+ All Categories
Home > Documents > سﺪﻘﻤﻟا ﺐﮭﻠﻟا ﻲﻓ ﺔﯿﻋﺎﻘﯾﻹا ﺔﯿﻨﺒﻟا ﺎﯾﺮﻛز...

سﺪﻘﻤﻟا ﺐﮭﻠﻟا ﻲﻓ ﺔﯿﻋﺎﻘﯾﻹا ﺔﯿﻨﺒﻟا ﺎﯾﺮﻛز...

Date post: 30-Aug-2019
Category:
Upload: others
View: 29 times
Download: 0 times
Share this document with a friend
291
اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾــﺔ اﻟﺠﺰاﺋـﺮﯾـــﺔ اﻟﺪﻣﻘﺮاطﯿــﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿـــﺔ وزارة اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟــــــﺎﻣﻌـﺔ أﺑـﻲ ﺑــﻜــــﺮ ﺑﻠﻘـﺎﯾـﺪ ﻛﻠﯿﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ و آداﺑﮭﺎ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض و ﻣﻮﺳﯿﻘﻰ اﻟﺸﻌﺮ: : رﺣﻣﺎﻧﻲ ﻟﯾﻠﻲ أ. اﻟدﻛﺗور ﻋﺑﺎس ﻣﺣﻣد أ.د/ زﯾن اﻟدﯾن ﻣﺧﺗﺎري أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن رﺋﯾﺳﺎ أ.د/ ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن ا ﻣﺷرﻓﺎ و ﻣﻘرر أ.د/ ﻣﺣ ﻣد ﺑن ﺳﻌﯾد أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ان ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫر ﻋﺿوا أ.د/ ﻣوﻻي ﺑوﺧﺎﺗم أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺗﻣوﺷﻧت ﻋﺿوا د/ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑن ﻋزة أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر "أ" ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن ﻋﺿوا د/ ﺑن ﻋودة ﻋطﺎطﻔﺔ أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر "أ" ان اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻏﻠﯾز ﻋﺿوا اﻟ ﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ:1435 - 1436 ﻫـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ2014 / 2015 م اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﮭﺐ اﻟﻤﻘﺪس زﻛﺮﯾﺎ
Transcript

مقدمة

أ

الجمھوریــة الجزائـریـــة الدمقراطیــة الشعبیـــةو البحث العلميوزارة التعلیم العالي

تلـمســــان–جــــــامعـة أبـي بــكــــر بلقـایـد اآلداب و اللغاتكلیة

قسم اللغة العربیة و آدابھا

رسالة مقدمة لنیل شھادة الدكتوراه في العروض و موسیقى الشعر

:شرافإ: ةالبإعداد الطأ. الدكتور عباس محمد رحماني لیلي

أعضاء لجنة المناقشة

رئیسا جامعة تلمسان أستاذ التعلیم العالي أ.د/ زین الدین مختاري مشرفا و مقررا جامعة تلمسانأستاذ التعلیم العالي أ.د/ محمد عباس

عضوا جامعة وهران أستاذ التعلیم العالي مد بن سعید أ.د/ محعضواالمركز الجامعي تموشنت أستاذ التعلیم العالي أ.د/ موالي بوخاتم

عضوا جامعة تلمسانأستاذ محاضر "أ" د/ عبد القادر بن عزة عضوا المركز الجامعي غلیزان أستاذ محاضر "أ" د/ بن عودة عطاطفة

م2014/2015هـ الموافق1436-1435سنة الجامعية:ال

البنیة اإلیقاعیة في اللھب المقدس زكریالمفدي

مقدمة

ب

إھداء

إىل زوجي: حفظه الله و أبقاه.

إىل إخويت و أخوايت و أزواجهم و أزواجهن.

رمي إىل أوالدي: هشام، أسامة و م

إىل كل هؤالء أهدي مثرة هذا العمل

مقدمة

ج

شكر و تقدیر

أتقدم بوافر الشكر و الثناء إىل أستاذي الفاضل املشرف على هذه

الرسالة األستاذ الدكتور حممد عباس الذي فتح يل باب البحث و

واالطالع، جزاه الله خريا على جهوده املتواصلة يف سبيل العلم

ه و الله أرجو أن يبقيه فخرا للعلم و أهله.طالب

كما أتقدم بأمسى معاين الشكر ألعضاء اللجنة احملرتمني من األساتذة

الدكاترة الذين تشرفنا بانتسابنا طالبا إليهم و الذين تشجموا عناء قراءة

هذا البحث و تقوميه.

مقدمة

د

مقدمة

مقدمة

ه

:بسم هللا الرحمن الرحیم

د يف كل مظري و املثال الص عن الن د بالكمال و اجلمال ، اجلليلمد هللا املتفر احل

من الشعر من البيان لسحرا و إن إن <<و الصالة و السالم على القائل:األحوال

و على آله الكرام و صحابته األعالم ، و من تبعهم بإحسان إىل يوم الوقت >>حلكمة

:املعلوم ، و بعد

ر صو من أسراره و ال ميكن ت، و هي سر هو حديثهمالزمة للشعر قدميملوسيقى فا

يقي للنغم الباين لإليقاع املوسفهي ذلك املرشد األمني،وجود شعر دون وجود موسيقى

عر ، لذلك ستبقى عنصرا جوهريا يف بنية الشالذي خيالط خفقات القلب يف اإلنسان

حرصا على حضور املوسيقى يف شعرهم.و الشعراء الكبار أشد

اصا خو شاعرنا مفدي زكريا هو أحد الشعراء اجلزائريني الذين منحوا الشعر عطاء

قى هو اإليقاع ل يف املوسيالشرط األو معلوم أن

لغ يف أذن األبلحس ة و يقودها لالذي يعترب جوهر القصيدة حبيث يهبها رونقا و لذ

املستمع.

سعى إىل دت رغبتنا يف البحث الذي يتول و ملا كان ميلنا إىل االهتمام مبوسيقى الشعر

رصد جتليات الظواهر اإليقاعية من خالل هذه الدراسة ، و اليت ومسناها " البنية اإليقاعية

س."هب املقد يف الل

الشعري صل مستوى أساسا من مستويات الن ك البنية اإليقاعية تشو ال شك أن

د متجد وو تلقيا و هي تستمد خصائصها من تراثها اللغوي الذي هو تعبري حي إبداعا

ة ـــــــــــــــــــــــــــــتمعات ، و ألمهيـــــــــــــــــــمع من ـــــــــــــة ام ـــــــــــالعاخلاصة واحلياة خمزون عن

أ

مقدمة

و

ما يؤسس كمنذ القدمي يعتربونه أحد أركان الشعرعربيةاإليقاع جند علماء العنصر

.اخلليل بن أمحد الفراهيدي هلذا املنظور و هو الرائد يف اكتشاف حبور الشعر و أوزانه

ا املوضوع كون اإليقاع مل حيظ بدراسات شاملة و ذدفعنا إىل اختيار هو الذي

ية حتيط به خاصة من اجلانب التطبيقي ، فكل ما كتب عن مفدي زكريا من دراسات واف

متخصصة فيه أو حوله مل جتعل من اإليقاع موضوعا هلا إال ما يتصل بالقصيدة الثورية ،

لديوان فيضا من ا اذيعترب هذ

و ما كان عملنا حيتاج إىل اإلحاطة حبياة الشاعر فهو ليس يف غفلة الطاقة املوسيقية ،

من الدارسني.

فاليوم نؤثر أن ندرس اللهب املقدس و نلج إىل عامله ، ونرهف السمع ملوسيقاه

وقه.ذ

هن ذحري بنا أن نقف على مجلة من التساؤالت اليت قد تتبادر إىل الولذا فإنه

منها البحث عن ماهية اإليقاع و ما موقف الباحثني العرب منه قدميا و حديثا؟

ما هي األوزان اليت قصدها الشاعر كمبىن لديوانه على املستويني العمودي و التفعيلي؟

ان انتقاء الشاعر هلا يف وضعها حبدودما هي أنواع القوايف املستعملة ؟ و هل ك

و هل استطاع الشاعر أن يستظهر اجلمال املوسيقي لديوانه من خالل اهتمامه باإليقاع

الداخلي ؟

ب

مقدمة

ز

ه األسئلة شرعنا يف التنقيب عن جمموعة املصادر و املراجع اليت ذو لإلجابة عن ه

ة لغة و النقد و البالغة و العروض يف القدميا املوضوع، فكان معتمدها كتب الذحتوي ه

كر القدمي : كتاب العمدة يف حماسن الشعر آدابه و نقده ذ منها و احلديثة ، خنص بال

يب ي أفادنا كثريا إىل جانب كتاب البيان و التبيني ألذلصاحبه ابن رشيق القريواين ال

ب القرطاجين ، و بعض كتعثمان اجلاحظ و كتاب منهاج البلغاء و سراج األدباء حلازم

الفالسفة املسلمني ككتاب جوامع الشعر للفارايب و كتاب فن الشعر البن سينا و من

الكتب احلديثة أفدنا من مؤلفات الدارس اللغوي إبراهيم أنيس خصوصا يف مؤلفه

ي كان أهم سند لنا ، و بعض مؤلفات نقاد احلداثة كالنويهي ذموسيقى الشعر العريب ال

ا إىل جانب الكتب ذحممد مندور و علي يونس و نازك املالئكة و شكري عياد، هو

العروضية و اليت كان أوفرها حظا يف الدراسة املتوسط الكايف لألمحدي نويوات.

و لتحقيق األهداف اليت ترمي إليها الدراسة اخرتنا ملناولة اللهب املقدس بعض

ا لك بتتبع النصوص و تفكيكها و استخراج قيمهذائي و املناهج منها: النهج االستقر

اإليقاعية اخلارجية و الداخلية، مستعينا باملنهج الوصفي التحليلي أثناء وصف الظواهر

اإليقاعية و حتليلها ، و ملا كان لإلحصاء لفتته الدالة اسرتشدنا باملنهج اإلحصائي يف

استيعاب األنساق العروضية.

أن يقوم حبثنا على أربعة فصول تسبقها مقدمة و مدخل و تتبعها خالصة و ارتأينا

ألهم النتائج.

فكان املدخل خطوة ثابتة تفتح الطريق أمام القارئ ملعرفة كنه اإليقاع بإعطاء

مفاهيم لغوية و اصطالحية ، و كيف مت تلمسه يف مظاهر الكون و الطبيعة.

ج

مقدمة

ح

ان اإليقاع بني القدمي و احلديث فصال نظريا وضحنا فيه كيف جاء الفصل األول بعنو

مت انتقال اإليقاع كظاهرة جلية يف املوسيقى من الغناء إىل الشعر ، و كيف نظر العرب

ه ذا املصطلح و هل استمرت هذالقدامى سواء أكانوا نقادا أم فالسفة و بالغيني إىل ه

النظرة عند نقادنا احملدثني ؟

موضوع الفصل الثاين دراسة األوزان العروضية يف النسقني العمودي و كان

و التفعيلي و هو فصل تطبيقي وصفنا فيه التنوعات اإليقاعية مدعومة باجلداول

ج من املنت على حسب ما نظم الشاعر. ذ و النسب اإلحصائية و أشفعنا كل نسق بنما

و درسنا كل حبر قصده الشاعر مبىن لقصائده موسعني القول و مربزين أثر الزحافات

لك تنوعا ذو العلل اليت تلحق تفاعيل البحور بدء و حشوا و ختاما و هي حتدث ب

إيقاعيا.

ع املزاوجة املزج بني البحور و إيقا أما نسق شعر التفعيلة فقد تضمن معاجلة إيقاع

بني الشكلني العمودي و التفعيلي.

و تتبعنا يف الفصل الثالث القوايف على املستويني العمودي و التفعيلي كعنصر

إيقاعي يضفي على النصوص الشعرية مجاال و رونقا ، فعلى اجلانب العمودي درسنا

رى أنواع القوايف املستخدمة من حيث التق

النوع املهيمن على القافية ، كما درسنا أنواع القوايف من حيث كثافتها الصوتية،

و عمدنا لدراسة األصوات املستخدمة فيها و خمارج األصوات املستعملة رويا ، أما على

لقوايف ذمناط اليت اختجانب شعر التفعيلة رصدنا أهم األشكال و األ

املتتالية و املتغرية و املقطعية.

د

مقدمة

ط

أما الفصل الرابع و األخري فخصصناه لإليقاع الداخلي و سعينا إىل تلمس آثاره

يف النصوص و تناولناه بوصفه بنية مسعية تتضمن إيقاع التكرار مبختلف أشكاله:

لفظ و العبارة و األساليب ، إضافة إىل أمناط أسلوبية أخرى من حيث إيقاع احلرف و ال

كاجلناس و التصريع و التدوير و احلوار مما كان هلا وظيفة يف إحداث تنوعات إيقاعية.

يلنا البحث خبامتة عامة خلصنا فيها أهم األفكار الواردة فيه مع استعراض أهم ذو

ا.النتائج اليت تسىن لنا استنباطه

قد ذذو من الصعوبات اليت واجهت البحث كيفية التعامل مع املادة الشعرية

رغم ج الشعري الواحد ، و على الذ جتتمع أحيانا مجلة من اخلصائص اإليقاعية يف النمو

إىل أن نكون قد -لك ذمع -ذمن

نرجو يف الوقت نفسه أن نكون قد أمطنا اللثام و لو بقدر يسري، استحدثنا جديدا ، و

اخلري، ي مل نلق منه إال ذاملشرف الذاك سيكون الفضل األكرب يف اإلجناز إىل األستاذأن

يف كل نصح علمي، و إرشاد منهجي، و تصحيح لغوي و فكري و جهد ثقايف، سائلني

خرا للناهلني من حبور العربية.ذاملوىل عز و جل أن حيفظه و يرعاه ليبقى

لوا مبناقشة ين تفض ذكما أتقدم بالشكر اجلزيل و التقدير إىل كل أعضاء اللجنة ال

ذه

و التوفيق ، إنه نعم املوىل و نعم النصري.و اهللا أسأل السداد

م2014مارس 23

رحماني ليلى

ھـ

اإلیقاعماھیة مدخل

1

مدخل

ماهية اإليقـاع

اإلیقاعماھیة مدخل

2

يعترب اإليقاع من أكثر املصطلحات استعصاء على التفسري، فداللة هذه اللفظة

مل حتدد حتديدا واضحا ال يف القدمي وال يف احلديث إىل حد ال جند اليوم حتديدا

تطبيقا حىت الدراسات اليت تناولته تنظريا و ابيا يف أغلب املفهوم ضبهلا، فظل واضحا

1."ا ملتبسةأن جاكبسون يصفها "

فتباينت اآلراء يف حتديد مفهوم اإليقاع واختلفت وجهات النظر باختالف

اجتاهات الباحثني، فمنهم من وظفه كمفهوم فلسفي يشمل كل مناحي احلياة "

هة الفلسفية ط من الوجقيقة أمره إيقاعات خمتلفة حيث نلفيه يتسل فاإليقاع يف ح

ة دمظاهر احلياة مبا فيها سرية الكون القائمة على هذه الرتابة املتجد اخلالصة على كل

2".المر والظ و بح واملساء، وتعاقب الفصول وتعاود الن هار والص يل والن حركتها كالل

اإليقاع على فرتات إن مألوفة عند اإلنسان" و منهم من رأى فيه ظاهرة

متساوية، ظاهرة مألوفة يف طبيعة اإلنسان نفسه، فبني ضربات القلب انتظام

3........"وم واليقظة انتظام وهكذافس انتظام، و بني الن و بني وحدات التن

حليوان سابق خللق ااإليقاعإن أحد الدارسني" ظر رآه وإذا أردنا توسيع جمال الن

بقاء الكون ه اخلالق سبحانه وتعاىل أساسا له املبدأ الذي أقر بيعة والكون بأسره، ألن والط

ا ـــــــــــهيركة اإليقاعية اليت تؤد ـــــــــــــــــــــــــــوح يف احلــــــــــــــــــــــــى ذلك بوضل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــودوامه، ويتج

.43ص، 1988ط-املغرب-الدار البيضاء-دار توبقال -حممد الويل و مبارك حنون:ترمجة -رومان جاكبسون: قضايا الشعرية 1.200ص-2005ط-اجلزائر-دار هومة-ض عبد املالك: األدب اجلزائري القدميمرتا2.22ص-1979-1ط-القاهرة–دار الشروق -زكي جنيب حممود: يف فلسفة النقد3

اإلیقاعماھیة مدخل

3

مس وهي احلركة لو الكواكب يف مدارها كحركة األرض حول نفسها وحول الش

ظام الذي يضمن احلياة على وجه البسيطة، فاخلالق الذي أرسى ل الن الخت ،اختلفت

قواعد احلياة على مبدأ اإليقاع هو خالق اإليقاع اختاره قانونا يضمن استمرار حركة

4".ون وبقائهالك

فالكون يسري ضمن و عليه أضحى املفهوم مرتبطا بالطبيعة و نواميس احلياة،

إيقاع منتظم قدره اخلالق.

وقبل أن نسرتسل يف إيراد مفاهيم اإليقاع البد لنا أوال أن نقف على املفهوم

ة وجدناها: اللغوي هلذه اللفظة وما تعنيه، فإذا عدنا إىل املعاجم العربي

ة والسحاب الرقيق، وأهل الكوفة ولغالف القارورة الوقعيف لسان العرب:"

ع األحلان قحن والغناء، وهو أن يو ي واقعا، واإليقاع من إيقاع الل ون الفعل املتعد م يس

5. "ي اخلليل رمحه اهللا كتابا من كتبه يف ذلك املعىن كتاب اإليقاعنها، وقد مس ويبي

6".هانقع األحلان ويبي إيقاع أحلان الغناء وهو أن يو ويف القاموس احمليط:"

7."اإليقاع اتفاق األصوات وتوقيعها يف الغناءويف املعجم الوسيط:"

فاملتصفح للمعاجم العربية يستشف تعاملها مع هذه اللفظة، حيث جندها

حديدات وأوضح، فكل املفاهيم والتتستخدم اإليقاع مصدرا للفعل أوقع مبعىن بني

اختذت اإليقاع بأن له عالقة وثيقة بالطرب والغناء واللحن.

.41ص-1986-تونس-املطبعة العصرية-حممد العياشي: نظرية إيقاع الشعر العريب 4مادة وقع.-8ج-1997-1ط-بريوت-دار صادر-ابن منظور : لسان العرب5مادة وقع.-3ج-بريوت-دار اجلبل-الفريوز أبادي: القاموس احمليط6مادة وقع.-2ج-دت-3ط-املكتبة العلمية-معجم اللغة العربية: املعجم الوسيط7

اإلیقاعماھیة مدخل

4

ومن املفهوم اللغوي الذي يوحي بالغناء والطرب واللحن نعرج إىل التعريف يف االصطالح

يف أزمنة غمالن قلة علىالن املوسيقي الصرف، ولنبدأ بتعريف اخلوارزمي الذي قال عنه :" هو

8".حمدودة املقادير

جه ف يو قغم ذوات الفواصل والفاصلة هي تو نقلة منتظمة على الن وقال عنه الفارايب:"

.9"امتداد الصوت

املوسيقى فقط كما سنوضح ذلك.ظاهرة شائعة يف خمتلف الفنون وليس يف

من الناحية االصطالحية ومن وجهة نظر حديثة "فهو مشتق من اليونانية ا أم

)RHUTHMOS مبعىن اجلريان والتدفق، وتطور فيما بعد ليصبح مرادفا للكلمة الفرنسية (

10املعربة عن املسافة اجلمالية".

وع املنتظم يف السلسلة الكالمية لإلحساسات السمعية ويف معجم اللسانيات هو" الرج11

اإليقاع من ن" ويعتربه بعض الدارسني

12".حركات الرقص وأصوات املوسيقى أو ألفاظ الشعر

ريف جند أن اإليقاع نوعان مها: إيقاع جتريدي هو تتابع منتظم للنسق مثل فمن هذا التع

الزخرفة اهلندسية والعمارة ، وهو إيقاع خال من املشاعر، والثاين إيقاع

.263ص-1930-1ط-عثمان خليلقيق:حت-اخلوارزمي: منهاج العلوم.1.1085ص-1967-دار الكتاب العريب-غطاس عبد املالكقيق:حت-وسيقى الكبريالفارايب: امل9

10 Paul Robert : dictionnaire de langue française ( tome 7) société du nouveau littré - Paris -1975 - p 213.11Jean Dubois : dictionnaire de linguistique, Paris,1989, p 424.

.18ص-1994-اهليئة املصرية-رة جديدة يف موسيقى الشعر العريبعلي يونس: نظ12

اإلیقاعماھیة مدخل

5

عقلي أو عاطفي كما هو احلال يف الشعر، وهذا ما يؤكده كل من رونيه و أوسطن يف

ى إيقاع لإلشارات الضوئية، وإيقاع للموسيقبيعة وآخر للعمل واك إيقاع للط هنكالمهما"

13".ة

ووجدناه عند عز الدين إمساعيل يشمل مجيع الفنون فهو:" خاصية أساسية

14يف كل الفنون ".شرتكةم

ور مت، أو الن وت والص ر املتتابع بني حاليت الص واتهو الت فاملقصود به عامة "

لطول، غط واللني، أو القصر واعف، أو الض ة والض كون، أو القو الم، أو احلركة والس والظ

ر وتر واالسرتخاء.... فهو ميثل العالقة بني اجلزء واجلزء اآلخأو اإلسراع واإلبطاء، أو الت

أو األديب، ويكون ذلك يف وبني اجلزء واألجزاء األخرى لألثر الفين

"،فهو مبثابة القاعدة اليت 15ك ومنتظم يف األسلوب األديب أو الشكل الفينقالب متحر

يقوم عليها أي عمل من أعمال الفن بل هو ظاهرة عرفها اإلنسان يف حركة الكون

املنتظمة أو املتعاقبة أو املتآلفة املنسجمة كما عرفها يف تكوينه العضوي.

فمن خالل هذه التعريفات كلها جند أن اإليقاع يقوم على أساس احلركة والزمن

وفقا لنسق مطرد خيضع يف تركيبه إىل مبادئ ثالثة هي: التناسب واالنتظام فالتكرار،

رمبا هذا ما ورد من تعريف لإليقاع يف املوسوعة العاملية باللغة الفرنسية بأنه" كل ظاهرة

نشعر أو نقوم

.170ص-1987-بريوت-املؤسسة العربية للدراسات والنشر-حمي الدين صبحي:ترمجة -ين: نظرية األدب أوسطن وانيه ويلك و و ر 13.117ص-1974-مصر-دار الفكر العريب-األسس اجلمالية يف النقد العريبعز الدين إمساعيل:14.481ص -1974-بريوت-مكتبة لبنان-جمدي وهبة: معجم مصطلحات األدب15

اإلیقاعماھیة مدخل

6

)mouvement(واحلركة )périodicité(والزمنية )structure(الثالثة التالية : البنية

."16

ع الوحدة ألنه تركيز على حركة أو لوضع أو مركز قوة ملعىن أو حركة، وهو أحد أنوا

نغم أو لفظ معني يظهر يف تناوب احلركة والسكون، األنوار والظالم، عودة البداية يف

النهاية، رجوع القرار يف األغنية، رد العجز على الصدر يف الشعر، تكرار قافية واحدة

ناظر زمين وفة، فهو تأو قواف متناوبة، رجوع نوبة واحدة أو عبارة موسيقية يف املعز

يقابله يف الطبيعة توقف احلركة أمام حاجز مت استئنافها ويقوم مجاهلا على لذة انتظار

17ما نستبق حدوثه".

لذلك جاء اإليقاع بتتابعه املنتظم يف املوسيقى والشعر، وال شك أن الشعر يف

يس مفروضا وهرية فيه ولحقيقته ضرب من املوسيقى " واإليقاع يف الشعر خاصية ج

18عليه من اخلارج ".

فإذا كان الشعر هو أحد الفنون القولية مادته األصوات اللغوية وأقدم تعريف

19"عر عبارة عن كالم موزون مقفى الش :" له يقول

فإن أول ما يتشكل يف عملية اإلبداع الشعري هو اإليقاع الذي يتمخض عنه

شعر يعمل من خالل عناصره املكونة مجيعا على حتقيق أعلى نسبة ممكنة من الوزن"فال

االنسجام و التوافق يف القصيدة و يأيت اإليقاع لدعم هذا اإلحساس

16 Encyclo Pedia universalise- France-,ed- 1983.. 107ص-1971-بريوت-دار املكشوف-روز غريب :متهيد يف النقد األديب178ص-تد-القاهرة–مكتبة شرقيات -سيد البحراوي: اإليقاع يف شعر السياب18.175ص-1982-1ط-بغداد-مطبعة دار الرسالة -عثمان يوسف:حتقيق -السكاكي : مفتاح العلوم19

اإلیقاعماھیة مدخل

7

فالعالقة وثيقة بينهما إىل حد ال ميكن الفصل بينهما ورمبا هذا 20العام باالنسجام"

رر على حنو ما يف يت تتكغمة ال وحدة الن هما فيقصد باإليقاع" يقودنا إىل التفريق بين

الكالم أو يف البيت الشعري أي توايل احلركات والسكنات على حنو منتظم يف فقرتني

21".أو أكثر من فقر الكالم، أو يف أبيات القصيدة

22"عري هو حركة متنامية منتظمةواإليقاع الش "

23".دحمد غة حبيث تتكرر يف منط زمين صوات الل تنظيم ألكما هو:"

فية بينما يتحدد معىن الوزن " بأنه جمموع التفعيالت اليت يتألف منها البيت بكي

، وقد جعل العروضيون" املتحركات والسواكن عناصر للوزن، 24معينة وترتيب معني"

واألوتاد مث افرتضوا وحدات أكرب هي األسباب اخلفيفة والثقيل

وهذه 25املفروقة والفواصل الصغرى والكربى تليها التفاعيل مث األسطر واألبيات".26

لشعرية هي ا27

.86ص–1986–1ط–املغرب –دار توبقال –و حممد العمري ترمجة :حممد الويل–جان كوهن: بنية اللغة الشعرية 20. 47ص -1985-األردن-مكتبة املنار-ث عبد الفتاح صاحل: عضوية املوسيقى يف النص الشعري احلدي21.53ص -1998-3ط-دار الكنب املصرية-مشروع دراسة علمية-شكري عياد: موسيقى الشعر العريب22.42ص -1991-1ط-دمشق-دار كنعان-حممد جديد:ترمجة -ت.س. إليوت: الشعر والشعراء 23.35ص -1993-ئة املصرية العامة للكتاباهلي-سيد البحراوي: العروض وإيقاع الشعر العريب24.24ص -علي يونس: نظرة جديدة يف موسيقى الشعر العريب25.66ص -1989-1ط-دمشق–دار احلصاد -لوجي: اإليقاع يف الشعر العريبعبد الرمحن آ26.58ص-1992-تونس-الدار العربية للكتاب-لطفي اليوسفي: الشعر والشعرية27

اإلیقاعماھیة مدخل

8

فإذا كان الشعر تعبريا عن جتربة إنسانية مبعانيه وموسيقاه، فإنه يتجلى لنا يف

الوزن الذي تدركه األذن مباشرة، فتحدد نوعه ويف اإليقاع الذي هو مرتبط بالذات

اإلنسانية، وإذا كانت هذه ال

فمصدر اإليقاع يف حقيقته هو نفس الشاعر املنفعلة "وملا كان اإليقاع الشعري معربا

عن

ر انسجاما معها من لكل جتربة شعرية إيقاع خاص يتماشى معها ويكون أكث

فالعالقة بينهما تتضح جيدا عندما ننظر يف أعماق التجربة اإلنسانية، فهي 28غريها"

لدى اإلنسان العادي إيقاع فقط، لكنها لدى الشاعر إيقاع أوال مث وزن ملاذا ؟ ألننا

رتك شإذا عدنا إىل لفظة (الشاعر) وحبثنا عن ماضيها الثالثي ( شعر) جنده كفعل هو م

بني مجيع الناس ولكن لفظة (الشاعر) تتميز يف أن الشعور لديه خيتلف يف الدرجة

بصرية وحدة وختييال مما يؤهله ألن يقدم لنا األلفاظ املتداولة واملعروفة يف بناء مجيل

ه".وبلغة ترتفع عن اللغة العادية" إمنا مسي الشاعر شاعرا ألنه يشعر مبا ال يشعر غري فنقول إن هدف الشاعر يف إبداعه هو تنظيم جتربته وهنا يقوم اإليقاع بدور مركزي 29

يف العملية اليت تكون بني الباث واملتلقي " وقد أرجعه كولردج يف القرن التاسع عشر

إىل عاملني : أوهلما التوتر الناشئ عن تكرار وحدة موسيقية معينة فيعمل على تشويق

ولد ي ، و ثانيهما املفاجأة أو خيبة الظن اليت تنشأ عن النغمة غري املتوقعة واليت تاملتلق

30الدهشة لدى القارئ"

.58ص -1959-القاهرة–دار املعارف -األسس النفسية لإلبداع الفين يف الشعر خاصة مصطفى سويف :28-3ج–دار البيضاء ال-دار الرشاد احلديثة -حممد حمي الدين عبد احلميدقيق:حت-: العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقدهالقريواينابن رشيق29

. 116ص -دت. 21ص -1ط-سوريا-حلب-دار القلم العريب-مالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسي ابتسام أمحد محدان: األسس اجل30

اإلیقاعماھیة مدخل

9

دوثه بالفعل أو حالتكرار والتوقع وتتجسد آثاره يف نتائج التوقع سواء كان ما نتوقع

31يهيئ الذهن ليتقبل تتابع جديد من النمط دون غريه"

فإذا حافظ ذلك اخلطاب الشعري على اإليقاع والوزن، وخال من عمل إبداعي

الوزن، قي ، كما ال يقبلون بوجود أي خلل يفذي قيمة فنية كان غري مقبول لدى املتل

فإن ذلك الوزن لوحده مل جيعل من الكالم العادي أو الساقط أن يكون شعرا يف

32نظرهم، لذلك مل يغفروا للشاعر بشار بن برد حني قال مداعبا جاريته:

يف الزيت ربـابة ربة البيــت تصب اخلل

هلا عشر دجاجـات وديك حسن الصوت

اعتربوا هذا من الشعر السافل واهلابط عن مستوى أشعاره األخرى، من ذلك

يتضح أن ال الوزن مبفرده هو الشعر وال التعبري الشعري دون تلك اإليقاعات هو

الشعر، فهذا

أدرك اجلرجاين مفهوم اإليقاع وربطه مبفهوم الشعرية فيما أمساه بالنظم " الوزن ليس

هو من الفصاحة والبالغة يف شيء ، إذ لو كان له مدخل فيها لكان جيب

ليس بالوزن ما كان ففقا يف الفصاحة والبالغة،الوزن أن تت يف كل قصيدتني اتفقتا يف

33الكالم كالما وال به كان كل كالم خريا من الكالم".

.188ص -1961-املؤسسة املصرية العامة-رمجة: مصطفى بدويريتشاردز : مبادئ النقد األديب، ت31.8ص-1954-ملصريةدار الكتب ا-علي حممد البجاويقيق:حت-احلصري إبراهيم: مجع اجلواهر يف امللح والنوادر32.364ص -1991-1ط-القاهرة-مطبعة املدين-حممود شاكر:تعليق-القاهر اجلرجاين: دالئل اإلعجازعبد33

اإلیقاعماھیة مدخل

10

فمصدر اإليقاع يف حقيقته هو نفس الشاعر املنفعلة وهو مرتبط بالتجربة

عن الشعرية عند فعل الكتابة ينبثق منه الوزن، ويعترب األساس الذي ينبين عليه التعبري

ة أفكار الشاعر حبرية تامة ، فبذلك يكون اإليقاع هو العنصر املتغري تبعا لتغري نفسي

الشاعر، أما الوزن هو العنصر الثابت يف لغة الشعر.

لذلك فهو يقضي على تلك الرتابة اليت تبعد النص عن امللل "فإذا كان الوزن

ن أفكار ساس الذي ينبين عليه التعبري عهو األساس اآليل للبيت ، فإن اإليقاع هو األ

الشاعر حبرية تامة، وعلى هذا األساس يعد أمسى من الوزن دائما و الشاعر العظيم

هو الذي يتخذ من الوزن خادما طيعا ،إذ يقوم بتوزيع األنظمة اإليقاعية اليت تظهر

34تفرد شخصيته ، يف حني حيافظ على التشكالت الوزنية "

لذلك ستعمل هذه الدراسة على ربط اإليقاع بتجربة الشاعر _مفدي زكريا_

النفسية و االنفعالية ، و ملا كان الشعر تعبريا عن تلك التجربة بكل أبعادها فإن

لغته املرتبطة بالعوامل النفسية و االنفعالية ستسعى للتأثري يف متلقيها.

35مفدي زكريا عن مفهومه للشعر فقال:و قد عرب

او ما الدمع بالسلوى إذا هو مل يكن تـرقـرق يف شعر تـغرده الورق

ا ق هو الشعر أسرار القلوب تـقمصت لديه فأوالها الصراحة و النط

هو الشعر آنات القلوب تـرددت مبزهره الصداح خترتق األفق

هو الشعر لإلحساس أهدى من القطا و أبصر يف حبر العواطف من زرقا

لطرقا م هابط من املإل األعلى ليـرشدنا اأرى الشعر بـعد الوحي أكر

50ص-مرجع سابق-عبد الفتاح صاحل: عضوية املوسيقى يف النص الشعري احلديث34.58ص-2003-اجلزلئر-مصطفى بن احلاج بكري محودة:حتقيق -مفدي زكريا: أجمادنا تتكلم و قصائد أخر35

اإلیقاعماھیة مدخل

11

إنسان حيب و يبغض،خيطئ و يصيب،ينتفض للحب،و يعبد اجلمال فذلك ما

ة ورد رائحة البارود يف أجواء ضاحكسيتسع له أفق باسم ممراح، يغمر فيه أريج ال

36مستبشرة نشوى"

فكان شعره شاهدا على الثورة و مسجال هلا شهودها احلضاري و قد أكد

مفدي هذا الشهود بقوله:"اللهب املقدس هو ديوان الثورة اجلزائرية بواقعها الصريح،و

عب ون تربز إرادة ش

استجاب له القدر...سيجد فيه الشعراء الناس صلة رحم وثقى بعز أجمادهم، و جتاوبا

صادقا مع مشاعر العروبة الزاحفة يف كل بلد عريب يقدر ما لكلمة عروبة من عظمة

37بكل من تيقظ فيه ضمري"-ثورة العرب يف اجلزائرلنجد –أهبت

و مثل هذه الدراسة ترشدنا إىل أن جوهر الشعر هو التأثري الشديد يف النفس

و وجهته األوىل القلب ليستفزه ،فالشعر أحزننا أو أثارنا أو أطربنا أو أهاجنا

اته اليت ينفرد ة و مميز فهو يؤثر يف النفس ،و هو يصل إىل هذه الغاية بوسائله اخلاص

4ص-2000-4ط-اجلزائر-موفم النشر-مفدي زكريا:اللهب املقدس36املصدر نفسه: الصفحة نفسها.2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

12

الفصل األول:اإليقـاع بين القديم و الحديث

اإليقاع بين الشعر و الغناء (الموسيقى) أوال:

امىالقدعند العرباإليقاع ثانيا:

العرب المحدثين عنداإليقاع ثالثا:

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

13

قى)اإليقاع بين الشعر و الغناء (الموسيإن الغناء شيء مألوف عند مجيع الشعوب مهما كان نصيبهم من احلضارة

أو البداوة، فال نعرف شعبا جيهل الغناء، فهو شيء فطري لدى اإلنسان شأنه يف ذلك

شأن سائر األعمال اليت يقوم

ألوف مفكما دعت الضرورة إىل الغناء دعت الضرورة إىل النطق بكالم غري

له قوة التأثري يف النفوس ،ذلك الكالم هو الذي أمسوه شعرا.

ه منثورا فاحتاجت العرب كان الكالم كل هـ):"456يقول ابن رشيق (ت

إىل الغناء مبكارم أخالقها، وطيب أعراقها، وذكر أي

لى حسن ها عئأبناها إىل الكرم، وتدل سو نف

م شعروا وه شهلم وزنه مس ما مت وا أعاريض جعلوها موازين الكالم، فل الشيم فتومه

38".به، أي: فطنوا

فالذي يفهم من كالم ابن رشيق جانبان:اجلانب األول فيهما هو الباعث

ا يف هذا الكالم اخلاص لذة و طرب

يرفعه عن مستوى الكالم املعتاد فأخذوا يتناقلونه و يتداولونه، أما اجلانب الثاين يتمثل

يف الوزن الذي هو الشرط األول الواجب توفره يف ذلك الكالم حىت يسمى شعرا .

ات تز و مما ال شك فيه أن كل أمة من األمم تفخر مبا لديها من إبداع

ه ــــــــــــــــــــــــــــــــخر بالشــــــــــــــــــــــــفهاهي العرب تف

20ص -1ج-مرجع سابق–القیرواني:العمدة في محاسن الشعر و آدابھ ابن رشیق -38

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

14

حفظت األنساب و عرفت املآثر و منه تعلمت اللغة و هو حجة فيما أشكل من غريب

39"هللا (ص) و حديث صحابته التابعنيكتاب اهللا جل ثناؤه ،و غريب حديث رسول ا

على مدى تارخيها العريق املوغل يف القدم، و يذكر لنا السيوطي عن ابن عباس رضي

لذي أنزله ااهللا عنه أنه قال:"إن الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا احلرف من القرآن 40

فكان نبوغ شاعر ما يف قبيلة ما نقطة حتسب لقبيلته سواء يف الدفاع عنها أم يف اإلبداع، و

هذا دليل على أمهية هذا الفن و مكانته.

عر قال ابن ن للشكما يورد أبو حيان التوحيدي يف اإلمتاع و املؤانسة آراء بعض املنتصري

نباته:من فضل النظم أن الشواهد ال توجد إال فيه ،و احلجج ال تؤخذ إال منه ،أعين

أن العلماء و احلكماء و الفقهاء و النحويني و اللغويني يقولون : (قال الشاعر) و (

هذا كثري يف الشعر) و ( الشعر قد أتى به) فعلى هذا ،الشاعر هو صاحب احلجة،

.41هو احلجة"و الشعر

و اإلنشاد.

فحقيقة الشعر كانت تقوم على اإلنشاد الذي كان يف األغلب شفويا يتناقله الناس

عن طريق الشفاهة ،كما يسمعونه.

.122ص -1997-1ط -بريوت-دار الكتب العلمية-أمحد حسن بسج:قيقحت-يب يف فقه اللغةحاابن فارس:الص-39.113ص -1935-1ج-القاهرة-ن يف علوم القرآنالسيوطي:اإلتقا-40136ص-2ج-بريوت-مكتبة احلياة-حتقيق:أمحد أمني و أمحد الزين-أبو حيان التوحيدي :اإلمتاع و املؤانسة-41

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

15

الشعر، ضح لنا تلك العالقة القائمة بني اإلنشاد وو عليه نعرج إىل تعريف اإلنشاد حىت يت

لقد ورد يف لسان العرب"قال أبو منصور األزهري:و إمنا قيل للطالب ناشد:لرفع صوته للطلب،و

النشيد :رفع الصوت،و كذلك املعرف يرفع صوته بالتعريف فسمي منشدا ،و من هذا إنشاد

.42الشعر، إمنا هو رفع الصوت"

:"...و إذا ترك اإلنسان القول ماتت خواطره، و تبدلت نفسه، و فسد و يقول اجلاحظ

حتقيق

اللسان إذا أكثر تقليبه رق و الن، و إذااإلعراب، ألن ذلك يفتق اللهاة و يفتح اجلرم و

43طلت إسكاته جسا و غلظ"أقللت تقليبه و أ

فعلى هذا األساس يكون اإلنشاد قراءة شعرية بطريقة احرتافية، و منها تتضح قيمة اإلنشاد

يف منح الشعر مكانة مرموقة "هو عنصر من عناصر اجلمال يف الشعر،ال يقل أمهية عن ألفاظه

قاها ،كما أن سوء و معانيه، و حسن اإلنشاد قد يسمو بالشعر من أحط الدرجات إىل أر

اإلنشاد قد خيفض من الشعر اجليد و يلقي على ألفاظه العذبة و معانيه السامية ظالال ال ختفي

.44ما فيه من مجال و حسن "

فالغناء و اإلنشاد يتعاقبان و ليس أحدمها بديل اآلخر ، و لكل وظيفته اخلاصة ،فالغناء

ليس أما اإلنشاد يكون بعد ميالد القصيدة وتعبري موسيقي يسبق والدة القصيدة و يصاحبها

الغرض منه إجياد الوزن ألنه قد وجد و إمنا هو إلظهار املتعة باملوسيقى اخلارجية املتمثلة يف الوزن

و القافية و لتحريك السامع و إيقافه صوتيا على مدلول القصيدة "و حقيقة األمر أن الشعر

ري العريب كان يقوم كله ،أو جانب كب

مادة نشد -10ج-ابن منظور:لسان العرب-42.85ص -4ط-1ج-دار الفكر-م ھارونالسالدعبقیق:تح-الجاحظ:البیان و التبیین-43.162ص -1965-مصر-مكتبة األنجلو–ابراھیم أنیس:موسیقى الشعر -44

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

16

منه على اإلنشاد سواء أكان هذا اإلنشاد مصنوعا من قبل كلحن و إيقاع أو كان

ارجتاال آنيا ،غري أنه يف األعم األغلب كان إنشادا شفوي الطابع يتناقله الناس كما

يسمعونه بغض النظر عن االحنرافات اليت تطرأ على الشعر و اللحن و اإليقاع بسبب

45التداول الشفوي نفسه باعت

فهذا اإلرث اجلمايل (الشعر) هو مرتبط أشد االرتباط بالغناء و اإلنشاد و

كله مرتبط باملوسيقى و الصلة موثقة العرابني كل منهم .

"ارتبط الشعر و الغناء يف النشأة األوىل ارتباطا وثيقا ، و الغرابة يف ذلك

يعربان عنها، فبواعث الغناء هي بواعث الشعر، مث

إن املوسيقى أساس فيهما معا ، ففي الغناء موسيقى النغمات و األحلان،و يف الشعر

موسيقى األلفاظ واألوزان ، و لذلك ال نعرف شعبا تغىن بالنثر ألن الناس إن تغنوا به

نغيم املوزون أوىل و أكثر طواعية للتأول األمر ال يلبثون أن حيسوا أن الغناء بالكالم

و الرتنيم و ظواهر هذا االرتباط كثرية يف األدب العريب القدمي و يف غريه من اآلداب ،

فقد كان شعراء العصر اجلاهلي يغنون شعرهم و ينشدونه و هم يلقونه ، كما روي أن

املهلهل شرب مخرا و تغىن بقصيدته اليت مطلعها :

.46ما ابـنة احمللل بـيضا ء لعوب لذيذة يف العناق"طفلة

و يقول شوقي ضيف :"....فنحن ال نبعد حني نزعم أن الشعر اجلاهلي

مجيعه غنائي ، إذ مياثل الشعر الغنائي العريب من حيث أنه ذايت يصور نفسية الفرد

، سواء حني يتحمس الشاعر أو يفتخر أو و ما خيتلجه من عواطف و أحاسيس

-2001-360العدد -دمشق-مجلة الموقف األدبي-: الظاھرة اإلیقاعیة بین الشعر و الموسیقىمحمد البري العواني4532ص.182ص-1972-القاھرة-النھضةدار -أحمد محمد الحوفي: الحیاة العربیة في الشعر الجاھلي46

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

17

حني ميدح أو حني يهجو أو حني يتغزل أو يرثي أو حني يعتذر أو يعاتب أو حني 47يصف أي شيء مما ينبت يف جزيرته."

و خري دليل على تلك العالقة ما قاله الشعراء األقدمون أمثال حسان بن48:قال) حني54ثابت (ت

غن يف كل شعر أنت قائله إن الغناء هلذا الشعر مضمار تـ مييز مكفأه عنه و يـعزله كما مييز خبيث الفضة النار

نتاجات افالشاعر يفصح عن عالقة الشعر باملوسيقى باعتبار أن الشعر و الغناء من أهم اإلنسان و إبداعاته و هو موقف واثق من هذه العالقة التارخيية القدمية، قدم حاجة اإلنسان

إىل الفن الذي هو غذاء روحي.و قد ورد يف أشعار املتقدمني أن تعاطي الغناء باألشعار كان معروفا عندهم

49كقول أيب النجم:

ببعض الذي غىن أمرؤ القيس أو عمرو تغين فإن اليـوم يـوم من الصبا 50و يقولون فالن يتغىن بفالن أو بفالنة إذا صنع فيه شعرا، قال ذو الرمة:

أحب املكان القفر من أجل أنين به أتغىن بامسها غرب معجمختالف الناس و اوتة الثانية يف علم األحلان كما أورد صاحب العقد الفريد يف كتاب الياق

أخبارا و حكايات تفيد كلها شدة هذا االرتباط الذي كان بني الشعر و الغناء يف احلياة فيهالعربية و يف حديث من هذه األحاديث "أن عمر بن اخلطاب رضي

ك منفا اهللا عنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــض ما عــــــــــــــــــــــــــــــــين بعــــــــــــــــــــــــاهللا عنه قال للنابغة اجلعدي الشاعر:أمسع

.19ص -1960-مصر-دار المعارف-شوقي ضیف:العصر الجاھلي-47313ص-2ج-ابن رشیق: العمدة4854ص-1994-5ط-بريوت-دار إحياء العلوم-ابن قتيبة :الشعر و الشعراء49313ص-2ج-ابن رشيق: العمدة50

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

18

غنائك، فأمسعه كلمة له ، قال: (أي عمر) و إنك لقائله؟ قال: نعم، قال: لطاملا غنيت 51

و عليه قال صاحب العقد" و إمنا جعلت العرب الشعر موزونا ملد الصوت

52ه و الدندنة و لوال ذلك لكان الشعر املنظوم كاخلرب املنثور"في

و هذا املتنيب خياطب سيف الدولة قائال:

أجزين إذا أنشدت شعرا فإمنا بشعري أتاك املادحون مرددا

ر صويت فإنين أ اآلخر الصدىنا الصائح احملكى و و دع كل صوت غيـ

و ما الدهر إال من رواة قصائدي إذا قـلت شعرا أصبح الدهر منشدا

فسار به من ال يسري مشمرا و غىن به من ال يـغين مغردا

هذه القطعة كيف ميزج الشاعر بني إلقاء الشعر و التغين به. فنحن نرى يف

53يف قول األعشى:

ضل و مستجيب لصوت الصنج يسمعه إذا تـرجع فيه القيـنة الف و الصنج هو نوع من اآلالت الوترية تشبه العود استعمله األعشى بكثرة يف شعره حىت قيل أن األعشى لقب بصناجة العرب"و أما ماشتهر عن األعشى من أنه صناجة العرب فقد فسره كثري من مؤرخي األدب بأنه مسي كذلك جلودة شعره و رمبا أرادوا

ان لبة العنصر املوسيقي يف ألفاظ شعره إذا قيس بغريه أو ألن شعره كجبودة شعره هنا غ54مما يصلح أن يتغىن به"

7ص-9ج-1987-3ط-دار الكتب العلمية--ابن عبد ربه: العقد الفريد51املصدر نفسه و الصفحة نفسها.52. 154ص-ابن قتيبة: الشعر و الشعراء53.162ص-موسيقى الشعرإبراهيم أنيس:54

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

19

55كما استعانوا باملزهر يف قول علقمة الفحل:

وم قد أشهد الشرب فيهم مزهر رنيم و القوم تصرعهم صهباء خرط

فكما نرى هي مفردات غنائية و أمساء آالت موسيقية مل تكن غريبة عن

56الصناعة الشعرية هي رئيسة اهليئة املوسيقية و أن غاية هذه تطلب لغاية تلك"

و العالقة الشديدة بني الشعر و ا

ت صار ه) يوضح تلك العالقة الوطيدة يف قوله:"255فهدا اجلاحظ (ت

م املوزونة،فتضع موزونا على موزون،و العجالعرب تقطع األحلان املوزونة على األشعار

ري غمتطط األلفاظ فتقبض و تبسط حىت تدخل يف وزن اللحن فتضع موزونا على

57موزون"

العرب تضع املوزون من األحلان على املوزون من -حسب رأيه-فاجلاحظاألشعار و ال متططها لتكون على هيئة الكالم كما يفعل األعاجم ،و هنا يتجلى دفاع اجلاحظ عن شعر أمته مظهرا أفضليته باملوازنة إىل إبداعات األمم غري العربية و

ه) يقول:"اعلم أن الشعر ال خيتص 808ن خلدون (تيف املقابل جند العالمة اب58باللسان العريب فقط، بل هو موجود يف كل لغة سواء كانت عربية أم أعجمية"

فهذا تأكيد على أن الشعر ليس خاصا بالعرب ،و وقفا عليهم ،و إمنا هو موجود لدى مجيع الشعوب و األمم املختلفة.

.515ص-ابن قتيبة: الشعر و الشعراء551093ص-3ج-الفارايب: املوسيقى الكبري56

385ص -1اجلاحظ :البيان و التبيني ج57532ص 2004ط –بريوت -دار الكتاب العريب-حممد اإلسكندراين:شرح -خلدون:املقدمةابن-58

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

20

مريوس" اليت كانت قصائدها تنشدفعند اليونان اشتهرت إلياذة"هو

الشاعر يلقي أشعاره لتصل إىل أذن املتلقي مباشرة دون وسيط .

لعل كلمة شعر نفسها يف بعض اللغات القدمية مثل العربية تعين الغناء و

كما يشري إىل ذلك مصطفى اجلوزو "و خالصة القول إن بعضا من النقاد يرى أن

الغناء أصل الشعر العربي خاصة و السامي عامة،و هذا الرأي يؤيده يف العربية اشرتاك

إذ يقال غىن وحدا و ترمن بالشعر ، مع أن احلداءالغناء و الشعر ببعض املصطلحات

و الرتمن من الغناء امللحن، كما أن الرمل و اهلزج من حبور الشعر و من أجناس الغناء

و هذا االشرتاك يف املصطلحات ،و لو على سبيل االستعارة يعين اشرتاكا يف املعىن

لفاظ الشعر و الغناء :شار و يشري إخل .و الصفة ،و يؤيده يف الساميات اشرتاك أ

و يؤيده يف وصف النقاد اشرتاك الفنني يف اإليقاع و القدرة على اإلطراب،

كل ذلك محلنا على تأييد الدارسني الذين رأوا أن كلمة (شعر) العربية تقابل كلمة

59(شري) العربية و معناها الشعر و الغناء"

مع و الشعر إىل عدم التفرقة بينهما ألن اجلفكانت العالقة شديدة بني الغناء

بني الشعر و الغناء يعين اجلمع بني تأليف الكالم و تأليف األحلان فهو إذن مجع بني

موسيقى اللفظ و موسيقى اللحن، و هذا ما أدى إىل اعتبار أن الغناء هو أصل للشعر

لشعر بدليل اشرتاكهما يف بعض املصطلحات إذ يقال غىن و ترمن با

71ص-1981-1ط-بريوت–دار الطليعة-ات الشعر عند العربمصطفى اجلوزو:نظري-59

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

21

كما أن اهلزج و الرجز و الرمل من حبور الشعر و هي من أجناس الغناء حني نسمع

60بشارا يقول :

لعني ألواناكي افـغنت الشرب مونقا رمال يذكي السرور و يـب

و هذا االشرتاك يف املصطلحات يعين بالضرورة االشرتاك يف الصفات.

فاهلزج كما يعرفه ابن رشيق " و أما اهلزج فاخلفيف الذي يرقص عليه،و ميشي

بالدف و املزمار فيطرب،و يستخف احلليم:هذا كان غناء العرب حىت جاء اهللا

61باإلسالم"

لصفاء :" إن املوسيقى هي الغناء ،و املوسيقار هو املغين... و يقول إخوان ا62و الغناء أحلان مؤلفة و اللحن هو نغمات متواترة"

غري أن تلك املنظومة من األصوات ليست وقفا على املوسيقى و الغناء بل إن الشعر يقوم على مثل هذه املنظومة الصوتية املتمثلة يف اللغة،و يف ذلك يقول سليم

احللو:" ينحصر تكوين املوسيقى بعنصرين جوهريني مها :الصوت و الزمن ...فالصوت هو علم تركيب الطبقات الصوتية املتآلفة اليت تكون لنا حلنا يتغىن به إما بواسطة

63الصوت اإلنساين أو بواسطة اآلالت املوسيقية"

ر جوهري نصفهو يريد أن يوضح أن الصوت الذي تتكون منه املوسيقى كعهو إما صوت اآللة املوسيقية أو صوت اإلنسان،أما الفارق بينهما يكمن يف صوت

.195ص-4ج-1966-القاهرة-جلنة التأليف و الرتمجة-حتقيق :حممد الطاهر بن عاشور-: الديوانبشار بن برد60314ص -2ن رشيق :العمدة.جاب-61

251ص -الرسالة األوىل-موفم للنشر-إخوان الصفاء:الرسائل-62. 13ص-1972-2ط-بريوت-دار مكتبة احلياة-سليم احللو: املوسقى النظرية-63

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

22

املغين البشري يف خمارجه اللفظية و مضامينه اللغوية و يؤكد ذلك إخوان الصفاء بقوهلم:"إن الغناء مركب من األحلان و اللحن مركب من النغمات،و النغمات مركبة من

يقاعات و أصلها كلها حركات و سكنات، كما أن األشعار مركبة من النقرات و اإلاملصاريع و املصاريع مركبة من التفاعيل،و املفاعيل مركبة من األسباب و األوتاد

64و الفواصل و أصلها كلها حروف متحركات و سواكن"

شرتكان يف و كالمها ب

و إىل هذه العالقة نزع حسان بن ثابت إىل اعتبار الغناء نغم و إيقاع متواتر ميايز الشعر الرديء من الصحيح مشريا إىل أسبقية الغناء كأصوات و إيقاعات و لذلك

من حيث ن أحوال النغمن سينا يقول: "فاملوسيقى علم رياضي يبحث فيه عوجدنا ابو تتنافر و أحوال األزمنة املتتخللة بينها،ليعلم كيف يؤلف اللحن و قد دل حد تأتلف

املوسيقى على أنه يشتمل على حبثني:أحدمهات البحث عن أحوال النغم أنفسها ،و ا و ين البحث عن أحوال األزمنة املتخللة بينههذا القسم خيتص باسم التأليف ،و الثا.65هذا البحث خيتص باسم علم االيقاع"

ه) ذا حس موسيقي مرهف 175و إذا كان اخلليل بن أمحد الفراهيدي (تبدليل أن له كتابا يف اإليقاع و اآلخر يف النغم و قيل مها كتاب واحد،و قد عاش الفرتة

لوان إىل ، فمن الطبيعي أن يدفعه ذلك الغناء املتعدد األاليت كثر فيها الغناء و املغنيونالتفكري يف الشعر، و ما ميكن أن خيضع له من قوانني و قواعد و قد كان الشعر و الغناء ال يزاالن إىل عهده شكلني لفن واحد، و مل يكونا قد استقل أحدمها عن

تعرض فيها اآلخر، لذا قيل إن اخلليل عكف أياما و لياليا يس

197ص -الرسالة األوىل–إخوان الصفاء:الرسائل -649ص-1956-القاهرة-الرتبيةوزارة -حتقيق:زكريا يوسف-:جوامع علم املوسيقىابن سينا65

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

23

األشعار العربية ، حىت إذا اهتدى إىل حبور الشعر،و مهما يكن من أمر فالذي يعنينا هنا هو أن الشعر الذي كان يتغىن به هو الذي أوحى للخليل باخرتاع علم العروض،و

66رمبا هذا ما أدى بإخوان الصفاء للقول:"إن قوانني املوسيقى مماثلة لقوانني العروض"

ا يؤكد ذلك اجلاحظ بقوله :"إن كتاب العروض من كتاب املوسيقى و كمهو من كتاب حد النفوس ال حتده األلسن بعد مقنع، قد يعرف باهلاجس كما يعرف

.67باإلحصاء و الوزن"و الطرح نفسه أكده ابن فارس حيث قال:"إن أهل العروض جممعون على

اإليقاع،إال أن صناعة اإليقاع تقسم الزمان أنه ال فرق بني صناعة العروض و صناعة.68بالنغم و صناعة العروض تقسم الزمان باحلروف املسموعة"

و من هنا ميكن القول إن اإليقاع كمصطلح موسيقي دخل على الشعر عن

املوسيقي .شعر العريب موقع مما جيعله بالضرورة شعرا غنائيا و هذا ما ملسناه يف قول فال

حسان بن ثابت تغن يف كل شعر أنت قائله. فعنصر املوسيقى ركيزة من ركائز العمل الفين يف الشعر"أساس الشعر موسيقى،و ال بد هلذه املوسيقى أن تطفو على السطح مؤذنة يف أذن السامع و إال

69ر ضرب من النثر"فالشع

93ص -إخوان الصفاء:الرسالة الرابعة-66230ص -1910-القاهرة-املكتبة السلفية-رسالة القبان-اجلاحظ:الرسائل-67175أو 238ص -ابن فارس:الصحايب يف فقه اللغة-6821ص -2010-1ط -عمان-دار صفاء-عبد القادر عبد اجلليل:هندسة املقاطع الصوتية-69

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

24

"يصدق هذا القول على أكثر النماذج الشعرية اليت وقف عندها عمل اخلليل حيث

اسرتعت حسه املوسيقي واستوقفت أذنه الرهيفة فراح يستقرئها و يستنبط منها مقادير

ه الصناعة تتداخل فيها املعاين و الكلمات و األنغام يف صناعة وزنية حمكمة عاملا أن هذ

70نورانية متموجة"

237.ص3ج-بريوت-املكتبة العصرية-فعي:وحي القلماادق الر ص -1

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

25

امىالعرب القدعنداإليقاع

ه لو و أه العرب و باالهتمام بعنصر اإليقاع يف الثقافة العربية كان مند فجرها،فقد اهتم إن

نظام اإليقاعي هو الذي يرسم معاملعناية،كما كان اهتمامهم منصبا على الشعر والغناء،فال

وسقط هال ذلك اخلطاب من اإليقاع"ذهب ماؤ فإذا خالشعري،

71موضع التعجب"

الذوق قرتان بينهما يفيقاع الشعري واإلحلاح على حتمية االوهذا االهتمام بعنصر اإل

ني قال:" إىل خلود العرب عند اجلاحظ حراإليقاع يف بعده الزمين حدود الشعالعريب،قد جتاوز

كانت العرب يف جاهليتها حتتال يف ختليدها بأن تعتمد يف ذلك على الشعر املوزون والكالم 72

فون ر اليت تربط بني اإليقاع والشعر وهم يعو كان إدراك العرب هلذه اآلصرة القوية

ليات النص الشعري.الشعر العريب سعيا وراء مجا

ا مل عريب استعمل مصطلح اإليقاع هو ابن طباطبا يف كتابه عيار الشعرأول ناقدل عول

قال:"وللشعر املوزون إيقاع يطرب الفهم لصوابه وما يرد عليه من حسن تركيبه واعتدال

أجزائه،فإذا اجتمع للفهم مع صحة وزن الشعر وصحة املعىن وعذوبة اللفظ،

زء ماله عليه وإن نقص جــــــــــــــــــــــــقبوله واشتمت درــــــــــــــــــــــــعقوله من الكموعه وـــــــــــــــــــــــــــفصفا مسم

-85ص-1969-3ط-1ج-بريوت-دارالكتاب العريب-حتقيق: عبد السالم هارون–:احليوان اجلاحظ71.54و53املصدر نفسه"ص72

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

26

1صان أجزائه"الفهم إياه على قدر نق

ذا هوأن ص هو اجلمع بني الوزن و اإليقاع،ل وهلة من هذا الن تشفه ألو سالذي ن

ة املعىن دراك حسن الرتكيب وصحإ

على حسب مهالفاعتدال الوزن وصواب املعىن وحسن األلفاظ تتأثر الصورة ويقل وإذا اختل

صان جزء من أجزائه.نق

يلي:على ماموزونا ويتوفرأن يكون د منأي لكي يتوفر اإليقاع يف الشعر الب

إيقاعوهذا يقودنا إىلعذوبة اللفظ،-ىن وصوابهو املعصحة الوزن –حسن الرتكيب

يل ن من الوزن وعذوبة اللفظ الذي يراعي انسجام التفاعل يتكو فاألو ىن،األصوات وإيقاع املع

وجت

بينها.

دال ن من وزن املعىن وصوابه ،ويؤلف بني اإليقاعني حسن الرتكيب واعتيتكو فا الثاين أم

األجزاء ويف االختالف بني املسموع الذي هو األصوات وبني املعقول الذي هو املبىن، ويف

االئتالف تصري الصلة بني الصوت واملعىن صلة وطيدة ووثيقة مثلما هي بني السمع االتفاق و

ها من األمساع حمل النواظر من والبصر يقول عبد العزيز اجلرجاين" الكالم أصوات حمل

ىن انسجام الصورة مع الصوت هو الذي حيدث يف النفس اهتزازا وشعورا باملتعة.مبع،2األبصار"

باملتعة.

.2005-2ط-بريوت-دار الكتب العلمية-عباس عبد الستارحتقيق:-ابن طباطبا:عيار الشعر1.412ص-2ط–حتقيق: حممد أبو الفضل و علي البجاوي -اجلرجاين: الوساطة بني املتنيب و خصومهعبد العزيز2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

27

وزونة ل املؤلف من أقوال مهو الكالم املخي عند السجلماسي "الشعريقاعاإلويأيت ذكر

إيقاعي ومعىن كو ومتساوية ،وعند العرب مقفاة،ومعىن

عدد زمانه مساو لعدد قول منها مؤلفا من أقوال إيقاعية، فإن متساوية هو أن يكون كل

.1د"قول منها واحزمان اآلخر

ن الوزن عامل إذ ربط بينه وبني الوزن،كو لفظ اإليقاع عنده يف سياق تعريفه للشعرورد

التأليف يف املادة القولية وهذا التأليف عددي زماين التكوين يتأسس على املراوحة يف توزيع

نات القافية من أهم املكو ساو لآلخر،وعد الوزن و النسب املتساوية ،فجعل لكل منهما زمنا م

عجز وبني اصل بني الصدر والم عليها الشعر وقصد بقوله عدد إيقاعي التعادل احلاليت يقي

العروض والضرب .

فكما نالحظ تعريف ابن طباطبا أمشل وأوىف من تعريف السجلماسي ولكن كالمها

ر.يعودان معا باإليقاع إىل الوزن ومنه إىل الشع

ز عليه رك ل حيثيو حازم القرطاجي حذو السجلماسي ويربط بني اإليقاع والتخيوحيذ

ل الشعر يتألف من التخاييل الضرورية وهي ختاييل املعاين من جهة األلفاظ وختايييف قوله :"إن

.2مستحبة وأكيدة وهي ختاييل اللفظ يف نفسه وختاييل األسلوب وختاييل األوزان والنظم"

ألول" والتخييل وزون ويؤكد ما جاء به يف القول اعنده كالم خميل مفالشعر

يف الشعر يقع عن أربعة أحناء من جهة املعىن ومن جهة األسلوب،ومن جهة اللفظ

-مكتبة املعارف -حتقيق:عالل الغازي-السلجمايت أبو حممد القاسم: املنزع البديع يف جتنيس أساليب البديع 1.257ص1980-الرباط

89ص -1966-تونس-دار الكتب الشرقية-يق: حممد احلبيب بن اخلوجةحتق-حازم القرطاجين: منهاج البلغاء و سراج األدباء2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

28

1ومن جهة النظم والوزن".

عنصر الوزن.

الوزن هو :"على أساس تساوي زمن النطقلنا إىل تعريف نقدي خصه للوزنوهذا حيي

كنات و التفاقها يف عدد احلركات و السيف أزمنة متساويةىأن تكون املقادير املقفاة تتساو

2الرتتيب"

م لدى العرب قائال:"لشدة حاجة العرب إىل حتسني كالمها اختص حديثه عن حتسني الكال

كالمها بأشياء ال توجد يف غريه من ألسن األمم،فمن ذلك متاثل املقاطع يف األسجاع و

القوايف ألن يف ذلك مناسبة زائدة و من ذلك اختالف جماري األواخر،و اعتقاب احلركات

ها ألن بنهايات الصنف الكثري املواقع يف الكالم منعلى أواخر أكثرها و نباطتهم حرف الرتمن

من حال إىل حال، و هلا يف حسن اطرا

ذه عات من النفوس...فهمن احلروف املصوتة من أعظم األعوان على حتسني مواقع املسمو

3فضيلة خمتصة بلسان العرب"

ص 263. – حازم القرطاجني: منھاج البلغاء و سراج األدباء 1

المصدر نفسھ و الصفحة نفسھا. 2

123 المصدر نفسھ ص122- 3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

29

فلم يستخدم الناقد مصطلح اإليقاع بصراحة و إمنا ملح إىل وجوده يف كالم العرب.

و قال صاحب املخصص:"اإليقاع حركات متساوية األدوار هلا عودات متوالية و

1اللحن صوت ينتقل من نغمة إىل نغمة أشد و أحط"

خالل هذا الكالم أن اإليقاع عبارة عن جمموعة من األحلان اليت هي نستنتج من

كما نفهم لإليقاع.-اليت هي نغمات-أصوات ناجتة عن االنتقال بني أجزاء الوحدات الكربى

من أن اإليقاع هو تكرار التفعيلة على مستوى البيت الشعري ألن التفعيلة تتساوى و تتواىل

ال خيرج باإليقاع عن أساسه الوزين.و هذا التساوي و التوايل

خنلص من هذا إىل أن كال من الوزن و اإليقاع يتميزان مبا يلي:

التساوي بني األجزاء اليت هي أدوار أو املقادير و الرتتيب، هاتان السمتان مها اللتان

الوزن مثلما هو باشرتطهما ابن سيده يف اإليقاع،األمر الذي جيعلنا نستنتج أن اإليقاع مرتبط

مرتبط بالغناء،غري أن ما نلمسه عند حازم أنه خص الوزن بالشعر(املقادير املقفاة)حبسب

ارتباطه بالزمن من مفهوم اإليقاع الذي هو مرتبط بالزمن أيضا،و خاصية الزمن يف الوزن

ه،مما يقودنا دالشعري مع ارتباطهما باإليقاع، بينما ال جند هذا التخصيص يف تعريف ابن سي

للقول إن الوزن ماهو إال جزء من اإليقاع.

10ص-لبنان-دار الكتب العلمية–13السفر-باب املالهي و الغناء-ابن سيده: املخصص-1

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

30

حيدىه ال يغين و ال م أن "من فضائل النظو هذا التوحيدي يقرر تقرير الواثق أن السكنات والطنطنات و النقرات و احلركات باإليقاع الصحيح ألن ده و ال حيلى إال جبي إال

1ل الوزن و النظم عليها "ال تتناسب إال بعد اشتما

ات و و احلركنات و النقرات و السكناتفهذا حكم من ختصيص اإليقاع يف الطنطتقييد مجيعها حبكم الوزن.

و يقول املرزوقي :" ختري من لذيذ الوزن ألن لذيذه يطرب الطبع إليقاعه و ميازج 2بصفاته كما يطرب الفهم لصواب تركيبه "

يقاع ذلك األثر اجلميل الذي يقع على النفس.فهو ير ى يف اإلأما أبو هالل العسكري فريى "و مما يفضل به الشعر أن األحلان اليت هي أهنأ اللذات إذا مسعها ذوو القرائح الصافية و األنفس اللطيفة ال يتهيأ صنعتها إال على كل

3منظوم من الشعر ، فهو هلا مبنزلة املادة القابلة

هنا ربط واضح لفن الشعر باملوسيقى ,إذن مدار اإليقاع يف اجلمالية عند العسكري و املرزوقي يتصل بنبض احلركات و السكنات و وقعها يف النفس.

أما صفي الدين البغدادي فيذهب لتعريف اإليقاع "أنه جمموعة نقرات يتخللها أزمنة نسب و أوضاع خمصوصة بأدوار متساوية يدرك تساوي تلك األدوار ميزان حمددة املقادير على

4الطبع السليم "

مافربطوا احلديث عنه باحلديث عن العروض و القوايف

136ص -(د ت)-2ج–بريوت –مكتبة احلياة –أبو حيان التوحيدي :اإلمتاع و املؤانسة -110ص –بريوت –دار اجليل –:أمحد أمني و عبد السالم هارون قيقحت–ملرزوقي :شرح ديوان احلماسة ا-2103ص-1ط-ه 1320-مطبعة حممود بك -احلاجنيحتقيق: حممد أمنيأبو هالل العسكري :الصناعتني-390ص -0019أفريل -20العدد –املشرقجملة –ي :اإليقاع يف الشعر العريب اليسوعيخليل أده 4

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

31

1العروض و مشتمل عليه ، فالعروض ليس إال عنصرا واحدا من عناصر اإليقاع "

ا مل كما ظهر مصطلح االيقاع عند الفالسفة املسلمني مع بداية القرن الثالث اهلجري

اشتد النزوع إىل الفلسفة اليونانية خاصة كتب أرسطو ،فنال كتاب اخلطابة قسطا وافرا من

العناية و من مث انتشر املصطلح بني شراح الفلسفة اليونانية " و اإليقاع يف كتب اخلطابة

2اليونانية مبعىن تناسب طبقات صوت اخلطيب مع املعىن و املوقف الذي يتحدث فيه "

ه) :" فبعض األمم جيعلون النغم 393فعن عالقة اللحن بالوزن يقول الفارايب (ت

وزنه ،كما لو نقص منه حرف من حروفه بطل وزنه ،و بعضهم ال جيعل النغم كبعض حروف

ن القول حبروفه وحدها و ذلك مثل أشعار العرب ، و هذه إذا حلنت،فرمبا القول ،و لكن جيعلو

3خالف إيقاع اللحن إيقاع القول "

إذا كان الشعر ذا قيمة فنية فإنه إذا حلن فإن هذا اللحن سوف يبهم و يشوه وزنه

ن إذا حلحىت و إن كانت ألحلانه قيمة، هذا عند األمم األخرى أما عند العرب فإن الشعر

فإنه يظهر ذلك الفرق بني إيقاع اللحن و إيقاع القول، و

قد علق بعض الدارسني على قول الفارايب هذا " إن الفارايب يف حكمه هذا انطلق من

193ص 2009-دمشق –دار نينوى –حممد ولد عبدي :السياق و األنساق يف الثقافة املوريتانية 1592ص-1ط-عني مشس-حتقيق:حممد سليم سامل-ابن رشد:تلخيص اخلطابة2--حتقيق:حممد سليم سامل-:جوامع الشعر ضمن كتاب تلخيص أرسطو يف الشعر البن رشدالفارايب3

172ص1971

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

32

واقع تلك

توضع أصال للغناء أو ليست صاحلة له و إال فإنه سيبدو متناقضا مع الطبيعة األوىل و اجلوهرية

-من طبائع الشعر العريب ، و مع مسته األوضح، و هي أنه قيل أصال للغناء و احلداء أو أنه

1وضع إلرضاء الذائقة السمعية العربية"-األقلعلى

و ها هو ابن سينا يقول :" اإليقاع من حيث هو إيقاع هو تقدير ما لزمان

النقرات فإن اتفق أن كانت النقرات منغمة ، كان اإليقاع حلنيا ، و إن اتفق أن كانت

2اع شعريا "النقرات حمدثة للحروف املنتظم منها الكالم كان اإليق

إن ابن سينا هنا مييز بني االيقاع اللحين ( املوسيقى) و اإليقاع الشعري على الرغم

من اشرتاك اإليقاعني يف أصل واحد هو النقرات و قد عرف اإليقاع ال باعتباره النقرات

نقرات ، كما لاللحنية كانت أم شعرية ، بل باعتبار العالقة الزمانية اليت تتحكم يف تلك ا

يالحظ يف النص الفرق بني مادة الصوت املوسيقي املتمثل يف النغمات و مادة الصوت

الشعري املتمثل يف الكالم ، أما االنتظام فهو القاعدة املشرتكة اليت يقوم عليها تعريف

اإليقاع الشعري يف كل من املوسيقى و الشعر.

بن سينا بني اإليقاع املوسيقي و االيقاع الشعري علىلقد ميز كل من الفارايب و ا

لنا أن العنصر الزمين هو حلقة الربط بني اإليقاعني

.154ص-1996-1ط-اجلزائر-دار األيام-صالح يوسف عبد القادر: يف العروض و اإليقاع الشعري175ص -1953القاهرة –مكتبة النهضة املصرية -بد الرمحن بدوي :عقيقابن سينا :فن الشعر من كتاب الشفا .حت-2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

33

طلح صمن أوىل النصوص اليت أطلق فيها العرب م-فيما يبدو–و هذا النصان

اإليقاع.

و هؤالء الفالسفة وجدناهم متأثرين باملنطق اليوناين الذي يعترب احملاكاة أو التخييل

ركنا أساسيا يقوم عليهما الشعر،فهذا الفارايب قد ربط الوزن باحملاكاة و جعلهما عنصرين

ما الوزن فهو أأساسني،فيقول:"إن الشعر يعتمد على عنصرين جوهريني مها: احملاكاة و الوزن،

1ضروري لكي يتميز الشعر من القول الشعري"

و يقول:"و اجلمهور و كثري من الشعراء إمنا يرون أن القول الشعري مىت كان موزونا

حياكي الشيئ و مل يكن موزونا بإيقاع فليس يعد شعرا و لكن يقال و القول إذا كان مؤلفا مما

2هو قول شعري ،فإذا وزن مع ذلك و قسم أجزاء صار شعرا"

لذلك حاول العرب نقادا و فالسفة ، منذ وقت مبكر التمييز بني اإليقاع الشعري

نظم على زن و ال

الرغم مما فيها من بعد موسيقي أو غنائي .

األول يف مفهوم الشعر و الفئة الثانية اعتربت اإليقاع عنصرا من عناصر الشعر لكنه ليس و ة متأثرة جبهود الفالسفة املسلمني ،كحازم القرطاجينبأمهيته عنصر التخييل ،و هي فئ

السجلماسي ، و قد اعتمدت هذه الفئة األساس

172ص-الفارايب:جوامع الشعر1املصدر نفسه و الصفحة نفسها2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

34

النظري الفلسفي الذي يربط الشعر بالتخييل فيكون بذلك هو جوهر الشعر مث يأيت الوزن .باعتباره نظام صويت

بصفة عامة وردت كلمة اإليقاع يف الثقافة العربية للداللة على مكون من مكونات

املوسيقى ، فظل اإليقاع الشعري لصيقا باإليقاع املوسيقي ،و قابل هذا املفهوم مفهوم الوزن

يف الشعر و استعمل العرب كلمة الوزن لتعين االيقاع و نسبوه للشعر بشكل خاص ،و

تظام يف احلركة و الزمن أي االنتظام النغمي املوسيقي يف الشعر ، حىت غلب قصدوا به االن

عالقة األصل بالفرع و الكل باجلزء الشرتاكهما يف كثري من امليادين :طبيعتهما املتعلقة بالزمن،

ما مع الزمن بنيتهما ، نوعية اإلحساس الذي يثريه كل منهما عند السامع و تالقي تعامله

جماليهما يف الغناء .فظل الشعر إذن جمال القول اإليقاعي، و ظل اإليقاع وزنيا حىت أصبح

البحر منه حبر التفرد القويل ، فعل غوص يف املعاين عند بعض الشعراء كعبيد بن األبرص

1حني قال :

سل الشعراء هل سبحوا كسبحي حبور الشعر أو غاصوا مغاصي

.73ص-1994-1ط-بريوت-دار الكتاب العريب-شرح:أمحد عدرة-عبيد األبرص:الديوان1

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

35

العرب المحدثينعنداإليقاع

مع اتساع احلركة املعرفية و تشعب جماالت العمل النقدي ،برزت جمموعة من

يف إعطاء ، فأرادوا الفصلالباحثني و النقاد العرب ممن أبدوا اهتمامهم بقضية اإليقاع

هذا املصطلح تعريفا دقيقا و شامال حىت يتسىن هلم دراسة ما ينطوي حتته مستعينني

عر أحيانا بآراء املستشرقني من املهتمني بالشعر العريب " ملا بدأ املستشرقون يبحثون يف الش

ا إىل تفاعيل ن حتليلهالعريب ، عدوه من الشعر الكمي و حللوا األبيات إىل مقاطع بدال م

1كما صنع القدماء من علماء العرب ."

فكانت هنالك حماوالت متتالية أمثرت فيما بعد عددا من الدراسات املتخصصة

و القيمة من أمهها دراسة حممد مندور يف مؤلفه ( يف امليزان اجلديد ) و دراسة إبراهيم

يد)و لنويهي يف ( قضية الشعر اجلدأنيس يف( موسيقى الشعر العريب ) و دراسة حممد ا

دراسة شكري عياد يف ( موسيقى الشعر العريب) و دراسة كمال أيب ديب (يف البنية

اإليقاعية للشعر العريب) و علي يونس (النقد األديب

148ص–:موسيقى الشعر العريب إبراهيم أنيس1

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

36

ديد ) و سيد البحراوي ( العروض و و قضايا الشكل املوسيقي يف الشعر اجل

إيقاع الشعر العريب ) .

فأوىل احملاوالت كانت حملمد مندور اليت سعت لفهم أبعاد اإليقاع فجعله أحد

فاعيل ، فقصد بالكم " كم التاألساسني الذي يقوم عليها الفن األديب إىل جانب الكم

ا إىل أن يكون البيت فيها منقسماليت يستغرق نطقها زما ما ، و كل أنواع الشعر ال بد

تلك الوحدات ، و هي بعد قد تكون متساوية كالرجز عندنا مثال و قد تكون متجاوبة

كالطويل حيث يساوي التفعيل األول التفعيل الثالث و التفعيل الثاين التفعيل الراع و

.1هكذا "

ور أن الوزن صرمبا عىن الباحث بالكم هنا الوزن و قصد به كم التفاعيل ، فهو يت

قالب حيدد أبعاده كم التفاعيل الناتج عن توايل املقاطع الطويلة و املقاطع القصرية.

mesureو يستدرك قائال : " و لكن هذا الكم الذي يسمى يف املوسيقى

فال بد من أن يضاف إليه اإليقاع املسمى ال يكفي لكي حنس مبفاصل الشعر

rythme "2.

إىل جانب اإليقاع مث يشرتط يف موضع آخر اإلرتكاز إن الباحث يشرتط الكم

على جانب الكم فيقول : ال يكفي إلدراك موسيقى الشعر بل ال بد من االرتكاز

233ص –القاهرة ( د ت ) ––جلديد مليزان احممد مندور : يف ا-1المرجع نفسھ ، الصفحة نفسھا -2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

37

الشعري الذي يقع على كل تفعيل و يعود يف نفس املوضع على التفعيل و

1"هكذا .

ية وع ظاهرة صوتو قد عرف اإليقاع حمددا دوره بدقة قائال : " هو عبارة عن رج

ما على مسافات زمنية متساوية أو متجاوبة ، فأنت إذا نقرت ثالث نقرات مث نقرت

رابعة أقوى من الثالثة السابقة و كررت عملك هكذا تولد اإليقاع من رجوع النقرة القوية

2بعد كل ثالث نقرات و قد يتولد اإليقاع من جمرد الصمت بعد كل ثالث نقرات "

ويل يف قع على مقطع طيتولد ي الشعر العريب " من تردد ارتكاز يو أن اإليقاع

و يعود على مسافات زمنية حمددة النسب و على سالمة هذا اإليقاع تقوم كل تفعيل

3سالمة األوزان "

نستشف من هذا أن مندور يعترب من املرتددين يف قبول الرأي القائل أن األساس

لص تتكئ عليه البنية العروضية للشعر العريب ، إىل أن خيالكمي هو األساس الوحيد الذي

يف دراسته أن " الشعر العريب جيمع بني الكم و االرتكاز و رمبا كان هذا سبب تعقد

4أوزانه ."

237، ص حممد مندور : يف امليزان اجلديد-1234نفسھ ، ص املرجعا-2

241صاملرجع نفسه3240:صملرجع نفسه4

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

38

ن اإليقاع عنصرا مهما مهمال " فاإليقاع يقصد دقيقة ، أما دراسة إبراهيم أنيس جعلت م

به وحدة النغمة اليت تتكرر على حنو ما يف الكالم أو البيت ، أي توايل احلركات و

السكنات على حنو منتظم يف فقرتني أو أكثر من فقر الكالم أو يف أبيات

1القصيدة ."

س إال الغة فهو يراه يف إنشاد الشعر " ليمل يعطه أنيس أمهية بكمفهوم فاإليقاع

، و هو يتفق مع مندور يف أن األساس 2زيادة يف ضغط املقطع املنبور من كلمات السطر "

الكمي ليس هو العامل الوحيد الذي ميد الشعر العريب مبوسيقاه اليت متيزه عن النثر ، بل

نرب ل اآلخر ليس هو االرتكاز (ال

تبعا لتأثر الوجدان .

حتدث أثرها يف النفوس إال مع اإلنشاد " و لكن موسيقى الشعر ال تبدو و ال

و اإلنشاد يتطلب مع مراعاة نظام توايل املقاطع شيئا آخر يتصل

فهي صفة صوتية أخرى يراها أنيس3اتصاال وثيقا بنغمة الكالم يف الصعود و اهلبوط"

164ص-إبراهيم أنيس:موسيقى الشعر1149املرجع نفسه:ص2158املرجع نفسه:ص3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

39

جمال تنقله من جمال النثر إىلأساسية يف موسيقى الشعر العريب ، و هي اليت

.intonation"1اإلنشاد من مراعاة نغمة موسيقية خاصة

و هو يقر بعدم أساسية النرب يف اللغة العربية " فليس لدينا من دليل يهدينا إىل

2مواضع النرب يف اللغ

ألن النرب يف نظره " نشاط يف مجيع أعضاء النطق يف وقت واحد فعند النطق 3النرب منها "

لرئتني غاية النشاط إذ تنشط عضالت امبقطع منبور نلحظ أن مجيع أعضاء النطق تنشط

نشاطا كبريا كما تقوى حركات الوترين الصوتيني و يقرتبان أحدمها من اآلخر ليسمحا

بتسرب اقل مقدار من اهلواء فتعظم لذلك سعة الذبذبات و يرتتب عليه أن يصبح

هموسة مل

فيبتعد الوتران الصوتيان أحدمها عن اآلخر أكثر من ابتعادمها مع الصوت املهموس غري

4املبتور."

و على الرغم من جزمه بعدم ثبات النرب كنظام صويت و بعد فاعليته ، إال أن

هناك من الباحثني من يرى النرب أساسا صاحلا لنظام إيقاعي جديد يف الشعر العريب

.149املرجع السابق:ص1.99ص-دت--إبراهيم أنيس: األصوات اللغوية2. 102املرجع نفسه:ص397املرجع نفسه:ص4

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

40

حتررا من النظام (الكمي ) كمحمد النويهي الذي درس النرب ، و وجد فيه أكثر

أمال حقيقيا يف أن يغري إيقاع الشعر العريب تغيريا جذريا بالتحول من نظام طول املقاطع

و قصرها إىل نظام النرب ، فهو يؤكد على أمهيته يف الشعر و قدرته على خلق نظام إيقاعي

جذرية .متناسق كونه فاعلية

اليت ال أضننا يف حاجة إىل اإلحلاح فيها بعد كل ما تقدم هي أن شعرنا اجلديد و إن

يكن ال يزال مرتبطا باألساس الكمي التقليدي ، قد خطا خطوة ال شك يف طبيعتها حنو

1النظام النربي يف إيقاعه. "إدخال

و يقف شكري عياد موقفا وسطا بني أنيس و النويهي إذ يرى " أن اإليقاع

2الشعري يقوم على دعامتني من الكم و النرب مهما اختلفت وظيفة كل منهما. "

فقد يكون ألحدمها صفات غالبة على صفات اآلخر ، فيوضح الكم باعتبار

ح يف ضللدور الذي تلعبه حروف املد يف تغيري املعىن و ذلك وا"اللغة العربية لغة كمية

3و املفعولني و املصادر و الصيغ املزيدة يف األفعال. "اشتقاق أمساء الفاعلني

.245ص-2ط-دار الفكر احلديث-:قضية الشعر اجلديدحممد النويهي155ص-شكري عياد:موسيقى الشعر246املرجع نفسه:ص3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

41

ر بني أثري الذي يريده بإيقاع التوافق و التنافأكثر حتديدا، ميكن الشاعر من إحداث الت

1عدد من العناصر اليت تؤلف معا موسيقية الشعر. "

ريب ال خيلو ر العو أكد على ضرورته يف الشعر العريب و عدم خلوه منه " فالشع

و إن جاز أن يعتمد يف إيقاعه على التناسب الزمين بني املقاطع اليت تكون من النرب

2دة أكثر من اعتماده على النرب. "جمموعة واح

و مييز عياد بني االيقاع الشعري و االيقاع املوسيقي على أساس النرب " فالنرب يف

اإليقاع املوسيقي يلعب دورا رئيسيا ألن املوسيقى أكثر ارتباطا حبركة اجلسم كالرقص و

ركة و هو تتابعه غريه من الشعر ، فمن الطبيعي أن حتتفظ باألساس الفيزيولوجي هلذه احل

ظام بانتظام و مبا أن هذا التتابع يتضمن عنصر الزمن ، فإن انتاحلركات القوية و الضعيفة

النسب الزمنية بني احلركات يصبح ضروريا أيضا كانتظام النرب ، أما اإليقاع الشعري فإنه

3يتبع خصائص اللغة اليت يقال فيها الشعر "

غيري لحات اليت ذكرت " فالتنغيم الذي هو تيقوم عياد بتوضيح بعض املصطمث

درجات الصوت و الذي مساه أنيس مبوسيقى الكالم يساعد على إظهار حاالت

49شكري عياد :ص135ص املرجع نفسه -2

58المرجع نفسھ ، ص 3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

42

التكلم من إخبار أو استفهام و تعجب ، و النرب بنوعيه : نرب العلو و نرب الشدة

1له صلة بطول املقطع ."

تألف منه ار ما يوصفيا من شأنه إظهفالبحث الذي ذهب إليه عياد يبدو حبثا

و ليس من شأنه أن حيلل و يفسر اإليقاع ، فهو حاول الكشف عن عناصر اإليقاع ،

أخرى مل يشملها العروض التقليدي إىل أن خلص للقول :" إن قواعد العروض اخلليلي

ي األهم ، هعندنا أشبه بإطار ، حناول مأله بدراسة اإليقاع ، و دراسة اإليقاع يف نظرنا2

و من الذين يرفضون رفضا قاطعا إسناد أي دور إىل الكمية املقطعية يف تشكيل

البنية العروضية يف الشعر العريب ، كمال أبو ديب الذي متتاز دراسته عن غريها من

ة و األكثر دقة و حتديدا نرب

-ليل حنو بديل جذري لعروض اخل–اتساما بالتحدي عندما أضاف عنوانا فرعيا ملؤلفه

العريب بالدرس .فهي من احملاوالت الشمولية اليت تناولت موسيقى الشعر

ففي وصفه لإليقاع يقول :" هو الفاعلية اليت تنتقل إىل املتلقي ذي احلساسية

املرهفة الشعور بوجود حركة داخلية ذات حيوية متنامية متنح التتابع

36ص-شكري عياد: موسيقى الشعر3.70:صاملرجع نفسه4

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

43

احلركي وحدة نغمية عميقة عن طريق إضفاء خصائص معينة على عناصر الكتلة

1ختتلف تبعا لعوامل معقدة ."احلركية

يف هذا املفهوم جند اإليقاع قائما على الفاعلية ، فوصفه بالفاعلية هو الذي يبعد

عالمات املوسيقية لو يقول :" اإليقاع بلغة املوسيقى هو الفاعلية اليت متنح احلياة ل

رية املتغايرة اليت تؤلف بتتابعها العبارة املوسيقية و استخدام لغة املوسيقى هنا ذو فائدة كب

، و ميكن يف الواقع أن تعيب املوسيقى النظرية على تفهم طبيعة اإليقاع الشعري عونا

2كبريا ."

اذق ذي ملتلقي احلإن الباحث يركز على احلركة الداخلية اليت ال حيسها إال ا

احلساسية املرهفة، فاإليقاع عند أيب ديب قائم على الفاعلية بني الشاعر و املتلقي ، فهي

حركة خترج عن السكون لتعطي املتلقي إحساسا بالفرح و السرور أو احلزن و األمل

لعريب يف خلق إيقاع الشعر ا-الذي يراه -و هو يربط اإليقاع بالعنصر الفعال

هو النرب " كون اإليقاع يرتبط ارتباطا جذريا بتميز وحدة أولية ، أو نواة زمنية متميزة أال و

3يقع عليها النرب. "

.230-1981-2ط-بیروت-دار العلم للمالیین-كمال أبو دیب:في البنیة اإلیقاعیة للشعر العربي1.231ص–دیب:في البنیة اإلیقاعیة للشعر العربي أبوكمال 2.232المرجع نفسھ:ص3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

44

1

و إن أعطى لألساس الكمي دورا يرى من الضروري تالحم و هو ( أبو ديب)

الكم و النرب " الكم بشكل عام كتلة حركية ال ختلق إيقاعا و حتتاج إىل النرب ليعطيها

طبيعتها احليوية ، و تركيبها املوسيقي يف حقول موسيقية هلا خصائصها املتفردة ، و النرب

اقعه ، فإنه عتباطا ، و رغم احلرية الكبرية يف حتديد مو عنصر احليوية يف اإليقاع ، ال يأيت ا

جذريا يرتبط بكم الكتلة احلركية الرتباطه بالتتابع األفقي لنواها املؤسسة ، بكلمات أخرى

النرب يقع على كتلة كمية و يؤدي دوره املوسيقي عن طريق تنظيم هذه الكتلة و تشكيلها

ة تفاعل للنرب و الكم على اختالف يف الدرجيف عبارات موسيقية ، و اإليقاع إذن هو

بني لغة و أخرى ، و سأظهر فيما يلي أن العربية جتسد ذروة للتوحد بني هذين العاملني

2خللق احليوية اإليقاعية املميزة للشعر العريب. "

و هذا ليس تناقضا منا يف كالمنا الذي ذكرناه أعاله و ليس تناقضا من الباحث

ناه يف الفصول األوىل يعتمد األساس الكمي و يرى ضرورة تالمحه مع األساس ألننا وجد

النربي يف خلق إيقاع الشعر العريب و لكن يف الفصول األخرية من الدراسة خصوصا

ابتداء من الفصل السابع و بعد تعمق يف الدراسة اليت أجراها يف خمترب الصوتيات يف

األساس الكميلفانيا بدأ يف الرتاجع عنجامعة بنس

.246ي البنیة االقاعیة للشعر العربي صكمال أبو دیب : ف1.306المرجع نفسھ ص2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

45

ر ه

1اإليقاع "اإليقاعية كون النرب أساس

، و هو نرب الشعريو قد فرق الباحث بني نوعني من النرب : النرب اللغوي و ال

يرى أن الثاين خالفا لألول "ال ينبع من نرب الكلمة املفردة و ال من بنيتها الصوتية ، و

إمنا من التفاعل بني الكلمات املستخدمة يف تعبري شعري على مستوى خمتلف متاما هو

، أي ةمستوى التتابعات النووية األفقية اليت تنشأ من إدخال الكلمات يف عالقات تركيبي

أن النرب الشعري ميكن أن يتحد بالنرب اللغوي حني تشكل الكلمة املفردة وحدة إيقاعية

2كاملة ، كما ميكن أن يفرتق عنه ."

فقد تعمق أبو ديب يف دراسة طبيعة النرب و أنواعه ، و أعطى للنرب الشعري أقصى حدود

خصيتها اسق و إعطاء الوحدات شالفاعلية " هو الفاعلية اجلذرية يف خلق االنتظام و التن

اإليقاعية ، و هو النرب الذي حيدد أطر التجاوب اإليقاعي ، ويقيم التعادل بني وحدة و

3أخرى ، و خيلق يف النهاية شخصية التشكل اإليقاعي و منطه ."

منوها بالدراسات اليت سبقته إىل ذلك " تدين دراسة النرب جلهود إبراهيم أنيس

ذاللغوي ، و جهود مندور يف حتليل النرب الشعري ، لكن الناقد الذي اختيف حتليل النرب

مل يصل بدراسة النرب الشعري درجة جهود أنيس منطلقا حممد النويهي

.373:صكمال أبو دیب : في البنیة االقاعیة للشعر العربي1.311المرجع نفسھ:ص2.312ص-لمرجع نفسھ3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

46

عالية من الشمول ، أما جهود مندور كما هي منشورة فقد وقفت عند حدود مل

احلدود إىل حد كبري طبيعة نظام اخلليل و معتستطع أن تتجاوزمها وقد فرضت هذه

1النظرية ."

لسنا بصدد هنا حتليل دراسة كمال أيب ديب ، و لكن ما يهمنا منها استخالص

العناصر اجلديدة اليت التمسها و سامهت يف خلق إيقاع الشعر العريب .

شعر العريب إيقاع التأيت يف األخري دراسة سيد البحراوي يف مؤلفه " العروض و

" اليت بدا فيها الباحث مستعرضا و مناقشا و حملال لآلراء السابقة و الوجهات املختلفة

مناقشة علمية التنغيم )–النرب –للعناصر الفعالة يف خلق إيقاع الشعر العريب (الكم

موضوعية مدليا بدلوه اجتاه الظاهرة .

صوات حدده مع إضافة ما توصل إليه علم األو هو يف دراسته مل يبتعد كثريا عما

و علم اللغة يقول :" اإليقاع هو تتابع األحداث الصوتية يف الزمن أي على مسافات

زمنية متساوية أو متجاوبة ، و معىن ذلك أن اإليقاع هو تنظيم ألصوات اللغة ، حبيث

2تتواىل يف منط زمين حمدد. "

أيضا إىل عدم التسليم بالرأي القائل إن العروضو لسيد البحراوي ما يدفعه هو

العريب عروض كمي خال " يبدو العروض العريب حىت اآلن قائما على

.289:صكمال أبو دیب : في البنیة االقاعیة للشعر العربي1.112ص-1993-ئة المصریة العامة للكتابالھی-سید البحراوي:العروض وإیقاع الشعر العربي2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

47

إحساس واضح بالكم ، و إن مل تنتف إمكانيات اإلحساس بالكيف كما تشري

بعض الظواهر و منها أن شرط التفعيلة و الوزن ال حيتم التساوي يف كم املقاطع فحسب

، بل يف ترتيبها أيضا ، مبعىن أن العالقة بني األسباب و األوتاد و بصفة خاصة موقع

الوتد بني األسباب هي العالقة اليت ميزت التفعيالت بعضها عن بعض ، رغم تساويها

1كميا ."

إىل أن خيلص للقول :" و خنلص من هذا إىل أن العروض العريب قد بين أساسا

وجود بعض و إن مل يكن إدراكا علميا ) بالكم مع إمكانية على إحساس واضح (

2الكمية. "العناصر األخرى غري

إذن فأوىل العناصر األخرى غري الكمية اليت أشار إليها يف قوله هي التنغيم كما

ذهب إىل ذلك أنيس ، و يرى " حيثما تنتهي اجلملة صوتيا و دالليا يأخذ التنغيم شكله

(اإلثبات و النفي و الشرط و الدعاء ) تنتهي بنغمة هابطة (|) كذلك فاجلملة التقريرية

األمر بالنسبة للجملة االستفهامية تنتهي بنغمة صاعدة ( ) لكن إذا وقف املتكلم قبل

3) ال هي بالصاعدة و ال هي باهلابطة ."-متام املعىن وقف على نغمة مسطحة (

وت ينتج بقوله :" هو ارتفاع يف علو الصأما العنصر الثاين فهو النرب الذي عرفه

4عن شدة ضغط اهلواء املندفع من الرئتني. "

.85ص-سید البحراوي:العروض وإیقاع الشعر العربي1المرجع نفسھ و الصفحة نفسھا.2.127المرجع نفسھ:ص3.116المرجع نفسھ:ص4

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

48

مث جنده بعد هذا التعريف يقول :" و يف اللغة العربية مل حتدد بعد أمهية النرب ألن

1وجوده مل يدرك أصال إال يف العصر احلديث ."

ن أمهية فكري و البحث عإىل أن يستنتج " و مع الدرس الصويت احلديث بدأ الت

و بعد 2النرب يف اللغة العربية و هناك عديد من احملاوالت اليت بذلت يف هذا اإلطار "

استعراض جمموعة من الدراسات و مناقشتها يصل الباحث يف النهاية إىل اجلزم بعدم

واعد النرب قوجود النرب " و هلذه األسباب خييل إلينا ، أنه ال ميكن حىت اآلن القول بوجود

3يف الشعر العريب. "

فما ميكن قوله عن هذه الدراسة ، كما أرادها صاحبها هي حماولة إلنتاج معرفة

علمية فسار على منهج حمدد يف استقراء رأي من سبقوه مستعرضا و مبينا مواطن

ةاالختالف مرجحا رأيا على آخر و تارة خيطئ بعض الباحثني و يديل بدوله اجتاه املسأل

.

لقد فتح هذا الصف الرائد من الباحثني مبا أسسوه من منهجية و مرجعية خصبة

يف هذا العلم القدمي املتجدد ، فتحوا الطريق واسعا الجتهادات عدد كبري من النقاد و

الباحثني اجلدد يف خمتلف أحناء الوطن العريب ، فقاموا بإعادة رسم خريطة الشعر العريب

اعية و بذلك صار البحث العلمي على أسس نقدية إيق

واحدا من أهم االنشغاالت ارتباطا بالنقد األديب ضمن منظور منهجي يف اإليقاع

.116-سید البحراوي:العروض وإیقاع الشعر العربي4.117المرجع نفسھ:ص5.126المرجع نفسھ:ص6

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

49

و رؤية نقدية واسعة إذ ميكن اعتبار اجلهد العلمي املتميز الذي قام به إبراهيم

( موسيقى الشعر) من أهم اجلهود الفردية يف هذا امليدان و ما استخلصه يف كتابهأنيس

هلم احملاولة التفتيش عن كل أسرار الشعر و ليصوروها لنا ما شاء هلم التصوير و ليكشفوا

يكون فيه من أخيلة و استعارات و جماز ليؤلفوا من مثل هذا علما أو فنا لنا عما قد

للناس ، غري أنا نطمع منهم أن يضعوا موسيقى الشعر يف حملها األمسى و أال يقرنوها

بشيء آخر قد يعثرون عليه يف بعض األشعار أو يعثرون يف البحث عنه و التنقيب ،

1لوب ."كالما موسيقيا تنفعل ملوسيقاه النفوس و تتأثر القفليس الشعر يف احلقيقة إال

عالقات جديدة ملوسيقى الشعر العريب من خالل هذا النظام الكمي الذي ميثله عروض

براهيم اسات القدمية ، إذ يقول إاخلليل ، بعد أن الحظوا بعض القصور أو النقص يف الدر

أنيس :" أما هذا اإليقاع فلم يدرس حىت اآلن دراسة كافية و مل يشر إليه أهل

2العروض. "

أما أبو ديب فينتهي إىل عدم وجود دراسات وصفية حتليلية يف

والب ميتة يل يف قالعروض العريب لدى القدماء " كذلك مجد العروضيون حيوية علم اخلل

.15ص-سیقى الشعرإبراھیم أنیس:مو1.129المرجع نفسھ:ص1

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

50

وصف اإليقاع الشعري إىل التقنني ملا–معقدة ، حتولت عن غرضها األساسي

1يسمح به و ما ال يسمح به من تشكالت إيقاعية ".

و جند شكري عياد يقول :" قواعد العروض اخلليلي عندنا أشبه بإطار ، حناول

انني مأله بدراسة اإليقاع و دراسة اإليقاع يف نظرنا هي ا

2الكلية ملوسيقى الشعر العريب ".

فمن الظواهر اجلديدة اليت التمسوها ظاهرة النرب يف الشعر و دوره يف خلق اإليقاع

" و مع الدرس الصويت احلديث بدأ التفكري و البحث عن أمهية النرب يف اللغة العربية و

، و حنن نعلم أن علماء العربية 3بذلت يف هذا اإلطار"هناك عديدة من احملاوالت اليت

القدامى أوالئك الذين انكبوا على دراسة لغتهم أميا انكبابا مل يشريوا فيما نعلم إىل ظاهرة

النرب مبفهومها املعاصر يف اللغة العربية ، فكان ذلك جهدا عظيما يف وصف جانب من

قوانني ملوسيقى الشعر تصلح لتشكل أساسا جوانب اإليقاع الشعري و إجياد أسس و

جوانب النقص فيها كما أشار إىل ذلك كمال أبو ديب " إن فرضية النرب اليت أقدمها

ا ما مثة عددا من النقاط فيههنا حماولة أوىل ال أدعي هلا الكمال ، بل إين لواثق من أن

يزال حباجة إىل تدقيق و استقصاء و

لكن األمل بنشرها قد يثري االهتمام و املناقشة و التتبع

.45ص-كمال أبو دیب:في البنیة اإلیقاعیة للشعر العربي1.70ص-شكري عیاد:موسیقى الشعر2.117ص-سید البحراوي:العروض وإیقاع الشعر العربي3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

51

للفرضية احبشكل يؤدي إىل تعديلها نتيجة لعمل باحثني آخرين ، و لن يت1

و قد دعا إىل هذا االجتاه عدد من الباحثني تراوحت أراؤهم بنسب خمتلة فمنهم

من أعطى للنرب الدور املطلق يف تشكيل اإليقاع و منهم من أعطاه الدور النسيب فقط،

اللغة العرية ظ بتحديد قار ملوقعه ذلك أن كما اختلفت آراؤهم يف حتديد طبيعته ، فلم حي

ف و ليس للنرب دور بارز يف تغيري معاين الكلمات باختالمبا ال تقوم على أساس نربي ،ر

مواضعه مثلما هو قائم يف اللغات األخرى مثال كاإلجنليزية .

أما ظاهرة التنغيم اليت أشار إليها أنيس ، فقد أثارت خالفا كبريا ين الدارسني

حيث انقسمت آراؤهم يف ذلك إىل قسمني ، فذهب قسم إىل أن العرب مل يتناولوا هذه

الظاهرة و مل يدرسوها ، و منهم األستاذ الدكتور متام حسان عندما ذهب يف كتابه "

مناهج البحث يف اللغة " إىل القول :" إن العربية الفصحى مل تعرف هذه الدراسة قدميا

2جلوا لنا شيئا من هذه الظاهرة ".، و إن القدماء مل يس

و القسم الثاين من اآلراء ترى أن القدماء أدركوا هذا اجلانب إذ توجد إشارات

يف كتبهم توحي إىل ذلك و إن مل يكن هلا حاكم من القواعد و

مس التنغيقد در على رأسهم أمحد كشك يف كتابه من وظائف الصوت اللغوي

.33ص-كمال أبو دیب: في البنیة اإلیقاعیة للشعر العربي1.198-197ص-1979-المغرب–الدار البیضاء -ار الثقافةد-تمام حسان: مناھج البحث في اللغة2

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

52

كظاهرة حنوية " و قدامى العرب و إن مل يربطوا ظاهرة التنغيم بتفسري قضاياهم

اللغوية ، و هم إن تاه عنهم تسجيل قواعد هلا ، فإن ذلك مل مينع من وجود خطرات

ذكية ملاحة تعطي إحساسا عميقا بأن رفض هذه الظاهرة متاما أمر غري وارد و إن مل

.1القواعد "يكن هلا حاكم من

اإليقاع ، الوزن ، املوسيقى و النرب ففي وصفه لنواحي اجلمال يف الشعر قال إبراهيم أنيس

:" و للشعر نواح عدة للجمال ، أسرعها إىل نفوسنا ما فيه من جرس األلفاظ و انسجام

املقاطع و تردد بعضها بعد قدر معني منها و كل هذا ما نسميه مبوسيقىيف توايل

2الشعر ."

ففي قوله (جرس األلفاظ ) وصف للموسيقى ، و لكن يف قوله ( انسجام يف

و هذا خلط واضح.

دث عن النغم و دوره يف حفظ الشعر قال :" و علل مؤرخو األدب و عندما حت

العريب كثرة ما روي لنا من أشعار القدماء ، إذا قيس مبا روي من نثرهم بأن حفظ الشعر

و تذكره أيسر و أهون و لعل السر يف هذا هو ما يف الشعر من انسجام املقاطع و تواليها

3ايل "حبيث ختضع لنظام خاص يف هذا التو

.58-57ص-1997-2ط–القاھرة -أحمد كشك:من وظائف الصوت اللغوي1.19ص-إبراھیم أنیس:موسیقى الشعر2. 10المرجع نفسھ:ص3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

53

فهنا وصف لإليقاع : ألن النغم و املوسيقى غري معنيني بتوايل املقاطع، ينما جنده

يف موضع آخر يصف املوسيقى بصورة أفضل حني حتدث عن النثر " و نثر الكالم قد

1يشتمل على نوع من املوسيقى نراها يف صعود الصوت و هبوطه أثناء اخلطاب ".

ى و هو صعود الصوت و هبوطه املتمثل يف النغمة، و هذا وصف جلزء من املوسيق

مث وجدناه يعود بعد سطر واحد ليخلط بني اإليقاع و املوسيقى حيث قال :" ففي كل

هذا للموسيقى لكنها يف الشعر من نوع أرقى ، بل هي يف الشعر أمسى الصور املوسيقية

2للكالم و أدقها ألن نظامها ال ميكن اخلروج منه ".

قصد الوزن ؛فاملوسيقى ليس هلا نظام صارم ال ميكن اخلروج عنه بل الوزن و هنا

و خلط آخر عثرنا عليه عند كمال أيب ديب بني مصطلحي النرب و اإليقاع إذ

استخدمها مرتادفني " لكن العروضيني العرب بعد اخلليل العقل الفذ ، أخفقوا يف التفريق

ويني : الوزن و اإليقاع و كان حديثهم كله عن األول و بفعلهم هذا أكدوا بني املست

كمي نقي ذي بعد واحد خمفني بذلك بعده اآلخر األصيل : حيوية النرب الذي يعطي

3".الشعر العريب طبيعته املتميزة

14ص-إبراھیم أنیس:موسیقى الشعر1المرجع نفسھ والصفحة نفسھا.2.118ص-للشعر العربيكمال أبو دیب:في البنیة اإلیقاعیة3

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

54

كما نالحظ جعل أبو ديب النرب مرادفا لإليقاع .

فهذا هو اخللط الذي وقع فيه هؤالء الذين حاولوا النظر إىل النظام اخلليلي نظرة

م الكم ، و هذا ما ملسناه من خالل أقواهليتح هلا الوصول إىل نتائج جذرية حول النرب و

، لذلك مل يتخذوها الصورة النهائية و فتحوا جمال البحث فيها " و حنن نأمل أن يستطيع 1

دفمن خالل تتبعنا لإليقاع لدى العرب ميكننا أن خنلص للقول إن القدامى ق

خلطوا بني الوزن و املوسيقى من ناحية و أكدوا إثباث النظام املوسيقي يف صورته اليت

استخلصها اخلليل من ناحية أخرى ، و بالتايل ابتعدت كلمة اإليقاع و ترددت كلمات

الوزن و القافية فهيمن عندهم مفهوم الوزن على مفهوم اإليقاع ،رمبا اخلطأ الذي وقع فيه

إدراكهم التساع ظاهرة اإليقاع و خصيصته. هؤالء هو عدم

أما احملدثون فقد اختذوا من عيوب علم العروض و قصور مقاييسه عن الكشف

عن أسرار الشعر املوسيقية عيوبا للنظام املوسيقي للشعر القدمي ، و وفق هذا املنظور

أصبحت مسألة الوزن و القافية مسألة قدمية .

.118ص-سید البحراوي:العروض وإیقاع الشعر العربي-1

بین القدیم و الحدیثاإلیقاعالفصل األول :

55

ا ظور احلديث أو املعاصر يقوم على ثالث مستويات أرادهو عليه فاإليقاع يف املن

كعناصر جديدة فاألول هو املستوى الكمي أما الثاين هو الذي يعتمد فيه اإليقاع على

النرب ، أما الثالث فاإليقاع يعتمد على التنغيم .

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

56

الفصل الثانيبين البنية األوزان العروضية

و اإليقـاع

يقاع الشكل العموديإأوال:

إيقاع الشكل التفعيليثانيا:

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

57

تستوجب دراسة البنية اإليقاعية التمييز بني اإلقاعني اخلارجي و الداخلي ،

و ال ريب يف أن موسيقى الشعر ناجتة من متازج هذين اإلقاعني :

ثلة يف الوزن مفاإليقاع اخلارجي متعلق باملباين و يشمل التشكيالت السمعية املت

و عري مهما من عناصر الفن الشو القافية " و الواقع أن الوزن و القافية ميثالن عنصرا

مقوما أصيال من مقوماته الفنية اليت متيزه عما عداه من فنون القول األخرى و خباصة

1فن النثر "

ة باملستويات لقاع الداخلي املتعلق باملعاين و يشمل التشكيالت املتصيو من اإل

اللغوية و الصوتية .

نعين باإليقاع اخلارجي البنية العروضية اليت تأسس عليها الشعر العريب و اليت على

خطاها صاغ الشعراء أشعارهم ، و هي بنية ضبطت بعلم العروض الذي هو " ميزان 2.

مي و القافية ، و لقد اهتم العرب منذ القدو هذه البنية تشمل على عنصري الوزن

قفى متعريف للشعر أنه " موزون باإلطار اخلارجي للقصيدة اهتماما كبريا ، فهذا أقدم

.لقد استطاع الناقد أن يرسم لنا حدود الشعر و يبني أن ما وقع ضمن هذه احلدود 3"

ل أن يكون أن الشعر يبطيعد شعرا و ما خرج عنها ال يعد شعرا،حىت ذهب الفارايب إىل

شعرا إذا خال من الوزن فقال:

48ص -1999-3ط–دار املعرفة اجلامعية –عثمان موايف : يف نظرية األدب -115ص -2003-1ط-بريوت–دار الكتب العلمية –التربيزي اخلطيب : الكايف يف العروض و القوايف -215ص–مرجع سابق -لشعرامة بن جعفر : نقد ادق-3

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

58

فإذا حل الوزن على 4" غري أن الشعر إذا خال من الوزن بطل أن يكون شعرا "

اخلطاب الشعري سيميزه و يضع حدا فاصال بني ما هو شعر و ما هو نثر ، و لذلك

عميق الشعر و أشدها خطورة يف تأحل العرب القدامى و عولوا عليه فهو ميثل أهم أدوار

اإليقاع ، إىل جانب عنصر القافية كما أدرك ذلك العروضيون ، و بالتايل يكون ذلك

املوقع الذي حتتله من أهم املواقع إيقاعيا ملا له من وقع على أذن السامع أو املتلقي .

لو هذا ما جعل اجلاحظ يربط بني حكمة العرب و الوزن من خالل قوله: "

.5حولت حكمة العرب لبطل ذلك املعجز الذي هو الوزن "

فنتج عن ذلك سطوة للوزن الشعري يف الثقافة العربية جعلت منه سلطة تفوق

سواها من مكونات الشعر.

فالوزن عنصر أصيل يف الشعر العريب التقليدي، و قد تناوله القدامى من جوانب

لنثر الفاصل بني الشعر و النثر" يفصل النظم عن اعدة، فرياه أبو حيان وحده هو احلد

و عده ابن رشيق القريواين أعظم أركان الشعر و يقدم املبىن على املعىن 6بفضل الوزن "

يف متييز الشعر فيقول :

، لكنه مل يعده 7"و أوالها به خصوصية"الوزن أعظم أركان حد الشعر

نثر .كالتوحيدي وحده فاصال بني الشعر و ال

و يركز ابن طباطبا على ضرورة انتقاء الوزن يف قوله :" إذا أراد الشاعر بناء قصيدة

172ص-مرجع سابق-الفارايب :جوامع الشعر-485ص_-اجلاحظ : احليوان ، مرجع سابق-5309صاهليئة العامة لقصور الثقافة (دت)-نشر:أمحد أمني والسيد صقر-أبو حيان التوحيدي:اهلوامل و الشوامل-6134ص -1ج–مرجع سابق –ابن رشيق : العمدة -7

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

59

.8أن يفكر يف الوزن الذي يسلسل له القول عليه "

هكذا يكون القدامى قد أقروا أمهية الوزن ملاله من إيقاع تطرب له األمساع بتفعيالته

يف تعريف لة بذلك إيقاعات مؤثرة يف النفس ألنهاملتوالية يف فرتات زمنية منتظمة مشك

و فية معينة لف منها البيت بكيالعروضيني عبارة عن " جمموعة من التفعيالت اليت يتأ

.9ترتيب معني "

و الوزن عند احملدثني عرفه كثري منهم على أنه" هو جمموع التفعيالت اليت يتألف

، و يف السياق 10لوحدة املوسيقية للقصيدة العربية "منها البيت ، و قد كان البيت هو ا

نفسه قال عز الدين إمساعيل :" صورة البيت الشعري التقليدي تتكون من وحدتني

.11":موسيقيتني

الذي حيقق للشعرإذن باإلمجاع بني القدمي و احلديث الوزن هو ذلك النظام

أنغاما واضحة و متناسقة حيث تتواىل األصوات املتحركة و الساكنة يف نسق معني مما

يؤدي إىل تشكيل وحدة نغمية هي التفعيلة ، و هي عند اخلليل عشر: فاعلن، فعولن

، مستفعلن فاعالتن، مفاعيلن، مفاعلنت، متفاعلن، مفعوالت، مستفع لن، و فاع التن

لتفعيالت جيب أن يكون متساويا يف البيت، فكما يكون عددها يف الصدر و عدد ا

جيب أن يكون يف العجز ، و ال جيوز أن يزيد العدد يف أحدمها عن اآلخر فرتتبك

اإليقاعات و ختتلط ، و ال يستطيع املتلقي أو املستمع لقصيدة ما أن يعرف

.11ص-مرجع سابق–ا : عيار الشعر باطبابن ط-835ص –مرجع سابق –سيد البحراوي : العروض و إيقاع الشعر العريب -9

35ص–مرجع سابق –حممد غنيمي هالل : النقد األديب -1077ص –1977-4ط–بريوت –دار العودة -عز الدين إمساعيل : التفسري النفسي لألدب -11

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

60

بيت لعروضي الذي تقاس به أبعاد أجزاء ال

12و بتالقي التفعيالت يعرف نوع البحر و ما ينشق منه من أوزان "

التفاعيل ال يزيد الشاعر عليه و ال ينقص منه ، من أول بيت إىل آخر بيت يف قصيدته،

ا ال جيوز أن يكون يف قصيدة واحدة بيت تام مث يليه بيت جمزوء أو منهوك ، و هذا كم

مما ال يسمح به يف القصيدة العمودية ، حىت ال تتباين اإليقاعات و بالتايل تفقد

القصيدة االنسجام اإليقاعي ، إذ على الشاعر أن ميطط مشاعره و يقلصها حسب

تفعيالت البيت .

حبوره الشعرية من التفاعيل جعل منها ما يتكرر ست مرات و حني بىن اخلليل

يف البحر كالرجز ، أو مثاين مرات كاملتقارب ، كما جعلها مفردة و مركبة فاملفرد ما

تركب من تفعيلة تتكرر دون غريها ، مخاسية كاملتقارب أو سباعية كاهلزج و الرجز و

ية تركب من تفعيلتني خمتلفتني إحدامها مخاسالكامل ، أما املركب ما –الوافر –الرمل

و األخرى سباعية ، كالطويل و املديد و البسيط أو من سباعيتني خمتلفتني كالسريع و

و من هنا تسهم يف إثراء القصيدة بنغمات موسيقية تطرب هلا أذن املتلقي ، و

فيه أن كثرة البحور يف الشعر قد جتعل النغمات الشعرية متعددة و متنوعة مما ال شك

و هذا الغىن العظيم يف األوزان ليس له نظري ، و له ميزة جليلة ، و ذلك لكل وزن

27ص -1995-3ط–بريوت –دار الفكر العريب –عروض و القوايف هاشم مناع : الشايف يف ال-12

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

61

صفة متيزه عل سواه " إن أي حبر من حبور الشعر يعد آلة موسيقية هلا صوت مميز ال

.13يها "يسمع إال عند العزف عل

و قد ارتأينا تقسيم املنت (اللهب املقدس ) إىل بنيتني فرعيتني: حيث الشكل

العمودي ، و الذي اشتمل على ستة و أربعني نصا، و شعر التفعيلة الذي اشتمل

على تسعة نصوص واحدة منها جاءت بالعامية ، فمجموع قصائد الديوان مخسة و

مخسون نصا .

و سوف نبدأ بالن

440اإلسكندرية (دت) ص –منشأة املعارف –رجاء اجلوهري : فن الرجز يف العصر العباسي -13

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

62

إيقاع الشكل العمودييعتمد إيقاع قصيدة الشكل العمودي على البيت ،فالشكل التقليدي شطران

متقابالن و بينهما فراغ يكونان البيت " فالقصيدة بنية مفتوحة إذا صح التعبري ، مبعىن

هي -أبيات–ائية

اليت –الصورة النسقية للبحر –من ناحية الشكل و املوسيقى تكرار للوحدة األوىل

.14يف القصيدة "

و الوحدة األساسية للقصيدة العمودية ، فمن خالله يعرف فالواضح أن البيت ه

الوزن الذي بىن عليه الشاعر قصيدته .

و لقد أدرك مفدي أمهية الوزن يف نظم قصائده ، و كي تكون دراستنا علمية

قمنا بدراسة إحصائية لألوزان الشعرية اليت وردت يف املنت.

77ص –عز الدين إمساعيل : التفسري النفسي لألدب ، مرجع سابق -14

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

63

المقدس بحسب عدد القصائد المئوية الستثمار البحور في اللهب جدول النسب

األبيات.و

عدد لبحورا

القصائد

دد عنسبة االتجاه

األبيات

المرتبة نسبة النفس

%36219.36%919.56اخلفيف

1 %32917.60%919.56الكامل

%36819.69%715.21البسيط

2%26714.28%510.86الطويل

%1186.31%510.86الرمل

3 %1568.35%48.69الوافر

%1216.47%48.69السريع

4%1487.92%36.52املتقارب

846100%1869100%

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

64

لقد أفرز اإلحصاء نتائج استثمار مفدي لبحور الشعر العريب فقد نظم يف مثانية

ر، ف ، الكامل، البسيط ، الطويل ، الرمل، الوافحبور من بني الستة عشر و هي : اخلفي

املزج (البسيط ، اخلفيف ،الطويل، بنيموزعة،%50املتقارب و السريع أي بنسبة

فعيالت ا تقوم على تالسريع ) و الصفاء ( الرمل ، املتقارب ، الكامل ، الوافر ) ، إال

فعيلة ريع يشرتكون يف تحدها إيقاعيا حيث البسيط و اخلفيف و السمشرتكة تو

(مستفعلن) ، و اخلفيف و الرمل يشرتكان يف تفعيلة (فاعالتن) ، و الطويل مع املتقارب

أكسبها طاقة احدة اجلذر اإليقاعي ، مم يشرتكان يف تفعيلة (فعولن) ، فهي حبور مو

د يإيقاعية كبرية خصوصا ملا تتسم به تلك التفعيالت من مرونة تعطيها القدرة على تول

ثوابت م رية العربية و من أهها حبور متمركزة يف الشعخيارات إيقاعية عديدة ، و هي كل

تها اإليقاعية .بني

فورود كل من حبر البسيط و اخلفيف و الكامل يف الصدارة هو ورود قد يتبادر

إىل الذهن ألول وهلة استمرار أثر التقليد لدى شاعرنا .

اء و التحليل حناول أن نقارن البنية الوزنية لدى و قبل أن نسرتسل يف اإلحص

الشاعر مبتون أخرى يف ضوء الذائقة اإلبداعية للشعر العمودي قدميا و حديثا ، و من

شأن إحصاءات تواتر األوزان لدى الشعراء التقليديني أن تظهر عملية اقرتابه أوابتعاده

عنهما يف استخدام تلك األوزان .

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

65

40ص-1997-دار املعرفة-عود البابطنيمصطفى أبو شوارب: البنية اإليقاعية يف شعر عبد العزيز س141املرجع نفسه ص2

نسبة اإلتجاهالبحرلمرتبةاتجاهنسبة االالبحرمرتبةال

%27,9الكامل1%36,3الطويل1

%21,6اخلفيف%18,4الكامل%13,8الطويل2%12,6البسيط 2

%10,4البسيط%12,2الوافر

3

%7,7الرمل %5,4اخلفيف

%5,6الوافر3%3,5املتقارب

%4املتقارب%2,8الرجز

%2,8الرمل

4

%2,8السريع

%1,7الرجز%2,4املنسرج

%1,7اهلزج%2,2السريع

4%1,6%0,3اهلزج

%0,7املنسرج0,3%

%0,1املتدارك %0,2املديد

جدول نسبة اجتاه الشعراء إىل

1البحور يف الشعر العريب القدمي

شعراء إىل جدول نسبة اجتاه ال

2البحور يف الشعر العريب احلديث

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

66

تكشف لنا مقارنة معدالت الشيوع يف اجلداول عن النتائج التالية:

) حبرا استخدم 16تقلص املنت العروضي مقارنة بالتقليديني ، فمن إمجايل (-

:مفدي مثانية فقط بينما يزيد عنه التقليديون ، فلم يستفد من البحور املتبقية و هي

لدى كل من القدامى و احملدثني بنسب ضئيلة جدا .

أما البحور املستخدمة لديه فنجد أعالها تواترا : اخلفيف ، البسيط و الكامل -

و بنسبة عدد %55.55، إذ بلغت قصائدهم مخسة و عشرين قصيدة بنسبة

%57.75أبيات

كبة عائد إىل طبيعتهما اإليقاعية ذات البنية املر ط يم اخلفيف و البساستخدفا-

عاد إىل األبمن تفعيلتني و ماهلما من مرونة و طواعية من جهة ، و من جهة أخرى

" من :

"3.

و هذه الصفة هي اليت جتعله مرشحا لالستمرار يف العصر احلديث ، فقد احتل

املرتبة الثانية قدميا و حديثا ، و قد تأكدنا من ذلك من خالل اإلحصاء الذي قام به

س يف منجزه (موسيقى الشعر ) أنه يأيت الثاين يف ترتيب حبور اخلليل .، إبراهيم أني

أما حبر اخلفيف " فهذا قد بدأ متواضعا يف الشعر اجلاهلي ال تزيد نسبته عن

507ص-1ج–1981-الطبعة اخلامسة-بريوت-دار الفكر-عبد اهللا الطيب : املرشد إىل فهم أشعار العرب و صناعتها-3

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

67

سا يف ل املرتبة الثانية من أوزان الشعر العريب منافالقرن الرابع اهلجري حىت شهدناه حي

.4هذا وزن البسيط و وزن الوافر "

أما حبر الكامل فيحتل املرتبة الثانية يف مدونة الشعر العريب القدمي و األوىل يف -

الشعر احلديث ، و بالنظر إىل إحصائيات إبراهيم أنيس على نتاج بعض شعراء احلداثة،

صدر هذه البحور يف الشعر احلديث عند كل من البارودي و حافظ أثبتت كذلك ت

إبراهيم و أمحد شوقي لكن بنسب متفاوتة عندهم .

و فيما خيص حبر الطويل املتصدر املرتبة األوىل بدون منازع عند القدامى ، هو -

يف املرتبة الثانية عند شاعرنا و كذلك عند احملدثني يشاركه فيها البسيط .

مث الوافر و الرمل يف املرتبة الثالثة مثلها يف الشعر احلديث .-

مث املتقارب يف املرتبة الرابعة و األخرية.-

"فتلك هي البحور اخلمسة اليت ظلت يف كل العصور موفورة احلظ يطرقها كل

.5ية "ة العربالشعراء ، و يكثرون النظم منها ، و تألفها آذان الناس يف بيئة اللغ

و املقصود بالبحور اخلمسة : اخلفيف ، الكامل ، البسيط ، الطويل و الوافر

و هي البحور اليت احتلت املراتب األوىل قدميا و حديثا و عند شاعرنا .

"أما املتقارب و الرمل و السريع ، فتلك حبور قد تذبذبت بني القلة و الكثرة -

.6لها آخر "يألفها شاعر و يكاد يهم

191ص –إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر العريب 4190-189ص املرجع نفسه:5190ص:املرجع نفسه 6

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

68

تعد من البحور الطويلة الكثرية االستعمال يف الشعر العريب .

فنسبة البحور يف اللهب املقدس تشبه إىل حد كبري نسبها يف الشعر احلديث

ع فحول ذا نرى أن الشاعر مفدي كان يتتبو ختتلف بكثري عن النسب يف القدمي ، هك

الشعراء من األقدمني و احملدثني و ينسج على منواهلم .

بني أضرابه من شعراء العربية ، فهو شاعر يدور يف فلك اإلطار التقليدي للشعر العريب

مبحافظته

على النسب إىل حد ما .

و مل يلجأ الشاعر إىل األوزان القصرية أو جمزوءات البحور ذلك ملا هلذه األوزان

من خفة و حركة سريعة تتناسب مع الغرض الغنائي أكثر و هذا يتعارض و موقف

الشاعر .

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

69

للبحور المستخدمة :اإليقاعيبنية التشكيلدراسة كل بنية تشكيل إيقاعي للبحر الواحد مع هنا نقوم بالتفصيل من خالل

مالحظة التغريات احلاصلة على تفعيالت البحر و ما ميكن أن تنتجه من تشكيالت

أخرى .

: بنية التشكيل اإليقاعي للخفيف.1

رد يف شعرنا العريب تاما و جمزوء ، و أصله : حبر مزدوج التفعيلة و

فاعالتن مستفع لن فاعالتن فاعالتن مستفع لن فاعالتن

.7مساه اخلليل باخلفيف " ألنه أخف السباعيات "

و قيل مسي خفيفا " ألن الوتد املفروق اتصلت حركته األخرية حبركات األسباب

ظ ثالثة فيفا خلفته يف الذوق و التقطيع ، ألنه يتواىل فيه لففخفت ، و قيل مسي خ

.8أسباب ، و األسباب أخف من األوتاد "

و ة املشتبه. ر و هو يشرتك مع السريع و املنسرج و املضارع و املقتضب يف تكوين دائ

%19.56قد استخدمه مفدي بإيقاعه التام يف تسعة قصائد أي بنسبة اجتاه تقدر بـ

%19.36) بنسبة 362ملت هذه القصائد على ثالمثائة و اثنني وستني بيتا (و اشت

136ص -1ج–شيق : العمدة ابن ر -777ص -التربيزي : الكايف يف العروض والقوايف-8

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

70

%5.4إن اخلفيف من البحور ضعيفة النسبة يف شعرنا القدمي حيث بلغت

و هي نسبة %21.6و إن كانت كذلك فهي يف شعرنا احلديث عالية إذ بلغت

كامل .بة األوىل إىل جانب المتساوية لنسبة وجوده يف شعر مفدي ، و هي يف املرت

على بنظم شاعرنا على اخلفيف التام ملا هلذا البحر من تطريب موسيقى ، فكت

: 9العروض الصحيحة و الضرب الصحيح يف قوله من قصيدة (حروفها محراء )

إن اخلفيف الصحيح فيه مساحه إيقاعية جيدة حلمل املعىن و لكن ليس أي

معىن إنه معىن احلزن و معىن الفرح ، و على موسيقاه نستطيع محل ما نشاء من أفكار

مفدي اليت كتبها على هذا النوع (العروض الصحيحة و أغراض لذا جند جل قصائد

لذهبنا حنالف –حروفها محراء –الذبيح الصاعد –و الضرب الصحيح ) و هي

عش مع اخلالدين يا شيخ -يوم اخلالص -أيها املهرجان هذا نشيدي -الشيطانا

ضل شاكر الف-التحيات أيهذا اإلمام -ابن ملكا على هوى الشعب خيلد -.وانعم

جاءت على هذا النوع حاملة معىن احلزن و الفرح .-ليس بعدم شكرا

53مفدي زكريا ، الديوان ، ص-9

اء م فيها الد سيل ت د يف بال ا اه سيف مويلاب باالنتخ الذ --ں--ں-ں--ں-

تن فاعال تفع لن فاعالتن م --ں--ں-ں--ں-

فاعالتن فاعالتن متفع لن

دون حكم أي معىن لمجلس --ں--ں-ں--ں-

ن لن فاعالتفاعالتن متفع

القضاء يديه على وطين --ں-/-ں-ں--ں ں

لن فاعالتن فاعالتن متفع

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

71

10فاليت جاءت حاملة معىن الفرح كقوله من ( أيها املهرجان هذا نشيدي ) :

و تـغىن خيلدا الحتفاال هاجه املحفل الرهيب فـقاال --ںں-ں-ں--ں-

تنعال لن فافعفاعالتن مت--ں--ں-ں--ں ں

تنعالفع لن فافعالتن مت

: 11و قال من ( يوم اخلالص)

تساماابو ة ج ه بـ ن و الك واأل و ام ام ال وا األع ر ش ن أ ف يد الع رق ش أ ----ں-ں--ں-

تنعال افع لن ف فاعالتن مت--ں--ں-ں--ں-

تنعالفع لن فامتفاعالتن

: 12و اليت جاءت حاملة معىن احلزن قوله من ( الذبيح الصاعد)

ا يد ئ و يح س كامل ال ت خي ام ق --ں ں-ں-ں--ں-

تن ال ع فع لن فاتمفاعالتن

ايد ش الن او ل تـ ، يـ ان و ش ى ن اد ه تـ يـ --ں--ں----ںں

تنعالفع لن فامتعالتن ف

كالط ، أوك ر، كاملالئ غ م الثـ اس ب --ںں-ں-ں--ں-

نالتع فع لن فامتفاعالتن

ا يد د جل ااح ب الص ل ستقب ي ل ف --ں--ں-ں--ں-

تنعالفع لن فامتعالتن فا

185مفدي زكريا ، الديوان ، ص -10208املصدر نفسه : ص -119م.ن : ص -12

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

72

عمد الشاعر من خالل هذا البحر إىل رقة و ليونة و موسيقى تدب إىل قلب

املتلقي لتسيطر على عقله معوال على ما فيه من " جزالة و رشاقة " كما يرى

13القرطاجىن.

لكامل : ل.بنية التشكيل اإليقاعي 2

ا و يلة ، جاء يف شعرنا تام الكامل من البحور الصافية أو البحور موحدة التفع

جمزوء ، و هو يتألف من :

متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن

و هو من دائرة املؤتلف اليت تضم الوافر

14مساه اخلليل كامال " ألن فيه ثالثني حركة مل جتتمع يف غريه من الشعر "

سمى كامال " لتكامل حركاته و هي ثالثون حركة ، ليس يف الشعر و قيل ي

.15شيئ له ثالثون حركة غريه "

و قيل مسي كامال ألن أضربه أكثر من أضرب سائر البحور فال حبر له تسعة

أضرب سواه ( فله ثالث أعاريض و تسعة أضرب ) .

ة ، فبلغت أبي%19.56نظم شاعرنا منه تسعة قصائد بنسبة

-، و هي كاآليت : و تعطلت لغة الكالم %17.60) بنسبة 329و عشرين بيتا (

فنا يف أهدا-و تكلم الرشاش جل جالله -ال تعجبوا إن جاءكم برسالة -قالوا نريد

269حازم القرطاجين : منهاج البلغاء و سراج األدباء ، ص -13136ص -1ج–ابن رشيق : العمدة -1443التربيزي : الكايف يف العروض و القوايف . ص -15

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

73

د عاد للقمر ق-املغرب العريب أنت جناحه -إىل الذين متردوا -العاملني صرحية

كتابك .اقرأ -

فقد احتل املرتبة األوىل يف الديوان مع اخلفيف و البسيط ، و هو حبر متقدم

.%18.4النسبة يف الشعر القدمي إذ بلغت حوايل

و الكامل من أهم البحور يف الشعر احلديث مجلة إذ بلغت نسبة تواتره فيه 27.9%

و قد ا لبحور السباعيةو قد استعمله مفدي مبظهره التام فقط "و الكامل أمت

أحسنوا بتسميته كامال،ألنه يصلح لكل نوع من أنواع الشعر و هلذا كان كثريا يف كالم

املتقدمني و املتأخرين، و هو أجود يف اخلرب منه يف اإلنشاء و أقرب إىل الشدة منه إىل

16الرقة"

م عليه ظ: يأيت بعروض صحيحة و ضرب مثلها ، و نأ.الكامل التام الصحيح

.17أربعة نصوص يقول يف ( و تكلم الرشاش جل جالله )

هذي اليت تتفطر..؟؟..مناد أكب -ں-ں ں-ں---ں--

متفاعلن

؟تتقطر اليت هذي ؟ ..ن م اءم د و –ں–ںں-ں---ں–ںں

متفاعلن

18و يقول يف ( أهدافنا يف العاملني صرحية )

589ص-1904-مصر-مطبعة اهلالل-سليمان البستاين:إلياذة هومريوس16133ص -:الديوان،مفدي زكريا17143ص -املصدر نفسه-18

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

74

م ه ف يـ و ريد ا ن م لم يع ديغول-ں–ںں-ں-ں ں-ں--

متفاعلن

م كل ت ال يـ ريان اله ، ح ا ب م -ں-ںں-ں---ں ں-

متفاعلن

19يقول يف ( إىل اللذين متردوا ) : و

ما للعصابة يف اجلزائر ماهلا -ں–ںں-ں-ں ں-ں--

متفاعلن

للجبابر ساجدين حياهلا؟ ا م -ں-ں ں-ں-ںں-ں--

متفاعلن

20و قال يف ( قد عاد للقمر) :

تل قـ ات م ف وس ي ابن واقال-ں–ںں-ں-ں ں-ں--

متفاعلن

ا أميوت من حفظ البالد من الفن-ں-ںںں-ں-ںں-ں-ں ں

متفاعلن

: عروضه صحيحة (متفاعلن ) و ضربه مقطوع الكامل التام المقطوعب.

املتكررة يف التفعيلة الواحدة (متفاعلن) لتصبح تفعيالته و هو مقطوع الضرب هكذا :

متفاعلن متفاعلن فعالتن متفاعلن متفاعلن متفاعلن

21يقول من قصيدة (و تعطلت لغة الكالم):

156ص –مفدي زكريا : الديوان -19206ص –املصدر نفسه -20موع و إسكان ما قبلهالقطع: علة نقص و هي حذف آخر الوتد اجم

42ص-مفدي زكريا : الديوان21

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

75

نطق الرصاص فما يـباح كالم وجرى القصاص فما يـتاح مالم --ںں-ں-ںں-ں-ںں--ںں-ں-ںں-ں-ںں

فعالتن فعالتن

جاء الضرب مقطوعا و لكن ما حلظناه أن العروض جاءت مقطوعة كذلك

على وزن (فعالتن ) مثل الضرب ، فهل خالف الشاعر القاعدة ؟

ألن هذا البيت هو مطلع القصيدة و غالبا ما تأيت مطالع القصائد !اجلواب : ال

رعة ، و التصريع هو جعل العروض كالضرب وزنا و قافية مع إخراجها عن حكمها مص

إىل حكمه .

22و مثال العروض الصحيحة و الضرب املقطوع قوله من القصيدة نفسها :

ما للقيامة يف اجلزائر أرعدت -ں-ں ں

متفاعلن

ام فـغدا هلا يف احلافـقني غم --ں ں

فعالتن

و هو *و قد نوع الشاعر يف الضرب املقطوع فأدخل عليه زحاف اإلضمار

حسن يف نظر العروضيني ، فتصبح التفعيلة ( متفاعلن ) بعد اجتماع القطع و اإلضمار

23مفعولن ) كقوله :(

د حلكمهر قضى الزمان فال مو -ں-ں ں

متفاعلن

القضاء ومتت األحكام وجرى---

مفعولن

44ص -مفدي زكريا:الديوان22اإلضمار : إسكان ثاين اجلزء و يدخل على تفعيلة واحدة و هي متفاعلن و على حبر واحد هو الكامل -*

42ص –مفدي زكرا :الديوان -23

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

76

اعلن) ذا حيمل عو اطفه على تفعيلة (متفجند الشاعر على وفق مبناه اإليقاعي ه

املتكررة الوحيدة ، فال جند التنويع اإليقاعي إال يف زحاف اإلضمار (متفاعلن) تصبح

متفاعلن و حتول إىل مستفعلن مثال ذلك قوله يف قصيدة (ال تعجبوا إن جاء كم

24برسالة )

قف يب اقدس للحياة نضاهلا-ں-ں ں-ں---ں--

مستفعلن مستفعلن متفاعلن

ا فـلكم وقـفت أقدس استقالهل -ں---ں-ں ں-ں-ں ں

متفاعلن متفاعلن مستفعلن

مفدي ال و إذا كان العروضيون يرون زحاف الوقص صاحلا يف الكامل فإن

يستسيغه و ال يراه موصال إيقاعيا و ذلك لكسره انسيابية الكامل ، فلم ينظم علبه

كما مل ينظم على التام األحذ فهذا النوع منه حمذوذ العروض و الضرب يف علة الزمة،

متفا و حتول إىل فعلن فتقصرها و هذا يتناىف و غرض فتصري التفعيلة متفاعلن

الشاعر.

ات لة و الرتابة اللتني توفرها التفعيلة الواحدة املتكررة و قلة حضور الزحافإن السهو

و العلل يف هذا البحر يسر حضوره يف املتلقى ، و يتفق إيقاعه املمتد املرتاخي السرد

ليتحمل سعة الغرض و اإلفاضة فيه فيلتفت إليه املتلقي ، فهو كما ير ى حازم فيه "

.25"جزالة و حسن اطراد

فاختار الشاعر هذا البحر ملا فيه من موسيقى عالية جتعله فخما و جليال .

130ص-مفدي زكريا: الديوان24269ص -اء و سراج األدباء حامت القرطاجين : منهاج البلغ-25

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

77

.بنية التشكيل اإليقاعي للبسيط :3

البسيط حبر مزدوج التفعيلة :

اعلنمستفعلن فاعلن مستفعلن فلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفع

يشارك الطويل و املديد يف دائرة املختلف .

. 26ليل بالبسيط " ألنه انبسط عند مدى الطويل "مساه اخل

و قيل مسي بسيطا :" ألن األسباب انبسطت يف أجزائه السباعية ، فحصل يف

27أول كل جزء من أجزائه السباعية سببان "

و له صورتان يف شعرنا العريب (التام و املخلع ) ، و مل يستخدمه مفدي سوى

و كان جمموع ، %15.21را صوتيا عاما لسبع قصائد بنسبة يف صورته التامة فاختذه إطا

%19.69) بنسبة 368أبياته يف هذه القصائد السبع ثالمثائة و مثانية و ستني بيتا (

بيتا و 52.5فبلغ متوسط أبيات القصيدة الواحدة من هذا البحر يف الديوان حوايل

يف السموات أ-بئه يا عام ستينا ماذا خت-أكذوبة العصر -هي كاآليت : زنزانة العذاب

ا مقدسة رسالة الشعر يف الدني-من يشرتي اخللد ، إن اهللا بائعه -عرش أنت تنشده

قل يا مجال .-

قدميا %12.6و البسيط من البحور اهلامة يف شعرنا العريب بلغت نسبته حوايل

و كما تبني لنا واحد من ، و ه%10.4و مل تتغري كثريا يف احلديث فبلغت حوايل

البحور اليت ارتفعت نسبتها يف اللهب املقدس و احتل املرتبة األوىل إىل جانب اخلفيف

136ص-1ج–ابن رشيق : العمدة -2630ص –التربيزي : الكايف يف العروض و القوايف -27

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

78

و قد جاءت و الكامل و تأخر إىل املرتبة الثانية يف الشعر العريب قدميه و حديثه

قصائد البسيط التام على التشكيالت اآلتية :

: عروضه خمأ.التام المخبون

فعلن.الثاين الساكن فتصري فاعلن

:28يقول من قصيدته (زنزانة العذاب )

ق ل غ نـ م و وح ت ف ي ، م د ن ع ان ي س -ں ں-ں---ں ں-ں--

علن فمستفعلن فعلن مستفعلن

ق ل احل ه ب ت د ش م أ ، ك اب ب ن ج ا س ي -ں ں-ں---ں ں-ں--

علنفمستفعلن فعلن مستفعلن

ه ع اب ن م ىت ش ن إ و ض و ح ض و احل و -ں ں-ں---ں ں-ں--

علنفمستفعلن فعلن مستفعلن

ق ر ش ن اى ف ق س أ م أ ر ع ى إىل الق ق ل أ

-ں ں-ں---ں--ں--

علنفمستفعلن فاعلن مستفعلن

29-أكذوبة العصر –و يقول يف

ر د الق رية خ أم س ر ص وبة الع ذ ك أ -ں ں-ں---ں--ں--

علنفتفعلن سمعلن تفعلن فاسم

ر ش ب لااحل يف ص ت س هذي اليت أس -ں ں-ں---ں--ں--

علنفمستفعلن فاعلن مستفعلن

20ص–مفدي زكريا :الديوان -28140ص –مفدي زكريا : الديوان -29

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

79

30-قل يا مجال –و يقول يف

قل يا مجال يـردد قولك اهلرم -ں ں-ں---ں ں-ں--

علنفستفعلنمستفعلن فعلن م

و احكم مبا شئت تـنجز حكمك األمم -ں ں-ں---ں--ں--

علنفمستفعلن فاعلن مستفعلن

ساعيا من وراء ذلك فعلن )جند الشاعر قد استعمل زحاف اخلنب (فاعلن

إىل خلخلة الرتابة يف القصائد ، و تكرار تفعيليت ( مستفعلن ، فعلن ) مينح األبيات

بسط يف األضرب فأوجد الشاعر غايته من خالله .سهولة السرد و ال

ب.التام المقطوع

فـعلن مستفعلن فاعلن مستفعلنفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن

31ماذا ختبئه يا عام ستينا :–و قد نظم عليه أربع قصائد يقول يف

ا اركن بى ت ر ش ام بالب ا ع ي ئت ج ل ه -ں ں-ں---ں--ں--

ن ل ع ف تفعلن سماعلنفستفعلن م

اين ه ل تـ حالم باأل ام ا ع ي ت ئ ج أم ---ں---ں--ں--

علن فـ مستفعلن فعلن مستفعلن

299ص -مفدي زكريا:الديوان30149املصدر نفسه ،ص -31

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

80

32السماوات عرش أنت تنشده :أ يف–يقول يف

و للفواجع ننساها فتفاجأنا-ں ں-ں----ں ں-ں-ں

علن ف ستفعلن متفعلن فعلنم

صحينات ا فـ فاديه هام ت و للس ---ں---ں ں-ں-ں

لن فـع متفعلن فعلن مستفعلن

33يشرتي اخللد إن اهللا بائعه :و يقول يف من

صفها على املحفل اجلبار قافية -ں ں-ں---ں--ں--

لن فع اعلن مستفعلن فستفعلنم

يسمع هلا من فم األجيال تـرديد ---ں---ں--ں--

علن فـ مستفعلن فاعلن مستفعلن

:34و قال يف رسالة الشعر يف الدنيا مقدسة

و يا دمشق هل ابتلت جواحننا -ں ں-ں--ںں-ں-ں

ن فعل متفعلن علنفمتفعلن

بـعد الثـنائي الذي قد كان أضنابا ---ں---ں--ں--

علنفـ مستفعلن فاعلن مستفعلن

جاء اإلبداع كله يف القصائد من دون مباشرة و تنوع إيقاعي ، ال جيد إال اخلنب

أمامه زحافا مستساغا.

219ص -مفدي زكريا: الديوان32263سه ،ص املصدر نف33287املصدر نفسه ،ص 34

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

81

لقد أودع الشاعر هذا البحر ذا اخلصائص امللحمية و احليوية املوسيقية الضاربة

طارا موسيقيا ر إيف أعماق ذاكرة املتلقي ، فكثرية هي القصائد اليت اختذت هذا البح

هلا كمعلقة األعشى و بردة كعب بن زهري وصوال إىل ملحمة أيب متام يف فتح عمورية

و غريها يف أدبنا العريب.

.بنية التشكيل اإليقاعي للطويل : 4

هو أيضا حبر مزدوج التفعيلة ، و مل يستعمله العرب إال تاما ، يشارك املديد

ة املختلف و هو مبين على : و البسيط يف دائر

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

35مساه اخلليل بالطويل " ألنه طال بتمام أجزائه "

و قيل " مسي طويال ملعنيني ، أحدمها أنه أطول الشعر ، ألنه ليس يف الشعر ما

أبياته فا غريه ، و الثاين أن الطويل يقع يف أوائليبلغ عدد حروفه مثانية و أربعني حر

36األوتاد ، و األسباب بعد ذلك ، و الوتد أطول من السبب ، فسمي لذلك طويال "

و الطويل من أهم حبور الشعر العريب و أكثرها تواتر ، فله أعلى نسبة تواتر يف

ضارع الطويل حبور الشعر ما يالشعر العريب ، و لقد أشار إبراهيم أنيس إىل أنه ليس بني

و أنه الوزن يف نسبة شيوعه " فقد نظم منه ما يقرب من ثلت الشعر العريب القدمي ،

.37الذي كان القدماء يؤثرونه على غريه و يتخذونه ميزانا ألشعارهم "

136ص-1ج-: العمدةابن رشيق35التربيزي: الكايف يف العروض و القوايف36189ص –إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر العريب -37

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

82

متفردا باملرتبة األوىل ، و على الر غم من ذلك فهو %36.3و نسبته يف القدمي

.%13.8تأخر ملحوظ يف الشعر احلديث بنسبة بلغت يف

، و كانت %10.86و لقد اختذه مفدي قالبا إيقاعيا يف مخس قصائد بنسبة

، و بلغ متوسط %14.28) بنسبة 267مجلة أبياته منه مائتني و سبعة و ستني بيتا (

بيتا .%53.4أبيات القصيدة الواحدة من هذا البحر

حاالت صنعت له ثالثة أنواع ، فإما أن يكون الضرب لضرب الطويل ثالث

صحيحا ، و إما أن يكون مقبوضا ، و إما أن يكون حمذوفا ، على أن عروضه يف

احلاالت الثالث مقبوضة وجوبا ( مفاعيلن) تصبح بالقبض (مفاعلن) .

نظم الشاعر من الضرب الصحيح (مفاعيلن) أربعة نصوص يقول من قصيدة

38اللك يا عيد الرئاسة رائع ) : ( ج

و موكب جيل باركت و نـباته-ں-ںں-ں---ںں-ں

فعول مفاعيلن فعول مفاعلن ---ںں-ں---ں--ں

فعولن مفاعيلن فعول مفاعيلن

39أر للشعب ) و يقول من (ستث

و هل ليلة القدر اليت طال عمرها -ں-ں--ں---ں--ں

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

ها فجرها يصدع األفـقا تنفش عنـ---ں--ں---ںں-ں

فعول مفاعيلن فعولن مفاعيلن

180ص–مفدي زكريا :الديوان -38198ص املصدرنفسه:-39

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

83

40ز حىت تستقل اجلزائر) ) و يقول من (فال ع

ه و غصنا بصدر الغيب جنلو ضمري -ں-ں--ں---ں--ں

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

و نقرا من عدل السماء به سطرا---ں--ں---ںں-ں

فعول مفاعيلن فعولن مفاعيلن

عمد الشاعر إىل املوسيقى مستثمرا زحاف القبض زحافا غري الزم يدخل على

حشو الصدر و العجز ، مدركا ما للبنية اإليقاعية من أثر يف املعىن لذا نراه يتالعب

41و قال من ( هنيئا بين أمي ) :

حه ر تـ عيب و ش اح ر يف أفـ ت د ش ن و أ -ں-ں--ں---ں--ں

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

روائع مل يصدع بإعجازها ثاين ---ں--ں---ںں-ں

فعول مفاعيلن فعولن مفاعيلن

التعاقب مفاعيلن) ب–ر (فعولن

يف الصدر و العجز من كل بيت ، فيساعدان الشاعر مع الزحافات اليت تعرتيهما على

اإلنشاد و اإلفاضة يف املعىن فتمنح التشويق و تشد السامع إليها صانعة ألفة إيقاعية

بني الشاعر و املتلقي .

305ص -مفدي زكريا: الديوان40320ص :م.ن 41

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

84

ب يقدس فيك الشعو نظم من الضرب الثاين املقبوض كالعروض قصيدته (

42أعظم قائد) يقول منها :

ـةأم ال ط أب اريخ ر الت ك ا ذ ذ إ-ں-ں--ں---ںں-ں

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

د ـج س و ي ان م الز اك ر ك لذ ر خي -ں-ںں-ں---ںں-ں

فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن

اد و إن تذكر الدنيا زعيما خمل -ں-ں--ں---ں--ں

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

فإنك يف الدنيا الزعيم املخلد -ں-ں--ں---ںں-ں

مفاعيلن فعولن مفاعلن فعول

ءه يظهر صادقة ، فالشاعر يف رثاأتاح حبر الطويل يف هذه القصيدة تكوين لوحة

حزينا وفيا صادقا يبحث عما ميكن أن يعرب عن عواطفه اجتاه املوقف و اشتداد األمل

و قاعه البطيئ " يعد الطويل بإيفعمد إىل حبر الطويل مسرتسال ببكاء فقيد عزيز عليه

ن التأمل سواء ر ماهلادئ أكثر مالئمة لالنفعاالت اهلادئة املسيطرة عليها املمتزجة بعنص

43أكانت سرورا غري صاخب و هادئ أم حزنا ملطفا هادئا "

5

173ص -يوانمفدي زكريا:الد42524ص-النويهي حممد : قضية الشعر اجلديد-43

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

85

.بنية التشكيل اإليقاعي للرمل : 5

الرمل حبر موحد التفعيلة ، استعمله العرب تاما و جمزوء و أصله :

فاعالتن فاعالتن فاعالتن فاعالتن فاعالتن فاعالتن

44ه " شبه برمل احلصري لضم بعضه إىل بعض "قيل مسي بالرمل ألن

و قيل :" مسي رمال ، ألن الرمل نوع من الغناء خيرج من هذا الوزن ، و قيل مسي

رمال لدخول األوتاد بني األسباب ، و انتظامه كرمل احلصري الذي نسج ، يقال رمل

.45فيه رمل "احلصري إذا نسجه ، و املرمول منه رمل كأنه يقال للطرائق اليت

و هو من دائرة املشتبه اليت تضم اهلزج و الرجز .

مبرتبة %2.8و حبر الرمل من البحور ضعيفة النسبة يف شعرنا القدمي قدرت بـ

.%7.7ثالثة ، و هو يف تقدم ملحوظ يف الشعر احلديث إذ بلغت نسبته

س قصائد لشاعر يف مخو قد ورد يف اللهب املقدس مبظهره التام ، إذ استعمله ا

6.31) بنسبة 118%10.86بنسبة اجتاه

حمتال بذلك املرتبة الثالثة .%

للرمل التام عروض واحدة حمذوفة (فاعلن) و ثالثة أضرب :

الضرب األول سامل على وزن (فاعالتن ) .-

ن) الضرب الثاين مقصور على وزن (فاعال -

الضرب الثالث حمذوف مثل العروض (فاعلن ) -

136ص -1ج–ابن رشيق : القريواين -4461التربيزي : الكايف يف العروض و القوايف ، ص -45

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

86

و ال شك يف تنويع األضرب أثره يف حتسني اإليقاع ، و هو انعكاس ملرونة

46فمثال عن الضرب الصحيح يقول يف قصيدة (وليد القنبلة الذرية )

دهاهمداهاه ويل أمه ما م --ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعالتن

!ويـلتاه من جيله ويـلتاه

--ں---ںں--ں-

فاعالتن فاعالتن فاعالتن

47و مثال الضرب املقصور يقول يف قصيدة (فاشهدوا ) :

ات ق اح امل ت ازال الن ا ب م س ق 0-ں---ں---ں-

اعالتن فاعالن فاعالتن ف

دافقات الات ي اك الز اء م الد و 0-ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعالن

48و من الضرب احملذوف قوله من ( إىل أغادير الشهيدة ) :

اضطرب يا حبر و اخفق يافضا-ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلن

م يا خطب و انزل ياقضا و احرت -ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلن

فهذا التنويع و التلوين الصويت لألضرب أكسب النصوص الرملية حيوية

و غىن و قدرة على التطريب ، و من هذا التنويع يأيت

الثراء اإليقاعي و تتكاثف النغمات

161ص –مفدي زكريا :الديوان -4671املصدر نفسه:ص47

166ص :املصدر نفسه48

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

87

49و يقول يف ( أسفريا حنو أمالك السما) :

أي صقر يف السماوات اختـفى -ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعالتن

أي جنم يف النهايات انطفى ؟ -ں---ں---ں-

ن فاعالتن فاعالتن فاعالت

50و قال يف ( اذكروا الثورة يف أقسامكم ) :

صعدا حنو العال و السؤدد -ں---ں---ں ں

فعالتن فاعالتن فاعلن

يا شباب اليـوم أبطال الغد -ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلن

العروضية ، فال عجب أنه استقطب أوىل حماوالت حبر الرمل من أمجل الصيغ

ك الغيث إذا جاد–التجديد يف أبنية العروض ممثلة باملوشحات األندلسية مثل موشح

الشهرية للسان الدين بن اخلطيب ، و غريها من املوشحات مؤكدة الغنائية -الغيث مهى

العالية و املرونة املوسيقية البالغة يف تفعيلته .

192ص مفدي زكريا:الديوان49196م.ن ، ص -50

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

88

:ية التشكيل اإليقاعي للوافر .بن6

هو حبر مزدوج التفعيلة ،استعمله العرب تاما و جمزوء، ينتمي إىل الدائرة الثانية

(دائرة املؤتلف) مناصفا فيها الكامل ، و هو مبين على مفاعلنت ست مرات:

اعلنت فمفاعلنت مفاعلنت مفاعلنت مفاعلنت مفاعلنت م

و هذه التشكيلة مل ينظم عليها أحد من العرب مما دفع بالعروضيني إىل أن

يستعملوا علة القطف ، و هي مؤلفة من علة احلذف ، إسقاط السبب اخلفيف و

(مفاعل)←زحاف العصب ، إسكان الالم ، فصارت تفعيلته الثالثة (مفاعلنت)

لك قالوا إن هذا النوع التام من الوافر مقطوف العروض و حتول إىل (فعولن) ، لذ

و الضرب فكانت صيغة استعماله :

مفاعلنت مفاعلنت فـعولن مفاعلنت مفاعلنت فـعولن

51أما عن تسميته بالوافر ، فقيل إن اخلليل مساه وافرا " لوفور أجزائه وتدا بوتد "

ك كاته ألنه ليس يف األجزاء أكثر حركات من مفاعلنت و ما يـف و قيل " لتوفر حر

52منه و هو متـفاعلن"

و مل يرد هذا البحر يف (اللهب املقدس ) إال على الصورة التامة ، فأقام عليه

، و بلغت أبياته عليه مائة %8.69الشاعر أربع قصائد قدرت نسبة اجتاهه إليه بـ

.%8.35) أي بنسبة 156سني بيتا (و ستة و مخ

136،ص 1ج–ق : العمدة ابن رشي-5138التربيزي : الكايف يف العروض و القوايف ، ص-52

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

89

و املالحظ أن هذا البحر من حبور املرتبة الثانية يف الشعر القدمي مسجال نسبة

.%5.6و هي نسبة تأخرت يف الشعر احلديث فقدرت بـ 12.2%

ميتاز هذا البحر بأنه يشتد إذا أريد له الشدة و يرق إذا أريد له الرقة " الوافر ألني

بحور يشتد إذا شددته و يرق إذا رققته و أكثرها جيود به النظم يف الفخر و فيه جتود ال

53املراثي."

على حسب الغرض الذي حيمله (الفخر أو الرثاء) ، و قد كتب الشاعر ثالثة على عهد العروبة سوف نبقى، ذروا األحالم –و قال اهللا –نصوص يف الفخر و هي

عها يف الرثاء ، بنيت بروح شعبك عرش ملك ، يف رثاء جاللة و اطرحوا األماين ،و رابحممد اخلامس .

( (مفاعيلن) ←و يعود هذا التناقض إىل زحافني يعتربيانه مها العصب (مفاعلنتو الكف (مفاعيل) ، فاألول تأيت شدته مع كثرة سواكنه ، و الثاين تأيت رقته مع كثرة

حركاته .54ل من قصيدته ( و قال اهللا ) : يقو

اتجاب فاس ك ليل التاريخ عاد --ں-ں ں-ں---ں

مفاعيلن مفاعلنت فعولن

اصاب لنا الن ت ي فـ و ل ه -فمرب ن --ں-ںں-ں-ں ں-ں

مفاعلنت مفاعلنت فـعولن

عب اء ش د املجيب ن ع ل مس وه --ں-ںں-ں-ںں-ں

مفاعلنت مفاعلنت فعولن

اب وااجل ر د الق ليلة نت ا ك ف --ں---ں---ں

مفاعيلن مفاعيلن فـعولن

590ص-إلياذة هومريوسسليمان البساين :-5330ص –مفدي زكريا :الديوان -54

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

90

55و يقول من قصيدة ( على عهد العروبة سوف نبقى ):

افق ر اد للض ل وق ىح ص الف ل س --ں---ں---ں

مفاعيلن مفاعيلن فعولن

اق ط ن ك ن م صح ف أال احل ان س ل --ں-ںں-ں---ں

مفاعلني مفاعلنت فـعولن ىو ش ن ان و فاالك ب ل اقـ ي ه ت و --ں---ں---ں

مفاعيلن مفاعلني فعولن

اق ش ع و ىو جن اه اس ك يفب ذ و --ں---ں---ں

مفاعيلن مفاعيلن فـعولن ان حل يبر الع بر غ امل يفر س و --ں-ں ں-ں---ں

مفاعيلن مفاعلنت فعولن

اق ر ع اد ي االع قيثارةويف --ں---ں---ں

مفاعيلن فـعولن مفاعلني 56و يقول من قصيدة (ذروا األحالم و اطرحوا األماين ):

اار ث فـ ـه ب ـذ ـع م ـهب ـر أض --ں-ں ںںں ں-ں

مفاعلنت مفاعلنت فعولن

اار ط ف ـسـخرهم ـهـق أره و --ں-ں ں ں-ں ں-ں

فاعلنت فعولنمفاعلنت م اب ئ ذ ع م ةاس ي الس يد ـج ت ال و --ں-ںں-ں---ں

مفاعيلن مفاعلنت فعولن

اار وع ازي خ اد غ همف ر تـص --ں---ں-ں ں-ں

مفاعلنت مفاعيلن فـعولن حيضر ن) ، و ملجند يف أبيات هذه القصائد تفشي زحاف العصب (مفاعيل

زحاف الكف ألنه خالف العصب يرتك كسرا إيقاعيا يف أذن املتلقي ، أما فعولن

فبقيت ثابتة مل تتغري .

120ص -مفدي زكريا: الديوان 55152م.ن ، ص -56

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

91

و قال يف رثاء جاللة حممد اخلامس من قصيدة ( بنيت بروح شعبك عرش

57ملك ) :

إىل ما تظل تـلسعنا اجلراح --ںں ں-ں-ں ں-ں

اعلنت مفاعلنت فعولن مف

هشنا الرماح و فيم تبيت تـنـ--ں-ں ں-ں-ںں-ں

مفاعلنت مفاعلنت فعولن

يب حن ية او ز لك يفا ن ل --ں-ںں-ں---ں

مفاعيلن مفاعلنت فعولن

اح صي ة ادث ح لك يف ان ل

--ں-ں ں-ں---ں

مفاعيلن مفاعلنت فعولن

أال يا خطب هل عقباك نـعمى--ں---ں---ں

مفاعيلن مفاعيلن فعولن

و هل يا ليل يصدعك الصباح

--ں-ں ں-ں---ں

مفاعيلن مفاعلنت فعولن

وسواء كان ذلك يف الغضب أم احلزن هذا البحر مرشح لألداء العاطفي إن

فضل الشاعر التام منه ملا فيه من سعة مساحته اإليقاعية اليت تتفق و معانيه و أسلوبه

نه ما ععتدل كالمه و زالالكالم إذا صنع شعرا على الوافر اي املتني الشاعر القو "إن

.58اريض القوية "ه من األعيوجد فيه مع غري

212ص -مفدي زكريا :الديوان-57268ص -اء : منهاج البلغاء و سراج األدبحازم القرطاجين -58

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

92

:.بنية التشكيل اإليقاعي للسريع 7

التفعيلة ، و ال يرد إال تاما ، أدخله العروضيون يف دائرة املشتبه زدوجمرحب

أصله :

مستفعلن مستفعلن مفعوالت مستفعلن مستفعلن مفعوالت

" لصورة ألن تفعيلة العروض "مفعوالت لكنه يف االستعمال مل يأت على هذه ا

ال تأيت مطلقا يف الشعر العريب كاملة ألنه ال يوقف على حركة قصرية يف الشعر دون

إشباع ، فيأيت على الصورة التالية :

مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن فاعلن

59مساه اخلليل سريعا " ألنه يسرع على اللسان "

و قيل "مسي سريعا لسرعته يف الذوق و التقطيع ، ألنه حيصل يف كل ثالثة أجزاء

منه ماهو على لفظ سبعة أسباب ألن الوتد املفروق أول لفظه سبب و السبب أسرع

.60يف اللفظ من الوتد فلهذا املعىن مسي سريعا "

و عدد %8.69نظم الشاعر على هذا البحر أربع قصائد بنسبة

فهو يف املرتبة ما قبل األخرية يف الديوان ، و املرتبة %6.47و واحد و عشرون بنسبة

فقط .%2الثالثة قدميا و األخرية حديثا بنسبة قدرت حوايل

136، ص 1ج–ابن رشيق :العمدة -5968التربيزي : الكايف يف العروض و القوايف ، ص -60

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

93

أ.السريع التام الصحيح

مثلها:

علن مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن فا

61كتب مفدي على هذا الضرب قصيدة واحدة (معجزة الصانع ) يقول منها :

نان انع الص زة عج م يالبـ-ں--ں ں--ں--

مستفعلن مفتعلن فاعلن

ع ار الب يشة ر ن م لوحة اي

-ں--ں---ں--

مستفعلن فاعلن مستفعلن

ضه ر لى أ ع ب الر مة ص ا ب ي -ں--ں ں--ں--

مستفعلن مفتعلن فاعلن

ع اص الن ه ط خ ن م اامت خ و -ں--ں---ں-ں

مفاعلن مستفعلن فاعلن

م آد اكتـبه ـ ي ة ـص ق اي -ں--ں ں--ں--

مستفعلن مفتعلن فاعلن

ئع ا الض ده ل خ ن ا ع حي

-ں--ں--ں--

مستفعلن مستفعلن فاعلن

استخدم الشاعر جوازات السريع الصحيح فكان للخنب (مستفعلن )

بيات ، إىل جانب زحاف الطي (متـفعلن) و حتول إىل (مفاعلن) حضور يف األ

(مفتعلن) (مستفعلن)

: عروضه صحيحة (فاعلن) و ضرب مقطوع : ب) السريع التام المقطوع

مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن فـعلن

329ص –مفدي زكريا :الديوان -61

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

94

62نظم عليه قصيدة (أيها املارد األمسر ) يقول منها :

رد املا هاأي ارفيع ع صد ا ---ںں--ں--

مستفعلن مستفعلن فعلن

د اع الص اه أيـ اريع س د ع واص

--ں--ں--

مستفعلن مستفعلن فعلن

اقذف وال األغال م ـط وح -ں--ں----ں

فعولن مستفعلن فاعلن

حد ا اجل ار ه ص ي ظى ل إىل ---ں---ں-ں

مفاعلن مستفعلن فعلن

جياشة للخلد -ں--ں ں--ں--

مستفعلن مستفعلن فاعلن ---ں-ںں--

فعلنمستفعلن مفاعلن

: تكون عروضه صحيحة (فاعلن) و ضربه مذيل السريع التام المذيل-ج

(فاعالن)

مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن فاعالن

63فيها :

اح ي ر ا ي ياعصف و م ي خ ل ي ا ل ي 0-ں--ں---ں--

مستفعلن مستفعلن فاعالن

ود ع يا ر يف قص او م د م د ق ف أ ا ي

0-ں--ں---ں--

مستفعلن مستفعلن فاعالن

146ص -مفدي زكريا:الديوان6288املصدر نفسه : ص -63

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

95

اح ر ا ج ي ين احن و ر ش ر ش م ا د ي 0-ں--ں---ں--

مستفعلن مستفعلن فاعالن

ود ي ا قـ ي يق د اح و ر ص ر ص ل ا غ ي 0-ں--ں---ں--

مستفعلن مستفعلن فاعالن

ىم احل وين ص حرير الت ورة ا ث ي -ں--ں ں--ں--

مستفعلن مستفعلن فاعلن

بني اص الغ د ي ن م يه ر ر ح و

0-ں--ں---ں--

مفاعلن مستفعلن فاعالن

إن السريع حبر ال تدخله الزحافات الكثرية ، فال جند يف حشوه إال اخلنب و الطي

فقصائد هذا اإليقاع ال تتعب بل تأيت سريعة توصل املعىن ، فلم يكثر مفدي النظم

عليه البتعاد إيقاعاته عن محاسة الشاعر .

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

96

يقاعي للمتقارب :.بنية التشكيل اإل8

حبر موحد التفعيلة ، ينتمي مع املتدارك إىل الدائرة اخلامسة (دائرة املتفق )

و هو يعتمد على تتابع تفعيلة واحدة و هي فعولن مثاين مرات يف البيت الواحد :

فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن

1" عضا.بمساه اخلليل متقاربا " لتقارب

1

و قيل مسي متقاربا لتقارب أوتاده بعضها من بعض ألنه يصل بني كل و تدين

.2سبب واحد فتتقارب األوتاد "

فمجمل أبياته %6.52نظم مفدي على املتقارب التام ثالث قصائد بنسبة

و هو من البحور ضعيفة %7.92بة ) بنس148هذه مائة و مثانية و أربعني بيتا (

يف الشعر احلديث .%4و بنسبة %3.5يف الشعر القدمي بنسبة النسبة

3يقول من قصيدة (نشيد االنطالقة الوطنية األوىل ) :

ايل فداء اجلزائر روحي وم --ں--ںں-ں--ں

فعولن فعول فعولن فعولن

ـة ري احل ل سبيأال يف

-ں---ں--ں

فعولن فعولن فل فـعو

تقالل االس ب ـز ح ي فـليح------ں--

ة جنم مشال إفريقيـو -ں---ںں-ں

136، ص 1ج–ابن رشيق : العمدة -189التربيزي : الكايف يف العروض و القوايف ، ص -2104مفدي زكريا : الديوان ، ص -3

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

97

فعول فعولن فل فـعوفعولن فعول فعولن فعولن

1إن ربك أوحى هلا ): و يقول من قصيدة (أال

ـازاهل ل ز زلزل ،ثـم اإلو ه -ں--ںں-ں--ں

فعولن فعول فعولن فعو

اه ـال لز ز األرض ـت للز ز فـ

-ں--ں--ںں-ں

فعول فعولن فعولن فعو

م ـاهل أثق النـاس اومحله -ں--ں--ںں-ں

فعول فعولن فعولن فعو

اـاهل ثق أ رض األ جت ر أخ ف -ں--ں--ںں-ں

فعول فعولن فعولن فـعو

2قال من فلسطني على الصليب :و

يه ات الع رصر يف الص اديك أن -ں--ں--ں--ں

فعولن فعولن فعولن فعو

هـ اري الذ ـاه اصفو قـ بني و

-ں--ںں-ںں-ں

فعول فعول فعولن فعو

ىغ الو زيز أ ني ب ـوك ع د وأ -ں--ں--ں--ں

فعولن فعولن فعولن فعو

ه اثيـاجل ـاه امج مج وبني -ں--ںں-ںں-ں

فعول فعول فعولن فـعو

273ص -مفدي زكريا:الديوان1336م.ن ،ص -2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

98

عروض قصائده الثالث ، فجعلها متنوعة بني (فعو) نوع الشاعر يفلقد

و (فعولن) و (عولن ) و اتزم ضربا واحداحمذوفا على وزن (فعو) إعالء لنربة اخلطاب

و ذلك بإزالة نصف تفعيلة الضرب تقريبا موافقا فيها العروض أحيانا و مبتعدا عن

د و ذلك ليختار ما يناسب انفعاله و جيس صحيحها ابتعادا عن الرتابة أحيانا أخرى

معانيه جاعال من العروض مسرحا له يوقع عليها إيقاعات نفسه و مشاعره .

و أفادت هذه التفعيلة (فعو) هذا البحر ليصلح للتعبري عن احلزن و األسى

ادفة مثاين رت فاستعمل الشاعر حبرا طالت أبياته بتفعيلته امل’ و اجلزع بصخب و قوة

مثاين مرات ، مستثمرا الزحافات و العلل اجلاهزة يف هذا النوع ، فمال إىل القبض

فـعول و إىل احلذف فـعو و اليت تعادهلا فـعل و إىل الثلم عولن و البرت فع .

يقاعية املتموجة ، فالقصائد اليت تطغي عليها التفعيلة الساملة تتبطأ و تتجه حنو اإل

السكون .

مل يكتب مفدي على املتقارب املقصور (فـعول) ألن هذا النوع من الضرب ال

يتناسب مع إيقاع تفعيالته األخرى .

ريانه على جلفتأتى حبر املتقارب متوافقا مع مواضيع القصائد و مناسبتها نظرا

خنلص للقول إن اللهب املقدس اشتمل على ستة و أربعني قصيدة من الشكل

العمودي ، مل يستخدم الشاعر من البحور اخلليلة إال مثانية من بني الستة عشر و

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

99

حور خليط من البحور الصافية و الباملالحظ أن البحور اليت بين عليها الشاعر هي

املزدوجة .

و قد تفاوتت نسبة شيوع كل حبر من تلك البحور يف كل غرض شعري على

حدة نظرا لتفاوت املتطلبات اإلبداعية للشاعر من معان و صور و أخيلة و تراكيب

ذا ما النفسية ، و هو ال شك أن كل حبر يعرب عن عاطفة الشاعر و قوته و حالته

توصل إليه ابن رشد " و من التخيالت و املعاين ما يناسب األوزان الطويلة و منها ما

.1يناسب القصرية "

نستدل من هذا القول على أن الشعر الذي حيتاج إىل عاطفة كبرية يلجأ من

ليت تتيح اخالله الشاعر على التنفيس عما خيتلج بنفسه إمنا توافقه األوزان الطويلة

لصاحبها حتقيق غايته يف التعبري بصورة كاملة عما يريد ، أما الشعر الذي يكون فيه

2إنفعال شيء و يأيت بغتة حيتاج إىل وزن قصري أو سريع يتالئم مع سرعة النفس .

و شاعرنا جلأ على حبر الطويل يف وصفه و رثاءه متخذا من املوضوع املطروق

حر نفسه و فكره سواء يف احلزن أم الفرح ملا يتيحه هذا البواحة للتعبري عما جيول يف

من سعة بالغية و فنية .

و ال خيتلف الكامل عن الطويل كثريا يف إتاحة سعة التعبري ، أما الوافر فقد عمد

إليه الشاعر ملا فيه من مرونة و لكثرة ما يف تفعيالته من األوتاد مما يتيح حرية صياغة

129ص–ابن رشد : تلخيص كتاب أرسطو -1176و175ص -إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر العريب ينظر2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

100

عري بصورة معربة تنبع من عاطفة صادقة و نفس منفعلة توافق إنفعال النص الش

األحداث اليت أملت بالشاعر .

فبالنظر إىل األغراض املتناولة يالحظ أن الشاعر ركز كثريا على األوزان الطويلة

بالدرجة األوىل ، و هذا ال يعين أنه يلجأ إىل األوزان القصرية .

ختلفة فتأتت هذه األزان موافقة لقوة العاطفة تنوعت مواضيع الديوان امل

و اشتدادها أو بنشاطها و فتورها ، و هو أمر ال شك بواقع احلال الذي عاشه الشاعر.

فالشاعر نظم من الوزن الذي يوافق شعوره حلظة اإلبداع ألن " القدماء من العرب

أو حبرا من حبور الشعرصامل يتخذوا لكل موضوع من هذه املوضوعات وزنا خا

.1القدمية "

ذلك ليس بانتقاء الوزن بل يف صدق التجربة اليت تعرب عن أفكار الشاعر يف إيقاع

يبا و ذلك ملا نتباها عجموسيقى متناغم " الكالم املوزون ذو النغم املوسيقي يثري فينا ا

2فيه من توقع ملقاطع خاصة تنسجم مع ما نسمع من مقاطع "

168حممد غنيمي هالل : النقد العريب احلديث ، ص -131ص -إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر العريب -2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

101

إيقاع الشكل التفعيليشعر التفعيلة أسلوب و حرية يف النظام العروضي ، يقوم على التفعيلة كأساس

فعيالت وع عدد تعروضي " فهو شعر موزون خيضع لعروض اخلليل ، و هو حر ألنه ين

1احلشو يف السطر ، خالصا من قيود العدد الثابث يف شطر اخلليل "

إذن هو شعر يعتمد على التفعيلة كوحدة موسيقية تتفاعل مع بعضها البعض يف

السطر الشعري ، و على احلرية يف عدد التفعيالت املوزعة على كل سطر ، فقد حترر

د معني من التفعيالت يف البيت الشعري إىل السطرالشاعر املعاصر من االلتزام بعد

الشعري غري حمدد التفعيالت ، فقد يأيت السطر من تفعيلة أو جزء من التفعيلة أو أكثر

من ذلك، فالذي يتحكم بطول السطر و قصره هو احلالة الشعورية لدى الشاعر "

ية أو لحالة النفسهو جعل التشكيل املوسيقي يف جممله خاضعا خضوعا مباشرا ل

الشعورية اليت يصدر عنها الشاعر ، فالقصيدة يف هذا االعتبار صورة موسيقية متكاملة

58ص -2007-بريوت-دار العلم للماليني–نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر -1

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

102

، تتالقى فيها األنغام املختلفة و تفرتق حمدثة نوعا من اإليقاع الذي يساعد على

.1تنسيق املشاعر و األحاسيس املشتتة "

را ، بذلك ية يف عمله الفين مكس لذلك اعتمد الشاعر على التفعييلة كوحدة إيقاع

وحدة البيت التقليدي و مفجرا من خالل ذلك طاقته املخبئة و ذلك من خالل

"الضرورة يف أن يتكافأ احلس املوسيقي و اللغة و املعاين يف وحدة واحدة ، فبقدر ما

-يةعتكون احلالة النفسية للشاعر متغرية أو غري خمططة ينبغي أن تكون الوحدات اإليقا

قادرة على امتصاص الشحنات الوجدانية للشاعر ، حبيث يكون -التفعيالت

هذا االمتصاص إجيابيا خصبا يعرب أوال و بكل جالء و حرية و يعطي ثانية إضاءة

2أكثر "

و اإليقاع املوسيقي يف شعر التفعيلة ينبع من تناغم داخلي حركي هو سر هذه

راه يف إيقاع شعر التفعيلة يف (اللهب املقدس ) ، فقد نظم املوسيقى، و هذا ما سن

.%14.45) بنسبة55الشاعر منه مثاين قصائد من أصل مخسة و مخسني قصيدة (

و سنقوم برصد األمناط املتشكلة للتفعيلة املسخدمة و اليت جاءت من البحور

فاعلن) ملتقارب ((فعولن) من ا–الصافية فقط و هي كاآليت : (فاعالتن ) من الرمل

من املتدارك .

) --ں-: فاعالتن (إيقاع تفعيلة الرمل

تأيت يف املرتبة األوىل و قد استفاد الشاعر من التغريات اليت تطرأ على التفعيلة

و مشتقتها فعالتن و هي املشتقة الوحيدة املسموح استخدامها دون فاعالتن الساملة

63ص -1978-3ط-بريوت–دار الفكر العريب –عز الدين إمساعيل : الشعر العريب املعاصر -1165ص-1995-القاهرة-اهليئة املصرية العامة–عزيز السيد جاسم:دراسات نقدية يف األدب احلديث -2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

103

اعالن و هذه ف-فعال -فاعالت -وط منها : فاعلنقيد ، أما باقي املتغريات فضمن شر

الشروط هي عدم حشرها بني التفعيالت الكاملة و اقتصار استخدامها يف بداية البيت

لسطور الشعرية.أو املتغرية فقط الضابطة لنهاية االتفعيلة الساملة فقط أو الساملة و املتغرية فمن أهم الظواهر اإليقاعية لنمط التفعيلة األخرية:

أ.منط التفعيلة الساملة (فاعالتن) و املخبونة (فعالتن):1كما يف قوله: (أنا ثائر )

124ص –زكريا : الديوان مفدي -1

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

104

يف احلنايا --ں-اعالتنفو سواد الليل قامت

--ں---ںںفعالتن فاعالتن

مالت األكوان سكرى--ں---ں-

فاعالتن فاعالتنمثالت --ں ں

فعالتنأودعتها مهجة األقدار سرا

--ں---ں---ں-فاعالتن فاعالتن فاعالتن

يف الزوايا--ں-

فاعالتن

بني سهران و نائم --ں ں/--ں-

فاعالتن فعالتنجلأ الشاعر إىل تفعيلة حبر الرمل الرئيسية فاعالتن و مشتقتها فعالتن ، و نوع يف

عددها يف السطر ما بني تفعيلة و اثنني و ثالث. مل ا و نبض بإيقاع تفعيلة الر و كل مقطع عرب عن أنا الشاعر الثائرة شعوري

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

105

ب.منط التفعيلة الساملة (فاعالتن ) و احملذوفة (فاعلن) و املخبونة احملذوفة (فعال):

1كما جاء يف قوله (أرض أمي و أيب ) :

واـد لـ خ -ں-

فاعلن واـد لـ خ -ں-

فاعلنالـوم اجلـ وا ي د لــ خ -ں---ں-

فاعالتن فاعلن ـرب غ امل ـن بـالد ع -ں---ں-

فاعالتن فاعلنيبـ عا ن ش ن سهويل ع ع --ں---ں-

فاعالتن فاعالتن

يرابـ رويب عن ت ن د ع --ں---ں-

فاعالتن فاعالتنيي و أبـ أمـ أرض

-ں ں--ں-فاعالتن فعال

الـ وم اجل ـ دوا... يلـ خ

107ص –مفدي زكرياء : الديوان -1

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

106

-ں---ں-فاعالتن فاعلن

(فعال) وباملتغريتني (فاعلن)جاء الشاعر بسحر موسيقي و هو خيتم كل سطر

ج.منط التفعيلة فاعلن و فعال: قوله نهااد العام للشاغلني اجلزائريني) م

:1

حنن جند االحتاد و العمل -ں-ں-----ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلن

نـنجز األشغال ال نرضى الكسل -ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلن ـل ألم اقيـق ح لت زم ـ الع ـد عق ن

-ں---ں ں--ں-فاعالتن فاعالتن فاعلن

ول الـد ني ا ب مـ ة اي الر رفع نـ -ں---ں ں--ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلناـد اص ق امل بلـغ ا ... ن ـد دائ الش ـل م ا ... حن اعـد و الس فتـل ن

-ں-ں-ں--ں-ں-ں--ں-ں-ں-

فاعالت فاعلن فاعالت فاعلن فاعالت فاعلن

ـان ا للبـ ضنـ مـال ع ن حن -ں---ں---ں

فاعالتن فاعالتن فاعلن

انـ د ـا، والب ن وح ا ر نـ ب وه و -ں ں--ں---ں ں

فعالتن فاعالتن فعال

امن الز ـا سبقن ف ـا ن ع فـ اند و ــان ط ـا و مان ا مـن د نعن ص و -ں ں--ں---ں ں

فعالتن فاعالتن فعال

-ںں--ںں--ں-

فاعالتن فعالتن فعال

100ص -مفدي زكريا: الديوان1

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

107

هاهو ا لشاعر يستخدم ا لتفعيلة (فاعالتن) بكل حرية و عذوبة ، أما التفعيلة كررت يف األبيات و كانت إضافة نوعية على موسيقى التفعيلة.املتغرية منها فقد ت

فجعل الشاعر لكل قصيدة هندسة خاصة بتنوع التفعيلة ، و هذا التنوع أثرى اإليقاع اخلاص لكل قصيدة و اإليقاع العام للوحدة الرملية .

ا طو قد اعتمد مفدي زكريا السطر الشعري الذي يتكون من ( فاعالتن) ضابإيقاعيا للموسيقى الناشئة من تنوع التفعيلة يف السطور الالحقة له ، كما يف قصيدة (ادفعوها) فهذا العنوان يرتكز عليه إيقاع سطورها الالحقة منطلقا بإيقاع األمر ، يقول

1منها :

ا فعوهد ا

--ں-فاعالتن

تاح السكونجييف ضمري الليل،

ں-ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعالتن

اض ى كالق ام رت تـ -ں---ں ں

فعالتن فاعلن اض ي يف الف دو وت

-ں---ں ںفعالتن فاعلنتسمع األكوان

249اللهب املقدس : ص -1

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

108

ں---ں-

فاعالتن ة اإلميان قص ں---ں-

فاعالتنافعوه د ا

--ں-فاعالتن

يف الوجود ں-ں-

اعالنفللخلود

ں-ں-

فاعالنشاخرات بالسدود

ں-ں---ں-

فاعالتن/فاعالنئات باخللود هاز

ں-ں-/--ں-

فاعالتن/فاعالن

افعوه د ا

فاعالتن

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

109

لقد جاء السطر الشعري (ادفعوها) الذي يتكون من تفعيلة واحدة (فاعالتن)

ليضبط املعىن حلظة التأسي على بنزرت إثر العدوان وهي مفتاح الفكرة املسيطرة

الفرنسي عليها و بالتايل يضبط اإليقاع املوسيقي للدفقة الشعرية الالحقة له ، فكل

سطر تابع له يتكون إما من ثالث تفعيالت أو تفعيلتني أو تفعيلة واحدة ، فكان

طر ميكننا أن حنذف السالسطر ذو التفعيلة الواحدة ضابطا إليقاع هذه السطور ، و

الشعري الضابط و ال خيتل الوزن املوسيقي لكن اإليقاع يضطرب ألنه وقفة إيقاعية

.تلتقط فيها النفس

: إيقاع المزج بين البحور

هو استخدام أكثر من حبر أو مجع بني عدة حبور يف القصيدة ، حبيث ال تقتصر ب عر احلر أعلنت أن تفاعيله ال حيالقصيدة على حبر واحد ، فلما.قننت نازك للش

أن تتجاوز الثمانية ، وهي تفاعيل البحور اخلليلة الصافية ، و أنه ال جيوز املزج بينهما، فهذه القوانني مل حيفل هلا الشعراء و عارضها 1كما ال جيوز املزج بني البحور الشعرية

قصيدة ل من حبر إىل آخر يف الفيها بعض النقاد ، فقد أجاز عز الدين إمساعيل االنتقاالواحدة ، و لكن ضمن معايري أن يكون االنتقال من سطر مؤسس على تفعيلة إىل سطر مؤسس على تفعيلة أخرى ، و ال ميكن حتقيقه و قبوله إال يف احلاالت اآلتية : أن يكون السطر اجلديد بداية ملقطع جديد من القصيدة أو أن يعرب هذا السطر عن

يف املوقف الشعوري ، فإن مل يكن هذا و ال ذاك فيتحتم عندئذ أن تكون هناك انتقال عالقة تداخل بيت التفعيلة املستخدمة يف السطر األول و التفعيلة املستخدمة يف السطر

.2الذي يليه على أن يدخل اعتبار الشاعر استغالل هذه العالقة فنيا

81ص –ينظر نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر -189ص-مرجع سابق-ينظرعز الدين إمساعيل :الشعر العريب املعاصر-2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

110

ة الواحدة بني سطورها على أساس و غالبا ما تكون عالقة التداخل يف القصيد

والداللة و الوزن الشعري مقطع لبحر ما غري أن هذا املزج " مرهون باالسجام بنييف الوزن استيعاب األفكار لالنتقال الوزين و سالسة االنتقال إيقاعيا ، ألن التغري

.1يصاحبه تغري يف كياننا "و جتربة مفدي يف اللهب املقدس تعد أكثر وضوحا يف املزج بني تفعيالت البحور.

:.المزج بين المتقارب و المتدارك و الرمل 12يقول من قصيدة ( نشيد بنت اجلزائر ):

أنا بنت العرب أنا بنت اجلزائر اح ف ا للك دع و ي ناد ادي امل وم ن ي اح ز امل كت ر تـ و ي د ال ب ي مح أ ت م ق اح اجلن ت و د غ و ياد ه ج دقت ص و

راح ي اجل او واد يعاد ي لأل رب ن أ

يقابلها عروضيا

فعولن فاعلن فعولن فاعالتن

فعلن فاعالن فاعلن فاعالتن

فاعالنفعلنفاعالتن فاعلن

51ص-مرجع سابق-وسيقى يف النص الشعري احلديث عبد الفتاح صاحل : عضوية امل-193اللهب املقدس : ص -2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

111

فعلن فاعالنفعولن فاعالتن

فعلن فاعالن فاعلن فاعالتن

فعولن ) –لقد اعتمد هذا اإليقاع على تفعيليت اخلليل اخلماسية ( فاعلن

إليقاعي املتقارب و املتدارك و على التفعيلة السباعية ( فاعالتن ) من إيقاع الرمل .

ذ الت الثالث معا يف مزيج إيقاعي متنوع ، إفجاء اإليقاع معتمدا على التفعي

و هي صورة –جاءت أحشاء القصيدة من التفعيلة الساملة فاعلن و املخبونة منها فعلن

و من التفعيلة الساملة فعولن فقط و من التفعيلة الساملة فاعالتن و املقصورة –جائزة

منها فاعالن.

.المزج بين المتدارك و المتقارب :2

1ظم الشاعر منه قصيدته (عشت يا علم ) اليت يقول منها :ن

واهتف ايا يا ...ه ه

-ں----

عولن عولن فعو

لم وا الع رفع او -ں-ں-

فعوفاعلن واوا , و اهتف شد و ان -ں--ں-

فاعلن فاعلن

75اللهب املقدس : ص -1

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

112

غم وا الن زف و اع -ں-ں-

فعوفاعلن م األم مع س ... ت دافع وا امل صف اق -ں-ں---ں-ں-

فعو فاعلن فعولن فاعلن لم الع الة س ر

-ں-ں-ںفاعلن فعول

ام الد ر ه ى نـ ل ع ق أرش ا , و كرم ا م زيز ع ى , و أخفق م ا يف احل يع ف ر شرق أ -ں---ں---ں---ں---ں---ں-

عولن فعولن فاعلن عولن فعولن فاعلن عولن فعولن فاعلن م ل ا . يا ع م ا . للس م ل س -ں--ں--ں-

فاعلن فاعلن فاعلن م ل ا ع ي ت ش ... ع ر زائ اجل م ل ع

-ں-ں---ں-ں ں

فاعلن فعو فعلن فعولن

جاءت هذه القصيدة على تفعيلة حبر املتدارك (فاعلن ) و املتقارب (فعولن)

و كما نالحظ كان هناك تناوبا يف استخدامها ، إذ اشتق العروضيون من التفعيلة الساملة

نها ( فعلن) الشاعر م( فاعلن ) صورتني جائزتني مها (فعلن) و ( فـعلن) فاستخدم

و مل خيل هذا االستخدام باملوسيقى .

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

113

كما استخدم التفعيلة املزاحفة (عولن) و ( فعو) من الساملة ( فعولن ) يف املتقارب

ساس موسيقي متميز .فنراه جييد استخدام املشتقات مبا ينبئ عن إح

و ما ميكن قوله هو إن اختيار الشاعر للتفعيلتني كان من منطلق مرونتهما ألنه

1بغرابة االنتقال "

و مها علن ) نواة املتداركفهذا االنتقال من إيقاع ( فعولن) نواة املتقارب إىل (فا

فعولن (وتد جمموع + سبب خفيف) و فاعلن عكسها (سبب خفيف + وتد جمموع)

هذا ما جعل االنتقال من واحدة إىل أخرى سلسا متيسرا .

و متعة ال تشعر القارئ بالتحول من تفعيلة إىللقد فتحت هذه املزاوجة حرية

األمر يثبت أن الشاعر كان يتعمد األمر و على وعي تام به ، فلم يأبه بالقوانني اليت

وضعتها نازك متمردا عليها حماوال التجريب .

عدد اإليقاع يف القصيدة الواحدة يعين تعدد وسائل التعبري عن التجربة اليت فتيعيشها الشاعر فهو يوفر " إمكانيات موسيقية تساعد على تلوين املعاين و العاطفة

.2حينما تصبح املعاين و املوسيقى شيئا واحدا ال ميكن فصلها يف القصيدة "فعيلي :المزاوجة بين الشكل العمودي و الشكل الت

20ص –مرجع سابق –نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر -1229ص –مرجع سابق –عبد الفتاح صاحل : عضوية املوسيقى يف النص الشعري احلديث -2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

114

يعمل الشاعر املعاصر أحيانا على إجياد نوع من التداخل بني القصيدة احلرة و القصيدة العمودية سعيا وراء حتقيق مزاوجة موسيقية تطرب هلا أذن املتلقي.

فقد زاوج الشاعر مفدي بني الشكلني يف قصيدته ( النشيد الرمسي لإلحتاد العام 1يقول منها : للشغالني اجلزائريني اليت

والعمل االحتـاد حـن جنـد ن -ں-ں-ں---ں-

فاعالتن فاعالت فاعلن

ننجز األشغال ال نرضى الكسل -ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلن لتحقيـق األمل ـزم الع عقـد ن -ں---ں ں--ں-

فاعلن فعالتن فاعالتن

الـدول بني مـا نـرفع الراية -ں---ںں--ں-

فاعالتن فعالتن فاعلنلـغ الشدائـدامـل .. حن السواعـدا .نـفتـل ...املقاصـدا .... نـبـ

-ں-ں-ں--ں-ں-ں--ں-ں-ں-فاعلن فاعالت فاعلن فاعلن فاعال ت فاعالت

منل ... ال نكل ال -ں-ں-ں-

فاعلن فاعالت اجلــزائر

—ں-

فاعالتن

ـان د الب و ، روحنـاووهبنـا ، مـال ن ع ح ن

100اللهب املقدس : ص -1

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

115

-ں---ں---ں-

ن فاعلن فاعالتن فاعالت-ںں--ں---ںں

فاعالفاعالتن فعالتن

دمانـا وطنــا ـن ا م ن ع نـ ص و -ںں--ں---ں ں

فعالتن فاعالتن فاعال

واندفعنـا فسبـقنـا الزمنا...-ںں--ں ں--ں-

فاعالتن فعالتن فاعال

الشعب نـؤدي فـرضنا فـين ح ن

-ں---ں ں--ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلن

نـنقذ العمال من عيش الضىن

-ں---ں---ں-

فاعالتن فاعالتن فاعلن

دة اليت جاءت املزاوجة فيها موفقة إىل حد كبري مما أثرى هكذا إىل آخر القصي

إيقاع القصيدة .

اختالف األضرب في التوظيف اإليقاعي :

ال شك يف أن تنويع األضرب أثره يف حتسني اإليقاع يف الشعر التفعيلي ، و هو

و الضرب يف االصطالح العروضي هو التفعيلة األخرية يف البيت الشعري و تنوع

الذين خرجوا على سنة الثبات يف القصيدة العربية و نوعوا يف أضرب القصيدة الواحدة

، على 1ربية ال تقبل يف القصيدة الواحدة إال تشكيلة واحدة "فهي ترى أن " األذن الع

الرغم من أن األذن العربية ال تدل على قانون حمدد فإن نازك أصرت على ذلك و

حافظت عليه و ترى أن " وحدة الضرب قانون جار يف القصيدة العربية مهما كان

91ص –مرجع سابق –نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر -1

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

116

و شطر متغري الطول من حبر صاف أو شطرا

متغري الطول من حبر ممزوج ، ففي احلاالت كلها ينبغي أن حنافظ على ثبات الضرب

.1و إمنا تنحصر احلرية اليت منلكها يف حشو السطر "

لقصيدة كلها ، و خباصة يف البحور الصافية يزيد من الحساس ألن ثبات الضرب يف ا

2بالرتابة"

خمالفني بذلك قاعدة من قواعد الشعر الكالسيكي –األضرب –األجزاء الوزنية األخرية

.

الرمل : يف أضربه مستخدما إليقاعفألفينا شاعرنا يثور على هذه القاعدة فنوع

الضرب الصحيح (فاعالتن ) و املخبون (فعالتن) ، و احملذوف (فاعلن ) ، و املقصور

(فاعالن) و املخبون احملذوف (فعال).

كما استخدم إليقاع املتقارب : (فعو) احملذوفة .

ىو هذا التلوين و التنويع أكسب نصوصه حيوية و غىن موسيقيا و قدرة عل

التطريب و من التنوع يأيت الثراء اإليقاعي و تتكاثف النغمات ، و أن قيمة هذا التنويع

و التلوين يف اإليقاع يرتبط ارتباطا وثيقا بسطور النص بعضها ببعض ، فضال عما

يتسرب من خالهلا من حركة نفسية ، و مثل هذا التنوع يف األضرب و التفعيلة نفسها

من طباع الشع

82ص –املرجع نفسه -1124ص –مرجع سابق –موسيقى الشعر :شكري عياد -2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

117

تتمكن من إلغاء التفعيلة ألن " نظام التفعيلة هو النظام الذي تفرضه طبيعة هذه اللغة

شروعا ما دام النظام األساسي و الضروري و من مث كان اخلروج على نظام البيت م

.1قائما هو نظام التفعيلة "

خيرج عنها إال من حيث الشكل ، فالوزن العروضي موجود .

تكرار تفعيلة نو قد انصرفت جتربة مفدي زكريا إىل البحور الصافية اليت ترتكب م

-املتقارب–واحدة(الرمل

بالرغم من كسرها البيت التقليدي و اتكائها على التفعيلة فهي ال تبتعد كثريا عن

العروض التقليدي ، و هذا ما الحظته نازك على هذه التجربة " إن هذا األسلوب

و ر املعاين ا ، يتطلبه تطو س خروجا على طريقة اخلليل و إمنا هو تعديل هلاجلديد لي

من عبودية الشطرين ، فالبيت ذو التفاعيل الست الثابتة يضطر الشاعر إىل أن خيتم

السادسة ، و إن كان املعىن الذي يريده قد انتهى عند التفعيلة الكالم عند التفعيلة

.2الرابعة ، بينما ميكنه األسلوب اجلديد من الوقوف حيث يشاء "

85ص –مرجع سابق –عز الدين إمساعيل : الشعر العريب املعاصر -1مقدمة -1959-بريوت–نازك املالئكة :ديوان شظايا و رماد -2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

118

مع العلم أننا ال نعدم أن جند املزاوجة يف نصوص الشكل التفعيلي عند الشاعر

ية ، كما ال فبني التفعيالت املختلفة داخل القصيدة ، لكن تبقى ضمن البحور الصا

نعدم املزاوجة بني الشكلني (العمودي و احلر) يف قصيدة واحدة مستفيدا من تنوع

أشكال التعبري الشعري مركزا على مضامينه الوطنية و القومية .

و قد جاءت األسطر الشعرية متفاوتة النسب يف عددها فهو " داخل النص

ريية سب ما يكمن فيها من قوى تعبالواحد يشري إىل حركية االنفعال الشعوري على ح

.1تكشف عن خلجات النفس "

و مما جعل مفدي زكريا يكتب السطر الشعري " هو ذلك التحول النفسي

و االنفعايل املتصل باحلس الثوري الذي خيرج إيقاعا يتالئم مع أناته و خلجات نفسه

جاوب مع و بالنبض املوسيقي املتخاصة أنه يؤمن بصلة الرحم بني املعاين و الكلمات

2خفقات القلب "

لذلك وظف هذا النظام يف أنا نشيده الثورية ( نشيد الشهداء، النشيد الرمسي

الحتاد الطالب اجلزائريني ، نشيد جيش التحرير ، عشت يا علم ، نشيد بنت اجلزائر

ري املشاعر .و تفج) اليت تتسم بنربة غنائية يدعو من خالهلا الشاعر إ

تعد القصيدة العمودية التقليدية الشكل األول الذي مارس مفدي زكريا من خالله

يف جديداليت طرحتها حركة التالتكوين العروضي لنصوصه و إن استفاد من التجديدات

العصر احلديث على شكل القصيدة العمودية و اليت مست بعض قصائد الديوان ال

472ص -1973-بريوت –دار العودة –د غنيمي هالل : النقد األديب حمم-189ص -2008-دار األمل –نوارة ولد أمحد : شعرية القصيدة الثورية يف اللهب املقدس -2

یة و االیقاعالفصل الثاني : األوزان العروضیة بین البن

119

والعمودي من البحور الصافيةجاءت القصائد يف املنت على النسق و لقد

-املتقلرب-املمزوجة أما نسق شعر التفعيلة فقد جاء من البحور الصافية فقط (الرمل

املتدارك) مما أثرى البنية اإليقاعية لكل قصيدة و اإليقاع العام الناتج من الصورة النسقية

للبحر الواحد.

ع مفدي بني النموذجني العمودي و احلر و بقي وفيا للبحور اخلليلية يف إذن مج

شعره احلر الذي يفرتض أن يكون متحررا من القيود اخلليلية.

ولقد سبقت اإلشارة يف بداية الفصل األول أن الوزن غري اإليقاع على الرغم من

العمودية نت القصيدةالتداخالت و التقاطعات الكثرية بني هذين املصطلحني،فإذا كا

قد حفلت بالوزن و كان أبرز خصائصها الشعرية فإن قصيدة التفعيلة مل تعد تعتمد

اعتمادا على الوزن بقدر اعتمادها على اإليقاع الذي يتموضع مساحات متعددة.

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

120

ثلالفصل الثافي ماهيتها و طوابعهاالقوافي

داللة القافيةأوال:

القافية قبل الخليلثانيا:

القافية في الشكل العموديثالثا:

القافية في الشكل التفعيليرابعا:

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

121

داللة القافيةهو العلم الثاين بعد علم العروض، واضعه اإلمام اخلليل بن أمحد إن علم القافية

راسة أواخر األبيات الشعرية، فإذا كان علم العروض الفراهيدي ،و هو علم متعلق بد

علم يعرف من خالله صحيح وزن الشعر من انكساره، حنن هنا أمام "علم يعرف به 1.

ال : لغةأو اف لقجمردة من ثالث حروف ، اثنان صحيحان و مها اب كلمة "قافية" ترتك

.-قفا–و الفاء و الثالث حرف علة

و هلذه الكلمة معاين كثرية و متعددة ، أوىل معىن هلا: اآلخر و التتبع.

فهي مأخودة من قفا يقفو .

كما يف احلديث رة العنق، و القافية من الرأس مؤخرته،فالقفا : مؤخ

2الشريف:"يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم" أي قفاه.

3بقفا األكمة ،و كنت قفا اجلبل ، و جئت من قافية اجلبل أي خلفه.

ا: إذا تبعته.وقفوت فالن

128ص-1957--2ط-مصر-مكتبة مصطفى الباي-الدمنهوري: اإلرشاد الشايف على منت الكايف يف العروض و القوايف1.98ص-1995-2ط-بريوت-مؤسسة الكتب الثقافية-يف صناعة شعر العرب: ميزان الذهب هلامشيا2374-ص-بريوت(د ت)–دار املعرفة -حتقيق:عبد الرحيم حممود-الزخمشري: أساس البالغة3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

122

م و قفيت على أثره بفالن: أتبعته إياه، و منه قوله تعاىل: "مث قـفينا على آثاره

1برسلنا"

أما املعىن الثاين للقافية هو االختيار.

و اقتفيته : اخرتته ، و هو صفويت و قفويت ،خرييت ، و هذا قفويت اليت اقتفيت

2الختيار: بئس القفوة قفوتك..و يقال ملن ال حيسن ا

إذن القفوة : الصفوة، و اقتفى الشيء: اختاره.

أما املعىن الثالث هلا : العيب و منها.

قالوا: قفا فالن فالنا : أتبعه كالما قبيحا، و هذه قذيفة عظيمة ، و قذيفة بوزن

3الشتيمة.

و قفوت الرجل قفوا إذا قذفته بفجور.

ر معاين كلمة (قافية) باختصار ، و رمبا تكون هلا صلة ببعض ، فاملعىن فهذه أشه

األول الذي هو التتبع يكون له صلة باملعىن الثاين الذي هو االختيار فاالختيار ال يكون

4إال بعد التتبع.

: اصطالحاثانيا

اأما عند علماء العروض ، فقد اختلفوا يف إعطاء القافية كمصطلح تعريفا دقيق

و موحدا هلا ، و كان ذلك االختالف بصفة ملحوظة .

من سورة املائدة.64آية 1.374ص-مرجع سابق-الزخمشري: أساس البالغة2.املصدر نفسه و الصفحة نفسها3.21ص-2002ط-مكتبة الثقافة الدينية–حسني نصار: القافية يف العروض و األدب 4

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

123

فالقافية يف تعريف اخلليل على حسب ما ورد يف العمدة " آخر حرف يف البيت

1إىل أول ساكن يليه مع احلرف املتحرك الذي قبله"

فمن خالل هذا التعريف ، ميكن للقافية ، أن تكون إما كلمة أو أكثر من كلمة

عض.أو كلمة و ب

هــ) :( الطويل)463كلمة كقول الشاعر ابن زيدون (ت-

ر إين قائل غري مقصر فمن يل باستيفاء ما أنت فاعل لك اخليـ

فالقافية هنا تتمثل يف كلمة ( فاعلو)

ه) :373أكثر من كلمة (كلمتني) كقول ابن الرومي (ت-

لله مطرحا من بت تضحك منه حني بكاال حتسنب ا

فالقافية هنا (حني بكا) كلمتان

ه) : (البسيط)231أو كلمة و بعض ، كقول أيب متام (ت-

يا يـوم وقـعة عمورية انصرفت عنك املىن حفال معسولة احللب

القافية هنا يف هذا البيت ( تلحلىب).

فيذهبان إىل أن القافية هي احلرف الذي تبىن و قطربأما أبو العباس ثعلب

عليه القصيدة و هو املسمى رويا .

.151ص-1ج-مرجع سابق–ابن رشيق : العمدة 1، ثعلب : هو أمحد بن حيىي بن زيد ، بن سيار الشيباين أبو العباس املعروف بثعلب ، إمام الكوفيني يف النحو و اللغة كان راوية للشعر

ه 291ببغداد ولد و تويفه ، أخذ عن سيبويه، من مؤلفاته كتاب القوايف و 206قطرب : هو حممد بن املستنري أبو علي املعروف بقطرب ، النحوى اللغوي ت

كتاب النواذر.

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

124

و يعرفها ابن عبد ربه بقوله :"القافية حرف الروي الذي يبىن عليه الشعر ، و ال بد

1بيت ".من تكريره فيكون يف كل

إىل ما ذهب إليه أبو العباس و قطرب على أن القافية هي حرف فهو يذهب

الروي الذي تبىن عليه القصيدة.

ا دليال و رأى يف تأنيثه

ألبيات قافية يف اعلى أن املقصود هو الكلمة ال احلرف ألن احلرف مذكر و عليه فال

احلليب.-حني بكا-السابقة الذكر تكون كاآليت:فاعلو

الكلمة احلروف و احلركات اللوازم للقافية،و قد ال تستوعب ذلك،فالقافية جمموعة من

شاعر ن أبيات القصيدة،" القافية ما يلزم الاحلروف يلتزمها الشاعر يف آخر كل بيت م

.2تكريره يف كل بيت من احلروف و احلركات"

و بذلك يكون تعريف اخلليل هو التعريف الدقيق و األرجح للقافية:"و رأي

اخلليل عندي أصوب، و ميزانه أرجح، ألن األخفش إن كان إمنا فر من جعله القافية

فقد جند من القوايف ما يكون فيها حرف الروي وحده بعض الكلمة دون بعضها،

.3القافية"

.343ص-6ج -مرجع سابق–فريد ابن عبد ربه : العقد ال1.66ص-1978-2ط–ر مص-مكتبة اخلاجني-حتقيق: عوين عبد الرؤوف–التنوخي: القوايف 2.152ص-1ج-مرجع سابق-ابن رشيق:العمدة3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

125

فكما اختلف العلماء و النقاد يف تعريف القافية، اختلفوا كذلك يف سبب التسمية 1.

2عضا"بو قال ابن دريد نقال عن التنوخي :"مسيت قوايف ألن بعضها يتلو

.3أن يسمي آخر البيت األول قافية ، ألنه مل يقف شيئا"

ا تقفو فالناقد يعتمد الوجه األول على أن

تفعيلة العروض، و بالتايل فإن التغيري الذي حيدثه الشاعر أثناء التصريع حىت تتالئم

ية لضرب و ليس العكس ، و القافالعروض مع الضرب، فهنا نقول أن العروض تبعت ا

تابعة.

و عليه ميكن اجلزم أن املكان املعتاد للقافية هو آخر البيت ، و تكون إجبارية يف

أضرب الشعر العمودي و ضرورة تكراره بنفس الصورة يف كل األبيات ، و يكون هذا

ألذناالتكرار منتظما حبيث يضفي على القصيدة نوعا من الرتمن املوسيقي تستعذبه

و تستأنسه النفس.

.64ص-مرجع سابق–التنوخي: القوايف 1الصفحة نفسها.–املصدر نفسه 2.154ص–مصدر سابق -ابن رشيق: العمدة3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

126

فمن خالل تعاريف العلماء للقافية، تستنتج أن هناك حروفا و حركات

-الردف-اخلروج-الوصل-خمصوصة تلتزمها القافية، و هذه احلروف ستة و هي.الروي

و الدخيل.التأسيس

1ه) يف قوله:(الكامل)750و قد نظمها صفي الدين احللي (ت

ارى القوايف يف حروف ستة كالشمس جتري يف علو بـروجه جم

تأسيسها و دخيلها مع ردفها رويـها مع وصلها و خروجها

بد فأعظم هذه احلروف و أشهرها هو الروي، فهو يلزم يف آخر كل بيت، و ال

لكل شعر قل أو أكثر من روي، و لذا تنسب إليه القصيدة، فيقال قصيدة ميمية، أو

سينية أو دالية؛ إذا كان الروي ميما أو سينا أو داال، و تصلح مجيع حروف العربية

و لكنها تتفاوت يف وقعها املوسيقي،فمثال الدال و امليم تكونان يف غاية -لتكون رويا

إال اهلاء و حروف العلة، فإنه يشرتط فيها مجلة من الشروط، أن ال -سيقياجلمال املو

تكون للتثنية و ال للجمع، و يف اهلاء أن ال تكون للوقف و ال للتأنيث.

ثانيها الوصل: فهو حرف لني ناشئ عن إشباع حركة الروي، فيكون إما ألفا أو

واوا أو ياء،أو هاء تليه.

2لف كقول الشاعر:و مثال عن الوصل باأل

ا

هنا الروي الفاء، و األلف الناجتة عن إشباع فتحة الفاء هي الوصل.

.355ص-مرجع سابق–األمحدي نويوات : املتوسط الكايف 1

143ص-1985-بريوت-نهضة العربيةدار ال-عبد العزيز عتيق: علم العروض و القافية2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

127

1و مثال عن الوصل بالياء كقول الشاعر:

تريقيحيايت أي نور يف جوها مل أي بشر مل تسكيب يف

يف هذا البيت القاف هي الروي، و الياء هي الوصل.

أما اهلاء اليت تلي الروي فإما أن تكون ساكنة مثل حتاربه، أو متحركة مثل

فرماجها.

لت إذا اتصو مسي الوصل وصال" ألنه وصل حركة حرف الروي، و هذه احلركات

2و استطالت نشأت عنها حروف اللني"

إما واو بعد الضم أو ياء بعد الكسر أو ألف بعد الفتح.

عزة (الطويل):كقول كثري

فع جودهابد يل جو فـلم تـبد يل يأسا ففي اليأس راحة و مل تـ دا فـيـنـ

فالدال روي، اهلاء وصل و األلف هو اخلروج.

3"و إمنا مسي خروجا لربوزه و جتاوزه للوصل التابع للروي"

ياء) قبل الروي مباشرة من دون -واو-أما رابعها الردف: و هو حرف مد (ألف

فاصل، فمثال ألف املد كقول طرفة بن العبد :(الوافر)

أقلي اللوم عاذل و العتابا و قويل إن أصبت لقد أصابا

و مثال الياء يف قول علقمة : (الوافر)

143ص-مرجع سابق-قافيةعبد العزيز عتيق: علم العروض و ال110ص-2000-1ط-تلمسان-املكتبة الوطنية-رضوان النجار: اجلواهر يف البحور و الدوائر2

11ملرجع نفسه:صا3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

128

طحا بك قـلب يف احلسان طروب بـعيد الشباب عصر حان مشيب

و مثال الواو يف قول جرير : (الرجز)

يا مي وحيك أجنزي املوعودا و أرعي بذاك أمانة و عهودا

" و إمنا مسي ردفا ، ألنه ملحق يف التزامه و حتمل مراعاته بالروي ، فجرى جمرى

.1الردف لراكب ، ألنه يليه و ملحق به"

الروي حرفأما خامسها فهو التأسيس : و هو كل ألف الزمة بينها و بني -

واحد صحيح، و هي تأيت على ضربني :األول أن تكون هي و الروي من كلمة واحدة.

كقول الشاعر:

أرى كل قـوم قاربوا قـيد فحلهم و حنن خلعنا قيده هو سارب

ر :و املوضع الثاين أن يكونا من كلمتني خمتلفتني ، كقول الشاع

و أنت أم يف مامل تكن يل حاجة فإن عرضت أيقنت أن آل أخا ليا

و األلف يف كلمة أخا هي –و هي ضمري -فالروي يف هذا البيت هي الياء

التأسيس، و بذلك يكون الروي يف كلمة و ألف التأسيس يف كلمة أخرى.

.1"و إمنا مسي تأسيسا ، ألن األ

سادسها هو الدخيل : و هو احلرف املتحرك الواقع بني التأسيس و الروي.-

مثل كلمة (سارب) الراء هي الدخيل .

و عددها ست كعدد احلروف .

11ص-مرجع سابق-رضوان النجار:اجلواهر يف البحور و الدوائر1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

129

1د نظمها صفي الدين احللي بقوله :و ق

رس و إشباع و حذو مث تو جيه و جمرى بعده ، و نفاذ

النفاذ ا

و هو حركة هاء الوصل ، و ثالثها احلذو و هو حركة ما قبل الردف، و رابعها اإلشباع

و هو حركة الدخيل و خامسها الرس و هو حركة ما قبل التأسيس ، و ال يكون إال

فتحة ، و آخرها التوجيه و هو حركة ما قبل الروي .

حروف د قافيته و ما تلتزمه منو لتوضيح ذللك نأخذ بيتا شعريا ، و حند

و حركات .

يقول لبيد بن ربيعة (الكامل):

عفت الديار حملها فمقامها مبىن تأبد غوهلا فرجامها

قافية هذا البيت (جامها)، فاحلروف اليت استوعبتها هي :امليم رويا اهلاء

اء خروجا، و ألف املد اليت قبل الروي ردفا.:وصال، األلف اليت بعد اهل

ذو احل-النفاد فتحة هاء الوصل-

فتحة اجليم(حركة ما قبل الردف).

و باملخطط التايل يتضح أكثر :

368ص-مرجع سابق-: املتوسط الكايفدي نويواتاألمح1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

130

حذو

احلركاتجمرى

نفاذ

جامها خروج

وصل

روي احلروف

ردف

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

131

القافية قبل الخليللقد استعمل العرب كلمة القافية يف أشعارهم منذ عهد قدمي، و الشواهد

الشعرية الدالة على ذللك كثرية، داللة على أمهيتها عندهم.

1و من أقدم من استعملها عبيد بن األبرص حني قال :(الوافر)

راء: هل سبحوا كسبحي حبور الشعر أو غاصوا مغاصي؟سل الشع

لساين بالنثري و بالقوايف و األسجاع أمهر يف الغياص

و عندما مل يكن مفهوم املصطلح مل حيدد بعد ، قفد أطلق بعض العرب

ه) (املتقارب)24اخلنساء :(تكلمة القافية على القصيدة، كقول

و قافية مثل حد السنا ن تبقى و يذهب من قاهلا

و هذا يعين القصيدة :

مث تناوهلا شاعر آخر بنفس املعىن فقال : (البسيط)

م ندباهنـبئت قافية قيلت تـناشدها قـوم سأتـرك يف أعرا

كما قصدوا بالقافية، البيت الشعري، كقول الشاعرعبد بين احلسحاس :

(الطويل)

افيا

ه): (الوافر)54و كقول حسان بن ثابث (ت

ماء فـنحكم بالقوا يف من هجانا و نضرب حني ختتلط الد

.73ص-مرجع سابق-عبيد بن األبرص : الديوان1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

132

و كقول سويد بن كراع العكلي : (الطويل)

أمجعايكون سحيـرا أو بـعيدا ف أكالئها حىت أعرس بـعدما

و يتجلى مما سبق أن العرب جعلت القافية مرة يف البيت الشعري ، و مرة القصيدة

بأكملها، و هذا يدل على عدم استقرار املصطلح بعد.

فإذا جاز لنا أن نسمي البيت كله قافية ، ألن يف آخره قافية، كانت تسمية

فيها القافية أجدر بذلك، و قد جيوز التسمية، و ذلك من باب تسمية الكلمة اليت

الكل باجلزء.

و الواضح أن اخلليل مل يتبع العرب يف هذه التسمية، فتعريفه كان قائما على

أساس اللوازم من حركات و حروف ، و تسمية العرب مل تقصد إال التسمية العامة.

و هي أن كثريا من مصطلحات القافية كانت و مثة حقيقة جتمع عليها اآلراء ،

قائمة قبل أن يضع اخلليل علمه كعلم قائم بذاته.

فإذا عدنا إىل تاريخ الشعر العريب وجدنا أن العرب كانت حتتفل بالقافية أكثر من

احتفاهلا باألوزان، ففي اجلاهلية اشتهر الشعراء مبحاكمة بعضهم البعض، و تصحيح

قائما على القوايف ال على األوزان، فالقصة املشهورة للنابغة أشعارهم و كان ذلك

الكامل)1الذبياين حني ورد يثرب، فأنشد قصيدته اليت يقول فيها:

ر مزود أمن آل مية رائح أو مغتد عجالن ذا زاد و غيـ

د نا غدا و بذاك خبـرنا الغراب األسو زعم البـوراح أن رحلتـ

116ص-مرجع سابق-:الكايف يف العروض و القوايفالتربيزي1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

133

فقالوا له : أقوت، فلم يعرف ما عابوا عليه،فألق شعره على قينة فغنته و

عندما انتهت، فطن إىل ذلك و مل يعد؛ مما جعله يقول: وردت يثرب و يف شعري

صنعه و صدرت عنها و أنا أشعر العرب.

: "قال أبو عمرو بن العالء: فحالن من الشعراء كانا 1ابن قتيبةيقول

يقويان،النابغة و بشر بن أيب خازم.

"قال: قولك فأما بشر، فقال له أخوه سوداة:إنك تقوي، قال و ما اإلقواء؟

[الوافر]:

جذام ت أمل تـر أن طول الدهر يسلي و يـنسي مثـلما نسي

مث قلت:

نا فسقناهم إىل البـلد الشامي و كانوا قـومنا فـبـغوا عليـ

فلم يعد إىل ذلك، ملا هلذا العيب من أثر سليب على اإليقاع.

مبا أن الشعر كان يتطلب حفظه و إنشاده الشفاهة، اليت تعتمد بدورها على

إذا كانت القافية عبارة عن أصوات منتظمة تتكرر يف أواخر األبيات، فهذا السماع، و

ما ميكن أن تلتقطه األذن بسرعة، و حتدد مباشرة مواطن الضعف أو اخللل فيه، و أي

خروج عن هذا التكرار املنتظم يعترب عيبا من عيوب القافية، فهذه العيوب وجدت مع

هي عيوب متعلقة عندهم مبفهوم الشعر كبناء عام،الشعر عاجلها العرب منذ القدمي، و

و هنا يتجلى دور السماع، و أمهيته يف وضع تلك األسس اليت فرضتها الذائقة العربية.

270ص-مرجع سابق-ابن قتيبة: الشعر و الشعراء1-و الكسرةبني حركتني خمتلفتني مها الضمة -حركة الروي

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

134

يقول اجلاحظ:" و قد ذكرت العرب يف أشعارها السناد و اإلقواء و اإلكفاء و مل

ايف، كروا حروف الروي و القو أمسع باإليطاء، و قالوا يف القصيد و الرجز و اخلطب، و ذ

و قالوا هذا بيت و هذا مصراع، و قد قال جندل الطهري حني مدح شعره:

1مل أقو فيهن و مل أساند"

كالسناد و اإلقواء و اإلكفاء، و هي عيوب تنبهت إليها يف اجلاهلية.

بعض من شعراء العصر اإلسالمي ذكروا هذه العيوب: و هناك

فقد قال عدي بن الرقاع:

نـها حىت اقـوم مليـها و سنادها و قصيدة قد بت امجع بـيـ

و قال ذو الرمة: [الوافر]

اال نبه املساند و املح و شعر قد أرقت له غريب أجا

و قال جرير:[الوافر]

فال إقـواء إذ مرس القوايف بأفـواه الرواة و ال سنادشا

نرى يف هذه األبيات الرتكيز و احلذر من جانب الشعراء على الوقوع فيما قد

ن عبثا يعيب شعرهم. فهذا االحتفاء بالقاف

بل كانت هلا قيمة لدى الشاعر العريب، فهي مناط فخره و اعتزازه، يقول القرطاجين

إن صحت استقامت جريته و حسنتالشعر أي عليه جريانه و اطراده و هي مواقفه،

139ص-1ج-مرجع سابق-اجلاحظ: البيان و التبيني1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

135

1مواقفه

1 القرطاجين: منهاج البلغاء و سراج األدباء-مرجع سايق-ص271

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

136

القافية في الشعر العموديقافية جزء إيقاعي خارجي متمم الذي يهمنا من هذه الدراسة أن ندرك أن ال

يف الشعر كان للقافية شأن ال يستهان به يف كمال هذه املوسيقى"و أن القوايف نقرات

1و نغمات ليس الغرض منها إال استقامة اللحن و اتفاقه مع اهتزازات الطرب"

و أمهيتها ليست بأقل من أمهية الوزن فهي عند ابن رشيق " شريكة الوزن يف

2االختصاص بالشعر و ال يسمى شعرا حىت يكون له وزن و قافية "

كما أشار ابن جين إىل أمهيتها يف قوله :" أال ترى أن العناية يف الشعر إمنا هي 3

إذن حنن هنا أمام علم

4لزوم و جواز "

384ص-3ج-1974-2ط-بريوت-دار الكتاب العريب-الرافعي:تاريخ آداب العرب-1151ص -مرجع سابق-1ج–ابن رشيق : العمدة -2119ص -1956–دار الكتب املصرية –: حممد النجار ققيحت–1ابن جين اخلصائص : ج-3128ص -مرجع سابق–لعروض و القوايف الدمنهوري : اإلرشاد الشايف على منت الكايف يف ا-4

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

137

و قد تنبه إىل ذلك حازم القرطاجين عندما قال :" ال بد فيها من التزام شيء أو

أشياء ، و تلك األشياء حروف و حركات و سكون ، فقوايف الشعر جيب فيها ضرورة

1احلركة و السكون "على كل حال إجراء املقطع و هو حرف الروي على

اصال إذن هي مقاطع صوتية تأيت آخر كل كلمة بيت لتكون

واخر األبيات ر يف أو بني البيت الذي يليه ، أو لنقل هي جمموعة أصوات تتكر بينه

و تكرارها هذا يشكل جزء من املوسيقى الشعرية فهي عنصر تطريب القصيدة من

تزيد من شعره األخاذ " فهي ترنيمة إيقاعية خارجية تضيف إىل الرصيد توحد النغم و

2الوزين طاقة جديدة و تعطيه نربا و قوة و جرسا "

و ما زالت القافية عند احملدثني تعد من لوازم املوسيقى الشعرية فلم يهملوها،فهذا

، و يرى 3صيدة "

اآلخر قيمتها " و للقافية قيمة موسيقية يف مقطع البيت و تكرارها يزيد يف وحدة النغم

مبوضوع القصيدة حبيث ال يشعر املرء أن البيت جملوب من أجل القافية ، و إمنا تكون

271ص -مرجع سابق–حازم القرطاجي : منهاج البلغاء و سراج األدباء -171ص -مرجع سابق–آلوجي : اإليقاع يف الشعر العريب -2.244ص-مرجع سابق–براهيم أنيس : موسيقى الشعر إ-3443ص –مرجع سابق –حممد غنيمي : النقد األديب احلديث -4

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

138

و ال مستكرهة، و أن تكون عذبة سلسة املخرج " و ليكن بناء البيت على القافية من

أول صوغه و نسجه يضعها و يبين الكالم عليها إىل آخره ألنه إن غفل عن بناء البيت

1ة "قلقالقافية صعب عليه وضعها يف حملها ، فرمبا جتيئ نافرة على

و نتيجة هلذا كان ميزان القافية و هي اليت تتطلع إليها اآلذان و تتوقعها يف آخر

البيت أدق بكثري و ذلك حلساسة األذن للقافية فأي احنراف يف الوضع السمعي هلا

تشعر به األذن و ال تكاد تستسغيه.

قواعد القافية أن ختتم حبرف موحد يف القصيدة كلها و تعرف به و و من

تنسب إليه و هو حرف الروي ، و هو صوت ال بد أن يشرتك يف قوايف القصيدة فتصبح

بذلك وحدة نغمية كاملة تتكرر بانتظام بعد مسافات حمددة جتعل السامع يرتقبها و

يتشوق إليها.

و يعقب هذا الروي حركته اليت تع

من حروف املد ، و قد يكون هاء ، و إذا كان هاء متحركة عرف إشباع حركتها

باخلروج .

و قد ال يسبق الروي حرف من حروف القافية ، و قد يسبقه الردف أو التأسيس

أو الدخيل .

ها إىل ر جمتمع بعضو أشكال القافية املتنوعة إمنا تكون باستخدام هذه العناص

بعض يف أنساق حمددة من أجل تركيز اإليقاع الشعري للبيت .

745ص-مرجع سابق-2ج-ابن خلدون: املقدمة-1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

139

و قد رأى علماء العروض أن معظم حروف اهلجاء ميكن أن تكون رويا

و لكن بنسب خمتلفة ، فلقد قام إبراهيم أنيس بإحصاء حروف اهلجاء اليت ميكن أن

اء اليت ه " ميكن أن تقسم حروف اهلجتستعمل كروي يف الشعر العريب ، فذهب إىل أن

تقع رويا على أقسام أربعة حسب نسبة شيوعها يف الشعر العريب :

حروف جتيئ بكثرة و هي : الراء و الالم و امليم و الياء و الدال. .1

حروف متوسطة الشيوع و هي : التاء و السني و القاف و الكاف و اهلمزة .2

يم. و العني و احلاء و الباء و اجل

حروف قليلة الشيوع : الضاد و الطاء و اهلاء ..3

1حروف ناذرة : الذال و الصاد و الغني و اخلاء و الزاي و الظاء و الواو ".4

و كان قد ذهب إىل هذا من قبل أبو العالء املعري يف تقسيم القوايف معوال على

رويها إىل ثالثة أقسام :

ين يف القدمي و احلديث الذلل : و هي ما كثر على األلسن و ب -1

النفر : و هي األقل استعماال من غريها ، كاجليم و الزاي و حنو ذلك -2

3-2

و عليه سنحاول تتبع و استقراء حروف الروي يف ديوان اللهب املقدس.

236ص -مرجع سابق–إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر -1550ص –1992صرية للكتاب اهليئة امل–حتقيق: حسني نصار -أبو العالء املعري : اللزوميات-2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

140

أصوات الروي

األصوات الشائعة حلرف الروي يفإن فحصا إحصائيا ميكننا من التعرف على

القصائد ذات القوايف املوحدة ، و هذا ما سيوضحه اجلدول التايل :

*-

دعدنوعهالروي

القصائد

عدد تجاهنسبة اال

األبيات

نسبة النفس

%34820.64%717.94جمهور اء الر

%22213.16%717.94جمهور الدال

%28717.02%615.38جمهور النون

%20812.33%512.82جمهور امليم

%1287.59%410.25جمهور الالم

%1438.49%37.69جمهور القاف

%1197.06%25.12جمهور العني

%1126.64%25.12جمهور الباء

%905.34%12.56جمهورالياء

%231.36%12.56مهموساحلاء

%60.35%12.56موسمهاهلمزة

%1686100%100*39المجموع

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

141

يتبني من خالل استقراء النتائج املوضح يف اجلدول أن مجيع حروف الروي مما

الراء و النون ) و أخراة –أجازه العروضيون ، فجاء بعضها أكثر من غريها (الدال

يم ، الالم ، القاف ) مث باقي احلروف بنسب يتوسط استعماهلا من قبل الشاعر ( امل

متقاربة ( العني ، الباء ، الياء ، احلاء و اهلمزة ) ، فكان استخدامه للحروف متوسطا

إذ بلغت إحدى عشر حرفا .

و نتائج مجال الدين بن الشيخ 1فإذا قارنا هذه النتائج بنتائج إبراهيم أنيس العامة

حظ فرقا يف أنواع احلروف الغالب اعتمادها يف الروي ،مل نل2اخلاصة بالشعر القدمي

فأصوات الراء و الدال و النون و امليم و الباء و الالم حتظى بأكرب نسبة يف االستخدام

رويا عند مفدي زكريا و عند عامة شعراء العربية الذين درست أشعارهم ، و إمنا يكمن

الفارق يف اختالف نسبة الشيوع.

عن الديوان حروف كالتاء و اخلاء و الذال و الزاي و السني و بذلك غابت

و الشني و الصاد و الضاد و الطاء و الظاء و الغني و الكاف و الواو و هي حروف

قليلة الشيوع أو ناذرة من حيث جميئها رويا يف إحصاء الدارسني .

ت موسة " فالصو 3.

248ص -مرجع سابق-ينظر إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر العريب-1-1989-1ط-املغرب-دار توبقال-غترمجة مبارك حنون و حممد الويل و حممد أورا –ينظر مجال الدين بن شيخ : الشعرية العربية -2

171-169ص 27ص –إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر ، مرجع سابق -3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

142

فهي توفر موسيقى فخمة تتفق مع املعىن ، و من ناحية أخرى طبيعة املهموس

من األصوات املتميزة باجلهد " فاألحرف املهموسة جمهدة للتنفس ألننا حنتاج للنطق

فإذا كثرت تضاعف 1إىل قدر من هواء الرئتني اكرب مما تتطلبه ن

جهد الشاعر و رمبا من أجل هذا جتنبها الشاعر .

اشتملت %94.87قصيدة بنسبة فقد جاء الروي صوتا جمهورا يف سبع و ثالثني

و يف املقابل جاء صوتا %98.27بنسبة امائة و تسعة و مخسني بيتعلى ألف و ست

شتملت على تسعة و عشرين بيتا بنسبة ا%5.12مهموسا يف قصيدتني فقط بنسبة

سبة شيوع األصوات املهموسة يف الكالم ال " فقد برهن االستقراء على أنه ن1.72%

ن يف حني أن أربعة أمخاس الكالم تتكو تزيد على اخلمس أو عشرين يف املائة منه ،

2من أصوات جمهورة "

:مخارج أصوات الروي

ي باعتبار خمارجها سنجد أن هلذه األصوات سبعة إذا نظرنا إىل أصوات الرو

خمارج هي :

: (احلنجرة ) : أ.أقصى الحلق

استعمل الشاعر من أصوات هذا املخرج صوتا واحدا : اهلمزة يف قصيدة واحدة

.%0.35اشتملت على ستة أبيات بنسبة %2.56بنسبة

: ب.وسط الحلق

03ص –مرجع سابق –إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر ينظر 132ص -مرجع سابق-إبراهيم أنيس : األصوات اللغويةينظر 2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

143

خرج صوتني : العني و احلاء يف ثالث و قد استعمل الشاعر من أصوات هذا امل

%8.31بينما كانت أبياته فيها مائة و اثنني و أربعني بيتا بنسبة %7.69قصائد بنسبة

: ج.أقصى الحنك

و استعمل من أصوات هذا املخرج صوتا واحدا : القاف يف ثالث قصائد

.%8.49بنسبة إشتملت على مائة و ثالثني و أربعني بيتا%7.69كذلك بنسبة

: د.أدنى الحنك

استعمل الشاعر من أصوات هذا املخرج صوتا واحدا هو الياء يف قصيدة واحدة

.%5.27إشتملت على تسعني بيتا بنسبة %2.56بنسبة

ه.اللثة :

استعمل الشاعر من أصوات هذا املخرج صوتا واحدا كذلك هو الدال يف سبع

13.16على مائتني و اثنني و عشرين بيتا بنسبةاشتملت %17.94قصائد بنسبة

%.

: و.األسنان

وة أصوات هي : النون و الراءاستعمل الشاعر من أصوات هذا املخرج ثالث

اشتملت على سبعمائة و ثالثة و ستني %43.58الالم يف سبعة عشر قصيدة بنسبة

%45.25بيتا بنسبة

:شفتانز.ال

استعمل الشاعر من أصوات هذا املخرج صوتني : الباء و امليم يف سبع قصائد

.%18.74مشتملة على ثالمثائة و عشرين بيتا بنسبة %17.94بنسبة

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

144

و اجلدول التايل حيدد تواتر هذه املخارج برتتيبها كما يلي :

جدول خمارج حروف الروي املستعملة يف الديوان و نسب االجتاه أن فاملالحظ

إليها و نسب النفس فيها.

فاملالحظ أن األصوات اليت استخدمها الشاعر رويا متواترا خمارجها من أقصى

احللق إىل الشفتني ، و خروج الروي من حيز األسنان أرفع النسب و نسبة خروجه من

ذا يؤكد ميل الشاعر إىل األصوات األقرب خمرجا يف اجلهاز أقصى احللق أضعفها ، و ه

الصويت ، و ابتعاده عن تلك الضاربة يف عمق اجلهاز الصويت ، و اليت حتتاج إىل جهد

صويت كبري يف أدائها .

عدد المخرجالمرتبة

القصائد

النسبة

اإلتجاه

عدد

ت األبيا

بنية النفس

%7634525%1743.58األسنان1

%32018.74%717.94الشفتان 2

%22213.16%717.94اللثة

%1438.49%37.69أقصى احلنك3

%1428.31%37.69وسط احللق

%905.27%12.56أدىن احلنك4

%60.35%12.56أقصى احللق

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

145

حروف الروي أقرب إىل خارج اجلهاز الصويت كلما كانت نسبة كانتفكلما

شيوعها أعلى يف الديوان .

كل هذا إىل أن الروي يف الديوان متيز بـ : خنلص من

الوضوح السمعي -

ختريه من احلروف الشائعة -

قربه من خارج اجلهاز الصويت -

عتماد على التقيد و اإلطالق و على أنواع أنواع القوافي المستخدمة باال

:المجرى في حالة اإلطالق

القافية حسب جمرى الروي نوعان :

1" و هي ما كان ورويها حرفا صامتا ساكنا " :أ.القافية المقيدة

2مسيت بذلك "لتقييد الروي : ألنه ممنوع احلركة كامتناع املقيد من التصرف "

و الذي مييز القافية املقيدة هو أن آخر عناصرها هو الروي ال شيء بعده

ظم و ال نو بعد تتبعنا إياها يف الديوان مل نعثر هلا على أي أثر ، فالشاعر مل ي

قصيدة على روي ساكن ضمن القصائد املوحدة الروي و اليت كان عددها تسعة و

ثالثني ، و بذلك انعدمت القافية املقيدة من الديوان متاما ، فكانت نسبة اجتاه الشاعر

.%0إليها

138ص –1997-1ط–أليام ا–اإليقاع الشعري وصالح يوسف عبد القادر : يف العروض-1119ص –1979-3ط–املالح دار–حتقيق : رضوان الداية –ابن السراج الشنرتيين : املعيار يف أوزان األشعار -2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

146

و هذا يوافق ما ذهب إليه إبراهيم أنيس من أن " هذا النوع من القافية قليل

، و يوافق ما توصل إليه ابن الشيخ 1" %10لشيوع يف الشعر العريب ال يكاد جياوز ا

4.5عند البحرتي و %3يف شعر أيب متام و %2بعد ضبط نسبها و اليت وجدها

ول احلركات يف هذه املتون من خالل هذا يتضح غلبة استعما2يف شعر األغاين %

يل إىل تفضيل استعمال احلركة بدل السكون و لكن" أن الشاعر العريب التقليدي مي

استعماله هلا يلعب دورا إيقاعيا أوال مث دورا حنويا ثانيا ألن تعيني احلركة سيساعد على

إدراك الداللة ، خاصة و أن اللغة العربية ما تزال حتتفظ باإلعراب من دون سائر اللغات

3السامية األخرى "

ى حماولة التحلل من قيود اإلعراب فإن مفدي زكريا مل فإذا كان ذلك دليال عل

يرم هذه احملاولة " فالشعر ال حيبذ الوقوف على ساكن كما هو احلال يف النثر و هذه

4الظاهرة من أهم ما مييز الشعر عن لغة النثر "

: ب.القافية المطلقة

ألن " حركة ، و مسيت بذلك 5" و هي ما كان رويها حرفا صامتا متحركا "6

.257ص –مرجع سابق –ابراهيم أنيس : موسيقى الشعر -1172ص –ينظر ابن الشيخ : الشعرية العربية -2185ص -1985-2ط–بريوت –دار التنوير –اصر يف املغرب حممد بنيس : ظاهرة الشعر املع-3117ص –إبراهيم أنيس : موسيقى الشعر العريب -4138ص –مرجع سابق –صالح يوسف عبد القادر : يف العروض و اإليقاع الشعري -5121ص –مرجع سابق –ابن السراج السنرتيين : املعيار يف أوزان األشعار-6

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

147

توزع %84.78و قد ورد هذا النوع بشكل مكثف يف الديوان بنسبة بلغت

رويها املتحرك بني الفتح و الضم و الكسر عرب القصائد.

د ح.القافية المجراة على الفتح1

اشتملت على ألف و تسعة و عشرين بيتا بنسبة %53.84و عشرون قصيدة بنسبة

مما يبني أن نسبة النفس أرفع من نسبة االجتاه و الالم و الراء و النون هي 61.04%

أحرف الروي األكثر شيوعا يف هذه القافية .

%33.33ر بنسبة : و قصائد هذا النوع ثالثة عش.القافية المجراة على الضم 2

وردت أغلبها %27.16و مجلة األبيات منها أربعمائة و مثانية و مخسني بيتا بنسبة

على روي امليم و الدال ، و نسبة النفس هنا اقل من نسبة االجتاه .

.القافية المجراة على الكسر3

11.80بيات مائة و تسعة و تسعني بيتا بنسبة من مجلة أ%12.82قصائد نسبتها

تنوع رويها بني الراء و الدال و النون و العني فلم يسجل أي حرف من هذه %

احلروف املستخدمة نسبة متيزه عن غريه و يسمح لنا بالقول بشيوع روي معني يف القافية

املطلق فإننا رى

نقف أمام اجلدول التايل :

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

148

عدد مجرىال

القصائد

النفسنسبة عدد األبيات تجاهنسبة اال

%102961.04%2153.84الفتح

%45827.16%1333.33الضم

%19911.80%512.82الكسر

39100%1686100%

ن و نسبها.جدول القافية المطلقة في الديوا

الفتحة نالت حظا وافرا من بني حركات الروي يف اجلدول نلحظ أن بعد قراءة

مث تأيت بعدها الضمة %53.84ديوان الشاعر و تفيأت وحدها نسبة ما يقارب

اجلهاز مة يستلزمان جهدا عضليا يتس كال من الكسرة و الضم فالكسرة " و احلقيقة أن

1ة "ظ النطقي يف حالة التلف

ال ستخدامفبينما بلغت نسبة ا

يف تاريخ شعرنا العريب ، فإذا عدنا إىل اإلحصائيات اجلزئية اليت قام ابن الشيخ لنسبة

2استخدام أنواع الروي املطلق يف الشعر القدمي جند:

76ص -1994-االسكندرية –دار املعرفة اجلامعية –الرمحن : املؤثرات اإليقاعية يف لغة الشعر ممدوح عبد-1175ص–ينظر مجال الدين بن الشيخ : الشعرية العربية -2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

149

المجرى

الشاعر

الفتحةالضمةالكسرة

%14.5%32.5%51أبو متام

%14.5%27.5%55البحرتي

%20%29.5%46شعر األغاين

ت األلف فهي أكثر أصوات اللني شيوعا و هي أوسع خمرجا تتصف و الفتحة أخ

1دا "جالفتحة حتسن يف احلروف الشفهية كامليم و الباء و جميئها مع الياء أحسن

2الباء يف قوله :و إذا تتبعنا ذلك ألفينا الشاعر يستخدمها مع

ااب نص ل ا ان ل ت ي فـ و ل ه ر بـ م ف نـ ااب ج ت اس ف ك ل يـ ل يخ ار ا الت ع د

ااب و اجل ر د الق ة ل يـ ل ت ان ك ف ب ع ش اء د ن يب ع مس ل ه و

ااب احلج ك ت ه ه ل ال ج وجل جنما ون امليم ك ل يـ ل ك ار ب تـ

3كما استخدمها مع امليم يف قوله :

ابتساماو ة ج ه بـ ن و الك واأل ام و ام ال ع وا األ ر ش ن اف يد الع ق ر ش أ

68ص -1981-5ط–بريوت –دار الفكر –عبد اهللا الطيب : املرشد إىل فهم أشعار العرب و صناعتها -130ص –وان مفدي زكريا : الدي-2208ص -املصدر نفسه-3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

150

ام اه ات و م الس يف م و وا اليـ ع فـ ار و ايه ت ن ائ د يف امل م و اليـ وا ل ف ار و

ماا د م ت ار ص ف ام الد ا ه تـ ك ار ب اوس ؤ ك الص اخل م و ا يـ وه ب ر اش و

1و يف استخدامه إياها مع اهلاء املوصولة يقول :

ه ي ار الذ ا ه ف اص و قـ ني بـ و ه ي ات الع ر ص ر الص يف يك اد ن أ

ه ي اث اجل ا ه امج مج ني بـ و ىغ الو يز ز أ ني بـ وك ع د أ و

ه ي ان الث ب ر الع ة ل بـ ق ا ي و آي ب ن األ ط ب ه ام . . . ي ني ط س ل ف

2و يقول على روي الراء املمدود :

ان جيدي لسألنا إالهك االنتظارا يا نزيل اخللود لو ك

ألعمارااك ء اد ا ف ن ل ع جل ا ين ف يك ق ب يـ اء د الف ن أ و ل و

يف بالنا تساند األحراراان و ع د م ا حم ي ت ن ك م ك ل فـ

تعبريه إىل القافية املطلقة اليت جتمع صوت الراء مع صوت اللني يفالشاعرلجأ

(األلف) اليت توحي بالعظمة ، فالشاعر بصدد ذكر مناقب املغفور له جاللة امللك

حممد اخلامس ، و يدل على ذلك عنوان القصيدة املختارة هلا (ابن ملكا على هوى

الشعب خيلد) .

بق رويها بصوت لني آخر (األلف) مما يؤدي و من املالحظ أن هذه القافية س

إىل تصاعد الوترية املوسيقية مبا يؤديه تتابع صويت لني يفصلها صوت الراء من جذب

انتباه القارئ لفحوى النص .

336ص -مفدي زكريا: الديوان1230ص املصدر نفسه:2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

151

1و يقول على روي الدال (دا) :

ا يد ش و الن ل تـ ان، يـ و ش ن ى اد ه تـ يـ ا يد ئ و يح س امل ك ال ت خي ام ق

ا يد د اجل اح ب ص الل ب ق تـ س ي ل ف الط ك و ، أ ئك ال امل ، ك ر غ م الثـ اس ب

اود ل ي اخل اج ن ، يـ سه أ ر اع اف ر ايه ت و ال ال ج ، ه ف نـ أ ا اخم ش

ة النسبية للصوت املفتوح على أن حال الشاعر كانت تستدعي اهليمنلقد دلت

البث و الشكوى و البكاء ، ألن الذي يبكي يرفع صوته كي يسمعه الناس و يلتفوا

..) و لعل أيا ..–حوله ، لذلك كانت حروف النداء يف اللغة العربية كلها مفتوحة (يا

ذلك من أجل أن يسمع املنادي حاجته و يبلغ رسالته.

االنطالق إذ تتكثف يف املقطع األخري لتكون صوته املميز ، فحروف املد و اللني أكثر

ى إحداث ائص موسيقية جتعلها أقدر علتأثريا يف احلركة اإليقاعية فهي " متتاز خبص

.2تأثريات نفسية أشبه بالتأثري الذي حيدثه اللحن املوسيقي "

أما الضم فتدل على العظمة و الرفعة و السمو و الفخامة ، يقول على حرف

3( القاف )

ق ل احل ه ب ت د ش م أ ،ك ب اب ن ج س ـاي لق غ نـ م و وح ت ف م ينـد ـ ع ان ـ ـي س

لغرق يا سجن ما أنت ال أخشاك تـعرفين من حيذق به البحر ال حيذق به ا

ق ر ش ن اف ىق س أ م أ ،ر ع الق إىلىـق ل أ ه ع اب ن م ىت ش ن إ و ،ض و ح ض و احل و

9ص -مفدي زكريا: الديوان1155ص -مرجع سابق–إبتسام أمحد محدان : األسس اجلمالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسي 220ص –مفدي زكريا : الديوان 3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

152

وجدنا الشاع

إن كان جسمه يف السجن فروحه حرة جتول و تسبح يف ملكوت اهللا .

1عظمة :الفتخار و الو يقول على اهلمزة املضمومة بالنربة نفسها نربة العلو و ا

اء ي احل ه ن ع د ص ن إ م ت ع ط ت ا اس م حنن نـبغي استقاللنا....حرفوه

لقبوه : تكافال....و ارتباطا ما عساها، تـهمنا األمساء

ها الفتات حروفـها محراء إن جهلتم طريقه ....فـعليـ

اعرتاف....فدولة.....فسالم فكالم ...فموعد...فجالء

أما حركة الكسر اليت وجدت يف مخس قصائد من الديوان ، فدلت على التأكيد

قول على النون ، يالداليل و التقرير املعنوي و التشديد يف النربة ، و اللطف يف النطق

2املكسورة :

اين ز و أ ت ن حل ير ر ح الت ة و ش ن ن م و اينحل أ ت ع قـ و ب ع الش ات ض ب لى نـ ع

جداين وعيي و حسي و و ه ر ج ف يـ ي م د ن ي م ر ع ش ن إال أ اك ا ذ م و

ا أنف من يـتحداين و أرغمت فيه أشربت حبـها ، ف تـعلقت بالفصحى

إذا كان للشيطان فضل عليهم فشعري وحي ال وساوس شيطان

54-53اللهب املقدس : ص -1320املصدر نفسه : ص -2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

153

فالصوت املخفوض أو املكسور هو أليق بالذات و أوىل حبميميتها من سواه يف

و ذلك على أساس أنه يتالئم يف اللغة العربية مع ياء االحتياز أو ياء هذا املقام ،

املتكلم الدالة على االمتالك.

1و قد تدل الكسرة على انكسار النفس ، كما جاء يف قوله على حرف العني

ع ر االب ة يـش ر ـن م ـة ح ـو ل يـاع ان الص ة ز ـج ـع م ـاي ـان ـن ـب ل

يا بصمة الرب على أرضه و خامتا من خطه الناصع

الع و مهجة تصخب يف عمقها لواعج املولوع و الو

صور لنا الشاعر بقافية جمراة على الكسر حالته املنكسرة احلزينة اليائسة بسبب ما آلت إليه لبنان من خلد ضائع فيما كانت سابقا معجزة الصانع و ريشة البارع .

فيمكننا التماس األسى يف نغمة الشاعر من خالل قافية أدت عمال فنيا متميزا الصورة و الصوت ، صورة االحساس باحلزن و صوت العني الذي كأداة انسجام بني

ميتاز جيرس موسيقى انسيايب. فمن خالل ما سبق يتضح لنا أن قافية مفدي زكريا مرتبطة أشد االرتباط مبعىن القصيدة و مبناها ، و حول ارتباط القافية باملعىن يناقش حممد غنيمي هالل رأي

ته لإللياذة :" و أن القاف جتود يف الشدة و احلرب ، و الدال سليمان البستاين يف مقدمو غزل ، و الباء و الراء يف اليف الفخر و احلماسة و امليم و الالم يف الوصف و اخلرب

النسيب ، هو قول إمجايل إذا صح من باب التغليب ، فال يصح من باب

329: ص اللهب املقدس1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

154

ت اليت ركتها و للحروف و احلركااإلطالق و هذه األحرف ختتلف يف موسيقاها تبعا حل1قبلها "

فإىل جانب اإلثارة املوسيقية اليت تبثها يف النصوص الشعرية من خالل ذلك

التكرار املنتظم لألصوات يف أواخر األبيات ، فهي تؤدي وظيفة داللية " على الرغم

الضرورة بمن أن تصريف القافية تعتمد التكرار املنتظم لألصوات ...القافية تقتضي

2عالقة داللية بني الوحدات اليت تربط بينها "

فلقد نظمت متناسبة مع طبيعة املوضوع و ال سيما حرف الروي الذي جاء

معربا عن إحياءات داللية و صوتية وردت يف أكثرها ضمن القافية املطلقة املتبوعة حبرف

لني .

عتبار كثافتها الصوتية أنواع القوافي با

القافية مقاطع صوتية تتكرر يف آخر كل بيت من أبيات القصيدة الواحدة قلنا إن

هـ ) يف 750و عليه قسمها العروضيون إىل مخسة أنواع مجعها صفي الدين احللي (

بيت واحد و هو قوله :

متكاوس ، مرتاكب ، متدارك متواتر من بعده املرتادف

3ركات متتواليات بني ساكين القافية "فاملتكاوس " أربع متح

و هذا النوع من القوايف نادر الوجود يف شعرنا العريب ، و ال وجود هلا بطبيعة

احلال يف شعر مفدي زكريا.

443ص –مرجع سابق –حممد غنيمي هالل : النقد األديب -1209ص –مرجع سابق-ترمجة حممد الويل حممد العمري–جون كوهن : بنية اللغة الشعرية-2393ص –ابقمرجع س–األمحدي النويوات : املتوسط الكايف يف علمي العروض والقوايف -3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

155

ا أما األنواع املستعملة فبإمكاننا أن نرتبها من حيث كثافتها الصوتية ترتيبا تنازلي

كما يلي :

1ركات متواليات بني ساكين القافية ":" و هو ثالث متحأ.المتراكب

استخدمها الشاعر يف قصيدتني فقط مها ( زنزانة العذاب و أكذوبة العصر )

%4.68%5.13بنسبة

2كما جاء يف قوله من القصيدة األوىل:

ـق س ال الغ ا و ه يش ف يـ الح إن ر ج ف الال ـة احب اهللا س وت ك ل م يفاب س ن تـ

و و السني الثالث املتواليات هي : الغنيالقافية هنا (لغسقو) ، فاملتحركات

. القاف بني ساكين القافية و مها : الالم و الواو الناشئة عن إشباع القاف

3: نيةالقصيدة الثاو كما يف قوله من

ر ذ ا الق م ث لى ج ع اء ي الر ب و ثـ ة س الب ك ف نـ ال تـ ع ام ط ا للم م

القافية هنا (لقذري) ، متحركات متواليات : القاف و الذال و الراء بني ساكنني

مها : الالم و الياء الناجتة عن إشباع الراء .

4ساكين القافية ":" هو متحركان متواليان بني ب.المتدارك

%30.77استخدمها الشاعر يف اثين عشرة قصيدة بنسبة

.%23.90أربعمائة و ثالثة بيتا بنسبة

393ص-األمحدي النويوات : املتوسط الكايف يف علمي العروض والقوايف-121مفدي زكريا : الديوان : ص -2140املصدر نفسه : ص -3394ص –األمحد النويوات : املتوسط الكايف -4

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

156

1كما يف قوله :

ــــد ج س ي و ان م الز اك ر ك ذ ل ر خت ـة م ال أ ط ب أ يخ ار الت ر ك ا ذ ذ إ

اكننني املتواليان مها : اجليم و الدال بني السجدوا) ، فاملتحركان(س فالقافية هنا :

.السني و الواو الناشئة عن إشباع الدال

2:" هو متحرك واحد بني ساكين القافية " ج.المتواتر

و هي أكثر قوايف الديوان تواترا إذ استخدمها الشاعر يف مخسة و عشرين

71.42ات فيها ألف و مئتان و أربعة بيتا بنسبة ، من مجلة أبي%64.10قصيدة بنسبة

%

نـطقا -داري -و ضاع -المو –صابا -لنمثل على ذلك تأيت فقط بالقوايف : شيدا

نا - -ساما -مـاحو -أ فـقا -جـانا -شادو -هـبـ

كما نالحظ حرفا واحدا فقط بني ساكنني.

3هو املرتادف :" و هو اجتماع ساكين القافية من غري فاصل "أما النوع الرابع و

فلم ينظم منها الشاعر و بذلك يكون قد اكتفى بثالثة منها .

و ميكن للجدول أن يوضح تواتر هذه النسب مرتبة كما يلي :

نسبة النفس عدد األبياتنسبة اإلتجاه عدد القصائدنوع القافية%120471.42%2564.10املتواتر

%40323.90%1230.77املتدارك

%794.68%25.13املرتاكب

39100%1686100%

173ص –مفدي زكريا : الديوان -1395ص –بق مرجع سا–األمحد نويوات : املتوسط الكايف -2املرجع نفسه و الصفحة نفسها -3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

157

و من قراءة اجلدول ميكننا القول أن الشاعر ال مييل إىل استخدام القوايف الكثيفة

يه من و الصوت و إمنا يتجه إىل املتوسطة الكثافة و هذا يدل على حرص الشاعر على ر

جهة و تعميقه للقيمة الصوتية و اإليقاعية له من جهة ثانية ، و هذا يؤكده استعماله

لقافية املتواتر بنسبة عالية . و اليت جتعل الروي منحصرا بني ساكنيه حىت يكون بارزا

لألعني .

القوافي المتنوعة في الشكل العمودي:

املتنوعة الديوان ، سنقف هنا على قوافيهبعدما فرغنا من دراسة القوايف املوحدة يف

اليت ختللت قصائده العمودية حماولني إبراز أساليبها و أشكاهلا ، فلقد نوع الشاعر

وليد القنبلة –نشيد بربروس –نشيد االنطالقة –قوافيه يف سبع قصائد هي : فاشهدوا

ر دة الشعب تسوق القدإرا–أسفريا حنو أمالك السما –إىل أغادير الشهيدة –الذرية

.

مشتملة على مائة و ثالثة و مثانني بيتا %15.22فكانت نسبة االجتاه إليها

) و هي نسبة قليلة إذا ما قورنت بالنسبة الغالبة لالجتاه و النفس يف القصائد 183(

.%81.78املوحدة القوايف

نا : و من األشكال اليت جلأ إليها الشاعر أثناء تنويع قوافيه عند

.المخمس : 1

يقول ابن رشيق :" و هو أن يؤتى خبمسة أقسمة على قافية مث خبمسة أخرى 1.

801ص -1ج–مرجع سابق –ابن رشيق : العمدة -1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

158

أي أن تتألف القصيدة من قطع ، كل قطعة تضم مخسة أشطر هلا قافية و روي

خيالفان القطع األخرى يف رويها و قوافيها.

قصيدة واحدة هي قصيدته (فاشهدوا ) اليت لقد كتب الشاعر على هذا الشكل

1يقول منها :

دافقات الات ي اك الز اء م الد و ات ق اح امل الت از الن ا ب م س ق

ات ق ه االش ات اخم الش ال ب يف اجل ات ق اف اخل ات ع الالم ود ن البـ و

ات مم و أ اة ي ح ا ف ن ر ثـ ن حن

ر ائ ز ا اجل ي حت ن أ م ز ا الع ن د ق ع و

وا... د ه اش ف

ان م ق ب ر احل ا ب ن الل ق ت إىل اس و ان ر ثـ ق احل يل ب يف س د ن ج ن حن

...ان ز و ود ار الب ة ن ر ا ن ذ اخت ف ان ق ط ن ا ملا ن ى ل غ ص ي ن ك ي مل

نا ش حل ا ش الر ة م غ نـ ا فن ز ع و

رزائ اجل يا حت أن م ز الع نا د ق ع و

وا... د ه ش فا

اب ت لك ى او ط ا ي م ك اه ن يـ و ط و اب ت الع ت ق ى و ض م د ا ق س ن ر ا ف ي

اب و ا اجل ن ي م ذ خ ي و د ع ت اس ف اب س احل م و ا يـ ذ ن ا إ س ن ر يا ف

اب ط اخل ل ص ا ف ن ت ر و يف ثـ ن إ

71اللهب املقدس : ص -1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

159

ر ائ ز ا اجل ي حت ن أ م ز ا الع ن د ق ع و

...واد ه اش ف

م مخسة و هكذا حىت آخر القصيدة اليت تضم مخسة مقاطع، كل مقطع يظ

أشطر مستقلة بقافيتها و رويها .

إال أننا نرى أن الشاعر قد أقحم قسيما عقب كل مقطع املتمثل يف (وعقدنا

) مستخدما إياه كالزمة تتكرر يف كامل القصيدة .-فأشهدوا -العزم أن حتيا اجلزائر

.المسمط :2

يأيت بأربعة ع ، مثيعرفه ابن رشيق بقوله :" و هو أن يبدئ الشاعر ببيت مصر

مث يعيد قسيما واحدا من جنس ما ابتدأ به، وهكذا إىل آخر أقسمة على غري قافيته،

1"القصيدة

أي أن تتألف القصيدة من أدوار كل دور يرتكب من عدد من الشطور، تتفق

هذه الشطور يف قافية واحدة تأيت بعد البيت األول الذي يكون مصرعا .

ة الذرية وليدا القنبل-أربع قصائد هي : أسفريا حنو أمالك السمانظم منه الشاعر

إرادة الشعب تسوق القدر.–إىل أغادير الشهيدة

:2يقول من قصيدته (إرادة الشعب تسوق القدر)

ا دمـايا نـار زيـدي، وادفقي ي ـاا مس ي ي ق ع اص ي، و يد م ض ر ا أ ي

178ص -1ج–مرجع سابق –ابن رشيق : العمدة -1245اللهب املقدس : ص -2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

160

ـام جن األ ع د اص ، و د ع ر أ ق ف يا أ ام د ن ع غ ب ط اص ، و د ب ز أ ر ا حب يـ

ـام ، ار د ـي الق وات ا ي م ه م ـاـ مر غ ا م ـد ـا للف ن ع فـ ـا د م ه م

ـىم احل ون ص ن ن ا، أ ن ف ل ح ن حن

...املني الظ و ني الطاعن ع ر ص ن و

ر ـر الش ـار ط ، و ب ط اخل م د ت اح و ر ط اخل ف خ ، و م ل ى الظ غ ا ط م ه م

ر ص ت ن نـ ن ت) أ نـزر يف (ب د الب ــر ك ت احمل ر م ع تـ ا املس ت ا ع م ه م

ـر ج ف ـا انـ م ل د ت ر يـ ن أ ات يه ه ر ــد الق وق س ت ،ـب ع الش ة اد إر

ــام ل س ه ـاد ب ك أ ــىن ب ب ع ش

...ني ت الو ق ير ع بنـزرت ب اد ش و

أخذ لفظ املسمط من السمط " و هو أن جتمع عدة سلوك يف ياقوتة لقدو ل سلك منها على حدته باللؤلؤ مث جتمع السلوك يف زبرجدة أو أو خرزة ما مث تنظم ك

شبهها أو حنو ذلك مث تنظم أيضا كل سلك على حدته و تصنع به كما صنعت أوال 1إىل أن يتم السمط "

هكذا شبه ابن رشيق املسمط بسمط اللؤلؤ و هو السلك الذي جيمعه مع تفرق

ده لكن بوجود قافية أخرى تتكرر و تر حبه ، فكذلك هذا الشعر كما تنوعت قوافيه

إىل البيت األول الذي بنيت عليه القصيدة.

180ص -1ج–مرجع سابق –ابن رشيق : العمدة -1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

161

فهذه القافية اليت تتكرر يف املسمط مساها ابن رشيق عمود القصيدة فهي مبثابة

الدعامة اليت تبىن عليها، و عليه فهي الرئيسة أما القافية اليت تتنوع داخل القصيدة

آخر تكون الفرعية.و ختتلف من دور إىل

و للمسمط أشكال غري ثابتة، خرجت عن بنائها األول ، فاختلفت عدد

أشطرها ، و من أمثلة املسمط الذي جاء بأكثر من أربعة أشطر قول الشاعر من

1قصيدته ( أسفريا حنو أمالك السما ) :

ى ؟ف ط ان ات اي ه ، يف النـ م ـ جن ي أ ى؟ف تـ اخ ات او م ، يف الس ر ـق ص أي

؟ىف ط ص م م ت ث ع ب نييك ب ل م أ ـمآالس ك ـال م أ و ا ، حن ـري ف س أ

ا ؟ن فه .. الب نـ ني الص د ال ب يف ؟ـه ع را د ا ق م ـق ف األ ى يف أ ر أم

ى ؟ف تـ فاك يناص ق ف األ ن أ ن ظ ـا ه بـ ت اش ه يــ ر ناظ ا ، يف مه م أ

ا ..؟ف ط ع انـ ف ه الـ ثــ أى أم ر و ا ن د ف يبا ر ق ـد لـ ى اخل أ ر أم

ا ؟ف ر ص ان مآ ، ف الس يف ه تــ د اع و ـل ه ، فـ ض ر األ يف ة عز ال د او ر

ا ؟فـ لو ل ه و ع د ف ..ىــام س يت ـم ه و ـدآ حن هـ الش آه ر أم

فى ط آل املص ر تـا اخ ف ..فآ الو يف ه د حــ و اىن ف تـ يـ أن أ ش ي م

اـم الس ك ـال أم و ا ، حن فـري س أ

؟ىف ط ص م م تـ عث ب نيك ي لب أم

يه الشاعر كلون ع قوافيه ، جلأ إلفاملسمط منط آخر عرفته القصيدة العربية يف تنو

.من ألوان التنويع يف القوايف

192اللهب املقدس : ص -1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

162

ن مما من القافية الواحدة ، فكانت له حماوالت عاجل ر الشاعر نوعا لقد حتر

خالهلا بطرق خمتلفة كاملخمس و املسمط ، و هذه األشكال اليت جلأ إليها الشاعر إال

جات إلظهار الطرق املختلفة اليت ميكن أن يتصر

ع .التأثري اإليقاعي الذي حيدثه ذلك التنو

ررا مشروطا حتأن يكون ال يعدويف قوايف الديوان تحرر اجلزئي الذي بداو هذا ال

ه القدامى من أساليب اإلطار سن مقيدا فهو يعد من مظاهر حمافظة الشاعر على ما

على مستوى املوسيقى.

ه عن عجز منحدة مل يكن نتيجةو حماولة الشاعر اخلروج عن نظام القافية املو

تنويع و اخلروج د الرغبة يف اللب التقليدي ، و لكن املسألة كانت جمر يف القانظم قريضه

داع لى إبعأجل إظهار براعته و قدرتهأحيانا إىل امللل ، و منعن الرتابة اليت تؤدي

و ل عليهم القول الشعريخروجهم على القافية الواحدة سه أنواع خمتلفة و " لعل

1م و أحاسيسهم "منحهم القدرة يف التعبري عن مشاعره

.و ظاهرة التنويع يف القوايف تشكل نوعا من التباين يف البنية اإليقاعية

42ص -1995-ديوان املطبوعات اجلامعية –نور الدين : الشعرية العربية السد -1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

163

القافية في شعر التفعيلة

القافية عنصرا مهما يف القصيدة ، و لكن يف عصرنا احلاضر وجدناها تعترب

عر بروي واحد يف القصيدة فلم تعد موحدة كما تتحلل من ذلك القيد الذي يلزم الشا

كانت عليه سابقا ، فلجأ الشعراء إىل تنويعها يف القصيدة الواحدة تبعا ملا تقتضيه

التجربة الشعرية اجلديدة فاستخدموا أساليب متنوعة.

فنظرة فاحصة إلنتاج مفدي يف كتاباته احلرة ستعطينا صورة واضحة لعنايته

وعة ، و ميكن التفريق بني ثالثة أنواع من هذه التقفية. بأشكاهلا املتن

: القافية المتتالية.1

و هي تعتمد على تعدد القافية و الروي يف القصيدة و تواليها " سواء أكانت جتعل

1القافية و الروي متحدين يف البيتني املتتاليني أم يف عدة أبيات أم يف كل القصيدة"

تابعة إذ تتواىل القافية

2يف قوله من نشيد الشهداء :

د عو ا ر ي ي ف ص اق ح و يا ر ي يا ف ص اع

د و يا ق ي ي ق د اح و راح ج يا ين حن وا

163ص –مرجع سابق –علي يونس : النقد األديب و قضايا الشكل املوسيقي يف الشعر اجلديد -184ص –مفدي زكريا : الديوان -2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

164

ة أبا م و قـ ن حن

ن با ا ج ين ف س ي ل

اة ي نا احل م ئ س د ق

ان و اهل ا و ق الش يف

اد ه اجل ل من ال ح فا الك ل من ال

د ال الب ل بي س يف ....

ون عونا املن جر ن جو الس نا لو خ أد

ون ه يـ أو شىن يـ ؤون ا خ ين ف س ي ل

ا بو ذ ع ...واد ل اج

والب واص ...اقو ن اش و

و احرقوا...و اخربوا

!حنن ال نـرهب... !

اد ه اجل ل من ال ح فا الك ل من ال

د ال الب ل بي س يف ...

املنتهي بـ (ال

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

165

و من هذا النوع أيضا ما جاءت قوافيه متتالية يف عدة أبيات من القصيدة

1كقوله :

واف ا ق ي ا... ه ي ه

...م ل وا الع ع فـ ر وا

واف ت اه وا ، و د ش ن وا

..م غ وا النـ ف ز اع و

:م م األ ع م س ... ت ع اف د ا امل فو ص أق

م ل الع ة ال س ر

ام الد ر ه ى نـ ل ع ق ش ما وار ر ك ا م ز زي ع ق ف واخ ىم احل ا يف ع في ر ق ر أش

...م ل ا ع ا ... ي م ا ... للس م ل س

م ل ا ع ي ت ش ... ع ر ئ زا اجل م ل ع

اد ه الش ي ح و ت أن

م ل ع يا ت أن

م ح الر ة ل ص اغد يل ج ل ل ت ن أ

!مل يا ع و ا وار اي رب ل ل ك اح

م ل ة الع اي ك ح

ان اؤ م : د ه ر مح ا أ ن انـ ط : أو ه ر ض خ أ نا ق ال خ : أ ه ض ي بـ أ

م ل الع يج س ن ن ا ... م ن وقـ ر ع

75اللهب املقدس : ص -1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

166

م ل ا ع ي ت م ... د ر ائ ز اجل م ل ع

1اجلديد شعرية أعلى و متكن اجلمهور من تذوقه و االستجابة له "

صيدتني جاءت قوافيها مقيدة ( ساكنة الروي ) سعى الشاعر من و كلتا الق

رواءها إىل تركيب إيقاع خفيف ينتهي به السطر الشعري ، مما جيعله سريع احلركة

عصف الرياح و قصف الرعود (يف القصيدة األوىل ) و اهلدف و هذا يتماشى و خفة

و النغم ( يف القصيدة الثانية ).

ننا جند يف الشعر احلر أن الشاعر يلجأ إىل القوايف املقيدة ليزيد من "....لك

فتكرار السكون يلعب دورا نغميا بارزا حمدثا انسجاما إيقاعيا و 2تأثريها اإليقاعي "

توافقا دالليا من خالل الوقوف على أواخر الكلمات.

القافية فيه،" ففهذا املبىن الذي اختاره الشاعر كان من أجل تأدية معىن مرغوب

ليست جمرد أداة أو وسيلة تابعة لشيء آخر ، بل هي عامل مستقل و صورة تضاف

إىل غريها من الصور و ال تظهر خلفيتها احلقيقية كغريها من الصور إال يف عالقتها

3باملعىن "

فالقوايف املقيدة مرتبطة أشد االرتباط مبعىن البيت و مبناه ، لذلك سعى الشاعر

اإلطالق من أجل تالئم اإليقاع الداخلي و اخلارجي .إىل

74ص–جون كوهن : بنية اللغة الشعرية ، مرجع سابق -1117ص-مرجع سابق-نازك املالئكة: قضايا الشعر املعاصر2

74ص –جان كوهن : بنية اللغة الشعرية -3

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

167

:.القافية المتغيرة2

يقوم فيها الشاعر باستخدام العديد من القوايف يف القصيدة الواحدة دومنا انتظام

حمدد يف استخدامها.

اعر و قد تتنوع القوايف و تتشابك و تتداخل يف القافية املتغرية حبيث يستعمل الش

مث يرتكها و قد يعود إليها بعد أن يستخدم قافية أخرى و هكذا دومنا انتظام القافية

حيكمها.

1و هذا منوذج على ذلك من قصيدته (النشيد الرمسي الحتاد الطالب اجلزائريني)

ر ئ زا اجل ب ال ط ن حن

ـاة بن ـد ج م ل ل ن حن

ـر ائ ز اجل ال آم ن حن

ات ك ل ااحل يل يا الل يف

اه ا مس ا يف ن ق بـ ا... وع اه مح يف ا قن رت واح ااه م د يف ا قن ر غ م ك

اتج امله بري ع ب

ر ائ ز اجل ب ال ط ن حن

ة نا ب د ج م ل ل ن حن

ان م ح وا ر وا األ ذ خ ف

ت نا ب ا ل ه لو ع اج و

...ر ئ زا ا اجل ه نـ ا م عو ن ص وا

98اللهب املقدس: ص1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

168

ان ع ار ك ف وا األ ذ خ و

اة ي حل اها ن وا م ر ص اع و

ر ئ زا ا اجل ه نـ ا م ثو ع بـ وا

ااه د ف ا ل ن ع فـ د ان ا ... و ه ال ب د ت ا اش م د ن ا ... ع اه د ن ىب ل ن م ن حن

ات خ ار ا ص اي املن و

ر ائ ز اجل ب ال ط ن حن

ة نا ب د ج م ل ل ن حن

اإن ب ال الط ر عش م

ن ري ئ ثا ل ة ل و د ق

ر اب ب جل ا با ن ف ص ع م ك

لةا ه ا اجل قن ز م ن حن .....لة ا د الع نا ر ط س ن حن .....ةال س ا الر ن غ ل بـ ن حن

ات م ل ا الظ ن ع د ص و

-(زائر عا عفويا ، فقد وردت يف البداية القافية أتتوزع قوايف هذه القصيدة توز

زائر) مرتني على روي مماثل، و جاءت القافية الثانية (ب) ثالث مرات و تضمنت

ماها)-ماها–جات) مث تتبعها القافية (ج) يف (ماها -كات -(ناة

افية أخرى قمث يعود ليبدأ املقطع الثاين من جديد بالقافية (أ) مث (ب) مث يقحم

نلمح هذا التغيري يف القوايف داخل القصيدة الواحدة لكن مع احتفاظ الشاعر

ريد بـناة)، ففي كل مرة يعود إليها فهو ي-بقافية حمورية و هي اليت ضمت (جزائر

الرتكيز عليها و ينبه القارئ إليها و جيعله يف تشوق و ترقب لنغمة سبق مساعها ، و

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

169

ملفتاح األساس لقوافيه األخرى و هذا التغيري بالتبادل يثري اإليقاع ، يعلل

شكري عياد هذا " بأن القافية هي مفتاح اللحن يف القصيدة ، و أن تأثري اللحن يف

املستمع يرجع إىل شعوره بالتشوق إىل عودة هذا املفتاح بعد جتاوزه إياه ، فإذا ما

1واحد ضاعف هذا الشوق "استخدم الشاعر أكثر من مفتاح

و هذا النوع من القوايف يعد أكثر أنواع القوايف احلديثة حرية يف التعامل مع النص

رضه من توافق تفالشعري ملا متنحه للشاعر من قدرة على استثمار الوظيفة الداللية و ما

نسجام داخلي من خالل عضويتها. إو

: .القافية المقطعية3

ري مع لقوايف حبيث تقف كل قافية فيها عند حدود املقطع ، و تتغيتم فيها تنوع ا

كل مقطع جديد ، و بذلك يكون استقالل كل مقطع بقافية واحدة أو قوايف إن

جاءت متنوعة .

2فقصيدته (نشيد بنت اجلزائر ) منوذجا هلذا النظام يقول فيها:

ب ر الع ت ا بن ن أر ئ زا اجل ت ن ا ب ن أ

اح ف ك ا لل ع د و ي د ي املنا اد ن م و يـ

ح املزا ت ك تر و ي د بال أمحي ت م ق

اح ن اجل ت و د غ و ياد ه ج ت ق د ص و

114ص –مرجع سابق –شكري عياد : موسيقى الشعر -193اللهب املقدس : ص -2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

170

ح را ي اجل او د أ و ي اد ع أل ي لأنرب

ب ر الع ت ن ا ب ن أر ائ ز اجل ت ن ا ب ن أ

صفوف القتال أنا أهلب نارايف

من أعايل اجلبال أنا أدعو البدارا

يف معاين النضال أناكنت املنارا

و تركت الرجال يف جهادي حيارى

أنا بنت اجلزائر أنا بنت العرب

أنا أرمي القنابل و املسدس جنيب

أنا أهوى املناضل أصطفيه حبيب

أنا أفدي املقاتل بعيوين و قـليب

و أنادي البـواسل حطموا غل شعيب

فهذه القصيدة تتكون من ثالثة مقاطع ، و كل مقطع استقل بقافية ختالف قوايف

املقاطع املتبقية.

لثاين تكون راح) أما املقطع ا-ناح -زاح -ن القوايف التالية : (فاح فاملقطع األول تضم

شعيب) -قـليب -حيب -يارى)مث املقطع الثالث و األخري كانت قوافيه (حيب -نارا-دارا-من (نارا

إذن عندنا قوايف اختلفت من مقطع إىل آخر مجعت بني املقيد و املطلق

احلاح، الراء و الباء ) مث هناك نوع مقطعي آخر يتمثل يف تنوعحرف الروي ( على

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

171

القوايف داخل املقطع الواحد و مثاله من قصيدته أرض أمي و أيب اليت يقول

1فيها :

خلدوا...

ال اجل م و يـ ادو ل خ

ب ر املغ د ال ب ن ع

عن سهويل عن شعايب

يب عن درويب عن ترا

أرض أمي و أيب

خلدوا...يـوم اجلال

يب ر غ م يب ر غ م

ب ج الع ض ر أ ت ن أ

أنت شعب عريب

عرشه بـيت النيب

مهج من هلب

تـربة من ذهب

ليس يف أرض أيب

ظل جيش األجنيب

يب ر غ م يب ر غ م

أرض أمي و أيب

107:ص اللهب املقدس1

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

172

تتكون هذه القصيدة من أربعة مقاطع ، استخدم الشاعر يف املقطع األول قافية

طع و أغلقه ملجال) فنراه فتح املق-مي أيب -رأيب -عايب -مغريب –مزدوجة (ملجال

بإحداها (ملجال) .

ن -ثلت يف (بن عريب املقطع الثاين استخدم قافية واحدة مت من –من هليب -يب تـنـ

مي و أيب)-مغريب –أجنيب -أرض أيب -ذهيب

و كذلك اشتمل املقطع الرابع و األخري على قافيتني ، مفتتحا بإحداها (خصنا

-( أجنيب ىعندنا) مث مغلقا املقطع باألخر -هلنا-حلسنا-حسنا-وطنا–أحملنا –

من و أيب ) -مغريب

و ميكن توضيح توزيعها بالشكل اآليت :

املقطع األول : أ ب أ

املقطع الثاين : ب

ب -املقطع الثالث : ج

ب -املقطع الرابع :د

سة إليها و أن املعىن هو الذي فرضها لذلك ميكن أن جيئت كلما كانت احلاجة ما

حتقق اإليقاع و املعىن معا ، هلذا يقر شكري عياد " أن الشعر احلر ميكن أن يستغين

يمتني : لق-عندما ترد فيه-عن القافية حقا و لكنها على الرغم من ذلك تستخدم

ازة إلقامة للشعر احلر وسيلة ممت

شكل

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

173

متماسك بريئ من التدفق الذي يهدده االمنياع ، و القيمة اللحنية تتدخل يف بناء

1القصيدة و شكلها و تساعد على إعطائها جوها االنفعايل "

فالشاعر خيالف بني قوايف املقاطع و يف الوقت نفسه يوافق أو جيمع بينها بقافية

ل مقطع (القافية ب) " فهي اليت جتمع بني املخالفة و املوافقة على حنو يلتزمها يف ك

، و بالتايل تكون تلك القافية امللتزمة حلقة وصل تربط مجيع مقاطع 2إدراك التشابه "

طاقة شعورية أو دفقة فكرية يندمج مع املقاطع القصيدة " و ليس املقطع إال تكثف

.3األخرى "

فهذا التنويع يف القافية من مقطع إىل آخر أكسب القصيدة إيقاعات خمتلفة ،

و املقطع بناء جديد أضيف للقصيدة احلديثة فزاد يف التنوع و التغري ، فاستفادت منه

قاعية .القافية ، فكان ال بد أن ينعكس على البنية اإلي

عيلة و تلقائيته ية شعر التففهذه هي األمناط املختلفة للقوايف اليت تتماشى مع حر

و قد وجدت يف شعر مفدي زكريا و هذا دليل على حرصه على قوافيه ، فقد ظلت

ا حتدث رنينا ، و تثري يف النفس أنغاما و أصداء ، و هي فوق ذلك

4فاصلة قوية واضحة بني السطر و السطر "

115ص –سابق مرجع –شكري عياد ، موسيقى الشعر -1163ص –علي يونس : النقد االديب و قضايا الشكل املوسيقي : مرجع سابق -2176ص –مرجع سابق–بنس حممد : ظاهرة الشعر املعاصر يف املغرب -3182ص –مرجع سابق –نازك املالئكة: قضايا الشعر املعاصر -4

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

174

فلم يرغب الشاعر أن ينحل شعره من اإليقاع املوسيقي ، لذلك حرص على

ذلك التوافق بني أواخر أسطره و مل خيرج عنه متاما حىت و لو كان هذا التوافق يف سطرين

ذا ما رآه عز الدين إمساعيل "كل ما يعنينا من القافية هو التنسيق املوسيقي فقط و ه

1آلخر السطر الشعري مبا يتماشى و موسيقى السطر ذاته "

فالقافية موجودة سواء أكانت متتالية أم متغرية أم مقطعية و مل تكن عائقا

ة ، كما دعا الوطنيللشاعر يف التعبري عن مهومه الذاتية و املوضوعية و عن قضاياه

بعضهم إىل حتطيمها باعتبارها قيدا للشاعر "إن القافية العربية اليت مازالت سائدة ليست

2إال طوقا حديديا يعرقل شعرائنا و كان جيب أن يكسر منذ زمن طويل "

فشاعرنا مل حيطم هذا القيد و مل يتحرر منه بقدر ما نوع فيه تنويعا يدفع الرتابة

حتدث من تكرارها ، و من التنويع جاءت حرية التعبري عن املعاين و املشاعر اليت قد

.

فبوجود القافية نشعر بذلك النظام الكامن يف ذهن الشاعر ، فهي اليت تنسق

يدة فكره و تقوي جتربته و بالتايل يستطيع التحكم يف قصيدته فيلقي على مسامعنا قص

تثري فينا انفعاال مزدوجا.

صبحت القصيدة اجلديدة "صورة موسيقية متكاملة تتالقى فيها األنغام حبيث أ

و تفرتق حمدثة نوعا من اإليقاع الذي يساعد على تنسيق املشاعر واألحاسيس املشتتة

ة اليت يستطيع اخلاص

113ص -ابقمرجع س-عز الدين امساعيل :الشعر العريب املعاصر1402ص -1978-بريوت -دار العودة–ميخائيل نعيمة : الغربال 2

القوافي في ماھیتھا و طوابعھاالفصل الثالث :

175

يف غري عناء و أن حيس تساوقها مع املضمون الكلي متلقي القصيدة أن يدركها

1للقصيدة"

لقد اعتىن الشاعر بقوافيه و حرص عليها حرصا شديدا ، سواء أكان ذلك يف

الدت إليه من قوالب املعاين فتو بالضبط، و هذا دليل اختزانه للغة و معرفته التامة ب

دون جهد أو حتايل بالغي أو لغوي .

هو شاعر يتوخى التواصل مع مجهوره فنراه قد أقبل على قواف ذات أحرف روي

رته الشعرية ري مع نفسيته الوهاجة و قدمستحبة قوية منفرة للسمع تتوافق إىل حد كب

يف إبداع الصور اليت تنسجم مع موضوع القصيدة .

64-63ص -عز الدين امساعيل :الشعر العريب املعاصر-1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

176

الفصل الرابعفي سير القصيدةاإليقـاع الداخلي

أوال: التكرار

ثانيا: الجناس

ثالثا: التصريع

رابعا: التدوير

خامسا: الحوار

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

177

اإليقاع الداخلي ، هو أن كلمة " أول ما ينبغي اإلشارة إليه عند حديثنا عن

املتمثل يف الوزن و القافية.

على أن موسيقى الشعر ال تقتصر على الوزن و القافية على الرغم من

لف احلروف و تنوعها " الأمهيتهما و مكانتهما و لكنها تتجاوزمها لتشمل تآ

ينحصر اإليقاع الشعري يف الوزن القافية أو ما يسمى مبوسيقى اإلطار أو املوسيقى

اخلارجية ، بل يتعداه إىل طبيعة الرتاكيب اللغوية للقصيدة أو ما يسمى باملوسيقى

1الداخلية "

معىن ذلك أن موسيقى الشعر تتحقق على مستويني : مستوى الوزن

و مستوى جرس األلفاظ أو–و هذا ما رأيناه يف الفصول السابقة -و القافية ،

مايطلق عليها املوسيقى الداخلية .

فهو يف تعريف بعض الباحثني " النغم الذي جيمع بني األلفاظ و الصور، بني

وقع الكالم و احلالة النفسية للشاعر ، إنه مزاوجة بني املعىن و الشكل بني

2الشاعر و املتلقي"

فاإليقاع الداخلي مسألة أكثر خفاء وانبثاتا يف نسيج البيت على مجيع

مستويات األبنية فيه لغويا و دالليا ، تركيبا و تصويرا ، عاطفة و تفكريا و منه

209ص -اجلزائر–ديوان املطبوعات اجلامعية –ابراهيم رماين : الغموض يف الشعر احلديث -1354ص -1980-بريوت-مؤسسة نوفل–ر العريب املعاصر جيدة عبد احلميد : االجتاهات اجلديدة يف الشع-2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

178

يؤدي دورا هاما يف تعميق و خلق نغمات و إيقاعات أخرى تتوازن مع اإليقاع

الشعر ال يكتفي " بدرس الوزن و هو اإلطار اخلارجي اخلارجي للقصيدة ، ففي

الذي مينع القصيدة من التبعثر ، و إمنا يدرس إىل جواره املوسيقى الداخلية من

تناغم احلروف و ائتالفها و تقدمي بعض الكلمات على بعض و استعمال أدوات

1خاصا "االلغة الثانوية بوسيلة فنية خاصة و غري ذلك مما يهيئ جرسا نفسي

إن االهتمام باإليقاع الداخلي قدمي يرجع إىل حبوث القدامى يف البالغة

كثرية -الطالوة -احلالوة-السالمة–و فن القول ، فنجد مصطلحات مثل الرونق

الورود يف كتبهم ، و لعل هذا راجع إىل وعي مبكر لدى هؤالء بأن اإليقاع ال يتوقف

ة ، و إمنا هناك عناصر أخرى تدخل يف تشكيله فهذا أبو اهلالل عند الوزن و القافي

العسكري يقدم نصيحة للمبتدئ يف قول الشعر أمجل فيها كل مكونات اإليقاع

الداخلي " و إذا أردت أن تعمل شعرا فأحضر املعاين اليت تريد نظمها يف فكرك و

و قافية حيتملها ، فمن أحضرها على قلبك و اطلب هلا وزنا يتأتى فيه ايرادها

املعاين ما تتمكن من نظمه يف قافية و ال تتمكن منه يف أخرى أو يكون يف هذا

أقرب طريقا و أيسر كلفة منه يف تلك ، و ألن تعلوا الكالم فتأخذه من فوق فيجيئ

سلسا سهال ذا طالوة و رونق خري من أن يعلوك فيجيئ و كزا فجا و متجعدا

2فا "جل

.16ص-دت –اإلسكندرية –منشأة املعارف –رجاء عيد : التجديد املوسيقي يف الشعر العريب -1.104ص-ه 1320-1ط -مطبعة حممود بك-حتقيق حممد األمني اخلاجني–الصناعتني –هالل العسكري أبو -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

179

كما وجدنا إىل جانب أيب هالل العسكري ابن سنان اخلفاجي الذي تنبه إىل

وات األلفاظ استه ألصإىل القيم الصوتية ،وذلك أثناء در املوسيقى الداخلية بإشارته

1و اليت حدد عناصر اجلمال الصويت البحث فيها.

اإلشكاليات أبرزالعربية احلديثة يعترب اإليقاع الداخلي منالقصيدة أما يف

"فإن القصيدة الرتاثية اجليدة مل تكن تعدمها، خاصة أن النظر إىل هذه الظاهرة.

الوزن حباجة ماسة إىل اإليقاع الداخلي حاجة اجلسد للروح لكي يتميز القالب

قلب، و خيتلف الوزن عن الوزن من البحر نفسه باإليقاع. األمر الذي جيعل حلمة بال

2حية توصل بني الشكل و املضمون"

ففريق منهم ينكرها متام اإلنكار و يعترب احلديث عنها ضربا من اهلوس و

الشعر

وزن الشعر العريب ال يعتمد على الكم وحده بل ال بد أن يشرك الكم نوع من

فيها أحرف عملية تعويض توفق بني أشطر تكثراإليقاع يف أثناء اإلنشاد يكون مبثابة

3املد و أخرى تقل فيها هذه األحرف أو تفقد"

90ص-مرجع سابق–الفصاحة ینظر ابن سنان الخفاجي: سر 1.295ص-1998-73-3ج-دمشق-جملة جممع اللغة العربية-وقفات نقدية-علوي اهلامشي: فلسفة اإليقاع يف الشعر العريب.2

149ص-مرجع سابق-ابراهيم أنيس: موسيقى الشعر العريب3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

180

و يقول يف موضع آخر:"هذا االنسجام الصويت الداخلي الذي ينبع من هذا التوافق

1املوسيقي بني الكلمات و داللتها حينا أو بني الكلمات بعضها و بعض حينا آخر"

ة ن اإليقاع الداخلي يف بناء قصيدة الرتاث العربيفهو تلميح إىل وجود نوع م

و حول ذات املوضوع يرى شوقي ضيف:" ان موسيقى الشعر مل يضبط منها إال

ظاهرها و هو ما يضبطه قواعد علمي العروض و القوايف و وراء هذه املوسيقى

الظاهرة موسيقى خفية تنبع من اختيار الشاعر لكلماته و ما بينها من تالئم يف2

إذن بعد اثباتنا لإليقاع الداخلي من لدن القدامي و احملدثني آن لنا أن نعرج

على مظاهره اليت حملناها يف املنت املدروس، فهو غين خبرائط إيقاعية تغين البنية

صوتية ا غنية من النواحي الاإليقاعية و تتكامل مع اإليقاع اخلارجي لتنتج نصوص

و أوىل هذه املظاهر.

283ص -مرجع سابق-إبراهيم أنيس: موسيقى الشعر1.97ص-1981-6ط-مصر-دار املعارف-د األديبشوقي ضبف: يف النق2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

181

التكراريعد التكرار من الظواهر األسلوبية اليت تستخدم لفهم النص ، و من املفيد

أن نشري إىل أن هذه الظاهرة سنة من سنن العرب يف أشعارها " و من سنن العرب

لعناية ، و على هذه السنة جاء ما جاء يف التكرار و اإلعادة إرادة اإلبالغ حبسب ا

بانكتاب اهللا جل ثناؤه من قوله " 1"فبأي آالء ربكما تكذ

إذ يفرض السياق جتلية للمعىن و تزكية له ، و رغبة من الشاعر يف التوكيد

تضمنه ياملفصل ، و من مث تنمية املعىن و بلورته " إن أسلوب التكرار حيتوي كل ما

أي أسلوب آخر من إمكانات تعبريية إنه يف الشعر مثله يف لغة الكالم يستطيع أن

يغين املعىن و يرفعه إىل مرتبة األصالة ، ذلك إن استطاع الشاعر أن يسيطر عليه

2سيطرة كاملة و يستخدمه يف موضعه "

لرجوع يقال افهو يف اللغة من الكر مبعىن الرجوع ، يقول ابن منظور :" الكر :

، و كر عنه رجع و كرر الشيء و كرره : أعاده مرة أخرى ، فالرجوع إىل شيء و

.3إعادته و عطفه هو تكرار "

77ص -مرجع سابق–ابن فارس : الصاحيب -1263ص –مرجع سابق–نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر -2.5ج-مادة كرر-مرجع سلبق–ابن منظور : لسان العرب -3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

182

ق واحد سياأما يف االصطالح فهو " تكرار الكلمة أو اللفظة أكثر من مرة يف

1إما للتوكيد أو زيادة التنبيه أو التهويل أو التعظيم أو التلذذ بذكر املكرر "

و لعل بنية التكرار من أكثر األشكال التعبريية اليت يستخدمها الشعراء يف

بناء نصوصهم الشعرية ملا حتققه من تناسب بني الوحدات اللغوية و ما يرتتب عن

عي و داليل األمر الذي جعل هلذا املصطلح حضور عند ذلك من توافق إيقا

البالغيني العرب القدامى و أولوه عناية خاصة ، فرصدوا أشكاله و أطلقوا

املصطلحات البديعية استنادا إىل مواقع تردده يف الكالم ، فتحدثوا عن الرتديد و

ته هي على أن وظيفالتصدير و رد اإلعجاز على الصدور حىت استقر األمر عندهم

التأكيد و التقرير و لفت االنتباه " التكرار هو أساس اإليقاع جبميع صوره فنجده

يف املوسيقى بطبيعة احلال كما جنده أساسا لنظرية القافية يف الشعر و سر

جناح الكثري من احملسنات البديعية ، كما هي احلال يف العكس و التفريق و اجلمع

2ريق و رد العجز على الصدر يف علم البديع "مع التف

كما أوىل النقد املعاصر هذه الظاهرة أمهية كبرية و ذلك ملا حتتويه " من

طاقات فنية و تعبريية تغين املعىن و تساعد على إعطاء وحدة للعمل و ذلك من

ة و إىل ر خالل مظاهره املتنوعة اليت تبدأ من احلرف و متتد إىل الكلمة و إىل العبا

3البيت الشعري "

34ص –5ج–1969-1ط–طبعة العراق م–حتقيق: شاكر هادي -ابن معصوم : أنوار الربيع يف أنواع البديع -139ص 1992-الطبعة الثالثة-الدار البيضاء-املركز الثقايف العريب بريوت-(اسرتاتيجية التناص)–مفتاح حممد : حتليل اخلطاب الشعري -2221ص -مرجع سابق–حممد ولد عبدي : األنساق و السياق -3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

183

:التكرار الحرفي أو الصوتي

تعد ظاهرة التكرار الصويت لبعض احلروف يف القصيدة الشعرية من الوسائل

اليت تثري اإليقاع الداخلي بواسطة ترديد حرف بعينه يف الشطر أو البيت ، أو

رته على و قدمزاوجة حرفني أو أكثر ، و تكرار ذلك يعكس احلالة الشعورية للمبدع

تطويع احلروف ليؤدي وظيفة التنغيم إضافة إىل املعىن.

الصوت وج على تعريف كل من احلرفو قبل اخلوض يف إيضاح ذلك ، نعر

.و رد يف لسان العرب أن كلمة " صوت مأخوذة من الفعل صات يصوت و يصات

1و صوت "

هو املصدر صات يصوت صوتا فو عرفه ابن سنان اخلفاجي :" أنه مشتق من

2صائت و صوت تصويتا فهو مصوت "

أما ابن جين فيقول :" عرض خيرج من النفس مستطيال متصال حىت يعرض

له يف احللق و الفم و الشفتني و قاطع تثنيته عن امتداده و استطالته فيسمى املقطع

3أينما عرض له حرفا "

نه فه ابن منظور فيما أوردعن اجلواهري أهذا يقودنا إىل تعريف احلرف إذ يعر

4قال " حرف كل شيء طرفه و سفريه "

ة صوت دما-مرجع سابق–ابن منظور : لسان العرب -13ص -مرجع سابق–ابن سنان اخلفاجي : سر الفصاحة -2.19ص-1ج-1993-2ط-دمشق-دار القلم-حتقيق:حسن هنداوي-سر صناعة العربابن جين : -3ة حرفدما-مرجع سابق–ابن منظور : لسان العرب -4

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

184

نستخلص من هذا أن احلرف هو السمة الكتابية ألي صوت والصوت هو

فما احلرف إذن إال صوت عند النطق به و ما األصوات السمة النطقية لكل حرف ،

، واء من خالل اجلهاز التنفسيعند اإلنسان إال نتيجة احلركة املنتظمة ، حركة اهل

ينشأ من اهتزاز وتري يف احلنجرة عند اندفاع النفس من الرئتني إىل اخلارج بعد

صدورها من الفم أو األنف ، على شكل موجات تصل إىل األذن.

و لذلك كانت حماولة العناية بالوظائف اجلمالية لألصوات من أجل عقد

لقلب و عليه يقول ابن خلدون :" ...و احلسن الصالت بني اللسان و األذن و ا

الشدة وخاوةمن اهلمس و اجلهر و الر يف املسموع أن تكون األصوات هلا كيفيات

1و القلقلة و الضغط و التناسب فيها و هو الذي يوجب له احلسن "

لذلك أدرك الشاعر مفدي زكريا أسرار احلروف و خباياها و ما يتجانس

منها ت

السامعني ، كما هلا دور يف تبليغ الرسالة و تطويد الرابط الوجداين املشرتك بني

البات و املتلقي .

فوظف الشاعر يف ديوانه التكرار الصويت (السني) و ذلك بغية استحصال نوع

قي و توفري النغم ، فكان تكراره يف ثالث قصائد من الديوان من التجانس املوسي

إىل أغادير الشهيدة و شاكر الفضل ليس بعدم شكرا .–هي : زنزانة العذاب

455ص -مرجع سابق–ابن خلدون : املقدمة -1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

185

نورد الكلمات اليت سيطر عليها حرف ( السني) الواردة يف قصيدة زنزانة

1العذاب :

–السجان–كأسك -سعة–سجن –سرى –السياط –سجن –سيان

-لوىس-سلوى-فالسجن-سلوى–يسرتق –الغسق –ساحبة –تنساب –ساخرة

-الشمس-فيسخر-الشمس-نسابق–سلوى –السجن -امسك-سلوى-سلوى

-وىسل-مسراء-يسكرين-أنفاسك-سلوى-سلوى-نسق-حترسنا-سهرنا-سرين

-رساالت-استأذين-يسجد-مقدسة-تسابيحا-بامسها-لساين-سلوى-سلوى

–سبح ي–تسنده -بسديد-مسومون-يلالسب-فأستصرخت-قدس-قبس-يتسق

-فسقوا-أيسروا-أحالس-السالح-مساسرة-ليس-السالح–فرنسا -فرنسا-يستبق

-حسب-حسيب-سجى-سيذكرون-السماوات-سجن-ليس-سرقوا-أعسروا

أناسي.

ة ، والكاملة حلرف (السني) على معظم ألفاظ القصيدنالحظ اهليمنة

احلالة و ظيفة اهلامة اليت هذا ما يبني أكثر الو

هي وظيفة الربط بني أجزاء القصيدة فيصبح التكرار عالوة على رفده إيقاعها بطاقة

كبرية عامال من عوامل انسجام القصيدة و ترابطها .

أخرى حلرف احلاء و احلاء حرف ذو صوت حلقي مهموس و هناك هيمنة

يتا :–ت جناحه املغرب العريب أن–يف قصيدة

20ص –مفدي زكريا : الديوان -1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

186

حطمت ، شبح ، احلماية ، احمى ، صفحات ، حرية ، ألحرار ، جناحه

1حرك ، جناحك ، وحدة ، تفتح ، صرحها ، احلادثات ، حتيته ، حرية

لقد جنح شاعرنا يف استغالل الداللة املوسيقية لتكرار حرفني مهموسني مها

و اهلمسهو " الرفاهة من األصوات ) و املعروف عن هذا النوع(السني ) و (احلاء

و مها صفتان تبعثان على التأمل و التقصي العميق جلوانب اللغة ، و يف حالة طغيان

2أصوات اهلمس يزداد تأثري الصوت على حاسة البصر "

فالقصيدة ترسم صورة يدركها املتلقي حباسة البصر أال و هي صورة عيد

ستقالل تونس ، فلقد عول التكرار هنا عند الشاعر يف البيت على حرف و ذلك ا

قصد تطريب نفسه على القول أوال مث ترويض البيت يف أذن املتلقي.

و يشغل الشاعر القيمة اإليقاعية لصفات احلروف و ارتباطها باملعىن عند

3اء فيها:تينا ، اليت جماذا ختبئه يا عام س–استخدامه حرف الراء املكرر يف قصيدة

البشرى ،تباركنا، للتحرير،بادرة،لفجرك ، الغرا، مرمي، ذكراك ،الرشد ، اجلزائر

اجلزائر ، مدرسة ، اجلزائر ،اجلزائر ، جمزرة ، راجت ، احلرى ، قرابينا ، اجلزائر بنريان

ر بالشر الش، تذرو ، اجلزائر ، أرواح ، اجلزائر ، خري ، اجلزائر ، اجلدران ، يثورنا ،

، جتربة ، سره ، الدهر ، فرنسا ، حرب ، اجلزائر ، دياركم ، يغرينا ، األرض ،

األرض ، ثرنا ، يرضينا .

171ص –مفدي زكريا : الديوان -193ص -1987-مصر-منشأة املعارف-حممد السعدين : البنيات األسلوبية يف لغة الشعرالعريب احلديث-2149ص –مفدي زكريا : الديوان -3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

187

طغى حرف الراء الذي هو صوت جمهور على كلمات القصيدة و بذلك

يكون قد تكرر اثنان و أربعني مرة فهو صوت صاخب عنيف ال يقوى الشاعر

اره على هذا النحو داخل القصيدة يرتبط بالعاطفة العنيفةعلى كتم صخبه ،و تكر

اليت حيملها .

و من املالحظ أن الشاعر جانس بني حرف الروي و حرف مكرر داخل

القصيدة ، و من شأن هذا التجانس الصويت أن يبعث يف النفس ارتياحا و ميهد

ا يتكرر يف مالسمع للقافية " فاألصوات اليت تتكرر يف حشو البيت مضافة إىل

ا 1

2مثل هذه املالئمة بني احلرف املكرر و حرف الروي نلمسها يف قوله :

ا؟ين م د ت ا فـ وه س أ ن ات اش ش للح و اين د ب ت ا فـ يه ف ، خن ات اح ر ا للج م

ا؟ين م ص ت ا فـ يه اد ف نـ ام ه للس و ان أ ج ف تـ فـ ااه س ن ، نـ ع اج و للف و

ا؟ن يد ر يـ فـ يه ار د ، ن ان م للز و ان ص غ ن تـ ا فـ يه اف ص ن ، ايل ي لل و

ا؟ين ص ق تـ فـ ايه ان د ن وظ ظ للح و ان ف س ك ت فـ ا وه ع د ن ، ات و ام للس و

او كم صبـونا بواديها نطارحه صرف الغرام فـيـندي من تصابين

ا مغنينا و كم أقمنا سهارى يف حم

.43ص -مرجع سابق–ابراهيم أنيس : موسيقى الشعر -1219ص –مفدي زكريا : الديوان -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

188

71

بيتا ، و جاء جمانسا حلرف الروي (النون ) الذي تكرر يف كل أبيات القصيدة حمدثا

نوعا من االنسجام اإليقاعي و ا

1جزء كبري على عدد من املصوتات اليت صاحبت هذه الصوامت يف تردادية دورية"

ن ، فحرف النو و ال شك أن تكرار مثل هذا احلرف له داللته على الشاعر

2، بذلك يكون له بعض اآلثار اجلهورية "

ن نغمة و من شأن هذه السمة (اجلهر) جذب القارئ إليها ملا تضيفه م

و هناك منوذج آخر يقوم كذلك على املالئمة بني حرف الروي و حرف مكرر داخل

واليت جنتزأ منها –القصيدة عثرنا عليه يف قصيدة "قالوا نريد" متمثال يف حرف الراء

3يقول فيها :

راد ق األ ة ج ر ت ان ك ف ،وين ك ار د ق لأل يل ق ف ، د ير ن وا ال ق

100ص-1999-1ط-دمسق-دار الفكر املعاصر-لبنان-دار الفكر املعاصر-اد اإلبداعية يف منهج عبد القاهر اجلرجاينحممد عباس: األبع133ص -مرجع سابق–يف لغة الشعر العريب احلديث حممد السعدين : البنيات األسلوبية -2113ص –مفدي زكريا : الديوان -3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

189

ر ار ح األ ة اد ر إ، و يت يئ ش م ف م ت ل ن ك ب ر ال ق : فـ يد ر وا ن ال ق

رباه نـفذها قـرار الباريت ع د ذاإنيف ع ض ت ملس اةااد ر إ و

راالد ب ر ت ن أ ، و وف ي الض ن حن ى ل وا : بـ ال ؟ ق م ت س ل : أ ان م الز ال ق

ر اص ب لأل ك يب أ يص م ق ر ش ان و ط اب ه كرم أ وت ك املل ن ط م ب اه و

ر اه الق ر اه الق ، ك اؤ ض ق و ة ر بـ ع ك ل د ع ل ج ر بـ ك أ اهللا

ر ار س األ ع ائ و ر ب ة اق ف خ ا ه وقـ ر ع وج مت ا ي نـ الد ه ب يد ع

ر االد ىب ق ع ش ر الع ب ر ل ىل و أ ه ل ال ج ل ج ش ر الع ب ر ن أ م أ

ر اد الغ ر املاك اب س ح إقرأ و م ن تـ ال ف اب س احل م و ى ي ت ا أ ذ إ و

ار ت املخ د م حم ش ر ع ل ص ل اخ و م ه ام م ذ ع ار و اء د ه الش م د ر ك اذ و

لقد اخنرط حرف الراء يف صدر البيت الشعري عن وعي يؤسس لتكراره يف

إىل استقرار البيت و القصيدة بأكملها .عجزه طلبا إلحداث األلفة و االطمئنان

إننا نلمس تآصر البيت الشعري أو القصيدة بفعل تكرار احلروف الذي

يزودها مبوسيقى تستسيغها أذن املتلقي ،فهو يضفي على النص نوعا من النغم و

املوسيقى فتهتز أذن املتلقي ، و ما من شك أن تكرار احلروف مباشرة و وفقا

واميس نظمية معينة يضفي على اإليقاع نوعا من التميز املثري للسامع لدأبه على لن

استماع ترددات صوتية بعينها" كما يعد اإليقاع من جهة أخراة و من الناحية

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

190

الصوتية ، تكرارا منتظما لالنطباعات السمعية املتماثلة اليت تتولد عن متاثل العناصر

1"مقطعيا عرب سلسلة عناصر الكالم

إذ ميثل الصوت أصغر وحدة إيقاعية يف املفردة الداخلة يف نسيج القصيدة و

جمموعة األصوات املتجانسة و املتناثرة و هي تؤلف موجات تقارب قيما مدلولية

دورية األصوات و دورية التلوين اليت معينة،"لعل ما مييز هذه الوحدات الدالة،

2تصاحبها، و يعترب هذا التعاقب لألصوات هو املميز العلمي ملوسيقى الشعر"

إن لإليقاع الصويت املؤثر دالالت بالغية ال تقل يف أمهيتها عن داللة األلفاظ

و أو تزيد أمهية اإليقاع الصويت إذا تطابقت داللتها مع داللة األلفاظ أو وسعتها

أكملتها،"فكانت دورية الظهور الصويت متنح هذا الشعر مسحة موسيقية تتميز

باإلجيابية الصوتية يف السلسلة الشعرية على مستوى الوحدات الدالة و على مستوى

3الرتكيب"

:التكرار اللفظي

ميكن اعتبار العناية باأللفاظ وصياغتها و مجال تأليفها و نظمها مقياسا فنيا

عرفة أجود الشعر ، فأجوده كما يقال : " ما رأيته متالحم األجزاء سهل نقديا مل

املخارج فتعلم بذلك إنه أفرغ إفراغا واحدا و سبك سبكا واحدا ، فهو جيري

.200ص-مرجع سابق–ي القدمي مرتاض عبد املالك ، األدب اجلزائر -198ص-مرجع سابق-: األبعاد اإلبداعیة في منھج عبد القاھر الجرجانيمحمد عباس2املرجع نفسه الصفحة نفسها 3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

191

على اللسان كما جيري الدهان ، و إذا كانت الكلمة ليس موقعها إىل جنب أختها

1ونة "مرضيا موافقا ، كان على اللسان عند إنشاد ذلك مؤ

و هذا النوع منهله تكرار لفظة أو أكثر يف ثوب وحدات متتالية أو متناثرة

عرب ثنايا القصيدة (بشكل أفقي أو رأسي ) فيتولد نوعا من املوسيقى و النغم و ال

ميكن اعتباره ظاهرة عابرة.

و احلق أن األلفاظ املكررة تتوزع يف مواطن خمتلفة من الديوان ، و قد شغله

التنغيمية ، و كل ذلك من أجل الوصول إىل قرابة معنوية و داللية ،و ينقسم التكرار

اللفظي إىل نوعني :

و من تكرار األمساء تكرار اسم العلم ، و هلذا النوع من أ.تكرار األسماء :

تارخيه يف الشعر العريب القدمي ، و قد طرح ابن رشيق قاعدة مهمة يف التكرارات

عذاب و االستعلى جهة التشوقإال هذا الباب " و ال جيب للشاعر أن يكرر امسا

إذا كان يف تغزل أو نسيب ، و يأيت مبثال ألمرئ القيس :

ال ط ه م ح س أ ل ك اه ليـ ع حل أ الاخل يذ ب ات ي اف ع ىم ل س ل يار د

الل حم اء يث مب ايض ب و أ ش ح الو ن م طال ال ز تـ ال ىم ل س ب س حت و

ال وع أ س أ ر لىع وأ ىام اخلز ياد و ب ان د ه ع ك ال ز تـ الىم ل س ب س حت و

2ال ط ع مب س ي ل مي الر يد ج ك ايد ج و ضدان م يك ر ت ذ إ ىم ل س يايلل

.66ص --بقامرجع س-1ج–: البيان و التبيني اجلاحظ-174ص -مرجع سابق-2ج–: العمدة ابن رشيق-2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

192

1و هذا النوع من التكرار عثرنا عليه يف ديوان مفدي زكريا حني جنده يقول :

ق ب ه ع ل ى ك و ل س ر ك ذ ن ، م ن ج الس ف ة ر ط ع ى م و ل س ن ، م وح ا الر ت اد ع

ق م الر ك مس ا ن اوا ،ك ف ص ن أ م ه نـ أ لو أ ط خ م ه ل ثـ ى ..م و ل س يك اد ن ى .. أ و ل س

ق ف ت ن ى ، فـ و ل ا س ي ف ت ه أ ليك إ ان ف ال ح ظ ا احل ا م ، إذ ين ر ك ذ ت سلوى

ق د احل ه ي ب ر د ، الي ان ت خي ف ر الط و ين م اغ ب ى يـ و ل ا س ي ك يث د ى ، ح و ل س

ق ل ذ هاامس ب اين س ل ن إ ى ف و ل س ين ب او جت ل وى..ه ل س يك اد ن ى..أ و ل س

ة بوبته اخليالييصف الشاعر النجوى اليت كانت بني روحه و روح حم

(سلوى) اليت تسليه مهومه و تطرب نفسه و تبهجها بذكرى اجلزائر فما سلوى إال

فتاة اجلزائر يرى فيها وطنه و يشبهها بفتنة الروح اليت تشغله عن اهلموم و التعذيب

حببها.

فلم حيصل يف تكرار لفظة (سلوى) هجنة و ال ملل عند مساعها ، فغاية ذلك

أكيد يف بيان مأساة الشاعر اليت يعيشها يف تلك الزنزانة. الت

2و يقول من قصيدة أخراة :

هذه فاس كاآليت و قد مــــا جت تالقي مليكها املغوارا

ك دارا يفاس و للخافقات و املوكب املسحو ر و الالفتات أفد

فاس يل ـفيك ذكريات عـذاب ليتـها مل تـهج يب اإلدكارا

اار ق الو و يت يم ش ت م الس ك ر تـ أ ىت ح اس ف اي ك ر ز أ مل ين ت ي ل

22مفدي زكريا : الديوان ص -1229املرجع نفسه: ص-2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

193

يك العذارا كم خلعنا يا فاس ف أو نـنسى يا فاس و العمر فجر

فال شك أن الشاعر مل يردها عبثا ، بل كان وراء ذلك التوكيد " إن التكرار

يضع يف أيدينا مفتاحا للفكرة املتسلطة على الشاعر و هو بذلك أحد األضواء

1ع عليها "لالالشعورية اليت يسلطها الشعر على أعماق الشاعر فيضيئها حبيث نط

و تكرار الكلمات يف صدر البيت و عجزه ، حاول الشاعر أن خيلق منه ما

مساه البالغيون برد العجز على الصدر، و هو فن بالغي حددوا مواضعه يف كتبهم

و هي مواضع حتدث جرسا يف البيت الشعري ، إذا ما بعد الشاعر عن التكلف و

التكلف و املتكلفني. شاعرنا (مفدي ) أبعد ما يكون عن

" و هو أن يكون إحدى الكلمتني املتكررتني أو املتجانستني أو امللحقتني

بالتجانس يف آخر البيت و األخرى قبلها يف أحد املواضع اخلمسة من البيت و

2هي صدر املضارع األول و حشوه و آخره ، و صدر املصارع الثاين و حشوه "

عجز على الصدر ) من أكثر أشكال التكرار ورودا و لعل هذه البنية (رد ال

فبني االفتتاح و اخلتام كان هلذه البنية حضور فعال كما يف األبيات التالية :

3مطمعا –د تـوحد و ق –فـلكم تصادع و الزمان فـلم جتد فيه الزمان

ا ل إىل وطن العروبة ذاب شوق به قـلب العـروبة مسـتق

4يف كل حي باجلزائر صورة و بكل شرب يف اجلزائر منظر

244-243ص -مرجع سابق –نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر -1.671ص -2000-2ط–دار الكتب العلمية بريوت –عبد احلميد هنداوي تح:–السكاكي أبو يعقوب : مفتاح العلوم -259ص –مفدي زكريا : الديوان 3137ص -م.ن-4

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

194

1

2اذكروا اليوم و هو عيد الضحايا و الضحايا رمز الضحايا األبـراص و

3و إذا العامــلون كانوا شتــاتا بشر العاملني ويــال و شرا

ساعدا م

على بروز حالة التوازن الصويت و اإليقاع املمتد ، إذ مينح القارئ تباعد اللفظتني

عن بعضهما فرصة تأمل النغمة اإليقاعية أول ورودها مث قبل أن يضعف صداها

4أصوات يستطيع الشاعر

أن الشاعر حرص–و هي كثرية يف الديوان –يبدو من خالل هذه النماذج

على أن يوافق بني لفظ يف صدر البيت مع لفظ آخر من ألفاظ عجزه مستخدما

إياها كلما رأى داعيا لذلك.

ير و و يرجع احلسن يف مثل هذا النمط إىل نوع

التبيني ، فلقد أولع الشاعر باستعماله و تفنن يف توظيف شكله مستثمرا تلك

الطاقات املوسيقية اليت تولدها عملية إعادة اللفظ داخل البيت إذ يعمل على بسط

موسيقى داخلية خاصة بالبيت فتنمقه و جتذبه إىل أذن املتلقي .

156ص -مفدي زكريا : الديوان1278ص -م.ن-2279ص -م.ن-338ص -مرجع سابق–حممد السعدين : البنيات األسلوبية -4

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

195

: فعالب) تكرار األ

ه يف حياته ، و كثرة اهلموم اليت واجهته ، فكان الفعل أكثر قدرة و تعبريا لنقل جتربت

1منثل ذلك بقوله :

اق ح س ه ق ح س ت م اغ ل األ ـه ب ـت ج ـر ف هال آان ك يالذ ت ي لـلبـ ر ـأ ـث ن سـ

ىق نـ األ اه ض ر ع ان احل الس ح أ س دن و اه س د ق يس د اليتت بن لل ر ـأ ـث ـن س

اق ز ر ه ب س حي اش ش الر ه م فـ ـيف و اد غ د ق و يع ض الر ل ف لط ل ر أ ـث ـن س

اق ر ح اه قـ ر حي )امل اب ن ال(اه ـمـ ش هـ ي ىر ق ال و ور د الو اخ و ك أل ل ر أ ـث ـن س

قا و ش ه ل ن ح د ل اجي اخل يـن يحا ب ذ غــدا د ي ق ائ د الف ر ح ل ل ر أ ـثـ ـن س

كان ثا فاعال سواء ألقد سعى الشاعر من تكرار الفعل إىل أن جيعل منه حد

ذلك ماضيا أم حاضرا أم مستقبال.

2يقول :

و رأى الربية ال تين عن غيـها فاختار يف دار اخللود املسكنا

ىن ثـ نـ فاب ذ ع امل ر ش الب د ب ع تـ س ت ين تـنث ال نا ض ر أ ب اة غ الط ىأ ر و

!ان ط و م ك ئ ال امل س د ق يف ل ت ح فااه ام م ذ ح با ت س ت ن اط و امل ىأ ر و

!و رأى الضعاف مسخرين أذلة و رأى القوي على الرقاب مهيمنا

201-200ص –مفدي زكريا : الديوان -1207-206ص املرجع نفسه:2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

196

لويب سكرر الفعل (رأى ) مرات متتالية بنغمة موسيقية واحدة و تشكيل أ

موحد (فعل + فاعل ) ، لتتعدد لوحات الرؤيا اليت ينقلها الشاعر بصدق ، فجسد

فيها هذا التعاقب و التتابع عرب حريف الفاء ( فاختار ) ( فاحتل ) و الواو يف (

و رأى ) .

لقد وظف الشاعر تكرار الفعل فجعل منه أداة للتعبري عن مهومه و ذلك

ي بشكل رأسي ليعم

املولد للصورة الشعرية و تعكس يف الوقت نفسه على إحلاح الشاعر على داللة

معينة.

رار ينظر إليه أنه تكإن التكرار اللفظي املوظف من لدن مفدي ال جيب أن

لذاته فقط يريده الشاعر هكذا ، أو هو تكرار ألفاظ مبعثرة غري متصلة باملعىن أو

اجلو العام للنص الشعري ، بل هو وثيق الصلة باملعىن ، و هو تكرار يؤدي وظيفة

فنية و أسلوبية يف الديوان.

و إمنا الشعري ،و التكرار ال يقوم فقط على جمرد تكرار اللفظة داخل النص

ما ترتكه هذه اللفظة من أثر انفعايل يف نفسية املتلقي ، و بذلك فإنه يعكس جانبا

من املوقف النفسي و االنفعايل فهو يعترب إحدى األدوات اجلمالية اليت تساعد

الشاعر على تشكيل موقفه .

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

197

احدة و " إن العالقة بني الشاعر و النغم الشعري و اإليقاع الذايت للفظة ال

و األلفاظ املتعاقبة عالقة أخفى من أن حتدها القيم الصارمة و التحديات الدقيقة

و عواطفه لشاعر وافق مع انفعاالت او املقاييس الثابتة حىت تعطي اللفظة جبرسها املت

1خفوتا و لينا و صخبا و ضجة و هياجا و محاسا "

عل ألفاظه قوة فاعلة إليقاظ لذلك وجدنا الشاعر أكثر حرصا على أن جي

احلس لدى املتلقي.

البحث وجوهر قضية ما ظي هي إبرازفالغاية املنشودة من عملية التكرار اللف

يقى جتذب سأكثر من معان أخرى فكرر ألفاظها ليلفت انتباه السامع فتولدت مو

األذن" جند يف الشعر اجليد موسيقى مل تتولد عن الوزن فقط، بل نتجت عن عالقات

األلفاظ من الناحية الصوتية، و هذا النوع من املوسيقى اللغوية ال ميكن فصله عن

ألوان املوسيقى األخرى للعمل الشعري يف اكتمال اإليقاع الذي يسيطر على الشاعر

قبل تشكيل العمل ا

. 2العمل"

:تكرار العبارة

ال تقاس قدرة الشاعر على التشكيل املوسيقي باختياره للحرف أو اللفظ

الذي حيمل دالالت نغمية فحسب ، بل إن القيمة املوسيقية احلقيقية تنبع من

79ص -1985ى-1ط–دمشق –دار احلصاد –لويب : اإليقاع يف الشعر العريب آعبد الرمحن -1161ص-مرجع سابق-د القادر: يف العروض و اإليقاع الشعريصالح يوسف عب2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

198

ى الرتاكيب و هو ما نسميه مبوسيقتآلف جمموع هذه األلفاظ يف مجل متناسقة

العبارة ، حيث تنتظم العالقات الصوتية .

و هذا النوع من التكرار يف الشعر أكثر أمهية ألن قدرته على ضبط اإليقاع

قدرة كبرية ،و ألنه ليس مفرتضا أن يغفل عنه املتلقي و ذلك لقرب تأتيه و سهولة

1استقباله " و على أن اإليقاع األغىن

من عناية الشاعر.

فلم جند الشاعر مكتفيا بتكرار اللفظ الواحد بل تعداه إىل تكرار اجلملة

اين ، ففي املعالواحدة ، إذ جندها تتكرر عرب أبيات القصيدة مشكلة حمفزا لتوايل

: 2قصيدته اليت يقول فيها

ا ين اط ي الش ب ع الش ب ك ت الف م ل ع تـ ة س ر د م يل ك ن لتـ ل ر ائ ز اجل يف و

ا ين ان و ا قـ ه و مس ع ائ ظ ا الف يه ف ة م ك حم يل ث م لت ل ر ائ ز اجل يف و

ا ين اب ر ى قـ ر احل ج ه ا امل ت اح ر ة ر ز جم يل ت قلت ل ر ائ ز اجل يف و

ناو يف اجلزائر نريان مؤججة تذرو املساكن مل تـعف املساكي

اين اج ن ى تـ ل ع األ أل امل ن م ت ل ه ة س د ق م اح و ر أ ر ائ ز اجل يف و

ر اجلزائر زقوما و غسلين او يف اجلزائر قطاع قد التـهموا خيـ

228ص-مرجع سابق-عبد املالك مرتاض: األدب اجلزائري القدمي-1150ص –مفدي زكريا : الديوان 2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

199

يدة و أداة للربط بني أبيات القص–و يف اجلزائر –

1يقول يف قصيدة إقرأ كتابك :

اع م ل تـ ن أ ت م م ص ف يد ر : أ ت ال ق ا ه نـ ،أ ر ائ ز وا اجل ل ه ،ج ىل ى األ ر د و

اع فـ د امل ا و م د الت م ك ح و ت ار ث ا ه نـ أ ،ر ائ ز وا اجل د ح ج ىل ى األ ر د و

ىن " ملع-و درى األىل-مكررا عبارة

و تؤدي العبارة املكررة إىل رفع مستوى الشعور يف القصيدة إىل درجة غري عادية و

2الكالم املكرر فيه طاقة تعبريية ينبغي أن تستغل يف موقعها "

3و يقول يف موضع آخر :

اد ف ص األ ه ر ج ف يف ت م ط ح د ق اد ال خ ام و يـ ل ح سار م ون ر ش ع

سار م ون ر ش ع

يالحظ على هذه العبارات املكررة ، أن الشاعر اختذها بدايات ألبياته

الشعرية ، فأحل على هذا النمط األسلويب و كثف منه يف ديوانه ليؤكد على أمهية

يسمع اآلخرين صداه عرب إيقاعات متوالية ، و مرد ذلك إىل نفسية قضية اجلزائر و ل

الشاعر احلزينة اليت تعتقد أن تكرار البداية عبارة عن صرخة قوية أمام العدو ، و

بذلك تكون أكثر فعالية .

و مل يكن الشاعر مكتفيا بتكرار العبارة، بل تعدى ذلك إىل تكرار الصدر

4كله، يقول :

58ص -مفدي زكريا : الديوان1187ص -مرجع سابق–نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر -2171ص –ن مفدي زكريا : الديوا3122مفدي زكريا : الديوان ص 4

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

200

ىق بـ نـ ف و س ة وب ر الع د ه ع ىل ع ان إق ر لش ل ل ق ق ر ش الول س ر

ىق س ن و اان و ل أ ف س اخل ام س ن نـ ان إ ق ر لش ل ل ق ق ر الش ول س ر

1و يقول يف قصيدة أخراة :

ا احتسابا هلا هاروت قد سجد و حتت خيامها احنبست عيون

نـيا لعابا و حتت خيامها انبجست عيون أسالت من فم الد

جاعل من كل صدر صورة معربة عن مهومه جتاه اجلزائر و ما تعانيه جراء

االستعمار.

لة و ل األبيات وحدة بنائية متكامو مثل هذا التكرار املتساوي يف نسقه جيع

مشدودة إىل بعضها البعض ، موظفا من أجل إثارة املتلقي و تأكيد املعىن و

ترسيخه يف الذهن " و وظيفة هذا اإليقاع تبدو كينونتها من أجل التأثري يف املتلقي

"2

ىن عنستطيع القول إن شاعرنا عمد إىل تكرار عبارات بعينها لريكز على امل

و يرسخه يف ذهن املتلقي من زاوية و ليحدث اإليقاع الذي يدخل يف تعداد ألوان

املوسيقى الداخلية لديه من زاوية أخرى ، فتغدو هذه املوسيقى صورة نفسية يتفاعل

معها املتلقي و رمبا يأيت تكرار العبارة أكثر موسيقية يف تغلغله داخل النفس البشرية

يفرض نفسه. لطول النغم الذي

34ص :زكريا : الديوانمفدي 1228ص -مرجع سابق–عبد املالك مرتاض : األدب اجلزائري القدمي -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

201

تكرار األساليب :

عندما نالحظ هذا التكرار املوظف يف الديوان ، جنده متنوعا بني األمر و

االستفهام و النداء .

: أ.تكرار النداء

ورد أسلوب النداء يف اللهب املقدس بصورة واسعة حيث ضمنه الشاعر ملا

بات و املستمع من ناحية و بني اليؤديه من دور يف تعميق الصلة بني املتكلم و

املتلقي من ناحية أخرى مما جيعل املعىن أوضح و أعمق تأثريا و ألفت انتباها.

و النداء مبعناه البالغي : التصويت باملنادي ليقبل ، و تتنوع أدواته بتنوع

الغاية اليت يؤديها فبعض هذه األدوات للقريب و بعضها للبعيد .

1ورد من النداء قوله :و مما

اال ض عءدا نما الز وك ش ي ب ال الط ر ش ع م يا ان م الز ،اة س أ اي

اال ط ب ع ش اليف م ال الظ د ه ع و ل ـ يالل ة م ل ظ يف د البال وع مش اي

ى و يا من أنـعشتم الدماال يا صمام األمان يف النكبة الكب ر

يا رجاء الغد القريب إذا ما الـ غد ألقى عليكم األمحاال

يا وقود األتون يف الثـورة الكب رى إذا ما األتون زاد اشتعاال

ن هذا نشيدي " هذه األبيات مأخوذة من قصيدته " أيها املهرجا

187ص –مفدي زكريا : الديوان -1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

202

ألقاها الشاعر مبناسبة حفل افتتاح املؤمتر الرابع للطلبة اجلزائريني املنعقد يف

دار الشغالني بتونس ، لذلك وجدنا الشاعر يستخدم النداء مستهلة باألداة ( يا )

اليت تصلح لنداء القريب و البعيد و املتوسط ، فالشاعر موجود بتونس فهو ينادي

والنداء هو طلب انتباه املخاطبلبعيد معا خصوصا إذا كان غرض القريب و ا

التفاته.

فتكرار النداء خاصة االستهالل به و تواليه عرب مخسة أبيات، قام بوظيفة

1املعىن "يز للزيادة يف يف املبىن تعز بنائية للداللة إضافة إىل وظيفته اإليقاعية "فالزيادة

:اء " أي" يف القصيدة نفسها ستخدم أداة الندكما ا

2ل هالال الشماامس يفحل ء را ـ ض اخل س د ق يف ان ج ر ه امل اه أيـ

رة و مثاال ار عبـ أيـها المهرجان يف دار شغل خذ من الد

أيـها املهرجان ، تونس دار

، و األرض حيـرى و الليايل من الزمان حباىل ان ج ر ه امل اه أيـ

و جاء بنداء ( يا ) يف قصيدته (زنزانة العذاب ) موزعة مخس مرات يف ثنايا

3القصيدة منها قوله :

117ص–9200-دار هومة –قراءة يف شعر صالح عبد الصبور –صبرية ملوك : بنية اإليقاع يف الشعر العريب املعاصر -1188ص-مفدي زكريا: الديوان221املصدر نفسه : ص -3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

203

ق ر الغ ه ب ق د حي ال ،ر ح الب ق ذ حي ن م ين ف ر ع ، تـ اك ش خ أ ؟ ال ت ن ا أ ، م ن ج ا س ي

ق ؟م و ه أن ن ، إال ج الس ه ر ض ما ىت ف ن ري ك تذ ال ، ه ح و الر ة ن تـ ا ف ي

ق س ا ن ن ر م أ يل حا ك ال ح ل ي ال ي ب ج ع ن م ء وا ط األ يف ك ل م ك ل الي ي

ق ب ط ن تـ ال ث م ، واأل ر زائ اجل ن م س ا قب ه ا ، إنـ ه وا ه ي يف ئم ال يا

غلق يا رب عجل بنصركم وعدت به فإن بابك باب ليس يـنـ

يجعل حتة النطالقة أبياته الشعرية لكرر الشاعر أسلوب النداء و اختذه بداية و فا

كل بداية بيت صورة مستقلة يرسل من خالهلا تلك اآلهات و التوجعات و من

1هذا كثري يف الديوان ، إذ جنده سيستخدمه يف قصيدته (إقرأ كتابك ) حني يقول :

نـعام األ اه ق ال خ أ ىل ع وم س ت وع ج شو ح و ن م ة اع ض ف ل ل اي

أجازها اإلهلام يا ثـورة التحرير أنت رسالة أزلية

و بعدما عرب الشاعر بتكرار النداء عن حسرته و لوعته أراد أن ينقل تلك

اللوعة و احلسرة إىل املتلقي.

: تكرار االستفهام-ب

قبل. طلب العلم بشيء مل يكن معلوما من هو

و أدوات االستفهام إثنتا عشرة و هي :اهلمزة ، و أم ، و هل ، و ما، و من و

أي و كم و كيف و أين و أىن و مىت و أيان ، و قد تنوع استعمال الشاعر

46مفدي زكريا : الديوان ص 1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

204

دف إليها فائدة اليت تقدمها كل أداة و لتنوع الغاية اليت يههلذه األدوات تبعا لتنوع ال

الشاعر من استعماهلا.

1نورد أمثلة بأداة (من ) :

ه العجب غيب بليد من خالق اه ر م بأ د ب ت س ي ن أث ب ع ن م و

كانت األكباد قربان ثاره فـ انه ختبو هيهات دون النصر نري و من

و من كانت األرواح جسرا ملجده فـهيهات و األرواح ترعاه أن يكبو

ا و من الحظته يف اجلهاد عناية من املإل األعلى فـقل لعداه انسبو

هذه األبيات وجدنا أن تكرار صيغة االستفهام فيها ليس عن شيء إذا تأملنا

جمهول يراد طلب فهمه خصوصا و أن الشاعر يتساءل يف الشطر األول من البيت

الشعري مث جييب عن ذلك يف الشطر الثاين ، فهو استفهام إنكاري جلأ

يقي إىل معناه احلقإليه الشاعر لشد انتباه السامع ، ألن االستفهام قد خيرج عن

معان بالغية جمازية أخرى ضمن معىن اإلنكار و التعجب و التحسر و التوبيخ .

2و يزداد اإليقاع مجاال يف قوله :

؟ه تال يـ و ه يل ج ن م اه لت ي و اه ه د ام ه م أ ل ي و ؟اه ه اد م

؟ ر الكون بامسا مقلتاه ماله يف احلياة يولد أعمى ؟ مل تـ

ماله مقعدا يدحرج رجليـ ه ؟ و ماذا جىن فشلت يداه ؟

ماله مل تـزل تـهدهده األ م ؟ و مل تستمع هلا أذناه ؟

182ص –مفدي زكريا : الديوان -1161ص املرجع نفسه:2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

205

م يريد به الشاعر ، التعجب ولو أمعنا النظر جيدا لوجدنا هذا االستفها

حنن نعلم أن التعجب انفعال حيدث يف النفس عندما تستعظم شيئا جهلت حقيقته

أو خفي سببه.

فتكرار االستفهام على هذا املنوال حقق إيقاعا خفيفا يرتد على مسامعنا

عليها ىخبفوت دون ملل ، و هذا ما ملسناه عند قراءتنا هلذه األبيات اليت أضف

مجاال تستسيغه األذن.

: تكرار األمر-ج

األمر صيغة تستدعي الفعل ، أو قول ينبئ عن استدعاء الفعل من جهة الغري

على جهة االستعالء.

1و قد ورد التكرار باألمر يف قوله :

ان الب ني ط ن م ك ات ر ذ ن إ ىم احل يف ع ز و تـ و ااد م ر ن ك

شظايا و تنزل كالقضا نقمة فـوق رؤوس اجلبنا كن

كن سفريا حيثما شئت جتد يف السما أو يف الثرى أنصارنا

نالحظ تتابع صيغة األمر (كن) الذي تصدر التفعيلة األوىل من صدر

ع من التكرار يدل على احلالة النفسية اليت يعيشها الشاعرالبيت ، و لعل هذا النو

إال بعد قراءة جيدة لألبيات و ذلك برفع الصوت الذي يول إيقاعا تصاعديا.

193ص -مفدي زكريا : الديوان 1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

206

نبقى ) اليتنورد أمثلة أخرى من قصيدة أخراة (على عهد العروبة سوف

1يقول فيها :

اق ط ن ك ن م ح ص ف أ ال احل ان س ل اق فـ ر اد ض ل ل ل ق و ىح فص ال ل س

اق ش ع و ىو جن اه اس ك يف ب ذ و ىو ش ن ان و ك األ ف ،ب ل قـ اي ه ت و

و يف قيثارة األعياد عرقا ان حل يب ر الع ب ر غ امل يف ر س و

اق تـ ع و اذ ع م ن م اص ال خ ىن غ تـ ار م احل ش اك ر م ع د و

ضمن الشاعر أبياتا مكررة بصيغة األمر ،هذا التكرار الذي بدأه ترنيميا ليخرج

نغم و تقوية املعىن. به إىل غرضه املراد و هو تصاعد ال

لو دققنا النظر يف القصائد اليت حوت أسلوب النداء و االستفهام و األمر

وجدنا الشاعر جيسد عرب هذه الشرائح حاالته النفسية و مشاعره و آالمه اليت يعانيها

، قاصدا من رواء هذا التكرار التأكيد و التنبيه و إثارة التوقع لدى السامع

اركته إحساسه ، و هذا النوع من التكرار يكشف عن فاعلية قادرة على للموقف ملش

منح النص الشعري بنية متسقة إذ أن كل تكرار من هذا النوع قادر على

جتسيد اإلحساس بالتسلسل و التتابع و هذا التتابع الشكلي يعني يف إثارة التوقع

ر ثر حتفزا لسماع الشاعلدى السامع ، و هذا التوقع من شأنه أن جيعل السامع أك

و االنتباه إليه .

120ص-الديوان: مفدي زكريا1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

207

:تكرار الالزمة

هي عبارة عن سطر أو مجلة تتكرر داخل النص الشعري بنظام معني ، فهي

نوع من أنواع التكرار ، و تأيت إلخفاء لون إيقاعي منضبط داخل القصيدة ، حيافظ

على النغم املوسيقي املتكرر داخل النص الشعري .

لقد وقفت نازك املالئكة وقفة مطولة عند هذه الظاهرة ، أكدت فيها أن و

هذه الظاهرة " أكثر شيوعا يف الشعر اجلاهلي منه يف املعاصر ، و بينت أن تكرار

الالزمة يعمل على ربط أجزاء القصيدة و متاسكها ضمن دائرة إيقاعية واحدة و

حدة

إذن فهي صورة من الصور املوسيقية 1بنائية و وحدة موسيقية ذات إيقاع واحد "

اليت تؤدي دورا هاما يف اإليقاع املوسيقي يف الشعر.

و قد جندها أحيانا يف النثر خباصة يف فن اخلطابة كخطبة الوداع للرسول صلى

لك يت تقول فيها :" اهللا عليه و سلم ال م؛ فإين ال أدري أيـها الناس! امسعوا مين أبـني

. أال هل بـلغت؟ ........لعلي ال ألقاكم بـعد عامي هذا يف موقفي هذا

ا املؤمنون ......اللهم فاشهد ل بـلغت؟ اللهم أال ه .......إخوة أيـها الناس إمن

أيـها !اشهد أال هل بـلغت؟ اللهم ف .......فاشهد! فال تـرجعن بـعدي كفارا

قوى أال هل ضل إال بالتـ ف ، و ال ألبـيض على أسود الناس! ليس لعريب على عجمي

"...بـلغت؟ قالوا: نـعم

270ص-مرجع سابق–نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر -1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

208

لغت؟ أال هل بـ فالالزمة واضحة ال شك يف قوله صلى اهللا عليه و سلم (

)، فجاءت قوية هلا صداها منذ بداية تكرارها. اللهم اشهد

رة او لقد استخدم مفدي زكريا الالزمة يف ديوانه فرتاوحت عنده بني تكرار العب

و تكرار البيت الشعري ، متفاوتة يف عدد مرات تكرارها ليجسد من خالهلا آهاته

و أحزانه فريددها و يلح عليها لتجد صداها عند السامع.

و لنتأمل على سبيل املثال قصيدته ( أسفريا حنو أمالك السما ) اليت ألقاها

الذي احرتق صطفى فروخيالشاعر يف اجلنازة الرهيبة اليت أقيمت بتونس للشهيد م

مع مجيع أفراد عائلته يف الطائرة اليت كانت تقله إىل بكني يوم عني سفريا للجزائر .

إذ كرر الشاعر الالزمة و هي عبارة عن بيت شعري:

ى ىف ط ص م م ت ث ع ب ني ك ب ل م أ ا م الس ك ال م أ و ا حن ري ف س أ

1اليت يقول منها:

أي صقر يف السموات اختـفى أي جنم يف النهايات انطفى

أسفريا حنو أمالك السما أم لبكني بعثتم مصطفى

أم رأى يف األفق ما قد راعه يف بالد الصني نـبال فـهفا

ظن أن األفق صينا فاكتـفىمها يف ناظريه اشتبـهاأم

أم رأى اخللد قريبا فدنا و رأى أمثاله فانـعطفا

راود العزة يف األرض فـهل واعدته يف السما فانصرفا

اللوف فدعوه يـتسامى رآه الشهدا حنوهم أم

192ص-: الديوانمفدي زكريا1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

209

مل يشأ أن يـتـفاىن وحده يف الوفا فاختار آل املصطفى

ى م لبكني بعثتم مصطف أسفريا حنو أمالك السما أ

كما نالحظ لقد جعل من شطرها األول عنوانا لقصيدته ، تكررت أربع مرات

داخل القصيدة ، فبعد كل مثانية أبيات يعيدها الشاعر ليفصل بني كل منها جاعال

دة فضاءات ممتوشكال منها مساحات واسعة منها رابطا بني أجزاء القصيدة ، و م

داخل النص .

املسيطرة ولية للقصيدةألساسية الداخو رمبا تكون هذه الالزمة هي الفكرة ا

عليها بكوامنها النفسية ، و هي الزمة ظلت حاضرة بقوة بظالهلا يف خمتلف األببات

لتعرب عن الدالالت اليت يرمي إليها الشاعر.

زمة أخرى أنت ...أنت .....أنت كما جند الشاعر قد وظف ال

أعادها بعد كل أربعة أبيات 1.......يابربروس يف قصيدته املعنونة : بنشيد بربروس

، عرب من خالهلا الشاعر عن موقفه الثائر بتظافر جمموعة من األصوات املكررة

لضمري املخاطب أنت املكررة ثالث مرات مث لفظة بربروس، رمبا غرض الشاعر من

وراء ذلك إثارة املتلقي و توجيه ذهنه حنو الصورة املستحضرة خللق ما

يسمى حلظة التكثيف الشعوري بني املبدع و املتلقي.

و ري عب اجلزائري حبفظها الكبالش

ا العزم أن و عقدن-رية ) الصغري من قصيدة فأشهدوا ( النشيد الرمسي للثورة جلزائ

-حتيا اجلزائر فأشهدوا

90صمفدي زكريا:الديوان1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

210

كررها الشاعر مخس مرات داخل القصيدة ليخلق مسافات بني صور تكرارها

1يقول فيها :

ات ر ـــاه الط ات ي اك الـز اء م الـد و ات ق اح الـم قسما بالنازالت

ات ق ـــاه الش ات اخم الش ال ب يف الـج ات ق اف الـخ ات ع الالم ود ــن الب و

ر ائ ـز ـــا اجل ي ـح ت ن أ م ز ا الع ن د ق ع و ت اـم م و أ ياة ــ ح ـا ف ن ــر ث ن حن

واد ه اش وا .. ف د ه اش وا .. ف د ه اش ف

ان ــم ــق ب ر الـح ا ب ن الل ق ت إىل اس و ا ن ر ثـ ق الـح يل ب يف س د ن ج ن حن

ـاـــن ز و ود ـار الب ة ن ا ر ن ذ ــخ ات ف ان ق ــط ا ن ـم ا ل ن ى ل غ ص ي ن ك ي ـم ل

ر ائ ز ـــا اجل ي ـح ت ن أ م ز ا الع ن د ــق ع و ان ـــح ـل اش ش الر ة م غ ا نـ ن فـ ز ع و

واد ه اش وا .. ف د ه اش وا .. ف د ه اش ف

ب اـت ى الك و ط ا ي ــم ك اه ن يـ و ط و لعتاب ات ق ى و ض م د ا ق س ن ر يا ف

اب و ــــــا اجل ن ي م ذ خ ي و د ع ت اس ف اب ــس الـح م و ا يـ ذ ا إن س ن ر يا ف

ر ائ ز ــــا اجل ي ح تـ ن أ م ز الع ا ن د ق ع و اب ط الـخ ل ص ا ف ن ت ر ــو يف ث إن

واد ه اش وا .. ف د ه اش وا .. ف د ه اش ف

اـد ـــــجم ع ن ص ا ن ن ـالئ ش لى أ ع و ا ــــــد ن ج ع ف د ا ن ن ال ط ب أ ن م ن حن

اــــــد ن بـ ع ف ر ا نـ ن ــات ام لى ه ع و ا د ـــــل خ د ع ص ا ن ن اح و ر لى أ ع و

ر ائ ز ــا اجل ي ـح ت ن أ م ز ا الع ن د ق ـــع و ا د ـه ع اك ين ط ع أ ير ر ـح الت ة ه بـ ج

71ص مفدي زكريا: الديوان1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

211

واد ه اش وا .. ف د ه اش وا .. ف د ه اش ف

لقد عكس تكرار هذه الالزمة ثقة و فخر الشاعر ببالده و ملا ميتلكه هذا

.دهالشعب من حب شديد لثورة بال

إذ مل يشكل هذا التكرار هندسة إيقاعية فحسب ، و إمنا شكل أيضا قاعدة

مرتكزات عليها يبىن النص الشعري و ختضع يف طوهلا و قصرها إىل طبيعة التجربة

ا يف البناء العام للقصيدة من جهة أخرى ، و الشعرية من جهة ، و إىل درجة تأثريه

قد تتعدد وظائف هذا التكرار حسب احلاجة إليه و حسب قدرته على األداء و

التأثري ، و من أبرز تلك الوظائف الرجوع املستمر بذاكرة املتلقي و املبدع على

السواء إىل الوراء حيث االرتكازات األوىل األساسية لتلك املفاصل

الو

بلغه النص من مساحات جديدة ، األمر الذي مياسك النص من جهة و يعني من

1جهة أخرى حدود مفاصله اإليقاعية و الداللية "

ميكن القول إن الالزمة بوصفها حلقة ربط فنية بني أجزاء القصيدة مسة

تساعد على تنشيط الذاكرة إذ تقوم باسرتجاع ذاكرة املتلقي إىل جانب ذاكرة الشاعر

معا ، فتكرارها خيدم بالدرجة األوىل الرتابط النصي و التالحم بني أجزاء القصيدة

الواحدة و يساعد على جعلها قادرة على تكوين تركيب متناسق.

ور مل يأت بشكل اعتباطيإن استخدام الشاعر ملثل هذا النمط من التكرا

إمنا هو تكرار منظم حرص الشاعر من خالله على إتقان بنائه الفين سواء من

264ص -مرجع سابق–حممد ولد عبدي : األنساق و السياق -1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

212

إذا ما سيطر عليه الشاعر و جاء به يف موضعه فإنه يكشف عن إمكانيات تعبريية

ة تغين املعىن و جتعله أصيال " حيتاج تكرارها إىل مهارة و دقة حبيث و طاقات فني1

و قد استخدم الشاعر تكرار الالزمة ليشكل يف ديوانه إيقاعا موسيقيا قادرا

ا معلى نقل جتربته الشعرية ، و أن جيعل منها ضابطا إليقاع حركة الدالالت و

تبثه من كمون عاطفي لشحن عواطف املتلقي ، و توجيهه حنو االندماج يف موقف

الشاعر.

أضحى التكرار من الوقائع اإليقاعية اليت ميزت النص احلديث فلم يعد هذا

العنصر هنة شعرية أو ثغرة يلج من خالهلا الناقد بقدر ما أصبح مكونا أسلوبيا "

2لغوي بقدر ما يشري إىل الفاعلية الداللية للنص "ال يؤدي إىل الرتاكم ال

ا لغاية مقصوداستطاع الشاعر أن يستخدمه بدقة و براعة " إن التكرار ليس مجاال

التوشية و التزيني يضاف إىل القصيدة ، إمنا هو أسلوب حتتاجه القصيدة و لكن

شريطة أن جيئ يف مكانه من القصيدة و أن تلمسه يد الشاعر تلك اللمسة السحرية

فتبعث فيه احلياة و جتعله يشع باجلمالية و يؤدي و ظيفته داخل

270ص –مرجع سابق-نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر-1278ص -2006-القاهرة –اهليئة املصرية للكتاب –مويف عبد العزيز : قصيدة النثر من التأسيس إىل املرجعية 2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

213

يعة خادعة فهو على سهولته و قدرته يف إحداثالسياق الشعري ، ألنه ميتلك طب

1اإليقاع يستطيع أن يظلل الشاعر و حيول تكراراته حشوا و لغوا زائدا و متبذال "

نها و ة ماإلبالغ و االهتمام بغية الوصول إىل الفهم و حتقيق الفائدة املرجو

التكرار عند مفدي زكريا صورة الفتة للنظر تشكلت يف ديوانه ضمن حماور خمتلفة و

متنوعة ، و قد ظهرت بشكل واضح ، و ارتبطت إىل حد ما ارتباطا وثيقا بنفسيته

، فحرص عليها الشاعر و سعى أن جيعل منها أداة قادرة على التعبري عما يف ذهنه

أحاسيسه مولدا منها إيقاعات موسيقية و تصوير مشاعره و

م متنوعة فيها قوة التأثري و الفعالية على املتلقي " فالتكرار يف الشعر العريب يتس

2احلواس "

يها األفكار اليت تتداعى فو يأيت هذا التكرار يف إطار تعزيز التجربة الشعرية

الشعرية أدى إىل هذا التكرار الذي هو أقرب إىل سياق ال شعوري كثيف يثري

الشعور العام املتصاعد .

246ص -مرجع سابق–نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر 1271ص -نفسهرجع امل2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

214

الجناس

الشعراء ية األثرية لدىإن اجلناس نوع من أنواع البديع ، و هو من الوسائل الفن

الصويت و التخالف الداليل حمدثا إيقاعا داخليا ، لذلك حرص الشاعر علىى االتيان

به يف ديوانه من أجل تزيني نصوصه الشعرية ملا له من أثر مجايل حيث تأنس

ظ لوقع جرسه و أثره اإليقاعي يف األمساع على القلوب "قد يكون للفالنفس البشرية، ألن النفس 1

تستحسن املكرر مع اختالف معناه ، و يأخذها نوع من االستغراب فائدته امليل

إىل االصغاء إليه.

عتز بديع بعبارات خمتلفة اللفظ متفقة املعىن؛ قال ابن املو قد عرفه أصحاب ال

2تأليف حروفها "

و عرفه قدامة بقوله :" هو أن تكون يف الشعر معان متغايرة قد اشرتكت يف

3لفظة واحدة و ألفاظ متجانسة مشتقة "

107ص -2003-3ط–اجلزائر –هومة للنشر –حممد كراكيب : خصائص اخلطاب الشعري يف ديوان أيب فارس احلمداين -117ص -1990-1اجليل طدار –ابن املعتز : البديع -296ص -مرجع سابق–قدامة بن جعفر : نقد الشعر -3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

215

1"اتلفو املعىن خماابن األثري :" حقيقته أن يكون اللفظ واحدو يقول عنه

إذن هو تشابه كلمتني يف اللفظ و اختالفهما يف املعىن ، فالشاعر ال يلجأ إىل بنية

التجنيس إلقامة تناغم صويت بني مواقع الصياغة فحسب و إمنا ليخلق نوعا من

مع و يشد انتباهه. التشويش الداليل و الغموض الذي يوقظ ذهن السا

و لقد تعددت صوره و أشكاله و تعددت أنواعه لدى البالغيني ، فبعضهم

جيعل نوع منه قسما حىت وصولوا بأقسامه إىل اثين عشر قسما ، و بعضهم جيعله

قسمني و على رأسهم و يف مقدمتهم اخلطيب القزويين حيث قسمه إىل قسمني

لتام ، و على هذا التقسيم استقر الدرس البالغي. مها اجلناس التام و اجلناس غري ا

فقد اعتمده مفدي زكريا يف ديوانه بنوعيه (التام و غري التام ) بشكل ملفت

متخذا منه جماال رحبا يف التعبري عن مكنونات نفسه و انفعاالته و كذلك من أجل

تصيد صوره يفإظهار مقدرته و تفوقه الشعري عن طريق التالعب باأللفاظ ، فأكثر

" إن اجلناس بتكوينه و تشكيله و توظيفه ، و غريه من فنون الوفاء و اإليقاع حباجة

فن إما أن يصل به على درجة االبداع و التفرد ، و إما أن يهبط إىل درك االسفاف

2و الربود "

99ص –1939-مطبعة مصطفى باي احلليب-حتقيق:حممد حمي الدين عبد احلميد-ائر يف أدب الكاتب و الشاعرسابن األثري : املثل ال-1250ص -0020-1ط–اإلسكندرية –املعارف –منري سلطان : اإليقاع الصويت يف شعر شوقي -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

216

.الجناس التام :1

اختالفها ورتيب"هو اتفاق لفظني يف أنواع احلروف و أع

1يف املعىن "

و هذا النوع أكمل أنواع اجلناس و أعالها مكانة ، إذ يسميه اجلرجاين

و لشعرااملستويف :" التجنيس و خصوصا املستويف منه املتفق الصورة من حلى

2مذكورا يف أقسام البديع "

و هذا النوع ينقسم إىل عدة أقسام ، عثرنا على أمثلة منها :

: ما كان فيه اللفظان من نوع واحد من أنواع الكلمة الجناس المماثل-أ

مبعىن أن يكون اللفظان امسني أو حرفني أو فعلني.

3و مثال االمسني قوله :

بـيان البـيانــا حي باسم اجلزائر املهرجــــانا. قم و خلــد ال

فقد جانس الشاعر جناسا تاما حيث استخدم كلمة ( البيان ) يف سياقني

اثنني ، قصد باألول جريدة البيان و هي صحيفة عربية ، بينما السياق الثاين جاء

مبعىن املهرجان .

4و مثاله كذلك بقوله :

ا املهرجان يف دار شغـل خـذ من الدار عربة و مثاال أيـه

535ص -2ج –1971-بريوت-دار الكتاب اللبناين-القزويين : اإليضاح يف علوم البالغة-15ص -2ط–بريوت –دار املعرفة –عبد القاهر اجلرجاين : أسرار البالغة -2175ص –مفدي زكريا : الديوان -3186ص –املصدر نفسه -4

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

217

من قبل الشاعر إمنا ي

استعمال التجنيس يف كالمه ، و هي احتاد االسم و اختالف املسميات كالعني

1ى املطر و غريه "

2و قد يكون جناس املماثلة بني العلم و معىن امسه لغويا كقوله :

يع ط ت س ي عله بيننا فـ دى هنا يـناجي املفدىدع مف

إن اجلناس بني مفدى و املفدى ولد إيقاعا صوتيا نتج عن إحتاد اللفظني مع

مث إن هذه املوسيقى جتذب إىل ما وراءها من الفرق الداليل اختالف معنيهما ،

العميق بني مفدى اسم الشاعر و املفدى الشهيد الذي هو العريب الكبادي شيخ

أدباء تونس .

فمما بني التشابه الصويت بإيقاعه و الفرق الداليل بعمقه يبدو التعبري جاذبا

دهشة املنوط بالتشابه ، منتهيا إىل الانتباه املتلقي و فكره ، منطلقا من اإليهام

املنوطة بإدراك عمق الفارق ، و قد تنبه إىل هذه النقطة عرب القاهر اجلرجاين مشريا

إىل ما حتتويه من اإليهام و الدهشة حيث يقول :" و رأيت اآلخر قد أعاد عليك

8ص –سابقمرجع -ابن األثري : املثل السائر-1216ص –مفدي زكريا : الديوان -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

218

اللفظة ، كأنه خيدعك عن الفائدة و قد أعطاها ، و يومهك كأنه مل يزدك و

1قد أحسن الزيادة و وفاها "

و هناك أمثلة أخرى من هذا النوع مبعثرة عرب قصائد الديوان :

2ق ر ش ن اى ف ق س أ م ،أ ر ع ىل الق إى ق ل أ ه ع اب ن م ىت ش ن إ ، و ض و ح ض و احل و

3نا و احلب يرعانا نقذ

4مل تـزل يف انطالقة ، و انبعـاث تـتحدى رغم الزمان الزمانا

–حوض )، (احلب –فاملتأمل يف هذا الكالم جيد ألفاظا متجانسة (احلوض

شاعر فظيا يتوافق مع إحساس ال–احلب ) ،( الزمان

شك أن إتآدمها إمنا يأيت يف أن أحدمها كان سببا يف خلق اآلخر.

: هو ما كان لفظاه من نوعني خمتلفني من أنواع الجناس المستوفي-ب

ا و الثاين فعال ، أو أن يكون أحدمها حرفا و اآلخر الكلمة ، كأن يكون األول امس

5امسا أو فعال و من أمثلة ذلك بني االسم و احلرف قوله :

داه انبوااألعلى فـقل لع إل امل ن م ةاي ن ع اد ه اجل يفه ت ظ الح ن م و

8-7ص –مرجع سابق-عبد القاهر اجلرجاين : أسرار البالغة-120ص –مفدي زكريا : الديوان -2296ص –املصدر نفسه -3182ص –املصدر نفسه -4182ص –املصدر نفسه -5

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

219

ل عمل من) من األوىل حرف يعم-و قع جناس بني االسم و احلرف (من

االسم املوصول (من الذي ) بينما الثانية حرف جر . و على هذا األساس يتضح

لنا اخلالف يف املعىن بني الكلمتني ، رغم جميئهما على نفس صورة الرسم اإلمالئي

إذ ال خالف يف كتابتهما لكن املعىن خيتلف .

: .الجناس غير التام2

ألمور األربعة اليت ذكرناها يف و هو ما اختلف فيه اللفظان يف واحد من ا

اجلناس التام ، و هي أنواع احلروف و أعدادها و هيئتها من حيث السكنات و

احلركات و ترتيبها ، و هو يشكل جزءا مهما من انسجام بني املتجانسني يضفي

حالوة يف النغمة ، و يعمل يف نفس القارئ جتاوبا فكريا بعد نظر يف لفظيت اجلناس

.

إن تنوعه يف الديوان قد نال حظوة أكرب من سابقه ملا حيتمله االختالف ف

احلاصل بني ركين اجلناس من تغري ال يتوقف على املعىن الداليل فحسب ، و إمنا

على املوسيقى الرتكيبية للفظيت اجلناس ، و ملا يرتتب عليهما من اختالف يف عدد

ن عواطفه رحبا لدى الشاعر يف التعبري ع

و مشاعره .

و من أنواع اجلناس غري التام اليت عثرنا عليها يف الديوان:

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

220

: هو ذلك اجلناس الذي وقع فيه خالف يف نوع احلروف أ.الجناس المضارع

، و ليس بني احلرفني تنافر يف املخرج ، فاملضارعة يف األصل أن تتقارب خمارج

احلروف .

1ل عن ذلك قوله :مثا

و عشقا ىو جن و ذب يف كاسيها نشوىوته يا قـلب فاألكوان

فكلمة نشوى و جنوى وقع بينهما خالف يف احلرف الثاين غري أن كال احلرفني

متقاربان يف املخرج الصويت أال و هو من وسط اللسان و ما حياذيه من احلنك

األعلى.

: هو اجلناس الذي وقع فيه خالف يف نوع احلروف ناس الالحقالج-ب

و كان احلرفان املتجانسان فيه متباينني يف املخرج ، و مسي بذلك ألن أحد اللفظني

2ملحق باآلخر يف اجلناس باعتبار جل احلروف كقوله :

يثار ثاقب فبمغربعن عرب م و إذا ابن يوسف كان أصدق

حيث حصل تنافر يف احلرفني املختلفني ، إذ كان يف الكلمة األوىل حرف

العني و هو حرف جمهور خمرجه وسط احللق ، بينما الغني يف الكلمة الثانية خمرجه

أدىن احللق .

3و مثال هذا النوع يف قوله :

120ص –مفدي زكريا : الديوان -1116ص –املصدر نفسه-228ص –م ن -3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

221

سرقوا عسرواأفسقوا أو أيسروافال ضمري عن الفحشاء يردعهم إن

و قـوله كذلك:

ضاق و احتدم يا خطب و انزل يافضااضطرب يا حبر خفق يا

احلرف قضا) حيث يكمن الفارق بينهما يف-فاجلناس قائم بني لفظيت (فضا

ماء و وىل معىن الفضاء أو الساألول مما اتبعه اختالف داليل اشتمل يف اللفظة األ

يف الثانية على معىن القدر و على الرغم من اختالف املتجانسني صوتا و داللة إال

أن اشرتاكهما حاصل يف املعىن العام ذلك أن الشاعر ينظر إليهما من زاوية مجالية

تلف تلفت انتباه القارئ ، و من الناحية الصوتية ، فمن املعروف أن صوت الفاء خي

عن صوت القاف ، فمخرج القاف من أقصى اللسان و خمرج الفاء من باطن الشفة

السفلى و أطراف الثنايا العليا.

: هذا اجلناس حصل فيه اختالف يف عدد احلروف ج.الجناس الناقص

و ذلك لنقصان حرف أحد اللفظني عن اآلخر و هو يأيت على نوعني:

تكون فيه الزيادة حبرف واحد ، حيث نقرأ : و هو الذيفالجناس المطر

1هذا النوع يف قوله :

تفوز به نـواعرها صبابا ظلــيل و يف واحاتنا ، ظل

فهذا البيت الشعري جاءت فيه كلمتان متجانستان األوىل ظل و الثانية ظليل

فة للموصوف ظل. و لو تأملنا الكلمتني لرأينا أن األوىل اسم و الثانية ص

34ص –مفدي زكريا : الديوان -1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

222

: ما كانت فيه الزيادة واقعة يف أحد اللفظني بأكثر من الجناس المذيل

1حرف مثال قوله :

فـقمتم ختففون بالنا و دعاكم داعي العروبة يف اجللى

حيث حصلت الزيادة هنا يف حروف الكلمة األوىل اليت جاءت يف أول البيت

بينما الثانية (داعي )، و يشرتط أن تكون الزيادة يف آخر الكلمة. (دعاكم )

: هو توافق اللفظني املتجانسني يف احلروف و الرتتيب د.جناس االشتقاق

2مع حصول اشتقاق بينهما كقوله :

الصائد ااده ط ص ي إن شعوبا فـرقت أمرها سرعان ما

الكائد هاض ر يف أ يكيدها ا جذره ذ خ ت تـ مل ة م أ و

دها الصائد) يف البيت األول مث ( يكي–يصطادها فاأللفاظ املتجانسة هي (

الكائد) يف البيت الذي يليه ، و قد حصل اشتقاق يف الفعل ، إذ أن االسم –

مرتبط بالفعل من حيث االشتقاق

ة الورود يف الديوان ظهرت يف قصائد متفرقة يقصد و أمثلة هذا اجلناس كثري

و من ذلك قوله :

176ص -مفدي زكريا: الديوان1147ص –م ن -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

223

1ااب ب ص ان ب ص ن يـ ب ع الش ب ه فـ اب ع ش ةي ير ر ح الت ة ر و الثـ ت ز ه و

2باا

لوه البـنادق يف الوغى نشيدا يـغنيه الزمان و يشيد 3حديثك تـتـ

4اذكروا حني تـفتحون نقاشا أنه ناقش الزمان قتــاال

5ااهل ز ل ز ت ل ز ل ز فـ ين د ر م ت م ام ل غ ن م اء ه ف الس ب ال ك ت و

هذه األمثلة ترينا كيف استثمر الشاعر هذا اجلناس يف تأصري املعىن ، و شد

لمحة البيت و بث موسيقى تعرب عن فعلي اللفظني.

فشرح لألمر باجلناس الذي لبث لعبة لغة حتضر يف البيت لتزخرفه ماحنا إياه

هو ا األمر أمساه البالغيون باالستبدال ، إذموسيقى جتسد املعىن باملبادلة و هلذ

عملية تتم داخل النص الشعري بتعويض عنصر بعنصر آخر.

اجلناس

31ص-: الديوانمفدي زكريا137ص:املصدر نفسه2174ص املصدر نفسه:3189ص :م ن 4157ص :م ن 5

المماثل ىالمستوف

التركیب

بیناسمین

بینفعلین

بینحرفین

المضارع

الناقص الالحق االشتقاق

التامغیر التام

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

224

التام جبميعمما يالحظ أن شاعرنا أكثر من استخدام أمناط اجلناس غريأنواعه من خالل األمثلة اليت عثرنا عليها يف الديوان على عكس اجلناس التام الذي مل نعثر على أمثلة من جناس الرتكيب مثال و ميكن رد هذه الظاهرة أن الشاعر يريد

التخفيف من التكلف الذي يصاحب اجلناس التام يف كثري من األحوال. و اا وفر للقصائد إيقاعا غنيا يف الديوان ، ممفاجلناس غري التام بدا واضح

جرسا متجاوبا ، و قد أحدث الشاعر من خالله توازنا صوتيا ، مما يدل على أنه كان يعتمده و جيتلبه يف كثري من األحايني و ال غريب يف ذلك ألن شاعرنا خيطو

خطى املتقدمني. اعية رتكز على قاعدة صوتية إيقو هكذا يبدو اجلناس أداة فنية ذات طبيعة ت

و متتد إىل آفاق تعبريية داللية ثرية. " اجلانب الصويت يكاد يكون هو الركيزة اليت يعتمد عليها اجلناس ، و ما

.1اجلانب الصويت إال اإليقاع أو النغم أو الرتدد املوسيقي "اللفظي هال خيفى أن قيمة اجلناس الفنية تتحقق من خالل التماثل و التشاب

بصوره املختلفة الذي خيلق نوعا من اجلرس و التالئم املوسيقي و وراء ذلك عالقة معنوية أرادها الشاعر ال ميكن إغفال ماهلا من تأثري يف نفس املتلقي ، يقول عبد القاهر اجلرجاين :" و على اجلملة فإنك ال جتد جتنيسا مقبوال و ال سجعا حسنا

ه ذي طلبه و استدعاه و ساق حنوه و حىت جتده ال تبتغي بحىت يكون املعىن هو البدال و ال جتد عنه حوال و من هنا كان أحلى جتنيس تسمعه و أعاله ، و أحقه

81ص –مرجع سابق -البديع تأصيل و جتديد:ري سلطانمن1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

225

باحلسن و أواله ، ما وقع من غري قصد من املتكلم إىل اجتالبه و تأهب لطلبه "1

بل شعيبو ال تتوقف قيمة اجلناس عند إشاعة املوسيقى و إحداث النغم ال

يتعداه إىل احكام الكالم و ربط بعضه ببعض مع ما فيه من إيهام املتلقي بأن

الكلمة األخرى يف اجلناس ما هي إال تكرار لألوىل ، و إذا ما تأملها وجدها حتمل

معىن مغايرا للمعىن األول :" و أما التجنيس فإنك ال تستحسن جتانس اللفظني إال

2العقل موقعا محيدا و مل يكن مرمى اجلامع بينهما بعيدا"إذا كان موقع معينهما من

10ص -مرجع سابق–عبد القاهر اجلرجاين : أسرار البالغة -1و الصفحة نفسها.نفسه جعاملر -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

226

التصريع

إن املطالع الشعرية يف رؤية النقاد القدامى من املواضع األكثر حاجة لالهتمام

من الشعراء ، فاحلق أن املطالع حتتوي ماال حتتويه األبيات األخرى من القصيدة من

ا يقرع ي للشاعر أن جيود ابتداء شعره فإنه أول محيث األثر و وقعها يف النفس " ينبغ

فتنبهوا خلصوصية ذلك التشكيل 1السمع و به يستدل على ما عنده من أول وهلة "

الفين الذي امتازت به املطالع و أولوه كبري العناية و أمسوه بالتصريع.

لشطر ة ا

" إمنا وقع التصريع يف الشعر ليدل على أن صاحبه مبتدئ إما قصة ، و إما

2قصيدة ، و ليعلم أنه أخذ يف كالم موزون غري منثور و لذلك وقع يف أول الشعر "

" لغامزة او التصريع مأخوذ من املصراعني الذي مها بابا البيت ، جاء يف العيون

و و إعالال التصريع تبعية العروض (آخر الصدر )للضرب (آخر العجز) قافية و وزنا

مسي البيت الذي له قافيتان مصرعا تشبيها له مبصراعي باب البيت

217ص -1ج-مرجع سابق–ابن رشيق : العمدة -1235ص -1995-3ط–بريوت –دار الفكر العريب –هاشم مناع : الشايف يف العروض و القوايف -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

227

املسكون ، و اشتقاقه من الصرعني و مها نصفا النهار ، فمن غدوة إىل انتصاف

1الشمس صرع "النهار صرع، و منه إىل سقوط

عي ار صشتقاق التصريع من مو يشاطره الفكرة نفسها ابن رشيق حني يقول " و ا

بل مدخلها و قيلوع " كأنه باب القصيدةا ر و لذلك قيل لنصف البيت "مصالباب

ون طلوع الشمس إىل استواء النهارهو من الصرعني، و مها طرفا النهار األول م

.2ل الشمس عن كبدفياآلخر من

و لئن أدرجنا التصريع يف باب اإليقاع الداخلي على غري ما درج عليه بعض

النقاد يف إحلاقه بباب القوايف فألنه " يف املستحب يف نظم الشعر من الواجب فيه ،

3و التجويد "صنعة بال

إذا مل ع قصيدته فر صللشاعر أن يه من املستحب من هنا رأى النقاد العرب أن

أي الذي يثب من 4يفعل كان كما يقول ابن رشيق " كاملتسور الداخل من غري باب "

فوق احلواجز و عليه أصبح التصريع مظهرا أساسيا من املظاهر اإليقاعية اليت اتكأت

ة العربية القدمية .عليها القصيد

لذلك وجدنا أبا متام يقول :

140ص -1994-2ط-القاهرة–مكتبة اخلاجني –احلساين حسن عبد اهللا -ج–الرامزة الدماميين : العيون الغامزة على خبايا -1174ص -مرجع سابق-1ج–ابن رشيق : العمدة -2215ص -مرجع سابق–حممد ولد عبدي : السياق و األنساق -3.177ص -مرجع سابق-1ج-ابن رشيق: العمدة-4

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

228

يصرع ثي ر ح ع الش ت ي يروقك بـ ا و نـفقوا إىل اجلدوى جبدوى و إمن

.و هو على ضربني :عروضي و بديعي

فالعروضي: " عبارة عن استواء عروض البيت و ضربه يف الوزن و اإلعراب

1ط أن تكون العروض قد غريت عن أصلها لتلحق الضرب يف وزنه "و التقفية ، بشر

ما كانت عروض البيت فيه تابعة لضربه تنقص بنقصه "فه ابن رشيق:يعر و

أي أن العروض املصرعة طرأ عليها استثناء من زيادة أو تقص أو تغيري 2و تزيد بزيادته "

لتوافق الضرب.

امرئ القيس : و مثال التصريع العروضي قول

3و هل يـنعمن من كان يف العصري اخلايل لل البايل ا الط ه أال عم صباحا أيـ

فإذا ما قطعنا هذا البيت وجدناه من حبر الطويل و تفعيالته على النحو اآليت:

مفاعيلنفعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلنفعولن مفاعيلن فعولن

.العروض " مفاعيلن" زنو نالحظ أن

س الشاعر مل خيطئ و إمنا جلأ إىل التصريع ليجانفهل أخطأ الشاعر ؟احلقيقة أن

بني شطري البيت الذي هو مطلع القصيدة، فتخلى عن " مفاعلن" اليت هي عروض

99ص-1963ط-مصر-تح حفين حممد شرف–ة الشعر و النثر ابن أيب األصبع : حترير التحبري يف صناع-1173ص -مرجع سابق-ج-ابن رشيق : العمدة-2.122ص-2004-5ط-بريوت-دار الكتب العلمية-حتقيق:مصطفى عبد الشايف–امرؤ القيس : الديوان -3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

229

ل س أو اية الشطر األو ياإليت

.1ل الشعر "ور ، و لذلك وقع أو ثه أخذ يف كالم موزون غري منأن "وهلة

ا البديعي :" فهو استواء آخر جزء يف الصدر و آخر جزء يف العجز يف الوزن أم

سيما شعار كثري و الو اإلعراب و التقفية و ال يعترب بعد ذلك أمرا آخر و هو يف األ

.2يف أول القصائد

من السحر افجعل املصارع األول من البيت مثل قافيته يبعث يف القصيدة نوع

انتباه املتلقي بعد أن يأسره ذلك يشد عا ، فإن و إذا كان املطلع مصر و اجلمال ،

اء و النقاد ر باملوسيقى اليت يبعثها "و التصريع يلعب دورا موسيقيا يراه كثري من الشع

كبري من األمهية ، إذ أنه حيدث لونا من ألوان التماسك النصي فضال عن رعلى قد

3التماسك اإليقاعي يف البنية الشعرية "

ا دفع كثري من الشعراء إىل جتاوز التزامه يف املطالع إىل تكراره يف عدد من مم

إىل ةو ذلك إذا خرج من قص ا صرع الشاعر يف غري االبتداءأبيات القصيدة "و رمب

شيء إىل وصف شيء آخر، فيأيت حينئذ بالتصريع إخبارا بذلك ة أو من وصف قص

4و تنبيها عليه "

5كما نلمح ذلك يف شعر امرئ القيس إذ يقول يف مطلع معلقته :

ل م و ح ف ول خ الد ني وى بـ الل ط ق س ب ل ز ن م و يب ب ى ح ر ك ذ ن م ك ب ا نـ ف ق

174ص -مرجع سابق-1ج-ابن رشيق : العمدة199ص -مرجع سابق–صناعة الشعر و النثر بن ايب األصبع : حترير التحبري يفا2125ص-مرجع سابق–مصطفى أبو شوارب : البنية اإليقاعية يف شعر عبد العزيز سعود البابطني 3174ص -مرجع سابق-1ج-ابن رشيق : العمدة4.110ص-مرجع سابق-امرؤ القيس:الديوان5

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

230

و إذا كان أهل العروض يطلقون على هذا البيت مقفى ال مصرعا ألن العروض

ن التقفية و

1يعتربون الفرق بينهما "تصريعا ، إذ ال

2فصرع الشاعر أبياتا أخرى من املعلقة غري املطلع قائال :

ثل م ك بأ ن اح م ب ا اإلص م بصبح و يل اجن الأ يل و الط ل ي ا الل ه يـ أ ال أ

للية إىل طقام الشاعر بتصريع هذا البيت داخل املعلقة عندما انتقل من املقدمة ال

وصف الليل.

قاد التصريع من عالمات إجادة الشاعر و سعة فصاحته و غزرة مادته الن و يعد

و اقتداره يف بالغته " فهو يوحي بأن الشاعر قد حدد قافيته اليت يبين عليها قصيدته

و ذه القافيةه ملعرفة ه

3تقبلها "

و يبدو أن الشاعر مفدي زكريا قد أراد لقصائده أن تؤثر يف األمساع و جتلب

موجودة االنتباه ، فعمد إىل تصريع مطالعها يف أربعني قصيدة من بني األربعة و اخلمسني

جامعا بني نوعيه العروضي و البديعي. %74يف الديوان ، أي بنسبة

100ص -جع سابقمر –ابن أيب األصبع : حترير التحبري 1.117ص-مرجع سابق-امرؤ القیس:الدیوان2209ص-1982-القاهرة–دار الثقافة -قاسم مومين : نقد الشعر يف القرن الرابع اهلجري3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

231

.التصريع العروضي :1

1( الطويل ) –جاللك يا عيد الرئاسة رائع –يستهل الشاعر قصيدته

ب الر ه ر ط الشعب س م ز ع ب و حكم الشعب ه ر ر قـ ب ع الش بروح ري مص

---ں---ں

مفاعيلن فاعيلن م

2بقوله : (الطويل) –سنثأر للشعب –و يستهل قصيدته

نشقا و هل خاطر الظلماء عن شرها اهل جرسها دقا ار د ق سلوا مهجة األ

--ں---ں

-

مفاعيلن مفاعيلن

3فال عز حىت تستقل اجلزائر : (الطويل) –و يقول يف قصيدة

ب البعث قم ننشر وصغنا كتامددنا خيوط الفجر قم نصنع الفجرا

السفرا

--ں---ں

مفاعيلن -

مفاعيلن

4(الطويل ) –بين أمي -و يبتدئ قصيدة

180ص -مفدي زكريا : الديوان-1198-املصدر نفسه : ص -2305ص –م ن -3320ص -م ن-4

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

232

نت أوزاين و من نشوة التحرير حل على نبضات الشعب وقعت أحلاين

--ں---ں

-

مفاعيلنمفاعيلن

فما نالحظه أن جل القصائد املصرعة اليت جاءت على وزن الطويل عمد فيها

وجوبا (مفاعلن ) فحوهلا *الشاعر إىل تغيري وزن العروض ، اليت هي األصل مقبوضة

الئم الضرب الصحيح وزنا و قافية. إىل مفاعيلن الصحيحة حىت ت

و من التصريع العروضي كذلك ما جاء على وزن البسيط حني جنده يستهل

1بقوله : (البسيط )–إقرأ كتابك –قصيدته

األربعاني ن الس ادك.. و ه اذكر ج و ا ع ر).. قم وحي املدفـ بـ م وف ا (ن ذ ه

-ں--ں-

فاعلن فاعلن

أدخل التصريع يف مطلع هذه القصيدة مجالية موسيقية الفتة ، إذ جعل ألفاظه

أكثر توهجا يف الداللة و الوضوح ، فأكسبها خطابية صادقة مباشرة تعكس حالة

شاعر املتحمسة يف تأجيج الثورة و ما كانت عليه يف السنني األربعة اليت مضت. ال

2ماذا ختبئه يا عام ستينا ( البسيط ) –ح قصيدته تو يفت

رد و هو حذف اخلامس الساكن القبض : زحاف مف-*57ص –مفدي زكريا: الديوان -1149املصدر نفسه : ص -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

233

ينا ؟ ت يا عام س ه ئ ب ا خت اذ م ا أمانين ت اب خ ه ب م ى ك ض م ام ع

---

-

فعلنفـعلن

1:(البسيط)-أنت تنشده شأ يف السموات عر -و يستهل قصيدته

مينا ت نأسوها فـتد و للحشاشاما للجراحات ختفيها فـتبدينا

----

فعلن فـعلن

لتعبري او الضرب على نسق واحد (فـعلن) أتاح للشاعر فرصة العروضفتآلف

عن الضيق و احلزن اللذين أملا به و ال سيما يف استخدامه لصوت النون الذي يبعث

على احلزن و األنني.

2:(البسيط)-اهللا بائعهمن يشرتي اخللد ؟ إن -إىل قصيدة أخراة انتقالناويف

ين األناشيد؟عر قم أ الش د ال خ و ختليد اليوم ق اخللد ح ر يا شاع

----

فـعلن فـعلن

3:و يقول يف رسالة الشعر يف الدنيا مقدسة (البسيط)

219ص -مفدي زكريا: الديوان1263: ص املصدر نفسه2287نفسه : ص املصدر 3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

234

سل أمية هل رجت لبـلوانا ؟وسل العروبة هل ضجت لشكوانا

----

فـعلن فـعلن

فعلن ، و هذه العروضة املخبونة على وزن*عروض حبر البسيط األوىل خمبونة

إذ فاعلن تصري فاعل مث حتول إىل *ول خمبون مثلها و الثاين مقطوع هلا ضربان : األ

فـعلن.

ىت الشاعر أبياته هذه قام بتغيري وزن العروض من فعلن إىل فـعلن حصرعو عندما

وتستوي مع الضرب ، و استوائها هذا أحدث رنة موسيقية تستسيغها األذن

1للتصريع طالوة و موقعا من النفس "النفوس "فإن

واملالحظفمن

الغاية ،و ممهدة للموضوع العام الذي طرقه الشاعر يف بقية األبيات ؛ و هنا يكمن

سر مجال املطلع يف إحياءاته اليت خلصت كل ما يعانيه الشاعر.

: البديعي.التصريع 2

، فإن جميئه يف الديوان قد نال حظوة أكرب من سابقه ، إذ ال النوعأما هذا

يعمد فيه الشاعر إىل تغيري وزن العروض حىت تتالئم مع الضرب، بل يكفيه أن يتالئما

وزنا وقافية ، و حكمه يف الكثرة و القلة حكم بقية أنواع البديع " إذ كل

اخلنب : زحاف مفرد و هو حذف الثاين الساكن **

283ص-مرجع سابق-ازم القرطاجين: منهاج البلغاء و سراج األدباءح1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

235

وخلو الكالم منه غالبا ال حيسنر يف شعر مسج ، كمضرب من البديع مىت كث

1كل ما جاء منه متوسط من غري تكلف فهو املستحسن "

فبهذا اللون البديعي يزين الشعراء مطالع قصائدهم، فيضفي عليها نغما و حلنا

نا بشغف ملتابعته.يشد موسيقيا

لبديعي نورد أمثلة تعكس ما للتصريع او إذا غايتنا التمثيل للظاهرة و استقرائها ،

من حضور الفت لدى شاعرنا.

-لهجالشاش جل م الر و تكل –فقد صرع مفدي يف افتتاحية قصيدته

2(الكامل)

؟ ر ط ق تـ ي اليت تـ ذ و دماء من ؟ه ذي اليت تتـفطر اد من؟ه ب ك أ

اه القارئ ق التصريعي لفت انتبلقد حاول الشاعر يف نسج بينته على هذا النس

إىل احلالة الشعورية اليت يتضاعف فيها اإلضراب لديه مشكال يف ذلك نسقا موسيقيا

تتقطر) -عزز من قيمة النص فأظهر البعد الداليل و النفسي للفظيت التصريع (تتفطر

وو مدى قدرته على انتقاء األلفاظذلك أن اللفظ "انعكاس واع لنفسية الشاعر

3حساسيته يف التعامل معها مبا يتناسب مع إبداعه "

4(البسيط)-زنزانة العذاب–و يقول مفتتحا قصيدته

غلق د ن ع سيان ق به احلل م شدت يا سجن بابك أي مفتوح و منـ

99ص-مرجع سابق–ابن أيب األصبع : حترير التحبري -1133ص -مفدي زكريا : الديوان249ص -1997-1ط-القاهرة-مدبويل-فاطمة: اإلغرتاب يف الشعر األموي–السويدي 320ص –الديوان مفدي زكريا:4

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

236

ويها ر وض على روي (القاف) موافقة لقافية البيت و اليت ر جاءت قافية الع

األبيات املتتالية ح عنها يففصليبقي القارئ يف متابعة متواصلة مع مهوم الشاعر اليت سي

1(الرمل )-وليد القنبلة الذرية–و يقول مستهال قصيدته

!ه ويلتاه يل ج ن ويلتاه م اه ه اه؟ ويل أمه ما د ه اد م

توافق العروض و الضرب وزنا و قافية ساهم يف إخفاء مزيد من ذلك التعبري

عن احلالة الشعورية للشاعر ،و متوسال من خالله كسب عطف القارئ.

:2( اخلفيف)-يوم اخلالص-و يف افتتاحية أخراة لقصيدته

ا سام ت اب ألوا الكون بـهجة و ام و وا األعالما ر ش ان يد ف ق الع أشر

الرنني السمعي لصوت (امليم) يف العروض و الضرب قد أبقى املشاهد ال شك أن

على إطالع على اللوحة الفنية اليت حاول الشاعر رمسها.

3:(البسيط )–أكذوبة العصر –و يقول يف

بشر؟ هذي اليت أسست يف صاحل الخرية القدر أكذوبة العصر أم س

يبدو أن الشاعر يف هذه القصيدة، قد جارى القدامى يف تصريع البيت الذي

ينتقل فيه من موضوع إىل موضوع آخر فيقول جمموعة من األبيات:

األشر و رغم العابث رغم الطغاة منتصر إن احلق ق احل ر ك س ع م

161ص -الديوانمفدي زكريا:1208ص املصدر نفسه: 2140ص : املصدر نفسه-3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

237

فاملالحظ على هذا البيت أن

وألمم إىل موضوع آخر و هو التقريرهة إىل تلك املنظمة املزعومة حلل قضايا ااملوج

اإلخبار.

لك و من أجل له ذكما صرع يف مواضع غري املواضع املألوفة للتصريع، و قد مت

رة و يف القصيدة الواحدة أكثر من متهظاهر التصريع سعى مفدي إىل ممارسجتسيد م

ذلك إدراكا منه للدور الذي يلعبه يف تصعيد شاعرية النص .

1ا؟ين م د ت ا فـ وه س أ ن ات اش ش للح و ا ين د ب ت ا فـ يه ف ، خن ات اح ر ا للج م

ا؟يـن م ص ت ا فـ يه اد ف نـ ام ه وللس ان أ ـج ف تـ ا فـ اه س ن ، نـ ع اج و وللف

ــا؟ين د ري فـ يه ار د ، ن ان م للز و اــن ص غ ن تـ ا فـ يه اف ص ايل، ن وللي

ا؟ين ص ق تـ ا فـ يه ان د ، ن وظ ظ وللح ان ف س ك ت ا فـ وه ع د ، ن ات او م وللس

ا؟ين اد و ب ات ار ي، غ ص عا لأل م أ ان ب ر ــغ مب ت اار ث أ للمقادير

ا.ين اد و ا ش ي الدنـ م ف ن م ت ل س ر أ ف ا ن ر اع ش م ت اج ه م ...! ك ع ائ و يا للر

صرعة إذ م-السموات عرش أنت تنشدهأيف–نالحظ أبياتا متتالية من قصيدة

غزارة و

مادته و متكنه من املعجم اللغوي. إن هذا التصريع يولد أبعادا إيقاعية تتعاضد مع

ية. موسيقى اإلطار لتخلق فضاء قائما على موازنات صوتية و دالل

إن

ديوانه الهتمامه مبوسيقاه الشعرية و عنايته برونقها ، فجاء معربا عن انفعاالته

219ص-مفدي زكريا: الديوان1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

238

اغم صانة و االتزان يف موسيقى البيت أو القصيدة اليت تضمنته فالتنحمدثا نوعا من الر و

شطري البيت. حيدث بني

فكان توظيفه للتصريع يف مطالع قصائده ليزيد من ذلك التلون اإليقاعي الذي

زودها بأنغامه و موسيقاه ، بعد أن أصبح املطلع هو الذي حيدد مالمح القصيدة

ه. يريدون قول

التنظيم املوسيقي للتصريع الذي كان واضحا يف فلقد أحسن شاعرنا استثمار

-البسيط-أغلب قصائد الديوان، و كثري من البحور الشعرية قد استوعبته (الطويل

د السريع)ليظهر من هذا كله أن الشاعر تقي-املتقارب-الوافر-اخلفيف-الرمل-الكامل

ل ضعه القدماء من تنظيمات إيقاعية، و قد فعباستعمال هذه الظاهرة املوسيقية مبا و

ذلك القدماء و احملدثون ملا فيه من حيوية و قدرة على إثارة االنفعال .

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

239

التدوير

هو مصطلح عروضي قدمي و شائع يف شعر الشطرين " ما كان قسيمه متصال

بني عروض إذ تنقسم كلمة تقع1باآلخر غري منفصل منه ،قد مجعتهما كلمة واحدة "

البيت من الشعر و بداية عجزه ، فيوصف البيت حينئذ بأنه مدور أو فيه تدوير .

و هو يف تعريف العروضيني" البيت الذي اشرتك شطراه يف كلمة واحدة بأن

يكون بعضها من الشطر األول و بعضها من الشطر الثاين كقول أيب العالء املعري :

2أرض إال من هذه األجساد أدمي الـ خفف الوطء ما أظن

و قد عرف هذا املصطلح يف الرتاث النقدي العريب باسم املداخل أو املدمج (عند

ابن رشيق) و يرمز له يف وسط البيت حبرف "م" .

و يعتربه بعض النقاد ضرورة فنية تقتضيها طبيعة التجربة و يرونه صاحلا الحتواء

احملتدمة و العواطف املتدفقة اليت ال يستوعبها الشطر األول فيمتد الشعور إىل املشاعر

الشطر الثاين.

فيلجأ الشاعر إىل التداخل بني شطري البيت ليتيح لنفسه جماال موسيقيا رحبا

فيكون دمج الشطرين معا معينا يف التعبري عما جيول يف خياله من دون أن يقف شطر

177ص -مرجع سابق-1ج-ابن رشيق :العمدة-125ص -1995-2ط–مؤسسة الكتب الثقافية –امحد اهلامشي :ميزان الذهب يف صناعة شعر العرب -2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

240

حائال بينه و بني ما يريد ، فيمنح هذا االندماج النص ثراء موسيقيا و البيت و عجزه

دالليا يف آن واحد.

فامتداد البيت و اندماجه خرق استقاللية الشطرين على املستويني الصويت و

الداليل ، على حني يبقى كل شطر حمتفظا بقيمته الوزنية مبا حيتويه من عدد التفعيالت

طبيعة البحر املنجز. اليت اقتضتها

و انتشرت ظاهرة التدوير يف البحور ذات التفعيلتني (املركبة) أكثر منها يف البحور

ذات التفعيلة الواحدة (الصافية).

إن نظرة متأملة يف اللهب املقدس تكشف عن قدرة و براعة الشاعر اليت تتماشى

ه الشعورية يدة حبسب جتربتو التشكيل اإليقاعي للتدوير ، إذ ورد يف أربعة عشر قص

.%31.11أي بنسبة

1يقول مفدي مدورا يف قصيدة الذبيح الصاعد :

ايد د اجل اح ب الص ل ب ق تـ س ، ي ل ف مالط ك و ، أ ك ئ املال ، ك ر غ م الثـ اس ب

ايد ع الب اء ض ا الف ه ن حل ن م أل مـمت ت د ر غ ، ز ل خ ال ال يف خ اف ر

اود ع ي الص غ ب يـ ال ب احل د ش ، ف د مـه لم ، ك يم ل الك املا، ك ح

ايد ع ن و شع يف الك ما، ي ال س ر مد الق ة ل يـ يف ل وح الر ى، ك ام س ت و

و ولر األعضها يف آخر الشطجاء ب-القدر--متأل–كالطفل -فالكلمات

بعضها يف الشطر الثاين ، فقد انقسمت بني شطري البيت دون املساس بالتفعيلة

12ص -مفدي زكريا : الديوان-1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

241

ن (فاعالتن) ألن القصيدة من حبر اخلفيف املركب من تفعيلتني خمتلفتني ( فاعالت

مستفع لن فاعالتن )

ضح التواصل بني ليت فقد أتاح هذا التدوير للشاعر املرونة يف استعماله يف األبيات

الشطرين و وجد الشاعر يف وزن اخلفيف احلرية لدمج الشطرين مما زاد تالئم األبيات

موسيقيا و دالليا .

1و جاء بالتدوير يف قصيدة أيها املهرجان هذا نشيدي:

ال ال ه ال م الش امس يفحل اء ر مـ ض اخل س قد يفان ج ر امله اه يـ أ

خصاال األباة ابن ال ط ل م مل الظ لىع وب ع الش ة ر و ثـ ت ل ج س

تـهادى على الدهور اختياال د

م م سفاها و خسة و ضالال كم رماها ذو اجلهالة بالعقـ

ها انفصاال ذل شعب مل يـتخذ لغة األجـ م داد حصنا و رام عنـ

األجداد، قد-العقم--الظلم-اخلضراء–األمر كذلك بالنسبة للكلمات

فة ول و الثاين ، و يف هذا " مجال و ختقامست يف األبيات الشعرية بني شطريها األ

يضفيان على األبيات ليونة و غنائية كما تقول نازك املالئكة :" و للتدوير يف نظرنا

، فائدة شعرية و ليس جمرد اضطرار يلجأ إليه الشاعر، ذلك أنه يسيغ على البيت غنائية

2و ليونة "

185ص -يا :الديوانمفدي زكر -1112ص –مرجع سابق-نازك املالئكة : قضايا الشعر املعاصر-2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

242

1:تزأ منها بعض األبياتو يقول يف قصيدة وليد القنبلة الذرية و اليت جن

ا يع ب ر اة ي احل يفض ق يـ م ل فـ ت م و ــاملد ي اة ي احل إىله ت فـ ذ ق

ايع ر م ال ك ش اء ج ف اس ن ر ف ب ـ م ي الغ امل ع يفوم م الس ه ت ق س و

عا خـ م ر على مذبح الطغاة صريابن إفريقيا الشهيد و قد

شوهت خلقه جرميتـها الكب م رى و جرته للخراب سريعا

اء جسمه وأحال السـ م قـم ذراته هبـاء فـطار اطحن الد

استعمل الشاعر يف هذه القصيدة اليت هي من حبر الرمل (فاعالتن فاعالتن

فاعالتن ) التدوير أكثر من سابقتيها و توظيفه فيه دليل على القوة ، إذ اسرتسل الشاعر

يف بث ولعه ، فالكارثة حتتاج إىل حديث طويل ممتد ، مما أضفى على النص مزيدا من

النغم املوسيقي املؤثر .

و يقدم لنا اجلدول التايل تعيني كمي للتدوير يف منت الديوان موزعا على البحور

اليت استدعته:

المتقاربالبسيطالرملالكاملالخفيفالبحور

362329118437148إمجايل األبيات

11821615املدور

%3.37%0.22%13.55%0.60%32.59النسبة

*اجلدول األول

162ص –مفدي زكريا : الديوان -1قمت بإعداد اجلدول األول معتمدة على استقراء مباشر من الديوان -*

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

243

من اجلدول تتضح النتائج التالية : و

-الرمل–ل الكام–ميكن استنتاج وقوع التدوير يف البحور التالية : اخلفيف -

املتقارب -البسيط

و هو من البحور املركبة %32.59وقع تدوير اخلفيف يف املقدمة بنسبة -

للخفيف و(فاعالتن مستفع لن فاعالتن) و قد شاع فيه التدوير النسيابية موسيقاه "

1جزالة و رشاقة "

و قد أحصى الدكتور أمحد كشك ما ورد مدورا من األبيات على خمتلف حبور

الشعر العريب على مر العصور ( اجلاهلي ، األموي ، العباسي ، األندلسي اململوكي

املصري ، احلديث ) و كان النصيب األوفر للخفيف الذي بلغت نسبة أبياته املدورة

يقول:"امتلك اخلفيف ظاهرة التدوير و أصبح االتصال الشطري منبئا 43ارب ما يق

و 2عنه فلم يوجد من التوأم من البحور حبر مثل التدوير فيه ظاهرة مثل حبر اخلفيف "

هو يرى أيضا أن مربر االتصال يف اخلفيف كان غلبة االسرتسال و القص و احلكاية

نغم بارز املوسيقى ، مث إنه صاحل للحوار ويقال و قلت يف هذا الوزن ." و هو ساطع ال

3و يصلح للجدل و للرتديد و للسرد ، و ميتلء بالروح امللحمي "

فلقد استأثر حبر اخلفيف بأكثر عدد من أبيات التدوير و الواقع كثرة التدوير يف

ااخلفيف مسألة معروفة يف تاريخ العروض و هذا عائد إىل بنية هذا البحر ألن

269ص -مرجع سابق–حازم القرطاجي : منهاج البلغاء و سراج األدباء -1.113ص -1989-1ط-القاهرة-دار العلوم–دراسة يف النحو و املعىن و اإليقاع –لتدوير يف الشعر أمحد كشك : ا-2118ص -1993-3ط–القاهرة –مكتبة اخلاجني –الثبات و التطور نيب–لدامي : موسيقى الشعر العريب صابر عبد ا-3

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

244

يف اخلفيف بني تفعيلة العروض يف الصدر و أول تفعيلة من العجز و هي من نوع واحد

مع (فاعالتن ) يف احلالتني تقضي إىل اجلمع بني تفعيلتني متماثلتني أكثر مما ميكن اجل

بني تفعيلتني خمتلفتني ، و لذلك وجد فيه الشعراء حرية إبداعية أكثر ملا هلذا البحر من

ونة و طواعية ال يتوفر عليها غريه من البحور. مر

.و فيما يلي يقدم البحث بني يدي فعاليته جداول تفصيلية لكل حبر فيه التدوير

اجلدول الثاين : حبر اخلفيف / اجلدول الرابع : حبر الرمل

األبيات عدد األبياتالعصر

المدورة

األبيات عدد األبياتالعصر

ورة المد

/121اجلاهلي346187اجلاهلي

1771األموي767160األموي

4859العباسي47942219العباسي

2891األندلسي 335103األندلسي

298331احلديث 1842696املصري اململوكي

405542المجموع35171552احلديث

116014917المجموع

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

245

: حبر الكامل اجلدول اخلامس : حبر البسيط اجلدول الثالث

عدد العصر

األبيات

األبيات

المدورة

عدد العصر

األبيات

األبيات

المدورة

8864اجلاهلي9113اجلاهلي

/2486األموي33641األموي

209239العباسي10042159العباسي

8057األندلسي 287634األندلسي

املصري

اململوكي

املصري 323224

اململوكي

34569

23856احلديث496045احلديث

1211065المجموع25385266المجموع

اجلدول السادس : حبر املتقارب

األبيات المدورة عدد األبياتالعصر

269140اجلاهلي

34040األموي

2316285العباسي

80141األندلسي

املصري

اململوكي

3859

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

246

47815احلديث

5349530المجموع

و فيما يلي جدول توضيحي للنسب :

المتقارب البسيطالرملالكاملالخفيفالبحور

11601253852983121105349إمجايل األبيات

49172664265530املدور

%9.90%0.53%1.40%1.04%42.38النسبة

و باستقراء اجلداول السابقة ميكن القول إن التدوير ظل طاغ فهو يف املرتبة

و هو كذلك عرب مجيع العصور %33األوىل عند مفدي زكريا بنسبة تقارب

"و أكثر ما يقع ذلك يف عروض اخلفيف و هو حيث وقع من %43بنسبة تقارب

تخفونه يف غري اخلفيف مستقل عند املطبوعني و قد يساألعاريض دليل على القوة إال أنه

1يف األعاريض القصار كاهلزج و مربوع الرمل و ما أشبه ذلك "

ويرالتد–مس، السادس،معتمدة على منجز أمحد كشك اإلحصائي يف كتابه الثاين ، الثالث،الرابع،اخلا:قمت بإعداد اجلداول

. 115-106-90-67-74ص دراسة يف النحو و املعىن و اإليقاع -الشعر يف 178ص -مرجع سابق-1ج–ابن رشيق : العمدة -1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

247

جممل القول إن التدوير أحد عناصر البناء املوسيقي للنص الشعري يف حماولة من

الشاعر على فتح صدر البيت على عجزه ، و يكون عفويا لديه عندما تكون هناك

ة لغوية أو وزنية، و ما على الشاعر هنا إال أن يقدر بإذنه و حسه املوسيقي ضرور

فيدور مىت رأى أن التدوير لن خيل بإنسيابية و موسيقى البيت، فالشاعر وحده قادر

على أن يفرض نغمة موسيقية مدورة على أذن املستمع.

ر تظهر واقعيتها يف كسإذن هو ظاهرة إيقاعية إنشادية داخل البناء الشعري و

رتابة الشطرين ، و إثراء اإليقاع بالقيمة الصوتية و الداللية املتولدة من األبيات.

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

248

الحوار

كئ عليها وير أمناطا إيقاعية يت مل يكن التكرار و ال اجلناس و ال التصريع و ال التد

الشاعر يف رسم بنيته اإليقاعية و إمنا عاضدها منط إيقاعي آخر هو احلوار.

إذ ميكن للحوار املصاغ صياغة شعرية أن مينح إيقاعية مضافة إليقاع القصيدة

فهو بطبيعته ذو طابع صويت يعزز الصورة الفنية ذات الطابع السمعي.

إليقاعي الذي اعتمده املنت "على إقامة عالقة بني الذات يقوم هذا النمط ا

املتكلمة و ذات أخرى أو ذوات مما خيلق بينهما حوارا قائما على تعدد األصوات

األمر الذي يستلزم تنوعا يف اإليقاع و تعددا يف السجالت اللغوية ، و هو ما مل تكن

تيب صوت أحادي و على إيقاع خارجي ر تتسم به التقليدية القائمة يف الغالب على

1و سجل لغوي وحيد."

و النصوص اليت حتتوي هذا النمط "تفتح للذات الشاعرة متنفسا نفسيا تعرب من

، لذلك جلأ إليه الشاعر ليعرب عن أعماقه و طبيعة مهومه 2خالله عن خصوصيتها"

ني عل اطع من قصيدة (فلسطتطلعاته ،و سنكتفي بالتمثيل هلذا النمط اإليقاعي مبق

الصليب) و هي عبارة عن حوار بني الشاعر و فلسطني و العرب جاء فيها

266ص -مرجع سابق–سياق و األنساق حممد ولد عبدي :ال-1املرجع نفسه:الصفحة نفسها-2

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

249

344-341-336ص -: الديوانمفدي زكريا1

ها الذاريه ف اص و قـ ني وبـ

1الشاعر:

ه ي ت االع ر ص ر الص يف يك د نا أ

و بـني مجامجها اجلاثيه و أدعوك بـني أزيز الوغى

ه ي ن القا ب ر غ امل ة ر و ثـ يف و ا بن ر ح يف ك ح ر ج ر ك وأذ

ه ي ان الث ب ر الع ة ل بـ ا ق وي يا ب ناأل بط ه ا م ي ني ط س ل ف

ه ي ام الس ل ز األ ة ب ا ه وي ه ض ر أ يف اهللا ة ج ا ح وي

كما باع جنته العاليه آدم دسا باعه ا ق و ي

فلسطني:

ه ميــ ا الد ايت ـراح ج ت ج وه ين ت ر ـ كـذ ب ر الع ر ـاع ا ش أي

ه ـيــ اب ب س أ يم و قــ ع ط ق فـ اـــ قللبـ ب ب س يل ان ك د ق ل

ه ـــ ـياش امل ـاه ار ز جل ع ا تب ـام ى ك ر ـتـ ش أ و ع ا بأ ت ح ر و

ه يـ د ال ج ف ك يف ب ل ص أ و يرـ م ع تـ س م ل ـب ح يف ق ن ش أ و

ـه عي ـا ط ق يار د ب ـه نـ تـ و يبـ ــاص غ يت زـ ع ين لب س ي و

ـه ــ يه ال يت ـن ـ حم ن ي ع م و قـ و يتـ ن حم ف) يف ش ر (أ ت ح ب ص أ ف

ه ــــيـ ان ط ل س ين ع ن غ يـ مل و يـ تــز ع وا ع يـ ض ة ر ك س يف و

العرب:

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

250

تناوتتناوب احلوار هنا بني الشاعر و فلسطني و العرب حىت احتدم بينهم "فإذا

كان احلوار حمتدما مليئا باالنفعاالت كان اإليقاع السريع أكثر بروزا، و إذا كانت احملاورة

ري ميالة إىل العنف كانت أقرب إىل اإليقاع ذي السرعة غري الشديدة ، و لكن هادئة غ

رعة يظل بنحو عام أكثر س-درجات االنفعال و احلالة النفسية-إيقاع احلوار بكافة

1من حديث الفرد الواحد و هو يصف أو يتحدث عن حكاية "

مثل يف ألنه ال يتلقد اشتملت هذه القصيدة على حوار إال أنه حوار غري عادي

-سؤال يتلوه جواب، و إمنا يف ثالث تدخالت على لسان ثالثة أطراف خمتلفة (الشاعر

العرب) متصلة من حيث أن كل طرف منها يعرب عن وجهة نظره اخلاصة.-فلسطني

و نالحظ أن هذا احلوار أخذ طابع اجلملة اإلنشائية إذ حل على هيئة نداء (يا

-مل أدرو-و مل أتفطن-) و جزم (و مل يغن -أيا-يا هبة–يا قبلة -حجةيا -مهبط

)حيث تدعو مثل هذه األساليب القارئ أو املستمع إىل التفاعل -و مل أطف -و مل أدر

مع أجواء القصيدة.

266ص -مرجع سابق–حممد ولد عبدي:السياق و األنساق -1

؟ه ي اه م –يت ر ك س ن م –ر د أ مل ظ ـق ي ا تـ , ملــ ب ر ع ن يـ اب ل قا و

؟ه ي ه ام –يت و ف غ ن م –ر د أ مل و ا)ه وث ـال (لثـ ــن ـط ـف أت م لـ و

ــه ي ال م –ضآالق يف –ين د ـف ت مل و اده ــــ ص يفـ ـد تـج م ل فـ

يه ـام ك , ح ي س ــد قـ ع ضيـ ـ ف ــن يم اك ي, للح ــر مـ أ ت ض و فـ و

ه ي ـام ا احل ا ــف نـري ط أ ـم ل و ي تـــ ر و ثـ ــن خ أ م , لـ ين يت ـ ا ل ي فـ

هـ ي ئ اط خ أ –رق ش ال ح يف ل ص أ س ينـــ ن ي , إس أ ي تـ ...ال يـــن ط س ل ف

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

251

هكذا ترمجت هذه القصيدة حبوارها عن حركة إيقاعية متنامية إذا أضحى أداة

دمها الشاعر إذا استطاع أن يفيد منها يف القصيدة ،و مبا ينسجم فنية مهمة يستخ

عموما ميكن القول إن الشاعر تفنن يف استخدام ما من شأنه أن يؤدي إىل إبراز

م أساليب متعددة و متنوعة من أجل حتقيق تلك الغاية. الداخلية، فاستخد

و ديوان اللهب املقدس يضج باملوسيقى و ألوان اإليقاع الداخلي على مستوى

احلرف و اللفظة فالعبارة "فاإليقاع الداخلي ينساب يف اللفظة و الرتكيب فيعطي

اتن أدق اخللجإشراقة و وقدة تومئ إىل املشاعر فتجليها و حتسن التعبري ع

1و أخفاها "

و على أمناط أخرى يف جمموعة من الظواهر األسلوبية كالتدوير و اجلناس

و التصريع اليت كان هلا دور يف إحداث تنوعات موسيقية و إبراز مجاليات النصوص

.الشعرية ، لنجدها إشارة منه على حتديه و متكنه من اللغة و العروض

ا يزال اإليقاع الداخلي عند الشاعر يصدر عن تقليد أو حماكاة ، فهو ال فم

يفرض نفسه على اإليقاع اخلارجي إال باكتمال نضج الشاعر املوهوب الذي به يضع

بصمته على القصيدة.

79ص -مرجع سابق-لوجي:اإليقاع يف الشعر العريبآعبد الرمحن-1

الداخلي في سیر القصیدة اإلیقاعالفصل الرابع :

252

فكل ما تقدم يتضح لنا أن للموسيقى أثرا هاما يف شعر مفدي زكريا على اعتبار

ت الفنية عنده فهي اليت تساعد على معرفة مدى صدق الشاعر يف

عواطفه و مدى معايشته للتجارب اليت عرب عنها .

خاتمة

253

خاتمة

خاتمة

254

خاتمة:

لقد كان هذا البحث اسهاما متواضعا يقف على أهم الظواهر اإليقاعية يف

ديوان اللهب املقدس ملفدي زكريا،و بعد طول مصاحبته جتلت بعض النتائج اليت وقفت

عندها الدراسة سواء على حتديدها يف مستوى البنية اخلارجية لإليقاع أو البنية الداخلية.

أوال: فقد ظهر على املستوى اخلارجي أن الشاعر مفدي نظم قصائده على

ذلك لالبحور اخلليلية املتداولة يف موروثه ناسجا عليها معاين حتاكي ذلك املوروث،

و ض منها،التجريب إال يف بعىلاعتمد األوزان التقليدية مبىن لقصائده ومل يقصد إ

-املتقارب–عليها هي خليط من البحور الصافية(الرمل املالحظ أن البحور اليت بين

الوافر).-السريع-البسيط-الطويل-الكامل)و البحور املمزوجة(اخلفيف

ثانيا: إن حبر اخلفيف هو البحر املقدم عنده من حيث عدد القصائد وسبب ذلك

قصد تيعود إىل أن سعته توسع للشاعر مساحة قول حيتاجها،و ألنه شاعر مطيل

ثالثا: إن ما خيص شعر التفعبلة فقد انصرفت له جتربة الشاعر إىل البحور

ملتدارك)و مل ا-املتقارب-الصافية فقط و هي ترتكب من تكرار تفعيلة واحدة(الرمل

و اتكائها يديغم من كسرها البيت التقلالبحور املمزوجة مما جيعلها بالر

على التفعيلة فهي مل تبتعد عن عروض اخلليل.

خاتمة

255

و يف كل هذا مجع الشاعر يف الرتخيصات العروضية بني التفعيالت املزاحفة و

تاحة يف هذه االمكانية.التفعيالت الساملة و هو حسن استغالل للطاقات امل

رابعا: التزم الشاعرالقافية املوحدة مثلما التزم الوزن،فنظم على قوايف تتناسب مع

و ال سيما حرف الروي الذي جاء معربا عن احياءات داللية و صوتية طبيعة املوضوع

وردت يف أكثرها ضمن القافية املطلقة املتبوعة حبرف لني.

ل النسق التفعيلي،فعلى الرغم من حماوالت اهلروب من هيمنة القافية، خامسا: يشك

مل يستطع الشاعر أن يلغيها يف شعره التفعيلي أو أن يشطبها من آذان املتلقي.

وانه.ندسة اخلارجية عرب بقوة عن مضمون دي

أما على املستوى الداخلي للبنية اإليقاعية عمد الشاعر إىل أساليب عديدة و

متنوعة،فعمد إىل التكرار الذي أحدث تنوعا موسيقيا ارتبط باحلالة النفسية و أكد يف

نفس القارئ املعىن املقصود.

طلبا لأللفة و استقرار البيت قصد اإلقناع و توكيد املعىن فكان تكرار احلرف

إليها لفظا و معىن وتكرار العبارة للرتكيز على املعىن و ترسيخه يف ذهن املتلقي.

خاتمة

256

ب مع موضوع القصيدة موفرا هلاسادسا: لقد وظف الشاعر اجلناس بصورة تتناس

إيقاعا غنيا و جرسا متجاوبا.

سابعا: جاء التصريع معربا عن انفعاالت الشاعر حمدثا نوعا من الرصانة و االتزان يف

موسيقى البيت أو القصيدة اليت حوته.

ثامنا: وكان للتدوير الذي جاء لكسر رتابة الشطرين دور يف إثراء اإليقاع

بالقيمة الصوتية و الداللية املتولدة من األبيات.

تاسعا: ميكن للحوار املصاغ صياغة شعرية أن مينح إيقاعية مضافة إليقاع

القصيدة فهو بطبيعته ذو طابع صويت يعزز الصورة الفنية ذات الطابع السمعي.

فاعلية من الفكل هذه األساليب تندرج ضمن اإليقاع الصويت الذي يثري و يزيد

اإليقاعية للنص الشعري.

و باجلملة خنلص إىل أن هذه العناصر هي اخلصائص اإليقاعية األكثر شيوعا يف

ديوان اللهب املقدس حققنا رصدها بعد مسائلة النصوص من خالل قراءة عميقة واعية

هلا.

قومات ا من مونقول إن هذه النصوص اليت يتشكل منها الديوان متثل مبا فيه

ة

اللغة الشعرية عند الشاعر،فهو من وجهة نظر التحليل اإليقاعي مدونة هامة ليست

موقوفة على األدب اجلزائري فحسب بل على مسرية األدب العريب عامة.

خاتمة

257

كن أن خنتم به هذا البحث هو أننا حاولنا، قدر املستطاع، الكشف فإن آخر مامي

عن النتاج اإليقاعي يف ديوان اللهب املقدس لشاعر مبدع من شعرائنا الكبار.

وعسانا أن نكون قد أدركنا مقاصد نغمية قي استذواق مجالية الشعر العريب يف

صوت األدب اجلزائري.

بالله.و ما التوفيق إال

258

قائمة المصادر و المراجعالقرآن الكرمي برواية ورش.

األبرص، عبيد:-

الطبعة -بريوت-دار الكتاب العريب-شرح:أمحد عدرة-الديوان1-

. 1994-األوىل

ابن األثري،ضياء الدين:-

ق:حممد حمي الدينحتقي-املثل السائر يف أدب الكاتب و الشاعر-2

.1939-مطبعة مصطفى باي احلليب-عبد احلميد

ابن أيب األصبع:-

-شرفحتقيق:حفين حممد-حترير التحبري يف صناعة الشعر و النثر3-

.1963-مصر

أمحد محدان ابتسام:-

لم دار الق-األسس اجلمالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسي-4

.1997-األوىلالطبعة-حلب-العريب

259

األمحدي نويوات:

ة املؤسسة الوطني-املتوسط الكايف يف علمي العروض و القوايف-5

. 1983-الطبعة الثالثة-اجلزائر-للكتاب

ألوجي عبد الرمحن:

-الطبعة األوىل-دمشق-دار احلصاد-اإليقاع يف الشعر العريب6-

1985.

أنيس ،إبراهيم:

(دت).--األصوات اللغوية7-

.1965-مصر-مكتبة األجنلو-موسيقى الشعر العريب8-

امرؤ القيس:

-بريوت-دار الكتب العلمية-حتقيق:مصطفى عبد الشايف-الديوان9-

.2004-الطبعة اخلامسة

عز الدين:،إمساعيل

-مصر-دار الفكر العريب-يف النقد األديباألسس اجلمالية10-

1974 .

-ةالطبعة الرابع-بريوت-دار العودة-التفسري النفسي لألدب11-

1977.

دار -الشعر العريب املعاصر(قضاياه و ظواهره الفنية و املعنوية)12-

.1981-الطبعة الثالثة-بريوت-العودة

260

البحراوي سيد:

).دت(-القاهرة-شرقياتمكتبة-السيابشعريفاإليقاع13-

-اهليئة املصرية العامة للكتاب-العروض و إيقاع الشعر العريب14-

1993

البستاين سليمان:

.1904-مصر-مطبعة اهلالل-إلياذة هومريوس-15

بشار بن برد:

-ةجلنة التأليف و الرتمج-حتقيق:حممد الطاهر بن عاشور–الديوان -16

. 1966-القاهرة

بنيس حممد:

بعة الط-بريوت-دار التنوير-الشعر املعاصر يف املغربظاهرة-17

.1985-الثانية

التربيزي، اخلطيب:

الطبعة -بريوت-دار الكتب العلمية-الكايف يف العروض و القوايف-18

.2003-األوىل

متام حسان:

-املغرب-الدار البيضاء-دار الثقافة-مناهج البحث يف اللغة-19

1979.

بد الباقي:التنوخي،القاضي أبو يعلى ع

261

الطبعة -مصر-مكتبة اخلاجني-حتقيق:عوين عبد الرؤوف-القوايف-20

.1978-الثانية

التوحيدي ،أبو حيان:

-ياةمكتبة احل-حتقيق :أمحد أمني و أمحد الزين -اإلمتاع و املؤانسة-21

(دت). -بريوت

اهليئة العامة -نشر:أمحد أمني و السيد صقر-اهلوامل و الشوامل-22

(دت)-افةلقصور الثق

اجلاحظ ،أبو عثمان:

الطبعة -دار الفكر-حتقيق :عبد السالم هارون-البيان و التبيني-23

(دت).-الرابعة

-وتبري -دار الكتاب العريب-حتقيق:عبد السالم هارون-احليوان-24

.1969-الطبعة الثالثة

.1910-القاهرة-املكتبة السلفية-الرسائل-25

جاسم عزيز السيد:

اهليئة املصرية العامة -قدية يف األدب احلديثدراسات ن-26

.1995-القاهرة-للكتاب

اجلرجاين عبد العزبز:

ي حتقيق:حممد أبو الفضل و عل-الوساطة بني املتنيب و خصومه-27

(دت)-الطبعة الثانية-البجاوي

262

اجلرجاين عبد القاهر:

(دت).-الطبعة الثانية-بريوت-دار املعرفة-أسرار البالغة-28

-القاهرة-مكتبة اخلاجني-تعليق:حممود شاكر-ل اإلعجازدالئ-29

.1991-الطبعة األوىل

ابن جين ،أبو عثمان:

.1956-دار الكتب العلمية-حتقيق:حممد النجار-اخلصائص -30

-دمشق-دار القلم-حتقيق:حسن هنداوي-سر صناعة العرب-31

.1993-الطبعة الثانية

اجلوهري رجاء:

-اإلسكندرية-منشأة املعارف-فن الرجز يف العصر العباسي-32

(دت).

اجلوزو مصطفى:

-ىلالطبعة األو -بريوت-دار الطليعة-نظريات الشعر عند العرب-34

1981.

جيدة عبد احلميد:

-مؤسسة نوفل-االجتاهات اجلديدة يف الشعر العريب املعاصر-35

.1980-بريوت

حسان بن ثابت:

-انيةطبعة الثال-دار الكتب العلمية-حتقيق:عبد أمهنا-الديوان-36

1994.

263

احلصري إبراهيم:

دار -حتقيق:حممد علي البجاوي-مجع اجلواهر يف امللح و النواذر-37

.1954-الكتب املصرية

احللو سليم:

-يةالطبعة الثان-بريوت-دار مكتبة احلياة-املوسيقى النظرية-38

1972.

احلويف أمحد حممد:

.1972-القاهرة-نهضةدار ال-احلياة العربية يف الشعر اجلاهلي-39

اخلفاجي، ابن سنان:

-الطبعة األوىل-بريوت-دار الكتب العلمية-سر الفصاحة-40

1982.

ابن خلدون،عبد الرمحن:

-بريوت-دار الكتاب العريب-شرح حممد اإلسكندراين-املقدمة-41

2004.

اخلوارزمي، أبو عبد اهللا:

264

.1930-الطبعة األوىل-قيق:عثمان خليلحت-مفاتيح العلوم-42

الدماميين،حممد بن أيب بكر املخزومي:

-حتقيق:احلساين حسن عبد اهللا-العيون الغامزة على خبايا الرامزة-43

.1994-الطبعة الثانية—القاهرة-مكتبة اخلاجني

الدمنهوري،حممد:

-مصر-اإلرشاد الشايف على منت الكايف يف العروض و القوايف-44

.1957-الطبعة الثانية-مصر–مصطفى الباي احلليب مكتبة

أبو ديب ،كمال:

-بريوت-دار العلم للماليني-يف البنية اإليقاعية للشعر العريب-45

.1981-الطبعة الثانية

الرافعي صادق:

الطبعة-بريوت-العريبالكتابدار-العربآدابتاريخ--46

.1974-الثانية

(دت).-وتبري -املكتبة العصرية-وحي القلم-47

ابن رشد ،أبو الوليد القرطيب:

بعة الط-عني مشس-حتقيق:حممد سليم سامل-تلخيص اخلطابة-48

.1967-األوىل

الرماين، إبراهيم:

زائر.اجل-ديوان املطبوعات اجلامعية-الغموض يف الشعر احلديث-49

265

زكي جنيب حممود:

.1979-الطبعة األوىل-القاهرة-دار الشروق-يف فلسفة النقد-50

الزخمشري ،جار اهللا:

-دار املعرفة-حتقيق:عبد الرحيم حممود-أساس البالغة-51

بريوت(دت).

السجلماسي ،أبو حممد القاسم:

دار -لغازيحتقيق:عالل ا-املنزع البديع يف جتنيس أساليب البديع-52

.1980-الرباط-املعارف

السد نور الدين:

.1995-ديوان املطبوعات اجلامعية-الشعرية العربية-53

السعدين ،حممد:

-أة املعارفمنش-البنيات األسلوبية يف لغة الشعر العريب احلديث-54

.1987-مصر

السكاكي ،أبو يعقوب:

الطبعة -بغداد-دار الرسالة–حتقيق:عثمان يوسف –مفتاح العلوم -55

.1982-األوىل

سلطان منرب:

الطبعة -اإلسكندرية-اإليقاع الصويت يف شعر شوقي دار املعارف-56

.2000-األوىل

266

.1986-مصر-منشأة املعارف-البديع تأصيل و جتديد-57

السويدي فاطمة:

-الطبعة األوىل-القاهرة-مدبويل-االغرتاب يف الشعر األموي-58

1997.

سويف مصطفى:

-دار املعارف-األسس النفسية لإلبداع الفين يف الشعر خاصة-59

.1959-القاهرة

ابن سيده ،أبو احلسن علي املرسي:

-لبنان-دار الكتب العلمية-املخصص(باب املالهي و الغناء)-60

(دت).

ابن سينا ،أبو علي احلسن:

-يةاملطبعة األمري -حتقيق:زكريا يوسف-جوامع علم املوسيقى-61

.1956-القاهرة

حتقيق:عبد الرمحن -ضمن كتاب فن الشعر ألرسطو-الشفا-62

.1953-القاهرة-مكتبة النهضة-بدوي

الدين:السيوطي ،جالل

.1935-القاهرة-اإلتقان يف علوم القرآن-63

الشنرتيين، ابن السراج:

267

-دار املالح-حتقيق:رضوان الداية-املعيار يف أوزان األشعار-64

.1979-الطبعة الثالثة

أبو شوارب مصطفى:

-دار املعرفة-البنية اإليقاعية يف شعر عبد العزيز سعود البابطني-65

1997.

صابر عبد الدامي:

-اجنيمكتبة اخل-بني الثبات و التطور-موسيقى الشعر العريب-66

.1993-الطبعة الثالثة-القاهرة

صاحل عبد الفتاح:

-مكتبة املنار-عضوية املوسيقى يف النص الشعري احلديث-67

.1985-األردن

الصفاء إخوان:

الرسائل موفم للنشر.-68

صالح يوسف عبد القادر:

-وىلالطبعة األ-اجلزائر-دار األيام-ييف العروض واإليقاع الشعر -69

1996.

ضيف ،شوقي:

.1960-مصر-دار املعارف-العصر اجلاهلي-70

.1981-الطبعة السادسة-مصر-دار املعارف-يف النقد األديب-71

ابن طباطبا العلوي:

268

-ةدار الكتب العلمي-حتقيق:غباس عبد الستار-عيار الشعر-72

.2005-يةالطبعة الثان-بريوت

ابن عبد ربه:

ب دار الكت-حتقيق:عبد احلميد الرتحيين -العقد الفريد-73

1987-الطبعة الثالثة-بريوت-العلمية

عباس حممد:

لفكر دار ا-األبعاد اإلبداعية يف منهج عبد القاهر اجلرجاين-74

1999-الطبعة األوىل-دار الفكر سوريا-بريوت-املعاصر

عبد القادر عبد اجلليل:

-الطبعة األوىل-عمان-دار صفاء-هندسة املقاطع الصوتية-75

2010.

عبد اهللا الطيب:

-دار الفكر-املرشد إىل فهم أشعار العرب و صناعتها-76

.1981-الطبعة اخلامسة-بريوت

عتيق ،عبد العزيز:

.1985-بريوت-ربيةدار النهضة الع-علم العروض و القافية-77

العسكري، أبو هالل:

-مطبعة حممود بك-حتقيق:حممد األمني اخلاجني-الصناعتني-78

ه.1320-الطبعة األوىل

العياشي ،حممد:

269

.1986-تونس-املطبعة العصرية-نظرية إيقاع الشعر العريب-79

عياد ،شكري:

ر الكتب دا-مشروع دراسة علمية-موسيقى الشعر العريب-80

.1998-الطبعة الثالثة-املصرية

عيد رجاء:

-نوفلمؤسسة-التجديد املوسيقي يف الشعر العريب املعاصر-81

.1980-بريوت

غريب روز:

.1971-بريوت-دار مكشوف-متهيد يف النقد األديب-82

غنيمي، حممد هالل:

.1973-بريوت-دار العودة-النقد األديب احلديث-83

بو نصر حممد:الفارايب ،أ

البنالشعريفأرسطوتلخيصكتابضمنالشعرجوامع-84

.1971-اإلسالميةللشؤوناألعلى-ساملسليمحممد:حتقيق-رشد

دار الكتاب-حتقيق:غطاس عبد املالك-املوسيقى الكبري-85

.1967-العريب

ابن فارس ،أبو احلسني القزويين:

الكتب دار-حتقيق:أمحد حسن بسج-يف فقه اللغةالصاحيب-86

.1997-الطبعة األوىل-بريوت-العلمية

الفريوز آبادي:

270

بريوت(دت).-دار اجليل-القاموس احمليط-87

ابن قتيبة ،أبو حممد عبد اهللا بن مسلم:

-الطبعة اخلامسة-بريوت-دار إحياء العلوم-الشعر و الشعراء-88

1994.

قدامة بن جعفر:

-هرةالقا-مكتبة اخلاجني-حتقيق:كمال مصطفى-نقد الشعر-89

.1978-الطبعة الثالثة

القرطاجين ،حازم:

-حتقيق:حممد احلبيب بن خوجة-منهاج البلغاء و سراج األدباء-90

.1966-تونس-دار الكتب الشرقية

القزويين ،اخلطيب:

-تبريو -دار الكتاب اللبناين-اإليضاح يف علوم البالغة-91

1971.

القريواين، ابن رشيق:

ن حتقيق:حممد حمي الدي-العمدة يف حماسن الشعر آدابه و نقده-92

(دت).-الدار البيضاء-دار الرشاد احلديثة-عبد احلميد

كراكيب حممد:

دار -خصائص اخلطاب الشعري يف ديوان أيب فراس احلمداين-93

.2003-الطبعة الثالثة-اجلزائر-هومة

271

كشك أمحد:

دار -دراسة يف النحو و املعىن و اإليقاع-التدوير يف الشعر-94

.1989-الطبعة األوىل-القاهرة-العلوم

.1997-الثانيةالطبعة-القاهرة-اللغويالصوتوظائفمن-95

جمدي وهبة:

.1974-بريوت-مكتبة لبنان-معجم مصطلحات األدب-96

مرتاض عبد املالك:

-اجلزائر-دار هومة-دراسة يف اجلذور-مياألدب اجلزائري القد-97

2005.

املرزوقي:

-حتقيق:أمحد أمني و عبد السالم هارون-شرح ديوان احلماسة-98

(دت).-بريوت-دار اجليل

ابن املعتز:

.1990-الطبعة األوىل-دار اجليل:البديع-99

معجم اللغة العربية:

).(دت-ثةالطبعة الثال-املكتبة العلمية-املعجم الوسيط-100

املعري ،أبو العالء:

272

-اهليئة املصرية للكتاب-حتقيق:حسني نصار-اللزوميات-101

1992.

ابن معصوم املدين:

بعة مط-حتقيق:شاكر هادي-أنوار الربيع يف أنواع البديع-102

.1969-الطبعة األوىل-العراق

مفتاح حممد:

ثقايف الحتليل اخلطاب الشعري(اسرتاتيجية التناص)املركز -103

.1992-الطبعة الثالثة-الدار البيضاء-بريوت-العريب

مفدي زكريا:

حتقيق:مصطفى بن احلاج بكري-أجمادنا تتكلم و قصائد أخر--104

.2003-اجلزائر-محودة

.2000-الرابعةالطبعة-اجلزائر-للنشرموفم-املقدساللهب--105

املالئكة نازك:

.1959-بريوت-ديوان شظايا و رماد-106

.2007-بريوت-للمالينيالعلمدار-املعاصرالشعرقضايا-107

ملوك صبرية:

بد قراءة يف شعر صالح ع-اإليقاع يف الشعر العريب املعاصر-108

. 2009-دار هومة-الصبور

ممدوح عبد الرمحن:

273

-دار املعرفة اجلامعية-املؤثرات اإليقاعية يف لغة الشعر-109

.1994-سكندريةاإل

مناع هاشم:

-وتبري -دار الفكر العريب-الشايف يف العروض و القوايف-110

.1995-الطبعة الثالثة

مندور حممد:

(دت). -القاهرة--يف امليزان اجلديد-111

ابن منظور:

.1997-الطبعة األوىل-بريوت-دار صادر-لسان العرب-112

موايف عثمان:

-الطبعة الثالثة-دار املعرفة اجلامعية-يف نظرية األدب-113

1999.

مويف عبد العزيز:

-لكتاباهليئة املصرية ل-قصيدة النثر من التأسيس إىل املرجعية-114

.2006-القاهرة

مومين قاسم:

-اهرةالق-دار الثقافة-نقد الشعر يف القرن الرابع اهلجري-115

1982.

274

ميخائيل نعيمة:

.1978-بريوت-دار العودة-الغربال-116

النجار رضوان:

-تلمسان-املكتبة الوطنية-اجلواهر يف البحور و الدوائر-117

.2000-الطبعة األوىل

نصار حسني:

-القاهرة-مكتية الثقافة الدينية-القافية يف العروض و األدب-118

.2002-الطبعة األوىل

نوارة ولد أمحد:

-دار األمل-لثورية يف اللهب املقدسشعرية القصيدة ا-119

2008.

النويهي حممد:

الطبعة -دار الفكر احلديث-قضية الشعر اجلديد-120

الثانية(دت).

اهلامشي أمحد:

مؤسسة الكتب -ميزان الذهب يف صناعة شعر العرب-121

.1995-الطبعة الثانية-الثقافية

ولد عبدي حممد:

-دمشق-دار نينوى-فة املوريتانيةاألنساق و السياق يف الثقا-122

2009.

275

اليوسفي لطفي:

.1992-تونس-الدار العربية للكتاب-الشعر و الشعرية-123

يونس علي:

-اهلبئة املصرية-نظرة جديدة يف موسيقى الشعر العريب-124

.1974-القاهرة

-النقد األديب و قضايا الشكل املوسيقي يف الشعر اجلديد-125

.1985-ة العامة للكتاباهليئة املصري

:المراجع المترجمةجاكبسون رومان:

دار -ترمجة:حممد الويل و مبارك حنون-قضايا الشعرية-126

.1988-املغرب-الدار البيضاء-توبقال

جان كوهن:

دار -ترمجة:حممد الويل و حممد العمري-بنية اللغة الشعرية-127

.1986-الطبعة األوىل-الدار البيضاء-توبقال

رونيه ويليك و أوسطن واين:

املؤسسة العربية-ترمجة:حمي الدين صبحي-نظرية األدب-128

.1987-بريوت-للدراسات

ريتشاردز:

276

املؤسسة -ترمجة:مصطفى بدوي-مبادئ النقد األديب-129

.1961-املصرية العامة

ابن الشيخ مجال الدين:

مد الويل و حممد ترمجة:مبارك حنون و حم-الشعرية العربية-130

.1989-الطبعة األوىل-دار توبقال-أوراغ

ت س إليوت:

-دمشق-دار كنعان-ترمجة:حممد جديد-الشعر و الشعراء-131

1991-الطبعة األوىل

:األجنبيةالمراجع باللغة-Encyclopedia universalis-France-ed-1983/

-Jean du bois et les autres-dictionnaire de

linguistique generale-Paris-1989

-Paul Robert-dictionnaire de langue

francaise(tome 7) societe du nouveau littre-Paris-

1975

الدوريات: العواين حممد الربي:

277

-360:العدد-دمشق-جملة املوقف-الظاهرة اإليقاعية بني الشعر و املوسيقى

2001.

اهلامشي علوي:

-عربيةجملة جممع اللغة ال-يف الشعر العريب(وقفات نقدية)يف مسألة اإليقاع

.1998-3ج -73-دمشق

اليسوعي خلبل أده:

.1900-20العدد:-جملة املشرق-اإليقاع يف الشعر العريب

278

فھرس الموضوعاتالصفحة : ............................................................................الموضوع

............كلمة شكر..........................................................

إهداء............................................................................

...................................... مقدمة .....................................

أ

1.............................................................ماهية اإليقاعمدخل:

الفصل األول

و الحديثاإليقاع بين القديم 13اإليقاع بني الشعر و الغناء.............................................................

25اإليقاع عند العرب القدامى............................................................

35.................... اإليقاع عند العرب احملدثني........................................

الفصل الثاني

األوزان العروضية بين البنية و اإليقاع 62إيقاع الشكل العمودي...............................................................

69بنية التشكيل اإليقاعي للبحور الشعرية...................................................

69ية التشكيل اإليقاعي للخفيف......................................................... بن

72بنية التشكيل اإليقاعي للكامل..........................................................

279

77........ بنية التشكيل اإليقاعي للبسيط..................................................

81بنية التشكيل اإليقاعي للطويل..........................................................

85بنية التشكيل اإليقاعي للرمل...........................................................

88....................... بنية التشكيل اإليقاعي للوافر....................................

92بنية التشكيل اإليقاعي للسريع..........................................................

96بنية التشكيل اإليقاعي للمتقارب........................................................

101.................................. .............................إيقاع الشكل التفعيلي

102إيقاع تفعيلة الرمل....................................................................

108إيقاع املزج بني البحور................................................................

109مل................................................... املزج بني املتقارب و املتدارك و الر

110املزج بني املتدارك و املتقارب..........................................................

113املزاوجة بني الشكل العمودي و الشكل التفعيلي........................................

الفصل الثالث

قوافي في ماهيتها و طوابعها ال120...................................................................... داللة القافية

120لغة................................................................................

121............................. اصطالحا.............................................

130................................................................. القافية قبل الخليل

135........................................................ القافية في الشكل العمودي

280

139................................ ......................................أصوات الروي

141خمارج أصوات الروي.................................................................

144أنواع القوايف املستخدمة باعتبار التقييد و اإلطالق.......................................

153.................................................. أنواع القوايف باعتبار الكثافة الصوتية..

156القوايف املتنوعة يف الشكل العمودي.....................................................

162.......................................................... القافية في الشكل التفعيلي

162................................................................... القافية املتتالية.....

166القافيةاملتغرية.........................................................................

168القافيةاملقطعية.......................................................................

الفصل الرابع

في سير القصيدة اإليقاع الداخلي180............................................................................. التكرار

182التكرار احلريف........................................................................

189........................................................ التكرار اللفظي...............

196تكرار العبارة.........................................................................

206تكرار الالزمة.........................................................................

213...................................................................... .......الجناس

215اجلناس التام..........................................................................

218اجلناس غري التام......................................................................

281

225............................................................................ التصريع

230التصريع العروضي.....................................................................

233....... التصريع البديعي...............................................................

238............................................................................. التدوير

247. .............................................................................الحوار

252.................... اخلامتة...........................................................

257قائمة املصادر و املراجع...............................................................

فهرس املوضوعات

282

ملخصعتسعى هذه الدراسة إىل رصد الظواهر اإليقاعية يف ديوان مفدي زكريا اللهب املقدس، و مفهوم اإليقاع فيها يعتمد على اإليقا

اخلارجي و الداخلي و الذي منهما تتفرع مجيع الظواهر اإليقاعية اليت تؤلف يف النص األديب منتجة إيقاعا مؤثرا فهو إيقاع ينتمي

إىل إيقاعات التناغم و التشابه و مل يتناول البحث دراسة اإليقاع من ناحية النرب و التنغيم.فيتظافر اخلارج مع الداخل من أجل

إليقاعي البديع،فإذا انفرد الرتكيب الكالمي بالداخل وحده كان أقرب إىل النثر و إذا انفرد باإليقاع اخلارجي كان تشكيل الرتكيب ا

أقرب إىل النظم بينما الشعر الكامل هو ذلك الذي يتظافر فيه اإليقاعان اخلارجي و الداخلي.و مفدي زكريا استطاع أن حيقق يف

الفنية ديوانه بني تظافر هذين اإليقاعني و

. اليت تساعد على معرفة مدى صدق جتربة الشاعر

املوسيقى.-القافية-الوزن-اإليقاع الداخلي-ع اخلارجياإليقا -الشعر-: اللهب املقدسالكلمات المفتاحيةRésumé

Cette étude se veut une contribution à la mise en évidence des structures rythmiques dans lerecueil de Moufdi Zakaria intitulé la flamme sacrée. Dans cette étude, la notion du rythme, d’oùdécoulent tous les phénomènes rythmiques, se base sur le rythme externe et interne. Cependant,notre démarche dans l’appréhension du rythme n’a pas abordé l’étude rythmique du point devue du stress et de l’intonation. Notre étude montre que Moufdi Zakaria a reussi, dans sonrecueil, à réaliser la conjugaison entre les deux types du rythme. De plus, il a prouvé que lamusique considérée parmi les outils artistiques aidant à connaître le degré de sincérité del’expérience du poète, a un rôle primordial dans ses œuvres.Mots clés: La flamme sacrée- Poésie- Rythme externe- Rythme interne- Mètre- Rime- Musique

AbstractThis study is a contribution to the identification of rhythmic patterns in the collection of MoufdiZakaria called the sacred flame. In this study, the concept of rhythm, from which all therhythmic phenomena arising, is based on the external and internal rhythm. However, ourapproach in the understanding of rhythm did not address the rhythmic study from theperspective of stress and intonation.Our study shows that Moufdi Zakaria has succeeded in hiscollection, to achieve the combination between the two types of rhythm. Moreover, he provedthat music, considered among the artistic tools to help determine the degree of sincerity of the

experience of the poet, has a key role in his works.

Keywords: Sacred Flame - Poetry- External rhythm- Internal rhythm – Metrical weight-Rhyme- Music


Recommended