This book is a project for Dr Salem AlRazek on Freelancer.com

هذا الكتاب مشروع للدكتور سالم الرزاق على موقعfreelancer.com

الفصل األول

مقدمة : الذاكرة ... نظرة عامة

ا تNمثOل الذاكرةN البشرية أحد الموضوعات المهمة التي تثير دوم@

Nحظى بالكثير من االهتمام، وقد ارتبطت البحوثYاالنتباه، وت

التقليدية التي تدور عن الذاكرة في بادئ األمر بالفلسفة،

غcمY عدم خضوعها التام للقواعد والمبادئ العلمية وقتذاك، Yور

إال أنها توسعت إلى الدرجة التي تطرقت فيها لتقنيات وآليات

تYحسين الذاكرة بطرق اصطناعية - وهو مصطلح مقصود به

أشياء من قبيل حفظ كلمات بعينها، أو حفظ قصيدة شعر

شديدة القصر؛ لمساعدة المرء على تذكر شيء معين - ثم

تبناها بعد ذلك علمN النفس، وعرفها على أنها قدرة الكائن

البشري على حفظ واستبقاء واستدعاء المعلومات والخبرات

وقتY االحتياج إليها، وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل

القرن العشرين أصبحت} الذ^اكرة أحد مجاالت علم النفس

، وهو أحدCognitive psychologyالمعرفي

فروع علم النفس الحديثة المعنية بمناقشة العمليات العقلية

الداخلية، عمليات اإلدراك، والتذكر، والتفكير، وحل المشكالت.

ود األخيرة أصبحت الذاكرةN أحد الموضوعات NقNوخالل الع

األساسية للعلم الحديث، الذي يطلق عليه "علم األعصاب

المعرفي"، وهو العلم الذي يجمع مجاالت� مشتركة بين

، وعلم النفس المعرفي، إالneuroscience"العلوم العصبية"

أن موضوع الذاكرة اتخذ بNعد@ا أكثر محورية بعد ذلك في أعقاب

التطور التكنولوجي الهائل، الذي لحق بتقنيات اآلالت الحاسبة

اإللكترونية، وأظهر الطبيعة المعقدة لعمل الذاكرة، وأصبح

العلماء جميعهم ينظرون لعمليات التسجيل والتخزين

واسترجاع المعلومات في الذاكرة باعتبارها عمليات مركبة،

تتآلف من عدة مراحل متباينة شديدة التنظيم والتعقيد بشكل

يدعو للدهشة، بعد أن كانوا يYعNد�ونها أشبه بعملية انطباع

بسيطة عما يحيط بالمرء، واستعادة تلقائية لما تم تسجيله

بها.

ما الفرق بين العقل و الدماغ و المخ ؟

يستعمل الكثير من الناس هذه المصطلحات بصفة مترادفة، رغم أنها مختلفة كل االختالف، فالعقل هو كلمة معنوية و ليست مادية و يقصد به القدرة على التفكير و التي يتميز بها اإلنسان عن الحيوانات. أما الدماغ فهو كلمة

مادية و يمثل المحتوى الموجود داخل جمجمة اإلنسان ويشتمل على: المخ ، المخيخ و جذع الدماغ.

التركيبة الفيزيائية للدماغ :

%80 غ، و يتكون من 1400يزن الدماغ البشري في المتوسط ماء و الباقي عبارة عن دهون، و يشتمل حسب آخر

الدراسات على عدد من الخاليا العصبية يتراوح عددها مليار خلية عصبية، و كل خلية عصبية بها150-100بين

ألف تشابك عصبي، و يمكن أن ترتبط60أكثر من ألف خلية عصبية100الخلية العصبية الواحدة بأكثر من

أخرى.

أما الطاقة التي يستهلكها الدماغ، فرغم أن وزن الدماغ ال % من وزن جسم اإلنسان ككل، إال أن الدماغ2يتجاوز

% من الطاقة المخصصة للجسم30يستهلك في حدود كيلوكالوري كل ساعة، و يستهلك90ككل، أي في حدود

% من األكسجين المخصص للجسم ككل.20في حدود

تركيبة الخلية العصبية للمخ ال تختلف في تركيبها عن بقية الخاليا األخرى للجسم؛ فهي تحتوي على نواة و

سيتوبالزم .. و تحاط بغالف خلوي .. و لكنها تختلف عن خاليا الجسم األخرى اختالفا جوهريا، فهي ال تخضعلقوانين االستهالك، فما يستهلك منها ال يستبدل.

سرعة انتقال المعلومات و سعة تخزينالدماغ:

كم / ثانية، فإن السيالة299792.5إذا كانت سرعة الضوء هي 50العصبية تنتقل بين الخاليا العصبية للدماغ من خالل

مادة كيميائية و بسرعة هي أكبر من سرعة الضوء، و مليون2للدماغ البشري القدرة على تخزين أكثر من

معلومة في الثانية الواحدة، من خالل العقل الالواعي، 9- 5أما العقل الواعي فهو ال يستطيع االنتباه ألكثر من

معلومات في المرة الواحدة، و إن لم يتم حفظها فإنهاتنسى.

قام البروفيسور مارك روزنزويج )طبيب النفس و األعصاب من كليفورنيا( بدراسة الخلية العصبية و سعة تخزينها ألعوام طويلة، ليصرح بعد ذلك بأنه

إذا قمنا بإدخال عشر معلومات جديدة كل ثانية في مخ أي إنسان طبيعي طوال كامل مدة حياته،

فسيتم ملء أقل من نصفه فقط، وأن مشاكل الذاكرة ليست لها عالقة بسعة المخ، ولكنها ترجعإلى سوء إدارة اإلنسان لتلك السعة غير المحدودة.

يؤكد هذا الفصل على أهمية الذاكرة في كل شيء نفعله تقريب@ا ؛دونها لن نستطيع أن بف

نتكلم، أو نقرأ، أو نتعرف على األشياء، أو نستدل على طريقنافي البيئة المحيطة بنا، أو نحافظ

على العالقات الشخصية. ولتوضيح هذه النقطة سنعرض بعضاألفكار والمالحظات

السردية عن الذاكرة، إلى جانب مالحظات مفكرين ذوي شأن فيمجاالت أخرى ذات

ا لألبحاث ا موجز@ صلة مثل األدب والفلسفة. وسنتناول بعد ذلك تاريخ@المنهجية والعلمية

حول الذاكرة، بدأها إيبنجهاوس في نهاية القرن التاسع عشر، ثمتطورت على يد بارتليت

في ثالثينيات القرن العشرين لتصبح أبحاث@ا تجريبية جماعية ومNحكYمةريت في سياق Nأج

نماذج الذاكرة الحديثة لمعالجة المعلومات. وسنختتم باستعراضالكيفية التي ندرس بها

الذاكرة في الوقت الحاضر، ومبادئ التصميم الجيد في األبحاثالمعاصرة عن الذاكرة.

الذاكرة : الذاكرة هي الركيزة األساسية للعقل، وعندما نفقد

الذاكرة ال نعلم من نكون؟ ومنذ قدومنا للحياة فكل

ما نحسه أو ندركه يNسجل في الذاكرة، قد يتوارى

بسبب الغفلة واإلهمال لكنه ال يNمحى، والذاكرة هي

ركن التعلم، فاكتساب المعلومات وتخزينها

واسترجاعها هي أعظم وظائف الدماغ.

تعريف الذاكرة

البعض يNعرف الذاكرة بأنها العملية التي تحفظ

المعرفة على مر الزمن. وهناك من يNقيOم الذاكرة

كوعاء حي، وتستقر المعلومة ـ التي يتعرف عليها

العقل ـ في ذلك الوعاء الذي يسمى بالذاكرة

)الحافظة(

الذاكرة هي إحدى قدرات الدماغ التي تNمكOنه من

تخزين المعلومات واسترجاعها. وتدرس الذاكرة

في حقول علم النفس اإلدراكي وعلم األعصاب.

وهناك عدة تصنيفات للذاكرة بناء على مدتها،

طبيعتها واسترجاعها للحاالت الشعورية.

وقد اتفق العلماء على تعريف بسيط للذاكرة

فقالوا:

هي القدرة على تذكر التواريخ والوجوه والحقائق

والمعلومات واألشكال والمعطيات.

لذلك فإن الذاكرة العقلية مفيدة لك في كل

األحوال ليس فقط في تحصيل دروسك وأداء

اختباراتك ولكن أيضا@ في عالقاتك االجتماعية

ومواقفك في محيط العمل.

وتقوم الذاكرة القوية بحفظ جميع المعلومات

تماما@ مثلما يقوم جهاز الكمبيوتر الشخصي بحفظ

المعلومات المتاحة بأمان.

فليس هناك ذاكرة ضعيفة كما يعتقد البعض بذلك،

لكن في الحقيقة أن هؤالء األفراد يمتلكون ذاكرة

غير مدربة.

يمكن تعريف الذاكرة بأنها القدرة على تخزين

واستعادة األحداث والمعلومات وهي مهمة جدا@ في

كل نواحي تطور األطفال ألنها نظام تخزين لكل

المعلومات القديمة والحديثة.

والذاكرة هي الركيزة األساسية للعقل وتNكوOن

العمود الفقري لشخصية اإلنسان. وهى شديدة

االلتصاق بالمخ الذي هو أداة العقل في الحياة

الدنيا. ولسنوات عديدة مضت راجت فكرة خاطئة

تعتبر الذاكرة ككيان منفرد يمكن تعيينه في بنية

بعينها، لكن الفكر السائد اآلن هو أن الذاكرة تتألف

من مقومات عديدة محملة على شبكة موزعة من

الخاليا العصبية.

وعندما تكون الذاكرة فارغة أو مفقودة يتعذر أن

نعرف من نكون ونصبح تحت رحمة أي مؤثر

خارجي. وفقدان الذاكرة يؤدي إلى تالشي ذات

اإلنسان وتاريخ حياته وعالقاته بمن حوله.

الحقيقة المؤكدة أن ما تتلقاه الحواس هو أضعاف

أضعاف ما يعيه العقل أو الذي يستقر فى الذاكرة.

والرأي السائد هو أن كل ما نحسه أو ندركه يNحفر

)يسجل( فى الذاكرة بكيفية ال نعرفها.

ومن شهادات التسجيل بالذاكرة قولك: هذا مشهد

لن أنساه. ولكن الحقيقة أنه لم يفقد بدليل أن

صورته لو عرضت عليك ستتذكره، وأيضا ربما

تحسب أن جملة ما قد ضاعت فى الذاكرة وإذا بها

فى سياق الحديث تطفو على السطح وكأنها جاءت

من سفر دون أن نستدعيها.

وبغض النظر عن نوعية ما نتذكر فإن اإلنسان

يشعر بشيء من الرضا لمجرد قدرته على التذكر.

كما يشعر بشيء من عدم السرور حين يشعر بأن

ذاكرته قد بدأت تضعف وال تسعفه رغم تأكده من

وجود المعلومة المطلوبة بالذاكرة ويقول:

سأتذكرها حتما.

فالمعلومات التي يتذكرها اإلنسان ال تNمحى ألنها

شاهد له أو عليه ومرتبطة بسجل عمله

وللعلم فإن المعلومات التي يبدو أن النسيان قد

طوى صفحاتها هي في الحقيقة ما زالت موجودة

بالذاكرة ولكن لكي تظهر يلزمها مساعدة إظهار

)استرجاع(.

أشكال الذاكرة

ويرى العلماء والباحثون أن هناك ثالثة أنواع من

الذاكرة البشرية، تNسلم كل± منهما لألخرى: الذاكرة

الحسية، التي ال تدوم خاللYها المدركات ألكثر من

ثوان� مYعدودة، وهي أشبهN باالنطباع القصير المدى

عن المؤثرات الحسية، التي نراها عقب اختفاء تلك

المؤثرات المادية نفسها، وتتسم هذه الذاكرة

درة هائلة على تسجيل المعلومات غير Nبق

المفسرة، والتي سرعان ما تتالشى ما لم تتم،

وتنتقل للنوع الثاني من الذاكرة "الذاكرة قصيرة

المدى".

والذاكرة قصيرة المدى )المعروفة عند بعض

العلماء بذاكرة التشغيل( - تستطيعN االحتفاظY بعدد

محدود من المعلومات، واستردادها لمدة تتراوح ما

بين بضع ثوان قصيرة إلى دقيقة كاملة، وتNعYد�

سعتها مYحدودة للغاية بعكس الذ^اكرة الحسية، التي

تعد� ال نهائية بالنظر لقدرتها على استقبال البيانات

الجديدة، وعادة@ تستطيع الذاكرةN قصيرة المدى أن

تختزن من أربع لخمس معلومات، غYيcرY أنه من

الممكن زيادة هذه السعة، من خالل عملية� يطلق

- أي: التقسيم لكتل -chunkingعليها التكتيل

قcم هاتف مNكون Yفإن أراد الشخص مثال@ استدعاء ر

من عشرة أرقام، فإنه يقسمه ثالثY مجموعات:

ثالثة أرقام تمثل كود المنطقة، ثم األرقام الثالثة

ا األرقام األربعة األخيرة، وبهذه األولى، وأخير@

الطريقة يكون األمر أيسر بكثير من حفظ األرقام

العشرة المسلسلة تباع@ا.

وبعكس الذ^اكرة قصيرة المدى تستطيع الذاكرة

د³ا من طويلة المدى تYخزين كميات كبيرة ج}

د³ا من الزمن، تYمتد في المعلومات ألوقات� طويلة ج}

كثير من األحيان لحياة اإلنسان بأكملها، غير أن

وجوه االختالف بين الذاكرة قصيرة المدى،

والذاكرة طويلة المدى - تتعدى التبايNن في حجم

سعة التخزين، والكم الزمني لالحتفاظ بالمعلومات؛

إذ إنه يتعلق بجوهر المعالجة، فالذاكرة طويلة

المدى تعالج المعلومات} بطريقة معقدة متشابكة

ذات أبعاد متراكبة؛ بحيث يصح� أن نعتبر أن الذاكرة

طويلة المدى - التي تحوي سجالت متكاملة عن كل

ما نعيه ونعرفه عن العالم من حولنا، وتتضمن

خبراتنا، ومشاعرنا، وأحداث حياتنا، وذكرياتنا -

تعمل وYفcقY آليات التفكير المعقدة، والمعلومات

المختزنة بها مختزنة وفق ترتيب وتنظيم بعينه،

بYعيد� كل البعد عن العشوائية واالرتجال، ومما يزيد

من تعقد الموضوع أن هذه المعلومات أثناء تYخزينها

تتعرض أحيان@ا إلعادة صياغة، أو تشكيل، أو نسيان

ا للخبرات أو التجارب لبعض عناصرها - وذلك وفق@

التي يYمر بها الفرد - وتصبح النتيجةN هي عدم

تطابق المدخالت مع المخرجات؛ لذلك تNعامل

المعلومات المستخرجة من ذاكرة المدى الطويل

ا لمبدأ االحتمالية أو التوقع فحسب. وفق@

ا لما سبق ذكره نستطيع أن نعتبر أن كلمة طبق@

ا الذاكرة طويلة المدى، "الذاكرة" تعني مجاز@

ويNمكننا أن نتخيل الذاكرةY شبكة متسعة شديدة

التشابك، تYختزن المعلومات المتصلة بعضها ببعض

ترابطة ومتصلة بطريقة مNعقدة Nعلى شكل حزم م

غير متماثلة، وهذا التصو�ر يطلق عليه: "النموذج

الشبكي للذاكرة طويلة المدى"، والذي يذكرنا على

chaosالفور بنظرية الفوضى أو الشواش

theoryوهي إحدى أحدث النظريات الفيزيائية ،

الرياضية، التي تسعى الستشفاف النظام الخفي

المضمر خلف العشوائية الظاهرة للعيان.

Yويظهر التشريح العصبي للمخ أن هناك مناطق

بعينها هي المسؤولة عن عمل الذاكرة، على سبيل

المثال تNعYد� المنطقة الموجودة أسفل الفص

ين آمون Yر Nالدماغي، والمعروفة "بالحصين"، أو ق

hippocampusهي المسؤولة عن اكتساب -

عالجتها، وحفظها بالذاكرة طويلة Nالمعلومات، وم

المدى، أما المعلومات اللغوية فإن المناطق

المسؤولة عن تYخزينها مNوزعة على نوى وقشر

دماغية عديدة، والمعلومات الخاصة بالنطق ومYخارج

الحروف تعالج وتخزن بالمنطقة المعروفة بباحة

.Brocaبروكا

أما فهم المصطلحات، فمرتبط بأنشطة باحة

، وكل ما يتعلق بشكل وحجمWernikeفيرنيكي

واتجاه وتموقع األشياء يختزن في الباحات

القشرية المعالجة للمعلومات البصرية والحسية

البصرية، ونتيجة لذلك يNمثOل أي تلف أو إصابة

لمنطقة الحصين - الممر اإلجباري للمعلومات التي

يتم تذكرها - عدم مرور أو إدراج أو تخزين

المعلومات الجديدة، ولذلك يعجز اإلنسان عن تذك�ر

المعلومات أو توظيفها في المستقبل بشكل

مالئم، وتظهر لذلك االضطرابات في عملية التذكر،

التي تYحول دون استرجاع المعلومات المختزنة حتى

قبل حدوث اإلصابة أو التلف، وقد ينسى المرء

اسمY الشيء، ويتذكر شكله ووظيفته، ويلجأ للتعبير

عن ذلك بوصفه بحركات من يديه، وتعبيرات وجهه،

دون التلفظ باسمه.

ما تم إنجازه ومعرفته عن عمل الذاكرة عند البشر

ا، إال أن الغامض والمجهول عن طبيعة يعد كثير@

ا الميدان الذي يناقش الذاكرة هو األكثر، وخصوص@

دور الجينات في عملية النجاح في االحتفاظ

بالمعلومات وتذكرها؛ حيث ال تزال األبحاث في هذا

الحقل في دور المهد، وحديث@ا - نNشرت نتائج

م - نجح باحثون في اكتشاف2006األبحاث عام

،KIBRAجين له عالقة بالذاكرة، وهو جين كيبرا

الذي كانت وظيفته مYجهولة من قبل، واتضح أن

وظيفةY هذا الجين هي تنظيم عمل الذاكرة، وبهذا

بدأ العلماء في استيضاح األسس الجزئية لعمل

الذاكرة، وهو ما يعود بالنفع أوال@ على المرضى

ممن يعانون من أمراض النOسيان كمرضى

الزهايمر، وضحايا االنهيار العصبي، ثم يعود بالنفع

على مجاالت علمية مNحددة، كمجال علم النفس

المعرفي المعني بفهم الطبيعة اإلدراكية لدى

ا، ويNجيب عن أسئلة عديدة لYم تتم البشر عموم@

اإلجابة عنها بعد، كسبب تذك�ر اإلنسان للوقائع

المهمة في حياته أكثر من تذكره لألحداث العادية

المألوفة لديه.

)برتراندأما الفيلسوف و عالم التشريح البريطاني

رسل( يقسم في كتابه )تحليل العقل( الذاكرة إلى

قسمين:

Habit memory ـ ذاكرة العادة 1

والعادة هي الميل إلى أداء عمل من األعمال نتيجة

التكرار حتى يصبح هذا العمل آليا@ كالمشي والكتابة

وتناول الطعام وما إلى ذلك، ويتجه معظم علماء

النفس المحدثين إلى إخراج هذه األعمال اآللية من

ميدان الذاكرة التي يقصرونها على األمور التي

ندركها مع شعور ومعرفة، إال أن البعض اآلخر قد

عد هذه األعمال العادية من جملة الذاكرة وفسروا

اختاللها بالنسيان ولو أنه صادر عن الالشعور.

Knowledge memory ـ ذاكرة المعرفة 2

ويضيف بعض العلماء إلى هذا النوع نوعا@ ثالثا@ هو:

ـ الذاكرة الوهمية :3

وهي التي تظهر عند الطفل في بداية شأنه وعند

المريض الذي يهذي وعند النائم الذي يحلم، ذلك أن

الصور التي تتتابع في األحالم والهذيان تبعث

مشاهد من الماضي ولكن صاحبها ال يراها قطعة

من الماضي بل جزءا@ من الحاضر ألنها بالنسبة له

حين يهذي أو يحلم حاضر وواقع، ذلك أن الذاكرة

في الحلم تعيش فيه كأنه هو الحقيقة. وقد يعمد

الحالم في حلمه إلى حد يبعثه إلى الحركة فينهض

من فراشه ويأتي أعماال@ كثيرة.

وعلى أي حال فهناك تقسيم يقول إنه توجد ذاكرة

نشطة ـ )عليا( أي تحتوي المعلومات الحاضرة

والمهمة من وجهة نظر صاحبها وهي التي يرتكز

عليها تعاملنا، وهى قريبة الشبه بالنافذة التي

تتعامل مع العالم من خاللها أخذا وعطاء.

وفى المقابل توجد ذاكرة للمعلومات الخاملة أو

المتروكة.

و)ذاكرات( بين ذلك كثيرة ومتفاوتة النشاط

والحضور منها:

الذاكرة الوسطى : أي التي تحتوى المعلومات

واألحداث التي تتكرر أو سبق أن تكررت أو أثيرت

كثيرا.

ويوجد تقسيم أكثر قبوال أو شيوعا يصنف الذاكرة

الصريحة إلى ثالثة أنواع:

ذاكرة فوريةImmediate memory

وهى الذاكرة المعنية باألحداث التي تقع في المدن

من عدة ثوان إلى ساعات أو أيام وهى التي تلتقط

بها أو فيها الكلمات التي تقرأها اآلن، فهي تتعامل

مع األحداث الجارية ويNحفظ فيها رقم التليفون

الذي تلتقطه من الدليل لتطلبه اآلن … وهذه

األشياء تNنسى بسرعة عادة خالل دقائق أو ثوان.

)ذاكرة متوسطة األمد )المدىShort term

memory

وتتضمن الوقائع الجارية حتى يتم تثبيتها وتحويلها

للذاكرة طويلة المدى.

ذاكرة طويلة األمدLong term memory

وتتضمن المعلومات المتعلقة بالماضي والماضي

البعيد. وهى األرسخ، وهى التي تقاوم وتعمل مع

وجود تلفيات في المخ وتستمر طول الحياة.

o الذاكرة العاملة

وتحــدث فـى مكــــان مـــن الدمــــاغ يسمى الفص

من القشرة المخية.Pre frontal lobeقبل الجبهى

ويحدث فى هذه الذاكرة التفاعل الفوري بين ما

تستقبله اآلن والمعلومات ذات الصلة التي تسترجع

لحظيا لالستكمال أو المقارنة أو الربط لتوليد أفكار

جديدة أو اتخاذ قرار فوري.

ولذلك تعتبر الذاكرة العاملة ضرورية جدا لفهم

اللغة والتعلم مما يجعل البعض يشبهها بالسبورة

أي إنها )لوح كتابة( العقل.

وهناك )الذاكرة الترابطية(

وهي التي تقوم بتخزين البيانات ألمد بعيد دون

تشغيل إلى حين يستدعيها العقل في عمليات

حاضرة.

oالذاكرة البصرية... والذاكرة السمعية

يمتلك بعض األشخاص ذاكرة بصرية قوية حيث

يمكنهم أن يتذكروا جيدا@ ما يرونه بأعينهم مجرد

مرة واحدة.

ويمتلك آخرون ذاكرة سمعية قوية حيث يتذكر

الشخص منهم ما يسمعه جيدا@.

فإذا ما قرأ أحد شيئا@ بصوت مرتفع على مسمع منه

استطاع هذا الشخص حفظه وترديده في أي وقت.

oالذاكرة الشمية

وإلى جانب هذه القدرات هناك قدرات ألنواع

مختلفة من الذاكرة تتوفر لدى هؤالء الذين

يمتلكون ذاكرة قوية لألشياء التي يشمون رائحتها

فأنت تستطيع أن تحدد نوع الطعام الذي يطهى

في المطبخ والمكونات التي تضاف إليه على الرغم

من أنك تجلــس في حجرة المعيشــة وقد يكون

ذلك أمرا طبيعيا ولكن من النادر أن يتوفر لدى

الكثير من الناس، كهذه التي يتمتع بها العطار

العجوز حيث يستطيع التعرف على مكونات أنواع

البخور المختلفة بمجرد شم رائحتها وقد تصل بعض

مكوناتها إلى عشرة أصناف ومن الواضح هنا ذاكرة

العطار مرت بتدريبات طويلة.

ومع ذلك فإن الذاكرة المتعلقة باألنف عند بعض

الكالب أرقى بكثير منها عند اإلنسان فنجاح كلب

الشرطة في مطاردة اللصــوص وضبطهم يرجــع

إلى حاسة الشم القوية لديهم وهناك ذاكرات قوية

أيضا@ بالنسبة لحواس أخرى يتمتع بها اإلنسان مثل

ذاكرة التذوق باللسان وذاكرة اللمس فاألشخاص

الذين فقدوا حاسة البصر لديهم عادة حاسة اللمس

ا في تحديد قوية جدا@ ويعتمدون عليها اعتمادا كبير@

األشياء والتعرف عليها.

oذاكرة الحيوان والنبات

وتظهر الذاكرة مع أدنى الكائنات الحية وذلك ألن

الكائنات النباتية والحيوانية األولية تحتفظ بآثار

التغييرات التي تؤثر فيها.

فهناك زهور تتحرك مع الضوء في النهار فتظل

حركتها بعض الوقت حتى بعد حلول الظالم, وتظهر

بعض الحيوانات المائية على رمال البحر مع الجزر

وتعود إلى الماء مع المد ,فإذا وضعت في إناء

زجاجي استمرت تفعل الحركة نفسها الدورية عدة

أيام.

فقد درس الدكتور مارتن نوعا@ من الديدان يعيش

على شاطئ المانش يسمى )كونفولوتا( وأثبتت

التجارب وجود هذه الدورات الحيوية واستمرارها

حتى بعد انعدام المؤثر الذي يحدثها.

وتتبع العلماء نشأة الذاكرة في أنواع الحيوان

كاألسماك والطيور والثدييات المختلفة من حيث

الحفظ واالكتساب كذلك.

هل هناك ذاكرة ضعيفة وأخرى قوية؟

ليست هناك ذاكرة قوية وأخرى ضعيفة كما يعتقد

البعض لكن الحقيقة أن هؤالء األشخاص يملكون

ذاكرة غير مدربة فالمعلومات التي يبدو أن اإلنسان

قد طوى صفحاتها ما زالت موجودة بالذاكرة ولكن

لكي تظهر يلزمها إظهار )استرجاع(، وتتضمن

المعلومات المتعلقة بالماضي والماضي البعيد؛

وهي األرسخ وهي التي تقاوم وتعمل مع وجود

تلفيات في المخ وتستمر طوال الحياة.

الفرق بين الذاكرة و التخيل

تشمل الذاكرة الصور التي سبق إدراكها في

الماضي واختزنتها الذاكرة كما تحتفظ الخزانة

باألشياء...

فالتذكر في هذه الحالة واقع.

أما التخيل فليس بواقع ونحن أحرار أن نتخيل ما

نشاء.

وفي ذلك يقول كانط: )إذا تخيلت منزال@ ففي

إمكاني أن أتمثل السقف في أسفله واألثاث في

الهواء؛ ولكن حين أتذكر منزال@ فأساسه دائما@ أسفل

وسقفه في الهواء( هذا هو الفرق.

يعتبر التعلم عملية بناء تتم في الدماغ، ولهذا نجد

التكرار يساعد على النجاح. يعمل تكرار المعلومات على

فتصبح طرقاالعصبوناتتوسيع مسارات التواصل بين

ساعة لتخزين48سريعة عريضة. ويحتاج الدماغ نحو

معلومات في الذاكرة الطويلة، ويتم جزءا كبيرا من ذلك

النشاط أثناء النوم. أي أن النوم يقوي الذاكرة الطويلة،

بينما ال يساعد تكاثر االنطباعات والمعلومات على التخزين.

تزايد االنطباعات والمعلومات في فترة وجيزة يصعÃب عملية

التخزين، ويصعÃب عملية تحول المعلومات إلى مادة في

شبكة العصبونات في الدماغ.

مثال على ذلك مثال الطفل الذي تحكي أمه له قصتين

الواحدة تلو األخرى. يتذكر الطفل القصة الثانية أحسن من

القصة األولى وذلك بسبب تراكم معلومات القصة الثانية

على معلومات القصة األولى. ويسمي االخصائيون ذلك

"بالتداخل" بين المعلومات حيث تخزن المعلومات الجديدة

فوق معلومات قبلها. وكلما زاد معدل انصباب المعلومات

كلما قلت إمكانية الدماغ في معاملتها ويقل بذلك تذكرها

فيما بعد.

فمثال يحل رقم الهاتف الجديد مكان الرقم القديم الذي

يصعب تذكره. ولكن تلك المعلومات ال تضيع، وإنما خزنت

معلومات فوقها وأصبح الوصول إليها صعبا. كذلك

المعلومات التي ال نستخدمها، تضعف سجالتها وتNنسى،

ولكنها ال تختفي تماما، حيث يسهل تعلم واسترجاع ما

نسيناه عن تعلم شيء جديد. وكثير منا يعرف توازن قيادة

الدراجة أو الجري بقبقاب العجل حيث يستعيد المرء تلك

القدرات بسهولة بعد فترة غياب عن ممارستها طويلة.

فنقاط التشابك بين الخاليا العصبية التي تنشأ أثناء التعلم

تصبح غير نشطة بعدم المزاولة، لكنها ال تتالشى تماما.

 قوانين الذاكرة

ولكن ما الذي يفصل في مسألة تخزين معلومات في

الذاكرة الطويلة ؟ وكيف نستطيع التأثير على تلك العملية ؟

نجد أن المعلومات واالنطباعات التي تنتقل من الذاكرة

القصيرة إلى الذاكرة الطويلة يختلف من شخص إلى

: التقدير الشخصي شخص، وهي تتعلق بعدة مسائل

واألهمية االنفعالية وتلك تختلف من شخص إلى شخص.

كذلك إذا كانت هناك أيضا معرفة ومعلومات سابقة متعلقة

بنفس الموضوع، فيقول الشخص "صحيح، أنا أعرف هذا".

وال يمكن التحكم فيه.الثانيةويحدث الفصل خالل جزء من

وتخزن المعلومات تخزينا جيدا ويسهل تذكرها إذا كانت

أو مقترنة بانفعال قوي.حواسمقترنة بتشغيل عدة

" بدور رئيسي فيدوبامين معين يسمى "هرمونويقوم

عملية التخزين. وهو مادة ناقلة في الدماغ ويسمى أحيانا

"هرمون السعادة" يفرز بغزارة لتشجيعنا على حل المسائل

والمداومة على تعلم الجديد. ويعطينا شعورا بالرضاء عند

بنقلالدوبامينتغلبنا على مسألة عويصة.ويقوم

ويحفز النشاط العقلي.الخاليا العصبيةالمعلومات بين

والمعلومات التي تصل الذاكرة القصيرة تحت تأثير هرمون

الدوبامين تصل وتخزن في الذاكرة الطويلة بسهولة. ذلك

ن في Ãيفسر أن بعض األشياء التي نفعلها ألول مرة تخز

: الذكرة الطويلة وال ننساها. من تلك األشياء التي ال تNنسى

أول قيادة للدراجة، وأول تصييف على ساحل البحر والقبلة

األولى، كلها أشياء يتذكرها اإلنسان أيضا في شيخوخته.

، بانشغالنا بمسألةالدوبامينويتعلق إفراز هرمون السعادة،

جديدة.

فإذا قل النشاط على تعلم الجديد، تتخاذل الروابط بين

بنفس سرعة نشأتها، وتنسى المعلومات.الخاليا العصبية

: كما أن مزاولة حركة سهلة أثناء التعلم يساعد على التذكر

مثل وضع خطوط تحت الكلمات المهمة أو تعليم بعض

الكلمات أو األرقام بدوائر أثناء القراءة. فإن تلك الحركات

البسيطة ترفع مستوى الدوبامين وينشط الدماغ ويحث

على االستمرار في مزاولة النشاط العقلي. ويحبذ أن يبدأ

المرء بحل مسألة سهلة، ثم األصعب، فاألصعب. فيشعر

المرء بالسعادة ولذلك يسمى الدوبامين " هرمون السعادة".

أهمية الذاكرة

لماذا تختزن هذه الملكة العقلية المستقلة التي منحنا لله إياهاأحداثY األمس

بشكل أفضل من أحداث العام الماضي، بل وأفضل من أحداث ساعةمضت؟

لماذا — مجدد@ا — خالل سنوات الك}بYر يبدو احتفاظها بأحداثالطفولة أقوى؟

لماذا يزيد تكرارنا لتجربة� ما قدرتYنا على استرجاعنا لها؟ لماذا تنعشاألدوية الذاكرة

واإلصابة بالحمى واالختناقات واالنفعاالت ذكريات نسيناها منذ مدةطويلة؟

… تبدو مثل هذه الغرائب عجيبة@ جدÆا، وربما — إذا نظرنا إليها بديهيÆا —

لYكة ال Yتكون عكس ما هي عليه بالضبط. من الواضح إذن أن هذه الم توجد

مستقلة، ولكنها تعمل في ظل ظروف معينة، والبحث عن هذهالظروف هو

ا. أكثر مهامO عال}م النفس تشويق@

١٨٩٠( ويليام جيمس )

، « مبادئ علم النفس» ٣الفصل األول، صفحة

ا من جوانب الذاكرة في هذا االقتباس، يذكر ويليام جيمس بعض@الكثيرة المثيرة لالهتمام؛

ولذا سنتطرق في هذا الفصل لبعض سماتها المشوقة. ومع هذا،ففي فصل بهذا الطول

والنطاق لن نستطيع، بالطبع، إال أن نستعرض بشكل سطحي ذلكالمجال الذي عNد من

أكثر مجاالت البحث النفسي خضوع@ا للدراسة الشاملة.

ريت في موضوعات حول ماذا Nإن السبب وراء حجم األبحاث التي أج ولماذا وكيف

ا: فالذاكرة عملية نفسية رئيسية. نتذكر، يجب أن يكون واضح@وحسبما صرح إخصائي

كل شيء في الحياة ذكرى، باستثناء هوامش « : علم األعصابالمعرفي البارز مايكل جازانيجا

فالذاكرة تNتيح لنا أن نتذكر أعياد الميالد واإلجازات وغيرها من ».بسيطة من الحاضر

األحداث المهمة التي ربما تكون قد وقعت منذ ساعات أو أيام أوشهور أو حتى عدة

إال أننا دونها لن نستطيع أن نمارس ،» داخلية « سنوات مضت. إنذكرياتنا شخصية و

مثل إجراء حوار، أو التعرف على وجوه أصدقائنا، أو تذك�ر المواعيد،— » خارجية « أفعاال@

أو تنفيذ أفكار جديدة، أو النجاح في العمل، أو حتى تعل�م المشي.

تخزين المعلومات

لقد كانت هناك دراسات حول الذاكرة والوراثة، وقد ثبت أن هناك

فروقا@ بين األفراد من حيث الذاكرة والبنية الدماغية والوظائف

العقلية، ترجع إلى عوامل وراثية...

ثم تتالت الدراسات العصبية حول الذاكرة، وافترضت هذه الدراسات

المبكرة أن الخبرات التي يحصل عليها اإلنسان تتوضع داخل المراكز

العصبية على شكل شبكات أو دارات عصبية، وعند الحاجة يتمكن

الفرد من استدعاء هذه الخبرات...

وفسر علماء األعصاب ذلك بأن عملية التعلم أو اكتساب الخبرات

تعمل على تنشيط المراكز العصبية في الدماغ، وبالتالي على

االحتفاظ بهذه الخبرات، والحظ علماء األعصاب بأن الحوادث التي

تصيب الفص الصدغي في المخ يصحبها اضطراب في الذاكرة، وأيد

ذلك عالم األعصاب )بنفلد( الذي قام بتنبيه بعض المراكز العصبية

في الفص الصدغي بواسطة منبه كهربائي وتمكن من إثارة ذكريات

خاصة بالفرد.

كما تبين من بعض الدراسات العصبية بان تنبيه بعض المراكز

العصبية في المخ تؤدي إلى حدوث النسيان، مثل تنبيه الجزء

الخلفي من الفص الصدغي...

وأجريت عدة دراسات )على الحيوان ثم على اإلنسان( تبين من

خاللها بأن أهم المراكز العصبية في الدماغ للذاكرة هي:

ـ المنطقة الصدغية من القشرة الدماغية.1-

ـ األجسام الحلمية في منطقة الهيبوتالموس.2-

ـ الجهاز الطرفي أو الحفري.3-

يضاف إلى ذلك دور التكوين الشبكي في الدماغ، وقد ثبت بأن

الجهاز الطرفي )وأبرز األجزاء فيه المسمى بحصان البحر( هو أهم

جزء عصبي يقوم بوظيفة الذاكرة.

وفي عملية انتقال المعلومات من الذاكرة القريبة )أو قصيرة

المدى( إلى الذاكرة طويلة المدى.

كما ثبت بأن القشرة المخية الجبهية تلعب دورا@ هاما@ في الذاكرة،

وأن إصابة هذه القشرة المخية الجبهية يؤدي إلى نسيان المعلومات

اآلنية.

( بدأت دراسات عصبية حيوية حول الذاكرة على يد1959وفي عام )

( أجريت على الفئران، وتم التواصل1963هايدين، وإيجيهاذي، عام )

( يعمل كوسيط للذاكرة، وفي دراسات أخرىRNAإلى دور الحمض )

تبين بأن المضادات الحيوية لها خاصية إعاقة التركيب البروتيني

(، وبالتالي لها تأثير سلبي على الذاكرة، كماRNAللحمضين )

توصلت هذه الدراسات إلى دورة مادة )األستيل كولين( في عملية

التعلم والذاكرة.

وفي المعهد الوطني للصحة العقلية في أمريكا أجرى كل من دافيد

( دراسات حول ما يسمى1986( وشنايدر عام )1985فردمان عام )

بذاكرة الحواس، وتم الكشف عن موضع ذاكرة اللمس في السطح

الداخلي للفص الدماغي الصدغي في نصفي كرة المخ وفي

موضعين هما حصان البحر، وما يسمى باللوزة.

وأثبتت المداخالت الجراحية العصبية صحة هذه النتيجة، حيث تبين

بأن إزالة اللوزة لدى حيوانات التجربة تؤدي إلى عدم التذكر، خاصة

للخبرات البصرية والحسية، أما إزالة اللوزة وحصان البحر معا@ فإنها

تؤدي إلى زوال تام أو شامل للذاكرة بكافة أبعادها، وقد لوحظ بأن

معظم اضطرابات الذاكرة كما في متالزمة كورساكوف وحاالت

األورام وأعراض مرض الزهايمر وغيرها، تكون بسبب إصابة هذه

األجزاء من الدماغ.

وفي مجال الدراسات الحيوية أكدت الدراسات التي أجراها آري

روتنبرغ في جامعة نورث وسترن بأن إضافة زمرة فوسفات إلى

(، ويزيد من القدرة على اختزانF1بروتين دماغي يعرف بـ)

الذكريات، وهناك دراسات أخرى.

أنماط الذاكرة

هناك عدة أنماط للذاكرة مثل:

ـ الذاكرة البعيدة أو القديمة والتي تشتمل على معلومات مضى1

عليها زمن طويل.

ـ الذاكرة القريبة وهي الخبرات التي مضى على تعلمها أيام أو2

أسابيع وتسمى بالذاكرة الحديثة.

ـ الذاكرة اآلنية أو الحالية وهي تتعلق بتذكر الموضوعات التي3

تعلمها الفرد في الوقت الحاضر.

وهناك أيضا@ تصنيفات طبية نفسية للذاكرة مثل:

ـ الذاكرة البصرية.1-

ـ الذاكرة الحسابية.2-

ـ ذاكرة المفردات.3-

ـ الذاكرة المنطقية.4-

ـ ذاكرة العالقات5-

ـ ذاكرة التحكم العقلي6-

هذا ويوجد مقاييس لقياس أبعاد الذاكرة وتحديد مستوى الضعف أو

التدهور في الذاكرة... كما أن هناك معايير خاصة الضطراب الذاكرة

صادرة عن الجمعية األميركية للطب النفسي.

الذاكرة في الحياة اليومية الذاكرة ليست مجردY استدعاء} معلومات� صادفناها في فترة سابقة

إلى أذهاننا؛ فكلما أثرت

تجربة حدث سابق على شخص ما في فترة الحقة، فإن أثر التجربةا السابقة يNعد� انعكاس@

لذكرى ذلك الحدث السابق.

يمكن توضيح تقلبات الذاكرة بالمثال التالي: ال شك أنك قد رأيتآالف العمالت طيلة

حياتك، ولكن دعنا نتأمل مدى قدرتك على تذكر عملة عادية ربماتكون في جيبك. دون

النظر إليها، خذ بضع دقائق لتحاول رسم عملة ذات فئة نقديةمحددة اعتماد@ا على

ذاكرتك. قارن اآلن بين رسمك والعملة نفسها؛ إلى أي مدى كانتذاكرتك دقيقة عن

: هل كان وجه العملة في االتجاه الصحيح؟ كم عدد العملة؟ مثال@الكلمات )لو وNجدت!(

على العملة التي تذكرتها؟ هل كتبت هذه الكلمات بشكل صحيح؟

ريت دراسات منهجية في هذا الموضوع بالذات في سبعينيات Nأج وثمانينيات القرن

العشرين، واكتشف الباحثون أن معظم األفراد، في حقيقة األمر،يملكون ذاكرة ضعيفة

جدÆا ألشياء مألوفة للغاية، مثل العمالت. ويمثل هذا نوع@ا من الذاكرةنميل إلى التسليم

به مع Oجر )! جدال@ بوجوده )ولكنه — إلى حدÆ ما — غير موجود فعال@أشياء مألوفة أخرى في

بيئتك، مثل الطوابع، أو حاول أن تتذكر تفاصيل الثياب التي عادة@ مايرتديها األشخاص

اآلخرون في مكان عملك أو الذين تختلط معهم باستمرار. النقطةالمحورية هنا هي

ا وفائدة بالنسبة إلينا؛ أننا نميل إلى تذك�ر المعلومات األكثر بروز@فعلى سبيل المثال: قد

نجيد تذك�ر حجم العمالت أو أبعادها أو لونها مقارنة@ باتجاه النقش أوالكتابة على

العملة؛ ألن الحجم أو األبعاد أو اللون قد تكون أهم بالنسبة إلينا عنداستخدامنا النقود

ممت النقود ألجلها(. وعند Nأي أهم ألغراض الدفع والصرف التي ص( تذكر األشخاص،

سنتذكر عادة@ وجوههم وسمات� أخرى مميOزة تبقى ثابتة نسبيÆا )وهي— لذلك — أكثر

فائدة في التعرف عليهم(، بدال@ من السمات التي قد تتغير )مثلمالبسهم(.

وبدال@ من التفكير في العمالت والمالبس، قد يكون من األسهلبالنسبة إلى معظم الناس

(٢( حضر محاضرة و) ١التفكير في دور الذاكرة في حالة طالب: ) استدعى بعد ذلك إلى

الذي » الذاكرة « الذاكرة بنجاح ما تعلمه خالل المحاضرة في قاعةاالمتحان. هذا هو نوع

ا بدرجة كافية نعرفه جميع@ا منذ أيام دراستنا. ولكن قد ال يكون واضح@أن الذاكرة ربما

ا فعاال@ في« المحاضرة أو المعلومات » يتذكر « تلعب رغم هذا دور@للطالب، حتى عندما ال

ولكنه يستخدم المعلومات المأخوذة من المحاضرة بشكل عام )أيربما دون ،» حد ذاتها

التفكير في المحاضرة نفسها، أو استدعاء المعلومات المحددة التيدOمت في هذا السياق) Nق

«الذاكرة العرضية » وهذا ما يNطلق عليه

في حالة استخدام الطالب بشكل عام للمعلومات المNقدمة خاللالمحاضرة، فإننا نشير

ا ،» الذاكرة الداللية « إلى أن ا لما نشير إليه أيض@ المشابهة عموم@هذه المعلومات قد دخلت

ا اهتمام )أو عدم .» عالوة على هذا، لو تشكل لدى هذا الطالب الحق@المعرفة العامة « ب

اهتمام ملحوظ( بموضوع المحاضرة، فقد يعكس هذا االهتمام فيحد ذاته ذكرى المحاضرة

ا على أن يتذكر الذاكرة السابقة، رغم أن الطالب قد ال يكون قادر@بشكل

واع� حضوره محاضرة عن هذا الموضوع من األساس.

ا، سواءÍ كنا ننوي التعلم أم ال. في حقيقة وبالمثل، تلعب الذاكرة دور@األمر، إننا

ا ا، كما في » تسجيل « نقضي جزء@ا صغير@ األحداث لنتذكرها الحق@نسبيÆا من وقتنا في محاولة

الدراسة الرسمية. وعلى النقيض من هذا، فإننا في أغلب األوقاتنمضي ببساطة في حياتنا

اليومية. ولكن لو وقع — خالل هذه الحياة اليومية — حدث بارز )قديكون — حسب

تاريخنا التطوري ككائنات عاقلة — مرتبط@ا بالشعور بالخطر أو�المكافأة(، تتدخل عندئذ

العمليات النفسية والفسيولوجية المتعارف عليها، ونتذكر عادة@ هذهاألحداث بوضوح

كبير. على سبيل المثال: مر معظمنا بتجربة نسيان المكان الذيصففنا فيه السيارة في

مرأب سيارات ضخم، ولكن لو تعرضنا لحادث وأصبنا سيارتنا و/أوسيارة من يجاورنا

مما يضمن أن نتذكر عادة@ هذه ؛» الكر أو الفزع أو الفر « فيالجراج، فعندئذ� تظهر آليات

األحداث )وموقع سيارتنا( جيد@ا!

: عادة@ ما تكون ذاكرتنا عن أشياء مألوفة للغاية، مثل العمالت،1أسوأ بكثير مما

وهكذا فإن الذاكرة — في حقيقة األمر — ال تعتمد على نية تذكراألحداث. عالوة على

كما رأينا في ( » أفكارنا أو مشاعرنا أو سلوكنا « هذا، يجب أن تؤثOراألحداث الماضية على

المثال السابق عن الطالب الذي يحضر المحاضرة( كي يوفر هذادليال@ كافي@ا لذاكرتنا عن

ا بغض النظر عن نيتنا في ا دور@ هذه األحداث. تلعب الذاكرة أيض@استرجاع األحداث الماضية

» يقفز إلى الذاكرة « أو االنتفاع منها. فكثير من آثار األحداثالماضية غير مقصود، وقد

فجأة. وربما يحدث استرجاع للمعلومات فيما يتعارض مع نوايانا، كماتوضح الدراسات

التي أجراها الباحثون على مدار العقود العدة الماضية. ولقد شاعا في هذا الموضوع مؤخر@

سياق ظواهر مثل استرجاع ذكريات ما بعد الصدمة.

كيف تعمل الذاكرة ؟ كان يعتقد قديما, أن ذاكرة البشر عبارة عن مخزن كبير يحتوي على

الكثير من القطاعات, و يتم تخزين المعلومات داخل القطاعات كما

هي, لكن مع تطور العلم, تم إجراء الكثير من التجارب, لمعرفة

طبيعة عمل الذاكرة البشرية, في ما يلي بعض التوضيح عن طبيعة

عمل الذاكرة.

في البداية هناك ثالثة أمور يجب توضحها.

هناك ثالثة مراحل رئيسية للذاكرة , الترميز و التخزين و

اإلسترجاع.

هناك ثالثة مناطق رئيسية للتخزين, الذاكرة الحسية و قصيرة

المدى و طويلة المدى.

يتم تخصيص أجزاء مختلفة من الدماغ لمختلف أنواع المعلومات.

لفهم مراحل عمل الذاكرة الثالث, ستوضح بمقارنتها مع ذاكرة

الحاسوب.

الترميز, يتم تغيير المعلومات التي نستقبلها من البيئة المحيطة

بنا لشكل أخر من المعلومات بحيث يمكن للدماغ التعامل معها,

شبيهة بالطريق التي يتم تغيير النصوص المدخلة للحاسوب من لغة

بشرية, إلى اللغة الثنائية.

التخزين, يتم حفظ المعلومات للرجوع لها عند الحاجة, كما يتم

تخزين المعلومات على القرص الصلب.

االسترجاع, يتم إعادة المعلومات المرمزة مسبقا, و إعادتها

لنفس الطبيعة التي استقبلت بها تقريبا, كما يتم في الحاسوب

إعادة المعلومات باللغة الثنائية إلى أصلها, كالنصوص مثال.

ال يمكن تشبيه الذاكرة البشرية بتلك التي في الحاسوب, فالذاكرة

البشرية تتغير أحيانا عند ترميزها و كما يؤثر عليها عامل الزمن,

فمن الممكن مع مرور الوقت أن تتشوه, و يصعب استرجاعها كما

كانت في السابق.

أما بالنسبة ألنواع الذاكرة الثالثة المختلفة فيمكن توضيحها كما

يلي.

الذاكرة الحسية, وهي الذاكرة التي يتم تخزين كافة المعلومات

المستقبلة عن طريق الحواس الخمسة بشكل فوري, و تمتلك هذه

الذاكرة مساحة تخزين واسعة نسبيا, و تخزن المعلومات ألوقات

قصيرة, حيث يتم نقل بعض المعلومات من الذاكرة الحسية إلى

الذاكرة قصيرة المدى.

الذاكرة قصيرة المدى, تسمى هذه الذاكرة, بالذاكرة العاملة,

حيث يتم تخزين المعلومات المطلوبة من الذاكرة الحسية, و يمكن

توضيحها بأنها حالة الوعي تقريبا عند البشر, و لتقريب الصورة

بشكل أفضل يمكن تشبيهها برقاقة التخزين المؤقت في الحاسوب,

أن ذاكرة التخزين المؤقت ال تحتاج لجهد حتى يتم استرجاع

المعلومات منها, و يمكنها أن تساعد في العمليات الحسابية و

المقارنه بين األشكال الهندسية, و أيضا يمكنها التعامل مع

النصوص, ولكن المعلومات في الذاكرة المؤقت عادة تختفي خالل

عشرين ثانية, و يمكن تجنب هذا بأعادة المعلومات و التمرن عليها,

و كمهمة أخرى للذاكرة العاملة, تتم بداخلها عمليات على المعلومات

بحيث يتم تحسينها لتم تخزينها في الذاكرة طويلة المدى, و عادة ما

يتم تحويل المعلومات إلى شكل صوري, و تكمن أهمية الذاكرة

العاملة في مشاركتها بالتفكير و الحديث و القراءة.

الذاكرة طويلة المدى, و هي الذاكرة التي تمتلك أكبر مساحة

تخزين, و تحتوي على جميع المعلومات التي نحتاجها, و التي يتم

تخزينها عن طريق عمليات معالجة متعددة و كثيفة تمت في الذاكرة

قصيرة المدى, و مدة التخزين في الذاكرة طويلة المدى غير محددة

و غير محدودة أيضا, حيث يتم التخزين لمدة دقيقتان أو لمدى

الحياة, في حال طلب معلومات من الذاكرة طويلة المدى يتم

إرجاعها لقصيرة المدى لتم عليها بعض المعالجة, و أن معظم

المعلومات المخزنة في طويلة المدى تكون مخزنة على شكل معنى,

و لكن يوجد طرق أخرى لحفظ المعلومات, كأصوات و صور و روائح.

نماذج وآليات عمل الذاكرة هناك عدة نماذج مختلفة لكيفية عمل الذاكرة ترجع إلى العصور

: شبه الكالسيكية. فمثال@

فر « أفالطون الذاكرة بلوح الشمع، الذي تنطبع YشNخزن « ثم ،» تNت « عليه االنطباعات أو

في وقت الحق. هذا » نسترجعها « بعد ذلك، كي نعود إلى هذهاالنطباعات )أي الذكريات( و

مY الباحثين العلميين حتى » االسترجاع « و » التخزين « و » Yالز التشفير « التمييز الثالثي بين

العصر الحديث. وشبه فالسفة آخرون في العصور الكالسيكيةالذكريات بطيور في قفص

أو بكتب في مكتبة، مشيرين إلى صعوبات استرجاع المعلومات بعدتخزينها؛ أي اصطياد

الطائر المراد أو العثور على الكتاب المطلوب.

بعبارة .» تأويلية « و » انتقائية « وقد أدرك المNنظOرون المعاصرونأن الذاكرة عملية

أخرى، تتسم الذاكرة بقدرة أكبر من مجرد التخزين السلبيللمعلومات. عالوة على هذا،

بعد تعل�م معلومة جديدة وتخزينها، يمكننا انتقاء وتأويل ودمج شيءبآخر؛ لنحسن

االستفادة مما نتعلمه ونتذكره. ومن المحتمل أن يكون هذا أحداألسباب التي تسهOل على

خبراء الشطرنج تذك�ر مكان القطع على رقعة الشطرنج، ولمشجعيكرة القدم تذكر كل

األهداف الكروية في نهاية األسبوع؛ أي بفضل معرفتهم الواسعةوالروابط المتبادYلة بين

العناصر المختلفة لهذه المعرفة.

في الوقت نفسه، تNعد� ذاكرتنا أبعد ما تكون عن المثالية. فحسبمالخصها الكاتب

والفيلسوف سي إس لويس، تعبر الذاكرة عن:

خمس حواس؛ وهي قدرة عقلية مجردة غير قابلة للتغيير؛ وذاكرةانتقائية

عشوائية؛ ومجموعة من االفتراضات والتصو�رات المسبقة المتعددةللغاية، حتى

إنني ال أستطيع أبد@ا أن أتأمل سوى القليل منها، دون أن أعيها كلهاأبد@ا. فما

قدر الواقع الكلي الذي يستطيع جهاز كهذا أن يستوعبه؟

مع هذا، هناك أشياء نحتاج إلى تذكرها كي نعيش حياتنا في هذاالعالم على النحو

السليم، وأشياء أخرى ال نحتاج إلى تذكرها. وحسبما الحظنا بالفعل،غالب@ا ما تتسم األشياء.

: طائر في قفص؛ أحيان@ا ما يNشبه استرجاع الذكرى المطلوبة2شكل باصطياد الطائر

المطلوب في قفص مليء بالطيور .

سواء واقعية ( » المكافأة « أو » الخطر « التي نحتاج إلى تذكرهابأهمية تطورية: ففي مواقف

أو متصورة(، يتم استحضار آليات عقلية ومعرفية لمساعدتنا علىالتذكر بشكل أفضل.

اآلليات الداعمة « وقد دفع تفكيرÍ مNشاب}هÍ العديدY من الباحثينالمعاصرين إلى النظر إلى

أو عملية ديناميكية وليست » للذاكرة بأن أفضل وصف لها هو أنهانشاط ديناميكي

.» شيئ@ا أو كيان@ا جامد@ا «__

رغم أن النوادر والمالحظات الشخصية حول الذاكرة قد تكونتنويرية ومسلية، فإنها غالب@ا

) ما تنبع من تجربة محددة لشخص معين. لذا؛ فمطروح للجدال إلى١أي مدى هي )

( قابلة للتعميم بغير استثناء على جميع٢بشكل موضوعي و) األفراد. يستطيع » واقعية «

ا فريد@ا عن هذه البحث العلمي المنهجي أن يقدم استبصار@ريت بعض Nالموضوعات، وقد أج

األبحاث المنهجية الكالسيكية حول الذاكرة والنسيان في نهايةالقرن التاسع عشر على

قائمة منفصلة١٦٩يد هيرمان إيبنجهاوس. فقد حفظ إيبنجهاوس لثالثة عشر مقطع@ا

مؤلفة » عديمة المعنى « لفظيÆا عديم المعنى. وكان كل مقطعيضم لفظات ثالثية األحرف

: من ساكن-PELوأعاد إيبنجهاوس حفظ كلÆ من هذه القوائم بعد .)متحرك-ساكن )مثل

ا بشكل٣١ دقيقة إلى ٢١فترة انقطاع تراوحت من Æا. وكان مهتم يوم@خاص بمدى النسيان

أي مقدار الوقت ( » مقياس الحفظ « الذي حدث له خالل هذها الفترة الزمنية، مستخدم@

الذي استغرقه إلعادة حفظ القائمة( كمقياس للكم الذي نسيه.

يÆا بشكل تقريبي؛ أي إن Nالحظ إيبنجهاوس أن معدل النسيان كان أس النسيان كان

سريع@ا في البداية )بعد تعلم المادة مباشرة@(، لكن معدل نسيانالمعلومة تراجع بالتدريج.

ومن ثم فإن معدل النسيان لوغاريتمي أكثر منه خطيÆا. استمرتا هذه المالحظة ردح@

طويال@ من الزمن، وأثبتت فاعليتها مع عدة مواد وظروف تعل�ممختلفة. وهكذا، إذا

توقفتY عن تعلم اللغة الفرنسية بعد ترك المدرسة، فستبدي خاللالشهور االثني عشر

ا سريع@ا في مفرداتك الفرنسية، ولكن المعدل الذي األولى تدهور@تنسى به هذه المفردات

سيتباطأ تدريجيÆا بمرور الوقت. ولذلك، إذا ذاكرت الفرنسية مجدد@ابعد خمس أو عشر

سنوات، قد تNفاجأ بالكم الذي احتفظت به فعال@ في ذاكرتك )مقارنة@بالكم الذي تذكرته

قبل ذلك ببضع سنوات(.

» فقدان « توجد سمة أخرى شائقة عن الذاكرة الحظها إيبنجهاوس؛وهي أنك بعد

معلومات — مثل بعض مفرداتك الفرنسية — يمكنك أن تعاود تعلمهذه المعلومات

.)» الحفظ « بصورة أسرع من شخص لم يتعلم الفرنسية قط مناألساس )أي مفهوم

في » المفقودة « يشير هذا االكتشاف إلى أنه يجب أن يكون هناكأثر متبقÆ من هذه المعلومات

ا ،» الالواعية « مقابل المعرفة » الواعية « مخك. يثبت هذا أيض@النقطة المهمة المتعلقة بالمعرفة

وهي النقطة التي سنناقشها في فصول الحقة: فمن الواضح أنناغير واعين بهذه المفردات

التخزين )٪(

100ستغرق )باأليام(

: الحظ إيبنجهاوس أن معدل نسيان المقاطع اللفظية ثالثية31الحروف التي - شكل

يÆا بشكل Nحفظها، والمؤلفة من ساكن-متحرك-ساكن، كان أس تقريبي )أي كان النسيان

سريع@ا في البداية، لكن سرعان ما قل معدل نسيان المعلومةتدريجيÆا(.

ولكن نتائج البحث المتعلقة بهذه المعلومات المحفوظة تشير إلىأنه ،» المفقودة « الفرنسية

يجب أن يكون هناك قدر من التخزين لسجل الذاكرة عند مستوى. وقد استعرض �الواع

الع}لcم « عالم النفس البارز بي إف سكينر نقطة أخرى وثيقة الصلة : إن عندما كتب قائال@

، …« : ويمكننا أن نضيف ». هو ما يبقى � عندما يNنسى بشكل واععندما يNنسى ما تم تعل�مه

». ولكنه يNخزن في صورة ترسبية أخرى

» عن الذاكرة « نNشر كتاب إيبنجهاوس الكالسيك في١٨٨٥. عام هذا المجال بعنوان

يضم هذا العمل العديد من إسهامات إيبنجهاوس الخالدة في أبحاثالذاكرة، بما في ذلك

ي ومفهوم الحفظ المقاطع عديمة المعنى وتعريف النسيان األس�)باإلضافة إلى مشكالت

الذاكرة العديدة التي تناولها إيبنجهاوس تناوال@ منهجيÆا في بحثه،مثل: آثار التكرار،

عر والمقاطع Oوشكل منحنى النسيان، والمقارنة بين حفظ الش عديمة المعنى(. الميزة الكبرى

للمنهجية التجريبية التي مارسها إيبنجهاوس هي أنها تسيطر علىالكثير من العوامل

الخارجية )وربما التحريفية( التي قد تؤثر على الذاكرة. ووصفإيبنجهاوس مقاطعه

وهو ما اعتبره نقطة قوة في منهجه. ولكن ،» غير مترابطة علىالدوام « عديمة المعنى بأنها

يمكن انتقاده لفشله في استخدام مواد للذاكرة ذات معنى أوضح.وقد ذهب بعض العاملين

في هذا المجال إلى أن منهج إيبنجهاوس يميل إلى المبالغة فيتبسيط الذاكرة، مختزال@ فروقها

الدقيقة في مجموعة من العناصر الرياضية المصطنعة. ولكن تكمنخطورة هذا المنهج في

أننا على الرغم من توظيفنا للدقة العلمية وقدرتنا على تقسيمآليات الذاكرة إلى مكونات

أسهل، فإننا قد نلغي جوانب الذاكرة البشرية التي تعتبر األهم)واألوضح( بالنسبة إلى

الطريقة التي تعمل بها ذاكرتنا في الحياة اليومية. ولهذا يوجدسؤال مهم يتعلق باآلتي:

إلى أي مدى يمكن تعميم اكتشافات إيبنجهاوس على الذاكرةالبشرية ككل؟

فكر بارتليت يتمثل ثاني أعظم مناهج أبحاث الذاكرة في أعمال فريدريك

بارتليت، التي أجراها في

— » التذكر « النصف األول من القرن العشرين؛ أي بعد إيبنجهاوسبعدة عقود. في كتابه

— تحدى بارتليت فكر إيبنجهاوس، الذي كان١٩٣٢المنشور عام وقتذاك المهيمن على

هذا المجال. ذهب بارتليت إلى أن دراسة المقاطع عديمة المعنى الا عن تكشف لنا كثير@

طريقة عمل ذاكرة اإلنسان في العالم الواقعي. وقد طرح سؤاال@ا: كم عدد األشخاص Æمهم

الذين يقضون حياتهم في تذكر المقاطع عديمة المعنى؟ علىالنقيض من إيبنجهاوس —

الذي حاول حذف المعنى من مواده االختبارية — ركز بارتليت علىالعكس؛ أي على المواد

التي تحمل معنى )وتحديد@ا المواد التي نحاول أن نفرض عليها معن@ىما(. حفظ أفراد

التجارب التي أجراها بارتليت هذه المواد وتذكروها تحت ظروفطبيعية نسبيÆا. وفي واقع

أننا — في حالتنا الطبيعية » الطبيعة البشرية « األمر، يبدو أن منالعناصر الجوهرية في

— نسعى عادة@ إلى فرض معنى على األحداث التي تقع في بيئتنا.وتأكد هذا المبدأ من

: في بعض دراسات بارتليت األكثر خالل معظم أعمال بارتليت. فمثال@ا، طNل}ب من تأثير@

ثم حاولوا ،)» حرب األشباح « المتطوعين قراءة قصة ألنفسهم)وكانت القصة األشهر هي

ا. تذكر القصة الحق@

اكتشف بارتليت أن األفراد تذكروا كل قصة بطريقتهم الخاصة،ا ولكنه اكتشف أيض@

بعض االتجاهات العامة بين نتائجه:

كانت القصص أقصر على األرجح في وقت تذكرها

أصبحت القصص أكثر ترابط@ا؛ أي إن األفراد كانوا يفهمون المادة_غير المألوفة —

ا ومعرفتهم فيما يبدو — بربط هذه المادة بأفكارهم الموجودة سلف@العامة وتوقعاتهم

الثقافية.

كانت التغييرات التي أجراها األفراد عند تذكر القصة مرتبطة ظاهريÆا_بردود األفعال

والمشاعر التي مروا بها عندما سمعوها ألول مرة.

ذهب بارتليت إلى أن ما يتذكره الناس ييسره — إلى حدÆ ما —التزامهم الشخصي

واالنفعالي تجاه الحدث األصلي المطلوب تذكره واستثمارهم فيه.وحسب قول بارتليت

بينما يمثل بقية ما نتذكره استرساال@ ،» تفاصيل بارزة قليال@ « نفسه،تحتفظ الذاكرة ب

يتأثر فحسب بالحدث األصلي. وأشار بارتليت إلى هذه السمةالرئيسية في الذاكرة بأنها

الحدث األصلي » إعادة إنتاج « بعبارة أخرى، بدال@ من .» إعادة إنتاج« وليست ،» إعادة بناء «

معتمدة على مسلماتنا وتوقعاتنا » إعادة بناء « أو القصة األصلية،فإننا نتوصل منهما إلى

الحالية. » نزعتنا النفسية « و

وكمثال، فكر في الطريقة التي يروي بها شخصان يشجعان دولتينمختلفتين

)إنجلترا وألمانيا( أحداثY مباراة كرة قدم شاهداها للتوO )بين منتخبإنجلترا ومنتخب

ألمانيا(. نفس األحداث الموضوعية وقعت على أرض الملعب، ولكنمشجع إنجلترا سيروي

على األرجح األحداث بطريقة مختلفة بوضوح عن مشجع الفريقاأللماني. وعندما

يشاهد شخصان نفس الفيلم، ستكون ذكرياتهما المروية عن الفيلممتشابهة، ولكن

ستوجد عادة@ اختالفات ملحوظة بينهما. لماذا قد تختلف روايتاهما؟سيعتمد هذا على

اهتماماتهما، ودوافعهما، ورد فعلهما االنفعالي؛ أي طريقة فهمهماللقصة المعروضة.

وبالمثل، فالشخص الذي صوت لصالح الحكومة الحالية خاللاالنتخابات العامة األخيرة

( بطريقة قد يتذكر جيد@ا أحداث@ا متعلقة بحدث قومي كبير )حرب مثال@مختلفة تمام@ا عن

شخص آخر صوت لصالح حزب المعارضة الحالي. )تشير هذه األمثلةا إلى الطريقة أيض@

التي يمكن أن تؤثر بها العوامل االجتماعية — بما في ذلك األفكارالنمطية — على ذكرياتنا

عن األحداث.

لهذا يوجد اختالف جوهري في طريقة تعامل إيبنجهاوس وبارتليتمع الذاكرة؛

إذ كان جوهر حجة بارتليت هو أن الناس يحاولون فرض معن@ى علىما يالحظونه في

العالم، وأن هذا يؤثر على ذاكرتهم عن األحداث. قد ال يكون هذاا في تجربة معملية Æمهم

تستعين بمواد عديمة المعنى ومجردة نسبيÆا، مثل المقاطع عديمةالمعنى التي استخدمها

في سياق طبيعي — » السعي وراء المعنى « إيبنجهاوس. ولكنبارتليت ذهب إلى أن هذا

أكثر — هو أحد أهم سمات الطريقة التي تعمل بها ذاكرتنا فيالعالم الواقعي.

بناء الذاكرة كما رأينا في أعمال بارتليت، ليست الذاكرة نسخة حقيقية من

العالم، على عكس أقراص

الفيديو الرقمية أو التسجيل المرئي. ربما يكون األكثر فائدة هوالتفكير في الذاكرة بصفتها

الذاكرة بأنها مزيج من » المنهج البنائي « تأثير العالم على الفرد.وفي واقع األمر، يصف

: ستكون تجربة مؤثرات العالم وأفكار المرء الخاصة وتوقعاته. مثال@كل شخص خالل

ا مختلفة@ إلى حدÆ ما؛ ألن كل فرد مختلف عن اآلخر، مشاهدته فيلم@ويعتمد على أحداث

ماضية شخصية مختلفة، وله قيم وأفكار وأهداف ومشاعر وتوقعاتوحاالت مزاجية

وتجارب سابقة مختلفة. وربما يكونون قد جلسوا بعضهم إلى جواربعض في قاعة

السينما، ولكن من الجوانب المهمة أنهم وNجهوا فعليÆا بفيلمينا الختالف مختلفين وفق@

مشاعرهم وأفكارهم. وهكذا فإن من يبني الحدث، وقت وقوعه، هوالشخص الذي مر

الذاكرة )في هذه الحالة عرض الفيلم(، ولكنه يكون » حدث « به.ا ب ويتأثر هذا البناء كثير@

ا نتاج السمات الفردية والطبائع الشخصية لكل شخص )والتي أيض@ا تلعب جميعها دور@

.)» تخزينه « ثم » تشفيره « أساسيÆا في كيفية خوض الحدث، و

وفيما بعد، عندما نحاول تذكر هذا الحدث، تتداعى بسهولة إلىعقولنا بعض أجزاء

الفيلم، في حين أننا قد نعيد بناء أجزاء أخرى، حسب األجزاء التينتذكرها وما نعرف أو

ا نعتقد أنها قد حدثت. )ومن المحتمل أن يNتنبأ بالحالة الثانية وفق@لعملياتنا االستنتاجية

عن العالم، ممزوجة بعناصر الفيلم التي نتذكرها.( في حقيقة األمر،نحن نجيد هذا النوع

لدرجة أننا غالب@ا ال نعي عمد@ا أنه قد حدث. ويبدو )» ملء الفراغات «من إعادة البناء )أو

ا هذا محتملY الحدوث بصفة خاصة عندما تNحكى ذكرى ما مرار@ا، مع وجود وتكرار@

تأثيرات مختلفة في كل مرة يتم استرجاعها فيها )انظر اإلشارة إلىتقنيتYي بارتليت عن

حرب « إعادة اإلنتاج المتسلسل والمتكرر المستشهد بهما في الجزءا تحت عنوان الوارد الحق@

عYادة البناء « في مثل هذه المواقف، غالب@ا ما تبدو Nحقيقية بقدر » م الذكرى .)» األشباح

وهذا شأن مقلق بصفة خاصة عندما نتأمل الدرجة التي يستطيع .»عة « الذكرى YسترجNالم

سمات أساسية لجريمة قتل مشهودة أو اعتداء » يتذكرون « الناسأن يشعروا عندها أنهم

يعيدون « خالل فترة الطفولة قد مروا به شخصيÆا، في حين أنهم —بدال@ من ذلك — ربما

هذه األحداث، ويكملون المعلومات الناقصة اعتماد@ا على معرفتهمالعامة بالعالم » بناء

بOه فعل التذكر بمهمة عال}م الحفريات Nفي ضوء هذه االعتبارات، ش الذي يعيد بناء

ا ديناصور من مجموعة عظام غير مكتملة، ولكنه يمتلك جانب@ا كبير@من المعرفة العامة

عن الديناصورات. في هذا التشبيه، يتيح لنا الحدث الماضي الوصولإلى مجموعة عظام

ا(. » دخيلة « غير أحيان@ا غير مستمدة من الحدث الماضي مطلق@مكتملة )مع وجود عظام

عندئذ� تؤثر معرفتنا بالعالم على جهودنا إلعادة تجميع تلك العظاموتكوين شيء يشبه

الحدث الماضي. وقد تحتوي الذكرى التي نجمعها على بعض العناصرالفعلية من الماضي

)أي بعض العظام الحقيقية(، ولكنها — في مجموعها — إعادة بناءغير دقيقة للماضي

المرصود في الحاضر.

حرب األشباح عندما اقتدى بارتليت بإيبنجهاوس وحاول إجراء المزيد من التجارب

باستخدام المقاطع عديمة

بدال@ من ذلك، ». خيبة األمل وعدم الرضا المتزايد « المعنى، كانتالنتيجة — حسب تعليقه — هي

ذلك النوع من المواد — » شائقة في حد ذاتها « فضل العملباستخدام مادة نثرية عادية تكون

الذي رفضه إيبنجهاوس في الواقع.

استعان بارتليت بتقنيتين أساسيتين في تجاربه:

فأحد األشخاص يمرر معلومة ما إلى ؛» همسات صينية « إعادةاإلنتاج المتسلسل: المشابهة للعبة

، يمرر بعد ذلك نفس المعلومة إلى � التي » القصة « شخص ثانن YقارNشخص ثالث، وهكذا دواليك. ت

تصل إلى الشخص األخير في المجموعة بالقصة األصلية.

إعادة اإلنتاج المتكرر: وفيها يNطلب من شخص ما تكرار نفسالمعلومة على مدى فواصل زمنية

دقيقة إلى بضع سنوات( بعد تلقيها للمرة١٥معينة )تتراوح من األولى.

أشهر النصوص النثرية التي استخدمها لدراسة الذاكرة هي قصةشعبية من أمريكا الشمالية

واسمها : « حرب األشباح »

ذات ليلة اتجه شابان من إيجوالك إلى النهر الصطياد الفقمات، وفيأثناء وجودهما هناك هبط «

ربما تكون هذه غارة تشنها مجموعة « : الضباب وحل السكون، ثمسمعا صيحات حرب، ففكرا

فهربا إلى الشاطئ واختبآ خلف جذع شجرة. اآلن وصلت الزوارق،وسمعا صوت ». محاربين

المجاديف، ورأيا أحد الزوارق يتجه ناحيتهما، وكان هناك خمسةرجال في الزورق قالوا لهما:

قال ». ما رأيكما؟ نريد اصطحابكما معنا: سنتجه إلى أعلى النهرلنشن الحرب على الناس «

تYل « : قال ». السهام في الزورق « : Nلن أذهب معكم؛ فربما أق ا « : أحد الشابين فقالوا ». ال أملك سهام@

وأقاربي ال يعرفون إلى أين ذهبت، ولكن أنت — والتفت إلى الشاباآلخر — يمكنك الذهاب

وهكذا ذهب أحد الشابين، في حين عاد اآلخر إلى دياره. ». معهم

اتجه المحاربون أعلى النهر إلى مدينة تقع على الجانب اآلخر منكاالما، فتقدم الناس إلى

تل كثيرون منهم. ولكن سرعان ما سمع Nالنهر وبدءوا يحاربون، وق الشاب أحد المحاربين يقول:

لم يشعر باأللم، ». آه�، إنهم أشباح « : ففكر ». أسرعوا، هيا نعديب « Nلموطننا. هذا الهندي قد أص

لكنهم قالوا إنه أصيب بطلق ناري.

ا وهكذا عادت الزوارق إلى إيجوالك، ونزل الشاب إلى الشاطئ متجه@ا، لمنزله، ثم أوقد نار@

تل العديد من Nاألشباح، وذهبنا للقتال، وق Nأصغوا إلي، لقد رافقت رفاقنا، « : وأخبر الجميع قائال@

بت، لكني لم أشعر Nتلوا. لقد قالوا إني أص Nوالعديد ممن هاجمونا ق .« باأللم

روى كل شيء، ثم صمت، وعندما أشرقت الشمس سقط. خرجشيء أسود من فمه، وتلوى

». وجهه، فهب الناس على أقدامهم وصرخوا. لقد مات

اختار بارتليت هذه القصة ألنها ال ترتبط بالثقافة السردية اإلنجليزيةللمشاركين، وتبدو مفككة

وغير مترابطة إلى حدÆ ما بالنسبة إلى المستمع األنجلوساكسوني،فتوقع بارتليت أن تضاعف هذه

السمات من التغييرات في القصة عندما يحاول المشاركون إعادةإنتاجها.

وكمثال، إليكم إحدى المحاوالت لشخص يكرر القصة للمرة الرابعة،لكن هذه المرة بعد عدة

شهور من سماعها للمرة األولى:

ذهب شابان إلى النهر الصطياد الفقمات، وكانا يختبآن وراء صخرةعندما وصل إليهما قارب «

يحمل بعض المحاربين. لكن المحاربين قالوا إنهم أصدقاء، ودعYوcهمالمساعدتهم في محاربة عدو

على الجانب اآلخر من النهر. قال أكبرهما إنه ال يستطيع الذهاب؛ألن أقاربه سيقلقون عليه

ا لو لم يعد إلى البيت. وهكذا ذهب أصغرهما مع المحاربين في كثير@القارب. في المساء عاد وأخبر

أصدقاءه أنه كان يحارب في معركة عظيمة، وأن كثيرين ذNبحوا منكال الجانبين. وبعد أن أوقد

ا، خلد إلى النوم. وفي الصباح، عندما أشرقت الشمس، أعياه نار@المرض، وجاء جيرانه لزيارته.

ر}ح في المعركة ولكنه لم يشعر بألم وقتها. Nكان قد أخبرهم أنه ج ولكن سرعان ما ساءت حالته،

فتلوى وصرخ وسقط ميت@ا على األرض. خرج شيء أسود من فمه،وقال جيرانه إنه كان يحارب

». بالضرورة مع األشباح

بناء@ على تجاربه، استخلص بارتليت أن الناس يميلون إلى عقلنةالمادة التي يتذكرونها؛ بعبارة

أخرى يحاولون تسهيل فهم المادة، ويعدلونها لتصبح شيئ@ايستريحون تجاهه. فيصف بارتليت

ما حدث كما يلي:

"التذكر ليس إيقاظ@ا آلثار غير مترابطة ال حصر لها وال تتغير؛ بل هوإعادة بناء، أو عملية بناء، «

خيالية مبنية على ارتباط مواقفنا بمجموعة نشطة من التجارب أوردود األفعال الماضية المنظمة،

ا وبتفاصيل بارزة قليال@ تظهر عادة@ في شكل صورة أو لغة. لذلك نادر@ما تكون دقيقة بالفعل،

… حتى في أبسط حاالت التلخيص المعتمد على الذاكرة

في هذا السياق، ربما لن يكون مفاجئ@ا أن يجد الناس ذكرياتهم غالب@اغير دقيقة إلى حدÆ ما، أو أن

تكون روايتا شخصين مختلفين شهدا الحدث عينه مختلفتين بعضالشيء.

ا في أبحاث الذاكرة بعد تناول اثنين من أكثر الشخصيات تأثير@التجريبية، سنعود اآلن إلى دراسة

مناهج ونتائج أحدث."

كيف ندرس الذاكرة اليوم ؟

يمكن دراسة الذاكرة بطرق عديدة وفي مواقف كثيرة؛ فمن الممكنمعالجتها ودراستها

ريت حتى اليوم عن Nإال أن معظم األبحاث الموضوعية التي أج مسألة ،» العالم الواقعي « في

ن فيها المعالجات YقارNالذاكرة اشتملت على أعمال تجريبية، حيث ت المختلفة تحت ظروف

مNحكمة )عادة@ في بيئة معملية( تنطوي على مجموعة من الكلمات أوغيرها من المواد

المشابهة المطلوب تذكرها. وقد تتضمن المعالجة أي مNتغيOر منالمتوقع أن يؤثر على الذاكرة،

: المثيرات البصرية في مقابل المثيرات مثل طبيعة المادة )مثال@اللفظية(، وألفة المادة، ودرجة

التشابه بين ظروف الدراسة واالختبار، ومستوى الحافز للتعلم.وعلى نحو تقليدي، درس

الباحثون التجريبيون الذاكرة من حيث األنواع التالية من المثيرات:قوائم الكلمات، والمثيرات

غير اللفظية مثل تلك التي استخدمها إيبنجهاوس، وغيرها منالمواد المتاحة بشكل شائع

ا أنواع أخرى من المواد، مثل األرقام أو الصور )كما استNخدمت أيض@بما في ذلك: النصوص

والقصص واألشعار والمواعيد وأحداث الحياة(.

على مدار العقود األخيرة، عادة@ ما تم تفسير الكثير من األبحاثالتجريبية التي

ريت عن الذاكرة في سياق معالجة المعلومات والنماذج الحاسوبية Nأج للذاكرة التي تبناها

معظم التجريبيين عقب الحرب العالمية الثانية. وداخل هذا اإلطار،ا إلى يNنظر عموم@

الخواص الوظيفية الداعمة للذاكرة البشرية )وجوانب أخرى لألداءالمعرفي( باعتبار أنها

تعكس نوع معالجة المعلومات الذي يجسده الحاسوب العصري.)الحظ أن هذه االستعارة

وعادة@ ).» المكونات الصلبة « ال ،» البرمجيات « ، المجازية تشيرعادة@ إلى الخواص الوظيفية.

خصائص الذاكرة

إن الدراسات العصبية والنفسية الحديثة أكدت على أن عمليات

التعلم، واالحتفاظ بما يتعلمه اإلنسان وتذكر ما تعلمه، وكذلك عملية

النسيان، كلها عمليات عصبية فيزيولوجية حيوية.

وهذه العمليات تتأثر بالعامل الوراثي إلى جانب عامل البيئة

واالكتساب...

والذاكرة تفترض وجود عملية التعلم واالكتساب للخبرات.

فبدون تعلم ال توجد هناك ذاكرة.

واإلنسان عليه أن يتعلم وأن يستفيد من خبراته السابقة الموجودة

في ذاكرته من أجل أن يتوقف

مع مواقف الحياة المختلفة والمتغيرة من حوله.لذلك فإن عملية

التعلم واكتساب الخبرات

تتطلب ثبات أو ديمومة ما يتعلمه اإلنسان في الذهن )أي في

الذاكرة(حتى يستفاد منها

وقت الضرورة.

(RETENTIONوثبات المادة في الذهن، أو االحتفاظ بالمادة )

يتأثر بعدة عوامل، مثل:

االنتباه

والتركيز

والفهم

.واالهتمام أو الدافعية

ونوع المادة التي يتعلمها اإلنسان

وكذلك يتأثر ثبات المادة في الذهن بالعوامل الصحية والمرضية،

وإصابات الدماغ، وتعاطي العقاقير، والعوامل النفسية...

وعملية االحتفاظ بما يتعلمه اإلنسان تتطلب عملية االستدعاء )

RECALLINGأي تذكر الخبرات وما تعلمه اإلنسان في المواقف ،)

السابقة، لهذا فإن الباحثين في مجال الذاكرة يرون بأن عملية

التعلم واالحتفاظ والتذكر تشكل كلها ما يسمى بعناصر الذاكرة.

لهذا فقد جاء في تعريف الذاكرة بأنها )الوظيفة العقلية العليا التي

يتمكن اإلنسان بواسطتها من حفظ نتائج تفاعله مع العالم الخارجي

منذ لحظة والدته وحتى نهاية الحياة(، كما جاء في تعريف الذاكرة

بأنها )مجموعة الخبرات الشخصية كما هي مسجلة في دماغ

اإلنسان(.

الذاكرة هي مستودع التجارب واالنطباعات التي اكتسبها اإلنسان

في حياته عن طريق الحواس والعالم الخارجي، وهي انطباعات ترد

على شكل صور ذهنية ترتبط معها أحاسيس ومشاعر سارة أو غير

سارة.

ويعتقد بعض الباحثين بأن هناك مصادر غير مادية لمكنونات الذاكرة،

( وماUNCOSCIOUSNESSمثل الخبرات الموجودة في الالشعور )

يسمى بالحاسة السادسة، وتأثيرات ما يسمى بالجسد األثيري وغير

ذلك...

والواقع أن الكثير من االنطباعات واألحاسيس واألفكار، تتسلل إلى

ذاكرتنا دون أن يشعر بها العقل الواعي حيث تنتقل هذه األفكار

والصور واألحاسيس من الالشعور وتدخل أرشيف العقل.

ومن أهم مصادر الذاكرة األحالم التي تتضمن صور وموضوعات هي

عبارة عن رغبات دفينة في ال شعور اإلنسان، حيث نجد اإلنسان

النائم يتعرف خالل حلمه على معلومات جديدة كانت مكبوتة في

الالوعي أو في الالشعور، وهي معلومات غالبا@ ما تمثل ذكريات

الماضي ودوافع أو رغبات مكبوتة أو منسية.

العوامل المؤثرة في الذاكرة

حسب الدراسات الطبية والنفسية والعصبية... هنالك مجموعة من

العوامل التي تؤثر في ذاكرة اإلنسان وفي عملية النسيان، من

أهمها:

ـ العوامل الصحية والعضوية والنفسية التي تؤثر في حياة اإلنسان1

وفي قدرته على التعلم واالنتباه والفهم والحفظ، مثل إصابات

الدماغ، وإصابات الحواس، واألمراض النفسية كالقلق، والتوتر،

واالكتئاب، والمخاوف بأنواعها...

ـ مستوى التعلم واإلتقان للمادة التي يتعلمها اإلنسان،2

ومستوى التدريب العملي إلى جانب التعلم النظري،

وكذلك التعلم على مراحل منتظمة )مقابل التعلم

المكثف( يتخللها استراحة عقلية ونفسية مناسبة، مع

وجود اهتمام ودافعية لعملية التعلم أو الكتساب الخبرات،

فاألمور التي تهم اإلنسان تثبت في ذاكرته أكثر من

ال تهمه والتي سرعان ما ينساها. األمور التي

ـ مدى استعمال الخبرات خالل حياة اإلنسان، فقد ثبت بأنه كلما3

استعمل اإلنسان خبراته على فترات زمنية غير متباعدة كلما أدى

ذلك إلى مستوى احتفاظ مرتفع، وذاكرة قوية، وكلما قاوم عملية

النسيان.

ـ درجة المعنى أو الفهم لخبرات اإلنسان أو لما يتعلمه في الحياة،4

فقد ثبت أن الخبرة ذات المعنى والمترابطة في عناصرها،

والمفهومة بشكل واضح تسهل عملية االحتفاظ في الذاكرة كما

تسهل عملية التذكر.

ـ وهناك ما يسمى بعامل الكف حيث تؤثر المعلومات المتعلمة )أو5

المكتسبة( الجديدة أو الالحقة على المعلومات المتعلمة والخبرات

السابقة لدى الفرد، ويحدث بينهما تداخل وتفاعل يؤدي إلى ترك أو

نسيان المعلومات التي لم تعد تفيد اإلنسان في حياته...

ـ وبشكل عام إن الذاكرة والنسيان تتأثر بعدة عوامل وأوضاع يمر6

بها الفرد مثل قدرات الفرد العقلية )الذكاء( ودافعية الفرد،

واهتماماته، وصحته، وحالته النفسية، وأوضاعه األسرية واالجتماعية

والتعليمية، وعوامل الكبت، والحرمان، وكذلك عمر الفرد ومرحلة

نموه، واإلدمان على الكحول والمخدرات وغير ذلك.

أمراض الذاكرة

كلنا نعلم بأن االضطرابات العضوية مثل حاالت فقر الدم الحاد،

( وحاالت اإلدمان، واضطراب الغدد الصماء،B1ونقص فيتامين )

وأمراض شرايين المخ، والحميات واألورام، وحاالت الصرع... كلها

تؤثر في الذاكرة، وباإلضافة إلى اإلصابات واألمراض العقلية

واضطرابات الذاكرة تؤثر في وظائف الفرد الحياتية األسرية

واالجتماعية والمهنية... ومن أهم

اضطربات الذاكرة

ـ حاالت العته وفقدان الذاكرة.1-

ـ العته المصاحب ألعراض مرض الزهيمر.2-

ـ فقدان الذاكرة وذهان كورساكوف.3-

ـ فقدان الذاكرة والشلل الجنوني العام )الزهري العصبي(.4-

ـ حاالت األفازيا النسيانية5-

ـ فقدان الذاكرة الهستيري.6-

ـ وهناك اضطرابات أخرى.7-

-

تجربة إختبار الذاكرةا إذا أردت أن تختبر ذاكرتك، فحاول اليوم أن تتذكر ما كنت قلق@

حياله منذ

عام مضى.

مصدر مجهول

سوف يتناول هذا الفصل كيفية الوصول إلى المعلومات منالذاكرة؛ وسأعرض الفارق

األساسي بين إمكانية الوصول إلى المعلومات وإتاحة المعلومات،الذي سبق وألمحنا إليه

ا من في الفصل الثاني. وبشكل أكثر تحديد@ا، سأوضح أن كثير@الصعوبات اليومية

التي نواجهها مع ذاكرتنا مرتبط بمواقف ربما استقبلنا فيهاالمعلومة واحتفظنا بها،

ولكننا نعجز عن استرجاع هذه المعلومة عندما نريد ذلك. يبدو دورا Æالسياق هنا مهم

بصفة خاصة: ففي حال تساوي جميع العوامل األخرى، فإننا نميلإلى تذكر المعلومات

بشكل أفضل إذا كنا — في الوقت الذي نريد فيه استرجاع المعلومة— في سياق مادي

وحالة وجدانية مماثلYيcن للوقت الذي تعرضنا فيه لهذه المعلومة. كماا سنستعرض أيض@

على سبيل المثال: قد نعرف في حفلة .» ظاهرة طرف اللسان «باستفاضة في هذا الفصل

ما الحرف األول من اسم )شخص أو مكان( نحاول أن نتذكره، أو مايبدو عليه صوت

االسم، ولكننا قد ال نستطيع الوصول إلى االسم نفسه.

( استخالص الذاكرة من السلوك (1

كما رأينا في الفصل الثاني، توجد أشكال عديدة من السلوك تشيرإلى أن الذاكرة قد

. افترض أنك سمعت أغنية جديدة في � استثيرت الستحضار حدث ماضوقت سابق؛ قد

تتذكر فيما بعد كلمات األغنية، أو تتعرف على الكلمات عندماتسمعها مجدد@ا. أو بدال@ من

ذلك، إذا سمعت األغنية مجدد@ا، قد تبدو الكلمات مألوفة دون أنتتعرف عليها بوضوح.

يcن Yفي نهاية المطاف، قد يكون سلوكك أو حالتك العقلية متأثر بشكل غير معلن برسالة

األغنية، دون أي حس بالتذكر أو التعرف أو األلفة تجاه األغنيةنفسها بصورة واعية.

ا هائال@ من المعلومات، ولكننا نتذكر جزء@ا منه Æكل يوم نصادف كم فقط. فبعد

تشفيرنا وتخزيننا للمعلومات التي عالجتها حواسنا، يجب أن نكونبعدئذ� قادرين على

استرجاعها بكفاءة؛ كما رأينا عندما استعرضنا المكونات المنطقيةاألساسية للذاكرة في

الفصل األول. ويبدو أن األحداث التي نتذكرها تعتمد على داللتها: خالل الوظيفية. فمثال@

ماضينا التطوري، ربما نجا البشر من المخاطر بتذكر المعلومات التيتوحي بالخطر

)مثل ظهور حيوان مفترس محتمل( أو المكافأة )مثل اكتشافمصدر غذاء محتمل(.

ا على السياق الذي تم فيه يعتمد ما نستطيع استرجاعه اعتماد@ا كبير@تشفير المعلومة

أو تصنيفها في األساس، وإلى أي مدى يتطابق هذا مع سياقاالسترجاع، وهو ما نسميه

على سبيل المثال: العديد منا يشعر باإلحراج بعض الشيء .» مبدأخصوصية التشفير «

حين نعجز عن التعرف على أصدقائنا أو معارفنا عندما نلقاهم فيسياق غير مألوف.

ا في العمل أو المدرسة يرتدي ثيابه فإذا كنا نرى بشكل معتاد شخص@بشكل معين، فقد

نفشل في التعرف عليه لو رأيناه مرتدي@ا ثيابه بشكل مختلف فيحفل زفاف أو في مطعم.

سوف نستعرض هذا المبدأ بالتفصيل فيما بعد، ولكن دعونا اآلننستعرض بعض الطرق

األساسية لتقييم الذاكرة.

( االسترجاع: التذكر مقابل التعرف (2

يحفز و/أو » تلميح « المعلومة يعني استحضارها إلى العقل؛ فيالعادة يوجد » تذك�ر «

: تحتوي أسئلة االمتحان في العادة على تلميحات يسهل التذكر. مثال@من المحتوى الدراسي

ه تذك�رنا إلى المعلومات المرتبطة بأهداف ممتحننا. وتحتوي Oتوج أسئلة حياتنا اليومية

على تلميحات زمنية. تكون مثل هذه التلميحات »؟ ماذا فعلت مساءيوم الجمعة « : مثل

عامة للغاية، وال تقدم الكثير من المعلومات. وعادة@ ما يسمى التذكرعند استجابته لهذه

كما قد تكون بعض التلميحات .» االستدعاء الحر « األنواع منالتلميحات غير المحددة ب

أين « : محملة بمزيد من المعلومات وتوجهنا إلى أحداث أو معلوماتمحددة. سؤال مثل

يختلف عن السؤال السابق، المذكور »؟ ذهبت مساء الجمعة بعد أنتركت قاعة السينما

عاليه، بتزويدنا بمزيد من المعلومات في محاولة الستخالص مادةمحددة. وعندما تزداد

ا، يصبح اسم عملية التذكر .» االستدعاء التلميحي « التلميحات توجيه@

إليك بعض األمثلة األخرى: عند دراسة االسترجاع في سياق تجريبي،قد تNقدم

معلومات لألفراد — مثل قصة — خالل ما نسميه جلسة التعلم، ثمقد نطلب منهم

هو حين نطلب من األفراد » االستدعاء الحر « أن يتذكروا جوانبمعينة من القصة. و

» ظاهرة طرف اللسان « تذكر أكبر قدر ممكن من القصة، دون أيمساعدة، وتوضح

)المذكورة في الفصل الثاني( طبيعة إحدى المشكالت الشائعة فياالستدعاء الحر، حيث إنه

غالب@ا ما يتاح لنا وصول جزئي إلى المعلومات التي نحاولاسترجاعها. وبالمقارنة، فإن

ا )مثل تصنيف، أو الحرف األول من الكلمة( » هو حين نقدم محفز@االستدعاء التلميحي «

أخبرني بجميع أسماء األشخاص التي تبدأ « : لكي نسترجع معلومة، قد نقول معينة. مثال@

ويNعد االستدعاء التلميحي ». والتي كانت في القصة التي قرأتها بحرفJعليك باألمس ،

على األرجح أسهل بعض الشيء على المجيبين مقارنة@ باالستدعاءالحر. وقد يكون هذا

» عمل الذاكرة « ألننا نقدم للفرد مزيد@ا من الدعم والسياق؛ أي إننانقوم فعال@ بجزء من

من أجله بتقديمنا هذه التلميحات. جدير بالمالحظة أن التلميحات قدتكون مفيدة في

ا، كما ا وتحيز@ ا تحريف@ استرجاع المعلومات، ولكنها قد تقدم أيض@سنرى بالتفصيل عندما

نستعرض موضوع شهادة شاهد العيان في الفصل الرابع.

تNسمى قدرتنا على تمييز معلومة أو حدث سابق معين عند تقديمهأمامنا مجدد@ا

: خالل االختبارات، عادة ما تستهدف أسئلة الصواب والخطأ مثال@واالختيار .» التعرف « ب

من متعدد قدرة الطالب على التعرف على المعلومة بشكل صحيح.وفي الحياة الواقعية،

حدث@ا أو »؟ هل خرجت لتناول الطعام بعد أن غادرت قاعة السينما« : تقدم أسئلة مثل

معلومة معينة وتسأل الشخص الذي طNرح عليه السؤال ما إذا كانتالمعلومة المNقدمة

هو أسهل أنواع االسترجاع؛ ألن جزء@ا من » التعرف « . تتوافق معحدث� فعله في الماضي

ا حياله. » مقدم بالفعل، وعليك أنت — المجيب — أن تتخذ قرار@المستهدفة « مادة الذاكرة

هو حين يNقدم لك — مثال@ — عنصران؛ أحدهما فقط سبق » التعرفباالختيار الجبري « و

هذا اختيار جبري، »؟ أخبرني أي هذين العنصرين رأيته من قبل « :أن رأيته، ثم تNسأل

» التعرف بنعم/ال « حيث إنك مجبر على اختيار أحد العنصرين. يمكنمقارنة هذا ب

هل رأيت هذا العنصر « : حيث أعرض عليك سلسلة من العناصرواحد@ا تلو اآلخر وأسألك

على كل عنصر. وقد » ال« أو » نعم « في هذه الحالة، عليك ببساطةأن تجيب ب »؟ من قبل

أشارت التجارب المنهجية إلى أن هناك عمليتين مستقلتين يمكن أنتساهما في التعرف

وهما:

( االسترجاع السياقي (1-2

: قد تتعرف على أحد بأنه » االسترجاع الصريح للزمان والمكان؛ مثال@« يعتمد هذا على

الشخص الذي رأيته في الحافلة لدى عودتك إلى بيتك من العمل يومالجمعة الماضية. لذا

ا على تحديد فبالنسبة إلى هذا النوع من التعرف، يجب أن تكون قادر@تجربتك السابقة

زمان@ا ومكان@ا.

( المألوفية (2-2

ا بشكل غير واضح، وأنت تعلم أنك رأيته ا يبدو مألوف@ قد ترى شخص@من قبل، ولكنك

ال تستطيع أن تتذكر فعال@ متى أو أين رأيته. ويبدو أن ما يعزز هذاالنوع من تجربة

ولكن ال يوجد فيها استرجاع صريح للمقابلة السابقة. لذا ،» عمليةالمألوفية « التعرف هو

الذي » المعرفة « فإن هذا شكل أقل تفصيال@ من التعرف )مشابهللغاية لنوع االستجابة ب

ناقشناه في الفصل الثاني(. ويمكن مالحظة العوامل المؤثرة علىالمألوفية دون القدرة على

استحضار حدث سابق إلى العقل )أي: تذكره أو التعرف عليه(. وربماتكون أنت نفسك

قد مررت بهذه التجربة في العديد من المناسبات: أي إنك قابلتا، رغم ا بدا مألوف@ شخص@

ا عن التعرف عليه بوضوح. وفي واقع األمر، إحدى أنك كنت عاجز@اآلليات الداعمة لنجاح

الدعاية هي أنها تجعل منتجات بعينها مألوفة أكثر، والناس تميل إلىتفضيل األشياء

المذكور في » تأثير التعرض البحت « المألوفة عن األشياء غيرالمألوفة. )رجاء الرجوع إلى

». كل دعاية غاية « : الفصل الثاني(. من هنا جاء المثل القديم

توجد ظاهرة الفتة تعرض لها غالبيتنا، وقد تكون معتمدة اعتماد@اجوهريÆا على

بمعنى شوهد من قبل. تحدث ؛» ديجا فو « شعور بمألوفية في غيرموضعها: وهي خداع

هذه الظاهرة عندما يشعر الناس أنهم قد شاهدوا شيئ@ا من قبل،دون أن يستطيعوا فعال@

تحديد الحدث السابق أو تقديم أي دليل آخر يؤكد أن الحدث أوالواقعة تمت بالفعل.

يبدو أنه في حالة خداع ديجا فو، قد تحدث آليات المألوفية بالخطأ،فينشأ شعور المألوفية

بسبب مشهد أو شيء جديد. عالوة على ذلك، أشار بعض الباحثينإلى أن خداع ديجا فو

ا، أو قد تحتاج1 ا على تذكر هوية هذه الشخصية فور@ : قد تكون قادر@إلى تلميح -

ا على .)» إذا عجزت عن تذكر اسم هذه الشخصية، فقد تكون قادر@فنانة « أو » مغنية « : )مثل

التعرف على ما إذا كان االسم هو شير أم مادونا؟ ويNعد االستدعاءالتلميحي على األرجح

أسهل بعض الشيء على المجيبين مقارنة@ باالستدعاء الحر، في حينيNعتبر التعرف أسهل من

كل من االستدعاء الحر واالستدعاء التلميحي.

يمكن تحفيزه بالتنويم المغناطيسي. لذا يبدو ممكن@ا أن آليات المخالداعمة لتجربة خداع

ديجا فو قد تحفزها آليات مختلفة عن تلك التي تعمل عادة@ عندمانكون متيقظين كلية@.

مختلفة عن تلك التي تعمل عادة@ عندما نكون متيقظين كلية@.

( تأثير السياق على االسترجاع والتعرف (3

يمكن أن يكون االسترجاع عNرضة بعض الشيء لتأثيرات السياق،ولكن عادة@ ما يكون

التعرف أقل عرضة. ظهر هذا — مثال@ — لدى الغواصين الذين طNلبمنهم تذكر

53

الذاكرة

المعلومات تحت الماء أو على اليابسة، ثم تم اختبار ذاكرتهم، سواءفي نفس المكان أو في

مكان مختلف.

في دراستين شهيرتين، طلب جودين وبادلي من الغواصين تذكرالمعلومات سواء على

( في١) اليابسة أو تحت الماء، ثم خضع الغواصون لالختبار سواء ) ٢نفس السياق أو )

في سياق مختلف.

أثبتت هاتان الدراستان أن ذاكرة االسترجاع لدى الغواصين كانتمتأثرة بشكل

قوي بما إذا كان السياق الذي شفروا فيه المعلومات هو نفسالسياق الذي كانوا فيه

خالل اختبار الذاكرة أم ال. لهذا تذكر الغواصون معلومات أكثر عندماطNلب منهم التعلم

تحت الماء ثم خضعوا لالختبار تحت الماء، أو عندما طNلب منهمالتعلم على اليابسة

وخضعوا لالختبار على اليابسة. ولكن حين اختلف سياق التعلمواالختبار — تحت الماء

ثم على اليابسة، أو على اليابسة ثم تحت الماء — عندئذ� تراجعمستوى أداء الذاكرة

لدى الغواصين بوضوح. خالصة األمر أن الغواصين واجهوا صعوبةفي االسترجاع عندما

اضطروا إلى تذكر المعلومات في مكان مختلف، وليس عندما تذكرواالمعلومات في نفس

المكان الذي تعلموا فيه.

إال أن هذا كان جليÆا فقط في حالة االسترجاع، وليس في حالةذاكرة التعرف. لذا

يبدو كأن التلميحات المقدمة بالتواجد في نفس السياق عند التعلمواالختبار ضرورية

ا في التعرف. لالسترجاع الفعال، ولكنها أقل تأثير@

ا بحالة المرء الفسيولوجية األمر الشائق أن أداء االسترجاع يتأثر أيض@والنفسية.

: إذا تعلم شخص شيئ@ا وهو هادئ للغاية ثم خضع لالختبار وهو مثال@قلق أو منفعل،

فعندئذ� يميل مستوى أداء التذكر إلى التراجع. ولكن لو تعلم وهوهادئ وخضع لالختبار

وهو هادئ، أو تعلم وقت انفعاله وخضع لالختبار وقت انفعاله،فعندئذ� يميل األداء إلى

أن يكون أفضل. هذا مهم بالنسبة إلى الطالب الذين يذاكرون منأجل االمتحانات: إذا

راجعت من أجل االمتحان وأنت هادئ للغاية، ولكنك شعرت بالتوترأو االنفعال الشديد

خالل االمتحان الفعلي، فعندئذ� ربما ال تتذكر المعلومات جيد@ا فياالمتحان )مقارنة@

بشخص كان مزاجه أكثر هدوء@ا خالل المذاكرة واالمتحان(. لذا قدتNنصح بالعالج

باالسترخاء في مثل هذه الحاالت، لتحاول أن تضمن أنك في حالةفسيولوجية ونفسية

تتشابه في وقت االمتحان مع حالتك في وقت المراجعة.

54

إخراج األرنب من القبعة

لوحظ أن الكحوليات والمخدرات وغيرهما من العوامل التي تؤثرعلى الحالة النفسية

للفرد لها آثار مماثلة. ومن ناحية غير موضوعية، تناول هذه النقطةجيد@ا الممثل

: الكوميدي والفنان بيلي كونولي، في مقابلة بالتليفزيون٢٠٠٦األسترالي عام

نعم، أتذكر اآلن أين كنت، نعم أتذكر قيامي بهذا وأتذكر قياميبذاك، ثم

تنتقل إلى المرحلة التالية المليئة بتعتيمات ال تتذكرها، ولهذا فلكيتتذكرها

عليك أن تثمل مجدد@ا كي تحظى بذاكرتين. ستحظى بذاكرة واعيةوذاكرة

ثملة ألنك صرت شخصين …

نص قناة إيه بي سي في البرنامج

» الحبل على الغارب « التليفزيوني

باإلضافة إلى ،» المعتمدة على الحالة « وهكذا نالحظ هذه اآلثارللذاكرة والنسيان

ويبدو أن اآلثار الواقعة على الذاكرة والمعتمدة على .» المعتمدةعلى السياق « اآلثار المادية

الحالة تحدث في ظل عدة ظروف مختلفة، ولكنها — في الدراساتالتجريبية المنهجية —

ا بانتظام إال عندما تNختبر الذاكرة باستخدام االستدعاء ال توجد أيض@الحر. عند اختبار

أيÆ من االستدعاء التلميحي أو التعرف، فإن تأثير التغيرات فيالحالة أو السياق يكون

ا. متفاوت@ا كثير@

رغم أن األمر تصعب دراسته علميÆا، فمن المحتمل أن أحد أسباباستصعابنا تذكر

محتويات األحالم يرتبط بالنسيان المعتمد على الحالة. ومع هذا، إذااستيقظنا خالل

، فإننا في العادة نجد سهولة نسبية في تذكر جزء من الحلم فعال@ا الحلم، ربما ألن بعض@

من محتوى الحلم على األقل لم يزل مختزن@ا في الذاكرة العاملة.

قد تفسر عدة عوامل حساسية االستدعاء الحر المعتمد على الحالة.على سبيل المثال:

قد تؤدي حاالت مختلفة نفسية فعالة إلى تبني الناس استراتيجياتغير معتادة للتشفير

أو االسترجاع تتعارض مع تلك التي يستخدمونها عندما ال يكونون فيتلك الحاالت.

نشوة الماريجوانا — مثال@ — تجعل الناس تعقد روابط غير عاديةاستجابة@ لعامل مNنبه.

ا في تحفيز االستدعاء الحر؛ ألن المشارك هنا Æقد يكون هذا مهم عليه أن ينتج معلومات

أو تلميحات سياقية مناسبة لمساعدته على التذكر. ولكن في حالةاالستدعاء التلميحي

والتعرف، يNقدم للمجيب بعض المعلومات بالفعل عن العناصرالمستهدفة؛ وبالتالي فإن

احتمالية عدم التوافق بين عمليتي التشفير واالسترجاع تتضاءلا بشكل ملحوظ؛ ألن قدر@

55

الذاكرة

معين@ا من المعلومات التي تم تقديمها في وقت التعلم يعاد تقديمهفي وقت االختبار )ومن

ثم تكون المعلومات ثابتة(.

ا — غالب@ا ما تتمتع ذاكرة التعرف عالوة على ذلك — كما رأينا سابق@بمكوOن

قوي، ال يعتمد على السياق؛ وبالتالي ليس عرضة لتغيرات السياق)رغم أنه — » مألوفية «

االسترجاع « كما في االسترجاع — قد تؤثر تغيرات الحالة والسياقا في مكون المادي كثير@

ا(. » الصريح لذاكرة التعرف الذي ذكرناه آنف@

( التأثيرات غير الواعية على الذاكرة (4

حتى في غياب االسترجاع أو التعرف أو مشاعر المألوفية، قد تظلالذاكرة ملحوظة.

ا، فإن وكما أشرنا في الفصل الثاني، لو صادفنا المعلومة سابق@المصادفات الالحقة لنفس

المعلومة قد تكون مختلفة بسبب المصادفة السابقة، حتى في غيابأية إشارات صريحة

: للذاكرة. ولكن التأثيرات غير الواعية للذاكرة قد تمثل مشكلة. مثال@حللت الدراسات

أطول تمثال في العالم « الرسمية ما إذا كان من المحتمل أنيصدق الناس تأكيدات مثل

حتى عندما تكون هذه التأكيدات عارية عن الصحة. وقد اكتNشف ».موجود في التبت

أنه من المحتمل أن يصدق الناس هذه التأكيدات إذا صادفوها فيتجربة ذاكرة سابقة،

حتى لو لم يستطع الناس تذكر هذه التأكيدات بأي شكل آخر. قدتكون هذه التأثيرات

الالواعية للذاكرة مسئولة عن فاعلية بعض األساليب السلوكيةالمستخدمة في سياق

اجتماعي، مثل الدعاية.

التأثير السلوكي )الالواعي غالب@ا( » التنشيط « كما رأينا في الفصلالثاني، يصف

الناتج من حدث سابق علينا. ويمكن قياسه بمقارنة السلوك الذييعقب حدث@ا ما بالسلوك

الذي ينشأ إذا لم يقع هذا الحدث. في المثال المذكور عاليه، فإنتصديق تأكيدات معينة

طه مصادفتنا Oعن موقع أطول تمثال في العالم( قد تنش : )مثال@ا لهذه التأكيدات. سابق@

إذا قورن بين مجموعتين من األشخاص — تتكونان من بعضاألشخاص الذين صادفوا

تأكيد@ا وبعض األشخاص الذين لم يصادفوه — فعلى األرجح أناالختالف في االعتقادات

ا لدرجة التنشيط الناتجة عن المصادفة السابقة. وهذا يمثل مقياس@مثال آخر للتنشيط:

i_c_o_eقد يقيس باحث مقدار الوقت الذي يستغرقه األفراد لحل ._تأمل مقطع الكلمة

أو إكمال المقطع وصوال@ إلى كلمة إنجليزيةdiscloseثم يقارن ،)حقيقية )أي أن يقولوا

( األفراد الذين صادفوا حديث@ا الكلمة أو١الوقت الذي استغرقه ) الفكرة بالوقت الذي

56

إخراج األرنب من القبعة

disclose ( األفراد الذين لم يصادفوها. حتى عندما٢ استغرقه ) صادف األفراد كلمة

ا ولكنهم ال يتذكرون تجربة مرورهم بها، فإنهم يستطيعون مؤخر@عادة@ حل مقطع

ا. )وكما الكلمة أسرع من األفراد الذين لم يمروا بهذه التجربة سلف@رأينا في الفصل

الثاني، يستطيع األفراد المصابون بفقدان الذاكرة ممارسة هذاالنوع من المهام جيد@ا.(

الفارق في الوقت الالزم لالستجابة للتلميح هو مثال للتنشيط، وهوأحد أنواع أدلة ذاكرة

التجربة السابقة )أي: أثرها المستمر(.

( التصنيفات مقابل المتسلسالت (5

قد ننظر إلى السلوكيات التي نستدل منها على الذاكرة بصفتهاموجودة بصورة متسلسلة:

االستدعاء الحر، االستدعاء التلميحي، التعرف، الشعور بالمألوفية،األثر السلوكي الالواعي.

تشير هذه النظرة إلى أن االختالفات وسط هذه المظاهر المتنوعةللذاكرة ناتجة عن أن

للذكريات مواطن قوى مختلفة أو درجات إتاحة مختلفة. يستتبع هذهالنتيجة أنه

كلما كانت الذاكرة قوية ومتاحة، يكون االستدعاء الحر ممكن@ا، إلىجانب جميع إثباتات

الذاكرة األخرى. ولكن كلما ضعفت الذاكرة أو لم تكن متاحة بطريقةأو بأخرى، لن

يحدث االستدعاء الحر، ولكن قد تظل الذاكرة ملحوظة عند مستوياتإتاحة أو مواطن

أي: التعرف، المألوفية، التأثير الالواعي(. ( » أقل « قوى

هذا المنهج جذاب في بساطته، ولكن توجد صعوبات محتملة فيالمنهج المتسلسل

ا أن : القدرة على استرجاع المعلومات ال تعني دوم@ البسيط. مثال@المعلومات سيتم التعرف

عليها بشكل صحيح. عالوة على ذلك، بعض المتغيرات لها تأثيرعكسي على أداء االسترجاع

أسهل — » منضدة « والتعرف، مثل تكرار الكلمة. فالكلمات متكررةاالستخدام — مثل

ا .» مرساة « في استرجاعها من مع هذا، فالكلمات األقل تكرار@ا مثل الكلمات األقل تكرار@

أسهل في التعرف عليها. إلى جانب هذا، فالمعلومات التي تما تعلمها عمد@ا أسهل عموم@

في استرجاعها من المعلومات التي تNكتسب بالصدفة، لكنالمعلومات التي يتم تعلمها

دون قصد تكون أسهل أحيان@ا في التعرف عليها. النقطة األساسيةهنا هي أنه قد يتم

التوصل إلى نتائج مختلفة )وربما غير متوقعة( بناء@ على ضوابطمحددة للذاكرة عندما

تتم معالجة تشفير الذاكرة مباشرة@؛ مما يشير إلى أن تأثيراتالذاكرة ال يحفزها نظام أو

عملية وحيدة مباشرة تعمل إلى جانب تسلسل وحيد.

57

الذاكرة

( الربط بين الدراسة واالختبار (6

حسبما رأينا في هذا الفصل، يعتمد ما نستطيع استرجاعه اعتماد@اا على السياق كبير@

الذي تم فيه تشفير المعلومة أو تصنيفها في األساس، وإلى أيمدى يتطابق هذا مع

مؤكد@ا العالقة ،» مبدأ خصوصية التشفير « سياق االسترجاع. ذكرناأن تولفينج طور

بين ما يحدث في وقت التعل�م )التشفير( وما يحدث في وقتاالختبار )االسترجاع(. فما

يتم تشفيره في أي موقف تشفيري بعينه يحدث بشكل انتقائي؛ أيتحدده المتطلبات

ا لتولفينج، يعتمد ما المفروضة على الفرد في وقت التعلم. وطبق@ا على سيتم تذكره الحق@

التشابه بين ظروف اختبار الذاكرة وظروف التعلم األصلية. رأينامثاال@ على هذا عند

استعراض تجارب جودين وبادلي مع الغواصين الخاضعين لالختبارعلى اليابسة أو

تحت الماء.

توضح تجربة أخرى أجراها باركلي وزمالؤه خصوصية التشفير بمزيدمن التفصيل.

طلب هؤالء الباحثون من المشاركين دراسة مجموعة من الجملتحتوي على كلمات

عزف « : في واحدة من جملتين » بيانو « مفتاحية. وهكذا، علىسبيل المثال، قNدمت كلمة

عند االسترجاع، تم التلميح إلى الجملتين بعبارات .» رفع الرجلالبيانو « أو » الرجل البيانو

( غير مناسبة للسمات الخاصة بالكلمة٢( مناسبة أو ) ١كانت إما ) المستهدفة )البيانو(.

وعند االختبار، تذكر المشاركون الذين تلقوا الجملة التي تتحدث عنعزف البيانو كلمة

على النقيض من ذلك، كان .» أداة موسيقية « عندما تم التلميحإليهم بعبارة » بيانو «

المشاركون الذين درسوا الجملة التي تتحدث عن رفع البيانو أقلقدرة على تذكر كلمة

حسب مبدأ خصوصية التشفير، حدث ( .» أداة موسيقية « بعدتلقيهم تلميح » بيانو «

هذا ألنه — بالنسبة إلى هذه المجموعة — لم يتم التركيز علىالجانب الموسيقي للبيانو

في الجملة خالل وقت التعلم.( على العكس، فإن المشاركين الذيندرسوا الجملة التي

تتحدث عن رفع البيانو في وقت التشفير تم التلميح لهم بكفاءةأكبر خالل االختبار

.» أداة موسيقية « بدال@ من تلميح » جسم ثقيل « بعبارة

توضح هذه التجربة جانبين مهمين عن خصوصية التشفير:

( وحدها تلك العناصر في الحدث األصلي التي يتم تفعيلها على١وجه الخصوص من (

خالل موقف التعلم هي التي تNشفر بكل تأكيد.

58

إخراج األرنب من القبعة

( السترجاع المعلومات على النحو األفضل، ال بد أن تستهدف٢تلميحات االختبار (

الجوانب المحددة للمعلومة التي تم تشفيرها في األصل. بعبارةأخرى: يعتمد التذكر على

التطابق بين ما تم تشفيره وما يتم التلميح به.

وهكذا، لالسترجاع على النحو األمثل، يجب أن يتطابق نوع المعالجةالمستخدم وقت

التعلم بالشكل المناسب مع نوع المعالجة المطلوب في وقتاالختبار. أوضح موريس

مستويات « كامتداد لتجارب كريك وتولفينج عن » معالجة النقلالمناسبة « وزمالؤه تأثير

والتي أشرنا إليها في الفصل الثاني. في الدراسات األصلية لكريكوتولفينج، » المعالجة

ث المشاركون خالل التشفير على التركيز على الجوانب: ) N١ح) ( الصوتية٢المادية، أو )

( الداللية للكلمة المطلوب تذكرها. ومثلما٣)مثل التقفية(، أو ) رأينا في الفصل الثاني،

ففي ظروف اختبارية عادية، أدت المعالجة الداللية خالل التشفيرإلى أفضل مستوى من

االسترجاع خالل االختبار. ولكن في دراسة أجراها موريس وزمالؤه،يف ظرف آخر Nأض

ا له اضطر المشاركون إلى تحديد في مرحلة االختبار، والذي وفق@الكلمات التي على وزن

ا خالل التشفير. وبالنسبة إلى » المقفى « الكلمات المقدمة سابق@ظرف االسترجاع الجديد

( مهمة التقفية خالل ظرف١هذا، كان هناك تطابق شديد بين: ) ( التطابق٢التعلم و)

المقفى المطلوب في وقت االستجابة. وفي االختبار، لوحظ أنأفضل استرجاع للكلمات

المقفاة لدى المشاركين حدث عندما كانت التقفية )أي المعالجةالصوتية( هي محور

مهمة التعلم.

هوامش

(1 © )Herbie Knott/Rex Features.

أخطاء الذاكرة في هذا الفصل، سنتناول المسألة المتعلقة بأساس النسيان،

وسنستعرض الجدل الدائر

حول ما إذا كنا ننسى فعال@ أي شيء — أو ما إذا كنا بدال@ من ذلكنصادف صعوبات

في استرجاع المعلومات المخزنة. كما سنناقش أنواع@ا أخرى من: صعوبات الذاكرة، مثال@

التحريفات والتحيزات في الذاكرة الناتجة عن اإليحاء، وهو محور كمهائل من الدراسات

التي أجريت على مدار العقود القليلة الماضية )ال سيما فيما يتعلقباألبحاث المجراة عن

ا مواقف قد تعمل فيها شهادة شاهد العيان(. كما سنتناول أيض@الذاكرة بصورة نوعية

حيث اختNلف حول أن الذكريات ،» الذاكرة الوميضية « أكثر فاعلية؛أي في مواقف تسمى

قد تكون واضحة بشكل خاص )مثل: تذكر اغتيال جون إف كينيدي،أو مصرع ديانا

أميرة ويلز(. وفيما يتعلق بهذا الموضوع، سوف نستعرض األحداثالعاطفية المؤثرة على

كين التي YدرNعمل الذاكرة، مثلما في مواقف المكافأة أو الخطر الم نميل فيها إلى االحتفاظ

بالمعلومات بصورة أكثر فاعلية.

( النسيان (1

رجاء@ تذكر الخامس من نوفمبر: خيانة ومؤامرة البارود. ال نعرفسبب@ا يدعو

لنسيان خيانة البارود أبد@ا.

مصدر مجهول

لم يثبت قط وجود النسيان: نحن نعلم فقط أن بعض األشياء التتبادر إلى

أذهاننا عندما نريدها.

فريدريك نيتشه

تذكر الفارق الثالثي والضروري بصورة منطقية بين التشفيروالتخزين واالسترجاع الذي

بأنه فقدان للمعلومات التي تم تخزينها. » النسيان « قدمناه فيالفصل األول. يمكن تعريف

» بحد ذاته « — قد يحدث النسيان ليس بسبب مشكالت في حفظالمعلومات في المخزن

— ولكن ألن ذكريات مشابهة تختلط وتتداخل بعضها مع بعض عندمانحاول

ا، فسنحتاج استرجاعها. وإذا أردنا فهم كيفية عمل الذاكرة تمام@عندئذ� إلى محاولة

فهم بعض العوامل التي قد تؤثر على نسيان المعلومات.

يوجد رأيان تقليديان عن النسيان: يذهب الرأي األول إلى أنالذاكرة ببساطة تذبل

ا مثلما تذبل األشياء في البيئة الواقعية أو تتآكل أو أو تتالشى، تمام@تفقد بريقها بمرور

عن النسيان والذاكرة. أما الرأي الثاني » سلبية « الوقت. يمثل هذاا أكثر الرأي تصور@

ا لهذا المنظور، ال يوجد دليل دامغ على الذبول .» إيجابية « طبق@فيعتبر النسيان عملية أكثر

السلبي للمعلومات في الذاكرة، ولكن يحدث النسيان ألن آثارالذاكرة تعرضت للخلل أو

التشويش أو االحتجاب بسبب ذكريات أخرى. بعبارة أخرى: يحدثالنسيان كنتيجة

للتداخل.

ع الدراسات الحالية على وقوع هاتين العمليتين كلتيهما، ولكن تNجم}غالب@ا يكون من

ا فصل أهمية الزمن — أي ذبول الذكريات أو تالشيها — Æالصعب حق عن التدخل من

خالل أحداث أخرى؛ ألنه غالب@ا ما يحدث هذان األمران مع@ا. علىسبيل المثال: إذا حاولت أن

تتذكر ما حدث في نهائي بطولة ويمبلدون للتنس لفردي الرجال ، فقد تكون١٩٩٥في عام

(٢( بسبب النسيان نتيجة مرور الوقت، أو ) ١ذاكرتك ناقصة ) بسبب النسيان نتيجة

أن ذكرياتك عن نهائيات أخرى لويمبلدون للتنس لفردي الرجالتتداخل مع ذكرياتك

مع هذا، يوجد ما يدل .» كلتا العمليتين تحدثان مع@ا « عن نهائي عام( ألن٣ ، أو ) ١٩٩٥

على أن التدخل قد يكون اآللية األكثر أهمية المسببة للنسيان)بعبارة أخرى: لو لم تكن

، قد رأيت مباراة تنس أخرى منذ نهائي ويمبلدون للتنس لفردي١٩٩٥الرجال في عام

فقد تتذكر هذا الحدث أفضل من شخص رأى مباريات تنس أخرىعلى مدار نفس المدة

أكثر١٩٩٥إلى حدÆ ما(. » تفرد@ا « الزمنية؛ ألن ذاكرتك عن نهائي

بشكل أعم، تميل تجاربنا بالفعل إلى التفاعل داخل ذكرياتناوالتداخل بعضها مع

البعض اآلخر؛ مما ينتج عنه اتصال ذاكرتنا عن إحدى التجارب غالب@ابذاكرتنا عن

تجربة أخرى. وكلما تشابهت تجربتان، زادت احتمالية تفاعلهما داخلذاكرتنا. في بعض

الحاالت، قد يكون هذا التفاعل مفيد@ا حيث إن المعرفة الدالليةالجديدة يمكن أن تبنى

: ثمة ما يدل على أن محترفي الشطرنج على معرفة قديمة )مثال@يستطيعون تذكر مواقع

ا في هذا قطع الشطرنج أفضل من المستجدين، كما سنرى الحق@الفصل(. ولكن عندما

ا، يمكن يكون من الضروري فصل تجربتين وجعلهما مستقلتين تمام@أن يدفعنا التدخل

إلى التذكر بدقة أقل مما كنا سنفعل في ظروف أخرى. على سبيلالمثال: قد تختلط

الذكريات بعضها مع البعض حول نهائيين مختلفين لبطولة ويمبلدونللتنس.

( الذكريات الوميضية وعثرة ذكريات الماضي (2

إحدى السمات الشائقة عن الذاكرة هي أن الناس يبدون قادرينعلى تذكر أحداث معينة

ا لو كانت غير عادية والفتة على بوضوح شديد لمدة طويلة، خصوص@وجه الخصوص.

( الذكريات الوميضية١يوجد جانبان مختلفان لهذه الظاهرة وهما: ) ( عثرة ذكريات٢و)

الماضي.

، ومصرع األميرة ديانا١٩٦٣، إن اغتيال جون إف كينيدي في عام ١٩٩٧عام

، هي أحداث٢٠٠١وتدمير برج التجارة العالمي في نيويورك عام بارزة للغاية بالنسبة

إلى األشخاص الذين كانوا أحياء@ وقت وقوع هذه األحداث. تبدوذكرى هذه األحداث

شديدة المقاومة للنسيان بمرور الوقت، ويستطيع كثير من الناستذكر أين كانوا ومع

من كانوا عندما سمعوا نبأ أحد هذه األحداث أو كلها. هذا مثال لماأطNلق عليه اسم

وفي مواقف شديدة اإلثارة كهذه، يبدو الناس غالب@ا قادرين على .»الذاكرة الوميضية «

ا بالضغوط التذكر جيد@ا. وقد ترتبط هذه الظاهرة ارتباط@ا وثيق@المؤثرة علينا خالل

عند اإلشارة إلى » هنري الخامس « ماضينا التطوري. وحسبما قالشكسبير في مسرحيته

قد يعتري العجائز النسيان إذا تخلفوا عن الحرب؛ أما المحارب، « :معركة أجينكورت

». فسيذكر ما أتاه في ذلك اليوم من جليل األعمال

عندما يNطلب من الشخص في حياته الالحقة » عثرة ذكريات الماضي« بالمقارنة، تحدث

أن يتذكر أحداث@ا من مراحل حياته المختلفة. في هذه المواقف، يميلالناس إلى أن يتذكروا

بشكل غير متناسق أحداث@ا أكثر وقعت في الفترة بين مراهقتهموباكر شبابهم. لخص هذه

الماضي البعيد، وقتما « : النقطة بإتقان الكاتب والمحامي جونمورتيمر حين صرح بأن

ا كنت أمثOل هاملت بأداء فردي أمام أعين والدي الضرير، مبارز@نفسي ومحتسي@ا كأسي

ا وضوح األمس. أما ما فقدته في المسمومة … يبدو لي واضح@غياهب الذاكرة المتالشية

وقد تمت اإلشارة إلى أن عثرة ذكريات الماضي هذه ». فهي أحداثمضت منذ عشر سنوات

ناتجة عن األهمية الخاصة لألحداث التي تقع خالل الفترة المبكرةمن حياة المرء. غالب@ا

ما تكون هذه أحداث@ا تتدخل فيها المشاعر بشكل مكثف )وهو اعتبارقد يكون مرتبط@ا

ا بالذكريات الوميضية(. وتشمل هذه األحداث: لقاء الزوج أو أيض@الزوجة، أو الزواج، أو

اإلنجاب — وأحداث مهمة من نواح� أخرى، مثل بدء العمل، أو التخرجفي الجامعة، أو

التجول حول العالم.

إن المنطقتين اللتين توجد بهما الذكريات الوميضية وعثرة ذكرياتالماضي مثيرتان

للجدل إلى حدÆ بعيد. على سبيل المثال: فيما يتعلق بالذكرياتالوميضية، أثير الجدل

حول إلى أي مدى قد تتطفل الذاكرة الداللية على الذاكرة العرضيةبحث@ا عن أحداث مثل

مصرع األميرة ديانا )بحيث نشعر أننا نتذكر التفاصيل العرضية بدقة،في حين أن معظم

هذه التفاصيل في حقيقة األمر قد تكون مNستنتYجة — راجع الفصلالثاني الستعراض

مختصر عن مدى التفاعل بين الذاكرة الداللية والعرضية، وكذلكراجع الفصل األول

داخل الذاكرة(. على » من المستوى العام إلى الخاص « فيما يتعلقبدرجة ارتباط المؤثرات

الرغم من ذلك، تعتبر هاتان النقطتان كلتاهما من الموضوعاتالمثيرة جدÆا لالهتمام في

أبحاث الذاكرة.

( التنظيم واألخطاء في الذاكرة (3

أضعف األحبار أفضل من أقوى ذاكرة.

مثل صيني

في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، أجريت بعض الدراساتعلى العبي الشطرنج

الكتشاف مدى قدرتهم على تذكر مواقع قطع الشطرنج على اللوح.أثبتت الدراسات

، ومصرع األميرة ديانا١٩٦٣: اغتيال جون إف كينيدي في عام 1، 4 - شكل ١٩٩٧عام

هي أحداث٢٠٠١وتدمير برج التجارة العالمي في نيويورك عام بارزة للغاية بالنسبة إلى

األشخاص الذين كانوا أحياء@ وقت وقوع هذه األحداث.

٪ من القطع الموجودة٩٥أن محترفي الشطرنج يستطيعون تذكر على رقعة الشطرنج

. لكن العبي الشطرنج األقل كفاءة٥بعد لمحة واحدة تستغرق � ثوانكانوا قادرين على

٪ فقط من القطع بشكل صحيح، واحتاجوا ثماني محاوالت٤٠تحديد للوصول إلى أداء

، أشارت النتائج إلى أن٩٥صحيح بنسبة ٪. وبتحليل أكثر تفصيال@الميزة التي يتمتع

بها محترفو الشطرنج نابعة من قدرتهم على رؤية رقعة الشطرنجباعتبارها كيان@ا كليÆا

ا، وليس مجموعة من القطع المنفصلة. وقد ظهرت آثار منظم@مشابهة لدى العبي البريدج

المحترفين عندما يحاولون تذكر أيادي الالعبين، أو عندما يNطلب منخبراء اإللكترونيات

تذكر الدوائر اإللكترونية. في كل حالة، يبدو أن الخبراء ينظمونالمادة في صورة مترابطة

وهادفة. وبناء@ على خلفية ثرية من التجارب السابقة، يبدو الخبراءقادرين على تحسين

أداء الذاكرة بشكل ملحوظ يفوق أداء غير الخبراء.

في شكل ( » االسترجاع « رأينا بالفعل في الفصل الثالث أن تنظيمالمعلومات خالل وقت

تلميح( يمكن أن يساعد في التذكر، ولكن هذه الدراسات عن الخبراءتكشف عن مزايا

كذلك. وفي المعمل، قارن الباحثون بين الذاكرة من أجل تعلم: »التعلم « التنظيم خالل وقت

( مادة تتسم ببعض٢مادة غير منظمة نسبيÆا وبين تذكر ) (0التنظيم المفروض خالل (

: ثمة ما يدل على أن محترفي الشطرنج يستطيعون تذكر مواقع24قطع الشطرنج - شكل

أفضل من المستجدين، وهذا مرتبط بوضوح بقدرة المحترفين علىرؤية رقعة الشطرنج

ا، وليس مجموعة من القطع المنفصلة. 2باعتبارها كيان@ا كليÆا منظم@

وقت التعلم. على سبيل المثال: يمكن مقارنة ذاكرة عن قائمةكلمات عشوائية بذاكرة عن

(١قائمة مNقسمة، ألغراض العرض، إلى فئات من — مثال@ — ) ( قطع٢الخضراوات أو )

األثاث، وذلك خالل وقت التشفير. عندما يNطلب من األفراد أنا القائمة التي يتذكروا الحق@

كانت منظمة خالل وقت التشفير، يكون أداؤهم أفضل بشكلملحوظ مقارنة@ بوقت ما

سمعوا القائمة المنظمة عشوائيÆا خالل مرحلة التعلم. لهذا،فالتنظيم الهادف للمعلومات

خالل التعلم يمكن أن يؤدي أحيان@ا إلى تحسن أداء الذاكرة عنداالختبار. ومع هذا، فكما

سنرى قريب@ا، يمكن أن تؤدي أنواع أخرى من التنظيم خالل التعلمإلى تحريفات في

ا. الذاكرة عندما يخضع األفراد لالختبار الحق@

( آثار المعرفة السابقة (4

( األطر العقلية: ما نعرفه بالفعل (1-4

كما رأينا في الفصل األول، طلب بارتليت في ثالثينيات القرنالعشرين من مشاركين

إنجليز قراءة قصة شعبية تنتمي لسكان أمريكا األصليين، ثماسترجاعها، وهي قصة

التي جاءت من ثقافة مختلفة للغاية عن ثقافتهم. عندما حاولاألفراد ،» حرب األشباح «

ا على القصة تذكر هذه القصة، كان نقلهم معتمد@ا اعتماد@ا واضح@األصلية، ولكنهم أضافوا

وحذفوا وعد^لوا المعلومات إلنتاج قصص بدت أكثر معقولية بالنسبةإليهم، وهو ما سماه

.» السعي وراء المعنى « بارتليت

ا عقلية « اقترح وصفها بأنها تنظيمات نشطة لتجارب ،» أطر@بارتليت أننا نملك

ماضية. تساعدنا هذه األطر العقلية في فهم المواقف المألوفة،ه توقعاتنا وتقدم Oفتوج

ا عمليÆا يمكن في ظله معالجة معلومات جديدة. على سبيل إطار@ا المثال: قد نملك إطار@

إلى مطعم أو إلى السينما. » عادية « في العمل أو المدرسة، أولزيارة » عادي « عقليÆا ليوم

وفيما يبدو، يواجه الناس مشكلة في فهم المعلومات المقدمة إليهملو لم يستطيعوا

ا. االعتماد على األطر العقلية الخاصة بمعرفة مكتسبة سابق@وأوضحت هذه النقطة

بدقة دراسةÍ أجراها برانسفورد وجونسون. فقد أعطى هذانالباحثان المشاركين فقرة

ليتذكروها، والتي بدأت كالتالي:

العملية في الواقع بسيطة جدÆا: أوال@ ستنظم العناصر في مجموعاتمختلفة.

بالطبع يمكن أن تكون كومة واحدة كافية بحسب مقدار العناصرالموجودة.

ا للذهاب إلى مكان آخر بسبب نقص التسهيالت Æوإذا كنت مضطر فهذه هي

الخطوة التالية؛ غير ذلك يمكنك أن تظل في مكانك. من الضروريأال تفرط في

ا قليلة في المرة التعامل مع األشياء؛ أي من األفضل أن تفعل أمور@عن أن تفعل

الكثير.

ثبتت صعوبة استرجاع هذه الفقرة النصية بالنسبة إلى المشاركين،حتى لو قNدم

العنوان بعد قراءة الفقرة. اكتشف برانسفورد وجونسون أنه فقطعندما قNدم العنوان

ا، » قبل « دم العنوان سلف@ Nالنص، تحسن االسترجاع الالحق. عندما ق )» غسيل المالبس «(

أصبحت الفقرة ذات معنى أوضح، وتضاعف أداء االسترجاع. كانالتفسير المقدم حول

ا ) ( أوضح ما تدور حوله١هذه النتائج كالتالي: تقديم العنوان سلف@( ألمح٢الفقرة، و)

( ساعد األفراد في فهم التصريحات٣بإطار عقلي مألوف، و) المقدمة. لذا يبدو أن تقديم

سياق له معنى يحسن الذاكرة.

ا مع تقديم ومع هذا، فمن الممكن التذكر دون فهم، خصوص@مساعدات إضافية،

مثل تقديم المعلومات إلثباتها باستخدام اختبار التعرف )انظرالفصل الثالث(. أوضح

المشار إليها في ( » غسيل المالبس « فقرة » استرجاع « ألباوزمالؤه أنه على الرغم من أن

ا عندما عNرف على جمل من » التعرف « الجزء السابق( تحسن كثير@ا، فإن العنوان مقدم@

الفقرة كان متساوي@ا، سواءÍ بالعنوان أو دونه. فاستخلص ألباوزمالؤه أن تقديم العنوان

أتاح للمشاركين دمج الجمل في وحدة أكثر ترابط@ا؛ مما أفاداالسترجاع، ولكن هذا أثر

فقط على الروابط بين الجمل، وليس على تشفير الجمل نفسها)ولهذا كان أداء التعرف

على مادة النص محفوظ@ا بوضوح، دون تقديم العنوان(.

كيف تساعدنا معرفتنا السابقة » غسيل المالبس « يوضح البحثري بفقرة Nالذي أج

في تذكر المعلومات. وقدم باور ووينزينز وزمالؤهما مثاال@ آخر: فقدطلبوا من المشاركين

( في٢( عشوائيÆا أو ) ١حفظ مجموعة كلمات قNدمت إليهم إما ) تسلسل منظم. واكتشف

هؤالء الباحثون أن تقديم الكلمات في تسلسالت ذات معنى قللتوقت الحفظ إلى

ربع الوقت المطلوب لنفس الكلمات عندما كانت مرتبة بشكلعشوائي. وقد أبرز تنظيم

التسلسل بوضوح� الفروق الدقيقة في معاني الكلمات، وهو ما بداط فقط حفظ Oأنه ال يبس

ا عمليÆا يستطيع في ظله المشاركون ا إطار@ القوائم، ولكنه يقدم أيض@تنظيم استرجاعهم

( تعل�م ( :» كل من « الالحق؛ وبالتالي فإن تنظيم مادة الذاكرة قد١يعمل على تحسين

( استرجاعها.٢نفس المواد و)

( كيف تحفز المعرفة التذكر؟ (2-4

مثلما أشرنا في الفصل الثالث، يجد الخبراء في أي مجال أنه مناألسهل واألسرع اكتساب

معلومة جديدة في إطار خبرتهم أكثر من المستجدين. يشير هذااالكتشاف إلى أن ما

ا على معرفتنا الحالية. على سبيل نتعلمه يبدو معتمد@ا اعتماد@ا كبير@المثال: برهن موريس

وزمالؤه على وجود عالقة قوية للغاية بين مقدار ما يعرفهمشاركوهم عن كرة القدم

وعدد نتائج المباريات الجديدة التي يستطيعون تذكرها بعد سماعهامرة واحدة فقط.

رئت على المشاركين مجموعة جديدة من نتائج مباريات كرة القدم Nق وقت إذاعتها في

نهاية األسبوع. وكانت مجموعة واحدة من النتائج هي النتائجيفت Nالحقيقية، في حين ز

مجموعة أخرى من النتائج بتشكيل أزواج مNقن}عة من الفرق وتحديداألهداف بنفس

ب}رY المشاركون في الدراسة ما Nالتواتر كما حدث في أسبوع سابق. أخ إذا كانت النتائج التي

ط Oسمعوها حقيقية أم مزيفة. وحدها النتائج الحقيقية بدت أنها تنش المعرفة واالهتمام

لدى الخبراء بكرة القدم. وبالنسبة إلى النتائج الحقيقية، كانمستوى استرجاع الذاكرة

مرتبط@ا بوضوح بالخبرة في كرة القدم؛ ولهذا استرجع المشجعوناألكثر معرفة أغلب

النتائج. أما بالنسبة إلى النتائج المزيفة )حيث كانت النتائج مقنعةللغاية ولكنها ليست

ا ضئيال@ نسبيÆا على النتائج الحقيقية(، فقد اكتNشف أن للخبرة تأثير@أداء االسترجاع الالحق.

وتوضح هذه النتائج التفاعل بين سعة الذاكرة والمعرفة الحالية)وعلى األرجح االهتمام

ا( في تحديد ما يتم تذكره بكفاءة. والحافز أيض@

( كيف يمكن أن تؤدي المعرفة إلى أخطاء؟ (3-4

معرفتنا السابقة هي أحد األصول القيمة للغاية، ولكنها يمكن أنا إلى أخطاء. تؤدي أيض@

ففي إحدى الدراسات وثيقة الصلة، أعطى أوينز وزمالؤه مشاركيهما باألنشطة وصف@

التي يؤديها شخص معين. على سبيل المثال: دار أحد األوصاف حولطالبة تدعى نانسي.

وهذا هو الجزء األول من ذلك الوصف:

ذهبت نانسي إلى الطبيب. وصلت إلى العيادة وحجزت لدى موظفاالستقبال.

ذهبت لمقابلة الممرضة التي بدأت إجراءاتها المعتادة. ثم وقفتنانسي على

الميزان وسجلت الممرضة وزنها. دخل الطبيب الغرفة وفحصالنتائج. ابتسم

بعد انتهاء الكشف، ». حسن@ا، يبدو أن توقعاتي قد صدقت « :لنانسي وقال

غادرت نانسي العيادة.

ا بأن نانسي كانت قلقة من أن تكون بر نصف المشاركين مقدم@ Nأخ من Yوض . حامال@

هؤالء المشاركون معلومات خاطئة يتراوح قدرها بين مرتين وأربعمرات عند اختبار

التي أجريت بأنها تشمل » اإلجراءات المعتادة « استرجاعهم: تذكر بعضهم للوصف. مثال@

وارتNكبت هذه األنواع من األخطاء في كل من اختبارات التعرف .»اختبارات الحمل «

واالسترجاع. فتعكس هذه النتائج واقع أن لألفراد توقعات كثيرةحول كيفية سير

األنشطة االعتيادية )الذهاب إلى الطبيب، المحاضرة، المطعم(،ا وهذه التوقعات تقدم أطر@

عقلية يمكنها إما أن تسهل أو تضلل فيما يتعلق بأداء ذاكرتنا. وفيجزء آخر من

درس باور وزمالؤه تأثير هذه األطر العقلية على االسترجاع ،»غسيل المالبس « دراسة

ا بناء@ على التوقعات العادية، ولكن الالحق. فأعطوا مشاركيهم قصص@القصص اشتملت

على اختالفات ملحوظة عن المعيار؛ وبالتالي — على سبيل المثال— قد تشير قصة عن

تناول الطعام في مطعم إلى سداد الفاتورة في بداية الوجبة. عنداسترجاع القصص، مال

المشاركون إلى إعادة ترتيب استرجاعهم ليعود إلى شكل اإلطارالعقلي )أي األكثر اعتياد@ا(

للقصة. واشتملت األخطاء األخرى الشائعة التي ارتكبها األفراد علىتضمين أفعال يمكن

توقعها عادة@ في هذا السياق المحدد، ولكنها لم تNذكر في القصةاألصلية — مثل النظر إلى

قائمة الطعام قبل اختيار الوجبة.

بصفة عامة، تشير نتائج هذه الدراسات وما شابهها إلى أن األفراديميلون إلى تذكر

ما يتوافق مع أطرهم العقلية، ولكنهم يستثنون ما ال يتوافق معها.

( الذكريات الحقيقية مقابل المتخيلة (5

ا أو معلومة » نعيد « كما أشرنا في الفصل األول، حتى حدث@ا سابق@عندما نصدق أننا حرفيÆا

سابقة إلى عقلنا، كما لو كان شريط فيديو، فإننا في الواقع نكوOنذكرى من كل األمور

الصغيرة التي نتذكرها بالفعل، إلى جانب معرفتنا العامة )أيالداللية( حول الكيفية

التي يجب بها تجميع هذه األمور.

عادة@ ما تكون هذه االستراتيجية تكيفية للغاية، فتقلل من احتياجناإلى تذكر أمور

ا مع أمور نعرفها بالفعل. ولكن أحيان@ا يمكن أن جديدة تتشابه كثير@يكون هناك خلط

بين ما حدث بالفعل وما تخيلناه أو أوحي إلينا.

( مراقبة الواقع (1-5

تناولت مارسيا جونسون وزمالؤها بشكل منهجي على مدى سنواتموضوع مراقبة

الواقع؛ بمعنى تحديد أي الذكريات قائمة على أحداث حقيقية وأيهانابعة من أحالم أو

مصادر خيالية أخرى. وذهبت جونسون إلى أن االختالفات النوعيةبين الذكريات مهمة

وهي تؤكد أن الذكريات .» الذكريات المنتYجة داخليÆا « عن »الذكريات الخارجية « لتمييز

( أكثر تفصيال@٢( تتمتع بسمات حسية أقوى، و) ١الخارجية ) ( توجد في٣وتعقيد@ا، و)

ا سياق زماني ومكاني مترابط. من ناحية أخرى، ذهبت جونسون أيض@إلى أن الذكريات

ا أكثر للعمليات المنطقية والتخيلية التي المنتYجة داخليÆا تجسد آثار@أنتجتها.

رغم أن جونسون وجدت دليال@ على هذه االختالفات، فإن تطبيق هذهاالختالفات

المقترحة كمعايير محددة يمكن أن يؤدي رغم ذلك إلى قبولنا بعضالذكريات بصفتها

حقيقية، حتى عندما ال تكون كذلك. على سبيل المثال: أجريتدراسة في تسعينيات القرن

العشرين طNلب فيها من المشاركين استرجاع تفاصيل من شريطفيديو، وأن يبلغوا عن

( وجود أو غياب تفاصيل وصور عقلية٢( ثقتهم و) ١كل من ) واضحة. واكتNشف أن

صدت بشكل أكبر وبتبليغات Nالتفاصيل والصور العقلية الواضحة قد ر صحيحة حول ما

قدم على شريط الفيديو. ومع هذا، فإن وجود صور قابلة للوصولإليها دفع األفراد إلى أن

يفرطوا في الثقة؛ وبالتالي أبلغوا بثقة أكبر عن تفاصيل خاطئةمصحوبة بالصور العقلية

مقارنة@ بتفاصيل صحيحة تفتقر إلى هذه الصور المصاحبة. تبدو هذهاالكتشافات وكأنها

» الحقيقية « تشير إلى أنه ال توجد طريقة يمكن االعتماد عليهاللتمييز بين الذكريات

.» المتخيلة « و

ب مصدر ذكرياتنا » cبمفهوم مراقبة الواقع؛ أي القدرة على نس مراقبة المصدر « ترتبط

( من١بنجاح )مثل القدرة على التصريح بأننا سمعنا معلومة معينة ) صديق بدال@ من

( سماعها في الراديو(. كما سنرى، يمكن أن تؤدي األخطاء في٢ب ذكرياتنا إلى عواقب ( cنس

.) خطيرة؛ على سبيل المثال: خالل شهادة شاهد العيان )ميتشل٢٠٠٠وجونسون،

( شهادة شاهد العيان (2-5

حتى جوانب بيئة حياتنا اليومية يمكننا أن نتذكرها بشكل ضعيف.على سبيل المثال:

رأينا في الفصل األول أنه قد يكون من الصعب أن نتذكر بشكلا مثل صحيح شيئ@ا واضح@

ما إذا كان الوجه الموجود على عملة نقدية في جيب المرء يتجه نحواليمين أم نحو اليسار.

ا عن اإلجابة عن هذا السؤال، حتى وبصفة عامة، يعجز الناس كثير@عندما يستخدمون

تلك العمالت بالتحديد كل يوم تقريب@ا. ومع هذا، قد يجادل بعضالناس بأننا عندما

مثل جريمة قتل(، فإننا نصبح في وضع أفضل يسمح لنا ( » غيرعادي « نالحظ حدث@ا

بتذكر هذا بكفاءة مقارنة@ بحالنا عندما نحاول تذكر السمات العاديةلعملة نقدية. فرغم

كل شيء، ال نحتاج في حياتنا اليومية إلى معرفة اتجاه الوجه لكينستطيع استخدام

العمالت بكفاءة.

على الرغم من ذلك، ففي موقف جريمة القتل، نعلم أن هناكعوامل عديدة تعمل

ضد مصلحة شاهد العيان، ويمكن أن تحجب ذاكرته أو تشوOهها:

،) ط الذاكرة )كما رأينا قبال@ Oرغم أن االستثارة المعززة يمكن أن تنش فإنه عندما

: تجاه سالح خطير ،» ضغط شديد « يمكن أن يقل انتباهه )مثال@يتعرض الشخص ل

ا. محتمل( وغالب@ا ما يكون اإلدراك متحيز@

فيما يرتبط بهذه النقطة السابقة، يميل الناس إلى التذكر بشكلأضعف عندما

: قد ؛» موقف عنيف حيث يصبح الدفاع عن النفس هو األولوية )مثال@« يتعرضون ل

ه المرء موارده المعرفية تجاه إيجاد طريق للخروج، أو إيجاد أداة Oيوج يمكن للمرء بها

أن يدافع عن نفسه، بدال@ من أن يوجهها تجاه االنتباه إلى مظهرالمجرم وهويته(.

الموجود في مسرح الجريمة انتباه » السالح « فيما يرتبط بما سبق،يمكن أن يشتت

الشخص عن مقترف الجريمة.

المعلومات، فإن الثياب » استرجاع « على الوجوه أكثر من »التعرف « رغم أننا نجيد

بشكل خاص مصدر قوي للتحيز عند التعرف؛ وبالتالي فالفرد الذييNصادYف أنه

عليه خطأ@. » التعرف « يرتدي ثياب@ا مماثلة للمتهم يمكن

جماعات « يميل الناس إلى أن يكونوا أضعف في التعرف على وجوهاألفراد المنتمين إلى

حتى عندما تكون لديهم تجربة جديرة باالعتبار — عنهم في — »إثنية وعرقية مختلفة

التفاعل مع أشخاص ينتمون ألعراق أخرى )عالوة على هذا، ال يبدوأن هذه الظاهرة

مرتبطة بدرجة التحيز العرقي(.

هناك عامل آخر قوي يؤثر في تحريف الذاكرة، وهو استخداماألسئلة الموجهة.

هو مثال لسؤال موجه، ويمكن أن يؤدي إلى »؟ المرأة » الرجلالذي اغتصب « هل رأيت «

»؟ المرأة » رجال@ يغتصب « هل رأيت « تأكيدات بجريمة مزعومةأكثر بكثير من سؤال مثل

ا ئلت الحق@ Nوهكذا، افترض أنك شهدت حادثة عند تقاطع طرق، ثم س ما إذا كانت السيارة

توقفت قبل الشجرة أم بعدها. عندما يNطرح عليك سؤال كهذا، فمناألرجح فيما بعد

شجرة في ذاكرتك عن المشهد، حتى لو لم تكن هناك شجرة مناألساس. » تضيف « أن

وبمجرد إضافة الشجرة تميل إلى العمل كما لو أنها جزء من الذاكرةاألصلية؛ وبالتالي

يصبح من الصعب تحديد الفرق بين الذاكرة الحقيقية وما تم تقديمهفيما بعد.

أحد األمثلة البارزة بشكل خاص لتحيز الذاكرة مر به دونالدطومسون، الذي

ا للغاية في جداله عن عدم )للمفارقة، كما سنرى( كان متحمس@موثوقية شهادة شاهد

العيان. في إحدى المناسبات، شارك طومسون في حوار تليفزيونيحول الموضوع نفسه

المتعلق بشهادة شاهد العيان. وفي وقت الحق اعتقلته الشرطةولكنها رفضت شرح

السبب. لم يكتشف أنه متهم باالغتصاب إال بعدما تعرفت عليه امرأةفي طابور عرض

المشتبهين في قسم الشرطة. وعندما سأل عن المزيد منالتفاصيل، اتضح أن االغتصاب قد

وقع في نفس وقت مشاركته في الحوار التليفزيوني؛ وبالتالي كانيملك حجة غياب قوية

جدÆا )بالطبع( بوجود عدد كبير من الشهود، بمن في ذلك ضابطشرطة شارك في نفس

الحوار! وبدا أنه — بالصدفة — تعرضت المرأة لالغتصاب في وقتإذاعة هذا البرنامج

التليفزيوني في الغرفة التي وقع فيها االغتصاب. مثل هذا مشكلةفي مراقبة المصدر،

خطايا الذاكرة « أو ما سماه دان شاكتر، ضمن ( » نسيان المصدر «ا والتي تسمى أيض@

رجاء مطالعة قراءات إضافية في نهاية الكتاب(. وهكذا ؛» خطأ نسcبالمعلومة « ،» السبع

اتضح أن ذاكرة المرأة عن المغتصب قد تلوثت بالوجه )وجه دونالدطومسون( الذي رأته

على شاشة التلفاز في نفس الوقت. )قد يكون موضوع الحوار فيالبرنامج التليفزيوني

ا ذا صلة كبيرة.( وهكذا تعرفت المرأة على وجه طومسون، أيض@ولكنها أخطأت في نسب

مصدر التعرف.

وفي موضوع وثيق الصلة، سجلت دراسات أخرى مواقف عجز فيهااألفراد عن

،» عمى التغيير « التعرف عندما غير شخصان مكانيهما. يشار إلىهذه الظاهرة باسم

ا ضعف األفراد الشديد في تحديد ما إذا كان قد حيث يكون واضح@حدث تغيير في بيئتهم

الحالية. بالنظر إلى عمى التغيير إلى جانب المشكالت التي قد تنشأفي حالة شهادة شاهد

العيان، فإنه يوحي بمدى ضعفنا فيما يتعلق بالمعالجة غير الدقيقةلبعض المعلومات في

بيئتنا الحالية.

( تأثير المعلومات الخاطئة (3-5

كان تحريف الذاكرة عن طريق تضمين معلومات جديدة موضوع بحثمهم بالنسبة إلى

الباحثين المهتمين بكل من التأثيرات العملية لشهادة شاهد العيانوالتفسيرات النظرية

لطبيعة الذاكرة. فرغم ما نعرفه عن قابلية الذاكرة للخطأ، لم تزلتوجه أهمية كبيرة في

العادة لشهادة شاهد العيان من جانب مهنة القانون، والشرطة،والصحافة. ولكن )كما

ا » معلومات « رأينا في الجزء السابق( قد نتوقع غير واقعية تمام@من شهود العيان تقديم

في سياق ما نعرفه — بناء@ على تجارب علمية أجريت بدقة — عنطريقة عمل ذكرياتنا.

ا على تركيزهم كما قد تعتمد إفادات شهود العيان عن الجرائم أيض@االنفعالي ومنظورهم

، ما إذا كانوا يتعاطفون أكثر مع مرتكب الجريمة أم الشخصي؛ مثال@مع الضحية.

وعلى .» تأثير المعلومات الخاطئة « استكشفت إليزابيث لوفتسوزمالؤها بالتفصيل

وجه الخصوص، أثبتت لوفتس وزمالؤها بشكل متكرر تحريفاتالذاكرة عقب األسئلة

لة. ينشأ هذا األمر عندما تNقدم Oأو المعلومات المضللة المتدخ معلومات مضللة بشكل غير

مباشر. على سبيل المثال: عرضت لوفتس وزمالؤها علىالمشاركين سلسلة من الشرائح مع

قصة عن حادثة مرورية. فيما بعد، سئل المشاركون عن الحدث. كانا أحد األسئلة مختلف@

بدال@ من عالمة » قف « بعض الشيء بالنسبة إلى نصف المشاركين،حيث أشار إلى عالمة

كان المشاركون الذين طNرح عليهم سؤال يحتوي .)» حق الطريق «أو ( » أولوية المرور «

على معلومات مضللة هم األرجح في أن يؤكدوا هذه المعلوماتالخاطئة في اختبار الحق

لذاكرة التعرف. مال هؤالء المشاركون إلى اختيار عالمة الطريقالتي ذNكرت في السؤال

المضلل، بدال@ من العالمة التي رأوها بالفعل. تتسم النتائج بالدقةولها تبعات مهمة على

نوعية األسئلة التي يجب أن تNطرح على شهود الجرائم والحوادثلكي يتذكروا بأقصى

دقة ممكنة. مع هذا، لم يزل بعض الباحثين يفندون أساس تأثيرالمعلومات الخاطئة.

ويذهب أولئك الذين يتYحد^ون تفسير لوفتس لنتائجها إلى أنه منالممكن فعال@ أن تتعرض

ذكريات المشاركين األصلية للتحريف بشكل دائم عن طريقاالستجواب، ولكن من الممكن

ا أن تكمOل األسئلة بكل بساطة ذكريات المشاركين عن طريق أيض@تقديم معلومات لم

يكن المشاركون ليستطيعوا تذكرها بطريقة أخرى. سنناقش هذاالموضوع بالتفصيل في

جزء الحق من هذا الفصل.

مع هذا، بصفة عامة، فإن الرسالة المحورية لهذه الدراسات هي أنالذاكرة، مجدد@ا،

ال يجب النظر إليها بصفتها عملية سلبية؛ فكما رأينا في الفصلاألول، فإنها منظومة

تحيزاتنا وآرائنا النمطية ( » نزعتنا النفسية « تتأثر ب » منالمستوى العام إلى الخاص «

» من المستوى الخاص إلى العام « ومعتقداتنا ومواقفنا وأفكارنا(عالوة على أنها منظومة

تتأثر بالمدخالت الحسية. بعبارة أخرى: ال تتأثر الذاكرة بالمعلوماتالحسية المستقاة من

بيئتنا المادية فحسب، بحيث نستقبل بشكل سلبي هذه المعلوماتونضعها في ذاكرتنا

بالجملة. لكننا بدال@ من ذلك، وتحت تأثير افتراضاتنا المسبقةومعرفتنا السابقة، نفرض

ف ذكرياتنا لتتالءم مع نظرتنا Oمعنى على المعلومات المكتسبة، فنحر العامة عن العالم.

( الذكريات الزائفة (4-5

ترتبط الذكريات المسترجعة والزائفة بتأثير المعلومات الخاطئة،ولكن بعواقب ربما تكون

بعض البالغين ذكريات عن انتهاك مزعوم » استرجع « ، أكثرخطورة. تحت تأثير العالج

ا » يسترجع « في الطفولة أدى إلى إدانات جنائية. ولكن Æاألفراد حق في هذه المواقف، هل

ذكريات عن أحداث حقيقية وقعت في طفولتهم، أم يتعرضونللتحفيز لتذكر أحداث لم

؟ أثبتت أبحاث كثيرة أنه في ظل ظروف معينة يمكن تقع فعال@اختالق ذكريات زائفة.

أحيان@ا تكون هذه الذكريات غير خطرة؛ على سبيل المثال: أجرىروديجر وماكديرموت

ا من األبحاث منذ تسعينيات القرن العشرين وزمالؤهما عدد@ا كبير@تثبت أن الناس يمكن

ا، ولكنه في شيء مرتبط دالليÆا بسلسلة من األشياء المقدمة سلف@حد » تذكر « تحفيزهم على

: قد يتذكر أمامهم، عندما قNدمت لهم قبال@ » ليل « ذاته لم يNقدم )مثال@الناس تقديم كلمة

» هادئ « و » أسود « و » قمر « و » مظلم « : مثل ،» ليل «سلسلة من الكلمات مرتبطة دالليÆا ب

)… » نهار « و

ا أنه من المحتمل اختالق ذكريات — باستخدام إيحاءات األقل خطر@ومعلومات

يتصور المرء بقوة أنها حدثت في ماضيه، ولكنها — في واقع األمر» أحداث « مضللة — عن

» يتذكرها « — زائفة؛ لذا يبقى من المقبول على األقل أن بعضاألحداث االنتهاكية التي

الناس هي في حقيقة األمر ذكريات زائفة.

اكتشفت إليزابيث لوفتس خالل تجاربها المعملية أن األفراد يجيبونبنفس السرعة

والثقة عن األسئلة المضللة كما يفعلون عند اإلجابة عن األسئلةالتي تتم صياغتها دون

تحيزات. في مثل هذه المواقف، حتى لو الحظ المشارك أنه قد تمتقديم معلومات جديدة،

عن الحادثة؛ وهكذا يمكن » ذاكرته « يظل من الممكن أن تصبح هذهالمعلومات جزء@ا من

تقديم تحيز الذاكرة بأثر رجعي )حتى لو تم تحديده بشكل� واع� علىهذا األساس(.

في إحدى التجارب، طلبت لوفتس وبالمر من بعض الطالب مشاهدةسلسلة من األفالم،

يعرض كل منها حادثة مرورية. بعد ذلك كان عليهم أن يجيبوا عنأسئلة متعلقة

كم كانت سرعة السيارتين عندما … إحداهما « : باألحداث. كان أحداألسئلة كالتالي

مألت كل مجموعة من الطالب الفراغ بكلمة مختلفة، ويمكن أنتكون أيÆا »؟ األخرى

ما اكتشفه .» حكت « أو » خبطت « أو » ارتطمت « أو » صدمت «أو » هشمت « : من اآلتي

الباحثون هو أن تقديرات الطالب لسرعة السيارتين كانت متأثرةباختيار الفعل في ذلك

السؤال بالتحديد. فاستخلصت لوفتس وبالمر أن ذاكرة الطالب عنالحادثة قد تغيرت

بسبب المعلومة الضمنية المقدمة في السؤال.

واصل لوفتس وبالمر بحثهما في هذا الموضوع بمزيد من التفصيلبأنc طلبا من

الطالب مشاهدة فيلم لحادثة بين أكثر من سيارة. مرة ثانية، سئلالطالب عن سرعة

إشارة إلى سرعة اصطدام أكبر( مع مجموعة ( » هشمت «السيارات، مع استخدام كلمة

مع مجموعة أخرى، بينما لم يNطرح هذا السؤال بالتحديد على »خبطت « من الطالب و

مجموعة ثالثة من الطالب. بعد أسبوع، طNلب من الطالب أن يجيبواعن المزيد من

في مكان الحادثة؟ » هل رأيت أي زجاج مكسور « : األسئلة، كانأحدها

اكتشف لوفتس وبالمر أن الفعل المستخدم في السؤال عنالسرعة لم يؤثر فقط على

تقديرات الطالب عن السرعة، ولكن أن هذا السؤال أثر فيما بعدعلى إجابتهم عن سؤال

الزجاج المكسور الذي طNرح بعد ذلك بأسبوع؛ وبالتالي كان الطالبالذين قد^روا سرعة

أعلى هم األكثر احتمالية في تذكر رؤية الزجاج المكسور في مسرحالحادث، رغم أنه لم

يكن هناك — في واقع األمر — أي زجاج مكسور في الفيلم. أماأولئك الطالب الذين لم

يNطرح عليهم سؤال السرعة قبال@ فكانوا األقل احتمالية في تذكررؤية الزجاج المكسور،

ئلوا عن هذا بعد أسبوع. Nعندما س

في دراسة� أخرى، عرضت لوفتس مجدد@ا على المشاركين فيلم@الحادثة مرورية. هذه

كم كانت سرعة السيارة الرياضية البيضاء عندما مرت « : المرةسألت بعض المشاركين

في واقع األمر، لم تكن هناك أية حظيرة »؟ بالحظيرة في أثناءسيرها على الطريق الريفي

في الفيلم. وبعد أسبوع، كان أولئك المشاركون الذين طNرح عليهمهذا السؤال هم األكثر

احتمالية في أن يقولوا إنهم يتذكرون رؤية حظيرة في الفيلم. حتىلو سئل المشاركون

بعد فترة وجيزة من مشاهدة الفيلم، فسيكونون أكثر »؟ هل رأيتمحظيرة « : ببساطة

رؤيتها. » تذكر « احتمالية — بعد أسبوع — في

استخلصت لوفتس من هذه النتائج أن تمثيل الذاكرة لحدث يمكن أنيتغير بسبب

التقديم الالحق لمعلومات مضللة. ومع هذا، فقد جادل بعضالباحثين بأن المشاركين في

هذه الدراسات كانوا ببساطة يجيبون وفق ما كان متوقع@ا منهم،ا مثلما سيقدم تمام@

إال أن .» ال يعرف « الطفل اإلجابة التي يعتقد أنها متوقعة منه، بدال@من أن يقول إنه

لوفتس واصلت عملها إليجاد دليل أكثر إقناع@ا تدعم به استنتاجها.

عرضت لوفتس وزمالؤها مجدد@ا على المشاركين حادثة مرورية،ولكنها كانت هذه

المرة في سلسلة من الشرائح. أظهرت الحادثة سيارة داتسونحمراء تنعطف عند تقاطع

( رأت١طرق وتصدم أحد المشاة، ولكن مجموعة من المشاركين ) السيارة تتوقف أوال@

( رأتها تتوقف عند عالمة ،»٢أولوية « في حين أن مجموعة أخرى ) قف « عند عالمة

هل تجاوزت سيارة أخرى الداتسون « : كان السؤال الحاسم هذهالمرة هو .» المرور

هل تجاوزت سيارة أخرى الداتسون « أو »؟ الحمراء خالل توقفهاعند عالمة التوقف

بالنسبة إلى نصف المشاركين في كل »؟ الحمراء خالل توقفها عندعالمة أولوية المرور

وبالنسبة إلى النصف اآلخر من المشاركين في كل ،» قف «مجموعة، استNخدمت كلمة

استقبل نصف المشاركين من كل مجموعة .» أولوية المرور «مجموعة، استNخدمت كلمة

معلومات تتطابق مع ما رأوه في الحادثة، في حين استقبل النصفاآلخر من كل مجموعة

معلومات مضللة.

بعد عشرين دقيقة، عNرض على المشاركين أزواج من الشرائح، حيثر شريحة تNظه}

واحدة من كل زوج من الشرائح ما رأوه بالفعل بينما كانت األخرىمختلفة بعض الشيء.

كان على المشاركين اختيار أدق شريحة من كل زوج. أظهر أحدأزواج الشرائح السيارة

أولوية « بينما أظهرتها الشريحة األخرى تتوقف عند عالمة » قف «تتوقف عند عالمة

اكتشف الباحثون أن أولئك المشاركين الذين طNر}ح عليهم قبال@السؤال المتطابق .» المرور

مع ما رأوه في الشرائح األصلية كانوا األكثر احتمالية في اختيارالشريحة الصحيحة

عندما طNلب منهم اختيار الشريحة األدق، بعد عشرين دقيقة. علىالنقيض من ذلك، كان

أولئك المشاركون الذين طNرح عليهم قبال@ سؤال مضلل هم األكثراحتمالية في اختيار

الشريحة الخطأ عندما طNلب منهم اختيار الشريحة األدق، بعدعشرين دقيقة. على الرغم

من صعوبة تقييم هذه النتيجة بعض الشيء، فإنها تشير إلى أن بعضالمشاركين كانوا

دOمت إليهم من Nا للمعلومات التي ق أولوية « أو » قف « بالفعل طبق@خالل عالمة » يتذكرون «

عقب الحدث، بدال@ من االلتزام ببساطة بما كان متوقع@ا منهم، حسبمااقترح » المرور

ا )ألن كل مشارك أصبحت أمامه اآلن بعض معارضي لوفتس سابق@إجابتان معقولتان

بالتساوي ليختار من بينهما في وقت االختبار(.

لهذه االكتشافات أهمية كبرى في تقنيات االستجواب التييستخدمها ضباط الشرطة

والمحامون والقضاة وغيرهم من العاملين في المنظومة القضائية.وعلى النقيض من هذا،

تشير بعض النتائج األخرى إلى أن الذاكرة — تحت ظروف معينة —يمكن أن تعمل

تدمج بشكل صحيح )كما يجب( المعلومات الالحقة وثيقة الصلة. تدلهذه » ال« بطريقة

المجموعة المNكمOلة من األبحاث على أنه رغم أن الناس قد تتذكرتصحيحات للمعلومات

الخاطئة السابقة، فإنهم مع هذا قد يواصلون اعتمادهم علىالمعلومات المشكوك فيها

)كما لوحظ في األبحاث المعملية التي أجراها ليفاندوفسكيوزمالؤه(. بالنظر إلى أمثلة

، لهذه الظاهرة من العالم الواقعي، تأمل اآلتي: بعد عام تقريب@ا من٢٠٠٣غزو العراق في

٪ من المجيبين عن استطالع أمريكي يصدقون أنه تم٣٠لم يزل العثور على أسلحة

دمار شامل في هذا البلد. وبعد عدة شهور من إعالن الرئيس جورجبوش انتهاء الحرب

٪ من األمريكيين أن العراق٢٠ (، صدق ٢٠٠٣على العراق )في مايو استخدمت أسلحة

كيميائية أو بيولوجية في المعركة خالل النزاع. لهذا، ففي بعضالمواقف، يبدو أن هناك

احتفاظ@ا بالمعلومات الخاطئة في الذاكرة، وهي ظاهرة يمكن أنا عواقب تكون لها أيض@

اجتماعية خطيرة. إن االستفاضة في وصف الظروف البيئية التيتجعلنا ميالين إما إلى

( تحيز الذاكرة االسترجاعي الخاطئ )الذي عرفته لوفتس١( الفشل (٢وزمالؤها( أو )

غير المالئم في دمج المعلومات وثيقة الصلة المقدمة عقب الحدثاألصلي )الذي عرفه

ا لألبحاث المستقبلية. Æليفاندوفسكي وزمالؤه( تمثل تحدي@ا مهم

كما يقترحها دان شاكتر ،» خطايا الذاكرة السبع «

أساسية: » خطايا « اقترح دان شاكتر أن خلل وظائف الذاكرة يمكنتقسيمه إلى سبعة انتهاكات أو

شرود الذهن: تعط�ل في الصلة البينية بين االنتباه والذاكرة، بدال@ منفقدان المعلومات بمرور

ا، أو أننا ال نبحث عنها الوقت، فإننا إما لم نسجل المعلومة أساس@عند الحاجة إليها؛ ألن انتباهنا

يتركز في مكان آخر.

سرعة الزوال: ضعف أو فقدان في الذاكرة بمرور الوقت؛ ولهذانستطيع أن نتذكر ما فعلناه

اليوم، ولكننا على األرجح سننساه خالل شهور قالئل بسبب تالشيه.

طرف « التعطل: بحث ال طائل منه عن معلومات قد نحاولاسترجاعها باستماتة. تعتبر ظاهرة

مثاال@ لهذا الخلل. » اللسان

ب المعلومة: عزو الذاكرة إلى مصدر خطأ؛ ولهذا قد تسمع Yخطأ نس عن شيء في التلفاز، ولكنك

ا بشكل خاطئ أن المعلومة قد وصلتك عن طريق زميل تتذكر الحق@في العمل.

اإليحاء: الذكريات الراسخة نتيجة لإليحاءات والتعليقات واألسئلةالموجهة، وباالشتراك مع خطأ

ب المعلومة، فإنه يمكن أن يسبب مشكالت خطيرة في سياق Yنس جنائي.

التحيز: التأثير القوي لمعرفتنا ومعتقداتنا الحالية على كيفية تذكرناف بشكل Oلماضينا؛ ولهذا نحر

الواع� األحداث الماضية أو المادة المكتسبة في ضوء منظورناالحالي، وفي محاوالتنا لتقديم أنفسنا

لآلخرين في ضوء إيجابي.

اإللحاح: االسترجاع المتكرر لمعلومات أو أحداث مزعجة نNفضOل أننقصيها عن عقولنا، يمكن

أن يتنوع هذا ما بين خطأ محرج في العمل وتجربة صادمة بشدة)كما في اضطراب ما بعد

الصدمة(.

هوامش

(1 © )2007 TopFoto.

(2 © )iStockphoto.

(3 © )Aspix/Alamy.

المراحل العمرية السبع لإلنسان

( نمو الذاكرة (1

بالرجوع إلى الفرق الثالثي بين التشفير والتخزين واالسترجاعالوارد في الفصل األول،

يمكن أن نعتبر نمو الذاكرة بمنزلة نشأة تدريجية الستراتيجيات أكثرتعقيد@ا لتشفير

الذكريات واسترجاعها )مع ثبات عمليات التخزين نسبيÆا خالل النمو(.هذا هو الوضع

بصفة خاصة كلما زادت المعرفة الداللية وأتيحت اللغة. على سبيلالمثال: ثمة دليل

ن الطريقة التي يمكن بها Oعلى أن زيادة المعرفة الداللية تحس الوصول إلى المعلومات

الموجودة في الذاكرة الدائمة، وأن اكتساب اللغة يتيح لألطفالالقدرة على تشفير المواد

بثراء أكبر فيما يتعلق بالتصنيفات اللفظية، ثم استخدام هذهالتصنيفات كتلميحات

ا على أن نمو مهارات معرفية أخرى عند االسترجاع. وهناك دليل أيض@يمكن أن يؤثر

إيجاب@ا على قدرة الذاكرة؛ على سبيل المثال: قد يكون نمو مهارتYيحل المشكالت واختبار

الفرضيات مرتبط@ا بمحاولة استرجاع الذكريات والسعي إلى تحديد ماإذا كانت المعلومات

المسترجعة صحيحة أم ال.

فيما يتعلق بقدرة الذاكرة الصريحة، يوجد دليل يؤكد النمو المتزايدلقدرتها الكاملة،

ضع يبدون قادرين على استخدام ذاكرة لدرجة أنه حتى األطفال الر�: في التعرف )مثال@

التعرف على وجه مقدم الرعاية(، في حين تبدو قدرة التذكر البدائيةموجودة بحلول عمر

خمسة أشهر تقريب@ا. واآلن ثمة أدلة كثيرة الفتة تشير إلى أنه حتىضع قبل المرحلة الر�

اللغوية يستطيعون إظهار ما يدل على وجود ذاكرة ثابتة ومحددة.جNمعت هذه النتائج

باستخدام تقنيات ال تنطوي على اللغة — مثل المقارنة، والتعود،والتكيف، والمحاكاة

— إلى جانب بعض التقنيات المأخوذة من البحوث الالإنسانية )مثلالرد المؤجل والرد

المؤجل غير المتطابق مع العينة(. وقد جادل باحثون مثل روفيكوليار في أن اآلليات

ضع والبالغين؛ الداعمة لعمليات الذاكرة واحدة في األساس لدى الر�حيث تNنسى المعلومات

تدريجيÆا، وتNسترد بوسائل تذكير، وتNعد^ل بالمعلومات الجديدة التيتتداخل مع المعلومات

السابقة. رغم هذا، فمع نمو األطفال، تNسترجع الذكريات بشكلأسرع بعد تأخيرات

أطول، وبواسطة عدد من تلميحات االسترجاع المختلفة.

تشير دراسات عن الذاكرة الضمنية )أو الذاكرة غير الواعية؛ انظرالفصل الثاني(

ا لدى األطفال الذين ال تتعدى أعمارهم إلى أن هذا قد يكون صحيح@الثالثة )مثل: التعلم

الحسي، والتنشيط اللفظي(. جدير بالذكر أن هذا الجانب منر الذاكرة ال يبدو أنه يNظه}

مثل هذا التحسن التطوري الالفت، ربما الرتباطه بشكل من الذاكرةتحفزه مناطق

مخية راسخة تطوريÆا. في حقيقة األمر، اقترح البعض أن الذاكرةالضمنية ال تتحسن

ا بعد مرحلة الطفولة. وعلى العكس من ذلك، يبدو أن هناك كثير@ا مطرد@ا في مهارات تطور@

ما وراء الذاكرة )أي المعرفة المتكونة عن عمليات الذاكرةوتنظيمها(، بحيث يتطور لدى

األطفال وعي أفضل بقوة ذاكرتهم أو ضعفها في مواقف معينة،ومدى احتمالية قدرتهم

على تذكر معلومات معينة. مع هذا، فثمة ما يدل على نمو طفيفالحق في هذه القدرات

المتمثلة في قدرات التشفير والتخزين » األساسية « )مقارنة@ بمايمكن اعتباره الذاكرة

واالسترجاع(. قد يكون هذا مرتبط@ا بالنمو العصبي البطيء نسبيÆافي الفصوص األمامية

من المخ خالل فترة المراهقة. ومثلما يوحي االسم، فإنها جزء منالمخ يشغل المنطقة

األمامية من الجمجمة. )يبدو أن هذه المنطقة المخية تطورت بشكلغير متكافئ لدى

البشر مقارنة@ باألجناس الثديية األخرى.( وسوف نناقش هذهالمنطقة المخية بالتفصيل

ا في هذا الفصل، في معرض الحديث عن تقدم العمر. الحق@

لم يحظY السؤال حول ما يشكOل أساس نمو الذاكرة باإلجابة الكاملةبعد. وال شك

أن الحالة المعرفية لألطفال وغيرها من القدرات التي قد تؤثر علىالذاكرة )مثل قدراتهم

اللغوية وقدراتهم البصرية المكانية( مهمة. لكن من المحتمل أنيكون النمو العصبي للمخ

ا. وأحد الجوانب الشائقة ا أيض@ Æوغيره من العوامل البيولوجية مهم عن ذاكرة األطفال،

حيث ال يستطيع ؛» فقدان الذاكرة الطفولي « والتي لم تزل غامضةإلى حدÆ ما، هو حدوث

معظم الناس أن يتذكروا بدقة معلومات عن مرحلة ما قبل سنالرابعة تقريب@ا. وليس

ا ما إذا كانت هذه الظاهرة ناتجة عن ) ( عمليات بيولوجية، أو١واضح@( تغيرات٢)

معتمدة على الحالة تؤثر على حالتنا أو نزعتنا النفسية بداية@ من باكرالطفولة وحتى

مراحل الحقة من حياتنا )والتي — كما رأينا في الفصل الثالث —يمكن أن تمنعنا عن

( مزيج من هذه العمليات. أحد٣تذكر المعلومات بدقة(، أو ) االقتراحات هو أن ذكريات

التجارب المبكرة قبل سن الرابعة قد تكون موجودة بالفعل، ولكنفي صورة عصبية

و/أو نفسية، وهو ما يعني أن الفرد لم يعد يستطيع الوصول إليهابصفتها ذكريات

لتجارب محددة.

الطفولة » ذكريات « ثمة مثال قصصي لفقدان الذاكرة الطفوليوالسمة الجذابة في

ترجع إحدى « : يعرضه علينا عالم نفس النمو السويسري، جانبياجيه، الذي كتب يقول

أولى ذكرياتي — لو كانت صحيحة — إلى عامي الثاني. ما زلتأستطيع أن أرى، بكل

وضوح، المشهد التالي، الذي صدقته حتى بلغت سن الخامسة عشرةا تقريب@ا: كنت جالس@

في عربة األطفال، التي كانت مربيتي تدفعها في الشانزلزيه،عندما حاول شخص أن

يخطفني. كنت مثبت@ا بالحزام المربوط حولي بينما حاولت مربيتيبشجاعة الوقوف بيني

ت لعدة خدوش ما زلت أستطيع أن أراها على Yوبين الخاطف. تعرض نحو طفيف في

ا ا قصير@ وجهها. ثم تجمع الناس، وجاء ضابط شرطة مرتدي@ا معطف@وهراوة بيضاء، ففر

الرجل. ما زلت أستطيع أن أرى المشهد بأكمله، وأستطيع حتى أنأحدد مكانه بالقرب

من محطة قطار األنفاق. وعندما بلغت سن الخامسة عشرة تقريب@ا،تلقى والداي خطاب@ا

من مربيتي السابقة تقول فيه إنها قد التحقت بجيش الخالص، وإنهاأرادت أن تعترف

بأخطاء ماضيها، وبصفة خاصة أن تعيد الساعة التي مNنحت لها فيهذه المناسبة. لقد

ت القصة برمتها، واصطنعYت الخدوش؛ لهذا، ال بد وأنني قد Yاختلق سمعت — في طفولتي

— أحداث هذه القصة، التي صدقها والداي، وأسقطتها على الماضيفي صورة ذكرى

». بصرية

ا مع هذا الوصف الذي قدمه بياجيه، قد يكون األطفال األكبر تطابق@سنÆا والبالغون

قادرين على تذكر أحداث حياتهم المبكرة بصورة عامة جيدة نسبيÆا،ولكنهم يواجهون

صعوبة في تحديد مصدرها بسبب ضعف الذاكرة السياقية نسبيÆا فيمرحلة الطفولة.

ما زلت أستطيع أن أرى، بكل « بياجيه الحدث كما حكته المربية)معلن@ا » يتذكر « ولهذا

ا )»… ولكنه في نفس الوقت عاجز بوضوح عن أن يدرك تمام@وضوح، المشهد التالي

)خالل مراهقته( أن المربية كانت مصدر هذه الرواية من األحداث،التي — في الحقيقة

— لم تقع. عالوة على ذلك، قد يكون من الصعب تحديد مكانالذكريات المبكرة بسبب

استرجاعها )وإعادة تشفيرها( عدة مرات؛ وبالتالي ال يمكن ربطهاعلى نحو دقيق بوقت

ا، قد تكون تغيرات السياق أو مكان معينين. وكما ناقشنا سابق@)انظر الفصل الثالث(

: قد يكون األطفال األكبر سنÆا والبالغون قادرين على تذكر أحداث16حياتهم المبكرة - شكل

بصورة عامة جيدة نسبيÆا، ولكنهم يواجهون صعوبة في تحديدمصدرها بسبب ضعف

بياجيه بوضوح محاولة الخطف » تذكر « الذاكرة السياقية نسبيÆا فيمرحلة الطفولة؛ ولهذا

ا عندما كان في عربة األطفال في الشانزلزيه، رغم التي وقعت زيف@أنه كان يعرف — بشكل

1منطقي — أن الحدث لم يقع.

بين وقت التشفير ووقت االسترجاع مهمة بصفة خاصة عندمايحاول البالغون استرجاع

األحداث التي تم تشفيرها في فترة الطفولة. هذه االحتماالت الينفي أحدها اآلخر، ولكن

يصعب تحليلها بأسلوب منهجي وعلمي.

كما رأينا في الفصل الرابع، فكلنا عNرضة لتحريفات الذاكرة. ومعهذا، قد يكون

هذا هو الوضع بصفة خاصة عند تأمل أحداث طفولتنا، بسببالصعوبات في تحديد

مصدر وسياق معين. هذا له آثاره المهمة بشكل خاص عند تدبر أمورمثل شهادة شاهد

العيان؛ حيث تشير غالبية األدلة إلى أن األطفال قادرون على تقديمشهادة شاهد عيان

دقيقة حول أحداث مهمة بشكل شخصي في حياتهم. مع هذا، تشيرا إلى الدراسات أيض@

المراحل العمرية السبع لإلنسان

أنه — كما الحال مع البالغين — يمكن لذاكرة األطفال أن تتأثر سلب@اباإليحاءات الزائفة،

بل وربما أكثر.

( الذاكرة وتقدم العمر (2

يتعلق أحد الموضوعات المهمة بالنسبة إلينا جميع@ا بقدرة ذاكرتنالدى تقدمنا في العمر.

يتعرض كل منا لهفوات أو إخفاقات أو أخطاء في الذاكرة، ولكنربما يميل كبار السن

إلى نسبها تلقائيÆا إلى تأثير تقدم العمر، بدال@ من نسبها ببساطة إلىاالختالف الطبيعي

بين األفراد )مع اعتبار تقدم العمر عامال@ عرضيÆا(. تناول هذه النقطةالمهمة منذ عدة

قرون الباحث والقصصي الفكاهي الشهير صامويل جونسون عندماكتب يقول:

ثمة ميل مزعج لدى معظم الناس إلى افتراض أن الرجل العجوز قدتالشت

قدراته العقلية. لو لم يتذكر شاب أو رجل في منتصف العمر — لدىمغادرته

شركته — أين وضع قبعته، فهذا أمر عادي؛ ولكن لو اكتNشف نفسضعف

لقد ضعفت « : االنتباه هذا لدى رجل عجوز، فسيهز الناس أكتافهم،ويقولون

». ذاكرته

بالنظر إلى الزيادة المطردة في متوسط عمر السكان التي تحدثحاليÆا )وعلى األرجح،

سوف تستمر في الحدوث( في غالبية الدول، فإنه من المهم تحديدالتغيرات الثابتة علميÆا

في الذاكرة )إن وجدت( والتي يمكن رصدها كنتيجة لتقدم العمر. معهذا، هناك بعض

المسائل المنهجية الخطيرة التي يجب أخذها في االعتبار في هذاالمجال. على سبيل المثال:

إذا قارنا ذاكرة شباب في عمر العشرين اليوم مع ذاكرة عجائز فيعمر السبعين، فسنجد

عوامل كثيرة مختلفة يمكن أن تفسر االختالفات في أداء الذاكرةبين هاتين المجموعتين

من األفراد، بصرف النظر عن حقيقة أن الشباب الذين في عمرالعشرين أصغر بخمسين

ا. على سبيل المثال: من المرجح أن يكون التعليم والرعاية عام@الصحية على مدار حياة

ا مما تلقاه الشباب العجائز البالغين حاليÆا سن السبعين أدنى كثير@البالغون حاليÆا سن

ف هذه العوامل الخارجية — أو المربكة — نتائج Oالعشرين. وقد تحر الدراسات التي

تبحث آثار تقدم العمر على الذاكرة لو قارنا قدرة الذاكرة لدىشباب العشرين الحاليين

بذاكرة عجائز السبعين الحاليين.

تNعتبر مقارنة ذاكرة شباب العشرين الحاليين بذاكرة عجائز السبعينالحاليين مثاال@

يكون » الطولية « على النقيض من ذلك، فإنه في الدراسة .»مستعرضة « لدراسة تجريبية

الهدف هو متابعة نفس األشخاص على مدار حياتهم منذ سنالعشرين وحتى السبعين،

مع تقدمهم في العمر. » لدى نفس األشخاص « لرؤية التغيراتالتي تحدث في الذاكرة

ثمة بعض المزايا في هذا المنهج الطولي، حيث نقارن تغيراتالذاكرة التي تحدث لدى

نفس األشخاص. ومع هذا، لوحظ أن هناك ميال@ نحو بقاء أعداد كبيرةغير متكافئة من

األشخاص قويي األداء — أي أشخاص يتمتعون بذاكرة ذات قدرةأفضل على التخزين

وغيرها من الوظائف المعرفية — في الدراسة الطولية. )يNطلق علىهؤالء األشخاص أحيان@ا

بعبارة أخرى: ما يبدو أنه يحدث ).» الطبيعيين الخارقين « أو »المتحكمين الخارقين « اسم

ا في بعض الدراسات الطولية هو أن األفراد الذين يتلقون تقييم@إيجابيÆا )مرتبط@ا بقدرتهم

الوظيفية الباقية نسبيÆا( نتيجة مشاركتهم في الدراسة الطولية قديواصلون مشاركتهم،

في حين ينسحب األفراد الذين يواجهون صعوبة. قد يسفر هذا عنانطباع إيجابي زائف

بآثار تقدم العمر. أما المشكلة األخرى فهي — بالطبع — إيجادشخص )أو، على األرجح،

مجموعة من األشخاص( يبقون نشطين علميÆا لفترة طويلة بمايكفي إلجراء بحث طولي

ا! بإيجاز، لكل من الدراسة وتحليل البيانات على مدار خمسين عام@المستعرضة والطولية

مواطن قوتها ونقاط ضعفها النسبية.

إذا أخذنا في االعتبار نتائج كل من الدراسات المستعرضة والطولية،فسنجد بعض

النتائج المتسقة في دراسات تقدم العمر ودراسات الذاكرة. وبصفةخاصة، تجدر مالحظة

أن هناك تطابقات بين تفاصيل قدرة الذاكرة لدى األطفال وتلكالتي لدى البالغين األكبر

سنÆا.

محفوظة بشكل جيد إلى حدÆ كبير لدى األفراد األكبر » الذاكرةالقصيرة األجل « تبدو

سنÆا، رغم أن المهام القائمة على عنصر الذاكرة العاملة غالب@ا ماتتأثر سلب@ا بتقدم العمر

)رجاء الرجوع إلى الفصل الثاني لتوضيح هذا االختالف(. وهكذا،فكلما استلزم األمر

عمال@ معرفيÆا أكثر )بشكل منفصل عن التخزين قصير األجل األكثر�سلبية(، يمكن عندئذ

أن يظهر الضعف. على سبيل المثال: من المرجح أن يزداد ظهورالمشكالت المرتبطة

بالعمر عندما يNطلب من األشخاص تكرار تسلسل رقمي بترتيبعكسي، مقارنة@ بعندما

يNطلب من األشخاص تكرار تسلسل رقمي بنفس الترتيب.

أي الذاكرة الواعية ( » الذاكرة الصريحة الطويلة األجل « عادة@ مايتراجع أداء مهام

ا بتجربة الذاكرة؛ انظر الفصل الثاني( تراجع@ا ملحوظ@ا، خصوص@بمقاييس االستدعاء