ﻞﻣﺎﺷ ﺢﺴﻣ ﻞﻴﺋﺍﺮﺳﺇ ﻲﻓ ﺔﻴﻠﺤﻤﻟﺍ...

[ 24 ]

البلدات العربية وسلطاتها المحلية في إسرائيل - مسح شامل 2006

[ 25 ]

66. الباب األول. الباب األول

خلفية تاريخية

[ 26 ]


[ 27 ]

1.6 ملكية األراضي في فلسطين1 إنــه ألمــر عبثــي أن تكون اتفاقية ســايكس بيكو (1916)، بين بريطانيا وفرنســا، هــي التي فرضت حدود فلســطين -وعمليا هي التي أوجدتها كما أوجدت العديد مــن البلدان العربية القائمة حاليا- بعد أن كانت بمثابة جزء ال يتجزأ من بالد الشــام. فقد جاء في نص هذه االتفاقية تفصيل لتقســيم بالد الشــام إلى ثالث مناطق رئيســة هي: المنطقة الزرقاء (المنطقة «أ»)، وهــي العراق، وتخضع لإلدارة البريطانية؛ المنطقة الحمراء (المنطقة «ب»)، وهي ســوريا، وتخضع للسيادة الفرنسية؛ أما المنطقة الســمراء (فلســطين) فتخضع إلدارة دولية ويأتي ذلك كمقدمة لتســليم فلســطين لليهود. وقد بلغت مساحة فلسطين نحو 27 مليون دونم بما في ذلك بحيرة طبرية والحولة ونصف مساحة البحر الميت. وقد بلغ عدد البلدات العربية في فلســطين أكثر من ألف ومائة بلدة، بين مدينة وقرية، ولكن يختلف هذا العدد بفعل التباينات في تعريف «القرية» أو «البلدة»، وهو ما يفسر االختالف الواضح في عددها

في األدبيات المختلفة.

1.1.6 الحقبة العثمانية

قام نظام ملكية األراضي في فلسطين، كغيرها من البالد اإلسالمية والعربية، على مفاهيم إسالمية أهمهــا مفهوم األمة اإلســالمية كوصي علــى األرض، كما قام على مفاهيــم إقطاعية لضمان جباية الضريبة من الفالحين. يقول المؤرخ التركي خليل إنالشيك (Halil Inalcik): «يتلخص االدعاء السائد، المفهــوم ضمنيا، أن هذه األراضي ملك هللا أو لإلمام بوصفه وصيا عليها يمثل األمة اإلســالمية، وأن من واجبه ضمان إدارة هذه األراضي بأفضل صورة تخدم المجتمع والدولة اإلسالميين» (مقتبس عند:

.(Abu-Sitta 2004, 14

اعتمدت الدولة العثمانية في أحكامها لتنظيم األراضي على تقســيمها إلى قســمين مركزيين: أراض بملكية فردية وأخرى بملكية عامة تابعة للدولة، وانقســم كل قســم إلى أقســام فرعية. وبالمجمل، فقــد اعتمــدت الدولــة العثمانية على نظــام اإلقطاع لملكيــة األرض (الثيمار) إلدخال أكبر نســبة من الضريبة لخزينة الدولة، األمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى االعتماد الكبير على الفالحين والرسوم

والضرائب التي يتعين عليهم دفعها مقابل استخدامهم لألرض.

ـا لتنظيم األراضي (قانــون األراضي- 1858) أعقبتــه بقوانين أخرى أصــدرت الدولــة العثمانية قانونـالحقة، حيث أصدرت الئحة تعليمات بحق سندات الطابو وقانون نظام الطابو (1859) ثم قانون الطابو ا لقانون األراضي قســمت (1861)، وملحــق نظام الطابو (1867)، ونظام تملك األجانب (1869). طبق

أراضي الدولة العثمانية إلى خمسة أصناف مركزية (ينقسم كل منها إلى أصناف فرعية):

األراضــي المملوكة: وهي األراضي المملوكة ملكية خاصة ال تخضع لســلطة عليا غير ســلطة مالكها الــذي يتصرف بها كيفما شــاء كما يتصــرف بالمنقوالت فله رقبتها وكافة حقوقهــا ويجوز له بيعها أو

رهنها أو وقفها أو توريثها فال تعود إلى بيت المال بعد وفاته إال إذا لم يوجد من يرثه.

األراضي األميرية: وهي األراضي التي تعود ملكيتها للدولة العثمانية ولكن تمنح للناس الســتصالحها وزراعتهــا بقيــود معينة وبإذن مســبق، ويتــم إبطال حق المتصــرف باألرض في حال عدم تســديده

ا: دار األسوار، 1998، تعتمد هذه المادة بغالبيتها على دراسة محمد الحزماوي، ملكية األراضي في فلسطين، 1918-1948، عك 1الفصل األول.

[ 28 ]


للضرائــب والرســوم عنها أو عــدم زراعتها وفالحتها لمدة 3 ســنوات متتالية. جــزء كبير من األراضي ان القرية الواحدة. وقد قامت األميرية هي أراض مشــاع - تلك األراضي الجماعية التابعة لجميع ســكســلطات الدولــة العثمانية في أحايين عــدة بمحاوالت لتقويض هذا المشــاع وتنظيمــه بحيث ينتقل

للملكية الخاصة أو تأجير أراضيه للفالحين بهدف جباية الضرائب عليها.

األراضي الموقوفة: وهي األراضي التي أوقفها بعض الناس لصالح الوقف اإلسالمي.

األراضــي المتروكة: وهي ذلك الصنف مــن األراضي التي ترك حق االنتفاع بها لعامة الناس أو ألهالي قرية أو مجموعة قرى. وقد قســمت األراضي المتروكة إلى قســمين: األراضي المتروكة لعامة الناس حات المائية من بحار وبحيرات وأنهار وعيون ومجاري كالطرق واألســواق العامة والســاحات والمســطســيول األوديــة وغير ذلك؛ واألراضــي التي تركت ألهالي قرية أو قصبة أو التــي تركت ألهالي القرى

كالمراعي والبيادر.

األراضي الموات: األراضي الخالية والبعيدة عن العمران التي ال تخضع لملكية أحد ولم تخصص ألهالي القرى كالجبال. وقد ســمح قانون األراضي العثماني بإحياء واســتصالح هذه األراضي شرط الحصول

على إذن من الحكومة ودفع بدل الطابو.

إضافة إلى ذلك، هنالك ما يطلق عليه اسم األراضي المشاع وهي تلك األراضي المتروكة التي خضعت ان بصــورة جماعية، غالبا ما تكــون مؤلفة من أهل قريــة واحدة، بحيث لتصــرف مجموعة من الســكتكون لكل أسرة في القرية قطعة أرض من المشاع تقوم بزراعتها لفترة معينة من الزمن لمصلحتها ان. وبطبيعة الحال فإن هذه األرض المشاع الشــخصية وإن كانت ملكيتها التقليدية تعود لجميع السككانت بمحاذاة القرية بسهولها وجبالها ووديانها وقد احتلت نسبة كبيرة جدا من األرض في فلسطين، ـا بــاألرض ذات الملكية الفردية الخاصة، التــي كانت بصورة عامة تزرع باألشــجار المثمرة، في قياسـحين لم يكن مســموحا به زراعة األرض المشاع باألشجار بل اقتصرت على المحاصيل الزراعية، مثل الحبوب والخضروات. ويعتقد بعض الباحثين أن انتشــار أرض المشــاع في فلسطين جاء نتيجة لنظام الضرائــب الباهظــة التي فرضت على األراضي وحاجة أهالي القريــة للتكاتف من أجل مقاومتها. وقد كان يصطلح على تسمية هذا النوع من األراضي بـ«أراضي القرية» التي كانت تضم األرض المشاع، أيضا، والتي ســجلت بعد إدخال نظام األراضي االنتدابي إلى فلسطين في العام 1920 باسم المندوب

ا. ر سلطات محلية عربية، كما سنبين الحق السامي لعدم توف

نتيجة لصدور قانون األراضي، وما تبعه من قوانين بشــأن تسجيل األراضي، تهرب جزء من الفالحين من تســجيل األراضي بأسمائهم خشية دفع الرسوم والضرائب عليها، فشاعت ظاهرة تسجيل األرض بأســماء شــخصيات إقطاعية أو غنية نسبيا من داخل البلدة أو خارجها، ما دفع إلى تعزيز طبقة المالك ـر الكبار حيث كانت بعض العائالت تســيطر على مســاحات شاســعة في المدن والقرى، وهو ما يفسـاســتمالك بعض األشــخاص أو العائالت الصغيرة المحليين أو من لبنان وســوريا والعراق لقرى ومدن

كاملة في فلسطين.

فــي أعقــاب التعديالت على قوانيــن األراضي في العام 1913 انتقلت مســاحات واســعة من األراضي نت الشــركات من شــراء األراضي وتم انتقال أراض تابعة لألوقاف األميرية إلى الملكية الخاصة وتمك

إلى الملكية الخاصة، مما عزز كبار المالك الذين تملكوا مساحات واسعة من األراضي.

كذلــك، أصدرت الدولة العثمانية، في أعقاب حرب القرم (1854-1856)، قانونا يســمح لألجانب أفرادا ومؤسســات وشــركات بتملــك األرض في جميع أراضــي الدولة، ونتيجــة لذلك أخذت الــدول األوربية

[ 29 ]

كبريطانيا وفرنسا وروســيا بإرسال رعاياها لإلقامة في فلسطين والعمل على شراء األراضي وإقامة المســتعمرات. وكانت الكنائس األوروبية قد أخذت تهتم بشــراء مســاحات كبيرة من األراضي وأخذت تعمــل أيضا على رفع أســعار األراضي فــي مناطق القدس ويافا وحيفا وذلــك لتحقيق أقصى حد من

األرباح.

ا من أدت هــذه التطــورات إلى تغلغل المؤسســات الصهيونية وتملكها األراضي في فلســطين انطالقاعتبار إقامة المســتعمرات قاعدة للتغلغل الصهيوني في البــالد. وقد قام أصحاب األرض من األجانب وبعض العرب غير الفلسطينيين ببيع أراضيهم لليهود المهاجرين ليبلغ عدد المستعمرات اليهودية في فلســطين حتى العام 1914 نحو 47 مســتعمرة منتشرة بين الجليل ومرج ابن عامر والسهل الساحلي قامت على أراضي مساحتها نحو 400 ألف دونما. الجدول 1 يوضح تقسيم األراضي في فلسطين حتى

العام 1918:

تقسيم ملكية األراضي في فلسطين وطبيعتها (1918) الجدول 1:

النسبةالمساحة بالدونمالمالك وطبيعة األراضي

12,000,00042.9أراض مسجلة باسم الدولة (أميرية)13,673,03252أراض مسجلة باسم المالك العرب

650,0002,5أراض مسجلة باسم أفراد ومؤسسات يهود *704,0002.6أنهار وبحيرات

27,127,032100المجموع

المصدر: الحزماوي 1998، 77.هنالك تباينات عظيمة بشأن مساحات األراضي المسجلة باسم األفراد والمؤسسات اليهودية والصهيونية في العام 1918. غالبية (*)

األدبيات تشير إلى مساحات أقل بكثير من هذه المساحات المذكورة هنا.

ل %42.9 وهذه النســبة تشــير إلى قلة اهتمام الدولة ويتضح من هذه األرقام أن أمالك الدولة تشــكا للرأي الشائع. وكان طبيعيـا أن تبقى هذه النسبة كما العثمانية بتوزيع األراضي على الفالحين، خالف

هي في عهد االنتداب البريطاني فتحولت ملكية جزء منها إلى اليهود بعد العام 1948.

2.1.6 حقبة االنتداب البريطاني 1948-1917

صدرت في فترة والية المندوب البريطاني هربرت صموئيل قوانين جديدة في محاولة لتغيير القوانين العثمانيــة تســهيال النتقــال األراضــي لليهود ولتحويــل األرض إلى ســلعة تجارية ضمــن المنظومة االقتصاديــة الرأســمالية التي حاولــت بريطانيا فرضها على البــالد والعباد. ومن أهم هــذه القرانين نذكــر «قانون انتقــال األراضي-1920»، الذي جــاء للقضاء على مالكي األراضــي؛ و«قانون األراضي المحلولة-1921»، الذي هدف للســيطرة على األراضي التي لــم يزرعها الفالحون العرب خالل الحرب لمــدة ثالث ســنوات متتاليــة. وقد تم تطبيق هذا القانــون بأثر رجعي، األمر الذي حــرم الفالحين من االســتفادة من األراضي المحلولة التي كانــوا يتصرفون بها؛ «قانون األراضــي الموات–1921»، الذي ينص على أن كل من اســتصلح أرضا مواتا أو زرعها دون أن يحصل على موافقة مديرية األراضي ال يحق له أن يحصل على ســند ملكية لتلك األرض ويعرض نفســه فضال عن ذلك للمحاكمة النتهاكه ان فلسطين العرب القانون الخاص باألراضي. كانت الضرائب التي فرضتها حكومة االنتداب على ســك

[ 30 ]


ا اقتصاديا ثقيال على كاهل الفالح الفلســطيني بحيث أصبحت تساوي نحو %30-%40 من ل عبئ تشــكدخلــه المتدنــي أصال، مما اضطره للجوء إلى المرابين لالســتدانة بفوائد مرتفعة عجز في الغالب عن

تسديدها، األمر الذي دفعه لبيع جزء من أرضه ليوفى هذه الديون.مكنــت المشــاريع واالمتيــازات االقتصادية التي منحتها حكومــة االنتداب البريطانــي لليهود والحركة الصهيونيــة مــن نزع ملكية أجزاء واســعة من األراضي العربية وطرد ســكانها، في ضــوء قانون نزع الملكيــة - 1926 الذي نص على منح المندوب الســامي صالحية نزع ملكية أرض من صاحبها لصالح

ر شراؤها أو استئجارها. مبادر لمشروع اقتصادي إذا تعذوبالمجمــل يمكن القول إن سياســة حكومة االنتداب فــي مجال األراضي أدت إلى زيادة نســبة العرب الذيــن أصبحوا ال يملكون أراضي يعتمدون عليها في معيشــتهم، وفيمــا يلي تفصيل ألراضي القرية

ان البلدات الفلسطينية بصورة فردية وجماعية في نهاية االنتداب البريطاني. التي كانت تابعة لسك

انها، أراضي القرية وطبيعة ملكيتها بلدات عربية فلســطينية، عدد ســك الجدول 2: انية (1945) وفق الفئة السك

البلدةان (1945) مساحة أراضي القرية (1945) (بالدونمات)عدد السك

المجموع الكليعامةيهودعربيهودعرب39003,1670573,224عكبرة

820012,871017213,043أبو سنانا (مدنية وزراعية) 12,310501,49964441,949عك

عرب العرامشة360011,44202111,463(وعرب القليتات وعدد من الخرب)

1,800030,852407430,966عرابة1,640025,594017,95643,550بيت جن وعين األسد

830014,83905714,896البعنة1,460012,9395465713,542البقيعة

1,10008,366078,373دير األسد750015,3500815,358دير حنا

2,300026,61907,39234,011فسوطة ودير القاصي والمنصورة1,240011,77101511,786الغابسية والشيخ داوود والشيخ دنون

20005,907025,909جت (الجليل)28005,215045,219الجديدة820012,83501,87314,708جولس560010,32001910,339كابول

30007,150037,153كفر سميع1,930018,869058619,455كفر كنا480010,5980210,600كسرى

1,40006,7298266,763كفر ياسيف1,400017,82802,21420,042مجد الكروم

49008,66196348,791المكرالمزرعة، و المستوطنات اليهودية «شبيه

4305303,1164,0012907,407تسيون»، و«عين ساره»، و«جعتون»900019,13609,94829,084معليا1,320015,65409115,745نحف1,690023,701081524,516الرامة35008,1720648,236ساجور

[ 31 ]


المجموع الكليعامةيهودعربيهودعرب2,600070,18101170,192سخنين1,740017,870012117,991شعب1,830030,54901030,559طمرة410012,466037012,836يانوح1,500030,59701,85532,452يركا

2,290029,53705,80235,339عرعرة2,060019,7411,73610,25331,730دالية الكرمل78004,220132984,450الفريديس

62,00075,50012,91127,62313,77154,305حيفا (مدنية)1,660016,01902,61318,632إعبلين1,510014,5433,544618,093كفر قرع

7,1901058,7257,62131,26097,606شفاعمرو (مدنية وزراعية)5,270023,9406,55314,76945,262الطيرة550011,19003,52214,712عيلبون66008,39504248,819كفر كما2,140045,59019,99255,583المغار54006,7931152,3069,214البعينة1,290013,3735714,24118,185دبورية11003,01105,0278,038الدحي

1,04008,26805,12213,390عين ماهل1,110013,66602,34316,009إكسال1,310010,89106,66617,557عيلوط

1,260012,70302,23214,935كفر مندا14,200012,59902,61515,214الناصرة (مدنية وزراعية)

27003,73709504,687نين1,290015,899013016,029الرينة59001,485081,493رمانة47002,35831,2443,605سولم

160803,6045,5682649,436طمرة (الزعبية)1,350013,104016,63929,743طرعان150076402766العزير

1,070016,52145083817,809يافة الناصرة33004,6294,4624,13913,230كفر مصر

الطيبة (الزعبية) و«بنيه بريت» (مستوطنة 2801507,1278,49225515,874يهودية)

الطيرة (الجليل) و«إرغون بوروغوف» 150504,4632,6043,14010,207(مستوطنة يهودية)

1,00004,320016,17920,499برطعة وخربة طورا الغربية46002,68704,4417,128المقيبلة27003,2170323,249صندلة

1,86005,18803,7438,931سيلة الحارثيةأم الفحم (وعين إبراهيم ومعاوية

5,490068,31108,93177,242والمشيرفة ومصمص)34001,28502,5043,789زلفة19005,33306,59111,924زبدة

2,240021,116886022,002باقة الغربية ومنشية باقة

[ 32 ]



المجموع الكليعامةيهودعربيهودعرب740011,87336544712,685جلجولية

1,12009,623089,631جت15003,956033,959كفر برا

1,460012,71804712,765كفر قاسمالطيبة والخرب المجاورة و«كفار يعبيتس»

4,29011032,7506,2941,58140,625(مستوطنة يهودية)3,180026,8033,72083631,359الطيرة590013,6842,307115,992طوبا

830014,62302,28116,904حرفيش1,090012,4302414812,602الجش49002,134016,54018,674كوكب

1,04008,26805,12213,390عين ماهل66009,85201,21511,067المشهد34005,5355,29920211,036الناعورة

65006,65605,94912,605عين حوضقلنسوة و«تسور موشيه» (مستوطنة

1,54024017,2497,7492,49827,496يهودية)62002,5315263713,428جسر الزرقا (عرب الغوارينة)

24001,8850451,930الريحانية27,296301,361,97550001,362,475عشائر الترابين14,5471205,634,49063,23105,697,721عشائر العزازمة23,196302,084,3251,50002,085,825عشائر التايه

6,261078,3250078,325عشائر الحناجرة7,4630379,17500379,175عشائر الجبرات

1,08101,238,375001,238,375عشائر السعديين98901,732,825001,732,825عشائر إحيوات

.Abu-Sitta 2004, 16-20 :المصدران النقب ومصير العشــائر البدوية، فيما يلي أســماء لعدد من البلدات التي أقيمت لصالح المهجرين العرب البدو من تنويه: بما يتصل بســكان عدد من القرى في بلدة واحدة: شقيب السالم (بلدة تأسست في العام 1977)؛ تل السبع أماكن سكناهم وقسم آخر أقيم بغية تجميع سك(قرية أقيمت في العام 1968)؛ عرعرة – النقب (قرية أنشــئت في العام 1981)؛ كســيفة (قرية أنشــئت في العام 1982)؛ اللقية (بلدة أقيمت رســميا فــي العام 1990)؛ راهط (بلدة أقيمت فــي العام 1972)؛ حورة (بلدة أقيمت في العام 1989)؛ بئر المكســور (قرية جديدة أقيمت بعد

1948 لصالح عرب الحجيرات المهجرين).

ان الفلســطينيين قد صودرت بعد اإلعالن تشــير العديد من المصادر غالبا إلى أن نصف أراضي الســكعن قيام الدولة وحتى الســبعينيات، ولكن هذا القول يقوم على اعتقاد خاطئ إذ يشــير إلى األراضي بملكية فردية خاصة فقط وال يشــير إلى األراضي المشــاع وأراضي الغائبين وجميع أصناف األراضي األخرى. ففي حين امتلك اليهود، أفرادا وجماعة، نحو %6 فقط من أراضي البالد قبل اإلعالن عن إقامة دولة إســرائيل، فقــد أضحت نحو %95.75 من أراضي البالد بملكية يهوديــة، جماعية وفردية، وبقيت

ان البالد العرب، كما يتضح من البيانات القادمة: نسبة %4.24 فقط من األراضي بملكية سك

[ 33 ]

ملكية األراضي في البالد (وفق تقديرات إسرائيلية)218.754 مليون دونم ملكية قومية يهودية

1 – الصندوق القومي اليهودي – 1.940 مليون دونم2 – دولــة إســرائيل – 16.668 مليون دونــم (تضم األراضي التي كانت مســجلة قبل العام 1948 ان البلــدات العربية؛ وأراضي ا جماعـيا لســك ـا ملك باســم المندوب الســامي والتي كانت فعلـيـ

الغائبين؛ وأراضي البور في البلدات العربية؛ وأراضي النقب)3 – أراض مصادرة من مالكيها – 146 ألف دونم.

1.668 مليون دونم أراض بملكية خاصة يهودية: 801 ألف دونم

عربية: 867 ألف دونم.3

إضافــة إلى ذلك، هنالك نحو 6.6 مليون دونم تعود لألوقاف اإلســالمية والمســيحية وأراض هي غير ان العرب، كالمساحات الشاسعة في النقب. واضحة الملكية أو متنازع عليها بين دولة إسرائيل والسك

األسماء الرسمية لأللوية واألقضية ومساحاتها (1945) الجدول 3:

المساحة (بآالف الدونمات)القضاءالمساحة (بآالف الدونمات)اللواء

1,113غزة13,689غزة12,576بئر السبع

336يافا1,206اللد870الرملة

4,334القدس1,571القدس2,076الخليل687رام اهللا

3,266السامرة1,637نابلس839جنين

790طولكرم1,021حيفا1,021حيفا

2,804الجليل

499الناصرةا 810عك

361بيسان695صفد439طبريا

26,320 *26,320اإلجمالي .Abu Sitta 2004 :المصدر: الجدول 2.4 عند(*) من دون نصف البحر الميت وبحيرة طبريا.

.Newman 1995, 499-500 2ال يمكن الجزم في هذا الصدد، وهذا الرقم هو مجرد تقدير، وال يشمل األراضي المتنازع عليها بين أجهزة دولة إسرائيل والمواطنين 3

العرب في البالد، والتي لم يتم التوصل إلى حل بشأنها حتى اللحظة، كأراضي النقب، على سبيل المثال.

[ 34 ]


اني وإدارة وملكية األراضي ومساحاتها وطبيعتها ملخص التوزيع الســك الجدول 4: بحسب األقضية (وفق كتاب اإلحصاء القروي للعام 1945)*

اسم القضاءان (1945) مساحة مساحة األرض (دونم)السك

األرض (بالدونم) للمصلحة يهودعرباإلجمالييهودعرب

اإلجماليالعامة

46,9206,70053,620490,863121,48883,780696,131694,677صفد

ا 65,3802,95068,330697,75124,99776,915799,663801,859عك

120,120104,510224,630459,791364,276207,6881,031,7551,031,758حيفا

26,10012,14038,240231,761167,40641,802440,969440,435طبريا

38,5007,60046,100263,088137,38297,063497,533499,623الناصرة

16,5907,00023,590164,948124,75577,384367,087361,362بيسان

56,880056,880702,0934,251128,870835,214841,887جنين

71,24014,90086,140650,695141,36143,280835,336836,767طولكرم

89,200089,2001,406,66915185,0341,591,7181,597,860نابلس

109,700264,100373,800177,354129,43928,573335,366335,454يافا

97,85029,420127,270686,056122,15961,977870,192870,006الرملة

47,280047,280682,5041463,914686,564687,655رام اهللا

147,750100,200247,9501,388,85433,401148,5301,570,7851,561,038القدس

134,2902,890137,180841,80449,260220,4371,111,5011,113,130غزة

89,5708089,6501,985,9226,13284,1312,076,1852,121,921الخليل

86,49718086,67712,509,49065,2312,27912,577,00012,556,532بئر السبع

1,243,867552,6701,796,53723,339,6431,491,6991,491,65726,322,99926,351,964اإلجمالي

(*) كتاب اإلحصاء القروي هو الكتاب اإلحصائي الذي وضعته الحكومة البريطانية في العام 1936 بطلب من «لجنة بيل» .Hadawi 1970 :نظركذلك، ي .(Village Statistics, Jerusalem: Government Printer, 1945)

مالحظة: لم يتم احتساب بحيرة طبريا والبحر الميت في الحسابات الواضحة في الجدول..Abu Sitta 2004 :المصدر: الجدول 2.5، عند

ألهمية األراضي القصوى في معرض الحديث عن الســلطات المحلية، آثرنا التوقف عندها بإســهاب فــي هذا البــاب. ومن أهم ما تجدر اإلشــارة إليه حتى هذه الفقــرة العبثية التي تحتــل مكانا عظيما في تطور األحداث وتقســيم األرض وانتقالها. فقد كانت فلســطين وطنا لسكانها وجزءا من الفضاء العربي الواســع، اســتندت إلى مفاهيــم وذهنيات محددة تطــورت بصورة تاريخيــة، جميعها تحولت وتبدلت واســتبدلت بمفاهيم وحدود وذهنيات أخرى اســتوطنت البالد والعباد بفعل مؤثرات خارجية، تحولت في ما بعد إلى واقع ينظر إليه على أنه بدهي وطبيعي، ال على أنه ثمرة شــرخ تاريخي حدث فــي وقت قريب. وعليه، أضحى العربي بعامة، والفلســطيني بخاصــة، ينظر إلى واقع حاله عبر هذه المفاهيــم والذهنيــات الدخيلة، وباتت الخارطة الذهنية المســتوطنة في عقول ســكان البالد العرب خارطة مشــوهة وحبيسة حدود الفضاء المستحدث الضيقة؛ وتحول الوطن إلى قرية صغيرة محددة تختلــف باختــالف انتماء الفرد؛ وأضحى جل ما يطمح إليه الســكان العرب في هذه البالد وســلطاتهم المحليــة توســيع حدود وطنه -أي قريتــه أو بلدته- ببعض األمتار، وكأن البالد جميعها ليســت بالده.

[ 35 ]

هنا تحديدا تكمن أهمية الوعي التاريخي وأن الواقع الحالي ما هو إال ثمرة أحداث وواقع حدثت بفعل اإلنسان في أزمنة محددة.

كذلك تتعين اإلشــارة، استنادا إلى ما سبق، إلى األهمية البالغة لمسألة قدرة التشريع بمختلف أوجهه -وهي أداة مؤسساتية جاءت لتحقيق غايات سياسية معينة- لبلورة وعي معين بين الناس والمساهمة فــي تعزيز هيمنته بينهــم. فالقوانين واألنظمة العثمانية المتصلة بتوزيــع األرض ترك آثارا واضحة على بلورة ما تطلق عليه األدبيات اسم «الخارطة الذهنية» وشيوعها بين الناس في معرض الحديث ـزه الجغرافي اإلنســاني؛ وكذلك األمــر بخصوص األنظمة عــن عالقة اإلنســان بمحيطه وبيئته وحيـوالقوانين االنتدابية واإلســرائيلية التي ســادت بعدها. فقد لعبت التشــريعات اإلســرائيلية دورا بالغا في تشــكيل الصورة أو الخارطة الذهنية السائدة بين الفلســطينيين بما يتصل بعالقتهم بمحيطهم

وحيزهم الحيوي الذي يتحركوا وينموا داخله وتتشكل مالمحهم ومالمح وعيهم في إطاره.

[ 36 ]


ل المجتمع الفلسطيني في إسرائيل 2.6 نبذة تاريخية حول تشكان األصالنيين الذين تسنى لهم البقاء ضمن حدود الهدنة ان الفلسطينيون في إسرائيل هم السك السكالعام 1949 في البالد بعدما هجر نحو %80 من أهل البالد الفلســطينيين. فقد ابتلي الشــعب العربي له السياســي، بنكبة إنســانية في العام 1948 على جميع المستويات، الفلســطيني، عند بداية تشــكالفرديــة والجماعيــة، ألمت كذلك بمؤسســاته االجتماعية والثقافية والسياســية، وأدت إلى خســارته وطنه باحتالله وتوطينه بمهاجرين أتوا إليه من شــتى أنحاء العالم أعادوا رســم معالمه بحيث تتالءم وأهدافهم األيديولوجية ومفاهيمهم السياســية والثقافية وتخــدم مصالحهم االقتصادية. فقد اندثر الكيان السياســي للشعب الفلســطيني، وتهدم المجتمع بجميع نخبه الثقافية واالجتماعية والسياسية ان من قراهم ومدنهم وشردوا في بقاع األرض واالقتصادية ودمرت مرافئه االقتصادية، واقتلع السكليحتلــوا هامش المجتمعات التي أقامــوا بين ظهرانيها كالجئين. وقد تجلت النكبة كارثة فلســطينية على جميع المســتويات، مــا حولها إلى مركز لذاكرة الفلســطينيين وهويتهم المؤسســة على تجربة ا من الســلب والغربــة والعداء. وعلى الرغم من شــمولية النكبة ووطأتها، فقد تســنى لنحــو 156 ألفا ويافا واللد والرملة)، البقاء في البالد ضمن ان بعض المدن (حيفا وعك القرويين وفئة ضئيلة من سك

حدود الهدنة للعام 1949.ان في إسرائيل، وقد بلغ ل المجتمع الفلسطيني في إســرائيل حاليا نحو %16.7 من مجمل السك يشــكان العرب الفلسطينيين في البالد في نهاية العام 2006 أكثر من مليون نسمة (1،137،500 عدد السكان القدس والجوالن المحتلين)، أي أن عددهم تضاعف بنحو 7.3 مرات نســمة تحديدا، باســتثناء ســكان منــذ إعــالن الهدنة في ربيــع 1949 (156 ألف) وحتى نهايــة العام 2006، فيما تضاعف عدد الســكاليهــود بنحو 7.5 مرات منذ العام 1948 (716.7 ألف نســمة) وحتى نهايــة العام 2006 (5.393 مليون ان العرب في نسمة)، على الرغم من حمالت الهجرة اليهودية الهائلة المتكررة إلى البالد. يعيش السكثالث مناطق رئيســة في البالد: الشمال (يشــمل لواء الشمال (%53.7) ولواء حيفا (17.9%)) - (71.6%) والوســط (يشــمل لواء تل أبيب (%1.5)، ولواء المركز (%12.1)، وثالث قرى تابعة للقدس المحتلة في العــام 1948 (%1.03)) - (%14.6) والجنــوب (النقب) - (%13.8). في العــام 2006 كان نحو 46.7% من انية تقوم على إدارة شئونها مجالس محلية قروية، ان العرب في البالد يعيشون في تجمعات سك السكونحو %33.8 في بلدات معرفة رسميا على أنها مدن، والبقية (نحو %19.5) توزعت بين نحو %8.2 في ا وحيفا و«معلوت»-ترشــيحا و«نتســيرت عيليت») ونحو مــدن مختلطة (تضــم اللد والرملة ويافا وعك%3.6 في بلدات تخضع لسلطة مجالس إقليمية، باإلضافة لنحو %7.7 يعيشون في نحو 46 حيا وقرية

عربية في الجنوب والشمال ال تعترف بها مؤسسات الدولة كقرى مستقلة في النقب.ان الفلسطينيون األصالنيون إلى السيادة اإلسرائيلية فرض عليهم حكم عسكري بعد أن أخضع السكم بهــم وبجل مناحي حياتهم، بغية تعزيز تبعيتهم لمؤسســات الدولــة المختلفة وخلق عالقات التحكا سلوكية مما ترك آثارا عميقة على الصعيد السياسي والثقافي واالجتماعي واالقتصادي وأفرز أنماطخاصة بينهم، وبخاصة في ضوء غياب مشــروع سياســي جماعي. إلى جانب ذلك، وفي ظل الســلطة ان الفلســطينيين عــن بلداتهم، العســكرية المفروضة قســرا، قامت الدولة بإجالء العديد من الســكوصادرت أراضيهم وممتلكاتهم ووضعت يدها على األمالك المنقولة وغير المنقولة واألراضي الخاصة بالفلســطينيين المهجريــن إلى خارج حــدود الهدنة، فضال عــن مصادرتها لغالبيــة األراضي الخاصة والجماعيــة التابعة للفلســطينيين أفرادا وجماعات. وتشــير مراجعة ســريعة للسياســات التي اتبعتها ان الفلسطينيين والسيطرة عليهم وبلورة ان العرب إلى أنها اعتمدت تطويع السك إســرائيل تجاه السكســماتهم بما يخدم أهداف الدولة والمجتمع اليهودي حديث النشــأة في البالد، إضافة إلى تهميشــهم وإفقارهم وإعاقة تطورهم االقتصادي، وقمع جميع محاوالتهم بناء مجتمع مدني وأحزاب ومؤسســات

[ 37 ]

تمثيلية، وقطع أواصلهم مع المحيط العربي ومع الفلســطينيين المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غــزة ومواقع اللجوء المختلفة. وقد اتخذت دولة إســرائيل من الســلطات المحليــة أداة مركزية لتنفيذ

أهدافها، حيث أقامت للبلدات العربية سلطات محلية وثيقة االرتباط بالسلطة المركزية.ان العرب في البــالد، بخاصة في فترة الحكم العســكري، من عمــدت إســرائيل إلى التعامل مع الســكخالل مجموعة من القوانين تعود في طبيعتها إلى الباب الجنائي، فقد حاولت تجريم العمل السياسي والثقافي والمعيشــي العربي في البالد. كذلك فقد أنتج الحكم العســكري ذهنية ثقافية أداتية بالغة ان الفلســطينيين في البــالد وتملكت عوالمهم المتخيلة الذاتيــة والجماعية، على احتلت أذهان الســكصعيد أنماط تفكيرهم وسلوكياتهم، تجلت في تشوهات عديدة، منها التوجه العام لمفاهيم القانون

والنظام، والعالقات االجتماعية، واألفكار التنويرية والحداثة، والمؤسسات االجتماعية والسياسية.ان الفلسطينيين في م بالسك يكمن أحد مبررات السلطات اإلسرائيلية اعتماد سياسة السيطرة والتحكان الفلسطينيين لالنفصال عن دولة إسرائيل إســرائيل في االعتقاد السائد آنذاك بحتمية سعي السكل خطرا على مستقبل الدولة وكيانها. وفي هذا السياق أو للمطالبة بحكم ذاتي، ما من شأنه أن يشككان أحد أهم المبررات التي وقفت خلف مالحقة الســلطات اإلســرائيلية للحزب الشــيوعي اإلسرائيلي ـص في مطالبته بـ «حــق تقرير المصير حتى ات يتلخـ(ماكــي) منــذ العام 1957 وحتى مطلع الســتينياالنفصال للشــعب الفلســطيني، بما في ذلك القسم الكائن في إســرائيل». وال يزال هذا المبرر، بعد ان الفلسطينيين في نحو 60 عاما على إقامة إســرائيل، أحد أعمدة السياســة اإلســرائيلية نحو الســكدولة إســرائيل: فهو أحد األسس التي تعتمدها الدولة في مشاريع االستيطان بتركيزها على المناطق ان الفلسطينيين (الجليل والمثلث والنقب)، في محاولة لخلق واقع التي تقيم بها نسبة عالية من السك«ال يمكــن الرجــوع عنه»، وإلغاء إمكانية خلق كيان إقليمي تســكنه غالبية عربية، في قرى ومدن ذات ا عربية مستقبال على المطالبة بحق تقرير المصير «حتى االنفصال» تواصل جغرافي قد يشجع أطراف

عن دولة إسرائيل. إن تعريــف دولة إســرائيل كدولة يهودية، «دولة تجســد القومية اليهودية وتخــدم المصلحة القومية للشــعب اليهودي»، من شأنه أن يفسر لنا بعض جوانب المعضلة المدنية القائمة في إسرائيل. يجري التعبيــر عن الطابع اليهــودي للدولة في جميع مناحي الحياة في المجتمــع والدولة: الهجرة، والتجنس، واإلقامة، وتوزيع الموارد، والرموز والمؤسســات، واللغة والفتات الطــرق، والعمل واإلنتاج، والصناعة ـة والبيئة، ومعالم الحيز وعمــران األرض، والحيزين العام والخاص. زيادة والتجــارة والزراعة، والصحـا لدول عديدة أخرى، على «يهودية» الدولة، تنظر إســرائيل لذاتها على أنها «دولــة صهيونية». فخالفترى إســرائيل نفســها دولة لصالح مجموعة ال تعيش غالبيتها ضمن حدودها الســيادية، أي الشــعب اليهودي الذي ال يقيم بغالبيته بين حدودها وال يخضع إلى سيادتها السياسية أو القانونية. ومن منطلق كونها دولة صهيونية ترى السلطة في إسرائيل بأن الدولة أقيمت بغية توفير حلول لمشكالت الوجود للشــعب اليهودي بعامة، وأنها تتحمل مسئولية دوام الهوية الثقافية للشعب اليهودي والقيام بتقديم خدماتهــا لصالــح المهاجرين اليهــود حصرا. إذ يمنح قانون الهجرة اإلســرائيلي أي يهــودي في العالم الحق الحصري للحصول على الجنسية اإلسرائيلية من لحظة دخوله إلى البالد. وينص قانون «أراضي إســرائيل» على اعتبار جميع األراضي المســجلة أو المدارة من طرف الدولة والمؤسسات غير الرسمية (مثــل األراضــي التابعة للوكالة اليهوديــة والصندوق القومي) أراضي تابعة لليهــود كجماعة، وعليه، ا من نقلها لملكية «غير يهودية». إضافة إلى ـع نقل ملكية أي قطعــة أرض إلى ملكية فردية خوف يمنـذلك، يمنع القانون األســاس للكنيســت أي قائمة لخوض انتخابات البرلمان اإلســرائيلي إذا لم تعترف ان الفلسطينيين بإســرائيل دولة «للشــعب اليهودي». وعليه، ينظر الرأي العام اإلســرائيلي إلى السكفي دولة إسرائيل بوصفهم رعايا لدولة تعلن عن ذاتها ليل نهار من خالل دساتيرها وخطابات قادتها

«أنها ليست دولتهم».

[ 38 ]


ميزان ملكية األراضي في البلدات العربية وطبيعتها في العام 1963 (بالدونم)4 الجدول 5: المجموعأراض غير زراعيةأراض زراعية

59,652413,146472,798أمالك دولة385,993--ملكية خاصة

858,791--إجمالي المساحة ضمن حدود القرى%55.05-%12.63أمالك الدولة في القرى العربية

ال تشمل األراضي الواقعة جنوبي مدينة اللد.

تتســم عمليــة التمدين والبرتلــة بأهمية بالغة لكونها عملية تحويل نســبة كبيرة مــن أبناء المجتمع ان الفلســطينيين في إســرائيل تختلف كليا. مــن قطاع الزراعة إلى قطاع الصناعة. إال أن حالة الســكفبحكــم أهميــة األرض في المنظومــة األيديولوجية الصهيونية وبحكم عزم الدولــة على خلق آليات للسيطرة على «البقية الباقية» من الفلسطينيين في البالد، صادرت إسرائيل أكثرية األراضي العربية الزراعيــة وغيــر الزراعية ومختلــف الممتلكات، ومنها األوقاف الدينية -وال ســيما األوقاف اإلســالمية- واســتعملتها لخدمة المشــاريع القومية اليهودية. من جهة أخرى، اتبعت السلطات اإلسرائيلية سياسة ة، وبخاصة في مشاريع التطوير وتخصيص تمييز ضد المواطنين الفلسطينيين في مناحي الحياة كافالميزانيــات وقدرتهم على التأثير في اتخاذ القرار االقتصادي والسياســي. وقد ســعت إلى منعهم من ان الفلسطينيين مراكمة الثروات االقتصادية بشــتى الطرق. وقد أدت هذه السياســة إلى تحول الســكمــن مالكيــن وفالحين، يعتمدون في معيشــتهم على العمل الزراعي، إلى عمال مأجورين في ســوق ا في فلسطين، لقاء العمل اإلســرائيلي، وعلى الخصوص في المدن اإلســرائيلية، التي أنشــئت حديثأجور متدنية. ومع ذلك، لم تمنحهم هذه السياســة فرصة لالندماج في هذه المدن وإنما دفعتهم إلى العــودة إلــى قراهم في نهاية يوم العمل. ولكن عملية البرتلة هذه لم تكن كاملة، فقد اقتصرت على اندمــاج هــؤالء العمال في قطاعات محددة من الصناعة والعمل، في ســوق العمــل غير المهني وغير الصناعي وفي ورشــات عمل (كالكراجات ومصانع التعليب والنســيج وما إلى ذلك) وفرعي البناء وشق الطــرق. وبهــذا فإننا أمام حالة مــن البرتلة المشــوهة أو المنقوصة والمتأزمة المســتمرة، إلى جانب المحاوالت الدؤوبة إلعاقة تطوير اقتصاد عربي أو تعزيز األسس االقتصادية في المجتمع العربي في إسرائيل منذ إنشائها وحتى يومنا (شحادة 2007). ومنذ احتالل الضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران 1967، حتى تشرين الثاني 1973، شهدت البالد عامة ازدهارا اقتصاديا، أدى إلى دخول عمال أجيرين من الضفة الغربية وغزة إلى ســوق العمل، مما دفع باتجاه «ارتقاء» العمالة الفلســطينية في البالد، ـا بدونيتهم قبل هذا التحــول. وقد ظهرت في هذه الفترة بعض المبــادرات االقتصادية العربية قياسـ

ان الفلسطينيين في البالد. ونشأت بذور لطبقة وسطى بين السك

ا مختلفة بغية اســتقطاب القيادات الفلسطينية التقليدية وتعزيز وضعت الســلطات اإلسرائيلية خططفــة والمتعلمة. إلى جانب ذلك، مكانتها في المجتمع، وفي المقابل ســعت إلى اســتقطاب الكوادر المثقوضعــت قوائم انتخابية من قيادات فلســطينية تقليدية مرتبطة بالحــزب الحاكم (مباي)، بغية تحويل األصوات العربية لصالح هذا الحزب، وفي الوقت نفسه، نجحت في خنق أي محاولة إلقامة أحزاب عربية مستقلة أو غير مرتبطة بالحزب الحاكم. وخير مثال على ذلك هو السعي الدؤوب للسلطات اإلسرائيلية لمنع إقامة «حركة األرض»، وتهديدها الدائم للحزب الشيوعي اإلسرائيلي بحله ووضعه خارج القانون، إضافــة إلى تضييق الخناق على جميع المحاوالت إلقامة مؤسســات أهلية وأحزاب سياســية ومالحقتها

لتلك القائمة.

استنادا إلى مسح قامت به وزارة الزراعة في إسرائيل في العام 1963 (دولة إسرائيل 1963، مقتبس عند أبو كشك وجرايسي 4.(5 ،1976

[ 39 ]

ولكن، وعلى الرغم من جميع هذه السياســيات التعســفية والعدائية، نشــهد محــاوالت عدة من طرف الفلســطينيين في إســرائيل، كأفراد وجماعات، للتصدي لهذه السياسيات واألهداف. فقد حاول العديد منهم إقامة حركات وأحزاب سياسية واجتماعية وثقافية، كما حاولوا استغالل النظام القضائي القائم بغية الحد من سياســات الدولة وأقاموا مهرجانات جماهيرية لتعزيز الوعي واإلرادة بين الفلسطينيين ا لالنطباع الذي تتركه العديد من األدبيات واألبحاث لممارســة حقوقهم اإلنســانية والشــرعية. وخالفان ذات الصلة، نشــهد منذ األشــهر األولى بعد اإلعالن عن قيام الدولة مبادرات عديدة من طرف الســكالفلســطينيين لالعتراض على سياســة الدولة ومقاومة نشــاطها ونظرتها لهم وتعاملها معهم. فقد وف إلى بركة اصطناعية ط تهجيرهم ومصادرة أراضيهم وتحويل البط قاوم أبناء قرية كفر مندا مخططــات مصادرة أراضي ان بعض القرى (ســخنين وعرابة) لمخط في بداية الخمســينيات، وتصدى ســكان في مظاهرات وشــاركوا في مهرجانات وف في مطلع الســتينيات. كذلك خرج العديد من الســك البطجماهيرية لالحتجاج على مجزرة كفر قاسم في العام 1957 وبعده. وتصدى أبناء بعض القرى لوجود ممثلين عن الحكم العســكري في قراهم ونجحوا فــي العديد من هذه المحاوالت. كما وظهرت العديد مــن المبادرات من طــرف عدد من القيادات السياســية للدفع باتجاه إلغاء الحكم العســكري منذ اليوم األول لإلعالن عنه، وللتصدي لمشروع قانون تجميع األراضي في العام 1961 وقانون ضريبة األمالك في مطلع الســبعينيات. وقد ظهرت في مطلع الســتينيات مبادرة من طرف أحد القيادات الفلســطينية (الســيد جبور جبور، رئيس بلدية شفاعمرو آنذاك) لتشــكيل لجنة قطرية للسلطات المحلية العربية، إال أنهــا لم تثمر ألســباب ذاتية وأخرى مرتبطة بمحاربة الســلطات اإلســرائيلية لهــا. ووصلت مظاهر ة القائمــة على التمييز ـف السياســة اإلســرائيلية ومعاملتها الفظ ي لتعسـاالحتجــاج ومحاوالت التصدوالفصــل العنصــري ذروتها في الفترة الممتدة من تشــرين األول في العــام 1975 وحتى آذار 1976، حيــث ظهر العديد من مظاهر االحتجاج في البلدات العربية توجت باإلضراب العام في «يوم األرض»، ان ى من األراضــي الخاصة والجماعية التابعة للســك احتجاجا على اســتمرار سياســة مصادرة مــا تبق

الفلسطينيين.

ان الفلسطينيين في البالد تتجلى أهمية يوم األرض، سياسيا، في كونه انعكاسا إلرادة جماعية للسكللتصدي لمحاولة دولة إسرائيل سلخهم عن أرضهم، من خالل ابتالع حيزهم الجغرافي والقضاء على ان العرب في البالد أن السياسة انية وقومية وكأفراد. فقد أدرك الســك بعدهم المكاني كمجموعة ســكالتي تعتمدها دولة إســرائيل بمؤسســاتها المختلفة وأذرعها غير الرســمية تقوم على أســس قومية يهودية («تهويد المكان»)، وأن هذه المصادرات تستهدفهم كمجموعة قومية، فيما تعمل الدولة على إعاقة اندماجهم في المجتمع اإلسرائيلي، وتقوم بتهميشهم في قراهم ومدنهم وبلداتهم، وبتضييق

حيزهم المكاني في أماكن وجودهم (بشير 2004؛ 2006).

ان الفلســطينيين في إســرائيل في ســبعينيات القرن العشرين إلى أدت التحوالت الطارئة على الســكلهم علــى هيئة مجتمــع، ومن أهم هــذه التحوالت ظهور مؤسســات وأطر سياســية واجتماعية تشــكمختلفة وشــرائح من المهنيين واألكاديميين ورجال األعمال والحرفيين. إال أن غياب المدينة في البالد ان الفلسطينيين في البالد عرقل مسيرة تطور هذا بوصفها مركزا ثقافيا وسياســيا واقتصاديا للســك

المجتمع وأدى إلى ظهور أنماط جديدة من السلوك الهجين.

من الهام بمكان اإلشارة إلى أن دولة إسرائيل حاولت جاهدة إلغاء البعدين الزماني والمكاني من الهوية الذاتية والجماعية للفلسطينيين في إسرائيل استنادا إلى جملة من اإلجراءات والنشاطات االستيطانية والتربويــة المختلفة. فقد وضعت بدوائرهــا المختلفة العديد من الخطط إللغاء البعد المكاني وتفريغ البعــد التاريخي من الهوية الذاتية والجماعية للفلســطينيين في إســرائيل، في مســعى لبلورة وعي ذاتــي فــردي وجماعي لديهم قائم على أن ســفر تكوينهم يبدأ من نقطة اإلعالن عن دولة إســرائيل

[ 40 ]


وأن ما ســبقه كان العدم. وقد اســتعملت دولة إســرائيل مناهج التربية والتعليم فضال عن السياســة العامة المباشرة وغير المباشرة لتنفيذ هذا التفريغ وهذا الشحن. وقد أضعف غياب المشاريع التربوية ان الفلســطينيين في البالد فرصة النجاح في التصدي لمشــاريع الســلطة الجائرة والسياســية للســكا وسياساتها، األمر الذي كان يقتضي طرح سياسة بديلة أو مشروع بديل لكي ال يتحول التصدي هدف

بحد ذاته، كما فهمت ذلك بعض األطر السياسية الفلسطينية والعربية اليهودية لألسف.

أمــا على صعيد علم اجتماع األجيال، فقد نشــأ جيل جديد في المجتمع الفلســطيني، تعلم في أجهزة ا، في ظل غياب أفق لبناء ا وثيق التربية والتعليم اإلســرائيلية وارتبط بسوق العمل اإلسرائيلي ارتباطاقتصاد عربي مســتقل، أو لبناء مؤسســات ثقافية مســتقلة. ولكن، إلى جانب ذلك، ظهرت منذ مطلع الســبعينيات مؤسســات عربية قطرية وسياسية وأخرى ذات رســالة اجتماعية محلية وجمعيات ابتغت تنشيط المجتمع الفلسطيني في البالد وعرض الخدمات ذات الطابع المحلي أمامه. بنظرة سريعة إلى الوراء نشهد أن دور هذه المؤسسات على صعيد الخدمات كان محدودا جدا بسبب عوامل مختلفة، منها الذاتية الداخلية ومنها الموضوعية الخارجية، فيما كان له دور بالغ األهمية في تغذية الوعي السياسي

واالجتماعي والثقافي للجيل الشاب من بين الفلسطينيين.

شهد النصف الثاني من عقد السبعينيات فترة تسييس خطاب السلطات المحلية العربية، التي اقتصر نشــاطها حتــى ذلك العهد على الطابــع الخدماتي ال غير. وقد دفعت أحداث عديدة بالســلطات المحلية إلنشــاء سلطة تمثيلية قطرية هي «اللجنة القطرية لرؤســاء السلطات المحلية العربية»، التي رفعت شــعار المســاواة المدنية ورفض التمييز البنيوي القائم في توجه الدوائر الحكومية حيالها، إلى جانب ان العرب في البالد وربط واقعهم باألحداث السياســية اإلقليمية في المطالبــة بحقوق جماعية للســكة الغربية وقطاع غزة. لقد لعب النشاط ان الفلســطينيين في الضف الشــرق األوســط وبمصير الســكالسياسي الذي سبق يوم األرض في العام 1976 دورا بالغا في تعزيز هذا التوجه، إال أنه انكفأ بعض

الشيء في أعقاب ما آلت إليه أحداث يوم األرض (بشير 2006).

كذلك، شهد عقد السبعينيات ظاهرة بالغة األهمية متصلة بموضوعنا تتمثل في ظهور أبحاث علمية للمجتمع العربي الفلسطيني في البالد نشرت باللغة العربية بين العامين 1976-1977، ووزعت على الســلطات المحلية وأصحــاب القرار في المجتمــع العربي، وهي ظاهرة لم يشــهدها المجتمع العربي المحلي من قبل، باستثناء عدد قليل من األبحاث األخرى التي قدمت كأطروحات في الجامعات (وبخاصة ر أمام الجمهور المحلي وصناع القرار. فقد بادر إلى مثل باللغة اإلنجليزية) ولكنها لم تنشر أو لم تتوفهــذه األبحاث عدد مــن الباحثين واألكاديميين العرب، من بينهم د. حاتــم كناعنة، الذي بادر فيما بعد إلقامــة جمعية الجليل - الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية؛ ود. ســامي جرايســي، صاحب «تقرير جرايســي» المشــهور، الذي وضع فــي العام 1973 لصالح وزارة الداخلية اإلســرائيلية لفحص مســتويات دخل وصرف الســلطات المحلية العربية في البالد، والذي اعتمده العديد من رؤساء الســلطات المحليــة واألحزاب واألطر السياســية للتأليب ضد سياســة الحكومات اإلســرائيلية والدوائر والمؤسســات العامة. كذلك، شــارك في هذه األبحاث كل من الشــاعر والمربي حنا أبو حنا والسيد بكر أبو كشك، وقد أثمرت عن إصدار تقارير حول الوضع الصحي، والتعليمي، والضائقة السكنية، وتوزيع األراضي وطرق اســتعمالها في المجتمع العربي في البالد (أبو كشك وجرايسي 1976؛ كناعنة 1976؛

جرايسي 1977؛ أبو حنا 1977).

شــهد عقد الثمانينيات، علــى الصعيد االجتماعي، بروز دور متزايد ألبنــاء الجيل الجديد من الحرفيين ة األصعدة. ـار وانتكاس دور الجيل القديم وأســاليب العمل التي اتبعها علــى كاف يــن والتجـواألكاديميا. أما على وتجدر اإلشارة إلى تعزيز دور المرأة في هذه الفترة قياسا بالدور المتواضع الذي لعبته سابق

[ 41 ]

ا مأساوية وكبيرة، مثل حرب لبنان ومجزرة صبرا وشاتيال الصعيد السياسي، فقد شهد هذا العقد أحداثوجــالء منظمــة التحرير الفلســطينية عن أرض لبنان واالنتفاضة الفلســطينية األولــى (1987). وقد تفاعــل المجتمع العربي في إســرائيل مع هذه األحداث جميعها التــي تركت آثارا عليه، من حيث تعزيز دور الخطاب السياســي في الخطاب االجتماعي الســائد، والبحث عن رؤية سياســية أو برنامج سياسي ان العرب في دولة إسرائيل، يتجاوب مع المســتجدات عبر عرض طروحات سياســية تحدد مكانة السكبعد أن تقهقرت هذه المســألة منذ مطلع السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات وانتكس طرح الحزب الشــيوعي اإلســرائيلي الذي دعا إلى االنخراط في دولة إسرائيل وتحقيق المســاواة المدنية متجاهال الصراع القومي والبعد القومي في تعريف دولة إسرائيل، عالوة على البعد القومي في الهوية الفردية ان الفلسطينيين ان الفلسطينيين في البالد ومركزيته في النظرة المتبادلة بين السك والجماعية للسكودولة إســرائيل، ومركزية البعد القومي الثقافي في الصراع العربي اإلسرائيلي اإلقليمي في الشرق

األوسط.

نتيجة لذلك ظهرت طروحات جديدة منذ نهاية الثمانينيات، دعت بعضها إلى السعي نحو الحكم الذاتي الثقافي أو الجغرافي، وأخرى دعت إلى تحويل طبيعة دولة إســرائيل، بوصفها المعضلة األساس التي ان الفلســطينيين في إســرائيل، لتصبح دولة تقف حائال أمام الحصول على المســاواة المدنية للســك«جميع مواطنيها»، إلى جانب االستعانة بالقانون الدولي والنشاط السياسي بغية الحصول على اعتراف بالســكان الفلســطينيين في إســرائيل كأقلية قومية، ما من شــأنه أن يبدل معادلة العالقة مع دولة ان الفلسطينيين في إسرائيل اســتحقاقات جماعية ومؤسسات قومية وتمثيلية إســرائيل ويمنح السكوثقافية وأخرى خاصة بهم. وقد وقف حزب التجمع الوطني الديمقراطي على رأس هذا الطرح وسعى

إلى تطويره وتحويله إلى مشروع سياسي متكامل.

[ 42 ]


ل السلطات المحلية العربية في البالد 3.6 نبذة تاريخية حول تشكان العرب واليهــود في إســرائيل يخضعون لألطر اإلدارية والسياســية يبــدو للوهلــة األولى أن الســكوالقضائيــة الرســمية ذاتها. أما على أرض الواقع، تفرض دولة إســرائيل بدوائرهــا المختلفة أنظمة إداريــة رســمية تختلف باختالف المجموعــة القومية واإلثنيــة والفئوية، األمر الــذي يتجلى على وجه ان اليهــود، إضافة إلى االختالف ان العرب وأخرى للســك الخصــوص بوجود أنظمة إدارية خاصة للســكالواضــح في الدعم الــذي تقدمه المصادر الحكومية للســلطات العربية واليهوديــة، فهنالك توجهان، واحــد للســلطات اليهودية وآخر للســلطات العربية (شــحادة وصباغ-خوري 2005؛ متــى 2005). على ســبيل المثال، يدعي ماجد الحاج وهنري روزنفيلد أن دولة إســرائيل تتبنى نهجا مزدوجا للتعامل مع ان اليهود والعرب فــي البـالد، مـن حيـث األنظمة اإلدارية المتعلقة بالسلطات المحلية وأهـدافـهـا السك

(Rosenfeld and Al-Haj 1990).5 كما وأن لهذه األنظمة اإلدارية دالالت ومضامين مغايرة عند فرضها انية مختلفــة ترتبط بمحاور عديدة أهمها المحور الثقافي السياســي. ومن جانب آخر، على فئات ســكا في المفاهيــم واألداء واألهداف ويعرض فــإن اختالف االنتمــاءات الجماعية في الدولة يفرض اختالفا مختلفة الختالف الســياقات الثقافية واألخرى. لهذا الســبب فإن فرض نظام معين، ا أو ظروف شــروطانية مختلفة من حيث الزمان والمكان ومن حيث ثقافتها وتاريخها ووعيها إداري أو آخر، على فئات ســك

لذاتها ورؤيتها للعالم، سيثمر حتما منتجا مغايرا في كل مجموعة على حدة.

لهذه األســباب، أرى ضرورة بالغة للعودة إلى مراحل تطور الحكم المحلي العربي واليهودي في البالد وربطه بالمحاور الثقافية واالجتماعية والسياســية بغية فهم الواقع الحالي للسلطات المحلية العربية. ولكن من الواضح أن هذه المهمة في غاية الصعوبة وال يمكن اإلحاطة بها من خالل هذا المدخل، وعلى الرغم من ذلك سوف نتوقف عند بعض النقاط التي أرى بأنها مركزية في هذا الصدد، معتمدا جزئيا علــى البحــث الرائد لماجد الحاج وهنــري روزنفيلد المذكور أعاله، الذي يعود إلــى الحقبتين العثمانية

واالنتدابية بغية تفسير واقع السلطات المحلية عند نهاية الثمانينيات.

يدعي الحاج وروزنفيلد أنه لسبب تثبيت آلية جمع الضرائب فضلت السلطة المركزية العثمانية تعزيز منظومــة الراعي-الرعيــة (Patron-Client)، القائمــة على حاجــة الراعي إلى الرعيــة لتثبيت مكانته رها الراعي لها، وهكذا تحكم العالقة ولمراكمة ثروته، وإلى حاجة الرعية للحماية والوصاية التي يوفبين الراعي والرعية أواصر التبعية. غالبا ما كان أحد الرعاة يشــتري قرية أو مجموعة قرى أو منطقة معينة من السلطة العثمانية مباشرة، يقوم بجمع الضرائب نيابة عن السلطة المركزية، وقد كان هو المسئول أمام السلطات المركزية عن دفع حصته لها بمعزل عن حقيقة جمعه أو عدم جمعه للضرائب ان. اتسمت العالقة بين صاحب القرية، أو مالك األراضي، وبين المزارعين الذين قاموا، غالبا، من السكبتســجيل أراضيهــم لصالح أحد األغنياء فــي المنطقة (الراعي) أو صاحب المنطقــة أو القرية، بعالقة -رعيــة، فطبيعــة النظام الزراعي اإلقطاعــي أن يكون بحاجة للفالحين ليضمــن صيرورته (الحاج راع

وروزنفيلد 1990، 7).

هنالك مسألتان في غاية األهمية تتصالن بنشوء السلطات المحلية العربية منذ العهد العثماني وحتى قيام دولة إسرائيل وهما (المصدر السابق، 8):

ل الحمولة واستمراريتها 1 - دور الدولة الكبير في تحديد المســئولية الجماعية للقرية وتحديد تشكوالفئــات االجتماعية األخرى. تاريخيا، حين تقوم الدولة بفرض أنظمة الســيطرة الخاصة بها، فإنها تثيــر الصراعــات بين الفئات االجتماعيــة وتدفعها إلى أقصى مداها وخطورتهــا، وهكذا تعمل على

5 صدرت نسخة معدلة للكتاب باللغة العبرية في السنة ذاتها (الحاج وروزنفيلد 1990). وجميع اإلشارات إلى صفحات هذا البحث التي تظهر في التقرير تعتمد على النسخة العبرية وليس اإلنجليزية وذلك لكونها نسخة معدلة.

[ 43 ]

تشكيل كل مجموعة كوحدة منفصلة بحد ذاتها.

2 – تتنافــس الحمائــل في القــرى والمدن وفــي الضواحي واألحياء علــى المكانة االجتماعيــة (العزة واالحترام، واأللقاب) والحقوق واألمن؛ قد يســعى عدد من الحمائل لالتحاد ضد حمائل وأطر تنظيمية أخرى، ما من شأنه أن يدمج عددا من القرى والمجموعات اإلقليمية (أو أجزاء ومجموعات بداخلها). في أحايين عدة، نتجت مثل هذه االنفصاالت الداخلية بفعل الصراعات القائمة بين الحمائل والتناحر حول المصادر ووسائل اإلنتاج والعالقة مع النظام وغيرها. ونتجت هذه الصراعات، بالقدر ذاته، عن تشجيع مباشــر من طرف أجهزة الحكم القائمة من خالل اســتغاللها لتقســيم المــوارد وتالعبها به وتوظيفه

لغايات تعزيز االنقسام والتناحر الداخلي واعتمادها سياسة السيطرة.

على جميع األحوال، عاش القرويون وأبناء الشريحة الضعيفة في المدن حياتهم وهم يبحثون عن آمان اقتصادي ومكانة اجتماعية في ظل النزاعات والصراعات المســتمرة بين الفئات االجتماعية المختلفة. من الواضح أن من شــأن مثل هذه األجواء أن تعرقل عملية إقامة أحزاب سياســية وتنظيمات وحركات اجتماعية تزعزع هذا المبنى االجتماعي، ويبدو أن جميع الثورات أو اإلصالحات والتغييرات لم تؤثر على

هذه األرضية القائمة.

ان فلسطين العرب في السنوات األولى النتداب فلسطين (1920) نحو 600 ألف من العرب، بلغ عدد سكان العرب، ونحــو 67 ألف من اليهود. وقد بلغت نســبة المزارعين القرويين نحو %75 من مجمل الســكمنهم نحو %70 لم يكونوا يملكون أراضي أو أن أراضيهم قليلة بحيث ال تكفي الســتهالكهم الخاص. فين والحرفيين وأصحاب المهن الحرة وطبقة وقد ظهرت منذ مطلع الثالثينيات مالمح طبقة من المثقا أمام البنية العائلية لألحزاب السياســية واســتمرارها بالتنازع أخرى للعمال. إال أن ذلك لم يقف عائقفيمــا بينهــا على األلقاب والمكانة االجتماعيــة والوظائف وغيره. على الرغم من ذلك، اســتمر النظام ان البالد العرب (المصدر السابق، االنتدابي في التعاطي مع هذه األحزاب بوصفها الهيئة التمثيلية لسك10-11)، وذلك انســجاما مع السياســة العليا لالنتداب البريطاني التي تتلخص في الحفاظ على البنية

التقليدية للمجتمع الفلسطيني وتعزيزها.

أصدر النظام االنتدابي في العام 1921 أنظمة السلطات المحلية إلقامة سلطات محلية عربية ويهودية ان العرب كأدوات للسلطة المركزية وليس كأطراف حقيقية تعبر عن حكم محلي حقيقي. ولكن السكلــم يتعاونوا مع هذه الســلطات المحليــة، ما أدى بلجنة «بيل» (1937) إلى تســجيل نقدها: لم تحاول ان، ما الســلطة المركزية البحث عن أســاليب ســلطة محلية بديلة لها عالقة مع التراث المحلي للســكان العرب العتبار هذه السلطات المحلية جسما غريبا مفروضا عليهم من الخارج. فقد كان دفع بالســكفين وتنحيتهم عن المندوب السامي ونوابه يتحلون بصالحية تعيين رؤساء السلطات المحلية والموظمناصبهــم، وتحلى المندوب الســامي بصالحية حق النقد واالعتراض على أي قرار للســلطة المحلية ومراقبــة ميزانيات دخلهــا وصرفها. في أعقاب هــذا النقد أقيمت لجنة خاصة فــي العام 1940 لوضع توصيات بشــأن الخطــوات التي يتعين اتخاذها لتأمين درجة مالئمة لمشــاركة أهــل القرية في عمل السلطة المحلية في القرية. إال أن توصيات لجنة «بيل» والتوصيات التي وضعتها اللجنة التي أعقبتها ، بل قد يكون من الصائب القول إن وضع الســلطات المحلية شــهد تدهــورا أكبر، حيث لــم تنفذ قــطحاول النظام االنتدابي بكل قواه أن يمنع أي نوع من الحكم الذاتي في الســلطات المحلية العربية. أما انها الخمســة آالف نسمة فقد تم تعيين مختار واحد أو أكثر ونواب في القرى التي ال يتعدى تعداد ســكا لقانون إدارة الواليات العمومية (العثماني) من العام 1877 الذي يدعو إلى انتخاب ومســاعدين، خالف

ان أنفسهم (المصدر السابق، 11). المختار على يد السك

وعلى وجه عام يمكن القول بأن سلطات االنتداب رأت بالمختار الواشي األعظم بشأن كل ما يدور في

[ 44 ]


البلد وهو المسئول عن الحفاظ على «النظام العام» فيه، بينما كانت وظيفة المختار فيما مضى جباية ان أمام السلطات العثمانية والعكس (المصدر السابق، 15). الضرائب وتمثيل السك

قبل احتالل فلســطين في العام 1917 تمت إقامة 22 سلطة محلية عربية عمال بقانون إدارة الواليات العمومية (العثماني) من العام 1877، والذي تم العمل به حتى صدور أنظمة هيئات السلطات البلدية المحليــة في العام 1934. وفي عهد االنتداب البريطاني تم إضافة ســلطتين محليتين يهوديتين هما «تــل أبيــب» و«بيتح تكفا». لم يتغير عدد الســلطات المحلية إلى العــام 1946، حيث كانت هنالك 24 سلطة بلدية محلية، 18 منها عربية، واثنتان يهوديتان، وأربع مختلطة (القدس وحيفا وصفد وطبريا). كما وكان هنالك 38 مجلسا محليا (11 عربية و 26 يهودية، إضافة إلى المستوطنة األلمانية الدينية)، ـا عربيا، على الرغم من أن عدد القرى الفلســطينية في البــالد في ذلك الحين كان ـا قرويـ و24 مجلسـ

يتجاوز الـ900 (المصدر السابق، 16، 22).6

ان العرب الحصول على حق الترشــيح للســلطات المحلية ـن علــى كل مــن يرغب من الســك كان يتعيـالعربية والمختلطة المختلفة أو حتى على حق التصويت أن يدفع ضريبة محلية عمال بأنظمة امتيازات الســلطات البلدية من العام 1926. بينما كانت الضريبة المفروضة على اليهود بهذا الشــأن منخفضة نســبيا. وقد ســيطرت عائالت الوجهاء على السلطات المحلية وتقاســمت المقاعد فيها، فيما كان عدد ـا محلـيا في قرية ا. على ســبيل المثال، كان فــي العام 1931 مجلسـأصحــاب حــق التصويت قليال جدان لم يتم العثور انها نحو 2,826 نســمة، ومن بين جميع هؤالء الســك شــفاعمرو، التي بلغ تعداد ســكان العرب الذين أدلوا بأصواتهم على شخص واحد يحق له الترشح للسلطة المحلية. وكانت نسبة السكفــي االنتخابات األولى في العام 1934 واالنتخابات الثانية فــي العام 1946 متواضعة جدا، ويعود هذا ألســباب عــدة منها: دفع ضريبــة للحصول على حــق التصويت؛ تحديد جيل الشــخص الــذي يحق له التصويت بالعمر 25 ســنة فما فوق. من الواضح أن عدم تصويت النســاء وســيطرة األغنياء والوجهاء ان العرب في ـي عدم المباالة واليأس بين الســك على الســلطات المحلية كان له أثره الكبير على تفشـ

حينه (المصدر السابق، 17).

ان وعدد الناخبين في مدن عربية مختلفة في انتخابات العام تعداد السك الجدول 6: 1934 والعام 1946

االنتخابات في العام 1946االنتخابات في العام 1934اسم المدينةان ان%عدد الناخبينعدد السك %عدد الناخبينعدد السك

17,0468404.934,1701,6224.7غزة189,177474.923,2591,6196.9نابلس8,7564585.214,2001,1508.1الناصرةا 7,8977189.112,3601,34110.8عك

6,2261702.79,9103293.3المجدل6,8153314.88,8205906.6بيت لحم2,7061636.03,9903278.1جنين

المصدر: المصدر السابق، 17.

وصل عدد السلطات المحلية العربية في العام 1933 إلى 14، إال أنه انخفض بعد 10 سنوات إلى 11. أضف إلى ذلك أن 3 من بين 6المجالس الـ9 القروية القائمة في العام 1945 كانت في بلدات مسيحية بالكامل، وبلدة أخرى كانت تسكنها أقلية مسيحية؛ وذلك في

حين أن 9 بلدات مسيحية، فقط، كانت موجودة في فلسطين في العام 1945.

[ 45 ]

اتســمت العديد من السلطات المحلية والبلدية العربية بغياب الكفاءات وعدم النجاعة، إضافة إلى غياب تقديم الخدمات لشــح الدخل من الضرائب المحليــة، أوال، ولغياب الكفاءات الالزمة وعدم وجود مفهوم الخدمات في هذه السلطات العربية وسيطرة األفندية والوجهاء عليها. لم تحاول سلطات االنتداب تغيير

هذا الوضع بل العكس، فقد استمرت في التعاطي مع فئة الوجهاء واألفندية (المصدر السابق، 20).

1.3.6 الحكم المحلي في البلدات العربية بعد النكبة

يعمل جهاز الحكم المحلي في إســرائيل بثالثة أشــكال مختلفة (بلديــات، ومجالس محلية، ومجالس إقليمية) استنادا إلى قوانين من فترة االنتداب (قانون البلديات للعام 1934، وقانون المجالس المحلية

ا. للعام 1941)، إضافة إلى األنظمة التي وضعتها وزارة الداخلية اإلسرائيلية الحق

تتســم صالحيات الســلطات المحليــة بالمحدودية البالغــة بفعل تبعيتهــا وارتباطهــا الوثيق بالحكم المركزي (الحكومة، بقراراتها وتوصياتها وتوجهاتها وســلطتها في ضوء األنظمة واألوامر القانونية)، وطرق تدخل الحكومة في شئونها التي ال تترك لها متسعا كبيرا لحرية التصرف فالتشريعات المختلفة ان. وتختلف شدة التبعية والسيطرة التي تمارسها ترى بالسلطات المحلية جهازا لتقديم الخدمات للسكالســلطة المركزية باختالف حجم الســلطة المحلية وعالقة رئيســها بالحزب الحاكم ودرجة مشــاركة ان بالسلطة المحلية واعتبارات سياســية أخرى، حيث تتحلى البلديات الكبيرة وتلك التي يشارك الســك

انها في إدارة شئونها بقسط أكبر من الحرية قياسا بالسلطات المحلية الصغيرة. سك

شــهد قطاع السلطات المحلية في إســرائيل منذ نشأتها وحتى العام 1978 طريقة انتخاب مغايرة عن ا. وكانت الطريقة الســابقة تتلخص بانتخاب رئيس الســلطة المحلية على يد تلــك التي اتبعــت الحقا بكل واحد منهم، ما أدى إلى عدم ان، أي أن الرئيس كان متعلـق أعضاء السلطة، وليس على يد السكاستقرار السلطة المحلية. على سبيل المثال، تبدل رئيس المجلس المحلي في باقة الغربية في الفترة ل تركيبة االئتالف في المجلس المحلي. لهذا الســبب، تمات متتالية بفعل تبد1969-1973 خمس مران بطريقة تغيير طريقة االنتخاب في العام 1978 ليتم انتخاب رئيس الســلطة المحلية على يد السكانه. إال أن هذه الطريقة مباشرة، بهدف تعزيز استقرارها ومكانة رئيس السلطة الذي حظي بدعم سكالجديدة لم تجد حال لمشــكلة عدم قدرة رئيس الســلطة المحلية بالتصديق على الميزانية والضرائب البلديــة والقروض الحكومية وقــرارات هامة من دون دعم من جانب غالبية أعضاء الســلطة المحلية

(المصدر السابق، 27).

ــر الحكم المحلي في إســرائيل من عوامل داخلية محلية وعوامل أخــرى خارجية، وبخاصة الحكم يتأثالمحلــي العربــي. فالصراعات الداخليــة بين العائالت والحمائل انعكســت في االنتخابات وســير عمل الســلطات المحلية العربية، كما أن ســيطرة الدوائر الحكومية وأذرع الحكم العســكري وغيرها وجدت

انعكاسا لها على عمل السلطات المحلية العربية (المصدر السابق، 27).

جاء في أحد المســتندات الرســمية (أيلول 1959) المصنف أمنيا «ســري للغاية للمرسل إليه فقط» يحمل العنوان «توصيات لمعالجة شئون األقلية العربية في إسرائيل»، بأن هدف السلطات اإلسرائيلية من وراء إنشاء سلطات محلية في القرى العربية كان، أوال، تحويل الصراع بين العرب واليهود في الدولة من صراع قومي إلى صراع داخلي بين العائالت العربية في قراهم ومدنهم، وبهذا فإنها تقوض أية قوة سياســية ان عن القضايا ) وتشغل السك سات الدولة (وبخاصة جهاز المخابرات العامعربية تتناقض مع أهداف مؤس

ز جل اهتمامها على السياسة المحلية في القرية (سيغف 1986، 78). القومية والقطرية لترك

[ 46 ]


قامــت دولة إســرائيل بين األعوام 1950-1955 بتجديد عمل الســلطات المحليــة العربية األربع التي كانت قائمة قبل 1948 (شفاعمرو - التي حصلت على مكانة سلطة محلية في العام 1910؛ والناصرة - 1877 وجدد لها في العام 1937؛ والرامة - 1923 وجدد لها في العام 1954؛ وكفر ياسيف - 1925)، وأقامت ســبع ســلطات محلية جديدة: دالية الكرمل، وعســفيا، والفريديس، وباقة الغربية، والطيبة،

والطيرة، وقلنسوة.

واجهــت الســلطات المحلية العربية مشــاكل عدة في أعوامها األولى ألســباب متنوعــة، أهمها عجزها أمام الســيطرة الحكومية وســطوة حزب مباي الحاكم والحكم العســكري من تنفيذ بعض الصالحيات األولية، مثل حرية تشــكيل ائتالف في الســلطة المحلية. على ســبيل المثال، تدخل الحاكم العسكري فــي العــام 1955 وألغى االئتالف في مجلس الطيبة المحلي الشــتراك القائمة الشــيوعية فيه. كذلك فو الســلطات المحلية العربية مشــاكل عدة على صعيد اللغة والتنظيم وإدارة فقد واجه أعضاء وموظالميزانية والعمل اإلداري بصورة عامة النعدام الخبرة وتواضع الميزانيات وبفعل التوظيف السياســي في وزارة الداخلية في سير عمل والعائلي فيها غير القائم على أساس المهنية، ما عزز من تدخل موظالسلطات المحلية العربية وإدارة شئونها، وبخاصة في ظل تعزيز مكانة المخاتير في العقد األول بعد إقامة الدولة، الذين غالبا ما كانوا جزءا من االئتالف في الســلطة المحلية، وعرقلوا سير عمل السلطة ـا على مكانتهم. وقد أذكى الحكم العســكري المحليــة إن لــم يكونوا جزءا منها، فقد رأوا فيها منافسـوالحزب الحاكم نار الصراع بين المختار وبين الســلطة المحلية من خالل حفاظهما على عالقاتهما مع

المخاتير ورؤساء العائالت وتعزيز مكانتهم ودورهم (الحاج وروزنفيلد 1990، 29).

السلطات المحلية في البلدات العربية التي واصلت عملها بعد النكبة في الجدول 7: حدود الهدنة وسنوات تأسيسها (1949-1877)

سنة التأسيساسم البلدةسنة التأسيساسم البلدة1910شفاعمرو1877الناصرة1925كفر ياسيف1923الرامة

السلطات المحلية في البلدات العربية وسنوات تأسيسها (1975-1949) الجدول 8: سنة التأسيساسم البلدةسنة التأسيساسم البلدةسنة التأسيساسم البلدة

1965عرابة1959يركا1951دالية الكرمل1965فسوطة1960المشهد1951عسفيا

1965بسمة طبعون1960أم الفحم1952الفريديس1967جولس1960إكسال1952باقة الغربية

1967حورفيش1960إعبلين1952الطيبة1968المكر1960يافة الناصرة1952الطيرة1968نحف1961دبورية1955قلنسوة1968الرينة1962عين نقوبا1956المغار1969كفر كنا1963ترشيحا1956طمرة

1970عرعرة1963عين ماهل1957جلجولية1973كابول1963الجش1957معليا

1973عيلبون1964بيت جن1958البقيعة1975الجديدة1964كفر مندا1958كفر قرع

1975دير حنا1964مجد الكروم1959كفر قاسم1975دير األسد1964أبو سنان1959جت (المثلث)

1975شعب1965سخنين1959طرعان

[ 47 ]

السلطات المحلية في البلدات العربية وسنوات تأسيسها (2006-1976) الجدول 9:

سنة التأسيساسم البلدةسنة التأسيساسم البلدة1976كابول1976البعنة

1977الطيبة الزعبية(ضمت للمجلس اإلقليمي

«هجلبواع» منذ العام 1977)

1980رهط

1982عرب العرامشة1980البعينة النجيدات1984الشيخ دنون1984كوكب أبو الهيجاء

عرب الشبلي-أم 1984تل السبعالغنم

1984أنشئ المجلس المحلي عرب الشبلي

في العام 1984 وأضيفت إليه في العام 1991 أم الغنم التي افتقرت حتى تلك السنة ألي سلطة محلية

سوى المختار1988طوبا الزنغرية1987البعينة النجيدات

1985وادي سالمة(تم االعتراف بالقرية في العام

1976، وفي العام 1985 تم ضمها للمجلس اإلقليمي «مسغاف»)

زيمر(مجلس محلي يضم البلدات:

المرجة، ويمة، وبير ة، وإبثان) السك

1988(قبل هذا العام خضعت هذه القرى الصغيرة لسلطة المجلس اإلقليمي

«عيمق حيفر»)

1989الجديدة-المكر(في العام 1975 أقيم مجلس محلي

لقرية الجديدة، وفي العام 1968 أقيم المجلس المحلي لقرية المكر)

1990بئر المكسور(قرية جديدة بناها جزء من

أبناء وبنات عرب الحجيرات منذ الثالثينيات)

1990كسرى-سميع(إنشاء مجلس محلي مشترك) وقبل

ذلك كانت كسرى تابعة للمجلس اإلقليمي «مركز الجليل»، وحتى العام

1988 كانت قرية كفر سميع تابعة للمجلس اإلقليمي «مركز الجليل»

1990يانوح-جت(إنشاء مجلس محلي مشترك) وقبل ذلك كانت قرية جت (الجليل) تابعة للمجلس اإلقليمي «مركز الجليل» منذ 1968، أما

ا منذ متى تحديدا يانوح فليس معروفخضعت لسلطة «مركز الجليل»

1991عيلوط(تعيين لجنة إلدارة شئون البلدة

من طرف وزارة الداخلية) وعقدت انتخابات للسلطة المحلية للمرة

األولى في نهاية التسعينيات

1992الخوالد

1992ساجور(ضمت للمجلس اإلقليمي «مروم

هجليل» في العام 1972) ومنذ 1992 ل مجلس محلي خاص بها تشك

1993أبو غوش(قبل ذلك خضعت لسلطة المجلس

اإلقليمي «مطيه يهودا» منذ تأسيسه في العام 1964 وحتى 1992)

1994 (تم االعتراف بها وضمها الضميدةللمجلس اإلقليمي «مسجاف»)

1995رأس العين(تم االعتراف بها وضمها للمجلس

اإلقليمي «مسجاف»)الكعبية-طباش-1996الزرازير(*)

الحجاجرة1996

(في العام 1982 دمجت البلدتان لتا مجلسا الكعبية وطباش وشكمحليا وفي العام 1995 أضيفت

إليهما قرية «الحجاجرة»)

[ 48 ]


سنة التأسيساسم البلدةسنة التأسيساسم البلدة1996المزرعة

ا لسلطة المجلس (خضعت سابقاإلقليمي «مطيه آشر»)

1996اللقية

1996حورة(تم االعتراف رسميا بالبلدة في

العام 1989)

1996الكسيفة

1996شقيب السالم1996عرعرة النقببسمة

(مجلس محلي يشمل ثالث قرى

عربية)

1997طلعة عارة1996

1998الكمانة(اعتراف بالقرية في العام 1995

وضمها للمجلس اإلقليمي «مسجاف» في العام 1998)

1999الحسينية(اعتراف بالقرية في العام 1996

وضمها للمجلس اإلقليمي «مسجاف» في العام 1999)

بستان المرج (مجلس إقليمي)

2000عرب النعيم2000(تم االعتراف بها وضمها للمجلس

اإلقليمي مسغاف)البطوف

(مجلس إقليمي)2005أبو بسمة2001

أبو بسمة (مجلس إقليمي في النقب ويضم 11 قرية عربية)

الزرازير: في العام 1972 دمجت البلدات الجريفات والجواميس وهيب أبو صياح والزرازير وخضعت جميعها لسلطة المجلس اإلقليمي (*)لت سوية المجلس المحلي «الزرازير»، وقد كانت قرية منشية زبدة منذ العام 1989 وحتى «عيمق يزراعيل»، وفي العام 1996 شك

العام 1994 مدموجة في هذا المجلس.

مجمل السلطات المحلية في البلدات العربية وسنوات تأسيسها الجدول 10: المجموع1988- 19762005- 19611987- 19491975- 1960قبل 1948سنة التأسيس

2691*4222613العدد4.424.228.514.328.6100النسبة

*يشمل إقامة مجالس إقليمية جديدة وقرى تم االعتراف بها وأخضعت لسلطة مجالس إقليمية

ومــن الهام بمكان اإلشــارة إلى أنــه تم منذ نهاية العــام 1994 وحتى اليوم االعتراف بعشــرين قرية بصــورة رســمية، منها 9 قرى في شــمال البالد وأواســطها7 -ذكرنا تلك القرى التــي ضمت للمجلس

اإلقليمي «مسغاف» في القائمة أعاله- و 11 في النقب ضمت للمجلس اإلقليمي أبو بسمة.8

الحظ ماجد الحاج وهنري روزنفيلد أن غالبية جلسات السلطات المحلية العربية حتى منتصف الستينيات دارت حــول أمور محلية مثل مجال التربية والتعليم ومواضيع أخرى متواضعة، مثل ضرورة بناء غرفة دراســية إضافية وتزويد رياض األطفال باأللعاب وما إلــى ذلك. إضافة إلى ذلك، فقد طرحت مواضيع فين من الدوائر الحكومية، مثل ضرورة ليس بالضرورة محلية ولكنها فرضت أو طرحت من طرف موظاالحتفال بيوم «اســتقالل دولة إســرائيل» (المصدر الســابق، 34). ولكن، كانت هنالك بعض الفترات التي اتســمت فيها جلسات هذه الســلطات المحلية بطابع االحتجاج. على سبيل المثال، طغى االحتجاج

وهي: عين حوض، الخوالد، الضميدة، الكمانة، العريان، الحسينية، رأس العين، الحميرة، عرب النعيم. 7وهي: قصر السر (الهواشلة)، وأم متنان (أبو قرينات)، وبير هداج، وكحلة، وأم بطين، واألطرش، وترابين الصانع، والدريجات، 8

والفرعة، وأبو تلول، والسيد.

[ 49 ]

على النقاشــات التي دارت في المجلس البلدي شــفاعمرو في الجلسة التي عقدت في 20 أيلول 1961 حول قتل ثالثة شــباب عرب من حيفا بيد الجيش اإلســرائيلي، عندما حاول الشــباب عبور الحدود إلى غزة في 17 أيلول 1961. بعثت البلدية رسالة احتجاج إلى ديوان رئيس الدولة، ولوزير األمن ولرئاسة الكنيســت، للتعبير عن الغضب الشــديد لقتل الشباب، وجاء في الرسالة أن مثل هذه األعمال إنما تعبر عن درجة االستهتار بأرواح العرب مطالبة بمحاكمة المسئولين عن هذا العمل. وقد أعلنت البلدية عن إضراب عام في شــفاعمرو بتاريخ 21 أيلول من الســاعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الرابعة عصرا. كما وطلبت البلدية من الكنائس أن تقرع أجراســها ومن المســاجد أن تتلو سورا قرآنية وقت اإلضراب.

كما وبعثت رسائل تعزية لذوي الشباب الذين قتلوا (المصدر السابق، 35).

كما والحظ ماجد الحاج وهنري روزنفيلد أنه طرأ تغيير منذ منتصف السبعينيات على مضامين النقاش في جلســات الســلطات المحلية العربية، من حيث الكمية والقضايا التــي تعالجها هذه المضامين. نبع هــذا التغيير بصــورة كبيرة من نمط القيادة الجديــدة التي ظهرت في تلك الفتــرة. فقد برزت طبقة من رؤســاء الســلطات المحلية واألعضاء الشــباب والمتعلمين وخريجي الجامعات الذيــن تناولوا أمورا فلســطينية وعربية قطرية إضافة إلى تلك المحلية، بفعل تأثير الخطاب الفلســطيني والعربي ونشر و«ثيقة كنيغ»9 وتســييس الخطاب العربي المحلي بدرجة أكبر من ذلك الذي ســاد في الســابق. وكان ليوم األرض األثر البالغ على هذا الصعيد، إضافة إلى تأثير إنشــاء اللجنة القطرية لرؤســاء الســلطات

المحلية العربية.

ومنذ نهاية الســبعينيات دارت نقاشــات عديدة على المســتوى القومي في جلســات السلطات المحلية العربية. وقد تراكمت الخبرة والتجربة فيها، األمر الذي ترك مجاال لرفع مســتوى النقاش ليشمل طرح موضوع توســيع مؤسســات التربية والتعليم وفرع الخدمات ووضع خطط وبرامج مســتقبلية وتوسيع

مناطق النفوذ وغير ذلك (المصدر السابق، 35).

وفي ســخنين عقدت جلســة خاصة ألعضاء الســلطة المحليــة لتناقش «وثيقة كنيــغ». وفي 4 كانون األول 1977 ثار نقاش في إحدى جلســات مجلس ســخنين المحلي حول هدم عدد من البيوت في قرية مجــد الكروم، وقد شــجب المجلس هذا العمل بشــدة ودعا الحكومة إلى إقامــة لجنة خاصة لبحث هذا الموضوع. وفي 2 كانون األول 1979 عقدت جلســة خاصة لمناقشة طرد بسام الشكعة، رئيس بلدية ـام الشكعة يترك أثرا سلبيا نابلس، إلى المنفى. وقد جاء في نهاية النقاش ما يلي: «إن قرار طرد بسـعلى القضية الفلســطينية وعلى إســرائيل وفرص الســالم في المنطقة». وقد دعا المجلس الدوائر

الحكومية إلى إلغاء أمر الطرد. جاء في معرض النقاش الذي دار في هذا الشأن ما يلي:

رئيــس المعارضة: «صحيفة االتحاد وجهت عدة مرات نقدا للشــكعة، وبعــد اعتقاله فجأة تتحدث عنه وكأنه مقاوم ...».

عضــو آخر من المعارضة: «هــذا الموضوع ليس من صالحية المجلس المحلي وال يتعين مناقشــته». وعلق أحد أعضاء االئتالف: «لقد شجبت األمم المتحدة هذا العمل، وعلى هذا النحو يتعين أن تتصرف

سخنين، إحدى البلدات العربية الكبرى» (المصدر السابق، 35).

هيمن خبر وقوع مجزرة صبرا وشــاتيال في أيلول 1982 على رأس جلســات السلطات المحلية العربية

وضع كنيغ وثيقته في األول من آذار 1976 وعرفها على أنها «سرية للغاية»، ونشرتها صحيفة «عل همشمار» في 7 أيلول 1976. 9كان كنيغ ضابط لواء الشمال في وزارة الداخلية حتى نيسان 1986 (الترجمة العربية متوافرة على موقع «باقون»:

.(http://baqoon.com/w8/w8/htm

[ 50 ]


في البالد، عدا الســلطات الدرزية، وقد نشــرت العديد من هذه السلطات شــجبها وألمها على الواقعة، وبعضهــا دعــا إلــى اإلضراب العــام وعدم االحتفــال بعيد األضحى الــذي كان من المفــروض أن يحل أســبوعا بعد وقوع المجزرة، وبعضها دعــا إلى التظاهر (مثل الناصرة، حيــث تصادم المتظاهرون مع قوات األمن ووقع العديد من الجرحى). تجدر اإلشــارة إلى أن نقاشــات عديدة دارت في تلك الفترة في الســلطات المحلية العربية حول الميزانيات والضرائب البلديــة ودفع الرواتب، فيما اقتصرت المداوالت في الخمســينيات والســتينيات حول تزويد المواد األساســية للمدارس، ودار النقاش في الســبعينيات

والثمانينيات حول بناء مدارس جديدة وتوسيع فروع الخدمات (المصدر السابق، 35).

2.3.6 المشاكل التي تعاني منها السلطات المحلية العربية في إسرائيل

ــا أمام عمل الســلطات المحلية العربية في إســرائيل، وهي: مشــاكل هنالــك ثالثــة محاور تقف عائقمرتبطــة بإدارة الســلطات المحلية بصورة عامة؛ ومشــاكل خاصة تتعلق بمكانة العرب في إســرائيل ة مناحي الحياة بشــكل عام، والميزانيــات واألراضي ومناطق النفوذ والتمييــز الذي يلحق بهم في كافر والصالحيات والتشــغيل والتصنيع بشــكل خاص؛ إلى جانب مشاكل داخلية محلية نابعة من عدم توف. هنالك المحلي ـرات التي طرأت على المجتمع العربي الكفاءات والتجربة إلدارة ســلطات محلية والمتغيـبعض العناصر األخرى التي تترك أثرا ســلبيا على البلدات «المســتضعفة»، وتؤثر بصورة خاصة على البلدات العربية. فقد كشفت العديد من األبحاث أنه كلما كبر حجم المدينة كبر حجم المرافق والمنشآت والخدمات االقتصادية في حدودها، أي أن السلطة المحلية يمكنها أن تزيد حجم دخلها من مصادر محلية ف من وطأة تبعيتها بالسلطة المركزية. ولكن في حالة السلطات المحلية العربية، ما من شأنه أن يخفثمة غياب شــبه تام للصناعة، باســتثناء بعــض الورش والمصانع الصغيرة والمتوســطة التي نشــأت منذ الثمانينيات. وينبع هذا الغياب جراء السياســة الحكومية التي تســعى إلى تقويض فرص الصناعة فــي البلدات العربية (المصدر الســابق، 38-39)، فعندما تظهر بعض األعمــال التجارية والصناعية أو الخدماتية الحكومية في إحدى البلدات العربية سرعان ما يتم نقلها إلى المدن اليهودية القريبة وحديثة النشأة، مثل نتيسرت عيليت وكرميئيل. كذلك، عندما تظهر صناعات عربية في البلدات العربية تنتقل إلــى مثل هــذه المدن اليهوديــة بفعل الهبــات الحكومية الممنوحة لهــا وبفعل البنيــة التحتية المهيأة الستيعاب مثل تلك الصناعات، وهكذا تذهب الضرائب البلدية لصالح السلطة المحلية اليهودية. إضافة إلى غياب الصناعة ومناطق النفوذ، المالئمة الســتيعاب مناطق التصنيــع، والبنية االقتصادية المحلية في البلدات العربية الذي ســاهم في عرقلة تطورها وتقويض الدخل المالي الذاتي للســلطات المحلية العربيــة، فإن نقطة البداية لدى الســلطات المحلية العربية في إســرائيل كانت ضعيفــة جدا منها في الســلطات المحلية اليهودية (شــحادة وصباغ-خوري 2005). ويعتقد بعض الباحثين أن ملكية األراضي الخاصة في البلدات العربية تعرقل عملية التطوير فيها بدل أن تدفعها نحو األمام، وذلك بفعل أسباب عديــدة أهمها يقوم علــى تجربة الماضي، من حيث مصــادرة األراضي، ما يدفــع بأصحاب األرض إلى

العزوف عن بيعها والمحافظة عليها لصالح األجيال القادمة (خمايسي 2006).

مضى وقت طويل حتى بدأ المواطن في البلدة العربية يشــعر بوجود الســلطة المحلية في بلده. وحتى في البلدات الكبيرة جدا، كشــفاعمرو على ســبيل المثــال، التي حازت على مكانة الســلطة المحلية في ان بوجودها حتى وقت متأخر بعد قيام دولة إسرائيل. ولم تحظ شفاعمرو العام 1911، لم يشــعر السكحتى بمقر لبلديتها، فقد كان رئيس البلدية يدير شــئونها من بيته وكان المواطنون المحتاجون لخدمة ما يقصدونه في منزله لطلب الخدمة. كذلك كان الحال في غالبية السلطات المحلية العربية التي كانت تفتقر للغرف أو البناية أو المقر، وعوضا عن ذلك كانت تقوم باستئجار غرف متواضعة ومتفرقة لتقديم

الخدمات. وقد أشار سامي جرايسي إلى هذا الموضوع في تقريره من العام 1973 (جرايسي 1973).

[ 51 ]

اتســمت الســلطات المحلية العربية حتى نهاية السبعينيات بطواقمها الصغيرة جدا. على سبيل المثال، حتى العام 1979 لم تكن أي ســلطة محلية عربية ســوى مدينة الناصرة تضم دائرة للتربية والتعليم. وكانت الجهة التي تعاطت مع قضايا التربية والتعليم حتى ذلك الحين ممثلة برئيس الســلطة المحلية أو نائبه غير المؤهلين للتعامل مع مثل هذا الموضوع. كذلك األمر بالنســبة لبقية القضايا. وقد أشــار تقرير سامي جرايسي المذكور أن إحدى أهم القضايا التي كانت تعاني منها السلطات المحلية العربية فين مع عدد كبير جدا فين، حيث تعامل عدد قليل جدا من الموظ تمثلت بالنقص الشديد بطاقم الموظمن القضايا ال تمت بغالبيتها بصلة مع الوصف الوظيفي أو مؤهالتهم. ولكن هذا الوضع لم يستمر وقتا طويال بعد العام 1979، فقد أنشــئت العديد من دوائر التربية والتعليم في الســلطات المحلية العربية بفضل ضغوط اللجنة القطرية لرؤســاء الســلطات المحليــة العربية وتعزز الوعي فــي وزارة الداخلية والحكومة بشــأن ضرورة تمويل بعض الخدمات في البلدات العربية. فقد أنشأت في الفترة بين 1979 و1984 دوائــر للتربية والتعليم والثقافة والرياضة في نصف الســلطات المحلية العربية، إال أنها كانت بأنصاف وظائف. وللمقارنة، في العام 1984 كان هنالك 19 دائرة مخصصة للتربية والتعليم والثقافة والرياضــة في البلــدات العربية بحجم 23 أنصــاف الوظيفة، وفي المقابــل كان هنالك 23 وظيفة في

انها إلى 30 ألف نسمة (الحاج وروزنفيلد 1990، 40). بلدية كريات آتا التي يصل عدد سك

عانت البلدات العربية منذ إقامة الدولة، بصورة خاصة، من قوانين التخطيط والبناء ومصادرة األراضي ان العرب في البالد. وقد أرســل فــي ضوء التغييــرات االجتماعية واالقتصادية التي طرأت على الســك

رئيس بلدية شفاعمرو في 12 حزيران 1952 رسالة إلى رئيس الوزارء جاء فيها ما يلي:

سبق أن أرسلت لحضرتكم في آب 1950 رسالة بشأن األراضي الزراعية التابعة لشفاعمرو، والتي قامت وزارة الزراعة بمصادرتها وتأجيرها لصالح الكيبوتسات والبلدات التعاونية المجاورة لفترة

خمس سنوات، بحجة أن هذه األراضي هي أراض بور، على الرغم من أن اهللا يعلم والجميع يعلم بأن هذه األراضي لم تكن بور وإنما تحولت إلى ذلك بفعل القوة. لقد قمنا باالتصال بجميع من له عالقة

ا. قررنا بعد ذلك االنتظار لفترة خمس سنوات حتى تعود هذه األراضي ألصحابها. بالموضوع ولكن عبثولكننا اكتشفنا في اآلونة األخيرة أن الموضوع أكثر سلبية من مجرد عدم زراعة هذه األراضي، وأن هذه األراضي تخضع لسلطة نفوذ المجالس اإلقليمية «نعمان» و«زبولون»، وتقاسمت الكيبوتسات

«مشمار هيم» و«كفر أوشه» و«كفر همكابي» و«رمات يوحانان» هذه األراضي فيما بينها وضمتها إلى منطقة نفوذها. كل واحد حصل على جزء من الغنائم ويمكنه اآلن أن يفرض الضرائب التي يريدها

على حصته من األرض من دون تبليغ صاحب األرض بأن الضريبة المفروضة تبلغ أكثر من قيمتها {المادية الحقيقية}. هذا ما حصل مع أحد األشخاص، الذي أراد أن يبيع أرضه واكتشف أن عليه أن

اها يدفع للكيبوتس مبلغا إضافيا أكبر بكثير من قيمة األرض المالية التي كان من المفروض أن يتلقعند بيعها ... لم يتغير الوضع، وفي نهاية األمر صودرت أراض واسعة من األراضي التابعة لشفاعمرو

(المصدر السابق، 42-41).

لــم يطرأ علــى هذا الصعيــد أي تغيير جوهري يذكــر وإنما تعــززت األدوات واختلفت الســبل وارتفع ،منســوب التذاكي عند الســلطات وأذرعها شــبه الحكومية، مثل الوكالة اليهودية والصندوق القوميولكــن الغايات ال تزال هــي ذاتها منذ قيام الدولــة وحتى يومنا، وبخاصة فيما يتعلق باألرض وســبل

استغاللها واالستفادة منها.

شــهدنا منذ مطلع التســعينيات زيادة في ميزانيات الســلطات المحلية العربية في البالد، غير أن هذه الميزانيات ال تساهم في حل مشاكلها المستعصية. فالمشكلة األساس التي تواجهها السلطات المحلية العربية ليســت النقص فــي الميزانيات وإنمــا النقص البالغ فــي فرع التشــغيل والمناطق الصناعية

[ 52 ]


زات الحكومية لتطوير المرافق القائمة وإنشاء دوائر حكومية ومنشآت صناعية أخرى والتجارية والمحفجديدة. لقد نشــرت العديد من التصريحات الحكومية بشــأن تحسين ظروف وعمل السلطات المحلية، وأعلن عن إقامة العديد من اللجان لتفحص السبل األنجع لذلك، واتخذت العديد من القرارات الحكومية ووضعت المشــاريع والخطط، إال أن نســبة ضئيلة جدا منها ظهرت إلى حيز التنفيذ. ففي العقد األخير اتخذت الحكومة اإلســرائيلية قرارات عديدة لمســاواة ميزانيات السلطات اليهودية والعربية ولتحسين أوضاع السلطات المحلية العربية، إال أن معظمها بقي حبرا على ورق ولم يطبق منها إال القليل الذي ال يغني وال يساهم في التوصل إلى حلول ممكنة لهذه السلطات، بل يخلق الوهم في أذهان الجمهور أن ثمة مشاريع وخطط تطوير توضع للمجتمع العربي في البالد، لم تكن الغاية منها سوى خدمة أهداف

الحكومة لتحسين صورتها أمام الرأي العام وإن بصورة وهمية فقط (بيليكوف 2005).

االعتراف الرسمي بعدد من القرى العربية (1990-1995): اعترفت دولة إسرائيل ببعض القرى العربية فــي منتصف التســعينيات التي لم يتم االعتراف بها من قبل، منها قــرى في النقب وأخرى في الجليل والمثلث، وقد تم ضمها إلى مجالس إقليمية ودمج بعضها ببعض لتشكيل مجلس محلي مشترك بين

أكثر من قرية واحدة.

توحيد سلطات محلية في العام 2003: تم سن قانون توحيد سلطات محلية في أعقاب القرار الحكومي ة إشفاء اقتصاد إسرائيل» والذي دخل إلى حيز التنفيذ في الذي اتخذته الحكومة في إطار قانون «خطتشرين األول 2003. تم في إطار هذا القانون توحيد السلطات المحلية العربية التالية: عسفيا ودالية الكرمل اللتين تحولتا إلى مدينة أطلق عليها اسم «مدينة الكرمل»؛ جت (المثلث) وباقة الغربية اللتين لتا السلطة المحلية «باقة-جت»؛ البعنة ودير األسد ومجد الكروم التي اطلق عليها اسم «الشاغور» شكلت سوية مجلسا بلديا. وتجدر اإلشارة إلى أنه ســبق وتم توحيد بعض القرى العربية منذ العام وشــك

1989، كالجديدة والمكر، وعارة وعرعرة، وجت الجليل ويانوح، وكسرى وكفر سميع.

1.2.3.6 االقتصاد والميزانيات بحكــم خصائــص المشــروع الصهيوني والتعريــف الذاتي للدولــة -كدولة يهوديــة أو كدولة اليهود- فقد ســاد إجماع بين متخذي القرار السياســي في إســرائيل منذ نشــأتها إلى ضــرورة وضع العراقيل أمــام التطوير االقتصادي للمجتمــع العربي بغية تعزيز تبعيته بمؤسســات الدولة واالقتصاد اليهودي (شــحادة 2006). حيث أن من شــأن تحويل قطاعات كبيرة من أبناء وبنــات المجتمع من قطاع الزراعة إلى قطاعي الخدمات والصناعة أن يؤدي، في نهاية األمر، إلى تعزيز تبعية المجتمع العربي لالقتصاد اليهودي ومؤسســات الدولــة المختلفة، ومؤسســة «التأمين الوطني» بصورة خاصــة. وبحكم أهمية األرض فــي المنظومــة األيديولوجيــة الصهيونيــة وعزم دولة إســرائيل علــى خلق آليات للســيطرة على «البقية الباقية» من الفلســطينيين في البالد، فقد صادرت إســرائيل األراضي العربية والثروات (مــن أرض وأبنية ومياه، أكثر المــوارد االقتصادية العربية أهمية)، ومنها األوقاف الدينية -وال ســيما األوقاف اإلســالمية- واســتثمرتها في المشــاريع القومية اليهودية، وقضت على الزراعة العربية. من جهة أخرى، اتبعت الســلطة سياســة تمييز ضد العرب، في تخطيط مشــاريع التطوير، وتوزيع األموال ــرة في اتخاذ القــرارات االقتصادية لتنفيذ تلك المشــاريع، واســتبعدتهم عــن المراكز المهمة والمؤثوالسياســية، و«عملت ما في وســعها لمنعهم من مراكمة ثروات اقتصادية» يمكن أن يستعملوها في ى لهم من أمــالك وثروات، أو ما يمكن تطوير اقتصادهم وتحســين أوضاعهم، ومن اســتخدام ما تبقأن يراكموه من خالل العمل واســتغالل بعض الثغرات في السياســة الرسمية، وذلك عبر سن قوانين وأنظمة تقيد النشاط االقتصادي (باومال 2002؛ حيدر 1990، 305-306؛ شحادة 2006). كانت نتيجة ،ل العرب مــن مالكين وفالحين، يعتمدون في معيشــتهم على العمل الزراعيهذه السياســة أن تحو

[ 53 ]

ة غير المهنية في قطاعات محــددة من الخدمات إلــى عمال مأجورين يســتخدمون في األعمال الشــاقوالصناعة الخفيفة في سوق العمل اإلسرائيلية، لقاء أجور متدنية.

ل ميزانيات السلطات المحلية في إسرائيل من فرعين أساسيين وهما: ميزانية عادية وميزانية تتشــكغيــر عادية. وتتألف الميزانية العادية من مســاهمات الدوائر الحكومية المختلفــة (كالتربية والتعليم والرفاه االجتماعي) ومن الدخل الذاتي للســلطات المحلية (كالضرائب البلدية ورسوم التراخيص). أما الميزانية غير العادية فتتألف من هبات حكومية مختلفة ألغراض عينية (كسد العجز المالي للسلطات

المحلية وتمويل الخدمات الحكومية الجارية وتمويل مشاريع خاصة وتطوير البنى التحية).

إضافة إلى تعرض البلدات العربية في البالد لجميع أشــكال القمع وتدمير إمكانية نشــوء اقتصاد عربي ومصــادرة األراضــي وتضييق الخنــاق على صعيد مناطق النفــوذ وغياب مناطق التصنيــع، فقد عانت سلطاتها المحلية من تمييز مجحف على صعيد تخصيص الميزانيات غير العادية، أيضا. فقد بلغ معدل حجم المصروفات من الميزانيات غير العادية (للفرد) المخصصة للخدمات العامة في السلطات المحلية اليهودية في مطلع السبعينيات نحو عشرة أضعاف تلك المخصصة للسلطات المحلية العربية، وتقلصت إلــى 7.7 أضعاف فــي العام 1975 وإلى 5.1 أضعــاف في العام 1982 حتى وصلت إلــى 1.14 في العام 2001 (الحاج وروزنفيلد 1990، ملحق ص 162؛ شحادة وصباغ-خوري 2005، 45-46). ولكن في ضوء ان اليهود والعرب في البالد وبين موارد الســلطات الهوة الشاســعة بين الوضع االقتصادي العام للســكـا، في الدخل الذاتي وفي الميزانية العادية، يصبح دور المحليــة اليهودية والعربية، التي تنعكس، أيضـ

ان وللسلطة المحلية العربية هامشيا. 10 الميزانية غير العادية في تحسين الظروف العامة للسك

2.2.3.6 المناطق الصناعية في البلدات العربيةيبــدو للوهلة األولى أن برامج إنشــاء مناطق صناعيــة (واألجدر القول «مناطق تشــغيل») تحمل في طياتها بشــرى تصنيع البلدات العربية في البالد ودخول مصانع ومســتثمرين إليها. إال أن جل ما بلغته هذه المناطق هو نقل الورش والمحال التجارية -التي كانت متوزعة داخل األماكن السكنية والحارات، غالبا في الطوابق الدنيا للبنايات المجاورة للشــارع الرئيســي أو في طابق ســفلي لبيت عائلة صاحب

المشغل- وتركيزها في مكان واحد بمحاذاة البلدة.

طات التنظيــم الهيكلية اللوائية وفق المســح الذي قــام به مركز التخطيــط البديل يتضح بــأن مخطالمختلفــة (تمــام/6,4,3,2,1) قد خصصت 15 متــرا مربعا للفرد في البلدات العربية في لواء الشــمال (مقابــل 62 متــرا مربعا للفرد في البلدات اليهودية)؛ 16 مترا مربعا للفرد في البلدات العربية في لواء المركــز (مقابل 30 مترا مربعا للفرد في البلدات اليهوديــة)؛ 25 مترا مربعا للفرد في البلدات العربية ـا للفرد في البلدات اليهودية)؛ أما في لــواء حيفا (وبلغ تعداد ا مربعـفــي لــواء الجنوب (مقابل 262 متران اللواء، الذي يضم مدن ان العرب فيه نحو 162 ألف نسمة في العام 2006، أي نحو %19 من سك السكط التنظيم الهيكلي أم الفحم وباقة-جت والكرمل وستة مجالس محلية تضم 14 قرية) فيبدو أن مخطلــه لم يخصص أية مســاحة للمناطق الصناعية في البلدات العربيــة (مقابل 28 مترا مربعا للفرد في البلدات اليهودية)، وهو الحال في لواء القدس حيث خصص للفرد 11 مترا مربعا في البلدات اليهودية. ـص 11,600 دونم للمناطق الصناعية في ط التنظيــم الهيكلي القطري (تاما 35) فقد خصـ أمــا مخطالبلــدات العربية (بواقع 13 مترا مربعا للفرد)، وبالمقابــل فقد خصص نحو 347,000 دونم للمناطق

الصناعية في البلدات اليهودية (بواقع 61 مترا مربعا للفرد) (مركز التخطيط البديل 2007، 9-6).

حول احتياجات المجتمع العربي في البالد وسلطاته المحلية الحالية ومطالبهما في مختلف فروع ميزانية الدولة لتعزيز المساواة مع 10ان العرب، ينظر فارس 2006. المجتمع اليهودي وسلطاته المحلية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للسك

[ 54 ]


مــن بين 48 ســلطة محليــة عربية (من أصل 74 ســلطة محلية عربية في البالد)، هنالك 25 ســلطة محلية عربية يوجد بها مناطق صناعية نشــطة، وســبع مناطق صناعية مطــورة أو في طور التطوير طــات جاهزة إلقامة مثل هــذه المناطق وضعت ولكنها ليســت نشــطة، ولدى 16 ســلطة محلية مخطقبــل أكثر من 20 ســنة، ولكن لم يتم المباشــرة بتنفيذها إلى اليوم. ولدى 26 ســلطة محلية عربية ط وال في الواقع، وأربع مــدن عربية ليس لديها مناطق ليــس لديها أي منطقــة صناعية ال في المخطصناعية نشــطة. وقد قامت وزارة التجارة والصناعة بتمويل ومســاندة 13 سلطة محلية عربية فقط إلنشــاء مناطق صناعية. وقامت 12 ســلطة محلية عربية بتمويل إنشــاء مثل هذه المناطق بمساندة مســتثمرين من القطاع الخاص ودوائر أخرى، مثل دائرة أراضي إسرائيل ووزارة المواصالت (المصدر

السابق، 10).

%34 فقــط من الســلطات المحليــة العربية نجحت في إنشــاء مناطق صناعية نشــطة، غير أن وزارة الصناعة والتجارة تقدم الهبات والخدمات المختلفة فقط لنحو %20 منها (المصدر السابق، 14).

هنالك مشــكلة جوهرية في نحو %60 من المناطق الصناعية في البلدات العربية تتلخص في المبنى الطوبوغرافي، إذ تتســم هذه المناطق بكونها منحدرا وأرضا جبلية، األمر الذي يرفع من قيمة تهيئة األرض وتطويرهــا لتصبــح مالئمــة للعمل، وبالتالي يبعد المســتثمرين وال يشــجع أصحــاب المحال الصناعيــة والتشــغيلية والتجارية مــن فتح محالهم في مثــل هذه المناطق. ويتجلــى هذا خاصة في الجليــل حيــث أن 13 منطقة صناعية من أصل 19 تقع في لواء الشــمال موجودة على منطقة منحدرة

(المصدر السابق، 16-15).

طات التنظيم أما بخصوص ســنوات تخصيــص المناطق الصناعية فــي البلدات العربية ضمــن مخطط الهيكلــي اللوائي، نشــهد أن في ســنوات الســبعينيات حصلت بلدية عربية واحــدة فقط على مخطتنظيم هيكلي مصدق عليه تضمن منطقة صناعية نشــطة، وفي الثمانينيات أضيفت بلدتان عربيان ومجلــس محلي واحد. أما التســعينيات فقد شــهدت التطور البالغ على هــذا الصعيد، حيث أضيفت 12 ســلطة محلية، 7 منها حصلت على مناطق صناعية نشــطة والبقية (5) حصلت على مناطق في طور التطوير واإلنشــاء أو مطورة. واســتمر هذا النهج في ســنوات الـ2000، فقد ظهرت 3 مناطق صناعية نشــطة في بلدات عربية مختلفة ومنطقة صناعية أخرى في طور التطوير واإلنشاء أو مطورة، فضال

عن ثماني مناطق أخرى تم التصديق عليها ولكنها غير قائمة فعلـيا (المصدر السابق، 17-16).

أما بخصوص نوع المصانع والمشــاغل التي أنشئت في هذه المناطق الصناعية فهي جميعها مشاغل ومنشــئات لعرض خدمات وصناعة متواضعة جدا تتوزع على النحو التالي: نحو %70 مشــاغل لتصنيع مواد البناء المختلفة وورشــات تصليح الســيارات، ونحو %20 مناجر ومنشئات تجارة ومشاغل لصياغة الحديد وأخرى لإلســمنت والحجارة، والبقية منشئات للمواد الغذائية (ليس تصنيعها وإنما التجارة بها)

ات للبنزين (المصدر السابق، 28-27). ومحال تجارية لبيع قطع غيار ومواد البناء ومحط

أحــد أهم إنجازات المناطق الصناعية في البلدات العربية يتلخص في نقل المحال التجارية والمصانع والمشاغل -التي كانت بمثابة آفات بيئية ومشكلة على صعيد حركة السير- من األماكن السكنية إلى مناطق خارج مناطق الســكن. ولكن هذا اإلنجاز لم يتحقق بشــكل كامل ألن العديد من هذه المحال والمشاغل بقيت في مواقعها ولم تنتقل جراء التكاليف الباهظة لالنتقال والتي يتكبدها أصحاب هذه المشاغل. كذلك لم تنجح هذه المناطق بجذب مستثمرين من خارج البلدات العربية إلنشاء مشاغلهم ومصانعهم فيها لغياب التســهيالت والكلفة الكبيرة لنقل وتحضير وشــراء الموقع، األمر الذي يضعف

بصور بالغة دخل السلطات المحلية العربية ويقوض قاعدتها االقتصادية.

[ 55 ]

3.2.3.6 مناطق النفوذ والخرائط الهيكليةا، يســتند عمل الســلطات المحلية في إســرائيل إلــى جملة من التشــريعات التي فرضها كمــا ذكر آنفاالنتداب البريطاني على فلســطين، والتي ســعى من خاللها إلى تعيين وكالء للســلطة االنتدابية في مختلف مناحي البالد، دون أن يقوم بمنح الصالحيات للســلطات المحلية، بل اكتفى بتســليمها األدوار ا بمركزية سلطة االنتداب. هنالك جملة من العقبات التي تقف، على الصعيد القانوني، والمهام، محتفظأمام تقدم وتطور الســلطات المحلية في البالد إزاء مركزية الســلطة المركزية. أوال، على الرغم من التعديالت الطفيفة التي طرأت على مكانة السلطات المحلية قياسا بالسنوات األولى لالنتداب، ال تزال مركزية السلطة المركزية على حالها مقابل ضعف السلطات المحلية وهشاشة دورها ومكانتها، حيث اتســم عمل الســلطات المحلية العربية منذ إقامتهــا وحتى قبل عقدين من الزمــن بالخمول والوهن ان العــرب في البالد وعــدم القــدرة على التغييــر. ثانيا، التمييــز البنيوي الذي يعاني منه جميع الســكا، السياسة المعتمدة وال سيما مصادرة األراضي بفعل السياسات الحكومية وتعريف الدولة لذاتها. ثالثان العرب في البالد. وقد رســمت الدوائر المسئولة في إسرائيل للسلطات وتضييق الخناق على الســكالمحلية العربية مناطق نفوذ ضيقة تمر بمحاذاة البناء المحيط، ما جعلها تعاني من إســقاطات بالغة على الصعيد االقتصادي، إضافة إلى اإلسقاطات السياسية واالجتماعية. رابعا، أنماط السلوك والثقافة السياســية، وبخاصة تلك المتصلة بالسياســة المحلية في البلدات العربية. ســاعدت النزاعات المحلية في البلدات العربية متخذي القرار السياسي في إسرائيل على التأكيد على عدم أهلية البلدات العربية إلدارة شئونها بنفسها من جانب، وعلى تجاهل مصالح السلطات المحلية في البلدات العربية وامتناعها ـا، شــيوع نمط تملك األراضي في جميع البلدات العربية ان العرب. خامسـ عن تحقيق المســاواة للســكفــي البالد الذي يعتبر عثرة بالغــة أمام التطور االقتصادي وتنفيذ الخرائــط الهيكلية للبلدات العربية (خمايســي 2006)، إضافة إلى معضلة توفير األحيزة العامة. عالوة على كل ما ورد، ال بد من اإلشــارة إلــى نقاط ضعف تعانــي منها القيادات العربية في البالد بعامة، والســلطات المحلية العربية بخاصة، فين على الصعيد األداتي المادي، في ظل غياب وهشاشة عالقتها مع البيروقراطية الحكومية والموظ

أصحاب القرار الفعلي في العديد من القضايا ذات الصلة.

ان لقــد أولت أجهــزة الدولة اإلســرائيلية المختلفة اهتماما كبيــرا بمعدالت الوالدة المرتفع عند الســكالعرب ووضعت مقترحات عديدة ترمي إلى تحقيق انخفاض في هذه المعدالت، بما في ذلك، «مشاريع تشــجيع هجرة [العرب]». وقد حول أحد المشــاريع -الذي تقدم به جهاز المخابرات العام لصالح الدوائر الحكومية المختلفة- ليصبح فيما بعد أحد ركائز سياســة الحكومة. يخلص هذا المشــروع إلى ضرورة تعيين الحدود اإلدارية ووضع خطط لبناء القرى العربية بحيث ترغم القرويين على التخلي عن مجاالت عملهــم وأنماط حياتهم الزراعيــة (ومنها أراضيهم الزراعية)، وبخاصة، أســاليب البناء القروية. هدف هذا المشــروع إلــى تجريد األهالي من األراضي وفرض الطابع الحضري المشــوه (خمايســي 2005)، وافترض أن «تقليص مســاحة السكن سيؤدي إلى خفض معدالت الوالدة» (بنزيمان ومنصور 1992، ر األلماني هيردر التي تخلص 47)، وتعزيز هامشــية المجتمع العربي في البالد عمــال بفرضية المفك

.(Herder 1995, 51) «إلى أن «تجريدهم من أراضيهم يعني تجريدهم من كل شيء

أشــار الباحثان بكر أبو كشــك وسامي جرايسي في منتصف الســبعينيات إلى أن مشكلة األراضي في المحيــط العربــي تبدأ «من نقطــة انعدام التخطيط الســليم لمعالجة هذه المشــكلة» ... وأضافا بأن «مشــاريع التطوير التي يتحدث عنها المســئولون أصبحت مرادفة لمشــاريع مصادرة أراض عربية أو تحديد استعمال بعضها». كذلك، فقد أشار الباحثان بأن عملية استغالل األراضي السائدة في المجتمع العربي في البالد تقتصر على األغراض الزراعية والسكنية فقط (أبو بكر وجرايسي 1976، 3؛ كذلك

ينظر، خمايسي 2007).

[ 56 ]


تتفرع مشاكل األراضي إلى فرعين رئيسيين هما:

المشاكل المرتبطة بنوع الملكية: الملكية الفردية الخاصة، وملكية الدولة، وملكية المؤسسات 1 .الدينية، وملكية السلطات المحلية (وهي ملكية خاصة لمصلحة مواطني السلطة المحلية).

مشاكل االستغالل: للمساكن، وللزراعة بما في ذلك المراعي، وإلقامة مبان عامة، ولألغراض 2 .العامة كالحدائق والمالعب الرياضية، وللصناعة، وألغراض التطوير في المستقبل (احتياط).

ية كملكية فرديــة في البلدات وقــد قامــت وزارة الزراعــة في العــام 1963 بفحص المســاحات المتبقالعربية وقد أجملنا نتيجة هذا البحث في الجدول 5 أعاله (أبو كشك وجرايسي 1976، 4).

كذلك أشار أبو كشك وجرايسي إلى مسألة في غاية األهمية تتلخص في تربية مواطن واع ومشارك فــي تقدم مجتمعــه: «في الــدول المتقدمة ال تقتصر المعاييــر لقياس نجــاح أي تخطيط على درجة ارتفاع دخل الفرد وحســب بل تتعداها إلى قياس مدى التقدم في خلق المواطن الواعي الذي يشــارك فــي تطويــر مجتمعــه وتقدمه، يتأثر في هــذا المجتمع. خلق هــذا النوع من المواطنيــن يتوقف على الوســائل التــي تضعها الدولة تحت تصرف أفراد المجتمع. ولعلنــا ال نعدو الحقيقة إذا قلنا بأن لمعظم

هذه الوسائل عالقة غير منفصلة عن األعمال التي تقوم بها على األرض» (المصدر السابق، 7).

كما وأشــار الباحثان إلى مســألة ارتفاع أســعار األراضي في البلدات العربية، مقارنة باألسعار السائدة في المحيط اليهودي، حيث ال يخضع هذا االرتفاع إلى متغيرات اقتصادية بل إلى متغيرات أخرى غريبة

عن االقتصاد وغير مرتبطة بالتغيرات في السوق االقتصادي.

كما وأشار الباحثان إلى تقلص األراضي الزراعية في البلدات العربية حتى منتصف السبعينيات، األمر الــذي حد من اإلنتاج الزراعي وســط زيادة في الطلــب على المنتجات الزراعية (المصدر الســابق، 7). وأضافــا أن نســبة العاملين في الحقل الزراعي من أبناء المجتمــع العربي وصلت إلى %25 من مجموع العاملين في الدولة في تلك الفترة، إال أن النقص في األراضي الزراعية يزداد من عام آلخر والمساحة لــكل فرد تتقلــص مقارنة باألوضاع الســائدة في المجتمع اليهــودي (المصدر الســابق، 10). ونتيجة للتكاثــر الطبيعي (نحو %4.1 ســنويا في منتصف الســبعينيات) ولتقليص المســاحات الزراعية برزت مشــكلة تقســيم األراضي الزراعية إلى مســاحات صغيرة ومتباعدة. هذه المشكلة ظهرت في دراسة ــر الزراعة العربية أجرتهــا وزارة الزراعــة عام 1963 أجملت هذه الحالة فيما يلي: «أحد األســباب لتعثي هــو وجود القســائم الصغيرة التي يتزايد عددهــا من عام آلخر. يوجد اليوم 76,107 قســيمة تغطمســاحة قدرها 385,993 دونما (هذا يعني أن معدل مســاحة القســيمة ال يزيد على خمسة دونمات). إن تقسيم القسائم بهذا الشكل ال يسمح بإدخال طرق حديثة الستغالل األراضي بوسائط ميكانيكية أكثــر نجاعــة وأقل تكلفة، فضال عــن أنه يزيد من تكاليــف اإلنتاج ويضع عالمة اســتفهام على مدى الجدوى االقتصادية لبعض المزروعات» (مقتبس لدى المصدر السابق، 10). وللمقارنة، نشير إلى أن %3.1 فقــط من قوى العمل العربية في البــالد عملت في العام 2006 في فرع الزراعة بجميع مجاالته

المختلفة (موقع ركاز-بنك المعلومات).

ان العرب بشكل واضح بعد النكبة، التعامل اني، فقد فرض على السك أما على صعيد االكتظاظ السكمع أنماط وأدوات وثقافة معمارية مختلفة وغريبة عن ثقافتهم المعمارية في ضوء تقلص المساحات ا وإنما تــم التأثر ببعض جوانبها ة للبناء. لم يتم الرضوخ لهــذه الثقافة المعمارية الدخيلة كليـالمعــدان فلسطين العرب هم أبناء وبنات هذه البالد فإنهم لم يستوعبوا أسلوب البناء فقط. وبحكم أن ســكالعمــودي إال في وقت الحــق (منذ الثمانينيات). وتجدر اإلشــارة إلى أن هذه الثقافة المعمارية تتســم

[ 57 ]

باعتمادها أســلوب البناء العمودي الذي هو ثمرة التعاطي مع أزمة الهجرة من الريف إلى المدينة ومن الخــارج إلــى داخل البالد، وبصــورة خاصة، نتيجة كون المجتمع اإلســرائيلي حديــث العهد مجتمع من المهاجريــن، وبطبيعة الحال فالمهاجر يتبنى أنماط بنــاء عمودية لغياب األرض بملكيته الخاصة، كما

هو الحال في العديد من الدول األخرى.

انية وكثافة الســكن في الغرفة في توزيع العائالت بحســب الفئة الســك الجدول 11: العام 1973

انية (*) الفئة السكالنسبة المئوية للعائالت حسب كثافة السكن في الغرفة(**)

المجموعثالثة أفراد وأكثر2.01 إلى 1.52.99 إلى 1.012 إلى 1.49أقل من فرد واحد 43.613.227.27.09.0100يهود

15.42.221.712.148.6100غير يهود (***)(*) ال يشمل التجمعات البدوية والقرى غير المعترف بها والكيبوتسات والمؤسسات.

(**) كافة الغرف الموجودة في المسكن الذي يستعمله أبناء األسرة، ولم يتم احتساب المطبخ، والمراحيض، والحمام، والشرفات، والغرف المستعملة ألغراض العمل والغرف المؤجرة آلخرين.

ان العرب. (***) تشمل األقليات من غير العرب. تتميز هذه األقليات بمستوى حياة وأحوال سكنية أفضل بكثير منها بين السكالمصدر: إسرائيل. كتاب اإلحصاء السنوي رقم 25 للعام 1973. القدس: دائرة اإلحصاء المركزية، 1974، ص 283 (استنادا إلى: أبو كشك

وجرايسي 1976، 7).تنويه: اعتمد حتى العام 1979 تعريف يرى بنصف الغرفة غرفة كاملة، ومنذ مطلع العام 1980 تم تغيير التعريف بحيث احتسبت نصف

الغرفة نصف غرفة.

توزيع العائالت حسب كثافة السكن في الغرفة في العام 2006 الجدول 12:

النسبة المئوية للعائالت حسب كثافة السكن في الغرفة(**)المجتمع (*)المجموع3 حتى 2.013.99 إلى 1.52.99 إلى 1.012 إلى 1.49أقل من فرد واحد

77.519.95.53.30.3100اليهودي35.817.231.69.34.4100العربي

المصدر: موقع ركاز-بنك المعلومات.(*) ال يشمل القرى غير المعترف بها والكيبوتسات والمؤسسات ومساكن الطلبة.

(**) كافة الغرف الموجودة في المسكن الذي يستعمله أبناء األسرة، ولم يتم احتساب المطبخ، والمراحيض، والحمام، والشرفات، والغرف المستعملة ألغراض العمل والغرف المؤجرة آلخرين. اعتمد حتى العام 1979 تعريف يرى بنصف الغرفة غرفة كاملة، ومنذ مطلع العام

1980 تم تغيير التعريف بحيث احتسبت نصف الغرفة نصف غرفة.

على الرغم من حقيقة أن المجتمع اإلسرائيلي هو مجتمع مهاجرين إال أننا نشهد في منتصف السبعينيات بأن نحو %49 من العائالت العربية تعيش في ظروف سكنية صعبة، حيث يعيش ثالثة أفراد وأكثر في الغرفة الواحدة، مقابل نحو %9 فقط في العائالت اليهودية. كذلك نالحظ أن نســبة العائالت اليهودية في العام 1973 التي تسكن في بيوت يبلغ معدل كثافتها أقل من 1.49 فردا للغرفة تبلغ أكثر من ثالثة أضعــاف عنها فــي العائالت العربية، فمقابل %57 مــن العائالت اليهودية نجــد %17 فقط من العائالت العربية. وإذا تجاهلنا حقيقة أن «غير اليهود» في الجدول 11 يشــمل أقليات غير عربية تتميز بمستوى ان العرب، وأقمنا مقارنة بين العامين 1973 حياة وأحوال ســكنية أفضل بكثير مما هو الحال بين الســكان اليهود (%77.5) على صعيد الســكن فــي الغرفة الواحدة ـنا كبيرا بين الســك و 2006، نالحــظ تحسـان العرب حيث بلغت ـن أكبر بكثير عند الســك التي تبلغ كثافتها أقل من فرد واحد، بينما كان هذا التحســن %132. وقد بلغت نسبة التحسن عند اليهود على صعيد نسبة الذين يسكنون في أكثر نســبة التحسـمــن غرفــة وحتى غرفة ونصف في العــام 2006 نحو %50، بينما تغيرت هذه النســبة بين العرب بنحو %773. كما وانخفضت نســبة اليهود الذين يســكنون في الغرفة الواحدة التي تبلغ كثافتها 1.5 شخص إلى شخصين من %27.2 في العام 1973 إلى %5.5 (بنسبة تبلغ نحو %400)، بينما ارتفعت هذه النسبة

[ 58 ]


ان بين العرب من %21.7 إلى %31.6 (أي ما يعادل نحو %45.6). ولكن التغيير األكبر الحاصل بين الســكالعرب، قياسا بالتغيير الحاصل بين اليهود، انعكس في االنخفاض الحاد الذي طرأ على نسبة استغالل الغرفة الواحدة التي تعادل كثافتها ثالثة أفراد أو أكثر، فقد كانت النســبة في العام 1973 نحو 48.6%

وأما في العام 2006 فبلغت نحو %4.4 فقط.

لقد طرأ تغيير إيجابي نســبي في نشــاط الســلطات المحلية العربية منذ منتصف الثمانينيات. ويعود أحد مصادر هذا التغير إلى نشــاطات اللجنة القطرية لرؤســاء السلطات المحلية، حيث نشهد نشاطات للســلطات المحلية العربية تســعى من خاللها إلى توســيع حــدود مناطق نفوذها. وقــد احتلت قضية حات النفوذ مكانة رفيعة في جدول أعمال ومطالب السلطات المحلية في إسرائيل بعامة والعربية مسطحات النفوذ بخاصة في العقدين المنصرمين (رازين وحزان 2001). ويمكن االدعاء أن النزاع حول مسطبيــن الســلطات المحلية العربية واليهودية أو بين الســلطات المحلية العربيــة ودوائر الدولة المختلفة

حات النفوذ. تحول منذ مطلع الثمانينيات من نزاع حول ملكية األرض إلى نزاع حول حدود مسط

أضحــت قضيــة تغيير حدود مناطق نفوذ الســلطات المحليــة العربية عامال سياســيا تحتكم القرارات بشــأنها بصورة كبيرة إلى المواقف السياســية واأليديولوجية لوزير الداخلية ومكتب رئيس الحكومة ا لقضية ميزانيات الســلطات المحليــة، التي يتدخل فيها العديد وإلــى اعتبارات انتخابية حزبية. فخالففي الدولة ووزارة المالية، يتحلى وزير الداخلية بصالحيات واسعة في مسألة مناطق النفوذ، من موظيعود مصدرها إلى صالحيات المندوب السامي البريطاني في حقبة االنتداب التي نقلت بعد إقامة دولة حات النفوذ أهمية بالغــة في تطوير البلدات إســرائيل إلــى وزير الداخلية. وغني عن الذكر أن لمســطوتوفير مصدر دخل مالي كبير للسلطات المحلية، إضافة إلى تطوير البنى التحتية وإتاحة المجال أمام

ان لبناء مساكنهم ومرافقهم التجارية والصناعية وتشجيع االستثمارات الخارجية. السك

ان العرب وسلطاتهم المحلية إلى محكمة ونشهد منذ مطلع الثمانينيات لجوءا متسارعا من طرف السكالعــدل اإلســرائيلية العليا ضد مؤسســات الدولة وقرارات حكوميــة، وذلك لغياب قنــوات أخرى يمكن ان العــرب في البالد. صحيــح أن المحكمة امتنعت عن االســتعانة بهــا لرفع المظالم التي تواجه الســك ذاتــه كان له أثر إيجابي ه لمحكمــة العدل العليا بحدـل فــي قرارات وزير الداخليــة، ولكن التوج التدخـلصالح الجهة الملتمســة (رازين وحزان 2001). على سبيل المثال، تقدمت قرية كفر ياسيف في العام 1992 بالتمــاس ضد لجنــة حدود مناطق النفوذ ووزيــر الداخلية المتناعهما عن ضــم أراض لمناطق نفوذها. طالب المجلس المحلي في كفر ياســيف في التماســه بتوســيع مناطق نفوذه من خالل ضم أراض (4,245 دونما) كانت خاضعة لســلطته في الفترة بين 1925 و 1952 نزعها وزير الداخلية منها وحولها ألرض غير خاضعة لسلطة إدارية معينة. وقد سبق هذا االلتماس التماس آخر من العام 1982 التــزم وزيــر الداخلية على أثــره بالبت بطلب المجلــس المحلي واتخاذ قرار بهذا الشــأن. ولكن الوزير لت لجنة خاصة لم يفعل ذلك خالل ســبع ســنين. وفي العام 1990 التمس المجلس مرة أخرى، فتشكلفحــص الموضــوع اتخذت قرارا برفض الطلب، ولكن الوزير أدخل بعــض التعديالت الطفيفة. فعاود المجلس المحلي االلتماس للمحكمة بدعوى افتقاد وزارة الداخلية األســاس القانوني لرفض مطلبها. ان من قرى في وادي عارة لمحكمة العدل العليا إللغاء اإلعالن عن إنشاء وفي العام 1993 التمس سكالمجلس القروي (ناحل عيرون) الذي أقيم في العام 1992 وضم ثماني قرى عربية: برطعة (الغربية)، وعين الســهلة، ومعاوية، ومصمص، وزلفة، والمشيرفة، وســالم، وبياضة. جاء في ادعاء الملتمسين ان بهذا الشأن. كذلك، ادعى الملتمسون أن أراضيهم الزراعية أن الدوائر المســئولة لم تأخذ رأي السكلم يتم ضمها لمناطق نفوذ هذا المجلس القروي، واحتجوا لكون جميع أعضاء المجلس القروي يهودا

ولمنح المجلس القروي اسما عبريا.

[ 59 ]

فــي أعقاب هذا االلتماس صرحــت النيابة العامة عن نيتها إلغاء المجلس القــروي واإلعالن عن إقامة ان مجلس إقليمي بدال من ذلك، يضم لجنة محلية منتخبة عن كل بلدة يشــملها المجلس. إال أن ســكان هــذه القــرى لم يرضوا عن قرار الــوزارة وطالبوا بســلطات محلية منفصلة وعارض بعض الســكالتعــاون مــع مثل هذا المجلس اإلقليمــي، وبخاصة في ما يتعلق بمجال التربيــة والتعليم. في أعقاب ذلك تم تقســيم المجلس اإلقليمي إلى قســمين وأعلن عن إقامة مجلســين محليين في العام 1996، «بســمة» (برطعة الغربية، وعين السهلة، ومعاوية) و«معليه عيرون» (مصمص، وزلفة، والمشيرفة،

وسالم، وبياضة).

وفــي تلك الســنين ذاتها -منتصف التســعينيات- دار صراع حول جدوى إقامــة المجلس القروي «نوف هجليــل»، الــذي ضم عــددا من القرى العربيــة الصغيرة في الجليل األســفل. كمــا والتمس عدد من ان هذه القرى إلى محكمة العدل العليا إللغائه. نتيجة لهذا الصراع تم اإلعالن عن إلغاء المواطنين سكالمجلس القروي (2000) وإقامة مجلس إقليمي ســرعان ما انقســم إلى مجلسين إقليميين في العام وف». كذلك فقد تم في العام 1996 إلغاء مجلسين إقليميين في (2001)، هما «بستان المرج» و«البط

النقب، هما «مشوش» و«شوكت» وبدال منهما أقيم مجلسان محليان.

جل االلتماســات التي تقدم بها المواطنون العرب لمحكمة العدل العليا بشــأن إلغاء مجلس إقليمي أو قروي، أو رفض الضم لسلطة محلية أخرى، رفضت أو لم تبلغ مرحلة اتخاذ القرار، ولكن هذه الضغوط ان وبخاصة بما يتعلق بحصول القرى العربية على أســفرت في حاالت عديدة عن تلبية مطالب الســك

سلطات محلية مستقلة (رازين وحزان 2001).تعاني زهاء %30 األســر في البلدات العربية من غياب أرض لبناء مســاكن إضافية لها ضمن الخرائط الهيكلية المصدق عليها. وتســتفحل المشــكلة في ظل شــبه الغياب التام لسوق العقارات في البلدات ان، ويحد من إمكانية التطور الحيزي العربية، ما يعزز عدم المســاواة في تقســيم األرض بين الســكواالقتصادي وبناء المشاريع العامة، ويقلص المبادرات االقتصادية لتشييد المساكن وبيعها وتأجيرها ر إمكانات الســكن ألولئك المحتاجين (خمايســي 2006، 252). بين المسح االجتماعي االقتصادي ويوفللعــام 2004 (جمعيــة الجليل ومدى الكرمل 2005) أن نحو %60.6 من األســر العربية في البالد أفادت أنها بحاجة لوحدة سكنية واحدة على األقل خالل العشر سنوات القادمة، ومن بين هذه األسر %43.7 ال د تستطيع بناء أي وحدة سكنية ألسباب مختلفة (كعدم توافر أرض للبناء وسوء األوضاع المادية). يؤكالمعطى المذكور أعاله أن عدم توافر أرض للبناء هو الســبب المركزي واألهم لضائقة الســكن التي

تعاني منها البلدات العربية في البالد.

3.3.6 المجالس اإلقليمية في إسرائيل

رافقــت عملية االنتقال من مرحلة االســتيطان الصهيوني في فلســطين إلى مرحلــة الدولة محاوالت لترجمة طروحات ومنظومات معرفية وفكرية أيديولوجية صهيونية عديدة إلى واقع معاش وآليات لبناء الدولة والمجتمع الجديدين، اســتمرارا للكيان االســتيطاني الذي كان قائما منذ مطلع القرن العشرين

.(Newman 1995, 495) وحتى انتهاء االنتداب البريطاني

يشــير بعض الباحثين إلى أنه لم ينجح أي فضاء كما نجح فضاء سياســة االســتيطان في الدمج بين األيديولوجيــة والبراغماتيــة. تعتبــر األنماط التقليدية إلنشــاء المســتوطنات الزراعيــة الصهيونية، وبخاصــة الكيبوتس والقــرى التعاونية، التعبير المركــزي لترجمة األيديولوجيــة الصهيونية بصورة عمليــة، حيــث «لم تكــن التجمعات الزراعية الصهيونية مجرد شــكل من أشــكال االســتيطان األخرى

[ 60 ]


للصهيونيــة، بل صورة طوباوية اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياســية هدفت إلى اســتحداث نمط جديد غير معهود للمجتمع مناقض ألنماط الحياة اليهودية في الشتات» (المصدر السابق، 495). وكانت مهمة تخطيط المســتوطنات الزراعية الصهيونيــة وتنفيذها ملقاة على عاتق الوكالة اليهودية. وكان ان ال بد من اســتحداث نمط جديد من الســلطة المحلية إلدارة هذه المستوطنات التي تتسم بعدد سكقليل نســبيا وتقديم الخدمات لها. وقد أقيم في العقد األول بعد إقامة الدولة عدد كبير من المجالس اإلقليمية لتكون مســئولة عن عدد كبير من المستوطنات الزراعية وغير الزراعية وتقدم الخدمات لها. مات االستيطان من جانب آخر، تأثر الحكم المحلي بمؤسسات التخطيط التابعة للوكالة اليهودية ومنظالتابعــة لحــزب العمل وخضع في حــاالت عديدة لهــا. وكان للطروحات األيديولوجية والسياســية التي مات آثار بالغــة وهامة في تحديد طبيعة إطــار الحكم المحلي في اعتمدتهــا هذه المؤسســات والمنظإســرائيل. وقد تم استبعاد جميع معايير النجاعة والمعايير الوظيفية في تحديد طبيعة هذه المجالس اإلقليمية في حال تعارضها مع الطروحات السياســية واأليديولوجية للوكاالت شــبه الحكومية وللدولة

(المصدر السابق، 496). وفي ظل التحوالت الجذرية التي طرأت على قضية األراضي بعد انتهاء الحرب في العام 1949 أنشئت دائرة إلدارة ما يسمى بـ«أراضي الدولة».

فــي أعقــاب اتخــاذ األمــم المتحــدة القــرار رقــم 194 الداعــي إلــى عــودة غيــر مشــروطة لالجئين الفلســطينيين إلــى بلداتهــم، اتخــذ بن غوريــون قرارا (فــي كانــون األول 1948) لتعديل السياســة والقانــون القائميــن يهدف إلى تحويل جميــع أراضي البلدات المهجرة، المشــاع والملكية الخاصة، إلى أيــاد يهوديــة (المصدر الســابق). ووضعت فــي أعقاب هذا القرار تشــريعات إســرائيلية جديدة وأعيد تفعيل تشــريعات ومنظومــات بيروقراطية أخرى كانــت قائمة بغية تحويل جميــع األراضي العربية، المشــاع والملكية الخاصة، وبصورة خاصة تلك التي تعود لالجئين الفلســطينيين وما يسمى بأراضي القريــة، لصالح الدولة أو أذرعها غير الرســمية، مثــل الصندوق القومي والوكالة اليهودية. وبحســب التقديرات اإلسرائيلية الرســمية المختلفة وباحثين إسرائيليين، تصل أراضي الالجئين الفلسطينيين إلى نحو 4.2-5.8 مليون دونم. اســتولت دولة إســرائيل في العام 1949 على نحو 17.4 مليون دونم، ومــن ضمنها األراضــي التي كانت قد تملكتهــا الدوائر الصهيونيــة المختلفة، والتي تصل مســاحتها إلى نحو مليون ونصف المليون دونم، بحســب الباحث ســلمان أبو ســتة وباحثين إســرائيليين آخرين

(Abu-Sitta 2004, 20). أمــا فــي العام 1953 فقد كبرت مســاحة هذه األراضي بنحو 2.4 مليون دونم حولت لصالح الصندوق القومي اليهودي باإلضافة إلى مليون دونم كانت مســئولة عن إدارته من قبل.

(المصدر السابق، 498)

1.3.3.6 البلدات العربية الخاضعة لسلطة المجالس اإلقليمية العربية واليهودية – 2007ان العرب في بلدات بحسب بيانات دائرة اإلحصاء المركزية من العام 2007، يعيش نحو %44 من السكتعرف رسميا على أنها مدن، ونحو %50 في قرى، وأكثر من %5 (نحو 60 ألف نسمة) في تجمعات وقرى

تخضع لسلطة مجالس إقليمية.

انية عربية هــي: وادي الحمام، ــوف: مجلــس إقليمي في لواء الشــمال يضم أربعة تجمعات ســك البطان المجلس نحو 6,400 بمعدل زيادة 2.2% (2007). والعزير، ورمانة، وعرب الهيب. يبلغ عدد سك

وادي الحمــام: قريــة عربية تقع بمحــاذاة بحيرة ومدينــة طبريا، وتخضــع إداريا للمجلــس اإلقليمي ان القرى المهجرة في وف». أقيمت القرية في العام 1948 لصالح البدو من قبيلة الغوارنة وســك «البطمنطقة الحولة، مثل العباســية، وخصاص، والمفتخرة. أطلق هذا االســم على اســم القرية نسبة إلى

اسم الوادي المجاور «وادي الحمام».

[ 61 ]

وف تخضع إداريا لســلطة المجلس العزيــر: قرية عربية في منطقة الشــمال على أطراف ســهل البطوف». اإلقليمي «البط

وف تخضع إداريا لســلطة المجلس الرمانة: قرية عربية في منطقة الشــمال على أطراف ســهل البطوف». اإلقليمي «البط

عــرب الهيب: قرية عربية في منطقة الشــمال تخضع إداريا لســلطة المجلــس اإلقليمي «البطوف»، ا (في العام 2000). بعد أن خضعت قبل ذلك لســلطة المجلس القروي «نوف هجليل» الذي ألغي الحقأطلق على القرية االســم «عرب الهيب» حتى العام 1968، عندما اعترفت بها الســلطات االســرائيلية، وذلك نسبة الى أصول سكانها العائدة الى قبيلة عرب الهيب التي أنشأت القرية في عشرينيات القرن العشــرين. وقد أطيــت القرية من العام 1968 أســماء مختلفة كـ «رومة الهيــب» و «فروش رمانة» و «رمانة الهيب»، أما ســكان القرية فيطلقون عليها اســم «عرب الهيب» أو «فروش رمانة» نســبة الى

اسم القرية المجاورة رمانة.بســتان المرج: مجلس إقليمي في منطقــة مرج ابن عامر يضم أربع قرى عربية هي: ســولم، وكفر مصر، ونين، والدحي. أنشئ المجلس اإلقليمي في العام 1994 وأدارته بداية لجنة قام بتعيينها وزير الداخليــة. وفي العام 2002 أجريت ألول مرة انتخابات لرئاســة وعضوية المجلس. وقد أدار قرية كفر مصر حتى العام 2002 مختار ولم تخضع ألي ســلطة محلية قبل العام 2002. كذلك بالنســبة للقرى

نين وسولم والدحي.

البلدات الخاضعة لسلطة بستان المرجانها نحو 670 نســمة الدحــي: قرية عربية في ســهل ابن عامر تجــاور مدينة العفولة. يبلغ عدد ســكيقيمــون في نحو 110 بناية ســكنية. تبلغ مســاحة األراضــي المتبقية ألهل القرية نحــو 230 دونما، أقيمــت عليهــا 6 مصالح تجارية صغيرة، ومدرســة للتعليم الخاص، ومســجد، ومقــام ديني. ال توجد في القرية أية مدرســة ســوى بعض روضات األطفال، وجميع طالب القرية يدرسون في مدرسة نين

االبتدائية وفي مدارس ثانوية خارج القرية.

كفــر مصر: قريــة عربية تقع في أقصى شــمال غرب قضاء بيســان بجوار مدينة العفولــة. يبلغ عدد انها نحــو 2,500 نســمة يقيمون فــي 350 بيتا. توجد فــي القرية ثمانية مصالح تجارية، وســبع ســكروضات أطفال ضمن المدرسة االبتدائية الوحيدة في القرية والتي تضم 9 صفوف من البستان وحتى الصف السادس. %21 من طالب القرية أطفال يتعلمون في روضات األطفال والبستان؛ %38 من طالب القرية يتعلمون في المدرســة، ونحو %37 يدرســون مرحلتي اإلعدادية والثانوية خارج البلدة. وتضم

المدرسة مسجدا وملعب كرة قدم.

انها نحو 2,200 نسمة نين: قرية عربية تقع في ســهل ابن عامر بجوار مدينة العفولة. يبلغ عدد ســكيقيمون في نحو 260 بيتا، وفيها 28 مصلحة تجارية واقتصادية صغيرة ومتوسطة، ومدرسة ابتدائية ان القرية واحــدة. من مجمل أراضي القرية الواســعة بقي نحــو 1,850 دونما فقط، يقيم عليها ســكبيوتهم، إضافة إلى وجود المدرسة وخمس روضات لألطفال وباقي المرافق التجارية والدينية (مسجد وكنيســة قديمــة) وعيادة وملعب كرة قــدم. %19 من مجمل طالب القرية فــي مرحلة رياض األطفال (3-5 ســنوات)؛ %41 من مجمل طالب القرية في المرحلة االبتدائية حتى الصف الســادس؛ ونحو 37%

يدرسون في المرحلتين اإلعدادية والثانوية خارج البلدة.

[ 62 ]


انها نحو 2,700 نسمة سولم: قرية عربية تقع في سهل ابن عامر بجوار مدينة العفولة. يبلغ عدد سكان القرية نحــو 1,800 بعد أن صودرت غالبية أراضيهم. يوجد يقيمون في نحو 415 بيتا، ويملك ســكفي القرية مدرسة ابتدائية واحدة (%11 رياض أطفال في 5 روضات)؛ وطالب في المرحلتين االبتدائية ا؛ أما طالب المرحلة الثانوية فيتعلمون خارج القرية. كذلك يوجد في واإلعدادية موزعون على 12 صفالقرية مســجدان؛ وعيادة لرعاية األم والطفل؛ وناد للشــبيبة؛ وملعب كرة قدم؛ وعيادتان للطب العام

ا. ولطب األسنان؛ و 31 محال تجاريا وخدماتيا صغيرا ومتوسطأقيــم في العــام 2005 المجلس اإلقليمي «أبو بســمة» في النقب وهو يضم اليــوم 11 قرية عربية،

وسوف نتوقف بتوسع عنده في الفصل الخاص حول القرى العربية في النقب.

قرى منطقة القدس

انها مــع القوات الصهيونية فســمحت لهم أبــو غوش: بلــدة عربية تقع غرب القدس، وقد تعاون ســكانها بالبقــاء في بيوتهم في الحرب عام 1948. تبلغ مناطق نفوذ القرية نحو 2,550 دونم، وعدد ســكان نحو %3.2 ســنويا. بحســب معطيات دائرة نحو 6,000 (في العام 2007). وتبلغ نســبة ازدياد الســكاإلحصــاء المركزية، تقع القرية في الســلم االقتصادي االجتماعي 3 (10:3)، ونســبة الحاصلين على ان القرية شهادات البحروت وصلت إلى %49.3 في العام الدراسي 2004/2003. واألجر المتوسط لسك

األجيرين بلغ نحو 3,598 شاقال (المعدل القطري بلغ 6,008 شواقل).

تم ضم القرية إلى المجلس اإلقليمي «مطيه يهودا» منذ تأسيسه (1964) وحتى 1992، حيث أعلن عن إنشاء مجلس محلي لها. تجدر اإلشارة إلى أن المجلس اإلقليمي «مطيه يهودا» أقيم على قاعدة توحيد أربعة مجالس صغيرة، وهو يضم حاليا 57 تجمعا ســكنيا (نحو 35 ألف نســمة)، منهما قريتان عربيتان

(عين أو بيت نقوبا وعين رافا)، وتصل مناطق نفوذه إلى 520 ألف دونم تقع في منطقة القدس.

بيت نقوبا: بلدة عربية تقع غرب القدس أقيمت في العام 1962 على يد الجئين فلسطينيين من قرية «بيــت نقوبــا» التي تم هدمها في حــرب 1948 رغم تعاون أهالي القرية مع القــوات الصهيونية أثناء ان على أرض تقع بمحاذاة القرية عين الحرب وقبلها، وأقيم مكانها مستوطنة «بيت نقوفا». أقام السكرافا أعلن في العام 1976 انفصالها عن القرية واعتبارها قرية مستقلة ضمت إلى المجلس اإلقليمي

ان القرية حاليا (في العام 2007) نحو 2,000 نسمة. «مطيه يهودا». يبلغ عدد سك

عين رافا: قرية عربية غرب القدس، إلى جوار قرية أبو غوش وبيت نقوبا. أقيمت بعد الحرب العالمية األولى، على يد ثالثة أشــخاص من قرية صوبا المجاورة التــي هدمت في أعقاب النكبة وأقيم مكانها كيبوتس «تسوبا». طرد أبناء قرية «عين رافا» من بيوتهم خالل حرب 1948 وسمح لهم بالعودة إليها فــي العام 1949 بعد مصادرة جميــع أراضيهم وأمالكهم ومنحوا الهوية اإلســرائيلية. خضعت القرية لســلطة المجلس اإلقليمي «مطيه يهودا» منذ تأسيســه (1964) وحتى اليوم، وفيها مختار يقوم بدور ان المحلـيين من جانب الوســيط بين المجلس اإلقليمي والســلطات اإلسرائيلية من جانب وبين الســك

ان القرية حاليا (في العام 2007) نحو 1,100 نسمة. آخر. يبلغ عدد سك

[ 63 ]

انها – المجالس اإلقليمية وعدد البلدات العربية الخاضعة لها ونسبة سك الجدول 13: 2007

المجلس اإلقليمي

عدد البلدات نسبة السكان البلدات العربيةالعربية

العرب تعداد السكان

العربثالث قرى غير معترف بها في شمال النقب 3بنيه شمعون

ى بعض الخدمات األساسية، ولكن ال تمثيل تتلقلها في المجلس اإلقليمي وال يشملهم المجلس

اإلقليمي في تعداد البلدات الخاضعة له

51.15,876

28.73,128 إبطن والخوالد2زبولون20.63,750 عرب العرامشة والشيخ دنون2مطيه آشر

8.73,071 عين رافا وبيت نقوبا2مطيه يهودا22.22,886 ميسر، والعريان، وأم القطوف3منشيه

16.11,835 الريحانية وعين األسد2مروم هجليلالكمانة، وعرب النعيم، ووادي سالمة، 6مسغاف

والحسينية، والضميدة، ورأس العين 30.26,220

7.32,138 السواعد-الحميرة (*) ومنشية زبدة2عيميق يزرعئيلعدد من القرى والتجمعات غير المعترف بها في رمات نيجيف

ى بعض الخدمات األساسية، ولكن النقب تتلقال تمثيل لها في المجلس اإلقليمي وال يشملهم المجلس اإلقليمي في تعداد البلدات الخاضعة له

21.71,302

ى تمار عدد من القرى والتجمعات غير المعترف تتلقبعض الخدمات األساسية، ولكن ال تمثيل لها في المجلس اإلقليمي وال يشملهم المجلس

اإلقليمي في تعداد البلدات الخاضعة له

48.61,178

الطيبة الزعبية، وطمرة الزعبية، والمقيبلة، 5هغلبواعوالناعورة، وصندلة

39.59,520

(*) قرية عربية بدوية تم االعتراف بها رسميا في العام 1996 وأخضعت لسلطة المجلس اإلقليمي «عيميق يزراعيل».

ان العرب من سلطاتهم المحلية وأدائها11 4.3.6 مواقف السك

انا من 17 ســلطة محلية عربية أجري االســتطالع التالي في تشــرين األول من العام 2003، وشــمل ســكل نحو %23 من مجمل السلطات المحلية العربية في البالد) تم اختيارهم (بلديتين و 15 مجلسا محليا تشكعشوائـيا. بلغ عدد المشاركين 725 في سن الـ18 وما فوق، تم اختيارهم في البلدات التي شملها االستطالع حيث اختيرت في كل منها عينة عشــوائية تضم 39-49 شــخصا. وقد أجري استطالع الرأي هاتفـيا وبلغت

نسبة التجاوب نحو %50. البلديتان المشاركتان (من بين 11) هما: قلنسوة وأم الفحم.

الســلطات المحلية المشــاركة في اســتطالع الــرأي (من بين 64) هــي: حرفيش، وعســفيا، وكابول، والفريديس ومعليا، وعيلبون، والمزرعة، وبســمة، ومجد الكروم، وعرابة، ويافة الناصرة، وأبو سنان،

وطرعان، وكعبية-طباش-حجاجرة، والزرازير.

11 يتقدم كاتب هذا التقرير (نبيه بشير) بالشكر الجزيل للصديق عميد صعابنة، من مركز مدى الكرمل، لتزويده بالمواد الخام الخاصة باالستطالع.

[ 64 ]


ونها من ان البلدات العربية لمســتوى الخدمات التــي يتلق تقييم ســك الجدول 14: السلطة المحلية (2003)

النسبةالعددالمستوى364.9عال جدا

9212.5عال29139.6متوسط12717.3متدن

18425.0متدن جدا10.1غير معروف731100 (4 لم يجيبوا)المجموع

ان البلدات العربية عن الطريقة التي تقوم بها السلطة درجات رضا ســك الجدول 15: ان (2003) المحلية في البلدة بجباية الضرائب من السك

النسبةالعددالمستوى304.1راض جدا

28138.2راض23031.3غير راض

16923.0غير راض بالمرة223.0غير معروف732100 (3 لم يجيبوا)المجموع

[ 65 ]

ان البلــدات العربية مــن قضايا متفرقة مرتبطة بالســلطة مواقف ســك الجدول 16: المحلية في بلداتهم (2003)

المجموعموافق جداموافقفي الوسطغير موافقغير موافق بالمرةالموضوع% %العدد%العدد%العدد%العدد%العدد

تقوم السلطة المحلية بتعيين فين حسب كفاءاتهم الموظ

31343.013819.011615.910214.0598.1100

تقوم السلطة المحلية بتقديم ان البلدة من الخدمات لجميع سك

دون تمييز

27537.616021.910214.012316.8719.7100

أحد أسباب العجز المالي (الديون) عند السلطة المحلية هو إدارتها

«غير السليمة»

10114.18511.99212.818626.025235.2100

يقوم المواطنون في بلدتي بالتعاون مع السلطة المحلية

إلنجاح مشاريع في البلدة

11215.412216.821028.919827.28511.7100

أنا أصوت للمرشح الذي تدعمه عائلتي/حمولتي

31443.514319.8425.810514.511816.3100

(للبلدات المختلطة، إسالم و/أو مسيحيون و/أو دروز، فقط) أنا

أصوت للمرشح الذي تدعمه طائفتي

5337.15739.964.21812.696.3100

منصب رئيس السلطة المحلية حكر على العائالت الكبيرة

33145.517023.4344.710013.89212.7100

تقوم السلطة المحلية بتبذير وصرف الميزانية ألهداف ومصالح

شخصية

11916.712116.913118.317624.616723.4100

تقوم مؤسسات الدولة بتخصيص ميزانيات وأراض أقل للسلطات

المحلية التي تتبنى مواقف وطنية

7510.911016.114120.616924.719027.7100

ان البلدات العربية حول كفاءة الرئيس الحالي لسلطتهم المحلية (2003) آراء سك الجدول 17: النسبةالعددالرأي

25835.1لديه الكفاءات43859.6تنقصه الكفاءات

334.5غير معروف

[ 66 ]


ر علــى انتخاب ـرات التي تؤث ان البلــدات العربية حــول المتغيـ آراء ســك الجدول 18: السلطات المحلية (2003)

ر ريوث المجموعال يوثالنسبةالعددالنسبةالعدد

65790.2719.8100كفاءة المرشح في إدارة شئون البلدة23031.649768.4100انتماء المرشح العائليانتماء المرشح الطائفي

(للبلدات المختلطة، مسلمون و/أو مسيحيون و/أو دروز، فقط)

2918.712681.3100

ان العرب يعتقدون أن الســلطات المحليــة العربية ال تقوم تجــدر اإلشــارة إلى أن نحو %60 من الســكان البلدة على حد ســواء، وأكثر من %61 يعتقدون أن أحد األســباب التي بتقديم الخدمات لجميع ســكتقــف وراء العجــز المالي المزمن في الســلطات المحليــة العربية يكمن في إدارة «غير ســليمة» لهذه ان العرب أن السلطات المحلية العربية تقوم بتبذير الســلطات. إضافة إلى ذلك، يعتقد %48 من الســكان ان العرب أن السك وصرف الميزانية ألهداف ومصالح شخصية. كذلك، يعتقد أكثر من %32 من السكالعــرب فــي بلداتهــم ال يتعاونون مع ســلطاتهم المحليــة إلنجاح المشــاريع التي تبادر لها الســلطات ان العــرب ال يعتقدون أن مؤسســات الدولة المحليــة العربيــة فــي بلداتهم. وأكثر من %37 من الســكتقوم بتخصيص ميزانيات وأراض أقل للسلطات المحلية التي تتبنى مواقف وطنية (مقابل نحو 52% يعتقــدون عكس ذلك). تشــير جميع هــذه النتائج إلى مســتوى الثقة المتدني التي تتســم بها عالقة ان العــرب بســلطاتهم المحلية، ومن نافل القــول أن ذلك يؤدي بالتالي إلى عــدم التعاون معها الســكإلنجاح عملها أو ربما عدم تسديد الديون المفروضة عليهم ألنها ليست محل ثقة أوال وال يتحلى عملها بالمهنية وال تملك المهارات المطلوبة إلدارة شــئون الســلطات المحلية العربية، حيث أن نحو %60 من ان العرب ال يعتقدون أن رئيس الســلطة المحلية لديه المهارات المطلوبة للقيام بعمله. كذلك، الســكان ان العرب يعتبرون مستوى الخدمات التي تقدمها السلطة المحلية لسك فإن أكثر من %42 من الســك

. البلدة غير مرض

Date post:	29-Feb-2020
Category:	Documents
Upload:	others
View:	3 times
Download:	0 times

ﻞﻣﺎﺷ ﺢﺴﻣ ﻞﻴﺋﺍﺮﺳﺇ ﻲﻓ ﺔﻴﻠﺤﻤﻟﺍ...

Documents