ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻪﻴﻠﻋ ﻡﺩﺁ ﻕﻠﺨ ﺔﺼﻗ ﻲﻓ ﺔﻴﻭﺒﺭﺘ...

١

قراءة تربوية في قصة خلق آدم عليه السالم التربيةو آدم البداية إعداد

سليمان حسين المزين. د األستاذ المساعد بقسم أصول التربية

غزة –الجامعة اإلسالمية

م٢٠٠٩/ ٢٠٠٨

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com


٢

ملخص الدراسة

لق آدم عليه قصة خي أهم المضامين التربوية المتمثلة فتهدف الدراسة للتعرف على

في سبع سور في u اآليات في قصة خلق آدم مضمونالسالم حيث قام الباحث بتحليل :القرآن الكريم وتوصل إلى النتائج التالية

طبيعة مميزة مرت بمراحل الخلق بداية من طين ثم آلت إلى أن تكون على u آلدم .١ .الصورة الحالية من ماء مهين

وع من التدرج بداية بالتفكير الحسي ونهاية بالتفكير عالجت الدراسة مراحل التفكير بن .٢ .المجرد

رسمت معالم واضحة للمنهاج التربوي أهدافا ومحتوى وأساليب وطرق تدريس وعملية .٣ .تقويم

.وقفت على أهم مبادئ العملية التربوية كمطلق للتربية المستقبلية .٤

.بينت طبيعة العالقة بين عناصر الموقف التعليمي .٥ فهي تربية ربانية،u سمات التربية األولى ما وردت في قصة خلق آدم بينت أهم .٦

.واقعية، وظيفية، عالمية، مستقبلية، مستمرة

.حددت مجموعة من اآلداب التي يفترض أن يتحلى بها المتعلم لنجاح العملية التربوية .٧

Abstract

The study aimed to know the educational contents of the creation of

Adam where the researcher analyized the contents of the verses about the story of the creation of Adam in seven of the soras of the holy Koran and concluded the following items:

1. Adam had a distinctive nature in the phases of creation initially of mud and infinitely to the present state.

2. The study dealt with stages of thinking from concrete to abstract.

3. The Study drew distinctive outlines of the curriculum from the point of view of the objectives, methods and evaluation.

4. The Study drew the most important principles of the education process as an emergence of potential education.




٣

5. The study revealed the relationship between the elements of the educational situation.

6. The study clarified the most important Traits of Islamic Education about the creation of Adam the preaching and Education is Functional, Practical, universal continual and potential.

7. the study identified a group of morals of the learner for the success of the education process.




٤

: مقدمة الدراسةعلمه التوحيد وجعله نبيا وبعث في أجيال أبنائه أنبياء u سبحانه وتعالى آدم اهللاخلق لما

آخرين، وبذلك صارت عقيدة التوحيد اإلسالمية محل تربية فمنهم من قدر اهللا أال يسمع وال وسوسته الخفية يرى غير حملتها وكالمهم فأسلم ووحد ومنهم من ضل عنها بإغواء الشيطان و

التي ال ترى وصار يربي غيره وفق ضالله وساعده الشيطان ثانية فأضل معه جمهرة، ومنهم من نشأ في هذه الجمهرة الضالة ال يسمع وال يرى غير ما يصدر من دعاتها ولكن اهللا يقذف

من في قلبه من المعاني ما هو أقوى من تأثير كالمهم ومناظر أفعالهم، فيهتدي ويوحد بمنحه rوذلك مصداقا لقوله . يعلمها اهللاهي دون النبوة يختص بها بعضا دون بعض لحكمة فالهداية

ما من مولود إال يولد على بالفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتج البهيمة، هل تجدون "الرجل على " rوقوله أيضا )٨/١٥٣:البخاري( " فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها

)رواه أبو داوود والترمذي ٥/٧٤التاج الجامع لألصول ( "ين خليله فلينظر أحدكم من يخاللدتسنى لنا ومن هنا جاء السياق القرآني ليرسم لنا مشاهد الخلق األول ويستمر العرض تباعا لي

.التركيز على المنظر العملي باعتبار المشاهدة أبلغ في التربية من الكالم المجردب الظالل في قصة نبي اهللا موسى مع أخيه هارون كيف كان ردة فعله عند بين صاحقد ف

يبدو انفعال الغضب في قوله . عاد موسى الى قومه غضبان أشد الغضب لقد معاينة خبر القومفي ويبدو ). .؟أعجلتم أمر ربكم ! بئسما خلفتموني من بعدي ) :في قوله لقومه يبدو . .وفعله

لموسى وحق !). .وأخذ برأس أخيه يجره إليه ) .ه يجره إليه ويعنفه فعله إذ يأخذ برأس أخيبين الخبر ، ففليس من رأى كمن سمع :والنقلة بعيدة. عليه السالم أن يغضب فالمفاجأة قاسية

أنه قد فتن قومه، u والعيان فرق وفي السند ليس الخبر كالعيان، ولهذا لما أخبر اهللا موسىصل له من الغضب والكيفية وإلقاء األلواح ما حصل له عند وأن السامري أضلهم لم يح

)١٥٠األعراف :في ظالل القرآن ) (مشاهدة ذلك ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من {: وذلك مصداقا لقوله تعالى

لقى األلواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم بعدي أعجلتم أمر ربكم وأ ينم الظالمالقو عي ملنعال تجاء وداألع ت بيي فال تشمقتلوننوا يكادي وفونعتضاس

١٥٠األعراف}وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف { :قلب بالمنظر حين قالاطمئنان ال uومنه طلب إبراهيم

تحيـي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولـكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطيرنهل مبلى كل جل ععاج ثم كإلي نهرفص زيزع الله أن لماعيا وعس ينكأتي نهعاد ءا ثمزج ن

يمكوقريبا منه ما فعله الرسول ، ٢٦٠البقرة}حr ليمضي أمره للصحابة بالنحر وقد عقدصلحا مع سهيل بن عمرو وقد كرر أمره للصحابة ثالث مرات فلم يجيبوه فدخل غاضبا على




٥

ته فلم يجبها وأشارت عليه ثالثا فقال لها خبر القوم فأشارت عليه أن يباشر فسأل tأم سلمه : ابن هشام(بنفسه فما إن فعل حتى تسابقوا بين من ينحر ومن يقصر وعندها كان له ما أراد

).٣١٢ص ت،.دولعل هذه المعاني هي بمثابة أساسيات للتربية اإلسالمية على مدى االيام وحق لنا في هذا

اإلنسان عبر الزمن منذ خلق آدم كما أننا لو تتبعنا مسيرة تربية أن نجد فيها بغيتنا، الزمانu لعلمنا أن اهللا سبحانه وتعالى هو أنفسنا من الذي ربى أول الخلق عليه السالم؟ وسألنارضهم على وعلم آدم األسماء كلها ثم ع{:تعالى هلوقمصداقا لتكفل بتربيته وتعليمه الذي

ينقادص ـؤالء إن كنتماء همي بأسفقال أنبئون الئكةأول عملية كانت اوإذ ،٣١البقرة}المفإن ذلك يوضح لنا مدى عظمة اهللا سبحانه وتعالى لها، تربوية تعليمية قد تشرفت بكفالةولكون اإلنسان و موضوع التربية،لكون اإلنسان ه البشر، وأهمية وخطورة التربية في حياة

عمارتها وتهيئتها لتكون مناسبة لحياة اإلنسان الذي كرمه خليفة في األرض منوط بهالهو يوضح لنا مدى األهمية وهو شرف رفيع، القيام بعملية التربية، المولى عز وجل وأوكل إليه

ب أهميتها الكبرى والبالغة من وإذا كانت التربية تكتس، الحياتية الدقيقة الكبرى لهذه العمليةفإن ذلك يعزي إلى كون هذا اإلنسان هو ركيزة الحياة والعمل هو موضوعها، كون اإلنسان

ثم إحداث التقدم وبناء الحضارة اإلنسانية وذلك من خالل عمل تربوي جاد ومن والتنمية،ية إكساب تتم في إطاره عمل إلى فكر مجتمعي وفكر تربوي واضح وأصيل، وهادف يستندالقيم واألعراف االتجاهات والمعارف والمهارات الالزمة لبناء إنسان قوي قادر أفراد المجتمع

)٢٠٠٨:علي بن عمر بادادح.(إحداث النهضة المجتمعية المنشودة على

والقرآن الكريم يحدثنا أن اهللا سبحانه وتعالى قد تعهد البشر تربويا بتعليمهم منذ أن خلق سيدنا ع فيهم القوى والطاقات التي تمكنهم من استعمار األرض وإظهار ما أودع اهللا فيها آدم وأود

من كنوز وخيرات؛ فكان اإلنسان هو الخليفة الذي سلم أمر األرض إليه، وأعطي من العلم ما ييسر له استعمال خاصية اللغات برموزها وإشاراتها إلى األشياء واألشخاص وإعطائها

، وهذه القدرة التي أودعها اهللا في اإلنسان هي سر من أسرار تكريمه المسميات التي تميزهالإلنسان على كثير ممن خلق، وترفعه إلى المعرفة والعلم فوق درجات المالئكة هي درجة

آدم ثم القصص القرآني في ابنيثم uمسؤوليات الخالفة في األرض؛ بداية بقصة خلق آدم .(هاا لتربية اإلنسان وتمكينا له ليسكن األرض ويعمرعمق القرآن الكريم كل ذلك جاء تدعيم

)٥٥:ت.د، عباس محجوب :مرت تربية آدم بمجموعة من المحطات بدأت على النحو التاليف

قبل أن يخلق آدم حيث تعليم المالئكة بما سيكون وهو خلق آدم وذلك :في الجنةأولها كان لى بينة من أمرهم وعلى معرفة بطبيعة والذي سيكون لهم معه شأن فلزم األمر أن يكونوا ع




٦

وعندما خلق وعند األمر بالسجود وعند ،هذا المخلوق وفيه أيضا نوع من التهيئة لما هو كائنالنهي عن األكل من الشجرة وعند التحذير من السماع إلبليس وبعد المعصية وعند الهبوط إلى

. األرض

- ات السابقة مقدمة على هبوطه إلى األرض وتكمن قيمة أن تكون التربية اآلدمية عبر المحطالمكان الذي اختاره اهللا سبحانه وتعالى كموطن لالستخالف وعمارة األرض ثم باعتبارها

ثم المصير إلى الحياة اآلخرة ألن الدنيا كلها زمان والمكان الهبوط إلى األرض، يتلوه في اللكم خالئف األرض ورفع بعضكم فوق بعض وهو الذي جع{:امتثاال لقوله تعالى دار ابتالء

يمحر لغفور إنهقاب والع ريعس كبر إن ا آتاكمي مف كملوبلي اتجرفهي - ١٦٥األنعام}دي صورة ما ،ممثلة بالمالئكة وآدم وإبليس لوضعهم فمرحلة تدريبية لعناصر القصة القرآنية

سيؤول إليه حالهم عندما يقضي اهللا بحكمة في الهبوط إلى األرض ولبيان السلوك المفترض لكل منهم تجاه اآلخر، ولما كانت قصة خلق آدم رسمت البداية والنهاية ورسمت مصير

هو درس لنا لنتقن السير إلى اهللا uاإلنسان كان من األهمية أن يكون الدرس األول آلدم من اهللا وبصيرة ، فالفطرة أن نحدد معالمنا وننتهي إليها حتى ننعم بمآل أفضل ألن على هدى

جاءت ولذا ،خالق اإلنسان هو مع يقدر ما يلزمه من علم ومعرفة ويرشده إلى سواء السبيلعبر في قصة خلق آدم مية توضح معالم التربية األولى هذه الدراسة كي تؤصل للتربية اإلسال

هذا من للنصوص وسبر أغوارها للوقوف على أهم المضامين التربوية فيها، قراءة تحليليةفلم يقف الباحث على اإلسالميجانب ومن جانب آخر أن هذه القصة غير مخدومة في الفكر

سوى دراسة واحدة للعصي في كلية أصول الدين uعالجت قصة خلق آدم دراسات تربوية :أسئلة الدراسةوذلك من خالل اإلجابة عن انيوفيما يلي سيعرض الباحث لهاتيك المع

:مشكلة الدراسة :أسئلة الدراسة

:تحاول الدراسة اإلجابة عن األسئلة التالية ؟uما مكونات الطبيعة اإلنسانيــة كما وردت في قصة خلق آدم - ١س ؟uما مراحل التفكير التي عالجتها قصة خلق آدم - ٢س ؟uلمتضمنة في قصة آدم ما عناصر المنهاج التربوي ا - ٣س ؟uما مبادئ عملية التعليم والتعلم المستنبطة من قصة خلق آدم - ٤س ؟uما عناصر العملية التعليمية التعلميــة التي شملتها قصة خلق آدم - ٥س ؟uما سمات التربية كما وردت في قصة خلق آدم - ٦س ؟uما آداب المتعلم المستوحاة من قصة خلق آدم - ٧س




٧

:دراسةأهداف ال

:تهدف الدراسة إلي التعرف إلى .uردت في قصة خلق آدم مكونات الطبيعة اإلنسانيــة كما و .١ .uالجتها قصة خلق آدم مراحل التفكير التي ع .٢ .uلمتضمنة في قصة آدم عناصر المنهاج التربوي ا .٣ .uبطة من قصة خلق آدم مبادئ عملية التعليم والتعلم المستن .٤

.uالتعلميــة التي شملتها قصة خلق آدم عناصر العملية التعليمية .٥ .uسمات التربية كما وردت في قصة خلق آدم .٦

.uآداب المتعلم المستوحاة من قصة خلق آدم .٧

:أهمية الدراسة .تعتبر إضافة نوعية للدراسات التربوية في كتاب اهللا تعالى .١ .العلوم التربويةلتأصيل دراسات مشابهة في القرآن الكريمجراء دراسة أساس إلالتعتبر .٢

:يفترض أن يستفيد من هذه الدراسة الفئات التالية .٣ .طلبة الدراسات العليا وخريجو كلية التربية وخريجو الكليات الشرعية • .الباحثون في مجال التأصيل والفكر التربوي اإلسالمي • .القائمون على برامج التخطيط التربوي في مراحل التعليم المختلفة • .ية واالجتماعية ذات العالقةالمؤسسات التربو •

.الوعاظ والخطباء في وزارة األوقاف •

:حدود الدراسة :حدود الدراسة علي ما يلي اقتصرت

.للتعرف على معالم التربية األولي قراءة تربوية uآدم الحد الموضوعي قصة خلق - أ .م٢٠٠٨/٢٠٠٩/ الحد الزماني - ب

:مصطلحات الدراسة uلباحث سبر أغوار اآليات القرآنية التي عرضت لخلق آدم ويقصد به ا:القراءة التربوية

واستنباط ما بها من مضامين تربوية قيم واتجاهات ومبادئ وأساليب ترسم في مجموعها .معالم التربية األولى




٨

ويقصد بها الباحث مجموعة األهداف والمحتوى واألساليب :عناصر المنهاج التربوي .u آدموالتقويم المستنبطة من قصة خلق

من قيم ومثل الموقف التعليمي يشتمل عليهيفترض أن ما ويعني بها الباحث: آداب المتعلم .والمتمثلة في كل من المالئكة وإبليس وآدم بوجه عام وبني آدم بوجه خاص

القواعد والقوانين التربوية العامة والتي لها سعة في التضمين والشمول ويتفرع : المبادئ )١٩ :١٩٨٦، النحالوي عبد الرحمن (.بويةعنها تطبيقات تر

ويقصد بها الباحث ما استخدمه رب العزة من إجراءات تجاه آدم عليه :األساليب التربوية .السالم والمالئكة وما يمكن اعتباره أساس للتربية اإلسالمية على مدى األيام وفي كل البيئات

:إجراءات الدراسة •

ي يدرس اء الدراسة وهو المنهج الذ، في إجرمضمونمنهج تحليل الاستخدام : المنهج ( .الباحث فيهادون تدخل لحصول على المعلومات التي تجيب عن أسئلةل النصوص بالتحليل

)٨٣: ١٩٩٩األغا ،

فوجدها قام الباحث باستقصاء اآليات القرآنية الواردة في قصة خلق آدم عليه السالم لذا •من ووالتعرف على تفسرها وتحليل محتواها ة تحليلية تربوية في سبع سور فقام بقراءتها قراء

. سبر أغوارها بهدف استنباط ما بها من مضامين تربويةثم

:الدراسات السابقةلم يعثر الباحث على دراسات سابقة مباشرة حول موضوع الدراسة سوى دراسة واحدة فمثل

ا يلي عرض ألبرز الدراسات السابقة في هذا اللون من الدراسات لم يحظ باالهتمام الكافي وفيمالتربوية المستنبطة من القصص والمبادئ القرآن الكريم التي عرضت لقصص األنبياء والقيم

:القرآني "القيم التربوية في موعظة لقمان البنه ") ٢٠٠٣(الخطيب - ١

إلى القيم هاهدفت الدراسة إلى معرفة القيم التربوية في موعظة لقمان البنه وتحديدها وتصنيفالوجدانية والخلقية واالجتماعية والعقلية والجمالية والجسدية التي تضمنتها هذه الموعظة كل

.ذلك وفق نسق الموعظة حفاظا على النظم القرآني :واستخدم الباحث لذلك منهج تحليل المحتوى وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية

لتربوية باعتباره منهال لتعلم القيم الفاضلة وتجنب تضمن القرآن الكريم العديد من القيم ا - أ .القيم الفاسدة




٩

امتازت القيم القرآنية بخصائص كثيرة أهلتها ألن تأخذ مكانتها في القلوب منها أنها - ب ).واقعية- متوازنة –مالئمة للفطرة –خالدة –ثابتة –شاملة –كاملة -ربانية(

ت القيم الدينية جعلتها تستحوذ على أصول امتاز. احتوت موعظة لقمان على أصول القيم - تاإليمان باهللا وحده ال شريك له، وبر الوالدين، واإليمان باليوم اآلخر، وقيمة :" القيم مثل

.الثواب والعقاب وإقامة الصالة، واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر

.ناسالقيم تخالف أهواء الناس لذا على المربين أن يتلطفوا في تعاملهم مع ال - ث .إفراغ القيم في قالبها الذي يناسبها أدعى لقبولها - ج

.القيم التربوية متداخلة فال يمكن الفصل بينها فصال رياضيا - ح

.بعنوان القيم التربوية في القصص القرآني) م١٩٩٦(دراسة طهطاوي -٢بهدف استخراج القيم والمبادئ التربوية المتضمنة في القصص القرآني، وتوظيف القيم في - أ

معالجة قضايا المجتمع المسلم ومشكال ته واستخدم الباحث منهج تحليل المحتوى الستنباط :القيم والمبادئ التربوية الواردة في السور القرآنية توصلت الدراسة إلى النتائج التالية

المبادئ التربوية المستنبطة من القرآن الكريم تتعامل مع اإلنسان من جوانبه المختلقة - ب توظيفها في العملية التربوية والبد من

تتوافق القيم والمبادئ التربوية المستوحاة من القصص القرآني مع الطبيعة اإلنسانية - ت .لإلنسان

.شمولية التربية اإلسالمية في تعاملها مع اإلنسان - ث

.بعنوان آدم عليه السالم بين اليهودية والنصرانية واإلسالم) م١٩٩٤(دراسة العمصي - ٣

راسة إلى تناول قصة آدم عليه السالم في التوراة واإلنجيل والقرآن الكريم واستخدم هدفت الدالباحث المنهج الوصفي التحليلي حيث قام باستقصاء النصوص الواردة في الكتب الثالثة

للتعرف على العقائد واالستشهاد بالروايات التاريخية التي عرضت آلدم في جوانب مختلفة ين واالستخالف وحياة آدم في الجنة ثم هبوطه إلى األرض وتوصلت مثل الخلق والتكو

:الدراسة إلى النتائج التالية .حظيت قصة آدم عليه السالم بأهمية خاصة في األديان - أ .آدم أول مخلوق بشري بإطالق - بلقد كرم اهللا سبحانه وتعالى آدم عندما خلقه بيديه وأسجد له مالئكته ونفخ فيه من روحه - ت

.نة وأهبطه إلى األرض وامتد هذا التكريم لبنيه من بعدهوأسكنه الج .ميز اهللا آدم عن المالئكة بالعلم حيث علمه األسماء كلها - ث




١٠

مثلت التوبة آلدم وذريته من بعده أساسا لتعديل السلوك وال معنى لتوارث الخطيئة وال - جكل شيء وال تكسب كل نفس إال قل أغير الله أبغي ربا وهو رب{مصداقا لقوله تعالى

تختل يهف ا كنتمئكم بمنبفي كمجعركم مبإلى ر ى ثمأخر رة وزازرو ال تزرا وهليع فون ١٦٤األنعام}

.بعنوان القيم في القصص القرآني ) م١٩٨٨(دراسة حريري -٤راسة ثالث قصص قرآنية وهي قصة سيدنا إبراهيم وسيدنا يوسف وسيدنا موسى هدفت لد

عليهم الصالة والسالم وتحديد المدلوالت التربوية للقصص الثالث، وبينان الجوانب التطبيقية .لهذه اإليحاءات في مجال التربية

ت صياغتها على واستخدم الباحث المنهج االستداللي التحليلي ،كما قام بإعداد أداة تحليل تمأساس من احترام طبيعة وخصائص النص القرآني وذلك الستنباط المبادئ التربوية وتوصلت

:الدراسة إلى النتائج التاليةضرورة العودة إلى األصول األولى لإلسالم للتعرف إلى أهم المبادئ والقيم الالزمة - أ

.إلعادة يناء الفرد والمجتمع بعيدا عن تأثير التربية الغربية .يتوافر في القرآن الكريم مبادئ وقيم تربوية قادرة على صياغة الجيل صياغة سليمة - ب .المبادئ والقيم المستنبطة من السور الثالث تحكم سلوك المسلمين في شتى مجاالت الحياة - ت

قصة سيدنا -بعنوان القيم التربوية في القصص القرآني ) م١٩٨٢(دراسة السعدني -٥ .عليه السالم-يوسف

دف تحليل مضمون قصة يوسف عليه السالم وإبراز ما اشتملت عليه من مبادئ وقيم بهومبادئ تربوية واستخدم الباحث المنهج الفلسفي وتحليل المضمون، توصلت الدراسة إلى

:النتائج التاليةشمولية القرآن الكريم على قيم ومبادئ تتوافق مع جوانب الشخصية اإلنسانية جسميا .١

.بواقعية وشمول وتوازن وعقليا وروحيااحتوت سورة يوسف عليه السالم علة مبادئ تربوية وقيم أصيلة تتناغم مع الطبيعة .٢

.اإلنسانية . جاءت السورة بنموذج التربية الربانية في مصدرها بما يتفق وفطرة اإلنسان .٣

:على الدراسات السابقةعام تعليق

:يمن خالل التحليل للدراسات السابقة تبين اآلت

:أوجه االتفاق بين الدراسات السابقة: أوال




١١

:اتفقت الدراسات السابقة فيما بينها في النقاط التاليةدراسة مثل التربوية الوارد ة في قصص األنبياءالقيم هدفت الستنباط •

.)السعدني(،)حريري(،)طهطاوي(،)الخطيب(

.تربويةواستنبطت منها القيم ال درست في مجموعها قصص قرآنية للنبيين •ودراسة ،)لسعدنيا(ودراسة ،)الخطيب(دراسة مثل تحليل المضموناستخدمت منهج •

).طهطاوي(

:أوجه االختالف بين الدراسات السابقة: ثانيا :الدراسات السابقة فيما بينها في النقاط التالية ختلفتا •

ة ثل دراسم تفردت كل دراسة بالتعرض لقصة نبي من أنبياء اهللا سبحانه وتعالى • ).السعدني(،)حريري(،)طهطاوي(،)الخطيب(

بينما المنهج الوصفي التحليليوباستخدام المنهج التاريخي )العمصي(تفردت دراسة و •المنهج الفلسفي ) السعديني( ، ودراسةالمنهج االستداللي) حريري(دراسة تاستخدم

.وتحليل المضمون

:السابقة بين الدراسة الحالية والدراسات االتفاقأوجه :ثالثا الدراسات السابقة في المنهج مثل دراسة الدراسة الحالية مع اتفقت •

).السعدني(،)حريري(،)طهطاوي(،)الخطيب(

اتفقت الدراسات السابقة مع الدراسة الحالية على أهمية دراسة القرآن الكريم دراسة • .الستنباط المضامين التربوية لترشيد مسيرة األمة تربوياتربوية

ى ضرورة تربية اإلنسان وفق الفطرة السليمة والسلوك الصحيح المستقى من أكدت عل • .المضامين التربوية في القرآن الكريم

.عززت الدراسات السابقة رؤية أن القرآن الكريم أحد مصادر التربية اإلسالمية •

:السابقة تأوجه االستفادة للدراسة الحالية من الدراسا: رابعابناء اإلطارالنظري واختيار المنهج من الدراسات السابقة فيحالية الدراسة الاستفادت

، كذلك على التعرف على واقع البحث المراجع الالزمة إلجراء الدراسة الحاليةالمستخدم و .التربوي اإلسالمي

:تميزت به الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة ما: خامساتناولت المضامين التربوية فوية تربوية من زا uتفردت بدراسة قصة سيدنا آدم

بدراسة نبي اهللا آدم من ) العمصي(في حين اهتمت دراسة من قصة خلق آدم ةالمستنبط




١٢

معظم الدراسات القيم التربوية ناحية عقائدية كدراسة مقارنة بين األديان، في حين تناولت .في قصص القرآن الكريم




١٣

اإلطار العام للدراسة

الدراسة علي الفصول الخمسة التالية تشتمل .مكونات الطبيعة اإلنسانيــة كما وردت في قصة خلق آدم عليه السالمما .١

:الطبيعة اإلنسانية آلدم عليه السالموفيما يلي يعرض الباحث للطبيعة اإلنسانية آلدم عليه السالم ومن ثم يبين المعاني الفلسفية

سفة القدماء والمحدثين األولي في قصة خلق آدم بلغة الفال

يعتبر اإلنسان سيد هذه األرض، فمن أجل ذلك خلقه اهللا ويسر له سبل العيش فيها وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم { :ليعمرها وليحقق رسالة االستخالف فيها لقوله تعالى

وه هرغي إلـه نا لكم مم وا اللهدباع ثم وهرتغفا فاسيهف كمرمتعاسض واألر نأنشأكم م جيبم ي قريببر إن هوا إليض { وقوله أيضا ٦١هود}توبي األرا في خلق لكم مالذ وه

اتاومس عبس ناهواء فسمى إلى الستواس يعا ثممج يملع ءبكل شي وه٢٩البقرة}و فاإلنسان أعز وأكرم ما في الوجود ال كما ذهبت إليه المذاهب المعاصرة المادية حينما قدمت

) ١١٣- ١١: ١٩٨٥األساس في التفسير . (اآللة عليه فصار تبعا لها بعد أن كان موجدهارة األرض خالفة وعدال وهداية ولما كانت الغاية من خلق آدم عبادة اهللا تعالى وعما

متنكبا لصراط المغضوب عليهم والضالين من قبيل تعميق االهتداء بمعالم الدين القويم وتبيانا آلثار كل من المسلكين كان البد من أن والتحذير من المخالفة إلى الكفر والعصيان،

لق بالصورة التي يحب ربنا يتصف هذا الخليفة بما يمكنه من القيام بواجبه لتحقيق غايات الخ : ويرضى وفيما يلي عرض ألهم هذه الصفات

كان خلق اإلنسان من طين األرض مكان االستخالف كنوع من التناسق واالنسجام .١ .التكيفو .نفخ فيه من روحه لتوثيق الصلة بالخالق جل وعال .٢ .وهبه العقل واإلرادة ليحسن التدبير وعمارة األرض .٣وفيه إشارة على أن اللغات توقيفي ليتمكن من تمييز األشياء بأسمائها علمه األسماء كلها .٤

.كما يمكنه من التواصل من الناس بشكل أفضل

:ومن هنا تعددت وجهات النظر للطبيعة اإلنسانية آلدم عليه السالم على النحو التالي : نظرة الخالق عز وجل آلدم عليه السالم: أوال




١٤

خلق اإلنسان نه وتعالى بأنها األسمى واألرقى فهو الذي بدأتميزت نظرة الخالق سبحافتعددت وجوه التكريم من طين وجعل نسله من ماء مهين خلقه ليقوم بخير رسالة في الوجود

:واالعتبار آلدم وذريته من بعده : ذلك على النحو التالي فكانفإذا سويته {: عالىمصداقا لقوله ت جعل آدم خليفة بأن خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه .١

يناجدس وا لهي فقعوحن رم يهنفخت فوفي ذلك تشريف أيما تشريف أن ، ٧٢ص }و .يتولى اهللا سبحانه وتعالى الخلق والتسوية ونفخ الروح في آدم عليه السالم

ولقد كرمنا {:مصداقا لقوله تعالىفي أحسن تقويم خلقة واهللا عن سائر المخلوقات كرمه .٢مير ملى كثع ملناهفضو اتبالطي نم مقناهزرر وحالبو ري البف ملناهمحو مي آدنب ن

ي وف ٤التين}لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم {:وقوله أيضا ٧٠اإلسراء}خلقنا تفضيال ذلك إعالء آلدم وذريته من بعده على التصورات الهابطة عن أصل الخلق كما ذهبت

.نظرية النشوء واالرتقاءوال أدل على ذلك من تسخير كل ما الكون ألجل أمكنه من ذلك ويسر له أسباب النجاح .٣

وما في الأرض وسخر لكم ما في السماوات{: قيامه برسالته السامية مصداقا لقوله تعالى ونتفكرم يلقو اتلآي ي ذلكف إن نهيعا مم١٣الجاثية}ج

سجود تشريف واحتفاء وتعظيم آلدم عليه السالم، باعتبار ما أمر المالئكة بالسجود له .٤ناكم ثم ولقد خلق{ :سيكون من عالقة بين المالئكة وبين بني آدم مصداقا لقوله تعالى

يناجدالس نكن مي لم يسلوا إال إبدجفس موا آلددجاس آلئكةقلنا للم ثم ناكمروص ١١األعراف}

من ذريته ليكون أدعى للتصديق واالستجابة وفيها منة من اهللا تعالى مصداقا الرسل أرسل .٥الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسوال من أنفسهم يتلو عليهم لقد من{ :لقوله تعالى

آل }آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضالل مبين .١٦٤عمران

آدم وليعضوا عليها بالنواجذ ولتضبط سلوكهم لتكون دليال ومرشدا لبني ل الكتبأنز .٦الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تالوته { :ولتكون لهم منهج حياة مصداقا لقوله تعالى

ونرالخاس مه لـئكفأو به كفرمن يو به نونؤمي لـئك١٢١البقرة}أو

وما كان {ى وهذا من قبيل التكريم إما مباشرة وإما من وراء حجاب كلمه سبحانه وتعال .٧ء لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسوال فيوحي بإذنه ما يشا




١٥

يمكح يلع ل{ وقوله أيضا ٥١الشورى}إنهسالر لكن تم منهض معلى بع مهضعلنا بفضولو كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس

اءتها جم دعن بم مهدعن بم ينا اقتتل الذم شاء الله نم منهن اختلفوا فملـكنات ويالب م ريدا يل مفعي الله نلـكا اقتتلوا وم شاء الله لوو ن كفرم منهمو ن٢٥٣البقرة}آم

يةمعاني الطبيعة اإلنسان تجسدت :آلدم عليه السالمللطبيعة اإلنسانية نظرة المالئكة : ثانيا

وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض {" في قوله تعالى آلدم من وجهة نظر المالئكة لك سنقدو كدمبح حبنس ننحاء ومالد كفسيا ويهف دفسن يا ميهل فعيفة قالوا أتجقال إني خل

لمأع ونلما ال تع٣٠البقرة}م أنه سيفسد في األرض بالمعاصي ويسفك الدماء أي يريقها بالقتل على نظروا آلدم فالمالئكة

ئكة فطردوهم إلى الجزائر كما فعل بنو الجان وكانوا فيها فلما أفسدوا أرسل اهللا عليهم المالعما ال يليق بك، اهللا هينزوت -هسبحان اهللا وبحمد -لسان حال المالئكة التسبيح و، والجبال

فقالوا لن يخلق ربنا خلقا أكرم عليه منا وال أعلم لسبقنا له ورؤيتنا ما لم يره فخلق اهللا تعالى آدم من أديم األرض أي وجهها بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها وعجنت بالمياه المختلفة

،فكان سؤال المالئكة من قبيل كان جماداوسواه ونفخ فيه الروح فصار حيوانا حساسا بعد أن يكن اعتراضا أو حسدا كما بدا من ولماالستعالم واالستكشاف على وجه الحكمة من خلق آدم

سلوك إبليس وقد يكون بحثا عن الطمأنينة فيما لو شاب سلوكهم اليومي نوع من التقصير م لذا كان سؤالهم ودليل ذلك تباين عبادة اهللا وتحميده وتهليله حتى يكون آدم هو من يقدم عليه

.نظرة المالئكة آلدم بعد ذلك

يبدو أن إبليس قد نظر آلدم وهو مسجى فوجده أجوف :نظرة إبليس آلدم عليه السالم: ثالثا، روى مسلم في صحيحة عن ثابت عن أنس ودخل في جوفه وقال لئن سلطت عليه ألهلكنه

م في الجنة تركه ما شاء اهللا أن يتركه فجعل إبليس لما صور اهللا آد" قال rأن رسول اهللا ، )٢٠١٦ت،.د:صحيح مسلم"(يطيف به فينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق ال يتمالك

صر أمره تبهذا مرده إلى خوف إبليس من آدم كخلق جديد فجعل يستكشف كنهه ويس ولعلإن سلط عليه لضعفه كونه فارغ يمانع أن يهلكه استعدادا لمصارعته في جوالت قادمة وال

آلدم الذي جاء نظريا مصداقا وهذه النظرة جاءت نتاج الكبر والمعصية والحسدمنه الداخل قال ما منعك أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من {لقوله تعالى

قال أرأيتك هـذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة {وعمليا ١٢افاألعر}طين u وفي تبرير عدم السجود يتمادي إبليس فيتوعد آدم ٦٢اإلسراء}ألحتنكن ذريته إال قليال

.اهللا عصمه ذريته باإلغواء إال قليال منهم ممن ئصالستبا




١٦

وافقت نظرة إبليس آلدم حالة من الكبر واالستعالء منعته بداية من :مما سبق يتبين ما يلي

السجود ثم تحولت إلى نوع من الحسد والعداوة أقسم على نفسه أال يبقى من بني آدم من يشعر .بالراحة واالطمئنان وأن يوردهم النار أسوة به وبئس الورد المورود

:رة اإلنسان لنفسه عبر عنها الفالسفةنظ: رابعا

:يمكن تقسيمها إلى قسمينو : خلقية تبين طبيعة آدم وأصل الخلق صفاتالقسم األول

:الجسم .١وهذا ، من طين يابس إذا نقر عليه سمع له صوتبيديه بطول ستون ذراعا لقد خلق اهللا آدم

ولقد {:طول مكثه مصداقا لقوله تعالىمن ؛ الطين اليابس من طين أسود متغير لونه وريحهوإضافة إلى ذلك أن هذه القبضة من ٢٦الحجر}خلقنا اإلنسان من صلصال من حمإ مسنون

الطين جاءت كعينة ممثلة لطين األرض أسودها وأحمرها وأبيضها ومن هنا عكست التباين وقسوة ولين على الصورة التي نعيشها اليوم، عنده في األلوان والطباع بين قوة وضعف

وشبه الرسول ص الناس في أخالفهم وطباعهم باألرض ، فالهينين كهينها، والقساة النكدين كحزنها، والطيبون كطيبها، والخبيثين كخبيثها، ويتضمن هذا التشبيه مدحا للهينين الطيبين،

: عن أبي موسى األشعري ر قال ومصداق ذلك ما روى ، وذما للقساة النكدين العسرينإن اهللا خلق آدم من قبضة قبضها من جميع األرض، فجاء بنو : "سمعت رسول اهللا ص يقول

آدم على قدر األرض، منهم األحمر، واألبيض، واألسود وبين ذلك، فالسهل والحزن والخبيث )٢٩٥٥: سنن الترمذي "(والطيب

:ونظم بعض الشعراء هذا المعنى فقال فمن خشن الطبع ومن ليـن لناس كاألرض ومنها هـم ا )٣٦٢، ١٩٩٥:الميداني(فجندل تدمـى بـه أرجـل وإثمد يوضع في العيـــن

:الروح.٢

فكان بعد أن أتم الخالق خلق أدم من صلصال من طين سمي كذلك ألن له صلصلة صلة ثم نفخ اهللا فيه من روحة فسواه وأكمل ألن الريح كانت تمر بداخلة فيسمع لها صل

ال ، وأمر المالئكة له بالسجود فخروا له ساجدين سجود تحية وتكريم، صورته ونفخ فيه الروحسويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له فإذا{:سجود عبادة، وذلك مصداقا لقوله تعالى

يناجدخلق حواء من ضلع آدم األيسر ال من طين األرض مباشرة إيذانا وكان ٢٩الحجر}سبأن يتحمل آدم العناء ويشقى في هذه األرض طلبا للمعاش بخالف حواء فال عليها أن تكد في




١٧

ا فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكم{: طلب المعاش ويعزز ذلك قوله تعالى ،١١٧طه}من الجنة فتشقى

:التزاوج والتكاثر-٣ثم قضى رب العزة أن تتوالى الخليقة من نطفة إذا تمنى ويبقى األمر على حاله إلى يوم

حمل والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما ت{: القيامة مصداقا لقوله تعالىتاب إني كإلا ف رهمع نم نقصلا ير ومعن مم رمعا يمو هلمإلا بع علا تضأنثى و نم ذلك

يرسي لى اللهوفيه إيذانا بتمام مرحلتي الخلق وانفخ لتبدأ مرحلة جديدة وهي ، ١١فاطر}عفيكون خلق آدم من نطفة إذا تمنى ومن حينها أذن للحياة أن تستمر الخلق من التقاء آدم بحواء

.على هذا المنوالمما سبق يتبين أن الطبيعة اإلنسانية آلدم تمثلت في الطين مادة الجسد والعقل والروح السر

المكنون الذي أودعه إياه رب العالمين ويبقي اإلنسان مشدودا بين ثقل الطين وسمو الروح، :يستفاد من تباين طبيعة آدم تربويا في عدة معان على النحو التالي ولربماقرر الفروق الفردية كأساس للتعامل مع الناس بعامة والطلبة على وجه الخصوص .١

.بنوع من التفاوت

.الشمول في تناول الطبيعة اإلنسانية ومتطلبات كل منها لبناء الشخصية اإلنسانية .٢

.لتكليف آلدم السعي وحواء برعاية وتربية األبناءالتكامل بين آدم وحواء بين ا .٣

أن {:قابلية آدم وذريته للتشكيل وفق ما يعرض له من برامج مصداقا لقوله تعالى .٤ه اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو ل

تربى على رعايتي وحفظي أي ٣٩طه}قيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني وأل .لك

لديه االستعداد لتحمل المشاق والتعلم والتفاعل مع من حوله كالمالئكة والجان ومن .٥ .باب أولى من بنيه أي أنه يعيش في السياق االجتماعي وينسجم مع من حوله

المها األولى في الجنة من اللحظة األولى التي رافقت خلق آدم ال كما بدت التربية بمع .٦ .ذهب البعض إلى تأخرها ومنهم إبراهيم ناصر في كتابه المقدمة في التربية

: القسم الثاني : وسماته الشخصية وتتمثل في عدة معاني منها –متعلم ك-آدمطبيعة

:كإنسان أنه خلق من عجل - أبأنها مستعجلة في صفة الخلق الربانية واألصيلة في خلق آدم تميزت طبيعة اإلنسان

ولم تكن طارئة وقد ذكرت صفة االستعجال في القرآن الكريم في سبعة مواضع منها قوله ٣٧األنبياء}خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون {:تعالى




١٨

يمد ببصره دائما إلى ما وراء اللحظة الحاضرة يريد وهو ،فالعجلة في طبعه وتكوينه ويريد أن يستحضر كل ، ويريد ليحقق كل ما يخطر له بمجرد أن يخطر بباله ، ليتناوله بيده

ويكل ، ذلك إال أن يتصل باهللا فيثبت ويطمئن . ما يوعد به ولو كان في ذلك ضرره وإيذاؤه في ظالل .(ر واطمئنانواإليمان ثقة وصب،األمر هللا فال يتعجل قضاءه

) ٥٥ص:٣٧األنبياء:القرآن :وضعف العزم طبيعة آدم عليه السالم النسيان -ب

،واحدة وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرةسمح اهللا آلدم وحواء بأن يقتربا من كل شيء -به ينسى، وقل غير أن آدم إنسان، واإلنسان. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما باالبتعاد عن الشجرة

ولقد عهدنا إلى آدم من قبل { :فأكال منها نسيانا وضعفا، وذلك مصداقا لقوله تعالى يتقلب ١١٥طه}فنسي ولم نجد له عزما

ولم ( نسيانا ترك عهدنافقبل أكله منها لى آدم أن وصاه ألا يأكل من الشجرةإوكان عهد اهللا - .وصبرا عما منعناه عنه حزما) نجد له عزما

.. واستغل تكوين آدم النفسي واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة {: وراح يثير في نفسه ويوسوس إليه

له، ولم يكن آدم عليه ليس آلدم أنه صادق في نصحه أقسم إبو. ١٢٠طه}الخلد وملك لا يبلى عزمه ونسي وأكل من ا، فضعفبالسالم بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم باهللا كذ

ولعلنا نقرأ من بين السطور أن على اإلنسان أن يكون حذرا حتى ال يكون ،الشجرة هو وحواءوأساس ذلك " خب وال الخب يخدعنيلست بال" قليال في نظر أعداءه وذلك مصداقا لقوله ص :الفقه في دين اهللا والعلم بطباع الناس وألوانهم

: لدية استعداد لتكوين اتجاهات ايجابية وسلبية - ج :في سياق الحديث عن قصة خلق آدمساب االتجاهات اإليجابية تإك .١

معين أو االتجاه الموقف الذي يتخذه الفرد أو االستجابة التي يبديها إزاء شئ فباعتبارحديث معين أو قضية معينة إما بالقبول والرفض أو المعارضة نتيجة مروره بخبرة معينة

.أو الحدث أو القضية يءأو بحكم توافر ظروف أو شروط تتعلق بذلك الش

ويعرف االتجاه بأنه موقف أو ميل راسخ نسبيا سواء أكان رأيا أم اهتماما أم غرضا )٢٠٠٣:١٦:حسن شحاتة(.يرتبط بتأهب الستجابة مناسبة

:تميزت طبيعة آدم باستجابته لتشرب مجموعة من االتجاهات منها على سبيل المثالوفطر آدم على السمع والطاعة لكن وسوسة إبليس نأت به عن :السمع والطاعة -

: ذلك إال أنه سرعان ما يراجع نفسه ويستجيب لنداء الحق مصداقا لقوله تعالى}ن رم مفتلقى آد يمحالر ابالتو وه إنه هليع فتاب اتمكل ه٣٧البقرة}ب




١٩

فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم { كان آدم محبا للخلود والملك بطبعه، :الحب - ١٢٠طه} هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى

يقترب منه آدم وحواء وبنيه من ذلك بينان ما هو سلبي كي الويتحقق : النفور -) وال تقربا هـذه الشجرة فتكونا من الظالمين(... :مصداقا لقوله تعالىبعده ٣٥البقرة

: وهذا اللون سائد في القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى :التوجيه واإلرشاد المباشر .٢

لذا كان من ٢٠٤األعراف}القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون وإذا قرئ{ :الطبيعي أن يعمم النداء على بني آدم وهذا ما نستقرؤه من سياق اآليات التالية

رغدا حيث وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكال منها { :تعالى في قوله • ينالظالم نة فتكونا مرالشج هـذا هبال تقرا وئتموقوله أيضا ،٣٥البقرة}ش

فكان ١١٧طه}فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى {ويحذر من عداوة م أن يسكن الجنة ويأكل من حيث يشاء من ثمارهاالتوجيه واإلرشاد آلد

.الشيطان وينأى بنفسه عن ظلمها والشقاء نظير عدم السمع والطاعةمما سبق يتبين أن االتجاهات منها ما هو سلبي ومنها ما هو ايجابي لكن من االيجابية

:ي وفيما يلي بيان ذلكبمكان االستجابة للنداء السلبي والتعامل معه وفق مراد المرب :التربية باالتجاهات السليبة في سياق الحديث عن قصة خلق آدم.٣وال تقربا هـذه الشجرة فتكونا من الظالمين : من االتجاهات السلبية قوله تعالىو §

اهللا عند آدم اتجاهات سلبية عن الشجرة وعن األكل منها نميففيها ي ٣٥البقرة}وقال وال تقربا إمعانا في البعد عنها، وقيل أن الشجرة التي نهي عن أكل ثمرها

.السنبلة آدم هيفقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا { ومنها في موطن آخر عن إبليس §

١١٧طه}يخرجنكما من الجنة فتشقى

ا الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس يا أيه{ ، وعن النار §والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما

ونرؤم٦التحريم}ي.

فأزلهما {: قا لقوله تعالىومن ذلك أيضا إكساب اإلنسان اتجاهات سلبية مصدا §زل : فقد أخذ الشيطان على نفسه أن يورد آدم موارد الزلل تقول} الشيطان عنهاإذا : إذا هفا فيه وأخطأ فأتى ما ليس له إتيانه فيه، وأزله غيره: الرجل في دينه

.سبب له ما يزل من أجله في دينه أو دنياه




٢٠

اإلنسان مبناها العلم بها حتى ويكفي مما سبق أن ندرك أن أساس تشكيل شخصية .نصل إلى صياغتها بالشكل الذي نريد

ويكفي أن أذكر في هذا المقام بكالم ابن العربي في أحكام القرآن حين :تشرب القيم. دإن اهللا خلق آدم على صورته، يعني على صفاته، فإن اهللا خلقه عالما قادرا مريدا «: قال

خلق هو أحسن من اإلنسان جمال هيئة، وبديع فليس هللا ـ تعالى ـ... متكلما ).٣٥(»تركيب

ويكفي أن نعرف أن اهللا خلق آدم ونفخ فيه من روحه، ومع روح اهللا ومنها انزرعت القيم في ونفس وما سواها {: كيان اإلنسان، فحبه للخير وكرهه للشر من روح اهللا، قال ـ تعالى ـ

: السجدة[} ثم سواه ونفخ فيه من روحه{: ، وقال]٨ - ٧: الشمس[} واهافألهمها فجورها وتقما من مولود إال يولد على ": حين قال -صلى اهللا عليه وسلم- وبين ذلك رسول اهللا . ]٩

، هل تحسون ه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، أو يمجسانة ، فأبواه يهودانه، أو ينصرانهالفطر ذلك مصداقا، yثم يقول أبو هريرة )١٣٥٩: الصحيح عالجام: البخاري (. "يها من جدعاءف

} فطرت الله التي فطر الناس عليها ال تبديل لـخلق الله ذلك الدين القيم{: تعالى لقوله ].٣٠: الروم[

صفحة سوداء مليئة باآلثام ـ كما هو معروف في فاإلنسان ليس صفحة بيضاء، كما أنه ليس النظرية المسيحية ـ، ولكنه مفطور على دين اإلسالم وقيمه، وحين نزل إلى األرض واختلط

فشرع اهللا تعالى في كتابه وسنة نبيه . بالبيئة اقترب أو ابتعد من هذه القيم بحسب المؤثراتمن القيم الربانية األصيلة في فطرة وسائل وطرقا الكتساب الصفاء من األدران، والقرب

:وجاء مثال التربية على القيم في قوله تعالى.اإلنسان} رينالكاف نم كانو رتكباسى وأب يسلوا إال إبدجفس موا آلددجاس الئكةإذ قلنا للما وقلنا يو

كجوزأنت و كناس مآد نة فتكونا مرالشج هـذا هبال تقرا وئتمث شيغدا حا رنهكال منة والج ينوخاصة قيم التواضع والسمع والطاعة واالستجابة ألمر اهللا ٣٤ - ٣٥البقرة}الظالم

.خرينعند اآل والقناعة بما كتب اهللا والرضا بما عند اهللا،وعدم التطلع إلى مافوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على { :التأثر بالتكرار ممثال بالوسوسة .هـ

ال يفنى ،ينعم بملك أنه وعده أن يكن من الخالدين أي ١٢٠طه}شجرة الخلد وملك لا يبلى ى إغواء آدم حتى يذكر اهللا فما يلبث أن وفعل وسوس يفيد التكرار فهو ما يزال يعمل عل

. يخنس ثم يعاود الوسوسة مرة ثانية وهكذا في كل مرةدرس آلدم وذريته من بعده بضرورة طرق السمع والبصر مرارا حتى وفي هذا األسلوب

تستقر المعاني في نفوس الناشئة فهم أولى من إبليس بهذا األسلوب كما فيه توعية لبني آدم من فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما {: وقد قال اهللا تعالى .إبليس في غير هذا الموضع أساليب




٢١

ين ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هـذه الشجرة إال أن تكونا ملكيا بني آدم ال يفتننكم الشيطان كما أخرج {: أيضا وقال ٢٠األعراف}دين أو تكونا من الخال

م قبيلهو وه اكمري ا إنههماتءوا سمهريا ليمهاسا لبمنهع نزعي نةالج نكم ميوث ال أبيح نإنا ج منهوتر نونؤمال ي يناء للذليأو يناطلنا الشيوقد قال اهللا لنبيه عليه ، ٢٧األعراف}عقل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس الذي يوسوس في صدور الناس {: الصالة والسالم

و الجنة ن٦-١: الناس[الناس م [. فوسوس لهما {: ومن ضروب الوسوسة والتكرار ما جاء في قوله تعالى على لسان إبليس

هـذه نا عكمبا راكما نهقال ما وهماتءون سا ممنهع وريا وا ممله يدبلي طانالشيأي تكونا ملكين أو تخلدا إن ]٢٠األعراف}ونا من الخالدين الشجرة إال أن تكونا ملكين أو تك

: األعراف[} فدالهما بغرور{: يقول اهللا جل ثناؤهولم تكونا ملكين في نعمة الجنة فال تموتان، ٢٢[

} إني لكما لمن الناصحين{: بقيله لهما. وأنه قاسمهما إني لكما لمن الناصحين مدليا لهما بغرور: بما استزلهما بالقول والحيل، لما قال جل ثناؤهفقد باشر خطابهما بنفسه ] ٢١: األعراف[ .والمقاسمة فيها التكرار والتأكيد] ٢١: األعراف[} وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين{باس التقوى ذلك يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ول{ :قابل للتكيف.و

ونذكري ملهلع الله اتآي نم ذلك ر٢٦األعراف}خي فما إن عصى آدم ربه حتى بدت العقوبة الربانية بتنفيذ وعيده آلدم عندما اتبعا الشيطان فأضلهما وأخرجهما من الجنة ونزع عنهما لباسهما حينها شرع آدم في التكيف مع الواقع الجديد فبدا ينزع من ورق الجنة ويستر عورته ومن قبيل الفرار إلى اهللا لم يتركه ربه همال

لتحقيق الستر أنزل عليه أسباب الستر من اللباس والريش فبل كانت عناية اهللا تحفه دائما ذلك (العمل الصالح والسمت الحسن ، مثاله )ولباس التقوى(ما يتجمل به من الثياب والجمال ب

فأكلا { :، ومنه قوله تعالىفيتحقق عندها اإليمانئل قدرته دال أي من ر ، ذلك من آيات اهللاخي }منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى

ظهر لكل منهما قبله وقبل اآلخر ى ذلك أن وترتب علمنها (أي آدم وحواء فأكال - ١٢١طه) عليهما من ورق الجنة(أخذا يلزقان فودبره وسمي كل منهما سوأة ألن انكشافه يسوء صاحبه

يعتبر من قبيل باألكل من الشجرة، فما قام به آدم وحواء) وعصى آدم ربه فغوى( ،ليستترا بهى هذا المنوال في ذرية بني آدم منذ وبقى األمر عل، التكيف حيث سعيا منهما لستر سوآتهما

أنزل من الجنة إلى يومنا هذا يواجه التغيرات في الزمان والمكان بما يضمن له البقاء في نوع لذا البد من ،يتفق مع طبيعة مكونات اإلنسان من الطين كما جاء ذكره من المرونة وهذا ما

ف وهذا ما نستفيده من طبيعة األرض ان أنه قابل للتكيساألخذ بالحسبان عند التعامل مع اإلن




٢٢

كأصل أول ولطبيعة آدم وطبيعة الحياة التي نعيش بتغيراتها الدائمة وعدم استقرارها على .حال

:لدية القدرة على التعليم . زفآدم لديه القدرة على التعلم فسرعان ما تشرب العلوم من مواله جل وعال ومارس دور المعلم

قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم {:لقوله تعالىبإذنه سبحانه وتعالى مصداقا ونتكتم ا كنتممو وندا تبم لمأعض واألرو اتاومالس بغي لمإني أع أقل لكم قال ألم

٣٣البقرة}المسميات فسمى كل ء بأسماالمالئكة نبئن يآدم أ ه وتعالى منن لطلب اهللا سبحانياوفيها ب

.ء باسمه وذكر حكمته التي خلق لهاشيأنه يوسوس لهما بما في ضوء الطبيعة اإلنسانية آلدم ومن الممارسات السلبية إلبليس

:يلي يوقعهما في اآلثام والخطايا ومن أمثلة ذلك ماo قوله تعالىل داقامصحيث أتاهما فوسوس إليهما، : الوسوسة:} هإلي سوسفو

أي التي ١٢٠طه }الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى .ال يفنى وهو الزم الخلدفيخلد من يأكل منها

o إن الشيطان {: فعن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال :جريانه في العروق .}يجري من ابن آدم مجرى الدم

o ثم خلص إلى آدم وزوجته حتى كلمهما، كما قص اهللا علينا من :الكالم إلى حواءفوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من {: خبرهما، قال

جرة إال أن تكونا ملكين أو تكونا سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هـذه الش ينالخالد نفخلص إليهما بما خلص إلى ذريته من حيث ال ، ٢٠األعراف}م

.يريانه، واهللا أعلم أي ذلك كان؛ فتابا إلى ربهماo ا {: سبب الهبوط إلى األرض بعد الخروج من الجنةنهع طانا الشيملهفأز

خرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في األرض مستقر فأ .من بعد لهما ولذريتهماأي ٣٦البقرة}ومتاع إلى حين

o وما كانت عداوة ما بين آدم : فإن قال قائل: قال أبو جعفر :الحسد والعداوةفحسده إياه، ، أما عداوة إبليس آدم وذريته: يس، والحية؟ قيلوزوجته، وإبل

قال ما منعك أال تسجد إذ {: واستكباره عن طاعة اهللا في السجود له حين قال لربهفبدا ذلك ١٢األعراف}أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

.تكبره عليه ومخالفته أمره؛ وذلك من آدم ومؤمني ذريته إيمان باهللا في




٢٣

o وأما عداوة آدم وذريته إبليس، فعداوة المؤمنين :العداوة بين بني آدم وإبليس . إياه لكفره باهللا وعصيانه لربه وأما عداوة إبليس آدم، فكفر باهللا

o ومنها قوله تعالى: فتنة اإلنسان بتزيين الباطل:}نا بي طانالشي ننكمفتال ي مي آد اكمري ا إنههماتءوا سمهريا ليمهاسا لبمنهع نزعي نةالج نكم ميوأب جا أخركم

ال يؤمنون ينذهو وقبيله من حيث ال ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للتبعوه يال أي م الشيطانهيضلن ،وفيها تحذير اهللا لبني آلدم ال ٢٧األعراف}عنهما لباسهما ليريهما نزعفمن الجنة ،م بفتنتههأبوي هم كما أخرجخرجفي

.سوآتهما

o لنفسه اإلنسانظلم: } كمأنفس يهنوا فممن فتكونا {: وأما تأويل قوله} فال تظلفإنه يعني به فتكونا من المتعدين إلى غير ما أذن لهم وأبيح لهم فيه، } الظالمين

وإنما عنى بذلك أنكما إن قربتما هذه الشجرة كنتما على منهاج من تعدى حدودي وعصى أمري واستحل محارمي؛ ألن الظالمين بعضهم أولياء بعض، واهللا ولي

.لشيء في غير موضعهوأصل الظلم في كالم العرب وضع ا. المتقينo ويتبين مما سبق أن اإلنسان مدعو للتعرف على نفسه واكتشاف كنهها مصداقا

في أنفسكم آيات أيضا من ،٢١الذاريات}وفي أنفسكم أفلا تبصرون { :لقوله تعالىمبدأ خلقكم إلى منتهاه وما في تركيب خلقكم من العجائب أفال تبصرون ذلك

لى صانعه وقدرته وهذه العجائب ال يحصرها كتاب؛ فالمعلوم فتستدلوا به عوالمجهول منها ما يزال أكثر من ،المكشوف منها يحتاج تفصيله إلى مجلدات

والقرآن ال يحصيها وال يحصرها، ولكنه يلمس القلب هذه اللمسة ليستيقظ ، المعلوملى هذا ه علهذا المتحف اإللهي المعروض لألبصار والبصائر، وليقضي رحلت

في الكامن، تاع رفيع بتأمل هذا الخلق العجيبوفي م، رالكوكب في مالحظة وتدب )٢١الذاريات ،الظالل(.ذات نفسه وهو عنه غافل مشغول




٢٤

:اإلجابة عن السؤال الثاني

.مراحل التفكير التي عالجتها قصة خلق آدم عليه السالمما ايات التفكير فأن يستخدم مع المتعلم أو من الطبيعي أن تتناغم مراحل خلق آدم مع بد

الطفل ألول مرة التفكير المحسوس لعدم فطنته لما يراد منه باعتبارها خبرة جديدة فما إن يشاهدها ويتعرف عليها أمرا واقعا يمكن في مرات تالية أن يستخدم معه التفكير التصوري

وفيا يلي عرض لمراحل التفكير التي وفي سياق متقدم يمكنه أن يستخدم معه التفكير المجرد ويتبدى ذلك من خالل استعراض مراحل التفكير على ، عالجتها قصة خلق آدم عليه السالم

:النحو التالي

دم كان آدم آل هفقبل أن يخاطب رب العالمين المالئكة عن استخالف :التفكير المحسوس: أوالوهي تمر به وتمعن النظر فيه قبل في صورته األولى من صلصال من طين األرض المختلفة

ر أغواره بفلعلها تنبأت ببعض سماته التي قد يكون عليها وكأنها قامت بس أن تنفخ فيه الروحفصدحت بجواب لم يعكس صدق نبوءتها عندما قالت أتجعل فيها من الغريب في تركيبه،وهو

إني أعلم " جواب بقولة تعالي يفسد فيه ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فعاجلها ال ).٣٣(غيب السماوات واألرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون البقرة آية

:في النواحي التاليةويتمثل التفكير المحسوس كلها ثم عرضهم وعلم آدم األسماء{ :عندما علم آدم أسماء المسميات ومن ذلك قوله تعالى- ١

ينقادص ـؤالء إن كنتماء همي بأسفقال أنبئون الئكةلى الم٣١البقرة}ع مآد لمعأسماء و .وصورة رمز االسم والمسمى شتملت على استخدام المثالفا األشياء واألعالم

بل إمام خلقه وهو في طور أنه من صلصال التعريف بآدم عليه السالم خليفة في األرض ق - ٢مسنون في وقت كان المالئكة يجهلون آدم ومعنى أنه خليفة هللا وذلك مصداقا لقوله من حمأفما إن سمعت به .٣٠البقرة}... وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة { :تعالى

.ة الخلق األولي ولعلها تنبأت بأهم سماتهالمالئكة حتى رأته في صوروقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكال منها { :التعريف بالشجرة مصداقا لقوله تعالى - ٣

ينالظالم نة فتكونا مرالشج هـذا هبال تقرا وئتمث شيغدا حالشجرة بداية ف ،٣٥البقرة}رالتعليم آلدم بالحالل والحرام وفيها رمزية وإشارة إلى ضرورة اإلقالع عن كل ما نهى عنه الشارع الحكيم، وبذلك تكون قد جمعت بين المحسوس والمجرد وفيها أيضا التربية للمستقبل حيث أورثت المتعلم القدرة على استيعاب الدرس األول كأساس لدروس قد تعرض له في

.ستقبلالم




٢٥

إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا { :التعريف بالشيطان مصداقا لقوله تعالى - ٤ •فما آل إليه حال آدم بعد أن أكل ٦فاطر}إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير

شقاء أمرا واقعا، وهذا ما من الشجرة وكان الهبوط إلى األرض من قبيل معايشة الفقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا { :بقوله تعالى عبرت عنه اآلية القرآنية

١١٧طه}يخرجنكما من الجنة فتشقى لآليات هعودنا عليه القرآن الكريم في ثنايا عرض أسلوبوهذا :مرحلة الذكاء المجرد: ثانيا

مع استخدامه فإن كان هذا الخطاب جرى استخدامه مع المالئكة فمن باب أولى ؛ والنصوص .اإلنسان لتميزه عنهم بالعلم

بمعنى :مرحلة الذكاء المجرد والجها القرآن الكريم بالتفكير المجرد عبدت معالم التفكير كما م ووفرة االستعداد للتعلم كمسلمات ضرورة أن يضع المربي في اعتباره قدرة المتعلم على التعل

عودنا عليه القرآن الكريم في ثنايا عرضه أسلوبوهذا يبني عليها منهجه في بناء اإلنسان، فإن كان هذا الخطاب جرى استخدامه مع المالئكة فمن باب أولى مع ؛ لآليات والنصوص

.كما شهدت بذلك النصوص اإلنسان لتميزه عنهم بالعلم :قوله تعالىاني مع وتمثلت في قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها خليفةوإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض {- ١

ونلما ال تعم لمقال إني أع لك سنقدو كدمبح حبنس ننحاء ومالد كفسيفلم ٣٠رةالبق}و ،وكان المعني تكن المالئكة لتعرف من هو آدم وما واجب هذا الخليفة إال بعلم من اهللا تعالى

جاعل في بهذا الخطاب هم المالئكة باعتبارهم أسبق من اإلنسان في الخلق فقوله تعالى إني النضج وهي مرحلة ب يتصفالمتعلم أن استخدام مثل هذه المصطلحات يفيد -خليفة-األرض

.ال يبلغها المتعلم إال في سن الرشد الحديث عن الشيطان بدا في أول األمر أمرا حسيا ثم آلت الصورة إلى أن ندركه بعقولنا - ٢

.دون أن نراهكذلك الحديث عن الجنة رآها آدم في أول األمر وتمتع بثمارها وأمر أن يأكل من طيباتها - ٣

تنا نتخيلها من خالل ما ذكر لنا عنها وما حيث شاء ثم صارت في طور الغيب في حق بنية وبأعددت لعبادي : تعالى تشابه من ثمارها لفظا واختلف طعما ونوعا ومن خالل قوله

فلا {: فاقرؤوا إن شئتم. ى قلب بشرالصالحين، ما ال عين رأت، وال أذن سمعت، وال خطر علالجامع :البخاري( ١٧السجدة}جزاء بما كانوا يعملون تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين

)٣٢٤٤:الصحيح




٢٦

ويأتي الحديث عن اإلخراج من الجنة في عداد التفكير المجرد إذ لم يكن آدم ليدرك ماهية - ٤، فكان أدعى هذه المعاني عندما غادرها واقعافعليا اإلخراج واإلبعاد منها ولعله أدرك

إليها مرة أخرى، وأما الحديث آلدم عن الشقاء فكان من قبيل التفكير الستيعاب أن يعودالمجرد فآدم الذي يتمتع بثمار الجنة وينعم بالطيبات فيها ما يدريه بالشقاء وفيها رمزية لما

، ولعل في هذا درس آلدم عليه السالم في حياته المستقبليةيعقب أي مخالفة قد يقع فيها آدم ن أصحاب النعيم وينأي بنفسه عن موجبات سخط اهللا والوقوع في ليكون أدعى ليكون م .المحارم في المستقبل

ويتبين مما سبق أن الحديث كان عن عدة مصطلحات منها آدم ،المالئكة، الشيطان، الشجرة ، كمصطلحات بحاجة إلى دراسة وتحليل وأن فهم المضامين أساس في بناء ...الجنة ،الشقاء

.تتناقض المفاهيم أالنساني وبلورة العالقات اإلنسانية شريطة الفكر والتفاعل اإل

:الثالثاإلجابة عن السؤال .عناصر المنهاج التربوي المتضمنة في قصة آدم عليه السالمما

يتسع مفهوم المنهاج التربوي في التربية الحديثة فلم يعد يقتصر على مجرد المحتوى التعليمي لقديمة فأصبح يشتمل على األهداف والمحتوى وطرق وأساليب كما كان سائدا في التربية ا

التدريس وعملية التقويم؛ وفيما يلي تبيان لكل من هذه العناصر في ضوء قصة خلق آدم عليه :السالم

طموح اإلنسان وما يرغب في تكوينه ويقصد بها التغير فاألهداف باعتبارها :األهداف: أوالعها ويمكن ممتعلم نتيجة مروره بمواقف تعليمية معينة وتفاعله في سلوك ال هالبناء الذي يحدث .)٦٤: ٢٠٠٣:شحاتةحسن .(مجتمعيةوفردية بين األهداف في التعليم تتنوع قياسه وتقويمه و

:على النحو التالي القصةاألهداف في وتتبلور جملة ى لقوله تعالى وذلك آدم عبدا هللا سبحانه وتعالويتمثل ذلك في أن يكون :تحقيق العبودية هللا ٥٦الذاريات}وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون {:مصداقا لقوله تعالى

وتمثل عمارة األرض واالستخالف الهدف الثاني لذا تم تهيئة آدم لذلك فعلمه صنعة كل شيء بية المستقبلية لبني آدممعاني التر ولتحقيق ذلك كان البد من إرساءبينما ةزوده من ثمار الجن

:عبر النقاط األهداف التاليةفإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين {:مصداقا لقوله تعالى :خلق آدم •

٢٩الحجر}رض وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األ{ :مصداقا لقوله تعالى :جعله خليفة •

لك سنقدو كدمبح حبنس ننحاء ومالد كفسيا ويهف دفسن يا ميهل فعيفة قالوا أتجخل




٢٧

ونلما ال تعم لمن {:وقوله أيضا :٣٠البقرة}قال إني أعم يهنفخت فو تهيوفإذا س ٢٩الحجر}له ساجدين روحي فقعوا

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له {:مصداقا لقوله تعالى :السجود آلدم • يناجد٢٩الحجر}س

ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكال من {:مصداقا لقوله تعالى :السكن في الجنة • ١٩األعراف}وال تقربا هـذه الشجرة فتكونا من الظالمين حيث شئتما

فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما { :مصداقا لقوله تعالى :هبوط آدم إلى األرض •رض مستقر ومتاع إلى حين كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في األ

٣٦البقرة}وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا { :مصداقا لقوله تعالى :عمارة األرض •

رتغفا فاسيهف كمرمتعاسض واألر نأنشأكم م وه هرغي إلـه نا لكم مم الله ثم وه جيبم ي قريببر إن هوا إلي٦١هود}توب

قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني {:مصداقا لقوله تعالى :العودة إلى الجنة • نونزحي مال هو همليف عفال خو ايده ن تبعى فمد٣٨البقرة}ه

والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولـئك أصحاب {:مصداقا لقوله تعالى :لوعيد بالعذابا • ونا خالديهف م٣٩البقرة}النار ه

فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا {:مصداقا لقوله تعالى :العداوة مع الشيطان •خرجفتشقى ي نةالج نا م١١٧طه}نكم

وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في {:مصداقا لقوله تعالى :في األرضاالستخالف • كدمبح حبنس ننحاء ومالد كفسيا ويهف دفسن يا ميهل فعيفة قالوا أتجض خلاألر

ونلما ال تعم لمقال إني أع لك سنقد٣٠البقرة}و مادة باعتبارهيعتبر المحتوى التعليمي من أهم عناصر المنهاج التربوي :المحتوى التعليمي: ثانيا

التعليم والتعلم كما يوفر فرصة قوية لتشرب المتعلم المعاني المناسبة لمراحل نموه والتي بدورها ومن هنا .الكون لخدمته والقيام بواجب االستخالف في األرض وعمارتها ده على تسخير ما فيتساع

جاء قوله تعالى ابتداء ليعرض قصة خلق آدم بتفاصيلها والتي طالت مكوناته ثم مراحل الخلق ثم الغاية من الخلق وماهية االستخالف في األرض وأسماء المسميات ثم المنهاج الذي يفترض أن يسير

بموجبه آدم ثم معوقات سيرة ثم تبيان لنوع العالقة بينه وبين المالئكة ولعل قصة الخلق ذاتها كانت كما لخصت ، بمثابة مبادئ أساسية لنوع الحياة التي سيحياها آدم وذريته من بعده عبر الزمان والمكان

أسماء األشياء -ء كلهااألسماعلم آدم و: ومنها قوله تعالى، ٣٧-٣٠ذلك سورة البقرة في اآليات




٢٨

" يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم"فأسماء األشياء من جنس ما يتعلم وقوله واألعالم .أسماء األعالم ومسميات األشياءأي أسماء هـؤالء بوكذلك قوله ،أيضا مثلت مادة التعليم

:ب ووسائل التدريسوأساليطرق : ثالثامجموع األداءات التي يستخدمها فباعتبار طرق التدريس تمثل :طرق التدريس - أ

، وهي عملية المعلم لتحقيق سلوك متوقع لدى المتعلمين وهي احد عناصر المنهجحسن (.تتطلب خطوات يؤدي االنتقال فيها من واحدة إلى بأخرى لتحقيق التعلم

)٢٠٩: ٢٠٠٣:شحاته :وتمثلت في طريقتين على النحو التالي

وبدت معالمها من أول ما خلق اهللا آدم من طين الزب حيث بقي :الطريقة الكليةمسجى تنظر إليه المالئكة وينظر إليه إبليس والكل يحاول أن يتعرف على طبيعة هذا

بليس الخلق الجديد سواء بالسؤال كما فعلت المالئكة أو باالستكشاف كنا كان يفعل إحيث كان يدخل في جوفه كل ذلك يبين أن آدم بكليته كان محل تحليل واستكشاف من قبل المالئكة وإبليس ونحن كآدميين مدعوون للتعرف على طبيعتنا اإلنسانية كما ورد

٢١الذاريات}وفي أنفسكم أفلا تبصرون { :فيقوله تعالىيم األسماء آلدم والطلب من المالئكة أن تنبئ كما تبدت الطريقة الكلية من مشهد تعل

قال يا آدم { :بأسمائهم لتثبيت قاعدة عند المالئكة بسبق علم اهللا مصداقا لقوله تعالى تأنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوا

ونتكتم ا كنتممو وندا تبم لمأعض واألر٣٣البقرة}و كلها مستمدة من قصة خلق آدم في سورة عدة معان وتمثلت في :الطريقة الجزئية

:منها) ٢٧- ١١اآليات(األعراف .هي آدم عن األكل من الشجرة ليكون التدريب له على جنس الممنوعاتن .١ .الميعاد دم في الجنة مثاال للحياة السرمدية في جنةكذلك مثلت الحياة آل .٢للحياة على األرض إلى يوم مثااللهبوط من الجنة ا مثلت الحياة على األرض بعد كما .٣

.أن يرث اهللا األرض ومن عليهاكانت بالهبوط على األرض مثلت نموذجا لما يعرض لبني آدم فيما لو العقوبةكذلك .٤

.أن الدنيا هي سجن المؤمن وجنة الكافر باعتبارالمعاصي هي ديدنهم كما جسدت وسوسة إبليس آلدم مثاال على االنتقال من الجزء إلى الكل كنوع من .٥

.االستدراج سواء ذلك فيما مضى أو فيما هو كائن إلى يوم القيامة

:التدريس وسائل - ب




٢٩

:عدة مظاهر منهاتمثلت الوسيلة في و .المالئكة وتتفحص كنهه فمثل الوسيلة الحسيةبقاء جسد آدم فترة من الزمن تنظره - ١في مقام آخر عندما أخذ ربنا سبحانه وتعالى في تعريف آدم مسميات األشياء كان عبر - ٢

التعرف على صورها وأشكالها تمهيدا إلدراكها ومعرفتها وتأكيدا على هذه المعاني كانت ياء من قبيل استخدام الوسيلة الخاتمة بأن يشرع آدم في تعريف المالئكة بمسميات األش

التعليمية والناظر في آي القرآن يتلمس هذا المعنى في أكثر من موضع وفي قصة ابني آدم البرهان

وبعد خلق آدم كان بحاجة إلى الوسيلة الحسية للتعرف على الشجرة التي نهي عن األكل - ٣ت وزوجك الجنة وكال منها رغدا حيث شئتما وقلنا يا آدم اسكن أن{ :منها مصداقا لقوله تعالى

ينالظالم نة فتكونا مرالشج هـذا هبال تقر٣٥البقرة}و. عز وجل في استخدام وسيلة حسية أخرى كي ىالمولفلما صارت الجنة أمرا ملموسا شرع - ٤

تمهيدا لتقبل النهي عن ) وال تقربا هذه الشجرة(:الىفجاء قوله تع يبصر آدم بما نهي عنه . ألنفسكم بمعصية اهللا) من الظالمين(فتصيرا ألكل منها وهي الحنطة أو الكرم أو غيرهما ا :األسالیب: ج

أساليب التربية في قصة خلق آدم ولعل السر في ذلك هو ما سيكون عليه حال تعددت :تنوع األساليب وهي على النحو التاليتباينات وما يفي بها من بني آدم من

:التغذية الراجعة -١عملية تهدف إلى تزويد المتعلم بنتائج تعلمه ليستطيع في ضوئها تصحيح نتاج " فباعتبارها

)٥٥،م١٩٩٥:جامعة القدس المفتوحة (.تعلمهب تبدل موقف المالئكة من قالوا سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا فموجب هذا األسلو - أ

المعارض إلى المسلم بما هو جديد عليهم ومرفوض بداية من ناحية المبدأ والتغذية الراجعة من أرقى أساليب التربية الحديثة وهو من وجهة نظرنا أسلوب رباني أراد الرب سبحانه وتعالى من خالله أن يربي المالئكة والناس والجن على مبدأ المراجعة

قال يا آدم { :ومثاله قوله تعالى.ذار والتربية باإلقناع والتسليم بما هو صوابواالعتت أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوا

ا كنتممو وندا تبم لمأعض واألرو ونال { :وقوله أيضا ٣٣البقرة}تكتم انكحبقالوا س يمكالح يملأنت الع تنا إنكلما علنا إال م لمسبحانك ال علم لنا إال فقولهم –٣٢البقرة}ع

.تصويب لمسارهم في الفكر والسلوك.. ما علمتنا




٣٠

بي تشكل المكافئة حافز فعال إذ تعطى مباشرة بعد في التعزيز اإليجا :اإليجابي التعزيز-٢ ى،حدوث ذلك السلوك مرة أخر المرغوب فيه كي يزيد من احتمالية السلوك

وتمثل ذلك بالربط بين .في مواصلة األداء اإليجابي المتعلم فتعزيز السلوك اإليجابي يحفزة فيأكل من ثمارالجنة واليقترب الحياة بسعادة في الجنة وامتثال أمر اهللا تعالى بالسمع والطاع

وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكال منها رغدا حيث { :ومثاله قوله تعالى من الشجرة ينالظالم نة فتكونا مرالشج هـذا هبال تقرا وئتم٣٥البقرة}ش

:السلبيالتعزيز-٣

..حافز غير محبوب للتلميذ مناسب إلزالة سلوك سلبي أو خاطئ وذلك عن طريقوهو

يضعف السلوك بسبب حالة سلبية أدخلت أو جربت الذي فالتعزيز السلبي عكس العقاب تماما اإليجابي بسبب اجتناب أو منع حالة سلبية فالتعزيز السلبي يقوي السلوك، ما كنتيجة لسلوك

وهنا جاء التعزيز السلبي عندما تقبل اهللا توبة آدم وأعاده إلى المتعلم،سلوك تحسن كنتيجة لفتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم { :ماكان عليه مصداقا لقوله تعالى

إذا ما سلك طريق الخير ، كما أنه تمثل في وعده إياه بالعودة إلى ما كان عليه ٣٧البقرة}قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فال { :مصداقا لقوله تعالى

نونزحي مال هو همليف ع٣٨البقرة}خو . وافق وفطرة اإلنسان وهو من األساليب التربوية المستخدمة بشكل يت :اسلوب العقاب-٤

:يلي ، ومن أمثلة العقاب المستخدم في قصة خلق آدم ماوغايته الكف عن السلوك العدواني أال منعك ما قال{ :ومثاله قوله تعالى: المراجعة والتوبيخ نذير المتابعة واإلشراف - ب

دجإذ تس تكرأنا قال أم رخي نهي مخلقتن نار نم خلقتهن وين موقوله ١٢األعراف} ط العالين من كنت أم أستكبرت بيدي خلقت لما تسجد أن منعك ما إبليس يا قال{أيضا

٧٥ص} أن لك يكون فما منها فاهبط قال{ :الطرد من الجنة وإخراجه صاغرا لقوله تعالى - ت

را تتكبيهف جفاخر إنك نم ريناغجزاء الكبر والمعصية ١٣األعراف} الص. منها اخرج قال{: ومثاله قوله تعالى مدحورا اإلخراج من الجنة بصفة كونه مذؤوما - ث

١٨األعراف} أجمعين نكمم جهنم ألمألن منهم تبعك لمن مدحورا مذؤوما لمن مدحورا مذؤوما منها اخرج قال{: ومثاله قوله تعالىعاقبة أمره أنه في جهنم - ج

كتبع منهم ألنألم نمهج نكمم ينعم١٨األعراف} أج




٣١

يخصفان وطفقا سوآتهما ماله فبدت منها فأكلا{: ومثاله قوله تعالى كشف العورة - ح ١٢١طه} فغوى ربه آدم وعصى الجنة ورق من عليهما

لبعض بعضكم اهبطوا قال{: ومثاله قوله تعالى :آلدم وإبليس الهبوط إلى األرض - خودع لكمي وض فاألر تقرسم تاعمين إلى و٢٤األعراف} ح

عدو هذا إن آدم يا فقلنا{: ومثاله قوله تعالىآلدم وحواء الحياة على األرض بشقاء - دلك جكولزا فلا ونكمخرجي نم نة١١٧طه} فتشقى الج

: ومثاله قوله تعالى المعيشة الضنك والحشر بعمى جراء اإلعراض عن ذكر اهللا - ذ}نمو ضرن أعكري عذ فإن يشة لهعنكا مض هشرنحو موي ةاميى القم١٢٤طه} أع

تنسى اليوم وكذلك فنسيتها آياتنا أتتك كذلك قال{: ومثاله قوله تعالى :النسيان - ر ١٢٦طه}

النار أصحاب أولـئك بآياتنا وكذبوا كفروا ذينوال{: قوله تعالى ومثاله النار عذاب - زما هيهف ون٣٩البقرة} خالد

ويتبين مما سبق أن ما أمر ابن آدم فيما بينه وبين عدو اهللا، كأمره فيما بينه وبين آدم، فقال ] ١٣: األعراف[} ناهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغري{ :اهللاطروا على العبادة والتسبيح بمن حيث قارن المالئكة أنفسهم وهم الذين ف: المقارنة أسلوب-٥

نوا إلى تفضيل اهللا له عليهم فذكروا مالهم من فضل حاله القتل والفساد في األرض ولعلهم فطسبح بحمدك ونحن ن(وما عليه من مآخذ في سبيل منافسته على االستخالف في األرض

لك سنقدو( ونلما ال تعم لملنفسه ادعىحيث نفسه بآدم إبليسوكذا مقارنة ، قال إني أعقال ما منعك أال { وذلك مصداقا لقوله تعالى uالخيرية مقارنا أصل خلقه بأصل خلق آدم

قال أنا خي تكرإذ أم دجين تسن طم خلقتهن نار وي مخلقتن نهم إبليسونسي ، ١٢األعراف}ر يعلمها اهللا ولو لحكمةوأسجد له مالئكته تكريما هأن اهللا خلق آدم بيديه ونفخ فيه من روحالثاني و ،فاألول قياس المالئكة خطأ كانا ه اثنانأن تأملنا القياس الواقع في هذه القصة لوجدنا

قال إني أعلم ما ال : قياس إبليس مما يعمق قيمة الحكمة الربانية المجسدة في قوله تعالىونلمتع.

وتعددت صور الحوار بتعدد رموز القصة فتارة حوار اهللا : اسلوب الحوار والمناقشة -٦وتارة حوار المالئكة مع ، كةوإذ قال ربك للمالئ:كقوله تعالى مع المالئكة سبحانه وتعالى

وتارة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء: ومنه قوله تعالىالخالق جل وعال وأخرى حوار آدم مع رب العزة ومن قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهمu )حوار الخالق مع آدم

المقابل حوار الشيطان مع المولى عز وجل ين مع الشيطان ووفيرب العالم بعد ذلك حوار




٣٢

التواصل واالتصال بين جميع شاء اهللا وعنوان ذلك إلى ما آدموأخيرا حوار مفتوح مع بني .وذلك من خالل حوار رب العالمين مع المالئكةالقصة كأطراف للعملية التعليمية رموز

ومنه أيضا قوله تعالى في هذا ،ي أعلم ما ال تعلمون إنقال لمالئكة ل ه تعالى قولكذلك و -يب قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غ( :السياق

مو وندا تبم لمأعض واألرو اتاومالس ونتكتم ٣٣(آية) ا كنتم(

في األرض إني جاعل ، ثم قال لهم اإلجابة منهم طلب حيث أنبئوني : ومنها قوله تعالى أيضاوذلك في سلسلة من الحوارات والنقاشات بين عناصر الموقف أقل لكمألم م خليفة ، ثم قال له

حظة عدم تكليفهم ما ال يطيقون وفية فيها السؤال والجواب مع مالالتعليمي حيث بدا واضحا .دا لتقرير اإلجابة من قبل السائلفائدة بجواز طرح سؤال تمه

:التربية بأسلوب المنع.٧

على وجود الممنوع الذي يحذر منه وتكون - عليه السالم–تعالى الخلق منذ خلق آدم فطر اهللا

التأثر فالنفوس مفطورة علىعاقبته وخيمة، والمطلوب الذي يرغب فيه وتكون ثمرته مفيدة، آدم قال له بالترغيب والترهيب الذي هو من أكثر أساسيات التربية أهمية، فعندما خلق اهللا

الشجرة فتكونا اسكن أنت وزوجك الجنة وكال منها رغدا حيث شئتما وال تقربا هذه:(ولزوجه:( المنع بقوله تعالى ي، والمنع أساس في التكليف واالختبار، واآلية واضحة ف) من الظالمين

خالل هذه اآلية في النقاط ويمكن أن نرسم مالمح منهج المنع من.( وال تقربا هذه الشجرة :التالية

.اسكن أنت وزوجك الجنة) وجود ما يسد الحاجة ويحقق رغبة النفس (1)

.حيث شئتما وكال منها رغدا(اتساع دائرة المسموح وتنوعها (2)

.الشجرة وال تقربا هذه(الممنوع وضيقها محدودية دائرة (3)

آية أخرى بيان أوسع ، وفي) فتكونا من الظالمين(بيان سوء عاقبة الوقوع في الممنوع (4) .فأكال منها فبدت لهما سوآتهما:( في قوله تعالى

يمكننا القول بأن المنع أساس تربوي صحيح، بل هو على الحقيقة مما ال بد منه، ومن هنا ى ذلك اآليات الكثيرة الواردة في النهي عن كثير من المحرمات في العقائد والعباداتعل ويدل

والمعامالت وأنواع المطاعم والمشروبات، ويمكننا أن نالحظ منهج المنع السالف ذكره في

.جملة هذه اآليات

ي في الصحيح أن الحسن بن عل ومن خالل التربية النبوية نلمح ذلك بصورة واضحة، فقد ورد




٣٣

t تمر الصدقة كان عند الرسول وهو طفل صغير مد يده ليأخذ تمرا من r فمنعه وأخذ علىالجامع :البخاري ).(، أما تعرف أنا ال نأكل الصدقة كخ كخ : ( بالفارسية :"r يده وقال .)٣٠٧٢ :الصحيح

.٥٠البقرة )ا ويسفك الدماءقالوا أتجعل فيها من يفسد فيه(:أسلوب االستنباط واالستقراء-٨في العصمة وأن الجن أفسدوا اشتراكهماقيل أنهم قاسوا أحد الثقلين على األخر لعلة •

.في األرض فقاسوا الشاهد على الغائب .أنهم لما أخبروا بوجود الخليفة وأنه مخلوق من الطبائع األربعة المختلفة حكموا بذالك •

.بفراستهم إفساده وسفكه لدماء استنبطوافأن للمالئكة علم بالفراسة •

الصالح وقهر المستخلف وهو تقتضيعلموا ذلك من تسميته خليفة ألن الخالفة • .يستلزم أن يصدر من فساد إما في ذاته بمقتدى الشهوة أوفي غيره من السفك

)١٩٩٤،٥٥ :العمصي (

ماء فلعل ذلك من إذ كيف عرفت المالئكة أن ذرية آدم سوف تفسد في األرض وتسفك الد استقرائها لما كان عليه الجان وهم أسبق في الخلق من آدم وذريته

: أسلوب اإلعالم-٩وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة قالوا أتجعل فيها من {: في قوله تعالى

ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما ال تعلمون يفسد فيها ويسفك الدماءوالتشويق إلخباره بما كان االنتباهفيها إثارة ؛بمعنى وأذكر يا محمد إذ قال ربك ٣٠البقرة}

أسلوب مستخدم لكثرة في القرآن الكريم وفيه بالغة قياس على وهو uمن أمر خلق آدم .سلوب الخبرياأل

باعتباره طريقة يسلكها المربي مع المتربي ليجعله يميل إلى حب أمر : أسلوب الترغيب- ١٠بوعد من المربي؛وفي النصوص التالية تبيان لماهية ووعاءاما والعمل به رغبة في الثواب

حارم يعرى في الجنة إذا ما اجتنب م الترغيب حيث وعد المولى عز وجل آدم بألا يجوع والإن لك ألا تجوع فيها {اهللا والمتمثلة بشكل رمزي في األكل من الشجرة مصداقا لقوله تعالى

، كما رغبه ربه بأن جزاء السمع والطاعة والعزوف عن وسوسة إبليس ١١٨طه} ولا تعرى عن شمس أال يعطش وال يعاني من حر شمس الضحى المنتفي وجودها أساسا في الجنة ناهيك

ـ وبنفس األسلوب ..١١٩طه} وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى {:الظهيرة، مصداقا لقوله تعالى .هل أدلك على شجرة الخلد وملك اليبلى( دخل إبليس إلى آدم بقوله

باعتباره طريقة يسلكها المربي مع المتربي ليجعله يقلع عن مقارفة ما :الترهيبأسلوب - ١١ .اهللا عنه من آثام رهبة من العقاب ووفاءا بوعيد من المربينهى




٣٤

شاؤا حيث(واسعا ال حجر فيه ) رغدا(الجنة أكال كانت فرصة آدم وحواء أن يأكال من وعندها كان قربا هذه الشجرة باألكل منها وهي الحنطة أو الكرم أو غيرهماشريطة أال يوقلنا يا { :، وذلك مصداقا لقوله تعاليمعصية اهللاألنفسهم ب الظالمين صيرا منالترهيب بأن ي

ونا من آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكال منها رغدا حيث شئتما وال تقربا هـذه الشجرة فتك ين{:ومنه قوله تعالى ٣٥البقرة}الظالم إن ما آدفقلنا ي نا منكمخرجفلا ي جكولزو لك ودذا عه

تعب بالحرث والزرع والحصد ال فجاء الشقاء عاما ومن صوره ١١٧طه }الجنة فتشقى ، فالشقاء كوعيد والطحن والخبز وغير ذلك واقتصر على شقائه ألن الرجل يسعى على زوجته

.ات على أمر اهللا إلبليس وعدم الثب باالستجابةمرهون :الحكاية أسلوب- ١٢

في القرآن الكريم وتكمن قيمته في كونه ينقل للمتعلم الخبرات ةستخدمموهو من األساليب الوإذ قال ":بصورة غير مباشرة مما يجعله أكثر قناعة وأسرع تلقيا لها ومن ذلك قوله تعالى

نتباهبمعنى واذكر فيها إثارة لالربك للمالئكة - إني جاعل في األرض خليفة ،وقوله أيضااألرض ونحن نسبح بحمدك في -أسلوب خبري غرضه اإلعالم للمالئكة بهدفه من خلق آدم

لك سنقدوكذا قوله تعالى، " و: ونلما ال تعم لماهللا العليم مصدر العلم من لدن ف، قال إني أعقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها : وكذا قوله -قال ربك للمالئكة وإذ: وقوله أيضا ،الحكيم

كدمبح حبنس ننحاء ومالد كفسيوحكاية عن إبليس و} اطكرص مله ندي ألقعتنيا أغوقال فبمونمط آدم على الطريق الموصل إليك أي بإغوائك لي ألقعدن لبني، ١٦األعراف}لمستقيم ا

قال ما منعك أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه {:ومنه قوله تعالى ،الحديث مع الشيطانونحوا من ذلك ما تكرر في القرآن الكريم ،١٢األعراف}خلقتني من نار وخلقته من طين

.في قصة خلق آدم وغيرها من القصص التي قصت علينا حكاية أنباء األمم الغابرة :أسلوب التدرج - ١٣

درس آلدم وذريته من بعده بضرورة طرق السمع والبصر مرارا حتى وفي هذا األسلوببهذا األسلوب كما فيه توعية لبني آدم من تستقر المعاني في نفوس الناشئة فهم أولى من إبليس

:ويتبدى هذا األسلوب في قصة خلق آدم من خالل األتي، أساليب إبليس في غير هذا الموضع .تهيئة المالئكة بأخبارهم لخلق اهللا آلدم وجعله خليفة .١أمامهم فترة طويلة من ىل حيث خلق بداية من طين وبقي مسجخلق آدم على مراح .٢

.ينفخ اهللا فيه الروحالزمن قبل أن

.خلق حواء من شقه األيسر .٣

.تهيئة آدم قبل أن ينزل إلى األرض كما هيئ يوسف أن يأخذ أخاه في دين الملك .٤




٣٥

تمهيدا لما سيكون له معه من شأن في الشجرةتعامله مع إبليس من خالل األكل من .٥ .مراحل متقدمه

تشربوا عنه كل المعاني همع بني يافآدم األب كان مثاال ح :القدوة التربية ب أسلوب - ١٤بشكل مباشر وبشكل غير مباشر ومن هذه السلوكيات اإليجابية والسلبية بخيرها وشرها ومنها

عن أبي هريرة فعلى سبيل المثال الجحود والنسيان والخطيئة ويتبين ذلك مما رويt قال :فسقط من ظهره كل ح ظهره،لما خلق اهللا آدم مس : "قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

منهم وبيصا من نور، نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسانفرأى رجال فأعجبه هؤالء ذريتك،: أي رب من هؤالء؟ قال: ثم عرضهم على آدم فقال

يقال له األمم من ذريتك أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر: ما بين عينيه، فقال صوبي. من عمري أربعين سنة أي رب زده: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: داود، قال

أو لم : أربعون سنة؟ قال أو لم يبق من عمري: فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قالذريته، وخطىء آدم فخطئت فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسي تعطها ابنك داود؟ قال

)٥٥:ت.د ،ذيالترم(" هذريت

ويتبين مما سبق أن على األب والمعلم ومن في محل القدوة أن يراقب أبناءه في سلوكياته .فيصبح كمن يربيه أبناؤه باستقامته ومن باب أولى أن يراقب اهللا في سره وعالنيته

ولعل هذا المعني يقودنا إلى ضرورة التحرز عن الوقوع في آثام اآلخرين لما روي عن ومن األساليب التي استخدمها إبليس لبلوغ "الدال على الخير له مثل أجر فاعله"النبي ص

:يلي أهدافه في ضالل آدم مافوسوس لهما الشيطان { :والخلد مصداقا لقوله تعالىالملك التشكيك والوسوسة والوعد ب .١

ل ما نهاكما ربكما عن هـذه الشجرة إال ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقا ينالخالد نتكونا م ن أولكي٢٠األعراف}أن تكونا م

وقاسمهما { :والنصيحة والظهور بمظهر الحريص مصداقا لقوله تعالى بإصرارالقسم .٢ ينحالناص نا لم٢١األعراف}إني لكم

فدالهما بغرور فلما ذاقا { :مصداقا لقوله تعالى التغرير بهما ليحطهما عن منزلتهما .٣لم الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما أ

ا الشجلكمن تا عكمطأنهالشي ا إنأقل لكمو ةار بينم ودا علكم ٢٢األعراف}ن

قال أرأيتك هـذا الذي كرمت علي لئن { :مصداقا لقوله تعالىاستئصال الذرية باإلغواء .٤ ٦٢اإلسراء}ليال أخرتن إلى يوم القيامة ألحتنكن ذريته إال ق




٣٦

واستفزز من { :مصداقا لقوله تعالى و المشاركة في األموال واألوالد والجلب االستفزاز .٥ الداألوال ووي األمف مشاركهو كجلرو كلهم بخيليع بلأجو كتوبص منهت متطعاس

٦٤اإلسراء}يطان إال غرورا وعدهم وما يعدهم الشمصداقا لقوله الوعيد لبني آدم الضالل بأن يأتيهم من كل الجهات ليمنعهم عن سبيل اهللا .٦

ثم آلتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمآئلهم وال تجد { :تعالى ١٧األعراف}اكرين أكثرهم ش

:ذلك من خالل المعاني التالية دىويتب :التربية بالقيم - ١٥ة مجموع االتجاهات التي تتكون لدى الفرد إزاء شئ أو حث أو باعتبارها محصل: القيمضية معينة وتعتبر القيم من دافع السلوك المهمة ولها أهمية كبرى ليس فقط في حياة ق

: ٢٠٠٣:حسن شحاته(األفراد والجماعات من سلوك ما يقوم بهاإلنسان الخاصة بل أبضا في :وفيما يلي عرض لبعض القيم منها)٢٤٣

حيث شكلت مثير قوي لمن لم يرها في زمن النبوة فعزف عن الحياة الدنيا : قيمةكالجنة وغير نمط حياته بكاملها فكان السباق نحو العمل وبذل المال والنفس ليوافق دخول الجنة،

ف بمن كان فيها ورآها رأي العين وتمتع بثمارها وتلقي الوعد بالبقاء فيها متمتعا فكيوتلقي الوعيد بالشقاء فيما لو أخل بشرط المواطنة الصالحة وهو أال يأكل من الشجرة

عمق أال يطيع الشيطان في آي أمر من األمور ألن العاقبة تؤول بالمرء إلى أ وبمعنى .الشقاء

والسكن إلى الزوجة سواء في الجنة أوفي األرض فالحياة الهانئة الرغد :قيمةكوالسكن ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكال منها :( الهناء والحرية ويتضح ذلك من قوله تعالى

.سعة المعيشة: فالرغد )رغدا حيث شئتماهنيئا من وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة، وكال من الجنة رزقا واسعا : فمعنى اآلية

إذا أصاب واسعا من العيش الهنيء، كما قال : أرغد فالن: يقال: كما. العيش حيث شئتما :امرؤ القيس بن حجر

يأمن األحداث في عيش رغد بينما المرؤ تراه ناعما قوله تعالى في أكثر لمصداقا واألمن والمتاع وفي األرض أيضا كان اإلستقرار والسكن

الذي جعل لكم {وقوله أيضا}ولكم في األرض مستقر{: ها قوله تعالىمن :من موضعهو الذي جعل لكم الأرض ذلوال فامشوا في مناكبها {وقوله ] ٢٢: البقرة[} األرض فراشا

النشور هإليو هقزن ركلوا م١٥الملك}و فما فيها من رزق جوانبها في سهلة للمشي في ) هو الذي جعل لكم األرض ذلوال( - ١٥

جعل لكم {: و قوله أيضا} ولكم في األرض مستقر{وقوله تعالى أيضا مخلوق ألجلكم ،




٣٧

ولكم في األرض قرار في : وقال آخرون في معنى ذلك ]٦٤: غافر[} األرض قراراابن حدثني من سمع: إسرائيل، عن إسماعيل السدي، قال: ذكر من قال ذلك. القبورإلى } ومتاع إلى حين{: يعني بقوله: وقال آخرون.الحياة: قال} ومتاع إلى حين{: عباس

كل ما استمتع به من شيء من معاش استمتع به أو : قيام الساعة والمتاع في كالم العربفإذا كان ذلك كذلك، وكان اهللا جل ثناؤه قد جعل حياة . رياش أو زينة أو لذة أو غير ذلك

له يستمتع بها أيام حياته، وجعل األرض لإلنسان متاعا أيام حياته بقراره كل حي متاعا . عليها، واغتذائه بما أخرج اهللا منها من األقوات والثمار

ومما سبق يتبين مدى التنوع في األساليب التربوية المستخدمة في قصة خلق آدم عليه السالم دم ولتفي بقدراتهم جميعا فيعوا ما هو حيث جاءت متنوعة لتناسب الفروق الفردية بين بني آ

أسلوب خبري وآخر إنشائي تمثل في أمر ونهي اسجدوا آلدم مطلوب منهم فتنوعت ما بينهذه الشجرة، وتذكير في قوله وإذ أي وأذكر وحوار ومشاركة وتفاعل وتذكير بسبق اوال تقرب

لمجال للحديث وإبداء الرأي علم اهللا بقوله تعالى للمالئكة إني أعلم ما ال تعلمون وإتاحة ا،والحرص على آدم وحب اهللا له برسم معالم طريق العودة، ولنجاح مهمة آدم كان التدريب

، كل هذه األساليب أنبئهم متعليم األقران لقوله تعالى ويا آد، إضافة إلى االستفادة من المسبقليكون قادرا على في توظيف القدر األكبر منها موغيرها تعزز بضرورة أن يجتهد المعل

.مخاطبة المتعلمين بتبايناتهم الكثيرةإنابته إلى : فمعنى التوبة من العبد إلى ربه :مجسدا في التوبة التربوي التقويم :رابعا

طاعته، وأوبته إلى ما يرضيه بتركه ما يسخطه من األمور التي كان عليها مقيما مما يكرهه ن يرزقه ذلك، ويتوب من غضبه عليه إلى الرضا عنه، ربه، فكذلك توبة اهللا على عبده هو أفتلقى آدم من ربه كلمات { :ويتبين ذلك من قوله تعالى .ومن العقوبة إلى العفو والصفح عنه

يمحالر ابالتو وه إنه هليع فتلقى من ربه كلمات فتاب عليه{: فعن ابن عباس ٣٧البقرة}فتاب {بلى، : ألم تنفخ في من روحك؟ قال! أي رب: بلى، قال: ألم تخلقني بيدك؟ قال! أي رب: قال: ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال! أي رب: بلى، قال: ألم تسكني جنتك؟ قال! أي رب: قال

: فهو قوله: قال. نعم: أرأيت إن أنا تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة ؟ قال: بلى، قال )، الحديث موقع جامع: هـ١٣٤٧المستدرك كتابالحاكم ( }ه كلماتفتلقى آدم من رب{

وتأويل } ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين{: ومن الكلمات أيضاأن اهللا جل ثناؤه هو التواب على من تاب إليه من عباده المذنبين } إنه هو التواب الرحيم{: قوله

.ازاته بإنابته إلى طاعته بعد معصيته بما سلف من ذنبهمن ذنوبه التارك مج

:في عدة معاني منهاالتقويم في قصة خلق آدم تمثل وي




٣٨

تمثل في وضع آدم في المحك بين األمر والنهي فكانت النتيجة أنه نسي ولم نجد له .١دم عزما فاستق العقوبة بالطرد من الجنة ولعل هذا االختبار القبلي استعدادا لما هو قا

الحياة اختبار نتيجته إما العودة إلى نوتهيئة عله ينجح في اختبارات قادمة باعتبار أ الجنة أو الخلود في النار

ليس بالضرورة أن يكون التقدير للموقف بنجاح تام أو مطلق فالناس اليوم ليسو سواء - س آناء الله آيات يتلون قآئمة أمة الكتاب أهل من سواء ليسوا{ :مصداقا لقوله تعالى

وقد أشرنا إلى سر التباين في الخلق في مقدمة ١١٣عمران آل} يسجدون وهم الليل .الحديث عن طبيعة آدم وكذا في الفروق الفردية

بدت رةالشج ذاقا فلما بغرور فدالهما{: مصداقا لقوله تعالى :والمحاسبة المراجعة .٢ أنهكما ألم ربهما وناداهما الجنة ورق من عليهما يخصفان وطفقا سوءاتهما لهما .٢٢األعراف} مبين عدو لكما الشيطآن إن لكما وأقل الشجرة تلكما عن

لنكونن وترحمنا لنا تغفر لم وإن أنفسنا ظلمنا ربنا قاال{:تعالى مصداقا لقوله :والتوبة .٣نم رين٢٣األعراف} الخاس.

ومما سبق يتبين أن التقويم جاء شامال للتشخيص والعالج وبيان األهداف والنتائج ومثل تى العودة إلى الجنة مرهونة بالمراجعة منهاجا آلدم إلعادة األمور إلى نصابها كان ح

.والمعاودة ويتيبن مما سبق أيضا اعتماد التقويم الذاتي أفضل لتعديل سلوك اإلنسان

اإلجابة عن السؤال الرابع .مبادئ عملية التعليم والتعلم المستنبطة من قصة خلق آدم عليه السالمما .٤

نبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل قال يا آدم أ{ :وجوب التعلم ونشر العلم -١ ونتكتم ا كنتممو وندا تبم لمأعض واألرو اتاومالس بغي لمإني أع ويتبين ٣٣البقرة}لكم

باسمه وذكر حكمته التي خلق ل شيءفسمى ك المالئكة بأسمائهم أنبئ أي: ذلك من قوله تعالىنضر اهللا امرأ سمع " بن مسعود عبدا هللا في الحديث الذي رواه ، وينسجم ذلك مع قوله صلها

مرأ سمع منا شيئا فبلغه كما نضر اهللا ا" منا شيئا فبلغه كما سمعه ، فرب مبلغ أوعى من سامع )٢٦٥٧ :سنن الترمذي("فرب مبلغ أوعى من سامعسمعه،

وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة قالوا أتجعل فيها { :تربية المستمرةال -٢لما ال تعم لمقال إني أع لك سنقدو كدمبح حبنس ننحاء ومالد كفسيا ويهف دفسن يم ون

٣٠البقرة}يتضح من السياق أن الخطاب آلدم ومن بعدة من بنيه ففيها االستمرارية سيما وأن الحياة

إني جاعل في (بنسقها متغيرة ومتطورة مناسبة لما سيكون وهذا ينسجم مع قوله تعالى




٣٩

قالوا أتجعل فيها من ( :وقوله تعالى ،يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدمأي ) األرض خليفةيريقها بالقتل كما فعل بنو الجان وكانوا فيها فلما أفسدوا ) ويسفك الدماء(بالمعاصي ) ايفسد فيه

أي ) بحمدك(متلبسين ) ونحن نسبح(أرسل اهللا عليهم المالئكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال فسفك الدماء واإلفساد في ننزهك عما ال يليق بك ) ونقدس لك(نقول سبحان اهللا وبحمده

،قررته اآليات القرآنية آنفة الذكر ة إلى تزكية مستمرة ومجاهدة وتوبة وهذا مااألرض بحاج :يدرك كنهه أحد وأنه كما قال تعالى المالئكة أن العلم ال وفيها درس آخر تبدى كعالج لموقف

} يمللم عي عق كل ذفوه يقف المرء في طلب فالتعليم بحاجة إلى استمرارية وال ،٧٦يوسف}و .عند حد

وفي هذا الموقف ما فيه من المعاني التربوية ولعل أولها أنه فوق كل ذي علم عليم، إذ التربية عملية مستمرة فحق للمالئكة أن تقول اهللا أعلم طلبا للزيادة من العلم وتسليما هللا في قضائه

ية صعب على ،إضافة إلى ذلك أن اإلنسان مخلوق معقد في بنيته النفسية والجسمية والعقلالمالئكة وهم األسبق في الخلق أن يسبروا أغواره فمن باب أولى أن يكشف أسراره أي من

وفي هذا المعنى جاءت الدعوات للنظر في كنه هذا المخلوق منها قوله وهلةالناس من أول يتمثل في قوله ولعل معنى االستمرارية ، ٢١الذاريات}وفي أنفسكم أفلا تبصرون {: تعالى

تعالى ردا على إبليس حينما قال طلب أني ينظره اهللا إلى يوم يبعثون فال إنك من المنظرين .إلى يوم الوقت المعلوم

يعتبر الرفق بالمتعلم من أهم مبادئ عملية العليم والتعلم إذ أنه أساس :الرفق بالمتعلم -٣ .) ١٩٤ :١٩٦٨زادة،( ون الفقهاءالمربالعالقة بين المعلم والمتعلم، وإلى هذا ذهب

حيث أشار على المعلم أن يرفق بالمتعلم في قوله تعالى على المعلم أن يجريهم نحو من هذا عندما عمقت العالقة اإلنسانية إلىمجرى بنيه وكذا التربية الحديثة ذهبت

ك بخلقه بيديه وتبدى ذلوأسهبت في الحديث عن المناخ النفسي واالجتماعي في البيئة الصفية، وذلك مصداقا لقوله في األرض االستخالفونفخه فيه من روحه ثم صناعته للقيام بواجب

وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها { تعالى نس ننحاء ومالد كفسيو ونلما ال تعم لمقال إني أع لك سنقدو كدمبح حثم ٣٠البقرة}ب

فتلقى آدم من ربه {بفتح باب التوبة وقبول توبة آدم وذريته من بعده ومنه قوله تعالى يمحالر ابالتو وه إنه هليع فتاب اتمم بإنزاله إلى األرض ورسم معالم ث ٣٧البقرة}كل

عدوه إبليسوبتبصيرة بسبب شقائه وتنمية اتجاهات سلبية نحو الطريق إلى جنات النعيمفأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا { :وذلك مصداقا لقوله تعالىوحاسده

.٣٦البقرة}عدو ولكم في األرض مستقر ومتاع إلى حين اهبطوا بعضكم لبعض




٤٠

:مراعاة الفروق الفردية -٤وإذ قال {تفاوت إدراك الفئة المستهدفة لمراد اهللا من خلق آدم ما بين متسائل كالمالئكة

وا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة قال ونلما ال تعم لمقال إني أع لك سنقدو كدمبح حبنس ننحوبين حاسد كإبليس ٣٠البقرة}و

أنا خير منه خلقتني من نار قال ما منعك أال تسجد إذ أمرتك قال{: لقوله تعالىمصداقا فعكست اآلية مدى الطباع ومدى التفاوت في القدرات ما بين . ١٢األعراف}وخلقته من طين

ي وعلم آدم األسماء كلها ثم عرضهم على المالئكة فقال أنبئون{: آدم والمالئكة لقوله تعالى ينقادص ـؤالء إن كنتماء هم٣١البقرة}بأس

أي المسميات وفيه ) ثم عرضهم(بأن ألقى في قلبه علمها ) كلها(وعلم آدم أسماء المسميات إن كنتم (المسميات ) أنبئوني بأسماء هؤالء(لهم تبكيتا ) على المالئكة فقال(تغليب العقالء

. أو أنكم أحق بالخالفة ، وجواب الشرط دل عليه ما قبلهفي أني ال أخلق أعلم منكم ) صادقينقال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم {: وقوله تعالى

٣٣البقرة}م تكتمون غيب السماوات واألرض وأعلم ما تبدون وما كنتوهذا وذاك يؤذن بتفاوت بني آدم فيما بينهم في مراحل حياتهم عبر الزمان والمكان وقد يكون

إن الدين عند الله اإلسالم وما اختلف الذين أوتوا {مرده إلى العلم االختالفاألساس في ا جم دعن بإال م تاباب الكسالح ريعس الله فإن الله اتبآي كفرن يمو منهيغيا بب لمالع ماءه

١٩آل عمران}فالدين المرضي عند اهللا هو اإلسالم أي الشرع المبعوث به الرسل المبني على التوحيد وما

) لمبعد ما جاءهم الع إال من(اختلف اليهود والنصارى في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض .من الكافرين) بغيا(بالتوحيد

ففد قرر اهللا تبارك وتعالى الفروق الفردية كأساس للتعامل بتفاوت مع الناس بعامة وعلى .المعلم أن يراعي ذلك في تعامله مع الطلبة على وجه الخصوص

الدرس تنوع المتعلم بتنوع معدن الخلق وطبيعة المهمة المنوطة به فرغم أنويأتي يبدوا في ظاهره معني به آدم إال أن العلم من أهم صفاته أنه عام يتسع ليشمل الجميع خاصة

،وفيما يلي عرض ألسماء الفئة من له عالقة بآدم وبنيه ولذا شكل المجموع شركاء الدرس . المعنية بعملية التعلم

.المالئكة مثال على السمع والطاعة هللا رب العالمين :األولالمتعلم .عجول وضعيف ليس له عزما–اإلنسان ومن أهم صفاته أنه ينسى : المتعلم الثاني .إبليس مثال على التمرد والعصيان والكبر: المتعلم الثالث




٤١

ومن خالل قراءة أولية يتبدى لنا أنه من الطبيعي تباين طباع المتعلمين واستجاباتهم ا وهذا واضح في اختالف المالئكة عن لعلم واحد فليس من الضرورة أن يكونوا قالبا واحد

: عن إبليس ناهيك عن التباين األكثر وضوحا في بني أدم ويصدق فيهم قوله تعالىواإلنسان } وندجسي مهل وآناء اللي الله اتآي تلونة ية قآئمتاب أمل الكأه ناء مووا سسآل }لي

.يعرف في التربية بالفروق الفردية وهي ظاهرة طبيعيةوهو ما ١١٣عمرانبل األولى أن ينظر المعلم إلى قدرات تكليفهم ما ال يطيقونإذ ال ينبغي ؛ فطاقة المتعلم محدودة

واستعدادات المتعلمين، ولو تأملنا سؤال المالئكة الخالفة نجد أنه لم يحظ باإلجابة وكانت المتعلم ف،از االمتحان أمام المالئكةياالستعداد وخاصة بعد اجتالخالفة منوطة بمن يملك القدرة و

.هو محور العملية التربوية - ممثال بآدم وبنيه من بعده - .اإلجابة عن السؤال الخامس

.عناصر العملية التعليمية التعلميــة التي شملتها قصة خلق آدم عليه السالمما .٥

الت لنجاح العملية التربوية وتشتمل قصة خلق تعتبر عناصر العملية التربوية من أهم المدخ :آدم على مجمل العناصر الالزمة المتمثلة فيما يلي

رب اهللاذالكم تمثل في مصدر العلم اللدني خالق اإلنسان ومقرر وجوده المعلم -١آدم وذريته من و –المالئكة متعلمين ومعلمينف - علم آدم وأدب المالئكة حيث :العالمين

بدى ذلك في جميع آي القرآن الكريم ومنها قوله يتو، ن ومعلمين وأدب الجآنبعده متعلمي: أيضا وقوله، ١العلق}اقرأ باسم ربك الذي خلق {: نزل من الوحي في أول ما :تعالى

بأسماء هـؤالء إن كنتم وعلم آدم األسماء كلها ثم عرضهم على المالئكة فقال أنبئوني { ينقادوتكرر هذا المعنى في القرآن الكريم ثالث عشرة مرة مثلت علم اهللا ،٣١البقرة}ص

في جميع ضروب الحياة فمنها ما تعلق بتعليم العلم ومنها الحكمة ومنها صنعة لبوس أي ها خبر األولين وخبر التعليم المهني ومنها سياسة الرعية ومنها الحكم ومنها القضاء ومن

.تعلق بعلوم اآلخرةا اآلخرين ومنها ما تعلق بعلوم الدنيا ومنها ملقوله في كونه سبحانه وتعالى عالم الغيوب وأن علمه فوق أي علم القيمة التربوية وتكمن يتمثل علمه كيف أي :علم آدمفهو الذي ،٧٦يوسف }وفوق كل ذي علم عليم { تعالى

المنهج إشارة إلى أسماء األشياء واألعالمفي ممارسة دوره ابتداء حيث علمه دور المعلم االسم والمسمى اشتملت على استخدام المثال طريقة التدريسف تارة بالعرض وتارة باإلنباء

علم لنا إال ما قالوا سبحانك ال -فرددوا جميعا مستهدفة فئةكعلى المالئكة وصورة رمز إنك أنت العليم بدون علم نيفتو العلمتنا

هو أبو البشر خلقه اهللا وفق ما تحدثت اآليات القرآنية في أحسن تقويم : عليه السالمآدم وسخر في هذه األرض مكنه ربه من أسباب االستخالف المستخلفباعتباره األمانةوحمل




٤٢

الرسل إليه نعمه ظاهرة وباطنة وأرسل موأسبغ عليه الكونفي كل ماده ولبنيه من بع هل .بما خلق من أجله خير قيام واأن يقوم مبالرعاية ليتسنى له مالكتب وتعهده عليهم وأنزل

هو أول إنسان خلقه اهللا وهو أول الجنس البشري منه ومن زوجه خلق اهللا بنيه فآدم -على العالمين اصطفاهمذكره اهللا فيمن سماالذين عمرو األرض من بعده وهو أول

)١٩٦٥،٥٥ :يوصف(

فهذا وغاية الخلق أن يكون خليفة هللا على هذه األرض يحكم شريعة اهللا في األرض -خلف فالن فالنا في هذا األمر إذا : قولك أي االستخالف ومنه واجب هذا الخليفة هو

م خالئف في األرض من بعدهم ثم جعلناك{: قام مقامه فيه بعده، كما قال جل ثناؤه .]١٤: يونس[} لننظر كيف تعملون

وتكمن القيمة التربوية في جعل آدم خليفة في األرض أنه من سيعمر األرض ومن -سيمارس التغيير فيها مع بنية بهدي وتسخير من اهللا فتأثير آدم في بنية أهدى وأقرب

.تحديدا ن جنس بني آدمرشدا ومن هنا كانت سبة اهللا تعالى أن يرسل المرسلين م ) ١٩٦٦،٥٥ :الزبيدي(جمع الملك تجمع مالئك والتاء في مالئكة لتأكيد الجمع :المالئكة

شمالنا، عن من فوقنا وتحتنا، وعن يميننا و -نحن بني البشر–خلق اهللا العجيب، الذي يحيط بنا فهم يد الشياطين، ولنا معهم قصص وهم المسبحون لنا والمستغفرون لنا والناصرون لنا وحافظونا من مكا

خلقت المالئكة :"وحكايات ووظائف ومعامالت،فهم أجسام لطيفة نورانية كما قال عليه الصالة والسالم :صحيح مسلم( .رواه مسلم " وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم من نور،

)٢٢٩٤ص ،)ت.د(فلهم مع بني آدم عالقة نوعية فيما األفعال الشاقة التشكيل بأشكال حسنة وعلى وهم قادرون على

يتعلق بوجوده على هذه األرض وإلى أن يلقى اهللا وكذا حسب ما يؤول إليه مصير اإلنسان إما إلى وتكمن القيمة التربوية لوجود المالئكة في حياتنا في االستقامة والرقابة الداخلية . الجنة وإما إلى النار

المالئكة أنهم حفظة وكتبة وكراما كاتبين فهم موكلون بنا بأمر اهللا سبحانه باعتبار أن من وظائف .وتعالى

أبو الشياطين وأصلهم األول ، والشياطين هم المتمردون من عالم الجن والفرق بين اللفظين :الجآن اص ع يستعملكيطلق على غيره بينما الشيطان إبليس والشيطان في االستعمال أن إبليس خاص به ال

)١٩٧٧،٥٥ :نيازي(.من الجن واإلنسوكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين اإلنس والجن يوحي بعضهم إلى { :مصداقا لقوله تعالىوذلك

فترا يمو مهفذر لوها فعم كبشاء ر لوورا ول غرف القوخرض زعب إبليس من الجن و١١٢األنعام}ونوجل يختلفون في طبيعتهم عن المالئكة كأجسام نوارانية أو بني آدم كمخلوق من هم خلق هللا عز:

والجآن خلقناه من قبل من نار {: طين من حمأ مسنون فهم خلق آخر من نار السموم لقوله تعالي




٤٣

خلقه اهللا من قبل خلق آدم من نار السموم وهي (جن وهو إبليس ، والجان أبا ال ٢٧الحجر}السموم نار ال دخان لها تنفذ من المسام،و يصرح القرآن الكريم بأن إبليس كان من الجن و لم يكن من

ان من الجن ففسق وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ك{ : المالئكة ، قال اهللا تعالى هبر رأم ن٥٠البقرة }ع .

الشيطان اهللا تبارك وتعالى أمرنا أن نتخذ أن ،الشيطان عدوا التخاذالقيمة التربوية وتكمن : مصداقا لقوله تعالى، أتباعه ليكونوا من أصحاب السعير بعدم طاعته ومخالفة ألنه يدعو اعدو

،٦فاطر}كم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير إن الشيطان ل{بها والحق ـ سبحانه وتعالى ـ حينما يحذرنا من إبليس فإنه يربي فينا المناعة التي نقاومه

ك وتضعه في الجسم في كرمز للشر ، والمناعة أن تأتي بالشيء الذي يضر مستقبال حين يفاجئ، وهذا هو التطعيم الذي يعود الجسم على مدافعة المرض وتغلب عليه لميكروب خام صور

.إذاأصابه

آدم واستكباره عن فكذلك الحق سبحانه يعطينا المناعة ضد إبليس، ويذكرنا ما كان منه ألبينارأيتك هـذا الذي كرمت علي قال أ{ :حكاية عن إبليس تعالى السجود له، وأن نذكر دائما قوله

حيث تحرك إبليس بروح ٦٢اإلسراء}لئن أخرتن إلى يوم القيامة ألحتنكن ذريته إال قليال إبليسالحسد والحقد والكبر ومن األفضل آلدم أن يستحضر هذه المعاني عندما يتعامل مع

.ي مع شياطين اإلنس والجنومن باب أول :اإلجابه عن السؤال السادس

المستوحاة من قصة خلق آدم؟ سمات التربيةما -ميزتها عن غيرها من انعكست على التربية اإلسالمية فاتسمت التربية األولى آلدم بسمات

: ألوان التربية الالحقة ومن هذه السمات ما يليخلق آدم وضع له سبل السير نمنها ربانية المصدر فتمثل ذلك في كوو :تربية الربانية. ١

صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له { :وفق منهج رباني مصداقا لقوله تعالى ابدونفقد صبغ اهللا آدم بدينه الذي فطر الناس عليه فظهر أثره على صاحبه ، ١٣٨البقرة}ع

) ونحن له عابدون(تمييز بالربانية آلدم فيه أحد أحسن من اهللا صبغة الفكالصبغ في الثوب ،فالبداية من اهللا والمالذ إلى اهللا وهي من الجنة إلى الجنة إذا وافق سير آدم المنهاج الرباني

ن تبع هداي فال قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فم{ :مصداقا لقوله تعالى نونزحي مال هو همليف ع٣٨البقرة}خو.

قصة آدم في أكثر من موضع تؤكد أن العلم مصدره من عند اهللا سبحانه آياتكذلك جاءت قال أنبئوني وعلم آدم األسماء كلها ثم عرضهم على المالئكة ف{ :تعالى وتارة بقوله :وتعالى




٤٤

ينقادص ـؤالء إن كنتماء همحيث بينت اآلية أنه سبحانه من علم ومن ، ٣١البقرة}بأسعرض األسماء ومن حاور المالئكة ومن قال إني أعلم ماال تعلمون ومن تعهد آدم بالرعاية

منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى قلنا اهبطوا{ :وتقبل توبته ورسم له سبل النجاة بقوله تعالى نونزحي مال هو همليف عفال خو ايده ن تبع٣٨البقرة}فم.

جاءت واقعية التربية آلدم من خالل الدرس األول المتمثل في ضرورة أن :تربية واقعية.٢ن اإلعداد والتأهيل لما سيكون في مراحل تالية المالئكة وإبليس جولة كنوع ممع يكون آلدم

عبر حياة اإلنسان الطويلة على هذه األرض فهذا آدم في مراحل خلقه وتلك المالئكة تنظر إليه بنظرة تخالف نظرة إبليس وبدأ المحك األول بقصة الخلق ثم باألمر باإلنباء باألسماء ثم تال

مر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتوعية والتذكير كان من بداية األ ذلك األمر بالسجود ثم ماوذلك ما نستوحيه من قوله تعالى في قصة خلق آلدم تجاه األكل من الشجرة وعداوة الشيطان

ما جاء في سورة :والتي تكررت في سبع سور منها على سبيل المثالآدم عليه السالم صورناكم ثم قلنا للمآلئكة اسجدوا آلدم فسجدوا ولقد خلقناكم ثم{ :األعراف من قوله تعالى

يناجدالس نكن مي لم يسلا {، إلى قوله تعالى في نفس السورة ١١األعراف}إال إبية ينزع عنهما لباسهما ليريهما بني آدم ال يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجن

ذين ال سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث ال ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء لل نونؤم٢٧األعراف}ي

ما يشاء ربنا ل اشأن إال أن يكون قياده وفق لم يكن آلدم الذي خلق لتوه من: التربية الوظيفية.٣كما أن تهيئة المالئكة من قبيل أن لالستخالف،ويرضى ويتبدى ذلك من خالل فكرة الخلق

وال غرابة أن يكشح إبليس آلدم كنوع من التبصير آلدم بضرورة يعرفوا دورهم تجاهه،طان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو إن الشي{ :اتخاذه عدوا كما أشار إلى ذلك قوله تعالى

فبطاعتكم هللا وعصيان أوامر إبليس قمة العداوة ٦فاطر}حزبه ليكونوا من أصحاب السعير فالمحصلة أنه يدعو حزبه في الكفر ليكونوا من أصحاب السعير، فهذا الدرس فيه العبرة

أن آدم عندما تعلم األسماء لم يتعلمها لذاتها ولكنه عاش بها في الواقع كما، لدروس قادمةسواء في تعامله معها ذاتيا أو مع المالئكة بإنبائهم ثم بالتعرف على الجنة وما أتيح لهما من

كمثال على الممنوعات أو الشيطان ونوع العالقة معه إذن هي تربية عنانها الشجرة ثمارها أووعابت على الخلق أال ن نعمل ولعل النداءات القرآنية جاءت لتعزز هذا المعنى نتعلم من أجل أ

قال ما منعك أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خير { :ومنها قوله تعالىبين العلم والعمل، يوفقواأغنى إبليس علمه حينما عصى ربه فهل ١٢األعراف}منه خلقتني من نار وخلقته من طين

أم كان حجة عليه وكان الدرس الفعلي أن يوفق اإلنسان بين القول والفعل وذلك مصداقا لقوله




٤٥

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا { :تعالى لونعن النبي صلى اهللا عليه فيا يرويه أبو هريرة يوينسجم ذلك مع قول النب ٣- ٢الصف}تفع: الموسوعة الشاملة( "من كتم علما يعلمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار : "وسلم قال )١٠٤٩٢،٦/١٠٦:مسند أحمد

وإذ { ."تعالىقولة في والمتمثلةوتمثل ذلك في صيغة الخطاب الرباني :التربية المستقبلية.٤كفسيا ويهف دفسن يا ميهل فعيفة قالوا أتجض خلي األرل فاعإني ج الئكةللم كباء قال رمالد

ونلما ال تعم لمقال إني أع لك سنقدو كدمبح حبنس ننحإني جاعل وإذ ،٣٠البقرة}و،فجاءت هذه الكلمات في سورة البقرة وغيرها في معرض الحديث عن إلى حين...،أنبئهم،

في هاستخالفمرحلة عبر مأمر آدقصة خلق آدم لتعبر عما هو آت إيذانا بما سيكون من األرض وعمارتها ولعل ما تم ذكر من بينان الحكمة من خلق آدم للمالئكة ما يفي ببداية حياة

نهاية الحياة مرورا بما سيكون من أمر شاء اهللا لها أن تستمر ثم مآل الخلق في إلى ما تستمرقال اهبطا { :يق العودة كما يتبين من قوله تعالىطر مع رسم معالم المالئكة وآدم وإبليس

ن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى عدو فإما يأتينكم مني هدى فم لبعض بعضكممنها جميعا ١٢٤- ١٢٣طه}ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى

لم يكن الدرس مقتصرا على آدم لوحده لكن كان هذا لبنيه من بعده ولعل :التربية العالمية.٥القرآن الكريم عززت هذا الفهم فليس المقصود بها أناسها من األقوام القصص في عمق

يؤمنون فمن المقصود إذن السابقة ألن منهم أهلكوا وانتهوا ومنهم من طبع اهللا على قلبه فهم اليا بني آدم قد أنزلنا عليكم { :جميع الخالئق إنسهم وجنهم ونستقي ذلك من قوله تعالىأليس

يا } { باسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرونليريهما سوءاتهما بني آدم ال يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ل

منون إنه يراكم هو وقبيله من حيث ال ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين ال يؤوفي موطن آخر يأتي للناس آدم ففي هذا الموطن جاء النداء عاما لبني.٢٧-٢٦األعراف}

وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا { :تعالىكافة مصداقا لقوله ونلمعإلا { :وتأتي الرسالة أكثر عمومية لإلنس والجن في قوله تعالى ٢٨سبأ}ي لناكسا أرمو

ينالمة للعمح١٠٧األنبياء}ر لما توالت الخالئق على هذه األرض جيال بعد جيل وتعاهدها اهللا بالهداية :ستمرةالتربية الم

والرشاد فتارة أرسل الرسل مبشرين ومنذرين وتارة أسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة وتارة بين لهم الواقع والمآل فريق في الجنة وفريق في السعير ولم يعتبر الموت نهاية الحياة بل بداية

حين قالت ما قالت في ضوء ما انتهى إليه علمها ،ة ، من هنا جاء سؤال المالئكةلحياة جديد




٤٦

ألنها عهدت الجن والجبلة التي جبل عليها آدم واستنبطت ما صرحت به بقولها أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وحين سلمت وترجمت ذلك بالسجود بداعي وفوق كل ذي علم عليم

بتنا بخالف إبليس الذي بادر باالمتناع عن السجود أو قولهم قالوا سلما علنا إال م لمال ع انكحوإن كانت المالئكة مع قربها تتطلع للتعلم تحت عنوان وفوق كل ذي علم عليم فاألولى ،آلدم

عنوانأن يعيشوا حياتهم بحثا عن العلم التعلم تحت مبنو آدبمن حاله النسيان والتفريط وهم ٨٥اإلسراء}ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إال قليال {

فالحياة بطبيعتها متغيرة لذا جاءت المعاني األولي لتربية آدم ليكيف نفسه مع هذا اللون من ل والتحول من الجنة إلى األرض دليل الحياة ونستخلص هذه المعاني من صيغ االنتقا

استمرارية وليس فناء وكذا من الموت إلى الحياة البرزخية ثم الجنة أو النار، مثاال لقوله قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فال خوف عليهم وال { :تعالى

مه نونزح{ ، وقوله أيضا ٣٨البقرة}ي ونجا تخرنهمو وتونا تميهفو نويا تحيهقال فمستمر في حياته التي إنسانسبق يتبين أن من عاش الرغد والضنك هو مما ٢٥األعراف}

.إلى أن يرث اهللا األرض ومن عليها وهبه اهللا إياها :عن السؤال السابع اإلجابة

؟من قصة خلق آدم عليه السالم المستوحاةآداب المتعلم ما -٧سير تتمثلت في شخصية آدم عليه السالم آداب المتعلم كأساس لمنظومة قيمية راقية

:بمقتضاها ذريته من بعده وفيما يلي تبيان ذلكعندما يتخلق المتعلم بأدب السمع والطاعة فذلك يضفي عليه سمة : السمع والطاعة -١

ونة واإليجابية في تعامله مع المعلم والزمالء فيكون فاتحة خير لتلقي العلوم وتشرب القيم المرقالوا سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إنك أنت {:بالتواصل معهم، وذلك مصداقا لقوله تعالى

يمكالح يمل٣٢البقرة}الع رس أيضا لمن يتصدر للتعليم والتعلم بأن يحيط بأنواع العلوم فيأخذ وفيها د :الفتوى بعلم -٢

بشيء عن كل علم ويأخذ كل شيء عن العلم مجال التخصص ليكون أقدر على ممارسة مهنة يم قالوا سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إنك أنت العل{:التعليم، وذلك مصداقا لقوله تعالى

يمكللحديث وإبداء الرأي في هذا الموضوع هو العلم فما كان إذن فالمعيار ٣٢البقرة}الح .على المالئكة إال أن تسلم بعدم علمها

إنك أنت العليم الحكيم فيها : التسليم والرضا - ٣ "قالوا سبحانك ال علم لنا إال ما علمتناوقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكال منها رغدا حيث {:لك مصداقا لقوله تعالىوذ

ينالظالم نة فتكونا مرالشج هـذا هبال تقرا وئتم٣٥البقرة}ش




٤٧

ويكون وقافا عند حدود اهللا وال فيرضى المتعلم ويقر بالنتائج :القابلية للتعلماإليجابية و -٤يفتي بدون علم وال يكابر إذا ما جانب رأيه الصواب،لذا كان من ضرويات القيام بواجب اإلستخالف أن يعد آدم إعدادا خاصا ويتطلب ذلك أن يكون لديه قابلية للتعلم وذلك مصداقا

ضهم على المالئكة فقال أنبئوني بأسماء هـؤالء وعلم آدم األسماء كلها ثم عر{: لقوله تعالى ينقادص ٣١البقرة}إن كنتم

وفيه فائدة أنه ،فائدة بجواز طرح سؤال تمهدا لتقرير اإلجابة من قبل السائل وفيهاألنهم معنيون تبارك وتعالى لم يشأ أن يقرر ذلك األمر إال بعد توافر االقتناع من قبل المالئكة

بذرية آدم وهذا ما يحتاجه الناس هذه األيام في أن يقنعوا من له عالقة ألهمية ذلك في وضوح سبق تمهيدا ليصدح آدم بما ميز به عن المالئكة وذلك فكان كل ما،الطريق وحسن العملهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأ" :مصداقا لقوله تعالى

ونتكتم ا كنتممو وندا تبم لمأعض واألرو اتاومالس بغي لم٣٣(البقرة آية" أع(. :ويسفاد من اآلية الكريمة الدروس التالية

باد ال يعلمون من العلم إال ما علمهم إياه إن اهللا جل ثناؤه عرف مالئكته أنهم وغيرهم من الع - ١ربهم، وأنه يخص بما شاء من العلم من شاء من الخلق ويمنعه منهم من شاء وذلك مصداقا لقوله

.٧٦يوسف}وفوق كل ذي علم عليم { : تعالىففيه تقديم م من علمها إال بعد تعليمه إياهم كما علم آدم أسماء ما عرض على المالئكة ومنعه - ٢

أنبئوني بأسماء { آلدم بعلمه على المالئكة إذ العلم ضروري لالستخالف في األرض فقال رفوا فلما أخبر آدم المالئكة بأسماء الذين عرضهم عليهم، فلم يع: يقول} فلما أنبأهم} {هؤالء

إني أعلم {خاصة المالئكة أي} بأسمائهم قال ألم أقل لكمفلما أنبأهم ، أسماءهم، وأيقنوا خطأ قيلهم .وال يعلمه غيري} غيب السماوات واألرض

قال ابن زيد فيه أدب المراجعة والتوبة وأدب السؤال وعدم تعدي اإلنسان في المراجعة،و–٣كما لم تعلموا هذه األسماء فليس لكم علم، إنما : في قصة المالئكة وآدم، فقال اهللا للمالئكة

ندي قد علمته؛ فكذلك أخفيت عنكم أني أجعل فيها من أردت أن أجعلهم ليفسدوا فيها، هذا عإال من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك {: وسبق من اهللا: قال. يعصيني ومن يطيعني

ينعمالناس أجو الجنة نم نمهج ألنك ولم يدروهولم تعلم المالئكة ذل: قال ١١٩هود}ألم .وفيها مراعاة لجانب التخصص ، فلما رأوا ما أعطى اهللا آدم من العلم أقروا آلدم بالفضل: قال

رتها ما له شان ماوع األرض بعلوميتعلق فيما المالئكةإذ كان علم آدم مقدم على علم نوع المهام فيما يتعلق ب آدمفيها كما أن المالئكة كانت أسبق في العلم والوجود من باالستخالف

وهذا وذاك من العلم ،المنوطة بها مصداقا لقوله ص في الحديث الشريف كل ميسر لما خلق له .ال يمثل سوى جزءا يسرا من علم اهللا العليم الخبير




٤٨

نتائج الدراسة

:توصلت الدراسة إلى النتائج التاليةن تكون على الصورة آلدم طبيعة مميزة مرت بمراحل الخلق بداية من طين ثم آلت إلى أ .١

.الحالية من ماء مهين

عالجت الدراسة مراحل التفكير بنوع من التدرج بداية بالتفكير الحسي ونهاية بالتفكير .٢ .المجرد

.رسمت معالم واضحة للمنهاج التربوي أهدافا ومحتوى وأساليب وطرق تدريس وتقويم .٣

.ستقبليةوقفت على أهم مبادئ العملية التربوية كمطلق للتربية الم .٤

.بينت طبيعة العالقة بين عناصر الموقف التعليمي .٥بينت أهم سمات التربية األولى ما وردت في قصة خلق آدم فهي تربية بانية،واقعية، وظيفية، .٦

.عالمية، مستقبلية، مستمرة

.حددت مجموعة من اآلداب التي يفترض أن يتحلى بها المتعلم لنجاح العملية التربوية .٧

راسةتوصيات الد

:يلي وتوصي الدراسة بما .دراسة القصص القرآني للوقوف على الطبيعة اإلنسانية - أ أن تراعي المناهج الدراسية مراحل التفكير عند المتعلمين - ب التربية اإلسالميةصياغة المناهج التربوية في ضوء أهداف - ت التربية اإلسالمية في تنشئة الجيل من أساليب االستفادةضرورة - ث اإلسالمية ةننطلق في العملية التربوية وفقا لمبادئ التربيأهمية أن - ج في جميع المجاالت صبغ المناهج الدراسة بسمات التربية اإلسالمية - ح .أن يتحلى المعلم باآلداب الالزمة لنجاح العملية التربوية - خ




٤٩

قائمة المراجع

ق محمد ،تحقيصحيح مسلم) ت.د(أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري - .٢٢٩٤،ص٤،ج٦٠التراث العربية،كتاب الزهد، إحياءدار - مطبعة–فؤاد عبد الباقي

أحمد بن :المحقق سنن الترمذي)ت.د(محمد بن عيسى بن سورة الترمذي :أبو عيسى - .٢٦٥٧: الصفحة أو الرقم ،دار الكتب العلمية :الناشر -محمد شاكر

السقا وآخرين، دار المعرفة، بيروت، السيرة النبوية، تحقيق مصطفى )ت.د(ابن هشام - .٣١٢ص) الجزء الثالث والرابع(القسم الثاني

مطبعة الرنتيسي، ،تصميم البحث التربوي) ١٩٩٩(األغا،إحسان واألستاذ محمود - .غزة

،موسوعة كتب أعالم مقومات الداعية الناجح) ٢٠٠٨(علي بن عمر ،بادادح ( - .جدة - دار األندلس الخضراء .الصحوة اإلسالمية

بتعليق اإلمام الذهبي ، المستدرك اهللا محمد بن عبد اهللا بن محمد اإلمام الحاكم أبو عبد - . http://www.alsunnah.com، الحديث موقع جامع: هـ١٣٤٧

رسالة دكتوراة غیر ، القیم القصص القرآني) ١٩٨٨(حریري ،عبد اهللا محمد - .،جامعة طنطاورةمنش

؛ ،من منشورات جامعة القدس تعلم كيف تتعلم، )م١٩٩٥(جامعة القدس المفتوحة - .عمان األردن ،المفتوحة

مجلة العلوم التربوية القيم التربوية في موعظة لقمان البنه، ) ٢٠٠٣(الخطيب - .١٥٧-١٢٣ص ،ص٢٠٠٣،مارس ١،ع٤جامعة البحرين،مج ،كلية التربية والنفسية

مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات ) ١٩٦٨(كبري زادة زادة،طاش - ٠دار الكتاب العربي، القاهرة ، العلوم

دار ليبيا للنشر والتوزيع بني غازي، ومطابع دار ، تاج العروس ):١٩٦٦(الزبيدي - .صادر بيروت

-قصة سيدنا يوسف- القيم التربوية في القصص القرآنيبعنوان ) م١٩٨٢(السعدني - .مطبعة السنة المحمدية، القاهرة مصر.السالم عليه

.مصر: ،دار الفكر العربي القيم التربوية في القصص القرآني) م١٩٩٦(طهطاوي - .،المجلس األعلى للشئون اإلسالمية ،مصرخلق آدم ) ١٩٧٧(كوثر نيازي -جامعة الملك ،كلية الدعوة في عصور ما قبل اإلسالم وبعده،) ت.د(عباس محجوب -

.لعزيز المدينة المنورةعبد ا


http://www.alsunnah.com



٥٠

دراسة واإلسالم والنصرانيةأدم عليه السالم من اليهود ) ١٩٩٤العمصي ، أحمد، - .اإلسالميةجامعة أم درمان . ، كلية أصول الدينرسالة ماجستير غير منشورةمقارنه

.، الكویتمطبوعات جامعة الكویت ، مناهج االجتهاد )م ١٩٧٧ (محمد سالم ، مدكور -

الجزء األخالق اإلسالمية وأسسها) ١٩٩٥(عبد الرحمن حسن حبنكة ، الميداني - . ٣٦٢الثاني، دار القلم ، دمشق، ص

.،بيروتدار الكتب العلمية التاج الجامع لألصول )٢٠٠٦( يمنصور عل ناصف، -

سلسلة أعالم التربية في ( يوسف بن عبد البر القرطبي) ١٩٨٦(النحالوي عبد الرحمن - .دمشق ،الفكرر ، دا)تاريخ اإلسالم

لجنة التعريف باإلسالم الزمني بين األنبياء والرسل االرتباط) ١٩٦٥(محمد يوصف - .في المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية القاهرة




Date post:	29-Aug-2019
Category:	Documents
Upload:	others
View:	15 times
Download:	0 times

ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻪﻴﻠﻋ ﻡﺩﺁ ﻕﻠﺨ ﺔﺼﻗ ﻲﻓ ﺔﻴﻭﺒﺭﺘ...

Documents