما زالوا بال مأوى". وكشفت دراسة أصدرها املكتب،

عن وجود "75 ألف فلسطيني، مهجرين داخل قطاع غزة، بعد هدم

منازلهم خالل الحرب التي شنتها إرسائيل صيف عام )01)".

(العريب الجديد، )1/)/016))

الدولتني حل "بقاء أن من املتحدة األمم حذرت 2016/4/16

مبا األرض، عــىل السلبية االتــجــاهــات بسبب خطر يف ــات ب

املستمر، االستيطاين النشاط األخــرية، العنف أعــامل ذلــك يف

الوطنية الفلسطينية". الوحدة وغياب والتحريض، والــهــدم،

السالم لعملية املتحدة لألمم العام األمني مبعوث مكتب وقال

للقلق مثري اتجاه "هناك أن قدمه تقرير يف األوســط الرشق يف

السيطرة تعزيز وزيــادة االستيطانية بالنشاطات الــزيــادة يف

عدة إىل الصدد هذا يف مشريا الغربية، الضفة عىل اإلرسائيلية

الدولة" "أرايض لـ جديد تصنيف مثل العام، بداية منذ خطوات

املستوطنات يف الخطط من العديد عىل واملوافقة ، األغــوار يف

(ج)". املنطقة يف الفلسطينية املــبــاين ــدم ه يف والــزيــادة

من أكرث ازداد الفلسطينية املنازل هدم أن إىل التقرير ويشري

الست األشهر مع مقارنة األخــرية، الست األشهر يف الضعف

منتصف بحلول الهدم عمليات مجموع أن إىل الفتا السابقة،

.(015 عام من كل يف املسجل املجموع بالفعل تجاوز نيسان

وذكر التقرير أنه فيام يتعلق بالجانب الفلسطيني، فإنه عىل الرغم

بني وآذار شباط يف عقدت التي املستمرة املصالحة مناقشات من

حركتي فتح وحامس والفصائل الفلسطينية األخرى يف قطر، إال أنها

الفلسطينية التوصل إىل توافق حول تحقيق الوحدة مل تتمكن من

منظمة ومبادئ الدميقراطية العنف، نبذ أساس عىل الحقيقية

التحرير الفلسطينية وهو عنرص حاسم إلعادة توحيد الضفة الغربية

ورشعية. ودميقراطية واحدة فلسطينية سلطة تحت غزة وقطاع

انتخابات وإجـــراء وطنية ــدة وح حكومة تشكيل "إن ــال وق

املستقبلية". الفلسطينية الــدولــة أســس إلرســاء حيوي أمــر

األرايض يف أمدها طال إنسانية أزمة هناك أن من التقرير وحذر

الضفة يف شخص مليون 1.1 "هناك وقال املحتلة الفلسطينية

الغربية وحواىل 1.3 مليون شخص يف غزة، أكرث من 900 ألف منهم

."(016 العام يف اإلنسانية املساعدات إىل يحتاجون الالجئني، من

ويؤكد التقرير عىل أن أوضاع حقوق اإلنسان تدهورت مع االرتفاع

يف اإلرسائيلية األمن وقوات الفلسطينيني بني اشتباكات يف الكبري

إجراءات حاالت وزيادة الرشقية، القدس فيها مبا الغربية، الضفة

عقابية ضد عائالت املتهمني بارتكاب الهجامت، واالعتقاالت اإلدارية.

وبشأن قطاع غزة، يشري التقرير إىل أنه عىل الرغم من اآللية املؤقتة

إلعادة إعامر غزة قد مكنت من زيادة كبرية يف دخول مواد البناء إىل

العدد 20


قطاع غزة، إال أنه أكد عىل أنه فقط رفع اإلغالق من شأنه أن يسمح

للشعب يف غزة بإعادة بناء حياتهم ومعيشتهم.

(األيام الفلسطينية، 16/)/016))

لقاء جمعة فرانسوا هوالند يف الفرنيس الرئيس أعلن 2016/4/17

مبحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية يف العاصمة الفرنسية: "إن

األوسط، مشريا إىل الرشق الحايل يف الوضع بقلق من فرنسا تشعر

أن فرنسا اتخذت مبادرة لجمع املجتمع الدويل لعملية سالم تفرتض

بعض التنظيم وجدوال زمنيا يجمع الرشكاء الدوليني، من بينهم اللجنة

الرباعية الدولية ودول أخرى تريد املشاركة إليجاد حل".

(الجزيرة. كوم، 17/)016/1))

بعدم نتنياهو بنيامني اإلرسائييل الوزراء رئيس تعهد 2016/4/17

مشددا املحتلة، السورية الجوالن مرتفعات من إرسائيل انسحاب

عىل أن املوقع االسرتاتيجي عىل الحدود السورية سيظل "لألبد" تحت

الجوالن، مرتفعات يف موجودون "إننا وقال: اإلرسائيلية. السيطرة

يف ذلك جاء األبــد". إىل إرسائيل بيد ستبقى الجوالن ومرتفعات

الهضبة يف مرة ألول عقد الذي اإلرسائييل الوزراء ملجلس اجتامع

املحتلة تزامنا مع يوم 17 نيسان / أبريل الذي يحيي فيه السوريون

"ذكرى جالء االستعامر الفرنيس عن الجوالن".

(يب. يب. يس، 17/)/016))

اقتحامهم للمسجد األقىص من باب جدد مستوطنون 2016/4/18

الخاصة الوحدات عنارص من ومشددة معززة بحراسة املغاربة

ظل يف االقتحامات هذه وتأيت االحتالل برشطة الرسيع والتدخل

ألنصارها املزعوم الهيكل منظامت تطلقها التي الدعوات تصاعد

الفصح الواسعة يف اقتحامات األقىص متهيدا لعيد برضورة املشاركة

ستحاول أنها املتعددة اإلعالمية مواقعها عرب أعلنت وقد العربي،

االحتالل استبق فيام املسجد. داخل العربي الفصح قرابني تقديم

عدد باعتقال الفصح - بعيد يبدأ والذي اليهودية - األعياد موسم

كبري من أبناء املدينة املقدسة، خاصة من رواد املسجد األقىص، ومل

يسلم من هذه االعتقاالت كبار السن من كال الجنسني، وتبعها إصدار

قرارات بحقهم باإلبعاد عن القدس القدمية واملسجد األقىص لفرتات

متفاوتة، إىل ما بعد األعياد اليهودية.

(وكالة وفا، 18/)/015))

والثقافة والعلم للرتبية املتحدة األمم منظمة قررت 2016/4/18

املصطلح ورفضت األقىص املسجد مصطلح استخدام (اليونسكو)

اإلرسائييل "جبل الهيكل"، بأغلبية 33 دولة، ومعارضة 6 دول، وامتناع

17 دولة.

(وكالة وفا، 18/)/015))

داخل ناسفة عبوة انفجار يف إرسائيليا (1 جرح 2016/4/18

حافلة يف مدينة القدس املحتلة، وفق ما أعلنته الرشطة اإلرسائيلية،

"الجرائم عىل طبيعيا ردا العملية فلسطينية فصائل اعتربت بينام

ناسفة عبوة أن بالقدس االحتالل رشطة قائد وأكد اإلرسائيلية".

تسببت يف انفجار الحافلة التي كانت تقل عرشات اإلرسائيليني.

(الجزيرة. نت، 19/)/016))

2016/4/18 أكدت جامعة الدول العربية عىل عروبة الجوالن العريب

السيادة يف السوري العريب الشعب حق وعىل املحتل، السوري

العربية، وعىل حقه يف استغالل موارده الجزء من األرض عىل هذا

الطبيعية وفق القرارات الدولية ذات الصلة، ومن بينها قرار مجلس

دورته يف الصادر (016 مارس آذار/ (1 بتاريخ اإلنسان حقوق

واإلجــراءات التدابري جميع أن عىل أكد الذي والثالثني الحادية

طابع تغيري بهدف إرسائيل اتخذتها التي ــة واإلداري الترشيعية

وتشكل وباطلة، الغية القانوين ووضعه املحتل السوري الجوالن

األمانة وطالبت جنيف. والتفاقيات الدويل للقانون صارخا انتهاكا

العامة لجامعة الدول العربية، يف بيان لها ردا عىل ترصيحات نتنياهو

بأن الجوالن إرسائيلية، املجتمع الدويل بالضغط عىل إرسائيل (القوة

القامئة باالحتالل) لاللتزام بجميع قرارات الرشعية الدولية خاصة قرار

1973 لعام 338 رقم والقرار 1967 لعام ((( رقم األمن مجلس

وجوب عىل جميعها أكدت والتي ،1981 لعام (97 رقم والقرار

االنسحاب اإلرسائييل الكامل من كافة األرايض الفلسطينية والعربية

املحتلة مبا فيها الجوالن العريب السوري املحتل.

(القدس العريب، 18/)/016))

بالدها دعم مريكل أنجيال االملانية املستشارة أكدت 2016/4/19

يف السالم عملية استئناف إىل الداعية األخرية الفرنسية للمبادرة

قالت عباس، محمود الرئيس مع لقاء أعقاب ويف األوسط. الرشق

"املهم من فإنه الرصاع بني طريف القطيعة حالة إنه يف ظل مريكل

استغالل أية فرصة حتى لو كانت مستبعدة، من أجل تحقيق تقدم".

يتم أن بقوة املرجح "ليس من أنه نفسه، ذكرت مريكل الوقت يف

عىل جانبها من مريكل وترص غدا". الطاولة عىل سالم خطة طرح

إرشاك كل األطراف املهمة يف املبادرة الفرنسية التي من املرجح أن

يبدأ تنفيذها بعقد مؤمتر وزاري دويل أوائل حزيران / يونيو 016) يف

باريس متهيدا لعقد مؤمتر للسالم.

(األيام الفلسطينية، 0)/)/016))

اإلدارة أن كريي جون األمرييك الخارجية وزير أعلن 2016/4/19

األمريكية الحالية ستظل تسعى حتى اللحظة األخرية من واليتها من

أجل حل للنزاع اإلرسائييل الفلسطيني. وتابع كريي "سنواصل الدفع

لن آخر اقرتاح أي ألن الوحيد الحل أنه عىل الدولتني حل باتجاه

يكون يهوديا أو دميوقراطيا". من جهته اعرتف نائب الرئيس األمرييك

جو بايدن "بخيبة أمل شديدة" من الحكومة اإلرسائيلية وقال: "إن



واقع نحو إرسائيل يأخذ اليهودية للمستوطنات املنهجي التوسع

الدولة الواحدة الخطري ويف االتجاه الخاطئ".


الفلسطينيني األرسى أن الفلسطيني، األسري نادي أكد 2016/4/20

املحتجزين بسجن "نفحة" اإلرسائييل قد علقوا خطواتهم االحتجاجية

عليهم، اإلرسائيلية القمع قوات اعتداءات ردا عىل بها التي رشعوا

وذلك بعد االستجابة ملطالبهم التي تتعلق ببعض حقوقهم الحياتية.

جاء األرسى لخطوات التعليق "هذا إن له، بيان يف النادي وقال

األسبوع منذ نفحة سجن شهدها التي األحداث من سلسلة بعد

آخرها وكان وتنكيل، قمع لعمليات األرسى خاللها تعرض املايض،

بسجن اإلرسائييل االحتالل سلطات وتحتجز ."( قسم عىل اليوم

نفحة الصحراوي جنويب فلسطني املحتلة عام 8)19، نحو 600 أسري

فلسطيني موزعني عىل ستة أقسام.

(العريب الجديد، 0)/)/016))

2016/4/22 أعلن وزير الخارجية الفرنيس، جان مارك آيرولت، عن

مسعى فرنيس لتحريك عملية السالم اإلرسائيلية الفلسطينية، وعزم

أيار / مايو 016) نهاية اجتامع وزاري دويل يف تنظيم باريس عىل

"نحن آيرولت: وقال والفلسطينيني. اإلرسائيليني حضور دون من

الفشل، لكنني لن أستسلم منيش يف طريق شائكة وواعون مبخاطر

األوسط الرشق يف بالسالم املعنية الــدول إىل وإضافة للفشل".

والواليات املتحدة واالتحاد األورويب والدول العربية، سيدعو آيرولت

ألنه االجتامع، يف للمشاركة الالتينية وأمريكا آسيا من أخرى دوال

بحسب قوله "العامل بأرسه يريد السالم بني إرسائيل والفلسطينيني.

وعلينا توحيد كل الجهود". وعن غياب الطرفني األساسيني عن هذا

"إنها عقبة آيرولت أوضح والفلسطينيني، اإلرسائيليني أي االجتامع،

يجب التأقلم معها يف الوقت الراهن، ألنه حاليا ال يوجد حوار بني

الطرفني". وأكد يف املقابل أن "هذا االجتامع قد يؤدي يف حال نجاحه

إىل اإلعداد لقمة دولية تعقد يف النصف الثاين من هذا العام، ولكن

هذه املرة بحضور مسؤولني إرسائيليني وفلسطينيني".

(العريب الجديد، ))/)/016))

إرسائييل مخطط عن الفلسطينية الخارجية كشفت 2016/4/24

يف جديدة استيطانية وحدة 1690 لبناء يهدف جديد استيطاين

منطقة قلنديا شامل القدس املحتلة، يهدف إىل إعادة ترسيم الحدود

الشاملية للقدس املحتلة وربط التجمعات االستيطانية ببعضها البعض

جزر إىل وشاملها املحتلة القدس يف الفلسطينية األحياء ولتحويل

معزولة. وأدانت وزارة الخارجية هذا املخطط الجديد وكذلك إقدام

سلطات االحتالل عىل تسليم إخطارات ملصادرة مئات الدومنات من

أرايض قرى جالود وترمسعيا واملغري يف الضفة، الستخدامها ألغراض

مع االستيطانية التجمعات لربط وشق طرق واستيطانية عسكرية

بعضها يف تلك املناطق.

(القدس العريب، 5)/)/016))

الوزراء رئيس ترصيحات الدويل األمن مجلس رفض 2016/4/27

األهمية ذات الجوالن مرتفعات بأن نتنياهو بنيامني اإلرسائييل

سفري وقال إرسائيل. سيطرة تحت األبد" "إىل ستظل اإلسرتاتيجية

الصني لدى األمم املتحدة ليو جيه يي "أعرب أعضاء املجلس عن بالغ

قلقهم إزاء الترصيحات اإلرسائيلية األخرية بشأن الجوالن، وأكدوا أن

وضع الجوالن يبقى دون تغيري". وأشار السفري الصيني إىل القرار رقم

97) الصادر يف عام 1981، والذي ينص عىل أن قرار إرسائيل فرض

سلطتها اإلدارية والقانونية والقضائية يف مرتفعات الجوالن املحتلة

"ليس له أي أثر قانوين دويل".

(يب. يب. يس، 7)/)/016))

قوات برصاص وشقيقها، لطفلتني، أم استشهدت 2016/4/27

االحتالل التي أطلقت عليهام النار عىل حاجز قلنديا شامل القدس،

بزعم محاولتهام تنفيذ عملية طعن. وقالت وزارة الصحة إن الشهيدة

إبراهيم وشقيقها عاما)، (3) اسامعيل أبو حسن صالح مرام هي

الفتاة بأن االحتالل ادعته رشطة ما عاما). وعكس 16) صالح طه

كانت تحمل سكينا برفقة شاب، أكد شهود العيان الذين تواجدوا يف

املكان أن الضحيتني سلكا املرسب الخاطئ، الخاص بالسيارات، فتنبه

يفهمها التي ال العربية باللغة بالرصاخ عليهام الجنود، وبدأوا لهام

إبراهيم الشهود، وحاول يقول االثنان، كام الشهيدان. وهنا توقف

أن ميسك يد شقيقته التي تسمرت يف املكان خوفا، وحاول إبراهيم

االبتعاد من املكان، إال أن جنديا أطلق الرصاص نحو مرام، فسقطت

الجندي برصاصة عىل األرض، وحني حاول شقيقها إسعافها، عاجله

ليسقط بجوار شقيقته وتركهام ينزفان حتى فارقا الحياة.

(الحياة الجديدة. 7)/)/016))

اإلرسائيلية، اإلسعاف طواقم االحتالل حكومة أبلغت 2016/4/27

التابعة لـ "نجمة داوود الحمراء"، بعدم االقرتاب من أي فلسطيني

يصاب خالل تنفيذه عملية، إال بإذن من ضابط االحتالل املتواجد يف

املكان، وذلك بعد تفتيش املصاب. وبررت سلطات االحتالل قرارها

ملزاعم وجود تهديد أمني من احتاملية كون املنفذ قد يحمل حزاما

الطبية اإلسعاف طواقم وإصابة املكان، يف بتفجريه ويقوم ناسفا

من عددا أن إىل اإلشارة وتجدر الحمراء". داوود لـ "نجمة التابعة

منفذي العمليات تركوا ينزفون حتى املوت عىل الرغم من أن بعضهم

أصيب بجروح غري خطرية، يف حني تكتفي طواقم اإلسعاف اإلرسائيلية

بتقديم اإلسعافات لجنود االحتالل، ويتم منع اإلسعاف الفلسطيني

من تقديم العالج للجرحى الفلسطينيني.


العدد 20


2016/4/28 أعلنت األمم املتحدة أنها اضطرت إىل وقف املساعدة

إلعادة إعامر أكرث من ألف مسكن يف قطاع غزة بسبب نقص املواد

بعدما منعت إرسائيل دخول اإلسمنت إىل القطاع. وعلقت إرسائيل

عمليات دخول اإلسمنت إىل قطاع غزة بداية هذا الشهر بحجة أن

هذه املادة ال تصل غالبا إىل من أرسلت إليهم. وقال املكتب يف بيان

مساهمتها تعليق إىل اضطرت مساعدة تقدم التي "املنظامت إن

ندرة بسبب عائلة أكرث من 1370 إىل تعود املالية إلصالح مساكن

(اإلسمنت) واالرتفاع الكبري لألسعار".

(فرانس 24، 8)/)/016))

الفرنسية املبادرة رفضها اإلرسائيلية الحكومة جددت 2016/4/28

الفلسطينيني السالم بني باريس مؤخرا، إلحياء عملية التي طرحتها

واإلرسائيليني بهدف الوصول إىل إقامة دولتني. وقال بيان صادر عن

الثابت إرسائيل "موقف إن نتنياهو بنيامني الوزراء رئيس مكتب

بإجراء الفلسطينيني يكون الرصاع مع الطريق األفضل لحل أن هو

يف مستعدة للرشوع وأكد أن "إرسائيل وثنائية". مبارشة مفاوضات

مبادرة "أي أن إىل مشريا مسبقة" رشوط دون مبارشة مفاوضات

أخرى (يف إشارة إىل املبادرة الفرنسية) ستبعد الفلسطينيني عن طاولة

الحوار املبارش".

(الجزيرة. نت، 8)/)/016))

2016/4/29 قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية مارك تونر،

املعنية القوى مع الفرنيس املرشوع آفاق تبحث بالده إن حكومة

للمبادرة رفضها رسميا إرسائيل إعالن عىل تعقيبا وذلك األخرى،

املرشوع بخصوص حوارنا يف نستمر "إننا تونر، وأضاف الفرنسية.

حيث الرئيسيني، املصلحة أصحاب مع كام الفرنسيني مع الفرنيس

أننا نهتم بالحديث مع رشكائنا بحثا عن وسائل لنحاول من خاللها

التوصل إىل حل الدولتني".

(القدس دوت كوم، 9)/)/016))

Books Reviewsمراجعات و عروض كتب

123

123

123123

* باحث يف املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات* Researcher at the Arab Center for Research and Policy Studies.

*Ahmad Qassem Hussein | أحمد قاسم حسين

نظريات العالقات الدولية: التخصص والتنوع International Relations Theories: Discipline and Diversity

International Relations Theories: Discipline and Diversity :عنوان الكتاب يف لغته

عنوان الكتاب: نظريات العالقات الدولية: التخصص والتنوع.

املؤلف: تيم دان، وميليا كوريك، وستيف سميث.

املرتجم: دميا الخرضا.

الطبعة: األوىل.

سنة النرش: 016).

النارش: املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات.

عدد الصفحات: 863 صفحة.

العدد 20


المقدمةإن تخصص العالقات الدولية حقل معريف معقد ومتفرع يركز عىل فهم

ديناميات القوى املؤثرة يف السياسة الدولية وتفسريها؛ لذلك يشمل

أغلب الكتابات التي تناولت بالرشح والتحليل نظرية العالقات الدولية

عددا من املواقف النظرية والنظم الفكرية املهيمنة تاريخيا عىل هذا

الحقل املعريف؛ بحيث يشرتك جميعها يف أهمية النظرية يف فهم العامل

وتفسري العالقات بني الدول، وأن كل النظريات تنبثق من نظم فكرية

كثرية االختالف، لكنها تسعى لخلق روابط منطقية بني التنظري والواقع.

إن التعدد يف مدارس العالقات الدولية يجعل من الصعوبة مبكان إغفال

الدور اإليجايب لكل مدرسة يف فهم الظاهرة الدولية وتفسريها ودراسة

تحوالتها وتطورها، وتعمل كل مدرسة عىل تفكيك جانب مهم منها

وتعيد تركيبه وفقا لفرضياتها التي ال تتوافق بالرضورة مع ما تنطلق

منه املدرسة األخرى، لذلك يذهب بعض الباحثني يف العالقات الدولية

إىل رضورة تبني أكرث من نظرية من أجل تكوين فهم موضوعي وتفسري

منطقي للظاهرة موضوع الدراسة. وهو ما ذهب إليه ستيف سميث

منفصلة جوانب إىل تتطرق النظريات إن قال حني Steve Smith

ومختلفة من عامل العالقات الدولية، وإن دارس العالقات الدولية ميكنه

النظريات بني من Pick and Mix واملزج االختيار طريقة اعتامد

وتطبيقها عىل الظاهرة الدولية موضوع البحث والدراسة(1).

إضافة والتنوع" التخصص الدولية العالقات "نظريات كتاب يعد السياسية العلوم تخصص يف العربية املكتبة إىل ومهمة جوهرية للدارسني واملعلمني، من حيث األفكار األساسية املرتبطة بالنظرية يف تساعد التي والوسائل باألدوات الدولية(IR) وغناه العالقات حقل

نظريات يف: الدولية"، العالقات نظرية يف والتخصصية "التنوعية سميث: 1 ستيف (الدوحة: الخرضا(مرتجمة)، دميا والتنوع، مجموعة محررين، التخصص الدولية: العالقات

املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات، 016))، ص )6.

تفسري عىل قدراته وتعزيز فهمه تطوير عىل الطالب أو الباحث الظاهرة الدولية بكل أبعادها. وهو مبنزلة دليل للباحث يف نظرية العالقات الدولية يرشده إىل التفكري يف األسئلة الراهنة التي تهيمن عىل حقل العالقات الدولية؛ كاألسباب الحاكمة للتعاون بني الدول، والعوامل التي تقود إىل الحرب؛ إذ تعطي النظريات تفسريا ألسباب

تلك الظواهر من خالل تزويدنا بعدد كبري من الفرضيات املختلفة.

يرد العنوان الفرعي للكتاب مركبا عطفيا (التخصص والتنوع) ليدل بأنواعها، الدولية العالقات نظرية تناول يف والدقة العمق عىل واختالف البنى والنظم الفكرية املميزة لها التي تعكس املجهودات الفكرية الرصينة لعدد كبري من منظري العالقات الدولية، وتعالج أعقد التكنولوجية الثورة النظرية، يف عرص الدقيقة يف حقل املوضوعات يف ودورهم الدوليني الفاعلني شكل يف رسيع تطور من نتج وما املتسارع يف استخدام أدوات الدويل من جهة، والتغيري النظام بنية

وأساليب نظرية يف فهم الظاهرة الدولية، من جهة أخرى.

يقع الكتاب يف خمسة عرش فصال؛ تتمحور تسعة فصول منها حول

والليربالية والليربالية، الواقعية وهي: الدولية، العالقات نظريات

والنظرية واملاركسية، والبنائية اإلنكليزية، واملدرسة الجديدة،

الخرضاء، والنظرية البنيوية، بعد وما النسوية، والنظرية النقدية،

وما بعد الكولونيالية. وتتناول الفصول األخرى هوية حقل العالقات

والعوملة. املعيارية والنظرية االجتامعية بالعلوم وعالقته الدولية

النظريات من بدءا متصل لتسلسل وفقا الفصول تلك وتنتظم

العريقة يف بداية الكتاب وصوال إىل النظريات األكرث حداثة.

بالواقع من خالل النظرية ربط العديدة فصوله الكتاب يف يحاول

مقالة أو كتاب انتقاء والحاالت، فضال عن األمثلة دراسة عدد من

فيها األفكار األكرث تفصيال ورشحا للنظرية موضوع الدراسة. وينتهي

كل فصل مبجموعة من األسئلة تتمحور حول النقاط األهم يف سياق

البحث من مزيدا تتيح اإللكرتونية املواقع من ومجموعة الفصل،

والتوسع يف دراسة النظريات.

أوال. العالقات الدولية: جدل إبستمولوجي

األوىل، رئيستني؛ مبسألتني عموما االجتامعية العلوم فلسفة تعنى

طبيعة العامل "أنطولوجيا العامل"، والثانية طبيعة التفسري؛ أي ماهي

املناهج الواجب اتباعها للوصول إىل التفسري())؟ يف هذا الصدد، تقدم

2 أيان كريب، النظرية االجتامعية من بارسونز إىل هابرمس، محمد حسني غلوم(مرتجم)، ط1 (الكويت: سلسلة عامل املعرفة، 1999)، ص 1).

125مراجعات وعروض كتب


ميليا كوريك Milja Kurki أستاذة نظرية العالقات الدولية يف جامعة

أبريستويث، وكولن وايت أستاذ العالقات الدولية يف جامعة إكسرت،

رؤية عن فلسفة العلوم االجتامعية ضمن نظرية العالقات الدولية.

مل يتناول أغلب األدبيات التي تطرقت إىل نظرية العالقات الدولية

هذا الجانب بالتفصيل؛ بحيث كانت القضايا الفلسفية ضمن أفكار

منظري العالقات الدولية ومزاعمهم.

Meta-Theory لذا اعتمد هذا الفصل عىل حوارات النظرية الشارحة

االجتامعية بحيث العلوم بفلسفة املتعلقة القضايا وهي مجموعة

تتعمق يف االفرتاضات الكامنة لكل نظرية، وتحاول فهم نتائج هذا

النوع من االفرتاضات عىل عملية التنظري ومامرسة البحث التجريبي.

وتركز النظريات الشارحة التي تتناول فلسفة العلوم االجتامعية يف

تخصص العالقات الدولية عىل سؤالني متداخلني، هام:

تتضمنه الذي وما فن؟ أم علم؟ الدولية العالقات تخصص هل

الدراسة العلمية للسياسة العاملية؟

ملدة زمنية طويلة من تاريخ العالقات الدولية بوصفه حقال معرفيا،

املعرفة أن ترى فهي املسيطرة؛ العلمية الفلسفة الوضعية كانت

العلمية ال تنبثق إال من خالل جمع بيانات ميكن مشاهدتها ورصدها

بشكل يقود إىل تراكم معريف يساعد يف اكتشاف أمناط تتيح بدورها

الطريقة الوضعية عىل تشكيل صوغ قوانني عامة. ومل يقترص دور

التي تقوم بالتنظري يف املوضوع بوصفها فلسفة يف العلوم، بل أدى

إىل تشكيل ما ميكن أن نعده شكال مرشوعا لألدلة واملعارف. وحتى

الذين رفضوا املقاربات العلمية لتخصص العالقات الدولية انطلقوا

من منوذج وضعي لدراسة العلوم.

ووايت، لكوريك وفقا الدولية، العالقات تاريخ فإن عليه، وبناء

كان شديد االنقسام بشأن عدد كبري من القضايا شأنه شأن العلوم

االجتامعية؛ ومن الطرائق الرائجة يف رواية هذا التاريخ هي الرجوع

إىل الحوارات العظمى Great Debates. ويف هذا الصدد، يقول ويفر

جامعة يف السياسية العلوم قسم يف الدولية العالقات أستاذ اوله،

كوبنهاغن، إن دارس العالقات الدولية إذا طلب منه أن يتحدث ملدة

خمس عرشة دقيقة عن ماهية العالقات الدولية، فإنه عىل الغالب

التي واملنهجية النظرية واملواجهات املناقشات تاريخ عن سيخربنا

تطرق إليها علم السياسة، ونقاشاته املنهجية(3).

املثاليني والواقعيني. وأطلق هذا العظيم األول بني الحوار لقد كان

الحوار عقب الحرب العاملية الثانية وخاللها وعقب انتهائها مبارشة.

إعادة صوغ واحتامل الدولية املؤسسات دور الجدل حول وتناول

أسباب الحرب وتكريس السالم.

إن املساهمة األكرث دميومة للمثاليني يف تطوير حقل العالقات الدولية

كانت فكرة التخصص األكادميي الذي أنشأ دراسة السياسة الدولية؛

أساسيني مصدرين كانا التفاهم وعدم الجهل أن املثاليون رأى إذ

أفضل بطريقة الدولية اإلجراءات فهم من بد وال الدويل. للرصاع

التقدم أن املثاليون واعتقد الحروب. اندالع من الحد أريد ما إذا

لن يكون ممكنا إال إذا متكنا من تطوير العقل، واستخدامه للتحكم

يف الرغبات غري العقالنية وحالة الضعف التي تصيب البرش، وذروة

العقل البرشي يف التحكم الفعال هي العلم.

املعرفة علمية مدى يف وشككوا الطرح هذا الواقعيون نقد لكن،

املثالية غري املقاربة بالتحديد بتحدي املثاليون. وقاموا أنتجها التي

الدولية. العالقات تخصص يف القيم تعزيز واملستهدفة النظامية

وقام كل من إدوارد كار وهانس مورغنثاو باتهام املثاليني برتكيزهم

عىل العامل وما ينبغي أن يكون عليه، مقارنة بالتعامل مع العامل كام

هو موضوعيا.

ويف الحقيقة، مل تكن تصورات مورغنثاو لتخصص العالقات الدولية

األمور لطريقة سري العميقة التفسريات من سلسلة بتقديم معنية

يف العامل، وإمنا هدفت إىل صوغ األساليب وأمناط العمل يف التعامل

مع العامل، عىل أساس تفسري بسيط. وأكد رضورة إبعاد مقارباته يف

تقارن حديدية صارمة قوانني بناء محاوالت عن السياسية العلوم

بتلك التي اكتشفت بالعلوم الطبيعية.

إن منزلة العلم كانت ذات أهمية يف الحوار العظيم الثاين استنادا إىل

والتجارب اإلمربيقية املنهجية أعلت من شأن التي السلوكية الثورة

العالقات يف كوبنهاغن مدرسة يسمى ملا الرئيسني املهندسني من واحــدا 3 يعد الدولية، انظر:

Ole Waver, “The Sociology of a Not So International Discipline: American and European Developments in International Relations,” International Organization at fifty: Exploration and Contestation in the Study of World Politics, Vol. 5(, Issue (, (1998), p. 75.

العدد 20


احتلت منهجيات جديدة وطورت االجتامعية، العلوم يف املضبوطة

وسعى الصدارة. مركز الدولية لإلجراءات الرياضية النمذجة فيها

يف التحكم إمكان يتبعه املعرفة يف تقدم يجري أن إىل السلوكيون

يف الصارمة العملية خالل من للدراسة، القابلة الدولية الظواهر

تجميع البيانات. وظهرت طائفة من الباحثني األكادمييني العلميني يف

تخصص العالقات الدولية؛ أمثال ديفيد سنغر ومورتن كابالن، وعملت

هذه الطائفة عىل وضع طرائق علمية ونظامية يف التحقيق العلمي

أن تخصص السلويك النهج مؤيدو الدولية. ورأى العالقات لتخصص

منوذج يف نفسه بقولبة إال قدما امليض ميكنه ال الدولية العالقات

للعلوم الطبيعية.

يلتزمون الذين السلوكية مقاومة ضاربة عند أولئك البحوث أثارت

تأويليا أو Historicist تاريخانيا يكون أن إىل ميال أكرث منوذجا

بأن كثريون جادل وقد الدولية. العالقات حقل يف Interpretive

من النوع بهذا التأثر رسيعة تكن مل للتخصص األساسية املفاهيم

اإلجراءات الصارمة يف جمع البيانات التي دعا إليها النموذج الجديد،

ومن هؤالء هيديل بول وهانس مورغنثاو؛ إذ عدا التحقيق العلمي

النظامي مختلفا عن سيطرة هاجس جمع املعلومات ومعالجتها عىل

خطى الوضعيني.

أما الحوار الثالث، فجرى يف سبعينيات القرن العرشين حيث أطلق

عليه اسم الحوار بني النامذج (الواقعية، واملاركسية، والليربالية). وقد

أبعد تخصص العالقات الدولية عن القضايا املنهجية الخاصة يف عقد

الستينيات من القرن املايض. ومل تكن مسألة العلم مكونا واضحا لهذا

الحوار، ألن إجامعا حول االلتزام بالوضعية كان قد برز بدرجة كبرية.

أما الحوار الرابع، فقد انبثق يف منتصف مثانينيات القرن العرشين.

التاريخ يف بالعلم املتعلقة القضايا عىل أكرث رصاحة بطريقة وركز

التخصيص للعالقات الدولية. وميكن وصف هذا الحوار الرابع بالحوار

بني التفسري والفهم، بحيث يسعى املنظرون التفسرييون إىل تعرف

الفهم عىل تحليل يركز مؤيدو يف حني . Causes العامة املسببات

املعنى الداخيل واألسباب Reasons واملعتقدات التي تحملها الجهات

الفاعلة وتترصف وفقا لها. وبناء عليه، فإن املعاين االجتامعية واللغة

األنطولوجي الجانب متثل الفهم، منارصي إىل بالنسبة واملعتقدات

األكرث أهمية يف الوجود االجتامعي. يف حني ال يختلف منظرو التفسري

هذه دمج بإمكان مقتنعني غري أنهم إال عموما. الزعم هذا عن

األشياء داخل إطار علمي للتحليل؛ إذ تتطلب املعرفة العلمية تربيرا

تجريبيا بالنسبة إليهم، أما املعتقدات واألفكار فليست قابلة للتحقق

من صحتها من خالل هذه األساليب. وهناك من يطلق عىل الحوار

الرابع أيضا الوضعية وما بعد الوضعية أو العقالنية والتأملية.

ثانيا. النقاشات الفكرية التقليدية في نظرية العالقات الدولية

الواقعية والواقعية البنيويةيف الوضعية النظريات هرم قمة عىل الواقعية النظريات ترتبع

تخصص العالقات الدولية. ويفرد الكتاب فصلني متتاليني للنظريات

يف مهمني مفكرين ودراسة الكالسيكية بالواقعية فيبدأ الواقعية؛

هذه النظرية؛ هام ثيوسيدس (حواىل 60) – 390 ق. م) الذي قدم

وصفا عن الحروب البيلوبونيزية بني أثينا وأسربطة؛ واآلخر هو هانس

املتحدة الواليات إىل لجأ الذي األملاين واملحامي املفكر مورغنثاو

خالل الحرب العاملية الثانية.

يحاول ريتشارد ند ليبو يف فصل الواقعية الكالسيكية البحث يف أوجه

التشابه العديدة يف كتابات كل من ثيوسيدس ومورغنثاو، ويستقي

إذ فيها؛ كالهام تشارك التي السياسية للحياة الرتاجيدية النظرة

التي الدويل النظام طبيعة من الكالسيكية الواقعية منظرو ينطلق

تعبري باملحصلة هي السياسة وأن Anarchy الفوىض عليها تطغى

عن الدوافع البرشية نفسها، وأنها عرضة لألمراض. ويرى مورغنثاو يف

كتابه Politics among Nations أن السياسة رصاع عىل السلطة التي

هي جزء ال يتجزأ من الحياة ذاتها.

أساسية ركائز هي والتحالفات، العسكرية القدرات أن إىل إضافة

لألمن وحفظ توازن القوى الذي يؤدي وظيفة الحفاظ عىل الوضع

السلمي أو عىل وجود أعضاء النظام. لقد فهم ثيوسيدس ومورغنثاو

السياسة بأنها رصاع عىل القوة وعىل املصالح األحادية الجانب. وكانت

الفروق بني السياسة املحلية والعالقات الدولية فروقا يف الدرجة ال يف

النوع. وكانت القدرة العسكرية والتحالفات وسائل حامية رضورية

يف عامل العالقات الدولية املضطرب واملتقلب.

ويف دراسته للواقعية الكالسيكية، تطرق ريتشارد ند ليبو إىل جانب مهم

هو الجانب األخالقي؛ فالتقيد باملعايري األخالقية كان ملصلحة أولئك

الذين ميارسون السلطة، بقدر ما كان ملصلحة أولئك الذين متارس عليهم



التدخل مورغنثاو نقد من خالل ذلك عىل ويستدل السلطة. هذه

األمرييك يف شبه جزيرة الهند الصينية؛ إذ جادل بأن التدخل سيفشل ألن

غايات الواليات املتحدة األمريكية ووسائلها قد خرقت أخالقيات العرص.

ويعالج الواقعيون الكالسيكيون قضية التغيري من باب متييزهم بني

األنظمة عىل أساس قطبيتها؛ فهي أحادية وثنائية ومتعددة األقطاب.

ويظهر التغيري يف النظام حينام يتغري عدد األقطاب. وغالبا ما يكون

هذا نتيجة لحروب الهيمنة التي تقوم بها القوى الدولية. وبالنسبة

إىل الواقعيني الكالسيكيني، فإن التحول مفهوم أوسع من التغيري؛ إذ

تحوالت يجلب الذي بالتحديث نصفها أصبحنا بعمليات يربطونه

يف الهويات والخطابات التي ترافقها مفاهيم متغرية تتعلق باألمن.

ومع الواقعية البنيوية أو الواقعية الجديدة، ركز املفكر األمرييك جون

االنقسام ويكمن الواقعي. الفكر يف القوة مفهوم عىل ماريشامير

القوة؟ الدولة تريد ملاذا هو: سؤال، يف الواقعيني بني واالختالف

ويتحدد الجواب بالنسبة إىل الواقعيني الكالسيكيني أمثال مورغنثاو

للطبيعة أن البنيويون الواقعيون البرشية. يف حني يرى الطبيعة يف

البرشية عالقة ضئيلة بسبب رغبة الدول يف امتالك القوة، يف حني أن

البنايئ) هي التي تجرب الدول عىل بنية النظام الدويل (أو تصميمه

السعي إىل الحصول عىل القوة يف نظام تغيب فيه السلطة املركزية.

ينتقل ماريشامير ليناقش االنقسام اآلخر بني الواقعيني البنيويني الذي يظهر

يف اإلجابة عن سؤال ثان، هو: ما هو مقدار القوة الذي يعد كافيا للدولة؟

الواقعي. النموذج ضمن متنافسان نهجان يوجد السياق، هذا يف

Security Dilemma األمنية املعضلة افرتاضاته حول ولكل منهام

وتأثريها يف احتامالت الحرب، وإمكانية التعاون بني الدول يف سبيل

التخفيف من آثار الفوىض يف بنية النظام الدويل.

الواقعية الهجوميةتعد افرتاضات الواقعية الهجومية متشامئة بخصوص اآلثار املرتتبة عىل

الفوىض يف بنية النظام الدويل. وترى أن املعضلة األمنية تتطلب من كل

دولة أن تسعى إىل تحقيق أقىص قدر من القوة الخاصة بها. وال يقترص

هذا السعي عىل تعظيم أمنها بل يتعداه لتحقيق الهيمنة والسيطرة عىل

الدول األخرى، وذلك نتيجة طبيعية لعدم الثقة بنوايا الدول األخرى.

الواقعية الدفاعيةتشرتك مع الواقعية الهجومية يف أن الفوضوية يف بنية النظام الدويل

من قدر لتحقيق والسعي األخرى الدول بنوايا الثقة عدم تفرض

العسكرية، التكنولوجيا مثل عديدة عوامل وجود يفرتض القوة

قد ما الحديثة، القومية واإلسرتاتيجية واملعتقدات، والجغرافيا،

يضاعف تكاليف الحرب الهجومية. ونتيجة لذلك، فإن إسرتاتيجيات

الدفاع أكرث جاذبية للدول من إسرتاتيجيات الهجوم.

لكن هناك سؤال مل يطرحه الكتاب يف سياق دراسة الفكر الواقعي

منهجا الواقعية النظرية زالت ما هل وهو: الدولية، العالقات يف

علميا صالحا لفهم الظواهر يف بنية النظام الدويل وتفسريها؟ أم أنها

أصبحت تنتمي إىل عهد مىض وال تصلح لفهم التحوالت املتسارعة يف

بنية النظام الدويل وتفسريها؟

النظرية أن إىل الدولية العالقات داريس من كبري عدد يذهب

الواقعية عفا عليها الزمن، ومل تعد صالحة بوصفها منهجا علميا يف

العالقات الدولية. وينطلق هؤالء من أن مفاهيم الواقعية كالفوىض

Self- الذات عىل واالعتامد Balance of Power القوى وتوازن

حقبة إىل ترجع وتجلياتها، أبعادها بكل Power والقوة Help

وظهرت ين. مستمر وتحول تغري يف الدولية السياسة وأن ماضية،

واملؤسساتية، واالعتامدية والعوملة كالدميقراطية جديدة، مفاهيم

تعزز السالم يف املجتمع الدويل. وبناء عليه، فقدت الواقعية قدرتها

التفسرييةExplanatory power بعد الحرب الباردة. وهي اليوم يف

موقف دفاعي.

النموذج "انتكاس مقالته يف 1997 عام فاسكويز جون أثار لقد

الواقعية فقدان مسألة البحث" برامج تطور مواجهة يف الواقعي

النظام الدويل؛ إذ نقد فاسكويز بنية التفسريية للظواهر يف قدرتها

النهج الواقعي من خالل االعتامد عىل فلسفة امري الكاتوس، وهو

أحد أهم الفالسفة املعارصين يف مجال نظرية املعرفة وتاريخ العلم،

وصاحب الكتاب الشهري "منهجية برامج البحث العلمي".

إن العنرص الرئيس يف فلسفة الكاتوس هو دور الفرضيات املساعدة

لالكاتوس، وفقا وهي، hard core النظرية صلب إىل تضاف التي

من وذلك العلمية؛ للنظرية أمان حزام تعمل التي الصلبة النواة

خالل وضع الباحثني فرضيات مساعدة جديدة تساعد يف الدفاع عن

صحة النظرية. ومبوجب ذلك تنتج افرتاضات جديدة تضاف إىل النواة

العدد 20


(()Empirical الصلبة للنظرية من خالل استخدام التكذيب التجريبي

رفضوا الواقعيني أن فاسكويز ادعى لذلك ووفقا Falsification

استخدام املنهج العلمي يف تقدير افرتاضات الواقعية مام جعلها ساكنة

وجامدة وغري قادرة عىل تفسري الظواهر يف بنية النظام الدويل(5).

الليبرالية والليبرالية الجديدةيعمل بروس راسيت يف تحليل النموذج الليربايل يف العالقات الدولية

دراسة خالل من فرضياتها إلثبات البيانية الرسوم استخدام عىل

العقود املايض، وبخاصة يف القرن العامل خالل الرئيسة يف التغريات

يف الطويل، املدى الرتاجع، عىل البيانية عىل الرسوم فتدل األخرية؛

شاركت التي العنيفة الرصاعات عن الناجمة الحروب قتىل أعداد

فيها دولة واحدة أو أكرث. ويتضمن الرسم قتىل املعارك التي نجمت

ذات الداخلية والحروب األهلية والحروب الدول بني الحروب عن

من التحرر والعراق وحروب أفغانستان مثل حرب الدويل، الطابع

انخفاض يفرس منفرد سبب يوجد ال أنه راسيت ويرى االستعامر.

عدد القتىل الناجم عن الرصاعات، إال أن التطورات الكربى املرتبطة

بالليربالية يف حقبة ما بعد الحرب العاملية الثانية، ال سيام بعد انتهاء

الحرب الباردة وهي الدميقراطية واالعتامدية االقتصادية واملؤسسات

الدولية، ساهمت يف الحد من الرصاعات الدولية يف هذه الفرتة.

بعضها تحارب ال الدميقراطيات أن افرتاض من الليربالية وتنطلق

الدميقراطيات بأن الزعم ولكن الحروب. عىل قيدا وتضع البعض

بصورة عامة أكرث سلمية فهذا يثري جدال كبريا، كام ذهب فرانسيس

فوكوياما يف وصفها بالعالقة املثالية؛ بحيث مل تخض دولة دميقراطية

إن أطروحة ليفي يقول إن جاك حربا ضد دميقراطية أخرى(6). بل

السالم الدميقراطي هي القانون التجريبي يف دراسة العالقات الدولية.

مثال الواقعية النظرية أنصار يطرح ذلك، عىل الــرد إطار ويف

الحديثة، الدميقراطية للدولة منوذجا كانت التي (191() أملانيا

وحرية املتنافسة، واألحـــزاب النزيهة، االنتخابات خــالل من

ولكن، الكفاءة. من عالية درجة عىل والبريوقراطية، الصحافة،

تغريت أملانيا أن وبريطانيا فرنسا رأت ،191( أغسطس آب/ بعد

أن ميكنها الدميقراطيات أن افرتضنا وإذا سيئة. دميقراطية لتكون

4 Imre Lakatos, The Methodology of Scientific Research Programmes, (th edition (Cambridge: Press Syndicate of University of Cambridge, 199(), pp. (7 - 110.

5 John Vasquez, “The Realist Paradigm and Degenerative versus Progressive Research Programs; An Appraisal of Neo traditional Research on Waltz’s Balancing Proposition,” American Political Science Review, Vol. 91, No. (, (1997), p. 899.

6 Francis Fukuyama, “Liberal Democracy as a Global Phenomenon,” Political Science and Politics, Vol. ((, No. (, (1991), p. 66(.

الدول كل وأصبحت األخــرى، الدميقراطيات مع سالم يف تعيش

دميقراطية، فستبقى بنية النظام الدويل فوضوية، ولن يتغري التفاعل

داخل السياسية بالتحوالت املختلفة الوحدات بني البنية هذه يف

يصبح قد الدويل النظام بنية يف مركزية سلطة غياب ففي الدول؛

"صديق اليوم عدو الغد". أما بالنسبة إىل أطروحة السالم الدميقراطي،

فريى كينيث والتز أن معرفة أسباب الحرب أسهل من الحصول عىل

رشوط السالم، ألن أسباب الحرب ال تكمن يف الدولة فقط أو يف بنية

النظام الدويل بل يف كليهام(7).

الجديدة الليربالية عىل اهتاممه فينصب فوكر ستريلنغ جينفر أما

وكيفية تحقيق التعاون فيام بني الدول والجهات األخرى الفاعلة يف

النظام الدويل. ويظهر التعاون الدويل عندما تعدل الدول سلوكياتها

تناقض ويف األخرى. للدول املتوقعة أو الفعلية التفضيالت لتالئم

مع الواقعية البنيوية، تجادل الليربالية الجديدة بأن هناك تطورات

تحقيق جعلت العرشين القرن خالل جرت محددة تاريخية

تاريخيا. الحال عليه كانت مام نسبيا أسهل اآلن الدويل التعاون

وقد كفلت هذه التطورات مناء املؤسسات الدولية بشكليها الرسمي

وغري الرسمي.

بأنها والتز كينث وصفها (1970) له مقالة ففي االعتامدية، أما

بنية يف الفاعلة والقوى املتحدة الواليات تستخدمها أيديولوجية

السياسة يف تحققها التي واملصالح املكاسب لتمويه الدويل النظام

والفقرية عىل الغنية والضعيفة، القوية الدول تبدو بحيث الدولية؛

حد سواء تخوض يف شبكة كثيفة من االعتامد املتبادل(8). كام أن هناك

تجاهال آلثار عدم االنتظام الناجم عن االعتامدية؛ فبعض الفاعلني يف

بنية النظام الدويل يكسبون أقل من فاعلني آخرين. إذا كنت تعتمد

أكرث عىل طرف آخر فهذا يعني أن لديه املزيد من التأثري يف مصريك،

وتاريخ السياسة الخارجية األمريكية منذ الحرب العاملية الثانية حافل

باألمثلة عىل كيفية استخدام الواليات املتحدة االعتامدية، متفوقة يف

األداء االقتصادي والعسكري، تحت عنوان التعاون. ولكن الهدف هو

تعزيز مصالحها السياسية واالقتصادية واألمنية.

المدرسة اإلنكليزيةتركز املدرسة اإلنكليزية عىل مفاهيم الدميقراطية والتنظيم والقانون

واملجتمع الدويل والقيم املشرتكة للدول وكيفية تنظيم عالقاتها، وال

يقع يف دائرة اهتاممها خلق فرضيات قابلة لالختبار اإلمربيقي عن

سلوك الفاعلني يف بنية النظام الدويل، عىل خالف باقي النظريات.

7 KennethWaltz, “Structural Realism after the Cold War,” International Security, Vol. (5, No.1, ((000), p. 7.

8 Ibid., p. 16.



Inventing International وبعد مرور أكرث من عقد عىل نرش كتاب

Society "اخرتاع املجتمع الدويل" مل تبق املدرسة اإلنكليزية مهملة؛

فمن املؤرشات التي يقودها تيم دان، أستاذ العالقات الدولية والعلوم

للعالقات األوروبية املجلة ومحرر اكسرت جامعة يف االجتامعية

املؤثرة، الدراسية الكتب ضمن اإلنكليزية املدرسة إدراج الدولية،

يف ظهر حولها النقاشات من كبري عدد إىل بالنسبة الحال وكذلك

مجالت ودوريات علمية رائدة يف مجال العالقات الدولية.

يوما اإلنكليزية املدرسة تكن مل اسمها، به يوحي ما خالف وعىل

إنكليزية إىل هذا الحد؛ فهناك اهتامم كبري بأعاملها يف القارة األوروبية

اليوم والصني، ومتثل والهند، وأسرتاليا، األمريكية، املتحدة والواليات

عىل حد زعم دان مقاربة متميزة يف تخصص العالقات الدولية، عىل

الرغم من أن هذه مل تكن حالها خالل الحوارات العظيمة املتعاقبة

(الواقعية، العرشين القرن سبعينيات يف املسيطرة النامذج بني

الواقعية بني دار الذي الحوار تبعها والتي واملاركسية)، والليربالية،

اإلنكليزية املدرسة منظرو ويرى الثامنينيات. يف ونقادها الجديدة

جانب إىل الدولية العالقات تخصص يف متوسطا موقعا تحتل أنها

السائد االتجاه لنظريات مفصل موقع هو املوقع وهذا البنائية.

املسيطر، كالواقعية الجديدة والليربالية الجديدة.

مقاربتهم يف التداخالت استحسنوا البنائيني أن بالذكر، والجدير

العالقات الدولية مع مقاربة املدرسة اإلنكليزية. ويظهر ذلك يف كتاب

هيديل بل تحت عنوان Anarchical Society "املجتمع الفوضوي" إذ

يؤكد بل أن املنظومة الدولية هي يف أصلها ميدان اجتامعي يجعل

الدول فاعلة ويكيفها التباع قواعده ومواثيقه. ويرى كل من البنائية

املعرفة تعبري عن واملؤسسات هي املعايري أن اإلنكليزية واملدرسة

والقيم املشرتكة.

النظرية الماركسية ومدرسة فرانكفورتالنقدية (مدرسة فرانكفورت) جوهريا عن املاركسية والنظرية تتميز

النظامني الفكريني الليربايل والواقعي. وتركز املاركسية والنظرية النقدية

وتشكل الدولية. الظاهرة فهم يف واملادية االقتصادية العوامل عىل

املاركسية نظاما فكريا ضخام ومتنوعا من البحوث األكادميية والنشاط

لذلك بدقة، كامال استعراضه الصعب من الذي التطبيقي السيايس

عىل والرتكيز املتنوع، الواقع لهذا خريطة رسم روبرت مارك يحاول

النقاط األبرز يف النموذج املاركيس، والبحث عن القاسم املشرتك فيه،

وهو الرغبة يف إعطاء تأويل نقدي للرأساملية التي تفهم بكونها شكال

من أشكال الحياة االجتامعية جرى إنتاجه عرب التاريخ.

إن اإلسهام الفكري املاركيس األكرث تأثريا يف رصد السياسات الدولية

وتحليلها، ذلك الذي يهدف إىل التنظري حول الهرميات العوملية للقوة

والرثوة، مبا فيها نظريات اإلمربيالية. مل تكن الرأساملية بالنسبة إىل

ماركس ظاهرة محلية خالصة، محصورة بإحكام يف األوعية الجغرافية

للدول القومية الحديثة، بل إن دينامياتها التوسعية قد فاضت عن

السياسية للسلطة الجغرايف النطاق عن وتباعدت الحدود تلك

املال رأس لقوى كانت ماركس، إىل بالنسبة الدولة. قاعدتها التي

االجتامعية آفاق عوملية منذ زمن طويل.

الكتاب من جيل برز العرشين، القرن من املبكرة الحقبة خالل

الرتاكمية يف املتقدمة العمليات بأن جادلوا الذين املاركسيني

التوسعية نحو الرئيسة الرأساملية البلدان تدفع كانت الرأساملية

االستعامرية الكولونيالية. ومن العوامل التي دفعت الرأساملية نحو

االستعامرية، البحث عن املواد الخام، واإلنتاج الفائض الذي يتطلب

هؤالء أشهر ومن الحاجة. عن الزائد والرتاكم أسواق، عن البحث

بوخارين؛ لوكسمبورغ، ورودلف هيلفردنغ، ونيكوالي الكتاب روزا

املتقدمة الرأساملية البلدان أن فكرة حول أفكارهم تالقت فقد

التوسع دعم إىل املال رأس تراكم برضورات مدفوعة تكون سوف

العاملي لتكتالتهم االحتكارية الكربى املكونة من رأس املال الصناعي

- املايل. وقد بدت الحرب العاملية األوىل تأكيدا لذلك االتجاه.

يتعلق ما يف حادا نقدا اإلمربيالية الكالسيكية النظريات واجهت

بتمثيلها نوعا من نزعات الحتمية االقتصادية؛ أي فكرة أن العمليات

املتأصلة يف االقتصاد هي املقرر األويل للحياة االجتامعية والسياسية.

شكل يف املاركسية تصلبت ما رسعان السيايس، املستوى وعىل

دغامئية ستالينية صارمة يف خدمة دولة الحزب الواحد، ما قاد إىل

كبت الخطاب النقدي. وقد نفهم من خالل هذا السياق التاريخي

إطار يف تأت مل التي فرانكفورت) (مدرسة النقدية النظرية تطور

العدد 20


نقدها للرأساملية فحسب، بل يف إطار نقد مواز للوضعية والحتمية

االقتصادية بوصفهام طريقني لفهم الحياة االجتامعية.

الذين املنظرين من مجموعة إىل فرانكفورت مدرسة تعبري ويشري

ارتبطوا أصال مبعهد األبحاث االجتامعية يف جامعة فرانكفورت الذي

انطلق يف العرشينيات من القرن املايض. وعمل هؤالء املنظرون ضمن

روح النقد املاركيس وابتعدوا عن األشكال املاركسية األكرث قربا من

االتجاه املاركيس السائد. وقد بدأ منظران املناورات الريادية الفكرية

ملدرسة فرانكفورت، وهام: ماكس هوركهامير وثيودور أورنو.

السوفيايت االتحاد يف املاركسية أن فرانكفورت مدرسة منظرو رأى

بانشغال ذرعا وضاقوا االقتصادية الحتمية يف عقيدة إىل تحولت

التاريخي الــدور عىل وبالرتكيز باإلنتاج األرثوذكسية املاركسية

يف متشككني كانوا وقد الصناعية. العاملية الطبقة أو للربوليتاريا

إمكان التوصل إىل أمناط املعرفة املثبتة موضوعيا مبعزل مستقل عن

السياق االجتامعي، ومبعزل عن املامرسات واملعايري السائدة.

املرتبطة املوضوعية العلمية االدعاءات يف التشكيك إىل هذا وقاد

بأشكال الفلسفة الوضعية يف نظرية العالقات الدولية، ويف الحتمية

االقتصادية التي بنيت عليها النظريات الكالسيكية املتعلقة باإلمربيالية

بدايات يف رائدة مساهامت وظهرت العاملية. املنظومة نظرية أو

أشيل ريتشارد أمثال مفكرين، من العرشين القرن من الثامنينيات

تأخذ العوملية للسياسة النقدية النظرية فمقاربة كوكس؛ وروبرت

منظورا عالئقيا ذا طابع عمليايت، وتسعى من خالله إىل إظهار القوى

والنظم والدول، االجتامعية...) والحركات (الطبقات، االجتامعية

التاريخية. وتتجه الهياكل العاملية مرتابطة معا يف كوكبة خاصة من

املقاربة إىل البحث يف الطرائق التي جرى فيها اجتامعيا إنتاج هذه

الهياكل التاريخية مبا تتضمنه من جوانب سياسية وثقافية واقتصادية،

الوكالء بتمكني الهياكل هذه بها تقوم التي املتنوعة الطرائق ويف

االجتامعيني املختلفني، ويف أنواع املقاومات التي تولدها عالقات القوة.

ثالثا. حوار ما بعد الوضعية

البنائية: جسر بين النظريات الوضعيةوما بعد الوضعية

تنظر البنائية للعالقات الدولية عىل أنها بناء اجتامعي، متخذة موقفا

(املصلحة أساسية مفاهيم من الوضعية النظريات ملوقف مغايرا

غري الفاعلة بالقوى البنائيون ويهتم والهوية). واألمن، القومية،

الدول، مثل املنظامت الحكومية وغري الحكومية، فضال عن تركيزهم

عىل العوامل املعرفية والذاتية التي تنتج من تفاعل هذه الوحدات

يف عالقاتها البينية.

وترى كارين فريك أستاذة العالقات الدولية يف جامعة سانت اندروز

النقد أشكال من شكل البنائية أن الكتاب، من التاسع الفصل يف

يرفض إذ العلمي؛ لألسلوب بالجملة رفضا تتضمن فهي للعقالنية

البنائيون االفرتاضات الوضعية بوجود قوانني أو "شبه" قوانني تحكم

الظاهرة االجتامعية والسياسية بعيدة عن إرادة الفاعل وقدرته عىل

التأثري يف املحيط، وترفض البنائية أيضا افرتاضات الوضعية بإمكانية

الذات فصل أي السياسية؛ الظاهرة دراسة يف املوضوعية تحقق

عن املوضوع.

اجتامعي؛ كائن اإلنسان أن عىل للبنائية األسايس االفرتاض يقوم

مبعنى أنه ال ميكن لنا أن نكون أناسا دون عالقاتنا االجتامعية التي

كونت الناس عىل ما هم عليه اآلن، ونحن نكون العامل مبا نفعل. ويف

لتخصص البنائية قدم من أول انوف، نيكوالس كتب االتجاه، هذا

العالقات الدولية، كتابه World of our Making "عامل من صنعنا"

تفاعالتهم خالل من الناس صنع من واملجتمعات الدول إن وقال

األفراد بأن يتمثل البنائية جوهر فإن هنا، ومن البناء. مع البينية

يصنعون املجتمع، واملجتمع يصنع األفراد. وهذا املحور ذو االتجاهني

أو العملية التبادلية بني املجتمع واألفراد، هو محور اهتامم البنائية

التي ال تعد نظرية وإمنا هي طريقة لدراسة العالقات االجتامعية(9).

وبناء عليه، تحاول البنائية تسليط الضوء عىل ما أسامه أنطوين غدينز

بالثنائية؛ أي العالقة بني الفاعل Agent البنية، حيث ال يأخذ سلوك

الفاعل، ويكون الرتكيز البنى عىل الفاعل األهمية كاملة وال تطغى

نيكوالس أن من الرغم وعىل بينهام. والتفاعل التبادل عملية عىل

9 Nicolas Onuf, World of Our Making: Rules and Rule in Social Theory and International Relations (Columbia: University of South Carolina Press, 1989), p. 93.



غالبا فهي الدولية، العالقات لتخصص البنائية قدم من أول انوف

199( عام الشهرية مقالته كتب الذي فندت بألكسندر ترتبط ما

Anarchy "تحت عنوان "الفوىض هي ما تصنعه الدول من الفوىض

Is What State Make of It، حيث بدأ يف نقد الواقعية الجديدة

سوى خيارا للدول يرتك ال عاملية سلطة غياب أن زعمها بخاصة

من ممكن قدر أكرب عىل الحصول أجل من بينها فيام التنافس

املصالح من أجل البقاء. ومن هذا املنظور، وفقا لفندت، فإن هوية

الدول ومصالحها عىل حد سواء معطيات محددة وفقا لتعريفها من

خالل بيئة الفوىض.

Social Theory of كتابه يف النظرية هــذه يف فندت توسع

International Politics "نظرية اجتامعية يف السياسة الدولية" ما

البنيوية الواقعية يف والتز كينث أطروحة عنوان تذكر إىل يقودنا

Theory of International Politics الدولية" السياسة "نظرية

من انطالقا الدولية العالقات دراسة يف الوضعي التيار متثل التي

الطبيعية؛ العلوم من مستوحاة ومنهجية إبستمولوجية فرضيات

القرن من السابع العقد من الثاين النصف والتز يف كتاب إذ ظهر

العرشين يف ذروة الجدل بني الواقعية الجديدة والليربالية الجديدة،

دراسة يف تعتقد التي الوضعية التيارات من هام الجدل وطرفا

الظاهرة السياسية دراسة علمية تقوم عىل املالحظة والتجريب، ويف

إمكانية فصل الذات عن املوضوع. يف حني جاء كتاب فندت ردا عىل

النظرية الواقعية وتأكيده مسائل عديدة، من بينها الهوية والعالقة

بني الفاعل والبناء، والتي أصبحت تعرف يف حقل العالقات الدولية

.(10) Agent-Structure debate "بجدل "الفاعل – البناء

النظريات النسويةأواخر يف الدولية العالقات تخصص يف النسوية النظريات ظهرت

الثامنينيات من القرن العرشين. وتنطلق هذه النظريات من زعم أنه

ال ميكن التوصل إىل فهم كيل للتأثري التمييزي لنظام الدولة واالقتصاد

العاملي يف حياة النساء والرجال إال من خالل تقديم تحليل الجندر

املبنية اجتامعيا تصف الخصائص بأنه مجموعة من الذي يعرفونه

أعاد نسويو تخصص لقد والنساء. الرجال يكون عليه أن ما يجب

العالقات الدولية تفحص بعض املفاهيم األساسية يف املجال بأسلوب

االنتباه لفت إىل واألمن. وسعوا والدولة السيادة كمفاهيم نقدي،

واالقتصاد الدولية السياسة يف الجندرية والتبعية املرأة إىل حجب

للعلوم مجلة جامعة دمشق الدولية"، العالقات البنائية يف "النظرية 10 خالد املرصي، االقتصادية والقانونية، مج 30، العدد الثاين، ()01))، ص 1)3.

العاملي. وكغريها من النظريات ما بعد الوضعية، شككت يف األسس

عليه تسيطر كانت ملجال ســواء، حد عىل والوجودية املعرفية

النظريات الوضعية والعقالنية واملادية، ورفضت املنهجيات العقالنية

والتفسريات السببية. وساهمت النظرية النسوية يف تخصص العالقات

األخرية. العرشين السنني عرب العاملية للسياسة فهمنا يف الدولية

وأبرزت النساء، وحققت يف الهياكل الجندرية للمفاهيم والسياسات

الدولية، وشككت يف طبيعة الفئات الجندرية التي تشكل السياسة

العاملية، وتتشكل منها.

ويشريون والقوة. املعرفة بني العالقة دراسة النسويون عىل ويركز

إىل أن معظم املعرفة كونه الرجال ويتعلق بهم. وينزلون العالقات

االجتامعية يف دراسة العالقات الدولية منزلة خاصة، وبدال من الرتكيز

عىل الفوىض يف وصف بنية النظام الدويل، فإن النظرية النسوية ترى

أن النظام الدويل تشكل من خالل تسلسالت هرمية جندرية مبنية

اجتامعيا تساهم يف التبعية الجندرية. ويف سبيل الكشف عن هذه

النسويون تفحصاتهم للعالقات الجندرية، يبدأ الهرمية التسلسالت

الدولية عىل املستوى الجزيئ، وذلك يف محاولة فهم كيف تؤثر حياة

األفراد خصوصا املهمشني يف السياسة العوملية، وتتأثر بها.

ما بعد البنيوية وما بعد االستعماريةمن خالل الجديدة والواقعية الواقعية النظرية انتقادات بناء عىل

دراسات كل من ريتشارد أشيل ومايكل شابريو وجيمس دريان وروب

ب. ووكر، ظهر توجه ما بعد البنيوية يف تخصص العالقات الدولية يف

مثانينيات القرن العرشين. ما دفع هذه املساهامت إلدراك ما شهدته

فروع املعرفة األخرى يف العلوم االجتامعية واإلنسانيات من حوارات

إىل السعي تم لذلك العامل. املعرفة عن بنيت بكيف تتعلق مهمة

التخصصات، وذلك املتعدد بسياقه الدولية العالقات ربط تخصص

العدد 20


من الهدف يكن ومل للنظرية. جديدة مصادر تقديم طريق عن

ذلك نظريا رصفا، بل من منطلق أن الواقعية والواقعية الجديدة قد

همشتا أهمية الجهات الفاعلة والقضايا والعالقات الجديدة العابرة

للحدود الوطنية، وفشلتا يف أن تسمعا أصوات املستثنني واملنظورات

املستثناة. وهكذا، بدأ ما بعد البنيوية باهتامم أخالقي يشمل أولئك

الذين تجاهلهم التيار الرئيس يف تخصص العالقات الدولية.

إن ما بعد البنيوية ليس منوذجا أو نظرية للعالقات الدولية، بحسب

وصف ديفيد كامبل، إمنا هو توجه فكري نقدي، أو مقاربة نقدية، أو

روح أخالقية نقدية توجه أنظارنا نحو أهمية التمثيل، والعالقة بني

القوة واملعرفة، وسياسة الهوية يف فهم الشؤون العوملية. ويعني هذا

أن ما بعد البنيوية ال ينسجم مع وجهة النظر التقليدية التي تفرتض

معيارية فكرية بنامذج يتميز تخصص مجال الدولية العالقات أن

مختلفة تتنافس يف حوارات عظمى. وهو يروج ملجموعة جديدة من

األسئلة واالهتاممات، لكونه توجها نقديا وليس نظرية.

لذا، فإن ما بعد البنيوية مقاربة تنتج من حوارات مسبقة وممتدة

بعد ما لنظرية مامثلة بطريقة االجتامعية، والعلوم اإلنسانيات يف

األوروبية، اإلمربيالية إبطال موروثات التي تعمل عىل االستعامرية

حيث تشري ما بعد االستعامرية إىل أن املعرفة، أو ما يقال عنه إنه

معرفة، ليس تصورا كامال للحوادث البتة، وميكن غالبا فهم الفجوات

بني ما قيل إنه حصل وما حصل بالفعل من خالل فحص كيف شكلت

الهياكل اإلمربيالية واالستعامرية مؤسسات البحوث األكادميية. لهذا

تجادل ما بعد الرأساملية يف صحة األفكار والعموميات املبتذلة التي

العامة عىل والخطابات األكادميية الخطابات يف رسميا اليوم تظهر

ويشكك السابقة، االستعامرية التوسعات عن خبرية" "معارف أنها

منظرو ما بعد االستعامرية يف الدراسات اإلثنية وتصوراتها ملفاهيم

الثقافات والطقوس والهياكل االجتامعية التي اكتشفها اإلثنوغرافيون

متضاربا كان الذي الطبقي تفكريهم أظهرت ألنها االستعامريون،

تحافظ عىل االستعامرية بعد ما أن كان موجودا. واملالحظ ما مع

مواقفها املتساوقة تجاه السياسة، وال متيز هذه املواقف بني املجال

القوى فشل تدرك الدويل، املجال ففي والدويل؛ والقومي املحيل

االستعامرية يف دمج الدول املتحررة من االستعامر يف عمليات صنع

القرار الخاصة باملنظومة الدولية.

النظرية الخضراءعىل الرغم من أن املشكالت البيئية مل تكن محل دراسة وبحث يف

تخصص العالقات الدولية الذي ركز تقليديا عىل قضايا األمن والرصاع

العلوم البيئية بصمتها عىل معظم فروع الدول، تركت املسائل بني

النسوية؛ فمع االجتامعية واإلنسانيات، شأنها يف ذلك شأن املسائل

النظريات من مجموعة ظهرت العرشين القرن من األخري العقد

لتخصص األساسية االفرتاضات بعض يف شككت التي الخرضاء

(الجهل) العمى يسمى ما إظهار يف وساهمت الدولية، العالقات

الدولية، وذلك من خالل استنادها إىل البيئي عند نظرية العالقات

خطابات خرضاء من خارج تخصص العالقات الدولية.

استندت النظريات الخرضاء إىل االقتصاد السيايس الدويل ونظريات

وراجعتها الكوزموبوليايت التوجه ذات املعيارية الدولية العالقات

التقليدية الفهم أشكال تحدت بحيث توسعتها؛ ونجحت يف نقديا

البيئي األمن حول بخطابات الدولية والعدالة والتنمية لألمن،

االهتاممات عن وعــربت البيئية. والعدالة املستدامة والتنمية

املتداخلة للحركات االجتامعية الجديدة (كالبيئة، والسالم، ومناهضة

السياسة الخرضاء، التي شكلت النسوية) النووية، والشؤون الطاقة

وكانت مقدمة لتشكيل أحزاب جديدة يف الثامنينيات.

ميكن القول إن أول موجة من النظريات السياسية الخرضاء قدمت

نقدا للرأساملية الغربية والشيوعية ذات الطراز السوفيايت اللتني عدتا

شكلني مختلفني جوهريا من أشكال األيديولوجية الصناعية الشاملة

بالطبيعة للبرشية األداتية العالقة النظريات تلك وانتقدت نفسها.

أشكال من وعددا األصيلة الشعوب تبعية وانتقدت البرشية، غري

فكرة يف التشكيك إىل الخرض املنظرون ودعا التقليدية. الزراعة

البرش بأن التي تقول البرشية الشوفينية أو التمحور حول اإلنسان

هم قمة سلسلة التطور، وأنهم مركز القيمة واملعنى يف العامل، يف حني

تبنى الخرض فلسفة تتمركز حول البيئة وتسعى الحرتام أشكال الحياة

من حيث أمناط وجودها املميزة الخاصة بها.

السياسيني الخرض بخصوص فهم املنظرين ويبقى هناك خالف بني

السياسة الخرضاء بوصفها مناهضة للحداثة، أو ما بعد حداثية، أو

الثانية املوجة أن يف ال شك انعكاسية. أكرث حداثة إىل تسعى أنها

للنظرية السياسية الخرضاء يف أواسط التسعينيات وما بعدها كانت



أقل انشغاال باالنعكاس الفلسفي النقدي عىل موقف البرشية تجاه

العامل غري البرشي، وأكرث اهتامما باستكشاف العوامل التي قد تحسن

لدى تبادليا البيئة مع املتفاعل االنعكايس التحديث عىل القدرة

املواطنني، والقائم عىل تحويل الدول ونظام الدول إىل الدميقراطية؛

ما يسفر عن رأساملية عوملية مقيدة بشكل أكرب من الناحية البيئية،

ومجتمعات ودول يف عامل املخاطر البيئية املتصاعدة واملنترشة.

رابعا. مسـألة التخصصفي العالقات الدولية

بالنظرية دامئا مرهون الدولية العالقات نظرية عن نعرفه ما إن

معرفة عىل ونحصل النظرية نحذف أن ميكن فال املستخدمة؛

نقية عن الواقع. لذا ال ميكن للمرء أن يتعرف إىل العالقات الدولية

بوصفها مامرسة إال عندما يتعرف إىل تخصص العالقات الدولية. وال

يفهم إال عندما الدولية منفصلة العالقات يعرف نظريات تخصص

مدى تأثري هذه النظريات. ما يساعد، وفقا ألوليه وايفر يف اإلجابة

عن معضلة يف الكتاب؛ وهي: بأي معنى ميكن عد هذه النظريات

املختلفة نظريات يف تخصص العالقات الدولية؟ فالبعض منها وافد

والليربالية الليربالية، (كالنظرية االقتصاد من أخرى حقول من

ومن االستعامرية)، بعد (ما الثقافية الدراسات ومن الجديدة)،

الفلسفة (ما بعد البنيوية)، ومن االقتصاد السيايس (املاركسية)، ومن

مصادر متنوعة (النسوية)، حتى إن بعض النظريات يخالف تخصص

الدولية العالقات تخصص يف نظريات فهل هي الدولية. العالقات

عىل الرغم من ذلك؟

وبناء عليه، يحتاج التخصص إىل أمرين من أجل أن يكون له وجود،

هام: -1 موضوع واضح ومتميز، أو -) االتفاق حول التعريف. ورمبا

توجد التخصصات إن أي األوىل، هي انتشارا األكرث النظر وجهة

بسبب وجود موضوعها، وبقدر ما هو موجود. فهنالك مثال كائنات

حية يف الوجود، وهناك علم األحياء، وهنالك اقتصاد وعلم االقتصاد،

ويوجد ناس يعانون اضطرابات نفسية وهنالك علم النفس. ولكن،

وفقا مليشال فوكو، ال تعكس التخصصات صورة املوضوعات املحددة؛

مستقلني موضوعني بوصفهام النفس أو االقتصاد عن فمفهومنا

ويستبدل فقط الزمان من معينة مرحلة يف يشكل ومتميزين،

الطرائق األخرى يف وصف العامل ومتييزه.

أما املوقف الثاين املرتبط باالتفاق حول التعريف، فيحتاج إىل إجامع

عىل الرأي الذي وفقا له يوجد املوضوع. وقد يبدو أن املقدرة عىل

االستمرار يف توليد توافق يف الرأي يف مجتمع من الباحثني هي املفتاح

لوجود التخصص وبقائه. إال أن هذا املوقف من الناحية اإلمربيقية ال

يرتكز عىل أسس صلبة متاما، كام هو املوقف األول.

ويأيت وايفر مبقاربة ثالثة غائبة عن نقاشات التخصص، وهي تصور

مفاهيمي للتخصص بكونه يركز عىل القوة واملؤسسات. ومن خالل

حقيقيا كونه الدولية العالقات تخصص رؤية ميكن املقاربة هذه

العالقات (مامرسة غياب موضوع واضح ومحدد ومتكاثرا حتى يف

الدولية)، العالقات (تخصص مشرتك اتفاق غياب ويف الدولية)،

ويصبح هذا األمر واضحا من خالل إلقاء نظرة رسيعة، سوسيولوجية

وخارجية عىل نشاط باحثي العالقات الدولية.

غالبا ما ينظر إىل تخصص العالقات الدولية عىل أنه تخصص فرعي

باستقالليته الدولية العالقات تخصص ويتميز السياسة. علم من

التخصصية؛ بحيث انبثق له مختصون ومؤسسات منفصلة مستقلة

جزئيا عن علم السياسة خصوصا يف القارة األوروبية. ومن املؤسسات

ونظريتها ،ISA الدولية الدراسات جمعية املجال: هذا يف الرائدة

من عددا الدولية العالقات لتخصص أن كام ،BISA الربيطانية

املجالت األكادميية واملنظامت واملؤمترات املستقلة الخاصة به؛ مبعنى

أن له هياكل اجتامعية وأخرى فكرية. وتتضمن الهياكل االجتامعية

مؤسسات تبدأ من تلك املنظمة الرسمية والكبرية املمثلة باألكادمييات،

إىل تلك األصغر التي غالبا ما تكون غري رسمية؛ كإجراءات التحكيم يف

أشهر املجالت األكادميية. أما الهياكل الفكرية فهي تشتمل عىل كيفية

تشتمل أي حد إىل أي ببعضها؛ بالتخصص املتعلقة املعرفة ارتباط

النظريات الشمولية أو النامذج املعيارية الشمولية عىل املساهامت

املختلفة أو توحدها من خالل طرائق أو أساليب واضحة؟ وما هي

درجة التنبؤ املتاحة ملامريس املهنة حتى يتوقعوا إن كانت أعاملهم

ستحتسب إضافة جديدة وذات معنى؟

العدد 20


خاتمةإضافة والتنوع" التخصص الدولية العالقات "نظريات كتاب يعد

يف الدولية العالقات تخصص يف العربية للمكتبة ومهمة جوهرية

العريب املركز بها يضطلع التي واألكادميية الفكرية الرسالة إطار

إذ العلمي والبحثي؛ السياسات، ويف إطار نشاطه لألبحاث ودراسة

العالقات يتناول نظرية الذي العربية املكتبة الكتاب األول يف يعد

الدولية بالرشح والتفصيل؛ فمن حيث املحتوى، يرصد الكتاب أغلب

تساعد التي والوسائل األدوات ويتيح الدولية، العالقات نظريات

تفسري عىل قدراته وتعزيز فهمه تطوير يف الطالب أو الباحث

العالقات نظريات كتاب ليصبح أبعادها، بجميع الدولية الظاهرة

الدولية دليال يرشد الباحث إىل التفكري يف األسئلة الراهنة التي تهيمن

كل بداية الشكل، ففي أما من حيث الدولية. العالقات عىل حقل

فصل من الكتاب يجد القارئ دليال ميهد للمواضيع والقضايا، فضال

للنظرية الكتاب األفكار املحددة التحليل؛ بحيث يدرس معدو عن

حالة"، "دراسة بوجود الكتاب ويتميز والدراسة. البحث موضوع

نهاية كل والتطبيق. ويف النظرية الربط بني الطلبة عىل ما يساعد

متثل وقوائم املراجعات من الباحث مبجموعة الكتاب يزود فصل،

دليال إرشاديا لكتب تعد أمهات الكتب يف تخصص العالقات الدولية،

الدولية، ما العالقات إلكرتونية مفيدة وجوهرية يف نظرية ومواقع

يوسع معارف الباحث يف مجال النظرية باألدبيات الفكرية املتاحة.

135135

* باحث يف العلوم السياسية، جامعة محمد الخامس، أكدال، الرباط* Researcher specialized in Political Sceince, Mohammed V University Agdal, Rabat

* * أستاذ العلوم السياسية، املركز الجامعي يف تيسميسلت، الجزائر* * Professor of Political Science, University Center of Tissemsilt, Algeria

عنوان الكتاب:السياسة األمنية الجزائرية: املحددات - امليادين - التحديات

املؤلف: منصور لخضاري

الطبعة: األوىل

سنة النرش: 015)

النارش: املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات

عدد الصفحات: 0)3 صفحة.

*Mohamed Ali Nador | محمد علي ندور

* * Morsi Mochiri | مرسي مشيري

السياسة األمنية الجزائرية: المحددات - الميادين - التحدياتAlgerian Security Policy: Determinants, Fields and Challenges

العدد 20


محددات السياسة األمنيةالسياسة د األبرز يف صناعة الباحث ما هو جيوسيايس املحد يجعل

وعنارص والبرشية الطبيعية الجزائر فجغرافيا الجزائرية؛ األمنية

فضاءات أنتجت عديدة، امتدادات ووقوعها عىل الوطنية، هويتها

جيوسياسية تنوعت بتنوع أسس انتامئها ومنطلقاته، بني ما رسمته

الجغرافيا الطبيعية وما أفرزته الجغرافيا البرشية.

ويلتقي عند موقع الجزائر املحوري ويتقاطع حوله عدد من االمتدادات،

وهي الوطني؛ األمن يف العميق األثر تخلف أال الصعب من التي

االمتدادات التي تتداخل بشكل مركب ومتشابك، إىل قدر جعل إقامة

الحدود الفاصلة بني فضاءاتها أمرا مستبعدا. وألقى ذلك بانعكاساته

الجيوسياسية عىل السياسة األمنية الجزائرية، وبخاصة يف خضم تزايد

األخطار والتهديدات األمنية عرب الوطنية من قبيل اإلرهاب، والهجرة

غري الرشعية، والجرمية املنظمة، وتبييض األموال؛ وهي األخطار التي

الدول من غريها مع ذلك يف تشرتك بل فحسب، الجزائر تهدد ال

املتوسطية وفضاء الساحل األفريقي، إىل جانب الفضاء املغاريب.

غري أن الجيو-اقتصاد الجزائري - القائم أساسا عىل املحروقات (النفط

والغاز) ما دفع إىل وصفه باالقتصاد الريعي - شكل، كام يرى لخضاري،

املحدد الثاين ما بعد املحدد الجيوسيايس؛ إذ يدفعه للتساؤل حول مدى

قدرة االقتصاد الجزائري عىل تحقيق التنمية املتوخاة، والتي من شأنها

تأمني الجزائر ضد الهزات االقتصادية واالجتامعية والسياسية. ويطرح

املؤلف، انطالقا من تحليل بعض مؤرشات االقتصاد الجزائري، تساؤال

محوريا حول صحة هذا االقتصاد، وقدرته التنافسية، اللتني من شأنهام

حاميته من االرتدادات السلبية ألسعار املحروقات يف األسواق العاملية.

وكان من أهم ما خلص إليه املؤلف، يف هذا الباب، أن هناك عالقة

لتحقيق والدميقراطية النفطي الريع بني املزج بني قامئة طردية

تعزز كلام أنه املبنية عىل املعادلة انطالقا من االقتصادية، التنمية

الريعي اقتصاده الدميقراطية، رفع بالقيم واملبادئ السيايس النظام

حياة عىل إيجابيا األخرية هذه وانعكست التنمية، مؤرشات من

املواطن االجتامعية.

وال تقف محددات السياسة األمنية الجزائرية عند ما هو جيوسيايس

وجيو-اقتصادي فحسب، بل تشمل أيضا املحددات الجيوسرتاتيجية

والتي ركزها املؤلف حول اآليت:

أوال: الرهانات الجيوسرتاتيجية لفضاء الساحل األفريقي: فاألهمية

من مستمدة الجزائر، إىل بالنسبة األفريقي، للساحل اإلسرتاتيجية

الوطني لألمن املتقدم األمني الحزام تشكل املنطقة هذه كون

الجزائري، هذا إىل جانب تقاطعات للجزائر مع هذا الساحل ودوله

من خالل امتدادات قبائل الطوارق، وبروز الظاهرة اإلرهابية، وتزايد

أنشطة الجامعات املسلحة، وبخاصة بعد إعالن قيام "تنظيم القاعدة

الساحل إىل األنظار ليلفت ،(007 عام اإلسالمي" املغرب بالد يف

األفريقي عرب عملياته اإلرهابية كام ونوعا.

وإذ شكل الجنوب الجزائري ملجأ لكثري من املهاجرين غري الرشعيني،

وزارة استحدثت األفريقي، الساحل دول عىل انفتاحه نتيجة

الداخلية الجزائرية "الديوان الوطني ملكافحة الهجرة غري الرشعية"،

احتجاز األمنية مهامت السلطات باقي به إىل جانب أنيطت الذي

املهاجرين وإعادتهم إىل بلدانهم.

بل األفارقة مستقرا وملجأ، املهاجرين أغلب الجزائر لدى ومل تكن

كام بسابقه، مقارنة واألخطر األكرب الرهان وهو لهؤالء، معرب هي

يرى لخضاري. فإىل جانب غريها من البلدان املغاربية، تعد الجزائر

حاجزا املتوسط لضفة اآلخر الجانب األوروبية عىل الدول نظر يف

متقدما واستباقيا ضد قوافل املهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء.

وال تنحرص األهمية اإلسرتاتيجية للساحل األفريقي يف ما ذكر فحسب،

إذ ترتكز أيضا عىل غنى هذا الفضاء بالرثوات ومصادر الطاقة، ودوره

يف رسم العالقات الدولية؛ ما جعله محط اهتامم القوى العاملية، ومحل

التنافس والتدخل األجنبي؛ أي بتعبري أكرث دقة، من منطقة نفوذ فرنيس

الخارجية السياسة يف كبرية منزلة يحتل فضاء إىل (التاريخ)، بامتياز

األمريكية (اإلرهاب)، وصوال إىل ساحل لالستثامرات الصينية (االقتصاد).

ثانيا: البناءات الجيوسرتاتيجية للفضاء املتوسطي: انطالقا من غنى

تحليله عىل الباحث ركز املؤسساتية، والهياكل بالبنى الفضاء هذا

الذي ،(1995) برشلونة" "مسار األورومتوسطية العالقات إطار

أسس للرشاكة بني ضفتي املتوسط، بهدف تحقيق التعاون الشامل،


السياسة األمنية الجزائرية: المحددات - الميادين - التحديات

وتعزيز الحوار السيايس، وتنمية الرشاكة االقتصادية واملالية، ليتواصل

التنسيق ويشمل الشق األمني إثر تأسيس مجموعة 5+5 (الربتغال،

تونس، مرص، املغرب، الجزائر، + مالطا إيطاليا، فرنسا، إسبانيا،

موريتانيا) عام 003)، كإطار لفرص تنسيق جهد مواجهة التحديات

األمنية املشرتكة يف املتوسط (اإلرهاب، والهجرة، والجرمية املنظمة).

غري أن هذه البناءات مل تكن نهائية، فرضورة تعزيز الطرح التشاريك

للتفكري يف إيجاد فرص بديلة من أجل بلورة حلول ألعقد املشكالت

املتوسطية، ويف مقدمتها الرصاع العريب - اإلرسائييل، دفع إىل تبني فكرة

"االتحاد من أجل املتوسط"، وهو املرشوع الذي غلب عليه املوقف

املرتقب واملتحفظ للجزائر، بدعوى غموض انطالقته وضبابيتها، وما

شابها من تيه هويايت (فرنيس أم أورويب)، وزاد انضامم إرسائيل إىل

هذا البناء من هاجس الرتقب الذي راود الحكومة الجزائرية.

وعزز التقاء توجهات حلف شامل األطليس "الناتو" الجديدة (ما بعد

مؤمتر براغ ترشين الثاين/ نوفمرب )00))، القامئة عىل التعاون الدويل

وعالقاتهام، والحلف الجزائر بني التعاون سبل اإلرهاب، ملكافحة

األمنية الهندسة مركبات إحدى املتوسط منطقة باعتبار وبخاصة

طرح شكل لطاملا اإلرهاب" ملكافحة الدويل "التعاون ألن ألوروبا؛

الجزائر ملجابهة هذا الخطر العاملي وهذه الظاهرة العابرة لألوطان.

غري أن الهيمنة األمريكية عىل الحلف، وتعارض بعض توجهات هذا

األخري مع بعض ما تراه الجزائر من ثوابت سيادتها الوطنية (األزمة

الليبية)، جعل الجزائر تبقي عىل قدر من التحفظ يف عالقات التعاون

والتقارب بني الطرفني.

ثالثا: تداعيات الرصاع العريب - اإلرسائييل: يكفي اعتبار الجزائر بلدا

الصهيوين الكيان التخاذ وتبعا بالرصاع. معنية نفسها لتجد عربيا

الجزائر تقاطع محطات عند التوقف الرضوري فمن معاديا، كيانا

الجيوسياسية والجيوسرتتيجية، ملعرفة الخريطتني الكيان عىل وهذا

وبنائها. الجزائرية األمنية السياسة صناعة عىل األمر تداعيات

واملواقف الفلسطينية، للقضية التاريخية الجزائرية فاملساندة

تقرير أجل من مسريته يف الفلسطيني الشعب لنضال املنارصة

املصري واالستقالل (احتضان الجزائر ملؤمتر إعالن قيام دولة فلسطني

ترشين الثاين/ نوفمرب 1988)، وإيفاء الحكومة الجزائرية بتعهداتها

الجزائر وضع ذلك كل فلسطني، مع التضامنية املالية والتزاماتها

عىل خط املواجهة مع الكيان الصهيوين، فضال عن محطات املواجهة

الجزائرية – اإلرسائيلية (املشاركة يف حريب 1967 و1973).

لهذا فإن تقاطعات الجزائر الجيوسياسية والجيوسرتاتيجية مع إرسائيل أملته:

العريب االمتداد من اإلرسائييل: – العريب الرصاع امتدادات

اإلسالمي االمتداد إىل وصوال والبرشي)، الطبيعي (الجغرايف

يصل يكاد والذي قبله، الذي االمتداد مع املتكامل (الديني)،

حد التطابق.

مرشوع "الرشق األوسط الكبري"، املبني عىل رؤية تخدم املصالح

اإلسرتاتيجية األمريكية، القامئة يف األساس عىل ثنائية تأمني مصادر

الطاقة واحتكارها من جهة، وضامن أمن إرسائيل من جهة ثانية،

النظر عن تغريات الثابت، بغض الحليف اإلسرتاتيجي بوصفها

اإلدارات والسياسات األمريكية املتعاقبة منذ عام 8)19.

– الطوارق "ثالوث تحالف عىل القائم السامي: الهالل مرشوع

وطن إقامة يف اليهودية، التجربة من واتخذ اليهود"، - األكراد

نبه وهنا اإلثنية. الخلفية ذات االنفصالية للنزعات مثاال قومي،

لخضاري إىل خطورة توظيف الواليات املتحدة، ومن ورائها إرسائيل

االنفصاليني منهم، بحجة دعوى حامية للطوارق، عرب دعم بعض

ويف باملقابل، لترضب املصري، تقرير يف الشعوب وحق األقليات

العمق، االستقرار الوطني والسالمة الرتابية لألوطان.

ميادين السياسة األمنيةاملعرفة تلك إىل الجزائرية األمنية السياسة ميادين املؤلف يرجع

الدفاع بتأمني أساسا املكرتثة وهي األساس، يف عسكرية مبحددات

الوطني بالدرجة األوىل، تتبعه إسرتاتيجية مكافحة اإلرهاب، يليهام

ضامن التامسك الوطني وتحقيق السلم االجتامعي.

فمنطلقات العقيدة العسكرية الجزائرية(1)، مرتبطة مبكانة مؤسسة

الجيش ضمن الدساتري الجزائرية، والتي تنبني عىل الخيار الدفاعي

1 يف هذا الصدد يقول منصور لخضاري يف ص ))1: "مل يعرث عىل أثر مكتوب أو ورقة بحثية عن العقيدة العسكرية الجزائرية يف ما جرى القيام به من تحر واستقصاء ..." وهو ما أعاد تأكيده يف ص 5)1، بالقول: "يف ظل شح املصادر والكتابات املتعلقة باملوضوع ...". ولكن، عكس ما قاله الباحث، فإن هناك عدة أبحاث حول هذا املوضوع نذكر منها عىل سبيل املثال ال الحرص: رياض الصيداوي، رصاعات النخب السياسية والعسكرية يف الجزائر: الحزب ، الجيش، الدولة (بريوت: املؤسسة العربية للدراسات والنرش والتوزيع، 000))؛ وبابا مسلم إنسانية، علوم مجلة الجزائر"، يف الدميقراطي التحول ومسار العسكرية "املؤسسة عريب،

السنة الخامسة، العدد 35 (خريف 007)). وباللغة الفرنسية نجد:Addi Lahouri, “L’armée, la nation et l’Etat en Algérie,” Revue confluences Méditerranée, no. (9 (Printemps 1999); Yefsah Abdekader, “L’armée et le pouvoir en Algérie de 196( à 199(,” Revue du monde musulman et de la Méditerranée, no. 65 (199(); Ait Kaki Maxim, “Armée, pouvoir et processus de décision en Algérie,” Politique étrangère, no. ( ((00(), pp. ((7 - (39; Nouschi André, “Pouvoir et politique en Algérie,” Annales. Economies, sociétés, civilisations, no. 3 (1979), pp. 590 - 598.

العدد 20


الهجوم؛ عىل ال العسكرية، القوة استعامل يف الدفاعية) (الحرب

مبعنى تأمني حدود البالد وحاميتها وصون وحدتها الرتابية، بالتوازي

مع السعي، عىل الصعيد الخارجي، إىل التعاون اإلقليمي والدويل يف

كل ما من شأنه تحقيق األمن والدفاع وترقيتهام.

اتباع الدفاعية، مهامتها أداء العسكرية املؤسسة مواصلة وتستلزم

بدءا من املؤسسة وعرصنتها، باحرتافية هذه للرقي مهنية منهجية

العتاد الحريب وانتهاء بتنمية القدرات البرشية، وما يستتبع ذلك من

رصد لالعتامدات املالية.

اإلرهاب مكافحة محور عن الوطني الدفاع تأمني ينفصل وال

وسياساته الوطنية، بداية من إجراءات إعالن حالة الطوارئ (شباط/

الشق الرتكيز عىل أي أمني"، "الكل وانتهاج سياسة فرباير )199)،

بسياسة مرورا لألزمة، واالجتامعي السيايس العمق ظل يف األمني

فرباير (شباط/ الرحمة قانون مع انطلقت التي الوطنية املصالحة

1995)، واملكملة بقانون استعادة الوئام املدين/ الوطني (متوز/ يوليو

1999)، وختمت بصدور ميثاق السلم واملصالحة الوطنية.

يعد، االجتامعي السلم وتحقيق الوطني التامسك تأمني دام وما

الجزائرية، األمنية السياسة ميادين وآخر ثالث لخضاري، يرى كام

والذي تهدده االنقسامات االجتامعية، واملخاطر الطائفية، والضعف

فإن بحث رهانات مواجهة مهدداته، التنمية، يف مستوى مؤرشات

ينطلق من إيالء أهمية بالغة للتنوع اللغوي/ الثقايف، واملحافظة عىل

التعايش بني العربية واألمازيغية، مبا يبقي ويعزز اللحمة التاريخية

القامئة بني أبناء الجزائر، ضمن مجتمع واحد متعدد اللغات، ومتناغم

العادات والتقاليد وغني بالثقافات.

غريهم وبني اإلباضيني - امليزابيني الجزائريني بني التعايش ويبقى

إىل جانب وضع األمنية، السياسة ذا شأن يف صناعة أمرا املالكيني،

حلول لإلشكالية الطارقية، التي تسرتعي عددا كبريا من املخططات

األجنبية الساعية لالستثامر يف خصوصيات الطوارق، لبعث املرشوعات

االنفصالية، وتهديد الوحدة الرتابية واملس باالنتامء الوطني، مام قد

يضع األمن الوطني الجزائري عىل املحك.

افتقاده عىل يرتتب وما االجتامعي السلم بتحقيق صلة وعىل

من ذلك يصحب وما املواطنني أمن تهدد وأزمات مشكالت من

للسلم معززة وطنية سياسات الجزائر تبنت اجتامعية، اضطرابات

االجتامعي موجهة للشباب، وذلك عرب مبارشة الحكومات الجزائرية

املتعاقبة مساعي مختلفة لدعم الشباب، وترقية أوضاعهم االجتامعية

واملهنية، بتنمية املبادرات املقاوالتية والرفع من مستويات التشغيل

والتأمني ضد البطالة.

فقد حظي للشباب، فقط موجهة تكن مل السياسات أن هذه كام

مراجعة من بدءا الحكومية، األجندات يف كبري بحيز املوظفون

والتعويضات األجور بتحسني مرورا لعملهم، الناظمة الترشيعات

والحوافز املالية (انتقلت كتلة األجور من 3 مليارات دوالر سنة 008)

ترقية وضعية إىل الوصول بغية دوالر سنة 010))، مليارات 8 إىل

املوظفني االجتامعية.

تحديات السياسة األمنيةارتدادات من األمنية السياسة لتحديات بحثه يف املؤلف ينطلق

الحراك العريب، وهو ما قاده، بعد الحديث عن مسار حوادث الحراك

طرح إىل الشأن، هذا يف الحديث واالتصال اإلعالم ودور العريب،

العربية؛ فهل ما الساحة تساؤالت إشكالية بشأن حقيقة ما عرفته

لوصف "الربيع" مصطلح توظيف داللة وما عربية؟ ثورات حدث

ارتباط أو براءة هذا العريب؟ ليختم ذلك مبناقشة: ما مدى الحراك

الحراك من التدخل الخارجي وتنفيذ األجندات األجنبية؟

البلدان باقي عن التجزئة تقبل ال قطعة الجزائر اعتبار وعىل

محيطها القائم يف الحراك موجة عن مبعزل تكن مل فإنها العربية،

اإلقليمي. ولاللتفاف عىل االحتجاجات املندلعة، عىل غرار الحركات

هذا يف الرسمي الخطاب خرج السابق، يف الجزائر شهدتها التي

البلد ليكرر نفسه من جديد مطلع سنة 011)، بالرتكيز عىل أسبابها

واملحرضة واملؤججة لها املثرية االجتامعية، وأبعادها االقتصادية

عليها؛ وهي املقاربة التي يسهل تبنيها بالنظر إىل السياسة الريعية

التقليدية للدولة، والتي ميكن من خاللها ضامن "رشاء" نوع من األمن

االجتامعي. غري أن هذا الرفض للخوض يف األبعاد السياسية املتجذرة

والعميقة التي يثريها ويحيل إليها هكذا نوع من الحراكات، ويف ظل

ذاك السياق اإلقليمي الذي برز فيه، مل يكن له ما يربره خاصة بعد

اتجاه السلطة الحاكمة إىل اتخاذ خطوات يف اتجاه اإلصالح السيايس.


السياسة األمنية الجزائرية: المحددات - الميادين - التحديات

الجزائري وريبته من موجة الباحث أسباب تحفظ الشعب ويرجع

وخصائص الجزائري السيايس النظام طبيعة إىل العريب، الحراك

يف (تجلت املحرتمة بوتفليقة العزيز عبد الرئيس ومكانة بنيته،

تنادي شعارات من املحتجون رفعها التي السياسية املطالب خلو

بإسقاطه). كام شكلت التجربة املريرة للجزائر مع العنف السيايس،

خالل سنوات التسعينيات من القرن املايض، إىل جانب الوفرة املالية

املريحة للجزائر، إضافة لتداعيات التدخل األجنبي يف مسار الثورات

التقاط يف االستمرار من الجزائري النفور لتكريس عوامل العربية،

الفرصة السياسية للربيع العريب.

السياسة األمنية من خالل أيضا موضوع تحديات ويعالج لخضاري

انطالقا جريانه، مع البلد لهذا الكثرية الحدودية األمنية التوترات

الحدودي التوتر بسبب واملغرب، الجزائر بني العالقات تأزم من

وما الدولتني، استقالل بعد ما مرحلة إىل يعود الذي البلدين، بني

عىل الغربية الصحراء قضية برزت، حتى ينجيل، التوتر هذا كاد

امتداداتها نتيجة لة، مشك الطرفني، بني الخالفية املواضيع سطح

خاصة الدولية للمواقف كبرية تغذية واإلسرتاتيجية، الجيوسياسية

الغربية منها؛ ما يذيك توتر العالقات الجزائرية – املغربية. وعىل ضوء

والدفاعية األمنية وإسرتاتيجياتهام البلدين سياسات تتحدد ذلك،

ومساعيهام التسلحية.

تحديات مكانتها ضمن القذايف، بعد ما ليبيا أزمة تعقيدات وتجد

السياسة األمنية الجزائرية، نتيجة لـ: أوال، مواقف الجزائر من األزمة

األمني االنفالت انعكاسات وثانيا، الليبية، املعارضة تروق ال والتي

باالنهيار املدعوم الليبي، - الجزائري الحدودي الرشيط طول عىل

األمني عىل الجانب الرشقي من الحدود.

للجزائر، الجنويب الجوار خصوصيات ليناقش الباحث ويسرتسل

املوسوم بتعقيد الوضع الداخيل ملايل، مع ظهور الحركات الطوارقية

الجزائر جهدها ومساعيها إلحالل تدخر إذ مل املسلحة؛ (األزوادية)

السلبية االرتــدادات تجنب ثم ومن مايل، يف شامل واألمن السالم

خطر تجدد مع خاصة الوطني، أمنها عىل املرتدي املنطقة لوضع

إقامة "وطن قومي للطوارق"، وتحالف بعض الحركات األزوادية مع

التنظيامت اإلرهابية، إىل جانب تبعات التدخل العسكري الفرنيس يف

شامل مايل عىل الحدود مع الجزائر.

هل من تقييم للسياسة األمنية؟يستمر الواقع األمني يف الجزائر مبواجهة املهددات األمنية واألخطار

جارة غري بدول األمر تعلق سواء وغريها؛ الجوار دول من الواردة

ذات القضايا بعض تهم التي املوضوعاتية األخطار أو (إرسائيل)،

أو املخدرات، وتجارة اإلرهــاب تحدي مثل الوطنية عرب األبعاد

والطبيعة االجتامعي بالحراك أساسا املرتبطة الداخلية املهددات

االحتجاجية للمواطن الجزائري التي غالبا ما يغيب عنها أو يضعفها

التنظيم والتأطري الحزيب والجمعوي. ويستلزم ذلك تقويم السياسات

الوطنية املرتبطة مبستويات السياسة األمنية، بدءا باإلصالح السيايس،

وصوال إىل نجاعة السياسات االجتامعية.

"تحديات فصل الباحث به ختم مبا املراجعة هذه نختم وهنا

بتغيري (ولو النظام إدامة عىل "الرتكيز بالقول: األمنية" السياسة

األزمات وعمق حقيقة إىل االلتفات دون من ووجوهه) واجهته

االجتامعية واألوضاع اإلقليمية والدولية ذات التأثري يف األمن الوطني،

من شأنه أن يعود بالسلبية عىل سياسته بأن يصيبها الضعف وميسها

الوهن إىل حد ال تستطيع معه الجزائر ككل متكامل (نظاما ومجتمعا

ودولة) تأمني نفسها".

*Ahmad Jassim al-Hussein | أحمد جاسم الحسين

صنع العدو أو كيف تقتل بضمير مرتاحThe Making of an Enemy and How to Kill with a Clean Conscience

140140

* أكادميي وباحث سوري متعاون يف وحدة دراسات الرشق األوسط، جامعة اليدن، هولندا* Syrian scholar and associate researcher, Middle Eastern Studies Programme, Leiden University, Netherlands

La fabrication de l’ennemi, ou comment tuer avec sa conscience pour soi :عنوان الكتاب يف لغته

عنوان الكتاب: صنع العدو أو كيف تقتل بضمري مرتاح.

املؤلف: بيار كونيسا.

املرتجم: نبيل عجان.

الطبعة: األوىل، 015).

النارش: املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات.

عدد الصفحات: 317 صفحة.



هذا الكتاب ودراسات نظريات الصراع

يقتيض تعقد ظاهرة الرصاعات الدولية تعددا منهجيا يف مقاربتها، حتى يستطيع الباحث اإلملام مبعطيات تلك الظاهرة؛ بحيث تتواكب املناهج الوصفية والتحليلية واملقارنة ملحاولة تفسري تفاصيلها. وتشكل سياقات نظرية الرصاع يف العالقات الدولية أرضية لتفسري سلوكات الدول تجاه بعضها؛ إذ تويل إدارة الحروب الحديثة، مثال، أهمية كبرية لـ "صناعة العدو"، كونها جزءا من إسرتاتيجيات نظريات الرصاع مع اآلخر، بحيث تدخل تلك الصناعة يف إطار الحرب النفسية التي تعد جزءا من الحرب الداخيل الجمهور إىل غالبا العدو، نظريات صناعة ه وتوج الناجعة. بهدف إقناعه مبداهمة الخطر، ووقوعه الوشيك، وعليه، حتمية رص

عاب من أجل مواجهته. الصفوف وتحمل الص

وتصبح الرصاعات عنيفة بني الدول، عادة، عندما تتجاوز تلك الدول اآلخر، إيذاء أهدافها، وتحاول لتحقيق السلمية يف مسعاها الحالة أو الهيمنة عليه(1)، بحيث تصل األطراف املتنازعة إىل مرحلة الحرب بصفتها الشكل األعنف للرصاع. وهي ظاهرة دامئة التكرار يف العالقات الدولية، يجري اللجوء إليها يك متنح الدول نفسها معطيات جديدة.

عدو إيجاد عن تنفك ال الحضارات أن ثقافية، وجهة من ويلحظ تنكفئ من خالله عىل نفسها أحيانا، أو يكون سببا يف محاربتها اآلخر. ولعل أبرز مثال عىل ذلك شيوع نظرية حتمية "رصاع الحضارات"())،

ضمن إطار االشتغال عىل صورة اآلخر يف الثقافات.

وكانت صناعة العدو عذرا مقنعا، عرب العصور، للدفاع عن املطامح يف مييزها ما أن بيد واإلمرباطوريات. الحكام من للكثري الشخصية لها مؤسساتها وروادها الحارض كونها صارت صناعة متقنة، العرص بـ خاصة عالقة العربية وللثقافة ومستهلكوها(3). ومروجوها، "العدو"، كونها متيل يف كثري من تفسرياتها للركون إىل نظرية املؤامرة. ويلتقي يف ذلك الوعي االجتامعي مع مصلحة األنظمة الحاكمة؛ فقد شكل االتكاء عىل نظرية املؤامرة حالة اسرتخاء لدى الجمهور يك ال يقارب الكثري من تفاصيل حياته، ويف الوقت نفسه كان "العدو" الذي

تحاربه األنظمة االستبدادية حجة متميزة لإلمعان يف استبدادها.

ومن الصور املعارصة لصناعة العدو يف الثقافة الغربية، االشتغال عىل ظاهريت "اإلسالموفوبيا" و"رهاب األجانب". وهي صور تزرعها وسائل

1 Heinz Jurgen Axt & Antonio Milososki & Oliver Schwarz, Conflict: a literature review (Essen: University of Duisburg, (006), p. 1.

طلعت العاملي، النظام صنع إعــادة الحضارات:. صــدام هنتنغتون، 2 صموئيل الشايب(مرتجم)، ط) (القاهرة: سطور، 1999).

3 Mark Fenster, Conspiracy Theories: Secrecy and Power in American Culture (London: University of Minnesota press, 1999), p. 65.

مؤيدة الدول، تلك مواطني أذهان يف الغرب يف املعارصة اإلعالم جزءا لتصبح الواقع، أرض عىل الترصفات ببعض إليه تذهب ما باتت يف بعض صورها خطرا مجتمعيا، الغريب، بحيث الالوعي من للبحث عن مخارج، بهدف ما دفع حكومتها كام حدث يف فرنسا،

التخفيف من وطأة حضوره وأثره يف حركة املجتمع()).

العدو. ولعلنا نتذكر يف أداة رئيسة لصناعة ومتثل األدوات اإلعالمية

هذا السياق الدور الذي قامت به شبكة "يس إن إن" يف حرب الخليج

األوىل سنة 1991 (5)، وشبكة "فوكس نيوز" إبان الحرب عىل العراق سنة

003). ويعد نعوم تشومسيك من أبرز الباحثني الذين التفتوا إىل آليات

صناعة العدو األمريكية والغاية منها. ووجد مضارها أكرث من حسناتها.

وعرب غري مرة عن استنكاره هذه الصناعة، مركزا عىل دور اإلعالم السلبي

يف زراعتها، بخاصة استنبات العدو الرشقي املسلم املعادي ألمريكا(6).

نرشت التي بلري توين الربيطاين الوزراء رئيس اعرتافات وتكشف

مؤخرا يف ما يخص غزو العراق، وجها من وجوه زيف صناعة العدو

أحيانا؛ إذ قال: "أعتذر عن أن املعلومات االستخبارية التي حصلت

التي "األرسار" السياق كتب كانت خاطئة"(7). وتذكر يف هذا عليها

تنرش بعد مرور سنوات طويلة أو قصرية عن مراحل سابقة مفصلية

يكشف إذ الحروب؛ أو بينها، فيام العالقات أو البلدان تاريخ يف

بعضها أن ما جرى تسويقه للجمهور، هو غري ما حدث يف الواقع.

وتستخدم صناعة العدو، غالبا، يف سبل محاربة اآلخر والهجوم عليه،

وليس يف حروب نيل االستقالل. ويعرث املتابع للسياسة األمريكية عىل

الكثري من محاوالت الرتكيز عىل صورة العدو وتضخيمها من مرحلة

4 Ray Taras, Xenophobia and Islamophobia in Europe (Edinburgh: Edinburgh University Press, (01(), p. 1(0.

ط1 عجان(مرتجم)، نبيل مرتاح، بضمري تقتل كيف أو العدو صنع كونيسا، 5 بيار (الدوحة/ بريوت: املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات، 015))، ص )0).

6 Edward S. Herman & Noam Chomsky, Manufacturing Consent: The Political Economy of the Mass Media (New York: Pantheon, (00().

7 "بلري يقر بوجود صلة بني حرب العراق وظهور تنظيم ‘الدولة اإلسالمية’"، يب يب يس، 5)/015/10)، شوهد يف )1/)/016)، يف:

http://www.bbc.com/arabic/middleeast/(015/10/1510(5_blair_islamic_state_iraq_war

العدد 20


إىل مرحلة أخرى، ابتداء من العدو الياباين وصوال إىل العدو السوفيايت،

اإلرهاب صورة تضخيم اسرتعى وقد املعارص. اإلرهايب العدو ثم

نصا فكتب غاليانو، إدواردو الروايئ انتباه منه، وغاياتها املعارص

عنوانه "يوم ضد اإلرهاب"، حاول أن يفرس فيه الغاية من تضخيمه:

"مطلوب لخطف البلدان.

مطلوب لخنق األجور وخفض الوظائف.

مطلوب الغتصاب األرض، وتسميم املياه، ورسقة الهواء.

مطلوب لالتجار بالخوف"(8).

الحرب انتهاء بعد األخري، القرن ربع يف العدو صناعة وازدهرت

العالقة مستوى عىل العدو وفاة أعلنت قد نهايتها ألن الباردة،

الغربية السوفياتية، ما جعل سياسيي تلك الدول يحارون يف كيفية

إبقاء التكاتف موجودا خلف الحكومات، بعد أن ذهبت إسرتاتيجية

مهمة جرى االشتغال عليها فرتة طويلة، وقد أدرك السوفيات ذلك؛

إذ رصخ أرباتوف مستشار غورباتشوف متوجها إىل الغرب: "سنقدم

لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو" .

ولعل أبرز ما مييز هذا الكتاب "صنع العدو أو كيف تقتل بضمري مرتاح"،

باحثا ليس بتأليفه قام فمن الشواهد؛ وغزارة التجربة عىل االعتامد

أكادمييا ابتغى دراسة هذا املوضوع فحسب، بل سبق له أن عمل يف

د عمله مبنهجية علمية الفتة امليدان الذي يتحدث عنه، إضافة إىل أنه عض

للنظر، ممزوجة بأسلوب ساخر؛ إذ تناول الكثري من التفاصيل، مدعمة

أرضية شكلت التي واألفكار القراءة، آلليات تفكيكه وقدم باألمثلة،

فكرية لها، وفقا مليشال فييفيوركا يف مقدمته لهذا الكتاب (ص 11).

لقد سبق أن نبه أكرث من باحث إىل األهمية االستثنائية لصناعة العدو

التي أصبحت مبنزلة "غراء" يجعل مواطني دولة ما متضامنني مع دولتهم

ط1 إسرب(مرتجم)، أسامة البرشي، للتاريخ تقويم الزمن، أطفال غاليانو، 8 إدواردو (دمشق: دار التكوين، 013))، ص 77).

هريمان، وإدوارد تشومسيك لنعوم وفقا فهو، "العدو"(9). محاربة يف

يتنزل ضمن إسرتاتيجية السيطرة عىل الشعوب، لتصبح جزءا من عملية

"الربوباغندا" اإلعالمية التي تسعى لنقل الرسائل املبارشة وغري املبارشة

لعامة الناس، من ضمن مناقشتهام أساليب السيطرة يف العامل(10).

ت صناعة العدو عددا كبريا من املصطلحات التي اتكأ عليها وقد سك

ذلك الخطاب؛ من مثل مصطلح "الدول املارقة" الذي برز له استعامالن:

"األول دعايئ يطبق عىل أعداء مصنفني، والثاين موضوعي يطبق عىل

دول ال تعد نفسها مقيدة باألعراف الدولية، بيد أن املنطق يوحي بأن

الدول األكرث قوة يجب أن تصنف يف الصنف األخري إال إذا كان هذا

ممنوعا عىل املستوى الداخيل، وهذا توقع يؤكده التاريخ"(11).

العدو، صناعة حسنات السلفية الجهادية الجامعات بعض وأدرك

الفكرية، مسخرا أيديولوجيته بصفته جزءا من عليه يشتغل فبات

فريقا كبريا من الدعاة يف األرايض التي يسيطر عليها إلقناعهم بهذا

العدو "اآلخر"، وهو هنا كل من ال يقف معهم يف كل بقاع األرض،

وأفيد من "صنع العدو" من أجل رص الصفوف يف مواجهته، والقيام

بكل ما من شأنه املحافظة عىل هذا االستعداء()1).

مؤلف الكتابالدفاع وزارة يف سابق مسؤول الكتاب، هذا مؤلف كونيسا بيار

الشؤون يف متخصص ودبلومايس أكادميي باحث وهو الفرنسية.

أول تحرير رئيس وكان العسكرية، وخصوصا الدولية اإلسرتاتيجية

العالقات مدير ونائب األسلحة، صادرات لدعم إسرتاتيجية خطة

العلوم يف محارض وهو للتسلح. العامة املفوضية يف الدولية

العلمي املجلس وعضو ،(( فرانس ملحطة ومستشار السياسية،

ملؤسسة بحوث بوبليكا.

أو أخرى دول ضد الدول تقوده الذي املرشعن بالعنف انشغل

مجتمعات، بخاصة الذي تقوده القوى الغربية ضد القوى الرشقية.

السوريني، الالجئني مع املتضامنة مبواقفه مؤخرا كذلك وعــرف

باقرتاح واهتم منهم. والغربية العربية الدول مواقف واستنكاره

أساليب ملكافحة التطرف، مبينا أن الوسيلة العسكرية هي األضعف

9 نايجل غبسون، فانون املخيلة بعد - الكولونيالية، خالد عايد أبو هديب(مرتجم)، ط1 (الدوحة/ بريوت: املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات، 013))، ص )0).

10 Herman & Chomsky, p. 11.

أسامة العاملية، الشؤون يف القوة استخدام املارقة، الــدول تشومسيك، 11 نعوم إسرب(مرتجم)، ط1 (الرياض: مكتبة العبيكان، )00))، ص 9.

12 حسن أبو هنية ومحمد أبو رمان، تنظيم "الدولة اإلسالمية": األزمة السنية والرصاع عىل الجهادية العاملية، ط1 (عامن: مؤسسة فريديرش إيربت، 015))، ص 9)).



يف مواجهته، واستنكر فساد الدكتاتوريات، مؤكدا أنها ال تقل خطرا

عن اإلرهاب يف تهديد األمن الدويل.

الذي الجنة"(13) "دليل هام: كتابان كونيسا بيار مؤلفات أبرز من

يتناول فيه أسباب الحروب الدينية والحلم بالجنة، سواء عند الكثري

إياه بشواهد ومعلومات كثرية، املسلمني، مدعام أو املسيحيني من

أحالم بالواقع يف الحلم اختالط موضحا الحروب، تلك أسباب تبني

بحيث وتفسريها، الدينية املفاهيم تشويه وآليات فيها، املخوضني

الدينية، الكتب بالجنة، وهي وعد ترغيبي يرد كثريا يف الحلم صار

سببا يف اندالع الكثري من الحروب.

أما كتابه اآلخر فهو "آليات الفوىض"()1) الذي يكشف فيه الشعارات

التجربة مآل من منطلقا والدميقراطية، السالم يف الزائفة األمريكية

األمريكية يف العراق، حيث تفاقمت األوضاع وازدادت سوءا، وكذلك

إىل ذلك ويرجع وجــوده، حجج وكرثت ــاب، اإلره صور تعددت

عند العنف األمريكية، ورشعنة السياسات فشل هي: عوامل، ثالثة

الجامعات الجهادية، وغياب ثنائية القطب يف العامل.

محتويات الكتاب ومقوالته الرئيسةيفتتح ميشال فييفيوركا هذا الكتاب مبقدمة يتحدث فيها عن كون

مؤلف الكتاب قادما من حقل لديه فيه معرفة وخربة، مشيدا بقدرته

آليات من تأخذ علمية، منهجية عرب الكالسييك الفكر تفكيك عىل

أن من إليه، مبقية عىل حيويتها، مبينا البحث األكادميي ما تحتاج

حق املتلقي مشاركة كونيسا ابتهاجه بكشف "الدناءة الفكرية لدى

هؤالء الذين يسهمون يف صنع األعداء" (ص 11).

الحرب مفهوم عىل كونيسا بيار الكاتب يقف الكتاب، مقدمة يف

والعدو، متذكرا مناذج عدة من صناعة العدو تاريخيا، مناقشا عددا من

املصطلحات التي ترد يف كتب العالقات الدولية، من مثل الدميقراطية

الحاملة للسالم، وآليات التأثري يف الرأي العام، وملاذا العدو؟ وكيف؟

مثل: املرافقة، املصطلحات يف النظر ممعنا بها، مير التي واملراحل

العدو القريب والخصم العاملي، والعدو الحميم، والهمجي، والعدو

املحجوب، وحرب الخري ضد الرش، والعدو التصوري، والعدو اإلعالمي؛

مشريا إىل أنه إن كان العدو بنية، فمن املمكن تفكيكها عرب املصالحة،

والتكفري عن الذنب، والعفو، واالعرتاف، والذاكرة املشرتكة، والعدالة.

13 Pierre Conesa, Guide du paradis: publicité comparée des au-delà, (Paris: Éditions de l'Aube, (011).

14 Pierre Conesa, Mécanismes du chaos: bushisme, terrorisme et prolifération (Paris: Éditions de l'Aube, (007).

الكتاب، التي يعلن عنها يف مقدمة الكربى وتحقيقا لهذه املقوالت يقسم املؤلف كتابه إىل ما أسامه "ثالثة كتب"، هي:

أن بداية العدو؟ يخصه بسبعني صفحة، موضحا ما الكتاب األول: العدو حاجة ماسة، منطلقا من مقولة لـ ميزونوف مفادها أن االتحاد السوفيايت سابقا قد وجدت فيه كل ميزات العدو الجيد "فهو صلب،

ثابت، ومتامسك" (ص 3)).

العدو الكربى: العناوين من عدد عرب موضوعه جوانب ويتناول

عسكرية، بزة ارتداء األفضل من الحرب: وقانون سيايس، موضوع

والعدو هو أنا آخر، والحرب العادلة: وسائل مقبولة، ورضورة قصوى،

العدو ومحددو مضمونة، قيمة األصفر والخطر مضمون، وتفوق

تخرتع االستخبارات وأجهزة املستقبل، علم ثقافية: أمريكية تقليعة

تهديدا، وصنع العدو: روسيا بوتني.

الكتب أهم انتقاء أكادميية، من خالل املؤلف عرضه مبنهجية يبدأ

التي تصلح مناقشتها لتكون أرضية جيدة ملنطلقاته البحثية، موضحا

أن فقدان هذا العدو قد خرق التامسك الغريب، وأن العدو موضوع

كرست التي الكتب من عددا األسطر هذه يف يناقش إذ سيايس؛

صفحاتها للحديث عنه، مثل: روسو و"حالة الحرب"، وجنتيليس يف

"قانون الحرب"، ودو غيبري يف كتابه "دراسة عامة يف التكتيك"، وليدل

إىل ليصل الحرب(15)، علم يف بوتول غاستون وكذلك جهود هارت،

الجهود املاركسية يف الحديث عن الحرب متمثلة يف كتاب إنغلز "دور

العنف يف التاريخ"، ولينني "اإلمربيالية أعىل مراحل الرأساملية".

جهود عند يتوقف والسياسيني، املفكرين جهود عــرض بعد

اإلسرتاتيجية الــدراســات ومراكز والعسكريني، الدبلوماسيني املجال، هذا يف واألمريكية األملانية االشتغاالت متناوال والعسكرية، يصلح ألمريكا يصلح ما أن ملبدأ وفقا يعملون األمريكيني أن مبينا

15 ترجم إىل العربية بعنوان: غاستون بوتول، ظاهرة الحرب، إييل نصار(مرتجم)، (بريوت: دار التنوير للطباعة والنرش، 007)).

العدد 20


النظرية البحثية يف مجال الجهود للعامل كله. وبعد أن يعرض تلك من الحرب: "قانون عنوان عرب الكاتب ينتقل والسياسية، الفكرية الدويل القانون موقف عن للحديث عسكرية" بزة ارتداء األفضل من الحرب والعدو، مبينا أن النزاعات التقليدية تقوم حول الحدود، الحرب قانون يتوقف أن هذا ويفرتض ما، دولة وجود حول أو ليصل العدو؛ للحرب، ووضع القانوين التعريف عند مسألتني هام: بحثيا إىل أن تعريف العدو هو تعريف اجتامعي أكرث منه حقوقي، لذا عىل صناعته أن تجيب عن تحليل هذا النوع. ثم تحت عنوان "العدو هو أنا آخر"، يتحدث عن رضورة اآلخر لتحديد الهوية، منوها بجهود كل من فرانسوا بار يف كتابه "وهم الهوية"، ورينيه جريار يف كتابيه: "العنف واملقدس"، و"التخلص من كالوزفيتز"، حيث يصل إىل الخطر كان الجامعة، مهام األوارص ضمن توطد العدو أن "صناعة الجامعي"، القلق لحاالت ئ "مهد العدو وأن ،(35 (ص الحقيقي" يشعر املجتمع، يعاين "حني الشهرية: دوركهايم مقولة من انطالقا أن ويستطيع أمله، إليه يعزو أن ميكنه أحدا يجد أن إىل بالحاجة

ينتقم لخيبات أمله" (ص 36).

الظواهر من عدد إىل املؤلف ينبه العادلة"، "الحرب عنوان تحت

يف العامل املعارص؛ مثل كرثة املتاحف الحربية وقلة متاحف السالم،

ويوضح العادلة الحرب مفهوم ويناقش وقادتها، الحروب وتأليه

أنه مفهوم مائع ويفتقد الكثري من األخالق، ويتناول كيفية صناعة

"الخطر األصفر" متمثال بالصني املواجهة للغرب.

وينتقل بعد ذلك لإلشارة إىل املعنيني بتحديد العدو من مراكز التفكري

اإلسرتاتيجية، وما يدعى بعلم املستقبل، وفقا للتسمية األمريكية، ناعتا

إياه بأنه تقليعة ثقافية أمريكية، مركزا عىل دور أجهزة االستخبارات

غري اإلسرتاتيجيني عند يتوقف ثم واألعداء، التهديدات اخرتاع يف

إسرتاتيجي"، يشء "كل وحجة امليثولوجيني، بهم قاصدا الرسميني،

بوتني، متوقفا عند الغرب صناعة عدو جديد هو روسيا/ ومحاولة

ازدواجية املعايري التي تسم كل خطاب قوة، وأن الخطر يف تسعينيات

القرن املايض كان متمثال ببطالة التقنية، موضحا أن نهاية الشيوعية

الغربية من دون عدو عىل مستواها، التقليدية الجيوش قد تركت

مام خلق معضلة كبرية، وصوال إىل تحرير الكويت، ومفهوم النظام

الحادي عرش من سبتمرب، متسائال عن الجديد، واعتداءات العاملي

والفحص؛ الكشف أجهزة كل من اليوم ذلك إرهابيي مرور كيفية

مبينا يف نهاية هذا القسم/ الكتاب أن ما حدث يف ربع القرن األخري

قد قوض مبادئ الخطابات اإلسرتاتيجية للقوى بشأن استقرار العامل.

مئة نحو يف تصنيف محاولة مثة العدو" "وجوه الثاين الكتاب يف

دوائر تعمل للعدو، وجوه تسعة عن يتحدث إذ وأربعني صفحة،

القرار العاملية عىل بث الحياة فيها، كلام حاولت أن تتالىش، مدركا أن

محاولته التصنيفية أللوان العدو ليست نهائية، وليست تلك الوجوه

مبنبتة عن بعضها، بل تتداخل فيام بينها، وما محاولته تلك إال لهدف

تأطريي محض، يجعل مقاربتها ممكنة بالنسبة إىل الكاتب واملتلقي.

ويبدأ بأكرث الوجوه تقليدية وانتشارا، وهو "العدو القريب: نزاعات

الحدود"، حيث يستفيض يف عرض مناذج منه؛ من الهند وباكستان إىل

سورية وإرسائيل والجزائر واملغرب. ويتحدث عن جذور هذا الوجه

وآلياته األيديولوجية، بخاصة القومي الديني امليال لبناء ذاكرة ممتلئة

بالنزاعات، مؤكدا أن قراءة التاريخ تكشف أن أكرث من يرسع األزمات

هم العسكريون ورجال السياسة املفتقرون إىل الرشعية، ثم يستفيض

يف الحديث، عرب معلومات تاريخية مفصلة، عن حدة مسألة الحدود

يف كل من أفريقيا وأمريكا الالتينية وآسيا وتركيا واليونان.

الذي الكوكبي املنافس وهو للعدو. الثاين الوجه عن يتحدث ثم

عن الحديث جرى إذ الغربية، اإلمربيالية نظرية عليه اشتغلت

التسلح سباق يف والركض للعدو، والرتويج العامل، تقسيم خطوط

العاملي، وآليات شيطنة اآلخر.

وتحت عنوان "العدو الحميم/ الحروب األهلية"، يتحدث عن الوجه

الثالث من وجوه العدو التي تشكل تطهريا فصاميا، عرب توكيدها هوية

إقصائية لجزء من الجسم االجتامعي ضد أي جزء آخر؛ فيتوقف عند

ألوان من دعاواها املتمثلة بأن اآلخر يأخذ أريض، واآلخر بصفته مبيدا

القومية أو الدينية الجامعات بعض أن مؤداه ما إىل ليصل عرقيا،

يستبدل معبوده األسايس "اإلله أو القومية" بعبادة العنف.

عنوان تحت يتناول للعدو، الرابعة الصورة عن حديثه إطار ويف

"الخاضع لالحتالل كصورة للرببري" محاوالت شيطنة الشعوب التي

احتلها املستعمرون، ألن املضطهد إن استعمل العنف يجرب من وقع

عليه العنف عىل الرد بالعنف، ويذكر مناذج عدة عىل هذا النوع من

العدو، منها ما تقوم به إرسائيل ضد الفلسطينيني (ص 160).

أو الخفي "العدو بـ املتمثل السادس العنف ويف حديثه عن وجه

الخطاب إطار يف يكرث عنه الحديث أن إىل ينبه املؤامرة"، نظرية

اإلسالمي، واصفا نظرية املؤامرة بأنها مفتاح حقيقي، دائم التجدد،

قابل دينامييك اضطهاد عقد وأنها العدو، وصناعة العامل لتفسري

بعملية تقوم إذ ملحمية، رواية وجوهها أحد يف وهي للتكيف،

إشعال ذايت، ميكن أن يشعل بدايته أي شخص غري مختص، موضحا

أن األنظمة االستبدادية، خصوصا الشيوعية، مختصة بهذا اللون من

العدو، وتقدره تقديرا كبريا.

أما الوجه السادس للعدو، فيتمثل بـ "العدو املطلق أو الحرب الكونية

عىل الرش"، مستعرضا مناذج من الخطاب الذي تتدثر به هذه النظرية،



بحيث يجتمع السيايس والديني، لصناعة العدو الذي يتسم بأنه خائن

اآلخر، كل فاآلخر، بعيد، لكنه محتم عليه والنرص ومرتد، وانحرايف

غربية والسيايس، الديني الخطاب من ألوانا أن موضحا العدو، هو

ومرشقية، ترحب مبثل هذا الخطاب؛ إذ ميثل العنف الديني بعدا رمزيا

من أجل وعد مبستقبل جميل يف بلدان شهدت صعودا للتيارات الدينية

املتطرفة؛ مثل يوغسالفيا ولبنان والهند ونيجرييا وإيران والقوقاز.

أما الصورة السابعة للعدو، فيخصها كونيسا بصفحة ونصف فحسب،

ويسميها "املحرم الديني وسيلة لكشف العدو الداخيل"، متوقفا عند

املدنيني عىل املفروضة وفرماناتها الدينية األصولية التيارات بعض

الذين يقعون تحت سلطتها، مثل فرمانات طالبان. ثم يتحدث عن

املرشوع بني جمعوا الذين "اإلحيائيني" الصهاينة املسيحيني تيار

االستعامري وإرادة فرض القانون الديني عىل املجتمع.

ويتناول الكاتب يف الصورة الثامنة "العدو املتصور" الذي برزت صورته

التقديسية، القومية (000)-008))، عرب االبن بوش يف عهد جورج

وإحياء الفكر املتعلق باإلمرباطورية، واإلمربيالية، والسيطرة، والحرب

هو بل مريئ، غري العدو وأن القوة، إىل اللجوء وحتمية الشاملة،

اإلرهايب الذي يحاربنا بكل الوسائل، وهذا يسمح لتلك القوى مبنع

ظهور أي منافس بحجة هذا اإلرهايب.

ويستعرض الكاتب يف ختام هذا القسم، أحدث صورة للعدو تتمثل

مبا سامه "العدو اإلعالمي". وهي صورة جديدة له، خاصة مبرحلة ثورة

املعلومات والتقنية، متحدثا عن اإلمرباطوريات اإلعالمية ودورها يف

صناعة الحروب، مثل وكالة يس إن إن، وشبكة فوكس نيوز.

سبعا الكاتب له يكرس الذي العدو" "تفكيك الثالث الكتاب ويف

وثالثني صفحة، يغري وجهة السؤال، قائال: "هل من املمكن أن نعيش

من دون عدو؟ إذا كان الجواب بنعم، فكيف نستطيع تفكيك العدو

عىل الصعيدين الوطني والدويل؟" (ص )3)). وهذا فيه تخفف من

مقدمة الكتاب التي أكد فيها حتمية وجود عدو للدول واملجتمعات

يك تبقى مرتاصة.

يناقش الكاتب يف هذا القسم جدليتني رئيستني؛ تنطلق إحداهام من

حقائق تاريخية جرى من خاللها تفكيك العدو، عرب قراءة تاريخية

لعدد كبري من النزاعات التي حدثت يف العامل. وتعزز الجدلية األخرى

أنه من املتابعة، ووجد الناجمة عن املقرتحات ببعض القراءة تلك

املمكن اإلفادة منه، إذ يشري إىل صعوبة العيش من دون عدو للدول،

الذنب، متحدثا لكنه ممكن، عرب االعرتاف باملسؤولية والتكفري عن

بالجهود أنهيت يف هذا اإلطار، مشيدا التي النزاعات عن عدد من

األملانية؛ فقد برهنت الحوادث أن املصالحة ممكنة بني أعداء وراثيني،

وقد تحدث عن الخطاب األحادي الجانب لتفكيك العدو، وهو حل

هذا يف أوباما خطابات عن فيتحدث وقت؛ أي يف مامرسته ميكن

املجال. ويرى أن أوباما يرفض الحرب بصفتها وسيلة للمحافظة عىل

النظام يف العامل. لكن املؤلف ال يناقش اآلثار املدمرة التي حدثت يف

بعض الدول، نتيجة تراخي مواقف أوباما (الحالة السورية منوذجا).

ممكنة األعــداء املتحاربني بني املصالحة أن إىل ذلك بعد ويشري

يف البابوية بالجهود مستشهدا صعوبتها، من الرغم عىل ومجدية،

رفضت دوال هناك أن حني يف أيضا، بريطانيا وحالة املجال، هذا

الدخول يف أطر الحل، مثل تركيا تجاه األرمن، واليابان تجاه جريانها

اآلسيويني، وفرنسا تجاه الجزائر. ثم يتوقف عند عدد من النزاعات

الحدودية يف دول االتحاد السوفيايت، ويوغسالفيا. ويشري إىل تجربة

االتحاد األورويب مثاال عىل إمكانية العيش من دون عدو؛ إذ إنه اتحاد

دون عدو، وهي مامرسة سياسية من أصعب املامرسات كام يقول.

ثم يقف الكاتب عىل ما دعاه "الطرق اإلبداعية" للخروج من الحروب

األهلية، عرب الصفح والنسيان والعدالة. ويناقش تجربة جيش تحرير

إيرلندا، واألورغواي، منبها إىل أن قانون العفو يعني الدفن من دون

الدولية وبعض قراراتها، مشريا العدل العدالة، متحدثا عن محكمة

إىل تجربة عبد العزيز بوتفليقة يف الجزائر مع اإلسالميني املسلحني،

من دون أن ينبه الكاتب إىل أن تشكيل الحكومة الجزائرية كان قد

رسق من اإلسالميني حينئذ.

ويلفت النظر إىل أن الظاهرة األحدث يف تفكيك العدو هي "الصفح

عرب الكلامت" من خالل مرحلة العدالة االنتقالية، مذكرا مبا حدث يف

جنوب أفريقيا مثال، وبوليفيا واألرجنتني والربازيل وتشييل واألورغواي

اعتمدت قد االنتقالية الحكومات أن موضحا وغواتيامال؛ والبريو

مواءمة إمكانية عن متسائال الوطنية، املصالحة باسم عفو قوانني

الدويل، القانون احرتام مع االجتامعية واملصالحة السالم اتفاقات

مستعرضا تجارب عدد كبري من الدول، بحيث يصل إىل أن محاكمة

وأن طويل، لزمن داخلية سياسية مسألة ستبقى مثال امليليشيات

العدالة الدولية هي عدالة األقوياء، وأن املحاكم الدولية املؤقتة التي

العدد 20


تختص بجرمية محددة هي جولة تسخني للعدالة الدولية، ليصل إىل

نتيجة أن نوابض الحرب مشدودة دامئا، فيختم بالقول إن الحروب

هي حروب سلطات األيديولوجيات.

ويشري كونيسا يف خامتة كتابه إىل أن صنع العدو، خالل العقود املقبلة، سيكون قطاع إنتاج ضخام، مؤكدا أن بناء العدو هو عملية اجتامعية وسياسية، خامتا بالقول: "هذا الكتاب ليس كتابا يدعو إىل السالم... والنقطة التي أردت لفت االنتباه إليها هي الوزن املفرط الذي متثله تولد والتي الدميقراطيات، اإلسرتاتيجية يف للتأمالت العامة اآلليات نزعة ال واعية إىل الحرب" (ص )7)-73))؛ كاشفا أن دراسة آليات اخرتاع صنع العدو قد تساعد يف استباق أسباب النزاعات وتقليصها.

سياقات الكتاب ورؤاه: مالحظات ختامية

قدم الكاتب عرشات األمثلة عىل الرسديات واملتخيل عن اآلخر، دون

أن تكون طريقة تناوله لها بصفتها منتمية إىل حقل الرسديات، ألنه كان

مهتام بأن يبقى كتابه متجذرا يف حقل نظريات الرصاع وعلم االجتامع

السيايس، وتهدف الرسديات، بصفتها جزءا رئيسا من الثقافة العاملية

املعارصة، إليجاد رشعنة مجتمعية من خالل االشتغال عىل تفاصيل

فكرة كربى، وإيجاد عامل كامل متخيل تحاك ضمنه التفاصيل(16). ومن

الالفت للنظر أن حضور الرسديات يف الثقافة العاملية يظهر يف الوقت

الذي يتشبث فيه األكادمييون مبزيد من املوضوعية والعلمية، كأن مثة

قطيعة بني مناهج البحث العلمي من جهة، وصناعة الرسديات من

جهة أخرى، فتتوالها القوى الفاعلة؛ سواء عرب اإلعالم، أو من خالل

صناعة الرأي العام؛ ليصبح اقتناع الجمهور بها جزءا من قدرة القوى

الفاعلة عىل تسويق ما تريده عرب أذرعها اإلعالمية.

بل الفاعلة، القوى أيديولوجية من جزءا الحروب تسويغ وشكل

دوا الحرب؛ فهذا هيغل يتحدث عن نارصها يف مسعاها، مفكرون مج

جدوى الحرب وأهميتها وتأثريها يف الشخصية الفردية ويف املجتمع،

تتطلبها، التي والتضحيات الحرب احتامل دون من اإلنسان وأن

سيصبح لني العريكة ومستغرقا يف ذاته، وسيتدهور املجتمع؛ فيصبح

املجتمع وينهار الجامعة فتنحل األنانية امللذات إلشباع مستنقعا

نتيجة لذلك(17). وبناء عليه، نبه الكتاب إىل الجوانب النفسية إلعالن

16 نادر كاظم، "نهاية الرسديات الصغرى: يف تجاوز أطروحة ما بعد الحداثة"، تبي، العدد 8، املجلد )، (ربيع )01))، ص )7.

17 خالد املعيني، "إيران يف نظريات صنع العدو األمريكية"، الجزيرة. نت، 015/11/3)، شوهد يف )1/)/016) يف:

http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/(013/9/1(

الحروب وصناعة العدو ودور املعتقدات والقناعات يف اإلعالن عنها،

أو الشعوب وتواصل االجتامعية الظواهر يف الحروب دور كاشفا

انقطاعها عن بعضها، وأثر الحروب االستباقية؛ فـ "كل حرب هي يف

بعض جوانبها مرشوع اقتصادي، ألن الحرب تحتاج إىل توظيف أموال

انتصاراتهم املحاربون يحرز أن إىل واإلنفاق والتموين التسلح يف

ويعيشوا عىل نفقة العدو"(18).

"الدولة كتابه حالق وائل عليها بنى التي الرئيسة املقولة ولعل

باملفهوم للدولة باختالف األرضية األخالقية املتمثلة املستحيلة(19)"،

الغريب، عن األرضية األخالقية للدولة يف املفهوم اإلسالمي، يجد خري

الفاعلة؛ الغربية القوى بها تقوم التي العدو" لها يف "صناعة مثال

الغريب، وهي باملفهوم املعارصة الدولة الرغم من مغريات إذ عىل

التعبري وسواها، فهي أحلت مغريات محقة يف الدميقراطية وحرية

م أخرى متارس بعضها عىل مواطنيها، ومتارس قسام منها تحك قوى

عىل "العدو" الذي تقوم بتصنيعه.

الكتاب املطولة، يكشف األدلة واملعلومات واملناقشات ومن خالل

أن صناعة العدو ليست محاولة فرض أيديولوجيا محددة، بل هي

إليها تحتاج اإلنساين، والفكر والدول للمجتمعات تنموية حاجة

التنمية مثلام تحتاج إىل املصانع واملزارع وسواها. لقد أزال املؤلف

املتعلق الفعل غري األخالقي باإلدانة االفرتاضية لهذا املتعلق الربقع

ليستبدله مبنطق املعايري األخالقية؛ الحروب، مقايسة له عىل بشن

املحاججة مع حاجات الدول والقوى الكربى. لكنه يف الوقت نفسه،

أمعن يف نقل مسوغات تلك الدول يف الدفاع عن صناعة العدو، يف

نوع من الحرص عىل األخذ بأسباب املنهجية العلمية.

18 بوتول، ص 7).

عمرو األخالقي، الحداثة ومأزق والسياسة اإلسالم املستحيلة: الدولة حالق، 19 وائل ،((01( السياسات، ودراسة لألبحاث العريب املركز بريوت: (الدوحة/ ط1 عثامن(مرتجم)،

ص 85).



يف املؤثرة للعوامل تبعا العدو، صناعة آليات تغري إىل الكتاب ونبه

السينام دور إىل مشريا عامليا، الثالثة املوجة مع العام الرأي صناعة

مربزا اإلعالم؛ ورشاكة العدو، فكرة تسويق يف التلفزيون ومحطات

الحرب عىل أهمية عن خوض يقل ال األفكار مع الحرب أن خوض

تكريس يف العام الرأي تكوين أساليب من عددا كاشفا اإلرهــاب،

فكرة العدو.

ووقف الكاتب يف مواطن عدة من كتابه عىل مفاهيم محددة بصفتها

مفاهيم قيمية خالصة يجب االنتصار لها مثل العدالة والحق، حاشدا

السياسة أن إىل أشار لكنه، للتدليل عىل ذلك. الشواهد الكثري من

ليست فرعا من فروع دراسة األخالق، أو الظواهر االجتامعية، بل هي

عامل له قوانينه وقواعده؛ بحيث تحاول حقول علم االجتامع السيايس

تفاصيلها، بعض عن الحديث الدويل والقانون الدولية والعالقات

لذلك فإنه من الصعوبة مبكان الحديث يف السياسة عن أصدقاء أو

وقد متبادلة. مصالح ذوي أو إيجاد رشكاء ميكن بل دامئني، أعداء

رسد الكاتب الكثري من األمثلة عىل االنقالبات يف السياسة وتحوالت

أصدقاء األمس نحو أعداء اليوم.

ينارصها أن املألوف من التي األصيلة القيم لتلك الكتاب ينترص

الفاعلة للدول الحاكمة املؤسسات ويستنكر الطبيعي، اإلنسان

والرشكات التي تقف خلفها، ويتحدث عن إرهاب الدول وما تفرضه

من وصاية عىل الرأي العام الذي تقوده نحو ما تريد. ويقرتح الكاتب

آليات لتفكيك العدو من الصعب التسليم بها، لكنه يحاول تعضيد

ما يذهب إليه باألدلة.

ويكشف للمتلقي أن األنظمة االستبدادية التي سقطت، هي األنظمة

العدو؛ فقد استنبت بعض أو فشلت يف صناعة التي مات عدوها،

السوري يقدم خري الوضع األنظمة عدوا له يضمن بقاءه، وها هو

القيام بتلك الصناعة وإقناع النظام السوري دليل، وما كان مبقدور

التي جعلته ممثال يخري الروسية اإليرانية املساعدة بها لوال الغرب

الغرب بينه وبني اإلرهاب. لكن قراءة التاريخ أيضا تكشف أن نهاية

املستبدين حتمية، لكن عدد الضحايا غالبا ما يكون كبريا.

يعج الكتاب بغزارة يف املعلومة التاريخية يف مواطن كثرية منه تكاد

أن تشكل عبئا عىل منهجيته البحثية أحيانا؛ فقد غدا يف مواضع عدة

كتابا معلوماتيا يهتم برسد املعلومة، دون أن يعطيها الحق املفصل

الكاتب أن وبدا والتعليق. والتمعن واالختالف والحوار النقاش يف

الكثرية دون بالشواهد أفكاره املعلومات وتعضيد كان معنيا برسد

ماميزتها أحيانا. لكنه كان يدرك أن كتابه يف إحدى قراءاته يدخل يف

إطار دراسات العالقات الدولية، وأنه قد يتعرض للكثري من محاوالت

سوء الفهم؛ لذلك حرص يف مواطن عدة عىل مزج التحليل باملعلومة

التي تكررت يف غري موضع ويف أكرث من وجه، يف رغبة منه ليشمل كل

التفاصيل، ويحيط بكل جوانب موضوعه.

وال ينفك الكتاب عن اإلشارة إىل تناقض اإلرادة الدولية يف مواقفها،

كثريا يهتم إذ أخرى؛ منطقة يف يصلح ال منطقة يف يصلح ما وأن

متشابهة ظواهر من الدولية املواقف يف التناقضات عىل بالقبض

عنها. الحديث يف مقتضبا ساخرا أسلوبا مستعمال متناقضة، بأطر

ولجأ الكاتب يف الوقت نفسه إىل العبارات املائعة يف بعض املواطن

لألرايض اإلرسائييل باالحتالل يتعلق ما يف وضوحا تستدعي التي

يف مبسمياتها األشياء تسمية عن ينفك مل الذي وهو الفلسطينية،

لعدد مثال الفلسطيني خري الوضع وكان كتابه، من أخرى مواطن

من القضايا التي طرحها لكنه تجنب اإلشارة إليه إال يف حاالت نادرة.

قدرته مع الرئيسة، أخرى، محيطا مبراجعه الكتاب، من جهة وبدا

عىل استحضار الشواهد املالمئة يف املوضع املالئم، إضافة إىل توازن

شواهده رشقا وغربا؛ بحيث إنه قدم صورة وافية للعدو وتناقضاته

يف مختلف أنحاء الكرة األرضية، ومنت شواهده عن موضوعية بحثية

كانت تتوضح تفاصيلها يف أعامق الكتاب.

كشف الكاتب الكثري من األقاويل التي تعد يف مختربات صناعة العدو؛

يك تخرج تلك الصناعة متقنة، غري أنه مل يفد من حقل معريف مهم يف

كشف ضحالتها، والسياقات الحاضنة لها، وهو حقل تحليل الرسديات

املعارصة الذي بات يشكل ظاهرة معرفية مهمة يف مرحلة ما بعد

الحداثة، يضاف إىل ذلك أن انشغاله باملعلومة التاريخية واملقارنات

تحليل نظريات من اإلفادة فرصة عدة مواضع يف عليه فوت قد

الخطابات ماهيات لتأويل توظيفها املمكن كان من التي الخطاب

املستعملة يف صناعة العدو.


عزمي بشارة

ثورة مصر، الجزء األول: من جمهورية يوليو إلى ثورة يناير

صدر عن المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات كتاب الدكتور عزمي بشارة ثورة مصر في مجلدين بعنوانين فرعيين. يتناول المجلد األول (720 صفحة، من القطع المتوسط) الحقبة بين عام 1952 حتى 11 شباط/ فبراير 2011 (يوم تنحي الرئيس المصري حسني مبارك)، وعنوانه "من جمهورية يوليو وحتى

ثورة يناير"، أما الجزء الثاني (672 صفحة، من القطع المتوسط) فعنوانه "من الثورة إلى االنقالب".

الكتــاب تاريخــي تحليلــي يســتخدم مناهج متعددة فــي فهم بنية الدولــة والمجتمــع، وعالقة الجيش بالسياســة، وتطور منصب الرئاســة في مصر وصولا إلى ثورة يناير، كما يعد الجمهورية التي ســادت في مصر حتى ثورة يناير جمهورية واحدة يسميها يوليو ويقسمها إلى مراحل ذات ميزات خاصة بها. ويتوقف مطولا عند توثيق ثورة 25 يناير وتحليلها بناء على شهادات ومصادر. أما الجزء الثاني فيتناول المرحلة بين 11 شباط/ فبراير 2011 و3 تموز/ يوليو 2013، محللا أسباب تعثر التحول الديمقراطي في

مصر وخلفياته، ومقدما إسهاما في نظرية التحول الديمقراطي انطالقا من التجربة المصرية.


عزمي بشارة

ثورة مصر، الجزء الثاني: من الثورة إلى االنقالب

فــي الجــزء الثاني مــن الكتاب يتابع عزمي بشــارة توثيق الثــورة المصرية، تحت عنوانمــن الثورة إلى االنقــالب، ويســتعرض بعد مقدمة نظرية حول نظريات التحــول الديمقراطي المرحلة الدقيقة التي مرت بها مصر؛ من تســلم المجلس العســكري الحكم مرورا باالنتخابات ومرحلة مرســي، وصولا إلى االنقــالب، محــاوال فهــم أســباب تعثــر التحــول الديمقراطــي. هذا التعثــر الذي أثــر في الثــورات العربية كلهــا. ويشــرح مطولا الفرق بين انشــقاق النظام الضروري إلنجاح الثورة، وانشــقاق قــوى الثورة الذي حــال دون إنجاح التحــول الديمقراطي بوصفه مهمة تاريخية، وأدى إلــى تغلب الثورة المضادة . تجدر

اإلشارة إلى أن الجزء الثاني يتكون من عشرين فصال.

*Hikmat Abdul Rahman | حكمات العبد الرحمن

موجات الصدمة الناتجة من الثورات العربيةShock Waves Generated by the Arab Revolutions

150150

* أكادميي سوري متخصص بتاريخ الرشق األقىص الحديث* Syrian scholar specialized in History of the Modern Far East

Les ondes de choc des révolutions arabes : :عنوان الكتاب يف لغته

عنوان الكتاب: موجات الصدمة الناتجة من الثورات العربية

املؤلف: : مجموعة من الباحثني تحت إرشاف محمد والدي ودلفني الباجي القروي وشانتال فريديل

سنة النرش: )01).

(IFPO) النارش: املعهد الفرنيس للرشق األدىن

عدد الصفحات: 90) صفحة.



مقدمـةمثلت الثورات التي شهدها العامل العريب يف مطلع 011) مفاجأة غري

سارة لدول كثرية يف العامل، وألغلب الباحثني املهتمني، إضافة إىل أنها

واملسموعة املرئية أصنافها بكل اإلعالم لوسائل دسمة مادة كانت

واملقروءة. كام أنها مثلت مجاال خصبا دارت حوله نقاشات جامعية

وأكادميية وبحثية، عالوة عىل نقاشات دوائر القرار السيايس. يحاول

يسلط أن العربية" الثورات من الناتجة الصدمة "موجات كتاب

"الثورات ظاهرة عىل مختلفة، نظر وجهات خالل من الضوء،

العربية" من ثالثة جوانب أساسية، ما ميز هذا العمل عن غريه من

أغلب البحوث والدراسات التي تناولت قضايا العامل العريب. ونقصد

هنا األعامل الجامعية عىل وجه الخصوص. ركز الباحثون عىل جانب

أسايس أول يتعلق بالتأثريات اإلقليمية والدولية للثورات العربية من

خالل اختيار عدد من الدول تأثر مبارشة بحركة الثورات العربية وأثر

فيها، وهي الدول نفسها املتنافسة واملرشحة ألن تكون قوة إقليمية

مهيمنة. وتناول الجانب الثاين التأثري املتبادل بني الثورات من جهة

ووسائل اإلعالم من جهة ثانية. أما الجانب الثالث فقد ركز عىل ما

وراء الطائفية -املذهبية والقبلية، األمكنة واملجتمعات يف الثورة.

وعىل الرغم من أن أغلب املشاركني يف هذا العمل ليسوا مختصني يف

قضايا الرشق األوسط، فقد قدموا العمل من وجهات نظر خارجية لهذا

اإلقليم، إضافة إىل أنهم ركزوا عىل مسار الثورات العربية. وضم هذا

العمل العلمي مجموعة من الباحثني من اختصاصات مختلفة: جغرافيا،

وعلوم اجتامعية ولغوية، وعلم اجتامع سيايس، وعلم إنسان، وتاريخ،

وأطروحات بأفكار العمل أثرى الذي األمر وإعالم، سياسية، وعلوم

مختلفة ومتنوعة أحاطت بكل جوانب املشكلة التي تناولها.

ميكن املنطلق، هذا ومن صحفية. مصادر البحوث أغلب اعتمد

العربية ورضورتها الحديث عن أهمية االعتامد عىل وسائل اإلعالم

يف ترشيح الحالة العربية خالل هذه املرحلة املفصلية يف تاريخ البالد

العربية. وميكن اإلشارة هنا إىل البحث الذي أنجزته سارة بن نفيسة

(من ص 3)1 إىل ص 161 من الكتاب).

قبل أن يصبح كتاباالكتاب هو مثرة أعامل ندوة دولية عقدت عىل مدار يومي الجمعة

للغات الوطني املعهد والسبت 3 و) شباط/ فرباير )01) يف قاعة

باريس، الفرنسية العاصمة يف (1) INALCO الرشقية والحضارات

1 Institut national des Langues et Civilisations Orientales.

تحت عنوان الكتاب نفسه، وشارك فيها الكتاب والباحثون املشاركون

أنفسهم يف الكتاب موضوع املراجعة. إال أن العناوين التي تضمنها

عىل تعديالت عليها طرأت – الرئيسة األقسام عناوين – الكتاب

مستوى اللغة والرتتيب؛ فالجزء األول من الكتاب بعنوان "التأثريات

الندوة يف عنوانه كان بينام العربية". للثورات والدولية اإلقليمية

االحتكارات نهاية "نحو فكان الثاين القسم أما الثورات". "مسار

الندوة الرقابة"، بينام كان يف اإلعالمية؟ حرية الكالم والحفاظ عىل

الكتاب من األخري القسم وحافظ والدولية". اإلقليمية "التأثريات

والندوة عىل العنوان نفسه تقريبا؛ إذ تناول دور األمكنة واملجتمعات

بحيث والتطوير؛ التعديل لبعض البحوث وخضعت الثورات. يف

استمر العمل عليها إىل الربع األخري من عام 013).

محتويات الكتابيندرج كتاب "موجات الصدمة الناتجة من الثورات العربية" ضمن فئة

الدراسات والبحوث املعارصة، ويصنف ضمن الكتب التي تؤسس لثقافة

جديدة بشأن مستقبل التحوالت والتغريات اإلسرتاتيجية والجيوسياسية

تقدم التي البحوث والدولية. وهو من ضمن اإلقليمية واالقتصادية

تصورا ملستقبل املنطقة التي تقع عىل بركان من التغريات وكتلة تكاد

ال تنتهي من التوقعات. والكتاب مجموعة من البحوث أرشف عليها

كل من محمد والدي ودلفني الباجي القروي وشانتال فريديل. وينقسم

إىل ثالثة أقسام أساسية. ويبلغ إجاميل عدد البحوث أربعة عرش بحثا

(فصال) وزعت عىل األقسام الثالثة الرئيسة للكتاب.

وال ميكننا الحكم عىل الكتاب كتلة واحدة، ذلك أن بعض املواضيع

مل تأخذ حقها من النقاش والبحث ومل يتم التطرق إليها بالتفصيل،

بينام متيز بعضها اآلخر بالشمولية والعمق يف تناوله مواضيع بعينها

ارتبطت باألحداث التي شهدها العامل العريب بعد عام 011).

العدد 20


ويرى القامئون عىل الكتاب أن وجود ثالثة أقسام واضحة يف الكتاب

تحت عناوين مختلفة ظاهريا، ال يعني أنها مفصولة أو متميزة عن

بعضها البعض، بل تشكل أقساما متفاعلة ومرتابطة ومكملة لبعضها

مكاسب فهم ميكن ال أنه يعتقدون أنفسهم فالكتاب البعض.

السياسات اإلقليمية (الرتكية، واإليرانية، والخليجية) والعاملية (الصني،

وروسيا) وخسائرها، من دون فهم التحوالت العميقة التي تعيشها

بلدان أخرى أبعد جغرافيا مثل املغرب والجزائر.

يستعرض الفصل األول "موجات الصدمة الناتجة من الثورات العربية

للثورات والدولية اإلقليمية التأثري موجات والدولية" اإلقليمية

العربية يف خمسة بحوث: يتناول حميد بوزارسيان املؤرخ والسيايس

ومدير الدراسات يف املدرسة العليا للدراسات االجتامعية والسياسية

حزب تركيا يف العربية" "الثورات تأثري األول البحث يف EHESS

العدالة والتنمية. ويعود الباحث إىل عام 000) حيث انترص حزب

العدالة والتنمية يف االنتخابات. ويستعرض أيضا املوقف الرتيك من

االضطرابات الثورية. ويصف الباحث العالقات العربية - الرتكية بأنها

عالقات غنية بالتناقضات. وتناول الباحث يف جزء من بحثه حقيقة

أن تركيا دولة مهيمنة أصبحت مرتهنة بشكل أكرب لألوضاع الداخلية

وال سيام األزمات التي أثارتها األوضاع التي شهدتها البلدان املجاورة

يف الباحث ويتناول املثال. سبيل عىل الكردية كاملشكلة لسورية،

جانب آخر من تركيا بوصفها قوة إىل حزب العدالة والتنمية بوصفه

هيكال سياسيا محافظا.

اإلسالمية إيران لجمهورية الخارجية "السياسة الثاين الفصل يف أما

مقاومة االندماج أو البحث عن األمن"، فقد استعرضت أزادي كيان

أستاذة العلوم االجتامعية، مديرة مركز املعلومات والوثائق والبحوث

سياسة السابعة، باريس جامعة يف CEDREF النسوية للدراسات

الداخلية واألوضاع واالنقسام العزلة عن الحديث إيران من خالل

التي تعيشها إيران. أما العامل اآلخر الذي تناولته الباحثة والذي أثر

اإليراين وطموحها النووي بامللف الخارجية فتمثل إيران يف سياسة

النووي الذي بدأ يف عام 1985 والذي أصبح إحدى وسائل التفاوض

السياسة مسرية إىل الباحثة وتطرقت الكربى. القوى مع اإليرانية

هاشمي أكرب لعيل الثانية الرئاسية الفرتة منذ اإليرانية الخارجية

رافسنجاين حتى وصول محمود أحمدي نجاد الذي تعرضت سياسته

عن التخيل مستعرضا املحافظني من شديدة النتقادات الخارجية

إىل 1980 عام منذ اإليراين اإلسالمي للنظام األيديولوجية العوامل

سياسة تدفعها االهتاممات بنوع جديد من الجغرافيا السياسية التي

تساعدها عىل الخروج بالبلد من عزلته واالندماج يف املجتمع الدويل.

املتحدة والواليات العريب بالعامل إيران عالقات البحث يهمل ومل

األمريكية وأوروبا، بحيث ركز عىل الحرب العراقية -اإليرانية (1980-

1988) ودورها يف العالقات العربية اإليرانية.

ويف الفصل الثالث من القسم األول "إرسائيل والثورات العربية رساب

املحارض يف يعالج دونيس شاربيت أساسية"، دميقراطي وتهديدات

الجامعة اإلرسائيلية املفتوحة هذا املوضوع من خالل تناول جوانب

التونسية الثورتني إىل إرسائيل تنظر كانت كيف أهمها عديدة

األزمة تأثري تناول إىل إضافة الواقع، األمر واملرصية، وإرسائيل قوة

اإلقليمي االستقرار عدم من الخوف سيام وال إرسائيل السورية يف

الذي يهدد إرسائيل أوال.

مع التعامل يف روسيا اعتمدتها التي اآللية الرابع الفصل ويتناول

سورية. يف األزمة من الرويس املوقف إىل إضافة ليبيا يف الثورة

املوقف املعارص هذا التاريخ بروفيسور تينغوي دو آن وتستعرض

الليبية األزمتني من الرويس املوقف لتطور تاريخي سرب خالل من

فيها. الغريب للتدخل روسيا وجهتها التي واالنتقادات والسورية

األزمة يف سورية؛ فسورية تقع الرويس من املوقف الباحثة وتفرس

يف قلب بحث روسيا الدائم عن تأثري لها يف منطقة الرشق األوسط.

وترى روسيا أن سورية متثل نقطة الدعم األوىل لها يف منطقة الرشق

األوسط حيث ترغب يف الحفاظ عىل مصالحها يف هذا البلد بوصفه

مفتاحا للحفاظ عىل مصالحها يف اإلقليم كله. وقد بدأت روسيا منذ

ميارسه كان الذي التأثري مامرسة إعادة عن البحث يف (000 عام

طويلة. ولفرتة بقوة فيها يوجد كان منطقة يف السوفيايت االتحاد

وقد متكن الرئيس بوتني من أن يجعل األزمة السورية عنرصا محوريا

ومؤثرا يف عالقات بالده مع الغرب()). وتناولت الباحثة أيضا معارضة

روسيا القوية تغيري األنظمة عن طريق اإلمالءات الخارجية، إضافة

الخوف من عدم االستقرار اإلقليمي والنتائج املرتتبة عىل ذلك، إىل

خامتة بحثها بنتائج ما يحدث يف ليبيا وسورية عىل روسيا وتأثريها

وموقعها يف منطقة الرشق األوسط.

ويف الفصل األخري، تناول الجغرايف واملحارض يف املعهد الوطني للغات

والحضارات الرشقية، قسم الصني، سيباستيان كولني "التصور الصيني

السلطوية وحامية املصالح االقتصادية والتحديات العربية للثورات

الداخلية". وعاد الباحث إىل عام 000) الذي شهد تعميق العالقات

ثم الصينية. - العربية العالقات تطور مستعرضا الصينية العربية

أن ميكن جيوسرتاتيجية تغريات تحدث أن ميكن العربية الثورات أن روسيا 2 وجدت التغيري يف أبدت روسيا تحفظات واتخذت مواقف معارضة إلجراء لذلك تالئم طموحاتها. املؤثرين الفاعلني الذي جعلها من أكرب ليبيا، ومارسته بشكل أكرث فاعلية يف سورية، األمر املركز العربية"، والثورات الجيوسرتاتيجية والتفاعالت "التوازنات انظر: السورية، األزمة يف

العريب لألبحاث ودراسة السياسات، نيسان/أبريل )01)، شوهد يف 30/)/016)، يف:http://www.dohainstitute.org/file/get/1(36(757-aa51-(c5f-be8a-d5d3df803708.pdf.



أن كولني ورأى الــدويل. املستوى عىل الصينية الفعل ردة تناول

الثورات العربية مرآة لقضايا االستقرار الداخيل يف الصني: االقتصادية

والسياسية واالجتامعية والشعبية.

لقد مثلت الثورات يف كل من تونس ومن بعدها مرص صدمة حقيقية

من العديد إجراء عىل تجربهم أن قبل الصينيني، والخرباء للزعامء

النقاشات والحوارات التي ركزت عىل اآلثار والنتائج العميقة التي ميكن

أن تحدثها عىل املستويني الخارجي والداخيل؛ يف حني كان للثورة الليبية

نتائج القذايف، الثوار ونظام معمر التي تحولت إىل حرب أهلية بني

مؤثرة ومهمة يف الصني عىل املستوى االقتصادي (ترضر االستثامرات

واملشاريع الصينية يف قطاع االتصاالت ومشاريع البنية التحتية واسترياد

البرتول والتعدين)، وعىل املستوى الدبلومايس (أمن الرعايا الصينيني يف

ليبيا: تعرض عدد من التجار والعامل إىل أخطار مبارشة).

أما القسم الثاين من الكتاب وعنوانه "نحو نهاية االحتكار اإلعالمي؟ حرية التعبري والحفاظ عىل الرقابة"، فشارك فيه خمسة كتاب، هم الذي ليون ) - الباحث يف جامعة لوميري إيف غونزاليس كويجانو الناتجة من الثورات العربية لوسائل اإلعالم تناول موجات الصدمة والتغريات العريب اإلعالمي الفضاء عىل مركزا العريب الربيع بعد املعلومات عىل الوطنية الرقابة يف ساهمت التي التكنولوجية التونسية الحالة يف سيام وال الجديدة للدولة النسبي واالنفتاح واملرصية. وركزت سارة بن نفيسة الباحثة يف علم االجتامع السيايس ثورة قبل االجتامعية االحتجاجات اإلعالمي يف التأثري عىل موضوع التخلص من احتكار الباحثة إجراءات يناير يف مرص. وأوضحت (5ورصاع الجاللة، صاحبة الصحافة وتأثري مرص يف اإلعالمي الفضاء الضعف وجوانب واإلعــالم، والصحافة األعــامل رجال بني التأثري الصحفيني دور أيضا وتناولت الورقية. االحتجاجات يف والقوة سيدي نجيب أما االجتامعيني. املحتجني باسم املتحدثني بوصفهم موىس فتناول الحالة الجزائرية من خالل االستامع إىل برامج اإلذاعة الحكومية الجزائرية. ويف الفصل التاسع من الكتاب استعرضت نادية

مكور باحثة الدكتوراه يف املعهد الوطني للغات والحضارات الرشقية

يف باريس وجامعة الحسن الثاين يف الرباط، نقاشات الصحفيني حول

النظري ووصف اإلطار الرتكيز عىل مع والبحرين الثورات يف مرص

من كل يف التحرير كساحة الثورات، يف الرمزية واألماكن الصحف

بني التفاوض الكتاب من األخري الفصل وتناول والبحرين. مرص

عىل مركزا التحديد وجه عىل التونسية الحالة يف والسياسة الفن

الصعوبات والعوائق التي تحول دون ظهور عامل من الفن التونيس

املعارص، والرصاعات ورفض االستبداد، ومحاوالت وضع نهاية لحرية

إىل إضافة بالقتل، التهديد من خالل الثورات أنتجتها التي التعبري

البريوقراطية واالختالالت التنظيمية.

أما يف القسم األخري "ما خلف الطائفية والقبلية، األمكنة واملجتمعات

يف الثورات العربية" الذي تضمن أربعة بحوث، فقد تحدث توماس

برييت عن تفاقم األزمة السورية. وناقش الجغرايف أوليفييه بلييز يف

ليبيا ال تستطيع أن أن - قبيلة..." كيف بحثه "رشق - غرب، دولة

العالقة هذه ودور والقبيلة الدولة بني العالقة ثنائية من تتخلص

القذايف العالقة بني الليبي؛ فيقدم مثاال عىل ذلك الوطني البناء يف

واستعاملها الشك بني تتأرجح كانت التي العالقة وهي والقبيلة

بل دو فرانسواز تناولت الثالث املبحث ويف يديه. بني وسيلة

وأعداد العريب الربيع النتفاضات عامال مثلت التي الهجرات إير

املهاجرين واألسباب التي أدت إىل هذه الهجرات والعالقة بني الهجرة

بني العالقة إىل إضافة االجتامعي، التامسك وبني وبينها والسياسة

منع الهجرة والتوترات السياسية. والبحث األخري من الكتاب بعنوان

أعاد الذي القروي للباجي املرصي" العام الفضاء ملحمة ،(011"

اكتشاف املكان االجتامعي كالطرقات وميدان التحرير. وفصل الباجي

القروي يف دور ساحة التحرير بوصفها مكانا متاحا وأساسيا احتضن

االحتجاجات ضد النظام املرصي، وهي ساحة مثلت رمزيا السلطة،

وال سيام يف األيام الـ 18 التي سبقت سقوط الرئيس مبارك حتى إنه

أطلق عليها اسم جمهورية التحرير. وميثل هذا القسم أهمية خاصة

بحد ذاته – مع عدم التقليل من أهمية األقسام السابقة - من حيث

تركيزه عىل الحامل االجتامعي التاريخي - الداخيل يف سرب الخلفيات

االجتامعية لالحتجاجات التي شهدها بعض البالد العربية.

داخلية أم خارجية أم داخلية وخارجية معا؟

يف العربية الثورات لفهم فرصة ميثل أنه يف الكتاب أهمية تكمن

إطارها املحيل (الداخيل) وتفاعالتها (الخارجية) اإلقليمية والدولية،

وهو عىل عكس الكثري من الكتب الجامعية التي ألفت حول العامل

العدد 20


التي شهدت هذه البلدان بني القامئة العالقة بفهم العريب، يسمح

مسرية يف الفاعلة تلك سيام ال العامل، دول من والعديد الثورات

فهم تقديم يف اجتهد الباحثني من عددا أن إىل إضافة الثورات.

عميق لتأثري املكان والزمان واملجتمع (الطائفية، والقبلية عىل وجه

الخصوص يف بعض البلدان) يف مسار تلك الحركات، حتى إن بعض

األزمنة أو بعض األمكنة أصبح رمزيا أو رمزا ثوريا، األمر الذي مثل

الكتاب يهمل وال ودورها. الوطنية املواقف طبيعة يف كبريا تنوعا

إضافة تكوينها وطبيعة السياسية السلطة دور منه جوانب يف

االحتجاجات تلك جوانب من الكثري فهم يف اإلدارية الهيكلية إىل

-الثورات. ويتميز الكتاب بأنه يسلط الضوء عىل دور اإلعالم يف مسار

يقدم باختصار العربية وتأثريها يف اإلعالم نفسه؛ فالكتاب الثورات

إطارا شامال لفهم ثورات العامل العريب فهام حقيقيا وشامال.

من والدولية اإلقليمية املواقف بني العالقة العمل هذا ويظهر

البلدان؛ تلك تعيشها التي الداخلية واألوضــاع العربية الثورات

أو خارجية، داخلية بأسباب تتحدد العربية الثورات فاملواقف من

األوىل الحالة ففي معا. وخارجية وداخلية دولية، أو وإقليمية

يظهر املوقف الرتيك ودبلوماسية حزب العدالة والتنمية، ويف الحالة

الثانية يربز املوقف الصيني الباحث أساسا عن استمرار تأمني حاجة

من الواردة (الطاقة) األولية املواد من الشعبية الصني جمهورية

أفريقيا والرشق األوسط. ومتثل إيران الحالة الثالثة، فال ميكن الحكم

عىل املوقف اإليراين دون النظر يف عالقاتها اإلقليمية (الخليجية عىل

معارضة يلقى الذي النووي ملفها تأثري ودراسة الخصوص) وجه

من الواليات املتحدة األمريكية وأوروبا. أما روسيا، فموقفها نابع من

اعتباراتها الدولية وتدخلها يف القوقاز وأفغانستان، إضافة إىل بحثها

من األمريكية السياسة يف خالله من تؤثر أن لها ميكن ملف عن

جهة ويحافظ لها عىل مكانة دولية من جهة ثانية. لهذا السبب رمبا،

باألزمة تتعلق األمن مجلس يف أممية قرارات ثالثة روسيا عطلت

السورية، األمر الذي سلط الضوء عىل املوقف الرويس وأثار يف الوقت

نفسه الكثري من التساؤالت حول قدرة مجلس األمن الدويل وفاعليته

يف التعامل مع القضايا العاملية الشائكة.

وتبقى إرسائيل، الرقم الصعب إقليميا. فموقفها معاد لكل ما يحدث

أن ميكن أحداث أنها عىل إليها تنظر إنها إذ العربية؛ املنطقة يف

عىل الحفاظ هو إلرسائيل األسايس فالهم أمنها؛ عىل خطرا تشكل

تحرتم التي الدول ويف لها، املتاخمة الحدودية املناطق يف األمن

الحالة (يف اإلرسائيلية الحكومة خيارات أن إال السالم. معاهدة

السورية عىل وجه الخصوص) تبقى محدودة مع الدعم الذي تتلقاه

سورية من إيران حليفتها اإلسرتاتيجية وحزب الله اللبناين.

يعد الكتاب مصدرا لدراسة الحالة العامة التي تعيشها البلدان التي

عىل اإلعالم وسائل دور استعراض خالل من الثورات هذه تشهد

كانت التي العامة اإلخبارية املراكز سيام ال مستوياتها، اختالف

املامرسات إىل إضافة السياسية، الخطابات إعادة صوغ تعمل عىل

التي تتعلق بالكثري من القضايا الجوهرية إن مل تكن املحورية. وميثل

الكتاب مرجعا مهام لفهم التحوالت االجتامعية واملكانية (الرمزية)

التي ألقت عليها ثورات الربيع العريب الضوء. وتكمن أهمية الكتاب

موضوع تناولت التي العربية الصحفية املصادر عىل اعتامده يف

فمنها واحد: لون ذات تكن مل املصادر تلك أن سيام ال الثورات،

الجديد هو وهذا الخاص ومنها املوجه الحكومي ومنها اليساري،

ما الكتاب، يف ويربز الصحفية. املصادر فائدة عىل مستوى واألكرث

يف املجاورة اإلقليمية الدول تورط درجة السورية، باملسألة يتعلق

القضية السورية ما بني مؤيدة ومعارضة؛ بحيث أصبح من املستحيل

تكوين موقف موحد (املرتبك أساسا)، بل أصبح من السهل فهم ما

يجري عىل أرض الواقع.

من خالل التحليالت واألفكار التي يثريها، لعل الكتاب يريد توجيه

التحوالت أن فكرة تكريس أو الثورات عاملية فكرة لتبني القارئ

التي أدت إىل تلك الثورات هي تحوالت عاملية أكرث منها محلية أو

إقليمية (قضايا الدميقراطية، والرقابة، والدور املعقد لوسائل اإلعالم،

تثري أن ميكن الكتاب قراءة فإن أشمل، مستوى وعىل والعوملة).

هل األحداث؛ تلك إىل أدت التي التحوالت عن عديدة تساؤالت

هي بالفعل تحركات أكرث شمولية من كونها محلية أو حتى إقليمية؟

وهل تتحرك املجتمعات الثائرة من خالل ديناميات ثورية حقيقية؟

أم من خالل عوامل مجتمعية قبلية -طائفية؟ أم من خالل حسابات

إقليمية أو دولية؟

من خالل تفحص املقاالت التي تناولت دور الدول اإلقليمية، تتبلور

دور وجود وعدم والتأثري األجندات واختالف األدوار تعدد فكرة

األزمات، بعض عمر أطال الذي األمر وهو وقيادي، مؤثر مركزي

إليه. تهدف كانت ما غري إىل الجنوح إىل الثورات ببعض أدى أو

فالخالصة تكمن يف عدم وجود دولة قادرة وحدها عىل أن تهيمن



لهذا املرشحة اإلقليمية فالدول لها؛ وتخضعه األوسط الرشق عىل

الدور ال متتلك املقومات وال اإلمكانيات الداخلية أو الخارجية التي

تسمح لها بتحقيق ذلك، إضافة إىل وجود عوائق عاملية متنع ذلك.

االقتصاد كلية عميد الدين هالل، الدكتور عيل إليه أشار ما وهذا

والعلوم السياسية األسبق يف جامعة القاهرة؛ إذ يرى يف كتابه "دراسة

الوحدة دراسات مركز عن الصادر العربية" السياسية العالقات يف

العربية، »أنه إىل جانب عدم رغبة كل دولة يف صعود دولة أخرى

دولة استئثار دون تحول الواقع معوقات أن إال املنطقة، لقيادة

واحدة بدور القيادة، أضف إىل ذلك الدور األمرييك املانع لكل طموح

الرشق يف تظهر أن املتحدة الواليات مصلحة من فليس مستقل،

األوسط قوة مستقلة اسرتاتيجيا عن املنطق األمرييك(3)«.

قوى تفرز مل األوسط الرشق منطقة أن إىل بيك()) مارتن ويشري

متداخلة تأثريات نتيجة القوى تلك ظهرت وإمنا مؤثرة، إقليمية

ومعقدة داخلية وخارجية، وليس أقوى الالعبني السياسيني يف منطقة

الرشق األوسط من بني دوله، ولكن خلف املحيط األطليس؛ الواليات

املتحدة األمريكية وقبل ذلك القوى االستعامرية التقليدية؛ بريطانيا

وفرنسا إبان الحرب العاملية الثانية(5).

تحوالت عىل العربية وتشهده من املنطقة ما شهدته اعتامدا عىل

املستويات كافة، وعىل ما جاء يف الكتاب من تحليالت تتعلق بالدور

اإلقليمي، وأن القوى اإلقليمية فيه تخضع لتغريات وتحوالت ليست

قوى ظهور ستشهد األوسط الرشق منطقة إن القول ميكن ثابتة،

تربز اإلقليمي؛ القرار يف محورية دوال تكون ألن مرشحة إقليمية

ساهم إذ العربية؛ املنطقة يف وفاعلة محورية قوة هنا السعودية

الضغط السعودي إىل حد كبري يف إنقاذ اليمن من الدخول يف حرب

تأثري لها التي اإلقليمية الدول بعض لها يسعى كان مدمرة أهلية

قوي فيه، بعد أن أجرب الرئيس اليمني السابق عيل عبد الله صالح

عىل الخروج وتسليم البالد لحكومة وطنية؛ "فالنجاح السعودي" يثري

تساؤال حول تراجع النفوذ اإليراين الذي ال يزال يقدم الدعم للحوثيني

إضافة ودوليا. إقليميا املدعومة الوطنية الحكومة يقاتلون الذين

دور تراجع ورمبا تأثريا، أكرث فاعال بوصفه الرتيك الدور تعزيز إىل

بعض القوى األخرى بفعل الضغط العاملي وما أنتجته األحداث التي

القرن الثاين من العقد األول من النصف العربية يف البالد شهدتها

الثورات بعد التشكيل إعــادة األوســط: الرشق يف اإلقليمية "القوى عن: 3 منقول شوهد ،(015 حزيران/يونيو 7 للدراسات، الجزيرة مركز الحسن(مراجع)، عمر العربية"،

يف 30/)/016)، يف:http://studies.aljazeera.net/bookrevision/(015/06/(0156711(555(((30.htm

4 أستاذ دراسات الرشق األوسط املعارص يف جامعة هامبورغ.

5 "القوى اإلقليمية يف الرشق األوسط".

الحايل، ويف ذلك إشارة إىل الدور اإليراين(6). وعىل الرغم من ذلك، فإن

التدخل السعودي يف اليمن مل ينه حتى اآلن الحرب يف اليمن التي ال

تزال مستمرة، األمر الذي يطرح تساؤال بخصوص ماهية النجاح الذي

حققته السياسة السعودية يف وضع حد لالقتتال الدائر يف اليمن.

يف الجانب اآلخر، يعاين الكتاب مشكلتني أساسيتني: تتمثل األوىل بأنه

أهمل عن قصد أو عن غري قصد دور الفاعل الرئيس ليس يف الواقع

العريب فحسب، بل يف املرسح العاملي؛ أي الواليات املتحدة األمريكية

إضافة إىل أوروبا دوال منفصلة أو منضوية تحت راية االتحاد األورويب،

مع أنه أشار إىل أهمية بل إىل مفصلية دور الواليات املتحدة والغرب

األورويب وتأثريه يف مسرية ما يحدث يف املنطقة العربية.

ال "الثورات" هذه أغلب بأن فتتعلق الثانية األساسية املشكلة أما

يزال مستمرا إىل الوقت الحارض مع ما الزمه من تغريات وتطورات

محلية وإقليمية ودولية؛ فاألزمة السورية شهدت تطورات كبرية عىل

املستوى اإلقليمي والدويل كالتدخل الرويس، وقبله تفاقم وجود تنظيم

الدولة اإلسالمية يف العراق والشام (داعش) والتحالف الدويل ضده،

املقاتالت إسقاط خلفية عىل الروسية - الرتكية العالقات وتدهور

الرتكية الطائرة الروسية، والتفجريات التي شهدتها العاصمة الفرنسية

"منطقة إنشاء عن املراجعة، هذه إعداد عند والحديث، باريس،

آمنة"، والتدخل األمرييك الفرنيس الربيطاين املبارش ضد تنظيم الدولة

يف سورية. وال ميكن إهامل مسرية قضية الالجئني وتداعياتها اإلنسانية

التطور اآلخر، ورمبا لن أما الداخل األورويب. السياسية يف وتأثرياتها

بقيادة اإلرهاب ضد اإلسالمي التحالف إنشاء فهو األخري، يكون

العاملي يف الفشل الرياض. ولعل السعودية ومقره العربية اململكة

التي النتائج واإلفرازات كل السورية هو عنوان األزمة التعامل مع

تركتها؛ فام تحت رماد األزمة أكرب بكثري مام هو فوقها، ولن يظهر إال

إذا وضع حد لهذه األزمة.

إىل حدثني بالتاريخ الكتاب يعود الرتيك، الدور عن الحديث وعند

وانتصار ،(000 عام يف تم األول املعارص: تركيا تاريخ يف مفصليني

حزب العدالة والتنمية الرتيك يف االنتخابات التي جرت يف ذلك العام.

الحزب. يعد الذي شهد تعزيز سلطة الثاين يف عام 007) والحدث

العريب. العامل يف تركيا صورة تغيري يف ساهام إذ حاسمني الحدثان

تغيري اللذين ساهام يف األساسيني العنرصين أن إىل الباحث ويشري

النموذج الرتيك يف االزدهار والتنمية االقتصادية، هذه الصورة هام:

املنطقة يف الرويس التدخل أن إىل يشري فالبعض الفرضية. هذه حول خالف 6 هناك أدى إىل تراجع الدور اإليراين وتأثريه، بينام يرى البعض اآلخر أن االتفاق النووي بني إيران والواليات املتحدة األمريكية وأوروبا مثل نجاحا إليران من جهة وفتح الطريق أمامها لالستمرار يف مامرسة الدور الذي كانت متارسه يف األساس يف املنطقة مكرسا بذلك حقيقة كون إيران

العبا إقليميا فاعال ومؤثرا ال ميكن تجاهله.

العدد 20


االقتصادية القوة الدولة تركيا جعل الذي نفسه النموذج وهو

من العديد يف يقلد أن ميكن منوذجا وكان عامليا. عرشة السابعة

البلدان العربية. أما العنرص اآلخر فتمثل بالجدال الشفهي املتلفز بني

رجب طيب أردوغان وشمعون برييز يف قمة دافوس االقتصادية يف

31 كانون الثاين/ يناير 009)، األمر الذي جعل أردوغان وتركيا رمزين

يتغنى بهام العرب. واستعرض الباحث أيضا كيف تعاملت أنقرة مع

الخالفات الثورية من تونس إىل مرص ثم باقي البالد العربية. ويعود

الباحث ليشري إىل أن السياسة الخارجية لرتكيا التي يصفها باملهيمنة

(ص 37)، مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياسات الداخلية. ويعرج الباحث

عىل موضوع "تركيا من قوة إىل حزب العدالة والتنمية ككيان سيايس

البالد يف املحافظة الدينية األحزاب وبني بينه ويقارن محافظ"،

العربية التي شهدت ثورات كحركة النهضة يف تونس وحزب الحرية

والعدالة يف مرص. ويختم الباحث بحثه بالقول إن هذا األمر سيحدد

مستقبل املنطقة بحسب املعطيات املتاحة. ويركز عىل أن مستقبل

حزب أو النموذج تركيا خالل من والتنمية العدالة وحزب تركيا

العدالة والتنمية الحاكم وصاحب السلطة.

فضاء إعالمي جديد يكسر االحتكار الحكومي لوسائل اإلعالم

لعل الحقيقة التي أشار إليها الباجي القروي هي تلك التي ظهرت مع

كل "الثورات" التي اجتاحت البالد العربية بشكل أو بآخر؛ وهي أن

الساحات واألمكنة التي احتضنت االحتجاجات والتظاهرات قدمت

آنيا صورة إيجابية عن اللحمة الوطنية وساهمت ولكن لوقت قصري

االنقسامات فيه الذي أخفت الوقت املثالية يف الوطنية يف تجديد

العميقة عىل املستويات االجتامعية والدينية والسياسية والوطنية.

اإلعالم وسائل تطور تاريخ كويجانو غونزاليس إيفس يستعرض

القرن بداية اإلنرتنت يف العربية منذ االستقالل حتى دخولها عرص

الواحد والعرشين. ويقدم أرقاما تدل عىل التطور الرسيع واملذهل

لإلنرتنت ومستخدميها العرب: من مليون مستخدم لإلنرتنت يف عام

اللغة الذي جعل 001) إىل 0)1 مليون مستخدم عام )01) األمر

العربية اللغة السابعة املستخدمة لإلنرتنت يف العامل.

أهم أنها عىل نفسها تقدم مل الحديثة االتصال ووسائل فاإلنرتنت

وسائل الحصول عىل املعرفة ومواكبة ما يحدث فحسب، بل ظهرت

العامل من خالل والتغيري وأخطرها يف التعبري أنها أهم وسائل عىل

سياسية وتوجهات اجتامعية ومنظومات سلوكيات تغري يف تأثريها

قامئة. فالعالقة القوية بني الحركات العربية ووسائل االتصال الحديثة

أظهرت هذه الحقيقة؛ إذ بوصفها فضاء رحبا ميكن من خالله التعبري

مبارشة عام يحدث، ساهمت يف إظهار ما يحدث ونرشه عىل نطاق

واسع، مانعة بذلك أي إمكانية لحجبه أو تزويره، أما تأثري التحركات

االتصال وسائل دور تكريس يف فساهم العربية البالد بعض يف

الحديثة ومواقع التواصل االجتامعي يف نقل صورة حية وحقيقية دون

الخضوع لضغوط أخرى. إضافة إىل ذلك، فإن "ثورات الربيع العريب"

وتأثريها اإلنرتنت، سيام ال الحديثة، االتصال وسائل دور تظهر مل

الحاسم والفعال فيها فحسب، بل افرتضت استمرارية هذا التأثري من

جهة وكونها متثل مناسبة لتجديد عالقة اإلنرتنت بكل تفاصيل الحياة

العربية االجتامعية واالقتصادية والسياسية، وتطوير دورها.

فالحديث هنا عن ثورة دليلها األسايس نشطاء اإلنرتنت والصحفيون

االجتامعي الــرصاع يف اإلعــالم وسائل دور إىل يشري الوطنيون،

واالنتفاضات الثورية. فدور وسائل اإلعالم وقناة "الجزيرة" عىل وجه

إطالق إىل تعداه بل يحدث ما توصيف عىل يقترص مل الخصوص

التعابري واملصطلحات عىل الثورة املرصية مثل "انتفاضة" و"مسرية"

و"ثورة شعبية"، وهو بذلك يجري مقارنة مع انتفاضة البحرين األقل

أهمية. كام يشري الكتاب إىل دور صحيفة الرشق األوسط السعودية

التي كانت أقل حيادية من شبكة الجزيرة اإلخبارية القطرية. فهاتان

الوسيلتان اإلعالميتان مارستا تأثريا تجاوز حدود البالد العربية. ومن

الوسائل اإلعالمية املستقلة األخرى مجلة الوسط البحرينية املدعومة

من مصالح شيعية، واملرصي اليوم التي تديرها مجموعة من رجال

األعامل املقربني من املعارضة.

وتشري سارة بن نفيسة إىل دور الصحافة الخاصة التي ميولها رجال

مستقلة إعالمية نربة وتبنيها اإلعالمي االحتكار كرس يف أعامل

تتعلق التي للمعلومات األساسية املصادر أن وتضيف ومعارضة.

بالحركات االجتامعية هي الصحافة الخاصة املستقلة. إضافة إىل أن

املحاوالت لتقديم أرقام مهمة عن هذه االحتجاجات تعتمد أساسا

عىل ثالث صحف خاصة هي: البديل، واملرصي اليوم، والدستور.



جغرافية الثورات ومجتمعاتهاالثورات تفسري إىل الكتاب يف املشاركني الباحثني بعض يلجأ

العربية عىل أساس االمتداد الجغرايف (املجال املكاين) لهذه الثورات

توماس فحسب والقبلية)؛ (الطائفية، بها قامت التي واملجتمعات

"الطبيعة إن إدينربغ، املعارص يف جامعة اإلسالم الباحث يف برييت

إىل تفرس التي هي العربية األنظمة لبعض والعائلية الطائفية

األنظمة، فهذه واستقرارها". األنظمة هذه استمرارية كبري حد

صلبة قاعدة متتلك ال هشة أنظمة باألساس هي تعبريه، حد عىل

املعارضني املفرطة ضد القوة استخدام إىل تلجأ لذلك إليها، تستند

واملحيط االجتامعي لكبح أي معارضة أو أي شكل من أشكال الحرية

لها كانت التي االقتصادية الحرية مفضلة السياسية، والدميقراطية

نتائج عكسية عىل الطبقات االجتامعية.

ويف الحالة الليبية يظهر الطابع الثنايئ املتعارض؛ الدولة ضد القبيلة

محطة أو والهجرة األفرقة، أو والعروبة الغرب، مقابل يف والرشق

مهاجرين. فليبيا القبلية والبدوية تم النظر إليها وبشكل رسيع عىل

أنها العنرص األسايس الذي يفرس عنف "الربيع العريب" عىل النموذج

الليبي الذي تحول إىل حرب أهلية قاتلة. فليبيا هي القذايف والعكس

بأن الليبية للثورة واالجتامعي الجغرايف التفسري ويتمثل صحيح.

نظام ضد األوىل األساسية التحركات منها انطلقت التي املناطق

القذايف هي مدن البيضاء وبرقا ودرنا وبنغازي عىل وجه الخصوص.

الذاكرة وتعكس هذه الجغرافية (السنوسية) بحسب أوليفييه بليز

امللكية. ونهاية 1969 عام منذ الجامهريية ضد للتمرد التاريخية

الغرب، وطرابلس رست بني املمتدة املناطق هذه أن إىل إضافة

شهدت حركات إسالمية معارضة للسلطة ذات طابع ديني وسيايس،

قبل أن يتم سحق هذه الحركات يف التسعينيات.

شهدتها التي الهجرة بني العالقة مسألة بطرحه الكتاب ويتفرد

املصدرة البلدان من الكثري يف االجتامعية وتأثرياتها العربية البالد

واملهاجرين الهجرة مسألة بني ويربط للمهاجرين. واملستضيفة

السكان علوم يف فالباحثة السياسية. - االجتامعية والديناميات

يف الهجرات دور تحلل أن تحاول إير بل دو فرانسواز واالجتامع

الدراسات من الدراسة هذه إن القول وميكن العربية. التحركات

هذا تناولت التي املجال، هذا يف والريادية واملميزة الفريدة

الباحثة إبرازها هي املوضوع وتأثرياته. فاملهمة األوىل التي حاولت

األثر الدميوغرايف يف بنية املجتمعات العربية وآلية منوها. فالعوامل

العربية ومعارضة األنظمة البالد أثرت يف أوضاع التي الدميوغرافية

املهاجرين بخصوص املفتوح الباب بسياسة تتعلق فيها الحاكمة

العاطلني عن العمل واملعارضني، ما عزز منو تركيبة اجتامعية جديدة

إضافة حدودها أوروبــا وإغالق جهة. من اإلقليم مجتمعات يف

للباحثني األوىل الوجهة الخليج، دول يف العمل سوق انكامش إىل

فالبلدان ثانية. التوجه من جهة الرثاء، حفزا إىل حد كبري هذا عن

العربية (دول الخليج العريب، وليبيا) من أكرث البلدان التي استقبلت

املهاجرين من البلدان العربية أو اآلسيوية بينام ظهرت دول املغرب

العريب بدءا من عام 000) محطات عبور ملوجات من املهاجرين إىل

أوروبا من البلدان التي شهدت نزاعات (السودان، وتشاد، والصومال،

وإريرتيا). يضاف إىل ذلك ارتباط عدم التكافؤ بني الوصول إىل الهجرة

الدولية وعدم املساواة اإلقليمية يف التطور والنمو. والهجرات العربية

ذات منوذجني مختلفني من التأثري: أولهام هو الهجرة االقتصادية التي

النموذج أما بالحصول عىل مورد مايل. العمل للعاطلني عن تسمح

الثاين من الهجرة فهو الهجرة السياسية؛ فالهجرة هي محرك الطالق

بني األنظمة والسكان.

العربية الدول تدفع كانت التي األسباب أهم أن من الكتاب يرى

إىل تشجيع سياسة الباب املفتوح أمام املهاجرين، حاميل الشهادات

معارضة بتشكيل هؤالء قيام منع هو الخصوص، وجه عىل العليا

لتحليل التونسية واألردنية مرجعية مفيدة الحالتان داخلية. ومتثل

ثنائية هجرة / عدم هجرة، االنقسام االجتامعي-السيايس واالنقسام

والتوترات االقتصادية والحالة الهجرة عدم بني والعالقة السيايس

السياسية. فاألردن شهد احتجاجات منتظمة منذ عام 010)، وإن مل

تصل هذه االحتجاجات إىل حد تهديد نظام حكم امللك األردين عبد

الله الثاين، وازدهرت مدن الوسط والشامل األردين (عامن، والزرقاء،

وإربد) بفضل موجات الهجرة التي جاءت إليها من دول أخرى؛ من

العراقيني وهجرة و1991، و1967 19(8 السنوات خالل فلسطني

املناطق فإن املقابل، يف .(003 عام من وابتداء التسعينيات خالل

أساسا يقطنها التي والرشق الجنوب يف الصغرية واملدن الحرضية

أردنيون، تعاين نقصا يف البنية التحتية وعدم اهتامم الحكومة بتطوير

جبهة تشكيل شهدت التي هي عمل، فرص وخلق املناطق هذه

معارضة للهاشميني. ويجب اإلشارة إىل أن األحداث العربية وال سيام

السورية قد أجربت امللك األردين عبد الله الثاين عىل فرض اإلصالح

من األعىل لتفادي أي انعكاسات لألزمة السورية. إال أن املشكلة التي

العدد 20


كبرية درجة إىل هشا األردين املجتمع كون هي اململكة ستعانيها مام يجعله أقل مقدرة عىل املقاومة أمام ما ميكن أن تفرزه املوجة

الكبرية من الالجئني السوريني إىل البالد.

أزمات قبل ما بني ومتباين مزدوج بدور العامة األماكن وقامت

"الربيع العريب" وما بعدها؛ إذ بعد أن كانت أماكن خاضعة للسلطة

يف حاسم بدور اإلنرتنت شبكة واضطلعت رمزية. أماكن أصبحت

تجنيد املتظاهرين وتجميعهم، شأنها شأن املساجد والشوارع يف دول

أخرى، وهي يف الوقت نفسه نقاط انطالق االحتجاجات وأماكن ترمز

للغضب الشعبي. ففي هذا اإلطار يتحدث الباجي القروي عن رمزية

ميدان التحرير يف الثورة املرصية، امليدان الذي حمل أسامء كثرية قبل

الثورة املرصية 011) التحرير خالل أن يطلق عليه اسم جمهورية

(سمي التحرير عام 1955). فجمهورية التحرير ال متثل عالمة رمزية

للثورة املرصية فحسب بل هي ذاكرة تاريخية مرصية غنية، وهي يف

النهاية مثلت الغضب الشعبي العارم الذي أدى يف النهاية إىل سقوط

الوطنية األفكار لتجديد رمزا مثلت ثم، ومن مبارك، نظام حسني

مكان التحرير مختلفة: مفاهيم التحرير ساحة وحملت املرصية.

والتحرير جديد، وسيايس اجتامعي لنظام مخترب والتحرير مثايل،

منوذج يغرد خارج الرسب يف الوطن العريب وخارجه.

خاتمةيطرحها التي نفسها األسئلة وهي أساسية. أسئلة الكتاب يطرح

الشارع العريب. وهي: ملاذا بدأ بعض االحتجاجات ثورات ضد األنظمة

القامئة وانتهى إىل غري ذلك؟ وملاذا تأخرت؟ وحتى ال نبالغ إن قلنا

إنها مل توفق يف تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها. وملاذا سهرت

االحتجاجات هذه تهميش عىل والدولية اإلقليمية الفاعلة الدول

وتغيري مسارها أو طبيعتها (عسكرتها، أو مذهبتها، أو تطييفها)؟ أما

املرصية ضد الثورة نجحت ملاذا فهي: العريب الشارع أسئلة بعض

األكرث السييس نظام أمام وفشلت الدكتاتوري مبارك حسني نظام

"دميقراطية" فشلت وملاذا وإرسائيل؟ ألمريكا ومسايرة دكتاتورية

املرصيني مطلب أنها العلم مع املسلمني واإلخــوان مريس محمد

أنفسهم وهدفهم؟ فالكتاب ميثل قاعدة مهمة لفهم ما يجري عىل

الساحة العربية من وجهة نظر غربية، وإن كان بعضها غري مختص،

مع الغرب بها يتعامل التي الطريقة عن صورة لنا يقدم أنه إال

لفهم أيضا مهم والكتاب العربية. القضايا وال سيام املنطقة قضايا

يف العربية املنطقة خريطة عن صورة وتكوين اإلقليمي، املوقف

املستقبل أيضا من وجهة نظر غربية غري عربية، لكنها مطلعة عىل

أدق التفاصيل ومتابعة أهم األحداث واملجريات التي رافقت مسرية

ثورات "الربيع العريب"، وهي يف الوقت نفسه أكرث حيادية من كثري

من الكتابات أو الطروحات اإلعالمية العربية.

اإلقليمي؟ املستوى عىل العريب" "الربيع أزمات ستفرزه الذي فام

التحالف العربية: للمنطقة اإلقليمية الخريطة معطيات هي وما

السعودي -الرتيك وبشكل أقل الرتيك -القطري سيؤدي إىل بروز فواعل

إقليمية أكرث تأثريا قد تفيض - إضافة إىل التدخل الرويس يف سورية -

إىل تراجع دور إيران أمام الرفض العريب والدويل لهذا الدور. ويبقى

السورية وال سيام األزمة األمن ودوره يف حل التساؤل عن مجلس

ديسمرب األول/ كانون (3 يف الصادر ((59 األخري قراره من خالل

لألزمة حل إيجاد بشأن مرة ألول باإلجامع تبنيه تم الذي (015

السورية، مع العلم أن هذا القرار قد طرح تساؤالت أكرث من كونه قد

أوجد إجابات لوضع نهاية لألزمة يف سورية. وأخريا، ما مدى فاعلية

الصادر يف 7) الدويل األمن -األمرييك وقرار مجلس الرويس االتفاق

حل يف سورية يف النار إطالق بوقف القايض (016 فرباير شباط/

األزمة السورية؟ وما هي فرص نجاح مفاوضات جنيف األخرية التي

انطلقت يف شهر آذار/ مارس 016) يف وضع حد لألزمة التي تعيشها

سورية منذ نحو خمس سنوات؟

ينته مل العريب" "الربيع أزمات وأغلب (01( عام يف الكتاب صدر

واإلقليمية املحلية تفاعالته أو نتائجه أو إفرازاته تتوقف بعد، ومل

ملا املوضوع، هذا عن جديد من الباحثون يكتب ورمبا والدولية.

حملته الفرتة التي أعقبت صدور الكتاب من تطورات تستحق فعال

أن يعاد النظر فيها والكتابة عنها.

املعياري الدويل الرقم السياسات. تحمل لألبحاث ودراسة العريب املركز "سياسات عربية" مجلة محكمة تصدر عن مجلة

ISSN: (307)-1583). وقد صدر عددها األول يف آذار/ مارس 013). وهي مجلة محكمة تصدر مرة واحدة كل شهرين،

ولها هيئة تحرير اختصاصية وهيئة استشارية دولية فاعلة ترشف عىل عملها. وتستند إىل ميثاق أخالقي لقواعد النرش فيها

والعالقة بينها وبني الباحثني. وبعد ثالث سنوات من الخربة، والتفاعل مع املختصني واملهتمني، صدر خاللها من املجلة مثانية

عرش عددا، أعادت املجلة هيكلة نفسها مبا يتوافق مع املواصفات الشكلية واملوضوعية للمجالت الدولية املحكمة. كام تستند

إىل الئحة داخلية تنظم عمل التحكيم، وإىل الئحة معتمدة باملحكمني يف االختصاصات كافة.

تعنى املجلة باملقاالت والدراسات والبحوث وباألوراق البحثية عموما يف مجاالت العلوم السياسية والعالقات الدولية، والسياسات

املقارنة، والنظم املؤسسية الوطنية أو اإلقليمية والدولية، مبا يف ذلك دراسات الحاالت والسياسات، وعمل النظم السياسية

والسلوك السيايس للحكومات والقوى السياسية واالجتامعية والحزبية وسائر الفاعلني االجتامعيني - السياسيني، واتجاهات

املجتمع املدين واملشاركة السياسية واالجتامعية. ويندرج يف هذا السياق اهتاممها بالسياسات العمومية وبالدراسات األمنية

والرصاعات والحروب والتهجري الهجرة وقضايا العام الرأي ودراسات الدويل، والتعاون الديبلوماسية وقضايا واإلسرتاتيجية

األهلية وقضايا حقوق اإلنسان. وتهتم بصورة خاصة مبرحلة االنتقال السيايس العامة الجارية يف الوطن العريب، وال سيام منها

مراحل االنتقال الدميقراطي عىل املستويات السياسية كافة، وما يتعلق بها من جوانب قانونية دستورية ومؤسسية.

العريب لألبحاث ودراسة املركز املجلة يف عملها إىل وحدتني نشطتني يف التحريرية واالستشارية، تستند الهيئتني إضافة إىل

السياسات، هام "وحدة تحليل السياسات" ووحدة "املؤرش العريب" الذي يصدر تقريره كل عام. وتتكامل يف عملها مع برنامج

العلوم السياسية يف معهد الدوحة للدراسات العليا، ومع برنامج "التحول الدميقراطي" يف املركز.

تعتمد مجلة "سياسات عربية" املواصفات الشكلية واملوضوعية للمجالت الدولية املحكمة، وفقا ملا ييل:

ا أو نرش ما يشبهه يف أي وسيلة نرش أوال: أن يكون البحث أصيال معدا خصيصا للمجلة، وأال يكون قد نرش جزئيا أو كلي

إلكرتونية أو ورقية، أو قدم يف أحد املؤمترات العلمية من غري املؤمترات التي يعقدها املركز، أو إىل أي جهة أخرى.

ثانيا: أن يرفق البحث بالسرية العلمية للباحث باللغتني العربية واإلنكليزية.

ثالثا: يجب أن يشتمل البحث عىل العنارص التالية:

عنوان البحث باللغتني العربية واإلنكليزية، وتعريف موجز بالباحث واملؤسسة العلمية التي ينتمي إليها وآخر إصداراته

باللغتني العربية واإلنكليزية.

(Key Words) امللخص التنفيذي باللغتني العربية واإلنكليزية يف نحو 100 - 5)1 كلمة لكل لغة، والكلامت املفتاحية

الرئيسة، والطرق املستخدمة يف بحثها، البحث امللخص بجمل قصرية ودقيقة وواضحة إشكالية امللخص، ويقدم بعد

والنتائج التي توصل إليها البحث.

تحديد مشكلة البحث، وأهداف الدراسة، وأهميتها، واملراجعة النقدية ملا سبق وكتب عن املوضوع، مبا يف ذلك أحدث

ما صدر يف مجال البحث، وتحديد مواصفات فرضية البحث أو أطروحته، ووضع التصور املفاهيمي وتحديد مؤرشاته

بيبليوغرافية بقامئة البحث مذيال يكون أن والنتائج، واالستنتاجات. عىل والتحليل البحث، الرئيسة، ووصف منهجية

تتضمن أهم املراجع التي استند إليها الباحث إضافة إىل املراجع األساسية التي استفاد منها ومل يرش إليها يف الهوامش.

وتذكر يف القامئة بيانات البحوث بلغتها األصلية(األجنبية) يف حال العودة إىل عدة مصادر بعدة لغات.

أن يتقيد البحث مبواصفات التوثيق وفقا لنظام اإلحاالت املرجعية الذي يعتمده املركز) ملحق 1: أسلوب كتابة الهوامش

وعرض املراجع).

ال تنرش املجلة مستالت أو فصوال من رسائل جامعية أقرت إال بشكل استثنايئ، وبعد أن يعدها الباحث من جديد للنرش

يف املجلة، ويف هذه الحالة عىل الباحث أن يشري إىل ذلك، ويقدم بيانات وافية عن عنوان األطروحة وتاريخ مناقشتها

واملؤسسة التي جرت فيها املناقشة.

أن يقع البحث يف مجال أهداف املجلة واهتامماتها البحثية.

تهتم املجلة بنرش مراجعات نقدية للكتب املهمة التي صدرت حديثا يف مجاالت اختصاصها بأي لغة من اللغات، رشط

أال يكون قد مىض عىل صدورها أكرث من ثالث سنوات، وأال يتجاوز عدد كلامتها 800) - 3000 كلمة. ويجب أن يقع

هذا الكتاب يف مجال اختصاص الباحث أو يف مجال اهتامماته البحثية األساسية، وتخضع املراجعات إىل ما تخضع له

البحوث من قواعد التحكيم.

تفرد املجلة بابا خاصا للمناقشات لفكرة أو نظرية أو قضية مثارة يف مجال العلوم السياسية والعالقات الدولية ال يتجاوز

عدد كلامت املناقشة 800) - 3000 كلمة، وتخضع املناقشات إىل ما تخضع له البحوث من قواعد التحكيم.

البيبليوغرافية والقامئة اإليضاحية، والهوامش املرجعية اإلحاالت يف املراجع ذلك يف مبا البحث، كلامت عدد يراوح

وكلامت الجداول يف حال وجودها، وامللحقات يف حال وجودها، بني 6000 - 8000 كلمة، وللمجلة أن تنرش، بحسب

تقديراتها وبصورة استثنائية، بعض البحوث والدراسات التي تتجاوز هذا العدد من الكلامت.

يف حال وجود مخططات أو أشكال أو معادالت أو رسوم بيانية أو جداول، ينبغي إرسالها بالطريقة التي استغلت بها يف

األصل بحسب برنامجي اكسل(Excel) أو وورد(Word)، وال تقبل األشكال والرسوم والجداول التي ترسل صورا.

دقيقا يف موضوع اختصاصا املختصني املحكمني به محكامن من يقوم تام، تحكيم رسي إىل كل بحث يخضع رابعا:

البحث، ومن ذوي الخربة العلمية مبا أنجز يف مجاله، ومن املعتمدين يف قامئة املحكمني - القراء يف املركز. ويف حال تباين

تقارير املحكمني، يحال البحث إىل محكم مرجح ثالث. وتلتزم املجلة موافاة الباحث بقرارها األخري؛ النرش/ النرش بعد

إجراء تعديالت محددة/ االعتذار عن عدم النرش، وذلك يف غضون شهرين من استالم البحث.

خامسا: تلتزم املجلة ميثاقا أخالقيا يشتمل عىل احرتام الخصوصية والرسية واملوضوعية وعدم إفصاح املحررين واملراجعني

وأعضاء هيئة التحرير عن أي معلومات بخصوص البحث املحال إليهم إىل أي شخص آخر غري املؤلف واملحكمني وفريق

التحرير (ملحق )).

تلتزم املجلة جودة الخدمات التدقيقية والتحريرية التي تقدمها للبحث... إلخ.

يخضع ترتيب نرش البحوث إىل مقتضيات فنية ال عالقة لها مبكانة الباحث.

ال تدفع املجلة مكافآت مالية عن املواد - من البحوث والدراسات واملقاالت - التي تنرشها؛ مثلام هو متبع يف الدوريات

العلمية يف العامل. وال تتقاىض املجلة أي رسوم عىل النرش فيها.

ملحق 1

أسلوب كتابة الهوامش وعرض المراجع

الكتب

اسم املؤلف، عنوان الكتاب، اسم املرتجم أو املحرر، الطبعة، اسم السلسلة - مبا يف ذلك رقم املجلد أو العدد املستخدم (مكان

النرش: النارش، تاريخ النرش)، رقم الصفحة.

أمثلة:

- نبيل عيل، الثقافة العربية وعرص املعلومات، سلسلة عالم املعرفة 65) (الكويت: املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب،

كانون الثاين / يناير 001))، ص 7)).

- كيت ناش، السوسيولوجيا السياسية املعارصة: العوملة والسياسة والسلطة، حيدر حاج إسامعيل (مرتجم) (بريوت: املنظمة

العربية للرتجمة، 013))، ص 116.

ويستشهد به يف الهامش الالحق غري املوايل مبارشة عىل النحو التايل: ناش، ص 116. (ما مل يكن هناك أكرث من مرجع واحد

للمؤلف نفسه، ويف هذه الحالة يتم استخدام العنوان مخترصا: ناش، السوسيولوجيا، ص 116).

أما يف قامئة املراجع فريد عىل النحو التايل: ناش، كيت. السوسيولوجيا السياسية املعارصة: العوملة والسياسة والسلطة، حيدر

حاج إسامعيل (مرتجم) (بريوت: املنظمة العربية للرتجمة، 013)).

ويف حال املؤلف الذي اشرتك يف تأليفه أكرث من ثالثة مؤلفني، يكتب اسم املؤلف الرئيس أو املحرر أو املرشف عىل تجميع

(إدارة) املادة مع عبارة "وآخرون".

العربية، 1991)، الوحدة دراسات (بريوت: مركز ( العريب، ط القومي الفكر تحليل مضمون السيد يسني وآخرون، مثال:

ص 109.

ويستشهد به يف الهامش الالحق: يسني، ص 109.

الوحدة دراسات مركز (بريوت: ( ط العريب، القومي الفكر مضمون تحليل وآخرون. السيد يسني، املراجع: قامئة ويف

العربية، 1991).

الدوريات

مقالة يف دورية: اسم املؤلف، "عنوان الدراسة أو املقالة"، اسم املجلة، املجلد و / أو رقم العدد (سنة النرش)، رقم الصفحة.

مثال: محمد حسن، "األمن القومي العريب"، إسرتاتيجيات، املجلد 15، العدد 1 (009))، ص 9)1.

يف قامئة املراجع: حسن، محمد. "األمن القومي العريب"، إسرتاتيجيات، املجلد 15، العدد 1 (009))، ص 0)1 – 350 (أرقام

صفحات املقالة).

يف الهوامش وقامئة املراجع العربية ينبغي أن يكون عنوان الكتاب أو املجلة بالخط العريض، وباللغة األجنبية بالخط املائل.

مقاالت الجرائديشار إليها فقط يف الهوامش، وليس يف قامئة املراجع.

مثال: إيان بالك، "األسد يحث الواليات املتحدة إلعادة فتح الطرق الدبلوماسية مع دمشق"، الغارديان، 17/)009/0).

المنشورات اإللكترونيةيشار إليها فقط يف الهوامش، وليس يف قامئة املراجع، وينبغي أن تتضمن اإلحالة تاريخ الزيارة (املشاهدة).

مثال: ييل صالحي، "العنوان"، االنتفاضة اإللكرتونية، 010/9/3)، عىل الرابط:

مقابالت شخصيةاسم الشخص، نوع املقابلة (مقابلة شخصية أجراها؟، مقابلة عرب الهاتف، مقابلة بالربيد اإللكرتوين، وغريها)، املكان، والتاريخ.

مثال: توين بلري، مقابلة شخصية أجراها؟، لندن، 006/08/3).

ملحق 2

أخالقيات النشر في مجالت المركز العربي لألبحاث ودراسة السياساتتعتمد مجالت املركز قواعد الرسية واملوضوعية يف عملية التحكيم، بالنسبة إىل الباحث واملحكمني عىل حد سواء، وتحيل

كل بحث قابل للتحكيم عىل محكمني معتمدين لديها من ذوي الخربة واالختصاص الدقيق مبوضوع البحث، لتقييمه

وفق نقاط محددة. ويف حال تعارض التقييم بني املحكمني، تحيل املجلة البحث عىل قارئ مرجح آخر.

تعتمد مجالت املركز محكمني موثوقني ومجربني ومن ذوي الخربة بالجديد يف اختصاصهم.

تعتمد مجالت املركز تنظيام داخليا دقيقا واضح الواجبات واملسؤوليات يف عمل جهاز التحرير ومراتبه الوظيفية.

ال يجوز للمحررين واملحكمني، باستثناء املسؤول املبارش عن عملية التحرير (رئيس التحرير أو من ينوب عنه) أن يبحث

الورقة مع أي شخص آخر، مبا يف ذلك املؤلف. وينبغي اإلبقاء عىل أي معلومة متميزة أو رأي جرى الحصول عليه من

خالل التحكيم قيد الرسية، وال يجوز استعامل أي منهام الستفادة شخصية.

للباحثني بحسب ما يستدعي األمر ذلك تقدم املجلة يف ضوء تقارير املحكمني خدمة دعم فني ومنهجي ومعلومايت

ويخدم تجويد البحث.

تلتزم املجلة بإعالم الباحث باملوافقة عىل نرش البحث من دون تعديل أو وفق تعديالت معينة، بناء عىل ما يرد يف تقارير

التحكيم، أو االعتذار عن عدم النرش، مع بيان أسباب االعتذار.

تلتزم مجالت املركز بجودة الخدمات التدقيقية والتحريرية والطباعية واإللكرتونية التي تقدمها للبحث.

احرتام قاعدة عدم التمييز: يقيم املحررون واملراجعون املادة البحثية بحسب محتواها الفكري، مع مراعاة مبدأ عدم

التمييز عىل أساس العرق أو الجنس االجتامعي أو املعتقد الديني أو الفلسفة السياسية للكاتب.

قاعدة عدم تضارب املصالح بني املحررين وبني الباحث، سواء كان ذلك نتيجة عالقة تنافسية أو تعاونية أو عالقات أخرى

أو روابط مع أي مؤلف من املؤلفني، أو الرشكات، أو املؤسسات ذات الصلة بالبحث.

تتقيد املجالت بعدم جواز استخدام أي من أعضاء هيئتها أو املحررين املواد غري املنشورة التي يتضمنها البحث املحال

عىل املجلة يف أبحاثهم الخاصة.

النسخة النهائية للبحث والتعديالت: تعرض املجلة النسخة املحررة شبه النهائية من البحث بصيغة PDF عىل الباحث

قبل النرش. ويف هذه املرحلة، ال تقبل أي تعديالت مهمة أو إضافات عىل البحث، إال ما كان من تصحيحات أو تصويبات

أو تعديالت طفيفة؛ وذلك ضمن أمد زمني وجيز جدا تحدده رسالة املجلة إىل الباحث.

املقاالت إىل بالنسبة الفكرية امللكية السياسات حقوق ودراسة لألبحاث العريب املركز ميلك الفكرية: امللكية حقوق

ا أو كليا، سواء باللغة العربية أو ترجمتها إىل لغات املنشورة يف مجالته العلمية املحكمة، وال يجوز إعادة نرشها جزئي

أجنبية، من دون إذن خطي رصيح من املركز العريب.

تتقيد مجالت املركز يف نرشها ملقاالت مرتجمة تقيدا كامال بالحصول عىل إذن الدورية األجنبية النارشة، وباحرتام حقوق

امللكية الفكرية.

املجانية. تلتزم مجالت املركز العريب مبجانية النرش، وتعفي الباحثني واملؤلفني من جميع رسوم النرش.

9. Conflict of interests: Editors and peer-reviewers should not consider manuscripts in which they have

conflict of interests resulting from competitive, collaborative or other relationships or connections

with any of the authors, companies, or institutions connected to the papers.

10. Confidentiality: Unpublished data obtained through peer-review must be kept confidential and

cannot be used for personal research.

11. Intellectual property and copyright: The ACRPS retains copyright to all articles published in its

peer-reviewed journals. The articles may not be published elsewhere fully or partially, in Arabic or

in another language, without an explicit written authorization from the ACRPS.

12. Siyasat Arabiya’s editorial board fully respects intellectual property when translating and publishing

an article published in a foreign journal, and will not proceed before getting the authorization from

the journal in question.

13. Siyasat Arabiya does not make payments for manuscripts published in the journal, and all authors

and researchers are exempt from publication fees.

Footnote

Tony Blair, interview by Fareed Zakaria, CNN, October (5, (015, at:

https://www.youtube.com/watch?v=V3AU36NjqRU

Annex II

Ethical Guidelines for Publication in Siyasat Arabiya

1. Siyasat Arabiya’s editorial board maintains confidentiality and adheres to objectivity in the peer-

reviewing process. It adopts an anonymized peer review process, where the editorial board selects

the appropriate reviewer to assess paper’s suitability for publication, according to specific criteria. In

case of a conflict between the reviewers regarding the publication assessment, a third peer-reviewer

will be selected.

2. Siyasat Arabiya relies on an accredited pool of experienced peer-reviewers who are up to date with

the latest developments in their field.

3. Siyasat Arabiya adopts a rigorous internal organization with clear duties and obligations to be

fulfilled by the editorial board.

4. Disclosure: With the exception of the editor in charge (editor-in-chief or those standing in for the

editor), neither the editors, nor the peer-reviewers, are allowed to discuss the manuscript with third

parties, including the author. Information or ideas obtained in the course of the reviewing and

editing processes and related to possible benefits must be kept confidential and cannot be used for

obtaining personal gain.

5. When needed, based on the reviewer report, the editorial board may offer researchers methodological,

technical and other assistance in order to improve the quality of their submissions.

6. Siyasat Arabiya’s editors commit to informing authors of the acceptance or otherwise of their

manuscripts, based on the reviewers’ report, or to notify in case of rejection, specifying the reasons.

7. The journal remains committed to providing quality professional copy editing, proof reading and

online publishing service.

8. Fairness: The editors and the reviewers evaluate manuscripts for their intellectual and scientific

merit, without regard to race, ethnicity, gender, religious beliefs or political views of the authors.

Corresponding Bibliographical Entries:

Google. “Google Privacy Policy.” Last modified March 11, (009, at: http://www.google.com/intl/en/

privacypolicy.html.

McDonald’s Corporation. “McDonald’s Happy Meal Toy Safety Facts.” Accessed July 19, (008 at:

http://www.mcdonalds.com/corp/about/factsheets.html.

Blog Entry or Comment

Footnote:

1. Jack, February (5, (010 (7:03 p.m.), comment on Richard Posner, “Double Exports in Five Years?,” The

Becker-Posner Blog, February (1, (010, at: http://uchicagolaw.typepad.com/beckerposner/(0100(//

double-exports-in-five-years-posner.html.

2. Jack, comment on Posner, “Double Exports.”

Corresponding Bibliographical Entry:

Becker-Posner Blog, The. http://uchicagolaw.typepad.com/beckerposner/.

E-mail or Text Message

E-mail and text messages may be cited in running text (“In a text message to the author on March 1,

(010, John Doe revealed . . .”) instead of in a note, and they are rarely listed in a bibliography. The

following example shows the more formal version of a note.

1. John Doe, e-mail message to author, February (8, (010.

Interviews and Personal Communication (3)

In citations for interviews and personal communications, the name of the person interviewed or the

person from whom the communication is received should be listed first. This is followed by the name

of the interviewer or recipient, if given, and supplemented by details regarding the place and date of the

interview/communication. Unpublished interviews and personal communications (such as face-to-face

or telephone conversations, letters, e-mails, or text messages) are best cited in text or in notes rather

than in the bibliography. Published interviews should be like periodical articles or book chapters.

3 Jessica Clements, Elizabeth Angeli, Karen Schiller, S. C. Gooch, Laurie Pinkert, and Allen Brizee. “Interviews and Personal Communication,” The Purdue OWL, March 1, (013.

Thesis of Dissertation

Footnote

1. Mihwa Choi, “Contesting Imaginaires in Death Rituals during the Northern Song Dynasty” (PhD

diss., University of Chicago, (008).

2. Choi, “Contesting Imaginaires.”


Choi, Mihwa. “Contesting Imaginaires in Death Rituals during the Northern Song Dynasty.” PhD diss.,

University of Chicago, (008.

Paper Presented at a Meeting or Conference

Footnote

1. Rachel Adelman, “ ‘Such Stuff as Dreams Are Made On’: God’s Footstool in the Aramaic Targumim

and Midrashic Tradition” (paper presented at the annual meeting for the Society of Biblical

Literature, New Orleans, Louisiana, November (1–((, (009).

2. Adelman, “Such Stuff as Dreams.”


Adelman, Rachel. “ ‘Such Stuff as Dreams Are Made On’: God’s Footstool in the Aramaic Targumim and

Midrashic Tradition.” Paper presented at the annual meeting for the Society of Biblical Literature, New

Orleans, Louisiana, November (1–((, (009.

Website

Footnote:

1. “Google Privacy Policy,” last modified March 11, (009, at: http://www.google.com/intl/en/

privacypolicy.html.

2. “McDonald’s Happy Meal Toy Safety Facts,” McDonald’s Corporation, accessed July 19, (008,

at:http://www.mcdonalds.com/corp/about/factsheets.html.

3. “Google Privacy Policy.”

4. “Toy Safety Facts.”

Corresponding Bibliographical Entry

Weinstein, Joshua I. “The Market in Plato’s Republic.” Classical Philology, no. 10( ((009): pp. (39–58.

Article in an Online Journal

Footnote:

1. Gueorgi Kossinets and Duncan J. Watts, “Origins of Homophily in an Evolving Social

Network,” American Journal of Sociology, no. 115 ((009): (11, accessed February (8, (010,

doi:10.1086599((7/ .(()

2. Kossinets and Watts, “Origins of Homophily,” p. (39.


Kossinets, Gueorgi, and Duncan J. Watts. “Origins of Homophily in an Evolving Social Network.” American

Journal of Sociology 115 ((009): (05–50. Accessed February (8, (010. doi:10.1086599((7/.

Article in a Newspaper or Popular Magazine

Footnote:

1. Daniel Mendelsohn, “But Enough about Me,” New Yorker, January (5, (010, p. 68.

2. Sheryl Gay Stolberg and Robert Pear, “Wary Centrists Posing Challenge in Health Care Vote,” New

York Times, February (7, (010, accessed at: February (8, (010, http://www.nytimes.com/(010(8/0(//

us/politics/(8health.html.

3. Mendelsohn, “But Enough about Me,” p. 69.

4. Stolberg and Pear, “Wary Centrists.”


Newspaper and magazine articles are commonly omitted from a bibliography, except when used in

formal version.

Mendelsohn, Daniel. “But Enough about Me.” New Yorker, January (5, (010.

Stolberg, Sheryl Gay, and Robert Pear. “Wary Centrists Posing Challenge in Health Care Vote.” The New

York Times, February (7, (010. Accessed February (8, (010. http://www.nytimes.com/(010(8/0(//us/

politics/(8health.html.

2 Include a DOI (Digital Object Identifier) if the journal lists one. A DOI is a permanent ID that, when appended to http://dx.doi.org/ in the address bar of an Internet browser, will lead to the source. If no DOI is available, list a URL. Include an access date only if one is required by your publisher or discipline.


Rieger, James. Introduction to Frankenstein; or, The Modern Prometheus, by Mary Wollstonecraft

Shelley, pp. xi–xxxvii. Chicago: University of Chicago Press, 198(

Book Published ElectronicallyIf a book is available in more than one format, cite the version you consulted. For books consulted online, list a URL; include an access date only if one is required by your publisher or discipline. If no fixed page numbers are available, you can include a section title or a chapter or other number.

Footnote:

1. Jane Austen, Pride and Prejudice (New York: Penguin Classics, (007), Kindle edition.

2. Philip B. Kurland and Ralph Lerner, (eds.), The Founders’ Constitution (Chicago: University of Chicago Press, 1987), accessed February (8, (010, at: http://press-pubs.uchicago.edu/founders/.

3. Austen, Pride and Prejudice.

4. Kurland and Lerner, Founder’s Constitution, chap. 10, doc. 19.


1. Austen, Jane. Pride and Prejudice. New York: Penguin Classics, (007.

2. Kurland, Philip B., and Ralph Lerner, eds. The Founders’ Constitution. Chicago: University of Chicago Press, 1987.

Periodicals

Footnote:

Author’s first name, last name, “article title”, journal title, and issue information (volume, issue number month, year, and page numbers) For online works, retrieval information and the date of access are also included.


Author’s last name, first name, “article title”, journal title, and issue information (volume, issue number month, year, page numbers)

Journal Articles

Footnote

1. Joshua I. Weinstein, “The Market in Plato’s Republic,” Classical Philology 10( ((009): p. ((0.

2. Weinstein, “Plato’s Republic,” pp. (5(–53.

Translated, Edited or Compiled Work with the Author’s Name

Footnote:

1. Gabriel García Márquez, Love in the Time of Cholera, Edith Grossman (trans.), (London: Cape,

1988), (((–55.

2. García Márquez, Cholera, p.33.


García Márquez, Gabriel. Love in the Time of Cholera. Edith Grossman (trans.), London: Cape, 1988.

Chapter of an Edited Volume

Footnote:

1. Quintus Tullius Cicero, “Handbook on Canvassing for the Consulship,” in Rome: Late Republic and

Principate, Walter Emil Kaegi Jr. and Peter White (eds.), vol. ( of University of Chicago Readings in

Western Civilization, John Boyer and Julius Kirshner (eds.), (Chicago: University of Chicago Press,

1986), p.35.

2. Cicero, “Canvassing for the Consulship,” p.35.


Cicero, Quintus Tullius. “Handbook on Canvassing for the Consulship.” In Rome: Late Republic and

Principate, Walter Emil Kaegi Jr. and Peter White(eds.). Vol. ( of University of Chicago Readings in

Western Civilization, John Boyer and Julius Kirshner (eds.), pp.33–(6. Chicago: University of Chicago

Press, 1986. Originally published in Evelyn S. Shuckburgh, trans., The Letters of Cicero, vol. 1 (London:

George Bell & Sons, 1908).

Preface, Foreword, Introduction, or Similar Part of a Book

Footnote:

1. James Rieger, Introduction to Frankenstein; or, The Modern Prometheus, by Mary Wollstonecraft

Shelley (Chicago: University of Chicago Press, 198(), pp. xx–xxi.

2. Rieger, Introduction, p. xxxiii.

Book by One Author:

Footnote:

1. Michael Pollan, The Omnivore’s Dilemma: A Natural History of Four Meals (New York: Penguin,

(006), 99–100.

2. Pollan, Omnivore’s Dilemma, p.3.


Pollan, Michael. The Omnivore’s Dilemma: A Natural History of Four Meals. New York: Penguin, (006.

Book by Two or More Authors

Footnote:

1. Geoffrey C. Ward and Ken Burns, The War: An Intimate History, 19(1–19(5 (New York: Knopf,

(007), 5(.

2. Ward and Burns, War, pp.59–61.


Ward, Geoffrey C., and Ken Burns. The War: An Intimate History, 1941–1945. New York: Knopf, (007.

Book by Four or More AuthorsList all of the authors in the bibliography; in the note, list only the first author, followed by et al.

(“and others”):

1. Dana Barnes et al., Plastics: Essays on American Corporate Ascendance in the 1960s . . .

2. Barnes et al., Plastics.

Translated, Edited or Compiled Work without the Author’s Name

Footnote:

1. Richmond Lattimore, trans., The Iliad of Homer (Chicago: University of Chicago Press, 1951),

pp.91–9(.

2. Lattimore, Iliad, p.((


Lattimore, Richmond, trans. The Iliad of Homer. Chicago: University of Chicago Press, 1951.

rigorous scrutiny which apply to research papers. Book reviews must be between (,800 and 3,000

words in length.

j. Siyasat Arabiya has a special section for discussions of a topical idea, theory, or issue in political

science and international relations. Such contributions should be no longer than (,8003,000- words

and are subject to the same peer-review rules as articles.

4. The peer review process for Siyasat Arabiya and for all journals published by the ACRPS is

conducted in the strictest confidence. Two preliminary reviewers are selected from a short list

of approved reader-reviewers. In cases where there is a major discrepancy between the first two

reviewers in their assessment of the paper, the paper will be referred to a third reviewer. The editors

will notify all authors of a decision either to publish, publish with modifications, or to decline to

publish, within two months of the receipt of the first draft.

5. Siyasat Arabiya’s editorial board adheres to a strict code of ethical conduct, which has the clearest

respect for the privacy and the confidentiality of authors. The journal does not make payments

for articles published in the journal, nor does it accept payment in exchange for publication. In

the final production stages, the order of articles published in specific editions is decided on purely

technical grounds.

Annex I

Footnotes and BibliographyThe Arab Center for Research and Policy Studies (ACRPS) adopts the Chicago citation style for footnotes and bibliography.(1)

Books

Footnote:

Author’s first name, last name, Title of Book (Place of publication: Publisher, Year of publication), page

number if relevant.


Author’s last name, first name. Title of Book. Place of publication: Publisher, Year of publication.

1 “Chicago-Style Citation Quick Guide”, The Chicago Manual of Style Online, 16th edition, http://www.chicagomanualofstyle.org/tools_citationguide.html

2. Submissions must be accompanied by a curriculum vitae (CV) of the author, in both Arabic

and English.

3. All submissions must include the following elements:

a. A title in both Arabic and English together with the author’s institutional affiliation.

b. An abstract, ranging between (50 and 300 words in length as well as a list of keywords. The

abstract must explicitly and clearly spell out the research problematic, the methodologies used, and

the main conclusions arrived at. These must be provided in one English, and one Arabic version.

c. The research paper must include the following: a specification of the research problematic; an

explanation of the significance of the topic; specification of thesis or arguments; review of literature

emphasizing gaps or limitations in previous analysis; description of research methodology;

hypothesis and conceptual framework; bibliography.

d. All research papers submitted for consideration must include a complete bibliography covering

all references, regardless of whether or not these appear in the footnotes. References must be cited in

the original language in which the source was written. Authors must follow the referencing guidelines

adopted by the Arab Center for Research and Policy Studies (See Appendix I for a complete guide

to the reference style used across all of our journals).

e. Research papers must normally be between 6,000 and 8,000 words in length, inclusive of references,

charts and tables, and appendices. The editors reserve the right to publish articles of longer length

in exceptional circumstances.

f. All diagrams, charts, figures and tables must be provided in a format compatible with either

Microsoft Office’s spreadsheet software (Excel) or Microsoft Office’s word processing suite (Word),

alongside high resolution images. Charts will not be accepted without the accompanying data from

which they were produced.

g. Submitted research must fall within the aims and research interests of the journal.

h. Extracts or chapters from doctoral theses and other student projects are only published in

exceptional circumstances. In such cases, the researcher should point this out clearly, and provide

full information about the thesis, including the title, the awarding institution and date of award.

i. Book reviews will be considered for submission to the journal provided that the book covers a

topic which falls within the scope of the journal and within the reviewer’s academic specialization

and/or main areas of research. Reviews are accepted for books written in any language, provided

they have been published in the previous 3 years. Book reviews are subject to the same standards of

Siyasat Arabiya: A Peer Reviewed Journal in Political ScienceSiyasat Arabiya is a bi-monthly peer reviewed academic journal published by the Arab Center for

Research and Policy Studies (ISSN (3071583-) dedicated to political science, international relations,

strategic affairs and public policy. First published in March (013, the journal is overseen by an academic

editorial board and an actively engaged board of international advisers.

Contributions in Siyasat Arabiya are drawn from all fields of political science including international

relations, comparative politics, and national, regional, and international institutional systems. The

journal publishes critical insights into the operation of political systems, the behavior of governments

and political parties as well as the trends in civil society and social and political participation more

broadly. This is complemented with publications covering public opinion, issues of migration and

forced migration, war, civil war, conflict and human rights issues. Particular attention is paid to the

present-day political transition in the Arab world, especially democratization at all political levels and

its legal-constitutional and institutional aspects.

In addition to the editorial and advisory boards, the journal relies on two units active within the Arab

Center of Research and Policy Studies (ACRPS): the Policy Analysis Unit and the Arab Opinion Index,

which produces an annual report on public opinion across the Arab world. The journal’s work is also

closely linked to the political science program at the Doha Institute for Graduate Studies and the

Program for the Study of Arab Democratization within the ACRPS.

Publication in Siyasat Arabiya is governed by a strict code of ethics guiding the relationship between

the editorial staff and contributors. With three years of experience and interaction with specialists and

contributors the journal was recently (Spring, (016) restructured to bring it in line with international

standards of academic publishing. Submission to and publication in Siyasat Arabiya must therefore

adhere to the following guidelines:

1. Original work which is submitted exclusively for publication within the journal. No work which

has been previously published fully or in part will be considered for publication in Siyasat Arabiya.

Similarly, no work which substantially resembles any other work published in either print or

electronic form, or submitted to a conference other than the conferences held by the ACRPS will

be considered for publication.

االسم

العنوان البريدي

البريد اإللكتروني

عدد النسخ المطلوبة

طريقة الدفع

قسيمة االشتراك

تحويل بنيك شيك ألمر املركز

يعقد المركز العربي لألبحاث ودراســة السياســات في المدة من 3-5 كانون األول/ ديسمبر 2016، الدورة الثالثة من: منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية

منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية

الذي سيتناول في دورته هذا العام، كما في األعوام السابقة، قضيتين رئيستين:

دول • في وإستراتيجياته االقتصادي التنويع موضوع في تتمثل داخلية، قضية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي يشكل التحدي األبرز الذي يواجه دول المجلس في المرحلة الراهنة، في ظل انخفاض أسعار النفط وتحول اقتصادات في النفط أسعار لتقلبات رهينة إلى التنموية وخططها العربية الخليج دول

السوق العالمية؛للقضية • موضوعا والدولية اإلقليمية البيئة تحديات في تتمثل خارجية، قضية

بالقوى والعالقات الخليج، أمــن قبيل من موضوعات تشمل التي الخارجية، الدولية واإلقليمية، والنظام اإلقليمي، وغيرها.

منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية

االشتراكات السنوية)ستة أعداد في السنة بما في ذلك أجور البريد المسجل(

35 دوالرا أمريكيا لألفراد يف لبنان.

55 دوالرا أمريكيا للحكومات واملؤسسات يف لبنان.

55 دوالرا أمريكيا لألفراد يف الدول العربية وأفريقيا.

75 دوالرا أمريكيا للحكومات واملؤسسات يف الدول العربية وأفريقيا.

95 دوالرا أمريكيا لألفراد يف أوروبا.

120 دوالرا أمريكيا للحكومات واملؤسسات يف أوروبا.

120 دوالرا أمريكيا لألفراد يف القارة األمريكية.

140 دوالرا أمريكيا للحكومات واملؤسسات يف القارة األمريكية.

عنوان االشتراكات: املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات

جادة الجرنال فؤاد شهاب - بناية الصيفي )17 - مار مارون

ص.ب: 965)-11 رياض الصلح 180)-1107 بريوت - لبنان

عنوان التحويل البنكي:

دعوة للكتابة

تدعو دورية "سياسات عربية" األكاديميين والباحثين وسائر الكتاب المهتمين بشؤون السياسات للكتابة على صفحاتها. تقبل الدورية األبحاث النظرية والتطبيقية المكتوبة باللغة العربية، كما تفتح صفحاتها أيضا لمراجعات الكتب، وللحوار الجاد حول ما ينشر فيها من موضوعات. تخضع كل المواد التي تصل إلى "سياسات عربية" للتحكيم من جانب مختصين من األكاديميين. ولذلك تتوقع هذه الدورية ممن يكتبون إليها االلتزام المؤسسية، العلمية التقاليد فاتباع مالحظات. من المحكمون يبديه وبما بمعاييرها، وضمان العلمية، المعايير واحترام التجربة بتراكم يسمح الذي هو محدوديتها، على جودة المادة التي تصل إلى القراء. تهدف هذه الدورية إلى أن تكون طيعة الفهم لدى

المختصين وغير المختصين من القراء، من دون التضحية برصانة المضمون.

ترسل كل األوراق الموجهة للنشر باسم رئيس التحرير على العنوان اإللكتروني الخاص بالمجلة

[email protected]

Date post:	03-Mar-2020
Category:	Documents
Upload:	others
View:	13 times
Download:	0 times

A Bimonthly Peer Reviewed Journal of Political Science and ... · A Bimonthly Peer Reviewed Journal...

Documents