العنوان يف الروايــــــــــــة الســـــــــــــــــعودية

هـ )١٤٢٠ -هـ ١٤١٠(

إشراف د / ناصر يوسف شبانة

~٢ ~

~ أ ~

امللخص على اعتبارها العتبة جرائية للعناوين ،قراءة اإلالدراسة لتصعيد مستوى التسعى هذه

وتتشكل فيهـا ، ألا العالمة اللغوية اليت تتصدر املتون ؛ األوىل من بني "العتبات النصية"ه التعرف خالل منميكن و رد العنوان بوظائف مهام خاصة به ،ومنها مالمح النص ، كما ينف

قوم ا . وقد وضحت لغريه من "النصوص املوازية" أن ي ال ميكن. و على خصائصه ومعانيهالدراسة أشكال العنونة يف العشرية األخرية من القرن العشرين للرواية السعودية . وجاءت

العنونـة أشكال : هي حمورينويتحدد يف ، هذه الدراسة يف متهيد وثالثة فصول ؛ التمهيداختص الفصـل و. والعنوان يف اللغة ، عند النقادالعنونة و ،بني الرواية العربية والسعودية

، الداللة املعجمية للعنـوان للعناوين فتناول املبحث األول: النظريةاألول بوضع األسس بينما اختص املبحـث ، كيبادالالت تلك الترين وتراكيب العناو: ينويتناول املبحث الثا

العنـاوين يـدرس والفصل الثاين يف مبحثه األول : .كامن الشعرية يف العناوينمب الثالث:ضامني النصوص بالنسبة لعالقتها بالعناوين مب :اختصواملبحث الثاين خارج سياقاا النصية .

املتمثلة يف النصوص الروائيـة . األدبية النصية لبؤرة العنونة و دراسة حتليلية من شأا حتديدلوحة الغـالف ، و ،املقدمات : (العتبات النصيةلى دراسة بعض يقوم ع واملبحث األخري:

براز الدالالت الداعمة للعنوان واملتعالقة معه واإلهداء...) كنصوص موازية ذات قيمة يف إ : بدراسة وظائف العناوينعنيت ويتناول الفصل األخري ثالثة مباحث على صعيد النص .

بالوظيفـة الثالث :،واملبحث بالوظيفة الداللية والثاين بالوظيفة االخبارية ، اختص األول، . التأويلية

ـ من االني الثقايف و اخيدم كلأن البحث كل ما من شأنه درسوي إذ اعي ، االجتما يؤسس فنية متكاملة بتشكيله الفين ومضـمونه األديب مـع شكلت العنونة السردية خطاب

األخرى ليشكل العنوان النص املوازي األول من بني بقية املناصات . املناصات

وكيل الكلية املشرف الباحثة

حامد الربيعيد. د. ناصر يوسف شبانه صفية عبده محدي

~ ب ~

Abstract

This study aims to improve the level of procedural readings to

headlines as it is the first step towards the textual steps. It is the

linguistic sign exits in the top of the texts. The features of the text can

be specified from headlines. Also, the headline has special tasks, as its

features and meanings can be determined via the headline. The other

Parallel texts cannot do this. The study identified the forms of headings

in the Saudi novel during the last decade of the twentieth century. It

consists of a preface and three chapters. As for the preface, it can be

specified in two main domains; forms of headlining between the Arabic

and Saudi novel, and heading with critics. As for the first chapter, it

deals with putting the theoretical fundamentals of headlining . It has

for searches; the first is about Lexical semantic of the headline, the

second is about structures of headlines and its semantics, the third is

about poetical ambuscades in headlines and the last search is about

reading headlines outside its contextual text. The second chapter has

two searches; the first is about texts' contents in relations to its

relationship with headlines, and the second is about studying some

Textual thresholds (introductions, cover page and dedication ……) as

parallel texts with a significance in the process of highlighting

semantics that support headline. As for the third chapter, it is about

studying the functions of headlines. It has three searches; the first is

about the notification function, the second is about the semantical

function and the third is about the interpretive function. Furthermore,

this study studies all the field that may serve the social and cultural

field.

~١ ~

مةاحلمد هللا الذي جعل اجلد واالجتهاد لطالب العلم س اوعنوان وجعل سر ، العربية حسان إىل يـوم ومن تبعه بإ ،للعاملني والسالم على املبعوث رمحة والصالة ،اوبيان فصاحة الدين.

يالعنوان عد من أهم العتبات النصية اليت تقدم املنت الالسردي ، باعتباره مدخ ا أساسيالروائي . فهو إشارة اإلبداع يف قراءة ميزه عن غريهالنص األوىل اليت ت عالمات . فالعناوين

للعبور اللة ، وهي السبيلالد حمدودة شكلية عالمة وليست جمرد ، موالت دالليةات حوذ صه اجلماليةخصائ على كشف اليت تساعد ص املوصدالن إذ هي مفاتيح ؛ كائياحل إىل املنت

لعنوان جزء من ، فا هاى عرب عناوينتلقت ولذلك أصبحت النصوص ؛ أغواره والداللية ، وسربإسـهاما . كما أنه أسهم له للنص وتعريف . فهو تسمية مهلعوال النص السردي ومدخل

بـة تيف رؤية النقـاد ع . والعناوين مهعوال فه باكتشاف خمتلاملتلقي وإغرائ ثارةكبريا يف إتكاد تكون نصا بذاته ، وذلـك ملقاربته ، فهناك عناوين ماأله ا اجلزءص ، باعتبارهـالن

لكثافة داللتها اإلحيائية ، فهو النصوص عنصرا يف تأويل اآلخر من العناوين يشكل والبعض ما. دالالت نصللوصول إىل سرمبثابة ج

اليةإن فع العنوان يف السرد الرللمتلقي ، وأمهية املثري وائي ع الذي حيتله العنواناملوق السعودية) العنوان يف الرواية ( دراسة يف اختيار عين إىل التفكري؛ كان حافزا دفبالنسبة للنص

موضوعاملاجستري ا لرسالة الكبري ذلك لالهتمام، و الذي حظيت به العناوين يف الدراسات وخاصة ، ديباأل اإلبداعي االنتاج لدفع مسرية األهم تبةالع هو ألن العنوان ؛ احلديثة األدبيةالروائي ، وألن العنوان النص باإلبداع يدفع التميز حنو املتلقي فكر من أجل استراق والتجدد

للشروع يف القراءة ، ومع تنامي السرد الروائي يف السعوديـة منت الدراسات اليت قديةالن

~٢ ~

الباحثة قاربت بعضا الروائيةمركزيـة يف ميثل عتبة ما كان العنوان. ول املتنوعة ا من جتار ى بقراءة املنتيكتف األول يف مقاربة النص الروائي ، فإنه مل يعد ألنه العنصر ؛ فضاء العتباتالسردي بوصفه هو النمن العنوان وتنتهي به. قراءةال فقط . بل تبدأ ص أمهية وتنبثق العنوان من كونه مؤشار تعرـ افي ـ ؤرةللنص وب ه املركزيـة أحداث ،

األمهية وتتضاعف يف العنونة حني ينصب االختيار على ظاهرة يف اخلطاب الروائـي العنونة

عاليـة أدبيـة حيقق العنونة خطاب إذ بات ؛ الليةوالد والتركيبية بتجلياته الشعرية املعاصر

والرفض القبول مفاوضات شهد عادةاليت ت العتبة العنوان ميثل إذ ؛ ا ارفمعت للنص ومجالية

بني القارئ والنص.

والشك أن هذه ، الجأدبية تناولت هذا امل دراسات نحى قد سبقتين عدةويف هذا امل

عوا م، فج فوها مل يقتصروا فيها على السرد، وإن كان مؤل هاالتقدير لريادت الدراسات حمل

، ومنها: والنثر فيها بني الشعر

١- الناشـر ) د/ حممد عويس والتطور يف األدب العريب ، النشأة ( العنوان كتاب . :

موسع ،وهو يعرض للعنوان بشكل .م ١٩٨٨ : . سنة النشر مكتبة األجنلو املصرية

إذ يقدم رصدا تارخييا له يف التراث العريب .

، ) د/ بسام قطوس أستاذ النقد احلديث جبامعة الريمـوك نوانالع كتاب ( سيمياء -٢

والصو هو دراسة ، ، األردن عن مكتبة كنانة يف إربد ادر مـن تناول فيها العديد

النصوص السردية ليدل والشعرية ال على مدى ارتباطالنص. مبوضوع عنوان

دار : الناشر يشعيب حليف ) د/ التأويل وبناء يف العتبات العالمات ةويه كتاب ( -٣

والكتاب م٢٠٠٥ار البيضاء الطبعة األوىل : الد -طبعة النجاح اجلديدة الثقافة ، م .

والقسم الثاين منه عن البناء والتأويل . ، قائم على عتبات النص الروائي

~٣ ~

، الصادر عن حممد فكري اجلزار األديب ) د/ وسيموطيقيا االتصال العنوان ( كتاب -٤

املصـرية والسـردية الشعرية لبعض النصوص وهي دراسة اهليئة املصرية للكتاب ،

ومدى ارتباط العنوان بالنص وداللتليها.ه ع

) يف اململكة العربية السعودية احلديث الشعري يف النص العنوان ( رسالة ماجستري -٥

هـ واليت اقتصرت ١٤٢٨ ، جامعة أم القرى ، األستاذ محدان حمسن عواض احلارثي

فقط. على الشعر

العدواين الصادر عن نادي جدة معجب) د/ تباتالع وظالل املكان تشكيل كتاب ( -٦

ها علـى هـ دراسة موعة من عناوين الروايات السعودية ركز في١٤٢٣األديب

.فقط العنوان املكان

) د/ خالد حسني النصية العتبة تأويلية يف شؤون مغامرة ، نوانالع يف نظرية كتاب ( -٧ العناوين الشعرية والسردية . تناول دمشق وقد - ، سوريا دار التكوين ، حسني

تشكل مرج والشك أن هذه الدراساتم هذه الدراسة .عا مهما خيد د خلدمة الواقع الثقايف والنقدي وتوضيح هذه الدراسةف كما املستوى اإلبداعي

عن مدى البعـد . إذ يكشف البحث للعنونة يف املشهد الروائي السعودي يف هذه املرحلةثالثةالنصف الثاين من املرحلة ال للعناوين للرواية السعودية يف اإلبداعي .

تاج الدراسة باإلجابة عنها :ستنهض ن وهناك أسئلةاليت تتحقق للنص الروائي مـن ما الوظيفة؟ و باملنت السردي العنوان ما مدى تعالق -

؟ خالل العنوان

- ما األثر اإلبداعي بنية العناوين ؟ل - ما عالسابقة له. مع النصوص القة العنوان بالنصوص املوازية ؟ وما مدى تقاطعه

~٤ ~

وقد ارتأيت أن تكون عناوين روايات الثاين من املرحلة الثالثة املؤرخ هلا مابني العقد فـين من تطـور وذلك ملا شهدته ؛ هـ) حمورا هلذه الرسالة١٤٢٠-هـ١٤١٠( عامي

ملحوظ ؛ وحركة إعالمية صاخبة. ونقدية أما منهج أثبـت والـذي الفين املنهج صالحية البحث يف هذه الدراسة فقد رأيت

دراسة عناوين الروايات عمق داللة العناوين بنصوصها من خالل عن كشفيف ال صالحيةاملختارة اليت انتخبت يف نهلذه املرحلة . خمتلفة مذجة إذ قامت الدراسة على مناذج متنوعة

قبةمن هذه احل . مادة البحث من جهة أخرى ، تشعب من ن الصعوبات اليت واجهت الباحثةتكمو

يف إفـادة جمال ذه الدراسةأن تكون ه راجية واختالف مسارا ، الفين والتشكيلي وغريه، . اجلانب الثقايف االجتماعي واألديب

أن يكون البحث على أسئلة البحث رأيت ومن خالل قراءيت للمادة العلمية ، وبناء : مقسما على النحو التايل

. ، وخامتة فصول ، وثالثة ، ومتهيد مقدمة

متهيد : حىت الوقـت السعوديةالرواية ظهور منذ بداية الروائية نةالعنو فيه مسرية اولتتنو

ـ ها مثـل ت يف ظهورها وتقـدم عرجت على العوامل اليت أسهم، مث نـالراه حافة الص، اا واصطالحيمعجمي للعنونةت رضمث ع ، مها حىت أصبحت بالشكل احلايلواإلعالم وغري

. الباحثني والنقاد راءآبعض و

الفصل األول :تناولت فيه العناوين يف أصلها املعجمي . املبحث األول : : ثالثة مباحثيتألف من

واليت تفاوتت فيها العناوين عرضت فيه لبنية العناوين يف أبعادها التركيبية؛ املبحث الثاين :و

~٥ ~

، ، وإبراز أثر مجال اجلانب التركييب للعنـاوين لـبني املفردة واملركبة والعناوين اجلم ما والتـأخري والتقـدمي واإلضـافة احلذف رثالعناوين وأ شعرية: املبحث الثالث بينما مثلفيها واالختزال والتكثيف ، باإلضافة إىل إسهامة العنوان. ها يف شعري

: الفصل الثاني

العناوين خارج سـياقاا تتبعت فيه داللة : املبحث األول: ثالثة مباحثمن أيضا

العالقة بينهما ، ومدى عمق ، العنوان والنص جدلية فيه عاجلت : املبحث الثاين النصية.

يـات النصـية تعرضت فيه موعة من املواز املبحث الثالث :. النص يف العنوان فوتكث

، الداخلية ، والعناوين املقدمات، و اإلهداء، و صفحة الغالف التشكيلية ة يف (للعنوان املتمثل

يف فهم النصوص املوازية العناوين وألمهية تلك دالالت واخلواتيم ...) وذلك بغية استجالء

أبعاد العنوان عند مقاربته وتأويله .

الفصل الثالث :ـ تاختص مباحث ثالثةوحررت فيه :اـبوظائف العناوين على تباينها واختالفه

رب عن شيء من مالمـح نصـها اليت خت ةاإلخباريالعناوين على : املبحث األول فاقتصر

يف اإلشارةواليت تسهم ةالدالليذات الوظيفة نيواللعن عرضت فيه: املبحث الثاين و. األديب

ها وإبـراز إنتاج على إعادة العناوين داللة وأثر ةاإلبداعي يف العملية املناطة العنوانداللة ل

بينما اختص . هامجالياتإظهـار يف العناوين تأويلوأثر العناوين التأويلية : بالثالث ثاملبح

العناوين قيمة ومدى التداخل اجلمالية والنصوص املوازية ، ه يف عالقة العنوان مع نص النصي

هـذا نكـو ا . فمجالي في عليه تفاعالضنصية ت يف حماورة دخل العنوانحيث ياألخرى ،

. للعناين عرب وظائفها لرصد هذه التفاعالت اخلارجية املبحث حمفال

~٦ ~

: اخلامتةإىل التوصيات. ، إضافة رت عنها الدراسةاليت أسف النتائج قمت فيها بإثبات أهم

قسم الدراسات العليـا ى ممثلة يف كلية اللغة العربية وشكر جلامعة أم القرالومن مث ا ، على احتضاا فكرة حبثي ، كما أشكر سعادة العميد ، ووكيله ، وسعادة رئيس ـفيه

.قسم الدراسات العليا ووكيلهالدكتور ناصر يوسف شبانة الذي منحين من وبعد فالشكر مزجى ملشريف : سعادة

غا يل شني الذين فرلألستاذين املناق، و وتوجيهه برعايته يعل ، ومل يبخل قته وجهده الكثريويل جزيل هما وأسديامن مثني وقت علـى أحسـن ليكون هما لتقومي أود هذا العملتوجيهات

.، وملقرري األستاذ الدكتور : عبد اهللا إبراهيم الزهراينما يرام ، صاحل مجال بدوي الذي أعـانين / اذ الدكتورأشكر مرشدي األستوال أنسى أن

والـذي من نصحه الكثري ى يللين وأسدقوص ، البدايات طي صعوباتخعلى ت ، بعد اهللاأجنزت معه البحث نصف ، والعرفان الشكر كل ما هلفشكر.

ا ملـن نسـجت يل فشكر، ملن ساندوين إال أن أقدم شكري ويف اخلتام ال يسعين عتمة الدروبا يضيء هزيع الظالم وبدعائها نور. انقتشكردعواته ا لقلبك أمي الذي ع

شكرا لك أيب يامن علمتين الصمود. كوين. فقيل هلا!.. ب السماءاأبووألخي حممـد نافـذة روح .، رئة البحث ومتنفسه العميقعلي : خيأل والشكر

الذي كان خري ولزوجي .كل من ساهم جبهده ووقته ونصحهولوالشكر ألخوايت البحث . لوصـول للكل السواعد اليت امتدت للعون حىت تكلل سعيهم وشكر، عون إلمتام البحث

. أوجهبالبحث إىل

~٧ ~

: هلا دور فعال يف التأثري وافة وتقدم اإلنتاج اإلبداعي على ثق امؤشر بارزتقف العناوين

. وشكلت هذه العناوين اجلانب األهم مـن ديبومن مث بالتايل على نصه األ ، على املتلقيوتتركز حتوالت العنونة يف السرد الروائي العريب منـذ . النص السردي لكوا بؤرة النص

ن مام القراءة بالعنونة الروائية يف هذه املقاربة م، إذ يأيت اهت البدايات وحىت املرحلة الراهنةنواع السردية ، وتزيح األجناس األخرى عـن سـطوا الرواية باتت تتسيد األ حيث إن

لالستحواذ على مساحات القراءة يف عمليات التلقي الراهنة ، إذ شرعت تستقطب اهتمام وهذا مل يتأت ، خر يف جمال الكتابة األدبيةم أكثر من أي نوع آالقراء على خمتلف مشار

، ه وتفاصيله وخفاياه وظواهرهاتئيبكل جز العامل على التورط يف هلا إال ألا األكثر قدرة فهي فعل ختيلي.

فتعـددت ، ، بعدة مراحـل ، عرب تاريخ الرواية منذ نشأا مرت العنونة الروائيةو

. وهـذه الوظيفـة مراحلها واختلفت أشكاهلا يف الرواية فكانت مبراحلها واضحة للعيان

ـ ـالرواية منذ الوالدة األوىل متمثلاإلستراتيجية للعنونة الزمت ذ ـة يف عدة مراحـل من

لذلك هـي علـى ؛ العنوان ن الرواية ولدت وولد معها؛ وأل البدايات حىت الوقت الراهن

، بقدر مـا ا على النص الروائيا طارئمل يكن العنوان ضيف ، العكس من اخلطاب الشعري

راءةـللتداول والق أي غدا النص الروائي قابال ، ا من أبعاد الشبكة النصية للروايةكان بعد ،

ـ ،الروائي حضوره وكينونته يف العامل اوشكل العنوان مسوغ ، والتـومرت العنونة بتح

، ا له خصوصيته ومجاليتـه ء على املستوى العريب عامة والسعودي خاصة لتغدو خطاباسو

يف سـياق اأدبي انوع بثاق الروايةوتلك املراحل يف الرواية العربية اكتسبت مشروعيتها بان

." األخر التثاقف مع "

~٨ ~

وكما مرت الرواية العربية بعدة مراحل يف العنونة جند كذلك الرواية السعودية مرت غلبت العناوين ، والتجريبية، وأخريا ، والواقعيةالرمانسيةالكالسيكية االجتماعية، و مبراحل

ا وأكثرها نضج (املرحلة الثالثة)املرحلةولعل أبرزها هذه ، االشهارية على الرواية السعودية

.)١(على مستويي العنوان والنصلفـك ، فهي حتتاج جهـدا اإلغواء على املتلقين العنونة ذات سلطة يف الغواية ووأل

وأشكال خمتلفة. حبضور قوي متيزت لذلك ؛ شفراا ولفهم أسرار النصالعناوين وتقدمها وبروزها للمتلقـي ظهورهـا ومن العوامل اليت أسهمت يف تطور

يف وسائل االعالم واهتمت ا كذالك دور النشر باالهتمام باخراج صفحة بأكثر من شكلإمنا حصدت الكثري ؛ الساحة األدبية مبنحها واجهة الكتاب فلم تكتف الغالف اخلارجي ،

برز واألهم يف حياة األفراد من األدب االجتماعي األ ، خاصة الرواية باعتبارها من االهتمامفشكلت الصحف واالت الفتات إعالنية لألعمـال األدبيـة بـأبرز ، املثقفني وغريهم

ومن مث يف اإلعالم املرئي واملسـموع ، أال وهي العناوين منذ نشأة أدب الرواية ، مكوناا يف الوقت الراهن. فضال عن النوادي األدبية وامللتقيات الثقافية ،واملقروء بشكل أوسع

العـدد ، االديب جريدة االسبوع، : من جمال التسمية إىل النصية " الروائيةالعنونة خالد حسني حسني : " : انظر) ١(

م .١١/٨/٢٠٠٧ تاريخ، ١٠٦٧

~٩ ~

: توطئة : العنوان لغة واصطالحا : مقاربة املاهية واملفهوم

: العنوان لغةوقـد ، " بوصفهما جذرها لسان العرب ) إىل مادتني يف " العنوان ترجع كلمة (

: توافر أكثر من معىن لغوي هلا توردها الباحثة على النحو التايل : ) عنن ( املادة األوىل

عنا وعنونـا ن ويعن؛ وعن يع كـ: ظهر أمام يعن ويعن عننا وعنونا عن الشىء ؛ ومنه قول امرئ القيس : : اعترض وعرض عتنوا

فعن لنا سرب كأن نعاجهلكذا أي عرضته له وصرفته إليه. عننت الكتاب وأعننته ... ، االعتنان االعتراضو

وعن الكتاب يعنه عنا وعننه:عننـت : . وقال اللحياين ، مشتق من املعىن ، وعنونته وعلونته مبعىن واحد كعنونه

تابني الكعه تتيننينا وععه ةتتنونوانا ألنه إحدى النونات ياء، أبدلوا من ، إذا عنومسي ع ،، ومن قال ، فلما كثرت النونات قلبت إحداها واوا ، وأصله عنان يعن الكتاب من ناحيتيه

ض . ويقال للرجل الذي يعر ، ألنه أخف وأظهر من النون علوان الكتاب جعل النون الماحصروال ي : وانا حلاجتهوقد جعل كذا وكذا ع؛ وأنشد ن :

تحكي الدواهيا صمعاء ها، ويف جوف وتعرف يف عنوانها بعض لحنها : ؛ قال سوار بن املضرب والعنوان األثر : قال ابن بري

نوانـات عفيـيت أخـجـعلتها لل ، وحاجة دون أخرى قد سنحت ا : وكلما استدللت بشيء تظهره على غريه فهو عنوان له كما قال حسان بـن قال

: ، رضي اهللا تعاىل عنهما ثابت يرثي عثمان

~١٠ ~

اـل تسبيحا وقرآنيع الليقط ، ضحوا بأشمط عنوان السجود به

؛ : هي اللغة الفصيحة ، بالضم ، والعنوان العلوان لغة يف العنوان غري جيدة : قال الليث

ياسووقال أبو دواد الر :

ـرن الذهـاب؟ببطن أواق، أق ن طلل كعنـوان الكتاب، مل

: ومثل أليب األسود الدؤيل : قال ابن بري

إىل ع تظروانـه فنن ـهبذتن كذبمن نعالكاكن عال أخلقتن

.)١(خبرهم تن ما عند القوم أي أعلم. واع وقد يكسر فيقال عنوان وعنيان

: ويف منت اللغة

نكذا عيء لالش ، هننوأع هننعو ، هنوأع ، له هضرع ، ،هنونع ابته والكإلي فهروص ،، ، كتب عنوانه ، وعنون الشيء جعل له عنوانا ، جعل له عنوانا : عنونه عنى الكتاب تعنية

هنكذلك. وأصله عن اهوعن ،

ومن ))العلوان لغة غري جيدة من الكتاب((والعنوان، والعنوان، والعنيان، والعنيان، هنونالكتاب ع نان، عن٢(كل شيء، وكل ما استدل به على سائره، واألثر، وأصله ع(.

ن بعـرض اتعريف ابن منظور السابق حيث يقرن داللة العنو يتفق معتعريف وهووأثر مما يفيد أن العنوان هو العالمة اليت يستدل ا ، الشئ على سائرهبالشيء واالستدالل

ماهيته. دى الكتاب إذ حتداملتلقي عل

اململكـة العربيـة - ، الريـاض داراألخيـار ( ١، ط خالد القاضـي : ، حتقيق لسان العرب " ": ابن منظور )١(

.٩ج ، ) عنن ( مادة م .٢٠٠٦هـ/١٤٢٧، ) ةـالسعودي ، مادةم ١٩٩٦ لبنان ) - ، بريوت ( دار مكتبة احلياة ، ط).(د ، ، منشورات " معجم منت اللغة " : أمحد رضا )٢(

. ٤، ج ) عنن (

~١١ ~

: ) عنا املادة الثانية (، وعنـوت الشـيء ، وأعنته أظهرته عنت األرض بالنبات تعنو عنوا وتعني أيضا

هتجرمة. أخقال ذو الر ،

نم به تنا عماء مباخللص قبي لمهوجريا وههسبطب إال يالر

ل اهلذيلوأنشد بيت املنتخ :

حاضن له وتزحو مبنعت

وقيل معىن ، ، ومن تعني بقولك أي من تقصد عنيت فالنا عينا أي قصدته : ويقال ) يعنيك أي يقصدك. يف حديث الرقية قول جربيل عليه السالم (

هتدا أي قصينا عفالن يتنيقال ع تدبالقول كذا أر تينعومعىن كل كـالم . و ، ومعناته ومعنيته مقصده.

، قـال : عنونت وعننـت وعنوان الكتاب مشتق فيما ذكروا من املعنى وفيه لغات : يونس، وأنشد ، وأعنه األخفش عنون الكتاب

تدإذ أر ابتالك نا فطمكتوي رسي اب لكيتالك ناعو هابوج

وعنـاه ، ، وعنونه عنونة وعنوانا : العنوان والعنوان مسة الكتاب ال ابن سيدهـق ، وقد عناه وأعناه. والعنيان مسة الكتاب : ا، وقال أيض : ومسه بالعنوان كالمها

: ، حكاه اللحياين وأنشد ، أي أثر من كثرة السجود يف جبهته عنوان : وقال

ونط عمأشر انوصني نوز بنع نز منع ةكبكر هودجن سم ١(به(

: شارة إليها يف هذا اجلدولعدة معان وميكن اإل) حتوي عنا ( ) و عنن ( فاملادتان

.٩، ج ) عنا ( ، مادة لسان العرب " ": ابن منظور) ١(

~١٢ ~

الداللة ) عنن ( مادة

الظهور عن الشئ يعن ويعن عننا وعنونا.........ظهر أمامك

االعتراض : اعترض وعرض عتنوا

العرض عننت الكتاب وأعننته لكذا أي عرضته له

وقد جعل كذا وكذا : حيعرض وال يصرويقال للرجل الذي عنوانا حلاجته

التعريض وعدم التصريح

هنونة عنيعت تابى الكنالعنونة ، ع

األثر والعنوان األثر

نوان لهظهره على غريه فهو عاالستدالل كلما استدللت بشيء ت

لةالدال ) عنا ( مادة

الظهور ، وأعنته أظهرته عنت األرض بالنبات تعنو عنوا وتعني أيضا

هتجريء أخالش تونعاخلروج و

هتدا أي قصنيا عفالن تينالقصد ع

تدبالقول كذا أر تينعاإلرادة و

مسة مسة الكتابالعنوان والعنوان

األثر أي أثر : يف جبهته عنوان من كثرة السجود

~١٣ ~

مبادة - سابقا - " عن تلك اليت اتصلت عنا ادة "ـف املعاين اليت اقترنت مبـال ختتل، " الظهور، واإلخراج، واألثر ، حيث أفاد "عنا ، مما يفيد عالقة عفوية بني اجلذرين "عنن"

العنوان. هايلإمجيعها دالالت تقترن بالكتاب ويشري ومسة الكتاب والقصد ، وعتراض والظهور واألثـر هو موجز من معاين الداللتني يتضح أن اال ومن خالل ما

، هذه الدالالت من أقوى الدالالت صلة بالعنوانو .بالعنوانأكثر املعاين صلة والسمة هي ألنه أول ما يظهر للمتلقي معترضاا أمامه موحي كمـا أن " ا إليهمبوضوع الكتاب ومشري ،

؛ فأما األول فمن ) القارئ ( و ) املنتج / املبدع ظهور العنوان يعين سطوته وجتبره على (...وأما الثاين فكونه يلقي بضالل سلطته على ه صاحب احلظوة والصدارة يف النصنحيث إطبيعة مرجعية ألنه العتبات ذي من بني تباره عنصرا مهماباع هيستأثر باهتمامو ؛ )١("القارئ

فهو القصد والسمة واألثر ألنه عتبة النص األوىل ، حييل إىل النص كما أن النص حييل إليه .وثيمته األساس

: االعنوان قدميسـواء يف ، خ خاصـة النثـر ـا عند العرب عرب التاريـعرفت العناوين بأمهيته

ة القرآن ـى منوذج للعنونـولعل أعل ، مـأويف مؤلفا وغريها اتـنصوصهم مثل املقامث ـت بالتوقيف من األحاديـا والذي ثبـتهور أي عنونـأمساء الس "املتمثلة يفم ـالكري

ك يف كتايب ـوجاء ذل )٢("اق السورـواآلثار أا تستند إىل إشارات ودالالت بعينها يف سيالسور أصبحت العنونـة ، وبعد عنونة السورعن تعدد أمساء فضال )٤(واإلتقان )٣(انالربه

بارزة بشكل واضح عند العرب.

م ،٢٠١٠، دمشـق ) ، سـوريا –دار التكـوين ( ، ١ط تطبيقية "علم العنونة دراسة " القادر رحيم :) عبد ١( .٣٥ص

، مكتبة األجنلو املصـرية -القاهرة ( ، ١ط ، " " العنوان يف األدب العريب النشأة والتطور : : حممد عويس ينظر )٢( .٩٠ص ، )م١٩٨٨

، دار ط.ند. : أمحد علـي ، ، حتقبق" القرآنالربهان يف علوم " : االمام بدر الدين حممد بن عبد اهللا الزركشي )٣( .١٨٩صم ، ٢٠٠٦هـ/١٤٢٧ ، احلديث القاهرة

دار ،١ط عبد الرمحن الـزواوي ، : حتقيق" ، تقان يف علوم القرآناإل: " : احلافظ جالل الدين السيوطي ينظر) ٤( .بعدها وما ١٥٣ص ،م ٢٠٠٦-هـ١٤٢٧ ، اجلديد

~١٤ ~

ا بنصوصها من الشعر الذي اعتمد يف النثر فهي أكثر التصاق وعند احلديث عن عنونة. أما )١("...وبالنسبة إىل الشاعر أو املصنف ، على العنونة باملطالع وحرف الروي"بداية األمر

جاءت العنونة مالزمة له حيث ولدت ف، احلديث عامة والرواية خاصةللسرد العنونة بالنسبة مبولد السرد فال نصوص سردية بال عناوين.

: االعنوان اصطالحجمموعة العالمات اللسانية اليت تدرج على رأس " ) العنوان بأنه يعرف ( ليون هوك

.)٢(" اءتهالنص لتحدده ، وتدل على حمتواه العام وتغري اجلمهور املقصود بقرنصوصه احملالة إليه ، ال ميكن ألي مكون أن لعنوان عالمة بارزة وإشارة قوية إىل فا

تكون له صدارة العنوان ونفوذه على النص والقارئ إذ يتبوأ الصدارة يف الغالف اخلارجي سرار النص ه عالقة وطيدة بالنص لكونه حيمل أول ، أول على املتلقي االيت جتعل منه مسيطر

ولوج؛ إذ ال مدار التحليلوالعتبات أساس يسبق النصوص ويعلوها فهوبني ثناياه ، وألنه اإىل النص إال من خالله ألنه ميثل مؤثر ابصري فهو يـربز للمتلقـي ، يف آن واحد اولغوي

؛ النص أعماق رب هو املدخل األساسي للنفاذ إىليعت ولذا فالعنوان ؛ بشكله وحجمه امتميز إال عرب العنوان الذي يعطي النص هوية ومسة معينة تتعلق النص أعماق إىل إذ ال ميكن النفاذ

، ا يف الـنص مضمونه السردي الذي يكون مستورنصه وتسبقه للتمهيد له واإلشارة إىل بويبقى الناقد الفرنسي " جريار جنيت من كبار املنظرين الغربيني الذين أولوا عناية كـبرية

.)٣(" م١٩٨١ " والذي نشره يف سنة العتبات والسيما يف كتابه " . للعنونةوالعنوان ميثل انطباعاملـه يف شـىت للمتلقي قبل قراءة النص واكتشـاف عو اا أولي

ألوىل الـيت تصـافح افهو فكرة النص ؛ الفكرية واجلماليةخصائصها عناصرها التركيبية و .القارئ

، دراسـة " العنوان يف النص الشعري احلديث يف اململكة العربيـة السـعودية " : محدان عواض احلارثي :انظر )١(

.، التمهيد وصفية حتليلية جملة عـامل الفكـر ، " هو الفرياق مايف شعرية العنوان يف كتاب الساق على الساق " : للهادي املطوي : ينظر )٢(

.٤٥٦صم ، ١٩٩٩ الكويت ،، العدد األول - ٢٨جملد .٢٧١" ، ص " السيميولوجيا بني النظرية والتطبيق : مجيل محداوي ) ٣(

~١٥ ~

أهمية العنوان :م العناصـر املكونـة تنبثق أمهية العنونة بشكل عام من كوا تعد عنصرا من أه"

، يشكل قيمة داللية عنـد نه مكون داخلي يتخلل املنت النصيكما أ. )١("للمؤلف األديب ا لسلطة النص وواجهته اإلعالمية اليت متارس على املتلقي اعتباره ممثلميكن ، حيث " الباحث

، فضال عـن كونـه إكراها أدبيا كما أنه اجلزء الدال من النص الذي يؤشر على معىن ما .)٢("يعة النص واملسامهة يف كشف غموضه وسيلة للكشف عن طب

تصاد لغوي سد أعلى اقفهو كما يرى بسام قطوس " جي ، ن خيتزل النصامث إن العنوإذ ال يتجـاوز ؛ )٣(" ممكنة مما يدفع إىل استثمار منجزات التأويـل يوازي أعلى فعالية تلق

إال أن هذه الطاقة املستثمرة يف اختزال املعاين حتمـل الكـثري مـن ، القليل من املفرداتيقـدم اص وهو غدت هاجسا ملحا للن لذلك فإن العنونة " ؛ الدالالت اليت يكترتها النص

ثرية ، والغواية امل نوان يف العميلة األدبية إبداعار الذي ميارسه العطاخلنصه للقارئ نظرا للدور كما )٤(ستراتيجية الكتابة "إمن أ، مبعىن أن العنونة جزء ال يتجز اليت يبثها حول النص تلقيا

،وهو مبثابة عتبـة )paratexte(املوازير اليت يستند إليها النص يعد العنوان من أهم العناص"نه أول طرف للتفاعل مع النص املنجز ويكتسب تلك األمهية من حيث إ )٥(" بالنصحتيط

؛ فهي املنطقة ستراتيجية يف عملية تلقي النصإ من كونه يشكل منطقة وتتأتى أمهية العنوان "وبالتـايل فـإن . القارئ والنصاألوىل بصريا ودالليا واليت يقع فيها حدث التصادم بني

الكشف عن أسرار هذه املنطقة اخلطابية يقودنا إىل إماطة اللثام عن منطقة التشكيل النصي .)٦("للنص ذاته بنية وداللة وتداوال

.٩، ص )م٢٠٠٤، القاهرة ، ( ١ط، هوية العالمات وبناء التأويل " ": شعيب حليفي ) ١( . السابق نفسه ) ٢( .٣٦) ، صم ٢٠٠٢، األردن –مكتبة كنانة ، إربد ( ، ١ط، " سيمياء العنوان " : بسام قطوس ) ٣( –دار التكوين ، دمشـق ( ، ١مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية ، ط، " خالد حسني : " قي نظرية العنوان) ٤(

.١٦-١٥، ص )م٢٠٠٧، سوريا .٢٦٣" السيميولوجيا بني النظرية والتطبيق " ، ص: مجيل محداوي ) ٥() ، م٢٠٠٨، دار التكـوين ، دمشـق ( ، ١ط، ويـل " أشؤون العالمات من التشفري إىل الت " خالد حسني : )٦(

.١٠١-١٠٠ص

~١٦ ~

: الوعي بالعنوانالعنوان ليس جمرد عتبة ، أو أيقون زائد ، أو ملحق بالنص ، إنه نص حـال ـ"ـف

والشك أن ، ألنه فكرة النص اليت يتركز فيها العمل )١("النص توسيعا له إلمكان وال يعدو احيمـل و )٢("العنوان يشكل نقطة مركزية أو حلظة تأسيس بكر يتم منها العبور إىل النص"

ساسية للنص وهـو نه ميثل محولة مكثفة للمضامني األأل ؛ فالنص يقوم عليه . أمهية كربىفهو ميثـل ، )٣(مسة الكتاب " ا عن كونه "الغالف فضلا على صفحة النص مصغر ةواجهاانطباع طته الدخول إىل الـنص وهو معرب يتم بواس ، يف ذهن القارئ قبل تلقي النص اأولي

وحماولة الكشف عن بنيته العميقـة رموزه ، ومعرفة أبعاده يف النص ، وتصور لفهم مراميهأبعاده جهد من القارئ ليقوم العنوان بتحديد. وحيتاج إىل اليت ختتبئ خلف بناه السطحية

كشف دالالته بشكل مباشر أو رمزي ، يو ته الشعريةطبيع بالنسبة للنص كما "حيددالعنوان .)٤("فهو حيدد رؤية املؤلف وهدفه

إجرائيا ا"وباعتباره مصطلح ـ ا يف مقاربة النص األديبناجح ا ، ونظرا لكونه مفتاحراسـات لذلك عنيت بـه الد )٥(احمللل للولوج إىل أغوار النص العميقة "ا يتسلح به أساسي .ية الدالل

: العنوان والتسميةوظيفة التسمية ذات أمهية بالغة إذ بالتسمية يتميز نص عن آخر ويعرف به حيث مييز

نة كينونة للنص بال عنوفهو جزء مهم من كينونة النص إذ ال ،بينه وبني غريه من النصوص

، ٥٣ج النـادي الثقـايف األديب ، ، جدة ( جملة عالمات يف النقد ،، من النص إىل العنوان " حممد بو عزة : " )١( .٤١٥ص ، )م ٢٠٠٤سبتمرب /هـ١٤٢٥رجب ، ١٤م

.٣٩ص ، " بسام قطوس قطوس : " سيمياء العنوان ) ٢( .٣٨، ص " علم العنونة " : عبد القادر رحيم ) ٣(النـادي ، جـدة ( جملة الراوي ،، التناص النوعي : مناذج من الرواية املصرية املعاصرة " عبد املنعم أبو زيد : " )٤(

.٥٦) ، صم ٢٠٠٩ غسطس/أهـ١٤٣٠رمضان الثقايف األديب ، .٢٦٢" ، ص والعنونة بني النظرية والتطبيق السيميوطيقيا مجيل محداوي : " ) ٥(

~١٧ ~

تعين وينقذ النص من " ون من حيث ها، وتنبثق أمهية العنو ودهج وحتديدي ر تعريفيمؤش، فإن الفناء واالمتالء ، احلد الفاصل بني العدم والوجود - العنوان -أي -كونه لالغفلة ؛

وال ميكن جتاهل العالقة بني كل مـن ، مييزه عن غريه . )١(" ) اعنوان ميتلك النص امسا (السم والعنوان إذ هي عالقة العام باخلاص ومن تلك التسمية ميكـن استشـراف دالالت ا

ميكن لنص أن يتداول بدون عنوان أو يشرع . ألنه حيدد هويته بني النصوص إذ ال ناالعنويعـرف وبفضـله به ، العنوان للكتاب كاالسم للشيء ألن " ، للقراء دون اسم أو هوية

)٢("ويدل به عليه ، وحيمل وسم كتابه ، يشار به إليه ، يتداول

العنوان وحلظة التأسيس :ته املبين عليهـا مسالنص و بؤرةلا ما يؤسس غالب الشك أن العنوان يف العمل األديب

حيقق وظيفة االتساق واالنسجام على مستوى بناء النص أو اخلطاب، ويعد كذلك "فالعنوانس لعنوان يؤسألن ا )٣(من أهم العناصر اليت يتم ا حتقيق الوحدة العضوية واملوضوعية...

.وخارجه داخل العمل األديب للنص

: والعنونة الداللة

الدراسـات قد أولت ف ، هي األكثر قدرة على فك شفرات العناوين الداللةوألن تلـك البنيـات بنياته واإلمساك مبستويات و هعوامل وكشفأمهية كربى للعنوان ، الداللية

، بشكل من الداليلوقد أظهر البحث " الناحية الدالليةتبقى الدراسة األعمق للعناوين هي وجعيـة ساسـية املر النص األديب ، وذلك للوظـائف األ األشكال ، أمهية العنونة يف دراسة

.٥مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية ص، " يف نظرية العنوان " : خالد حسني) ١( .١٥" ، ص تصال االديبوطيقيا االمالعنوان وسي حممد فكري اجلزار : ") ٢( .٢٧٥ص " ، " السيمولوجيا بني النظرية والتطبيق: مجيل محداوي) ٣(

~١٨ ~

بـالعنوان " ألنـه الدراسات الدالليةوعنيت )١("والتناصية اليت تربطه بالقارئ فهامية اإلو .من ضرورات العمل اإلبداعي )٢("ضرورة كتابية

: أقسام العناوين العنوان اخلارجي :

هو العنوان الرئيس الذي يتربع فوق صفحة الغالف األمامي للعمل األديب أو الكتاب من النصوص. مييز كل نص عن غريهو )٣(أو املؤلف

: العنوان الداخلي

واملتواليات ، العناوين الداخلية هي تلك العناوين اليت تفصل بني الفصول واملقاطعن اما يسمى بـالعنو أو أو النصوص الشذرية وقد تستبدل بشذرات " ، ة يف السردـالنصي

.وترمز إليهأو عبارات ختتزل النص أو أبيات شعرية )٤(" الشذري

: مكونات العنوان

" فالغموض واحلذف مها يتأسس العنوان من مكونات قد تكون ذات جانب تركييبيشتغل احلذف على املستوى التـركييب و ، ظاهرتان متوازيتان يف عناوين احملكي احلديث

منـط اجلملـة االمسيـة ، مثل )٥(" للعنوان ، بينما يشتغل الغموض على املستوى الداليل، ، النمط اجلملي ، النمط التعجيب والظروف ، والنعوت ، والصفات ، واجلملة املوصولية

كما تنضـاف ...مناط اليت تبني اجلانب التركييبوال تنحصر مكونات العنوان يف هذه األ

.٢٦٢" ، ص " السيميولوجيا بني النظرية والتطبيق: نظر مجيل محداوي) ا١( .١٥العنوان وسيموطيقيا االتصال األديب " ، ص ": حممد فكري اجلزار ) ٢( .٢٦٧، ص" " السيميولوجيا بني النظرية والتطبيق: نظر مجيل محداوي) ا٣( .٢٦٧، صنظر املرجع السابق ) ا٤( .٢١" ، ص التأويل ءهوية العالمات يف العتبات وبنا " حليفي :شعيب ) ٥(

~١٩ ~

سم شخص ، قد ن العنوان يف هذه احلالة حامال اليكو : العنوان الفاعل ...مكونات أخرى مثل رواية صاحلة، ورواية السكر املر . .)١(" الروايةبطل " يكون هو

: املكون الزمين

، )أيام الرشيد ولياليـه ، مثل رواية ( ذلك أن العنوان يتضمن معلومات عن الزمن ) وأي عنوان حيمل داللة زمنية سواء طالت أو قصرت. زمن يليق بنا ( ، ) (ليلة عرس نادية

: املكون املكاين

مباشر أو غري مباشر )٢(أن يأيت العنوان متضمنا للمكان كفضاء مغلق أو مفتوح وهو(الغصن اليتيم) وغريها (الغيمة الرصاصية) الفردوس اليباب)( )مثل (الغيوم ومنابت الشجر

من عناوين الروايات ذات الداللة املكانية.

: املكون الشيئي

، ، اخلـامت املكونات الشيئية كالبساط ، عرب العنوان ، و املكون الذي يعنيـوه . )٣(، املسدس الطائر

: املكون احلدثي

ألنـه . )٤(أحداث تطغى على هذا املكون ، فهو يستوعب باقي املكونات األخرىاملكون االساسي ل الذي حيتوي كل املكونات األخرى،ألن احلدث هو األمشاملكون األعم و

.، مثل رواية رعشة الظل بقية الكونات يف السرد تتشكل عربة

.٢٢-٢١ص، انظر املرجع السابق )١( .٢٣" ، ص هوية العالمات يف العتبات وبنا التأويل " شعيب حليفي : )٢( .٢٤ص) انظر املرجع السابق ٣( .٢٤ص، انظر املرجع السابق ) ٤(

~٢٠ ~

: ( األساسية ) العنوان والوظيفة األوىلولكن تبقى هناك الوظيفة األهم واألوىل بالنسبة للعنوان من ، وظائف العنوان دتتعد

" فشارل غريفل وليوهـوك ؛ كثرة تلك الوظائفمن على الرغم ، بني الوظائف األخرىقوم بدور تعريف الكتاب ويشري إىل حمتواه ويربز فاألول يرى أن العنوان يحتدثا عن ذلك ،

العنوان : جمموعة مـن الـدالئل ، إذ يعترب ك عن نفس العناصريقيمته ، كما حتدث هوبينمـا )١(يت عادة يف بداية النص من أجل تعيينه ، مشرية إىل حمتواه العـام " اللسانية اليت تأ

( ليوهـوك من شارل غريفل و أشار إليها كل جنيت يقبل مبدئيا ذه الوظائف اليتجريار وتعتـرب ، الوظائف التعريفية الثالث) ولكنه يرى أن الوظيفة األوىل هي الوظيفة اإللزاميـة

فهما اختياريتان وذلك ألن العنوان قـد ال ، األخريان . أماالعنوان وسيلة لتعريف الكتابتبقى وظيفة التعريف بالكتاب هي الوظيفة و ، يشري إىل احملتوى، كما أنه قد خيلو من اإلغراء

.)٢(جنيت رألخرى كما يرى جريااوأهم من الوظائف ،األساس للعنوان

: وظائف العنوان : ) التسمية نية (يظيفة التعيالو

أبسط وظيفة يؤديها العنوان أن حيمل وظيفة التسمية اليت يشترك فيها العنوان مـع سم املؤلف و ا )٣(" اسم الكتاب الذي نريد شراءه يف هذه الوظيفة يوضح " ، اسم املؤلف

ـ يإذ العنوان يقوم بتع ، يقوم العنوان بوظيفة التعيني، دقة احلضور األقوى للتسمية نس ني جرواية ، : فهو حييل إىل نوع اجلنس . ز انتمائه إىل النصابرالنص األديب وهويته ويسهم يف إ

.س األدبيةوغريها من األجناقصة ، شعر ،

.٣٥، ص ١٢م ، ٤٦ج ،عالمات يف النقد ، " األديبعتبات النص ": محيد حلميداين )١( .٧٨) ، ص ( جريار جنيت من النص إىل املناص، " عتبات ": عبد احلق بلعابد انظر: ) ٢( املرجع السابق نفسه )٣(

~٢١ ~

: ) اإلغراء ( وظيفة التحفيزيةال

و يدعمها ، يقوم العنوان بوظيفة اإلغراء اليت جتذب املتلقي لتناول النص لفك رموزهاملتلقي لسرب أغـوار الـنص فإغراء العنوان يسهم يف حتريض . العنوان ورسومات الغالف

.)١("ا قارئه املفترضلعنوان مناسبا ملا يغري جاذبيكون ا دافعيته يف اختيار النص فـ" يقاظإوأنه يـثري : اليت تتجلى يف دورين له بإزاء اجلمهور منهاهذه هي وظيفة الذرائعية للعنوان و

.الفضول يف التصفح أو االستعارة أو الشراء من خالل دوره االستباقي واإليهامي

: الداللية اإلحالية

ـ ؛ إذ أ إىل حمتوى النص شارةتم اإليف هذه الوظيفة ت ،ة دالليـة ـن للعنوان وظيفوظيفـة ، كما عند بسام قطوس ، وهي ، ا بذاتها قائميف هذه الوظيفة يكون نصفالعنوان عـة مـع يإمنا يقيم قط ، "ويقصد ا أن العنوان ال حييل على مرجعية معروفة ،االستحالة

إحالة العنوان وداللته على النص. .)٢(" مبفهوماته الرمزية املتحجبة إالال حيتفظ ، وهـإحالترة على النص لفك شيف وقد تأيت داللة العنوان رمزية إحيائية غري مباشرة مما جيعل املتلقي حماال

إمنا هي جانب شد املتلقي القتحـام الـنص ؛ و الدالليةلعنوان بالنص والوظيفة اإلحالية أا ىل نصوصها.ن حتيل إيفالعناو

: الوظيفة اجلمالية

تنحصر الوظيفة اجلمالية للعنوان يف تشكيل اخلط بشكل مجايل يكون له مسة اجلمال مجالية تشغل مساحة من تشـكيل غـالف فضال عن اخلطوط الطباعية اليت تتخذ أشكاال

ومجال ، وأشكاهلا ورمسها وألواا سب اخلطوط الطباعيةحبوتتفاوت هذه الوظيفة ، العنوان .العنوان اللغوي بلغته اازية اخلالقة

.٨٨املرجع السابق ، ص) ١( .٥١" ، ص سيمياء العنوان بسام قطوس : ") ٢(

~٢٢ ~

: الوظيفة البصرية

فالعنوان بتشكيله وتشكيل أيقونة الغالف يشكالن كتلة تشكل الـنص بالشـكل فيسهمان يف عالقة جدلية حبسب األيقونة وشكلها ومـدى ، واللون واخلط ولفظ العنوانالبصري ومكان حضوره يف الغالف ولونه ن يف تشكيله افالعنو ؛ شغلها من مساحة الغالف

وال ميكـن إغفاهلـا ألـا ، النص و كال من العنوان يسهم يف ترابط العالقة والذرائع بني من النص السردي. اأصبحت جزء

: الوظيفة التواصلية

وهـي ، وهي اليت يكون هدفها التوصيل واإلبالغ وهي وسيلة تواصل مع املتلقيعناصر التواصـل وذلك من خالل "، ذات عالقة جدلية مع النص منذ العنونة حىت النهاية

.)١()" واملرسل إليه ، والرسالة ، املرسل ( األساسية املتمثلة يف

.٧٢) ، ص ( جريار جنيت من النص إىل املناص، " عتبات ": عبد احلق بلعابد )١(

الفصل األول

دالالت العناوين

. المعجمیة

. التركیبیة

.الشعریة

~٢٤ ~

الداللة املعجمية للعنوان

املبحث األول

~٢٥ ~

:توطئة ويتغري تتبدل واليت املتعددة املعاين فهم يف فاعال دورا متارس الداللة أن يف مشاحة ال ،للمفردة الداليل التحليل مستويات يف بالبحث واملقصود .الداليل املستوى حبسب مفهومها

معينة دالالت يف احنصارها وعدم الداللية للوحدة الدالالت تعدد فمهما متعددة، ألسبابو النظـام يف حتـدث الـيت املعاين تبدل حيث .اازية إىلاحلقيقية املعاين من تتجاوز فهي اللفظة نأل ،وتغريها تطورها رصد حيث من إال عليها احلكم السهل من وليس ويـاللغ

داللـة من أكثر حتمل قد ألا ذلك .معىن من ألكثر تتسع قد الواحدة العبارة أو الواحدة الكالم املتكلم يطيل أن من فبدال مطلوبة،و مرادة كلها املعاين وهذه معىن، من أكثر لتجمع

يف فيـوجز كلها، املعاين جتمع واحدة بعبارة يأيت املطلوبة املعاين من أكثر أو معنيني ليجمع .املعىن يف ويوسع التعبري

طبيعية ظاهرة الداليل فالتغري وغريها، وبالثقافة باتمع داللتها تتأثر املفردات أن كما إىل معني جمال من تنتقل اللغوية فالعالمة ،الوقت نفس يف وجماز حيقية على املفردة تدل فقد أو تعبريية أو سياقية لداللة مكاا فاسحة للكلمة األساسية الداللة وختتلف آخر داليل جمال

وتتسـع تضيق الداللةكما أن ،آخر مفهوم مكانه ليحل املفهوم ويرتاح املعىن يتغري أسلوبية كان سواء الداليل اجلانب حبسب منحى من أكثر تسلك وقد ،فيه املطروحة السياق حسب .الداللة جمازي أو عريف أو معجمي

ملعىن املعجمي اإلفرادي هو مدلول التركيب األول للفظ، أو هو محصلة عالقات و"االكلمة بالكلمات األخرى يف اال الداليل نفسه، وهذه الداللة هي الداللة الوضعية الـيت

.)١( "تمثل احلقيقة اللغوية عند األصوليني

)١( http://www.alukah.net/literature_language/0/29459/#ixzz3NVXmVg8R

~٢٦ ~

العرب وضعها كما املعجم لةدال )الوضعية الداللة (إطار يف تتكون املعجمية الداللة بعمل ويكون .املعاجم يف موثقة وجاءت العرب كالم اعليه دل اليت املفردات تلك هي أي

ملفردات الدالالت تلك باستخراج الرواية يف األلفاظ جريان حيث من الدالالت لكل مسح واحد ببعد اللغة يف الداللة على مقصورا ذلك يكن ومل ،اللغوية املعجمية صوهلاأ من العناوين

الختالف معاين العبارت والكلمـات و ،واازية احلقيقية هلا املوضوعة أبعادها بكل ولكنولكن قد يتعارض املعنيان ،منها معىن معجمي ومعىن سياقي يتحدد من السياق ذاته فلكل "

ل الثنائيـة وهي عكس الثنائية التقابلية، تتمث ،مما يؤدي إىل أن ينتج عن هذا الثنائية الضديةالضدية يف الفرق بني الدال واملدلول من خالل الطبيعة اليت قد حيملها املدلول واليت تؤثر على

الداللة تكون حىتبحث عن املعىن املعجمي ال على بالباحثة حدى مما )١(."السياق العام للنصفالبد .للمفرداتللجذر الثالثي تبعا وذلك عاجمامل يف البحث خيدمه الكلمة فأصل مستوفية

حصـر وحملاولـة ،الداللـة تعددوذلك ملا طرأ من للمفردات األخرى الدالالت تبعمن ت الداللية اوحدملعرفة ،اللغة أهل عند له توضع ما ة للمفردات حبسباملستعمل الدالالت .الداليل التحليل مستوياتوكشف

وضـعية على جمازية داللة أو) حقيقية( أصلية داللة ذا يكون ان ماإ اللغوي فالتعبري .لثالثيا الكلمة أصل يف البحث يكون، جدلية عالقة واملدلول الدال بني العالقة

الداللة املعجمية: : " الغصن اليتيم "

ما الغصن: الغصن الشجر، صنالغصن من غ"احتوت على مفردتني األوىل: الغصن:وغصـن ،...وغصون وغصنة، اجلمع أغصان ، وغالظهاتشعب عن ساق الشجرة بقامتها

ي نصالغه وأخذه. وقال القناوينا : قطعه غصنصغتنددته إليك : غصنا إذا امالغصن غص .

)١ (h p://www.bukja.net/archives/30491

~٢٧ ~

مشتق من الغصنة كما قالوا يف هـذا ،أي ما شغلك :وقال األزهري ما غصنك عين .)١(" املعىن: ما شعبك عين أي ما شغلك . وغصن العنقود ، وأغصن : كبر حبة شيئا

واملفردة الثانية : اليتيم : األب من يتم : "اليتم : االنفراد ، عن يعقوب ، واليتيم : الفرد واليتم واليتم : فقدان

وقال ابن السكيت : اليتم يف الناس من قبل األب ويف البهائم من قبل األم ، وال يقال ملـن والفجي ، أبوه الذي ميوت يمتمن الناس يتيم ، ولكن منقطع . قال ابن بري : الي فقد األم

الذي متوت أمه ، واللطيم الذي ميوت أبواه" . يتيم : " واجلمع أيتام ويتامى ويتمه ، فأما يتامى فعلى باب أسارى .

وقال املفضل : أصل اليتم الغفلة وبه مسي اليتيم يتيما ألنه يتغافل عن بره . .)٢("وفر ء ، ... ويتيم يتما : قصروقال أبو عمر : اليتم اإلبطا

ر : الغيوم ومنابت الشج محلت ثالث مفردات

األوىل منها (الغيوم) : تعود لـ " غيم : الغيم : السحاب ، وقيل : هو أن ال ترى مشسا من شدة الدجن ،

ومجعه غيوم وغيام . : : القيم والغين العطش. والغـيم أبو عبري : والغيمة العطش ، وهو الغيم . أبو عمرو

مية : العزبة. وقد غام إىل املاء يغيم غيمة وغيمانا ومغيما ، وغـيم واأل ...شدة العطش ، . )٣( "الطائر إذا رفرف على رأسك ومل يبعد

السابق ؛ مادة: " غصن" . ) املرجع١( ) املرجع السابق ، مادة : " يتم".٢( ."غيم") املرجع السابق ؛ مادة : ٣(

~٢٨ ~

والثانية : (منابت) : " : ـتبهـذه األرض! واملن تبموضع النبات ، وحكى أبو حنيفة : ما أن : بتاملن

األصل. نبت الزرع والشجر تنبيتا إذا غرسه وزرعه . ونبت الشـجر تنبيتـا : ويف احملكم :

غرسته .ويقال : إنه لحسن النبتة أي احلال اليت ينبت عليها ؛ وإنه لفي منبت صـدق أي يف

.)١("أصل صدق

واملفردة الثالثة : (الشجر ) : ر، والمجتمع الكثريالواحدة جتمع على الشجر والشجرات واألشجا شجر الشجرة :"

منه يف منبته : والشجر من النبات ما قام على ساق ؛ وقيل الشجر كل ما مسا بنفسه . واملشجر : منبت الشجر. واملشجرة : أرض تنبت الشجر الكثري واملشجر : موضـع

٢( "جاراألش( .

امرأة على فوهة الربكان : امرأة ، على، فوهة، بركان.جبملة من املفردات مكونة من : متيز العنوان

امرأة تأنيث امرئ ، وقال ابن األنباري : األلف يف امرأة وامرئ "امرأة : واليت تعود .)٣("ألف وصل وللعرب يف املرأة ثالث لغات ، يقال : هي امرأته وهي مرأته وهي مرته " بد ثويلى زفا نقول : عرال وحعما وفيكون اس ضافف خر٤(وعلى : " ح( .

. "نبت") املرجع السابق ؛ مادة : ١( . "شجر) املرجع السابق ؛ مادة : "٢( ) ابن منظور : لسان العرب : "مادة " امرأ" . ٣() الشيخ اإلمام حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي " خمتار الصحاح " مادة : " على" اعتىن به األستاذ/ يوسف ٤(

هـ) . ١٤٢٩م ، ٢٠٠٨بريوت ، –صيدا –الشيخ حممد (املكتبة العصرية

~٢٩ ~

رف جرلى و"على حعر اجلبل ، ولى ظهذا عالء الشيء ، تقول : هعتاس اهنعوم ، "(كما يف اللسان قول أبو كبري اهلذيل : ولقد سريت علـى رأسه . وقد تأيت على بمعىن في

. رفـا وهو اسم ، وال يكون إال ظ ؛ ويجيء على يف الكالم الظالم مبغشم، أي يف الظالم) )١( "وعلى: حرف خافض ، وقد تكون اسما يدخل عليه حرف

وفوهة : ـناألسـنان م وجرضا : خأي هه . والفوظمة الفم وععريك : سحبالت ، همن "الفو

، واجلمع فوهات وفوائه . وفوهة السكة والطريق والوادي والنهر : فمه الشفتين وطولها. وفوهة الطريق : كفوهته ؛ عن ابن األعرايب . والزم فوهة الطريق وفوهته وفمه .

، أولها مبنـزلة فوهة الطريق . وأفواه املكان أوائله ،ويقال : طلع علينا فوهة إبلك أي . )٢("وأرجله أواخره

وآخر مفردة يف العنوان هي ( الربكان ): والبركان : يف املعجم هلا عدة معان منها :

فتحة يف القشرة األرضية تخرج منها مواد منصهرة وغـازات وأبخـرة، " البركان :لى اجلبل الذي يتكون من تـراكم هـذه يكون غالبا مخروطي الشكل . ويطلق كذلك ع

.)٣("املواد ضرب من دق الشجر ، واحدته بركانة ، والبركان: من دق النبت . "والبركان :

نسقاق حوق درع ض ، لهلى األرل ظاهرا عميف الر دجيال بنقل تبني تبكان: نرالب .)٤("منء خير احلمضالنبات وهو

) ابن منظور : لسان العرب ، مادة : " على " ١( ) املرجع السابق ، مادة " فوه" . ٢(القـاهرة ، –) إبراهيم أنيس وآخرون : " املعجم الوسـيط " مـادة : " بركـان " الطبعـة الثانيـة ( مصـر ٣(

هـ) . ١٣٩٢م/١٩٧٢ ) ابن منظور : لسان العرب ، مادة : "برك"٤(

~٣٠ ~

:أيام الرشيد ولياليه وهي : مفردات ثالث

املفردة األوىل :أيام: اليوم: معروف مقداره من طلوع الشمس إىل غروبها، والجمـع أيـام ، "من يوم :

وواوا يف موضع ، واألوىل واأليام يف أصل البناء أيوام ، ولكن العرب وجدوا في كلمة ياء . )١( "منها ساحنة ، أدغموا إحدامها يف األخرى وجعلوا الياء هي الغالبة

والثانية : الرشيد : اليت تعود ألصلها الثالثي :

يف أمساء اهللا تعاىل الرشيد : هو الذي أرشد اخللق إىل مصاحلهم أي هـداهم "رشد : ي . رشد اإلنسان ، بالفتح، يرشد رشدا ، غوالرشاد : نقيض الودهلم عليها . الرشد والرشد

بالضم، بالكسر ، يرشد رشدا ورشادا فهو راشد ورشيد . وهو نقيض الضالل . .)٢("ويقال : استرشد فالن ألمره إذا اهتدى

ولياليه الثالثة واألخرية : من أصل كلمة " ليل" .

الليل : عقيب النهار ومبدؤه من غروب الشمس . والليل ضد النهار والليـل "ليل : ظالم الليل والنهار الضياء ، والليل اسم لكل ليلة . ليلة مثل: متر ، ومترة ، وقد مجع علـى هاجلوهري : الليل واحد مبعىن مجع، وواحد

.)٣("ليال فزادوا فيه الياء على غري قياس

ابن منظور : " لسان العرب " مادة : " يوم ". ) ١( ) املرجع السابق ، مادة : " رشد " . ٢( ابق ، مادة "ليل".) املرجع الس٣(

~٣١ ~

ظل : الرواية رعشة ظل ) من مفردتني ال(رعشة، عنونةوتتكون

فرعشة من أصل كلمة رعش. األوىل : رعشة : شعـرش ، بالكسر .. يعالرعدة . ر : عاشبالتحريك ، والر ، شعرعش : " الر

رعشا وارتعش أي أرتعد ، وأرعشه اهللا . إنه لرعش إىل القتال وإىل املعروف أي سريع إليه . والرعشة : العجلة؛ كأنما ويقال :

. )١("أرعشوهم أي أعجلوهم. والرعشن : املرتعش ومجل رعش : سريع االهتزاز يف السري الثانية : الظل :

ظل : نقيض الضحى ، وبعضهم جيعل الظل لونه إذا غلبته الشمس . وال"ظل النهار : الفيء ، وقيل: كل موضع يكون فيه الشمس فتـزول عنه فهو ظل ويفء ، وقيل : الفـيء

.)٢("بالعشي ، والظل بالغداة ، فالظل ما كان قبل الشمس ، والفيء ما فاء بعد ريح الكادي :

األوىل:ريح :مكونة من مفردتني ريح الكادي عنوانريح : األريح : " الواسع من كل شيء . واألريحي : الواسع اخللـق املنبسـط إىل

" وراح ياحوهي اخلمر ، وكل مخر ر ، احبالفتح : الر ، ياح٣(املعروف والر(. والثانية : الكادي : الكادي ولعلها أقرب ما تكون يف املعجم إىل معىن .

البطء اخلري من املاء ، وكذا الزرع وغريه من النبات. "الكادي :والكادية الشدة من الدهر . والكدية: األرض املرتفعة ، وقيل : هو شيء صلب من احلجارة والطني . والكدية : األرض الغليظة ، وقيل األرض الصلبة . والكدية : االرتفاع

. )٤( "ضاألرض . والكدية : صالبة تكون يف األر من

) املرجع السابق ، مادة : "رعش" . ١( ) املرجع السابق ، مادة : " ظل " . ٢( . : "ريح ") املرجع السابق ، املادة ٣( ." كدا) املرجع السابق ، مادة : "٤(

~٣٢ ~

زمن يليق بنا :زمن : الزمن والزمان : اسم لقليل الوقت وكثريه ، ويف احملكم : الـزمن والزمـان العصر، واجلمع أزمن وأزمان وأزمنة . وزمن زامن : شديد وأزمن الشيء : طـال عليـه

. )١(الزمان ، واالسم من ذلك الزمن والزمنة

ليلة عرس نادية : من ثالث مفردات . ة مكونةعنوان

فعلت الليلة ، وإذا زالت الشمس قلب األوىل : ليلة : يقال ليلة "نصف النهار تقول فعلتالبارحة لليلة اليت قد مضت ... ، ويقال يقدم اإلبل هذه الليلة اليت يف السماء إمنا تعين

.)٢(ك ، وهي الليلة اليت تليه أقرب الليايل من يومالعرس بالتحريك : الدهش ... وقد أعرس فالن أي اتخذ عرسا . وأعرس ": الثانية : عرس

بأهله إذ بنى ا وكذلك إذا عيشها. وعرس البعري يعرسه ويعرسه عرسا : شد عنقه مع يديه مجيعـا وهـو بـارك

.)٣("س: وضع الرحى على األخرىواإلعراالناد والنادي : الداهية . وأدهية ناد ونوود ونادى ، على فعايل "ناد :من، الثالثة : نادية :

.)٤("دا ى ؛ عن كراع وقد نأدم الدواهي ناوقد يكون بدال، وهي الناد أي مبعىن نادية اجتماع القوم.

) املرجع السابق ، مادة (زمن) .١( ) املرجع السابق ؛ مادة : (ليل) .٢( السابق ؛ مادة : (عرس) . ) املرجع٣( ) املرجع السابق ؛ مادة : (ناد ) .٤(

~٣٣ ~

تركيب العنوان

( الداللة الرتكيبية )

الثانياملبحث

~٣٤ ~

: تركيب العنوان : توطئة

الذي عرفـه اجلانب النحوي .ب العناوين يقتضي املقام الوقوف على يف بنية تركيكالتثنيـة ، نتحاء مست كالم العرب يف تصرفه من إعراب وغريهـا ، ا " ابن جين بأنه :

.)١(" والنسب والتركيب وغري ذلك، والتحقري ، والتكسري واإلضافة واجلمعفمنهم من يرى ، ا وأنواعها وقد اختلف النحاة يف حتديد اجلملة ، ويف أقسامها أيض

. ويف العناوين حتظـى اجلملـة والبعض اآلخر يضيف الشرطية، أا امسية وفعلية وظرفية المسية تابع ، غلبت ن " العنوان مسة الشيء فإنه إىل اى ألاالمسية بأعلى نسبة بني اجلمل األخر

فغلبة االمسية على العناوين تؤكد داللة .)٢(" وقيمتهعليه لتمكنها يف الداللة على معىن الشيء الفرق بني "الكتاب"بويه يف يوقد ذكر س، ألن العنوان اسم العمل األديب ومسة له ؛ االسم

أن بعض الكالم أثقل من بعض ، فاألفعال أثقل من األمساء ، واعلم " : الفعل واالسم قائالألن األمساء هي األوىل ، وهي أشد متكنا(...) أال ترى أن الفعل البد له من االسم ، و إال

فاألمساء تناسب العناوين أكثر مـن .)٣(، واالسم قد يستغين عن الفعل..." مل يكن كامال لذلك هي أقرب لالمسية من غريها. ؛ أمساء للنصوصاألفعال ألن العناوين يف األصل هي

ن االسـم أل؛ وكما يقول : " إن كان االسم مسة الشيء فإنه إىل التنكري أقـرب علم وأ " : النكرة أخف لعدة أسباب فيقول ويرى أن )٤(اإلام "يكتنفه شيء من الغموض و

ا ، وألن النكرة أول ، مث يدخل عليها ما أن النكرة أخف عليهم من املعرفة ، وهي أشد متكن

، )دار الكتـب الصـرية ، مصـر (، ت .، د ١، ط حممد علـي النجـار : حتقيق ، ابن جين : " اخلصائص " ) ١( .٣٤، ص ١ج

.٢٣" ، ص العنوان يف األدب العريب النشأة والتطور حممد عويس : " )٢(، ) م١٩٧٥، اهليئـة املصـرية ، مصـر ، ( ١ج، ١ط، عبد السالم هارون : حتقيق ، " الكتاب " : سيبويه )٣(

.٢١-٢٠ص .٢٢صاملرجع السابق ، )٤(

~٣٥ ~

.)١("الكالم ينصرف إىل النكرة رمن مث أكثو، تعرف به : قسمني إىل ، التركيبية الناحية من ، النصوص عناوين تقسيم ميكنو

.، مثل : اللعنة وصاحلة واحدة كلمة من تكون ما وهي: مفردة عناوين، مثل : السكر املر وليلة عـرس فأكثر كلمتني من تركب ما وهي: مركبة عناوين

. نادية أسـرار عن والكشف كيباالتر تلك تتبعينبغي نيواالعن تراكيبعند البحث يف و ويـالنح للجانب ليس اجلملة أركان يف والتفتيش العنوان تركيب دراسة ألن، تركيبها

أساس النحوي التركيب ألن ؛ العنونة مجاليات عن للكشف الباحثة به توسلت وإمنا ؛ فقط، فتركيـب اجلمايل اجلانب دعم يف دور هلا دالالت حيمل التركيب إذ؛ اجلملة مجالية يف

؛ ر التركيب ينكشف اجلانب اجلمايل بفع ، بنية العنوان العنوان يسهم يف الوصول إىل مجاليةنا ما تعتمـد ل بديشكليات تركيب اجلمل املكونة له يألن البحث يف جنبات العنوان عن

ذلك ألن كل ما يعرض هلا ؛ ن كانت مفردة مات وما يعرض هلا يف تركيبها ، وإعليه الكلوتكوين تلك النصوص وتوظيـف دالالـا داخـل ، أثر يف عالقة العناوين بنصوصها له

سياقات النص.

للعناوين : الرتكيبية الداللةالعنوان مجلة امسيـة جييء ، للروائي إبراهيم الناصر )٢(" رعشة الظلاية " يف عنوان رو

. ظرف زمان ومكان يف وقت واحد : الظل، حركي مكون : رعشة: تتألف من مفردتني

الفاعل يف السـرد ولغـز املكون هي رعشة وعند تفكيك مجلة العنوان اإلعرابية تكون :

مجلة امسية مكونة مـن وهو ، شفرته املطلوبة والغائبة يف النص يسفر عنها ويوضح هويتها

السابق نفسه. ) ١( ).هـ١٤١٤ -م ١٩٩٤الرياض، - ابن سينا( دار ، ١، ط " رعشة الظل : رواية " ) إبراهيم الناصر ٢(

~٣٦ ~

"رعشة"، خرب ملبتدأ حمذوف تقديره "هذه" ، مرفوع وعالمة رفعه الضمة. وهو مضـاف.

"الظل" مضاف إليه جمرور وعالمة جره الكسرة . ومفردة رعشة دلت على مكون فاعل دل

رمزيـة احتـوى العنوان و .يضا الزم الظلأاحلركة واالضطراب وعدم الثبات، على فعل

الة علـى دهي ما بني اسم وفعل ، فالفعلية نوعي اجلملة االمسية والفعلية ف داللية حتمل معىن

فحمل العنوان دالليت حدوث الفعل ثبوته واستمراره يف ، دالة على الثبات االمسية احلدث و

احلركة واضطراا. نفس الوقت كما هو يف السرد من استمرار

" حـىت "خرب ملبتدأ حمـذوف _ يف عشق ( "يف عشق حىت" ويتركب عنوان رواية

. حيث ) ألمهيته املوضحة يف النص مجلة امسية. وقدم اخلرب (يف العنوان نم )١()مضاف إليه

العاشق يف سبيل هذا العشق عاىن العزلة والغربة ومكابدة مشقة السفر ومعاناة املرض حىت أن

اجلمله فضاء واسعا للتخييل يف ذهن املتلقي " ويتيح هذا التركيب لشبه حتى يصل حملبوبته "

إليها رمزية حىت ؛ فتركيب العنوان يف " يف العنوان مضافا ملعىن حىت اخلايل من أي تفسري "

" مما يكشفه النص هلوية حىت شبه مجلة ناقص يضخم غموضه على املتلقي والتباسه بصيغة "

تركيب اجلملة على اعتبارين: الرمزية يف النص فيكون "حىت"احلقيقية و حىت " " أبـو زيـد يف عشـق حتـى أو على اعتبار معىن النص وتأويل تشكيل الغالف (

: . يف عشق ) أبو زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة زيز مشري يف عشق حىتـعبد الع

. : اجلار وارور يف حمل رفع خرب مقـدم . يف عشق جار وجمرور يف حمل رفع خرب املبتدأ

. مضاف إليه : حىت

، ٢هــ ) ، م ١٤٢٣، مطابع اإلميان ، الدمام (، ١ط العزيز مشري ، األعمال الروائية ،عبد اآلثار الكاملة :) ١(

يف عشق حىت ". " رواية : ، ١ج

~٣٧ ~

، "امرأة على فوهة بركان " من عـدة )١(تكون عنوان رواية الكاتبة " ية بوسبيت"مفردات وهي "امرأة "واليت جاءت خرب ملبتدأ حمذوف تقديره "هذه " مرفـوع بالضـمة و"على" حرف جر، و"فوهة" اسم جمرور، وهو مضاف و"بركان" مضاف إليـه جمـرور

ا واختلفت يف دالالا ، فامرأة مكون يطلق جلنس اإلناث مفرد يف والعنونة تعددت مفردادل على مكان ، بينما بركان دلت على مكان وزمـان ته، أما فوهة فهي مكون شيئيبني

فضال عن دالالا الفاعلة ألن الربكان هو دال على الفاعلية عند ثورانه . فدل العنوان على ة إال أا برزت بشكل أو بآخر يف تركيـب بنيـة أشكال وإن كانت غري مباشرة وواضح

العنوان والذي قد يكون خدم احلضور الثيمي لبؤرة السرد املتمثلة يف "بركان" واليت دلت يف وجند من ناحية التعريف والتنكري أن مفردة " السرد على تسلط الرجل وقسوته واستبداده .

يف العنوان نكرة والنكرة أمشل وأعم من املفردة فهي تشمل كل امرأة حتت سـلطة " امرأة .الرجل وقسوته

بظرف الزمان "ليلة" )٢( عبد اهللا سعيد الزهراينوبدأت عنونة رواية " ليلة عرس نادية" لوهو مرتكز األحداث وقيمتها وهي مجلة امسية بالتايل تعرب "ليلة " خرب ملبتـدأ حمـذوف تقديره "هذه " مرفوع وعالمة رفعه الضمة ، وهو مضاف . و"عرس" مضاف إليه جمـرور وعالمة جره الكسرة ، وهو مضاف . و"نادية" مضاف إليه جمرور. وعالمة جره الكسرة.

ـ النصـية الداللة دعماملرتكزة على الليل اجلملة (مجلة العنوان) تركيب و كل ـبشيف الـنص الليـل يف أشكال حضور امما جعل هناك تعالق .)وعكسي (ليلة عرس لـفاع

كذلك يف النص حضر بأشكال متفاوتـة و، إذ حضر العنوان بأكثر من شكل ؛ والعنوان ـ ؛ ، باللون والسواد والظالم واحلالة النفسية ومتعددة تبطن هـذه ـمما جعل العنوان يس

خدم احلضور الثيمي لبؤرة السـرد قد وبذلك يكون الشكل التركييب للعنوان ، األشكال

هـ .١٤١٦) ية بوسبيت : "امرأة على فوهة بركان " ، الرياض ، عامل الكتب ، ١( هـ). ١٤١٠ار احلارثي للطباعة والنشر ، نادي الطائف األديب ،(دد الزهراين: "ليلة عرس نادية ") عبد اهللا سعي٢(

~٣٨ ~

واجلملة االمسية للعنوان تناسبه أكثر ، لة امسية بثالث مفرداتمن مج العنوانيتركب . و"ليلة"وتوسل العنونة باالمسية يضمن هلا ،ن "االسم يتعاىل على الزمن وحتوالتهمن اجلملة الفعلية أل

. كما أن اجلملة االمسية حتمل داللة االستمرار )١("الثباتمن مفردتني " السـكر املـر " وكلتـا )٢(" يتركب العنوان يف رواية " السكر املر

حيث :التالزم بني املفردتني املتناقضتني املفردتني معرفة ، وعند تفكيك العنوان حنويا يتضحاملر : نعت للسـكر ، وتقـدير العنـوان متعـدد . و السكر : خرب مرفوع ملبتدأ حمذوف

االحتماالت : السكر املر. - هو السكر املر. -

خر لإلعراب : وهناك احتمال آ السكر : مبتدأ خلرب حمذوف.

: فالسكر املر كائن أو متحقق املر : نعت للسكر ، والتقدير حيتمل أكثر من وجه اإلغراق يف على . ودلت مفردة العنوان اليت خضعت للتعريف ولكن األكثر حذف املبتدأ

يف املرارة. سكر إغراق يف السكر واملر إغراقتلك الصفة : الومن خالل االحتماالت اإلعرابية لتقدير اخلرب " ميكن أن ننظر إىل العنوان والـنص

حد ويتخذ فيه العنوان مواقع " االبتداء " والنص " اخلرب " واخلرب هـو على أما مركب واالذي ميد املتلقي باالستعالمات عن شؤون " املبتدأ " وهذه هي طبيعة العالقة بني الـنص

.)٣(والعنوان "

، دمشـق –ة " ، دار التكوين ، سوري يف نظرية العنونة مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية ": خالد حسني )١(

.٣١٣م ، ص٢٠٠٧ م).١٩٩٢/هـ١٤١٣، نادي جدة الثقايف األديب ، دار البالد (، ١عصام خوقري : رواية " السكر املر " ، ط) ٢( . ٢٤٢ص، " يف نظرية العنونة مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية خالد حسني : ") ٣(

~٣٩ ~

روايته يف مجلة "أيام الرشيد ولياليه " واليت تكونت من )١(صاغ الراوي فهد الناصرومجلة من املفردات أوهلا "أيام " واليت جاءت خرب ملبتدأ حمذوف تقديره "هذه" مرفوع وعالمة

رفعه الضمة ؟ وهو مضاف . و"الرشيد " مضاف إليه جمرور . ة رفعه الضمة و"لياليه " الواو حرف عطف . "ليايل" معطوفة على أيام مرفوع وعالم

يف حمل جر باإلضافة. املقدرة على الياء . وليايل مضاف واهلاء ضمري متصل مبين على الكسردأ مبفردة "أيام " وهي ظرف زمان دل على اجلمع وكذلك "لياليه " بينما دلـت فالعنوان ب

مفردة "الرشيد" على الشخصية الفاعلة يف السرد . ، )٢(بت الشجر" للروائي املعروف عبد العزيز مشريبينما جاء عنوان "الغيوم ومنا

الشجر" ، وعند إمعان النظر –املنابت –مكون من مكونات امسية ملسميات وهي: " الغيوم يف مفردات العنوان يتضح أن كل مفرداته حتمل دالالت متقاربة فاجلملة يف جمملها امسيـة

حمذوف تقديره "هذه " مرفوع بالضمة. البنية والواو حرف عطف . و"منابت" خرب ملبتدأ وهي مضاف و"الشجر" مضاف إليه جمرور وعالمة جره الكسرة واجلملة "هـذه منابـت

الشجر" معطوفة على مجلة "هذه الغيوم " ال حمل هلا من اإلعراب . ، عنونة امسية حيث جاء )٣(وكذلك عنون رواية "الغص اليتيم " للروائي ناصر اجلاسم

"الغصن " خرب ملبتدأ حمذوف تقديره " هذا" مرفوع وعالمة رفعه الضمة، وهـو مضـاف تكون العنوان مـن مفـردتني األوىل حيث جمرور وعالمة جره الكسرة . صفةو"اليتيم"

"الغصن" وهي مكون شيئي يعود يف األصل من النبات واليتيم صفة تطلق لإلنسان عند وفاة فاملفردة األوىل " الغصن " خرب ملبتـدأ ه ، إذن فاجلملة امسية يف مكوناا ويف إعراا.والد

ةجمـرور صفةحمذوف مرفوع بالضمة تقديره "هو" أو " هذا " ، وهو مضاف و"اليتيم " الكسرة. اوعالمة جره

).ـه١٤٢٠، (مطابع احلميضي ،الرياض ، ١) فهد الناصر : "أيام الرشيد ولياليه "ط١( هـ . ١٤١٣) عبد العزيز مشري : " الغيوب ومنابت الشجر " ، اهليئة املصرية، ٢( هـ . ١٤١٧اجلاسم : " الغصن اليتيم " ، أا النادي األديب ، ) ناصر٣(

~٤٠ ~

حالة تقابل بني املفردتني عند استشراف العنوان يف تراكيبه يتضـح أن اليـتم وهناك عراب مما كون مجلة حتمل معىن حضر يف العنوان مقارب للغصن يف الداللة ومشارك له يف اإل

مفردتني إال أا تضافرت لتحكي معىن النص وفكرتـه ،متوافق من الوحدة واليتم والنحالةيف مفردتني استجمعت كـل املعـاين ، الوحدة والفقد واملوت واحلزن والنحالة من: األم

ن يف العنونة .باجتماع املفردييف روايته "ريح الكادي" تعد عنونة )١(وكذلك عنونة الروائي " عبد العزيز مشري "

أمسية ألن مجلة العنوان واليت تألفت من مفردتني األوىل " ريح " خرب ملبتدأ حمذوف مرفوع بالضمة تقديره "هذه " أو " هذا " ، وهو مضاف و"الكادي " مضاف إليه جمرور وعالمة

ه الكسرة. وبنية العنوان يف كادي قد تكون مفردة فاعلة إن نسبت إليها الرائحة أو الريح جروبذلك تكون ذات تأثري يف النص ألا إن كانت األرض فهي األم وإن كانت النبتة فهـي

.الرائحة الزكية كبت من ثالثة مفردات من "زمن"، ر)٢(للروائي " عبد اهللا اجلفري" "زمن يليق بنا "

خرب ملبتدأ حمذوف تقديره "هذا " مرفوع بالضمة . و"يليق" فعل مضـارع مرفـوع هو و، وجمرور وعالمة رفعه الضمة والفاعل ضمري مستتر يقديره هو يعود على زمن . و"بنا" جار

العنوانة امسية يف مجلتها إال أا احتوت الفعل يليق وهـو فعـل ومجلة يليق بنا صفة لزمنألنه مضارع عما أفاد الثبوت واالستمرار ، فضال عن كون اجلملة امسية مضارع دل بفاعلية

إال أن مفردة "يليق " يف العنوان دلت على فاعلية هذا الزمن بفعل يدل على التجدد .تعلقة بنصـها داللية عميقة مومل معىن ذا محولة كل مفردة من مفردات العناوين حت

ارئ إىل اكتشاف حمكيات هذا املنت الروائي اخلرب ليشوق الق؛ مما جيعل الروائي تمثل مبتدأوالكتابة األدبية الروائية جوهرها املزاوجة بني ، إحياء العنوان عالمة اجتذاب للمتلقيو ،املنت

من مفردات واحدة الة فردفامل. ثنائيات أو انقباضات التجلي والتخفي واإليضاح والغموض

هـ. ١٤١٣) عبد العزيز مشري : " ريح الكادي " ، بريوت ، ١( هـ . ١٤١٤) عبد اجلفري : " زمن ... يليق بنا " ، الرياض ، دار الصايف ، ٢(

~٤١ ~

ـ مبعـان لكنها موحية ، موجزةالعناوين .يف ذهـن ل الـنص وخارجـه كـثرية داخختضع البنية العنوانية يف تشكيلها اللغوي والتركييب لوعي الروائي "حممد عبيد أنه د. يرىو

، وقدرته على والنحوي وإدراكه لعمق أسرار املفردة وقيمتها التعبريية يف اإلفراد واإلسناد .)١(" لعمله حبيث يدرك درجة تأثريها فيهضخها بكثافة تدليل وتعبري تناسب رؤيته

.أمناط العناوين يف مدونة البحث الروائية لبنية العناوين التركيبية

العنوان العنوان امرأة على فوهة بركان الغصن اليتيم ليلة عرس نادية ريح الكادي أيام الرشيد ولياليه السكر املر

الغيوم ومنابت الشجر يف عشق حىت رعشة الظل زمن يليق بنا

سب ما ومست صيغها املدونة الروائيـة حبومن خالل هذه العناوين ميكن تقسيمها : للبحث إىل ثالثة إقسام

: العناوين بني الصيغة البسيطة والصيغة املركبة -١

املركبة العناوين العناوين البسيطة التركيب الغصن اليتيم ريح الكادي السكر املر

زمن يليق بنا يف عشق حىت ليلة عرس نادية

أيام الرشيد ولياله الغيوم ومنابت الشجر امرأة على فوهة بركان

اربـد ، األردن –عامل الكتب احلـديث للنشـر ( ، ١" ط " املغامرة اجلمالية للنص الروائي: حممد صابر عبيد ) ١(

.١٦٠، ص ) م٢٠١٠

~٤٢ ~

.وبسيطة التركيبمركبة : قسمنيتنقسم إىل ومن خالل اجلدول يتضح أن العناوينذات الصيغة االمسية الكاملة (مبتدأ + خرب) مثـل عناوين : القسم الثاين من العناوين -٢

.، الغصن اليتيم السكر املر : العناوين ذات الصيغة االمسية الناقصة حبذف أحد طرفيها املبتدأ أو اخلرب. القسم الثالث -٣

اليت حذف منها اخلرب ليكـون الـنص مبتنـه نوع األول منها يتمثل يف رواية ،ال -أوالنص هو املسند إليه. اندبذلك العنوان مسير فيشكل بالتقد ااحلكائي خرب

. وبالتـايل حمذوف مقدرحىت املبتدأ "يف عشق": مثل رواية بينما النوع الثاين -ب شكل العنوان املسند إليه ، والنص هو املسند.

غر خيتـزل ـضح أن العنوان يسند إليه النص ألنه اسم له ونص مصيتوذه املفارقة توضيح وتوسيع له وكل منـهما ألن النص ، س فالعنوان قد يسند إىل النصوالعك ،النص

لآلخر. مكمليسمح لنا هذا الرسم البياين الناتج عن استخالص نتائج جداول العناوين يف هذه احلقبة

اليت ،وما أنتجته من عناوين روائية ؛ هيمنة تكاد تكون كلية للعناوين ذات الصيغة االمسيةن املدونـة من عناوي ٪٦اليت ال تتجاوز لة العناوين ذات الصيغة الفعلية مقابل ق ٪٩٤متثل

حيث تكشف هيمنة العناوين االمسية لإلنتاج الروائي الصادر بـني الروائية هلذه املرحلة ، ـ ١٤٢٠- هـ١٤١٠ عن نزعة تفضيل كتاب الرواية لصياغة عناوين روايام بصيغة امسية ه

ا مسالك املراوغة واملخاتلة للمتلقـي إىل إال أا تسلك أحيان ، إلثباتألنها تفيد التأكيد وا. لرفضها منحه مفتاح التأويل الذي يكشف الداللة منذ حد التمنع على أكثر من أفق تأويل

الوهلة األوىل دون عناء يذكر.

~٤٣ ~

رسم بياين يوضح نسبة كل من العناوين االمسية والفعلية

6%

94%

العناوین الفعلیة

العناوین االسمیة

~٤٤ ~

شعرية العنوان

الثالثاملبحث

~٤٥ ~

: العنوان شعريةمسة الغموض اليت مما يعلل الرواية ، فإنه خيتزل داللتها ؛ املعرب إىلملا كان العنوان العتبة

وألن فاق تأويله اجلمايل والداليل.يضفي عليه عالمات شعرية ، تشكل آ ، مماغالبا ما تسمه ، فهي متثـل العناوين تشكل عالمات دالة تلخص مدارات التجربة واألبعاد الرمزية هلا "

، )١(" السمات كن أن جنملها بداية يف جمموعة من، ومي مفاتيح داللية تؤدي وظيفة إحيائية، يف شعرية السرد هناك مكونات للبنية الشعرية تتضح يف اإليقاع ، والتكثيف ، والرمز "ـ ف

.)٢(الوصف ، والتجسيد "تجريد ، ووالوهي اليت حتيل العنوان إىل كل من اجلانب األديب ، فالعناوين حتوي جوانب أدبية عامة

هـذه الكشف عن مدى تعـالق كلها جمتمعة لإلسهام يف ،والتركييب واملعجمي والبالغي الشعرية هـي وألن " ، شعريته متضافرة إلبداء مجال العنوان و، بعض مع بعضها اجلوانب

يب وعالقات تنظيم إىل مستوى ما ـذاك النسيج اللحمي للنص الشعري مبا هو كون تركي إىل احلقيقـي جماهلا من الداللة بنقل االستعمال جمال تغريوتتضمن تغري العنوان ب، )٣("ورائي ، اجلمل تراكيب نإ حيث من يبـالتركي اجلانب عن تنفك ال الشعريةكما أن ، ااز جمال، )التركييب(البنائي باجلانب الشعري اجلانب تداخل من،وغريها واحلذف والتأخري بالتقدميتتم أفـق وإىل جمازية داللة حنو واالنزياح والتصوير االختزال من البالغية الفنون إىل ضافةباإل

، معـىن من ثرـأك يف الصيغة وإخراج األصلية الداللة عن بالعدول للمتلقي صادم ،جديدتقطب مكوناـا خر فتصبح " ذات إحياءات مضمرة تسآ سياق يف امعين معىن حتملحيث

العـدد السـابع ،جملـة نـزوى ، " والوظيفة شعرية العنوان يف الشعر السوري املعاصر السياق ": مفيد جنم )١(

م.١٧/٧/٢٠٠٩، واخلمسون -وزارة الثقافة واإلعـالم ، السعودية ، ( ١، ط ة "" شعرية السرد يف القصة السعودية القصري: ي كوثر القاض )٢(

.٩٧دار مفردات ) ، ص .٢٧ص ) ،م١٩٨٧ ، ١ط ،لبنان - بريوت ، ( مؤسسة األحباث العربية " يف الشعرية ": كمال أبو ديب ) ٣(

~٤٦ ~

العنـاوين الشـعرية يف تتجلىكما )١(من التكثيف اللغوي " ل عاملااخللق النفسي وتشكن املستوى األسلويب إذ إ ؛ ناوينع اجلمل يف هذه وطرائق تشكيلمجلها أسلوبية ية منالسرديتيح لك الكشف -تأمل الصنعة اليت تربز عند هذه العناوين ) يف الشعرية من منابع ( واحد

ـ " ودالالا و العناوينيناعن مع ا بـني الكشف عن القوانني اجلمالية وهي متثـل التحام .)٢(ة "ـسلوبية واألدبياأل

ومن خالل الشعرية ميكن اإلبانة والتمييز بني كل من :تكشف هي تلك البىن اليت عميقةالبىن وال، وهي املعاين الذهنيةالبنية العميقة مستوى ) ١(

.عن الشبكة الداخلية .وهو املظهر اخلارجي للغةالبنية السطحية ) مستوى ٢(

ا ما تكون " الصورة الشعرية غامضة ملا حتمله مـن دالالت ويف البنية العميقة غالبـ )٣(انفعالية ذاتية تنتمي " ا إىل أبعاد غري ظاهرة وال تتضح فيها الرؤيـا إال بالتأويـل حين

إذا " على الرؤية غري املباشرة و ، أيا آخر ) حين البالغي باالتكاء على اجلانب اجلمايل (وومان جاكبسون أمعنا النظر يف شعرية كمال أيب ديب ، فإننا نلحظ تشاا كبريا بينه وبني ر

(...) باخلروج بالكلمات عـن طبيعتـها ا باالحنراف أو االنزياحهلموجان كوهني ، يف قو .)٤(ديب الفجوة " وهذا اخلروج هو خلق ملا أمساه أبوالراسخة الطبيعية إىل طبيعة جديدة ،

الل وكذلك االحنراف الداليل عن الدالالت الشائعة املعروفة ، وميكن توليد الشعرية من خ .)٥(" ة ، والقوة اإلحيائية للكلماتستدعائياالالعالقات االستبدالية و

.٣١ص ) ، م١٩٨٧بريوت ، ، دار العودة (، ١أدونيس : " الشعرية العربية " ، ط )١(، ، جـدة النـادي األديب الثقـايف (، ١، ط" ، من البنيوية إىل التشرحيية اخلطيئة والتكفري عبد اهللا غذامي : ") ٢(

.١٨ص ، )م١٩٨٥دراسة يف األحـوال ، احلقيقة الشعرية على ضوء املناهج النقدية املعاصرة والنظريات الشعرية ": بشري تاوريريت )٣(

.٣٤١جامعة األمري عبد القادر ، ص، التعليم العايل والبحث العلمي ةوزار، ١ط " ، واملفاهيم .الفجوة مسافة التوتر ، ٣٤١املرجع السابق نفسه ، ص ) ٤( .٣٨ص، شعرية السرد يف القصة السعودية القصرية " ": كوثر القاضي )٥(

~٤٧ ~

وقد وضع نقاد عرب بعض عالمات دالة على مكونات الشعرية ووظيفتها يف إبـراز االحنـراف عـن ومقومات النص األديب اليت يستمد منها العالمات الدالة علـى أدبيتـه

فالشعرية ليست حكرا على الشعر، " . وهو ما يعرف باالنزياح، استخدامات اللغة العادية ـ ا ، بل بوصفه فعـال قيمي الفن األديب ، بوصفه فعال بل إا تتعداها إىل دراسة ١("اتقني(

، متثل األطراف األساسـية يف على ستة عناصر - عند جاكسبون - وتنهض نظرية التبليغاالتصـال أو الصـلة ، ووسيلة ، والسياق ، والرسالة ،ه املرسل إلي : كل عملية تواصلية

.)٢(والشفرة

: مجاليات شعرية العنونةـ اداللي ا" حيمل طاقة شعرية وخمزونامرأة على فوهة بركان فعنوان رواية " ، ا مكثف

كما ، جعلت من بيت الزوج أوالزوج نفسه سكنا للمرأة "مكان" ثائر حمرق قد ةالكاتبفوهذا التـنكري يفيـد ،، متماهية غريبة نكرةالتهميش أفاد ) بركان( مفردةأن التنكري يف

تكـن ففكرة العنـوان مل . ، واملقصود به التغييب فالربكان مكان ولكن غري حمدد العموم .ة العنوانلمباشرة مكشوفة إمنا كانت مشوقة مقلقة كما هو ظاهر من مجسهلة

استعريت لتحكي واقـع ة بركان إمنا هو من العنونة اازية هاستعالء امرأة فوق فووفاستعار الكاتب هذه اللفظة جمازا وهي عنونة ،مؤمل جلدلية قسوة واستبداد الرجل مع املرأة

محلت داللة زمانية مكانية يف نفس الوقت ألن الربكان كائن يف (جبل) والذي يعد مكان ت ظريف فضال عن ثوران محم الربكان هلا وقت زمين معني بذلك تكون لفظة (بركان) محل

ان واملكان . ـالزم

، منشـورات الدار العربية للعلوم " ، ( : " إشكالية املصطلح يف اخلطاب النقدي العريب اجلديد يوسف واغليسي )١(

.٢٧٤ص ) ،م٢٠٠٨ اجلزائر ، االختالف ، . السابق نفسه انظر )٢(

~٤٨ ~

ـ عف ، ـفمثلت املفردة "بركان " داللة قوة باملقابل مثلت مفردة " امرأة " داللة ضترعي ـوهذا جيسد مفارقة بني الرجل واملرأة وجذب مبكوث امرأة يف مثل هذا املكان يس

.انتباه القارئ) بعدول املبدع عن الداللة اللغوية حلىت " حىت يف عشق " وتربز شعرية عنوان رواية (

فتحول مـن احلقـل اليت تدل على الغاية ، إىل داللة أخرى جمازية حلىت وهي اسم حمبوبته التجريدي إىل اإلنسان الكائن ، فأحدث إزاحة داللية وخرقا لنظـام الداللـة الداليل للغة

نتظار املتلقي بعد معرفته مبرجعيتها يف من مث خيبة أفق ا، ، مما أدى إىل اإلثارة )١(" التقليدي. فضال عن اتسام العنوان باالنفتاح الداليل الستخدام املشري للتقنيات البالغية اليت النص

جعلت للعنوان أكثر من قراءة داخل وخارج أقطار النص ؛ ألن العنوان ركب بلغة خالقة ةحياءات وتنشيط القوة االستلهاميللدالالت " فالتركيب مسئول عن حترير املعاين وتوليد اإل

" من داللتها األصلية اليت اقترنت ـا حىت انزياحا دالليا بتحويل "بإحداث )٢("للكتابة ." حبىت بتسمية الكاتب للبطلة يف النص "اللة جديدة اكتسبها وعرفت يف جمال اللغة إىل د

البنية السطحية : فحىت املصاعب والعناء والتضحية من أجلها .يف عشق حىت : يف عشق حىت مكابدة

.هنا النتهاء الغاية أي ذات مرجعية لغوية : البنية العميقة

.البطلة –احملبوبة : " حىت يف عشق " حىت ) اسم انثى حمبوبة أيب زيد يف النص. جعل من (

ذي له د إليه الإىل ذكر املسن) ألنه فيه طول يشوق املتلقي يف عشق وقدم املسند (

. وقع وأثر يف نفسه

، جمد املؤسسة بريوت ، ( ١" ، ط شعرية اخلطاب يف التراث التقليدي والبالغي " : : عبد الواسع احلمريي انظر) ١( .١٠٤، ص م)٢٠٠٥/هـ١٤٢٥، اجلامعية للنشر

.٢٧، ص م)٢٠٠٤، دار الثقافة ، الدار البيضاء (، ١، ط " حياة النص دراسات يف السرد " : أمحد فرشوخ ) ٢(

~٤٩ ~

نه يشكل بؤرة تكثيف حدثي يف زمن معني، مما يف أ" عرس ناديةيلة وتكمن شعرية "لحتظى بسعة داللية تدفعها لتكون عنونة ناجحة ، ملا حتتويه " ليلة " من عنونة "ليلة "جعلها

غري مباشرة يف ذهن القارئ ؛ ألن مفردة ليلة تدعو إىل العجب واالستفسار ملعرفة هوية هذه –العرس –الفرح الليلة ، ومعرفة احلدث الذي ارتبط ذا الزمن القصري الغامض ، زمن

جعل هذه الصيغة يف تركيبها املفرد متثل صيغة ملتبسة عند املتلقي بسبب املغامرة. وهذا ما انفتاحها على أكثر من تأويل ؛ ألا توحي بالغموض ، فليلة زمن خيتبئ يف أستاره معـان كثرية . وتتعمق شعرية العنوان كما أشري إليه يف التكثيف احلـدثي يف الـزمن السـردي

ر من ليلة ، فأصبح العنوان صيغة مفردة حتيل إىل معـىن ليلة تشي بأكثف املخصوص "بليلة"ألنه يستجمع يف لفظ املفرد دالالت اجلمع ، وذلك ألن تعميق الدالالت يف الزمن ؛ جممل

ليلة تعمق احلدث يف الزمن ، زمن واحد الليـل ، ويف ، ألناملعىن ) يقوياحملصور يف (ليلةكان السرد حيكي عن أكثر من ليلة إال أن لفظ ليلة ليلة واحدة مما جيعلها أكثر تركيزا ، وإن

جتعلها جديرة بأن يقال : ( وأحداث هنا يف العنونة أبلغ ، وألن كل ليلة تتفرد بذكريات واية ألن القارئ يبحث عن احلدث أكثر غ عرس نادية ) فضال عن أن عنونة السرد لليلة ليلة

لتوزع الليايلأشار لكل ولو كان العنوان .عنونةعرس نادية غري املنوط يف الاجلديد يف ليلة أكثـر وأصبح املعىن ،ملعىن، بينما هو أكثر تركيزا قريب اتراخالعنوان فيه التكثيف وأصبح

النص خيتلـف عـن نلكمباشرا فيبدو أن العنوان ، ل القارىءتوضوحا إال أن السرد خيارد وهو الزمن الذي أطـر األحـداث العنوان ألن العنوان حدد زمن واحد من أزمنة الس

لذكريات ، لكن هنا التركيز على زمن احلدث مما يف السرد وا ملاضيواستجمع كل أزمنة ايشري إىل تكالب األحداث يف ليلة ، وخصها بليلة إشارة إىل العمق والتكثيف السـردي ؛

لذلك جاء العنوان مرتكزا على ليلة ، ومغريا باحلدث الكائن ا." ) من مفردتني متناقضتني " السكر املر السكر املر كل خطاب عنوان رواية (يتشو

وهذا التناقض أسهم يف شعرية العنوان

~٥٠ ~

تضاد مر سكر

ضــــتناق

ر سكال رال م جتاوز

ألن املراد هو التغري نزياح يف العنوان " السكر املرحدوث االظهر ووجود شفرة ي "

خر بوجود شفرة ر حيث عدل عن املعىن الواضح إىل آحتول السكر / احللو إىل م، والتحولان املراد منها التحول يف العنوان حتمل املفارقة املوجودة بني السكر واملر اليت دل عليها العنو

رة يف مفردتني "ـحيث اختزلت دالالت كثي؛ اقضات واملفارقات والتنوالتغري والتعارضات فالبنية .روف واحلركات يف هاتني املفردتنيالسكر املر " فضال عن التناغم احلاصل بني احل

.)١(: السكر املر البنية السطحية للعنوان . بينما تكون العميقة للعنوان : التحول والتغري

تسميه رمزية ألحداث ي " ومن هنا فه ظيفة اجلمالية للعنوان"وتثري لبسا دالليأ خيدم الووالدالالت بالتغري والتحول حيث استعار املسوغاتمن خالل النص نستطيع أن نطلق عليها

تعبري على التحول وتغري السكر إىل نقيضه املر. لاملر ل

يف العنوان مسند إليه مقترن الغصن " عنوان جمازي . الغصن اليتيمبينما عنوان رواية " وذلك حني ، " ، فجملة العنوان استعارة مكنية اليتيم اخلرب " ل يفيد اجلنس ، واملسند هوبأ

مث حذف املشبه به ورمز إليه بشيء ، سان الوحيد الذي فقد أباه نالغصن باإلشبه الكاتب

، دراسة سيميائية يف ثالثية أرض السواد لعبد الرمحن منيـف ، " العالمة والرواية " : فيصل غازي النعيمي ) انظر١(

.٥٢م ، ص٢٠١٠ ،األردن - دار جمدالوي عمان، ١ط

~٥١ ~

صفات االنسـان ت عليه أضف االنسانالزم من لوازم "اليتم "" إذ اليتم من لوازمه وهو " بديعا ستعارة املكنية مما أعطى الصورة خيااللى طريق االيف العنوان ع اليتمفاستخدم الوحيد.

بينما عنونة ،شكله يف السردو الغصنهذا كنهأضفى على العنوان مراوغة للمتلقي يف معرفة رعشة الظل : برع املبدع يف اختيار لفظة رعشة يف عنوانه ألا أضفت حركـة للعنـوان وأسند هذه الرعشة واحلركة للظل وهذه إحالة غري معهودة ألن الرعشة غالبا مـا تكـون لإلنسان إال أن الراوي يف عنوانته خرج ا عما هو متعارف عليه وجعل الرعشة للظل وهنا

. تكمن غرابة العنونة

فاجلديد هو إسناد الرعشة املعهودة يف اإلنسان للظل ليتفاجئ القارئ حـني تسـند الرعشة للظل ، ومن املعروف أن الظل ثابت تابع ألي جسم يكون يف اجتاه مصدر الضوء.

ائي مل يعنون لروايته بـ " هارون الرشيد جند أن الرويف عنوان " أيام الرشيد ولياليه" ون الرشيد" "الدولة العباسية يف خالفة هارون الرشيد " لكان العنوان جممال " أو "اخلليفة هارو

كاشفا للمعىن حييل للتاريخ بشكل مباشر وهي عنونة عادية مألوفة لكن عدول املؤلف عنها واختياره هلذا العنوان "أيام الرشيد ولياليه " جيعل من الرشيد مرتكزا لألحداث باإلضافة إىل

ليايل ) يشري إىل تكالب األحداث يف غضون هذه الفترة الزمنية -زمان (أياماختيار ظريف الالوجيزة مما يثري التاريخ الزمين يف هذا العصر ألن اليوم والليلة داللة تعاقب واستمرار مما دل

على العمق والتكثيف السردي .

م" الـيت عنوان "الغيوم ومنابت الشجر ":جاء جمازيا حيمل جانب بالغي يف "الغيـو د ا املطر و"منابت الشجر" واملقصود ا النبات حيث شكلت جمازا بعالقة اعتبار ـيقص

. قة النبات واألشجار مبواسم املطرتوقع سرد حيكي عن عالاليت حتيل القارئ ب، و )١(ماكان املرتكز يف بؤرة املكان فاليغيوم مكان واملنابت مكان و الذي يتركز فيه احلـدث"املكان"

،عاين والبيان والبديع " ،ط :بدون: "بغية اإليضاح لتلخيص املفتاح يف علوم البالغة املعبد املتعال الصعيدي انظر : )١(

.٨٦ميدان األوبرا. القاهرة ، ص: ٤٢مكتبة اآلداب

~٥٢ ~

الذي حيمل يف نفس الوقت بعدين مها السماء واألرض ولتقريبهما يكون للزمن ولألحداث السماء املقترنة رض وضال عن وجود إشارة إىل جدلية األسبب للجمع واملقاربة بينهما ، ف

بالزرع واملطر.

ـ رواية املشري "ريح الكادي"عنوان يكتنف بب ـشيء من الغموض وذلـك بسالكادي " ولعل الغمـوض ينبـع مـن "ريـح" -منها العنون "ريح املفردات اليت تكون

ادم احلاصل من هذه املفردة وما تعين يف مصطلحها العام "ريح العذاب " ويبني ما ـوالتصهو معروف من الدارج قوهلم "رائحة الكادي" حيث تعبر املفردة األوىل إحداث فرق بني

ت هي اليت حتمل على عاتقها مفهوم العنوان فضال العنوان واملعىن املألوف، وذلك ألن املفرداضا ولو حللنا العنوان عن كونه العنوان جمرد من السياق التابع له مما جيعل العنوان أكثر غمو

: لوجدنا أن

عنونة واقعية ال حتمل جانب بالغي أو إغراء إمنا كانت عنونـة "زمن ... يليق بنا"، هه السرد إال أن هذا اخلفاء يتجلى عند اقتحـام محلت خفاء هذا الزمن والذي يوضح كن

هو الذي يلعب دورا كبريا يف حمولة كشف مفردة زمن يف العنوان ألا بؤرة أغوار النص ،، حيث شكلت كل مفردة معىن خاص ا، وكذلك ظرف زماين قام عليه النص السردي

هذه املفردات الـثالث، عىن اجتمعت لتسهم يف معىن متكامل يوحي بنص سردي متعلق مب ا النصي.قافكل كلمة ذات اجتاهني معىن خيتص ا وآخر يكون غالبا رهن سيا

، فالكلمة يف اللغة إشـارة إىل شـيء ، " أن الكلمة إشارة دي سوسري ويرى " "للشيء ، ولكنها وحدة معقدة تربط بني الصـورة الصـوتية فاإلشارة ليست جمرد تسمية

لفظة حتمل معاين كـثرية إال أن نظـم اأن األلفاظ حتمل أكثر من معىن ف ومبا )١(" والفكرة

ـ ١٤٠٠الرياض ،النادي األديب اللغوية احلديثة " ، ( ساتانقد الرواية من وجهة نظر الدر براهيم : "إنبلة ) ١( / هـ

.٣٤ص ) ،م١٩٨٠

~٥٣ ~

املفردة يف سياق معني جيعل هلا داللة حمددة بعينها.

: فالعنوان له معنيان

/ مغلق ٢ / مفتوح ١

فاق من التأويل ، حيث تفتح حيمل داللة دينامية مفتوحة على آ : الذي املعىن املنفتحوهي داللـة انفتـاح )١( على متعدد الدالالت ، وال تغلقه على مدلول واحد حمددالدال

تستمد من انفتاحات ساقتها على أكثر من جمال.

: فهو الذي ينهض على أساس وضع األلفاظ يف مواضـعها وإيـراد أما املعىن املنغلقعلى أساس إغالق اللفـظ ألا تنهض ؛ )٢( ، واملستعمل له يف مثله املعىن باللفظ املعتاد فيه

. واملغزى من عدم حتديد الداللة اخلاصـة ملراد الذي وضع له من قبل املبدععلى معناه االنص ومتعتـه وتعميقا للذة، للعنوان اخلارجي مبرجعيته يف النص ليسهم يف غموض املعىن

ام املؤطر وهو اإل، قتحام النص ومعرفة الغموض الذي سبق العنوان حيث يدفع املتلقي إىل ابل هـو ، " ليس جمرد كلمة أو أثر يضعها الناص بعد فراغه من النص الذي هو ، للعنوان

.)٣(" عنصر موجه للداللة

. ١٢١" ، ص شعرية اخلطاب يف التراث النقدي والبالغي " من : نظر : عبد الواسع احلمريي) ا١(: املوازنة بني أيب متام والبحتري ، حتقيق : حميي الدين عبد احلميد ، املكتبة العلميـة، احلسني بشر اآلمدينظر : ) ا٢(

. م١٩٤٤بريوت ، جملـة عالمـات يف النقـد ، العنوان وحتوالت اخلطاب يف الرواية اليمنية " د صاحل باقيس : "ـعبد احلكيم حمم )٣(

.٣٦٦) ، ص٦٨ج ، ١٧، مج م٢٠٠٩فرباير /هـ١٤٣٠، صفر النادي األديب جبدة (، األديب

ثانيالفصل ال

دراسة إجرائية للعناوين

یاق اج س وان خ نصالعن ال

السردي ( النص ).

السردي العنوان والنص.

.العنوان والنص الموازي

~٥٥ ~

العنوان خارج سياق النص السردي

املبحث األول

~٥٦ ~

توطئة:

أصلها الوضعي، فإن الداللة العرفية توضـح إىلإن كان املعىن املعجمي حييل اللفظة املعىن املتعارف عليه يف عصرها الراهن ، وإن كانت ال ختلو أحينا من معناها اللغوي مـع

شيء من االنتقال الداليل ، ويف أحيانا أخرى تنأى عن املعىن اللغوي متاما.

:االصطالحية)العرفية( الداللية وليس الناس عليه تعارف ما هو العريف . وعليها املتعارف الداللة هي العرفية الداللة

جغرافية مساحة يف يسكنون البشر من جمموعة بني السائد العرف ولكنها ، قواننية لعرفيل من شعب وأ الناس من فئة بني عليه التعارف مت ما هو العرف يكون نأ بالضرورة، وحمدودة

العالقة هي :الرمزية،االعتباطية العرفية العالقةو" .متوارث ولكن مكتوب غري وهو الشعوب الرمز باعتبار ، مبعناه اللفظ تربط اليت االصطالحية أو ، الرمزية أو ، االعتباطية أو ، العرفية .)١("معىن من عليه تدل ملا رمز إال هو ما الكلمة

االستخدام يف تتحور فيه املوضوعة السياق حبسب الدالالت هذه سقاطإ حيث ومن طـابع الـدالالت منالسياق احمليط ا و املوضوعة فيه فتخرج اختالففتختلف اللفظة ب

العرفية ةالدالل رهن يف هي إمنا السياقية بالدالالت حتدد حىت مجلة يف ليست وهي ؛األخرى انعكاس فاللغة اللغوي اتمع يف حتدث واليت والثقافية االجتماعية التغريات حنو ترتع ألا

بني العامة الدالالت عن فضال ، به خاصه دالالت جمتمع فلكل فرادهأ بني اتمع يف للتداول بكل اخلاص الداليل التطور عامل بسبب رمبا للمفردات األصلية والداللة األخرى اتمعات

بالـدال تتعلق املسألة أضحت الداللة علم جمال وباتساع واملعىن اللفظ على تقتصر جمتمع املعىن وذلك ، بينهما جتمع اليت والعالقة أخرى جهة من واملدلول جهة من الدال واملدلول . للمعىن القريب التأويل من والقريب املتلقي ذهن يف السطحي

واهلدف من معرفة داللة العنوان بالنظر إليه بعيدا عن النص نظرة مستقلة والذي جيعل صة يف ذهن املتلقي.له فضاء آخر يف بعض األحيان خا

ــة )١( ــرة الثانيـ ــة. –احملاضـ ــخة إلكترونيـ ــىن) نسـ ــة املعـ ــة ،(نظريـ ــة الدالليـ النظريـ

http:musaa.net/lesson/lesson-5610html.

~٥٧ ~

الداللة االستعمالية:وهي داللة اللفظ على معناه احلقيقي، أو معانيه اازية بقرينة ما، يوضحها السياق؛

. )١(التركيبألن األلفاظ املفردة ال تستعمل إلفادا مدلوالا، إال عند

(العريف) أو املعىن يف أفق توقع وهذا ما جيعل الباحثة تروم معرفة اجلانب املتعارف علية القارئ جبانب املعنيني املعجمي (الوضعي) واملعىن اخلاص بالعنوان داخل سياق النص والداعم له بالدالالت احمليطة به من النص واملربزة للمعىن املراد منه وهذا من األسباب الداعية لفتح

ملنهج التجرييب فضال عن كـون هذا املبحث خاصة أن غالبية العناوين غري مباشرة تنهج اوهذا سبب من األسباب اليت حدت بالباحثة ،العناوين اإلخبارية ختتلف عن العناوين الداللية

بتتبع ذلك للوصول من خالله للمعىن األول يف ذهن القارئ خارج سياق النص. واملراد به .العنوان يف أفق توقع القارئ

:القارئ خارج سياق النصأفق توقع ة يف الدارج الداللة : )٢(بركان امرأة على فوهة

وهي يف موضع ،من هذه العنونة يتضح أن السرد خيص أحداث مؤملة تواجهها امرأة عـن ربكان) استعريت للتعبريكلمة (الاملصاعب ألن ومن السرد تتكالب عليها املصائب

ني الوقت واآلخر . صعوبة املوقف الذي تواجه ب

: )٣(ولياليهأيام الرشيد ليايل ) إضافة إىل الرشيد، –عنوان أحيلت داللته بشكل قوي على ظرف الزمان (أيام

حييل إىل حقبة تارخيية حتكي سردا أو قد هارون الرشيد ، الذي غالبا ما حيمل اسم شخصية أليام اخلليفة هارون الرشيد . تارخييا

)١( http://www.alukah.net/literature_language/0/29459/#ixzz3NVXy01KW ية بوسبيت : رواية " امرأة على فوهة بركان ". )٢( فهد ناصر اجلديد ، رواية " أيام الرشيد ولياليه ". )٣(

~٥٨ ~

: )١(السكر املر

متعارف عليها من تضاد املفردتني يف معنامها فقد يراد به دل العنوان على عدة معاين اللذة اليت يعقبها أمل أو عقاب أو أن األمر املراد ذو طابع مزدوج بشقني أحـدمها حسـن

كما ميكن أن يراد به جهد احلصول على أمر ما جعلته يفقد حالوته ء .واألخر شيء سيسكر يف احلالوة ولكنه يف احلقيقة مر. ويتحول من سكر إىل مر... وعلى ما يبدو على أنه

أي مجيل املظهر وسيء املخرب.

: )٢(الغصن اليتيم يم حبد ذاا أضفت عنونة جمازية غالبا ما تدل على بقاء الشيء وحيدا ، أو كلمة اليت

بأن السرد حيكي رواية حتمـل توقع ة جتعل يف أفق متلقيه ووهم مشاعرة على العنوان مفارق وحدة والفقد . احلزن وال

: )٣(الغيوم ومنابت الشجر

الشجر ) جدلية إىل سرد حيكي عن –منابت –يوم غالبا ما حتيل هذه املفردات (الغالعنوان على هذه املفردات بقوة جمتمع زراعي قوت يومه يعتمد على الزراعة ؛ ذلك إلتكاء

. هألن الغيوم والشجر جدلية متبادلة يف حياة منو الزرع واستمرار

: )٤(رعشة الظل ،وحياة متذبذبـة ،أو استقرار غري مستمر ،سياق عنونة تدل على حياة غري مستقرة

فالظل كلمة حتمل معىن الظرفية ، فالظل قد يكون ظرف زمان ومكان يف نفس الوقت فيدل على االرحتال وعدم االستقرار حني ارتبطت املفردة (الظل باالرتعاش الذي تدل على احلركة

.واالضطراب)املستمرة

عصام خوقري : رواية " السكر املر ". )١( ناصر اجلاسم : رواية " الغص اليتيم ". )٢( عبد العزيز مشري : رواية " الغيوم ومنابت الشجر ". )٣( إبراهيم الناصر : رواية " رعشة الظل ". )٤(

~٥٩ ~

: )١(ريح الكادي

النبتة الزكيـة املعروفـة دل العنوان السابق والذي قد توحي داللته لرائحة الكادي املناطق املرتفعة ألن (ريح ) تدل على الرياح يف بالكادي ، أو رائحة األرض أو العواصف

القوية كما يتوارد لذهن القارئ .

: )٢(زمن يليق بنا

يظهر من العنوان الذي صرح يف (بالزمن ) وهو حييل زمن معني ارتبط بضمري املتكلم يف زمن يليق حبيام وم كأشخاص ، العنوان صرح بالزمن وأومئ قد حيكي رواية جمتمع

إىل األشخاص بشكل غري مباشر من خالل الضمري .

: )٣(يف عشق حىت

يف توقع القارئ أن مثة شخص ما يف عشق حىت غاية "يف عشق حىت"عنوان يدل من عبارته أو حىت حدث معني وغاية جمهولة تشري هلـا ،أو حىت املرض ،قد تكون حىت املوت ،معينة

حىت يف مجلة العنوان .

: )٤(ليلة عرس نادية

فـالعنوان ال ،شخصية فتاة امسها ناديةعنوان بشكل مباشر إىل ليلة عرس أشار نص الألن الليل غالبا ،حيمل أي غموض . وإن دل على شيء آخر دل على حدث ما بتلك الليلة

مفعم باألحداث.مايكون زمن روائي

عبد العزيز مشري : رواية " ريح الكادي " . )١( عبد اهللا اجلفري : رواية " زمن يليق بنا ". )٢( عبد العزيز مشري : رواية " يف عشق حىت " . )٣( : رواية " ليلة عرس نادية ". عبد اهللا الزهراين )٤(

~٦٠ ~

العنوان والنص السردي

املبحث الثاني

~٦١ ~

: العنوان والنصمبثابة اجلسـر فهو، ن وسيلة للكشف عن طبيعة النص وفك شفرته وغموضه االعنو

يف تشـكيل وله أمهية كـبرية " ، املمتد بني املتلقي والنص ألنه املؤسس لنقطة االنطالق اخلطاب الروائي ، خاصة أنه يشكل الرسالة اليت يسعى املؤلف الضمين لنقلها إىل القارئ ،

على احتواء السرد بكل ( جتعلة قادرا )١(ومن مث فال بد أن تتوفر فيه شحنات داللية مكثفة "، فمنها يبدأ الـنص ؛ فالعنوان عالمة ضرورية تشكل وحدة وثيقة الصلة بالنص . جمرياته

ـ ألنه حيمل خطاب؛ ا تتحقق الرؤية األساسية للسرد وها ينتهي وإلي دافع ا ال خيلو مـن التوإذا كان النص يعترب جمموعـة مـن العناصـر املنظمـة ، . والتجاذب واإلغواء والتوتري

وذلـك ألن ؛ واملكونات لبنيته ، فإن العنوان بالضرورة هو جزء من هذه العناصر النصية كما متثل ، دل ا على متون نصوصها تنفتح على أكثر من أفق تأويل العناوين عالمات يست

وهو عنصر مهم من عناصر النص الستجالء دالالته وفك ، نقطة وصل بني النص واملتلقيا يهيـئ املسـتقبل لتلقـي ا دالليكما " يؤسس سياق، ايشكل إضاءات عليه مم، رموزه .)٢(العمل"

تتأسس على الكيفية اليت ينفتح فيها العنوان على املنت النصي ، وعلى وهذه الدراسة ـ ية هلـا ـالرؤى اليت يكثفها املنت يف بؤرة العنونة ، وبالتايل يأخذ العنوان لدينا حالة نص

من خالل اقارن كما للمنت تأويالت، قارب من خالهلا املنتيامتداداا وهلا تأويالا اليت ألن العنوان من أهـم عناصـر و ،عن الصالت الوثيقة بينه وبني النصللكشف و . العنوان

يف ويلح علينـا ، يطرح بعض األسئلة معرفة املراد منه، لذلك فإن )النص املوازياملناص (م هذه األسئلة هو ولعل من أه، ل أبعاده احمليطة به واملكملة لها بكمتكامل االنص حتليل حتليل

.١٧٤) ، صم٢٠٠٩( ١ط، البنية السردية يف الرواية " عبد املنعم زكريا القاضي : " )١( .٤٥" ، ص وطيقيا االتصال األديبمحممد فكري اجلزار : " العنوان وسي )٢(

~٦٢ ~

، فهو كننا قراءته كنص قابل للتحليل والتأويل يناص نصه األصليأي كيف مي، سؤال الكيفية، ألنـه العتبـة األوىل ؛ السـردي أخطر البؤر النصية اليت حتيط بالنصبالنسبة للدارسني

لذلك يقتضي النظر ؛ رسال واالستقبال بني النص والقارئ ولنهوضه بوظيفة اجلمع بني اإل فيه مبعمق.

،نوان يف الـنص ـدأ بالسؤال عن دالالت العـاليت تب، فالعنوان منه تنبثق الدراسة وذلك جبمعها وحماولة القبض على الدالال ت املرتبطة بأحابيل العالقات مع العنوان يف حتديد

ا مصـغرة ، ا من اعتبارها نصوص إليها ، انطالقريمتثيلها للنصوص اليت تشوشكل النصوص داللية ممكنة ، ذات عالقات من جهة باحلياة ، ومن جهة أخرى بالنصوص تدل على عوامل اليت تشري إليها.

لذلك فهو يؤسس ؛ عراض عنه لتفاوض املتلقي لدخول النص أو اإلفالعنوان مصدر ومن مث يكـون ، إال يف أعماق النصدخلها القارئ رمبا ال يفلت منها فضاء للمفاوضات ي

؛ النص وفلقته األخرى يف السرد ا يف البحث عن بذرةمغمور اوذلك ألن للعنـوان تـأثري ، ومينح فكرة تصور النص ، فهو يعطي االنطباع عن العمل األديب ،لمتلقي حبسب إغرائه ل

.)١(" نقطة استناد لتوليد النص وتشكيله"ألنه فالعنوان عنصر مهم من عناصر تأسيس النص

: باملركب اإلسنادييف النظام النحوي يسمىالقة بني العنوان والنص ما وتشكل الع وة ، فما أن يتبلورـ) بالنصية ق العنوان ه (ـد إليـا على املسنـإذا حكمن " العنوان نص

.)٢("" برسم التشكل والتمدد العنوان حىت يكون مثة " نص

نصي بني العنـوان تواز ، فإن ذلك التشاكل ينتهي بعملية أما يف حالة العمل األديب، اآلخروإن دخلت عناصر من أحدمها يف بناء نصية ، فلكل منهما نصيته اخلاصة ، وعمله

.٤٧" ، ص يف نظرية العنوان ، مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية ": خالد حسني )١( .السابق نفسه ) ٢(

~٦٣ ~

. فالتعالق املفترض بني كل من العنوان والنص يتجلـى يف ثننيحبسب تأويالت املتلقي لال ضربني من العالقة وهي :

: العنوان والنص -١

بليغهـا الرسالة األوىل اليت يسعى الكاتب إىل ت ) نص / عنوان تعترب العالقة األوىل ( اللغوي ، فالعنوان يف تشكيلهمث يقبل على قراءة النص الروائي للقارئ دف إثارة فضوله ،

تشكيل النص. كييب بطاقةوالتر

: النص والعنوان -٢

ـ ة العالقة الثانية املمتدة من النص إىل العنوان ، تقودنا إىل النظر يف النص على أنه آل األول يف عالقة تكاملية وترابطيـة : ويدخل العنوان والرواية ،لقراءة العنوان وبناء الداللة

.، و يفصل يعلن والثاين يفسر

اسنادتقدم يف البداية بوصفه االرواية يمن هذه املنطلقات النظرية ، نالحظ أن عنوان ا يبقى مع ذلك خاضـع ال ميلك من مضمون داليل سوى ما حيدده له القاموس .مستقال

يستمد سلطته من أنه يشكل و . الحتماالت داللية خمتلفة يصعب علينا إزاءها حتديد هويته وهو يهيئ للتواصل بني املتلقي والنص.، اختزال الكلية

العنوان واملنت احلكائي :تعتمد بلورة الكاتب عبد العزيز مشري يف بناء صيغة عنوان روايته " يف عشق حىت "

ليت تشكل فيه ختصيبا وتكثيفا ملضمون الـنص ن اللغة املألوفة إىل اازية اعلى االنزياح محىت ـد "السردي ، ينم عن قصدية املبدع يف هذه التسمية ، حيث أطلق على حمبوبة أيب زي

" وإضافة العشق إىل حىت يكشف التباس الصيغة ، وخيلق نوعا من املفارقة بني العشق (احلالة نسانية ) وحىت ( األداة اللغوية ) فتصبح الداللة مضطربة يف صيغة عنوان متمنعة ، ممـا اإل

~٦٤ ~

إذ جاء تركيبها باجلر خربا ،يغري متلقيها حملاولة الكشف عن غموضها ، وتفكيك شفرامقدما ليبقى املبتدأ غائبا يغري باالكتشاف وينفتح على أكثر من أفق تأويل ، وهـو مـا

احلكائي للنص ، اسم احملبوبة " حىت " االسم الذي له نصيب كبري من داللته يوضحه املنت اللغوية ؛ وذلك هلدف ضمين مشترك بني العنوان والنص جتمع بينـهما داللـة واحـدة ، فالدالالت اليت تربز عند مقاربة عنوان النص " يف عشق حىت " توضح أن اسـم ( حـىت)

ألن ( حىت ) احملبوبة عنـد اسـتجالء )(انتهاء الغاية يتعالق وداللته اللغوية اليت تدل علىغاية حبه ومبتغاه من النساء ، ، داللتها من النص توحي بأا غاية أيب زيد من هذا العشق

إنسانة واثقة حـرة أوال ، ها من مهه وغريته وحبه .. صنعها فيصف للمتلقي كيف " صنع(حىت) )١(، كل النفائس اليت مل يبخل ا عليها "وبذل يف تزويق عينيها الناظرتني إىل احلياة

اليت مل تفتأ من حبه على الرغم من البعد ، ومهما طال بينهما الفراق ففي " ذلـك اليـوم ، )٢(الصيفي ، الذي تسلم فيه رسالة منها بالربيد ، وعجب من وفائها بعد عقد من السنني"

من أجل هذا احلب اآلالم واخليبـات بها أبو زيد يف أصعب الظروف وعاىن(حىت) اليت أحوفرض عليه هذا احلب أن يعيش الغربة والترحال من أجل ( حىت ) ، فيقـول ،واملصاعب

وهو يشكو هذه الغربة بسبب هذا العشق : " اهلوى يا جد ، يغرب حفيدك من اجلبل إىل ليت تتعب من الصحراء ، إىل ماء النهر ، وهو ال يراهن على فرس بال جلام ، فالطريق هي ا

وقاعاته تهمشاويره ، وهذا الذي يتأجج يف القلب ليس له دستور وال مواد قانونية ، وحمكم .)٣(تكمن يف الوعود"

. انظر : وهي حرف من احلروف اليت تعمل مرة وال تعمل أخرى فإن عملت كانت جارة ، وكان معناها للغاية) (*

، دار الشـروق ، ( ٢: د/ عبد الفتاح امساعيل شليب ، ط حتقيق، " " معاين احلروف: بن عيسى الرماين يعل . ١١٩ص، م) ١٩٨١/هـ١٤٠١، د.ه

.٣٠٣ص، " رواية " يف عشق حىت : عبد العزيز مشري) ١( .٢٥٧، ص لسابق ) املصدر٢( . ٣٥٩السابق ، ص ) املصدر٣(

~٦٥ ~

فريسم ذه العبارات خارطة ملرحلة غربته اليت انطلق فيها من ( اجلبل ) الذي يقصد به النهر ) ر النيل الذي يف مدينة حىت املنطقة اجلنوبية إىل الصحراء اليت أراد ا جندا ، مث ماء (

ورا ، ـ. مث يضيف ، ذلك العشق املنفتح على الالاية واملطلق ، مكانا وزمانا وشع)١(مبصرليس إال الوعود ويبقى عشـقه عشق ال حتكمه أي مواثيق قانونية ، وال حىت دستور يثبته ،

حلىت ) حىت آخر حلظة مطلقا بال قيود وال اية. (

يتوقف هذا العشق عند معاناة الغربة ، بل امتد إىل العزلة اليت طاملا شكا منها أبو وملـه يف عزلة حيث ة ، ولكنه يقضي أيامه ولياليـك املدينة السياحيـزيد ، فهو يسافر إىل تل

هي غربـة )٢(مضى أسبوع قضاه بني الفندق والبيت ، وبني اهلاتف وسيارات األجرة ""غتراب كيان فردي وسط الكيان االجتماعي ، هـي جدليـة الفصـل النفس تتحول إىل ا

االغتراب ، فأبو زيد ال يأنس إال ا وال جيتمع إال معهـا ، ، ووالوصل ، واللقاء والفراقوفضل العزلة على غريها والغربة من أجلها . وتستمر املصاعب يف طريق أيب زيد للوصول

) فيمكث يف مدينتها أسبوعا مل يلتق ا ، وال يستطيع البقاء حىت يقابلـها إىل هذه ( احلىت. إا " قصة )٣(واحدا ، يف هذه املدينة احللوة املرة " بق يف حمفظة نقوده ما يبقيه يوماو"مل ي

.)٤(عشق مأزومة تندمج يف الواقع املأزوم ال تنفصل عنه بتاتا "

البطل : ويسرد الراوي شيئا من واقع

القتال يشتد يف سراييفو. -

حمادثات السالم بني العرب وإسرائيل ، تدخل أسبوعها الرابع. -

-، دار الفـاريب ، بـريوت ١ذاكرة رواية التسعينات قراءات يف الرواية السعودية ، ( ط : حسني املناصرة نظر) ا١(

.٦٤، صم). ٢٠٠٨لبنان ، .٢٨٦" ، ص يف عشق حىت رواية " : مشريعبد العزيز ) ٢( .٢٨٦، ص السابق نفسه) ٣( .٢٥٦، ص السابق ) املصدر٤(

~٦٦ ~

.)١(احلظر ال يزال مستمرا ضد ليبيا -

وهو ما يفيد انفتاح الذات على وقائع عصرها ، أزمة نفس أيب زيد تنفتح على أزمة ز حدودها الضـيقة إىل آفـاق عامليـة عصرها يف صورها املتعددة وبلداا املتنوعة فتتجاو

تضخيما ألزمتها.

نها أن أبا وتتعمق اآلالم يف سبيل هذا العشق " فاحلقيقة اليت ال ميكن إغماض اخلاطر ع، وال يدري كيف يصفه وهو يتغذى على نفقة أعصـابه وكريـات زيد عاىن عناء قاسيا

ا يقضيها يف العالج ، والتفكري يفـر شهرا بأيامها ولياليهـه ومنابت شعره ، ستة عشـدم، عنهحىت " إىل أن يتلقى مهاتفة قصرية حبجم اإلصبع... مفادها أن السيدة املبجلة سألت "

بعد معرفتها بظرفه الصحي الذي ختطاه بنجاح ، من أين ؟ ال يدري " فال يلبث أن يعـود .)٢(لريحل إىل تلك " احلىت "

لسرد تسهم يف تفعيل البعد التعالقي لالحياءات الكامنة فمثولية العنوان غري املباشرة يف ايف النص واملتوازية مع العنوان . " فحىت " االسم الذي له نصيب كبري من داللته اللغوية ؛ وذلك هلدف خفي مشترك بني اسم " حىت " البطلة يف السرد وبني داللة امسها الذي يفيـد

نحاة يف القبض على فاعلية معينة فهـو متعـدد حىت حرف أعجز ال، انتهاء الغاية يف اللغة الفاعلية جير وينصب ويرفع ويأيت للتعليل والنتهاء الغاية وكذلك حىت يف السرد اليت عـاىن أبو زيد من مرضه وتعدد سفراته للحاق ا والبحث عنها ومع كل ذلك ال حيصل منها وال

حىت القليل من العطاء.

املشري حبضور امليثاق العشق بيان مشتق من كيان كما أن الكتابة عن العشق وبلغة ووقائع مستعادة يف النص عرب الذاكرة وبواسطة اللغة . فاملشري عاىن يف حبه ويف السري ذايت

.٢٥٦السابق ، ص املصدر )١( . ٢٩٠-٢٨٩، ص السابق) املصدر ٢(

~٦٧ ~

امرأة ، وقد تكون احلياة اليت يركض وكذلك حياته وعزلته ، وقد تكون هذه احلىت، صحته خلفها ، وقد تكون الصحة اليت عاىن يف الوصول إليها واحلصول عليها ومات دوا.

أما مالمح شخصية البطل اليت اختارها املشري لتفسري هذه الدالالت املشفرة ، فهي تناص مـع شخصية العاشق املرحتل املغترب ، وأطلق عليه اسم أيب زيد ، الشخصية اليت ت

، شخصية أيب زيد اهلاليل يف االسم والتغريبة ، حيث أوجد املشري شـيئا مـن التنـاص جير بعضهابعضا إىل أن تكتمل الفكرة امللغزة يف النص ؛ ، فالدالالت يوحي بعضها لبعض

وذلك يعود " النتقاء مرجعي الذي يضفي النصية أو التخيلية على أحداث الواقع ، إذ يرتقي مستوى التواجد اجلوهري والوعي بالذات ، وتنشأ عن هذه العملية قصدية الـنص ا إىل

. )١(املتوقعة ضمن اإلشكالية القائمة بني اخلارج والداخل "

ففي الداللة األوىل مجع بني اسم البطل وقصة العشق ..

ـ ا مهويف الداللة الثانية مجع بني اسم البطل وداللة اسم احملبوبة ، فاملشري جعل بين حىت املوت : ء الغاية عدم الوصول إىل "حىت" عالقة وبني حىت انتها

أبو زيد اهلاليل عشق اجلازية

التغريبةأبو زيد البطل عشق حىت تناص يف االسم وقصة العشق

اللغة أبو زيد النحوي ( أموت ويف نفسي شيء من حىت ) حىت يف

أبو زيد البطل ( قال نفس العبارة يف االفتتاحية ) وحىت احملبوبة

يشتركان يف داللتها = انتهاء الغاية

. ٢٧م) ، ص٢٠٠٤، ، الدار البيضاء دار الثقافة ، ( ١" ، ط حياة النص دراسات يف السرد " : أمحد فرشوخ) ١(

~٦٨ ~

:الدالالت يف النص

أبو زيد اهلاليل ( عشقه للجازية )

أبو زيد النحوي ( أموت ويف نفسي شيء من حىت )

لفها اإلنسان وميوت دون غايته منـها ، ، اليت يركض خحىت = قد تكون هي الدنيا وقد تكون الصحة ، املرأة.

وتوسل الكاتب محزة خوقري هذا العنوان " السكر املر " مبفردتيه املتناقضتني وذلـك النص. بني مفرديت العنوان ليدل ا على املفارقة احلاصلة يف أحداث )١(خللق مفارقة داللية

فهذه املفارقة عنصر أساسي لبنية السرد الداللية اختزهلا العنوان وبها النص . فالفكرة اليت طسبنيت عليها الرواية تقوم على أساس من التناقضات ، وعنوان الرواية يتجاور مع أحـداث السرد ؛ ألن معىن العنوان حضر يف النص الروائي ومنها وصف رجوة لزوجها فارس حني تقول : " فقد كان كأي فارس من فرسان العصور الوسطى ، يذوب رقة ولطفا وإنسـانية

فحديث رجوة )٢(مع كل نساء األرض إال مع زوجته فهي بعض أشيائه وبعض ممتلكاته "اليت كـان ونةهو العذوبة والرقة واللطف واملرفالسكر كان ،عن فارس ميثل العنوان بشقيه

الصفات ليست يف تعامله مع زوجته.يغدقها على غريها ، هذه

ن التناقض يف الشهادة اليت حيملها فارس ويف العقلية اليت يتعامل ـا مـع مككما ي ، " جسمك دا ملكي خاص ، أنا أدفع فيه الشـيء الفـالين حكي قوله :زوجته رجوة فت

هذا شرقت بدموعي ما كنت أتصور مطلقا أن ينحدر تفكري فارس وهو أستاذ باجلامعة إىل .)٣(التدين للمفهوم االجتماعي ، لقد أوغل يف التاريخ حىت العصر احلجري "

، دراسة نظرية تطبيقيـة يف سـيمياء مستويات اللغة يف السرد العريب املعاصر " :حممد سامل األمني الطلبة انظر) ١(

. ١٣٣، ص ) م٢٠٠٨، بريوت - لبنان ، ( ١، ط " السرد .٣٣ص، " رواية " السكر املر : عصام خوقري) ٢( .٣٥ص، السابق ) املصدر٣(

~٦٩ ~

فهي ال تعين التناقض فقط ، أيضا ، فداللة العنوان حاضرة بأكثر من معىن يف السرد التحول والتغري ، ومن ذلك ما حكاه السارد على لسان رجوة يف مقطع آخر " رمبا شـدة

أثرمها وفعاليتهما يف مرارة - خرآ أو على وجه -كان هلما عتصام هذين ،استمساك وقوة االسكر وحتول طعم الشهد اللذين ظننت أنين وفارس سوف نتنازع كأسها سويا يف جنـة

. )١(احلياة الزوجية "

ومن تلك التناقضات ما كانت تراه رجوة من فارس قبل الزواج من مسات حتمد له ، كله قائلة : " أنت ليه كنت ختفى علـى الكـل روح ولكن بعد الزواج النقيض من ذلك

)٢(التسلط والتجرب اللي فيك دي ، أنت خدعت الكل برصيدك االجتماعي والثقـايف ..." ففارس من حديث رجوة عنه يف السرد ، الشخصية اليت مثل فيها العنوان عرب بالسكر عن

مثلت رجـوة مناطـا من خصاله ، كما ، وباملر عن السيءمظهره االجتماعي والثقايف للتناقض يف السرد بالنسبة للنساء حني تقول عن فارس : " أنا أوافقك ألف وحدة وأكثـر

، فهي على نقيض مـن )٣(يتمنني االقتران بك إال واحدة ندمت فعال على االقتران بك "وان يف الفتيات الاليت يتمنني االقتران بفارس إال هي اليت عاشرته وعرفته ، ومتتد سلطة العن

أرجاء النص حىت ايته حيث يصف السارد شخصية الشيخ فالح الذي تقدم خلطبة رجوة بعد أن كانت تشرف على عالجه يف املستشفى ؛ الشيخ فالح الشخصية املناقضة يف صفاا لفارس عزت فهو رجل " يف العقد اخلامس من عمره ، موفور الصحة متاما ، موفور املرح ،

فشخصية الشيخ فالح اليت تتناقض متاما مـع )٤(ألهله ، خفيف الظل..."نبع حنان دافق شخصية فارس عزت يف العمر ويف عدة صفات.

.٣٤ص، السابق ) املصدر١( .٤١ص، املصدر السابق )٢( .٤١السابق ، ص ) املصدر٣( .٦٥السابق ، ص ) املصدر٤(

~٧٠ ~

النص يفسر العنوان غري املباشر ؛ فزواج رجوة من النجم األستاذ اجلامعي فارس عزت جمـرد بعد تردد " لتصطدم مبا كانت ختشاه فإذا ا أمام شخصية أخرى وإذا بالسكر كان

.)١(طالء ظاهري خيفي حتته املرارة "

اجته حنو األنثى يف حكاية جتسد األمل واملعاناة حتت عنوان " امرأة على فوهة بركان "ث اسقف العنف والقسوة ، فهي عنونة حتكي رحلة عذابات تسردها الكاتبة استرجاعا ألحد

اء اخلريية ، يف أثناء زمن قصة حدثت يف مدينة اهلفوف المرأة مسنة تعمل يف مجعية اإلحسالتحول الذي عاشت فيه املرأة بني ضفيت اجلهل وانتشال التعليم هلا من حياة اجلهل والضياع إىل العلم ، إنه زمن التحول من العمل يف احلقول الزراعية (النخل) إىل الوظائف احلكومية

والشركات اخلاصة .

وتأيت أحداث السرد يف مكان ضيق حمصور ضمن منـزل الزوج على الرغم من سعة املكان (مدينة اهلفوف) إال أن خضم األحداث يف منـزل الزوج وهو فوهة الربكان الثائر الذي ال يهدأ حيث تقطن بطلة الرواية "شريفة" . ورمبا ترى الكاتبة أن (بركان) مكـان

الزوج ، حيث قصدت به التعبري بالزوج سكنا للمـرأة جمازي دللت به على وجود قسوة سردي تتماس فيه التخوم بـني لذلك كان هو املكان يف العنوان وبركان يف النص ، مكان

جة باألمل واهلم ، مكان متخيل تصويري من وهم خيال وعناء ممز الواقعي واملتخيل يف رحلة اباا . الكاتبة إليصال الصورة للمتلقي بكامل أوجاعها وعذ

بينما ترتبط الشخصيات بوجود الشخصية األهم يف الرواية بطلة السرد "شريفة" وأمها

و والدها وأم الزوج وأخته وأخيه واألبناء واجلريان وغريها من الشخصيات األخرى الثانوية. مل يصرح به إال فضال عن شخصية الزوج " أمحد" والذي مهش وجتنب ذكره منذ البداية و

ن من الرواية ، وجاء ذكره كنية ألمه ال لذكره هو كما أنه جاء نكره صفحة العشريبعد ال

.٤٢٣، ص " البناء الفين يف الرواية السعودية دراسة نقدية تطبيقية " : حسن حجاب احلازمي) ١(

~٧١ ~

يف العنوان وجمازا بشكل غري مباشر (بركان) . وجاء يف السرد حمكيا عنه بضمري الغائب إال ما ندر يف مشاهد قليلة جاء السرد عنه بضمري املتكلم أو املخاطب ؛ غيب بغيـاب دوره

الرجل العبوس اجلاهل القاسي املتذمر الرعديد. وكل ذلك مقصود من الفاعل فحضر ذلك ى النص واليت تشكل املرأة املثال يف وعي الكاتبة. ثنبينما شخصية "شريفة" أ قبل الكاتبة

كيف بدأت مأساة "شريفة" وهي يف ربيعها الثالث عشر ذلـك يتبتوضح ية بوس

، صدرت أحالمها وسلبت )١(حيث "اقترن ربيع حياا خبريف رجل يكربها بثالثني عام "شخصيتها وقتلت براءا؛ إذ كان حلمها الوحيد أن حتفظ القرآن الكرمي وتتعلم الكتابـة

موعد مع الشقاء ال ينتهي وعذاب ال لتصبح مطوعة مثل مطوعتها آمنة " كأمنا شريفة على. فتاة )٢(ينقطع وكأمنا األحزان ضنت عليها بتلك السعادة احلقيقية وحبلمها املتواضع البسيط"

فهي مسرية ال خمرية مع ذلك العجوز، تأتيها أمها ببضع ،ال متلك حىت اختيار شريك حياالذحبك اآلن .. البنـت ال كلمات لتسحق كل آماهلا "اسكيت وال تتكلمي لو مسعك أبوك، وال تقف معاناـا إىل )٣(تشاور وال يؤخذ رأيها عند الزواج .. انتهى كل شيء يا ابنيت"

هذا احلد بل تستمر وتزداد؛ فهي مل تكن تتصور أن يكون زوجها رجال كهال ، قاسـيا ، أمام اجلميع غري خبيال ال يرحم فيها ضعفا وال مرض ، وال يعفو عنها عند اخلطأ فـ" يسبها

. فهي دوما تبكي حظها العاثر )٤(مبال مبشاعرها وأحاسيسها فال متلك إال أن تبكي بصمت"بـت طفلـتني يف والدتـني ومن سوء احلظ أا أجن ،الذي رمي ا بني يدي زوج كأمحد

متواليتني وهو يكره اإلناث فيسكب عليها جام غضبه وقسوته ويستقبل بشري والدا بوجه

٣) ية بوسبيت ، "امرأة على فوهة بركان" ، ص:١( . ٤) املصدر السابق ؛ ص:٢( . ٧ق ؛ ص: ) املصدر الساب٣( . ٢١) املصدر السابق ؛ ص: ٤(

~٧٢ ~

عبوس وتقضي فترة النفاس يف هم وقلق وحزن ، وخماوف ال حدود هلا يف نفسها فبيت كاحلأهلها ال يتحمل بظروفهم القاسية وقسوة والدها ال تقل عن قسوة زوجها فاألفضل مما هي فيه حىت وإن حاولت أن تشكو زوجها ألبيها فلن جتد جواب سوى قوله لزوجهـا "أـا

.)١(ها اآلن أدا كما تشاء "ملكك وأم أوالدك وأنت حر في

، الرواية يف األحداثإذا "شريفة" هي يف الرواية الشخصية املركزية اليت تدور حوهلا وخطابا سـرديا ، وهـي متثل البؤرة اليت يبىن عليها العالم الروائي ، عنوانا ومتنا حكائيا ،

أمنوذج متكامل بنـي عليـه العنوان ،ملرأة اليت حتمل دالالت تلك اموضوع الرواية ؛ ألا اختيارها عنوانا وشخوصا يف السرد ؛ ففي العنوان "امرأة " وهي أساس فكرة املنت الـذي

نت أمنـوذج قامت عليه ، كما احتوى النص على أكثر من أمنوذج للمرأة إال أن شريفة كا . احلياة القاسيةمل تلك أسهمت الداللة يف توضيح معاو ،اجلهلاملرأة اليت وقعت ضحية

وبعد والدة عمر ابنها األول بعد طفلتني، ال تلبث حىت تلد معاناة جديـدة ، وهي رغبة والده يف أن يساعده ابنه يف (النخل) ورفض والدته "شريفة" " فزادها بتصــرفاته

ه وتشـعر قاحلمقاء عذابا فوق عذاا وشعرت أا تسقط يف فوهة الربكان الذي تعيش فوم طفلتني ليسومها زوجـها سوء توأ، ويعاودها الشقاء بوالدة )٢(بزلزلته املستمرة من حتتها"

العذاب . مث تسلب األيام منها فلذة كبدها عمر ليموت ويرثها مها وأملا وحسرة وحرقة . رية حزينة فزوجها ال ومتر األيام و"شريفة " كس ابح مقعدزوجها ، ويصعد فترة ميرض مث ب

" ويعاملها بكل قسوة كنوع من التحدي والعناد ... فكانت قسوته تـزداد وكأنـه يهدأ .)٣(بذلك ينتقم لكرامته وكربيائه اروحة"

. ٨٣) املصدر السابق ؛ ص: ١( ٨١) املصدر السابق ؛ ص: ٢( . ٥٣) املصدر السابق ؛ ص: ٣(

~٧٣ ~

عذاب وقلق دائمني ترى أوالدها يعيشون يف معاناة وال تستطيع تقدمي أي شيء ، ومتر األيام ، وتتحمل أعباء زواج خدجية وهم حصوهلا على شهادة الثانوية بعد زواجها وانتقاهلم ملنـزل جديد مبثابة مفترق هم جديد ومشكلة سداد دين املرتل هم كبري زاد يف شـقائها

ورصيد عذاا .

لسرد مشحون باملعاناة واألمل والقهر واحلزن والعذابات واحلسرة واللوعة واملرارة وال ا

خيلو من التهديد والوعيد والضرب واحلرمان والقسوة والبخل كلها عبارات تردد أصداؤها يف أحناء السرد فهو متأجج ا من أوله إىل آخره. فهي يف حزن وبكاء منذ طفولتها حـىت

كربها وهي تغرق يف حبر من الدموع "تبكي ولدها وتبكي نفسـها الـيت آخر أيامها عند ، ولعل أقسى دموع ذرفتها هي دموع حزا علـى )١(تبعثرت من احلزن والقهر والقسوة "

، فضال )٢(ابنها عند تلقيها خرب وفاته "امرت دموعها وراحت تنشج نشيجا يقطع القلب "زواج (مرمي) أخت زوجها وزواج ابنتها ألا مبثابة عن بكاؤها عند زواجها وزواج أختها و

ذكرى زوجها فهي ترى أن اآلالم والعذابات سكنت كل كياا " أحزان الدنيا وآالمهـا أراها تنصب يف وجهي وحتاصرين من كل جهة ... االبتسامة مل يعد هلا أثر علـى شـفيت

.)٣(والعذابات "فكيف بسعادة ال أجد هلا مكانا يف قلب تزامحت فيه اجلراح

بركان دموع وبركان من اجلهل والقسوة قسوة والدها وزوجها وقسوة احلياة عليها " إا تعيش على فوهة بركان ال يهدأ من ثوراته تارة حتس بزلزلته حتتها فتخشى أن يزيد وتارة

.)٤(أخرى أا تتأرجح وهي فوقه ختشى أن يثور ويقذفها بعيدا كما يقذف محمه"

. ٨٠) املصدر السابق ؛ ص: ١( . ٨١) املصدر السابق ؛ ص: ٢( .٨٦) املصدر السابق ؛ ص: ٣( . ٤٠) املصدر السابق ؛ ص: ٤(

~٧٤ ~

" عنونة اتكأت يف كل أحداثها على الظرف الزماين الكائن بالعنوان عرس نادية " ليلةلم يكن عرس ف(ليلة) فهو بؤرة العنونة وثيمة النص األساسية ، ولكن بصورة غري مباشرة،

نادية سوى جزء بسيط من أحداث النص ؛ وزمن كان مبثابة الوشاح الذي ارتداه السرد من خارجي استجمع أزمنة عدة يف زمن واحد "ليلة عرس ناديـة" ، أوله إىل آخره . فهو زمن

وهي (الليلة) اليت جالت فيها ذاكرة "محزة" والد "نادية" بكل أحداث حياته منذ شبابه حىت آخر ليلة عرس نادية. وتأيت األحداث استرجاعية باسترجاع "محزة " لألحـداث فضـال

حيث خيرج والد "نادية" يف سيارته اخلاصة استرجاع السارد هلا يقص الرواية بسرد دائري .جللب هدية البنته ليقدمها هلا يف ليلة زفافها مث يغرق يف سرحان وشرود ذهين ، فيتذكر كل أحداث حياته ؛ مسرية ركضه خلف املال واللهث وراء املركز االجتماعي املرمـوق دون

حتفيزا للمتلقـي علـى ته . اتزان أو توفيق فيدفع مثن ذلك التفريط يف أسرته وحياته وصحالعنوان إىل استكناه دالالا يف السرد . وعالقة العنوان باملنت احلكائي حتمل مفارقة يف إحالة

، فضال عن أن السرد حيمل أكثر من ليلة مما جيعل القارئ يف مبتدأ األمر زمن حمصور يف ليلةونة انبثقت من جانب عميـق يف يظن أن عنونة السرد بـ" لليلة " قاصرة ، إال أن هذه العن

السرد ، وهو التكثيف ، واملقصود به تكثيف احلدث السردي يف املوقف الزمين املخصوص بليلة ، فالتكثيف ناتج للبعد الزمين املرتكز على ثيمة الليلة كزمن سردي ألا تشكل بؤرة

وبذلك يكون العنوان وثيق العالقة باملنت احلكائي ، وقد لسرد يف صيغتها املفردة يف السرد، اتعددت العالمات الدالة على وثيق صلة العنوان مبتنه احلكائي ، أزمنـة ، وشخصـيات ، ووقائع ، وأحداث ، حيث يتكرر لفظ ليلة عرس نادية، يف أكثر من مقطع مـن مقـاطع

وبأكثر من حالة. الرواية لريتبط بذلك بأكثر من شخصيـة ، وبأكثر من حدث ،

ة واليت يتوهم القارئ أا اقتصرت على أحداث ليلة ريزمن قصري مكثف ألحداث كثزفاف "نادية" إال أن محولة السرد كلها كانت جمرد أحداث استرجاع فيجد املتلقي نفسه

~٧٥ ~

أمام زمن (ليلة) حتمل عدة أزمنة :

رحلة كفاح ضد شباب محزة والد "نادية" وكفاحه فيقول: "بؤس وشقاء وعذاب -

.)١( الفقر.... ، كنت يف بداية حياتك تتساءل : ملاذا ولدت فقريا؟"

وحسن -زواجه من أم أوالده واليت مل تلبث معه سنوات حىت توفيت خملفة له "نادية - وخالد " وذلك اليوم احملفور يف ذاكرته .. إنه يوم رهيب ، عال صوت الصراخ –

.)٢(والبكاء يف أرجاء املنـزل "

ده ـخروج ابنه "خالد" من املنـزل ليدرس يف املعهد الصناعي امليكانيكي لرفض وال - .)٣(اذورات"ـهذا اال من الدراسة قائال "تأتيين آخرا وثيابك زيوت وشحوم وق

ووقوعه يف شراك تعاطي املخدرات والذي يلقي بكامل اللـوم " ضياع ابنه "حسن - . ابنك " سونة" يتعاطى املخـدرات .... على والده " أنت السبب أنت السبب .

رائك وصفقاتك... ثيتعاطى السموم وأنت أين أنت ؟ كنت بعيدا عين تبحث عن

.)٤(حقائبك دائما جاهزة للسفر "

وأزمنة أخرى كثرية وسنني متتالية ومتفرقة يتجول محزة بذاكرته فيها بينما هو يطوي شوارع املدينة بسيارته .

توالدت يف زمن واحد يلم شتاا "ليلة عرس نادية" هو الزمن األم فكل أزمنة السرد أزمنة متداخلة يستطيع عدةلتلك األزمنة املتفرقة اليت استحضرت فيه ، فالسرد عبارة عن

لتكون على األقل أربعة أزمنة مع زمن القراءة . فهمهااملتلقي

. ٥اهللا الزهراين " ليلة عرس نادية " ؛ ص: ) عبد ١( . ١٠) املصدر السابق؛ ص: ٢( . ٤٧) املصدر السابق ؛ ص : ٣( . ٦٠) املصدر السابق ؛ ص: ٤(

~٧٦ ~

لة عرس ناديةلي أزمنة حدوث األحداث كتابة الرواية قراءة النص

زمن االسترجاع األول زمن احلدث زمن االسترجاع الثاين زمن القراءة

ميثل ثنائية مزدوجة حيث ينبين على زمن احلدث الواقعي ، وزمن فالزمن يف السرد إذا ، )١(التخييلي زمن الكتابةقصها واسترجاعها ، ويقابل ذلك زمنان يف الرواية : زمن السرد

وهذه املقاربة للداللة الثنائية على املستوى البنائي للسرد . أمـا علـى .)٢(وزمن التلقياملستوى الداليل يف النص الليلة فضاء زماين فضال عن أا عنوان للرواية وللعامل اخلـاص

يلة عرس ناديـة ، بالسرد ، فقد انصهرت كل املسببات لظهور األزمنة األخرى ما عدا ل"يرتبط الزمن الروائي بزمن القصة فإنه يقيم صالت وثيقة مع باقي املكونات احلكائية حيث

ظهور هويته ، أثناء احلدثبسرد فكرة السرد تفرد الذي دارت حوله الزمانف .)٣(يف النص"األخرى املستحضرة . األحداث والذكرياتسائر ا تدور يف فلكهليلة عرس نادية اليتوهو

يف الوصف الروائي ، مث وصوال إىل اية القصـة ماقبل اية السرد واستمرت الثنائية حىت يف أكثر من موطن يف السرد مع زمن العنونة الرئيسية السرد يففاعل الزمن الفرعي الذي ت

. وهذا املفهوم استغلته تيارات النقد التارخيي واالجتماعي يف بيان التعـالق هو الزمن الذي أنشأ فيه الكاتب نصه) ١(

: ، وميكن النظر إىل زمن الكتابـة يف مسـتويين اة صاحبه ومتغيرات العصر يف وجوهها املختلفةبني النص وحيففي املستوى األول يكون النظر يف العصر الذي يؤطر حيـاة الكاتـب يف عصر الكاتب وزمن الكتاب الفعلي .

املستوى الثاين يتصل املفهوم مبرحلـة . ويف خمتلف جوانبه احلضارية وتأثريها يف جممل إنتاج كاتب أو مجاعة أدبيةمعجـم " : : حممـد القاضـي وآخـرون . انظر اة الكاتب والفترة اليت أنتج فيها النص حتديداـحمددة من حي

.٢٧٣، ص م ) ٢٠١٠تونس ، ،حممد علي (، ١ط، " السرديات. فـاألول هـو القراءة الفعلي وعصر القراءة : زمن هو زمن القراءة يتضمن هذا املصطلح داللتين : زمن التلقي) ٢(

. وهو غري حمدد حتديدا دقيقا بالنظر إىل اختالف جتارب القراءة الزمن الذي حيتاج إليه القارئ املفرد لقراءة النص .٢٤٣، ص السابق انظر . وتفاوت القراء

املغـرب ، –، املركز الثقـايف العـريب ١حبراوي: بنية الشكل الروائي الفضاء والزمن والشخصية ، ( طحسن )٣( .٢٩صم). ١٩٩٩

~٧٧ ~

يؤسـس مما عها زمن استرجا مع الزمن الرئيس الدالالت يف أكثر من موقف حيث تتواشج بالنسبة لذكريات محزة والـد ناديـة و السرد والعنوان إشارة خلطاب ضمين مشترك بني

، اجلامع بينها وبني العنوان هو ثيمة الزمن الراهن حلدث تلك الذكريات املتناثرة يف السردء وتلتقي حتت لـوا تلك الليلة ،ة اليت جتمع بني هذه القصص ثيمة مواليت تكمن فيها الثي

. و ليلة عرس ناديةواحد وه

إمنا متنقل متحرك، حيث اوغري ثابت وال مستقر حىت املكان يف السرد جاء متداخالجاء كل السرد يف السيارة اليت كان يقودها "محزة" يف شوارع املدينة متنقال يف أرجاء املدينة اليت مل تسمى باسم صريح وإمنا كين عنها ووصفت بعدة أوصاف لعل أبرزهـا "عـروس

هـا بأنوارة" فيصفها "مدينة املالهي ، وهو الوصف الذي أطلق على مدينة "جد )١( املدن"امللونة ... والعمائر العالية بواجهاا الزجاجية الالمعة ... وامليادين اليت نصبت يف وسطها أشكال مجالية رائعة تعرب عن ذوق وحسن اختيار والشواطئ الرملية الناعمة حليت مبعـامل

.وإن دل املكان على شيء دل على عدم استقرار "محزة" ذلك الرجل)٢(واستراحات كثرية "الذي مل يستقر حىت من أجل أبنائه ، ومل يستطع أن يؤمن لنفسه حياة اجتماعية مستقرة ببناء أسرة جديدة بعد وفاة زوجته كثري السفر، ومل يستفيق من ذلك إال ليلة زواج نادية عندما

.)٣(وجد صورته يف غرفتها "وقد كتبت حتتها خبط يدها "باب محزة املسافر"

فاملكان متحرك ويف نفس الوقت مغلق داخل السيارة ، وداخل هذا املكان كـذلك أمكنة عدة تأيت يف السرد ؛ قصر محزة والشوارع والبحر واملدينة بكل مالحمها واليت كانت مرتكزا للحدث األول ؛ إال أن كل أحداث وأزمنة السرد وأمكنته تروي داخل هذا املكان

ثابت املتنقل يف شوارع املدينة املظلمة املضاءة باألنوار"مركبة محزة".املغلق واملتحرك غري ال

. ٥٨) املصدر السابق ؛ ص : ١( . ٥٨ص: املصدر السابق،) ٢( . ٧٢) املصدر السابق ؛ ص : ٣(

~٧٨ ~

فاملكان ميثل شخصية محزة يف انغالقه على نفسه وعدم ثباته واستقراره، كما يسهم تداخل األزمنة واألمكنة يف تقوية السواد والظالم ، والعتمة املبثوثة يف السرد. فحضور النور

خافتا أو تكون الشمس يف آخر أوقات إشراقها فيصف الشـمس دائما يأيت يف الظالم أو ، فتبدو الشـمس وقـد )١(" والشمس تذوب تذوب وتنكسر حدا يف أفق البحر" :قائال

ضعفت أشعتها وقد توارت يف البحر حىت وارها وأبتلع نورها البحر والغـروب. كـذلك صر ومعامل الفرح تشع من بعيد منـزله حني يصل إليه ليلة زفاف "نادية" "بدت له أنوار الق

، فمن املالحظ أن النور مهما جاء يف الوصف قوي يأيت بعدها ما يكون )٢(وسط الظالم" أقوى منه، الظالم أو وصف يقلل من قوة ذلك النور فالسواد والظالم مثة انتشرت يف السرد

الراوي من فضال عن زمن احلكي، الليل كل األحداث على اختالف وقت حدوثها لريويها ذاكرة "محزة" ليلة عرس نادية وهو زمن مظلم حيث يستحضرها يف حزن وأمل على تلـك

حيث يلتقي "محزة" بامرأة كان يود الزواج منها بعد وفـاة ليايل واأليام، اليت فرط فيها، الزوجته فيقول السارد: "ظهورها يف هذه الليلة أشعل فيه كل العواطف وأجـج يف نفسـه

، ويأيت اللون الرمادي ذو الداللة السلبية )٣(كانت نائمة حتت رماد كثيف" كوامن كثرية قول تلك املرأة اليت كان يسوف لإلرتباط أيضا مواكبا لألسود يف داللته على نفسية محزة فت

فشخصية محـزة .)٤(إنك ذكي تعرف كيف تطفئ الضوء فجأة يف ساحة األشواق" " :ااملكان الذي يعدأحد السمات ـالقه على نفسهاليت تكبلها : انغ االجتماعيةتعاين من القيود

كان يف فحمزةخصيات تعيش ظلمة حالكة ، ـالنفسية اليت تعيشها الشخصية داخليا فالشوال تزال النظرة السوداوية حتاصر "محزة" فنجده خياطب نفسه "أخرجي عتمة تغطي حياته،

. ٢٦) املصدر السابق ؛ ص: ١( . ٦٨) املصدر السابق ؛ ص: ٢( .٣٥املصدر السابق ؛ ص: ) ٣( . ٣٧) املصدر السابق ؛ ص: ٤(

~٧٩ ~

فال تلبث حتاصره حىت يطردها يف صبيحة ،)١( من جويف أيتها الظلمة والوساوس السوداء"كب سيارته رلذلك الصندوق املخبأ يف غرفته فاليوم التايل ليلة عرس ابنته نادية حني يهرع

جته حنو البحر "وقذف ما به يف جوف البحر فابتلعته األمواج .. تنفس الصعداء ... نظر وا. حينها )٢(بيض ناصعا كسيف مسلول "إىل املوج يدنو من الشاطئ وقد بدأ يف عتمة الليل أ

نفسه أحس بأا تطيـب جيد محزة " أن كل شيء لونه رمادي حىت جراح ليلة عاصفة يف. هنا يتوب محزة عن شرب اخلمر ولعل ذلك الصندوق هو )٣( ذن لصالة الفجر"واملؤذن يؤ

أخذت تتالشى ل مهوم محزة مستودعها يف بيته واليت طاملا أدمن شرا، فمن الواضح أن كة السواد عنه، لتشرق مشس حياته من جديد بعد أن يصدح املؤذن بآذان الفجر، يموتنقشع غ

وهي كناية عن بداية يوم وبداية حياة طاهرة ناصعة بنصاعة مشس الصباح بعد أن يغسل ماء ج البحر كل أوجاعه وأوهامه بابتالعه ملا يف الصندوق ولعل اخلمر هو املقصودة ، فيأيت املو

أبيض وهذه كناية أيضا عن التوبة واإلقالع عن الذنب.

تتجلى بؤرتان يف العمل األديب مها : البيت والصندوق ، فالبيـت يف مدينـة هنا و الصندوق.اجلدار، احلجرة، ، البيت، اخلزنة احليز جمموعة من املغيبات : مظلمة

يف هذه الرواية ، وتؤكد كما أن الزمان يف الرواية متركز على الليل " حمور األزمنةسيطرة الليل على باقي األزمنة الطبيعية ، توايل اللون األسود الذي يوحي بدالالت الليل غري

الليل بطال دون بقية ساعات اليوم ، وهو يكون مصحوبا باألسى واختيار الكاتب املباشرة ،عرس وليلة يتحرر محزة والد ناديـة مـن كـل القيـود مث ينفرج عن فرح ليللة واحلزن

.، وهذا الزمن دون غريه خيدم عالقة العنوان بالنص السرديالسوداوية

. ٤١) املصدر السابق ؛ ص: ١( . ٧٥) املصدر السابق ؛ ص: ٢( ) السابق نفسه .٣(

~٨٠ ~

وطاملا عرب السرد عن الذكريات بزمن الليل حزنا وأملا وصمتا ، فاحلدث املاضي حييل ظلمة والكآبة وغريها مما ينتج " للذكريات " وزمن الليل حييل لدالالته اليت منها احلزن وال

عنه الذكريات املؤملة لتلك الليايل، ولتكن ليلة عرس نادية ليلة عرس وليلة تشـرق مشـس ألن اختيار زمن الليل يعمق يف النفس مشاعر وصبيحتها بنور خمتلف على محزة والد نادية .

تبعات النفس الوحدة واألمل واحلزن واألسى ، فلذلك وظف هذا الزمن ألنه يستدعي كل ومشاعرها املظلمة.

فجاءت ثيمة ليلة بظلمتها وحلكتها حتيل إىل ذكريات مؤملة ؛ تلك الذكريات اليت غابت كما يغيب الليل النهار ، وحجبتها كما حيجب الظالم النور ، فجاء العنوان يف السرد

أي ماض ، ماض حزين ليسو تلك الليلة اليت مجعت كل ليايل العمر املاضية، ليلة مشريا إىل تعين كل ليلة يف السرد كما تعين ث شكلت الذكريات يف تلك الليايلوإن كان مفرحا حي

وإن كانت هناك ليال يف السـرد ، ليلة حتتوي أحداث ألف ليلة بسبب التكثيف السردي ى يف حتكي ة السرد فه؛ إال أن تلك الليلة تبقى ثيمالليايل املنصرمة مائزة قد يقصد ا تلك

.ليلة عرس نادية

رز مكونـات املـنت احلكـائي " متعاضدة مع أب ليلة عرس نادية فصيغة عنوان " ، وهي املكونات اليت حتدد هوية تلك الليلة يف أكثر من صورة ، ومن خالل أكثر للروايـة

د داليلمن بع

: عمودية وأخرى أفقية. فضال عن ذلك يتوافر النص السردي على قراءتني

فالقراءة األفقية تكشف عن أغلب أزمنة السرد واألحداث تتمركز حول أزمنة الليل .عرس نادية – واملساء والظلمة وخاصة ليلة بلفظ العنوان " ليلة "

~٨١ ~

ديةامو

الع

األفقية

ة الليلة كزمن سردي مكثف بعمق تتكاتف ما يف القراءة العامودية توظف ثيمبينليلة بألف ، مما يعمق أمهية ملفوظ ليلة بزمنه بني بقية األزمنة يف السرد ، فيه األحداث

كما هو موضح بعالئق السرد بالعنوان والعنوان مبتنه السردي.، ليلة بأحداثها السردية

جبانب مـا :األوىل ، متعلقة باملنت والعنوانيكون نتاج القراءتني حيمل داللة وبذلكثيمة السرد وفكرة تكثيف احلدث يف ( ليلة ) الزمن الذي ة:يسمى باحلقول الداللية والثاني

تركزت فيه األحداث وهو الزمن الذي عمقت فيه الفكرة ، ومتثلت يف العنوان بؤرة احلكي ن السردي املشار إليها بتلك الليلة ؛ فالسرد ركز على حتري أحداث تلك الليايل املنصرمة م

محزة والد نادية.عمر

إلبراهيم الناصر يطالع عنواا املتلقي مبكون فاعل "رعشة" مما "ويف رواية "رعشة الظلتبدو يف العنوان فاعلية يدل على احلركة واحليوية يف السرد، و يطرح تساؤالت وإن كانت

إال أا تثري فضول القارئ يف البحث عنها واستكمال معرفتها، وكما يبـدو مـن جمازية ،! سوى مة السرد، فما هو السرد الذي يكتنفه ويدفع القارئ حنو النصيالعنوان أن الرعشة ث

غرائية العنوان الذي متكن فيه بؤرة النص والذي تنبثق منه (احلركة) إذ أن الرعشة بـؤرة إلكاتب حتميلها فكرة السرد وأسهمت يف إبرازها الشخصيات وغريها من التأزم اليت أراد ا

" وألن املكان عنصر مركزي يف تشكيل العمل العمل الروائي . العناصر املركزية يف تشكيلالروائي ، وذلك الرتباطه الوثيق بالعناصر البنائية األخرى ودخولة يف عالقات متعددة مـع

"الظل" غريثابت ملكانفا، )١(شخصيات والرؤى السردية"املكونات السردية كاألحداث وال

، )، الريـاض ن.د ، ( ١" ، ط دراسة نقدية تطبيقية، " البناء الفين يف الرواية السعودية : حسن حجاب احلازمي) ١( . ٢٩٧-٢٩٦ص

~٨٢ ~

شكل يف هذا العمل عالقة تالزمية مع احلدث فكل األحداث مرتبط بظرف زمان معني ، صور من حياة بعرضوتظهر رؤية السارد للحركة وللمكان املؤقت "الظل"يف السرد تعزى

تظهر تفوق القرية،ات ذات مسات يف عدة سياق املدينةاملدنية على حساب القرية ؛ إذ ساق من االستالب جعل املدينة بؤرة كلومع ذلك جنده يف عدة دالالت يتمحور حوهلا السرد ؛

، وكانت سببا يف التشظي واالنشطار والضياع والغربة وفقدان اهلوية واالبتالع واالستغالل ألسرتهه بعد ترك رحلتهية والتيه ، وتأيت دالالت هذه السمات يف السرد ؛ فالبطل يروي بدا

لدروب جمهولة. يف القرية

أمـل فالرواية قامت على حكاية شاب ارحتل من القرية إىل املدينة ليلحق بأخيـه يف القصـور ليعمـل فهاد يستقر بأحداحلصول على وظيفة ليعمل ا، وبعد لقاء فاحل بأخيه

كما حيكي النص عدة ارتعاشات يف حياة الفرد واتمع . حارس لبوابة القصر،

تعددت الشخصيات يف السرد فمنها الشخصية احملورية فاحل ، وأخيه ، وشخصيات تعمل على القصر مثل: سامل، وصاحل ، ومشعل ، وأبو سهل ، وخالد ابن صاحب القصر

يف السرد. واخلدم وغريهم. مثة شخصيات دفعت بعجلة احلوار لتتقدم األحداث

ومثلت مدينة الرياض املكان الواسع املترامي األطراف الـذي احتـوى األحـداث فشكلت بؤرة استالب واستغالل ، وتغييب وضياع . عدة مسات ومست ا املدينة وأن مل تكن كلها فأغلبها سلبية. ففاحل عندما اجته من القرية إىل املدينة كان "يشعر بالتوتر والقلق

فهو يرى أن سعة املدينة جتعلها خطرية )١(هله .. املدن الكبرية فيها خطر عظيم "حنو عامل جيوذات دروب جمهولة حىت سائق الشاحنة اليت أقلته إىل املدينة حذره قائال :"انتبه حـىت ال

.)٢(تبتلعك العاصمة ... هي مثل البحر يضيع فيها من ال يعرف العوم"

. ١٧إبراهيم الناصر ، رواية "رعشة الظل" ، ص: ) ١( . ١٨) املصدر السابق ، ص: ٢(

~٨٣ ~

احب القصر اسم الرمح فيقول: " أصبحت أدعي عمل فاحل يف املدينة وأطلق عليه صرأيه يف املدينة حينما يقول من حيث، ويأيت حوار فاحل مع أخيه جليا )١(الرمح لطول قاميت "

ت أجيبه بـأن املدينـة قـد اذا ال تكتب هلم ..؟ كده فهاد : " والدتك قلقلة عليك، ملل.ومل تقف )٢(مل أعد أعرف نفسي "... فهل تدري ماذا يعين ذلك .... سلبت امسي ابتلعتين

: ب للشخصية ، بل أيضا غربة فيقولنظرة فاحل إىل املدينة أا ضياع وابتالع وخطورة، وسل، فمثلت املدينة موطنا للغربة ، وبـذلك يكـون )٣(" أي جرح أعمق من سنان الغربة.. "

سمات احملالة إىل املدينة وكل هذه ال ،للمدينة دورها يف التهام هوية األشخاص القادمني إليهااثلة قد وردت الرعشة يف الرواية، واملهي سبب من أسباب االرتعاش، والتحرك، والتحول و

يف العنوان إذ حتضر يف النص بأكثر من شكل مرة تأيت مبعىن احلركة واالنتقال من القرية إىل ت االرتعاشات يف حياته، املدينة، وحركة احلياة اليومية ، واليت متثلها شخصية فاحل الذي توال

حيث انتقل من القرية إىل املدينة "الرياض" ومنها إىل خارج البالد أمريكا حلضور حفـل وقد متثل التحول والتغري الذي عاشه أبو القصر الذي اصطحبه معه، خترج خالد ابن صاحب

ذلك القصر، من تراجع مكانته االجتماعية يف القصر و من قبل صاحبسهل امللقب بالظل وارتعاش حياته الزوجية حيث تزوج عدة مرات ومل ، )٤(حني " اكتشفوا تالعبه باألسعار"

األبناء ويف زواجه األخري عندما محلت زوجته أجهضت طفلها مما جعله أكثر حزنا ينجب وشرودا وتشتتا .

استقراره فهو انتقل من خصية فاحل من تنقله وعدم ثباته، وعدمشفالرعشة مثلت يف مكث فيها حماوال البحث عن املدينة مكانا مناسبا له إال أنهمل جيد أنهمدينة ومع القرية إىل

تناسبه على الرغم من سلبيتها يف نظره فهو يف تذبذب وعدم استقرار. وظيفة

. ٣٧) املصدر السابق ، ص: ١( . ١٠١) املصدر السابق ، ص: ٢( .١١٠) املصدر السابق : ص ٣( .١٥١) املصدر السابق ، ص: ٤(

~٨٤ ~

يفتح آفاق لسرد يوحي برحلـة العنوان بوابة للسرد فعنوان : " أيام الرشيد ولياليه "عرب ذاكرة التاريخ؛ والقيمة التارخيية املتمثلة يف العنوان واملشتركة مع النص عالقة مباشرة ال إشكال فيها، شكلت سردا تارخييا ألحداث عصر اخلليفة هارون الرشيد واليت كان (الرشيد)

بطلها شخصية تارخيية مفعمة بالقوة وحب اجلهاد .

كي سرد روائي تداخلت أحداثه متفاعلة تفاعالت نصية مع ذاكرة تارخيية الرواية حت

خصبة حتكي أيام الرشيد ، وما محلت من معارك وثورات وشخصيات بـارزة يف تـاريخ اخلالفة العباسية منها: املهدي ، واخليزران أم هارون الرشيد وزوجته زبيدة وعائلة الربامكة

. مفور وغريهملوك الروم مثل نقء والشيوخ وبعض والشعراء والفقها

بدأت الرواية باختيار هارون الرشيد قائدا للجيش ملنحه لقب قائد جيش املسلمني ضد

لسرد وأمنوذجا تارخييا يف عصره؛ليكون بطل سريته التارخيية وجيعله الكاتب قائدا ل ،الروموالدته مستجدية له : " يا بين فيخرج لقيادة اجليش وهو ما زال شابا فتيا فتودعه (اخليزران)

، )١(لقد دعوت اهللا لك أن يرزقك إحدى احلسنيني ، إما النصر وإما الشهادة يف سـبيله " وثالثني يوما وانتهت املعركة بانتصـار فيخوض "الرشيد" املعركة بعد حصار استمر مثانية

قوة، من ال بطل سريتهئي االرومنح في .ركة مع الروم لنقضهم الوعوداوتوالت مع ،املسلمنينشر الـدين قتحم ااهل ؛ كل ذلك من أجل اكتمال للمعارك ويقود القوم ي علهحيث جي

يوحي وهذا السرد التارخيي والروائي يف نفس الوقتالثغور املتامخة لبالد املسلمني، ومحايةيعـرج كما يف سرد روائي تارخيي ممتع وواقعي صحيح.بتحول الكتابة إىل متنفس للذات

الكاتب على الفنت اليت اشتعلت يف عصره فال تلبث حىت ختبو الهتمام "الرشـيد" بإمخـاد جذوا : الفتنة اليت اندلعت يف خرسان ضد العباسيني ، ونكبة الربامكة ، وذلك خلروجهم

. ٩) فهد ناصر اجلديد " أيام الرشيد ولياليه " ص: ١(

~٨٥ ~

عن أمر "الرشيد " وموالم للزنادقة والتشفع هلم وإخراجهم من السجن دون إذن "الرشيد" . بالشام العصبية اليت ثارت بني املضرية واليمنيةو ،علمهأو

كما متيز عصر الرشيد بعناية األدب واألدباء ورجال الدين من قضاة وحمدثني الذين : خصص هلم أيام معينة ليكونوا يف بالط اخلليفة، يستمع هلم ويسأهلم عن أمور دينه: أمثال

وجاء التوالـد احلكـائي ؛ ضي أبو يوسفل بن عياض ، والقايعبد اهللا بن املبارك، والفضالشخصية القيادية ، وحضوره يف السرد إمنا أريد به سرد ذو القائد ذلك حياة عن التارخيي

ميثل الرواية التارخيية بوجهها األديب فالرواية أدب منفتح على كل العلوم والثقافات دون أدىن التقاطع والتشاكل يف ذلك العصر ، وهناك يظهر ستحضر بذلك قصائد األدبشك، فهو ي

حتضر يف قالب روائي ، ولكن بشكل غري ،وغريهاالتارخييي واألديب والفتاوى بني النصوص ، إذ إن هذه الطائفة مباشر كااستعراض تارخيي سردي يف نفس الوقت وهذا حيمد للكاتب

ا يف اا اجتماعيا لتمثل توازنإن كان قسرا ، وهذا مـراد تمع ومن الشعراء امتهنت جانب . السردالظاهر املستشف من الكاتب

حيـج اكما صور السرد شخصية الرشيد اخلليفة احملب للدين واملدافع عنه فكان عاميغزو فضال عن ذلك كان الرشيد حياسب نفسه، وذلك حببس نفسه أحيانا أو حرماا اوعام

من طعام معني حىت يشعر برعيته .

ن حيث املكان فرواية "أيام الرشيد ولياليه" مل تقتصر على مكان واحد إمنا جتولت وميف مدن اخلالفة العباسية يف عهد الرشيد ، حيث أقام يف بداية خالفته يف عاصمة اخلالفـة

درب اجليوش ة) وذلك لقرا من مواقع اجلهاد فومن مث انتقل إىل (الرق .اإلسالمية (بغداد) ظ . وجعل هلم الوعا

لعاصمة اخلالفة يف عهـد هـارون وهذه إشارة ، باملكان يف النص السردوارتبط الذي شكل بؤرة السرد بالتاريخ.ومن هنا تنبثق عالقة العنونة بالنص إذ هي مرتبطة الرشيد

~٨٦ ~

السردوالثيمة اليت انبثقت منها الفكرة اليت تشكلت من زمان ومكان ، لتحكي تاريخ رحلة لرسم حـدود الدين االسالمي اقع ملوطن عريب ترددت فيه أصداءوكأا ترسم حدود الو

خارطة له.

من الدسائس الـيت قـد افالكاتب سرد تاريخ الرشيد سردا تارخييا صحيحا خاليغة اليت للال يغفحاضرة يف الرواية ومل من كتب التاريخ، وظهرت لغة العصر احتوا الكثري

ومن األمثلة اليت وردت يف السرد من لغة العصر ، السرد باللغة الفصحى كانت واضحة يفقول أحد رجاله : يا أمري املؤمنني إن الروم قد هدموا سورا حلدث" ووضـعوا يف أهلـها

كما يف ذهن السارد. عانمب بتلك احلقبة مرتبط ويف هذها إشارة إىل رمز متعلق .)١(السيف "استشهد بالقرآن والسنة، إال أن الكاتب مل حيل إىل أرقام اآليات وأمساء السور، واكتفـى

بذكر اآلية فقط .

وخيتم الرواية بآخر ساعات الرشيد قبل أن يلفظ أنفاسه األخرية بطوس وهـو يف نص روائي متعدد الروافد متنوع املرجعيات ، منها طريقه إلمخاد ثورة اندلعت يف خرسان .

القرآين احلاضر باآليات،واخلالفة اإلسالمية حبضور ببغداد والرقة مكانا مبدأ القداسة ، النص وغات اليت حتضر عرب استثمار الكاتب لعوامل من قصص التاريخ والوثائقيـة ملسا هذه كلو

الصحيحة.

، ها اجلنس الروائـي بـاجلنس السـريي تشكيل عامل هذه الرواية اليت يتداخل في مما جعله يكون نصا جامعا يف جسده العديد من تقاطبات األجناس األديب واجلانب، بالرحلة

األدبية والفنون.

عنوان ذو صيغة حيمل قوة يف املفارقة لطبيعة املكان ، وهي "الغيوم ومنابت الشجرو"د بينهما حتمل عنونة مكانية يف مقامها األول ، ولكن املفارقة بني املفردتني توحي بوجود أبعا

. ٥السابق ، ص: ) املصدر١(

~٨٧ ~

روايـة وهي حىت يتم اجلمع بني اللفظتني. ،الكثري من التفصيالت الزمنية واحلدثية وغريهاوية، لقرية تقبع يف اجلنوب ية أسس فيها لتوثيق األحداث القرواقعية لعبد العزيز مشري روا

على مرتفع اجلبال كانت هي بطل السرد عند البداية. شخصيات وحوارات سردية تناوبت حتكي الكفاح والتالحم لتشكل بيئة قروية متماسكة، شخصياا، أرضها وحـىت مساءهـا

يـة صفا مالمح القراوكلمات ضع ويستهل السارد فصله األول بب .مطرةامللبدة بالغيوم املنصب عني القارئ ببساطتها وكفاح الناس فيها فتبدو املنازل ذات السـقف اخلشـيب ،

ومالمـح كـثرية، ) ٢(، "خشب امللة" واملشـهف )١(واحلنفية "الزنك" والسجادة اخلوص االجتماع حول اجلدة لالستماع للحكايات وغريها من مالمح القرية املادية واالجتماعية .

"مطر" وزوجته، أبناؤه، وظافر، وابن زايد، يف تلك القرية منها:وتتعدد الشخصيات قريـة اليت مثلت املكان يف السرد لزمن كان قد جعله السارد زمن يف مفترق زمنني زمن ال

شكل حضور وة وغزو املدينة للقرية وظهور مظاهر احلداثة . ينومن مث زمن التحول إىل املدور القرية وتنامي وجودها، ومن مث مع الشخصيات حوارها تداخلها معادل موضوعي حلض

أبناء تتالشى ،التعمق يف السرد نالحظ تراجع الشخصيات واليت كانت جد وجدة ووالدينالشخصيات وأوهلا أم سامل مترض ومتوت، وعندما يعود األب من املدينة يكون املرض قـد

الشفاء بيـد ، فاملرض متكن و "تأخرت يا زوج احلميلةفيقول الطبيب: تفشى يف جسدها ىل رحالت األبناء للتعلم وتستمر، وقبلها رحالت بعض رجـال ا، وبعد ذلك تتو )٣("اهللا

القرية للمدينة وينتهي املطاف لتتغلب املدينة على القرية فالكل أصبح يركض خلف مغريات لتتحول القرية صورة من املدينة وتصبح "القرية القدمية على سفح اجلبل، تتكئ شبه ةنديامل

خالية من الساكنني ، بينما تناثرت بيوت حديثة استبدل بناؤها باألمسنت ووقفت إىل جانبها

. ١٢) عبد العزيز مشري " الغيوم ومنابت الشجر " ، ص : ١( ٣٠) املصدر السابق ، ص: ٢( .٤٩املصدر السابق ، ص : )٣(

~٨٨ ~

، سيارات ملونة ،وكان بداخل هذه البيوت أناس أحبوا أنفسهم كثريا ، فانعزلوا وتركـوا .)١(راضيهم خاوية الزرع ، وقد دمت جوانبها وغزا النباتات الغريبة "البقية تركوا أ

عادام وتقـوقعهم يف ة حىت يف المح ويتغري الناس لتكسوهم املدنيوهكذا تتبدل امل؛ ألن املرتل هوية القدمية خالية إشارة لتغييب هوية القرية وتركهم ملنازهلم اجلديدة، منازهلم

.ضور شيئا فشيئااإلنسان ، ويتالشى احل

" لناصر اجلاسم عن رجل تسربل باحلزن يرفل فيه ليل ي رواية " الغصن اليتيمحتكو ،" من الوحـدة حدة أستلهم الكاتب عنونه "اليتيمار سجني بني أسوار مهه ومن هذه الو

ظهر يف الغالف جرد الغصن كناية عن النحالة وضعف اجلسد ، فضال عن أن الغصن الذيو . من األوراق لبطل أصبح مثل الغصن اليابس

ريوي األحداث على لسان البطل ف ،أحداث السرد استرجاعية يرويها الراوي العليمأحداث قتله لزوجته اليت أحبها ، حيث أسس ناصر اجلاسـم يقص داخل مركز الشركة

داث عن الشخصيات على لسـان مما جيعل السارد يسرد األح "التغييب"روايته على تقنية بطلها .

مث أحبها يةكتب وينقد يف صحيفة اعتاد نقد شاعرة فتالرواية عبارة عن حكاية شاب ي . إياهابقتله مث الزواج ليتزوجها وينهي العشق ب

، مان واملكان غري واضحة وال حمددةالسارد مل حيدد زمن معني أو مكان معني هوية الزتقنية جعلت حضرت وهي غائبة وهذا ما يسمى "بالغييب والتهميش" وكذلك الشخصيات

ذلك البطل وك ،من البطل وحيدا يف حياته وحيدا يف سرده لألحداث كاليتيم الذي فقد أباهالوحدة والعزلة اليت سلبته صحته يقاسي ليبقى بفقدها يتيمالذي فقد حبه وحبيبته "زوجته"

. ١٠٥) املصدر السابق ، ص: ١(

~٨٩ ~

ل اخلريف . فيصف نفسه قائال : "أصبحت كالشجرة فأصبح مثل الغصن يف فص ،ونضارته .)١(املنخورة "

السرد ليصل واحد وأزمة عقدة سرد وحيدة تنامى ا وقامت كل الرواية على حدثيرديها يـوم زوجته وهوحيبها ويعشقها؟، كيف قتلوكيف ي ، ماهية قتل الزوج لزوجتهإىل

تستمر جلسـات التحقيـق و. مل يفارقانه لتجتمع فرحته حبزن وأمل ؟زفافها قتيلة بني يديهواحملقق يهاوده من جلسه ألخرى ليصل للحقيقة والبطل يسرد أحداث السرد ليبقي احلدث

احلالة النفسية واهلـم ةسيطرويتضح من النص األهم مستتر يف ثنايا الصفحات األخرية . ـ ـ والسوداوية على البطل لتنحت جسدة وحتيله إىل عود حنيل ، ضعيف خنرت زان . ه األح

ويصف .)٢( يل وينفق على ثالثة أبناء عصاة: األمث واهلم والوهم "د يعع: " كاجلد املقفيقول .... ات دميحلزن تعلوين... إن احلزن سكن كريتراكم احلزن فيقول : " قشرة صلبة من ا

واألمل يغمر صدري فهذا احلزن األسيف املشتعل يف نفسـي زنفوجهي اآلن معجون باحلالسـوداوية .. و )٣("... احلزن ميزقين كثوب من اللهب...غل املاضي أجتره من دوالذي

.)٤(تغطي عينيه فيقول : " فأنا وشم أسود يف عرق قبيلة اجلمال "

على كل هذه اآلالم واحلزن واهلم تراكمت على رأسه وأناخت على صدره لتؤثرصحته وجسده ويتضح مما ورد يف السرد " مل يكن الثوب هفهافا إمنا أنا الذي كنت حنيال ،

. ومـن )٥(ذاويا كعود شجرة ليمون يف فصل اخلريف تساقطت أوراقها وعريت أغصاا "هذا املقطع يظهر التعالق النصي يف توازي الغالف مع السرد إذ وصفه لنفسه يبدو ذلـك

. ٥٧ناصر اجلاسم ، "الغصن اليتيم " ، ص: )١( . ٢) املصدر السابق ، ص: ٢( . ٥٨،٥٧السابق ، ص: ) املصدر٣( . ٣) املصدر السابق ، ص: ٤( . ٧) املصدر السابق ، ص: ٥(

~٩٠ ~

: ويستمر يف إيراد وصف وتشبيهات لهالغصن األجرد على الغالف ليتشكل البطل يف السرد ... .. كالعضو الفاسد يف شجرة احلياة" أنا كاخلشبة املسندة " ، أقطف أنفسا أظنها هاربة .

. كل )٢(... "أصبحت كاخلشبة املنخورة " )١(من قطف مثرة ضعفي وتوسلي تئسحني يفالرواية بعنواا وفصوهلا ورموزها زوجته دون قصد . هسي متأزم لقتلذلك ينم عن أمل نف

وبكل أشكاهلا تشد بعضها بعضا بدالالت مشتركة كنسيج يكمل بعضه بعضا مكونا حلمة وعند البحث يف داللة العنوان ؛ جند أن ترابطة بثيميت " الغموض والتغييب"واحدة بتقنيات م

)٣( "احملو واإللغاءيبوح ا السرد وبين على ثيميت "اليت والفقدالوحدة داللة العنوان حيمل

يف وضـحت قـد هذه الداللـة وعند التحليل جند أن ، تفشي يف أحناء السرد وأركانه املداللة الصراع أخرى، وهيمحل السرد داللة كما ؛ بشكل أو آخر يف السردوالشخصيات

اليت ، وهي الداللة األم قد تكون والغياب ، و ، داللة احلضور مع اآلخر الصراع و النفسي فاليتم حيمل ، الذي كان عليها العنوان، توحي ا املسميات اليت تسهم يف الغياب والتغييب

، القريةب يف السرد مشار إليه غامضايغيب الشخصيات ، واملكان جاء الذي املوتداللة مـن ف ، امل مهمة يف دالالت التغييب يف السرد الروائي ووكل هذه الدالالت شكلت ع

أسهم يف تغييب اهلوية باإلضافة إىل أوصـاف ، حاضرا بقوة يف السرد تغييبامللحوظ أن ال، أما الشخصيات كلها غائبة فالزوجة حىت مل تسمى باسم معني يف السـرد الهـي املكان

ديه هو أيضا، وحني مسى ابن عمها بقية الشخصيات ووال والالدها والحىت أمها، وكذالكلسان يف السرد يوسف كان قصدا للتغييب؛ أما البطل"القاتل" واحملقق حضور الغائب على

الغياب والبطل كما هو يف السرد نالحظ يف آخر اخلطاب يتسلل إليهالراوي كما أسلفنا.

. ٤٩-٩-٧) املصدر السابق ، ص: ١( . ٥٧) املصدر السابق ، ص: ٢(، جـدة ، النـادي األديب الثقـايف ، ١) معجب العـدواين : " تشـكيل املكـان وظـالل العتبـات " ، ( ط ٣(

.١٠٥صم).٢٠٠٢هـ/١٤٢٣

~٩١ ~

النهاية اليت حتمل كل عند يف آخر حلظات الصمود واحلضور املغيب ، وينتهي هذا احلضور فكانت من أكثر الشخصيات حضورا يف الرواية بعـد أما شخصية "احملقق" البؤس واليأس،

البطل ، وهي اليت أكسبت الرواية احليوية واحلياة على الرغم من كونه شخصية غامضة غري .ليغيب احلكم باإلعدام على اجلاين "البطل" غيب أثرهاكيا عنها هي أيضا مباشرة حم

احمليطة ا الشخصيات تسهم يف تغيبها وميش كل السمات اليت ومست ا شخصية فعلى اجلانب النفسي ت العنوان والسرد ، بناء لياتظهر جتغائبة يف السرد كانت شخصيات

مكون رتكز على"اليتم"نفسية محلت مفارقة العنوان الذي ا داللية، حتوالت لشخصية البطل، وإن كانـت وتأثريا بنفسية البطل الذي فقد صوابة لقتله زوجته بغري عمـد سي تأثرا رئي

و املفارقة يف السرد امتدت يف عدة أبعاد للعامل النفسي يف كل من : اللـون ، واللغـة ، إلحباط يف السرد وتوضح فتغلب عبارات اليأس وا، النفسيةاحلكي بني الشخصيات بدالالته

اوية، سواء وردت بصيغة مباشرة أو بأخرى غري مباشـرة ودـاأللون اليت حتمل السذلك ؛ )١("اثنني: مكون تركييب ومكون داليل الشخصيات على اعتبارها "بؤرة تقاطع بني مكونني

"، ومع ذلك ال ختلو من محل دالالـا ت كانت حاملة لفكرة السرد "التغييبفالشخصياأو مقبولـة ار الثيمية كقـيم الشخصية" ومن خالل رصد سلسلة القيم املسجلة يف األدو

مرفوضة داخل النص، وبناء عليه ، فإن حتديد ماهية الشخصية ، داخل النص الروائي، جيب .أن يتم من خالل حتديد جمموع العناصر املشكلة للمكون الداليل املؤطر للنص

فالصور اللفظية اليت تصف كينونة الشخصيات وأفعاهلا تلتقي وتتداخل لكي تغلـق كة حتدد داخلها جمموع العالقات الرابطة بني الوحدات املعنوية : التراتبط ، والتشابه ، شب

. )٢(والتقابل "

، ١ط، " ) " حلنامينه منوذجـا الشراع والعاصفة رواية " سيمولوجية الشخصيات السردية ( " : د بنكرادـسعي) ١(

. ١٢٧، ص م٢٠٠٣هـ/١٤٢٣، ) ي ، جمد الو ، األردن عمان ( السابق نفسه. ) ٢(

~٩٢ ~

بقوة مع نصها السردي " ريح الكادي " لعبد العزيز مشري عنوانة تعالقت أما روايةيف أكثر من منحى موثقة هذا التوازي بعدة معاين، وإن كان يبدو ألول وهلة عنوان غريب وغرابته تنبع من لفظة " ريح " بينما لفظة "الكادي" تأيت بتشعب دالالا وانطالقـا مـن

نصه واليت قد العنوان املتماهي يف عدة معاين واليت تتكشف عن مثة عالقات ما بني العنوان وتطرح تفاوضا مع املتلقي ، ولعل مفردة " الكادي " ارتبطت مع النص بعالقة مركبة بأكثر من معىن فدلت " ريح " يف أصلها اللغوي على " الواسع من كل شـيء .. واألرحيـي :

، بينما دلت مفردة "الكادي" على عدة معان وهي البطيء اخلري )١(املنبسط " قالواسع اخللوقيـل ..وجاءت مبعىن األرض الغليظـة ... اء .. وكذلك الزرع وغريه من النبات .من امل

. )٢(األرض املرتفعة "

ومن املالحظ دلت " ريح " على الشيء الواسع .. بينما دلت مفردة " الكادي" على كل : من األرض مرة، والنبات مرة أخرى، وثالثة على املاء. وكل هذه الدالالت بأوجهها

واملختلفة مثلت يف السرد أرضا ومطرا ونباتا . املتعددة

فنجد السرد حيكي عن قرية هي عبارة عن أرض جبلية مرتفعة تطل على مسـاحات زراعية واسعة غالبا ما تعيش على املطر وهكذا يكون العنوان ماثال يف السرد بتفاصيله كثف

رب عن السرد بعنونة متماهية يف يف العنوان واختزل يف مفردتني فقط حيث استطاع الراوي يع عبارات قليلة .

ومن خالل الرواية يتضح أن املشري منح القرية بطولة السرد مسـخرا هلـا كـل الشخوص واحليثيات السردية لتربز بطولتها إال أن هذه البطولة ال تلبث أن تسـقط آخـر

ل القرية باألنوار واملباين الرواية على يد املدينة ومظاهرها لتتغلب بضوء أنوارها على ظالم لي

) ابن منظور ، لسان العرب ، مادة ريح . ١( اد" . ) املرجع السابق ، مادة " ك٢(

~٩٣ ~

امللونة املبنية من احلديد واألمسنت وسياراا السريعة مقارنة بوسائل املواصالت يف القرية من الدواب لترضخ بذلك القرية حيث ينصرف كل الناس حنو تلك املغريات اليت تفي مبتطلبات

احلياة .

ة (رفعة) وابنهما (حامد) تعدد الشخوص يف القرية مثل الشايب (عطية) وزوجته اجلدوزوجته (مليحة) وأخته (صاحلة) واألحفاد . فضـال إىل جانـب تلـك الشخصـيات

الشخصيات الثانوية يف السرد مثل أمام املسجد واجلريان والصبية الصغار .

الزمان مرتبط باملكان بقوة فهو ميثل املكان واملكان ميثله وهو ذلك الـزمن الـذي ح من خالل السرد وبشكل القرى إىل املدن زمن االنتقال وهو واضول فيه الناس من ـحت

. غري مباشر

وفكرة السرد تتمخض من خالل اختيار القرية مكانا للواقع املعيش من رحلة كفاح ة متماسكني ال يفرقهم أي شيء ، يومية يقضيها أهل القرية يف احلقول الزراعية كأسرة واحد

ا يأكلون ، وباليد الواحدة يف شأن احليـاة يعملـون، دة من الصحن كانوـباليد الواح"، فثمرة حياة الكفـاح منـذ )١(شية يرجعون" يف الصباحات ، وإىل الدور يف العيسرحون

ن ذبل أن ختيم الظلمة على الطريـق " أ بزوغ الشمس صباحا حىت قرب مغيبها ليعودون قعه أذان ديـك ، وآخـر يف ديك من فوق مدماك احلجر ألعلى بيت على حافة القرية، وتب

الساحات اآلهلة بالناس وباملواشيء وبضجيج العائد من إىل بيوم من املزارع مما قبيل عودة .)٢(مشس النهار إىل مغرا"

سردت الرواية خضم األحداث يف القرية اليت هي موطنا ألهلها مصدر رزقهم فيصف عند شتاء طويل مر بالقرية فيقول : " السارد فصول السنة يف القرية ليتوقف بنا مرة أخرى

. ٥) عبد العزيز مشري ، "ريح الكادي" ، ص: ١( . ٦) املصدر السابق ، ص:٢(

~٩٤ ~

ت األرض يـئ أدميهـا لسـن من الزمان جاء على الناس فيه شتاء ممطر ، كان فترةبعد ، فاألرض هي مههم الشاغل الذي ال يتشاغلون عنه، فمنها يـأكلون ومنـها )١("احملراث

ذلك حظيت ون ملواشيهم فهي مصدر رزقهم األول واألخري الذي ال مناص هلم عنه لـيعلفكان القوم مجيعهم بكل أهـل جبل اهتمام أهل القرية ، حرثها وبذرها ومن مث حصادها "

، قد نصحو يف الوديان واملدرجات حيصدون ما مضوا فيه شهورا من احلرث وبعض دورهمومع مرور الوقت فاملزارع مل تعد تعط ) ٢(السقاية بالسواين يف األرض اليت ا تكون اآلبار "

ل التعب . ـيقابما

فيتبدل حال القرية فتشح األمطار وجتف األرض وتتالشى معامل اخلضرة يف األرض"

، فاملزارع مل تعد )٣(اختفى أذان الديوك .. وباع الناس مواشيهم وأدوات الزراعية القدمية "تعط ما يقابل التعب ، وبدت مالمح القرية تتغري شيئا فشيئا أوهلا بدخول بضع سـيارات ومن مث املباين " أخذ الناس يبنون بيوم من األمسنت واحلديد ، وخيرجون من دورهم القدمية

.)٤(إىل بيوت نظيفة واسعة وملساء ملونة "

وج من منـزهلم القدمي إال أن الشايب (عطيـة) وحاول (حامد ) إقناع والده باخلررفض ومتسك باملكوث يف منـزهلم القدمي لتبوء حماوالت ابنه بالفشل ألن والده آثر أن يبقى

داره ودار آبائه . ،يف منـزله الذي ترىب فيه

وتغريت مالمح القرية وتغري الناس عما كانوا عليه من ذي قبـل مل يعـد الـتالحم

و من ذي قبل " فكانوا يف مشاويرهم حني جتمعهم الطريق يستبدلون السالم والترابط كما ه

. ١٥) املصدر السابق ، ص: ١( . ٣٩) املصدر السابقة ، ص : ٢( .١٠٩-١٠٨) املصدر السابق ، ص: ٣( .١٠٢) املصدر السابق ، ص: ٤(

~٩٥ ~

والسؤال عن األحوال بـ طوط " عن أبواق السيارات ، ومل يعد ألحد وقت ينفعه حىت يف . )١(السالم والكالم ، فالكل تشغله أمور احلياة اجلديدة "

رت األمـور يف الوقت "دانة داخل القرية ومبرور وتستمر التغريات ويستمر منو املدي .)٢(الشهور والسنني ، وإذ باحلديث والسالم يأيت باملهاتفة يف احلبال املعدنية املمددة"

ت معامل املدنية وتراجعت القرية اليت بدت يف السرد وهكذا يكون العنوان ماثال وطغنصـت دمايف النص بكل دالالته املتعددة فضال عن مثوله مباشرة يف عدة مواضع أوهلا عن

، ومرة أخرى يف )٣(ثران الذي تدسه حتت خمدا "يادي والبعغرفة اجلدة ختتلط بروائح الكفـوردت عـدة )٤(وصفهم لعروس القرية " فتقول النساء " مجال فالنة كشلخة الكادي "

املباشر وذلك يكون العنوان حضر بشكليه املباشر وغري املباشر . امرات يف السرد مبعناه

قرى اجلنـوب سجلها الرواي لذاكرة شعبية للرواية كانت عبارة عن أخبار يإال أن ادينة فضال عن تشابه الكثري من لقدم أثناء االنتقال من القرية إىل املتارخيها الضارب يف ا عرب

،ريح الكادييف رواييت: األحداث وحيثيات السرد الذي سار على وترية واحدة يف الرواتني هلوية اموضوعي جر، ولعل املراد من ذلك كونه جعل من القرية معادالوالغيوم ومنابت الش

الشخصيات كل منها ميثل اآلخر فهي كما يقول :د/ حسن النعمي "تطرح سؤال اهلوية فقد من حيث استقطاب اإلنسان رمز اليار القيم يف روايايته بأزمة العالقة بني القرية واملدينة

. )٥( خارج فضاء حضوره التقليدي"

. ١١٣) املصدر السابق ، ص: ١( . ١١٣السابق ، ص: ) املصدر٢( . ١١) املصدر السابق ، ص: ٣( . ٢٦) املصدر السابق ، ص: ٤( –وزارة الثقافـة واإلعـالم (، ١ط، " الرواية السعودية واقعهـا وحتوالـا "٢املشهد الثقايف: ) حسن النعمي٥(

.٢٩صم ، ٢٠٠٩، ) الرياض

~٩٦ ~

وألن بعض العناوين تتقاطع مع نصوصها فعنوان رواية "زمن يليق بنا " للروائي عبد ميثل السرد خري متثيل، حيث تقوم القصة على سرد أحداث زمن غيب فيه املكان اجلفري اهللا

ومثلت الشخصيات ذلك الزمن، وبين السرد على شخصييت خالد وإهلام ليمثالن زمن السرد م وزمن أبناءهم ومثل فـارس هليكون زمنهم هو الزمن احملايد بني زمن والديواجليل البارز

اإلبن زمن اجليل اجلديد .

نقطيت توقف بعـد أول ب" "زمن ..يليق بناعنوانه لكاتبا فدرأما من حيث العنوان فوذلك حلمل داللة زمن يقف عنده السرد بكـل "زمن " مفردة من العنوان أال وهي مفردة

اليت استوقف الكاتب عندها ليسرد أحداث رهن زمن خمتلـف و ،التجليات الزمنية احلديثةعنونة رغم اعتياد املتلقي ملثل هذه الصياغة املألوفة إال ،لزمن بعده ةممهدعما قبله من أزمنة

ممـا صفق زمنني وثالثهما يف املنتستوقفك قليال لتجد نفسك يف مفترني يأن وضع النقطتي بـأن ) توح بنا - يليق فإن مفرديت ( داللة املفرداتنطلق " ومن م الوضوحأضفى عليه

ينتمـون م ه عليه ألشخوصو أحداث سرده تتكىء جبيل معني اخاص ازمنالسرد شكل . لذلك الزمن

منة املتغرية وغري زاألعلى صعيد اتمعة العنوان تسهم يف تفسريه ضمن ذاكرة ـفداللرقة ااملف كيحيوالذي ؛ ير للذي يسبقه أو حىت الذي يلحق بهاالثابتة تبعا للعصر وجمتمع مغ

ومن تلك املشاهد اليت تضارع يف السكن، واحلياة االجتماعية وكثري من املشاهد السردية السارد فكرته بطريقة خمتلفة ، حيث أقام وذج السردوالدة فارس الذي كان أمن :فكرة السرد

إىل حد ما، فيقول : "العامل طفل ألنه أحال حضارته العظيمة إىل لعبة ، وأخذ حيطمها بعد ساس هذه الفكرة وأقيمت على أساس من قيم اتمع كمـا فاإلنسان أ )١( أن امتلكها..."

بذاته ، بل هو قليم ورد يف املقدمة واالستهالل، فيقول :"أن املناخ االحتماعي الينحصر يف إ

.١٦٦ص" ، زمن..يليق بنا" رواية : ) عبد اهللا اجلفري ١(

~٩٧ ~

فهـو حيكـي )١( ممتزج بفكرة وحدة األمة العربية ، يف طباعها ، عاداا ومشكالا ..."ته يف وجهات النظر حول والدة زوجتـه دخيتلف خالد مع والو .مسرية قفزة العامل بأسره

إال أن )٢("وحىت التغضب عليه نفذ رغبتها وذهب إىل القابلة "ورمت عليه اليمني...،إهلام القابلة تشري عليم باصطحاب إهلام إىل املستشفى، يف املستشفى يقرر الطبيب والدة قيصرية. ويستمر السرد يف عرض وجهات النظر املختلفة بني كل من خالد وإهلام فهـو يـرى أن

ومـن .ترضعه من صدرها بينما تصر إهلام على الرضاعة االصطناعية لتحافظ على نظاراآخذالولد إىل دميا وحديثا فيقول:"قالف وجهات النظر حول طريقة الطهور اخت رىهة أخج

علشان يتم األمر بشكل مضمون وبطريقة الطب احلديث! والبعض اآلخر ؟! املستشفى

)٣("لرجل قدمي ومعروف يف وسط البلد امسه العم سـامل حاول يقنعين بأن آخذ الولدارتفاع أسعار املواد مثل: جتماعي العام واخلاصويعرض للعديد من القضايا على الصعيد اال

ذا العصر عصر القسوة اعة ،ومشاكل العامل اليت تواجه األطفال، ويقول :"هالغذائية ، واالثورة احلديثة وعصر التكنولوجيا فيسمي ةعلى األطفال. فريى اجلفري أن هذا العصر بداي

يب ،مما ينم عن توجه العصر من تطور أحد الفصول بـ جيل إلكتروين وآخر بأمومة األناب .تقين متقدم باالضافة إىل القضايا اإلجتماعية

ويعرض جلانب من حياة فارس جيل اإلبن بعد أن أشار جليل والدية ووضح جيلـه يتعرض لإلنذار بالفصل من اجلامعة وأخته عهد الطالب اجلامعي اللعوب ففارسوزوجته،

يتعـرض األب بينما من جديد لتكمل تعليمها اجلامعي؛ وتبدأ حياا ختوض جتربة الطالقالسـجن اجحة واالقتصاد العايل إىل الوقوع يف الديون ومن مث دخول خالد بعد التجارة الن

ليخرج منه ويبدأ من الصفر.

.١٦٧السابق ، ص ) املصدر١( . ١٧١السابق ، ص ) املصدر٢( .١٩٧ص، السابق ) املصدر ٣(

~٩٨ ~

فمـن الواضح أن األحداث متثل شبكة متشعبة يف النص نسجت أحداثها يف فضـاء دالة على حركة الفضاء الزمين املتعدد سرديةيف ذهن املتلقي ألا ظاهرة شكل أزمنةزمن

يوضـح السرد مع الزمنوتالزم عقد، جيل. ، اسبوع، شهر، سنة،األبعاد : ساعة ، يومعلى عالقة قوية فهما ،مقاربة جتمعهماإىل للعالقة الكائنة بينهمافيحيل العنوان بالنص تالزم

. بعضهما ببعض

العنوان دل على النص فهو يشكل عالمة موازية للمنت السردي ومتضمنة ملا حيتويه من حتوالت زمنية جمتمعية قومية متفرقة عرب األزمنة احملايثة هلا ، " فالعالقـات الزمنيـة بـني

لذي األحداث متثل نقطة انطالق مهمة يف النظر إىل مكونات النص السردي ، وهو األمر االتشابه بني التتابع اخلطي الواقعي لألحداث ، والتتابع السردي ىل التوازي وجيعل من النظر إ

وضح كما ي )١(هلا أحد العناصر اليت ميكن أن ينبين عليها تصور لرؤية سردية حديثة ومغايرة "فيه امتداد ، فصيغة العنوان اختزلت دالالت كثريةيتضحموازاة األحداث لفضائها الزمينا هذ

يتقـاطع فيـه الـذايت واليت العنوان يف جمريات متنه السردي من حيث األحداث املنبثقة واتمعي والقومي.

إذ ال ميكـن ، واحدة بداللةالتركيب حمتكم متماسك متوازي اتقاطعتا لتنتج نص على فكرة النص. االختالف

لبنان -بريوت دار اإلنتشار العريب ، (، ١ط، الزمن النوعي وإشكاليات النوع السردي " " هيثم احلاج علي :) ١(

.٩٧) ، صم٢٠٠٨

~٩٩ ~

العنوان والنصوص املوازية

والغالف.العنوان )١(

العنوان واإلهداء. )٢(

العنوان والمقدمات السردیة. )٣(

ات )٤( الت والبیاض اوین و التمفص وان والعن العن

السردیة.

العنوان والنهایات السردیة. )٥(

املبحث الثالث

~١٠٠ ~

النص املوازي :اهتمامـا ، والسيما يف جمال السرديات ، احلديثةأولت األحباث والدراسات النقدية

ومن )١() بالعتبات بالغا بدراسة النص املوازي ، وهو ما أمساه الناقد الفرنسي جريار جنيت (، ومنهم من أمساه )٢() كالناقد سعيد يقطني ( باملناص النقاد العرب من أمساه باملناصات أو

حملـيط ، وتفاوتت مسمياته بني النقاد فأطلقوا عليـه ا )٣((النص املوازي) كمحمد بنيس امللحقات النصية.، و النصية املوازية، و اخلارجي ، واملوازي النصي

، يسعف النظرية النقدية يف التحليـل " تقدمي تصور أويل النص املوازي يهدف إىل وجعل الباحثة تستدعي النصـوص مما )٤(" وإرساء قواعد جديدة لدراسة اخلطاب الروائي

املسهمة يف دعم النص عرب كل أبعاده امللحقة به وبتحليل وازية الستجالء دالالت العنوان املقراءة العنونة. وألننا ال ميكن لنا أن نفهم العنوان إال من خالل جمموعة من العتبـات الـيت

ألا تتالقح من أجل توفري ، اأو ما يسمى بالنص املوازي أيض ، حتدث عنها جريار جينت .)٥(داللة حقيقية للنص ، كشكل اخلط واحلجم

ا ملصطلح املناص وأورد مفهوم )٦(" عتبات يف كتابه " ا مفصال" تعريف جنيت يقدم "وعلى مجهوره ، ه أو بصفة عامة عل من كتابا يقترح نفسه على قرائكل ما جي فعرفه بأنه : "

. فاملناص عند )٧(حدود متماسكة ، نقصد به هناك تلك العتبة ..." فهو أكثر من جدار ذي النص املوازي .جنيت هو

.٤١صعتبات جريار جنيت " ، بد : "اعبد احلق بلع) ١( .٩٧، صم)٢٠٠٦، لبنان –، بريوت املغرب - (الدار البيضاء ،٣"انفتاح النص الروائي"، طسعيد يقطني :) ٢(، الدار البيضـاء ، دار توبقال للنشر (، ١ط: بنياته وإبداالا التقليدية " ، حممد بنيس : " الشعرالعريب احلديث) ٣(

.٧٧) ، صم١٩٨٩، ٤٦ ، العـدد قـربص – جملـة الكرمـل ، ( "إستراتيجية العنوان - املوازي للروايةالنص " شعيب حليفي : ) ٤(

.٨٢) ، صم١٩٩٢ .٣٧، ص" مجيل محداوي : "سيمو طيقية العنونة) ٥( .٤٣، ص عتبات جريار جنيت " د : "بعبد احلق بلعا) ٦( .٤٤، صاملرجع السابق ) ٧(

~١٠١ ~

النص املوازي شبكة من العناصر النصية ، واخلارج نصية ، اليت تصاحب الـنص واسـم الكاتـب ، مينح النص أبعاده ألنه يتألف من ". )١(للتداول وحتيط به فتجعله قابال

.)٢(ستهالل ، صفحة الغالف ..."هداء ، االالعنوان، العنوان الفرعي ، اإل

اص جمموعة من االنفتاحات اخلطابية املصـاحبة للـنص أو املن ويرى جينيت أن " وقسمها يف نوعني : الكتاب"

: ليفيب/ املناص التأ : أ / املناص النشري ، االفتتاحي نتاجات املناصة اليت تعـود للناشـر ، اإل ينقسم لقسمني :و

تعـود نتاجات املناصـية ، الـيت وهي اإل : إىل وتنقسم ليتها للكاتب أو املؤلفومسؤ

.)٣(/ النص احمليط التأليفي١ / النص احمليط النشري :١األمناط النصية احملاذية قبل الدخول إىل النص

مثل الغالف ، كلمة الناشر ،.... : / النص الفوقي التأليفي٢

قسمني مها :ويندرج حتت .)٤(أ / نص فوقي عام / النص الفوقي النشري :٢

: قائمة مثل فضائهاألمناط احملاذية للنص و امللحق الصحفي لدار النشر...املنشورات و

.)٥(ب / نص فوقي خاص

. )٦(مبادئ املناص وهي ،وغريها من املناصات اليت تتشعب منها

.٢٠٠) ، صم٢٠٠٧، دار توبقال للنشرالعربية "، ( خلطاب املوازي للقصيدةنبيل منصر: "ا نظر) ا١( .٤٤، صعتبات جريار جنيت": " لعباداعبد احلق ب )٢(عبـد احلـق انظر . )(اسم الكاتب ، والعنوان ، والعنوان الفرعي ، االستهالل... : نظم حتته كل منيهو الذي ) ٣(

.٤٩"، صجنيت"عتبات جريار : بد ابلع ، واملناقشات والندوات حول أعمال األديب. انظر املرجع السابق نفسه.اللقاءات الصحفية، واإلذاعيةاملراد به ) ٤( انظر السابق نفسه. .، املذكرات والنص القبلي يندرج حتته كل من املراسالت واملسارات واحلميمية) ٥( .٥١املرجع السابق ، ص) انظر ٦(

~١٠٢ ~

ألا ؛ ) يف تالحم النص األديب العتبات النصية ويؤكد النقاد أمهية النصوص املوازية (من شيء يف الـنص على أا نصوص عابرة وعرضية ما اليت مهشت كثرياجزء من النص

" ال ، كما يرى الناقد عبد املالك أشهبون ، ي الوقوف ا إال أا يف حقيقة األمرـيستدع، بل هي مكون جوهري من مكونات النص تعترب ظواهر نصية طارئة وال ثانوية أو عرضية

اليت تدخل يف تشكيل حلمة الـنص ، شأا يف ذلك شأن باقي املكونات األخرى الروائي .)١(وسداه "

مـن السـهولة مبكـان فيما بينها مع النص إال أنه ليس اوهذه املناصات متثل تالزمبط ترألا كيان من كيان النص م ؛ ا وحل ألغازها عرب التأويلدهاليزهقتحام اكتشافها إال با

ابه يشد بعضه بعض ، بفك شفرات ومغاليق تقنيـات ا إالوإن مل يكن هذا الترابط واضح خطاب املناص.

) يف خبايا اخلطابات املوازيـة العنوان ( لذلك البد من استجالء داللة العتبة األوىلنصوص املوازية ، ، إذ البد من النظر إىل ال وهذا ما غفل عنه الكثري من الدارسني ، األخرىلـنص إىل ابالتايل فإن النظر و ، )٢(القارئول لقاء مادي حمسوس بني الكتاب وتعد أ ألا "

املوازي بوصفه مكونحـدث بانفتاحا مينحه على صعيد التلقي أمهية استثنائية تسمع ا نصييف الوظائف والرهنات وقراءة خطـاب ، إذ بعناصره املتنوعة واملختلفة التفاعل يف فضاءاته

ا حتليليأضحت تطور اخلطاب الروائيألنه مع ؛ " ا وذلك إلظهارهاالعتبات يتطلب جهد ،، معقدة وملتبسة ، ال تبوح بكل مدلوالا ، وال جتلي مـا هـي ، ظواهر نصية العتباتمل يتم استشراف دالالا وكشف عتمتـها. اذوقد تشكل هذه العتبات عتمات إ )٣(حاملة

، ) دار احلـوار -، سـورية الالذقيـة ، ( ١ط، بة يف الرواية العربيـة " عتبات الكتا " : عبد املالك أشهبون) ١(

.٩ص، م٢٠٠٩النـادي األديب الثقـايف ، " عالمـات " دورية " عتبات الكتابة يف النقد األديب احلديث عبد املالك أشهبون : ") ٢(

.٧٩ص ، ٥٧ج، ١١م، دةـجب .٩، ص الرواية العربية "عتبات الكتابة يف " : عبد املالك أشهبون) ٣(

~١٠٣ ~

النقدية إذ ألسئلة شكاليات اإلبداعية واوازية تسهم يف طرح العديد من اإلوهذه النصوص املعربها تقـتحم و، اليت حتيط بالنص العتبات هذهثل كما مت، فاق السرد هي مدخل حيدد آ

هذه النصوص املوازية يف ، كما أنه من احلرص النظر إىل الرمزي والداليل هاءفضا ،ه أغوار عالقتها وتفاعلها مع النص الرئيس والعتبة األوىل العنوان.

بل مـن ، من زاوية هيمنة جهةال من الضروري دائما أن ننظر إىل هذا التفاعل و"ـ وال ميكـن .)١("ة االستقبال والتلقي والتأويل زاوية قيام كل بنية بدورها يف عملي ذه هل

وال ميكن فهم العنونة إال من ، وإمنا هي مقدمات لفهم النص ، املقدمات أن تغين عن النصمن ، وألا تتكامل وتتالقح اازية أو ما يسمى بالنص املوازي أيضخالل هذه النصوص املو

.)٢(أجل توفري داللة حقيقية للنص

يف إذ ال ميكن إغفال هذه العناصر األساسية "، نصية النص املوازي ومن هنا تتأكدح " تقوم على التفاعل . فكل من الطرفني مين لنص املوازيا "" و النص حني العالقة بني "

.)٣("اآلخر مشروعية الوجود واحلضور

أي أـا ، فكرة التفاعل بني العتبات والنصوص املرتبطة ا حتمل معىن االنفصال إنا للمواثيق العالقة الكائنة بني النص املوازي والنص الفعلي تنبثق تبع ، تقصي فكرة االتصال

وما يتميز به من طابع تعميمي " أن مصطلح العتبات وكما يعتقد محيد حلميداين ، النصية .)٤(هو الذي ميكن أن جيمع مثل هذه النصوص املوازية املتباينة من حيث املضامني والغايات"

.١١، ص م٢٠٠٢ ديسمرب/هـ١٤٢٣ ، شوال ١٢، م ٤٦" عالمات عتبات النص األديب " محيد حلمداين :) ١( .١٠٩، ص انظر مجيل محداوي : " السيميو طيقيا والعنونة " ، مرجع مذكور) ٢( .٤٣ص، النصية "يف نظرية العنوان مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة خالد حسني : ") ٣(، مرجـع سـابق ، " ، جملة عالمات يف النقد ، نادي جـدة األديب عتبات النص األديب محيد حلمداين : " نظر) ا٤(

.٤٢ص

~١٠٤ ~

العنوان والغالف

.تشكیل الغالف )١(

العنوان لونه وخطه وشكله. )٢(

التجنیس. )٣(

املطلب األول

~١٠٥ ~

: تشكيل الغالفتعد صورة الغالف اليت " كانت وما زالت إحدى العتبات الفنية اليت تواضع علـى

. وإن ا لطرح العمل األديب وإبراز عنوانه بشكل مناسبمهم عنصرا )١(" أمهيتها الكتابلغـالف -، إال أن له )٢(" يتكون من جناحني يضمان حمتوى الكتاب كان الغالف : "

وهو ليس جمرد غـالف مسيـك حلفـظ ، وظائف أخرى أدبية متعلقة بالنص- الروايةيظهـر قراءة النص ، ويف الغالفالوصول إىل صفحات النص فقط ، بل يسهم أيضا يف

وهي ، فضال عن كون الغالف عتبة نصية . مساته اجلمالية العنوان بطريقة سافرة تتجلىهة اليت يعرض وهي الواج ، وأحرف طباعيةالعتبة التشكيلية اليت تظهر بأشكال ورسومات

، خطه : ( ها فهو جزء من تشكيلها بكل أبعادهوال ينفصل العنوان عن ا الكاتب روايته ، فهو حيمل رسالة خطابية عرب الدالالت ، وباألحرى خطابية الرواية ) وتشكيله ، ولونه

رورة منهجية ال غـىن وقراءته ض - الذي هو فضاء العنوان - فيصبح االهتمام بالغالف. ألن الغالف أول عتبة نصـية ذلك لعمق العالقة بني العنوان والغالف ، للدراسة عنها

خلفيـة اللوحـة أبعادها من مما يستدعي معرفة ، نوفيها فضاء العنوا، تواجه القارئ ،ديب للعمل األ باقي النصوص املوازية ال تقل أمهية عن ، فلوحة الغالف وحجمها ولوا

ضمن منطق هاميكن تأويلكما ، ستراتيجية النص وفهم آلياتهإميكن قراءة اللوحة ضمن إذاللوحـة مل ، ألن الـنص والتعبري عنها مبساعدة قراءة ، الفنون التشكيلية بشكل بصري

حىت وإن مل تتجاور مع النص فال تفقد وظيفتها ، األعمال إال لوظيفة أدبيةتتصدر أغلفة لوحـة الغـالف معظم دور النشر اخلاصة جتد أن وألن، بشكل فعاليف إغراء القارئ

" الرواية وحتوالت احلياة يف اململكة العربيـة كناية الصورة وجماز الظالل : علي الدميين : " عبد العزيز مشري) ١(

.٢٧٤هـ ، ص١٤٢٨، ة الثقايف الثاينملتقى الباح ،" السعوديةجامعـة ، " عتبة العنوان يف الرواية الفلسطينية دراسة يف الـنص املـوازي " : فرج عبد احلسيب مالكي انظر) ٢(

.٤٨ص م ،٢٠٠٣-هـ١٤٢٤، فلسطني ، النجاح الوطنية نابلس

~١٠٦ ~

يف هذه لذلك ؛ (العمل األديب) النص ، وإعطاء فكرة بصرية عن ضرورية جلذب القارئ ،عض الروايـات بالدراسة حناول االقتراب من اللوحة ونعرض مناذج من لوحات أغلفة

تعالقها مـع مدى تأثريها على القارئ و ملعرفةوندخل يف تفاصيلها مبا يتوافق مع النص من عدم موازاا للنص بشكل زالت تعاين احلقيقة ماإن كانت بعض األغلفة يف و ، النص

إعادة النظر فيها.إىل حتتاج ، إمنا هي أغلفة ملونة أو بآخر

النافذة املطلة على النص يف بعدها األول جبدلية اخلفـاء لوحة الغالف تشكل ألن والبـد علينـا يف الصـورة لذلك " وجدلية املنت والتشكيل يف بعدها الثاين. ، والتجلي، واضـعني يف عـني ، معرفة كيفية انتقالنا من قراءة النصوص إىل قراءة الصوربأنواعها

فـالغالف )١(" ، ولغة حتليل الصور االعتبار اخلصوصيات املائزة بني لغة حتليل النصوصصورة بصرية للنص السردي ، ألن صفحة الغالف عبارة عن أيقونة بصرية فهي منـاط

وقراءة الصورة ليست قراءة مفتوحة ولكن مبعايري كما عند مع النص هاملماثلة واملشا .ذا فـإ عليها "كما ختضع اللوحة عند القراءة ملقاييس وقوانني متواضع ، )٢(روالن بارت

عالمات لغة الصورة متواضع عليها تشملفهناك أيضا ، كانت اللغة نتاج تواضع مجاعي. فتصبح القـراءة ولوجية السائدةييداألور يف التماثالت االجتماعية وودالالت هلا جذ

من مستوى إىل آخر ، أي من نسق إىل نسق آخر ، وداخلها من العالمة كمعىن إىل انتقاال ،الوقوف على هذه املزايا اليت متيز هذه الرسالة بوصفها عالقة أيقونيةو)٣("مة كشكل العال

ألن اللغة البصرية اليت يتم عربها توليد جممل الدالالت داخل الصورة هي لغـة بالغـة و

" ، حبـث نسـخة إلكترونيـة. الصورة بني آليات القراءة وفتوحات التأويل سيميائيات عبد احلق بلعابد : ") ١(

http://www.almaktabah.net/vb/showthread.php?t=31813 ، ١، ط " سيميائية الصورة مغامرة سيميائية يف أشهر اإلرساليات البصرية يف العامل اهللا ثاين : " قدور عبد ) انظر٢(

.٣٢) ، صم ٢٠٠٨، ، عمان األردن ، الوراق للنشر .٢٤املرجع السابق ، ص) ٣(

~١٠٧ ~

إن اللغات البصرية تقيم مع باقي اللغات " : كيستيان ميتز "ويقول ، التركيب والتنوعوال أمهية إلقامة تعارض ما بـني اخلطـابني اللغـوي ، متعددة ومعقدةعالقات نسقية

كقطبني كبريين حيظى كل واحد منهما بالتجانس والتماسك يف غيـاب أي ، والبصري .، وكل رسالة كل خطاب توهذا نابع من خصوصيا ، )١(" رابط بينهما

العالقة بني الرسالة البصرية والرسالة األلسنية :

ترشحها إلنتاج سلسلة المتناهية من العالقـات بـني الدالليةصورة ولعل طبيعة الالصورة تلك حبيث تكون واملفاهيم الذهنية من جهة الصورة يف الفنون " ةاملرئيات من جه

ذات مضمون تعبريي يعتمد على إثارة املتلقي نفسيا حنو الفكـرة أو املضـمون ا وحسي أكثر تـأثريا ، أي الصورة ، الوسيلة التعبريية ، ويكون حتقيق اهلدف ضمن هذهاملوجه

فالصورة البصرية عند قراءا تكشف )٢(" ته وتوجهاتهثارة عند املتلقي باختالف انتماءاإو مكامن تأثريها يف املتلقي جبامع الصورة والنص يف نص واحد مؤثر.

الصورة واللون :

: منـها ، لـه شـروطه ري، أمر ضرو مع تطور الكتابة األدبية ، تلقي العنوان

بتسـمية " فالعنوان يف صفحة الغالف يتمتع ؛ وسهولة التداول ، والوضوح ،االختصارجمازيـة ت هذه الداللة حرفية أو تعينية أوا وداللة ، سواء كانا وكتابة وتلوينبارزة خط

وجبانبه ، لعتبة املؤلف ا ما يكون هذا العنوان جماوراوغالب . على التضمني واإلحياء ةقائمئية قائمة على سيميا شهدية أو أيقونةالعنوان البصري يف شكل لوحة تشكيلية أو صورة م

، حبث نسخة إلكترونية. " سيميائيات الصورة بني آليات القراءة وفتوحات التأويل عبد احلق بلعابد : ") ١(جمـالوي ، –، عمـان ١ط " قراءات يف الفن التشكيلي والتصـميم ، ( مرافئ ثقافية " معتز عناد غزوان :) ٢(

.٣١، ص )م٢٠٠٧

~١٠٨ ~

وذلك من خالل توظيف جمموعـة مـن ؛ مث تأيت صفة الشمولية )١("الترميز و التدليل التقنيات اليت تضفي عليه طابعكن إغفال ا يشغله كاللون واحليز ونوعية اخلط ، والميا إحيائي

الدال يف الرسم " ألن يف توجيه الدالالت والرموز يف الصورة امهم اللون ألنه يعترب عنصرايف حتقيق الفكـرة "يسهم اللون والخيفى علينا أن )٢("اخلطوط واأللوان والعناصراألخرى

) ٣("...د من الرمزية ، ويعكس حالة نفسيةواقعية ، ويزيال إيصال اهلدف ، فهو يشري إىل ووذلك بـالتحكم باملسـاحات ؛ لون يف اختزال الكثري من الكلماتكما يفيد التعبري بال

يسـاعد التعبري باملضمون ارتباط مباشر وكما أن ارتباط ، اللونية وتوزيعها يف األشكال ،)٤(االختزال بالشكل وذلك إلثارة الطاقة التعبرييةتلقي على فهم الشكل أو الصورة وامل؛ ألن وال ميكن إغفال اللون ، يعضد املكتوب يف غالف األعمال األدبية السرديةاملرسوم و

،تشكيل الغالف يف السردلويات السرد ووالق مع أألن األلوان تتع ، قيمة سرديةاللون ذو ؛ ألن اللـوين رمزية التشكيل وإحيائه التشـكيل ألن هوية النص يف اخلارج قد تتمثل يف

تسـتخدم "ض دالالت النص أو اإلشارة إليها و كشف بع يف تشكيل الغالف يستثمريشيع بعضها وجيري جمرى األمثال ، كما أا اللغات ألفاظ األلوان استخدامات جمازية قد

idiomsه لأللوان تستخدم ألفاظها يف تعبريات لغوية يعن طريق املعاين الرمزية أو اإلحيائ .)٥(" ذا معىن خاص ا موحداا مركبمعناها مبجرد فهم مفرداا إذ تصبح تركيب اليفهم

.٢٦٧مرجع سابق ، ص، " : " السيمولوجيا بني النظرية والتطبيق مجيل محداوي) ١(، األردن -عمـان ، دار جمدالوي ، ١ط، " بالسم حممد : " الفن التشكيلي قراءة سيميائية يف أنساق الرسم) ٢(

.١٣٥ص، م ٢٠٠٨هـ/١٤٢٩ ٢٣" قراءات يف الفن التشكيلي والتصميم ص مرافئ ثقافية " معتز عناد غزوان : )٣( .٣٢، صقراءات يف الفن التشكيلي والتصميم " ثقافية مرافئ معتز عناد غزوان : " نظر) ا٤() ، م١٩٨٢هــ/ ١٤٠٢دار البحوث العلميـة الكويـت ، (، ١ط ، اللون واللغة " أمحد عمر خمتار : ") ٥(

.٦٩ص

~١٠٩ ~

: التجنيس

وجود هذا )عيةجر(متربز أمهية التجنيس األديب بالنسبة للعنوان الروائي يف توضيح . ويضطلع ذه الوظيفة كل من التعيينات اجلنسية يف دائرة اإلنتاج األديب عامة اجلنس "

.)١(" ) ، مسرحية قصة، (رواية

فالتجنيس يسهم يف توضيح اجلنس األديب خمافة الوقوع يف التباسه باألجناس األخرىوهذه وظيفة مهمة تتمركز يف صفحة الغالف وترفد العنوان يف توضيح هوية هذا اجلنس ،

ها فتتداخل يف شـكل ، ألن العناوين الروائية قد جتنح ألساليب خمتلفة يف عنونتها ؛ األديبإال أن . الظاهر مع أجناس أدبية أو حىت غري أدبية يف تفاعلها مع نصوص أخرى (التناص)

وجود التجنيس على الغالف ينقذ املتلقي من الوقوع يف حرية معرفة هوية اجلنس أو حتديد من وظائف الغالف على اعتبار أن عتبـة . وهي وظيفة أساسية نوعه من بني األجناس

هـذه ولكن جتنيسها جيلي ، إشكالية ومثرية قد حتيل إىل غري جنسهاالعنوان عتبة ذات الية أخرى يف اجلنس الروائي أيضا التجنيس يكشف إشك .اإلشكالية وهي غواية العنونة

خاصـة ، شكالية حجم اجلنس األديب وذلك يف تداخل أحجام األعمال األدبيـة وهي إ. )٢(وباألخص ما يسمى بـالنوفيال ، روايةالقصة والرواية حني تتداخل القصة الطويلة بال

جناس أصبحت ، وألن تداخل األ وذا يكون التجنيس يوضح اجلنس األديب ويثبت هويتهن من حق القارئ أن يعي جـنس الـنص، لك ، من مسات النص األديب وختللت أدبيته

فالتجنيس ينقذ املتلقي من :

.٤٥، ص الكتابة يف الرواية العربية " عتبات عبد املالك أشبهون : ") ١(هذه فكرة توصلت إليها الباحثة من خالل وظائف التجنيس وهي غواية العنوان مما يسـتدعي أمهيـة حضـور ) *(

، وتسهم يف كشف احنرافات العنونة عن التجنيس املوجود يف الغالف وهي وظيفة مهمة من وظائف الغالف األجناس األخرى.اجلنس الروائي إىل غريه من

النوفيال : الرواية القصرية. ) ٢(

~١١٠ ~

.األخرىإغراء العنوان وتداخله مع عناوين األجناس -١ .حجم اجلنس األديب -٢

بسـة من العنـاوين امللت شكاليةتجنيس بدوره الفاعل ليكشف هذه اإلوهنا يأيت ال من تلك الرمزية اليت فالتجنيس ينقذ املتلقي ، حيث يفيد التجنيس خروج العمل األديب

.جنسه لقارئ إىل أن هذا العنوان عنوان جنس آخر غريحتيل فكر ا

:العنوان والغالف

العنوان ومجاليات التشكيل البصري : ي بألوانـه مغرلبهية بوسبيت حمفز و امرأة على فوهة بركان" "ةيظهر غالف رواي

قنـاع اإلجانب من اجلـذب و ، والربتقايل فهو حيتو على الالفتة من األصفر بتدرجاتهلونني األصفر تكون من خلفية بدرجات الإذتكون ي ؛وان الدافئة واحملفزة على اإلقبال لباأل

والربتقايل من األعلى تشغل ثالثة أرباع الغالف ، والربع األخري من الغاللف استأثر ببعض ذو أبعاد الكثبان الرملية والنخل على جانيب الغالف ، وكتب العنوان بشكل بارز وجمسم

يف املنتصف باللون األزرق وحدوده باللون السماوي .

العنـوان حيث خـط ، يف العنوان غاية يف النصاعة للمرأة الشكلي اللفظفحضور ستعري للتعبري يف الغالف ااألزرق الداكن اللون ، وفاتح على لون األزرق الداكن باللون

األزرق مـن من أجل إثبات الذات ، ومن أجل البقاء ملا يتميز به مع األخر عن الصراعاملساحات الشاسـعة مـن ، وذلك من أجل الوقوف أمام تلك الغموض وإثبات الذات

العـذاب لتجسيد يسعى والبارز يف العنوان؛ واللون الداكن املمتد التضاريس اخلالية يف واضـحا إذ حييط بالعنوان من مجيع اجلهات على الرغم من ذلك يبقى العنوان واألمل

يتالءم مـع فحجم اخلط ، يف داخل ذلك اللون القامت األزرق؛ ألنه كتب باللون رمسه

~١١١ ~

"أيضـا اليت تكتنف العنوان إذ ارتبط هذا اللون بالنسبة للمـرأة األمل والعذابمساحة مفـردة املـرأة ظهر بينما ت ، اليت تسيطر على املرأة من قبل اتمع )١(" بالطاعة والوالء

دل عليها على الصمود واالسترسال يف القوة والكفاح اليت ادل يف رسم شكلهواضحة تالقسوة والعذاب يف جمتمع يصادر آمال املـرأة يف األفق للصمود يف وجه احلروف امتداد

فمن املالحظ رسم العنوان خبط كبري يف مساحة واسعة من الغالف باللون الغامق الغامض الذي مييل إىل الكحلي . فمثل العنوان حلظة صمود " شريفة " يف حالة مسودة كئيبة من

باب اليت تكالبت عليها ، والذي يشري إليه هذا اللون من شظف العيش ، ومن تلك األسالسيطرة والسيادة ، ولذلك جند حرف امليم يف رمسه ومطموس مسودة ، ودلت األلـف على شخصية "شريفة" تلك املرأة الطيبةالصابرة ، فداللة واضحة على الصمود والصرب اليت

.تتحلى ا

بل كل امرأة تصارع مـن امرأة واحدة ) فحسب ، غري أن هذا احلضور ال يعين (أجل احلصول على بعض حقوقها يف جمتمع جاهل اليهتم بتعليم املرأة ويصادر هذا احلق

ددة ـوميكن أن تدخل يف دائرة هذا التصنيف ، وحيتمل العنوان تلك اإلحياءات املتع، منها ن دائمني ينعكس على تلك وحزواملختلفة اليت كثريا ما تصب يف اجلانب املوغل يف أسى

" ذا الرسم ويف هذه املساحة من الغالف ويف امرأة كما أن كتابة العنوان "الشخصية. ة يف بؤرة األمل والعذاب مستعلية على بقية مفردات العنوان داللة مكوث املرأ املوضعهذا

الت اللون واحتل اللون األصفر مساحة كبرية من الغالف . وعند حماولة الكشف عن دالشخصـية وضـعفها ، األصفر جنده اللون األصفر يشري إىل اآلمال اليت تبخرت وعزلة ال

ر والربتقايل من األلون احلارة اليت خدمت اللفظ بالتشكيل اللـوين فصكماأن اللونني األ

م) ١٩٨٢هـ/١٤٠٢، الكويت ، دار البحوث العلمية ، الصفا ، ( ١" ، ط أمحد خمتار عمر : " اللغة واللون) ١(

.١٨٣ص

~١١٢ ~

.بينما أيقونات النخل جعلت يف الغالف لتحكي بيئة السرد يف العنوان "الربكان ملفردة " زراعته .الواالهتمام ب النخل من حقول

وجاء غالف رواية " يف عشق حتى " لوحة للفنان " جورجيودي تشرييكو " توسلها املشري للتعبري عن نصه للمتلقي بتشكيل بصري خمتصر صامت يبوح بعباراته السـرد ؛ فاملتلقي عند التقاء بصره بلوحة الغالف تشده أيقونة الشخص ، ورسم عليه من املالمح والتعابري اليت تعرب عن وجه لشخص شكله مكمل لعبارة العنوان " يف عشق حىت " الشكل

النص ؛ فالشخص يويل ظهـره والذي تشري إليه أيقونة الغالف ويبسط تفاصيل الصورة ه رلبقية أيقونات الغالف ، املاء والبناء وغريها وهي داللة إعراضه عما حوله واختيــا

حىت " اليت إن مل تكن حاضرة جبسدها تكون حاضرة يف تفكريه للعزلة والوحدة إال من " ، فأيقونة الشخص هي األيقونة اليت يتمحور حوهلا العنوان.

فالوجه ذو اجلبني املتغضن الذي يوحي بشخص تساوره اهلموم ، واحلاجبان يعربانن العميق ، فمالمح الوجه يف وضعية تصـور حالـة البطـل يف عن القلق الشديد واحلز

.)١(السرد

كما يشري ميالن الرأس إىل جهة اليمني ، ووضع اليد اليسرى وهي حركة مرتبطة ن على حساب ده يف االنطباع الذي يعطيه اآلخروباملخ الوجداين ، وتشري إىل تركيز جه

أما رمزية اجلسد العاري يف بعض التقاليد فريتدي عري اجلسـد صـفة )٢(تعبري الذاتمقدسـة ؛ فالعري ميكن أن يعرب عن احلب جتاه اخلالق واحلب الدنيوي ، كما للجسـد مظهر النقاوة قبل اخلطيئة أو الطفولة ، ومن هنا تأيت تسمية " حب مقدس " كما ترمـز

- ندار عالء الـدي (، ٣" ، ط " لغة اجلسد النفسية: ترمجة : حممد عبد الكرمي إبراهيم ، جوزيف ميسنجر) ١(

.٢٦٣م) ، ص٢٠٠٩، دمشق -سورية . ٢٧٠املرجع السابق ، ص) ٢(

~١١٣ ~

، وهذا ما جنده )١(غريق للعطاء دون حدودللعري البطويل وغالبا ما يرمز العري لدى اإليف النص من تفاين احملب يف عطائه حملبوبته ، كما أنه ال ميكن إغفال مكان األيقونة على الغالف إذ حيمل داللة خاصة بالشكل الذي حيتل تلك املساحة ؛ فأيقونة الشـخص يف

يسر من الورقة يـدل الغالف يعرب عنها موقعها يف الغالف ( ألن الرسم على اجلانب األعلى اللجوء إىل العزلة وهروبه من الغري ، وانغالقه على نفسه ، وانسحابه من اتمـع ،

. )٢(واالنطواء دون امليل إىل احلياة االجتماعية

بينما ساعد على تشكيل العنوان البصري ووضع اسم املبدع فوق العنوان بنفس نوع أصغر بقليل مما يوهم املتلقي أن طريف هذه القصـة اخلط الذي رسم به العنوان ، إال أنه

الغرامية حاضران يف العنوان : عبد العزيز مشري . يف عشق " حىت " . وقـد يتسـاءل فاسم املبدع أصغر من خـط ، املتلقي عن سبب صغر خط اسم املبدع عن خط العنوان

وتقزم من معاناة العشق العنوان ألنه جيسد للمتلقي أثر العشق الذي أضىن العاشق حىت ذبل )٣(وورد يف اللسان عن أن " العاشق مسي عاشقا ألنه يذبل من شدة اهلـوى " ، وآالمه

فالعشق عندما ، فتصغري اخلط رمسا من ضمور العاشق ، وتؤيد داللة العشق معناه اللغوي زيـز يتمكن من صاحبه يعله إىل أن يضمر ، وذلك التصغري خلط اسم املؤلف ( عبد الع

املشري) الذي أقحم يف العنوان لتكتمل الرؤية على الرغم من أن تصغري اخلط يف الغالف للفصل بني اسم املبدع وعنوان النص . وعند مقاربة هذا التأويل ؛ امللحق بالنص ستكون

فحياة املشري يف الواقع حتاكيها هـذه ، هناك عدة دالالت وحجج تدعم هذا التأويل شيء منها : حبه ، سفره ، مرضه ، حياته آالمه ...، كل ذلك يدفع القصة الغرامية أو

– دمشـق (، ١، ط احلياة " - األديان – " الرموز يف الفن: ترمجة : عبد اهلادي عباس ،انظر فيليب سرينج ) ١(

.٢٤١-٢٤٢، ص ) م١٩٩٢ - سوريا .١١٢يف أشهر اإلرساليات البصرية يف العامل ، ص قدور عبد اهللا ثاين : مسيائية الصورة مغامرة مسيائية) ٢( ) ابن منظور " لسان العرب : مادة عشق" .٣(

~١١٤ ~

بدالالت النص اليت تصب يف العنوان وتشكيله البصري هلذا التأويل.

وصمم غالف رواية " السكر املر " من خلفية يستأثر ا اللون البنفسجي الفاتح ، غـالف تظهـر صـورة اية الويتوسط الغالف العنوان الذي كتب بلون أصفر ، ويف

مث تتفاوت كثافة األسود على بقية الصورة ، لعني إنسان يتكثف السواد عليها استقطاعية اردة ، وإىل جوار الصورة تظهر وردة بيضاء متيل إىل الصفرة يشوا اللون الرمادي.

وكتب فوق العنوان بلون مساوي " رواية قصرية " وحتت العنوان اسم كاتب الرواية أبيض " الدكتور عصام خوقري " كالمها خبط أصغر من خط العنوان.بلون

" ألن اـال ، له انيشكل العنوان والغالف عالمات بصرية تسبقان النص ومتهدحيث ميكنه من إدراك ، املعارف الضرورية من التناصي ألي عمل يزود القارئ مبجموعة .)١(واملتداخلة معا "خمتلف مطالع العمل وفك شفراته املتراكبة

إىل ذلك لون العنوان األصفر يشـكل ةضافإ فاللون البنفسجي لون مثري وجذاب ،كينونة مزدوجة جتمع بني عناد فارس وتفاؤل رجوة ومثابرا ؛ فتنافر اللونني أضفى نوعا

التناقض احلاصل بني مفردات العنوان. علىمن التأكيد

نافر. ت بنفسجي # أصفر

تناقض. سكر # مر

وكل هذا " يسهم يف متكني القارئ الناظر من التعرف املسبق إىل عـوامل الـنص فتشكيل األلوان دالالت رمزية )٢(ألن الصورة أبسط إدراكا من الكتابة " ، وأجوائه العامة

لتشـكيل الفـين تفسر التناقضات واالختالفات والتغريات احلاصلة يف النص يـدعمها ا

.٦م ، ص٢٠٠٨، " بداية النص الروائي يف الرواية العربية املعاصرة " :أمحد سعيد الزهراين ) ١( . ٢٤٣ص، املرجع السابق ) ٢(

~١١٥ ~

ة للنص :تسهم ألوان أخرى يف تفسريات مواربللغـالف ، أيضا

األسود # األبيض

األبيض # الرمادي

ألوان ذات دالالت متضادة ومتقاطعة مع املضمون السردي ، فالصورة االستقطاعية اليت استقطعت لعني إنسان ويتكثف عليها السواد ، واالنعكاسات املتقاطعـة حوهلـا ،

ية ؛ فاألسود والرمادي يشتركان يف الداللة إىل السلبية اليت اووتشكل حياة البطلة يف الرهي : داللة الظلم ، والتشاؤم ، والعزلة ، والكآبة حيث تقول " رجوة " بطلة الرواية عن حياا الزوجية مع " فارس " : " حياة رتيبة ميلؤها امللل ويعشعش يف جنباا اإلحباط ،

.)١(الوحدة وتصبغ أفكاري برداء أسود ..."تأكلين

فيحتـل اللـون ، حىت الوردة البيضاء اليت يشوا اللون الرمادي يغشاها الذبولاألصفر بعض جنباا فهي ترمز إىل شباب " رجوة " الذي قضته بني حتضري للماجسـتري

السن . إذ " يعد جها برجل يكربها يف او" مث زوحتصيل العلم مث حياا مع زوجها " فارس ا ، ينطوي على قدر مهـم مـن يل لونا إشكالياألصفر على صعيد التشكيل والتدل اللون

مساحات كبرية من الغالف لتعالقـه مـع لذلك شغل )٢(التعقيد والغموض واحلساسية " حيثيات النص السردية.

ـ ث فتحفز دالالت التشكيل اللونية الفنية ذهن املتلقي الكتشافه وتفسريه ، حيبني اخلطاب احملوري للنص والتشكيل الفين للغالف ، فغالف روايـة اتناصي امثلت حوار

" السكر املر " يستدعي النص ، والنص يستدعي العنوان كالتايل :

.٤٧، ص م١٩٩٢، ١، ط جدة األديب، نادي رواية " السكر املر ": عصام خوقري ) ١( ، جامعة تكريـت ، حبث إجرائي يف تشكيل املعىن الشعري، " اللون لعبة سيميائية فاتن عبد اجلبار جواد : ") ٢(

.١٥٧، ص األردن ) -، عمان دار جمدالوي (، ١ط

~١١٦ ~

( تناقض املفردات ))تستدعي تنافراأللوانتسدعي (

يدعمان و يوازيان النص

الطـاغي علـى كان اللون لعبد اهللا الزهراين " ليلة عرس نادية رواية " أما غالفيكتنف أكرب على واقع ال خيلو من قتامة ، فالسواد الذي االلون األسود مؤشرا دال الغالف

من غفلة "محزة "والد نادية عن ظهر يف السردالقتامة اليت تلك مساحة من الغالف هي تألحـداث غامضة يكشف عن رؤية إذ ، ئه ونفسه وركضه خلف الفاين من األمورأبنا

وان يف تأييد ـ. ويسهم العنة ـاألبعاد وإن جتلت عن دالالت كانت رمزي السرد مغيبةفجـاء ، والليل ظلمة وسواد ، ال يكون إال ليال والسواد" ليلة ردة "ـلون الغالف مبف

حياة والد ناديـة واقع لويف تأويل آخر قد يكون هذا السواد يرمز لرؤية ، الغالف أسود ألنثـى توسط الغالف رسم يكما .وأبناؤه وشربه للخمر وإدمان إبنه حسن للمخدرات

البعدان مع ميتزج يف تشكيله الفين، حيث يض مع لون الغالف األسود عارض بلونه األبويتس بتاج على رأسها به وهـج ونثى حتمل مالمح عرألسد جيف يتمثلالواقعي وارد ، و

يف شكل كيان يـدل علـى اليسار تبدو عليه عالمات الوقار الفت ، ووجه يلتف حنو ، مما يشكل هيئة جلوس دالـة علـى الرأس حتمل التاجدتان إىل ، واليدان مسن السكينة

النصـاعة بط بالبياض وضوء النهار يشـري إىل املرت بيض األالثبات واالستقرار ، ولوا ويستأثر اللون األسود حبيز كبري من لوحة الغالف ، حيث يغطى على ثاللثـة ، والوقار

مفارقات النص

"العنوان" "الغالف"

~١١٧ ~

أرباع الغالف وميتد بضبابية على الشكل التجريدي يف اجلانب األمين من الغالف فيغمر ب مالمـح الوجـه ويظلل بعضا من أجزاء اجلسد . فغيـا السواد شىيء من األطراف

سـيطرة دم حضور محزة يف حياة أبنائـه ؛ و وحضورها باللون األبيض داللة الغياب وعغياب للضوء بالتـايل مالحمه، تالشييف السواد و اجلسد ومتاهيالسواد على الغالف،

بيض يف اجلانب األمين من الغـالف من األسود يف األ غياب للهوية. أما األلوان املتداخلةفـاألبيض " لوان تتكئ على حيثيات يف املنت ؛فهي متثيل رمزي للنص ، و كل هذه األ

ظلمة لوحة الغالف ، فاألسودسواد يفال ومن املالحظ تفشيالنفسية ، )١(يرمز للهزميه "، فمن خالل قراءة النص تتضح النفسية املظلمة من النفسأزمة يف يف الكون ويف الليل، ويف منتصف الغالف من ومن مث يأيت رسم العنوان بلون ذهيب مشرق الشخصيات السردية .

س نادية ي كان صبيحة ليلة عر، ليدل بلونه الناصع على ذلك احلدث الذ اجلهة اليسرىمتأزم ، ، فاألسود هنا واقع نفسي ذفه يف البحرحني ختلص والدها من املشروب اللعني بق

.وتتأكد ظلمة النفس وتأزم األحداث بعد تتايل املصائب

عني واحدة وغصن جرد مـن رمست عليه ولوحة غالف رواية " الغصن اليتيم " مع النص والعنوان ، فهي عالمة بصرية شكلت النسق الورق . فالصورة توحي بتعالقها

جـاء حيث النص السردي للربط بني دالالا . اليل من العنوان والصورة موصلة إىل الدالعنوان مبفرداته اللغوية الواضحة املعىن والصورة ، بأيقوناا الرمزية متضافرة مع النص يف

املعىن وال حتد من دالالته ؛ ألن قراءات تكاتف داعم للدالالت السردية ؛ فالصورة ترسخاللوحة متعددة بتعدد قرائها وبتعدد وجهات النظر ؛ ألن مقاربة اللوحة حبسب الرؤية اليت

يرتبط يدركها القارئ من النص " رؤية العمل األديب " وألن اخلطاب البصري لأليقونةعلـى اعتبارهـا و، ديلبصري مع النص السرظافر التشكيل ابعالقة جدلية مع النص بت

.١٤٩) ، ص م٢٠٠٩ -عالم وزارة الثقافة واإل (، ١، ط اللون يف الرواية السعودية " " :مرمي الغبان ) ١(

~١١٨ ~

عنصرا دالليا جمردا عن األحداث النصية ، باأليقونات البصرية بالغيا وإبالغيا مبا ختتزله ،كفقد الفـرد الصورة ، فالعني الواحدة عربت عن الوحدة واليتم والفقد للطرف اآلخر

ألـوان تعلق درجات وتوالغصن العاري من األوراق كناية عن النحالة، للعني األخرى .غيبـة وردت م اليت الشخصيات السرديةوالغالف بدرجات أبعاد الغموض الفين للغالف

فقـد الغصـن لنضـارته وغامضة ؛ أما أيقونة الغصن األجرد يف الغالف، فدلت على الغصن للتعبري عن البطـل ما استعري ك، كما فقدت حيويته لفقد البطل حلبيبته ،وخضرته

دوامة ذات أبعاد هندسـية متعاكسـة على وان الغالف لبينما دلت أ يف السرد لضعفه ،عدم حسرة على حبيبته محلت الداللة النفسية للبطل من حماولة إثبات التهمة على نفسة لي

وخمافة صدور احلكم عليه باالعدام مما شكل دوامة من األشـكال ، وزوجته اليت قتلهاه النفسـية تيف داخل البطل من جانب حال اهلندسية مسطيلة الشكل دالة على التعارض

زرق واللـون األزرق ألوان من درجات اللون األبيض واألاملتأزمة . ومحل الغالف عدة ؛ وألن )١(األزرق يرتبط بظالم الليل" وعلى الوضوح بعد اإلام بيض هنا دل، فاأل القامت

اللون األزرق يتناغم مع اللون األسود يف داللة الغموض فكان حضور اللونني متبـادل أيقونة الصورة يف املنتصف مربعا أبيض رمست فيه العني والغصن األجرد يف وتربز الداللة ،

فجاء العنوان سود داللة احلزن واحلالة النفسية كتب العنوان باللون األذلك كو من الورق،ع مجفآخر الغالف من األسفل عريض مسود من الداخل ممتلئ بالسواد يف كل حروفة يف

و العنوان ما قبل األخري من الغالف مرحلة ما قبل بني دالليت احلزن والغموض يف السرد.يرمز األبيض إىل انقطاع املـأمول كما التالشي ، فاألحداث احمليطة سامهت يف تغييبه .

وهو يف أيقونة الغالف ستسالم كما حدث مع البطل. ط واالقنوونذير باخلوف واليأس والداخل بني األبيض واألسود ليشري إىل القوة والضعف ؛ ألن من رموز األبيض الضعف تي

.١٥٤" ، ص اللغة واللون أمحد خمتار : ") ١(

~١١٩ ~

األزرق الفاتح كناية عن اهلدوء فهو يرمز إىل وألن عليه النص. دلواالستسالم ، وهذا ما املشاعر العاطفية األسرية دل على ذلك استعارته ألشكال الغصن العاري من األوراق.

اإلطار ويتألف غالف رواية " رعشة الظل " من عدة ألوان ، حيث يبدأ من األعلى السماء، مث ومن مث بشكل جانيب من جهة اليسار من الغالف باللون البنفسجي القامت ؛

هر يف اجلهة اليمىن مـن ذات أبعاد خمتلفة ، ويظرضية يكسوها العشب اخللفية من ألون هندسيه متجهم ، وعلى جانيب الغالف تشكيل هويتوسط الغالف وج شخص الغالف

األمين من ، ويف اجلزء واألخضريقوم على عناصر تتداخل فيه األلوان ، األمحر واألبيض ط يدوي تبدو صورة مرتل قدمي وبعض النخل . ويف أعلى الغالف رسم العنوان خباألعلى

تعرجات ب كل مفردة معنها يف العنوان حيث كتبت مفردة رعشةفمثلت زاخر باحلركة كتبت مفردة الظل بـنفس األمحر يف مقابل صفر والعنوان من الداخل باللون األ اإلطار

ل مستقيم خيلو من اإلحناءات ورسم هلا ظل شكباأللوان لكن بطريقة أخرى حيث كتبت عىن كل مفردة .مب العنوان مفردات. ويوحي رسم عريض باللون اإلطار األصفر

، ال على السعةحيث يتجلى لنا لون السماء الد ، كثريا وختدم ألوان الغالف العنوان ميتد يف نسبة كـبرية مـن لون السماءإال أن ، واللون األصفر املشمس األخضراللون و

األخضر دل على الغالف ، وهذه األلوان ذات تعالق عضوي وحيثيات عميقة مع النص ؛ ، ومؤشر دال على التجدد والتغري ، واألصفر دل على احلماس والنشاط والكفاح السيادة

النهار ، ويف وأالليل املرتبطة بالظل سواء كان يف املألوفةاملكانية فضال عن الداللة الزمنية الصفاء والسعة واالنطالق لون السماء السماوياجلزء األعلى من الغالف يشكل اللون

حياة القرية اليت قدم تمثلفملرتل قدمي وخنل . مث يأيت يف اللوحة صورة صراعات مع احلياة، لحياة بني ظلي القريـة و املدينـة ل فهي اإلحالة إىل جغرافية املكان ،منها البطل فاحل

، الذي احتل حنو ثلثي الصفحة زاحفا إىل األعلى للمنازلوتشكل تدرجا لونيا يأيت مقابال

~١٢٠ ~

مصاعب احليـاة وأبعادهـا ؛ ، وبروزها التضاريس املتعددة واملختلفة حيث متثل هذه وإذا تـدرجنا إىل والتنقالت والبيئات املختلفة واملتنوعة واملتعددة ، احملايثة لواقع السرد.

كما وثوب أبيض ،مشاغ معتمر بعقالط الغالف رأينا وجها متجهما لرجل يرتدي وسالذي ورد وصفه بـاملنت ـذه بري على الغالف وجه بطل الرواية "فاحل" أن الوجه الك

يعد اللون األبيض مـن ، و االتساع والوضوحب فالبياض يف الغالف يوحي. األوصاف لوان يـدل يدل على سعة املكان ، وتعدد األ وإن دل، يف داللته األلوان األكثر استقرارا

، كما دلت صورة على تعدد الطبقات يف اتمع على تعدد الشخصيات يف ذلك املكان الغـالف علـى يؤطر ، ودل اللون الذي، والب على ستمرارية الكفاح دالعجلة أو ال

لغضب موحاألمحر لون مثري ل . فاللون على اخلطورة الغموض مع االندفاع واحلماس وباخلطر ؛ وكثرة الزوايا احلادة يف العنوان داللة على تنامي احلركية وتـوارد األحـداث

دلـت يف العنوان و التعرجات دلت على احلركة وعدم الثبات أو االستقراروحدا . أما ـ الشخصيات على اعتبارها هي مكان القرية املباين الطينية القدمية على ذورها األول جل

يف زمحة املدينة. وأصوهلا وماضيها اليت خرجت منه قبل أن تتيه

لصورة االتشكيل إال أن من صورة حمدودة"ريح الكادي"بينما تشكل غالف رواية عرب قالب بالغي وأشارت إليه ، محلت أحداث السردا لكنها على الرغم من قلة أيقونا

" وألنه ال ميكن اإلحساس بالشـكل إال عـرب املعربة عنهل الكثري من املعاين موجز حيمفلون الغالف مزيج مـن . من عناصر قراءة اللوحة امهم اشكل عنصراليت ت )١(األلوان "السماء وجدلية األرض و ؛فحمال دالالت األرض والزرع والغيوم ، والزييت البين اللونني

كما يبدو يف الغالف صورة جلذع ف ،باع الغالرأستأثرت بثالثة أ فالسماء ، والعكس

) ، الريـاض –دار الزهـراء للنشـر ، ( ١ط، " " الفن التشكيلي وتطبيقاتـه :أمل مصطفى ابراهيم انظر) ١(

.١٣٤ص

~١٢١ ~

و النبات ، ويف جدلية األرض والسماء ليحاكيكبري ميتد من األرض إىل السماء شجرة نها البعض طويل بعض الشيء اجلزء األسفل من ميني الغالف صورة ملباين تبدوا عن بعد م

الزحف العمراين مة أماوهي تعرض ملباين القري كما هو مبني يف الصورة ، واألخر قصريالربتقـايل كتب باللون فأما العنوان ، بضبابيته خيدم دالالت النص الزييت واللون املدين ،ليكون احليوية والكفاح وعدم االستسالم ، و فالربتقايل يشري إىل على خلفية بيضاء الفاتح

األبيض و ، رةألن اللون حيمل داللة العبا ؛ أكثر وضوحا يف الغالف وأكثر تأدية للداللةتداخلت تلك اليت ، وكل هذه تدعم مسات املدينة ؛ لوضوح والسعة والتفشييرمز إىل اوجاء ؛وضوح هذا الفعل وتفشيه فيها عرب السرد واتساعه باتساع األحداثو ، مع القرية

تتبع أهل القرية لكثري علىات لعلها تدل متوازيا وبه العديد من اإلحنناء رسم العنوان رتيباحلروف املمتدة على صمود القرية أمام تلك التحديات الصعبة لمن أمور املدينة . فيما تد

دال على اجتاهات السرد وتأزم األحداث وحدة الوقائع الـيت كانـت ، هاواجلارفة ملعامل تواجهها القرية وبعض شخصيات العمل األديب.

خلفية الغالف تتكون من إطار يف يد ولياليه""أيام الرشرواية غالفوردت لوحة ىت يصـبح فاحتـا شـفافا يف من األسفل ويبدأ اللون بالتدرج إىل األعلى ح فاتحأخضر ، ودرجتـه ، كتب عليه العنوان بنفس اللون . لكن بتكثيف للون دون تغيري نوعه األعلى

األخضر الفاتح األصـفر جاءت مزجيا من ، واخللفية ونقش على اخللفية نقوش إسالميةممثال يف الفـن التشـكيلي الفن اإلبداعيألن الذي يعرف بداللته القوية بعد األمحر و

ـ لق الرسـم اوحتديدا الرسم ، وبذلك تشري عتبة الغالف يف عالقتـها بـالعنوان إىل تعر الذي خيتـا " كما أن السيادة والقوة ىمن حيث اخللفية اخلضراء الدالة عل بالكلمات.

ر ومن خيت ، أساسية ثابتةئ ادـن يعترف به كممثل ملبأو ، رائه أن تسوداألخضر حيب آليوجه هنأ، و ن يعترف بهأد ـنه يريإثر قوي على الغري. أكأول يرغب يف ترك األخضر

~١٢٢ ~

فدالالت اللون والشكل )١("مود يف وجه املعارضةـ، وجيد طريقه إىل الص نفسه بنفسهالبطل يف السرد جوانب شخصية مما يكشف عن جانب من ، دعمت داللة املعىن وعمقتها

وكتب الترخيي. تلك الشخصية البطولية وكل هذه الدالالت مبثوثة يف العمل السردي ،برؤوس حادة قصرية األطراف ، ومثلت ايات احلروف العنوان خبط ظهرت فيه احلروف

بينما مثلت اإلحنناءات يف احلـروف .اخلليفة يف حدته مع األعداءاحلادة وظيفة بزواياهاإىل لريمز كل األلوان لتعبئة أيقونة العنوان ؛ واختيار هذا اللون من بني تعامله مع رعاياه،

.)٢("على التحكم يف األحداث أو توجيهها على األقل ةلقدروالقوة ا"

وإن كانت تدعو إىل املخاتلة والزيغ يف أغلب ، ائيةحييمن على األغلفة الوظيفة اإلإال أن الوظيفة األيقونية اليت يستدعيها اجلانب البصري تدعم هـذه الوظيفـة ، األحيان

دعم املعىن النصي الذي تنتج حياء اللون والشكل بتضافرمها إىل ائية اليت تدفع بإحيالداللية اإل . وبعض تلك التفاصيل املغيبـة يف عمـق الصـورة النصـي ، عنه فكرة املعىن املشترك

. وتكشف أحداثة خري متثيلميثل النص و للمشري،" الغيوم ومنابت الشجر غالف رواية "ألـوان ن أيقونة الغـالف حتـوي إذ إ ؛ الفين على الغالف ذلك داللة اللون والتشكلفالغالف نص مواز بامتيـاز ، حيث جسد أحداثه. تدل على وأيقونات مناسبة لسرد و

الكثري من األحداث يف صورة واحـدة " الغالف " إال أا ظهرت يف عدة أيقونات رامزة األيقونات ، األرض، وداعمة لألحداث ، وحتمل الكثري من الدالالت : الشجر ، املاء

الغيوم ومنابت " يصور غالف روايةو واألشكال يف الصورة وطريقة تعبئتها.اليت اختريت " صورة مساء غائمة ملبدة بالغيوم املسود بعضها والقليل منها أبيض يشوبه التعتيم الشجر

فالغيوم داللة ، مث يفتح اللون كلما نظر املتلقي باجتاه أسفل اللوحة ؛ الذي يبدأ من األعلى

.١٩١ص: واللون" ،أمحد عمر خمتار "اللغة ) ١( املرجع السابق نفسه. انظر) ٢(

~١٢٣ ~

وقد يدل على أحداث السرد اليت تؤسس للجدلية املتبادلة بني الغيوم حدث يؤسس قتامةعلى يف السن كبري ويف منتصف الغالف تبدو صورة لرجل .باملطر ، واألر ض بالزرع

على جبيـه ، جتاعيد العمر رمستخط الشيب عوارضة وقد وثوبه أسود ، رأسه مشاغ يه معامل األسى واحلزن ، ويف اجلهة ويضع كفه على اجلهة اليسرى من جبينه وقد بدت عل

تب العنـوان يف وك اليسرى تظهر شجرة تعانق القمر، يف خلفيتها منازل وقباب ومأذن الغيوم ة يفعلى خل :"الغيوم .. ومنابت الشجر"حروف العنوانو؛ صفحة الغالف أعلى

داللة النص يف لفظـه دعم اللون فتآزر اللفظ واملعىن و، مع الداللة ليتعالق اللون املسودةيؤسس ملعـىن الذي حيث كتب العنوان بتشكيل يشبه جذع الشجر له البصري ، وشكفجاءت داللة مباشرة ظاهرة يدعمها ، ؛ افق كل هذه املعطيات لدعم املعىن. وتتو واحد

اللون الغامق يف األعلـى ويرمز. لون اإلشراق إشارة إىل الشمس ، وجود األصفر الفاتحواألسفل بينها الفاتح يف املنتصف عالمة دالة على وهذا يتوازى مع السرد بصورة بصرية

يف الغالف ومع مضمون النص.

ا احلادة والليونة والتشققات اليت ترمز جلذوع لزوايا لعنوان خبط زاوج فيه بنيكتب او الشجر .

مة استخدام اخلطاب اللوين يف صورة الغالف مل املتشكلة من قي الدالليةإن العالمة إذ تعد وظيفته مقصورة على اإلشهار واستقطاب املتلقي فقط ، بل اتسعت لتسهم يف مقاربة

النص عرب خطابات األلوان ودالالا واجلمالية.

~١٢٤ ~

العنــــــوان واإلهــــداء

املطلب الثاني

~١٢٥ ~

: واإلهداءالعنوان

: ، والوظائف الصيغأن علمـا يعد اإلهداء من بني العتبات النصية اليت مل يعرها اخلطاب النقدي باال "

. فقد خيتلف اإلهداء عـن حمفل اإلهداء يعمل على تنويع فضاء العتبات بطريقته اخلاصةخطـاب . ويوظف باقي عتبات النص األخرى ، ولكنه يتقاطع معها يف أكثر من جانب

ا من اللمسات الذاتية اخلاصة ، اليت قد متتد من فضاء التواصـل اخلـارجي اإلهداء ألوان .)١()" العامل املتخيل ( ) لتطول فضاء النص الروائي (العامل الواقعي

: أهمية اإلهداءا ال تشكل هلم أمهية بالنسـبة كثريا ما يتجاوز القراء صفحة اإلهداء إىل النص أل

ألن اإلهداء ليس من السهل كشف عمق العالقة بينه ؛ أو حىت للعتبات األخرى ، للنص، إال أن وخاصة العنوان الذي هو حمور الدراسـة ، األخرى والنص أو النصوص املوازية

وإن تعددت صيغه واختلفـت ، إلهداءفا ، أمهيته ال تقل عن غريه من النصوص املوازيةللبحث يف أعماق يبقى جماال ، صوص املوازية األخرىمضامينه عن مضامني العمل أو الن

وإن كانت هذه الصفحة من بني النصوص األخـرى مل ، إحيائه وداللته ورموزه الشفيفة .)٢(" ني العرب حيث أمهلها البعض وجتاهلها اآلخرونيبال الكثريين من الروائ تشغل "

ا فيه عالقـة ا له أو ظاهرديب ليس بالضرورة أن يكون مقاربفاإلهداء يف العمل األك عرب اسـتدراكه لكن ميكن التماس ذل، بالنص أو بالعنوان حىت شبه مباشرة أو مباشرة

مدى االتفاق حـول و ، من النص والعنوان والنصوص املوازية األخرى باملقاربة بني كل

.٢٠٥" ، ص عتبات الكتابة يف الرواية العربية " :عبد املالك أشهبون ) ١( .٢٠٧املرجع السابق ، ص) ٢(

~١٢٦ ~

لـيس لكن ، إال أن رؤية حمددة جتمع بينهما اثيمة العمل. ففضاء الترابط قد يكون خمتلفا ميكن اعتبار اإلهداء نص . وكما يرى عبد املالك أشهبون أنه " من السهولة اإلمساك ا

مصغر١(ا على فهم حمتوى الرواية يف بعض أوجهها اخلاصةا مساعد(.

أو تضمني للمهدي يف طرح مشاعرها صيغ اإلهداء يف األعمال األدبية تبع دوتتعد .يرى هلم الفضل وخيصهم بعملهشخاص رؤاه أو برد استحسان أل

ل الشخصـيات إىل مـآرب العمـل وتؤ رمبا ، ا يهدي املبدع عمال لزوجتهرمبومقاصد الكاتب اليت رمبا ال يريد البوح ا على وجه العموم أو يهدي عمله لشخصـية

معروفة يف اتمع.

: صيغ اإلهداءات : إهداء العمل ، وإهداء النسخة

معـني أو ااملقصود ا هي النسخة اليت خيص ا الكاتب شخص : إهداء النسخةفهذه ليست جمال الدراسة ألن إهداء الكاتـب هـو ، عدة نسخ لعدد من الشخصيات

.بالعمل ااألكثر ارتباط

ألنه هو الذي حيمل الرؤية ، : وهو األكثر أمهية عند مقاربة النصوص إهداء العمل على األغلب إن ضمنت يف االهداء.

ألن ؛ وتبقى قضية اإلهداء قضية صعبة ال ميكن أن يكون احلكم يف تأويلها سهالوجوه اإلهداء تبقى غامضة ، وقد حدد جنيت وظائف اإلهداء يف وظيفتني ذات الفاعلية

.)٢(هي الوظيفة الداللية والتداولية

. ٢٠٥املرجع السابق ، ص) ١( .٩٩، ص " عتبات جريار جنيت من النص إىل املناص ": ق بلعابد حلعبد ا نظر) ا٢(

~١٢٧ ~

، ه: هي الباحثة يف داللة هذا اإلهداء وما حيملة من معىن للمهدى إلي ليةالوظيفة الدال والعالقات اليت سينسجها من خالله.

وهي وظيفة مهمة ألا تنشط احلركية التواصلية بني الكاتـب : الوظيفة التداولية دي تفاعل بني املهقصديتها النفعية يفالعام حمققة قيمتها االجتماعية وومجهوره اخلاص و

.)١("واملهدى إليه

بعض الروابط بني العنوان ونص الكاتب الروائـي عتبة نصية تكشف عن اإلهداء يف خص الروائي صيغة اإلهداء ، فقدإذ هي أحد املعابر للولوج إىل النص ، وفعل الكتابة

عادة ما تربطه ، فكما هو معروف فإن املهدى إليه ، " ألخيهالغيوم ومنابت الشجر رواية وهـذا . )٢("ل الكاتب ينتخبه من دون اآلخرين ، جتع مع املهدي أكثر من عالقة محيمية

يف هذا اإلهداء تعترف بانشـطارها وال تتنكـر هلـذا - الذات الكاتبة " يدل على أن :يأيت نص اإلهداء إذ )٣(الواقع"

"إىل

أخي امحد

)٤(الربعم الطموح"

(برعم) والربعم جزء من الشجرة فضال عن كونه طع العنوان مع اإلهداء يف ايتق وهناألنه يـرى ، اجلزء األهم فهو قمتها النامية لتوالد فروعها وتضخمها وكون الربعم صغري

بني الربعم والشجرة، ومفـردة أخاه فرد من أفراد ذلك املكان (القرية) فالعالقة واضحة

.نفسه املرجع السابق) انظر ١() ، م٢٠٠٩ ،دار احلـوار -سوريا ، الالذقية ، ( عتبات الكتابة يف الرواية العربية " ": عبد املالك أشهبون ) ٢(

.٢٣١ص .٢٣٧املرجع السابق ، ص) ٣( ٥عبد العزيز مشري : "الغيوم ومنابت الشجر " ، ص : )٤(

~١٢٨ ~

كذلك مفردة "الطموح" ، كما دلت دلت على التالحم والترابط بعاطفة األخوة (أخي)على البذل والكفاح واملثابرة .فاإلهداء مرتبط بالعنوان من حيث الربعم هو جـزء مـن

ات أهل القريـة البـارزة يف الشجر الوارد يف العنوان وأيضا األخوة والترابط إحدى مسدل علـى وهـذا . ، فلم جينح اإلهداء بعيدا عن العنوان وال عن النص السردي السرد

والبحث عـن ، وإنسانية. ، ومجاعية فهي نتاج ذاكرة فردية، الذاتية يف الكتابة حضوراليت ال ختلو من إلهداء توافرت فيه ذاتية الكاتب يف هذا اإلهداء ، فا الدالليةعالئق النص

.متامختها للنص وفكرته

اإلهداء: الغصن اليتيم

إىل اليت من صوا بدأت األدب

ظلعت فيهومن ابتسامة عينيها

)١(إىل الناقدة األوىل

من خالل كلمات اإلهداء يستشعر القارئ أن الكاتب قد غيب املهدى إليها ومل يصرح بامسها واكتفى باالسم املوصول ومجلة الصلة ليبدأ التغييب من العنوان ، ويظهر يف

بصـورة األساسية لكن ص ألن التغييب مثة النص األبرز واإلهداء، ويطرح بسعة يف الن

رامزة . " وعلى هذه الصورة ، ميكن اعتبار اإلهداء نصا مصغرا مساعدا على فهم حمتوى ، مـن حيـث فريتبط اإلهداء بالنص احلكائي ، )٢(الرواية يف بعض أوجهها اخلاصة "

"الغصن اليتـيم" ، على الغياب " الدالفيتناسب مع العنوان حضور تقنية السرد نفسها دالالت فال ، عالمة توازي مع العنوان والنص يف نفس الوقت هوكون اإلهداء ومن هنا ي

ناصر اجلاسم : رواية "الغصن اليتيم"،صفحة اإلهداء )١( .٢٠٥، ص عتبات الكتابة يف الرواية العربية " " :عبد املالك أشهبون انظر) ٢(

~١٢٩ ~

من العنوان والغالف واإلهداء والنص . بشكل غري مباشر مع متواترة ومترابطة بني كل العنوان وآخر مباشر بالنص.

اإلهداء يف رواية "أيام الرشيد ولياليه " نظمت كلماته لتلتقي مـع العنـوان يف و يف قوله : معانيها

إىل الذين يبحثون

عن املواعظ والعرب

)١( يف حقب التاريخ

فاإلهداء إىل أشخاص متميزين خص به الباحثني الذين يبحثون عن العرب واملواعظ يف ثنايا التاريخ فالبحث يف حقب التاريخ دل عليه العنوان ذلك ألن عصر هارون الرشـيد

بتحديد خصوصية هداءاإل يقوم"قد لذلك تاريخ املليئة باملواعظ والعرب . حقبة من حقب الادية إىل االلتحام برؤية الكاتب ، نية واالقتصيمتجاوزا الوظيفة التزي، ونوعية املرسل إليه

من حيث أنه يرتبط بقضـية )٢( والنصاملهدى إليه تعكس العالقة بني كل من املهدي وويكمن اجلزم باالرتبـاط الناس الثقافية والعلمية وغريها ف وهي حول توجهاتاجتماعية

مباشرة. العنوان صاغه الكاتب صياغةبينهما وذلك ألن

.٣ناصر اجلديد : رواية " أيام الرشيد ولياليه" ،ص )١(" النشرة االلكترونيـة أموت على أرض الوطن عبد السالم الصيلع يف جمموعته الشعرية " حامت النقطي : " انظر) ٢(

م.٢٠١١جويلية ٦، يوم اخلميس جلريدة الشروق التونسية

~١٣٠ ~

العنوان واخلطاب املقدماتي

( التصدير االستهالل )

املطلب الثالث

~١٣١ ~

: املقدماتألن و )١(قـص الالحق أو النص السابـكتب حول الن هي كل متهيد املقدمات :

أمهية املقدمـة نفإ املقدمات خطاب افتتاحي من أهم عتبات النصوص ومداخل قراءا"إىل جانب نصوص موازية أخرى كعنوان النص واسـم املؤلـف ، تعود لكوا تساعد

وال )٢(" د مؤلفهواإلهداء والغالف وغريها على التعرف على حميط النص واإلملام مبقاصاملقدمات منـها فـ" ، شكال املقدماتأ دبل تتعد ، تقتصر املقدمات على شكل واحد

يقول شعيب حليفي واملقدمات كما )٣("ه التنبيييل والتذدير واالستهالل واحلاشية والتص .)٤(ية ونقدية وموازية ..."تقريظ ، وتفضي لعدة أنواع أخرى : وله"ترسم املعىن وتؤ

: أهمية اخلطاب املقدماتيك األول الختبار بداية النص الروائي حتتل موقع الصدارة فإا ستمثل احمل ومبا أن "

يف عالقته نها قد ميسك بآليات تصور املعىن وم )٥(" توقع القارئ مع النصمدى توافق أفق ا يف بنائي اجزء " باعتبارها والبداية . األخرىالتايل عالقته بالنصوص املوازية وب ، بالنص

وتعـد )٦(، وعالقات وحـدا " النص ينبغي التركيز عليها من حيث مكوناا الداخلية )٧(" ملالمسة القصدية العامة املتحكمة يف توجيه القراءة اأساسي امنهجي امصدر املقدمة "

، بل قصدية ال تعتين بالوقوف عند مصطلح بعينه ، وهي " للوصول للنص بشكل صحيحاورة أو املتقابلة فيما بينهاتعتين أساسذا املعىن ، وتكتسب ا بشبكة من املصطلحات ا .

.٤١مرجع سابق ، ص، " جملة عالمات عتبات النص األديب محيد حلمداين : ") ١( ، ٤٧، ج النادي األديب الثقايف، جدة ، جملة عالمات يف النقد " ، اخلطاب املقدمايت : " عبد الواحد بن ياسر) ٢(

.٦٢٦ص، م٢٠٠٣مارس /هـ١٤٢٤ حمرم ، ، ١٢م السابق نفسه. ) ٣( .٥٠ص، مرجع سابق ، " " هوية العالمات: حليفينظر شعيب ) ا٤( .٦٥مقاربة آلليات تشكيل الداللة ، ص بداية النص الروائي " " : أمحد العدواين) ٥( .٧٤ص ،املرجع السابق ) ٦( .٧٢، ص عتبات الكتابة يف الرواية العربية " عبد املالك أشهبون : ") ٧(

~١٣٢ ~

وحدة مفهومية يف فهـم وتعد البداية ...عدد مستوياا التركيبيةتواصفة تاالفتتاحية لغة .)١(األدب وقراءته..."

، الـنص األديب ية إخراج لوألن االفتتاحية يف الرواية ذات موقع استراتيجي يف عمذي يشري إليـه الذي ميكن فيما بعد البحث فيها عن معىن النص الومن مث الوصول للنص

وتعد وسيلة ، اليت ختدم النص ف العناصر املوجودة يف املقدمات توظيو ، العنوان من ناحية إليصال املتلقي ملفاتيح معىن العنوان.

ا بالعنوان الذي ذات عالقة أيض وبالتايل هي ، وألن املقدمة ذات صلة قوية بالنصالعنوان ونصه السردي املقدمة تشكل يف النصوص جسرا رابطا بني هو جممل النص ، و

قود القارئ لدالالت العنوان.وهي مفتاح ي

وإدخاله يف أفق السـرد ، البداية بتوريط القارئ يف النص واإلدراك والتأويلوتقوم د املتلقي عرب اللغة السردية واألوصاف إىل عامل النص قوجمازفة وباب ي وهي "، التخييلي فضال )٢(" جل حتقيق أدبية النصشكل البناء وتتفاعل املكونات من أحيث يت ، الرحيب

الشكل البانورامي للبدايات وذلك ألن " ، عن أا تقدم أفكار النص لكن بصورة شاملة .)٣(" ميكنه أن يستوعب نوى العمل كله

املشري لرواية "ريح الكادي " موجزا ، يصورة النص بشكل خمتـزل وجاء تصدير حيث عرض للفكرة بأسلوب حكائي تقدميي موجز ، مما وضح الداللة اليت يسعى إليهـا الكاتب ، من حيث تكثيف خطاب التصدير ليمهد للنص برباعة فاخلامتة تعضد هذا املعىن

ألن البداية السردية متعلقة ا.

.٧٢يف الرواية العربية ، ص عبد امللك أشهبون: عتاب الكتابة) ١( .٧١، ص هوية العالمات يف العتبات وبناء التأويل " شعيب حليفي : ") ٢(، دمشـق - سـورية ،ط.د.ن ، دار نينـوى ، " ستهالل فن البدايات يف الـنص األديب اال ياسني نصري : ") ٣(

.١٤٨ص ،م ٢٠٠٩هـ/١٤٣٠

~١٣٣ ~

استهلت رواية "يف عشق حىت" للمشري باستهالل جيسد املعىن املراد من العنونة ف شكال ومضمونا.

" قاهلا يونس بن متى..

.)١(أموت ويف نفسي شيء من " حتى "

العبارة اليت استهل ا السارد روايته واليت نسبت ليونس بن متى هي ليست له ،والعبارة ليست مبنية على املصداقية ، إمنا اجلملتان هي رموز مكثفة لدالالت رمزيـة . فيونس بن متى لبث يف بطن احلوت يف عزلة وغربة حتى كشف اهللا ما به بإخراجه مـن

بطن احلوت.

)٢(عبارة " أموت ويف نفسي شيء من حىت " مقولة أيب زيد النحـوي الشـهرية تعددت وظائفها النحوية وصعب اإلمساك بوظيفتها ، وإمنا عرفت وحريته يف "حىت" اليت

بعد حتول : قاهلا يونس بن متى .. تشري )٣(بأا حرف النتهاء الغاية . ووضع نقطيت التوترلتوتر املعىن بني اجلملتني ؛ فاجلملة األوىل ال تربطها عالقة باجلملة الثانية ، وكأن العالقة

يعرف القول وقائل القول الذي نسبت إليه العبارة. متوترة بالظاهر ملن

لكن تربطهما عالئق تنطبق على معاين النص ، وهي العزلة والوحدة اليت عاشـها البطل يف سبيل رؤية " حىت " اليت هي منتهى غايته ، وهذا هو املراد من اجلمـع بـني

صفحة االستهالل الرواية (بدون رقم) يف عشق حىت " ": عبد العزيز مشري ) ١(حتقيق : د/ عبد الفتاح امساعيل شـليب ، ، " بن عيسى الرماين : " معاين احلروف يحىت يف النحو : انظر عل) ٢(

.١١٩ص" ابتكرت نقطيت التوتر يف الشعر العريب احلديث ووظفت يف إطار التلقي البصري حلسم اجلـدل : التوتر انقطت) ٣(

حممـد ؛ واملكتوب من خالل داللتها البصرية على توقف صوت املنشد مؤقتا بسـبب التـوتر ... " الشفهي م) ٢٠٠٨ - الريـاض –( النـادي األديب ١" ط التشكيل البصري يف الشعر العريب احلـديث الصفراين : "

.٢٠٤ص

~١٣٤ ~

ت السـبب يف اجلمـع العبارتني . ولكن جاءت الروابط بينها يف رموز متخفية ا دالال بينهما.

" البداية " ذات عالقة بالنص والعنوان يف معنامها وحمتوامها ، كما أسهم يف جتسيد وداللة املعىن بصريا ، حيث كتب نص البداية معزوال يف اية الصفحة ممثال اية الغايـة

ومعناها ؛ على والعزلة مما أوحى مبدى التعالق الشديدين بني التشكيل البصري للكلمات سبيل التوازي البصري ، شكل النص مع ما يراد به من معىن ، وبذلك يكون تناصا بصريا

.)١(مع الفكرة

ما بدأت رواية " امرأة على فوهة بركان" ببداية بعدية إذ بدأت بأحداث تاليـة في

للبدايـة خبطاب ذايت حتكيه الساردة عن "شريفة" الشخصية احملورية يف حـوار مـؤمل يصـور حالتها ويربر العنونة بـ" امرأة على فوهة بركان " ، رامزة من خـالل لغتـها الذاتية املكثفة إىل ماستؤول إليه األحداث ؛ . ويصف استهالل الرواية حال البطلة ، على الرغم من أن االستهالل يشكل املوضع األول ، إال أنه متهيد تدرجيي للسـرد إذ يتقـدم

ا يف النص ، مرورا بأوج حبكتها وتأزم أوضاعها ، مما جعله مـدخلا القارئ شيئا فشيئ يورط القارئ بشدة ؛ ألنه يربط القارئ خبيط حدث يعيش أحداثه يف النص.

" تتجلى عالقة العنوان بالتصدير ، يف إضاءة عتبة التصديررعشة الظل يف رواية "و

بعض يغته الرئيسية :"رعشة الظل " و لغموض الذي يكتنف عتبة العنوان بصمن ا لشيءت العنوان واملقربة له يف النص مغاليق صيغة العنوان من خالل الكشف عن عدد من مسا

مثل انتقال (فاحل) من القرية إىل املدينة البحث يف السوق عن أخيه والتنقل هنا وهنـاك ـ ذت للحصول على عمل ما... ارتعاشات متعددة فضال عن ذلك أخرى يف النص أخ

.١٥٤-١٥٣، ص انظر السابق) ١(

~١٣٥ ~

تعالق توالعالقة القائمة بني العنوان والبداية ، عالقة حركة وانتقال وحتول إذ أشكال عدة. .املراد من الرعشة يف العنوان رحتال وهومع العنوان من حيث التحرك واإل

مهزة وصل بني العنـوان " أن تكون الغيوم ومنابت الشجر وال تعدو بداية رواية "إن العناء قد -ورددها يف مطلع أغنياته -قال املعىنة للثاين " والنص موضحة لألول ومكثف

أخذ منه بكل مأخذ، فغدا "صاحب املثل " و"مقول القول" القول يف احلكمة واملثل ... .)١( وكان بقوله ، يوثق لرقص الزنود السالفة يف مدار األيام الوافدة ، فقـال وقـال."

ومقطوعات ألهازيج شعبية ، عبارة عن حكمفهو ، االستهاليل شديد التكثيف فاملقطعتغلـب عليـه ا شعبي. حيث جاء االستهالل مع ذلك بالغة املعىن قصرية جدا ، لكنها

يشري لذاكرة ؛ ويتضح من االستهالل أن العمل القروية الدالالتيكترت الكثري من ،الرمزيةـ قربا من حىت يكون املشهد أكثر شعبياينحو منحى والقرية دات االواقع القروي يف الع

كما إن االستهالل يوضح صـلة .القروية املعمول ا يف حقوهلم من أهازيج ورقصات الكاتب بثقافته احلكائية الشعبية من الكلمات اليت وردت يف البداية السردية .

للشخصية املاثلـة يف ببداية تويل الرشيد بتقدمي لسرد تارخيي استهل السارد الروايتهيـتمخض اتشكالن سـياج : البداية والنهاية اللتنيني املوازينيعند تالقي النصو عنوانال

يكون اليت مثلت بداية عهد الرشيد إىل ايته فالبداية شديدة الصلة بالنهاية بينهما العنوان ". أيام الرشيد ولياله " عهد الرشيد بأدق تفاصيله العنوان املقصود به

بصـراع داخلـي يف أعمـاق لناصر اجلاسم "الغصن اليتيم"رواية بينما فتحت لراوي فـا ، مما يوحي بعمق الصراع فضال عن استمراره ، الشخصية يكشفه الراوي لنا

اإلمث الغاشم النفسية جتاه ويروي حالته، وهم حياصرون البطل نيسرد يف البداية أمل وحزوالتهميش الذي أقصي به البطل النفسيالبطل ع ا. فيظهر صرالذي ارتكبه بقتله لزوجته

.٧، ص : الغيوم ومنابت الشجر " اية "وعبد العزيز مشري : ر) ١(

~١٣٦ ~

بالنص يشـكل العنوان مرورا هاالتحام فكرة السرد من مبدئوحيث حيضر حمكيا عنه ، حبضور "تقنية احملو" لعنوان والبداية السردية للروايةبني كل من ا اتآزر.

، لعصام خوقري حول شخصية فارس عزت" السكر املر متركزت بداية رواية "و

يوشك أن يكون أسطورة " تلك الشخصية ذات املظهر الرباق والسرية احلسنة بني الناس

السرد يكشف غـري الوجـه أن إال )١(" خلفة ظله ، وروحه املرحة ، وابتسامته الدائمة

" السـكر مع العنوان افالسرد يوضح مسات الشخصية مما يولد تعالق ،املوجود يف البداية

وهو التحول والتغري الذي ينكشف عن تلك الشخصية مـن ، لتبايناملر" من التناقض وا

واليت حملت البداية السردية مظهرها الرباق إىل آخر معتم مناقض للمظهر وللمعروف عنه

النصف األول من العنوان ليفسر النص النصف اآلخر منه بكشـف حقيقـة شخصـية

."فارس"

ولكن ال ، للرواية ابداية شكلت مدخل "ليلة عرس نادية "لعبداهللا الزهراينية يف روا

ومعاتبتـه لنفسـه " نادية" محـزة لداوإذ بدأت بتوصيف مشاعر ، متت بصلة للعنوان

، تبدو كحلم تلك الساعات بعد رحلة طويلة مضنيةوهويرى الشيب قد خط عارضة ،

فتبدو بعيـدة يف الكفاح جلمع املال والوصول للمركز االجتماعي املرموق اليت استغرقتها

.عن العنوان بينما يتقاطع العنوان مع نصوص موازية أخرى من نصوص الرواية

الف احلاصل يف وجهات نظر تخ" باالزمن يليق بناواستهل عبد اهللا اجلفري روايته "

املختلفة حول عنونة النساء أراء لتـأيت؛ "العامل رجل"ـبله ننوعاتمع حني طرح مقال

!؟: "بعضها كان يستفسر عن املعىن من ذلك العنوانإىل ثالثة أراءاملقال لتنقسم

.٧" ، ص السكر املر عصام خوقري : رواية ") ١(

~١٣٧ ~

لرجـل .. والبعض اآلخر كان يشجب هذا "التخصيص" للرجل ، ويقول: العامل ! وامرأة

أما البعض الثالث من وراء القارئات ، بالذات .. فقد ذهـب إىل االبعـد ، وإىل األكثر شططا، فقال ذلك البعض :

. )١( ة أوال !!بل العامل ..امرأ

تمع ختالف مما دل على العنوان يف زمن يليق مبجبيداية محلت شيء من التفاوض واال .قضية ما أرائهن جتاهء ادرات على إبدامتعلم مثقف أصبح النساء فيه ق

١٦٥عبد اهللا اجلفري : رواية "زمن يليق بنا " ، ص: )١(

~١٣٨ ~

العنوان والعناوين الداخلية

املطلب الرابع

~١٣٩ ~

: العنوان والعناوين الداخلية والبياض السرديالفصول ( متصلة بتقنيات التوزيع السردي للمنتاملناصات الداخلية عادة ماتكون

، حتمل من دالالت وإحاالت وإشارات متصلة بالبنية الفنيـة للمـنت ، وما ) الداخليةاملـنت علـى سردية موزعة عباراتفبعضها يكون على شكل عناوين تضغط النص يف

ا ناسهم معها أحيوي، أو على شكل اقتباسات أو أبيات شعرية ، ها املختلفة رلتشكل بؤدعم تلك الفصـول الفضاءات اخلالية من السطور يف تشكيل فواصل تو البياض السردي

.ومقاطعها السردية

نفس الفكرة أو وقد يتناص العنوان الرئيس مع العناوين الداخلية سواء كان ذلك يفالعناوين الداخلية مثلها مثل العنوان األصلي تعمل إما " من فصوهلا ألن ختص فكرة جمتزأة

)١(، وإما وضعها يف مأزق التأويل" على تكثيف فصوهلا أو نصوصها عامة ، وإما تفسريها" عن العنوان األسـاس والعنـوان إال تشعب له تتفرع كما أن العناوين الداخلية ماهي

إما أن تأيت دالة عليـه أو )٢(" يز بني املقاطع والفقرات واملتواليات النصيةاملقطعي الذي ميخر فهي جزء غين بالتأويل و مكملة لرؤية العنوان بشكل أو بآمشتركة معه يف معىن معني أ

من األمثولة للعنوان الرئيس. اأن تكون نوع ، وال تعدو النصعند مقاربة

ال ختلـو مـن شعرية تتقاطع فيما بينها ، وقد تأيت يف شكل شذرات أو تصديراتألن هـذه ؛ أو للمسامهة يف اإلشارة إليهـا د توسيعها يف الفصل اإلفضاء بالفكرة املرا

شعرية مكثفة ملغزة ين غري مباشرة مبا حتمله من معانالتصديرات ال ختلو من كوا عناو تسهم يف تأويل شذرات التصدير يف عالقتها مع العنوان.

.١٢٥" ، ص عتبات جريار جنيت من النص إىل املناص ق بلعابد : "حلعبد ا) ١( .٢٦٧" ، ص السيمولوجيا بني النظرية والتطبيق مجيل محداوي : ") ٢(

~١٤٠ ~

الفصول والبياض السردي: فاحتات "ابت الشـجر نالغيوم وم"ين عن العنونة الداخلية يف روايةيغ اا سرديشكل البياض متفصلنالحظ أن جدلية األسود املطبوع واألبيض غري املطبوع يشكل إذ للروائي عبد العزيز مشري

السردي.إيقاعا بصريا فاعال يف اإلشارة لدالالت احلضور والغياب يف املنت

وحيضر ، تغيب فيها األلوانتألفت الرواية من أربعة فصول أفتتح كل فصل بصورة غاب املكان وسلبت اهلوية احلضور والغياب حنيالضدان األسود واألبيض لتحقيق مالمح

على عدة أيقونات كـل حتتوي كل صورة لذا سلبت األلوان. فجاءتييب، وحل التغذلك شاهد من السرد. وكتب حتت الصورة األوىل نافذة ،جمموعة منها مترابط ليمثل م

ألا شكلت نافذة مطلة على السرد بينما مسيت الصور األخرى للفصول (مشهد) .

كانت كبداية للصور لذلك كتب حتتها نافذة وهي تشي بالفصول الصورة األوىل:الزنـك ، والسـجادة احلنفيـة الدراسية يف القرية ، وبعضا من مالمح املرتل القروي:

وهي تشكل لوحة فنية مبحاذاة أحـداث ، وصورة جتريدية ألب يعاقب ابنه .)١(اخلوص . السرد

حتمل أيقونة االبن األكرب وبعضا من املالمح )٢( وحتمل اسم مشهد : الصورة الثانية لوادي القرية املكون من : اهلضاب والشجر والشمس والسحب إىل جانب ذلك أيقونة

املهموم ملرض زوجته بوجه تبدو عليـه معـامل املريضة طرحية السرير واألب"مطر" األم احلسرة واألمل .

تكونت من عـدة أيقونـات كما أطلق عليها الكاتب )٣( مشهد : الصوة الثالثةيف ودثون لقوا على بساط يتحتشكيلية تواءمت برباعة حيث تشكلت من ثالثة رجال حت

. ١٢عبد العزيز املشري ، "الغيوب ومنابت الشجر " ، ص) ١( .٣٧انظر : املرجع السابق ، ص) ٢( . ٦٥انظر: املرجع السابق ، ص) ٣(

~١٤١ ~

مع "مطر"ولعلها تشكل صورة ، وعلى ميينهم راديو ، وبضعة فناجنيوسطهم دلة قهوة . وخلفية الصورة امرأة "مطر"جار "لظافر"أو عزمية البدوي ، جريانه كما ورد يف السرد

الثانية اليت كانت حتول بينه وبني "مطر"واضحة املالمح وعلى األغلب صورة فضة زوجة اجلريان بشخصيتها املستبدة إال أنه طلقها لتعود جماري حياته كما كانت مع اجلريان.

حيمل شهادته "مطر"، و"ظافر"صورة ابن جار : )١(ذات املشهد :الرابعة الصورةوصورة جده يف مقابله ويف أسفل الصورة مشهد آخر جيسد حديث اجلد واألم وهم ميليان

عليه كلمات الرسالة اليت سريسلها لوالده يف مكة.

حيث ، شكل البياض السردي يف هذه الرواية داعم قوي ألحداث السرد والعنوان و

تعالق ينم عن جدلية مستمرة منذ ، جاء البياض والسواد السرديني متعالقني مع األحداثالبداية حىت آخر السرد. فالفصل األول كان السواد قد حاز على مخس وعشرون صفحة

حضور القرية مبالحمها املتعددة الغيوم غلبةمقابل صفحتني من البياض شكل السواد فيها مقابل ذلك يتراجع السواد يف الفصل الثاين بصـفحة والشجر واملطر واجلراد واخلريف .

واحدة ليصبح أربع وعشرون صفحة للسواد وصفحتني بياض .يتراجع السواد لعاملني يف جة مطر وبدأت تغلب مالمح املدينة على القرية مثل( الكباري ).السرد مها مرض زو

واد نسبيا عما ويف الفصل الثالث يصبح البياض يقارب ثالث صفحات فيما يقل الس

قبل ليقارب اثنان وعشرون صفحة ، وذلك حني يبدأ الطالب برحلة خارج القرية للتعلم ولغريه. ويستمر تراجع السواد بكثرة االرحتال خارج القرية وغزو مالمح املدينة للقرية يف

وبعض األحداث اليت تسهم يف تراجع السرد مـن عدة مظاهر مثل : التلفاز والسيارات. فمـن ى الصمت عليهـا الشخصيات ، ويطغى صوت املدنية فيغيب القرية يغطجانب

. ٩١انظر : املرجع السابق ، ص) ١(

~١٤٢ ~

ليقـف املالحظ أن البياض إىل جانب السواد يعمق دالالت احلضور والغياب يف الرواية ، ومقابل هذه األحداث احلاضـرة السواد عند ثالثة عشر صفحة فقط مقابل صفحتني

.إذ كل هذه األحداث أسهمت يف الغياب بالسواد زيادة نسبة البياض الذي هو الغياب ،فالسواد ميثل إثبات ، ا للغيابتعميق . كما يتدىن معدل البياض أيضا فريمز لغياب الغياب

ضياعها يرمز لالذي السواداجع بتر تراجعفتغياب للقرية بينما البياض ،احلضور يف القرية لتغييب الزراعية مما دعاة اليت اجتاحت بعض منازل أهل القرية وأراضيها يف صوت املدين

يـدعم وجـود ، الغياب ؛ ألن املرتل هوية دالة على وجود كينونة الفرد يف اتمـع .فيه صاشخاأل

فيتراجع السواد ويزداد البياض على الرغم من أن البياض هو حضور الغياب وليس . حضور احلضور

إمنا اكتفى بـأن يفصـل ، لروايته فصوال املؤلف مل جيعل " رعشة الظل" يف روايةاض ال ، ومساحات البي اسردي ن فاصاليبلغت سبعة وعشر وقد ، بأرقام بني فصل وآخر

ومع أن عدم وجـود البيـاض " . موجودة وجودا ال يذكرحتتسب ألا مابني غائبة و، ووجوده حتوير هلذا األصل، فإن و األصل، ه ، أي اتصال احلكاية أو القصة السردي

، أي أن البياض السردي صـار األعراف املؤسسية املتعلقة بالسرد أدت إىل قلب القضيةالعـدول "إبراهيم الناصر"وقد وظف )١("، وبات عدم وجوده عدوال عن األصل أصال

عن البياض الذي يربط النص ببعضه ويفيد االتصال مما يقوي االتصال بني فواصل السرد فعدم االسـتقرار ، النهاية إىلمن العنوان الثنائية املشتركة يف احلكي بدءا وبني الدالالت

مد للكاتب ألن الرواية يف األساس عبارة عـن حتعند حدود معينة للفصول أو بياضات

، )٢١٤٢اآلداب (، ١٥، م " جملة جامعة امللك سـعود البياض السردي ": نظر حممد بن سليمان القويفلي) ا١( .٣٢٥ص، ) م٢٠٠٣هـ/١٤٢٣(

~١٤٣ ~

توحي بالتذبذب وعدم الثبات عند حال ليت يسردها الراوي وا الرتعاشات ن اجمموعة موكالمها حيمالن فكرة واحدة مشتركة واحد لذلك تناسب اإلختالف مع هيئة الفصول .

ـ يدعم ذلـك وهووبني تشكيل الفصول ، الراوي بني القصص املسرود من مني وفتضمـع تشـكيل من األحداثجيري السارد لألحداث اجلارية يف وقت سرد القصص ملا

. مما يشي باحتاد الفكرة واحتاد السرد ،الفصول

عنـون مل تواحتوت رواية " يف عشق حىت " للمشري على ثالثة فصول فقـط ، تولد الدهشة يف نفس املتلقي وتطـرح األرقام، وهذه العمل السردي بل رقمت فصول

ك الورقات لتجيد القارئ تأويال لسؤالا : ما املراد منها ؟ ولكن عند عبور تلك الفصول حىت " الثالث أليب زيد ، وألن السرد الثالث املعنون ا لفصول السرد ، إمنا هي رسائل "

ك الرسائل املرسلة له من حيكي قصة عشق أيب زيد حملبوبته حىت، فالورقات الثالث هي تلابتدع وحىت ، ألن ذلك هو التأويل األرجح هلذه العناوين الفرعية.بينما البياض السردي ،

املشري تقسيما فريدا يف رواية " يف عشق حىت " فقسمت لثالثة فصول شكل البيـاض "حـىت" تلـك الغايـة غـري مستها األوىل ، وذلك تقاطعا مع العنوان الذي وردت فيه

، فكان البياض متاهيا مع االنفتاح والالحمدودية أنسب ، بينما مسى كل فصـل املعروفـةبـ"ورقة " تعالقا مع تلك الرسائل املرسلة أليب زيد من حمبوبته "حىت" واليت كانت ثالث رسائل ، كما ميكن تأويل كل فصل برسالة من الكاتب للقارئ ، فالفصـول يف هـذه

العنوان. للشخصيات والكثري من متعلقات احلكي والسـرد يف الرواية مل خترج عن فكرة القص السردي .

، فصالثالثة وعشرين حتتوي رواية "امرأة على فوهة بركان" لبهية بو سبيت ، على أغلبها جاءت حتاكي األسى واحلزن وفقدان الفرح والسعادة ، وترمـز للعـذاب واألمل

سود، رحيل األمل ، أحاسيس تأىب الـدفن ، والشقاء . مثل: (غياب احلنان ، اخلبز األ

~١٤٤ ~

قاطف الوردة ، عودة الشقاء ...) ، فضال عن ذلك كون بعضها جاء إخباري مباشر وال حيتاج لتأويل مثل : ( أبناء آدم ، القادم ملعون ، أب مع وقف التنفيـذ ، شخصـية أيب

جند أن الفصل األول شريفة ، تغري الزوج فجأة ، شريفة ترزق بسامل ...) إىل جانب تلك ومسته : بانقطاع احللم ، إذ كانت حتلم بأن تكمل حفظ القران وتصبح مطوعـة مثـل مطوعتها آمنة، "كان حلمها الوحيدالذي يراودها دائما وتسبح خبياهلا فيه وتعيش معـه

والفصل الثاين أطلقـت )١(أحلى واعذب حلظات عمرها هو ختم القرآن الكرمي ...." عليه : سراب الفرح ، وهو زواجها الذي بدالمن أن يكون فرح هلا تبدد فرحها بالزواج من ذلك العجوز "أمحد"والفصل الثالث يأيت كناية عن بيت الزوج وهو العش املهجور ،

فة" و ميوت خمنوقا يتركز السرد على اللغة النفسية للبطلة ، فمفرداا متثل حالـة "شـري النفسية اليت سيطرت على اجلمل والعبارات اليت تدل على اإلحباط وتكررت الكثري من العبارات اليت حتكي حالتها النفسية ، مثل احلزن والبكاء والعذاب وغريها "بدأت تقطـع

فتكـون العنـاوين ) ٢(اخلوف واحلزن يف آن واحد "ومع األمل والدموع ا جديداارمشو .العنوان الرئيسي الذي أسس للعذاب منذ البداية الداخلية تنم عن

ويف رواية "ليلة عرس نادية " لعبد اهللا الزهراين استأثرت الصور التشكيلية بفاحتات الفصول يف هذه الفاحتات النصية تتشكل العناوين الداخلية لرواية "ليلة عرس نادية " ميكن

الفنية التشكيلية اليت وظفها السارد لتتقاطع تأويلها تاويلا إسقاطيا لدالالت تلك اللوحات مع أحداث السرد ، فالصورة األوىل : تدل على الدعوة حلفـل زواج ناديـة ، حيـث تشكلت من صورة عروسني يرتديان حلة الزافاف . والفصل الثاين : جاء حيمل أيقونـة

الثالـث بينما جاء الفصـل عود ، حيث مثل هواية "خالد" ابن "محزة" أخو "نادية".

.٤ : ص، " امرأة على فوهة بركان : رواية " ) ية بو سبيت١( .٤٥: السابق ، ص ) املصدر٢(

~١٤٥ ~

: يشري ألحداث الفصل بشكل مقتضب فحضر فيه البحر و تشكيل لقارب صغري واألخريوسط الظالم يتجة حنو النور أو الشروق . ويتضح ذلك من خالل قرائن ملا حتمل مـن طاقات تعبريية يف كل صورة تشكيلية تتسع داللتها يف السرد ، مما يشكل فضاءات ملتبسة

حتاكي مضمون الفصل ، وتفاعل نصي وسياقات حتاور ذات اباتبينهما ، وهي مبثابة خطفهي "خطابات التفاعل النصي ، يف سياق التحاور مع الذاكرة الثقافية مبختلف تداعياا

.)١(وسلطتها الرمزية "

بذكرياته : يعود "محزة"الفصل األولجيمل السارد معاناته منذ أول مقطع، ففي ، مؤخرا ضياع عمره يف مجع املاليستدرك أا أيام الكفاح ، إال أنهملاضي اليت يرى أليام ا

يتوقف السارد عند تلك الليلة وحتكي الفصول الثاللثة استرجاع أحداث املاضي ؛ حيث فيها باح على أحداث تلك الليلة واليت را مقتصسريع ليلة عرس نادية فيكون االسترجاع

الفصل األخري تتضح الرؤية ، إذ يقوم السـرد علـى ويف ، مبشاعره جتاه ماضيه املنصرمذ القرار السليم بـالتخلص مـن ااخت البد من الذكريات ، وخاصة تلك الليلة اليت رأى

املشروب اللعني . فإن السرد يقوم على ليلة واحدة إال أن تركيز احلدث واالنتباه على ليلة ليلة اليت قام فيها "محزة " والـد تلك البوينتهي السرد كان أشد عمقا يف نفس السامع .

نادية كاملذعور من غرفة نومه متخذا قرارا بالذهاب اىل شاطىء البحر ليـتخلص مـن من الشاطىء وقد بدا يف دوجو"نظر إىل اليف غرفتة ، ويقذف به يف البحر أالصندوق املخب

على السرد وهذا وسيطرت مفردة الظالم بصورة بارزة .)٢(عتمة الليل أبيض ناصعا ..." يتناسب طرديا مع مفردة العنوان " ليلة " ومع ثيمة السرد الليل .

، الدار البيضـاء - دار الثقافة ( ، ١، ط " حياة النص دراسات يف السرد دينامية التجريب أمحد فرشوخ : ") ١(

.١٠١) ، صم٢٠٠٤ .٧٥:، ص عبد اهللا الزهراين : رواية"ليلة عرس نادية " ) ٢(

~١٤٦ ~

وجاء اإلخراج الشكلي يف فصول "أيام الرشيد ولياليه" لناصر اجلديد إخراجا موائما ملفردة الليايل ملا تدل عليه من التتابع والتتايل ، فجاءت الفصول مرقمة ؛ الفصـل األول

ن يف أعايل الصفحات وكأن أوراق بدايات الفصول يوحىت الثاين والعشر الفصل الثاين...صفحات التقومي السنوي ، وكتبت أرقام الفصول بنفس الشكل ويف نفس املكان وحجم البياض وبتشكيل بصري يوحي بداللتها وتعالقها مع العنوان يف التتايل والتتابع لتلك الليايل

يف السرد والفصول هيئة وشكال.

أيام الرشيد ولياليه تتايل الفصول

شكل الفصول وهيئتها

كتابتها ووضع مجلها

" الفصل األول ....... "

شكل وهيئة صفحات التقومي السنوي

حيث تتابع االحداث تاخييا وتسلسلها

باألحداث والوقائع.

حدة األحداث وسهولتها وانسيابه اخلط ةدح

وبذلك تكون العالقة بني العنوان خبطه وشكله ومفرداته والفصول الداخلية بعناوينها حبيث أخذت املناصات املتفرعة داخل الفصل الواحد شكل التحديد تشكيلها وهيئتها ، و

اليت تبدأ الليايل واأليامين لتلك مما حيدد اإلطار الزم ، باليوم والشهر والسنة الزمين والتأريخلتاريخ ا ايصل فيهصب قيادة اجليش إىل أن يتوىل اخلالفة وحىت شبابة وتوليه منيوم منيف

ومما يؤكد ذلك لفظ السنةوالشهر، و ،وكأن فيها إمياء للتاريخ حيث يرى ؛ لنهاية عهده . ليايل الذي كان حاضرا يف العنوانال

يف رواية " الغصن اليتيم "غيبت الفواصل والعناوين الداخلية بني الفصول السردية ووذلك تبعا لتقنية التغييب "احملو واإللغاء" فنالحظ يتصل السرد إال من بياضات بسيطة ال

~١٤٧ ~

تذكر حيث يفهم منها أن السرد يضم ثالثة فصول فقط ، دون الوقوف عنـد ال تكادإمنـا ، ل السرد عن بعضه نسق معني يبني تقسيم الفصول ومل يتبع يف فص ، حدث معني

.لية غري واضحة مثل أحداث السرد اليت اعتمدت التغييب يف سردهاجاءت ضمن آ

عناوين داخلية ( فرعية ) إمنـا لعبد العزيز مشري ، مل تكن لرواية "ريح الكادي "

وأهازيج ، شكلت عناوين بلغت - قروية –شعبية جاءت يف مقاطع سردية ، ومقوالت بدل العنونات جعلتف مثانية عشر ، مابني مقولة ومقطوعة ، معربة عن أحداث السرد ،

مقوالت ، يف شكل، ة األحجام بني القصري والطويل فواصل متفاوتقاطع السردية لتلك املالشخصيات يف طرح املقوالت على ألسنة تلك تناوبت وقد، سردية للشخصيات الروائية

عيش يف القرية وبعض أحداث سبب الوضع املذلك ب ، والراوي أيضا القرويةالشخصيات وينتهي السرد مبقولة "الشايب ، بعضا من تفاصيل حيام كي أهل القرية حيو ؛السرد

عطية" حبرقة العارف ، ، قال الشايب " عطية يف حماولة إعادة األرض املغتصبة لصاحبها إذا اغتصب من راعية . اليرضى عن احلق

)١( واعتصرت اخلطيئة ، جهد بدنه .فهاج وماج ،

متـواترة متعـددة عناوينالمن هائل انبثاق ، "للجفري بنا يليق زمنرواية " ويففمثل السـرد معني ، فكرة النص متثل زمنب. جاءت عنوان مثانية ومخسني مايربو على، ومـن العنـاوين الطفل أنوذجـا "جيلني ليحكي قصة جيل وكان "فارس مفترق بني

، الفارس األول ، الطهار ، العصفور املراهق ، فارس يرطن ، جيل إلكتـروين ، (امليالد

من العناوين األخرى اليت اوغريهأمومة األنابيب ، الشرخ ، الصغار يسابقون الزمن ...) قاربتها جند أام وحىت منتهاه . وعند تكشف عن اجتاهات متنوعة يف العمل منذ مطلعه

.١١٥عبد العزيز مشري : رواية "ريح الكادي" ، ص :) ١(

~١٤٨ ~

الزمن الذي يليق جبيل معني ضمن أال وهي ، ة السرد األوىلثيم مبعطياا النصيةشكلت ـ ، وهكذا تترافق هن الذي يتعايش أفراده فيهامتطلبات العصر الر ثري مـن دالالت الك

ي .السرد العناوين الداخلية مع النص

ها الفصلية إخباريـة يناووائي عصام خوقري جاءت عنرواية" السكر املر "للر ويف ل وخترب عن أحداث الفص إخباريا ، نحيث بلغت أحد عشر عنواتشري ألحداث السرد

، الطعنة املرتدة ، مابعـد منها: (مث يأيت احلب ، التحول والتغري ، مسارجديد ااملعنونة هلي بشكل واضح يف العمل اوين الداخلية تقاطعت مع العنوان اخلارجوالعن السكر املر... )

تحول والتغري.العناوين من حيث التناقض وال الروائي ومع

~١٤٩ ~

النهايات السردية

( اخلواتيم )

املطلب اخلامس

~١٥٠ ~

: النهايات السرديةألن ؛ فعتبة النهاية مثل عتبة املقدمـة ، النهايات ذات عالقة قوية بالنص القصصي

لخروج منـه وتأكيـد الفكـرة بينما الثانية ل ، املقدمة متهد لبسط النص والدخول إليه، يكاد جيمع النقاد على أمهية النهاية بوصفها اجلزء األخري من احلبكـة " ، وووضوحها

وهي ، سعى الكاتب إىل إيصاهلاوخالصة الرسالة اليت ، ) التدافع ( وحصيلة الصراع و .)١(" اليت تترك األثر األخري يف نفس القارئ

أن دراسة النهايات يف األعمال اإلبداعية قد استحضرت يف دراسات تطبيقية " ومعقد العريب ومل حتضر النهايات يف ا يف فضاءات النمهل متامقليلة إال أن اجلانب التنظريي قد أ

، وجتدر اإلشارة إىل أن هناك دراسات غربية قد استثمرت هذا إطار التنظري النقدي اجلاد .)٢(" املفهوم وكشفت كثريا من مالمح النهايات

وهي ، بنيات جمردة ولكنها جزء من النص ، كما أن اخلواتيم الروائية ليست جمردكـن مقاربـة إذ ال مي، ونظرية التفاعل النصي مع النصوص املوازية ، من العتبات اهلامة

، إال أن مثة فعلى الرغم من أن أية رواية هلا بداية وهلا اية حتما "العنوان خارج إطارها روائيا يعىن عناية بالغة ما حبيث تتكون عتبة استهالل وعتبة إقفال يف روايته تصـلحان

، إذ ال يعـرف ومثة روائي آخر ال يعىن ما العناية اإلجرائية الالزمة ، للقراءة العتباتيةال ميكن العبور من ا عتبيت كتابة روائية ـبوصفهم نى النحو الذي تتكوناـأمهيتهما عل

التنوير اليت تتوج اية العمـل األديب ، فبها يصل القارئ إىل حلظة )٣(" فوقهما بسهولةحىت وإن كانت النهاية مـن النـهايات ، رمسها املبدع لعملهة اخلطوط اليت بوضع اي

.١٨٥دراسة نقدية تطبيقية ، ص، البناء الفين يف الرواية السعودية " حسن حجاب احلازمي : ") ١( ينـاير ٢٢/هـ١٤٣٠حمرم ٢٥اخلميس ، " جريدة الرياض معجب العدواين : " مجاليات النهايات اإلبداعية) ٢(

.٤٨٢٢ العدد ،م ٢٠٠٩شـباط ١٦اخلمـيس -جريدة الدعوة السياسـية ، " الصنعة الروائية وإيقاع املوروث حممد صابر عبيد : ") ٣(

).١٤٢٤العدد (هـ ، ١٤٣٣ ربيع االول ٢٣م / ٢٠١٢

~١٥١ ~

أكثر ألا تنفتح على أكثر من قراءة و ؛ املفتوحة إال أا ال تعيق املتلقي يف كشف الرؤيةوهذه النهايات هي األفضل ، يف نفس الوقت ، ا جيعلها قريبة بعيدة األفقمم، من تأويل

اخلامتة ال ميكن اعتبارها بالضرورة . وذلك ألن " حمدودةاألقوى ألا غري حمكومة بنهاية ووهذا يعين أنه مييل إىل االعتقاد بأن اخلوامت ليس من الضروري أن ، للنص التامةهي النهاية

.)١("لوغ اية القراءة املباشرة للنص تنهي كل عالقة للقارئ مع النص رغم ب

ألن يف اية العمل األديب . للعنوان نكر أن النهايات تشرين ومع ذلك ال نستطيع أن يضع املؤلف ختام فكرته اليت ال خترج عن ثيمة السرد اليت ميثل العنوان بؤرا.

وهلا وهجها ، ) الركن األهم يف تشكيل بنية النص اإلبداعي اخلامتة تعد النهاية ( " وال ختلو من التحديد الداليل ملنعطف قبل و ، )٢(" ودورها يف حتديد مسار العمل واجتاهه

. ففي خامتـة لفكرته ان وتأييداا للعنولنهاية اليت رمبا تكون تفسريلاية السرد وتأسيس ا للنص االرواية إعادة إنتاج العنوان يف كلمة بوصفها مفتاححتتل مكانة متميزة . أل " ،

ع السابقة مرتبطة هيكليا ببقية الوقائ. وهلذا السبب فهي ففي حيزها تكتمل رؤية الكاتب .)٣("عليها يف النص

موضـوع يقة اليت حاولنا أن نقدم ونعـاجل ن الطر: إ احلميداينوكما يقول محيد عدم الفصل بني املطالع واخلوامت ب األحيان إىل التركيز على فكرة العتبات دفعتنا يف أغل

ولعل أقرب مايكون ذلك يف رواية .)٤(ت مرتبطة اليت جاءوبني النصوص ا ، والعناوين ."ريح الكادي "

) ، م٢٠٠٣ديسمرب /هـ١٤٢٣ل ا، شو١٢م ، ٤٦ج ة عالمات (" جمل محيد حلميداين : "عتبات النص األديب) ١(

.٢٩ص مرجع سابق. الرياض ، مجاليات النهايات اإلبداعية " ، جريدة: " معجب العدواين ) ٢( .٢٠) مرجع سابق ، ص حبث نظري " ( عتبات النص األديب محيد حلميداين : ") ٣( .٤٥املرجع السابق ، ص) ٤(

~١٥٢ ~

" باليد الواحدة من الصحن للبداية اليت استهل ا السرد جاءت كتأكيد فخامتتها يفد والسـار )١("الواحد كانوا يأكلون ، وباليد الواحة يف شان احلياة كانوا يعملون...

ض فينتهي السرد بتكاتفهم رباأل سك أهل القرية من كبار السنيشري إىل مت خامتة السردعودة األرض لصاحبها إذ جعل السارد من الرجـل الـذي منية أحدهم وذلك بلتحقيق أ

غصب األرض معادالموضوعي للمدينة اليت سلبت القرية تراثها مالحمها وحولتها ملدينـة جـاءت ، إذ بالعنوان واملنتصلة وبذلك تكون النهاية ذات األخرى صغرية ضمن املدن

ريح الكادي الـذي يعـين ( األرض) متممة للفكرة السردية مضيفة الوضوح للعنواندفاعهم عن املظلوم والوقوف إىل جانب صـاحب وترابطهم بوأصالة الناس الساكنني ا

صاحب السفح قد وضع يده يف يد شاهد معمر ، وساح كان " .عود له (االرض)تاحلق ل، وأمام كل أذن أبو حامد الشايب" ـ"ـالغد نذهب لفرح منتصر يف صدره ، وقال يف .) ٢(" .معرضة يبني احلق ملن أراد اغتياله

تعيد إنتاج فضاء داللية" بنهاية سردية شكلت عالمة يف عشق حىت وتنتهي رواية " ، إذ مل ينته السرد بنهاية حمددة إمنا جاءت النهاية مفتوحة توائم السرد والعنـوان العنونة" والذي اشتق امسها من معناها يف اللغة انتهاء الغاية فيأيت العنـوان حىت البطلة "واسم

بذلك حاضرا يف اخلامتة بنفس ثيمة العنوان والسرد يف توظيف تقين مجيل حني يصـفها ، " من عند أيب زيد وهو يرقب مسريا حىت تغيب عن ناظريه حىت السارد بعد خروج "

.)٣(دون موعد لقاء آخر يف غاية معينة، وحىت دون أن يودعها

عرب و، الل اللون وداللته " تتماسك عرب ظليلة عرس نادية عالقة العنوان يف رواية "واليت جاءت يف شكل كنايات حتيل للغرض مـن ، إمياءات السرد اللونية يف سياق النص

. ٥" ريح الكادي " ، ص : عبد العزيز مشري : )١( .١١٨، ص: املصدر السابق )٢( .٣٦٠" ، ص يف عشق حىت رواية " :عبد العزيز مشري ينظر) ٣(

~١٥٣ ~

فكىن عن ، ومن الظاهرة الكونية يف استحضارها لغلبة داللتها ، البعد اللوين غري املباشرواالنشغال "اخلمر" فاملشروب ، غشت عقله ليشرق ويبدد ظلمةالنور بالفجر الذي جاء

فجاءت اخلامتـة ، هلعلى قلبه وعقغطى اطاغي اظالميف السرد الذي شكل بأمور احلياة في األساسف للقص " الليل"لزمن السرديمة ايللظالم يف السرد ولون الغالف وثموضحة

اتغييبـه ا بظالم الليل وعتمته لالذي كىن عنهوحسية يف نفس الوقت وهي ظلمة معنوية للعقول والبصائر.

واليت رافقت السرد "احملو واإللغاء " " حبضور تقنيةالغصن اليتيم حفلت رواية "و لبداية حىت اخلامتة ، وجاء ذلك يف الرواية جليا واضحا ؛ إذ ختم الـراوي حبـوار منذ ا

سردي ختامي بني شخصييت البطل وأخيه أمحد بعدما كاد أن يعدم ، يسقط عنه حكـم اإلعدام ويثبت عليه القتل بغري العمد ليستمر احملو واإللغاء منذ عتبة العنوان حـىت عتبـة

ل قابعا يف أسر أوهامه وأحزانه ،"وإال فاتركين وحدي واقفا على اإلقفال بينما يبقى البط وبذلك )١(تل الذهول أقاوم حزنا تربع فوق األضالع ، وأناجي مها يعيش بني احلنايا... "

.من حيث تقنية السرد والقص السردي "الغصن اليتيم"تكون اخلامتة ذات صلة بالعنوان

" بنهاية سردية حتمـل الغيوم ومنابت الشجر " حظيت حلظة اخلامتة يف روايةبينما لتشـكل رؤيـة السـرد ، ي يف النهايةتلتقتجاذب ووقفة نوعية جتمع بني عدة حماور ت

لتتقاطب يف النهاية تلك ، ويف حلظة اخلامتة اليت ال تتجاوز بضعة أسطر الغالف والعنوانوطاف السردي بعد دخـول يف حكاية خمتزلة تصور القرية يف آخر امل الرؤية اليت حضرت

تفشي مالمح املدينة يف القرية لتبقى احلقول خالية من الزرع إال من نباتات واملدنية عليها ومنازهلا خاوية من الناس الذين انتقلوا ملنازل جديدة فيقول السارد:" ، أخرى غري مفيدة

نما تنـاثرت كانت القرية القدمية على سفح اجلبل ، تتكئ شبه خالية من الساكنني ، بي

.٥٩ناصر اجلاسم : رواية "الغصن اليتيم "، ص: )١(

~١٥٤ ~

فاخلامتة )١( بيوت حديثة استبدل بناؤها باألمسنت ، ووقفت إىل جانبها سيارات ملونة..."ـ املتعلقة بالنص والعنوان ، مكثفة حتمل الكثري من املعاين د هذا فالنص متوازي مع مش

النهاية السردية ، وليس ببعيد عن العنوان الذي ميت بصلة قوية للقرية اليت ختمت ـا حكاية السرد .

احلسية واملباشرةالعنوان عن داللة" رعشة الظل " وتتمخض عتبة اإلقفال يف رواية

حني ارحتل فاحل يف املشهد اخلتامي ". حيث انتهت رواية "رعشة الظلأال وهي االنتقال االنتقال واحلركة اليت بدأ ا السرد، حيث مع خالد من العاصمة إىل أمريكا بالطائرة داللة

، فيلتقي العنوان مع النهاية وذلك عـرب التحـول لشاحنة فاحل إىل املدينة با من قبل انتقلايـة مفتوحـة وهي داللة من دالالت الرعشة واحلركة املستمرة . والتحرك واليت هي

ي مارسـته املـدن علـى تلـك الذ ليوضح االنفتاح " يف عشق حىت كنهاية رواية "الرتباطها بالبداية ، لتشكل حلقـة ه النهاية السرديةالذي عمقت ، االرتعاشالشخصيات واالنتقاالت وعدم الثبات واالستقرار.االرتعاشات مفرغة من

والـزمن املغزى من العنونة " اليت تنطوي علىزمن يليق بنا ويف اية رواية "

والذي شكل مدار احلكي يف السرد ، حني باح الراوي بذلك يف النهاية املتعلق بالعنوان "هكذا عاش "خالد السعيد".. زمنه الذي يليق به وجبيله ..بابتساماته ، ودموعه. وترك

وبذلك تكون تلك الكلمات اليت كـان )٢( اسم ابنه ، واسم ابنته .. ذلك الرمز الكبري !رد وتؤكد الفكرة اليت يروم السارد إصاهلا فـالنص العنون حاضرا فيها توضح رؤية الس

باخلامتة اليت متثلهما. وثيقي صلة والعنوان

١٠٥عبد العزيز مشري :رواية "الغيوم ومنابت الشجر " ، ص: )١( .٦٢١: " ، ص زمن يليق بنا رواية " اجلفري : عبد اهللا )٢(

~١٥٥ ~

املراد من عنونة السرد بالسكر املر، على املعىن " املر السكر " رواية وتنطوي خامتةوتتأكد الفكـرة يف ، ، ويظهر ذلك من منتصف السرد التحولوالذي حييل إىل التغري و

، وتعاين ن فكرة السرد تقوى وتظهر جلية حني تتغري حياة رجوة بعد الزواجايته ، إذ إإىل رجـل رجعـي وحتوله ، من زوجها فارس ذي املظهر الرباق والرصيد االجتماعي

، فتتحول حياة رجوة بطلـة الروايـة كل حتركاا حىت خيرج من حياا ، حياصرها يف .ان حياة املرار وتعيش حياة هانئةهاية الفعلية للسرد حني تبدأ بنسيوتكون الن

ومتثل رواية " امرأة على فوهة بركان" اية مفتوحة، حيث تنتهي الرواية ومل تنتهي مأساة تلك املرأة فما زالت متكث على تلك الفوهة الثائرة فهي ما زالت تواجه احليـاة

. بة صابرة حمتس مبشكالا اليت ال تنتهي

وجاءت خامتة رواية" أيام الرشيد ولياليه" اية عهد الرشيد وهي حني خـرج يف على موعد مع املوت يف طوس لـيلفظ أنفاسـه كان ؛ لكنه قه لقمح فتنة خرسانيطر

الرواية حتكي سرية هارون الرشيد بدأ ا واخلامتة التنفك عن العنونة إذ أناألخرية فيها. .عهد الرشيداخلامتة لتوضح آخر مراحل وبذلك تصلوانتهى ا.

~١٥٦ ~

ثالثالفصل ال

وظائف العناوين

~١٥٧ ~

الوظيفة اإلخبارية

املبحث األول

~١٥٨ ~

: توطئة ،التأويليةاإلخبارية والداللية و :قة بالنص ثالث وظائفوظائف العنوان النصية املتعل

داللة ما يكونهما ال يعدو عن أن ؛ ألن كلي الدالليةخبارية والتأويلية جزء من اإلإال أن

، والداليل يعتمد الداللة كمكون أساسي اأو تأولي امنهما يف ذهن القارئ إخباري جتعل كال

، للنص اتعيني، وإمنا يكون إعصارأن يكون العنوان جمرد أداة يف جتسيد نوعه. و"ال يكفي

١("ا ما قرئ شف عن املوضوع ودل عليه ا بفحواه حىت إذوإعالم(.

ـ ؛ ا ها يتطلب جهدرف على هذه الوظائف والتفريق بينلتعوا منـها لـه األن كل

ا من هذه الوظائفخصائص متيزه عن غريه ، كما ال ميكن لعنوان نص أن يكون خلو ،

وذلك ملوقعه االستراتيجي بني كل مـن ، ا ألكثر من وظيفةان حاملبل رمبا يكون العنو

.وبني النص والغالف، املرسل واملستقبل

النصالغالف

املرسل املستقبل

ـــــــــــــــــوانالعن

، وخارجـه ومتتد سلطته داخل النص، وان يتقاطع مع كل التمظهرات حولهفالعن"إن وظائف العنـوان و لذلك فإن معرفة وظيفة العنوان أمر ضروري ألنه يقود إىل النصا مرسل ورسالة ومستقبل بصفة عامة هي وظيفة اللغة القائمة على التواصل ، فهناك دوم

.٤٩ص ، مرجع سابق ، " سيمياء العنوان ": بسام قطوس ) ١(

~١٥٩ ~

جانـب املعـىن أو متلق ، والغرض األساسي من اللغة هو املعىن احلريف ، لكنه حيمل إىل .)١(") جتارية ( فهو رسالة إعالنية ) معىن آخر هو ( اإلعالن ) ، اإلخبار العادي (

: العنوان االخباريا ما يكون وهو خطاب غالب ، يتعلق اجلانب اإلخباري باإلخبار عن خطاب العنوان

اخطاب اإنشائي اصرحي عالقة بني العنوان وخطابـه ا . كما أن يف العنوان اإلخباريمباشردون اإلشارة أو اإل ، ا عنهالسردي الذي شكل العنوان خمرباخبار عنه بداللة إجياب اأو سلب.

غراؤه للمتلقي عرب اإلخبار الذي يدفع املتلقي إىل اكتشاف إويأيت العنوان اإلخباري و

، عن النص بشكل مباشر ولكن غري مكتمل يف العنوان األنه يقدم إخبار؛ تفاصيل النص

وبذلك يكـون طـرح ، وهذا ال يكون إال داخل النص، حيتاج لتوضيح وتفصيل أي

للسعة والتمام واكتمال لكن يفتقد ، يتسم بالوضوح إىل حد ما اجانبالعنوان اإلخباري

لكن دون البوح مبا يفقد القارئ دافعيته لقـراءة وسيط بني النص والقارئوهو ،الفكرة

.النص

هو والعناوين يف جمملها حتمل وظيفة اإلعالن ، إال أن العنوان ذو الوظيفة اإلخبارية

بار النص لكن بشكل غري مباشر . ومن تلك العناوين عنوان ا من أخاملتلقي بعض مايعطي

يف الزمن التارخي املعروف ذلك احلدث والذي أخرب عن )٢( " ولياليه الرشيدأيام رواية "

إمنا أخرب ، النص ليكشفها السرد مستورة يف رموزالاملذكور يف العنوان مع بقاء الكثري من

حيث جيد املتلقي أن هـذا ا دون توضيح ، العنوان إخبارمجلت يف عنها بثالث مفردات أ

العنوان السردي حيمل قص أليام الرشيد ولياليه لكن دون أن يؤميء عن شـيء مـن

.١٢٥ص، " العنوان يف النص الشعري احلديث ": احلارثي ) ١( ". أيام الرشيد ولياليه رواية " : ) فهد اجلديد٢(

~١٦٠ ~

، وإمنا تركت ليبحث عنها القارئ بطريقته يف النص األيام والليايل أحداث تلك تفاصيل

اخباري .، وبذلك نطلق على العنوان عنوان كما أخرب عنها العنوان

اسم مفرداته املعهودة والدارجة بأن "نادية "من )١(" ليلة عرس نادية وخيرب عنوان "، إلحدى شخصيات الرواية اويف ذهن القارئ عنوان الرواية ال يعدو أن يكون امس ، ألنثى

ألغلب بطلة السرد ألا حمط اهتمام السارد وشخصيته اليت يتمحور حوهلا سرده. وعلى ا، لكن دون معرفة أبعاد تلك الشخصيةوبذلك يكون العنوان قد أخرب عن شي من السرد

مـع ان العنـوان مل ، أو معرفة السبب من اختاذ امسها شفرة لعنونة السرد باإلخبار عنها .مازال ينطوي على اسرار أخرى إال أنه شيء من الغموض كتسي

". ليلةعرس نادية رواية " اهللا الزهراين:عبد) ١(

~١٦١ ~

الوظيفة الداللية

املبحث الثاني

~١٦٢ ~

العنوان الداليل :

، ترتبط مع النص بدالالت متجانسةيل يقدم داللة ذات مفاتيح نسقية العنوان الدالوإن كان طح والعمق يف تركيب النص اخلطايب ، كما تشكل داللة العنوان الرابط بني الس

واملتشكلة يف ، لكن ال خيلو من اإلشارة لداللة ما يف النص ا ،العنوان الداليل ال حيوي رمزعنوان داليل حيمل يف طياته داللة )١(عنوان رواية " السكر املر " .خطاب العنوان الداليل

مما يدل على سرد حيمـل ، احبالوته يتحول مرن السكر املعروف ، إذ إ التحول والتغريـ ، حيث تفجأ السرد ، وهذا ما نص عليه ثيميت التحول والتغري وة بـتغري تلـك ت رجزوجها فارس إىل شخصية رجعية حتمل كل الصفات ...جتماعيةاالالشخصية النجومية و

.يض مما كانت تسمع عنه قبل الزواجالسيئة على النق

مما ، جمتمع زراعي العنوان حيمل داللة )٢("ومنابت الشجر الغيوموكذلك رواية " ترتكز يا وقائعه وأحداثه يف ثنا على األغلب تفاصيل عن اتمع القروي يوحي بسرد حيمل

ألن العنوان محل هذه الدالالت يف املفردات الثالث ،على األمطار ، واألرض ، والزرع ، املاء والزرعجر" جدلية متبادلة للحصول على املناطة يف العنوان "الغيوم ، منابت ، الش

.وهي األرض ، واملطر

تـرتبط السـرد أحداث يف عنوان داليل دل على وجود )٣("زمن يليق بنا "رواية ويتناسب مع إذ عنون بزمن مما يدل على وجود زمن ارتبط بالسرد ، بداللت مع العنوان ،

ومن الضمري الوارد يف العنوان يتأكد االرتباط شخوص الرواية الذين ارتبطوا ذا الزمن ، والتناسب بني الشخوص والزمن املشار إليه يف السرد .

: رواية " السكر املر " . عصام خوقري) ١( " . الغيوم ومنابت الشجر: رواية " ) عبد العزيز مشري ٢( . " زمن يليق بنا رواية " : ) عبداهللا اجلفري٣(

~١٦٣ ~

عنوان محل داللة غاية معينة هلـذا العشـق : )١(" يف عشق حىت وكذلك عنوان "" اليت عرفت بداللتها وبقيت الغاية متوارية يف النص ليكشف لنا السارد يف نصه أن "حىت

رج يف اللغة إىل معىن نتهاء الغاية أدخلت يف انزياح داليل وعدل ا عن املعىن الدااللغوية ال، اليت مثلت غايته من النساء وهو اسم حمبوبة البطل أيب زيد املسماه بـ"حىت"آخر مبتكر

.هلا عن وظيفتها األصلية يف اللغةفمثلت الغاية يف رمسها ومعناها وداللتها مع حتو

. " عبد العزيز مشري : رواية " يف عشق حىت) ١(

~١٦٤ ~

العنوان التأويلي

املبحث الثالث

~١٦٥ ~

العنوان التأويلي :العنوان التأويلي عنوان حيتاج جهدويعود اجلهد ، ا لكشف كيفية عالئقه بنصه ا حتليلي

أكثر من تلك احلولفالعنوان التأويلي عادة ال يقدم ، يف كشف تلك التداعيات للقارئاليت يالا يف مدارات السرد احلكائي ا عن تأوها يف ذهن املتلقي باحثيالتساؤالت اليت يبق

تتميز العناوين التأويلية بالرمزيـة ، و ، بني كل من خطايب العنوان والنصترتبط بقرائن وألن العنـاوين ، وتكون هذه الرمزية يف العناوين التأويلية على صعيد النص والعنـوان

ـ التأويلية جدلية تربطها بداللة اخلطاب النصي ممـا ا حيال الرسالة اخلطابية املوجهة إليه د ـا تاليت مي ، ووظائفه العالئقية ستوجب استحضار كيفية إنتاج املعىن وطرائق تداولهي

العنوان يف النص.

للغصن أنذ ال ميكن ، عنوان تأويلي إ اجلاسم لناصر " الغصن اليتيمفعنوان رواية "البطل بالغصن الوحيـد شبهولكن ، يكون يتيم فاليتم يطلق على اإلنسان واحليوان فقط

أسـئلة عنولكن النص جييب ، فهو عنوان جمازي غري مباشر يكتنفه الغموض ، الذابل استوىل عليه احلزن حىت أصبح مثل الغصن الذي ،هو البطليف النص املتلقي ألن الغصن

فا حـال البطـل واص ايفجاء العنوان جماز .،ا عليه تلك التسمية جمازواطلقت ،اليابساليتم ألن إضفاء صفة ، لنصساعد برمزيته يف تأويل ا"الغصن اليتيم "وبطريقة غري مباشرة

وجانب غري واقعي ملعىن ملغزى معني جاء هذا التركيب ولكن غري مسلم به ، على الغصن مما جعل ، وضع عنونة بشكل الفت للمتلقي غري مباشرةوإمنا املراد منه ، مبثوث يف النص

ة لج لكشف مثة عالئق تربر هذه التسمية ، وهي ليست مستحيحيناالعنوان عنوان تاويلي .البا ماتتطلب عمق النظر يف النصوإمنا غ

فورود العنوان عنوان استجمع عدة معاين ، ، للمشري "ح الكاديري وعنوان رواية "للرائحة دون متييز ملرجعيته على الرغم من أنه يشري ،بعيد يف نفس الوقت وبعبارت قريبة

~١٦٦ ~

يكون النص والقارئ وطرح استفهامات ، ولكن استخدم ريح مما حدى بوقع تصور أبعد مد العنوان يف بعده األول يعتشريكان يف تاويلها بالداللة املناسبة .ألن العنوان ذا بعدين ف

كل من العنوان والـنص يف الرتباط ، ة وهي الداللة اخلارجية يف تأويله على هذه الداللوعالقتـه بتأويـل والقارئ ،وهي الداللة اخلارجية املتعلقة بتأويل العنونة، تأويلهما ا

.النص

بـؤرة املعـىن ية بو سبيت ،للروائية " امرأة على فوهة بركانويشكل عنوان "فيتمخض تأويل العنوان ، األول يف ذهن القارئ والثاين مراد الكاتبةنيعنيماألنسب بني

قصد و، ركب جمازاهو املكان الذي "بركان ـ" خلطاب النص فنيبناء على مقاربة املعنيالصـامدة لة السرد تلك الشخصية ا . فبطا دالليفشكل انتقال املعىن انزياح، به الزوج

.ايكون العنوان تأويليوذا زوج الثاثر دوما مثل الربكان .الصابرة "شريفة "أمام ال

عنونة تأويلية حيث استعريت الرعشـة إلبراهيم الناصر"وأيضا عنوان "رعشة الظلوذلك للهالة اليت حتيط عنوان يعتمد على تأويل القارئ ، ، معاين يف النصلتدل على عدة

من الدالل املتعددة على الرغم من ان العنونة رهن معنا معني وهواألنسـب للـنص به والعنوان معا.

. معناها املستور من النص شفكتتللعناوين تأويلية المارسة ويتضح من ذلك أن امل للعنوان.يف التركيب اخلطايب احلكمومير عرب الطرق املوصلة للمعىن و

~١٦٧ ~

اخلامتةتناولت بالدراسة والتحليل يف هذا البحث خطـاب العنونـة يف ضـوء الـدرس

فضال ، النقدي مقرونة بفضاءها التشكيلي الذي حييط ا أو املنوطة به العنونة (السيميائي)

ت فيها املوضوع واألسباب.بيناا الداخلية ونصوصها املوازية ، وعن سياق

بض على العنونة من خالل طريقة صوغها ولقد حاولت من خالل دراسة العناوين القوفك شفراا وربطها مبا حييط ا من نصوص موازية تسهم يف خلق فضاءات داللية تفتح

فأدركت أن العنوان عتبة بالغة األمهية ال ميكن جتاوزها ، باب احملاورة بني املبدع واملتلقي .اإلبداعي للولوج إىل العمل بأي حال من األحوال ألا املفتاح األول

: العنوان -١

فعلى الكاتب واملتلقي أن يدركا الوظيفة اليت يضطلع ا العنوان بني النص والنصوص املوازية األخرى عن طريق إدراك مهمة العنوان يف إبراز مجالية النص وكشف أسرار تلك

.إنتاج الكون النصي حيث متثل العالقة اجلمالية النصية بني العمل األديب والعنوان .

سمية وداللة املعىن ، بعادها املتعلقة بالتاملعجمية وعالقتها بالعنونة يف أ فداللة املصطلح . ؤسس ملعىن أويل يف ذهن املتلقيكلها ت

البعد التركييب : فمن حيث إبراز التركيب اللغوي جلماليات العنوان يضمن للنص أما

املواثيق النصية على صعيد التركيب اللغوي الـذي ميـنح ا لتنبثق منه ا ودالليا بنائيسكمتا .ألسرار الصنعة اللغوية فيها اوقع العنونة يف مجلة ما

اوالبعد الثالث شعرية العنونة اليت حتصد جانب من مجالية العنونة ، مما يضمن هلا اكبري ا يراوغ القارئ.و انزياحأا قد يهب العنوان جمازا ا نصيا مجاليمع سابقتها متاسك

~١٦٨ ~

: العنوان والنص ونصوصه املوازية -٢

وللكشف عـن ، مع نصهيف تعالقه ص السردي يشكل تفاوتافالعنوان يف سياق الن

عنـاوين بـالقرب مـن مضـامني ا عن فك شفرات التلك العالقات اليت تتمخض غالب

.نصوصها

ياها ألخرى اليت تتجلى العنونة يف ثنامع النصوص املوازية اهلا داللتهابينما العناوين

خر وجوده. ا منهما مينح اآل. ألن كل لتقاطعها معها

النتائج :

يف هذه مرحلة عن ارتفاع معـدل العنونـة تكشف الكثري من العناوين الروائية -

حيث شكلت أعلى نسبة من بني العنونات األخرى.، املنتسبة للمكان

عنها لذلك عامة فن اقترن بالعنونة ومل يات منفصلا الرواية خاصة والسرد احلديث -

من شبكة البناء النصية. ايعد العنوان جزء

حلجمـه األديب نص السـردي الد ألمهية العنوان يف النقاإدراك الكتاب الروائيني -

حضوره بقوة يف الساحة الثقافية دعا لضرورة االلتفات ألمهية ه ووكثرة اإلقبال علي

.ولعل أمهها العنوان دون جدال لتوريط القارئ، ف احمليطة بالنص مثل هذه الوظائ

.لثقافة العصر اكبة العنونة يف الرواية السعوديةمو -

خروج العناوين عن مقتضى الظاهر مما حيفز املتلقي الكتشافها. -

- مييز كل نص عن اآلخر اكانت وظائف العنونة بالنسبة لنصوصها جانب.

للعنوان غواية اجلنس األديب الذي تدل عليه العبارة اليت غالبا ما يثبتها الكاتب على -

~١٦٩ ~

. إال أن العنوان ميتلك الروائيجدد فيها اهلوية األجناسية لنصه في ، صفحة الغالف

.إليها إال التجنيس األديب هجناسية خترج القارئ من اجلنس وال يعيدغواية أ

ذه املرحلة فتفاوتت بني الـواقعي وائية وأشكاهلا يف هتعددت أنواع العنونات الر -

املرحلـة يف هـذه ولكن كان ظهور العناوين التجربية ، يبيوالرومانسي والتجر

. بشكل واضح ومميز

.تنوع التشكيل الفين واللغوي للعنونات وذلك بتنوع التشكيل الروائي -

ياسية وغريها. ثأثر بعض العنونات بالسياقات اخلارجية كاالجتماعية والس -

النضج الفين على مستوى كل من النص والعنوان يف عالمته اللغوية للعنوان ونصه -

.سرديال

- اشكلت عناوين هذه املرحلة نضج املراحل مـابني باختالفأكثر من غريها افني

لفية الـيت ، مثل األعدم النضج الكامل على مستويي النص والعنوان أو أحدمها

وضعف السرد ، شهاري التجاري للعناوينعناوين روايتها بالطابع اإلالبية متيزت غ

ديب ، والتنافس يف إبراز األ على حساب املضمون حيث كان االهتمام بالشكل

.على حساب األدب

: التوصيات

شكلت ...وغريها ةالسياسي ، ةاالجتماعي ة هلا :اخلارجي اتدراسة العنونة يف السياق

شكلت بعض العناوين سياقاا اخلارجية. حني يفراسة دلجانب نقد خصب يصلح ل

مفارقة بعض العناوين لسياقاا الداخلية بالنسبة للوقع األويل يف ذهن املتلقي قبـل

خوض غمار النص يستدعي تتبع مفارقتها.

~١٧٠ ~

نـص املتلقي يف إنشاء حضور مما يسفر عن مديالقراء املبدعني تلقي العناوين عربفاملتلقي يشكل حضورا مـن بني العنوان ومتلقيهاملناطةعالقة ال اللثام عنإماطة و جديد

، وا يكمن دراسة مدى حضور فالعالقة بني املبدع واملتلقي عالقة تبادلية حضور اإلبداععرب تأويل ومقاربة تلـك العنـاوين لنص جديد فاملتلقي املبدع للعنوان خالقالعنونة ،

.مقاربة مقبولة

~١٧١ ~

عـــــــــــــــــــــــــاملراج املصادر : : أوال

.القرآن الكرمي

. )هـ١٤١٧أا النادي األديب ، ،١( ط ناصر: " الغصن اليتيم " ، اجلاسم -

هـ). ١٤٢٠، مطابع احلميضي ، الرياض ، ١اجلديد ، فهد : رواية " أيام الرشيد ولياليه" ،(ط -

األعمال الكاملة لألديب ، الناشر عبد املقصود حممد سعيد خوجة ، جدة ، : "اهللاعبد، اجلفري -

.زمن ... يليق بنا " م ، اجلزء الثاين "٢٠٠٥هـ/١٤٢٦، ٣٢كتاب االثنينية

م) . ١٩٩٨، ١اجلهين ، ليلى : رواية " الفردوس اليباب " ، (ط -

األديب ،(دار احلـارثي للطباعـة عبد اهللا سعيد : " ليلة عرس نادية " ، نادي الطائف، الزهراين -

هـ).١٤١٠والنشر

هـ) . ١٤١٦الشدوي ، أمحد : رواية " صراع الليل والنهار " ، (بدون ط، -

، مؤسسة اجلريسي للتوزيع واإلعـالن ، ٢العريين ، عبد اهللا : رواية " دفء ليايل الشاتية " ، (ط -

م) . ٢٠٠٢الرياض ،

م) . ٢٠١١لبنان ، –ر الساقي ، بريوت ، دا٦) ، (ط٧القصييب ، غازي : سبعة ( -

اململكة العربية السعودية ، دار ،٢(ط الرياض ،عبد العزيز: " الغيوب ومنابت الشجر "املشري ، -

م.١٩٩٠ هـ /١٤١٠، الصايف)

عمـان -، دار الفارس لتوزيـع والنشـر ١بريوت (طعبد العزيز: " ريح الكادي " ، ، شري امل -

م.١٩٩٣هـ /١٤١٣

، مطابع اإلميان ، الـدمام ، ١، عبد العزيز : " اآلثار الكاملة األعمال الروائية " ، ( ط املشري -

." احلصون: " الروايات، ١، ج ٢هـ) ، م١٤٢٣

~١٧٢ ~

/م ١٩٩٤الريـاض، - ابـن سـينا ( دار ، ١، ط " رعشة الظل : رواية " إبراهيم ، الناصر -

).هـ١٤١٤

هـ .١٤١٦، الرياض ، عامل الكتب ، ية: "امرأة على فوهة بركان "بوسبيت، -

، املؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بريوت، ١خال ، عبده : رواية " املوت مير من هنا" ، (ط -

م) . ١٩٩٥

م).١٩٩٨، دار الساقي ، بريوت ، لبنان ، ١خال، عبده : رواية " مدن تأكل العشب " ، (ط -

ـ ١٤١٣، نادي جدة الثقايف األديب ، دار البالد ، ١ط( ، " السكر املر " :عصام خوقري ، - / هـ

م).١٩٩٢

هــ/ ١٤١٥، مطابع الصفا مبكـة ، ١دمنهوري ، سلوى عبد العزيز : رواية " اللعنة " ، (ط -

م ). ١٩٩٤

املغرب –، املركز الثقايف العريب ، الدار البيضاء ١عامل ، رجاء : رواية " مسرى بارقيب " ، (ط -

م) . ١٩٩٧بريوت ، لبنان ، -

املراجع : : اثاني ). الرياض –، دار الزهراء للنشر ١ط الفن التشكيلي وتطبيقاته (: براهيم ، أمل مصطفى إ -

، النادي األديب بالرياض نقد الرواية من وجهة نظر الدراسات اللغوية احلديثة ، ( :إبراهيم ، نبيلة - .م)١٩٨٠/هـ١٤٠٠

دار الكتب .ت ، ، د ١ط حتقيق حممد علي النجار ، ( ، اخلصائص :الفتح عثمان ، أبو ابن جين - .)١، ج صرية ، مصرامل

.) ١١، جدار سحنون ، ط.ن د. التحرير والتنوير ، (: حممد الطاهر ابن عاشور ، -

عقيلي ، "شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك "، حتقيـق: ابن عقيل ، عبد اهللا بن عبد الرمحن ال - م.١٩٩٨، ٢، مكتبة التراث مصر ، القاهرة ، ط١جحمي الدين عبد احلميد ،

دار ، ١ط خالـد القاضـي ، ( : ، حتقيق لسان العرب :ابن منظور ، مجال الدين أبو الفضل - .بريوت )، األخيار

~١٧٣ ~

، لبنـان -، بـريوت ١( ط البنية والداللة يف روايات إبـراهيم نصـر اهللا ، : أمحد ، مرشد - .)م٢٠٠٥

.)م١٩٨٧بريوت ، ، دار العودة ، ١ط الشعرية العربية ، ( :أدونيس -

.) دار العودة ودار بريوت الثقافية ط بدون ، التفسري النفسي لألدب ، ( :عز الدين مساعيل ،إ -

سوريا / دار احلوار ، الالذقية ، ١ط عتبات الكتابة يف الرواية العربية ، ( :أشهبون ، عبد املالك - .)م٢٠٠٩

-، دار صادر ١ط الزمن والرواية ، ( إحسان عباس ، : مراجعة، بر عباس : جا ترمجة ،أمندوال - م). ١٩٩٧، بريوت

.البيضاء الدار ، البكري حممد : ترمجة، " األدلة علم يف مبادئ ": روالن ، تبار -

، املركز الثقايف العريب ١حبراوي ، حسن : بنية الشكل الروائي الفضاء والزمن والشخصية ، ( ط - م). ١٩٩٩املغرب ، –

، دار دروب النشر / ١بعلي ، حفناوي رشيد : قراءة يف نصوص احلداثة وما بعد احلداثة ، ( ط - م). ٢٠١١األردن ، -عمان

، دار جمدالوي ، عمان ١سيميائية يف أنساق الرسم ، ( طبالسم ، حممد : الفن التشكيلي قراءة - م ).٢٠٠٨هـ/١٤٢٩األردن ،

لعابد ، عبد احلق : عتاب (جرياجنيت من النص إىل النص ) منشورات االختالف ، الدار العربية ب - م . ٢٠٠٨هـ/ ١٤٢٩لبنان ، –اجلزائر ، ناشرون –للعلوم

٢، معبد السالم هارونس : مقاييس اللغة ، حتقيق : بن زكريا ، أيب فارس احلسني أمحد بن فار - م). ١٩٩٩هـ/١٤٢٠( دار عامل الكتب ، دار النشر والتوزيع ،

م).٢٠٠٢صوهلا وقواعدها ، ( د.ط ، منشورات االختالف ، : السيميائية أبن مالك ، رشيد -

، دار االمـان ، الربـاط ١لأليديولوجيا ، ( ط بنكراد ، سعيد : النص السردي حنو سيميائيات - م). ١٩٩٦

،لشراع والعاصفة حلنامينه منوذجـا بنكراد ، سعيد : سيمولوجية الشخصيات السردية ، رواية ا - م).٢٠٠٣هـ/١٤٢٣، ، جمد الوياألردن –، عمان ١(ط

~١٧٤ ~

دار توبقال للنشـر، ، ١ط، ( بنياته وإبداالا التقليدية - الشعرالعريب احلديثبنيس ، حممد : - م).١٩٨٩ ، الدار البيضاء

تاوريريت ، بشري : احلقيقة الشعرية على ضوء املناهج النقدية املعاصرة والنظريات الشعرية دراسة - ، وزارة التعليم العايل والبحث العلمي جامعة األمري عبد القادر). ١يف األحوال واملفاهيم ، ( ط

رساليات البصرية يف العـامل صورة مغامرة سيميائية يف أشهر اإلسيميائية الثاين ، قدور عبد اهللا : - م). ٢٠٠٨عمان ، -، الوراق للنشر ، األردن ١( ط

.١اجلاحظ ، عمر بن حبر : البيان والتبيني ، حتقيق : حسن السندويب ، دار الفكر ، ج -

يوسـف الشـيخ حممـد (املكتبـة الصحاحج " خمتار الشيخ اإلمام حممد بن أيب بكر بن عبد القادر ، الرازي - هـ) .١٤٢٩م ، ٢٠٠٨بريوت ، –صيدا –العصرية

، اهليئة املصـرية ، مصـر ١اجلزار ، حممد فكري : " العنوان وسيوطيقيا اإلتصال االديب ، ( ط - م).٢٠٠٦

معة ، حبث إجرائي يف تشكيل املعىن الشعري ، جا ةجواد ، فاتن عبد اجلبار : اللون لعبة سيميائي - األردن ). –، دار جمدالوي ، عمان ١تكريت ، ( ط

، منشـورات الرابطـة ، الـدار ١احلجمري ، عبد الفتاح : عتبات النص البنية والداللة ، ( ط - م).١٩٩٦البيضاء ،

، ١، ط تطبيقيـة " ، دراسة نقديـة " البناء الفين يف الرواية السعودية حسن حجاب احلازمي : - .م٢٠٠٦ الرياض ،

، دار التكـوين ، دمشـق ١ويـل ، ( ط من التشفري إىل التأ، خالد : شؤون العالمات حسني - م). ٢٠٠٨

، دار التكوين، ١حسني ، خالد : يف نظرية العنوان مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية ، ( ط - م).٢٠٠٧سوريا ، –دمشق

م). ٢٠٠٤اهرة ، ، ( الق ١حليفي ، شعيب : " هوية العالمات وبناء التأويل " ، ط -

م). ١٩٩٧محاد ، حسني حممد : تداخل النصوص يف الرواية ، ( اهليئة املصرية العامة للكتاب ، -، عامل الكتـب ١ط، ( الربزخ والسكني : جتليات احلداثة الشعرية يف ديوان احلمادي ، عبد اهللا -

اجلزائر). -األردن -إربد احلديث ،

~١٧٥ ~

، األردن ، عمان ١ط ءات التشكيل يف شعر عبد اهللا رضوان ، (فضااحلمد ، ابراهيم مصطفى : - .م)٢٠٠٩

، االردن–الـوراق عمـان ،١، (ط السيميولوجيا بني النظريـة والتطبيـق :محداوي ، مجيل - .م)٢٠١١

الربـاط، مكتبـة املعـارف ، ،١، (ط مناهج النقد العريب احلديث املعاصر :محداوي ، مجيل - .)م٢٠١٠

، جمـد ، بـريوت ١دي والبالغي ، (طشعرية اخلطاب يف التراث النق :عبد الواسع احلمريي ، - .م)٢٠٠٥/هـ١٤٢٥، املؤسسة اجلامعية للنشر

األردن عمـان ، دار املسرية ، ، ٢( ط النقد االديب من احملاكاة إىل التفكيك ، :براهيم إ خليل ، - ).م٢٠٠٧هـ/١٤٢٧

كناية الصورة وجماز الظالل ، الرواية وحتوالت احليـاة يف لدميين ، علي ، عبد العزيز مشري :ا - .هـ )١٤٢٨، ملتقى الباحة الثقايف الثاين، اململكة العربية السعودية

، القـاهرة ، vikingد : ( ١البطويل ، " الفـن الروائـي " ، ط ماهر: ديقيد لودج ، ترمجة - ).م٢٠٠٢هـ/١٤٢٩

دمشـق ، سـوريا –دار التكـوين ، ١ط تطبيقية ، ( علم العنونة دراسة :رحيم ، عبد القادر - .)م٢٠١٠

لبنـان - ، بـريوت ، دار مكتبة احليـاة ط.د ( ، ، منشورات معجم منت اللغة :أمحد رضا ، - .)م١٩٩٦

، ٢مساعيـل شـليب ، ط : د/ عبد الفتاح إ " حتقيق " معاين احلروف: بن عيسى الرماين ، علي - .م)١٩٨١-هـ١٤٠١، ، د.ه دار الشروق(

: أمحد علـي ، ق، حتقي الربهان يف علوم القرآن مام بدر الدين حممد بن عبد اهللا :اإل الزركشي ، - م.٢٠٠٦هـ/١٤٢٧ ، ، دار احلديث القاهرة د.ن.ط

، ١ط ، التحليل السيميائي للنقد البالغي ، اجلرجـاين منوذجـا ، ( مملكة النص :سامل ، حممد - .م )٢٠٠٧إربد ، ، عامل الكتب احلديث

~١٧٦ ~

.)م١٩٨٧/هـ١٤٠٧، النادي األيب ، جازان الكتابة خارج األقواس ، ( :السرحيي ، سعيد -

، ١ج، ١ط (، عبد السالم هـارون : الكتاب ، حتقيق : أبو بشر عمرو بن عثمانسيبويه ، - .)م١٩٧٥، اهليئة املصرية ، مصر

، ١احليـاة ، (ط - األديـان – موز يف الفنسرينج ، فيليب ، ترمجة : عبد اهلادي عباس ، الر - م).١٩٩٢ - سوريا – دمشق

، ١ط ،عبد الرمحن الزواوي : ، حتقيق تقان يف علوم القرآناإل: احلافظ جالل الدين السيوطي ، - م.٢٠٠٦هـ/١٤٢٧ دار اجلديد ،

–األديب النـادي ، ١( ط التشكيل البصري يف الشعر العـريب احلـديث ، :الصفراين ، حممد - .م)٢٠٠٨، الرياض

مستويات اللغة يف السرد العريب املعاصر دراسة نظريـة تطبيقيـة يف : الطلبة ، حممد سامل األمني - .)م٢٠٠٨بريوت - ، لبنان١ط، ( سيمياء السرد

، جدة ، النادي األديب الثقايف ، ١معجب: " تشكيل املكان وظالل العتبات " ، ( ط، لعدواينا - م).٢٠٠٢هـ/١٤٢٣

اهليئة املصـرية العامـة للكتـاب أسلوبية يف شعرنا احلديث ، (قراءات ا عبد املطلب ، حممد : - .م)١٩٩٥

-عامل الكتب احلـديث للنشـر ، ١ط ، ( املغامرة اجلمالية للنص الروائي عبيد ، حممد صابر : - م).٢٠١٠، ، األردنربدإ

دار الفكر للدرسـات (، عصفور جابر، "ترمجة صرة النظرية األدبية املعا" :جابر سلدن رامان - .)م١٩٩٠، ، القاهرة والنشر

دار اإلنتشار العـريب ، ، ١ط ( علي ، هيثم احلاج ، الزمن النوعي وإشكاليات النوع السردي ، - ) ٢٠٠٨بريوت لبنان

) ٢٠٠٩القاهرة –، دار الوفاء ١املعاصر،( طوعوين ،أمحد حممد ، دراسات يف السرد احلديث -

، النادي األديب الثقايف، ١ط( ، ، من البنيوية إىل التشرحيية طيئة والتكفرياخل غذامي ، عبد اهللا ، - .)م١٩٨٥، جدة

~١٧٧ ~

-، عمـان ١ط ، قراءات يف الفن التشكيلي والتصـميم ، ( فئ ثقافية امعتز عناد ، مر ،غزوان - .)م٢٠٠٧جمالوي ،

الدار - ، دار الثقافة ١ط ، ( يب ، حياة النص دراسات يف السرددينامية التجر :، أمحد فرشوخ - .)م٢٠٠٤ ، البيضاء

.) دار الشرق العريب ،حلب ، (ائب املخلوقات وغرائب املوجودات عج: القزويين ، زكريا -

.)م٢٠٠٢، األردن –مكتبة كنانة ، إربد ، ١ط (: سيمياء العنوان قطوس ، بسام موسى -

املؤسسة العربيـة صورة السواد يف املتخيل العريب الوسيط ، ( ،: متثيالت اآلخر الكاظم ، نادر - .)م٢٠٠٤، للدراسات والنشر

لبنـان ، - بـريوت ، ١ط مؤسسة األحبـاث العربيـة ، ( ، يف الشعرية : أبو ديب كمال ، - .)م١٩٨٧

هــ/ ١٤٠٢دار البحـوث العلميـة الكويـت ، ، ١( ط اللون واللغة ، :أمحد عمر خمتار ، - .م)١٩٨٢

، اريب، دار الف ١ط ذاكرة رواية التسعينات قراءات يف الرواية السعودية ، ( :املناصرة ، حسني - .م)٢٠٠٨لبنان ، -بريوت

).م٢٠٠٧، دار توبقال للنشراخلطاب املوازي للقصيدة العربية " ، ( " :منصر ، نبيل -دار ( ٣" ، ط " لغة اجلسـد النفسـية : اهيم حممد عبد الكرمي إبر، ترمجة : ميسنجر ، جوزيف -

.م)٢٠٠٩، دمشق –سورية - عالء الدين - سـورية ،ط.د.ن ، دار نينـوى ستهالل فن البدايات يف النص األديب ، (اال :نصري ، ياسني -

.)م٢٠٠٩هـ/١٤٣٠، دمشق وزارة (، ١ط، " وحتوالـا الرواية السعودية واقعهـا "٢املشهد الثقايف: حسن النعميالنعمي ، حسن : -

.٢٩صم ، ٢٠٠٩، ) الرياض – الثقافة واإلعالم

، جـدة ، النـادي األديب ١النعمي ، حسن : رجع البصر قراءات يف الرواية السـعودية ، ( ط - م).٢٠٠٤الثقايف ،

~١٧٨ ~

يف ثالثية أرض السواد لعبد الـرمحن دراسة سيميائية، العالمة والرواية : النعيمي ، فيصل غازي - م).٢٠١٠، األردن - عمان ، دار جمدالو، ١، ( ط منيف

.م )١٩٧٧ ،، القاهرة مصر، ، دار النهضة ١ط ، ( األدب املقارن :هالل ، حممد غنيمي -

لبنـان –املغرب ، بـريوت - الدار البيضاء ، ٣ط ، ( انفتاح النص الروائي :يقطني ، سعيد - م).٢٠٠٦

: الرسائل العلمية .م٢٠٠٨ " بداية النص الروائي يف الرواية العربية املعاصرة " :أمحد سعيد الزهراين -

، دراسة العنوان يف االنص الشعري احلديث يف اململكة العربية السعودية : محدان عواض احلارثي - .، التمهيد وصفية حتليلية

، وزارة السـعودية ، ( ١، ط ة "القصـري " شعرية السرد يف القصة السعودية : كوثر القاضي - .م )٢٠٠٩، دار مفردات -الثقافة واإلعالم

، " عتبة العنوان يف الرواية الفلسطينية دراسة يف الـنص املـوازي :فرج عبد احلسيب ، مالكي - .فلسطني ، جامعة النجاح الوطنية نابلس

دار -وزارة الثقافة واإلعـالم السعودية ،( ١، ط اللون يف الرواية السعودية " " :مرمي الغبان - .م)٢٠٠٩، املفردات

: االت جملة الـراوي ، ، التناص النوعي : مناذج من الرواية املصرية املعاصرة "" :أبو زيد ، عبد املنعم -

.)م٢٠٠٩ أغسطس/هـ١٤٣٠، رمضان (جدة النادي الثقايف األديب ،

النـادي ، " عالمات دورية " ، يف النقد األديب احلديث عتبات الكتابة : عبد املالك ، أشهبون - .٥٧ج، ١١م، األديب الثقايف جبدة

العنوان وحتوالت اخلطاب يف الرواية اليمنية ، جملة عالمات يف : باقيس ، عبد احلكيم حممد صاحل - .)٦٨ج ، ١٧، مج م٢٠٠٩فرباير /هـ١٤٣٠، صفر النادي األديب جبدة النقد األديب (

~١٧٩ ~

ـ العالقة بني القارئ والنص يف التفكري األديب املعاصر :، رشيد بنحدو - ، مل الفكـر ا، جملـة ع م.١٩٩٤ ديسمرب – أكتوبر – سبتمرب – يوليو – ع األول والثاين ، ٢٣الكويت م

جدة النادي الثقايف األديب ، ( من النص إىل العنوان ، جملة عالمات يف النقد ، :بو عزة ، حممد - .)م٢٠٠٤سبتمرب /هـ١٤٢٥رجب ١٤م، ٥٣ج

ديب ل التسمية إىل النصية ، جريدة األسـبوع األ العنونة الروائية من جما :حسني ، خالد حسني - .)م١١/٨/٢٠٠٧ تاريخ، ١٠٦٧ العدد

، العدد قربص – جملة الكرمل استراتيجية العنوان ، ( - النص املوازي للرواية :حليفي ، شعيب - .)م١٩٩٢، ٤٦

النـادي الثقـايف األديب ، ، جدة عتبات النص األديب ، عالمات يف النقد ، : ، محيد احلميداين - م.٢٠٠٣ديسمرب/هـ١٤٢٣شوال ، ١٢م ،٤٦ج

اخلمـيس -جريدة الدعوة السياسية ، " الصنعة الروائية وإيقاع املوروث" :، حممد صابر د عبي - .١٤٢٤العدد هـ ،١٤٣٣ ربيع االول ٢٣م / ٢٠١٢شباط ١٦

حمـرم ٢٥اخلمـيس ، مجاليات النهايات اإلبداعية ، جريـدة الريـاض :العدواين ، معجب - .٤٨٢٢العدد ،م ٢٠٠٩ يناير ٢٢/هـ١٤٣٠

م.٢٠٠٢ جون -١٧ عدد، ، جملة العلوم اإلنسانية السيميائية والسيميولوجيا :عون ، خرية -

، اآلداب ١٥، م سـعود جملة جامعة امللـك ، البياض السردي: القويفلي ، حممد بن سليمان - .م)٢٠٠٣هـ/١٤٢٣، ( )٢١٧٩(

جملـة عـامل ، هو الفرياق مافيشعرية العنوان يف كتاب الساق على الساق :ادي املطوي ، اهل - م.١٩٩٩ العدد األول الكويت ، ، ٢٨جملد ،الفكر

العـدد ،، جملة نزوى والوظيفة ان يف الشعر السوري املعاصر السياقشعرية العنو :جنم ، مفيد - م.٢٠٠٩/ ١٧/٧السابع واخلمسون

~١٨٠ ~

، النشـرة عبد السالم الصيلع يف جمموعته الشعرية ، أموت على أرض الـوطن : النقطي ، حامت - م.٢٠١١جويلية ٦، يوم اخلميس االلكترونية جلريدة الشروق التونسية

، جدة النادي األديب الثقايف ، جملة عالمات يف النقد، " اخلطاب املقدمايتالواحد : "ياسر ، عبد - م.٢٠٠٣مارس /هـ١٤٢٤حمرم ، ١٢م ، ٤٧ج

النظرية الداللية ، احملاضرة الثانية (نظرية املعىن) نسخة إلكترونية. -- p://www.almaktabah.net/vb/showthread.php?t=31813httu

- http://www.alukah.net/literature_language/0/29459/#ixzz3NVXmVg8R - http://www.alukah.net/literature_language/0/29459/#ixzz3NVXy01KW

- http://www.bukja.net/archives/30491 -

~١٨١ ~

الفهرس الصفحة املوضوع

أ ........................................................ملخص البحث بالعريب

ب .....................................................ملخص البحث باإلجنليزي

١ .......................................................................املقدمة

٧ .......................................................................التمهيد

٩ مقاربة املاهية واملفهوم.........................................................

٩ العنوان لغة....................................................................

١٣ ..................................................................العنوان قدميا

١٤ العنوان اصطالحا..............................................................

١٥ ..................................................................أمهية العنوان

١٦ بالعنوان................................................................الوعي

١٦ العنوان والتسمية..............................................................

١٧ العنوان وحلظة التأسيس........................................................

١٨ العناوين................................................................أقسام

٢٠ العنوان والوظيفة األوىل ( األساسية )...........................................

٢٠ وظائف العنوان...............................................................

~١٨٢ ~

الصفحة املوضوع

دالالت العناوين الفصل األول :

٢٤ .......................................................املبحث األول : املعجنمية

.................................................................... ٢٥ توطئة

. ٢٦ .........................................................الداللة املعجمية

.............................................................٢٦ الغصن اليتيم

................................................... ٢٧ الغيوب ومنابت الشجر

...................................................٢٨ امرأة على فوهة الربكان

........................................................ ٣٠ أيام الرشيد ولياليه

٣١ ........................................ظل .......................الرعشة

٣١ .............................................................كادي الريح

............................................................. ٣٢ زمن يليق بنا

.......................................................... ٣٢ ليلة عرس نادية

٣٣ ....................................................املبحث الثاين : تركيب العنوان

.................................................................... ٣٤ توطئة

................................................... ٣٥ الداللة التركيبية للعنوان

٤٤ ..................................................املبحث الثالث : شعرية العنوان

............................................................. ٤٥ شعرية العنوان

~١٨٣ ~

الصفحة املوضوع

................................................... ٤٧ مجاليات شعرية العنوان

دراسة إجرائية للعناوينالفصل الثاني :

٥٥ ............................... : العنوان خارج سياق النص السردي املبحث األول

.................................................................... ٥٦ توظئة

............................................. ( املعرفية) ٥٦ الداللة االصطالحية

................... ٥٧ الداللة الدارجة يف أوفق توقع القارئ خارج سياق النص

٦٠ .......................................... املبحث الثاين : العنوان والنص السردي

........................................................... ٦١ العنوان والنص

٦٣ احلكائي.....................................................العنوان واملنت

٩٩ .........................................: العنوان والنصوص املوازية املبحث الثالث

.............................................................١٠٠ النص املوازي

: ١٠٤ ........................................العنوان والغالف... املطلب األول

...........................................................١٠٥ تشكيل الغالف

١٠٧ ..................سالة األلسنية..............العالقة بني الرسالة البصرية والر

١١٠ ..........................................................فالعنوان والغال

: ١٢٤ العنوان واإلهداء............................................ املطلب الثاين

...........................................................١٢٥ العنوان واإلهداء

~١٨٤ ~

الصفحة املوضوع

. ١٢٥ ........................................................الصيغ والوظائف

............................................................. ١٢٥ أمهية اإلهداء

........................................................... ١٢٦ صيغ اإلهداءات

: ١٣٠ قدمايت..................................العنوان واخلطاب امل املطلب الثالث

................................... ١٣١ .................أمهية اخلطاب املقدمايت

: ١٣٨ العنوان والعناوين الداخلية................................... املطلب الرابع

١٣٩ الداخلية والبياض السردي.................................. العنوان والعناوين

......................................... ١٤٠ فاحتات الفصول والبياض السردي

: ١٤٩ .........................ايات السردية................النه املطلب اخلامس

..١٥٠ ........................................................النهايات السردية

العنونة يف سياقها اخلارجي الفصل الثالث :

١٥٧ ..............................................وظائف العناوين. املبحث األول :

...................١٥٨ ..................................................توطئة

.١٥٩ .........................................................العنوان اإلخباري

١٦١ الوظيفية الداللية .................................................... املبحث الثاين :

١٦٢ .........................................الداليل.................... انالعنو

١٦٤ ...........................العنوان التأويلي ........................ املبحث الثالث :

~١٨٥ ~

الصفحة املوضوع

١٦٥ ............................................................العنوان التأويلي

١٦٧ .............................................................................اخلامتة

١٧١ ............................................................................املراجع

١٨١ ...........................................................................الفهرس