democraticac.de · 2020. 10. 2. · 0202 ربمتبس /لوليا ،سماخلا ددعلا...

I

ISSN (print) 2699-2604 DOI: 10.13140/RG.2.2.15313.07529 ISSN 2698-6159-

0202سبتمبر /ل، ايلوالخامس دالثاني، العدالمجلد والمجالي مجلة التخطيط العمراني

1

والمجاليلعمراني امجلة التخطيط Journal of Urban and Territorial Planning

جملة فصلية حمكمة ذات طابع دويل، تعىن ابلدراسات و البحوث يف جمال التخطيط العمراين و اجملايل

الناشر

برلني –املركز الدميقراطي العريب أملانيا

The journal is concerned with research studies and research

papers in the urban and territorial planning

Nationales ISSN-Zentrum für Deutschland

ISSN 2698-6159 / ISSN (Print) 2699-2604

Is an international scientific periodical journal issued by the

Democratic Arabic center –Germany- Berlin

Germany: Berlin 10315 Gensinger- Str: 112 Tel: 0049-Code Germany

030- 54884375 030- 91499898 030- 86450098

mobiltelefon : 00491742783717 E-mail : [email protected]


2

ـى راطـى العرب مق مركـز الدي س ال ي ة رئ صادت ت ة والاق اسي ة والسي ي ج ي رات لدراسات الاست ن –ل رلي ا –ب ي لمات

–ا

رعان ا . عمار ش

ة لمي الع

ة ي لج الر و حرب

س الي ي رئ

ة ات ار عي ي ى مج اح امعة ب ر ج اد محاض ، ا سي ان ي د ا حمد سف د. صي

:هيئة التحرير

جامعة سوسة تونس ا.د رجب هشام

ا.د اليزيد محدوين علمي كليىة االدب والعلوم االنسانية ظهر املهراز فاس

اجلزائر –التهيئة جامعة ابجي خمتار عنابة قسم د. حركات حممد االمني

فرنسا 2جامعة ليوند. وديع عثماين

د. سهام قوامسية، أستاذ حماضر، جامعة حممد الشريف مساعدية سوق أهراس، اجلزائر

.اجلزائر د. صيد صاحل، أستاذ حماضر، جامعة حممد خيضر بسكرة،

د. مصطفى قنقورة الوكالة احلضرية مبكناس املغرب

. :اهليئة العلمية


3

تونس جامعة قرطاج –سة املعمارية والتعمري املدرسة الوطنية للهند –أ. د انجم ظاهر

اجلزائر 2جامعة وهران –سيد امحد أ. د بالل

ايطاليا جامعة ساساري –أ.د سيلفيا سريل

جامعة سيفيل اسبانيا –أ.د اجنل غونزاليس مورال

جامعة القاضي عياظ مراكش املغرب –أ.د فاطمة جربايت

افرنس -جامعة اجنر أ.د انتلي كاركود

اجلزائر -جامعة ابجي خمتار عنابة –التهيئة قسم الصادق قرفية أ. د

اجلزائر –جامعة ابجي خمتار عنابة –التهيئة قسم أ. د مجال الدين قسوم

ابريس فرنسا -د. نورة قليان املدرسة العليا للعلوم االجتماعية

فاس املغربجامعة – بوشىت اخلزاند .

جامعة ام البواقي اجلزائر –تسري التقنيات احلضرية د. امحد بومساحة معهد

.د. أمساء قوامسية،أستاذ حماضر، جامعة حممد الشريف مساعدية سوق أهراس، اجلزائر

.مصر –د. حمي الدين أمحد حممد اهلواري، أستاذ حماضر، االكادميية احلديثة للهندسة و التكنولوجيا

اسبانيا- جامعة زاراقوزا اورورا لوابز اكوان .د

فرنسا 8ا.د مسود بوزاين جامعة ابريس

ا.د عادل الدورساوي جامعة امللك فهد للبرتول واملعادن السعودية

عثماين وديع جامعة اجنر فرنساد


4

.مصر –جامعة الزقازيق –د. أمحد الشحات حممود املنشاوي أ.م.

الرابط املغربا.د ثراي بلحسيين ادريس املعهد الوطين للتهيئة والتعمري

:التعريف ابجمللة ، أهدافها و جماالهتا

و جملة التخطيط العمراين و اجملايل ، جملة فصلية دولية حمكمة متخصصة يف علوم التخطيط العمراين احلضري واإلقليمي و ختطيط املدن، وكل ما له عالقة ابلبعد التخطيطي ابالعتماد على تقنيات نظم املعلومات اجلغرافية ، كما هتتم اجمللة بتطبيق اهلندسة املدنية على جوانب التخطيط احلضري مثل النقل واملنشات القاعدية ، ختطيط املرافق ومحاية األنسجة العمرانية وموقع الرتاث ،ختطيط املناطق السياحية واملدن اجلديدة ، حتسني املناطق

خدام عمارية والتنمية الحملية ، االعتبارات اجلمالية ، ختطيط استوأتهيلها ،اهلندسة امل احلضرية وإعادة تنميتها .األراضي ، املرافق ، إدارة البنية التحتية ، تشريعات البناء والتعمري ، ختطيط النقل , البيئة والتخطيط أجملايل

العا م العريب ، يفو هتدف هذه اجمللة إىل توفري منصة للباحثني العرب والدوليني ، وخاصة أولئك الذين يعملون ربامج لنشر البحوث املتعلقة ابملسائل املتعلقة ابلتغريات السريعة اليت تؤثر على البيئة املبنية والقضااي املتعلقة ب

التخطيط واستدامة هذه التطورات وآاثرها االجتماعية واالقتصادية واملادية ،كما هتدف أيضا بشكل خاص إىل ة والعوائق اليت تواجهها اجملاالت احلضرية ، مما يشكل حتدايت كبرية ابلنسبفهم الدوافع وتوضيح التحدايت

للدراسة والبحث ومجع البياانت ووضع خطط للتنمية واستدامة هذه اجملتمعات وفق خمططات عمرانية ومعمارية .تراعي خصوصيات اجملال وهوية اجملتمع

:شروط و قواعد النشر

لومات جماالت التخطيط العمراين و اجملايل، و كذا اهلندسة املعمارية ونظم املع اجمللة متفتحة على مجيع البحوث يف .طالية و اإلسبانيةالرتكية، األملانية،اإلي اجلغرافية و البيئية، املؤلفة ابللغات العربية ، االجنليزية ، الفرنسية،


5

لبحث أي سلوك من شأنه اإلساءة إىل ا إلتزام املوضوعية واحرتام حقوق امللكية الفكرية واألمانة العلمية، ونبذ .العلمي

.أن يكون الباحث حاصال على درجة علمية، و يرفق مشروع مقاله ببيان سريته الذاتية

.يعرب املقال عن رأي صاحبه الذي يتحمل املسؤولية عنه، و ال يعرب عن رأي اجمللة

.أن يكون مشروع املقال أصيال و جديدا م ينشر سابقا

ملقال غري مقدم للنشر يف جملة أخرى، مع التزامه بعدم تقدميه للنشر يف جملة أخرى مستقبال قبل أن أن يكون ا .حيصل على موافقة مسبقة من اجمللة بذلك

ضرورة ادراج العنوان و كذلك الكلمات املفتاحية ابللغة اإلجنليزية.

ية ،يدرج ملخص اإلجنليزية، أما إذا كان املقال ابللغة اإلجنليز يزود املقال مبلخصني أوهلما بلغة املقال و الثاين ابللغة .ابإلجنليزية و اآلخر ابلعربية و ذلك يف حدود صفحة واحدة

ابللغة اإلجنليزية يف آخر املقال. ( références)ضرورة إدراج املراجع

نوع ) Microsoft Word ترسل مادة النشر يف شكل ملف مرفق عرب الربيد االلكرتوين مكتوب بربانمجابلنسبة للهوامش، أما اللغة 51ابلنسبة للمنت و 51مقاسه Traditional Arabic اخلط ابلعربية

.(ابلنسبة للهوامش 55ابلنسبة للمنت و 51مقاسه Times New Roman األجنبية فنوع اخلط

.املصادر و املراجعمبا فيها ( A4 )صفحة من النوع العادي 02يراعى يف حجم املقال كحد أقصى

.5.51، التباعد بني األسطر سم ابلنسبة لكل اجلوانب 0.22ابلنسبة هلوامش الصفحة

توضع اإلحاالت و املراجع و املصادر ) اهلوامش ( يف أخر املقال أوتوماتيكيا و ترقم ابلتسلسل حسب ظهورها .( APAيف املنت )إستعمال طريقة


6

املطلوبة من اهليئة العلمية أو من هيئة اخلرباء أو من فريق التحرير و ذلك على الباحث إجراء كافة التعديالت .للسماح بنشر املقال

.يلغى املشروع يف حال عدم رد الباحث يف اآلجال الحمددة من اتريخ آخر مراسلة الكرتونية له من اجمللة

إىل عدد الحق احلق يف أتجيل نشره ال تنشر اجمللة إال املقال الذي تكتمل فيه مجيع الشروط و لفريق التحرير .عند الضرورة

.املقاالت اليت ترسل إىل اجمللة ال ترد سواء نشرت أم م تنشر

مينح للباحث الذي مت نشر مقاله يف اجمللة نسخة إلكرتونية من العدد، و كذا شهادة معتمدة من اجمللة تفيد قبول .شر بهحبثه للنشر ابجمللة و اتريخ النشر و العدد الذي ن

.ختلي هيئة حترير اجمللة مسؤوليتها عن أي انتهاك حلقوق امللكية الفكرية

[email protected] :جيب أن يرسل البحث عن طريق الربيد اإللكرتوين التايل –

The Journal of Urban and Territorial Planning is a quarterly, international peer

reviewed journal. It publishes high quality and original unpublished research articles

that deal with studies and researches in the fields of Urban and Territorial Planning.

The JUTP is issued regularly: quarterly edited by the Democratic Arabic

Centre for Strategy, Political and Economic Studies of Berlin-Germany, and has a

worldwide, actively involved scientific committee, that oversees its evolutive

edition, given that it encompasses a wide range of international academicians

coming from many countries.

The JUTP is based on a code of ethics in relation with its editing conditions,

and to an internal list of reviews’ arranging, knowing that the selection of the articles

that would be published in every issue, depends on the formal and objective

specifications of the international journals.

mailto:[email protected]


7

All the research content of JUTP is freely available online, and there is no

charge to researchers who access online, read, download, print, copy or cite parts of

the published articles, as long as they mention the references in conformity with the

international reference system, and accordance with the BOAI definition of open

access

Editor-in-chief and Scientific Committee President:

Dr. Sid Ahmad Soufiane - University of Baji Mokhtar-Annaba-Algeria

Goals and fields of the JUTP:

The Journal of Urban and Territorial Planning is specialised in Urban,

provincial, and territorial planning, and every area that deals with the aspects of

planning, civil engineering, technologies of geographical systems, such as transport

and the infrastructure, in addition to the protection of urban and heritage sites,

touristic areas and new cities, without forgetting the improvement of urban areas

and their rehabilitation, the architecture and the local development, the aesthetic

considerations, the planning of the use of lands, the utilities, the infrastructure

management, the legislation of the building and the reconstruction, the planning of

the transport, the environment and the spatial planning.

The aim of the Journal of Urban and Territorial Planning is to provide a

platform for Arab and international researchers, especially those working in the

Arab world, to disseminate research on issues related to rapid changes affecting the

built environment. Issues such as those related to the planning programs and the

sustainability of these developments and their social, economic and physical

impacts; make the obstacles that the urban areas face, pose great challenges for

studies and research. In addition, JUTP facilitates every data collection and

development plans, aiming to guaranty the sustainability of the communities

according to the constructive and architectural plans, that take into consideration the

specificities of the field and the identity of the society.

Terms and Conditions of Publication:


8

1- The journal is open to all research in the fields of urban planning and

space, as well as the information systems of architecture,geography and

environment, that are written in Arabic, English, French, Turkish, German,

Italian and Spanish.

2- Every research candidate should Commit to objectivity in his researchand

respect the rights of intellectual property and scientific honesty, and most

of all renunciate any conduct that would prejudice his scientific research.

3- The researcher must have at least a master's degree or be subscribed on a

Philosophy Doctorate or having a PhD graduation.

4- The article expresses the opinion of its own authorwho has the full

responsibility about it and does never express the opinion of the JUTP.

5- Every submitted article should be original, unpublished, and not under

consideration by another journal, neither home nor aboard, before getting

a prior agreement from the scientific and editorial team of the JUTP.

6- The submitted article should never be a part of a master’s dissertation or a

PhD thesis, or a part of a yet published research /article/book…

7- The articles are printed in black and white

8- Two abstracts in two languages (one of which should be Arabic, and the

other in the language of the article) should be attached to the article, length

of which should not exceed one page for every abstract

9- The publication material should be written in Microsoft Word formatwith

the Traditional Arabic font, and having as size 15 for the body and 13 for

the margins,whereas for articles written in Latin characters (which

language is either French or English or German ...) the font should

beTimes New Romanwith a size of 13 for the body and 11 for the footnotes

and citations).


9

10- The whole material of a research should be between 15min and 20max

pages of A4 format (references and annexes included).

11- Margins should be 2 cm from the four borders of every page of the

article.

12- Assignments, notes and references should be automatically added at the

end of the articles (endnotes, references list, annexes), being numbered

sequentially as they appear in the text.

13- Once a reviewing report received, every researcher should agree and

apply all the necessary modifications that are required by the scientific

committee members or the editorial team of the journal JUTP.

14- The research project shall be automatically cancelled if the researcher

does not respond within one month of the date of the last electronic

communication between him and the editorial team.

15- The JUTP shall publish only the article in which all the conditions are

fulfilled, and the editorial team has the right to postpone its publication to

a later number when necessary.

16- The sent research projects to the JUTP,are never referred back to the

researchers, whether published or not.

17- The researcher, whose article is published in the JUTP journal, is given

an electronic copy of the issue, as well as an approved certificate from the

editorial team of the journal, stating that his research is accepted for

publication and mentioning the date of publication and the Volume/Issue

of the JUTP.

18- The editorial board of the JUTP disclaims any infringement of

intellectual property rights.


10

19- The publication material should be sent as an attached file to the e-mail

of the journal: [email protected],

:األمانة

د. امساء قوامسية

ابسكال جانني .د

هاين بالل-الباحث هاين تورغي :الفين التنفيذ و اإلخراج

Journal indexing



11

محتوى العدد الصفحة عنوان المقال الباحث الرقم

محمد سامى عبد 10 المعطى عابدين

محمود طه محمود سليم

01 منظومة التحكم في تغيير األنشطة واإلستعماالت للمناطق التاريخية

أحمد بوحامد 11 آيت بناصرفاطمة

برامج العمل التنموية اإلقليمية والجماعية، وسؤال اإللتقائية

(أسفي، المغرب –جهة مراكش )شيشاوة نموذجا

63

يوسف ايتخدجو 16 عبد الغني الدباغي

محمد ميوسي

سياق التمدين والتخطيط الحضري بالمغرب

21

المنعيم بالل 10 الزاهر محمد

بن ربيعة خديجة

العمراني على حساب األراضي الفالحية والمجاالت الغابوية بمدينة التوسع الناظور في شمال شرق المغرب )مقاربة مورفودينامية(

40

سامر رداد 12 دعاء أبو الهوى

تامر مشاهرة رابعه عياد

االحياء الجامعية في المدن الفلسطينية بين الواقع والمأمول من وجهة نظر السكان, جامعات

النجاح الوطنية ( كحاالت دراسية–الخليل –)القدس

21

خاليد الحاضري 13 .حاميد اعنيبر

وزن تدخل الدولة في هيكلة السكن القروي بالمغرب: تجربة الوحدات القروية للتجهيز والتسيير بالقطاع المسقي بدكالة : الرهانات وحدود النجاح

001

الصحراء من الخيمة إلى الدار بين استمرار التصورات المكان السكني في سالم وكاري 14 والممارسات وتحولها

063

بالل الزروالي، 10 أ.إلياس

الموروث العمراني بالمدينة العتيقة لتطوان )شمال المغرب(: التحوالت

002

حالةالموارد المائية بالمجالت الواحية بين رهان التثمين وآفاق االستدامة سفيان المساوي 12 "واحة مزكيطة بإقليم زاكورة"

041

شيماء محمد 01حمدي درباله عبد

الحميد

مؤشرات تفاعل األنشطةاالقتصاديةوالعمرانية لجذب السكان على محاور التنميةالمصرية

022

محمد محمد المغير. 00 محمد أحمد محمود

المعايير التخطيطية لتوزيع مراكز اإليواء في قطاع غزة

161

عبد اللطيف مليح 01 الحسين مرزوق

محمد موماد

جهة كلميم وادنون: خصوصيات التقطيع الجهوي، وضعها المجالي واألفق التنموي

130

مشاريع التهيئة الحضرية بالمغرب من التخطيط االستراتيجي إلى التدبير بدر الدين الرواص 06 نموذج مشروع طنجة الكبرى التشاركي

100

00 Salem CHRIHA

Fonctionnement et clés d’aménagement d’une configuration spatiale intermédiaire : l’espace inter

Sahel tunisien et Région sfaxienne (Tunisie orientale)

613


12

منظومة التحكم في تغيير األنشطة واإلستعماالت للمناطق التاريخية

Control systemfor changing activities and uses of historical areas الباجث: محمد سامى عبد المعطى عابدين

أ.د/ محمود طه محمود سليم استاذ بقسم الهندسة المعمارية هندسة المطرية جامعة حلوان

د/ فاطمة مصطفى النخيلى مدرس بقسم الهندسة المعمارية هندسة المطرية جامعة حلوان

:ملخص البحثمدينة القاهرة من أعرق المدن العربية والعالمية المتميزة بتاريخها العريق المتسم باالستمرارية والتجديد تعتبر

عبر التاريخ فلم تندثر القاهرة عند فترة أو مرحلة معينة من حرب أو زلزال بل كانت تبدأ مع كل مرحلة تاريخية .جديدة بتتابع واستمرارية متجددة

التاريخية بأنها المدينة التى لها كيان عمراني يمثل فيه الطابع المعماري والنسيج العمراني وقد تم تعريف القاهرة .شاهدان على القيم التي تطورت في القرن التاسع عشر

.وتعتبر المناطق التاريخية أحد أهم مصادر الدخل القومي للدول التي تتميز بوجود مناطق تاريخية بهافيما لهذه القضية من أهمية منطقية تنبع من أهمية التراث ذاته، فالتراث هو ذلك ولذلك تكمن أهمية الموضوع

السجل الخالد الذي يحفظ تاريخ األمم والشعوب، والدليل الواضح على تقدم الحضارات، وهو كذلك المعين الذي .تستقي منه األجيال الالحقة ثقافتها وخصائصها

األنشطة الملوثة للبيئة وتنوع وتغير االستعماالت والنشاطات وانتشارها علىوقد لوحظ في الفترة األخيرة تداخل شكل قطاعات مبعثرة كالسكن والعمل وانتشار بعض الحرف والورش والتعليم والترفيه وايضا انتشار الحركة

ات طاأللية ،وهكذا أصبحت المناطق واألحياء التاريخية مشتتة تتضارب فيها تيارات عديدة لمختلف النشاواالستعماالت حيث تعانى المدن التاريخية في العالم العربي واإلسالمي من مشاكل عديدة ومتنوعة، ويبدو ذلك جليا في بنيتها الوظيفية األصلية التي تحولت من مكان أساسي للسكن والخدمات الى جزء رئيسي من المدينة

. بداية القرن العشرينحيث بدأت البنية الوظيفية للمدينة القديمة في التغيير مع


13

وقد ظهرت أثار هذا التحول وذلك التغيير في األنشطة واالستعماالت مع النمو التجاري السريع والذي بدأت .معه المنطقة التجارية والصناعية تتوسع لتحتل مكان الوظيفة السكنية في األحياء التاريخية واألحياء المحيطة

تى تؤثر فى تغيير األنشطة واالستعماالت للمناطق التاريخية وذلك ويهدف البحث الى استخالص العوامل المن خالل رصد المشاكل التي تواجه المناطق التاريخية ومسببات التغيير في هذه المناطق واستعراض السياسات

.المتبعة في التعامل معها، واألدوات المستخدمةبية الضارة ة واالستعماالت التي تسببت في األثار السلوتتمثل المشكلة البحثية في التغيرات الحادثة في األنشط

.على المناطق التاريخية مع عدم وجود منظومة واضحة للتحكم في آليات هذه التغيراتوقد تم اقتراح منظومه تحكم في تغيير األنشطة واالستعماالت التي من شأنها ان تعمل على تنمية المناطق

.التاريخية والحفاظ عليهاالحفاظ -سياسات الحفاظ-مظاهر التغيير في األنشطة واالستعماالت-المناطق التاريخية المفتاحية: الكلمات الحفاظ االيجابي –السلبي

ABSTRACT Cairo is considered one of the oldest Arab and international cities distinguished for

its ancient history of continuity and renewal throughout history. Cairo did not

disappear at a certain period or stage of war or earthquake, but it started with every

new historical stage in succession and renewed continuity.

Historic Cairo has been defined as the city that has an urban entity in which the

architectural character and the urban fabric are witnesses to the values that

developed in the nineteenth century.

Historical regions are considered one of the most important sources of national

income for countries that are distinguished by the presence of historical regions.

Therefore, the importance of the topic lies in the logical importance of this issue

that stems from the importance of heritage itself. Heritage is that immortal record

that preserves the history of nations and peoples, and clear evidence of the

progress of civilizations, and it is also the source from which subsequent

generations draw their culture and characteristics.

It was noticed in the recent period that the activities polluting the environment

overlapped, the diversity and change of uses and activities and their spread in the

form of scattered sectors such as housing and work and the spread of some crafts

and workshops, education and entertainment, as well as the spread of the

mechanical movement, and thus the historical areas and neighborhoods became


14

dispersed in which many currents of different activities and uses are contradictory

as historical cities in the world suffer The Arab and Islamic worlds have many and

varied problems, and this is evident in its original job structure that has

transformed from a basic place for housing and services to a major part of the city

where the functional structure of the old city began to change with the beginning

of the twentieth century.

The effects of this transformation and that change in activities and uses have

emerged with the rapid commercial growth with which the commercial and

industrial area began to expand, occupying the place of the residential job in

historical and surrounding neighborhoods.

The research aims to extract the factors that affect the change of activities and uses

of historical regions by monitoring the problems facing historical areas and the

causes of change in these areas and reviewing the policies used in dealing with

them, and the tools used

The research problem is the changes in activities and uses that have caused adverse

adverse effects on historical areas, with no clear system of control over the

mechanisms of these changes.

A control system has been proposed to change activities and uses that will lead to

the development and preservation of historical areas

KEYWORDS: Historical areas - manifestations of change in activities and uses -

conservation policies - negative preservation - positive preservation

تعريف المناطق التاريخية: -1

تاريخي في عصر شيدت متوازنة عمرانية ببيئة تتميز كانت التي المنطقة بأنها التاريخية المناطق تعريف يمكن هذه ،وتعتبر الذي واكبته لعصر أحداثا وتعكس وسماتها الحضارة جذور يحفظ تراثا تشكل بحيث ، محددبتجانس وتكامل بما قبلة التاريخي العصر هذا تصل تخطيطية وفلسفة وأعراف ومفاهيم لقيم نتاجا البيئة

.1واضحين

. 1996.ماجستير،جامعةالقاهرة، القديمة،رسالة اإلسالمية المدينة على للحفاظ بيئي منهج نحو،الدواخلي، أماني1


15

المناطق التاريخية كما عرفها كيفن لينش أنها الموضع الذى يعبر عن ظاهرة المكان باإلضافة الى انها الثقافة المستمرة وانها تتميز بالعناصر المحتفظ بها والمحافظ عليها من البيئة العمرانية وتتميز بقوة االحتفاظ الدائم

.2المتوازنة بالقيم التراثية والعقالنية األبنية من مجموعة كل بأنها (6791كما يمكن تعريف المناطق التاريخية حسب معاهدة اليونسكو )

ريفية، يعترفبشريا في بيئة حضرية او مستوطن تشكل التي األثرية فيهاالمواقع بما الفضاء والمساحاتة او قبل التاريخية او الجمالية او االجتماعيبتماسكها وقيمتها من الناحية األثرية او المعمارية او التاريخية

.الثقافية :نظرة عامة على المناطق التاريخية-2

هي المناطق التي يتم تسجيلها وفق قانون األثار وتنطبق عليها أساليب حماية األثار وتحديد حرم المنطقة لخاصة تطبيق االشتراطات ا ويمكناألثار. من االشتراطات وفق قانون حماية حولها، وغيرةوارتفاعات المباني

في محيط المباني وعوامل الحماية كتحديد األنشطة واالرتفاعات التراثية، وذلكبالمناطق التاريخية على المناطق .التي تتوافق مع خصوصية وطبيعة تلك المناطق

التاريخية:أهمية المناطق -3ج عنه مجموعة من االتفاقيات الدولية وبما ان بالدنا بدا االهتمام باالحياء التاريخية ينمو ويتطور الى ان نت

ذات موارد طبيعيةكثيرة فقد أصبحت الحركة السياحية تشكل موردا هاما ورئيسيا كمورد يمكن االعتماد علية في زيادة الدخل القومى وتوفير فرص العمل للشباب ولهذا ظهرت أسباب عديدة للحفاظ على المناطق التاريخية

منها: في االحداث والشخصيات التي كان لها تاثير على تاريخ البلد او موقع ما. ل: تتمثتاريخيةمية اه3-1 القديمة تعتبر المناطق التاريخية أحد مصادرالدخل القومى إذا استغلت سياحيا، والمباني اقتصادية:اهمية 3-2

القديمة والمباني .تضاربهاأال فيخلق فرص عمل جديده بشرط استغاللها يمكن مخزونة طاقة اعتبارها يمكن

1960,The MIT Press,‘’ of the CityThe Image ‘’ ,Kevin Lynch2

https://en.wikipedia.org/wiki/The_MIT_Press

https://en.wikipedia.org/wiki/Kevin_A._Lynch


16

ميزانية على الحصول المعماري المعاصر على يصعب رائعة وحرفية معمارية ومفردات زخارف من فيها بما 3.لبناءمثله وحرفي

.4في تعليم فنى ثقافى لألجيال المعاصرة لوتتمث ثقافية:اهمية 3-3يم او فنية عالية اليمكن تعويضها سواء في التصمحيث يتوافر بتلك المواقع قيمة اهمية جمالية وفنية: 3-4

النقوشات ومواد وأساليب البناء.في معرفة وسرد التاريخ بصورة واحداثة الدامية والزاهرة من خالل المناطق التاريخية لتتمث سياسية:اهمية 3-5

وتاريخ كل منطقةلفراغات تلك المناطق سواء في تشكيل افي القيم المؤثرة على التشكيل العمرانى ل لوتتمثدينية: اهمية 3-6

وشبكة الطرق او تصميم المسكن.

7منطقة الجمالية مصر 6منطقة القصيم بالسعودية 5مصر –قصر السكاكينى ( يوضح أهمية المناطق التاريخية1شكل رقم )

التاريخية:المناطق تصنيف-4القرى القديمة التي مازالت تحتفظ بسماتها وخصائصها وعناصرها وهي :جوهريةصغيرة ذات قيمة قرى 4-1

التقليدية ولم تتداخل مع العمراني الحديث وال يزال المركز التاريخي هو المسيطر فيها مثل دوبروفنيك وهقار .كرواتيا

3Sayed El Tunney, "Urban conservation of older housing area”, May 1986, p. 85-89

,,اليونسكو ,توصية بشان ,,صون المناطق التاريخية ودورها في الحياة المعاصرة4

f9f9e7f8c898cf1ea0721ea036f6cac9.jpg-https://img.3ain.net/ArticleImgs/2017/7/20/1155085

https://mt.gov.sa/ebooks/Documents/p15/Efforts/UrbanHeritage/UrbanHeritage.pdf6

131.jpg-636390262291311203-http://gate.ahram.org.eg/Media/News/2017/8/22/19_20177

https://mt.gov.sa/ebooks/Documents/p15/Efforts/UrbanHeritage/UrbanHeritage.pdf


17

لمدن ا المناطق القديمة الموجودة في قلب وهيمناطق تاريخية ذات قيمة معمارية: تحوي مواقع حضرية 4-2 اختلطت بالعمران الحديث مثل ليوبليانا القديمة وزغرب كرواتيا. الكبيرة والتي

على قيمة مرتفعة نظرا الحتوائها على قيمة تحتوي المواقع التي وهي عالية:مواقع ذات قيمة بيئية 4-3يجب جزئيا ف تاريخية او وظيفية او جمالية يمكن من خاللها وصف المكان وقد تكون تلك المنطقة متهدمة

الحفاظ عليها وترميمها وإعادة تأهيلهاإلعادة استخدامها مرة أخرى.مبانى فردية وتجمعات ذات قيمة ثقافية وتاريخية وبيئية خارج القرى:مثل العديد من المواقع االثرية 4-4

والحصون والكنائس واألديرة والقالع. خصائص المواقع التاريخية:5-6

(3تنقسم خصائص المواقع التاريخيه الى خصائص مادية وغير ماديه كما هو موضح بالشكل رقم )

مسجد محمد علي بالقلعه -سلوفانيا وبليانايلقلعه -زغرب بكرواتيا -التاريخيه وفنيك دوبر قرية

ومواقعها الحضريه (يوضح تصنيف المناطق التاريخية 2شكل رقم )


18

أنماط المناطق التاريخية :5-2

تتعرض المناطق التاريخية فى األغلب الى تدهور فى البنية التحتية وأيضا إنعدام للخدمات واألنشطة التى تعد من أهم السمات التى تميز النطاقات التاريخية لما لها من اثر بارز فى تاريخ النطاق االثرى والتى قد ينتج

ح على المبانى االثرية والمبانى المحيطة فيحدث تشوة فى النسيج العمرانى عنها اإلهمال والتعدى الواض (:6,وتنقسم المناطق التاريخية الي ثالث مناطق كما هو موضح بالجدول رقم )8

أنماط المناطق التاريخية :المصدر الباحثالمناطق التاريخية المتالحمة

النسيج المتضام أو المتالحم أو التالصق المتالصق ذلك نتيجة

والتالحم التام للمبانى بحيث ال يوجد فراغات إال األبنية الداخلية وبعض المناور وهذا ما يميز النطاقات التراثية

فى المناطق الحارة

نطاق القاهرة التاريخية منطقة الجمالية وميدان

9األزهر

"، هدىمحروستوفيق 0222د اعتماد محمد عالم التغير االجتماعى مكتبة االنجلو -احمد أبو زيد د8

كلية الهندسة، جامعة العمارةوالعمرانفىإطارالتنميةالمستدامةالقاهرةمن" :مؤتمر، "التشكياللمعماريوالعمرانيوهويةبعضمناطقمدينةالقاهرة

.4، ص - ٨٠٠٢فبراير٨٢"القاهرة،

i, alhusayn district proposal, an introduction to Islamiccairo, uia,1985Waelalmasr9

خصائص املواقع التارخيية

والداخليللمبانيالمظهر والشكل الخارجي .1

. األنشاءومواد طرق

المناطق العمرانية والمدينة والعالقة بينهما .2

وعالقتهم بالبيئة المحيطة .

للمناطق التاريخية والشوارع العمرانيالنسق .3

المحيطة بها.

العالقات المتبادلة بين المناطق الخضراء .4

. والمبانيوالمساحات المفتوحة

المظاهر المختلفة التي اكتسبتها المناطق .5

مع مرور الزمن. التاريخية

خصائص اقتصاديةوتشمل المناطق التي يوجد -1

بها حرف تقليدية التي غالبا ما تشمل منطقة او

وحدة او مسار كامل

وعادتهم وسلوكهم األفرادخصائص اجتماعية -2

وتقاليدهم االمر الذى يعطى عدة خصائص للمجتمع

مما يجعلها تؤثر على مراحل نمو المدينة ونسيجها

العمراني

خصائص تراثية مادية خصائص تراثية غير مادية

ماديه / غير ماديهالمناطق التاريخيةخصائص يوضح ( 3شكل رقم )


19

المناطق التراثية الشبة

منفصلة

تتميز هذة المناطق بتجمع مبانيهاومنشأتها فى تشكيل معين أو نسيج مميز يختلف عما حولة ، وانفصالها فى نفس الوقت كمنطقة مميزة عن

العمران المحيط " عمرانيا ومعماريا "

ينالمسجد األقصى بفلسطالنسيج الشبة منفصل " http://www.palqa.comالمصدر:

المناطق التراثية

المنفصلة

تتميز بإنفصالها التام عن العمران المحيط وتميزها عن نسيجة السائد ووجودها كمجموعات أو عناصر منفصلة فى شكل يحقق لها أعلى تميز بصرى سواء باإلنفصال التام عن المحيط باإلرتفاع على هضبة مثال أو

بوجودها أمام خلفية مميزة

10قلعة صالح الدين األيوبى

التغيير والتحول في المناطق التاريخية مع مرور الزمن: مظاهر رصد-6: عرف ولبرت مور التغيير بانة التبدل الجوهري في األبنية االجتماعية اى في 11التغيير االجتماعى 1-6

أنماط الفعل االجتماعي بما في ذلك النتائج المرتبطة بهذا التبدل كما تنعكس في التغييرات التي تطرأ على ايير والمنتجات الثقافية والرموز.القيم والمع

التغيير الثقافي: هو التغيير الحاصل في الموروث الثقافي مثل التغيير الحاصل في مظاهر االحتفاالت 1-2 ما بين الماضر والحاضر.

https://www.alittihad.ae/assets/images/Dunia/2018/05/16/320x240/18.jpg10 0222د اعتماد محمد عالم التغير االجتماعى مكتبة االنجلو -د احمد أبو زيد11


20

ى التكنولوجو ,والثقافى, واالقتصادي االجتماعى, أهمها التغير عبارة عن مجموعة متغيرات هيالعمرانى: التغيير1-3كل هذا يتصل بشكل مباشر مع عنصر الزمن ويظهر في النسيج العمراني واستعماالت األراضي والطابع المعماري

.12وطرق ومواد البناءعبارة عن مجموعة من التغيرات الحادثة نتيجة النمو االقتصادي مثال في ظهور واالقتصادى: هالتغيير 1-4

أنشطة تجارية واقتصادية واختفاء أنشطة أخرى كل هذا التغيير يظهر جليا في نظم التسوق عن بعد واعتماد معظم مؤشرات االقتصاد عليها.

على الحادثة في األنشطة واالستعماالت التغييرات األكثر ظهورا هي التغيرات نالتكنولوجى: االتغيير 1-5المستوى االقليمى كالمناطق القائمة على االبتكار وتصنيع تكونولوجيا المعلومات كما اصبح دخول التكونولوجيا واالتصاالت في معظم المؤسسات التجارية والخدمية هو عامل رئيسى في ظهور استخدامات واختفاء

الخدمة.كومية دون االنتقال الى مكان استخدامات أخرى او تقديم خدمات حاعة الحاصل من الرمز الدينى السياحى الى انشار الب رالوظيفى: التغييالتغيير الحاصل في الرمز والدور 1-1

الجائلين والقمامة.عمل جولة في المناطق التاريخية نجد كثير من تلك المناطق منها دوالتداعى: عنالتغيير في التدهور 1-9

نهار ومنها ماهو متدهور نظرا لالهمال وغياب الصيانة.ماهو مالتغيير في القوانين والتشريعات: اختلفت القوانين والتشريعات للقاهرة متاثرة بالقوانين الخاصة بتنظيم 1-8

العمران على مر العصور.

( يوضح رصد مظاهر التغيير والتحول فى األنشطة واالستعماالت لمناطق القاهرهالتاريخية 4شكل رقم ) (المصدر الباحث)

:13التغيير للمناطق التاريخية مسببات-7

0224,رسالةماجستير,القسمالمعمارى,الجامعة التكنولوجية,الشكل المعمارى في الطرز المعماريةدينامية وتوليد –العبودى بيداء حاتم 12 ماجستير علوم وتكنولوجيا البنا مدير إدارة تنسيق المشاريع امانة مدينة الدمام المملكة العربية السعودية-على بن محمد السواط13


21

مسببات تجارية واستثمارية: حيث أصبحت الرغبة في تغيير استخدام المبنى من سكنى إلى نشاط تجارى 9-6إلى عامل اقتصادي نتيجة ارتفاع أسعار األراضي والرغبة في بيع المبنى أو تأجيره لدواعي االستثمار أو

واالستفادة من العائد المادي الكبيرمسببات اجتماعية: ترجع إلى انتشار األسواق العشوائية والباعة الجائلين وانتشار األنشطة التجارية في 9-2

مستوى اجتماعيالسكنى وهجرة السكان األصليين لسكن راقي و الحيهذه المسببات جوانب حركة المرور والنقل ونقص مواقف السيارات وصعوبة ىمرورية: وتغطمسببات 9-3

التنقل بالسيارة لضيق شوارع تلك المناطق وكذلك صعوبة دخول سيارات اإلسعاف والمطافئ.مسببات خدمية وبيئية: وتغطى النواحي البئية كالضوضاء واإلزعاج وقلة النظافة ونقص الخدمات العامة 9-4

مياه األمطار. فالصحى، وتصريوالصرف كالسلفتة، والتشجير،مسببات عمرانية ومعمارية: تغطى تلك المسببات النواحي التخطيطية والعمرانية في تلك المناطق مثل 9-5

والشوارع الضيقة والمتعرجة ,وانعدام الفراغات البناء، ةاالراضى، وأنظماصل في استعماالت التغيير الح والمناطق المفتوحة.

تلخيص العوامل المؤثره نيمك التاريخية:العوامل المؤثرة على تدهور المناطق 8-1

(الباحث :من انجازالمصدر)( يوضح العوامل المؤثرة على تدهور المناطق التاريخية 5شكل رقم )

( صور توضح تدهور المناطق التاريخية الناتج من العوامل البشريه او الطبيعيه6شكل رقم )


22

مستويات الحفاظ وتختلف باختالف حدود المنطقة المختارة لعملية الحفاظ : تتدرجالحفاظمستويات 8-2 ومحتوياتها وهذه المستويات هي:

التراثية: ويكون من خالل الحفاظ على عنصر مستقل أو موجود ضمن بيئة الحفاظ على العناصر 8-2-6معينة بحيث يؤثر هذا العنصر على المباني والناس المحيطين به ومثال على ذلك النصب التذكاري، سبيل

ماء، شجرة.و خارجه أ الحفاظ على مبنى: بحيث يكون لهذا المبنى قيمة وأهمية ويكون إما بالعمل داخل هذا المبنى8-2-2

أو االثنين معا الحفاظ على ممر أو شارع تراثي:حيث تتم المحافظة على مجموعة الواجهات المحيطة بالممر أو 8-2-3

الشارعالحفاظ على حي بكامله:سواء أكان هذا الحي صغيرا أم كبيرا مثل عملية الحفاظ على حي الحفصية 8-2-4

بتونس. تكون هذه المنطقة مدينة أو أكبر مثال الحفاظ على مدينة جرش الحفاظ على منطقة كاملة: فقد8-2-5 الحفاظ على مستوى إقليمي: و يتم في هذا المستوى التخطيط لعملية الحفاظ على مستوى اإلقليم8-2-1الحفاظ على المستوى الدولي: ويشمل الحفاظ على نماذج من التراث العالمي كأمثلة على التطور 8-2-9

اإلنساني. مبادئ الحفاظ على المناطق التاريخية: -8-3المشاركة المجتمعية من اهم المبادئ في عملية الحفاظ على التراث رالمجتمعية: تعتبالمشاركة 8-3-6

المعمارى والعمرانى.االعتماد واالخذ في االعتبار على االصالة كواحد من مبادئ العمل في المشروع فعند باالصالة: يج8-3-2

التدخل في أي مبنى نفقد جزاء من قيمتة االصلية.المواثيق على إمكانية استخدام المواد والتقنيات القابلة لالرجاع والتي يمكن صاالرجاع: تنقابلية 8-3-3

.14الى التقليل من االضرار ةالمستقبلية، باإلضافازالتها مستقبال للمعالجة بالتقنييات

نفس المرجع السابق.14


23

اجل المحافظة على المناطق والمبانى التاريخية يجب اجراء عملية صيانة دورية ناالستدامة: م8-3-4 .15ما يتناسب مع مبادئ الحفاظ المعمارى ومنتظمة ب

سياسات التعامل مع المناطق والمبانى التاريخية: 8-4المناطق والمبانى المتدهورة ومن ثم يتم إقامة المباني مكانها لتحقيق اهداف ةواالحالل: يتمازالاالزالة 8-4-6

.16وظيفية واقتصادية بحتةوافق مع المستقبل ويستعمل هذا األسلوب لكل من المستوى حماية للحاضر في ت والتاهيل: هإعادة 8-4-2

المعمارى والتخطيط والمفهوم العام لة إعادة صياغة وتاهيل المباني العمرانية الداء وظيفتها التي فقدتها نتيجة .17لعدم مالئمتها للتغيرات المتالحقة

فتح الطرق والخدمات وقد يتم فيهافي هذه السياسة اصالح وتجديد المرافق والمبانى و مالتجديد: يت8-4-3 شوارع جديدة او تحويل حركة المركبات االلية الى شوارع أخرى او تحويل شوارع الى ممرات مشاة

هذه السياسة بالمبنى ذو الطابع التاريخى واالثرى ويختص بها علماء االثار وتهتم مالترميم: وتهت8-4-4مرانيا تطبيق تلك السياسة على المناطق المتدهورة اجتماعيا وع بالتسجيل والتوثيق والدراسات المتخصصة ويتم

للمحافظة على الهيكل العمرانىهناك قدرة على القيام باالعمال السابقة فالبدمن التأكيد على عدم حدوث تدهور ن الحماية: عندماالتكو 8-4-5

للوضع القائم.ة على حساب بحرية واسع زواالقتصادي، وتتميعلى البعد الوظيفى والتعمير: تركزسياسة إعادة البناء 8-4-1

القيمة الثقافية من خالل إمكانية تغيير االستعماالت والنسيج العمرانى وشبكات الحركة لتالئم التطور التكنولوجى ومتغيرات العصر االجتماعية واالقتصادية.

خية.ي والنسيج والطابع العمرانى للمنطقة التاريالحفاظ على المبان ىالسلبي: تهدف السياسة الحفاظ 8-4-9الهيكل حماية ليشمل الحفاظ مفهوم يتسع وقد ألصلية، صورتها في عليه المحافظة يجب تاريخي كرمز

والعمرانى. واإلقتصادياالجتماعي

نفس المرجع السابق.15بلدية دبى االمارات –ندوة الحفاظ على التراث العمرانى فة دولة االمارات -مناهج الحفاظ على التراث العمرانى بدولة االمارات -جمالعبدالغنى 16

1991العربية .0210رسالة ماجستير هندسة المطرية جامعة حلون –إدارة تمويل مشروعات إعادة تاهيل المناطق التاريخية –شهاب الدين عبدالفتاح 17


24

نضمالابعادهاوعناصرها، في التعامل مع المنطقة التاريخية بكل مااليجابى: تهتسياسة الحفاظ 8-4-8 استدامة واستمرار تكيف المنطقة مع التغيير السريع

منظومة التحكم في تغيير األنشطة واالستعماالت للمناطق التاريخية -9تطبيق منظومة التحكم في تغيير األنشطة واالستعماالت على المناطق التاريخية -11 بمدينة باريس فرنسا le marisأوال : حىلىماريس 61-6ة تاريخية :يقع حى لى ماريس بقلب مدينة باريس وقد قام الملك هنرى الرابع ببناء القصر خلفي 61-6-6

الملكى بها وقد ازداد التعمير بها في القرن السابع وفى نهاية القرن السابع عشر أصبحت منطقة لى ماريس ت المطاعم ومحالمزدحمة بالسكان .تحتفظ المنطقة بأهمية اقتصادية كبرى بما تشمل علية من المقاهى و

البقالة والمخابز والمحالت والمعارض الفنية والمتاحف بجانب صناعة الذهب والمجوهرات وصناعة النظارات واالنماط المعمارية المتنوعة نتيجة ,واالالت المنظارية والحرف الفنية والصناعات الجلدية والثياب كما تتميز

ا ها عبر الزمن ويكمن أهمية تلك األنشطة واالستعماالت كونهلتغيير السكان وتغيير األنشطة االقتصادية في تقع وسط باريس.

(الباحثمن انجاز التاريخية )المصدر( منظومة التحكم في تغيير األنشطة واالستعماالت لمناطق 7شكل رقم )

hg


25

:le marisالمشكالت الرئيسية التي تواجة الحفاظ على حى لى ماريس 61-6-2 المشكالت البيئية

الكثافة السكانية الزائدة واهمال الجهات المختصة معالجتها بتوفير أماكن الستيعاب الزيادة السكانية عدم اهتمام الجهات المختصة بالحى وتنسيقة والحفاظ علية كمصدر سياحى تنموى للمدينة.

المشكالت االقتصادية: سبب الكثافة السكانية وضيق الشوارع واالزدحام.انخفاض المشاريع الصحاب المحال التجارية ب

رغم االنحصار الواضح في هذا النشاط خالل العقود األخيرة يبقى هذا الحى مركزا حيويا للصناعة وتجارة الجملة وقد انخفضت هذه المشاريع اإلنتاجية تدريجيا بسبب الكثافة السكانية.

المشكالت الثقافية واالجتماعية:استغالل طاقات سكان المنطقة وتوجيههم العادة احياء المنطقة يؤدى الدولة: عدمعن أجهزة مشكالت ناتجة

دائما الى خلق فجوة ثقافية واجتماعية والتي ينتج عنها التدنى في المستوى بين الطبقات ونشاءة الجريمة على عكس لو تم استغاللهم واستغالل طاقاتهم في تطوير البيئة المحيطة كتنمية شاملة.

:18غيير بحىلىماريسمسببات الت 61-6-3تتميز المنطقة بأهمية اقتصادية لما تحتوية من محالت ومقاهى ومطاعم ومعارض استثمارية: حيثمسببات

فنية ومتاحف مسببات اجتماعية: بسبب الكثافة السكانية العاليةوالتدنى في المستوى بين الطبقات.

ضيق الشوارع بمرورية: بسبمسببات لمنطقة:مستويات الحفاظ با61-6-4

على مجموعة من المباني والممرات والمحال التجارية ومبانى الحي يحتوي ثبكاملة: حيالحفاظ على حى قيمة.تاريخية ومبانى ذات

م0221نعمات محمد نظمى"إعادة تاهيل مراكز المدن الكبرى مدخل الى التنمية الحضرية المستدامة"انتربيلد 18


26

19( صورة توضح انتشار المحالت في المنطقة وتنوع االستعماالت8شكل )

السياسة التي تم اتباعها في حى لى ماريس: 61-6-5

تلك السياسة يعتمد على المحافظة على المناطق التاريخية والمبانى التاريخية مااليجابى: مفهو سياسة الحفاظ بكل عناصرها لضمان استدامة واستمرار تكيف المنطقة مع التغيير السريع مع االخذ في االعتبار عوامل

التطور الحديث تكنولوجيا واجتماعيا.االف المباني وانما كان الهدف الرئيسى هو المحافظة على : وليس الهدف فقط هو تاهيل 20إعادة التاهيل

النظام التقليدي للمنطقة وقد تم تبنى اتجاة مرن لتشجيع الصناعات الصغيرة للبقاء في المنطقة ,وقد كانت األهداف التي حددت لهذا الحى منذ الستينات.

كانت ى التاريخى على مرحلتين فوقد تطبيق منظومة التحكم في تغيير األنشطة واالستعماالت للح61-6-1 :21كاالتى

: تم عمل مخطط بصورة حقيقية وشاملة للحى ويعتبر هذا المخطط اطارا مرجعيا على المدى المرحلة األولىعلى جميع األصعدة لهذا يجب ان ينفذ بشكل تدريجى والجل تفادى الحيالطويل طارحا صورة طامحة العادة

اى مخاطر تخريبة للحى.وضع قوانين كثيرة بحيث يكون لكل وحدة عقارية قانونا محددا تقوم على أساسها الحفاظ متالثانية: المرحلة

عليها وطرحت الدراسات الجديدة هذه المرة بأكثر واقعية ولكن أدت كثرة القوانين الى افقار الفكرة األساسية كما

-Le_Marais-r665966326-d292257-g187147-https://www.tripadvisor.com.eg/ShowUserReviews19

Paris_Ile_de_France.html#photos;aggregationId=&albumid=&filter=2&ff=388362580 البسيطةللحفاظ على المباني والمناطق التراثية,مؤتمر الحفاظ المعمارى بين عمرو عبداللة عبدالعزيز ,حسام الدين حسن البرمبلى ,المعالجات البيئية 20

.0224مارس -11-14النظرية والتطبيق ,بلدة دبى ,االمارات العربية المتحدة م. 1999المؤتمر التاسع للمعماريين "امنية أبو قورة"سياسة الحفاظ على التراث المعمارى والعمرانى في فرنسا ,ابريل 21

https://www.tripadvisor.com.eg/ShowUserReviews-g187147-d292257-r665966326-Le_Marais-Paris_Ile_de_France.html#photos;aggregationId=&albumid=&filter=2&ff=388362580



27

نشطة دون وضع حل ملموس لها وقد ان عمليات الهدم مازلت تخص عددا كبيرا من المباني والسكان واأل احتوى المخطط األخير على مايلى:

الحفاظ على األنشطة واالستعماالت الحرفية والصناعية. -6 إعادة مراجعة المخطط بما يختص بعمليات الهدم واالزالة. -2 اظهار قيمة المباني التاريخية. -3

مناسبة ة والتوثيق والدراسة والتحليل واختيار الوظيفة الومن هنا يتضح لنا انة تم االعتماد على المشاركة الشعبي العادة التاهيل

مدينة فاس بدولة المغرب: -61-2:تقع مدينة فاس في شمال المملكة المغربية بالقرب من اسبانيا وقد تم انشائها بالقرب 22خلفية تاريخية 61-2-6

كم شرق 678من هضاب الحجر الجيرى لسلسلة جبال اطلس الوسطى على شاطئ وادى فاس وتبعد مسافة .23هجري 692العاصمة الرباط , تأسست مدينة فاس على يد إدريس بن عبد هللا في أواخر القرن الثاني الهجري

المشكالت الرئيسية التي تواجهة الحفاظ على المناطق التاريخية: 61-2-2 المشكالت البيئية

تصاعد عدد السكان وعدم توفير مساكن مالئمة لهم وانتشار مساكن الصفيح حيث بلغت نسبة البناء - حيث تعتبر بيوت الصفيح قنابل موقوتة وذلك النها مناطق عشوائية.%21الغير قانونى

دد كبير من معالم مدينة فاس لعدم اهتمام الجهات المختصة بتوظيفها توظيفا جيدا.تدهور ع -ظهرت نشاطات هامشية مرتبطة بمتطلبات المجتمعات الريفية التي هاجرت الى المدينة بدال من الصفوة -

الذين هجروا المدينة,وبالتالي ظهرت حرف ملوثة للبيئة. المشكالت التنظيمية:

لمدينة وهجرة القرويين اليها مما عمل على تغير الهيكل االجتماعى للمدينة كما ساعد هجرة الصفوة من ا -ذلك على انتشار التجمعات العشوائية والغير قانونية حول المدينة وعلى المناطق الخضراء التي تعتبر

متنفسا للمنطقة.

3_%D9%8https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B22

8%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%

D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9

ttps://mawdoo3.com/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B3_%D9%8h23

8%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%

D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9

https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B3_%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9




28

.24ظهور الورش والمصانع داخل المدينة القديمة - الصرف الصحى كل هذا نتيجة للزيادة السكانية الكبيرة.–كهرباء -من مياةالتدهور في شبكات المرافق -

المشكالت االقتصادية: حدث تفكك في قطاع التجارة وتدهورت الصناعات التقليدية بالمدينة كالنسيج وصناعة الجلود. - تدهورت األنشطة السكانية لعدم توفير متطلبات الحياة الحديثة. -

بمدينة فاس بالمغرب:مسببات التغيير 61-2-3 مسببات اجتماعية:

تقسيم الدور الفخمة والتراثية الى وحدات سكنية صغيرة كما تدهور الكثير من معالم مدينة فاس لعدم - توظيفها توظيفا جيدا كل هذا لعدم وعى السكان بقيمة األثر.

مسببات خدمية وبيئية: .25ظهور الورش والمصانع داخل المدينة القديمة - الصرف الصحى كل هذا نتيجة للزيادة السكانية الكبيرة.–كهرباء -في شبكات المرافق من مياة التدهور -

مسببات مرورية: ارتفاع عدد السكان والحركة االلية للسيارات داخل اسوار المدينة. -

الحفاظ على موقع شامل:حيث تحتوى مدينة فاس على أنماط من مجوعة من المباني السكنية والدينية 61-2-4

والممرات فمثال من المبان الدينية جامع القرويين وضريح المولى ادريس األصغر ومسجد االندليسين 26( صورة توضح مسجد القرويين بمدينة فاس7شكل )

وحدات عمرانية تكاد تكون منفصلة وهى كالتالى.وغيرة وتضم مدينة فاس ثالث السياسة التي تم اتباعها في مدينة فاس بالمغرب:61-2-5

case study fez morocco –Unit for housing and urbanization Harvard university,culture in sustainable development 24

the world bank- Washington 1999.

case study fez morocco –pment Unit for housing and urbanization Harvard university,culture in sustainable develo25

the world bank- Washington 1999.

https://pbs.twimg.com/media/DZ3ysjQWsAUoKpp.jpg26


29

سياسة التجديد:هو عبارة عن اصالح وتجديد المرافق والمبانى والطرق والخدمات وقد يتم فيها فتح او اغالق د يتضمن اصالح وتجديدشوارع او تحويل مسارات الحركة من مسارات الية الى مسارات مشاة وق

إعادة التاهيل:كان الهدف هو إعادة رونق مدينة فاس الى حالتها الطبيعية حيث ظهرت مدينة فاس في بداية السبعينيات كانها اعتراها اعياء شامل في كيانها العمرانى حيث تغيرت تركيبتها االجتماعية نتيجة هجرة الصفوة

ى تدهور الخدمات االجتماعية والمرافق األساسية بها كما كان الهدف منها وهجرة القرويين اليها مما أدى ال هو إعادة تاهيل العديد من المباني واستخدامها في استعماالت جديدة تالئم طابعها التاريخى.

الترميم واإلصالح والتدعيم: كانت البنايات في مدينة فاس في وضعية سيئة تحتاج الى تدخال سريعا حيث ان ي التي كانت تحتاج الى صيانة وتدخل تجاوز المئات بل االالف.عدد المبان

وقد تم تطبيق منظومة التحكم في تغيير األنشطة واالستعماالت على الحى التاريخى على عدة مستويات فكانت كاالتى:

اة الجنوبى جالمستوى األول:تعمير المنطقة الشرقية وامتداد المنطقة القديمة: عن طريق الحد من االمتداد في االتوالغربى الستيعاب الهجرة من القرويين وتخفيف الضغط على المدينة القديمة واضافة بعض الخدمات المجمعة اليها والتي يصعب اضافتها ودمجها مع النسيج العمرانى للمدينة القديمة كالجامعات والمستشفيات مع انشاء

صناعات التقليدية.جهات حكومية باستثناء الجهات الحكومية التي تختص بالالمستوى الثانى:التعمير المحدود للمنطقتين الجنوبية والغربية :وعلى هذا تم تحجيم النمو العمرانى باإلضافة الى تطوير وإصالح المباني المباني مع إضفاء الطابع القديم للمدينة لتتكامل مع المنطقة القديمة في طابع

عمرانى واحد.لزيادة السكانية في منطقة دار الدباغ:فقد تم تطوير هذا الحى باستغالل االراضى المستوى الثالث: مواجهة ا

الفضاء وتطويرة وتجديدة واضفاء الطابع االسالمى علية.المحافظة على المدينة القديمة:وقد شملت ترميم وإصالح المباني االثرية كالمساجد والمدارس المستوى الرابع:

والفنادق واألسواق وإعادة الحياة اليها والدور الوظيفى اليها بعد ان تحولت الى مزارات اثرية وسياحية كما تم نقل ها كما مات التقليدية وتنميتها واستعادة مكانتالصناعات الحديثة من المنطقة وتم استعادة الصناعات الحرفية والخد

تم انشاء مدرسة لحرف البناء التقليدية ومدرسة للفنون والصناعت الحرفية التقليدية كما تم الحد من الحركة االلية بالمنطقة عن طريق تحديد أماكن انتظار خارج المنطقة التاريخية وربطها بشبكة ممرات للمشاة.


30

ة تم االعتماد على االصالة والمشاركة الشعبية والتوثيق واالستدامة والدراسة والتحليل ومن هنا يتضح لنا ان واختيار الوظيفة المناسبة العادة التاهيل .

الفسطاط بالقاهرة جمهورية مصر العربية: منطقة11-3الفتح لىمدينة الفسطاط من المناطق القديمة التي يرجع تاريخ انشائها ا تاريخية: تعتبرلمحة 61-3-6

االسالمى حيث قام بانشائها عمرو بن العاص وتقع بالقرب من حصن باليون وعلى ساحل النيل في طرفة .27الشمالى وكان موقعها ممتاز يطل على النيل

:28المشكالت الرئيسية التي تواجة الحفاظ على المناطق التاريخية 61-3-2 المشكالت البيئية:

من اجمالى مساحة المنطقة.%21انتشار المقابر في المنطقة حيث تمثل - تدهور شبكات البنية التحتية )شبكات المياة والصرف الصحى...الخ( وانتشار التلوث والقملمة. - انتشار بعض المناطق العشوائية التي تعتبر غير امنة عمرانيا مثل عزبة أبو قرن وخيرللة. -

المشكالت التنظيمية :قابر وصناعى وحرفى وسط الكثلة السكنية مثل السيدة زينب تداخل االستعماالت في المنطقة من ورش وم -

وعزبة خيراللة. ارتفاع الكثافة السكنية وانخفاض معدل جودة الحياة للسكان بهذة المناطق. - انتشار العشوائيات وما يتبعها من تدهور عمرانى واقتصادى وأوضاع معيشية متردية. -

المشكالت االقتصادية: لذيادعم الصناعات الحرفية كصناعة الفخار والتي تشتهر بها المنطقة االمر عدم وجود سياسة واضحة ل -

يؤدى الى اندثار تلك المهنة مما يؤدى الى ارتفاع نسبة البطالة. االجتماعية.يعود بالسلب على الناحية الذيارتفاع معدل البطالة في المنطقة االمر -

مسببات التغيير بالمنطقة: 61-3-3 المنطقة.من %21في منطقة المدابع وانتشار المقابر بنسبة يئية: وتتمثلوبمسببات خدمية

مسببات اجتماعية: ارتفاع الكثافة السكنية وانخفاض معدل جودة الحياة للسكان بهذة المناطق.

إدارة مواقع التراث العالمى بجمهورية مصر العربية مشروع االحياء العمرانى للقاهرة التاريخية تقرير –مركز التراث العالمى –منظمة اليونسكو 27

.0210الى 1212لفترة اعمال من الية كإعادة التاهيل كاداة لتحقيق االستدامة في المناطق التراثية "دراسة حالة منطقة الفسطاط بمصر القديمة"رقية فاروق نصر رسالة ماجستير 28

.0212الهندسة قسم الهندسة المعمارية جامعة حلوان


31

مسببات عمرانية ومعمارية: انتشار العشوائيات وما يتبعها من تدهور عمرانى واقتصادى وأوضاع معيشية تداخل االستعماالت في المنطقة من ورش ومقابر وصناعى وحرفى وسط الكثلة السكنية مثل السيدة متردية مع

زينب وعزبة خيراللة. 29مستويات الحفاظ بالمنطقة61-3-4منطقة الفسطاط منطقة غنية وثرية بالتنوع التاريخى والمبانى التاريخية على مر رشامل: تعتبموقع -

العصور فيمتد العصور التاريخية بها من العصور الرومانية والفرعونية والقبطية واإلسالمية. السياسة التي تم اتباعها بمنطقة الفسطاط: 61-3-5

الثار الموجودة وبقايا المباني والبيئة الطبيعية طبقا إعادة التاهيل: حيث يهدف الى إجراءات الحفاظ على ا للمقاييس والمواصفات العالمية في إعادة التاهيل

على ترميم كافة االثار وبقايا المباني التاريخية. الترميم: العملتم تطبيق منظومة التحكم في تغيير األنشطة واالستعماال ت بمنطقة الفسطاط على عدة وقد 61-3-1

ت فكانت كاالتى:مستويا اهداف قصيرة االجل:

فدان( 4111إعداد مخطط استراتيجى عام لمنطقة الفسطاط بمساحة تبلغ تقريبا ) - تطوير المناطق العشوائية بمنطقة الفسطاط وتحسين حياة السكان. - تنمية األنشطة السياحية والثقافية والترفيهبة والخدمية والحرفية بما يتناسب مع قيمة المنطقة. - تطوير شبكات البنية التحتية مع توفير شبكة من وسائل المواصالت المتطورة. - اهداف طويلة االجل: - رفع معدالت جودة الحياة لسكان العشوائيات بالقاهرة من خالل تطوير المناطق العشوائية - تطوير شبكات البنية التحتية مع توفير شبكة من وسائل المواصالت المتطورة. -رف الموجودة بمنطقة الفسطاط من ضمن خطط الحكومة والجهات المنوطة بالحفاظ على مشروع تطوير الح -

وحدة النتاج الفخار وتدريب الناس 31المناطق التاريخية والتي تعتبر خطة لتدريب كوادر جديدة حيث تم انشاء ال.ارثها األجيعليها مع انشاء مدرسة فنية تعمل على تدريب كوادر جديدة لضمان استدامة الحرف التي تتو

عملية تاهيل لمنطقة مجمع األديان حتى مسجد عمرو بن العاص تمت بأسلوب متوان يضمن استمرارية - الحياة في المنطقة بما فيها من مبانى تاريخيةمع مواكبة احتياجات السكان.

خطيط العمرانى ,الرؤية المستقبلية لمدينة الفسطاط والمشروعات ذات األولوية ,محافظة وزارة اإلسكان والمجتمعات العمرانتة ,الهيئة العامة للت 29

القاهرة.


32

ظمشروع تطوير الحرف الموجودة بمنطقة الفسطاط من ضمن خطط الحكومة والجهات المنوطة بالحفا -

( صورة توضح المنطقة قبل إعادة التاهيل وبعد إعادة تاهيلها61شكل ) ( يوضح تطبيق منظومة التحكم في تغيير األنشطة واالستعماالت على ثالث تجارب2رقم )جدول -


33

ومما سبق من نتائج الجدول ان التجربة الفرنسية والتجربة المغربية هي تجارب تم فيها التحكم في األنشطة تم في يثالمنطقة حواالستعماالت بدقة عالية عكس التجربة المصرية التي كانت تحاول تحجيم التدهور في

التجربة الفرنسية عمل االتى: رفية والصناعية.الحفاظ على األنشطة واالستعماالت الح - إعادة مراجعة المخطط بما يختص بعمليات الهدم واالزالة. - اظهار قيمة المباني التاريخية. -

د شملت ترميم وإصالح المباني االثرية كالمساج دالقديمة: وقالمحافظة على المدينة اما في التجربة المغربية تم نقل الصناعات الحديثة من المنطقة وتمو والمدارس والفنادق واألسواق وإعادة الحياة اليها والدور الوظيفىاليها

.استعادة الصناعات الحرفية والخدمات التقليدية وتنميتها واستعادة مكانتها اما ما حدث في التجربة المصرية فكان

تطوير المناطق العشوائية بمنطقة الفسطاط وتحسين حياة السكان. - تنمية األنشطة السياحية والثقافية والترفيهبة والخدمية والحرفية بما يتناسب مع قيمة المنطقة. - تطوير شبكات البنية التحتية مع توفير شبكة من وسائل المواصالت المتطورة. -

الخالصة:–11من وجهة نظر الباحث انها تسهم في تطبيق منظومة التحكم في تغيير األنشطة توصل الباحث الى توصيات

واالستعماالت للمناطق التاريخية.ضرورة اعداد مخطط عام بصورة حقيقية وشاملة للمنطقة التاريخية بحيث يعتبر هذا المخطط اطارا -

مرجعيا على المدى الطويل مثلما حدث ذلك في التجربة الفرنسية.قضاء على التلوث البصرى للطابع المعمارىوتوحيدة ويتضح ذلك في التوسعات التي حدثت في ضرورة ال -

تجربة مدينة فاس بدولة المغرب حيث تم إضفاء الطابع القديم للمدينة ككل.نقل االستعماالت الملوثة للبيئة خارج المناطق التاريخية وإعادة استثمار تلك األماكن ككقاعدة تعود بالنفع -

سكان تلك المنطقة وقاطينيهاوقد حدث ذلك في تجربة مدينة فاس والتجربة المصرية حيث تمت على ة بالتجرب مشروع تطوير الحرف الموجودة بمنطقة الفسطاطالمحافظة على األنشطة والحرف مثل انشاء

المصرية.ك في مناطق وذلتوحيد الجهات المسئولة عن تلك المناطق بان تكون هناك جهة واحدة مسئولة عن تلك ال -

محاولة لتالفى تعدد التشريعات والقوانين.العمل على تاهيل السكان في المنطقة وكذلك المستعملين والزوار من المشتغلين بالمنطقة وذلك لنشر -

الوعى بالقيمة التاريخية بالمنطقةويكون من خالل:


34

اشراكهم والمناطق التاريخية وذلك ب المشاركة الشعبية من جهة السكان لتحمل مسئوليتهم في حماية المباني -في اللجان والمؤسسات الحكومية واألهلية المختصة لتساعدهم على توعية المواطنين واالتصال بالجهات المختصة كالمجالس المحلية والمحافظة وشرح ابعاد ومشاكل تلك المناطق لتخصيص األموال الالزمة

ضرورة اصدار التشريعات التي تعمل على فرض عقوبات لصياتنة تلك المناطق والمبانى بصفة دورية معصارمة للحد من التعديات على تلك المناطق وتعتبر التجربة الفرنسية وما تم تطبيقة في )حىلىماريس( مثال

حى للمشاركة الشعبية.توعية المواطنين وذلك باحاطاتتهم باالهمية االقتصادية لتلك المناطق واثارة اهتمامهم بتلك المناطق والمبانى -

في تلك المناطق لتكون موروث تتوارثة األجيال. هناك استدامةتكون دينية حتىلما لها من أهمية لعدم وجود الترميم وإعادة التاهيل وذلكالواسعة بين التخطيط والتنفيذ في عمليات الصيانة و من الفجوةالحد -

استشارين اثناء مرحلة التنفيذ. المراجع

امعةج ماجستير، رسالة القديمة، اإلسالمية المدينة على للحفاظ بيئي منهجالدواخلي، أماني، نحو .6 . 1996.القاهرة،

سالةالتاريخية، ر إدارة المواقع األثرية تقييم لتجربة إدارة مدينة حلب السويداني،على محمد طالب .2 ماجستير ,كلية الهندسة ,قسم الهندسة المعمارية جامعة القاهرة

المعاصرة،المناطق التاريخية ودورها في الحياة بشأن، صون اليونسكو، توصية .3ة مادبا لتاريخية حالة دراسية وسط مدينراماإبراهيم,اثر الحفاظ على النسيج الحضرى للمدينة االربضى، .4

2116,رسالة ماجستير,الجامعة األردنية عمان المعماري التشكيل " ،2111اعتماد محمد عالم التغير االجتماعى مكتبة االنجلو د-زيدد احمد أبو .5

من القاهرة المستدامة إطارالتنميةفي والعمران العمارة" :مؤتمر، "مدينةالقاهرة مناطق بعض وهوية والعمراني .4ص ، ٨٠٠٢فبراير٨٢"كلية الهندسة، جامعة القاهرة،

م المعمارية، رسالة ماجستير، القسدينامية وتوليد الشكل المعمارى في الطرز –العبودى بيداء حاتم .1 2114التكنولوجية, ةالمعمارى، الجامع

علوم وتكنولوجيا البنا مدير إدارة تنسيق المشاريع امانة مدينة الدمام ماجستير-السواطعلى بن محمد .9 المملكة العربية السعودية

انىفة الحفاظ على التراث العمر ندوة-االماراتالحفاظ على التراث العمرانى بدولة مناهج-جمالعبدالغنى .8 6775االمارات العربية دبيبلدية –دولة االمارات

ير رسالة ماجست–إدارة تمويل مشروعات إعادة تاهيل المناطق التاريخية – حعبد الفتاشهاب الدين .7 .2162هندسة المطرية جامعة حلون


35

"إعادةتاهيل مراكز المدن الكبرى مدخل الى التنمية الحضرية نظمينعمات محمد .61 م2116المستدامة"انتربيلد

المباني البيئية البسيطة للحفاظ على البرمبلى، المعالجاتالدين حسن ، حسامزعبد العزيعمرو عبداللة .66-64تحدة العربية الم دبي، االمارات والتطبيق، بلدةالحفاظ المعمارى بين النظرية رالتراثية، مؤتموالمناطق

.2114مارس -61المؤتمر التاسع للمعماريين "امنية أبو قورة"سياسة الحفاظ على التراث المعمارىوالعمرانى في فرنسا ,ابريل .62

م. 6777إدارة مواقع التراث العالمى بجمهورية مصر العربية مشروع –مركز التراث العالمى –منظمة اليونسكو .63

.2162الى 6161االحياءالعمرانى للقاهرة التاريخية تقرير اعمال من الفترة إعادة التاهيلكاداة لتحقيق االستدامة في المناطق التراثية "دراسة حالة منطقة الفسطاط بمصر .64

.2169القديمة"رقية فاروق نصر رسالة ماجستير كلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية جامعة حلوان نة نى ,الرؤية المستقبلية لمديوزارة اإلسكان والمجتمعات العمرانتة ,الهيئة العامة للتخطيط العمرا .65

الفسطاط والمشروعات ذات األولوية ,محافظة القاهرة.16. Kevin Lynch, ‘’ The Image of the City ‘’ ,The MIT Press,1960

17. https://www.esteri.it/mae/ar/politica_estera/cultura/cooperculturale/cooperm

ultilaterale/unesco.html

18. Waelalmasri, alhusayn district proposal, an introduction to Islamiccairo,

uia,1985

19. Feilden, Bernard M, Conservation of Historic buildings, London, Butterworth

Architecture, 1994.

20. https://www.tripadvisor.com.eg/ShowUserReviews-g187147-d292257-

r665966326-Le_Marais-

Paris_Ile_de_France.html#photos;aggregationId=&albumid=&filter=2&ff=388362

580

21. https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%

D9%81%D8%A7%D8%B3_%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D

9%85%D9%87%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D

9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9

22. Unit for housing and urbanization Harvard university,culture in sustainable

development – case study fez morocco the world bank- Washington 1999.

23. Unit for housing and urbanization Harvard university,culture in sustainable

development – case study fez morocco the world bank- Washington 1999.

24. https://pbs.twimg.com/media/DZ3ysjQWsAUoKpp.jpg

25. http://www.tda.gov.eg/El-Foustat/El-Fostat-Shops-AR.aspx

https://en.wikipedia.org/wiki/Kevin_A._Lynch

https://en.wikipedia.org/wiki/The_MIT_Press

https://www.esteri.it/mae/ar/politica_estera/cultura/cooperculturale/coopermultilaterale/unesco.html

https://www.esteri.it/mae/ar/politica_estera/cultura/cooperculturale/coopermultilaterale/unesco.html









https://pbs.twimg.com/media/DZ3ysjQWsAUoKpp.jpg

http://www.tda.gov.eg/El-Foustat/El-Fostat-Shops-AR.aspx


36

برامج العمل التنموية اإلقليمية والجماعية، وسؤال اإللتقائية

) شيشاوة نموذجا أسفي، المغرب –جهة مراكش )

Provincial and communal development action

plan, and the question of automaticity

Chichaoua as a case study (Regoin of Marrakech - Safi, Morocco)

أحمد بوحامد، دكتور في الجغرافيا/ جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، المغرب

فاطمة آيت بناصر، باحثة في الجغرافيا/ جامعة القاضي عياض مراكش، المغرب

Dr. Ahmed Bouhamed, PhD in geography/ Hassan II University Casablanca, Morocco,[email protected]

Fatima Ait bennaser, Researcher in the field of geography / Cadi Ayyad University Marrakech, Morocco, [email protected].

:ملخص

برامج العمل الجماعي بشيشاوة من جهة، وكيف يسهم برنامج العمل يهدف هذ المقال إلى إبراز دور اإلقليمي إلقليم شيشاوة من جهة ثانية كآليات للتنمية الترابية. ثم تجليات الحكامة الترابية واإللتقائية في برامج

.العمل الجماعي واإلقليمي في إطار الجهوية المتقدمة

نموية اإلقليمية والجماعية تشكل نموذجا للحكامة المحلية الجيدة، بينت نتائج الدراسة، أن برامج العمل التوالتي تضمن توفير إطار مرجعي إلنعاش التنمية محليا وإقليما وجهويا، كما أنها عنصرا للتواصل واالنسجام

بين مختلف الفاعلين الترابيين لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية، مع ضرورة التنسيق بين جميع فاعلين من أجل مزيد من التكامل واإللتقائيةال .

الكلمات المفاتيح: جماعة شيشاوة، إقليم شيشاوة، برنامج العمل الجماعي واإلقليمي، الحكامة، التنمية، .اإللتقائية

Abstract :


37

The article’s aim is to highlight the role of communal action plans in Chichaoua, on the one hand,

and the contribution of the provincial action plans, on the other hand, as a territorial development

mechanism for the province of Chichaoua, as a manifestation of territorial governance and

automaticity of communal and provincial action plans in the frame of advanced regionalism.

The results of the study showed that the provincial and communal development action plans

constitute a model of good local governance, which includes a frame of reference for revitalizing

development at local, provincial, and regional level. It is also an element of communication and

harmony between the different territorial actors to achieve economic and social development, with

the need for coordination between all the actors for more integration and automaticity.

Keywords: Chichaoua commune, Chichaoua province, communal and provincial action plan,

governance, development, automaticity.

مقدمة:

يةز بعد إقرار تقرير اخلمسينية بوجود تفاوت كبري بني انتظارات املواطنني واملصاحل املقدمة من طرف اإلدارة، ووجود مركزية مفرطة، والمرك ترابية ال تتالءم مع ضرورات التنمية احمللية، ووصاية ترابية تقوم مقام املنتخبني، عوض لعب دور التنسيق والرقابة، وغياب التكامل بني

، عمل املغرب على حتديث سياسته الرتابية ومؤسساته لتجاوز 30خمتلف الربامج القطاعية، مث ضعف دور املؤسسات العمومية يف التنمية الالت.هذه االخت

مها اويف هذا الصدد أصبح دور الدولة يتزايد يوما بعد يوم يف النهوض ابلتنمية الشاملة، وكذا البناء الدميقراطي العام للدولة، فتشعب مهددية عوتعدد مسؤولياهتا دفعها إىل ترك جزء من وظيفتها التنموية للجماعات الرتابية بغية تشييد دولة حديثة مرتكزاهتا املشاركة والت

، وذلك لالرتقاء ابجلماعات الرتابية ومتكينها من 31مبادئها األساسية ابلباب التاسع منه 2122واحلكامة الرتابية،واليت أسس دستور

.51، التقرير العام، ص 0201سنة من التنمية البشرية وآفاق 12املغرب املمكن ،دراسة -30

(، الباب التاسع، 2122يوليوز 41) 2542شعبان 28مكرر بتاريخ 4695اجلريدة الرمسية، ظهري شريف بتنفيذ نص الدستور، عدد -31 .48، ص 59اجلهات واجلماعات الرتابية األخرى، الفصل


38

نيني يف على التعاون والتضامن وإشراك السكان املعو أداء مهامها بنجاعة وفعالية، ومن ضمنها ارتكاز تنظيمها على مبدأ التدبري احلر، شؤوهنم، والرفع من مسامهتهم يف التنمية البشرية املندجمة واملستدامة. تدبري

، 32املتعلق ابجلماعات الرتابية احلضرية والقروية 224.25ويف هذا السياق ويف إطار تفعيل اجلهوية املتقدمة جاء القانون التنظيمي رة صياغة برانمج عمل خالل السنة األوىل من انتداب على ضرو ا، لينص33املتعلق ابجملالس اإلقليمية 222.25والقانون التنظيمي

نياجملالس، سواء على املستوى احمللي أو اإلقليمي هبدف عقلنة وتعزيز شرعية خيارات اجلماعة األساسية، عرب إشراك مجيع الفاعلني الرتابي يف مجيع مراحل إعدادمها.

خالل إبراز نجلماعية، موامدى جناح وتطبيق برامج العمل التنموية اإلقليمية ملقاربة هذا املوضوع، ونظرا ألمهية املقاربة التشاركية يف .سةالعمل على إقليم شيشاوة واجلماعة الرتابية شيشاوة املنتميني جلهة مراكش آسفي منوذجا للدرا الربامج، متعنصر اإللتقائية بني هذه

اإلطار النظري واملنهجي .2 إشكالية الدراسة .2.2

الدراسة حول مدى قدرة برامج العمل التنموية اإلقليمية واحمللية يف حتقيق تنمية وحكامة ترابية مستدامة، يف إطار تتمحور إشكالية ، حيث اشتغلنا على منوذجني هلذه الوضعية من خالل دراسة برانمج عمل 2122اجلهوية املتقدمة اليت نص عليها الدستور املغريب سنة

ية شيشاوة وبرانمج عمل التنمية اإلقليمية إلقليم شيشاوة.التنمية احمللية للجماعة الرتاب

وهذا يقودان إىل طرح عدة تساؤالت منها:

هلربامج العمل التنموية احمللية تشكل امتدادا لربامج العمل التنموية اإلقليمية؟، أو العكس هو الصحيح؟، وبصيغة أخرى هل تتحقق - اإللتقائية بني الربانجمني؟؛

تستجيب برامج العمل اجلماعية واإلقليمية لرهاانت التخطيط واحلكامة الرتابية، لتنزيل مضامني اجلهوية املتقدمة؟. إىل أي حد -

. منهجية الدراسة وأدواهتا0.5

113.14( بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 2214يوليوز 7) 2549من رمضان 21صادر يف 1.15.85اجلريدة الرمسية، ظهري شريف رقم -32

.82-81 -76 – 78صل األول: برانمج عمل اجلماعة، املواد الباب الثاين: االختصاصات الذاتية، الفاملتعلق ابجلماعات، 112.14(، بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 2124يوليوز 7) 2549رمضان 21صادر يف 1.15.84اجلريدة الرمسية، ظهري شريف رقم -33

.62العمالة أو اإلقليم، املادة لقسم الثالث، صالحيات جملساملتعلق ابلعماالت واألقاليم، ا


39

املنهج التوثيقي: يتمثل يف االستعانة مبجموعة من الدراسات واألحباث اجلامعية والتقارير اإلدارية اليت تناولت موضوع التنمية واحلكامة الرتابيتني، خصوصا برامج عمل التنمية اإلقليمية واحمللية إلقليم شيشاوة ومجاعة شيشاوة. ابإلضافة إىل دراسة املغرب املمكن

، حيث أصدرت نتائج مفصلة عن التنمية البشرية للمملكة املغربية، واإلحصاء العام للسكان 2124سنة من التنمية البشرية وآفاق 41 .2125ملغرب سنة والسكىن اب

املنهج الوصفي التحليلي: يقوم هذا املنهج على زايرات ميدانية جلماعات إقليم شيشاوة، قصد الوقوف على خصائص واختالالتت اجملال، مع دوره يف حتليل كيفية مسامهة جناح أو فشل برامج عمل التنمية احمللية واإلقليمية. وملعرفة هذه األخرية بدقة، قمنا مبقابال

ميدانية مع أعضاء اللجنة املكلفة إبعداد برانمج العمل مبجموعة من مجاعات إقليم شيشاوة، كما اعتمدان استمارة ميدانية مشلت عينة (، مهت األحياء السكنية ملدينة شيشاوة. حيث مت تفريغ نتائج هذه االستمارة ابستعمال 2126رب أسرة )أكتوبر 511مكونة من

لتسهيل عملية الفرز وحتليلها يف شكل: جداول، رسوم بيانية. l'Excelبرانمج املفاهيم املهيكلة للدراسة .2 :مفهوم اإللتقائية

يف لغة العلوم الطبيعية والعلوم اإلنسانية ويهدف إىل حتقيق 18: اإللتقائية مفهوم مت استعماله يف القرن Le robertحسب تعريف * .34آلراء واألفكارالتواصل، وربط العالقات وتوحيد ا

: فاإللتقائية تعين التنسيق اهلادف إىل أتمني انسجام األنشطة املختلفة هباجس حتقيق Le grand robert* أما حسب تعريف .35الفعالية

ماج بيناجملهودات دأما ابلنسبة للتعريفات املسندة لإللتقائية يف إطار املبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فاإللتقائية تشكل رافعة لتحقيق االن .القطاعية سواء يف املدن أو القرى

ختاذ إذن، وأمام هذا التعدد املفاهيمي، ميكن أننعرف اإللتقائية يف جمال التنمية الرتابية أبهنا تقنية تتوخى ربط عالقات بني عدة مراكز اللعمل االقرار)اجلماعات الرتابية، واملصاحل اخلارجية، واجملتمع املدين ...إخل(، واليت تتدخل يف جمال متقارب أو متطابق يف أفق تطوير جودة

مج التنموي املشرتك، من خالل املشاريع والربامج املنجزة واملرتقب إجنازها على كافة املستوايت من احمللي إىل الوطين، بغية اخلروج بربان عمل واحد متكامل، ومندمج، ومنسجم.

, illustré , Paris ,1998 , P:259Le petit larousse - 34

.761p, librairie larousse , 1987 , Le grand larousse(Fougère),Chandrifié -35


40

رف خمتلف الفاعلني يع املزمع إجنازها من طذلك أن أمهية اإللتقائية واهلدف منها يتجلى يف التنسيق بني املشاريع القطاعية وبني املشار الرتابيني، هبدف خلق تناسق اتم فيما بني املشاريع انطالقا من حاجيات الساكنة.

التنمية الرتابية:

( اليوم، أيخذ مكانة رئيسة يف جل املخططات السياسية (le développement territorialeأصبح مفهومالتنمية الرتابية جيات الدولة،ويتخذ مفهوم التنمية الرتابية تعريفات متعددة، من بينها:العمومية واسرتاتي

ستوى ملأهنا منوذجا تنموي يقوم على أساس الديناميات اجملالية واملؤسساتية واالجتماعية، واالقتصادية املندجمة واملتفاعلة واإلجيابية على ا - ؛36 القيم املضافة االقتصادية وغريها، من أجل تلبية حاجيات السكاناحمللي واجلهوي، قصد الرفع من القدرات البشرية والزايدة يف

يةـ، عتعد التنمية الرتابية كذلك، مقاربة هتتم ابلرتاب يف مشوليته وأتخذ بعني االعتبار كل مكوانته الدميوغرافية، واالقتصاديةـ، واالجتما -للمجاالت املستهدفة، وفقا للخصوصيات الذاتية واحمللية لكل تراب ... إخل، وتعمل على بلورة خمططات عملية 37والثقافية، والبيئية

على حدة.

ها، بناء عليه، ميكن تعريف التنمية الرتابية أبهنا مسلسل مشويل يدمج األبعاد االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية وغري ني الرتابيني: ساكنة ة يف إطار مقاربة تشاركية أتخذ بعني االعتبار كل الفاعليبرتاب معني وذلك عرب تثمني موارد ترابية وخصوصياته احمللي

حملية، ومنتخبون، وإداريون، وغريهم.

الفاعل الرتايب:

، وذلك ابستعمال وسائل واسرتاتيجيات ترتبط هي األخرى بتمثالت الفاعل 38يـعرف الفاعل الرتايب ابلشخص الذي يقر ويقوم ابلفعل ه، اليت يهدف من خالهلا سد حاجياته وتقوية أتثريه حىت يكون قادرا على مراقبة احمليط الذي يعيش فيه.ومصاحل

ي عياض ، أطروحة دكتوراه الدولة يف اجلغرافيا، جامعة القاضإشكالية التنمية الرتابية ابملغرب منوذج جهة عبدة دكالة، مصطفى )حسين( -36 .42ص ،2116مراكش،

جملة املصباحية، ،سياسة املدينة ابملغرب: من تدبري األزمة احلضرية إىل إرساء مقومات التنمية الرتابية، وحممد )حزوي(، (ألفة)حاج علي -37 .28ص ،21،2124منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس فاس، العدد

.59ص ،2122، املطبعة والوراقة الوطنية، الطبعة األوىل،أي مشروع ألي تراب اجلهة واجلهوية ابملغرب، سعيد بوجروف -38


41

، كما يتحرك الفاعل 39إن كل فاعل يرى الرتاب من خلفية معينة انطالقا من متثالته ومصاحله، مما يؤدي إىل صراعات واختالالت ترابية...(، إذ يبحث على أكرب قدر من الربح )املنافسة( يف حني أن األفراد لديهم الرغبة وفق موقعه )سياسي، اجتماعي، اقتصادي، خاص

يف التملك مما يؤدي إىل الصراع.

احلكامة الرتابية:

قبل أكثر من نصف قرن، خاصة من طرف االقتصاديني الذين طوروا فكرة حكامة الشركات "gouvernance"ظهر مفهوم احلكامة اية الثمانينيات، مت استعمال املفهوم يف العلوم السياسية، ويف نفس الوقت ظهر مفهوم احلكامة الرشيدة ال سيما يف . ويف هن40واملقاوالت

جمال العالقات الدولية.

هي السبيل لتحقيق تنمية ترابية جيدة، فهي أسلوب يقوم على تعبئة املوارد la gouvernance territoriale)فاحلكامة الرتابية ). إهنا مشروع يسمح بصياغة أسئلة من 41وعلى القدرة على تنظيم تراب معني يف إطار نظام شراكة مع جهات فاعلة ومتعددةالبشرية،

قبيل: كيف ميكن للسلطات احمللية حتسني الظروف املعيشية ملواطنيها؟ كيف ميكن ممارسة الدميقراطية احمللية وإشراك خمتلف اجلهات الفاعلة؟.

وعليه، فاحلكامة الرتابية أاي كان نطاقها )جهات، أقاليم، مجاعات ترابية ...( فهي تشري إىل "املمارسات اجليدة" يف التدبري املايل، واالجتماعي، واالقتصادي، والسياسي وغريه، أي التدبري السليم للشؤون العامة.

تقدمي جمال الدراسة:

خ : إقليم شيشاوة واجلماعة الرتابية شيشاوة، املنتميان إىل جهة مراكش أسفي، مت إحداث اإلقليم بتاريتنتمي منطقة الدراسة إىل جمالني مهاحيده من الشمال إقليم اليوسفية، (.2122-2129)برانمج إقليم شيشاوة، 2كلم 6872ويشغل مساحة تقدر ب 2662يناير 12

(. وتقطن تراب اإلقليم ساكنة تقدر 2ن الغرب الصويرة )خريطة رقم ومن اجلنوب إقليم اترودانت، ومن الشرق إقليم احلوز، وم )شيشاوة وإمنتانوت(. مجاعة ترابية منها حضريتني 44، معظمها قروي، ويضم 2125نسمة حسب إحصاء 369955

،تيارات النقل بني املدن واألرايف وانعكاساهتا على التنمية الرتابية، حالة بعض اجلماعات الرتابية إبقليم قلعة السراغنة، زهري النامي -39

.26ص ،2126سايس، –هللا، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس أطروحة دكتوراه يف اجلغرافيا، جامعة سيدي حممد بن عبد la gouvernance territoriale comme nouveau mode de coordination , Fabienne (Leloup), et (autres) -40

territoriale?, article publier dans le journalGéographie Économie Société, 2005, ISSN 1295-926x, pp 321-332, p324.

gouvernance territoriale et développement durable des communautés rurales , Magalie (Quintal) -41

dans la vallée du Ziz au Maroc, mémoire en géographie, université du Québec à Montréal,2010, p52.


42

قد ساعد ذلك على من سكان املنطقة و %78ومن الناحية االقتصادية يشغل قطاع الفالحة )الزراعة وتربية املاشية( ابإلقليم حوايل تكثيف اإلنتاج الزراعي، منها زراعات احلبوب، والبطيخ األمحر، واملغارس كالزيتون والرمان، واحلوامض وغريها.

: توطني 5اخلريطة رقم جمال الدراسة وطنيا وجهواي

وإقليميا

املصدر: التقسيم الرتايب ، 0251ابملغرب سنة

ابعتماد برانمج نظم املعلومات اجلغرافية

Arc gis

نسمة، 27844، وساكنة حوايل 2كلم 47وعلى مستوى اجلماعة الرتابية لشيشاوة، فبدورها تنتمي إىل إقليم شيشاوة، مبساحة تقدر ب وتتميز األوضاع السوسيو اقتصادية للسكان ابنتشار مظاهر (. 2122-2129حيا )برانمج عمل مجاعة شيشاوة، 19كما تضم

ع، وأمازيغ، بين امحر، وأوالد أيب السباإلقصاء االجتماعي، ونقص على مستوى التجهيزات األساسية. وتستقر هبا قبائل خمتلفة: والشياظمة.

عرض ومناقشة النتائج:

العمل اجلماعي وسيلة لدعم التنمية الرتابية وتفعيل سياسة القرب.برانمج 1


43

، الذي جاء به 42تدعيما لسياسة الالمركزية والالتركيز، وبعد التجربة األوىل اليت خاضتها اجلماعات الرتابية مع التخطيط االسرتاتيجيالتخطيط اجلماعي كثقافة وممارسة يف جمال تدبري ، بغية تكريس 11 -78يف إطار امليثاق اجلماعي رقم 2116املشرع املغريب سنة

ية مالشأن احمللي، نصت القوانني التنظيمية واملتعلقة ابالختصاصات الذاتية للجماعات احمللية على برامج للتنمية من خالل القوانني التنظيق ابجلماعات الرتابية احلضرية والقروية، املتعل 224.25املتعلق ابجملالس اإلقليمية، 222.25املتعلق ابجلهات، و 222.25الرتابية

. 2124يوليوز 24بتاريخ 9481املنشورة ابجلريدة الرمسية حتت عدد

قصد الوصول إىل تنظيم ترايب متوازن قادر على معاجلة االختالالت وجتاوز اإلكراهات وحتقيق التوازانت مع ترشيد وعقلنة النفقات و مية القرب هبدف تلبية حاجيات الساكنة واستدامة موارد الرتاب، وذلك بتحديد رؤية واضحة ومشولية للتن واملوارد املتاحة، وتفعيال لسياسة

تستجيب لطموحات وانتظارات الساكنة احمللية. من خالل خلق تنسيق وإلتقائية بني تدخل اجلماعة وتدخالت ابقي الفاعلني، إبدماج قليمي واجلهوي والوطين. اجلماعة يف اسرتاتيجيات التنمية على الصعيد اإل

اليوم وبعد إعداد برامج العمل ودخوهلا حيز التطبيق، نتساءل إىل أي حد مث احرتام مبدأ اإللتقائية والتكامل بني الربانمج اجلماعي واإلقليمي بشيشاوة؟.

.قراءة يف مضمون برانمج العمل اجلماعي للجماعة الرتابية شيشاوة4

من حيث طريقة اإلجناز .أ

إعداد برانمج العمل من طرف جلنة مكونة من جمموعة من موظفي اجلماعة، حتت اإلشراف الفعلي واملسؤولية التامة للمجلس مت اجلماعي جلماعة شيشاوة، وبتنسيق مع عامل العمالة، ومبشاركة املصاحل اخلارجية، وكافة الشركاء املعنيني ابلتنمية، كل على حسب جمال

، سواء خالل مرحلة إجناز التشخيصات التشاركية، أو خالل مرحلة حتديد األولوايت، وذلك وفق 43سلسلتدخله طيلة مراحل هذا امل مقاربة منهجية حتاول أن توازن بني املمكن واملأمول، هبدف االستغالل األمثل للموارد املتاحة قصد إعداد برانمج طموح وواقعي.

وقد مر ذلك مبراحل متتابعة كالتايل:

متعلق إبعداد مشروع برانمج عمل اجلماعة؛ 2129غشت 24بتاريخ 14القرار: صياغة قرار عدد مرحلة اختاذ -

املتعلق 78-00( بتنفيذ القانون رقم 2112أكتوبر 24) 2524من رجب 24صادر يف 1.02.297اجلريدة الرمسية، ظهري شريف رقم -42

49)االختصاصات الذاتية(، املادة الباب الرابع، الفقرة األوىل ابمليثاق اجلماعي 2122 -2129برانمج عمل اجلماعة إبقليم شيشاوة -43


44

مراسلة املصاحل الالممركزة للدولة املمثلة إقليميا وجهواي، من أجل؛ أوال حتيني املعطيات اخلاصة بكل قطاع، مث جرد مرحلة التشخيص: -ات احمللية ضافة إىل عقد لقاءات تشاورية قطاعية وأخرى مع هيئات اجملتمع املدين، والفعالياملشاريع املربجمة واليت هي يف طور اإلجناز، ابإل

مبشاركة هيئة املناصفة وتكافؤ الفرص؛

مرحلة ترتيب األولوايت التنموية للجماعة: حصر التوجهات الكربى للربانمج، وجرد املقرتحات التنموية وترتيبها حسب التوجهات - املشاريع حسب أولويتها اعتمادا على إمكانية التمويل وموارد اجلماعة وعلى درجة األولوية عند الساكنة؛وترتيب هذه

تقييم موارد اجلماعة ونفقاهتا التقديرية اخلاصة ابلسنوات الثالث األوىل لربانمج العمل؛ - بلورة وثيقة مشروع برانمج عمل اجلماعة. -

مجب. الفاعلني املسامهني يف إجناز الربان

... تضع جمالس"حول املقاربة التشاركية يف إعداد الربانمج، حيث ورد فيه: ، 2122من دستور 246تفعيال ملا جاء به الفصل ها عاجلهات واجلماعات الرتابية األخرى آليات تشاركية للحوار والتشاور، لتيسري مسامهة املواطنني واجلمعيات يف إعداد برامج التنمية وتتب

أشركت اجلماعة الرتابية لشيشاوة يف إعداد برانمج عملها للتنمية، املواطنني من خالل متثيليات مجعيات اجملتمع املدين، إمياان ...".فقد منها أن هذا النوع من اإلشراك هو األجنع لكونه ميكن من ربح الوقت واجلهد املادي واملايل، حبكم أن اجلمعيات تتشكل أساسا من

يعربون عن احتياجات الساكنة يف شىت اجملاالت، إال أنه وبعد تفحصنا لوثيقة الربانمج، اتضح أن هذا النوع من أبناء املدينة وهم س، تاإلشراك قاصر على حتديد أولوايت الساكنة، أوال لكون اجلمعيات ال متثل مجيع األحياء وابلتايل إقصاء األحياء اليت ال توجد هبا مجعيا

ة للمجاالت والقطاعات اليت تنشط هبا اجلمعيات على حساب اجملاالت اليت ال توجد مجعيات مهتمة هبا، ابإلضافة إىل إعطاء األولويوهو ما انعكس على بنية الربانمج من حيث طبيعة احملاور االسرتاتيجية للتنمية واملشاريع، سواء من حيث األولوايت أو من حيث عدد

االسرتاتيجية لربانمج عمل اجلماعة؟ وما مدى مالءمتها لواقع تنمية اجملال؟. املشاريع وحجم التمويل. إذن، فما هي احملاور

ج. احملاور االسرتاتيجية للتنمية واملشاريع املربجمة

ينبين برانمج عمل مجاعة شيشاوة على أربعة توجهات اسرتاتيجية، وهي كالتايل:

:البنيات التحتية واملرافق العمومية واخلدمات، من خالل ني الولوج إىل البنية التحتية وتسهيل الولوج للمرافق العمومية؛حتس .جتويد نوعية اخلدمات العامة :اجملال الرايضي الرتفيهي الثقايف والرتبوي، عرب االهتمام ابلتأطري والرقي ابلنشاط الرايضي؛


45

تعزيز البنية السوسيو ثقافية؛ .توفري فضاءات الرتفيه والعناية ابألطفال البيئي، من خالل:اجملال تعزيز اإلجراءات للحماية من الفيضاانت واحملافظة على سالمة السكان واملمتلكات؛ وصيانتها واحلافظة عليها؛، تعزيز الفضاءات اخلضراء .حتسني أداء خدمات مرفق النظافة :احلكامة وتقوية القدرات، من خالل ابإلدارة اجلماعية.تعزيز أسس ومبادئ احلكامة وحتسني جودة اخلدمات

برامج هتم كل جمال على حدة 6ومن أجل حتقيق هذه التوجهات واألهداف االسرتاتيجية على أرض الواقع لتنمية املدينة متت صياغة ، يربز ذلك:2مليون درهم واجلدول رقم 145,12بقيمة مالية إمجالية قدرها

ت وكلفة متويلها ب)مليون درهم(: عدد املشاريع املربجمة حسب اجملاال2جدول رقم

0205 – 0252املصدر: برانمج عمل مجاعة شيشاوة

كلفة التوجه

ب)مليون درهم(

كلفة الربانمج

ب)مليون درهم(

عدد املشاريع واألنشطة

التوجه االسرتاتيجي الربانمج

البنيات التحتية واملرافق املرافق اإلدارية 4 6,70 65,30 اجملال االجتماعي 5 8,90 العمومية واخلدمات

االقتصادياجملال 4 10,70 جمال الشبكات 9 28,50 الطرق والتهيئة احلضرية 5 10,50

اجملال الرايضي، الرتفيهي، اجملال الرايضي 4 7,20 8,30 جمال الثقافة والفنون 2 1,10 الثقايف، الرتبوي

اجملال البيئي اجملال البيئي 4 69,00 69,00 احلكامة 2 2,52 2,52

وتقوية القدرات

احلكامة وتقوية القدرات

اجملمـــــــــــــــــــــــــوع 145,12


46

يتضح إذن من كلفة إجناز املشاريع، أن هناك توزيعا غري متكافئ للميزانية حسب التوجهات االسرتاتيجية حيث جند اجملال البيئي يف مليون درهم، مث 94,41مليون درهم، يليه التوجه االسرتاتيجي املرتبط ابلبنيات التحتية واملرافق العمومية بكلفة 96املقدمة بكلفة

مليون درهم ويف األخري 8,41وبكلفة أقل بكثري جند التوجه االسرتاتيجي املرتبط ابجملال الرايضي، الرتفيهي، الثقايف، الرتبوي بكلفة (.2مليون درهم )مبيان رقم 2,24جه االسرتاتيجي املرتبط ابحلكامة وتقوية القدرات بكلفة وبكلفة ضعيفة جدا جند التو

: توزيع متويل املشاريع حسب اجملاالت ب)مليون درهم(5املبيان رقم

2122 - 2129برانمج عمل مجاعة شيشاوة املصدر:

جماالت، يليه جمال الشبكات )املاء 6من أصل مليون درهم( 96)أي بقيمة %47نالحظ أن أكرب حصة أخذها اجملال البيئي بنسبة واجملال م د( 8,9بقيمة )9%، فحني اجملال االجتماعي مل تتجاوز نسبتهم د( 28,5وبقيمة )%20والكهرابء والتطهري( بنسبة

ا حباجة ة كشيشاوة،اليت الزالسكاهن. وهذا التوزيع للميزانية غري مالئم ابلنسبة ملدينة صغري م د( 10,7وبقيمة )%7االقتصادي بنسبة جملموعة من اخلدمات األساسية )الصحة والتعليم( واليت يعاين سكاهنا من خصاص كبري يف بنيتها التحتية وما إىل غري ذلك.

ة للتنمية اليت مت يوأتكيدا للقراءة السابقة حول االكتفاء إبشراك مجعيات اجملتمع املدين يف إعداد الربانمج، فإن جل احملاور االسرتاتيجحسب %32,11التوصل إليها والعمل عليها مل تركز على اجملال االقتصادي، خاصة أن نسبة البطالة ابملدينة جد مرتفعة واليت بلغت

، فاجملال االقتصادي يعترب املشكل األول لدى ساكنة املنطقة، وهذا ما توصلنا إليه2125نتائج اإلحصاء العام للسكان والسكىن سنة (.2من خالل نتائج البحث امليداين )املبيان رقم

: توزيع نسبة جماالت التدخل يف برانمج العمل للمدينة حسبانتظارات الساكنة0املبيان رقم

0251املصدر: حبث ميداين،

010203040 32

2010 10.5 9 6.5 5 4 3

%

020406080 69

28.510.7 10.5 8.9 7.2 6.7 2.5 (درهم)المليون 1.1


47

%13( من احتياجات الساكنة املعرب عنها، ال ميثالن إال 2)املبيان رقم %52إذن فاجملاالن االقتصادي واالجتماعي واللذان ميثالن معا من الكلفة االمجالية للربانمج، جاء %47(، يف حني جنذ اجملال البيئي والذي بلغت نسبته 2من الكلفة االمجالية للربانمج )املبيان رقم

ح أكثر من سؤال حول مدى تفعيل املقاربة التشاركية وحضور ، وهو ما جيعلنا نطر %3كمطلب تنموي أخري للساكنة ومل تتجاوز نسبته اإللتقائية يف إعداد برامج العمل اجلماعية احمللية واإلقليمية.

.قراءة يف مضمون برانمج العمل اجلماعي اإلقليمي إلقليم شيشاوة4

أ. طريقة اإلجناز والفاعلني املسامهني فيه

ق إلقليم شيشاوة، حتت اإلشراف الفعلي واملسؤولية التامة للمجلس اإلقليمي لشيشاوة، وبتنسيمت إعداد برانمج العمل اجلماعي اإلقليمي من السلطة اإلقليمية ومشاركة دائمة وفعالة ملختلف املصاحل الالممركزة للدولة وكافة الشركاء املعنيني ابلتنمية كل على حسب جمال

ني وخالل اإلقليم هي مقاربة تشاركية، متثلت يف عقد عدة لقاءات تواصلية مع املنتخبتدخله.إن املقاربة املعتمدة يف إعداد برانمج تنمية قيق حمدة معينة، مت بعدها حتديد التوجهات االسرتاتيجية لتنمية إقليم شيشاوة، واألنشطة ذات األولوية وكذا املوارد اليت ينبغي توفريها لت

.األهداف املسطرة

اإلقليم واملشاريع املربجمة ب. الحماور االسرتاتيجية لتنمية

:تنبين رؤية تنمية إقليمشيشاوة على ثالثة توجهات اسرتاتيجية كربى وهي كالتايل

حتسني الظروف االجتماعية للساكنة؛ - ترشيد استغالل املوارد الطبيعية؛ - دعم وتقوية قدرات الفاعلني احملليني؛ -

وقد برجمت هذه احملاور يف مشاريع مهت اجملاالت والقطاعات املعنية حسب األولوايت التنموية واالمكانيات املتاحة للتمويل كالتايل:

؛000,00 550 11الدعم االجتماعي بكلفة ؛000,00 200 129اإلدارة العامة واحلكامة بكلفة ؛849,00 793 559حتسني البنيات التحتية والتجهيزات األساسية واخلدمات ابلعامل القروي بكلفة ؛000,00 500 11حماربة الفقر واهلشاشة واإلقصاء االجتماعي بكلفة ؛000,00 900 119أتهيل املراكز الصاعدة ومراكز اجلماعات الرتابية بكلفة ؛000,00 900 112التأهيل احلضري بكلفة ؛000,00 000 67إنعاش االقتصاد احمللي وحتفيز االستثمار بكلفة


48

؛000,00 580 3التنشيط الثقايف والفين والرايضي بكلفة ؛000,00 180 8تقوية قدرات الفاعلني بكلفة 000,00 453 114الصحة و البيئة والتنمية املستدامة بكلفة.

ابية تنزيال للجهوية املتقدمة .أي تفعيل لإللتقائية يف برامج عمل اجلماعات الرت 2

اجلهوية املتقدمة تقوم على أربعة مرتكزات يبقى أمهها التناسق والتوازن يف الصالحيات واإلمكانيات وتفادي تداخل إذا كانت تاح اجملتمع ابنففإن التنمية هي حتقيق الرفاه لصاحل .44االختصاصات أو تضارهبا بني خمتلف اجلماعات الرتابية والسلطات واملؤسسات

الفاعلني بعضهم على بعض، وعلى حميطهم مبختلف مستوايته، واحلكامة هي نسق جديد من العالقات واملساطر واملؤسسات اليت تتمفصل هبا مصاحل اجملموعات واألفراد، ومتارس احلقوق والواجبات، وتفك اخلالفات والنزاعات وترصد االختالالت، وتقوم على تذويب

.45وتشجيع التشارك بني املسريين واملسامهني، وحتسن التنظيم وتوزيع املسؤوليات وصقل القدرات ودعم التواصل داخليا وخارجيا الرتاتبية،

، 222-25، 224-25القانونني التنظيمية للجماعات الرتابيةأرقام: ، و 2122وتفعيال للمقتضيات القانونية الواردة فيدستور املغرب املتعلق بتحديد مسطرة إعداد برانمج عمل اجلماعة وتتبعه وحتيينه وتقييمه وآليات احلوار 2.29.412، واملرسوم رقم 25-222

. والتشاور إلعداده

سعيا إىل حتقيق االنسجام واإللتقائية مع توجهات برانمج التنمية وبرانمج تنمية العماالت أو األقاليم عند وجودها كما جاء يف املادة ، ومن خالل تفحصنا للمشاريع املربجمة يف برانمج عمل مجاعة شيشاوة وبرانمج عمل إقليم شيشاوة، 2.29.412من املرسوم رقم 14

ىل إ ونظرا حملدودية املوارد املالية للجماعة الرتابية لشيشاوة وللمجلس اإلقليمي وتعدد األنشطة املراد متويلها، يبقى من الضروري اللجوء، مما يعين 41%لنا أن كال الربانجمني جتاوزت فيها نسبة املشاريع املربجمة على أساس التمويل بشراكة الشراكات لتمويل املشاريع، وتبني

وقت الذي برجمت فيه.الأنه من املفروض خلق تواصل مع الشركاء لضمان متويل املشاريع و إجنازها يف

سلسلة الندوات ،الذايت للجماعات الرتابية قراءة يف القانون التنظيمي للجهةالالمركزية والتمويل ، (انزي)و فاطمة (معمر)املصطفى -44 24، ص 2127،العدد األول -مراكش –ة املعرفة حول التمويل الرتايب ابملغرب، مكتب

راكش االوىل، متصال، الطبعة ، مؤسسة آفاق للدراسات والنشر واالالتنمية الرتابية واحلكامة املنتظرة، -2-سلسلة دراسات تنموية -45 28، ص2127


49

0205 -0252اجلماعي: طبيعة متويل املشاريع املربجمة يف برانمج العمل 1مبيان رقم

2122-2129، املصدر: برانمج العمل اجلماعي لشيشاوة

0205 -0252: طبيعة متويل املشاريع املربجمة يف برانمج العمل اإلقليمي 4مبيان رقم

2122-2129، برانمج العمالإلقليمي لشيشاوةاملصدر:

اإللتقائية يف إعداد برامج العمل سواء برانمج عمل اجلماعة أو برانمج عمل اإلقليم؟. وهذا جيعلنا نتساءل، إىل أي حد قد مت استحضار فاإللتقائية وحسب ما توصلنا إليه من خالل املقابالت اليت قمنا هبا مع جمموعة من املسؤولني واملوظفني ابجلماعة، والذين شاركوا يف

االتصاالت القليلة، ويرجع املسؤولون على إعداد الربانمج ضعف مستوى إعداد الربانمج كانت شبه غائبة اللهم إذا استثنينا بعض اإللتقائية يف الربامج على كافة املستوايت إىل عدة عوامل تنظيمية وتقنية وبشرية، واليت قمنا إبمجاهلا يف أربع نقط أساسية:

2.29.412أو اإلقليمية أو اجلهوية، خاصة املرسوم رقم أوال: أتخر إصدار القوانني املنظمة لعملية إعداد هذه الربامج سواء اجلماعية 26املتعلق بتحديد مسطرة إعداد برانمج عمل اجلماعة وتتبعه وحتيينه وتقييمه وآليات احلوار والتشاور إلعداده، والذي مل يصدر حىت

عدم بناء الربامج د على مستوى كل مجاعة ترابية و ، وابلتايل تزامن فرتة إجناز الربامج الثالثة ومنه إعداد الربامج بشكل منفر 2129يونيو ال تصاعداي: اجلماعي أوال واإلقليمي اثنيا واجلهوي اثلثا، وال تنازليا: اجلهوي أوال واإلقليمي اثنيا واجلماعي اثلثا؛

32%

68%

متـويل ذاتــي متـويل بشراكة

47%53%

متـويل ذاتــي متـويل بشراكة


50

هذه املصاحل ال حيان كانتاثنيا: عدم جتاوب املصاحل اخلارجية بشكل كبري ال مع جمالس اجلماعة وال مع جملس اإلقليم. ففي غالب األ، ويف حالة الرد فإهنا تكون ال تتوفر 2122ترد على اإلرساليات املتعلقة بطلب احلصول على املشاريع املربجمة من طرفها إىل حدود سنة

لساهرين على إعداد ا على برجمة ملشاريعها أو أهنا تتوفر عليها ولكن غري حمينة لكوهنا مل تكن مستعدة هلذا النوع من الطلبات، مما اضطر برانمج العمل اجلماعية ونظرا لضيق وقت، إىل إعداده بشكل مستقل عن املصاحل اخلارجية بنسبة كبرية؛

اثلثا: صعوبة مسألة إشراك مجعيات اجملتمع والتشاور معهم، يف ظل ضعف إدراك العديد من اجلمعيات ألدوارها التنموية اجلديدة املنوطة هتا يف جماالت معينة، ابإلضافة إىل توزيعها اجملايل الالمتكافئ. فأحياء املركز تضم أكرب عدد من اجلمعيات، هبا، وعدم حصر تدخال

فيحينهناك أحياء أخرى ال توجد هبا أية مجعية، وابلتايل فإن هذه األخرية ال تكون ممثلة يف هذه املشاورات؛

غرب.ي األوىل يف إطار اإلصالحيات الرتابية املرتبطة ابجلهوية املتقدمة ابملرابعا: كون جتربة إعداد برامج العمل اجلماعية للتنمية ه

هذه االكراهات حدثت من تفعيل اإللتقائية يف أغلب الربامج التنموية، حبيث ينعكس عدم احلرص على تفعيلها يف مرحلة اإلعداد على يا، وجهواي، مع ابقي مشاريع الربامج الشاملة للرتاب )حمليا، وإقليم أرض الواقع، مما يؤدي إىل برجمة مشاريع ضمن برانمج العمل ال تتوافق

ووطنيا(.

خامتة:

ة طعلى اعتبار أن املغرب يف السنوات األخرية يقوم بتنظيمات ترابية متجددة لالنتقال بنمط التدبري احمللي، من جمرد سلطة اقرتاحية إلىسل متقريرية أملتها التحوالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية والبيئية اليت تعرفها بالدان والعامل ككل يف هذا اجملال، هباجس وضع نظا

ديد من أشكال برانمج العمل للتنمية كشكل جلحكامة يعوض التسيري اإلداري للشؤون احمللية، ويف إطار سياسة اجلهوية املتقدمة، جاء ل احلكامة احمللية اجليدة، واليت تضمن توفري إطار مرجعي إلنعاش التنمية حمليا وإقليما وجهواي، كما يشكل عنصرا للتواصل واالنسجام بني

تكامل اعلني الرتابيني لتحقيق التنمية اجملالية املنشودة، مما يتطلب توحيد الرؤى والتنسيق بني مجيع الفاعلني من أجل مزيد من الخمتلف الف جلعل تدبري الشأن العام أمرا يسريا يتالءم وضرورات التنمية وحتوالت العصر. واإللتقائية، وذلك

قائمة املراجع:

(، الباب 2122يوليوز 41) 2542شعبان 28مكرر بتاريخ 4695بتنفيذ نص الدستور، عدد اجلريدة الرمسية، ظهري شريف - ؛48، ص59التاسع، اجلهات واجلماعات الرتابية األخرى، الفصل

( بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 2124يوليوز 7) 2549من رمضان 21صادر يف 1.15.85اجلريدة الرمسية، ظهري شريف رقم --81 -76 – 78ابجلماعات، الباب الثاين: االختصاصات الذاتية، الفصل األول: برانمج عمل اجلماعة، املواد املتعلق 113.14

؛82


51

(، بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 2124يوليوز 7) 2549رمضان 21صادر يف 1.15.84اجلريدة الرمسية، ظهري شريف رقم - ؛62صالحيات جملس العمالة أو اإلقليم، املادة املتعلق ابلعماالت واألقاليم، القسم الثالث، 112.14

؛املتعلق بتحديد مسطرة إعداد برانمج عمل اجلماعة وتتبعه وحتيينه وتقييمه وآليات احلوار والتشاور إلعداده 2.29.412املرسوم رقم -سلسلة الندوات القانون التنظيمي للجهة،املصطفى )معمر( و فاطمة )انزي(، الالمركزية والتمويل الذايت للجماعات الرتابية قراءة يف -

؛24، العدد األول، ص 2127حول التمويل الرتايب ابملغرب، مكتبة املعرفة، مراكش، ؛2122 -2129برانمج عمل اجلماعة إقليم شيشاوة - ؛2122 -2129برانمج عمل اجلماعة الرتابية شيشاوة -: من تدبري األزمة احلضرية إىل إرساء مقومات التنمية الرتابية، جملة حاج علي )ألفة(، وحممد )حزوي(، سياسة املدينة ابملغرب -

؛28، ص 21، العدد 2124املصباحية، منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس فاس،لقاضي ا حسين )مصطفى(، إشكالية التنمية الرتابية ابملغرب منوذج جهة عبدة دكالة، أطروحة دكتوراه الدولة يف اجلغرافيا، جامعة -

؛42، ص 2116عياض مراكش، ؛26، التقرير العام، ص 2124سنة من التنمية البشرية وآفاق 41دراسة، املغرب املمكن - ؛2122دستور املغرب سنة -لسراغنة، ازهري )النامي(، تيارات النقل بني املدن واألرايف وانعكاساهتا على التنمية الرتابية، حالة بعض اجلماعات الرتابية إبقليم قلعة -

؛26، ص 2126سايس، –أطروحة دكتوراه يف اجلغرافيا، جامعة سيدي حممد بن عبد هللا، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس ؛59، الطبعة األوىل، ص 2122سعيد )بوجروف(، اجلهة واجلهوية ابملغرب أي مشروع ألي تراب، املطبعة والوراقة الوطنية، -، الطبعة األوىل، 2127التنمية الرتابية واحلكامة املنتظرة، مؤسسة آفاق للدراسات والنشر واالتصال، ، -2-سلسلة دراسات تنموية -

مراكش؛- Chandrifié (Fougère), , le grand larousse, librairie larousse,1987, p761;

- Fabienne (Leloup), et autres, la gouvernance territoriale comme nouveau mode de coordination territoriale?, article publier dans le journalGéographie Économie Société, 2005,ISSN 1295-926x, pp 321-332, p324;

- Le petit larousse, illustré, Paris, 1998, p259;

- Magalie (Quintal), gouvernance territoriale et développement durable des communautés rurales dans la vallée du "Ziz" au Maroc, mémoire en géographie, université du Québec à Montréal, 2010, p52.


52

سياق التمدين والتخطيط الحضري بالمغرب

Le contexte de l'urbanisationet de planificationurbaine au Maroc

The context of urbanization and urban planning in Morocco

3محمد ميوسي ،2عبد الغني الدباغي ،1يوسف ايتخدجو

استاذ الثانوي التأهيلي، حاصل على الدكتوراه في الجغرافية الحضرية، جامعة السلطان موالي .6 ، جامعة السلطان موالي سليمان، كلية اآلداب والجهوية بالمغربسليمان )مجموعة البحث في المدن

مالل المغرب.والعلوم االنسانية، بني

أستاذ الثانوي التأهيلي، حاصل على الدكتوراه في الجغرافية الحضرية، جامعة السلطان موالي سليمان .2علوم وال، جامعة السلطان موالي سليمان، كلية اآلداب والجهوية بالمغرب)مجموعة البحث في المدن

مالل المغرب.، بني االنسانية

أستاذ التعليم العالي، جامعة السلطان موالي سليمان )مجموعة البحث في المدن والجهوية .3 .مالل المغرب، بني والعلوم االنسانيةبالمغرب، جامعة السلطان موالي سليمان، كلية اآلداب

:الملخص

مسألة التخطيط الحضري بالمغرب مند الحضرية ومناقشةتهدف هذه الورقة البحثية الى رصد الظاهرة ستوالتي انعكفترة ما قبل الحماية الى االن، من خالل استحضار التجربة المغربية في هذا الميدان،

على المجال الحضري المغربي، حيت وجهت بعض مكوناته كتوطين السكان واألنشطة، كما أثرت على لتخطيط الحضري. وسيحاول هذا المقال اإلجابة على السؤالين التاليين: األدوات والوسائل المعتمدة في ا

وكيف انعكست هذه السياسة على جودة الحياة بالمغرب؟ما هي مراحل التمدين والتخطيط الحضري الحضرية؟

ويقتضي الجواب على السؤالين اعتماد مقاربة تاريخية نتناول فيها موضوع المقال في ثالثة مراحل مرحلة ما قبل االستعمار، وتميزت بأشكال حضرية مغربية خاصة؛ ومرحلة االستعمار، هي: رئيسية

فراز أساسيا في إ وشكلت عامالالمرحلة األهم من حيت ترسيخ األسس الحضرية األولى، والتي تعتبرالستقالل االمدينة الجديدة، ولها يعود الوجود التقني والتنظيم المؤسساتي في ميدان التعمير؛ تم مرحلة

.المدن وتعقد أزماتالتي تعد استمرارا للفترة االستعمارية سواء من حيت التخطيط أو من حيت استمرار


53

: التمدين، التهيئة الحضرية، التخطيط الحضري، المراكز الحضرية الناشئة، التأهيل الكلمات المفاتيح .الحضري

Abstract :

This research article aims to follow the urban phenomenon and debate the subject of urban

planning in Morocco from the pre-protection period until today, by evoking the Moroccan

experience in this field, which reflected on the Moroccan urban area or some of its

components, such as settling in inhabitants and activities. It also affected the tools and methods

used in town planning. This article will attempt to answer the following two questions:

- What are the stages of urbanization and town planning in Morocco?

- What is the influence of this phenomenon on the quality of urban life?

The answer to the two questions requires adopting a historical approach in which we approach

the subject of the article in three main stages:: The pre-colonial phase, characterized by

particular Moroccan urban forms; and the colonial phase, which is the most important step in

terms of creating the first urban foundations, it is the key factor in the secretion of the new

city, And the technical presence and institutional organization in the field of reconstruction.

The independence phase was seen as a continuation of the colonial period, whether in terms

of planning or in terms of the continuity and complexity of the city's crises.

Keywords: urbanization, Urban planning, Urban planning, emerging urbancenters,

urbanrehabilitation.

مقدمة : -2

تعد مسألة التمدين السريع إشكاال معقدا طرح نقاشا كبريا منذ النصف الثاين من القرن العشرين، خاصة بعدما أصبحت املدينة جماال مغراي وجاذاب للسكان القرويني الباحثني عن الشغل أو "حياة أفضل". فتضخمت املدن وابتت جمتمعاهتا تعرف بروزا ملحوظا

ترتبط ابلتهيئة والتعمري، بل أصبحت من أهم املشاكل املعيقة إلدماج الفئات االجتماعية يف مسلسل التنمية.لقضااي


54

، كانعكاس 26و إذا كانت الظاهرة احلضرية قد شكلت إفرازا مباشرا للثورة الصناعية ابلدول األوربية خالل النصف الثاين من القرن ف ياسية املرافقة هلا. فإهنا ابلدول الثالثية، و منها املغرب، ال تعدو أن تكون غري نتاج لظرو اقتصادية والس-لتلك التحوالت السوسيو

خارجية ارتبطت بتدخل إدارة احلماية خدمة ملصاحلها االقتصادية والسياسية.

اج، والذي يعترب ن اإلنتو عليه، فحركة التمدين السريع، اليت عرفها املغرب منذ أواسط القرن العشرين، انجتة عن دخول منط جديد مجمالية املرافقة -. فقد أدت التحوالت السوسية46مسؤوال رئيسا عن البنية اجملالية اجلديدة أكثر مما هي انجتة عن تطور ومنو داخليني

لرتتفع 21يف بداية القرن %8لدخول املستعمر إىل ارتفاع نسبة التمدين بشكل ملحوظ، إذ كانت نسبة الساكنة احلضرية ال تتجاوز . وابلتايل حتول املغرب من بلد ريفي صرف، إىل بلد تتجاوز 2125حسب اإلحصاء العام للسكان والسكىن لسنة %91.4إىل حوايل

فيه الساكنة احلضرية نظريهتا الريفية.

ياقها التارخيي، وجيران س و نسعى يف هذا املقال إىل رصد الظاهرة احلضرية ومناقشة مسألة التخطيط و التهيئة احلضريني يف املغرب يف ذلك لطرح أسئلة من قبيل: ما هي مراحل التمدين و التخطيط احلضري ابملغرب؟ و كيف انعكس على جودة احلياة احلضرية ؟

و سيتم تناول هذا املوضوع عرب حتقيب زمين يراعي أهم التحوالت اليت عرفتها السياسة احلضرية ابملغرب عموما.

سة: منهجية و أدوات الدرا -2

ارأتينا مقاربة املوضوع اعتمادا على منهج حتليلي جيمع بني االستقراء و االستدالل ننطلق فيه من دراسة احلالة اخلاصة ابملغرب والوصول اىل استنتاجات عامة ميكن تعميمها على بقية بلدان العامل الثالث.

ضية ال غىن عنها عند دراسة املوضوع، وهذا جعلنا نطرق ابب القانون كما نؤكد أن االهتمام مبسألة تداخل وتقاطع العلوم اإلنسانية ق وعلم االجتماع... كما نؤمن أن ختطيط و أتهيل اجملال احلضري هو نتاج تفاعل ثالث عناصر أساسية ال ميكن االستغناء عنها عند

لم اجلغرافيا، تفسرياي أيخذ بعني االعتبار خصائص عالقيام ابلعمل، فالعناصر الثالثة )اجملال ، السلطة، اجملتمع ( تكون لنا منوذجا فتعاطينا مع املادة العلمية اليت توفرها ابقي التخصصات ال يعفينا من االرتباط مبكوانت املعاجلة اجلغرافية للموضوع.

ها النظري والتطبيقي، افية بشقيوعلى هذا االعتبار، فقد اعتمدان أسلواب غري ميداين، قمنا فيه ابلرتكيز على األعمال واألدبيات اجلغر عالوة على الدراسات املنجزة من قبل ابحثني يف ختصصات أخرى المست املوضوع من قريب أو بعيد، وذلك قصد حتقيق شرط

ةالتداخل بني خمتلف التخصصات، وتعميق رؤيتنا واإلملام مبوضوع البحث، ابإلضافة إىل ذلك، قمنا جبمع املعطيات اإلدارية واإلحصائي املتعلقة ابملوضوع. كما حاولنا يف هذه املرحلة ضبط احلدود النظرية واجلغرافية للموضوع املدروس.

النتائج: -4

ري على التمدين بتادال: حالة الفقيه بن صالح، بحت لنيل شهادة الدراسات العليا في الجغرافيا، جامعة ص(: أثر السقي الع1911الحسين ازريز ) -46

محمد الخامس، كلية االداب و العلوم االنسانية، الرباط


55

فرتة ما قبل االستعمار: ضعف التمدين مع توازن يف الوظائف و التوزيع: -1-5

بداوة هي السائدة، رية كانت االستثناء و الكان املغرب يف بداية القرن العشرين يتسم بنسبة متدين ضعيفة نسبيا، ألن الظاهرة احلض، لكن هذا ال يعين 47مدينة 27من املغاربة يتواجدون يف اجملال الريفي، والباقي يف جتمعات متواضعة تقارب %62إىل %62فحوايل

ماية كانت هناك أنه ليس للمغرب ماض حضري متوازن نسبيا، سواء من حيث الوظائف، أو من حيث التوزيع اجملايل. فقبل فرتة احل، موزعة على خمتلف ربوع البالد منها فاس يف الوسط، و مراكش 48نسمة 211.111عشر مدن يقارب عدد سكان كل واحدة منها

، هذا ابإلضافة إىل املدن الصغرية و املوزعة كذلك على 49يف اجلنوب، و طنجة و تطوان يف الشمال، و وجدة و اتزة يف الشرق ...يت لعبت دورا هاما يف التواصل التجاري و التأطري احلضري واملقاومة ضد األطماع األجنبية؛ كما متيزت هذه الفرتة خمتلف اجلهات، وال

(.12بنوع من التوازن من حيث توزيع السكان إذ مل يكن هناك متركز يف منطقة ما على حساب املناطق األخرى.) أنظر اخلريطة رقم

من ابلتنظيم احملكم...حيت عملت السلطات على بناء املدن العتيقة بشكل يستجيب ملتطلبات األلقد اتسمت املدن املغربية العتيقة واحلياة الدينية واليومية للسكان. وهكذا فقد أحيطت املدن أبسوار، ومتحورت حول املسجد األعظم و السوق املركزي، ومتيزت بتواجد

،أما السكن فنجده يرتاتب وظيفيا واجتماعيا،فهناك 50ات اليدوية والتجارة...العديد من األحياء الوظيفية املتخصصة وخاصة يف الصناع احلي اإلداري الذي يضم فئة احلكام واملوظفني وحي الفئات امليسورة من جتار وحرفيني... أما الفئات املتوسطة والفقرية فغالبا ما تكون

؛ ويعد ذلك مؤشرا على األمهية اليت 51ألحياء ابختالف فئات سكانهحسب االنتماء القبلي أو املهين ... وبطبيعة احلال، خيتلف حال اأعطيت لتنظيم اجملال خالل فرتة ما قبل احلماية، رغم بساطة مؤسساته، فالتسيري كان يباشر بشكل عفوي من لدن الساكنة احمللية،

ف.فرتة واليت غالبا ما يؤطرها العر ومؤسسات اجتماعية تستمد جذورها من التنظيمات القبلية اليت كانت سائدة خالل هذه ال

فرتة احلماية الفرنسية: تنظيم جمايل جديد و بداية االختالل: -1-0

على الرغم من وجود أشكال حضرية مغربية خاصة قبل فرتة احلماية، إال أن التجربة احلضرية اليت عرفها املغرب خالل الفرتة االستعمارية ضرية األوىل، لدرجة ال ميكن معها مناقشة البنية احلضرية احلالية دون الرجوع إىل الفرتة تعترب األهم من حيت ترسيخ األسس احل

ماالستعمارية. فقد شكل االستعمار عامال أساسيا يف إفراز املدينة اجلديدة، و له يعود الوجود التقين و القانوين لقانون التعمري وتنظي ت الذي كانت فيه عدة دول ال تتوفر على قوانني ومؤسسات من هذا القبيل، فقدمؤسسايت جديد مل يعهده املغرب من قبل، يف الوق

عملت لسلطات احلماية يف وضع البنيات التعمريية و احلضرية اجلنينية إذ سارعت إىل وضع قانون كان اهلدف منه هو التحكم يف اجملال املغريب وخاصة اجملاالت احلضرية و الضاحوية احمليطة ابملدن.

études sur l’urbanisation. CNRS. – » in villes et société au Maghreb au Marocla croissance urbaine : « ESCALLIER R. (1974)47

Paris. P.147. .1( : "التعمير بين المركزية و الالمركزية"، الشركة المغربية للطباعة و النشر، الرباط ، ص 1991عبد الرحمان البكريوي ) -48من سكان المغرب الحضريين في بداية القرن العشرين، بينما %01.1م و تضم 121سست فاس في تعود طنجة و تطوان للفترة القرطاجة، في حين تأ -49

م....1210مراكش تأسست سنة (: "تطور أدوات التخطيط العمراني بالمغرب"، ضمن أشغال ندوة: العمران في الوطن العربي بين التخطيط و التشريع و 0221عبد العالي القور ) -50

.044، الرباط،ص:0221الوطني للتهيئة و التعمير، يوليوز االدارة، المعهد (:" تطور الظاهرة الحضرية بالمغرب خالل القرن العشرين: التدخالت و االفرازات و العبر"، ضمن المجال الجغرافي و 0220المصطفى نشوي ) -51

.12بالمغرب،ص:، خاص: مائة سنة من التعمير و التحضر 22المجتمع المغربي، مجلة نصف سنوية العدد


56

أدخلت هذه املرحلة املغرب يف مرحلة متدين سريع يتالءم مع منط إنتاج جديد وتوزيع جديد للمراكز احلضرية، فالساكنة احلضرية لقد ، و هذا النمو ما هو إال نتاج لتزايد اهلجرة القروية اجتاه املدن، 2691مرات منذ بداية القرن إىل سنة 8للمغرب تضاعفت حوايل 2626املتعلق ابلتحفيظ العقاري، و ظهري 2624احلماية على تطبيق قوانني جديدة جيهلها املغاربة )ظهري خاصة بعد إقدام سلطات

2654.52املتعلق بتنظيم الوصاية اإلدارية على اجلماعات وتنظيم تفويت وتسيري األمالك اجلماعية(، وأتزم األرايف بعد جفاف

إىل إىل املغرب أثره العميق على البالد، حيث تغري منط اإلنتاج من النظام العائلي كما كان لقرار السلطات الفرنسية، بتشجيع اهلجرةالنظام الرأمسايل، ووجهت املنتوجات الفالحية املغربية حنو التصدير عوض السوق الداخلية، وبدأت الضيعات الفالحية اليت ميتلكها

ا ، الشيء الذي أدى إىل هجرة سكان األرايف حنو املدن اليت توجد هباملعمرون تنتشر على حساب األراضي اليت كان يستغلها املغاربةاملعامل واألوراش الكربى، مما نتج عنه حتول ثقل سكان املغرب من الوسط حنو مدن احملور الساحلي األطلسي؛ وبذلك ارتفعت كثافة

االنتقال ملدن يف أحياء الصفيح، و البعض اآلخر إىلاملدن العتيقة، األمر الذي دفع ابلوافدين اجلدد إىل االلتجاء للعيش على هامش ا 53إىل خارج أسوار املدينة للبناء يف جتزائت سرية تنعدم فيها التجهيزات األساسية واملرافق العمومية.

و هذا التنظيم اجلديد أسفر عن عدم توازن حضري بني خمتلف جهات املغرب. فمن جهة تركزت الظاهرة احلضرية ابلساحل )تضمنت (، إضافة إىل مراكز ذات دينامية مهمة يف املناطق الفالحية املسقية 2691من الساكنة احلضرية سنة %28الدار البيضاء لوحدها

الغرب( واملناطق املنجمية )الشرق و هضبة الفوسفاط(. يف حني أن مدان أخرى يقل منوها احلضري عن املعدل الوطين -دكالة -)اتدالق ضعيفة األمهية االقتصادية أو معزولة بفعل الظروف الطبيعية، كما هو الشأن ابلنسبة للمناطق اجلبلية واملناط بسبب تواجدها يف مناطق

اجلافة ابجلنوب الشرقي.

، لكن %28.5مركزا حضراي، كما أن نسبة التمدين بلغت 217و عموما، فخالل الفرتة االستعمارية تضاعف عدد املدن ووصل إىل ، مت هنج تنظيم جمايل 2622ل بلدا يغلب عليه الطابع الريفي. فمباشرة بعد إبرام عقد احلماية مع فرنسا سنة رغم ذلك فاملغرب ظ

جديد، وعملت السلطات الفرنسية على اختاذ جمموعة من التدابري و العمليات التعمريية اليت تنسجم ومصاحلها السياسية واالقتصادية واالجتماعية و من بينها :

السياسية من فاس إىل الرابط، وكانت من أبرز القرارات اليت اختذها املستعمر، واليت كان هلا وقع كبري على الظاهرة العمرانية نقل العاصمة -2وأتثري واضح يف خلخلة ذلك احملور الداخلي املتوازن الذي طبع اجملال املغريب قبل احلماية. وكان ذلك ألسباب أمنية، حيت اعتربت

وجود خنبة معارضة للحماية مبدينة فاس عامال يهدد مصاحلها، خاصة وأن عناصر املقاومة ابلداخل مل يتم القضاء السلطات الفرنسية 54.عليها

52-» thèse de géographie et : petites ville traditionnelle de Maroc étude urbain de BEJAAD « Chafik CHERKAOUI (1991)

aménagement de l’espace, université de NANCY II, faculté des lettres et sciences humaines : p. 15. 53- », in bulletin économique et : l’évolution des idées et des réalisations 60 ans d’urbanisme au Maroc « : Jean DETHIER (1973)

social du Maroc, n 118-119-XXXII, numéro spécial sur les villes et l’urbanisme au Maroc. P.p.9-36.

-، مطبعة بني ازناسن12كولونيالية بالمغرب" منشورات الزمن، سلسلة شرفات العدد (: "توجهات السياسة الحضرية ال0211محمد أوحدو )أكتوبر -54

.21المغرب. ص: -سال


57

بناء سلسلة من املنشآت والتجهيزات يف املنطقة اجملاورة للعاصمة اجلديدة، وبناء ميناء عصري يف الدار البيضاء، وعمل املستعمر على -2 جهيزات هبذه املدينة، مما أهلها لتصبح فيما بعد من اكرب املوانئ ابملغرب.تركيز االستثمارات و الت

، ومسيت بعد االستقالل ابلقنيطرة. (Port Lyautey)أتسيس مدينة جديدة ابلقرب من واد سبو، واليت محلت اسم ميناء ليوطي -4 الشرق.ؤدية إىل الشمال، وإىل اجلنوب وكذلك إىلوكان هلذه املدينة دور مهم إذ أهنا تعترب نقطة إسرتاتيجية تلتقي فيها الطرق امل

و كنتيجة، هلذه التدابري الثالث، تسارعت وثرية التوسع احلضري منذ بداية ثالثينيات القرن املاضي، بفعل الدينامية الدميوغرافية اليتمود الفقري طقة تركز حضري وأصبح العغدهتا اهلجرة القروية بشكل كبري؛ فشكل احملور الساحلي ) الدار البيضاء و القنيطرة( من

.كما ساهم جميء احلماية يف خلق 55لالقتصاد املغريب واملركز اجلغرايف الوطين حيث سينتهي لذلك الدور االقتصادي للمدن الداخلية نتاج الرأمسايل.جتمعات حضرية جديدة، واليت كان من بني أهدافها استغالل اخلريات والثروات وادخال االقتصاد املغريب إىل منط اإل

و على مستوى التعمري، عمل املقيم العام "ليوطي" على جلب مهندسني معماريني أجانب ليشرفوا على التعمري و السكىن ابملغرب، و بارة عأوىل قراراته هي احملافظة على املدن العتيقة، و بناء مدن جديدة للمعمرين مبواصفات عصرية. كما عمل املستعمر على إنشاء مراكز

عن "أنوية حضرية " يف املناطق الغنية فالحيا خاصة بسهول اتدال والشاوية وسبو وابملناطق املتوسطة ابلشمال، كما أدى استغالل .56الفوسفاط إىل ظهور مدن منجمية كخريبكة و مدن شرق املغرب

روست" مة تنفيذها إىل مهندسه املعماري "هنري بو من أوىل اخلطوات اليت أقدم عليها املارشال ليوطي يف هذا الصدد، واليت أوكل مهمدن جديدة يف كل من الدار البيضاء، والرابط، ومكناس، وفاس، ومراكش، وصفرو، واتزة، ووزان، واكادير، 21هي القيام إبنشاء

والقنيطرة، واليت متيزت بفصل املدينة العتيقة عن املدينة األوربية.

55-Jean D’ETHIER ( - 55192136.-: 9 : cite.p.p )

:P. 15.Op cit : Chafik CHERKAOUI (1991) - 56


58

Source: - Chafik CHERKAOUI (1991) p:13

على إنشاء إدارة خاصة ابلتعمري، واليت اقدمت على انشاء املدن األوروبية وحاولت احلفاظ 2625ولقد عملت سلطات احلماية مند قطاع التعمري، لعلى خصوصيات املدن املغربية العتيقة. وموازاة مع هذا اإلطار املؤسسايت عملت إدارة احلماية على وضع إطار قانوين

حيت اعتمدت عدة قوانني وإجراءات تعمريية كان اهلدف من ورائها محاية املصاحل االستعمارية، و من أبرزها:

املتعلق بتصنيف األبنية والتصاميم املوضوعة لتهيئة املدن وتوسيع نطاقها)ظهور فكرة التخطيط للمدن( واجلباايت 2625ابريل 29ظهريويعترب هذا القانون أول قانون مكتوب يهم التعمري ابملغرب، وقد استمدت بعض مبادئه وقواعده من تشريعات املفروضة على الطرق.

أجنبية كالتشريع املصري والتشريعات احمللية ملدينة لوزان السويسرية وسرتاسبورغ الفرنسية. تعلق بنزع امللكية واالحتالل املؤقت للملك ، وي2625: و هو مقتبس من القانون الفرنسي الصادر يف أبريل 2625غشت 42ظهري

العمومي. ويسمح للدولة بنزع ملكية اخلواص لتشييد أبنية اتبعة للدولة، وال ميكن أن يعترب اخلواص ذلك اعتداء أو املطالبة بتعويض ألن األمر يرتبط ابملنفعة العامة.

املفعول إىل يومنا هذا من قبيل: و قد جنح هذا القانون يف ترسيخ جمموعة من املبادئ الزالت سارية

( وضع إطار قانوين الرتفاقات التصفيف، أي ما يتعلق ابلطرق وتصفيف البناايت وانسجامها مع بعضها البعضL’alignement .) وألزم املالكني ابحرتام كل ما متليه اإلدارة يف هذا الصدد.

التخطيط لتهيئة وتوسيع املدن، حبيث أصبح جلل املدن املغربي( ة تصميم هتيئةPlan d’aménagement لتنظيم اجملال وضبط ) التعمري.

.التجزيئات السكانية، حبيث وضع املشرع إطارا قانونيا خاصا لتجزيء وتقسيم األراضي املعدة للبناء

10اخلريطة رقم:


59

.تدخل الدولة لرتخيص عمليات البناء و التعمري لمغاربة، يدة يف جمال التعمري، إال أنه فشل يف حتسني الوضعية السكانية لورغم أن هذا القانون ساهم، إىل حد كبري، يف خلق دينامية جد

ة، حألنه أحدث ميزا جماليا بني املعمار املغريب التقليدي غري اخلاضع ملراقبة سلطات احلماية وشروط البناء احلديثة ومعايري السالمة والص وبني املعمار األورويب العصري اخلاضع لقانون التعمري.

املتعلق ابجلمعيات النقابية للمالكني احلضريني، وهدفه تسهيل عملية التجميع العقالين واملنظم لألراضي التابعة 2627نونرب 21ظهري : ملختلف املالكني املوجودة يف املناطق اليت ستشملها عملية التهيئة.

يرخص إلجناز تصاميم التهيئة ملراكز و ضواحي املدن.2642يناير 27ظهري : خاص ابلتجزيئات السكانية.2644يونيو 25 ظهري : حيث مت ادخال تعديالت جزئية على مقتضياته ألهنا مل تعد 2625:متعلق ابلتعمري والذي عوض ظهري 2642يوليوز 41ظهري ،

ملدن الكربى.ا تتالءم مع املعطيات اجلديدة آنذاك يف ميدان التعمري بفعل التغريات الدميوغرافية واالقتصادية اليت أصبحت تعرفها

ثورة حقيقية يف ضبط النمو احلضري عرب جمموعة من اإلجراءات اإلدارية اليت هتدف 2642يوليوز 41وقد شكلت إجراءات قانون إىل معاجلة االختالالت اليت تعرفها بعض املدن الكربى، فقد ركز، هذا القانون، على تطبيق مضامني التصفيف وخمطط التهيئة، والزامية

لبناء، ومسامهة السكان اجملاورين للطرق يف بناء وإصالح شبكة الطرق العمومية، إضافة إىل توسيع املناطق اليت يشملها التخطيط رخص ا احلضري بغية حتقيق عنصر الشمولية والقراءة املستقبلية للمجال احلضري.

يات من قبيل توقيف تسليم رخص البناء أعطى لإلدارة صالح 2642يوليوز 41، فإن قانون 2625غشت 42و على عكس قانون هخالل فرتة إعداد مشروع تصميم التهيئة، حىت ال يتم خلق عراقيل حتول دون تنفيذ تصميم التهيئة، أو إرغام االدارة على تغيريه أو تعديل

وم مدة صالحيتها أداة لينة تدبعد املصادقة عليه. كما نص هذا القانون على خلق أداة جديدة لتهيئة اجملال هي: تصميم التنطيق وهي: لسنتني متكن من احلفاظ على التوجهات املعمارية بشكل جد معمم وغري مفصل لتفادي عرقلة تنفيذ سياسة التعمري املتبعة من لدن

املصاحل املعنية.

له أهدافا على إدخال تعديالت على مضامني تصميم التهيئة، حيت حدد 2642يوليوز 41وإىل جانب ذلك، فقط عمل قانون مهمة ذات أبعاد تنموية كإجناز العديد من املرافق والتجهيزات األساسية كاملالعب الرايضية واحلدائق والطرق واملناطق اخلضراء

57واملساجد... من أجل حتسني الطابع ااملعماري للمدينة.

من قانون 21ء هذا القانون لنسخ الفصل : املتعلق بتجزئة االراضي و تقسيمها إىل قطع صغرية، و قد جا2644شتنرب 41ظهرياملتعلق ابلتجزائت، و يضم جمموعة من االجراءات اجلديدة اليت متكن االدارة من التحكم يف عملية تقسيم االراضي من خالل 2625

املستجدات اآلتية :وجوب إعداد تصميم للبناء، وابلتايلاعتبار التجزئة هي: تقسيم على جمموعة من القطع ابتداء من قطعتني تبني أهنا ستخصص -

حيرتم ما تلزمه اإلدارة من شروط لتخصيص أماكن لالرتفاقات واملصلحة العامة.

.121(: نفس المرجع السابق، ص: 0211محمد أوحدو )أكتوبر -57


60

تعرض للتجزائت السكنية فقط يف حني أن ما جيزأ ألعراض أخرى ال 2644يونيو 25تناول خمتلف أنواع التجزائت، ألن قانون -أشار إىل كل أنواع التجزائت السكنية والصناعية والسياحية والرتفيهية ، 2644شتنرب 41ينطبق عليه القانون، وعليه فقانون

وابلتايل فكل التقسيمات خاضعة للقانون.

سنوات مع منح إمكانية 4اآلجال فيما يتعلق بتجهيز التجزائت يف 2644وعكس ما كان معموال به يف القانون السابق، حدد قانون ل تكاليف التجهيز على اجملزئني.جتهيزها يف عدة أشطر لتقلي

أاتح لسلطات احلماية مراقبة التعمري والتجهيزات واملرافق الضرورية اليت جيب أن تتوفر عليها 2644شتنرب 41واجلدير ابلذكر أن قانون الدارة لتغيري املشاريع، ل اخمتلف أنواع التجزائت، لكن نتائجه أيضا ظلت حمدودة لكونه معقدا من الناحية املسطرية )تعدد الواثئق، تدخ

وفرض االرتفاقات والتجهيزات على اجملزئ...(، كما أنه اقتصر على املناطق احلضرية.

فإن احلماية مل تتعامل 2644شتنرب 41و 2642يوليوز 41و جتدر اإلشارة كذلك إىل أنه رغم كل املستجدات اليت جاء هبا ظهريي ة اجملال املغريب مفتقدا للتوازن ويتخبط يف العشوائية خاصة مع تغليب املقاربة األمنية وحد بشكل جدي مع املشاكل املطروحة، ليظل

املضاربة العقارية و ظهور أشكال السكن غري الالئق.

ويظل ليوطي املرجع األساسي وراء هذه السياسة، ففي معرض تصوره لطبيعة برامج العمل "الكولونيايل" اجته حنو التأكيد على عنصرين شكال مادة برانجمه التعمريي مها :

روبية، وينبين وذلك عرب الفصل بني مدن االهايل واملدينة األو احرتام املقومات الفنية واالجتماعية للمدينة التقليدية )مدينة األهايل(: -2ومعماري أحد األمور اليت ذلك على تكريس مفهوم الوظيفة اجلمالية والفنية اليت يبقى أمر صيانتها واحلفاظ عليها من أي تشويش فين

Service des beaux-arts et des monumentsدفعت بليوطي إلحداث "مصلحة الفنون اجلميلة و االاثر التارخيية" )historiques فقد كان ليوطي مينح عنايته الكريى هلذه املصلحة قصد تنفيذ برانجمه احلضري، حيث وضع 2622( يف نونرب ...

حد املختصني يف الفنون اجلميلة، الذي يزوده ابملعلومات املتعلقة بطريقة احلفاظ على املآثر التارخيية املتوفرة يفعلى رأس كل مدينة أ املناطق املتواجد هبا.

إن االمر مل يكن يتطلب فقط احلفاظ على مدينة األهايل من أي مؤثر اخر من طبيعة نظامها املعماري، بل امتد ذلك إىل مد يد ( وإىل الصناع واحلرفيني لتكريسالبعد احمللي هلذه املدن التقليدية أيضا بطريقة و وسائل عيش Artisanatصناعة التقليدية )املساعدة لل

58سكاهنا و طبيعة احلرف املتواجدة فيها.

و اليت أتخذ بعني االعتبار العناصر اآلتية:تبين قواعد حديثة و عصرية يف إحداث املدن اجلديدة: -2: عرب مراقبة اجملال شبه احلضري للمدن القدمية الذي يعترب (la maitrise complète des sols)يف اجملاالت التحكم التام -

ان يسهل عملية مراقبة أراضي املخزن و احلبوس من لدن االدارة االستعمارية.\عملية ضرورية المتداد املدن اجلديدة، و من شأن ذلك

.11(: نفس المرجع السابق، ص: 0211)أكتوبر محمد أوحدو -58


61

Orienter en fonction d’un plan. Le tracé de la)يعاهتا وفق تصميم معني حتديد املعامل األساسية للمدينة وتوز -ville et sa répartition) ويعكس ذلك رغبة سلطات احلماية يف أتطري البنية احلضرية وفق تصور منهجي يؤذي إىل صياغة :

واملستقبل، كما لذي حيدد معامل املدينة يف احلاضرتصاميم شاملة للتهيئة والمتداد املدن اجلديدة بناء على التوجه اهلندسي العصري وا أيخذ بعني االعتبار كل املقومات الفنية والبشرية والبيئية اليت حتيط ابملدينة العصرية.

: أي استحضار البعد (Soumettre l’habitat a un style préconçu)اخضاع نظام السكن إىل طريقة متعارف عليها -الذي قام ببناء HenryProstلربامج اإلسكانية واحلضرية، وللقيام بذلك استدعى ليوطي هنري بروست الفين واجلمايل يف إجناز ا

مدن جديدة وفق تصاميم حمكمة أمهها تصميم التهيئة ملدينة الرابط. وقد كان بروست يعطي عناية للبعد اإلستيتيقي أو اجلمايل 21طة املدينة األساسية املوجهة هلذه احملاولة على فرض نوع من التقسيم اجملايل ألنشويساعده يف ذلك فريق من الفنيني، وقد ركزت الفكرة

(Répartition zonale aux activités de la cité حيث توجهت تصاميم بروست لرسم االطار العام للمدن اجلديدة .) ع مراعاة اخلصائص احمللية.واليت تتوىل السلطات املعنية تعمريها، وأتخذ بعني االعتبار عصرنة هندسة البناء م

( أول اختبار لإلجراءات احلضرية اجلديدة اليت جاء هبا 2642وقد شكلت األزمة اليت عرفها اجملتمع املغريب مع بداية الثالثينيات)ة لسنة يليوطي، و اليت مست خصوصا اجملاالت الريفية جراء سنوات اجلفاف املتالحقة من جهة، و تبعات االزمة االقتصادية العامل

و تكثيف االستغالل االستعماري من جهة أخرى. و كان من نتائج ذلك ارتفاع وثرية اهلجرة القروية حنو املدن و اكساهبا 2626خصائص األرايف )ترييف املدن( و أتزم أوضاعها لكون املدينة أصبحت أكثر إغراء و متارس قوة جذب و أتثري كبري على املناطق

اجملاورة.

تغريات جوهرية على مستوى األجهزة واإلدارات املكلفة Erik LABONNEأحدث الكاتب العام للحماية 2659و يف سنة ( اليت عوض هبا الفرع املركزي للتخطيط Service d’urbanismeبربامج اإلسكان والتعمري، و ذلك إبحداث مصلحة التعمري )

(Section centrale des plans برائسة )Michel ECOCHARD من خالل املصلحة -يت كانت مهمتهح 59الربط بني هتيئة املدن وهتيئة البوادي أو املناطق اجملاورة قصد التخفيف من حدة االكتظاظ وامتصاص اهلجرة حنو املدن. -احلضرية

ابلبوادي، حماولة منه سنة، من خالل االهتمام ابملعمار التقليدي و 44و عليه ففي هذه املرحلة اهتم إكوشار ابملغاربة بعد امهاهلم ل إليقاف الزحف القروي وخلق توازن بني القرى و املدن...فكان عهده فرتة اهتمام ابلسكن االقتصادي املمتد على مساحات شاسعة،

وركز يف برانجمه احلضري على مفهوم التهيئة اجلهوية أو احمللية من أجل التحكم يف املشاكل 60والذي يهم اصحاب الدخل احملدود، احلضرية ومعاجلتها، و اليت توجها مبجموعة من اإلجراءات منها:

حيث عمل إكوشار على اقتناء مساحات من 2644و 2659( ما بني Les unités de voisinageتشييد وحدات اجلوار ) .2(وهي أوىل العمليات Habitat économiqueاتبعة للدولة واجملاورة للمدن من أجل ختصيصها للسكن االقتصادي)األراضي

من العائالت القروية. %41العمرانية اليت هتم املغاربة دوي الدخل املتوسط و مشلت

.94(: نفس المرجع السابق، ص: 0211محمد أوحدو )أكتوبر -59

Jean D’ETHIER ( - 601921:, cite.P 5. )


62

2694سنة ( Schéma d’Aménagement de l’Axe Urbain Littoralاجناز تصميم هتيئة الشريط الساحلي ) .2 كلمرت. 241الذي يهدف إىل التحكم يف الشريط ما بني القنيطرة والدار البيضاء على طول

مراجعة االطار املؤسسايت املنظم لسياسة التعمري املتبعة خالل فرتة ليوطي وبروست وإعادة النظر يف هيكلتها اإلدارية، حيت نقلت .4وجب قرار مب مصلحة مراقبة البلدايت و التعمري التابعة ملديرية الشؤون السياسيةصالحية وضع التصاميم العامة للتهيئة والتصفيف إىل

أكتوبر 18. إضافة إىل إحداث مديرية التعمري التابعة لوزارة الداخلية بقرار للمقيم العام بتاريخ 2659يناير 21املقيم العام يف اتريخ 2644.

،و الذي مل يؤدي 2644شتنرب 41و متمه قانون 2642يوليوز 41ال يف قانون اصدار تشريع جديد متعلق ابلشؤون املعمارية متمث .5واليت ال تتالءم 2625إىل تغيري جوهري يف السياسة احلضرية االستعمارية، وامنا اقتصر فقط على ادخال بعض التعديالت على ظهري

مع املعطيات اجلديدة للمدن املغربية خاصة املدن الكربى كالدار البيضاء.

و اجلدير ابلذكر أن سياق نشأة الظاهرة احلضرية خالل الفرتة االستعمارية، ارتبط بشكل جلي ابألزمة اليت عرفها اجملتمع املغريب خالل ى رب ثالثينيات القرن املاضي. فظاهرة اهلجرة القروية الناجتة أساسا عن أتزم األرايف، وامتداد أتثرياهتا على بنية املدن وخاصة املدن الك

لدار البيضاء. مما يؤكد ابمللموس حمدودية فعالية خمططات اجلنرال ليوطي ومهندسه املعماري بروست، و اليت أهتمت أساسا ابجلانب كاة اجلمايل وأمهلت البعد االجتماعي للمغاربة، وقضت ابلفصل بني املدن التقليدية واملدن األوروبية اجلديدة، مما خلق متايزات جمالية خطري

ا تفاقم ظاهرة أحياء الصفيح اليت تفشت هبا مظاهر البؤس االجتماعي جبانب األحياء األوروبية الراقية.من مظاهره

وما ينبغي االشارة إليه أنه رغم كل اإلجراءات اليت عمل إكوشار على تطبيقها فإنه مل يستطيع إجياد حلول انجعة للمشاكل املطروحة، ضري خاصة، مفتقدا لالنسجام و التوازن إذ تعمقت اختالالته خالل فرتة االستقالل .ليبقى اجملال املغريب عامة، واجملال احل

فرتة االستقالل: منو حضري مطرد و تعمق االختالل: -4-1من %29، كما أن %4.5ورث املغرب بعد استقالله وضعية عمرانية معقدة، متيزت ابرتفاع معدل النمو احلضري الذي استقر يف

يقطنون ابألحياء اهلامشية، اضافة إىل كثافة اهلجرة القروية، خصوصا يف اجتاه املدن %24ن يف أحياء الصفيح، وسكان املدن يقطنو الساحلية... وهي حتدايت ضخمة كان البد من مواجهتاها.

ا أثر على سياستها مونظرا للحاجيات الكبرية على مستوى السكن فقد تركزت جهود الدولة على حماولة إجياد حلول هلذه املعضلة، وهو واستمر التخطيط للمدن املغربية بشكل 61طوال السنوات األوىل لالستقالل، حيت مت الرتكيز على جمال السكن على حساب التعمري،

،إذ استمر مبدأ التجزائت االقتصادية بتجهيز األراضي التابعة للدولة، ومد 62Ecocharisationمبالغ فيه على الطريقة اإلكوشاريةدوي أو بناء الدولة ملساكن اقتصادية يف متناول الطرق، وقنوات املياه والصرف الصحي، ومنح قروض ألصحاب الدخل القار، شبكات

رباط، اح الجديدة، ال(: المدينة المغربية في أفق القرن الواحد و العشرين بين الهوية الوطنية و البعد المتوسطي، مطبعة النج0221عبد الصمد سكال ) -61

.001ص: (: المدينة المغربية في أفق القرن الواحد و العشرين بين الهوية الوطنية و البعد المتوسطي، مطبعة النجاح الجديدة، الرباط، 0222محمد أنفلوس ) -62

002ص:


63

ويالحظ ذلك بشكل جلي يف املخططات التنموية اليت اعتمدها املغرب منذ فجر 63الدخل احملدود مما اسفر عن ظهور مدن هامشية؛ االستقالل إىل منتصف الستينيات.

من الناحية الكمية، تزايد حجم السكان احلضريني، رغم خمتلف املخططات االقتصادية واالجتماعية اليت وضعتها الدولة بغية احلد من وسنة %44.2، مث إىل 2665سنة %42.4إىل 2691سنة %26.4اهلجرة القروية، إذ انتقلت حصة الساكنة احلضرية من

، 2141مليون نسمة يف أفق سنة 42ومن املرتقب أن تصل ساكنة املدن إىل حوايل 2125،64سنة %91.4لتصل إىل 2115من جمموع السكان، حسب توقعات املندوبية السامية للتخطيط. ويبني اجلدول املوايل حجم التحول %74.9مبعدل متدين يصل إىل

:2125و 2691الدميوغرايف الذي عرفه املغرب بني سنيت

0254-5122ساكنة املغرب ما بني : تطور 25اجلدول رقم

%متوسط معدل التزايد السنوي السكان سنة اإلحصاء السكان احلضريون جمموع السكان نسبة التمدين القرويون احلضريون اجملموع

5122 55202412 1161251 6012611 %01.5 ---- 1.05% 5115 51111011 1421101 1121114 %11.5 2.8% 4.01% 5160 02451111 6112111 55261514 40.1% 2.6% 4.44% 5114 02211151 51421611 50221660 15.4% 2.1% 1.24% 0224 01615126 52421214 51406014 11.5% 1.4% 0.5% 0254 33848242 20432439 13415803 22.1% 1.25% 0.0%

للسكىن و السكان ابملغرب. 2125+ 2115+ 2665+2682+2672+2691إحصاءات املصدر:

، استمر فيها املد التمديين بديناميكية أقوى، إذ تضاعفت الساكنة احلضرية 2691واملالحظ، من خالل أرقام اجلدول، أن فرتة ما بعد على الساكنة القروية واليت عرفت تراجعا عدداي أكثر من ست مرات، وقد انعكس ذلك 2125و 2691خالل الفرتة املمتدة بني

524مليوان و 24وتراجعت إىل حوايل 2115ألف نسمة سنة 528مليوان و 24طفيفا خالل العشرية األخرية، حيت بلغت حوايل .%1.12، مسجلة بذلك معدل منو سنوي ساليب بلغ 2125ألف نسمة سنة

، ومنذ ذلك احلني اجتهت %5.55ة تزايد السكان احلضريني أوجها مبعدل سنوي قدره وخالل الثمانينات من القرن املاضي، بلغت وثري ولالخنفاض امللحوظ يف معدل التزايد الطبيعي ابلوسط 65هذه الوثرية حنو االخنفاض نظرا للرتاجع التدرجيي ملسامهة اهلجرة القروية

38.-: 37 , P.P : cite Jean D’ETHIER (1973 )- 63

021464-0224-1994-9121اإلحصاءات العامة للسكنى و السكان: -، و حبوايل 1791و 1791خالل الفرتة املمتدة ما بني %11ساهمت الهجرة القروية في تزايد الساكنة الحضرية بشكل مهم و ذلك بنسبة -65

.1779و 1791بني 97%


64

نسمة سنواي، و بداية 419111ات من القرن املاضي حبوايل ، ورغم ذلك استمرت الساكنة احلضرية يف النمو خالل التسعين66احلضري نسمة كل سنة. 511111بقرابة 2125إىل حدود 22القرن

، قفز هذا العدد 2629مدينة سنة 27وقد متيز املد احلضري كذلك بتعدد الوحدات احلضرية. فبينما مل يكن املغرب يتوفر سوى على 211يرتاوح عدد سكاهنا 88ألف نسمة، و 211ذه املدن يتجاوز عدد سكاهنا من ه 24. 2115وحدة حضرية سنة 457إىل

15و 14و 12)أنظر اخلرائط أرقام 67مدينة صغرية و مركز قروي ينتشر يف كل مناطق البالد. 249الف نسمة وسدمي مكون من (.14و

ة من جهة أخرى. جهة، وضعف الرقابة على اهلجرة القرويومرد هذه احلركية السريعة للتمدين ابملغرب إىل النمو الدميوغرايف الطبيعي من وكنتيجة لتكثيف الشبكة اإلدارية وتعميم اقتصاد املبادالت وما صاحبه من حتوالت يف أمناط االستهالك وظهور تيارات دميوغرافية

68الت الكربى...اور املواصواقتصادية جديدة لعبت الدور الرئيسي يف تبلور وحدات حضرية عديدة يف مفرتق الطرق وعلى طول حم .69أو توسع اجملاالت احلضرية للمدن لتشمل أحياء هامشية كانت يف األصل اتبعة جلماعات قروية

و الواقع أن هذه اآلليات والعوامل املرتابطة أفرزت عدة انعكاسات: فظاهرة التمدين متيزت ابختالالت واضحة سواء على مستوى تزايدت ظاهرة تركز أهم وأكرب املدن يف املناطق الساحلية، حيت أن حوايل ثلث السكان احلضريني يقطنون االنتشار اجملايل للمدن، إذ

ة املتسارعة جمالي-، أو على مستوى بنية املدينة اليت مل تواكب التحوالت السوسيو70جبهتني فقط )الدار البيضاء و الرابط سال زمور زعري( حياء السكن غري الالئق و األنشطة االقتصادية غري املهيكلة والفقرواجلرمية...(.مما أفرز اختالالت متعددة ) انتشار أ

2125+2115+2665+2682+2672املصدر: اإلحصاءات العامة للسكىن و السكىن:

افية اإلفراز، أبن التمدين يشكل أبرز حتول مس جغرافية البالد وبنية اجملتمع واملقومات الثقوعليه، ميكن اجلزم، بغض النظر عن آليات اليت حتكم العالقات بني األفراد واجلماعات.

وكانعكاس هلذه الوضعية املتأزمة، وملا كانت اهلجرة القروية العامل الرئيس يف تكثيف التوسع احلضري، تزايد الوعي أبمهية هتيئة القرىلصغرية ملا مشلها من إمهال خالل فرتة احلماية؛ واستجابة هلذه املعطيات اجلديدة تبنت الدولة سياسة التخطيط، و تركز تدخلها عرب ا

: املراحل اآلتية

11.66محمد الرفاص: ، باريس، ص: ( : أطالس إفريقيا )أطلس المغرب(، ، اإلشراف العلمي: رشيد ركالة و 0221مجموعة من المؤلفين ) -مجلة ضمن مجلة دفاتر جغرافية: البحت الجغرافي بالمغرب قراءة في اإلشكاليات (: في قضايا التمدين و التعمير الكبرى بالمغرب، 0212علي فجال )67

.11ص : 2و في المناهج، العدد مجلة كلية اآلداب و العلوم االنسانية فاس، العدد األول)خاص(: -دي سليمانسي–( : أسس التمدين في مناطق الفالحة العصرية 1911علي فجال ) -68

دراسة في جغرافية المغرب، فاس. 21(: المجال المغربي واقع الحال ،الرباط، ص 1999مديرية إعداد التراب الوطني ) -69 .42(: نفس المرجع السابق، ص : 0212محمد الهيلوش ) -70


65

اخلريطة رقم: 20

اخلريطة رقم:21




66

كما سبق ذكر ذلك، فهذه املرحلة متيزت بغياب واضح جملال التعمري مقابل الرتكيز على اإلسكان، ونلمس : 5121-5112مرحلة، والذي ركز على حل مشكل 2646-2648املخططات اإلمنائية املتعاقبة خالل هذه الفرتة، بداية من التصميم الثنائي لفرتة ذلك يف

السكن ابلنسبة ألكرب عدد، وذلك بنهج سياسة السكن لألكثرية مستخدما األدوات اآلتية: اكنها؛ك ابلنسبة للفئات القادرة على بناء مسجتهيز األراضي املخصصة للبيع على شكل بقع دون البحث عن ربح مادي، وذل -، وحماولة حتسني ظروف السكن عرب ²م58إىل ²م95بناء مساكن متطورة أو مؤقتة للفئات األكثر فقرا، وتقليص مساحتها من -

تزويدها ببعض التجهيزات كاإلانرة العمومية، السقاايت العمومية..؛

مسكن، متكن من استقبال 41.111الذي استهدف بناء و متويل 2695-2691والشيء نفسه ابلنسبة للمخطط اخلماسي ملواكبة عملية التجزيء، 2695من دوي السكن غري الالئق سنواي، كما مت إصدار مرسوم حول السكن االقتصادي سنة 211.111

نمية التكتالت القروية الذي عمل على املتعلق بت 2691يونيو 24وألول مرة مت االلتفات إىل التجمعات القروية عرب إصدار ظهري تنظيم التخطيط ابملراكز القروية وخاصة عمليات التجهيز والبناء وكذلك احلفاظ على االراضي الفالحية، وقد أنشأ أداة جديدة هي :

الجتماعية رافق اواليت تعمل على حتديد التنطيق هبذه التجمعات السكانية القروية )السكن وامل 71تصميم تنمية التكتالت القروية، واالنشطة( سعيا إىل تثبيت السكان القرويني وايقاف زحفهم حنو املدن.

دشن ملنعطف جديد يف السياسة احلضرية الوطنية، إذ تراجع حجم االهتمام املخصص 2697-2694واملالحظ، أن املخطط الثالثي ثني. سياحة، وتقلصت امليزانية املخصصة لإلسكان حبوايل الثلجملال اإلسكان لصاحل القطاعات املنتجة خاصة الفالحة والصادرات وال

وكان اهلم األساسي لواضعي هذا املخطط متمثال يف امتام املشاريع العالقة من املخططات السابقة مع الرتكيز على حماربة السكن غري الالئق.

جتماعية، مستوى اإلنتظارات الرمسية والتطلعات اال رغم اجملهودات واالستمارات املبذولة، فالنتائج مل تكن يف: 5116-5126مرحلة بل تفاقمت املشاكل والسيما يف جمال اإلسكان، مما دفع الدولة إىل مراجعة سياستها العمرانية.

ط طوهكذا عرفت هذه املرحلة استمرارا يف تراجع الدولة عن تدخلها املباشر، خصوصا املايل، يف جمال االسكان بناء على ما جاء به املخ ، إضافة إىل اعتماد اسرتاتيجية مستقبلية للتدخل تضمنت جمموعة من اإلجراءات كالتايل:2698-2694اخلماسي

ضم مديرية التعمري إىل وزارة الداخلية، بعدما كانت اتبعة لوزارة التجهيز، وفصلها عن قطاع االسكان الذي أصبح وزارة قائمة بذاهتا - ألول مرة؛

اس س املديرية متثلت يف مركز الدراسات واألحباث والتكوين مهمتها البحث عن حلول مستقبلية وشاملة على أستكوين خلية التفكري بنف -اسرتاتيجية متكاملة تكون غايتها إدماج املدينة يف إطار تصور متكامل للتخطيط، ووضع حلول واقعية أتخذ بعني االعتبار إمكاانت

مشاريع اء الذايت، وجتهيز األحياء اهلامشية بشكل تدرجيي، وحماربة أحياء الصفيح عن طريقالبالد؛ وقد متثلت أهدافها يف: تشجيع البن 72من نوع الشبكة الصحية، مت وضع فكرة مناطق التجهيز املتدرج.

.041نفس المرجع السابق،ص: (:0221عبد العالي القور )-71"، ضمن أشغال ندوة: العمران في الوطن العربي بين التخطيط و التشريع و 1910(: "السياسة العمرانية بالمغرب منذ 0221عبد الصمد سكال ) -72

.001، الرباط،ص:0221االدارة، المعهد الوطني للتهيئة و التعمير، يوليوز


67

ويل؛ ومن أهم إجنازات خلية التفكري هذه، إجناز مشروع القانون اإلطار الذي جاء كأول حماولة ملراجعة السياسة العمرانية بشكل مشوميكن إمجال أهدافه العامة يف ثالث نقط: أوهلا وضع مقاربة مشولية إلدماج التعمري يف السياسة العامة للتهيئة أتخذ بعني االعتبار

ة فاألبعاد الثالثة للمجال: اجلهة، املدينة أو اجملموعة احلضرية، مث احلي أو القطاع وتعمل على إرساء تعمري حتفيزي يقوم على مشاركة كافعاليات السلطات اإلدارية واجلماعات والفاعلني االقتصاديني؛ واثنيها إنعاش السكن لألكثرية كحاجة اجتماعيه ملحة بواسطة اقرتاح إجراءات تسهل تكوين األرصدة العقارية وتضع حدا للمضاربة العقارية؛ واثلثها تنظيم قطاع البناء عرب جمموعة من االجراءات تشمل

والقروي معا. الوسطني احلضري

ولبلوغ هذه األهداف وضع القانون االطار جمموعة من الوسائل: أوهلا مراجعة للواثئق العمرانية املعمول هبا واقرتاح أخرى ذات بعد جهوي حىت يتم التعامل مع اجملال بشكل متوازن وذلك عرب ثالث أدوات للتهيئة:

(: الذي يهتم بتهيئة اجملال على مستوى اجلهات Schéma de Structure et d’Orientationتصميم اهليكلة و التوجيه ) -(Régions وهو يرسم اخلطوط العريضة واالختيارات األساسية للتنمية والتهيئة يف جمال جد شاسع كاجلهة، ويبني هذا املخطط ،)

أيضا التجهيزات الكربى وأماكن متركزها وكذلك التوجهات االقتصادية للمدن.(: اقرتح هذا املخطط من أجل هتيئة التجمعات احلضرية ابعتماد مقاربة متعددة Schéma Directeur)التصميم املديري -

Urbanismeالتخصصات تدمج املعطيات الدميوغرافية واالقتصادية واالجتماعية، وتوظف هذه األداة مفهوم التعمري ذي األسبقية )Prioritaire.الذي تتم برجمته على مراحل مخاسية )

(: اقرتح هذا التصميم PUS- Plan d’Utilisation du Solم استعمال االرض الذي سيحل حمل تصميم التهيئة )تصمي - 73.ليوضح بدقة قوانني استعمال األرض وكذلك ضماانت وارتفاقات والتزامات املالك

لتهيئة و إجناز مشاريع كربى ل إىل جانب وضع سياسة عقارية تيسر إمكانية احلصول على العقارات الالزمة إلنشاء مشاريع سكنية، اقرتاح قانون استعمال حق الشفعة...(؛ واقرتاح جمموعة من 2642)مراجعة القانون املتعلق بنزع امللكية من أجل املنفعة العامة

جبارية اللجوء إ االجراءات لضبط عمليات البناء على صعيد الرتاب الوطين أبكمله )اقرار شهادة التعمري، تعميم رخصة البناء والتجزيء،إىل املهندس املعماري(؛ ووضع سياسة للقروض يف امليدان العقاري لتشجيع املبادرة اخلاصة؛ مث اقرتاح خلق مؤسسات تعمل على تطبيق

هذه االسرتاتيجية اليت جاء هبا "القانون اإلطار" )الوكالة العقارية(.

ق خمطط ئة احلضرية والقروية، فإنه شرع العمل ببعض بنوده، وذلك مبباشرة واثئورغم أنه مل تتم املصادقة على هذا القانون اإلطار للتهيكما طبع سياسة إعداد الرتاب الوطين والتخطيط احلضري ابملغرب 74اهليكلة والتهيئة والتصميم املديري، دون إعطائهما أية قوة قانونية.

حد االن. حملتوى ما كان مقرتحا، بل واستمر العمل ببعضها إىليف املراحل الالحقة، حيت مت اعتماد واثئق للتهيئة تشبه من حيت ا

قضايا المدن" ماستر التمدين و التهيئة الحضرية، كلية اآلداب و العلوم االنسانية، بني مالل. (: "محاضرات في0212محمد ميوسي )73-

.009(: نفس المرجع السابق، ص:0221عبد الصمد سكال ) -74


68

شكلت هذه املرحلة عموما استمرارا للمراجعة النقدية اليت عرفتها سياسة الدولة التعمريية يف إطار خلية : 5164-5111مرحلة واحدة. ال جمتمعني يف إطار وزارةالتفكري، كما شهدت استقرارا على مستوى اإلشراف احلكومي على قطاع التعمري واإلسكان، إذ ظ

وتعددت األهداف املسطرة يف جمال التعمري خالل هذه الفرتة، ونستشفها كذلك من خالل املخططات التنموية للمرحلة: فاملخطط تينات، س، والذي جاء بسياسة ذات طابع نقدي لألوضاع االجتماعية واالقتصادية املتأزمة اليت أفرزهتا مرحلة ال2677-2674اخلماسي

وابلتايل اعترب هذا املخطط مبثابة "إصالح" السرتاتيجيات الدولة السابقة يف معاجلة األوضاع العامة للبالد، ونلمس امتدادا للبعد اإلصالحي يف هذا املخطط على مستوى التعمري واإلسكان، فبعد الفشل الذي عرفه املخطط السابق على مستوى جتاوز النقص املادي

سكان، وتفاقم أزمة املدن مت الرتكيز على حماولة بلورة اسرتاتيجية شاملة للتعمري تركز على التخطيط على املستوى الوطين، يف جمال اإلوالعمل على التحكم يف العقار، و تنظيم جمال البناء. ولتجاوز اخلصاص املهول يف السكن فقد مت وضع خطة تعتمد على الربامج،

مع تقدمي مساعدات من لدن الدولة، وكدى تشجيع إنشاء الودادايت السكنية ...اخل. وتشجيع وتعميم البناء الذايت

، حدثت نقلة نوعية تتعلق إبشراك أكثر للمجالس اجلماعية املنتخبة حيث أصبح رئيس 2679وخالل هذه الفرتة، وابلتحديد سنة املصادقة ناء ورخص التجزائت، وأصبح اجمللس يشارك يفاجمللس اجلماعي، بفضل إصدار امليثاق اجلماعي، املسؤول عن تسليم رخص الب

75على خمتلف أدوات التهيئة املنصوص عليها بواسطة القانون.

:فقد أعطى أمهية كربى للقطاع اخلاص يف عملية التنمية للتقليل من نفقات الدولة املنهكة جراء 2681-2678وأما املخطط الثالثي رب خالل هذه الفرتة.تبعات سنوات اجلفاف اليت عرفها املغ

واستهدف املخطط يف جمال اإلسكان والتعمري حتقيق مجلة من األهداف من بينها: تشجيع االستثمار العقاري، واستكمال املشاريع املتعثرة خاصة على مستوى السكن املنخفض التكلفة، وإدخال تعديالت يف برامج التجزائت، وذلك عرب التقليص من مساحة القطع

وإجناز جتزائت كربى، إىل جانب الرتكيز على حماربة أحياء الصفيح، وإعادة هيكلتها وتزويدها ابلتجهيزات عوض حتويلها، األرضية، واندرج ذلك يف سياق سياسة التقومي اهليكلي.

بقية، طمعاجلة االوضاع االقتصادية واالجتماعية، وركز على التقليص من الفوارق ال 2684-2682و استهدف املخطط اخلماسي مليون درهم 4.4إبحداث مناصب للشغل ... ويف جمال التعمري واالسكان ركز على التخطيط العمراين، وذلك عرب ختصيص ميزانية

ماليني درهم للتنمية اجلهوية )خمططات التنمية والتهيئة اجلهوية( مما يشكل تطبيقا عمليا لالختيارات اليت سبق 7لتهيئة الرتاب الوطين و ... ويالحظ أنه ألول مرة ستدرج واثئق التعمري يف املخططات، وقد مت إجناز عدد هام منها إال أنه مل 2677-2674يف خمطط تبنيها

تتم املصادقة إال على عدد حمدود منها، إضافة إىل ما عرفته من تعثر كبري وطول يف مسطرة االجناز مما جعلها ال تساهم ابلشكل املرغوب 76حيث أصبحت أغلبها متجاوزة قبل املصادقة عليها.فيه يف تنظيم اجملال

.041(: نفس المرجع السابق، ص: 0221عبد العالي القور ) -75 .011(: نفس المرجع السابق، ص:0221عبد الصمد سكال ) -76


69

نتيجة لألحداث اليت عرفتها بداية الثمانينات واستحضارا للجانب األمين متيزت هذه املرحلة ابحلاق التعمري : 5116-5161مرحلةاليم؛ وقد عيد العماالت واالقواعداد الرتاب الوطين مرة أخرى بوزارة الداخلية على شكل مديرية خاصة، وانشاء أقسام للتعمري على ص

مت الرتكيز على ضبط وتنظيم التوسع العمراين للمدن املغربية، واحلد من انتشار البناء غري املنظم.

وانطالقا من منتصف الثمانينات جعلت هتيئة الرتاب الوطين أولوية من األولوايت الوطنية، وشرع يف حتيني جمموعة من تصاميم التنمية ، كما 2684ابتداء من سنة (Schéma de Développement d’Aménagement Régional)وية والتهيئة اجله

مت إعطاء االنطالقة إلجناز خمططات جديدة لتوجيه التهيئة العمرانية لكربايت املدن مت املدن املتوسطة يف مرحلة الحقة.

-61املتعلق ابلتعمري وقانون 22-61عرب إصدار قانون 2642ولعل ما ميز هذه املرحلة هو تغيري قانون التعمري املعمول به منذ ، لكن صدور هذا القانون ال يعين قلب 2662املتعلق ابلتجزائت العقارية واجملموعات السكنية والتقسيمات العقارية، وذلك سنة 24

يف جمال التعمري، بل احتفظ ابملبادئ األساسية مضيفا بعض املقتضيات اجلديدة اليت فرضتها إكراهات التمدين كل النظم املعمول هبا السريع؛ وتلخصت أهم املستجدات اليت جاء هبا هذا القانون يف كون أدوات التهيئة أصبحت تعطي اهتماما للبعد البيئي، ارتباطا بقمة

بنيها، هبدف احلفاظ على املناطق الزراعية والغابوية. ويف هذا السياق مت التنصيص على إعداد وعمال ابملبادئ اليت اندت إىل ت77ريو خرائط حتدد بدقة اجملاالت الفالحية والغابوية مصاحبة ملخططات توجيه التهيئة العمرانية.

السكك لى طول الطرق الرئيسية وخطوطكما أكد القانون على التوسيع من جمال إلزامية رخص البناء، و ذلك لتشمل املناطق الواقعة عإجناز واثئق التعمري واملصادقة كلم ابتداء من الشاطئ...وتطوير إجراءات4كلم و على طول السواحل، إىل عمق 2احلديدية إىل عمق

78عليها لتكون أكثر فعالية وأسرع يف االجناز، وإعطاء خمططات توجيه التهيئة العمرانية قاعدة قانونية...

ا خيص اإلسكان فقد وضعت الدولة لنفسها أهدافا أساسية تتمثل يف: مكافحة كل أنواع السكن غري الالئق، وتشجيع البناء و فيمالذايت وخصوصا السكن االقتصادي، وتقوية االستثمار العقاري يف الوسط احلضري وتشجيع املبادرة احلرة، وحماولة االستجابة للحاجيات

سكن واجناز عمليات عمرانية كبرية لتجاوز النقص احلاصل يف جمال 211.111رب إعطاء االنطالقة لربانمج املتزايدة يف جمال السكن ع السكن...

وأما على املستوى املؤسسايت فقد مت إنشاء املفتشيات اجلهوية للتعمري وإعداد الرتاب واهلندسة املعمارية على صعيد اجلهات االقتصاديةوكالة حضرية إضافية تغطي أهم املناطق املغربية، بعد إنشاء 25واسعة يف جمال التعمري، وإحداث السابقة مع إعطائها صالحيات

، و أعطيت هلا صالحيات واسعة يف جماالت التعمري و البناء والتجزيء و املراقبة.2685الوكالة احلضرية للدار البيضاء سنة

.1990 يونيو 14حتى يونيو 3من أجل البيئة والتقدم. وكان ذلكمن بالبرازيل بريو دي جانيرو األمم المتحدة هي قمة نظمتها قمة األرض أو ريوقمة -77

.049(: نفس المرجع السابق، ص: 0221عبد العالي القور ) -78

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%8A%D9%88_%D8%AF%D9%8A_%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B1%D9%88

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%8A%D9%88_%D8%AF%D9%8A_%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B1%D9%88

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84

https://ar.wikipedia.org/wiki/3_%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88





70

ة عن مستوى التهيئة والتعمري قصد جتاوز السلبيات و االختالالت الناجتمتيزت هذه املرحلة بنقلة نوعية على االن: -5116مرحلة السياسات السابقة، ويف هذا الصدد مت اختاذ عدة تدابري على مستوايت خمتلفة كما يلي:

ة هيكلة دجتميع قطاعات إعداد الرتاب الوطين والبيئة والتعمري واالسكان يف وزارة واحدة نظرا للرتابط بني هذه القطاعات، وإعا - االدارات املركزية وغري املركزية )الوكاالت احلضرية واملفتشيات اجلهوية إلعداد الرتاب والتعمري(، واملعاهد التابعة للوزارة.

تنظيم حوار وطين حول إعداد الرتاب سامهت فيه كل الفعاليات احمللية واجلهوية واملركزية، وقد توج ببلورة ميثاق وطين إلعداد الرتاب -د االطار العام القانوين واملؤسسايت واملايل الذي سيؤطر تدخالت خمتلف الفاعلني ملعاجلة االختالالت املرتاكمة وحتقيق تنمية حيد

مستدامة تقوم على أبعاد ثالثة هي: تنظيم اجملال وحتقيق النمو االقتصادي واحملافظة على البيئة.(، يغري مبوجبه النصوص التشريعية والتنظيمية املعمول هبا، واليت أابنت 52-11إعداد مشروع قانون جديد )قانون أتهيل العمران -

التجربة عن بعض نقط ضعفها. إال ان هذا املشروع بقي حبيس رفوف األمانة العامة للحكومة.انون املنظم جعة القإعادة النظر يف سياسة السكن عرب اقرتاح اعادة هيكلة املؤسسات العمومية التابعة للوزارة ومراجعة دورها؛ ومرا -

للقروض يف ميدان السكن... وصياغة مشاريع قوانني هتدف إىل تنظيم جمال السكن االقتصادي؛ كما مت اعتماد أساليب جديدة يف 79حماربة السكن غري الالئق...

رة تعطيل مسط ، و جاء األول بسن أحكام تتعلق ابلسكىن و التعمري، و مت15-19و 15-15مت إعداد قانوين 2115و يف سنة -اقراره بعد معارضته من طرف الفعاليات احلزبية و رؤساء اجملالس اجلماعية. أما الثاين فتضمن اجراءات قانونية لتسوية وضعية املناطق

و البناايت املخالفة ألحكام النصوص التشريعية و التنظيمية اجلاري هبا العمل.واليت هتدف إىل جتميع النصوص القانونية وتدارك االختالالت وتفادي 2114اطالق املشاورات حول مشروع مدونة للتعمري منذ -

التداخل بني النصوص، إال ان هذا املشروع بقي حبيس رفوف الربملان، وقد مشل جديد التخطيط العمراين ابلنسبة ملشروع املدونة إعادة ترتيب واثئق التعمري واليت مهت نوعني:

ق بعني االعتبار اخليارات والتوجهات الكربى للمخططات الوطنية واجلهوية إلعداد الرتاب، وواثئ الواثئق االسرتاتيجية اليت أتخذ .2 استعمال األرض اليت توضع وفقا ملقتضيات املخطط التوجيهي للتجمعات العمرانية.

80.بة وزجر املخلفاتاملراقجماالت التدبري العمراين سواء على مستوى الرتخيص أو دراسة وتتبع املشاريع الكربى أو على مستوى .2هبدف دراسة مشاكل املدن ، و انتهت إبصدار تقرير توجيهي شامل حول 2119عقد جمموعة من اللقاءات للجماعات احمللية سنة -

االسرتاتيجية الوطنية للتنمية احلضرية آبخر 2112ة تغيري امليثاق اجلماعي لسنتبين برامج قطاعية أمهها : "برانمج مدن بدون صفيح" و "مشروع أتهيل املدن، إضافة اىل -

.2124، كما عادت الوصاية اىل وزارة اعداد الرتاب على قطاع التعمري سنة 2116جديد سنة .2129املتعلق مبراقبة و زجر املخلفات يف ميدان التعمري سنة 99-22عرقلة حماولة تفعيل مسطرة املصادقة على مشروع قانون -

.011(: نفس المرجع السابق، ص:0221سكال )عبد الصمد -79(: "التدخل العمومي في ميدان التعمير بالمغرب": أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق، جامعة سيدي محمد بن عبد هللا، 0222-0221أحمد مالكي ) -80

.111كلية العلوم القانونية و االقتصادية، فاس،ص:


71

راكم مجلة من االصالحات، منذ االستقالل اىل اآلن، يف ميدان التخطيط احلضري، إال أن فعاليتها و أتثريها على املالحظ إذن، أن املغرب راج خجودة احلياة احلضرية يبقى جمدودا نظرا ألسباب متعددة أمها: تعقد املساطر اإلداريةومركزيتها، وتعدد املتدخلني يف امليدان، وعرقلة إ

ة بعض اجلهات ... مقابل دينامية حضرية متسارعة تعمق أزمة املدينة املغربية ابستمرار.بعض القوانني بدافع مصلح

املناقشة: -5

إن اجملال املغريب يف تطوره العام، عرف تعمريا قدميا ميزه طابع معماري وتنظمي تقليدي خاص، لكن مسألة التمدين والتخطيط ارتبطت ثيال از املدن بشكلها اجلديد، وبتنظيم مؤسسايت وقوانني حديثني، مل يشهد املغرب هلما مبدخول املعمر الذي شكل العامل الرئيس يف إفر

من قبل، تلبية ملتطلبات االقتصاد الرأمسايل االستعماري؛ لكن االستعمار الفرنسي مل يتعامل مع املشاكل اليت طرحها اجملال احلضري ة املضاربة يتخبط يف العشوائية خاصة مع تغليب املقاربة األمنية وتزايد حدبشكل جدي، و ابلتايل فقد اجملال املغريب توازنه وأصبح

.العقارية و ظهور أشكال السكن غري الالئق

وتندرج حركية التمدين السريع، وتناسل وامتداد التجمعات احلضرية املختلفة األحجام، اليت عرفها املغرب يف النصف األول من القرن يف نصفه الثاين يف ظل هذه الظروف.العشرين، بل حىت امتدادها

وبعد احلصول على االستقالل ورث املغرب وضعية معقدة، فاملشهد احلضري الوطين يعكس أزمة حقيقية تزداد حدهتا مع استمرار ارتفاع ة احتوائها عرب تقوية لوثرية التمدين، مقابل توترات وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية متصاعدة، مما دفع الدولة إىل العمل على حماو

وتنويع وسائل تدخلها واختالف مقاييسها )حملية، وجهوية، ووطنية(.و قد مت حتقيق نتائج مهمة متثلت أساسا: يف تغطية اجملال الرتايب 81111يف اجملال الريفي وتقليص العجز يف السكن اىل %92يف اجملال احلضري، و %68الوطين بواثئق التعمري اليت وصلت اىل

وطنيا. إضافة اىل توسيع صالحيات ااجلماعات احمللية واملراقبني ومتكينهم من %4.6وحدة سكنية، و نسبة السكن الصفيحي اىل الوسائل القانونية واملادية للقيام مبهامهم، وخلق الوكالت احلضرية ... لتجاوز ضعف التخطيط احلضري.

ت تها حمدودة ودون املأمول. فالنموذج احلضري الوطين يعكس اختالالت مجة أفرزهتا نكسالكن رغم أمهية وغزارة هذه الوسائل تبقى فعالياألمية يف الوسط اقتصادية مجة )-التخطيط املتوالية منذ عهد ليوطي إىل اآلن. فاملشهد احلضري املغريب اآلن موسوم مبشاكل سوسيو

( واليت تؤثر على جودة احلياة احلضرية وال ميكن تقليصها، يف ، السكن غري القانوين...%26.4، البطالة ابملدن %22.9احلضرين دنظران، إال ابعتماد تعمري استشرايف مستقبلي، ويف هذا االطار جيب أن تندرج هتيئة املراكز احلضرية الناشئة على اعتبار أهنا أنوية مل

مستقبلية.

الئحة املراجع:

:املراجع ابلعربية


72

81(: "توجهات السياسة احلضرية الكولونيالية ابملغرب" منشورات الزمن، سلسلة شرفات العدد 2129حممد أوحدو )أكتوبر ،

املغرب. -سال -مطبعة بين ازانسن

( إشكالية االندماج ابلوسط احلضري املعريب: قراءة يف املضامني و حماولة يف التقومي"، دفاتر جغرافية،2121حممد اهليلوش ":)

العدد السابع، مجعية الباحثني اجلغرافيني الشباب، كلية اآلداب والعلوم االنسانية ظهر املهراس ،فاس، املغرب.

( يف قضااي التمدين و التعمري الكربى ابملغرب، 2121علي فجال :)ملغرب جملة ضمن جملة دفاتر جغرافية: البحت اجلغرايف اب

. فاس، املغرب.7قراءة يف اإلشكاليات ويف املناهج، العدد

( حماضرات يف قضااي املدن" ماسرت التمدين والتهيئة احلضرية، كلية اآلداب و العلوم االنسانية، بين مالل. 2121حممد ميوسي" :)

املغرب.

( التدخل العمومي يف ميدان التعمري ابملغرب": أطروحة لنيل الدكتوراه يف احلقوق، جامعة سيدي 2117-2118أمحد مالكي" :)

حممد بن عبد هللا، كلية العلوم القانونية و االقتصادية، فاس، املغرب.

( السياسة العمرانية ابملغرب منذ 2114عبد الصمد سكال" :)ضمن أشغال ندوة: العمران يف الوطن العريب بني 2622 ،"

ملغرب.، الرابط. ا2114التخطيط و التشريع و االدارة، املعهد الوطين للتهيئة و التعمري، يوليوز

( املدينة املغربية يف أفق القرن الواحد و العشرين بني اهلوية الوطنية و البعد املتوسطي، مطبعة النجاح 2114عبد الصمد سكال :)

اجلديدة، الرابط،املغرب.

( تطور أدوات التخطيط العمراين ابملغرب"، ضمن أشغال ندوة: العمران يف الوطن العريب ب2114عبد العايل القور" :)التخطيط ني

، الرابط، املغرب.2114و التشريع و االدارة، املعهد الوطين للتهيئة و التعمري، يوليوز

( اإلشراف العلمي: رشيد ركالة وحممد الرفاص: ، ابريس.2114جمموعة من املؤلفني ، ،)(: أطالس إفريقيا )أطلس املغرب

( تطور الظاهرة احلضرية ابملغرب خال2112املصطفى نشوي ":) ل القرن العشرين: التدخالت و االفرازات و العرب"، ضمن اجملال

، خاص: مائة سنة من التعمري و التحضر ابملغرب.17اجلغرايف و اجملتمع املغريب، جملة نصف سنوية العدد

( املدينة املغربية يف أفق القرن الواحد والعشري2111حممد أنفلوس :)

مطبعة النجاح اجلديدة، الرابط، املغرب.ن بني اهلوية الوطنية والبعد املتوسطي ،

( اجملال املغريب واقع احلال ،الرابط، املغرب.2666مديرية إعداد الرتاب الوطين :)


73

( التعمري بني املركزية و الالمركزية"، الشركة املغربية للطباعة و النشر، الرابط ، املغرب.2664عبد الرمحان البكريوي" : )

( 2688احلسني ازريز :)ري على التمدين بتادال: حالة الفقيه بن صاحل، حبت لنيل شهادة الدراسات العليا يف صأثر السقي الع

اجلغرافيا، جامعة حممد اخلامس، كلية اآلداب والعلوم االنسانية، الرابط. املغرب.

( أسس التمدين يف مناطق الفالحة العصرية 2684علي فجال : )–ية و العلوم االنسان جملة كلية اآلداب -سيدي سليمان

فاس، العدد األول)خاص(: دراسة يف جغرافية املغرب، فاس. املغرب.

:2115-2665-2691اإلحصاءات العامة للسكىن والسكان-

:املراجع األجنبية

Chafik CHERKAOUI (1991) « étude urbain de BEJAAD : petites ville traditionnelle de

Maroc » thèse de géographie et aménagement de l’espace, université de NANCY II, faculté

des lettres et sciences humaines.

ESCALLIER R. (1974) : « la croissance urbaine au Maroc » in villes et société au Maghreb –

études sur l’urbanisation. CNRS. Paris.

Jean DETHIER (1973) : « 60 ans d’urbanisme au Maroc : l’évolution des idées et des

réalisations », in bulletin économique et social du Maroc, n 118-119-XXXII, numéro

spécial sur les villes et l’urbanisme au Maroc.


74

ابوية بمدينة الناظور في شمال شرق التوسع العمراني على حساب األراضي الفالحية والمجاالت الغ المغرب )مقاربة مورفودينامية(

Urban expansion at the expense of agricultural lands and forested areas in Nador city (morphodynamical approach).

المنعيم بالل6، الزاهر محمد2، بن ربيعة خديجة3

6طالب باحث، فريق الجيوماتية وتدبير التراب، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة محمد األول، وجدة

2طالب باحث، مختبر بيئة، مجتمعات وتراب، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة ابن طفيل، القنيطرة

3أستاذة باحثة، فريق الجيوماتية وتدبير التراب، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة محمد األول، وجدة

:ملخصتبين هذه الدراسة إشكالية التوسع العمراني في مدينة الناظور باعتبارها مدينة متميزة في سرعة النمو الحضري مجاليا وديمغرافيا، حيث عرفت توسعا سريعا وشاذا منذ عشرينات القرن الماضي وصوال إلى الفترة الراهنة،

ل األلفية الثالثة إذ عرف االمتداد الحضري ذروته،وتوصلت الدراسة إلى تكميم مساحات التوسع العمراني خالومن جهة أخرى وضحت المقاربة الخرائطية /الجغرافية أن هذا التوسع كان عشوائيا على حساب األراضي الفالحية )أراضي سقوية وأراضي بورية(، إضافة إلى تسلق العمران للسفوح الجبلية )حي إكوناف( فضال عن

للمجاالت الغابوية )حي ترقاع(، هذا النوع من التوسع أثر في النسيج العمراني للمدينة اجتياح المجال المبني .وثمن العشوائية على حساب التنظيم

.مدينة الناظور، التوسع العمراني، العشوائية الكلمات المفاتيح:Abstract This study shows the problem of urban expansion in the city of Nador, as it is a

distinct city in the speed of urban growth, where it experienced a rapid and random

expansion from the 1920s to the current period, The study reached the quantization

of the areas of urban expansion during the third millennium, where the urban

extension reached its peak, On the other hand, the cartographic/ geographic

approach indicated that this expansion was random at the expense of agricultural

lands (irrigated lands and fallow lands), In addition to the urban sprawl towards the

mountainous areas (Ikonav neighborhood) as well as the invasion of building areas


75

to the forested areas (Tarkaa neighborhood). Thus, this type of expansion has

affected the urban fabric of the city and devoted the randomness at the cost of the

organization.

Key words: the city of Nador, urbanization, agricultural and forestry areas.

مقدمة عامة

كثر من أي أأصبحت دينامية التعمري يف املدن املغربية بصفة عامة واملتواجدة يف الساحل املتوسطي املغريب بصفة خاصة تنتج وقت مضى أمناطا متعددة من التوسع العمراين، ففي الناظور الكبري وحبكم تواجده يف جمال اسرتاتيجي ذو عوامل متداخلة

وعناصر متشابكة يصعب معها التحكم يف نوع التعمري املراد حتقيقه، كونه ال ميكن التحكم يف سرعة الدينامية العمرانية أبي ة، وهو ما جعل مدينة الناظور مدينة منوذجية يف التشوه احلضري واختالل التوازن بني املوجود آلية من اآلليات املمكن

رهاصات التارخيية واالجتماعية اليت مل تستطع املنطقة استيعاهبا وتوظيفها ابلشكل املطلوب، يف خضم واملطلوب، بفعل اإلمنذ (2649-2622)سباينالذي رافق حقبة االستعمار اإل هذا، تعترب مدينة الناظور من املدن اليت عرفت حداثة التعمري

بدايته، إال أنه بقي جامدا بدون تطور ملفت، لكن مع حقبة السبعينات والثمانينات ستعرف املنطقة توسعا الفتا لألنظار، عرف التوسع سبعيناتويف غياب أي رقابة أو محاية من املخاطر اليت هتدد املدينة كالفيضاانت مثال...،وانطالقا من عقد ال

عشرينيات القرن ىلإسبانية وتعود إالعمراين مراحله األوىل يف تشكل املدينة املغربية، بعدما كانت النواة األوىل هلذه املدينة املاضي.

شكاليةاإل

نماذج ال توضحهن الوضع العمراين يف مدينة الناظور يف توسع مستمر وبنمو قوي يف اآلونة األخرية، وهذا ما أيالحظ رائطية لدراسة احلركية العمرانية اجملالية وفق الكرونولوجية الزمنية ملراحل التطور احلديث يف املنطقة، والظاهر يف املالحظة اخل

ور ويف تزايد مستمر على حساب األراضي الفالحية )مسقية/ بورية( وكذلك التط ان هذا التطور كان يف جممله إجيابيأامليدانية طرقية مسنت للتشكيالت النباتية الغابوية، مث تنامي هذه الظاهرة على احملاور الفوح جبلية فضال عن اجتياح اإلعلى حساب س

مشاكل املخاطر إىلللمنطقة وميكن اعتبارها أداة جلذب وتوطني التعمري والسكان. إال أن املشكل الذي تعانيه املدينة إضافة أي خدمة لصاحل املنطقة وهنا البد من استحضار عامل الرأمسال املرتبط ابهلجرة الطبيعية، هو السكن الفارغ الذي ال يقدم

والتجارة العابرة للحدود، وهو ما يضع السكن يف املنطقة بني مطرقة الرأمسال املرتبط ابخلارج وسندان السكن العشوائي


76

ولد السؤال قة. انطالقا من هذه األرضية يتالعقار العالية ابملنط نظرا لقيمةالناقص التجهيز واملتسلق للسفوح اجلبلية، شكايل التايل:اإل

ما االجتاهات العامة للتوسع العمراين ابملدينة؟

استهدفها االت اليتاجملوعليه سنحاول رصد هذه االجتاهات، من خالل مقاربة إشكالية مازجة بني دينامية التعمري و يت تعمل دينة طابع العشوائية والفوضى وطغيان ممارسات املضاربة العقارية الذ يكتسي التعمري ابملإوفق سريورة دايكرونولوية.

عدة تساؤالت فرعية منها: إىلشكايل ابستمرار على تغذية ومنو الرأمسال ابملنطقة. وميكن ترمجة هذا األساس اإل

ما استعماالت األرض اليت زحف عليها التعمري؟ - نة الناظور؟وما اخلصائص الكمية للتوسع العمراين مبدي -

الفرضيات

ديدها شكالية وميكن حتانسجاما مع اإلشكالية املطروحة، ميكن االنطالق من عدة فرضيات متناغمة مع التساؤالت اإل يف النقاط التالية:

؛توسع عمراين سريع يف العقود األربع األخرية، هذه السرعة صعبت التحكم يف دينامية التعمري كما وكيفا شاملة يف خمتلف اجتاهات املدينة؛ ظاهرة عمرانية .غالء العقار احلضري أفرز تعمريا يف جماالت غري عمرانية كاألراضي الفالحية والغابوية

أهداف البحث

أصبح إشكال التوسع احلضري حاضرا يف مجيع مناحي احلياة االقتصادية واالجتماعية والبيئية، حيث خلف التوسع غري

املتحكم فيه مشاكل بيئية وجمالية وسوسيواقتصادية، األمر الذي حيتم اخلوض يف هذه اإلشكالية من مقارابت وزوااي عابرة

ىلإاثرة عدة قضااي للنقاش والتفاعل قصد معاجلتها والوصول إهداف و أعدة هذه املداخلة حتقيق ىوختذ تإللتخصصات.

نسان واجملال احلضريني.نتائج هادفة تعود ابلنفع على اإل

إاثرة قضية التوسع العمراين السريع، وابخلصوص غري املتحكم فيه؛

جتاوزها؛ رصد مكامن العشوائية والوقوف عليها وصفا وتفسريا إلجياد البدائل املمكنة قصد


77

توظيف التقنيات احلديثة يف الدراسات اجملالية وابخلصوص نظم املعلومات اجلغرافية وما هلذه التقنيات من أمهية ابلغة يف التحليل

اجملايل واملساعدة على اختاذ القرار الصحيح ويف الوقت املناسب؛

املمكنة سواء نية يف خضم نزعة شاذة حنو تعمري كل اجملاالتالتحسيس بفقدان اجملاالت الزراعية والغابوية لصاحل اجملاالت العمرا

املعدة للتعمري وغري املعدة للتعمري.

حتديد جمال الدراسة

تقع مدينة الناظور يف مشال شرق املغرب، وأكرب مدينة يف إقليم الناظور، كما تطل على حبرية مارشيكا املتميزة مبحيطها

الرطب.

الناظور يف جهة الشرق املغربية: موقع مدينة 5اخلريطة


78

ار وسلوان ذ تشكل مهزة وصل بني املراكز احلضرية األخرى كبين أنصإتبني اخلريطة موقع مدينة الناظور يف إقليم الناظور، وعرك بوأزغنغان...، وما مييز مدينة الناظور موقعها احملصور بني حبرية مارشيكا وكتلة جبل كوركو فضال عن انفتاحها على سهل

جنواب.تنتـــشر إبقليم الناظور أنواع خمتلفة من التضاريس ولعل أمهها: التضاريس اجلبلية املتمثلة يف جبال كوروكو وجبال بين

بويفرور وجبال كبدانة، وسهول ضيقة من قبيل بوعرك والكارب وصربا.I. دواتهأمنهجية البحث و

فة الستنتاج ور العمراين مبدينة الناظور على مرئيات فضائية لسنوات خمتلمت اعتماد بشكل أساسي يف معاجلة موضوع تتبع التط قصاصة التقسيم إىل. كما مت االستناد 2/41111الطبوغرافية مبقياس ةطياخلر إىليضاحه بشكل جلي وملموس،إضافة إهذا التطور و

اظور.اإلداري املغريب ملعرفة احلالة العمرانية مبجال الدراسة احملدد يف مدينة النإىل سنوات عدة، كما ركزان يف دراستنا LANDSATوتشري هذه املرئيات امللتقطة من طرف القمر الصناعي الندسات

، ويف خضم هذا العملية، مت تعزيز صحة انعكاس املرئيات الفضائية ابملعاينة امليدانية 2121و 2121و 2667و 2675على سنوات ئجها.ا لتشابه بعض السطوح واختالط نتادرء

لفضائية على برجمية معاجلة وحتليل املرئيات ا يفاعتمدان يف هذه الدراسة املورفودينامية إلظهار التطور العمراين مبدينة الناظور كماARC GIS 10.2.2 وENVI براز معامل التطور العمراين وتكميمه.إل

الفضائية وإبراز وذلك للقيام ابلتصنيف املوجه للمرئياتتكمن املنهجية املعتمدة يف استخالص النتائج على التحليل واملعاجلة، ينة.داجملال العمراين يف املرئيات املدروسة، واستثناء األخري من ابقي استعماالت األرض ملعرفة التطور الكرونولوجي لدينامية التعمري ابمل

تنام تساعد على الشرح والتفسري للظاهرة العمرانية اليت أصبحت يفكأرقام خالص معدالت التطور الكمية ابهلكتار كما مت است

.مستمر

دواهتاأ: منهجية البحث املعتمدة وبعض 5 شكلال

املعاينة امليدانية اخلرائط الطبوغرافية+املرئيات الفضائية +

معاجلتها وتصنيفها وحتليلها

استخالص نتائج على مستوى التوسع العمراين ومناطق التوسع

تقييمها ابملقارنة مع الواثئق التنظيمية

نتائج وتعميمات مستقاة من املعاينة امليدانية واألدوات املستعملة


79

نظيم خذ صور كعينات للتوسع العمراين وتأموازاة مع العمل التقين فقد اعتمدان على العمل امليداين املتمثل يف

اجلدول فمقابالت مع ساكنة بعض األحياء، لغرض معرفة اتريخ البناء ابحلي والتجهيزات اليت يتوفر عليها وبعض نواقصه،

التايل يبني األحياء اليت متت هبا املقابالت امليدانية.

حياءية حسب األم: املقابالت العل5اجلدول

مالحظات مضمون املقابلة املقابلةاتريخ األحياء

اتريخ البناء، التوفر على رخصة البناء؛ املسافة اليت تفصلك 0251فرباير 51 ترقاع

عن الغابة

أخذ صور للمشاهد

العمرانية ابألحياء املذكورة

وسنعرض بعضا منها يف

النتائج

فصلك املسافة اليت تاتريخ البناء، التوفر على رخصة البناء؛ 0251ماي 55 املطار

عن اجملال الفالحياتريخ البناء، التوفر على رخصة البناء؛ املسافة اليت تفصلك 0251ماي 01 اكوانف

عن اجلبل والغابةاتريخ البناء، التوفر على رخصة البناء؛ املسافة اليت تفصلك 0251يونيو 50 لعراصي

عن اجملال الفالحي

II. النتــــــــــــــــــــــائج

.دة فرتات اترخييةعدة نتائج تعرب عن التطور املورفودينايف ملدينة الناظور عرب ع إىلانطالقا من املنهجية املتبعة يف الدراسة توصلنا

( استعماالت األرض : حنو نزعة عمرانية مطردة1-3

يعرف اجملال الواقع يف حدود مدينة الناظور نشاطا عمرانيا منقطع النظري، ذلك بفعل تداخل العوامل اليت تساعد على

الرتكز السكاين يف اجملال دون غريه، حيث تنوعت استعماالت األرض يف املدينة سابقا بل وكان التوازن حيكم العالقات اجملالية

والعمراين للمجال. بني االستعمال الفالحي والغابوي


80

( 64، ص2112زروايل عالل (81وعرفت املدينة مبنطقة "مزوجة" الواقعة شرق جبل كوروكو وممتدة على حبرية بوعرك

نشاطا زراعيا منذ القدم بل وتركزت معظم األنشطة الزراعية قرب التجمعات أي حبرية مارشيكا، حيث مارس سكان املدينة

ط الرعي،إال أن هذه الوضعية ستبدأ يف الرتاجع لصاحل االستعماالت العمرانية على حساب العمرانية يف تكامل اتم مع نشا

سيما األراضي ذات االستعمال الزراعي )مسقية وبورية( واجملاالت الغابوية سكنيةخمتلف األراضي اليت جتاور التجمعات ال

واألراضي الشاغرة أي الفارغة.

0202و 5114بني مبدينة الناظور ما الت األرض ادينامية استعم: 0اخلريطة

؛2112 ،يف اجلغرافيا، كلية اآلداب والعلوم االنسانية عالل زروايل، التحوالت الريفية والتمدن ابلريف الشرقي، دكتوراه الدولة 81

جناز املنعيم باللإ


81

CHOUIKI)82،إذ تعترب املدينة من أبرز األحواض اجلاذبة للهجرة اخلارج من وأسامهت اهلجرة سواء من الداخل

M , 2007 p 2) حافل جبظروف العمل يف االقتصاد غري املهيكل يف غزو حميط الناظور يف الريف الشرقيكما ساعدت

بشرية من كل صلب وحدب، وهو ما غذى دينامية التعمري بسرعةخيالية، الشيء الذي جعل املنطقة تتطور يف منحىن عشوائي

KARZAZI)83وإفراز رهاانت سياسية وجتهيزية وتنظيمية هذا اجملال، اوغياب التنظيم يف ظل اهلشاشة البنيوية اليت يعانيه

M 2010, p10..) .ب ارتباط املنطقة بتجارة التهري إىلرجع يف جزء كبري منه التحول، الذي ي أتسيسا على هذاو

من سكان مدينة الناظور %54حيث يضم وسط املدينة وحي لعري الشيخ جمموعني .وابخلصوص يف أسواق وسط املدينة

.)BENRBIA K,2006,pp 111-124)84من جمموع احملالت التجارية ذات طابعا حرفيا %52.4ونسبة

0202و 5114ما بني : تطور استعماالت األرض مبدينة الناظور0لشكل ا

CHOUIKI M, 2007, LE PHENOMENE MIGRATOIRE Complexité de la réalité et 82

recoupement des lectures, colloque migration et développement, FES ; ; KARZAZI Moussa, 2010, colloque l’urbanisation des compagnes au Maroc, RABAT83

84 BENRBIA K,2006, IMPACT des ActivitésArtisanales sur l’organisation de l’espace à Nador, pp 111-124, Colloque N5 : La Ville Marocaine entre la planification et

l’anarchie.FLSH Sais-FES ;


82

، حيث سجل االستعمال 2121و 2675ها ما بني تمساحترض اختلفيوضح الرسم البياين أعاله أن استعماالت األ

ه خالل سنة لذ اخنفض إىل أدىن مستوى إاخلاصية تنطبق على اجملال الشاغر سأخرى، ونف إىلالفالحي تراجعا ملفا من سنة

.2121ا عرب السنوات ليصل ذروته خالل سنة ظ، ابملقابل يسجل االستعمال العمراين تطورا إجيابيا ملحو 2121

مشتت االجتاهاتتوسع عمراين 0-1

ات، نالتسعيات وتعززت خالل مرحلة الثمانينات و يننظار منذ عقد السبعاتسمت مدينة الناظور بدينامية عمرانية الفتة لأل

حياء جديدة كحي املطار وعاريض اليت كانت يف األمس القريب جماالت فالحية وامتدادا طبيعيا لسهل بوعرك أانرباز ت فذ عر إ

الفالحي.

0202و 5114: مراحل التويع العمراين مبدينة الناظور ما بني 1اخلريطة

حناء أاالت عمرانية يف خمتلق بربوز جم 2667من خالل اخلريطة يظهر جليا شكل ومواطن التوسع، حيث متيزت سنة

لفية الثالثية ، وواصل الزحف العمراين منوه خالل األ2675صلية أي اجملال العمراين لسنة املدينة كما تطورت الرقعة العمرانية األ

مليلية، إضافة إىل تعمري -املدينة جنواب يف سهل بوعرك ومشاال يف اجتاه حي ترقاع على احملور الطرقي الناظور أطرافليرتكز يف


83

زغنغن عرب - الوهو حمور الناظورأأوالد بوطيب( وإنتاج حمور عمراين متميز الدينامية والتطور )حيحياء الغربية من املدينة األ

حدادن القروية.إمجاعة

ر اجملال العمراين مبدينة الناظور: تطو 0 اجلدول

%نسبة التغري املساحة ابهلكتار اجملال العمراين 2675 115.4 5111-5114ما بني 505.02% 111.1 2667 0252-5111ما بني 62.20% 5442.1 2121 0202-0252ما بني 02.15% 5142 2121

0202املصدر: املنعيم بالل

هكتار 442.5أعاله، تتضح شساعة املساحة اليت استهلكها اجملال املبين حيث انتقل من من خالل اجلدول واخلريطة

، واستمرت وترية %222.29بنسبة تغري قياسي بلغت نسبة 2667هكتار خالل سنة 777.4إىل 2675خالل سنة

مبساحة 2121و 2667ما بني %89.12التوسع ابلزحف على ابقي االستعماالت حمققة نسبة تغري إجيابية قدرت ب

.%21.4بنسبة 2121-2121هكتار، بينما سجلت نسبة التغري اإلجيايب أدىن قيمة هلا خالل فرتة 2559

هذه الدينامية العمرانية السريعة تعزى إىل عدة عوامل مفسرة متمثلة يف الدينامية االقتصادية اليت خلقتها املنطقة احلرة

مبدينة الناظور كقطاع النقل واخلدمات والسكن فضال عن دينامية االقتصاد غري ( وأثرت يف خمتلف القطاعات2692مبليلية )

AZIZA M)85دكان مرتبط هبذا النشاط 2411املهيكل ونشاط التهريب املتنامي ابملدينة حيث تتوفر على أزيد من

2009, pp (155-145، كرزازي 86يمومراكز أرايف اإلقل ومثن هذا الوضع ديناميتها اإلدارية وارتباطاهتا اجلهوية معباقي مدن(

(.552ص 2126موسى،

توسع عمراين استهدف اجملاالت الفالحية والغابوية واجلبلية 1-1

85 AZIZAMimoun 2009, ENTRE NADOR et MLILIA une Frontière Européenne en Terre Marocaine. Critique économique, 145-155 :

؛بركان جبهة الشرق منوذجا، دار النشر حنظلة -، دراسة يف التهيئة والتنمية القروية ابملغرب تريفة2126كرزازي موسى، 86


84

ن املدينة أجتاهات التوسع ذ بينت اإنوعية وطبيعة التوسع العمراين، إىلنقر ابلعشوائية يف تنظيم اجملال ابملدينة استنادا

خذ بعني االعتبار خصوصيات جمال التوسع )غابة، أراضي زراعية، سفوح جبلية...(، علما توسعت يف شىت االجتاهات دون األ

و السبخات امللحية يف جنوب املدينة.أأن التوسع مل يستثين حىت املناطق الرطبة

0202و 5114: حتول استعماالت األرض حنو اجملال العمراين ما بني 4اخلريطة

ن التوسع العمراين مل أ التحري امليداين ذ بني إرانية اليت توسعت على حساهبا املدينة، ظهر اخلريطة اجملاالت غري العمت

ا العقار و رطبا )سبخة ملحية(، وهذا راجع للقيمة املادية اليت اكتسبهأو غابواي أو بوراي أفالحيا مسقيا يستثين أي جمال سواء

املبين والقابل للبناء مقارنة مع ابقي أنواع العقار.

0202و 5114حتوالت استعماالت األرض حنو اجملال العمراين ما بني : 1دول اجل

%النسبة املساحة ابهلكتار 2121اجملال احلايل سنة 2675اجملال املرجعي سنة اجملال الفالحي

اجملال العمراين

214.2 12.4 51.2 122.4 اجملال الغابوي

01.1 151.6 اجملال الفارغ )الشاغر( 522 5142 اجملاالت جمموع

0202املصدر: املنعيم بالل


85

%49.5ن التوسع العمراين استهلك اجملال الفالحي كأكرب ضحية للزحف العمراين بنسبة أمن خالل اجلدول يتضح

بعضها مهدد خبطر الفيضاانت فرز أحياء أ، هذا التوسع %27.9وأخريا اجملال الغابوي بنسبة %26.7مث اجملال الشاغر بنسبة

د للسكن غري ، وهي املعادلة اليت كانت نتيجة حتمية لالنتشار املتزاياخلدمات العمومية ضعيفةوبعضها انقصة التجهيز وبعضها

.87(8، ص 2114الشويكي مصطفى، )الالئق وغري القانوين يف العقدين األخريين

، ويف غرب املدينة ة(والبوري املسقيةالفالحية )على حساب األراضي ها جنوب املدينةبتوسع حياءتنفردأيف هذا السياق،

ا انعكاسات ، اليت خلفتجميعهعلى حساب السفوح اجلبلية وأخريا على حساب األراضي الغابوية من خالل حالة حي ترقاع

MADELEINE)88فيضاانتمتنوعة منها تدهور املشاهد الطبيعية، تلوث املنظومات البيئية واحلدة املتزايدة ملخاطر ال

M,2008, p 169).

راضي الفالحية )حي املطار ولعراصي(( التوسع على حساب األ1-3-3

واد منطقة رطبة ابمتياز، نظرا خلصوصياهتا الطبيعية كانتشار السبخات امللحية هبا ومصبا ل ناظوريعترب جنوب مدينة ال

الة )اخلريطة حياء املطار ولعراصي وشعأبوسردون فضال عن استغالهلا يف أنشطة فالحية قبل تعمريها، ويف هذا اإلطار كانت

تركز ن الزحف العمراين للمدينة ابتداء من عقد الثمانيناتأ ( جماال نشيطا ملمارسة األنشطة الفالحية )مسقية وبورية(، بيد5

هذه اجملاالت، انسجاما مع العقار الفالحي األقل قيمة وتكلفة.يف ابخلصوص

ىلإحياء خارج تغطية آليات التهيئة حيث انطلق عشوائيا وظل كذلك لقد كان التوسع العمراين الذي شهدته هذه األ

ىلإحياء من التجهيزات األساسية وال املرافق العمومية ،لذلك مل تستفد هذه األ(264، ص 2421)اليدميي حممد، 89اليوم

اجملال ىلإحياء انضافت أ، لقد عرفت مدينة الناظور توسعا سريعا يف اجتاه اجلنوب، حيث ظهرت عدة 2122حدود سنة

ها امتدت على يض واملطار ولعراصي وشعالة، وهي كللفية الثالثة مثل حي براقة وعر مطلع األ إىلاحلضري منذ بداية التسعينات

؛، تدبري املدن الكربى ابلوطن العريب حالة مدينة الدار البيضاء، امللتقى الثالث للجغرافيني العرب2114الشويكي مصطفى، 87; clés de la géographie, éditions ayrolles, paris-MADELEINE Michaux, 2008, Les mots88

أطروحة دكتوراه يف اجلغرافيا، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، وجدة؛ العقار وتنظيم اجملال مبدينة الناظور،،2124حممد اليدميي، 89


86

وائية نظرا حياء منوذجية يف العش، وتعد هذه األالفالحي من سهل بوعرك احساب الضيعات الفالحية واحلقول اليت هي جزء

يهم ابلشكل ضلالستقرار شبه املبكر لوابل هام من السكان الذين سامهوا بشكل مباشر يف هذه العشوائية عن طريق تقسيم أرا

الذي يرضيهم مث بيعها للوافدين على املدينة. هذا فضال عن الدور الذي لعبه املضاربون العقاريون الذين احتكروا مساحات

ائت جتزائت سرية وبيعها للعمال املهاجرين أبمثان ال تنسجم مع ما توفره هذه التجز إىلحياء وقاموا بتحويلها واسعة من هذه األ

(، وهذه الفوضى أزاحت حجاب اهليبة 252 ص، 2125)السعيدي مجيلة وبومعزة الطيب، 90مات عموميةمن جتهيزات وخد

( CHOUIKI M.2010 P 9(91عن املدينة املعاصرة اليت تعيد تشكل بنياهتا وتوافقاهتا يف إطار التجميل احلضري

الذي حيسنها ويعيد أملها.

كوانف(إ( التوسع على حساب السفوح اجلبلية )حي 3-30-

ب احلي من املستشفى ل قـر ذ تسلق السفوح اجلبلية من مجيع اجلوانب، وشك إكوانف مبوضع جبلي ابمتياز، إيتميز حي

اإلقليمي )مستشفى احلسين( عامال حمفزا لالستقرار فيه، ابملوازاة مع ارتفاع أسعار العقار يف األراضي املنبسطة من املدينة.

جيسد التوسع العمراين يف حي اكوانف: مشهد 5الصورة

، استعمال تقنيات االستشعار البعدي والصور اجلوية يف دراسة اجملال احلضري: حالة مدينة الناظور، 2125مجيلة السعيدي والطيب بومعزة، 90 ؛252لكي للثقافة االمازيغية. صالريف واشكالية التنمية، سلسلة ندوات وحماضرات، منشورات املعهد امل

91 CHOUIKI Mostapha, 2010, LE PAYSAGE URBAIN DANS LA PRATIQUE URBANISTIQUE AU MAROC, Communication à la Rencontre des Agences urbaines,

Ministère de l’Urbanisme, RABAT ;


87

جار مرحلة التسعينات بعد ازدهار التجارة املرتبطة ابلتهريب حيث تقدر مداخيل أجور الت إىلترجع البداية األوىل للحي

اد ،وسابن هذه املرحلة حسب نوع التجارة وطبيعة العملإدرهم يوميا 4111درهم و711والوسطاء وممتهين التهريب ما بني

، (29، ص 2667)سلطان مرمي، 92ذا النشاط يف املدينة بل وأمسى مبدؤها العام هو طرق التهريب بني مليلية والناظوره

كان يف -2122ابخلصوص بعد احتجاجات -ه خالل االلفية الثالثة تن التوسع احلديث الذي عرفأولكن امللفت لالنتباه

يضا أاستغلت هذا الفراغ األمين يف البناء العشوائي والشيء نفسه ينطبق حياء أعدة جدير ابلذكر أنمعظمه ذاتيا وعشوائيا،

ها خمصصة فقط زقته ضيقة وبعضأن أبسط أمور التنظيم، إذ إلىأاحلي يفتقد هذا النوع من البناء جعلعلى حي أوالد بوطيب،

.جراف صخرية آيلة للسقوطألى ن كثريا من منازل هذا احلي مهددة ابلسقوط وبنيت عأكثر من هذا، للراجلني، واأل

كوانفإ: منازل آيلة للسقوط يف حي 0الصورة

ظهر الصورة بشكل جلي تبعات/انعكاسات التوسع العشوائي وعدم احرتام قوانني التعمري، حيث بنيت هذه املنازل ت

ن مهددة اآل منية عابرة، وهيأحداث سياسية و ألفية الثالثة مستغلة يف مرحلة التسعينات وتناسلت بشكل مدهش يف األ

ابلسقوط أكثر من غريها.

، م االنسانيةوالعلو (: األنشطة احلضرية والتوسع العمراين مبجموعة الناظور الكربى، حبث الدراسات املعمقة، كلية اآلداب2666مرمي سلطان ) 92 ؛الرابط


88

( التوسع على حساب اجملاالت الغابوية )حي ترقاع(1-3-1

نه يقع أال إيقع احلي يف مشال مدينة الناظور، وهو عبارة عن جتمع سكاين معزول عن النسيج احلضري ملدينة الناظور،

ة عمرانية اتسمت يمبليلية وميناء بين أنصار، األمر الذي جعله يعرف حركعلى حمور طرقي ديناميكي يربط كل اجملال املغريب

ابلسرعة والزحف على حساب الغابة.

: مشهد للتوسع العمراين على حساب الغابة يف حي ترقاع1الصورة

ور ختزين دتبني الصورة مشهدا حلي ترقاع الذي استفاد من أنشطة التهريب اليت توفرها مدينة مليلية، حيث لعب احلي

ن توزع الحقا على ابقي املدن املغربية، فضال عن تواجد احلي عند نقطة صيد مهمة يف حبرية مرشيكا، إلىأالسلع وايداعها منازله

حي إىلمتت ترقيته 2662من ساكنة احلي ميارسون نشاط الصيد البحري، ويف سنة 2/4ن حوايل أذ بينت الدراسة امليدانية إ

تراب مدينة الناظور مستفيدا من عدة جتهيزات متعلقة ابلبنيات التحتية والتجهيزية واخلدمات العمومية، وتعززت إىلينتمي

استفادته احلالية من مشاريع وكالة مارشيكا من توسيع للطرقات ومدارات طرقية ومدارس ونقل حضري.

III. املناقـــــــــــــــــشة

شوائية ماعدا و ابألحرى بطريقة عأملدينة توسعت يف جزئها األعظم بشكل عفوي، ن اأعموما، بينت الدراسة امليدانية،

هذا ما حياء األخرى فال ميكن استثنائها من الظاهرة العشوائية، و ما األأسبانية واحلي اإلداري، مركز املدينة املتمثل يف النواة اإل

ف اآليلة للسقوط جراالفيضاانت واأل مبخاطر يتعلق مرخلق انعكاسات سلبية تطفو على السطح بني الفينة واألخرى، واأل

ر:تظافر عدة عوامل، نذكر منها على سبيل املثال ال احلص إىلحياء احملاذية للغابة، هذا مرده وحرائق الغاابت اليت هتدد األ

سنوات يف الدراسة 6الذي ظل 2112الفراغ القانوين الناتج عن انقضاء صالحية تصاميم التهيئة؛ تصميم التهيئة لسنة

واالجناز منوذجا؛


89

حتويالت اهلجرة من اخلارج الذي جعل من املدينة مدينة سكىن بدون سكان أي استفحال فاحش لظاهرة املنازل غري املأهولة

ني من منازل أوالد ميمون وابصو مرتبطة ابملهاجرين املقيم %27ن أذ بينت الدراسة امليدانية إاملرتبطة ابلرأمسال اخلارجي،

روبية؛ابلداير األ

مر الذي جعلها وجهة جاذبة للهجرة القروية؛واخر الثمانينات األأمنو التجارة الناذرة ابملدينة منذ

تغلغل ممارسات املضاربة العقارية اليت استحوذت على العقار اخلاص داخل املدينة، هذا النوع من املمارسة رهن توسع املدينة

املدينة وحتكموا يف السوق العقارية داخل املدينة، وعليه متت عرقلة النمو احلضري السليم بتوجيههم توسع إىل املضاربني العقاريني

وفق مصاحلهم الربغماتية اخلاصة بعيدة كل البعد عن التنمية والتهيئة؛

( 2685/2122استغالل فرتات االضطراابت واالحتجاجات االجتماعية ،)...حياء معظم األن أذ استخلصنا من امليدان إ

كوانف....( تزامن انطالقها وتوسعها مع هذه الفرتات، ابستغالل االنشغال األمين وغض إالعشوائية )حي أوالد بوطيب،

فتا حدى فرتات االضطراابت االجتماعية ابملنطقة سجل العقار اخنفاضا ملإالبصر عن بعض السلوكات العمرانية السرية، ويف

يف جمموع URBAMA 1999, p45))93درهم511قل من أوبلغ يف املتوسط 2684إىل 2682يف الفرتة املمتدة من

تراب مدينة الناظور.

93 URBAMA, 1999 Nador petite ville parmi les grandes, tours, p45.


90

إىلحياء اليت حتتاج جاءت النتائج يف اجتاه الفرضيات اليت انطلقنا منها بداية، كما سامهت الدراسة يف توطني األ ،أخريا

يئيا خلاص ساهم يف تكريس العشوائية وأتزمي وضع املدينة عمرانيا وبذا كان العقار اإتدخالت عاجلة، السيما املهددة ابخلطر، ف

مللكية من املستقبل وجتاوز أخطاء املاضي ابعتماد مسطرة نزع ا إىلن الدولة يف شخص مصاحلها قادرة على التطلع إوتنظيميا، ف

رمرتقبة وحمدقة.جل املصلحة العامة وزجر املخالفني وإصدار قرارات اهلدم يف املناطق املهددة مبخاطأ

خاتـــــــــــــــــــمة

مدينة الناظور، ن خاصية العشوائية متالزمة للتوسع احلضري يفإانفلة القول، وهنجا على سري املقاربة اخلرائطية املعتمدة، ف

وانطالقا منها اتضح مدى حجم التوسع احلضري يف مجيع االجتاهات السيما الزحف حنو االستعماالت الغابوية

اال وغراب وسهل موضع املدينة احملصور بني حبرية مارشيكا شرقا وكتلة كوروكو مش إىلوالفالحيةواألراضي اجلبلية، وذلك ابلنظر

ليات االقتصادية واالجتماعية )عائدات اهلجرة( واجلغرافية )االستقطاب( دون بوعرك جنواب، كما تغذى هذا التوسع من اآل

ليات األمنية والرأمسالية.غفال اآلإ

املراجع

؛2112ة، ة اآلداب والعلوم االنسانيعالل زروايل، التحوالت الريفية والتمدن ابلريف الشرقي، دكتوراه الدولة يف اجلغرافيا، كلي CHOUIKI M, 2007, LE PHENOMENE MIGRATOIRE Complexité de la réalité

et recoupement des lectures, colloque migration et développement, FES ; KARZAZI Moussa, 2010, colloque l’urbanisation des compagnes au Maroc,

RABAT ; BENRBIA K,2006, IMPACT des ActivitésArtisanales sur l’organisation de l’espace

à Nador, pp 111-124, Colloque N5 : La Ville Marocaine entre la planification et l’anarchie.FLSH Sais-FES ;


91

AZIZAMimoun 2009, ENTRE NADOR et MLILIA une Frontière Européenne en Terre Marocaine. Critique économique, 145-155 :

بركان جبهة الشرق منوذجا، دار النشر حنظلة؛ -، دراسة يف التهيئة والتنمية القروية ابملغرب تريفة2126كرزازي موسى، العرب؛للجغرافيني ، تدبري املدن الكربى ابلوطن العريب حالة مدينة الدار البيضاء، امللتقى الثالث2114الشويكي مصطفى،

MADELEINE Michaux, 2008, Les mots-clés de la géographie, éditions ayrolles, paris ;

،العقار وتنظيم اجملال مبدينة الناظور، أطروحة دكتوراه يف اجلغرافيا، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، وجدة؛2124حممد اليدميي، ، استعمال تقنيات االستشعار البعدي والصور اجلوية يف دراسة اجملال احلضري: حالة مدينة 2125 مجيلة السعيدي والطيب بومعزة،

؛252الناظور، الريف واشكالية التنمية، سلسلة ندوات وحماضرات، منشورات املعهد امللكي للثقافة االمازيغية. ص CHOUIKI Mostapha, 2010, LE PAYSAGE URBAIN DANS LA PRATIQUE

URBANISTIQUE AU MAROC, Communication à la Rencontre des Agences urbaines, Ministère de l’Urbanisme, RABAT ;

(: األنشطة احلضرية والتوسع العمراين مبجموعة الناظور الكربى، حبث الدراسات املعمقة، كلية اآلداب والعلوم 2666مرمي سلطان ) االنسانية، الرابط؛

URBAMA, 1999 Nador petite ville parmi les grandes, tours, p45.


92

جامعات السكان,االحياء الجامعية في المدن الفلسطينية بين الواقع والمأمول من وجهة نظر

النجاح الوطنية ( كحاالت دراسية–الخليل –)القدس

University neighborhoods in Palestinian cities between reality and what is hoped from the point of view of the population: Jerusalem, Hebron, and

An-Najah National Universities as case studies

د.سامر رداد, دعاء أبو الهوى، تامر مشاهرة، رابعه عياد

فلسطين القدس،جامعة – ودراسات المدنقسم الجغرافيا

الملخص

مخططي و والمضطرد للسكان يشكل تحديا حقيقيا أمام صناع القرار التزايد السريعوبسبب اليوم،م أضحى عال

قدمة مستوى العالم. جميع الدول المت البيئة على والحفاظ على وتطور اقتصاديتنمية اجتماعية ال حدات المدن

ذلك إال إذا ة المستويات ، وال يتحققوالنامية تسعى إلى تحقيق أهدافها التنموية وتقديم خدمات أفضل على كاف

الدور الهام الذي تلعبه الجامعات في ذهن أحدتضافرت الجهود نحو تحقيق تلك األهداف .ال يغيب عن

ث والتطوير التي يلعب التعليم والبح البحثيةتحريك التنمية ألن الجامعات هي من أرفع المؤسسات التعليمية و

تويات كافة المس التنمية علىليم العالي االخرى دورا أساسيا في إحداث بجانب مؤسسات التع الذي تقوده

يها فو بشكل أكثرا تحديدا مستوى المدينة التي تقع أو محليةالمكانية في الدولة سواء كانت وطنية أو إقليمية

عبه تلك الذي تل لدوروتأثرا باو ) االحياء الجامعية(. المحيط المجتمعي للجامعات هو االكثر تأثيرا الجامعة

ي النظام المؤسسي للدولة ف أحد مكوناتالفلسطينية هي الحضرية. الجامعاتالجامعات في عملية التنمية

محيطها و إحداث تنمية حضرية مستدامة في فلسطين. لكن من غير الواضح شكل العالقة المتبادلة بين الجامعة

عليم العالي الت وإدارة بنية المعرفية للتخطيط الحضري وكان من الصعب إيجاد جهود بحثية في ال المجتمعي

ضرية في البيئات الح باألخصالتي تعالج هذه المساحة البحثية مما شكل فجوة معرفية في هذا الجانب و


93

الفلسطينية. و عليه فإن هذه الدراسة تعالج السؤال الرئيسي و هو كيف يمكن تحسين دور الجامعات

تنمية حضرية مستدامة في أحيائها باالعتماد على أراء و توجهات سكان االحياء إحداث الفلسطينية في

المنهج الوصفي و النوعي باإلضافة إلى االسلوب هذه الدراسة بشكل أساسي على اعتمدت الجامعية؟

تائج ن أهدافها. أظهرتالكارتوجرافي في جمع و معالجة و تحليل البيانات األولية ذات العالقة بالدراسة و

الجامعة و دورها في تنمية و تطوير أحيائهم اتجاهالدراسة تباين واضح في توجهات سكان االحياء الجامعية

الجامعية .برز االثر االيجابي للجامعات على تلك االحياء من خالل الجوانب االقتصادية مع االخذ بعين

إنما نتاج لسوق العرض و الطلب و التي أثرت االعتبار أن هذا التطور ليس ناتج عن عملية تنموية منظمة و

إيجابي في بعض الجامعات بشكل. كما أثرت المرتبطة بالجامعةعلى تركز بعض االنشطة االقتصادية

هم مثل وجهة نظر اجتماعية حسبعن ظهور آثار سلبية المبحثينلكن عبر الكثير من االجتماعيةالجوانب

ن المقاهي و المشاكل بي انتشارعلى مجتمعهم مثل نمط اللباس و االجتماعي الغريبة دخول بعض العادات

نتشاراجهة أخرى, أظهرت بعض النتائج توجهات سلبية حول الجانب البيئي مثل الطالب و سكان الحي. من

حول مساكن الطلبة و عدم قيام البلدية بدورها الفعال في جمع النفايات بشكل سليم و باألخصالنفايات و

أبرزت و قد ساهم هذا االثر في أخذ صورة نمطية سلبية حول الجامعة و دورها السلبي في هذا البعد. مستمر و

إشكالية أزمة المرور في محيط الجامعة كأحد أهم االشكاليات التي تعاني منها تلك االحياء في ظل الدراسة

األخصباءة البنية التحية و الى عدم كف باإلضافة الجامعة،منتسبي وخاصة عدم كافية مواقف السيارات

ت توصي الدراسة بضرورة وجود تنسيق فعلي و حقيقي بين الجامعا وأخيرا تأهيل الشوارع المحيطة في الجامعة.

و المجالس البلدية من جهة و سكان االحياء الجامعية من جهة االخرى بهدف تطوير تلك االحياء و حل

حسين الجهود التخطيطية و التنظيمية لتلك االحياء لتطويرها و إشكاليتها. كما يجب العمل على توحيد و ت

وجود الجامعات فيها بشكل ايجابي تنموي و هذا يقع على استغاللإحداث تنمية حضرية مستدامة فيها و

عاتق الحكومات المحلية بالدرجة االكبر من خالل تطوير إطار تنموي فعال وواضح بين الجامعة و المحيط


94

مما ينعكس إيجابيا على الصورة النمطية للجامعة و تحسين دورها في تنمية االحياء المحيطة المجتمعي لها

.فيها و االستفادة من مكونات هذا االحياء في نشر رسالتها التنموية نحو المدينة التي تقع فيها

التعليم العالي , فلسطين الحضري،التخطيط الجامعية،االحياء المفتاحية:الكلمات

Abstract

Today's world has become, and due to the rapid and steady growth of the population poses a real

challenge for decision-makers and city planners towards achieving the sustainability goals through

social development, economic growth, and environmental protection at the Global and local levels.

All developed and developing countries seek to achieve their development goals and provide better

services at all levels, and this is not achieved unless efforts are combined to achieve these goals.

No one can ignore the role of the universities towards supporting sustainable development at

global, national, and local levels especially, the universities' neighborhoods within the city

environment. The Palestinian universities' neighborhoods are very close to the universities and it's

one of the most interaction urban communities with Palestinian universities. Palestinian

universities are one of the components of the state’s institutional system in bringing about

sustainable urban development in Palestine. But it is not clear what is the form reciprocal

relationship between the university and its neighborhoods, and it has been difficult to find research

efforts in the knowledge structure of urban planning and higher education management that

address this research area, which has formed a knowledge gap in this aspect, particularly in

Palestinian urban environments. Therefore, this study addresses the main question about how is it

possible to improve the role of Palestinian universities in supporting sustainable urban

development in their neighborhoods? based on the residents' opinions in the universities'

neighborhoods. This study used the descriptive and qualitative approach in addition to the

cartographic method in collecting, processing, and analyzing the primary data related to the study

and its goals.

The results of the study showed a clear variation in the attitudes of Palestinian universities

neighborhoods residents towards the university and its role in the development of their

neighborhoods, Where the positive impact of universities on these neighborhoods emerged

through the economic aspects, but we noted that this development is not the result of an organized

development process, rather the development of the economic activities around the university

according to the demand market. Universities also positively affected some social aspects

according to some trends, but many respondents expressed negative social effects according to


95

their points of view, such as entering some social customs that are alien to their society, such as

clothing styles, the spread of cafes, and problems between students and residents of the

neighborhood. On the other hand, some results showed negative attitudes about the environmental

side, such as the spread of waste, especially about student housing, and the municipality's failure

to play its effective role in the collection of waste in a sound and continuous manner. This effect

has contributed to taking a negative stereotype about the university and its negative role in this

dimension.

The study highlighted the problem of traffic crisis in the vicinity of the university as one of the

most important problems experienced by those neighborhoods in light of insufficient parking lots,

especially university affiliates, in addition to the inefficiency of the infrastructure, especially the

rehabilitation of the surrounding streets at the university. Finally, the study recommends the

necessity of real and effective coordination between universities and municipal councils on the

one hand and residents of university neighborhoods on the other hand in order to develop these

neighborhoods and solve their problems. It should also pay more effort from the urban policy-

makers, planners, and university managers to unify and improve the planning and organizational

efforts towards the Palestinian universities' neighborhoods, and to take advantage of the

universities' location in a positive developmental way. the municipalities and local governments

must take their responsibilities to develop an effective and clear development framework between

the university and its community Which positively reflects on the stereotype of the university and

improving its role in developing the surrounding neighborhoods and benefiting from the

components of this neighborhood in developing the university and achieve its mission towards the

sustainability.

Keywords : Universities Neighborhoods, Urban Planning, Higher Education, Palestine

املقدمة

%99من سكان العامل يعيشون يف بيئات حضرية و حسب إحصاءات االمم املتحدة فإن أكثر من %45عامليا, أكثر من

( . على الرغم من أن املدن United Nations, 2014) 2141من سكان العامل سيعيشون يف املدن حبلول عام

من االنشطة %74سكان العامل و اكثر من من مساحة االرض إال أهنا تستوعب أكثر من نصف %2تشغل أقل من

من املوارد الطبيعية على الكرة االرضية مما يتطلب العمل و جبهد كبري من قبل احلكومات %74االقتصادية و تستهلك أكثر من

الفقر تو صناع القرار على مواجهة التحدايت الكبرية الذي يفرضها هذا التزايد املطرد مثل التدهور البيئي و زايدة معدال


96

,.Schneider et alاحلضري و انتشار اجلرمية , مما جعل قضااي املدن حتتل املراتب االوىل على االولوايت العاملية )

2010; Battle, 2007 ( على ضرورة جعل 22)اهلدف(. أكدت االمم املتحدة يف أجندهتا العاملية لالستدامة و ابالخص

ومرنة ومستدامة حبيث تعمل هذه املدن على توفري احلياة الكرمية و االمنة لسكاهنا املدن واملستوطنات البشرية شاملة وآمنة

(Wellard ,2017 .) لكن ما هو املقصود ابلتنمية احلضرية املستدامة ؟ تعرف التنمية احلضرية املستدامة على أهنا قدرة

يش الكافية و االجتماعية و توفري اخلدمات و سبل العاملدينة على احلفاظ على البيئة و محايتها مع دعم التنمية االقتصادية و

(. فلسطينيا, االراضي الفلسطينية تعترب Tang & Lee, 2016الكرمية جلميع سكان املدينة يف الوقت احلايل و املستقبل )

الفلسطينني ممن املناطق اليت متتلك مستوايت مرتفعة من مستوايت التحضر حيث تشري أخر التقارير ذات العالقة أبن معظ

يف قطاع غزة و هذه تعترب من النسب العالية يف %82يف الضفة الغربية و %96يعيشون يف بيئات حضرية بنسبة تبلغ

(.ARIJ, 2011مستوايت التحضر)

ك لمجيع الدول املتقدمة والنامية تسعى إىل حتقيق أهدافها التنموية وتقدمي خدمات أفضل على كافة املستوايت ، وال يتحقق ذ

إال إذا تضافرت اجلهود حنو حتقيق تلك األهداف ، وال يغيب عن فكر أحد الدور اهلام الذي تلعبه اجلامعات يف حتريك التنمية

ألن اجلامعات هي أرفع املؤسسات التعليمية حيث يلعب البحث والتطوير الذي تنفذه اجلامعات ومؤسسات التعليم العايل دورا

على كافة املستوايت املكانية يف الدولة سواء كانت وطنية أو إقليمية أوحملية أي على مستوى أساسيا يف يف إحداث التنمية

اجملتمع احمللي اليت تقع فيه اجلامعة. يتباين دور اجلامعات من جمتمع اىل آخر و ذلك تبعا لالنظمة السياسية و االجتماعية و

هي مؤسسة :فعند علماء الرتبيةال يوجد تعريف موحد ملفهوم اجلامعة (.2125االقتصادية اليت تقع فيها اجلامعة ) النويهي ,

هي مؤسسة اجتماعية نشاطها موجه لتلبية الطلب االجتماعي :نظر علماء االجتماعو من وجهةتعليمية تقدم التعليم العايل،

ؤسسة هدفها إعداد ال االقتصاد فهي: معلى التكوين العايل واملسامهة يف التنمية االجتماعية للمجتمع، أما عند الباحثني يف جم

أما اخلطيب و معايعة عرفوا (.2129رأس املال البشري الضروري لقيادة التنمية االقتصادية يف الدولة ) عزي و إبراهيمي,

لى ع اجلامعة على أهنا مؤسسة تعليمية ومركز حبثي ومنارة لإلشعاع الثقايف والفكري تعكس املستوى احلضاري للدول و تعمل

سعي اجملتمعات لالهتمام جبامعاهتا و استحداث املزيد منها ومدها أبسباب (. لذلك 27:2119تقدمه )اخلطيب و معايعة ,


97

القوة و التطور يعد خيار يتصدر االولوايت , كما يشكل حجر الزاوية للعملية التنموية يف اجملتمع و املؤشر الرئيسي لتقدمه و

جلامعات يف التنمية االقتصادية و االجتماعية و الثقافية والسياسية يف اجملتمع .)حممد و محي ازدهاره , فضال عن مسامهة ا

(.2116مالك ،و 2117,

" على أن مجيع مؤسسات Universities and Their Cities" اجلامعات و مدهنايف كتابه Dinerو أكد الكاتب

لة للمدينة دة كاملة من موقعها احلضري ، مما يعين استخدام املوارد اهلائالتعليم العايل املوجودة يف املدن جيب أن تستفيد استفا

لدعم التعليم والبحث وخدمة اجملتمع. كما جيب على أعضاء هيئة التدريس و الباحثني يف اجلامعات دراسة املدينة ، احلكومة

اث من حيث قد يتم توجيه بعض هذه األحب احمللية ، األعمال والتنمية االقتصادية ، الصحة العامة . وأكثر من ذلك بكثري,

قبل املؤسسات احلكومية أو مجعيات األعمال احمللية أو املؤسسات األخرى املعنية بتلبية احتياجات املدينة. لكن جيب إجراء

الكثري من هذا البحوث بشكل مستقل من قبل اجلامعات. مجيع املؤسسات احلضرية لديها فرصة كبرية إلشراك الطالب

ما امعيني واخلرجيني واملهنيني يف التدريب يف بيئة املدينة والتعليم التجرييب ، الذي أصبح شائعا جدا يف السنوات األخرية.كاجل

جيب تعزيزاملسؤولية املدنية بني الطالب من خالل اخلدمة التطوعية. ابختصار ،جيب على مجيع الكليات واجلامعات يف املدن

,Diner) مهمتها إىل حد كبري يف بناء جمتمع معريفبلدايهتا يف عملية التخطيط التشاركي من أجلتعزيز أن تتعامل مع

و تطوير يف تفعيل تنمية العنصر البشرياهلامة و الغري حكوميةحلكوميةاملؤسسااتال شك فيه أن اجلامعة هي أحد . (2017

مما سيفرض ,وجيا ة سواء سياسيا أو إقتصاداي أو إجتماعيا أو بيئيا أو تكنولاملعرفة يف اجملتمع يف ظل التغريات السريعة و املستمر

ال حمالة حاجة ملحة لتعزيز دور اجلامعات ابلقيام بوظائف متعددة اجلوانب و اليت تستطيع من خالهلا املسامهة يف حتقيق التنمية

فال تتطور اجلامعة تتأثر اجلامعة وتؤثر يف حميطهاها اىل العاملية. املستدامة أنطالقا من أحيائها و جمتمعاهتا احمللية و الوصول من

مبعزل عن اجملتمع املدين الذي تعيش فيه فقد اصبح دور اجلامعات اكثر تعاظما وتفاعال فلم يعد من املقبول ان تعطي اجلامعة

ا جيب توجيه حنو علميا وفكراي وتقنيظهرها للمجتمع بشكل عام و االحياء اليت تقع فيها بشكل خاص فهي متتلك رصيدا

(.2117بشكل عام و االحياء اليت تقع فيها بشكل خاص .)حسن , قضااي اجملتمع و إشكالياته

إشكالية الدراسة


98

احلكومات و مؤسساهتا على إختالف أنواعها و مستوايهتا مطالبة بضروة بناء اسرتاجتيات واضحة و حمددة تصب يف حتقيق

احلضرية املستدامة. من هذا االستنتاج ميكننا التأكيد على أمهية تطوير دور اجلامعات الفلسطينية كأحد مكوانت أهداف التنمية

النظام املؤسسي للدولة يف إحداث تنمية حضرية مستدامة يف فلسطني. كان من الصعب إجياد جهود حبثية يف البنية املعرفية

ص يف تعا ج هذه املساحة البحثية مما شكل فجوة معرفية يف هذا اجلانب و ابالخللتخطيط احلضري و إدارة التعليم العايل اليت

ية يف إحداث السؤال الرئيسي حول دور اجلامعات الفلسطيننطرحالبيئات احلضرية الفلسطينية. و عليه فإننا يف هذا البحث

التخطيط التشاركي و , كما أنحتسينها الدور و تنمية حضرية مستدامة يف أحيائها ابالضافة اىل الرتكيز على كيفية تعزيز هذ

ذه الدراسة تتناول فإن ه , لذلكجناعةالتخطيطيةالذي يعتمد على مشاركة السكان يف العمليات التنموية يعد من أجنع املناهج

ما هو وابملشاركة مع اجلامعات مواجهتهامشاكل االحياء اجلامعية يف فلسطني من وجهة نظر سكان هذه االحياء و سبل

الدور املطلوب من اجلامعة يف هذا التطور املنشود من وجهة نظر سكان تلك االحياء.

سئلة الدراسة:أ

ما هي املشاكل والتحدايت اليت تواجه االحياء اجلامعية يف فلسطني من وجهة نظر سكان تلك االحياء؟-5

ما هو أثر اجلامعات الفلسطينية على االحياء اجلامعية من وجهة نظر سكاهنا؟ -2

يف حتسني االحياء اجلامعية ؟ ا رايداي كيف ميكن للجامعة ان تلعب دور -4

أهداف الدراسة:

حتديد اهم املشاكل والتحدايت اليت تواجه االحياء اجلامعية يف املدن الفلسطينية .-2

عات الفلسطينية على احيائها اجملاورة.تقيم أثر اجلام-2

حتسني دور اجلامعة يف تنمية وتطوير االحياءاجملاورة هلا.-4

منهجية الدراسة:

اجلة و االسلوب الكارتوجرايف يف مجع و معإىل إعتمدت هذه الدراسة بشكل أساسي على املنهج النوعي و الكمي ابإلضافة

ني لدراسة و أهدافها. العينة هي العناصر و احلاالت احملددة اليت يتم اختيارها أبسلوب معحتليل البياانت األولية ذات العالقة اب


99

(. علميا العينة القصدية ال ميكن تعميم نتائجها و 2124من جمتمع الدراسة هبدف حتقيق أهداف الدراسة ) عليان و غنيم,

(. لذلك مت اختيار ثالث مدن Bernard, 2002ة )لكن تعترب أسلوب فعال يف معرفة خصائص الفئة املستهدفة من الدراس

رئيسية يف منطقة الضفة الغربية لعمل الدراسة فيها و هي مدن انبلس يف مشال الضفة الغربية و مدينة القدس يف الوسط كما

.مت اختيار مدينة اخلليل يف جنوب الضفة الغربية حيث تشكل هذه املدن أكرب مدن الضفة

النجاح الوطنية يف مدينة انبلس و كذلك مت إختيار أربعة مواقع جلامعة القدس يف مدينة القدسحلرجمامعة مت إختيار موقعني

منها ثالث مواقع يف داخل مدينة القدس اليت ختضع للسيطرة االحتاللية االسرائيلية و موقع احلرم الرئيسي للجامعة وضواحيها

ما موضح يف ك يف بلدة أبو ديس يف منطقة ضواحي القدس الشرقية أما يف مدينة اخلليل فتم إختيار موقع واحد جلامعة اخلليل

حول حرم اجلامعة يف كل موقع لتحديد منطقة االحياء اجلامعية و اليت توزعت مرت 2211مت حتديد مسافة . كما 2الشكل

على سبعة مواقع يف املدن املستهدفة. قام فريق البحث بزايرة املواقع السبعة هبدف إجراء البحث امليداين و املالحظة الشخصية

المكاني للجامعات الفلسطينية و أحيائها في الضفة الغربية : التوزيع 1 الشكل


100

يف دقيقة لكل مقابلة41-21مقابلة بواقع 81 ابالضافة اىل إجراء املقابالت الشخصية مع سكان تلك االحياء و اليت بلغت

الذين هم طالب الذي تكون من ثالث ابحثني وامليدانيني و . مت تسجيل املقبالت صوتيا من قبل الباحثني مستهدف كل موقع

اء ر يف مرحلة البكالوريس يف برانمج اجلغرافيا و دراسات املدن يف جامعة القدس بعد أن خضعو لتدريب مكثف على عملية إج

البحوث امليدانية و حتليل البياانت النوعية .

بعد االنتهاء من مرحلة مجع البياانت امليدانية قام فريق البحث بعملية تفريغ املقابالت الشخصية و حتليلها اىل نصوص مكتوبة

لية حتليل بعم (. بعد االنتهاء من تفريغ املقابالت الشخصية قام فريق البحث Microsoft Wordإبستخدام برانمج )

حتليل احملتوى من الطرق التحليلية املعروفة يف جمال البحوث النوعية و اليتحيث يعترب( Content Analysisاحملتوي )

(. Babbie,2007هتدف اىل تصنيف السلوك و التوجهات و إحصائها كميا حيث يتم عد املرات اليت يتكرر فيها السلوك )

( االحياء اجلامعية جلامعة القدس يف مدينة القدس1) الشكل

االحياء اجلامعية جلامعة النجاح الوطنية يف ( 0الشكل ) مدينة انبلس

( احلي اجلامعي جلامعة اخلليل يف 4)الشكل مدينة اخلليل


101

ني إجاابت املبحوثني التشاهبات املنطقية بمت تفريغ االستمارت و التسجيالت الصوتية و من مث العمل على حتديد التماثالت و

أبعاد كمواضيع مخسة(. مت إستخراج Main Themesو من مث ترميزها حىت الوصول يف النهاية اىل املواضيع الرئيسة )

رئيسية كنتاج لعملية حتليل احملتوى و اليت تتضح بشكل رئيسي يف اجلزء اخلاص ابلنتائج يف هذه الدراسة.

ناقشة:و املالنتائج

هذا اجلزء يستعرض أهم النتائج اليت توصل اليها الباحثني يف مواقع الدراسة السبعة و اليت توزعت يف االحياء اجلامعية لثالث

جامعات و هي جامعة القدس يف مدينة القدس و جامعة النجاح الوطنية يف مدينة انبلس و جامعة اخلليل يف مدينة اخلليل.

احلي واجلامعة من وجهة نظر سكان احلي بني سكان أوال: العالقة

هذا اجملتمع فال تعمل اجلامعة مبعزل عن مؤسسات اجملتمع املدين وتبني لنا ذلك من خالل العمل و عصب قلبيف اجلامعة هي

ء اجلامعية اامليداين الذي اجرى على االحياء اجلامعية يف القدس واخلليل وانبلس فقد اظهرت النتائج ان العالقة بني سكان االحي

واجلامعة تتسم ابالجيابية يف بعض اجلوانب وسلبية يف جوانب اخرى فتمثل الدور االجيايب يف زايدة نسبة االفراد املقبلني على

اجلامعات يف كما عملتللطرفينوحتقيق املصاحل املشرتكة من ابناء تلك االحياء و ابالخص الفتيات حبكم عامل القرب التعليم

ئة اجلامعة حبكم التفاعل الثقايف و االجتماعي مع بي لى زايدة نسبة الوعي لدى اولياء االمور عن امهية التعليمع تلك االحياء

توجه سليب من قبل ساكين تلك االحياء و الذين عربو أن اجلامعات يف أحيائهم يقتصر ,لكن على الرغم من ذلك كان هناك

.مما جعلهم مييلون اىل إعتبار اجلامعة جسم دخيل على جمتمعهم التلوثوزايدة و االزدحام دورها على احداث الفوضى

األاثر االقتصادية للجامعة على احلي من وجهة نظر سكان احلياثنيا:

شاريع سكنية م إقامة من خالل منو إقتصادي يف تلك االحياء ادى اىل وجود من وجهة بعض املبحوثني اجلامعة يف احلي وجود

ثل دورها السليب مت مثل املطاعم و املقاهي و احملالت التجارية. من جهة اخرى, ارية مرتبطة بوجود اجلامعةوحمالت جتللطلبة

ومشرب أكلمواقتصار اخلدمات على ما خيص الطالب فقط من ابجلامعاتلسكان االحياء يف ارتفاع اسعار االراضي احمليطة ابلنسبة

تواجد اعتربوها مصدر لفشل التخطيط من الناحية االقتصادية يف املنطقة اليت ت التجارية و اليت وعدم وجود تنوع يف احملالت

تلك اجلامعات. فيها


102

االجتماعية للجامعة على احلي من وجهة نظر سكان احلي راثلثا: االاث

و الرغبة فهوم التعليم حيث تتطور م حسب اراء املبحوثني ان للجامعة اتثري كبري من الناحية االجتماعية على االحياء احمليطة هبا

فراد القادمني من مما ادى اىل توثيق وتعزيز يف الروابط االجتماعية بني اال يف تلك االحياء لديهم كما زاد التنوع الثقايفابلتعليم

ض هذا هناك من يعار كان ,لكن على الرغم من ذلك .وبني سكان االحياء عن بيئتهم االجتماعية قرى ومدن اخرى خمتلفة

و السلوكيات العديد من العادات انتشرت حيث هو ظاهرة سلبيةعربو عن توجهاهتم ابن وجود اجلامعة يف أحيائهمحيث الدور

و اليت اثرت على بنيتهم االجتماعية و الثقافية مثل االختالط بني اجلنسني و انتشار املقاهي و العنف املختلفة عن عاداهتم

. اجملتمعي

لجامعة على احلي من وجهة نظر سكان احلي االاثر البيئية لرابعا:

اد االهتمام ابمهية احلفاظ على البيئة نتيجة وجود اجلامعة يف احلي من خالل االهتمام بزرع االشجار وانشاء احلدائق ووضع دز إ

.لكنالصورة ختتلفالقدس ةمدين االحياء اليت توجد فيها اجلامعة يفتركزفيلكن هذا االهتمام ,القوانني ملنع االعتداء على الطبيعة

جامعة النجاح خلليل واجامعة اخلليل يف مدينة ابوديس و مناطق جامعة القدس يف حرميف احمليطة يف اتثري اجلامعة على البيئة

احلي جتميلو مل تلعب اجلامعة دورا جوهراي يفالسليب االثر انبلس حيث كان دور اجلامعة على البيئة يقتصر على يف مدينة

نسبة التلوث الناتج عن ازمة املواصالت والنقل وزايدة نسبة النفاايت املتجمعة امام السكنات بل على العكسزادتيط هبا احمل

وجد جتاه ازالتها كما عرب السكان عن غضبهم بسبب كثرت وجود السكنات فلم يعد يالبلدايت تقصريمن قبالالطالبية ووجود

ة يف ظل بسبب زايدة الطلب على االرض لصاحل بناء اسكاانت طالبي ترفيهية خالية اومفتوحة يف املنطقة أي اراضي زراعية او

. عدم وجود خمطط اسرتاتيجي و جمايل فعال خيدم مصلحة سكان تلك االحياء حسب تعبريهم

أبرز واهم املشاكل اليت تواجه احلي من وجهة نظر سكان احليخامسا:

هرت تالفات املنطقية بني املواقع السبعة لالحياء اجلامعة يف ثالث مدن رئيسية فقد ظبناء على تطوير منط التشاهبات و االخ

أهم االشكاليات من وجهة نظر السكان يف االحياء احمليطة ابجلامعات الفلسطينية املستهدفة على النحو التايل:

االشكاليات السياسية و اجليوسياسية


103

ة دس كنتاجلوجود جامعة القدس يف مدينةالقدس الشرقية و اليت ختضع اىل سيطر تركزت يف احياء جامعة القدس يف مدينةالق

االحتالل االسرائيلي . عملت السلطات االسرائيلية و املتمثلة يف بلدية االحتالل يف مدينة القدس على تقويض عمل جامعة

ن خالل التضييق مدينة القدس الشرقية م القدس يف املدينة و حماربة وجودها بصفتها اكرب و اهم مؤسسة تعلمية فلسطينية يف

عليها و منعها من البناء و التطور و فرض ضرائب ابهضة عليها مما حد من أتثري اجلامعة على االحياء املقدسية احمليطة هبا.

ار دكما أن وجود احلرم الرئيسي للجامعة يف بلدة ابوديس و الواقعة يف ضواحي مدينة القدس الشرقية و قرب احلرم من ج

الفصل العنصري و معسكرات اجليش االسرائيلي ادى اىل زايدة اقتحامات اجليش للحي اجلامعي يف منطقة ابو ديس و حدوث

اشتباكات عنيفة يف حميط اجلامعة بني طالب اجلامعة و ابناء احلي من جهة و اجليش االسرائيلي من جهة اخرى . كما ان

باين احمليطة ابجلامعة و مرافق اجلامعة مثل ملعب اجلامعة و الذي مت تدمريه اكثر من اجليش االسرائلي يعمل دائما على هدم امل

مرة . جامعات النجاح يف مدينة انبلس و اخلليل يف مدبنةاخلليل مل تشهد مثل هذه االشكاليات السياسيةو اجليو سياسية مع

بلس و اخلليل. اهنا تتعرض هلذه اهلجمات من خالل اقتحام اجليش االسرائيلي ملدن ان

اشكاليات البيئة والبنية التحتية

أبوديس-: إقتحام قوات الجيش االسرائيلي لحرم جامعة القدس 5الشكل


104

تتشابه أحياء جامعات القدس و اخلليل و النجاح يف اشكاليات البيئة مثل االزحام الشديد حول اجلامعات بسبب ضيق

الشوارع و عدم توفر مواقف للسيارات ابالضافة اىل التلوث البيئي و ابالخض التلوث اهلوائي و الضجيج و ظهرت هذه

ابو ديس و جامعة اخلليل و جامعة النجاح . كما ظهرت اشكاليات االشكاليات بشكل واضح يف أحياء جامعة القدس حرم

ضعف و عدم وجود البنية التحتية بشكل واضح يف حي اجلامعة يف بلدة ابويس حيث ال يوجد شبكة صرف صحي و يعتمد

هذه املشكلة راحلي على احلفر االمتصاصية يف ظل تزايد عددالطالب يف احلي مما يشكل مشكلة بيئية كبرية للحي و مل تظه

بشكل واضح يف احياء جامعات النجاح و اخلليل. تناقص و إنعدام املساحات اخلضراء و املنظر اجلمايل يف مجيع االحياء

اجلامعية املستهدفة زايدة العمران بشكل كثيف و غري خمطط يف احمليط اجملايل للجامعة برز كاحد اهم االشكاليات اليت تواجه

ا يظهر اجلامعة كعامل سليب على تلك االحياء من وجهة نظر السكان و يعطي صورة منطيةسلبية للجامعة االحياء اجلامعية مم

يف ذهنية املواطن الفلسطيين و هذا يتعارض مع الدور الذي جيب على اجلامعة ان تعلبه على الصعيد البيئي إجتاه احلي و امليدنة

اليت تقع فيها اجلامعة.

إشكاليات البعد االقتصادي

حرم الجنيد في مدينة -مروري أثناء خروج الطلبة من جامعة النجاح الوطنية : االزحام ال6الشكل أبوديس -: الثلوث البصري و في شارع جامعة القدس 7الشكل نابلس


105

ارتفاع اسعار االراضي يف االحياء اجلامعية شكل منفعة اقتصادية لفئات حمددة من سكان تلك االحياء و هم اصحاب االراضي

و العقارات و لكنه شكل عبء إقتصادي لفئات اخرى من اجملتمع احمللي لالحياء اجلامعية حيث ارتفعت اسعار االجيار و

اىل اهلجرة اىل خارج احيائهم لعدم قدرهتم على دفع االجيارات و االستثمار يف العقارات بشكل كبري مما دفع هبذه الفئات

منطقتهم. كما أن التخصص الوظيفي لالنشطة التجارية و اخلدماتية و املرتبط بشكل رئيسي ابجلامعة و طلبتها ادى اىل حرمان

شاط الزراعي نشطة االقتصادية تلك االحياء مثل الناحلي من التنوع االقتصادي يف االحياء اجلامعية مما ادى اىل تناقص بعض اال

و الصناعي.

اشكاليات البعد االجتماعي

ادات و رى و املبين على اختالف العالصراع الثقايف و االجتماعي بني سكان االحياء اجلامعية من جهة و الطلبة من جهة اخ

التقاليد و القيم اجملتمعية ادى اىل ظهور اشكاليات جمتمعية هددت يف كثري من احلاالت السلم اجملتمعي لالحياء اجلامعية.

م. هابالضافة اىل دخول سلوكيات جديدةغري مرغوبة من قبل سكان احلي اجلامعية واتثريه السليب على ابناء احلي من وجهة نظر

كما ظهر نوع جديد من الصراع االجتماعي يف تلك االحياء و املتمثل يف يف صراع داخلي بني فئات اجملتمع احمللي مثل العشائر

و العائالت و التنظيمات السياسية للسيطرة على االنشطة االقتصادية و االجتماعية املرتبطة ابجلامعة وحميطها.

تمعي بني اجلامعة و احلي اجلامعي إشكاليات التنسيق املؤسسي و اجمل

: الكثافة العمرانية و إنتشار المباني حول حرم جامعة الخليل في مدينة الخليل8الشكل


106

ة و سكان ضعف التنسيق اجملتمعي و املؤسسي بني اجلامع امجع سكان االحياء اجلامعية يف مناطق القدس واخلليل وانبلس على

لنسبة هلم. و اب بني سكان احلي واجلامعة وان وجدت فهي جمهولةللتنسيقجهة خمصصة على حد تعبريهم ال يوجداحلي حيث

ختدم مصلحة سكان احلي , إمنا هي مقتصرة على بعض الشخصيات و االفراد و العائالت حسب مدى قوهتم العشائرية و ال

التنظيمية و االقتصادية مما خيلق نوع من الفوضى التنسيقية بني اجلامعة و احيائها.

مطالب سكان االحياء اجلامعية حنو تطوير أحيائهم

بعد التعرف على أهم االشكاليات اليت تواجه سكان االحياء اجلامعية يعد السؤال االكثر أمهية ماذا يريد سكان نلك االحياء

من وجود اجلامعة يف أحيائهم ؟ تركزت مطالب السكان حول إمكانية توظيف أبنائهم يف مرافق اجلامعة بشكل عادل. كما

جلامعة ري مواقف سيارات كافية لكوادرها و طلبتها و زائريها و تطوير شبكة الطرق حول اعربو عن رغبتهم ابن تقوم اجلامعة بتوف

من حيث كفاءة تلك الطرق و توفري ممارات للمشاة و جسور لعبور الطلبة. كما طالبو اجلامعات بتوفري مساحات خضراء و

و اجلامعات ان ض املرافق الثقافية و الرايضية . طالبحدائق يف احيائهم . كما طالبو ان تفتح اجلامعة ابواهبا هلم الستخدام بع

هتتم هبم من خالل تطوير شبكة تواصل و تنسيق لتطوير احيائهم و حل االشكاليات املرتبطة بوجود اجلامعات يف احيائهم.

ل ادارة ميتضح مما سبق أن مطالب سكان االحياء اجلامعية هي حق هلم و مشروعة و لكن السؤال اجلوهري االن, هل تتح

اجلامعات املسؤولية عن حتقيق مجيع هذه املطالب؟ ابلطبع ال فهنا يظهر دور البلدية او احلكومة احمللية اليت تتحمل املسؤولية

عن كثري من هذه املطالب. و هنا يظهر أمهية التخطيط التشاركي االسرتاتيجي بني اجلامعة و البلدية و سكان احلي اجلامعي

ان تدير ظهرها الحيائها اجلامعية و حميطها و ال البلدية ان تدير ظهرها للجامعة و مسؤوليتها اجتاه تلبية فال جيوز للجامعة

حاجات اجلامعة االسرتاتيجية و أحيائها احمليطة الن اجلامعة و احلي اجلامعي مها من أهم مكوانت النظام العمراين و االقتصادي

اليت تقع يف اجلامعة. و االجتماعي و البيئي للمدينة او البلدة

االستنتاجات و التوصيات

الدراسة تباين واضح يف توجهات سكان االحياء اجلامعية إجتاه اجلامعة و دورها يف تنمية و تطوير أحيائهم نتائجأظهرت

ن املبحوثني ماجلامعية . حيث برز االثر االجيايب للجامعات على تلك االحياء من خالل اجلوانب االقتصادية حيث عرب كثري


107

على أن اجلامعة لعبت دورا هام يف تطوير االحياء إقتصاداي من خالل فتح مشاريع إقتصادية مثل إنتشار املطاعم و احملالت

التجارية و مكاتب اخلدمات الطالبية, ابالضافة اىل تطور قطاع االسكاانت الطالبية و لكن جتدر االشارة اىل أن هذا التطور

تنموية منظمة من قبل السلطات احمللية واجلامعة و إمنا تتطورت بشكل عشوائي مرتبط بسوق العرض و الطلب مل يرتبط بعملية

و مبادرات فردية أو عائلية الصحاب االرض و املستثمرين يف مناطق االحياء اجلامعية, مما شكل ضغط على البنية التحتية و

يات و اليت ستشكل حتدايت أما املخططني و صناع القرار يف هذه املدنقطاع اخلدمات يف املنطقة و سبب العديد من االشكال

. بناء على ذلك املطلوب هو مبادرات و تدخالت من قبل صناع القرار و املخططني و اجملالس البلدية و اجلامعات ابلشراكة

اش و تطوير تلك ة للمدينة النعمع اجملتمع احمللي يف تلك االحياء لوضع خطط تنموية مبنية ابالساس على خطة إسرتاتيجي

االحياء مبا يساهم يف تطوير تلك االحياء و جعلها أحياء جامعية معاصرة تليب حاجات اجملتمع احمللي و اجلامعة يف نفس

الوقت.

ركما أظهرت النتائج أن اجلامعات أثرت بشكل إجيايب يف بعض اجلوانب االجتماعية و لكن عرب الكثري من املبحوثني عن آاث

سلبية أجتماعية حسب وجهة نظرهم من النواحي االجتماعية مثل دخول عادات إجتماعية غريبة على جمتمعهم مثل اللباس و

إنتشار املقاهي و املشاكل بني فئة الطالب و سكان احلي. مما يتطلب من صناع القرار و املخططني يف اجلامعات و اجملالس

توعية اجملتمعية سواء للطالب أو سكان احلي للتعايش و التكامل مع احلفاظ على احمللية على بذل جهد أكرب يف عملية ال

خصوصية تلك االحياء االجتماعية و متطلبات الطلبة و زايدة املبادرات و االنشطة االجتماعية و الثقافية البراز الدور االجيايب

ة حيث اسة أن سكان االحياء يعانون يف اجلوانب البيئيللجامعة على تلك االحياء ثقافيا و إجتماعيا.كما أظهرت نتائج الدر

مل تظهر االاثر االجيابية اال يف مناطق و حاالت قليلة و حمددة , لكن املعظم عرب عن االاثر السلبية يف اجلانب البيئي مثل

سليم و مستمر بشكل إنتشار النفاايت و ابالخص حول مساكن الطلبة و عدم قيام البلدية بدورها الفعال يف مجع النفاايت

و قد ساهم هذا االثر يف أخذ صورة منطية سلبية حول اجلامعة و دورها السليب يف هذا البعد. مما يتطلب جهود أكرب و ابالخص

من قبل السلطات احمللية و ابلتعاون مع اجلامعة يف احلد من هذه الظاهرة كما يتطلب من جانب اجلامعة أخذ املبادرة يف تثقيف

اجلامعة من خالل املمارسات البيئية السليمة يف تلك االحياء اجلامعية. عنحول أمهية إظهار صورة حضارية الطلبة


108

و أبرزت الدراسة إشكالية أزمة املرور يف حميط اجلامعة كأحد أهم االشكاليات اليت تعاين منها تلك االحياء يف ظل عدم كافية

مواقف السيارات و خاصة منتسيب اجلامعة. ابالضافة اىل عدم كفاءة البنية التحية و ابالخص أتهيل الشوارع احمليطة يف اجلامعة.

مواقف سيارات و ختطيط قطاع املواصالت العامة واخلاصة مبا يتالئم مع حاجات االحياء اجلامعية. لذلك, جيب العمل توفري

و هذا يتطلب خمططات تفصلية يف إطار التخطيط االسرتتيجي املكاين للمدينة اليت تقع فيها اجلامعة و ابلطبع جيب العمل مع

حيث رية يف الدراسة و عملية التنسيق بني اجلامعة و اجملتمع احملليصناع القرار فيها. و هذا يقودان اىل قضية جوهو اجلامعة

أظهرت الدراسة أن هناك عدم وجود قنوات إتصال و مشاركة بني سكان احلي و اجلامعة اال من خالل جهود فردية و عائلية

حتاجات حلي و تليب إ. لذلك جيب خلق و إنشاء قنوات إتصال و تنسيق منظمة يف أطر قانونية و مؤسسية ختدم سكان ا

اجلامعة.

التمويل:

ة املستدامة التخطيط االسرتاتيجي لتعزيز دور اجلامعات الفلسطينية يف التنمية احلضريهذا اجلهد البحثي هو جزء من املشروع البحثي"

عايل الفلسطينية التعليم الو املمول من قبل وزارة يف فلسطني : جامعة القدس , جامعة النجاح الوطنية, جامعة اخلليل كحاالت دراسية"

. لذلك يتوجه (1424رقم -)دعم البحث العلمي يف مؤسسات التعليم العايل الفلسطيينو جملس البحث العلمي يف إطار برانمج

فريق البحث ابلشكر لعمادة البحث العلمي يف جامعة القدس و وزارة التعليم العايل و جملس البحث العلمي على متويل أنشطة هذا

شروع.امل

: العربية املراجع

(. دور اجلامعات يف تقدم البحث العلمي وأثره علي اجملتمع. املركز الدميقراطي العريب للدراسات 2127النويهي, أية .)

.https://democraticac.de/?p=1905املانيا. –االسرتاتيجية. برلني

(اإلدارة اإلبداعية للجامعات: مناذج حديثة )الطبعة األوىل(. جدارا للكتاب 2119ومعايعة عادل )اخلطيب،أمحد العاملي،عمان.االردن.

كلية –،ورقة علمية مقدمة ايل جامعة البحرين لمجتمع و الجامعة ن العالقة بيق اثيوتو ( . نح2117حسن، امرية حممد. ) الرتبية يف املؤمتر السادس , البحرين .

https://democraticac.de/?p=1905


109

(. أساليب البحث العلمي : النظرية و التطبيق. عمان : دار الصفاء.2124عليان، رحبي و غنيم، عثمان. )(. دور اجلامعة يف حتقيق التنمية املستدامة )دارسة لواقع اجلامعة اجلازئرية (, املؤمتر 2129عزي, االخضر و إبراهيمي, اندية . )

م العايل . جامعة السوان للعلوم و التكنولوجيا. السودان. العريب الدويل السادس لضمان جودة التعلي (. اجلامعة والتنمية أتثري او أتثر، جملة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية ، العدد الرابع.2116مالك، شعبان,)

الة اء اهليئة التدريسية. رس(. دور اجلامعة يف تنمية اجملتمع من وجهة نظر أعض2117حممد، جاجان مجعة وامحد حممد، محي ) العراق.–جامعية، جامعة دهوك

املراجع االجنبية : Applied Research Institute-Jerusalem (ARIJ) 2011. Status of the Environment

in the Occupied Palestinian Territory-A. human rights based approach, Jerusalem.

Battle, G. (2008). Sustainable Cities: The Endless City. Phaidon, London Pg, 386-393.

Babbie, E. (2007). The Practice of Social Research 10th Edition. Wadsworth, a Division of Thomson Learning.

Diner, S. J. (2017). Universities and their cities: Urban higher education in America. JHU Press.

Schneider.A, Friedl.M.A, Potere.,D. (2010). Mapping global urban areas using MODIS 500-m data: New methods and datasets based on ‘urban ecoregions’.Remote Sensing of Environment . 114(8)1733-1746.

United Nations. (2014). World Urbanization Prospects: The 2014 Revision, Highlights. Department of Economic and Social Affairs. Population Division, United Nations.

Wellard, H. (2017). Sustainable development goals. Incite, 38, 16–17. Retrieved from https://search. informit.com.au/fullText;dn=717498267999443;res= IELHSS.

http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S003442571000091X



http://www.sciencedirect.com/science/journal/00344257


110

وزن تدخل الدولة في هيكلة السكن القروي بالمغرب: تجربة الوحدات القروية للتجهيز والتسيير بالقطاع لمسقي بدكالة : الرهانات وحدود النجاحا

The weight of the interference state in the structure of rural housing: village units the irrigated sector of Doukkala

د. خاليد الحاضري 1، د .حاميد اعنيبر

الدكالي بالجديدة جامعة شعيبباحثان في الجغرافية، كلية اآلداب والعلوم االنسانية،

[email protected] [email protected]

الملخص:

تتمحور مضامين هذه الورقة حول بعض جوانب تدخل الدولة في تحديث السكن الريفي بالقطاع المسقي

ة ابدكالة من خالل إحداث وحدات قروية للتجهيز والتسيير. وتهدف هذه الدراسة إلى ابراز التصورات المتوخ

من المشروع، وكذا العوامل التي أعاقت نجاح هذه التجربة. كما تسعى إلى ابراز بعض الجوانب من

من محيط المراكز الحضرية بالقطاعات المسقية، والتي وخاصة القريبةالتحوالت الوظيفية للوحدات القروية

ك في العمراني الحضري، وذلتحولت من نقط لتجميع القرويين إلى منامة للعمال الحضريين ومنفد للتوسع

سياق استنفاذ تلك المراكز لرصيدها العقاري. وتشير هذه الورقة في األخير إلى أن الجهود المبذولة من أجل

بدون من هذه التجربة، جرت بدون تشاور و اقتصادية انطالقا-تحسين السكن القروي وتعزيز أدواره السوسيو

كما قروي.الإلجابة على إشكالية السكن بخصوصياته في الوسط اشراك الساكنة، وبالتالي لم تتمكن من ا

عانت هذه التجربة من غياب أي التقييم أو ترصد، مما أضاع العديد من الفرص لجعل ورش تنمية السكن

القروي وسيلة لتحسين إطار عيش الساكنة القروية، والنهوض بجاذبية المجاالت القروية وجعله رافعة أساسية

.قتصاديةللتنمية اال


111

.ةالقروي الهيكلة-والتسييرالقروية للتجهيز الوحدات-الدوار-السكن الريفي الكلمات المفاتيح:

Abstract

The contents of this article are centered about some aspects of state interference, in

the modernization of rural housing in the irrigated sector of Doukkala, by creating

village units, and with the aim highlighting the desired projections of this project.

This study also seeks to inventory some aspects of career transformations for

village units, especially near the urban centers located in the heart of the irrigated

sectors, which turned form points of assembly of peasants to an urban suburb, and

in the context of these centers exhausting their real estate reserves.

Keyword words: Rural housing- Village units-Dour-Rural restructuring.

شكالي السياق والطرح اإل :تقديم عام

النهوض أبوضاع بواديه شكل اإلعداد اهليدروفالحي إحدى أهم أساليب اإلعداد اليت اتبعها املغرب من أجل

وحتقيق االكتفاء الذايت وادخال مزروعات جديدة . بيد أن هذه التجربة ركزت يف مضموهنا على تغري بنية ووسائل اإلنتاج،

لكنها أغفلت االهتمام ابلسكن الريفي. هذا األخري شهد ابملوازاة مع اإلعداد الفالحي حتوال يف اجتاهني خمتلفني؛ فلقد ساهم

وعمليات الضم املرافقة هلا يف نزوع السكن إىل التجمع يف أماكن السكن املتجمع واجتاه السكن إىل التفرق يف اإلعداد

ضمن املشهد السكين العام. اوانتشار مهماوقد شكل الصنف األخري حضورا . أماكن السكن املتفرق

ت ا فالحيا، متحور حول خلق جمموعة من القطاعاهم اجملاالت ابملغرب اليت شهدت حتديثأتعترب منطقة دكالة من

ن االعداد ركز على تغري بنية ووسائل االنتاج، من خالل ادخال مزروعات جديدة وممارسة التكثيف الفالحي أاملسقية، بيد

خليام فت ان اختإعداد على صعيد املشهد السكين و تربية املاشية. وكان من نتائج اإلأعلى نطاق واسع سواء يف الزراعة

جيابية والنواويل، وظهر السكن الصلب وحدثت تغريات على مستوى هندسة البيوت ووظائفها. لكن هذه التحوالت اإل


112

بالغ عداد وعمليات الضم املرافقة له، سامهتا يف تزايد نزعة السكن حنو التشتت املن اإلإمحلت يف طياهتا نتائج سلبية، حيث

لفالحي ويزيد من تكاليف التجهيزات اهليدروفالحية، ويعسر مأمورية التأطري فيه، وهذا يتعارض مع منطق التحديث ا

ل من خالهلا ، توصخالل الستينات من القرن املاضي أجنز املكتب الوطين للري دراسةرشاد الفالحي. ويف هذا السياق واإل

تجهيزات على املشارات الفالحية، ألن ال أن جناح عملية اإلعداد ستظل دون النتائج املرجوة، طاملا ظل السكن الريفي متشتا

اهليدروفالحية مهما مت توطينها داخل اجملال، فأهنا ستظل بعيدة عن السكان، وهذا يساهم يف ضعف االستفادة اجلماعية من

عهذه التجهيزات. ولتجاوز هذا املشكل اقرتح تصميم اهليكلة القروية إنشاء وحدات قروية للتجهيز والتسيري، هبدف جتمي

الساكنة وربط إنشاء هذه الوحدات ابلتجهيزات األساسية واالجتماعية. وابلفعل وإابن السبعينات من القرن املاضي شرع يف

اليت مت ريها اقتصرت على القطاعات إجناز هذه الوحدات القروية، هبدف حتقيق الرهاانت السالفة الذكر. بيد أن هذه التجربة

حالت دون جناحها. ،ومركبة جهتها صعوابت متداخلةعات فقد وا، وحيت داخل هذه القطا2671بعد

وبفعل التوسع احلضري للمراكز احلضرية املتواجدة يف قلب القطاعات املسقية، وخاصة مدينة سيدي ،ويف العقد األخري

ت السقي، ة بقنوارصيدها العقاري، وأضحت بنياهتا حماطمعه بنور، هذه األخري شهدت منوا عمرانيا سريعا، استنفدت

الذي مينع البناء فوق 2696وابألراضي الفالحية املسقية والغري القابلة للتعمري يف ظل قانون االستثمار الفالحي لسنة

ملسقية. أمام هذا الوضع أصبحت الوحدات القروية للتجهيز التسيري وخاصة تلك القريبة من حميط املدينة تشكل ااألراضي

حيث ابتت ملجأ لألسر احلضرية هبدف احلصول على مساكن، وقد ساهم هذا الوضع يف تغري منفذا للتوسع احلضري،

.املضمون الوظيفي هلذه الوحدات، واليت حتولت من نقط لتجميع القرويني إىل منامة للعمال احلضريني

قروية ربة الوحدات التسعى هذه الدراسة إىل الوقوف على وزن تدخل الدولة يف هيكلة السكن الريفي من خالل جت

للتجهيز والتسيري، كما حتاول الوقوف على أهم العوامل اليت اعاقت جناح التجربة، مع الوقوف عن املسار الوظيفي اجلديد

هلذه الوحدات القروية.

اإلطار املنهجي واملفاهيمي

إشكالية الدراسة: -5


113

وتقتضي ٬إال أن سبل تناوهلا تظل غري واضحة ٬القضااي املعاصرةتعترب قضية التنمية الريفية املستدامة إحدى أهم

مبا أن موضوع الدراسة يقارب وزن تدخل الدولة يف ٬ابلضرورة تنويع املقارابت واألدوات املنهجية لبلوغ إىل األهداف املتوخاة

كن خل الدولة يف هيكلة السهيكلة السكن القروي، فإن اإلشكالية املدروسة تقدم نفسها على الشكل اآليت: ما وزن تد

لتجربة؟ وما ا الريفي أبرايف دكالة من خالل جتربة الوحدات القروية للتجهيز والتسيري ؟ما العوامل اليت أعاقت جناح

انعكاسات هذا الفشل على صعيد املشهد السكين؟ وما مظاهر حتول املضمون الوظيفي لبعض الوحدات القروية للتجهيز

والتسيري؟.

الدراسة وأدواهتا منهجية-0

أساسها املالحظة واملعاينة امليدانية ٬إن مقاربة التساؤالت املشار إليها أعاله تتطلب االعتماد على أدوات منهجية

وذلك ٬من خالل االعتماد على جذاذة إحصاء هذه الوحدات لفرتات متباينة ٬والبحث الببليوغرايف والواثئقي واإلحصائي

مع تدعيم املعطيات ٬والكشف عن مضامينه من خالل الربط العالقة بني البنيات ومهن أرابب األسرهبدف قياس وثرية البناء

السيما يف اجلانب املرتبط ببلورة تصور منوذج ٬الكمية والنوعية مبجموعة من االقرتاحات اليت ختدم أهداف التنمية الريفية

دات.جييب عن احلاجيات ويتكيف مع املستج ٬تنموي جديد ابألرايف

أهداف الدراسة: -1

تسعى هذه الدراسة إىل حتقيق مجلة من األهداف:

من خالل جتربة إحداث الوحدات القروية للتجهيز والتسيري ٬الوقوف على وزن تدخل الدولة يف هيكلة السكن الريفي-

؛2671وخاصة الدوائر اليت مت ريها بعد ٬ابلقطاع املسقي بدكالة

ليت حالت دون حتقيق هدف جتميع السكن وربطه ابلتجهيزات االجتماعية واألساسية؛ الوقوف على أهم العوائق ا-

والوقوف على السياق العام ٬إبراز بعض مظاهر التحوالت الوظيفية للوحدات القروية للتجهيز والتسيري يف الوقت الراهن-

. الذي افرز ذاك التحول

الدراسات اليت اهتمت مبوضوع السكن الريفي-4


114

إىل حدود السبعينات من القرن املاضي؛ ظلت دراسات النظرية حول السكن الريفي قليلة، واقتصرت على بعض

دمها أهم دراسة تطرقت ملوضوع السكن الريفي يف هذه الفرتة، هي تلك اليت ق تبقىامللتقيات أو املقاالت وتقارير رمسية، و

مقتصرا على ٬تناول الكاتب السكن من خالل البلدان املغاربية الثالث حيث ٬هانسن حول السكن واجملتمع ابلبلدان املغاربية

.94مكنت من التميز بني أشكال التجمعات السكنية يف بوادي ثالث بلدان مغاربية، منها املغرب ٬مقاربة مفامهية

شكلت التسعينات من القرن املاضي بداية نشاط الدراسات حول السكن الريفي، وهذا راجع إىل انتباه الباحثني

اجلغرافيني ابلنقص احلاصل، على مستوى الدراسة النظرية وامليدانية يف موضوع السكن الريفي، وقد جتسد ذلك من خالل

جمموعة من الدراسات:

، وقد 95حتت عنوان "التحديث الفالحي وتطور املراكز احلضرية بسهل دكالة املسقي"( 2688رسالة أمحد بلعسري)-

حاولت هذه الدراسة مقاربة الظاهرة احلضرية ابملنطقة ضمن ثالث أنساق متباينة:

ةالنسق اجلهوي: حيث مت طرح املكوانت اجملالية بدكالة، وعالقتها ابلظاهرة احلضرية، لتؤكد الدراسة أن ضعف الظاهر -

احلضرية بدكالة مسة مميزة هلذا املكون اجلهوي، وأن دخول السقي ساهم يف حتريك عجلة العمران ؛

النسق احلضري: حيث مت الوقوف على آليات النمو احلضري، وحتديد دور السقي يف منوا للمراكز احلضرية يف بعدها -

الدميغرايف واالجتماعي واالقتصادي؛

ايل: حيث طرحت هذه الدراسة دور هذه املراكز يف قدرهتا على تنظيم عالقتها االجتماعية النسق االقتصادي اجمل-

واالقتصادية.

وتتجسد أمهية هذه الدراسة، ابلرغم من انتماءها الظاهري إىل اجلغرافية احلضرية يف كوهنا تساعد على فهم واقع التمدين

ة السكن الريفي، من خالل الوقوف على بعض اجلوانب اليت أعاقت وإشكاالته بدكالة، فضال عن ذلك فقد طرحت إشكالي

عملية متدين الوحدات القروية للتجهيز والتسيري، وابلتايل تشكل املعطيات امليدانية الواردة فيها أمهية كربى يف قياس سريورة

société et l’état dans les pays Maghrébin .Puf, Paris Hansens. J, (1971) : L’habitat et -94

Naciri. M(1996), Les politiques de l’habitat rural : des ambitions aux réalisations. -95

Almaouil, N° 12-13. Novembre. (Collection 1991-1997) mai 1998 p. 310


115

ليت مهت ا بة من عتبات التحولحتول السكن، خصوصا وأن معطياهتا تعود إىل أو اخر الثمانيات، مما يساعدان على رسم عت

. املشهد السكين مبجال الدراسة

، حيث 24حتت عنوان : "سياسات السكن القروي" املنشور مبجلة املوائل العدد 2669مقال حممد الناصري سنة -

ومن خالل تتبعه ،اعترب صاحب املقال أن السكن الريفي هو اخلاسر األكرب يف معركة التحديث القروي خالل العقود املاضية

للمخططات االقتصادية للدولة ووزن السكن الريفي ضمنها، توصل الناصري إىل أن الدولة يف تعاملها مع السكن الريفي

تبنت منطقا متضاراب، فمرة ترجح كفة العامل القروي ومرة تعطي األولية للمجال احلضري، ومل يسبق للدولة أن تبنت منطقا

واحلضرية. كما أشار الناصري إىل أن الدولة اعتربت حتديث اإلنتاج الفالحي يف جل البوادي املغربية، مندجما للتهيئة الريفية

. 96شرطا أساسيا لتحسني ظروف استقرار السكان، بيد أن هذه الفلسفة مل حتقق النتائج املرجوة

يري ابلوحدات القروية للتجهيز والتس( حتت عنوان" العوامل املعيقة لتنمية السكن القروي، 2664دراسة ساهب أمحد ) -

رسالة لنيل دبلوم السلك العايل من املعهد العايل للتعمري والتهيئة، وقد تناولت هذه الدراسة صليف األ احملدثة بدكالة" وهي

لسكن ا جتربة الوحدات القروية للتجهيز والتسيري بدكالة، ابعتبارها إحدى املظاهر املرتبطة بتدخل الدولة يف إطار هيكلة

الريفي وجتاوز معيقات تشتت السكن، لتخلص هذه الدراسة إىل أن هذه التجربة مل حتقق النتائج املتوخاة، وذلك نظرا

لتداخل عوامل متعددة من قبيل البعد عن احليازة، وصعوبة ختلص الساكنة من الدوار األصلي، فضال عن اإلشكاليات

. املداخيل األسرية يف ظل ارتفاع املديونية، وهيمنة امللكيات العقارية اجملهرية العقارية املرتبطة ابلبقع األرضية، وهزالة

فإن هذه الدراسة تشكل إراث ميدانيا، ميكن االستعانة به لرسم عتبات التحول ،ابلرغم من اقتصارها على الوحدات القروية

ينات من ، خصوصا أهنا تعود إىل منتصف التسعاليت مهت املسكن ابلقطاعات املسقية اليت شهدت هيكلة للسكن الريفي

.97القرن املاضي

اآلداب ليةك العليا، الدراسات لنيل بحث المسقية، بدكالة الحضري سعوالتو الفالحي التحديث ،(1911) أحمد بلعسري-1

(.منشور غير) الرباط اإلنسانية والعلوم

Saheb. A, (1993), Développement de l’habitat rural dans les U. R. E. F au Doukkala - 97

mémoire de troisième cycle. INAU Rabat (Ronéo).


116

اإلعداد اهليدروفالحي وهيكلة السكن »حتت عنوان 8مقال خياطي إمساعيل املنشورة مبجلة كلية اآلداب ابجلديدة العدد -

لعنصر احلاسم السقي هو ا القروي بدكالة"، وقد تطرق صاحب املقال إىل أهم التحوالت اليت عرفها السكن بدكالة، معتربا أن

ة يف حتول السكن الريفي، ويف تغيري بنيته ووظائفه، مربزا يف هذا اإلطار بني سريورتني لتطور السكن الريفي، تتجسد السريور

األوىل يف كون الري وعملية الضم املرافقة له أدت إىل جتميع السكان يف نقط السكن املتجمع، فيما جتسدت السريورة الثانية

تفرق السكن بشكل كبري يف جماالت السكن املتفرق أصال. هذه املفارقة يف نظر صاحب املقال، وإن متت حماولة جتاوزها يف

يف إطار الوحدات القروية للتجهيز والتسيري، ابلرغم من عوامل ضعف اإلقبال على هذه الوحدات يف القطاعات املسقية بعد

، ويتعلق األمر أساسا بقطاعي الفارغ وسيدي 2671اعات املسقية قبل ، فإنه مل تتم معاجلتها ابلنسبة للقط2671

امساعيل.

وقد قدم صاحب املقال دراسة ميدانية انطالقا من دوارين، ليظهر أن السكن هبذه اجملاالت عرف مجلة من التحوالت،

اخل األراضي نع البناء دمت يتلفالحي، البيد أن هناك عدة عوامل تعيق مسار التحول، ويتعلق األمر بقوانني االستثمار ا

بناء القوانني فإن عملية استمرارية التلك ويف ظل .الذي يلزم احلصول على رخصة البناء 2662املسقية، وقانون التعمري لسنة

ملية التوسيع يف ويلح على ع ،تظل مسايرة لتزايد حجم األسر، وهذا يعين أنه ليس هناك مراقبة، وإمنا هناك واقع يفرض نفسه

.98غياب الوحدات الريفية اليت مل تستفد منها الدائرتني

حنو :"السكن الوسط القروي( واليت محلت عنوان 2126الدراسة اليت قدمها اجمللس االقتصادي واالجتماعي والبئي)- -

ة عمومية مندجمة يف جمال السكن نه يف غياب سياسأىل إ، حيث توصلت الدراسة 99"سكن مستدام ومندمج يف حميطه

ساسية واملفتقرة القروي، فقد شهد العامل القروي انتشارا متسارعا للمساكن املتفرقة واملتسمة بضعف اخلدمات االجتماعية األ

agricole, évolution et restructuration de -(2006), Aménagement hydroKhayati. S -98

l’habitat rural dans les Doukkala .In habitat rural : mutation et perspectives de

développement, Edition de la Facultés des lettres et sciences Humaines. El Jadida Série

colloques et séminaires N°10 ,pp :21-55

نحو سكن مستدام ومندمج في محيطه" منشورات المجلس :( "السكن بالوسط القروي0219مجموعة من الخبراء)-1

االقتصادي واالجتماعي والبئي.


117

ى مستوىوجه القصور والتأخر علأجل التغلب على أنه من أىل إشارت الدراسة أساسية واملالئمة. و ىل البنيات التحتية األإ

ومات دوات تنظيمية ومنظأاملناطق القروية، جرى العمل على تسليم رخص للبناء استجابة ملطالب الساكنة، مع اعتماد

احلال، مر الذي زاد من تعقيد واقعختطيط وعمل ال تواكب احلاجيات وبتدخالت تتسم بنوع من التجزئة وردة الفعل، األ

جل التدخل يف حاالت خاصة متثل القاعدة. وانتهت أساسية للمرونة االصالحية، ومن أداة أضحت االستثناءات هي أو

ال التجهيزات طار عيش الساكنة الريفية، سواء يف جمإالدراسة مجلة من التوصيات، هتم يف جمملها توفري الشروط الالزمة لتنمية

ية كما سجلت ال الريفي واحلد من ظاهرة اهلجرة القرو سباب البقاء ابجملأو يف ميدان التشغيل، مبا يفيد يف توفري أاالساسية

كادميية يف موضوع السكن الريفي، وخاصة ضمن ختصصات اهلندسة الدراسة النقص احلاد على مستوى الدراسات األ

املعمارية واجلغرافية.

حول بنوع ات مل تعا ج إشكالية التورغم اختالف زاوية معاجلة هؤالء الباحثون ملوضوع السكن الريفي، فإن هذه الدراس

من اإلسهاب، ومل ترصد خمتلف املسارات اليت عرفها هذا األخري وابلتايل تعترب هذه الدراسة تكميلية لألحباث املنجزة يف هذا

الباب.

جمال الدراسة-1

ملسقيةا ابلقطاعات ياهليدروفالح اإلعداد برانمج إطار يف يهم جمال الدراسة الوحدات القروية اليت مت اجنازها

يتعلق افيم خاصة املتطلبات، من جملموعة ابالستجابة رهني تواجدها منوذجية، قرى عن عبارة وهي ،2671 بعد بدكالة

العشوائي البناء نم احلد وحماولة االستغالليات، على السكنية التجمعات فصل مع للسكن، اجملايل التشتت ظاهرة من ابحلد

األوضاع حتسني عن ضالف الفوضوي، املتفرق السكن إطار يف هبا القيام يصعب اليت التجهيزات من مبجموعة القرويني وجتهيز

من وتتكون الضم، عملية نم األراضي بعض القتطاع نتيجة ابجملال وهي اإلنتاج وسائل تنقل وتنظيم الريفية، للساكنة املعيشية

2111 بني ما ترتوح ومساحتها بقعة، 511 إىل 211 من واحدة كل تضم حيث للبناء، املعدة البقع من جمموعة

وتقوم امللحقة، رالدواوي أبمهية وحدة كل مساحة وترتبط للمستفيد، األصلية الزراعية امللكية أمهية حسب مربع مرت 2411و

كل يف ما نقطة اختيار عند روعي وقد. احلضرية ابلتجزائت شبيهة سكنية جتزائت شكل على الوحدة هذه بتجهيز الدولة


118

كلم، 2,4 تتجاوز ال أن جيب والسكن احليازة بني الفاصلة فاملسافة احليازة، من الفالح تقريب ضرورة قروية، وحدة

. تكلفتها من للتخفيض العمومية التجهيزات تركيز إىل ابإلضافة

: خريطة توطني جمال الدراسة5الدعامة رقم

املصدر:عمل الباحث

النتائجعرض ومناقشة

أوال: رهاانت إحداث الوحدات القروية للتجهيز والتسيري

إن املنظر العام بدكالة يتسم بتعدد السكن املتشتت على شكل جتمعات جمهرية، واليت تدل على االنتماء لنفس العائلة.

د يلجأ إىل بناء بناء، فإن كل واحفقد كان الفالح يشيد مسكنا على مشارة كربى، لكن بفعل التوزيع وتقسيم املشارة على األ

مسكن خاص به بعيدا عن املنزل األصلي "العزيل ابملنطوق احمللي". هذا الوضع أدى إىل تزايد نسبة السكن املتشتت، حيث

هكتار. 2لوحظ أن السكن املتفرق يشغل حيزا هاما بدون أن ينسجم مع حجم امللكية، واليت ال تتجاوز أغلب احلاالت

من حجم االستغاللية %92لزمامرة املسقي فإن نسبة السكن من حجم االستغاللية بعد الضم أضحى يناهز ففي قطاع ا

هكتار وهكتارين. واقع كهذا أملى 2يف امللكية اليت ترتاوح ما بني 29ابلنسبة للملكية اليت مل تتجاوز هكتار، وحوايل %


119

ة الفالحية، ملبالغ فيه يشكل عامل إعاقة يف وجه الرفع من املردوديضرورة التفكري يف هيكلة السكن الريفي، ألن هذا التشتت ا

:منها على سبيل املثال ال احلصر ذلك أن هذا التشتت ساهم يف خلق مجلة من السلبيات

حدوث نوع من النزعة الفردانية، وهذا له أتثري على االقتصاد إذ تزداد تكاليف إجناز اإلعداد اهليدروفالحي ابلدوائر -

كما أن امللكية اجملهرية ال تتالءم مع التجهيز، إذ أن أدوات التجهيز واآلليات املخصصة للسقي تكون يف ملك ،قيةاملس

اجلميع؛

د من تكاليف ويزي ،إن السكن املتشتت يطرح صعوابت مجة أمام إقامة بعض املرافق االجتماعية كاملدارس واملستوصفات-

التجهيزات األساسية على مستوى الربط الكهرابئي أو التزويد ابملاء الصاحل للشرب؛

ال يساعد على انفتاح االقتصاد واجملتمع احملليني على اخلارج ،نظرا للتكاليف الباهظة يف أفق ربطه بشبكة الطرق. -

سيري لتجيب على الرهاانت السالفة الذكر. فإىل أي حد حققت ومن هنا جاءت فكرة إنشاء الوحدات القروية للتجهيز والت

هذه التجربة رهان جتميع السكن الريفي وتطوير بنياته الداخلية واخلارجية ؟

تطبيق مشروع الوحدات القروية للتجهيز والتسيري-2

تنظيم نية على جناعة هذا السعى هذا املشروع إىل تطوير السكن يف إطار سكن متجمع، يساعد فالحي القطاعات املع

ويوفر ترشيد القطاعات املسقية. ومن جانب آخر يسهل على الدولة جتهيز املساكن املتجمعة ابملرافق العمومية األساسية واليت

يستحيل إجنازها يف إطار السكن املتفرق الفوضوي. وألجل هذا اهلدف قامت السلطات بوضع أدوات التنفيذ من خالل

عقارية وتقنية ومالية.رصد إمكانيات

وبناء على قرار من اللجنة املشرتكة مكونة من ممثلني عن املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي بدكالة واملنتخبني

ابجلماعات القروية املعنية والسلطات احمللية، مت اختيار مواضيع الوحدات القروية استنادا عل معايري متعددة : دميغرافية

نقطة لتصبح أقطااب سكنية جديدة ابلنسبة للمجال الريفي بدكالة وجتمعات اجتماعية 48، بلغ عددها وسوسيولوجية

اليت تتواجد ابجملال املسقي املعين بعملية اهليكلة. 241دوارا من أصل 266وسياسية. وقد مهت هذه العملية حوايل


120

اع سيدي بنور، قطاع الزمامرة وقطاع اثنني الغربية، وقد وزعت هذه الوحدات السكنية على ثالث قطاعات مسقية: قط

م بقطاعي الزمامرة وسيدي بنور، وحوايل 2411م و2511وقد حدد الشعاع املتوسط ابلنسبة لكل وحدة قروية ما بني

49 نمرت ابلنسبة لقطاع اثنني الغربية. هذا االختالف يعزى أساسا إىل اختالف البنية العقارية، ذلك أنه أكثر م 2711

هكتار. وبشكل عام فمساحة القطع 2وحدها تقل عن 21هكتارات وأن %4من امللكيات بقطاع اثنني الغربية تفوق %

االرضية تباينت بني املستفيدين حسب أمهية امللكية الزراعية.

التوزيع اجملايل للوحدات القروية للتجهيز والتسيري-0 .

سقية، يتعلق األمر بقطاع الزمامرة الذي استحوذ على نسبة مهمة من هذه وزعت الوحدات القروية على ثالث قطاعات م

الوحدات القروية املربجمة، يليه من حيث األمهية قطاعي سيدي بنور والغربية.

: توزيع عدد الوحدات القروية حسب القطاعات املسقية0الدعامة رقم

النسبة من جمموع

القطع االرضية

الوحدات القروية الدواوير التابعة هلا لقطع األرضيةا النسبة من جمموع الدوائر

للتجهيز

القطاعات املسقية

الزمامرة 01 45 1412 %91.50 %60.73

سيدي بنور 51 524 0012 %22.4 %18.23

الغربية 1 45 0114 %09.22 %21.04

اجملموع 41 542 50014 %100 %100

(5161) بدكالةاملصدر: املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي

يربز اجلدول أعاله التوزيع اجملايل للوحدات القروية للتجهيز والتسيري، وهو توزيع غري متكافئ بني القطاعات املسقية

الثالث. وميكن التمييز بني ثالث قطاعات ابالعتماد على كثافة توزيع هذه الوحدات:

وحدة، غري إنه يعرف تباينا من حيث توزيع هذه األخرية، فأغلبها يرتكز يف اجلزء 24قطاع الزمامرة : يضم هذا القطاع حوايل

اجلنويب الغريب، يف حني يظل اجلزء الشمايل الشرقي وابلضبط عند اتصال هذا القطاع بقطاع سيدي امساعيل ضعيفا، حيث

هذا القطاع كذلك على مستوى عدد الدواوير التابعة على نصف هذه األخرية، إال ويستحوذ جند به ثالث وحدات فقط.


121

دواوير كما 9أن عدد الدواوير التابعة لكل وحدة تشهد هي األخرى اختالفا داخل هذا القطاع، حيث جند وحدات هتكيل

ضها ال حيتوي على أي دوار اتبع كما دواوير، يف حني جند بع 8هو الشأن ابلنسبة لوحدة الرحيالت وأوالد دايل اليت هتكيل

هو الشأن ابلنسبة لوحدات طواحنة، مرس حلجر واملناقرة.

قطاع سيدي بنور : هذا األخري يعد أقدم القطاعات املسقية اليت شهدت جتربة ظهور الوحدات القروية للتجهيز والتسيري، ال

دينة سيدي بنور، وابخلصوص يف اجلانب الشرقي على ، ويرتكز معظمها حول م%42، 6وحدة، ممثلة 24يتجاوز عددها

الطريق املؤدية إىل أربعاء العوانت، وكذلك ابلزاوية اجلنوبية حيث يوجد أكثر من ثلث هذه الوحدات. وإذا كان هذا القطاع

أي مبعدل دوار 52من الوحدات القروية ابلقطاع املسقي ككل، فإن عدد الدواوير التابعة له ال تتعدى 26يتوفر على

دواوير يف وحدة الگريشات الرك، يف حني يغيب وجود أي دوار اتبع 9دوارا لكل وحدة، وال يتجاوز كحد أقصى 2.74

يف كل من العطاطرة، القرية والعواوشة.

دواوير اتبعة هلا. 9وحدات قروية، تضم كل وحدة يف املتوسط حوايل 7قطاع الغربية: يتوفر هذا القطاع على

مجاال ميكن تفسري هذا التفاوت يف التوزيع بني القطاعات املسقية ابختالف بني األراضي اليت خضعت لعملية الضم، وإىل وإ

نسبة األراضي اليت شهدت عملية السقي، هذا فضال عن اختالف تقنية السقي املعتمدة : الرش ابلنسبة للغربية والزمامرة

واجلاذبية ابلنسبة لسيدي بنور.

: سريورة تطور السكن ابلوحدات القروية للتجهيز والتسيري اثنيا

ابلرغم من احلماس الذي أبداه خمتلف املتدخلني يف هيكلة السكن الريفي مبا فيهم الساكنة املعنية، فإن عملية جناح املشروع

القروية، مما هيز هذه الوحداتظلت حمدودة، إن على مستوى دينامية البناء أو على مستوى بطء التزامات املتدخلني جتاه جت

يعين أن هناك صعوابت عدة اعرتت املشروع ابلرغم من النوااي احلسنة اهلادفة إىل جتميع التجمعات السكنية واحلد من عملية

التشتت. وتعكس دينامية البناء واقع الفشل الذي آل إليه املشروع، هذه الدينامية على مستوى البناء وإن اختلفت أمهيتها

ب القطاعات والوحدات القروية، فإهنا ترتجم عموما العسر الذي انتاب عملية حتقيق فكرة التجمع السكين يف اطار حس

وحدات قروية منوذجية.


122

دينامية البناء ابلوحدات القروية للتجهيز والتسيري-2

ة املعنية. إن ابلقطاعات املسقيشكل ضعف عملية البناء إحدى املؤشرات الدالة على صعوبة حتقيق مشروع جتميع السكن

وضعية البناء، وإن تباينت أمهيتها حسب القطاعات املسقية فإن مسة حمدودية وثرية البناء تظل خاصية الزمت الوحدات

القروية للتجهيز والتسيري.

لق األمر بوحدة عفعلى مستوى قطاع سيدي بنور الذي شهد إجناز أول جتربة للوحدات القروية للتجهيز والتسيري، يت

، غري أن عملية البناء ظلت تسري بوثرية بطيئة، فحىت 2675الگريشات الرك اليت ظهرت بشرق مدينة سيدي بنور سنة

فقط من جمموع البناايت املربجمة. كما أن %25بقعة، أي ما ميثل 72منتصف الثمانينات مل تشيد داخل هذه الوحدة سوى

الفالحني ابلرغم من إقدام وزارة التعمري إىل حماولة املساعدة على البناء إببرام اتفاقية مع البناء ابلصلب مل يكتمل من طرف

مسكن، فرض على الفالح دفع ما يناهز عشرة آلف درهم لتغطية تكاليف اإلجناز مقابل 211مقاولة لبناء شطر يتكون من

وى ملشروع دون استكمال املباين ابلوحدة. أما على مستاحلصول على مسكن، غري أن املقاولة مل تكمل عملية البناء، وتركت ا

من جمموع الوحدات %25.4ابقي الوحدات القروية بنفس القطاع فحىت بداية التسعينات فإن عملية البناء مل تشمل سوى

ارق مهم فاق فالسكنية، مع تباينات مهمة بني الوحدات القروية القريبة من املركز احلضري لسيدي بنور والوحدات البعيدة ب

كمعدل ابلنسبة للوحدات السكنية األربع القريبة من املركز )العطاطرة، الكدية، القرية( مقابل %25، حبيث جند 42%

وحدة قروية البعيدة عن املركز اليت ظلت تعاين ليس فقط من ضعف عملية البناء، بل كذلك تفتقد 22ابلنسبة ل 22%

ة.للتجهيزات األساسي


123

5111: نسبة املساحات املبنية ابلوحدات القروية إىل حدود سنة 1رقم الدعامة

(Saheb. A, 1993)

أما ابلنسبة لقطاع الزمامرة فإن الوضعية أكثر سوءا ابملقارنة مع قطاع سيدي بنور، والذي بلغ فيه متوسط مساحة البناء

21وحدة قروية عملية البناء 25وحدات مل تسجل فيها أدىن حالة للبناء، يف حني مل تتجاوز يف 4، منها %5أقل من

مسكنا. ومع ذلك، فإن 54إىل 22ية مل تتعدى فيها عملية التشييد من وحدات قرو 8مساكن لكل وحدة قروية. كما أن

يف مجيع %7الوضعية األكثر إاثرة إىل االنتباه هي تلك املتعلقة بقطاع اثنني الغريبة الذي مل تتعدى فيه عملية البناء سوى

الوحدات كمتوسط عام.

طاعات ي لقيته هذه التجربة، بدليل أن اإلجنازات احملققة يف القعموما، فإن ضعف عملية البناء يرتجم الفشل الذريع الذ

املعنية ظلت بعيدة عن األهداف املسطرة، ومل ترق مجيعها إىل اهلدف املنشود، ومل تنسجم مع رهاانت اإلعداد اهليدروفالحي

اؤل عن العوامل ه تدفعنا إىل التساهلادف إىل الرفع من املردودية الفالحية عرب هيكلة السكن الريفي. إن عملية االخفاق هات

. اليت حالت دون جناح مشروع جتميع السكن يف إطار الوحدات القروية

حمددات وعوامل فشل التجربة-0 .

ابلنظر إىل خمتلف العوامل اليت تعارض استقرار الفالحني ابلوحدات القروية للتجهيز والتسيري، فقد أجنزت عدة دراسات

بسة أسبا ب فشل التجربة. وانطالقا من القراءات الرتكيبية لتلك الدراسات امليدانية الرمسية، فضال عن ميدانية حاولت مال

املعطيات امليدانية، وميكن إمجال أهم العوامل اليت أعاقت جناح مشروع جتميع السكن ابلقطاعات املسقية بدكالة:


124

ي، رغم حتسن الدخل الفردي للفالحني ارتباطا بدخول السقضعف مداخيل الفالحني وغياب آليات التمويل البنكي : -

فقد ظهر لدى الفالحني جمموعة من التزامات مالية متعلقة أبداء فاتورة تكلفة السقي ووسائل اإلنتاج وتكاليف شراء

مداخيل نحيواانت التدجني، زايدة على النمو الدميغرايف وتزايد االحتياجات األسرية يف ظل تغري منط العيش. لذا فإ

الفالحني مل تكن توفر هامش من الربح ميكن الفالحني من االستثمار يف عملية البناء، خاصة وأن مداخيل الفالحني ظلت

ميلكون أقل من هكتار(. وعالوة على ضعف مداخيل الفالحني %91حمدودة يف ظل هيمنة امللكيات اجملهرية ) أكثر من

يل بنكي من طرف مؤسسة القرض الفالحي، هذه األخرية اقتصر دورها التمويلي على جند عامل أخر مرتبط بصعوبة إجياد متو

املسائل املتعلقة بوسائل اإلنتاج واملعدات الفالحية، ومل تربمج قروض موجهة للسكن أو املساعدة على البناء الذايت، فضال

عن غياب دور املؤسسات الوطنية الفاعلة يف ميدان البناء.

يونية الفالحني وتعقد الوضعية القانونية للبقع االرضية :موازاة مع ضعف مداخيل الفالحني وغياب دور ارتفاع مد-

املؤسسات الفاعلة يف التمويل أو املساعدة على البناء الذايت ابلعامل القروي، جند أيضا ارتفاع مديونية الفالحني، حبيث جند

كون من املديونية، طبقا ملعطيات املكتب اجلهوي لإلستثمار الفالحيمن الفالحني بقطاع الزمامرة يش %96.5مثال زهاء

فالح ابلقطاعات الثالث، ويرتكز أغلبهم يف 2475لدكالة فيما يتعلق ابملسامهة املباشرة وغري املباشرة، واليت تشمل ما يناهز

ع سيدي بنور. لكن مهما يف قطا %8يف قطاع الغربية و %4. 24مقابل %5. 96قطاع الزمامرة الذي جيسد لوحده

اختلفت نسبة املديونية بني القطاعات الثالث فإهنا شكلت إمجاال عامال معيقا يف تطور عملية البناء داخل الوحدات القروية،

وخصوصا إذا علمنا أنه جبانب هذه املديونية املرتبطة ابملؤسسات الرمسية، هناك مديونية تقليدية مرتبطة ابلتعامالت اليومية

الح مع املؤسسات التجارية الصغرى أو مالكي اآلالت الفالحية. مما يدل على أن الضغط الديين شكل واحدا من للف

العوامل اليت أعاقت عملية البناء.

عدم التزام املتدخلني بتجهيز الوحدات القروية: شكل ضعف التجهيزات األساسية يف الوحدات القروية للتجهيز -

وامل ضعف جاذبيتها، ويرجع ذلك إىل عدم وفاء املتدخلني مبستوايهتم املختلفة ابلتزاماهتم جتاه عملية والتسيري أحد أهم ع

مليون درهم كميزانية لالستثماري برجمت 451جتهيز الوحدات القروية للتجهيز والتسيري. ففي قطاع الزمامرة مثال فمن أصل


125

%2مليون درهم أي نسبة 92. 4زات األساسية، صرفت فقط كمشاريع لتمكني الوحدات القروية من جمموع من التجهي

مشلت توفري املياه والكهرابء ببعض الوحدات كمسامهة من اجلماعات القروية انطالقا من مؤسسة تنمية اجلماعات احمللية

لتجهيزات كأوالد دايل والعويسات. خارج هذا االستثمار اهلزيل واحملدود قياسا مع حاجيات الوحدات القروية من ا

األساسية، فإنه مل تربمج أدىن ميزانية مجاعية للوحدات القروية للتجهيز والتسيري، ويعزى ذلك إىل أن اجلماعات القروية

وجدت نفسها منشغلة بقطاعات أكثر انتاجية ومردودية قياسا مع الوحدات القروية، من قبيل هتيئة التجزائت السكنية

ماهتا ق األسبوعية وبناء احملالت التجارية. وهبذا سرعان ما ختلت اجلماعات الرتابية القروية عن التزاابملراكز القروية وهتيئة األسوا

جتاه عمليات التجهيز.

التقزمي املستمر للبنية العقارية: يشرتط احلصول على قطعة أرضية ابلوحدات القروية بغية البناء التوفر على ملكية تفوق -

نصف هكتار. ويرتبط حجم امللكية ارتباطا وثيقا مبساحة البقعة األرضية، وذلك أنه كلما كانت امللكية كبرية كانت مساحة

كم تعقد النظام العقاري ابجملال والتفكك املستمر للبنية العقارية الناجتة عن عامل اإلرث البقعة األرضية كذلك. لكن وحب

وازدايد هامش الفالحني عدميي امللكية، األمر الذي حيول دون التمكن من احلصول على قطعة أرضية يف بعض احلاالت، أو

عدم التمكن من البناء يف حاالت أخرى.

ارية ببعض الوحدات: البنية العق4الدعامة رقم

0251املصدر: البحث امليداين، غشت


126

وانطالقا من املعطيات الواردة يف املبيان يظهر أن البنية العقارية تتسم ابلتباين بني الوحدات القروية وداخل كل وحدة،

تماعية جديدة ظهور فئة اج حيث يظهر أمهية امللكيات اجملهرية مؤدية إىل ارتفاع نسبة امللكيات املشرتكة، هذا فضال عن

كمتوسط بني الوحدات القروية، وتبلغ أعلى نسبة هلا يف مركز العطاطرة % 22مشكلة من عدميي امللكية اليت تبلغ حوايل

وترتاوح %52هكتار بنسبة تصل إىل 2، أما النسبة املتبقية فتشكل من الفالحني الذين تقل ملكيتهم عن % 59حبوايل

من القاطنني % 95نصف "خدام" إىل ثالث أو اربع "خدامة" على أبعد تقدير. وهبذا املعىن فإن حوايل مساحة امللكية من

هبذه الوحدات لن يكونوا قادرين على إصالح وتنمية مساكنهم يف ظل حمدودية امللكيات، مع ما يرتتب عن ذلك من هزالة

بة يتجاوز عددها ستة أفراد. حجم املداخيل الفردية، سيما وأن أغلب هؤالء يعولون أسر مرك

البعد عن احليازة: إذا كان اختيار مواقع الوحدات القروية قد أخد بعني االعتبار مسألة القرب من احليازات الفالحية ابلنسبة -

كلم كحد أقصى ابلنسبة للمجاالت املسقية، فإن هذا االختيار مل يكن يف 2,4ملوقع الوحدات، حبيث خصصت مسافة

ألحيان موفقا ابلنسبة لكثري من الوحدات القروية، سيما وأن كثري من املزروعات السائدة حتتاج إىل عناية كبرية كثري من ا

ومراقبة شبه يومية، األمر الذي جيرب الفالح على تردد الدائم واملستمر على استغالليته الفالحية. وتعترب املسافة احملددة سلفا

الفالحية، خاصة مع زراعة اخلضراوت وحىت بعض املزروعات الصناعية والعلفية، غري مالئمة مع خصوصية بعض األنشطة

وهو ما جعل ساكنة مهمة ترفض االلتحاق هبذه الوحدات.

: مسافة املسكن عن االستغاللية داخل بعض الوحدات القروية التابعة لقطاع سيدي بنور)مثال الكرشات الرك1الدعامة رقم

(0251)غشت املصدر: البحث امليداين


127

إشكالية إدماج جتمعات متباينة يف وحدة سكنية :ففضال عن األسباب املوضوعية املذكورة سابقا واليت حالت دون جناح -

جتربة الوحدات القروية، فإنه يبدو أن بعض األسباب االجتماعية والنفسية نصيب يف عدم تشجيع السكن ابلوحدات

ن متباينة يف جمال سكين موحد مل يراع بعض التمثالت واملواقف اليت يتبناها كل دوار عالقروية، ذلك أن مشروع جتميع دواوير

اآلخر.

إمجاال، فإنه قد تداخلت مجلة من العوامل لتحد من جناح جتربة الوحدات القروية للتجهيز والتسيري. وقد شكل ضعف

توسعها العمراين وقلة جتهيزاهتا األساسية والشكل اهلندسي يف املنازل أهم مظاهر إخفاق التجربة يف أتدية وظائفها شكال

ف دينامية جديدة يف العقد األخري، بيد أن هذه الدينامية مل تشمل جل الوحدات، ومضموان. غري أن الوحدات القروية ستعر

بل إن مسة التمايز تظل أهم واقع يالحظه الباحث حيث يتضح فوارق بني الوحدات القروية القريبة من املراكز احلضرية اليت

عيدة اليت ظلت كز احمللية وبني الوحدات البأضحت تتجه حنو التمدن، بل وأصبحت مؤهلة لالندماج يف النسيج احلضري ابملرا

حمافظة على طابعها القروي. فها هي سريورة التحول اآلنية للوحدات القروية؟ وما الثابت واملتحول يف مضموهنا الوظيفي؟.

بعض مظاهر حتول السكن ابلوحدات القروية القريبة من مدينة سيدي بنور -اثلثا

اضي حمطة جديدة يف مقاربة واقع السكن القروي يف مشوليته، حيث اعتربت التهيئة شكلت التسعينات من القرن امل

املندجمة مقاربة جديدة لتحسني وضعية السكن الريفي من خالل برامج قطاعية ذات منحى أفقي، األمر الذي ساهم يف

ملراكز احلضرية شكل مباشر بنمو احتسني مستوى التجهيز ابلوحدات القروية. غري أن مستوى تطور الوحدات القروية أتثر ب

احمللية وبقلة األراضي املخصصة للبناء وبغياب منافذ التوسع، مما جعل هذه الوحدات تشكل إحدى منافذ توسع املراكز

احلضرية احمللية، األمر الذي ساهم وبشكل نسيب يف الرفع من دينامية البناء، ويف بداية حتول املضمون الوظيفي هلذه

غري أن هذه الدينامية مهت أساسا الوحدات القروية القريبة من املراكز احلضرية، يف حني ظلت الوحدات البعيدة الوحدات.

حمافظة على طابعها القروي، ومل تعرف إال تغريات طفيفة مهت أساسا مدها ببعض التجهيزات األساسية.

ويني إىل وحدات سكنية مركبة جتمع بنيالوحدات القريبة من سيدي بنور: من وحدات سكنية لتجميع القر -2 .

سكن ريفي وحضري


128

جاء ظهور هذه الوحدة بعد الدراسة اليت قام هبا املكتب الوطين للري هبدف جتميع التجمعات السكنية القروية

رك '' أول وحدة لابلقطاعات السقوية بدكالة، بغية الرفع من مردودية التجهيزات اهليدروفالحية. وقد اعتربت '' الگريشات ا

قروية أجنزت بقطاع دكالة املسقي، ومتت تغذيتها حبوايل ست دواوير جماورة أمهها دوار القضية وحلمامات والرباكة. مث وحدة

العطاطرة واملويسات والكدية والعويسات وقد مت تزويد هذه الوحدات منذ وقت مبكر مبجموعة من التجهيزات األساسية

خرى كاملدرسة واملستوصف. إال أن دينامية البناء هبذه الوحدات السكنية ٲ عن جتهيزات اجتماعية كاملاء والكهرابء، فضال

بقعة أرضية املكونة للوحدة الكريشات مل 568ظلت حمدودة خالل العقود األوىل من اتريخ ظهور هذه الوحدة. فمن أصل

وع املستفيدين ممن متكنوا من تشييد مساكنهم ، فقط من جمم 25أي ما ميثل % 2689بقعة إىل غاية 72يتم بناء سوى

بقعة )أي 42بقعة بزايدة حمدودة قدرها 222ويف منتصف التسعينات من القرن املاضي ارتفع عدد البقع املبنية إىل حوايل

قع.من جمموع الب 42بقعة أي ما ميثل % 291من جمموع البقع ( لريتفع عدد البقع املبنية إىل حوايل 29ما ميثل %

لكن ما يثري االنتباه هو أن عملية جتميع الساكنة يف إطار وحدات قروية، وابلرغم من العسر الذي أنتاب هذه العملية،

نسمة ابلكريشات وما يزيد عن 2462أسرة أي 296واليت ظلت بعيدة عن األهداف املتوخاة، فإن استقرار حوايل

اجتماعية متنوعة تعطي للوحدات القروية متيزا إذ ما قورنت ابلدواوير نسمة العطاطرة قد ساهم يف ظهور خدمات 2111

اجملاورة، كاحملالت التجارية املتخصصة يف بيع املواد الغذائية وحمالت للخياطة واحلالقة وصيدلية وعيادة بيطرية ومركز للتنمية

ذه خمادع للهاتف. وابلتايل فالوحدات هبالفالحية وحمالت لبيع األمسدة واملواد الفالحية، فضال عن مقاهي تقليدية و

اخلدمات االجتماعية أضحت جتمع بني معطيات ريفية وحضرية، بل ميكن القول أن السكن ابلوحدة أضحى يندرج يف

سريورة انتقالية بني السكن الريفي والسكن احلضري.

ي لسيدي بنورعوامل وآليات حتول املضمون الوظيفي للوحدات القريبة من املركز احلضر -2

الرابطة بني سيدي بنور 85إن بعد معظم هذه الوحدات حبوايل ستة كيلومرت عن سيدي بنور على الطريق اإلقليمية رقم

الرابطة بني اجلديدة ومراكش جعلها من الوحدات القريبة األكثر قدرة على 7وأربعاء لعواانت، او الطريق الوطنية رقم


129

احلضري ملدينة سيدي بنور. كما آن عدم االلتحاق املعنني ابلوحدة وفر مساحات فارغة وأراضي استيعاب مشاكل التوسع

أبمثنة مناسبة ومن العوامل املسامهة يف هذا التحول:

النمو احلضري السريع لسيدي بنور ومشكلة استهالك الرصيد العقاري املتاح :إابن الستينات من القرن املاضي مل يكن -

نسمة، غري أنه مع اإلعداد اهليدروفالحي الذي عرفته املنطقة يف بداية 9111سوى جتمع سكاين حلوايل سيدي بنور

السبعينات، وما رافق هذا اإلعداد من تطور يف الفالحة املسقية حمليط املدينة، األمر الذي أدى إىل منو سريع للمركز، وذلك

إدارات، أدت إىل ظهور جمموعة التجهيزات ومنو اجلهاز التجاري، بربوز جمموعة من األوراش واستقطاب وحدات صناعية و

عالوة على حتسن التجهيزات األساسية.

يف املقابل شكلت األراضي املسقية اليت أضحت حتاصر اجملال احلضري حاجزا أمام توسعها، يف وقت استقرت جمموعة

عد يف ة ودوار العبدي والقرية. فمن خالل تصميم التهيئة احلايل مل يمن الدواوير على هوامش املدينة مثل دوار بلفاطمي واملقرب

رصيد املدينة مساحة كافية للتوسع املرتقب ابستثناء بعض اجملاالت الفارغة اليت هي عبارة عن جتزائت، هاته األخرية يتم

للمرت املربع، ويرتفع مثن املرت درهم 9111درهم و 5111تصريفها من قبل مستثمرين عقاريني خواص أبمثان ترتاوح ما بني

املربع يف حالة البقع ذات صبغة جتارية.

وعموما، فإن النمو الدميغرايف واالقتصادي للمدينة أداي إىل توسع املدينة بشكل مهم لدرجة أضحى فيه الرصيد

التوازن سقية، فنتج عن ذلك اختاللالعقاري املتاح حمدودا من حيث املساحة، فأصبح اجملال احلضري حماصرا ابألراضي امل

بني العرض والطلب على األراضي احلضرية، مما أدى إىل ارتفاع مثنها، كما ارتفعت سومة الكراء يف خمتلف أحياء املدينة. زاد

من حدة هذه الوضعية عدم التنسيق بني مصاحل التعمري واإلسكان ومصاحل املكتب اجلهوي، هذا األخري ووفقا لظهري

مينع البناء فوق األراضي املسقية. وقد أدى هذا التعارض بني احلاجة للمحافظة على األراضي ذات اإلنتاجية العالية 2696

واحلاجة إىل التعمري واإلسكان وعدم تواصل األطراف إىل حلول أتخذ بعني االعتبار الوضعيتني معا، إىل اختناق اجملال

ة ار، وقد أدى كل هذا إىل جلوء الطبقات الفقرية وحىت املتوسطة إىل الدواوير اهلامشياحلضري وارتفاع مثن العقار أو أمثنة اإلجي


130

وإىل الوحدات القروية للتجهيز والتسيري القريبة، هذه األخرية وحبكم وجود مساحات فارغة مهمة هبا أضحت تقوم حبل

مشاكل توسع املدينة.

ن الختناق الذي تعرفه املدينة ابلنظر إىل قلة منافذ التوسع، وما ترتب عاألوضاع اخلاصة ابلوحدات القروية: نتيجة ل-

درهم للمرت املربع يف بعض األحياء من املدينة، وكذا 9111ذلك من ارتفاع يف قيمة االمثنة العقارية لألراضي واليت جتاوزت

ن حتقيق ذلك يف متالك مساكن، واليت عجزت عارتفاع قيمة اإلجيار، فقد اضطرت الفئات الفقرية وحىت املتوسطة والراغبة يف ا

اجملال احلضري إىل التوجه حنو الوحدات القروية للتجهيز والتسيري، خاصة وأن هذه األخرية وحتت طائلة األسباب املذكورة

احات سسلفا فإن األسر القروية املعنية ابالستقرار مل تلتحق ابلوحدات ومل تتمكن من تشييد مساكنها، األمر الذي وفر م

ابلعطاطرة 2411درهم للمرت املربع ابلكريشات و 2111فارغة وأبمثنة تقل بكثري عن أمثنة العقار ابملركز، حبيث ال تتعدى

هذا عالوة على ضعف قيمة اإلجيار هبا، إضافة إىل استفادهتا من التجهيزات األساسية من ماء وكهرابء وصيدلية ومركز

عوامل جعلت جمموعة من الفئات تتجه إىل االستقرار ابلوحدات القروية ، هذه األخرية صحي ومدرسة ابتدائية. كل هذه ال

وإن احتضنت يف بداية نشأهتا فقط بعض العمال املياومني الذي يشتغلون يف احلقول اجملاورة كما أشار إىل ذلك بلعسري ،

ة من االستقرار داخل الوحدة. فإهنا بدأت تشهد توافد فئات أخرى متتهن مهن حضرية .كما متكنت فئات حضري


131

0251-5166: دينامية توسع القرية النموذجية الكرشات ما بني 2الدعامة رقم

املصدر:عمل شخصي

بناء على نتائج هذه الدراسة يوصي الباحثني مبا يلي:

ضرورة اجياد مقاربة مالئمة لتحسني وضعية السكن الريفي وخاصة ابجملاالت السقي العام، حيث القانون الفالحي مينع -

عملية البناء فوق األراضي املسقية، ويف نفس الوقت فان جتربة اهليكلة توقفت وخاصة جتربة إحداث الوحدات القروية

سع فوق األراضي املسقية وذات مؤهالت انتاجية عالية، وهذا ال يعين غيابللتجهيز والتسيري؛ مما يدل على أن السكن يتو

املراقبة، لكن واقع التوسع يفرض نفسها يف غياب اهليكلة وتوقيف جتربة الوحدات القروية للتجهيز والتسيري.

سبل النجاح مع يطة توفريإن تطوير السكن الريفي ال ميكن أن يتم خارج مشروع الوحدات القروية للتجهيز والتسيري، شر -

األخذ بعني االعتبار العوامل اليت أعاقت جناح التجربة السابقة، وابلتايل تظل الوحدات القروية من هذا املنظور العامل

األساس لتطوير السكن الريفي، ومن مت وجب إحياء التجربة.

ق التعمري وبرامج عمل اجلماعات، ووضع مقارابت ادراج هتيئة املراكز القروية والدواوير ضمن رؤية اعداد الرتاب وواثئ-

جل حتقيق التغيري املنشود واخنراطهم ومتلكهم للمشاريع والربامج اخلاصة.أجديدة ملصاحبة السكان من


132

إن اجلواب على سؤال التنمية ابألرايف احمللية يف عالقته بسينياريوهات التوجهات اجلديدة للنموذج التنموي اجلديد، ال -

ن أن يتم ابالرتكاز على القطاع الفالحي، فالبد من تدعيم االنشطة غري الفالحية ابجملال القروي السيما يف اجملاالت ميك

ذات الثقل الدميغرايف الكبري، لكن تشتت السكن يشكل عائفا يف وجه تطور االنشطة غري الفالحية، وحيول كذلك دون

نمو على الصعيد احمللي.تشكل مراكز مجاعية حملية ميكن ان تشكل قطب ال

خالصة:

ظل السكن القروي مالزما لسياسة االستثمار الفالحي اليت مل تعطي النتائج املرجوة بشكل واضح. ومنذ الثمانيات من

القرن املاضي، ويف إطار املقاربة املندجمة، اعتربت سياسة التهيئة القروية حتول السكن مكوان يرتبط بتحسن ظروف عيش

وابرتقاء احمليط االقتصادي واالجتماعي الذي تتطور فيه الساكنة القروية. كما اختذت جل املخططات والربامج السكان

التنموية، تشتت السكن كمربر لتفسري ضعف التجهيزات التحتية ابلوسط القروي، وأحياان حتت مربر االستعجالية اليت فرضها

روي. اجملال احلضري غضت الدولة الطرف عن اجملال الق

مومية يف ساسية اليت قامت هبا السلطات العهم النماذج األأتعترب جتربة الوحدات القروية للتسيري والتجهيز واحدة من

جهيز عداد خمطط توجيهي للتإميدان السكن القروي. وقد كان اهلدف الرئيسي هو تثمني االستمارات الفالحية، من خالل

لفة ساسي منها هو جتميع السكن هبدف احلد من كسية يف تلك الفرتة. وكان اهلدف األساأالقروي، احتل فيه السكن مكانة

االستمارات العمومية والرفع من املردودية الفالحية . غري ان هذا املشروع واجهته صعوابت، حدت من االستعمال النهائي

من ضعف كنة ابلنسبة لألسر القروية، اليت تعاينن هذه املساكن، مت بناؤها دون استشارة قبلية للسا أللمساكن املبنية . كما

ات ن تسليمها، مت دون اجناز متزامن للبنيإىل إضافة إعلى مستوى الدخل والوسائل املالية للحصول على هذه املساكن،

ىل املاء والكهرابء ،كما سجل نقص يف املخازن وحظائر املواشي.إساسية، وال سيما على صعيد الولوج التحتية األ

شف عن ن ختضع للتقييم وال التعميم يف ابقي املناطق القروية، مما يكأن هذه التجربة مت توقيفها دون أشارة اىل وجتب اإل

عدم استدامة تدخالت الدولة يف جمال السكن القروي. ويف الوقت الراهن احنرفت هذه الوحدات عن مسارها الوظيفي،

داخلية، حيث اضحت اليوم منفذا للتوسع احلضري.وخاصة تلك القريبة من املراكز احلضرية ال


133

مبوجبه منطقا الدولة تبنت نأل ،اخلاسر األكرب يف معركة التحديث القروي ن السكن الريفي ابملغرب اعترب حبقإعموما ف

ألراضي ا متضاراب، فهي اترة تشرع يف اهليكلة واترة أخرى تعمل على ايقافها، ويف نفس اآلن تسن قوانني متنع البناء فوق

ههكتارات داخل جمال معظم فالحي 4املسقية وذات مؤهالت انتاجية عالية، وتشرتط الرتخيص للبناء ضرورة جتاوز مساحة

ميتلكون أقل من هكتار .

الئحة املراجع

(، التحديث الفالحي والتوسع احلضري بدكالة املسقية، حبث لنيل الدراسات العليا كلية 2688بلعسري أمحد )

اآلداب والعلوم االنسانية الرابط ) غري منشور(.

(، مظاهر السكن الريفي مبنطقة الغرب، ورد يف منطقة الغرب، اجملال، واإلنسان، منشورات 2662بلفقيه عبد الصادق )

القنيطرة. 4كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سلسلة ندوات ومناظرات رقم

غربية يف ظل التحوالت الكربى للمجتمع، سلسلة الدروس االفتتاحية، الدرس السابع (، األرايف امل2112بورقية رمحة )

عشر، منشورات كلية اآلداب والعلوم االنسانية أكادير .

الدار البيضاء. -(، دكالة واالستعمار الربتغايل إىل سنة إخالء اصفي وازمور، دار الثقافة2685بوشرب أمحد )

( اتريخ انحية دكالة، دراسة جغرافية واترخيية واجتماعية، اجلزء األول الطبعة 2121الشياظمي حممد، احلاج السباعي، )

األوىل، دار أيب رقراق، الرابط.

(، التحديث الفالحي وأثره على تطور السكن الريفي بسهل اتساوت الوسطى ) 2117املباركي حسن، احلاليسي أمحد )

، ورد يف السكن القروي: التحوالت وآفاق التنمية " منشورات كلية اآلداب والعلوم االنسانية اجلديدة، شعبة احلوز الشرقي(

.57-97ص 8اجلغرافيا، سلسلة ندوات ومناظرات العدد

ادياالقتص اجمللس منشورات" حميطه يف ومندمج مستدام سكن حنو: القروي ابلوسط السكن( "2126)اخلرباء من جمموعة

والبئي. واالجتماعي


134

Ayad. M(1982), L’organisation de l’espace rurale dans le plateau d’El

Jadida et sahel d’Azemmour, Etude de géographie rurale, cartographie,

Mémoire DES en Géographie, Rabat (Ronéo).

Ayad. M(2004), l’économie solidaire et développement locale : réalité et

perspectives, In économie d’audit et développement n°18 pp2-17.

Badouiri R (1979), Economie et Aménagement de l’espace rurale, Paris Ed,

P. U. F.

Barthes. R, (1971), sémiologie et urbanisme, l’Architecture d’aujourd’hui

p153.

Beguin H (1974), Densité, développement, Productivités et développement

agricole, Revue Espace géographie n°4.

Berque J (1955) les Seksawa, recherche sur structures sociales du haut Atlas

Occidental, Paris.

Berque, J (1962), le maghreb entre deux guerres, Edition du seuil, Paris.

Besnier. M, (1904), Géographie ancienne du Maroc. Archives Marocaine.

Bois. J, (1938), La surpopulation des Doukkala, Documents du centre des

hautes et des administratives sur l’Afrique et l’Asie moderne n°300 (Ronéo).

Brives. A, voyage au Maroc ,1901-1907, Archives du Maroc.

Calval. P (1993), inititon à la géographie régionale et nationale. Université,

Postfac. Paris1.

Christian. L, (2008), La pierre sèche, mode d'emploi, Eyrolles, 72 p.

Daoud. M et Rouihaa. A, (2007), Eclatement de l’habitat Ksourien et

disfonctionnement dans la gestion de terroirs dans la moyenne vallée du Ziz :

Esquisse d’une monographie. In Publication de FLSH E LJADIDA, série

colloque et séminaires n°8 PP123-137.


135

Direction de la statistique, Recensement général de la population et de

l’habitat 2004. Sur web : www. Hcp. ma.

Direction de statistique (1984), Population rural du Maroc d’après le

recensement général de la population et de l’habitat 1982, Région de centre,

Rabat, Direction de la Statistique.

Direction de statistique (1996), Recensement général de la population et de

l’habitat 1994. Direction de la statistique, ministre chargé de la population.

Doutée. I, Marrakech, Edition PUF, paris.

El khalidi. A, (2009), Mots et choses Amazighs de Doukkala-Abda et

Chaouia, N°3, ELjadida. Com. P1 -3.

El Moula (1988), les U. R. E. F des Doukkala : facteurs de blocage et ou

développement de l’habitat rurale, Al Maouil (les cahiers de l’ANHI) col

1991-1997 mois pp 364-369.

Fosset. R et Noin. D, 1966,"Utilisation du sol et population dans les

Doukkala" Revue géographie. du Maroc Nº10, P : 34-41.


136

المكان السكني في الصحراء من الخيمة إلى الدار بين استمرار التصورات والممارسات وتحولها

The residential place in the Sahara from the tent to the house between the continuation of perceptions and practices and their transformation

دكتوراه في التاريخ المعاصر، جامعة ابن زهر، أكادير، المغربسالم وكاري:

Salem Ouakari; PhD in Contemporary History, Ibn Zohr University, Agadir, Morocco

ملخص:

أحاول في هذه الدراسة الوقوف على المتغيرات التي طرأت على المسكن والتمثالت المرتبطة بانتقال المجتمع

الصحراوي من بيوت خفيفة، متنقلة ومتكيفة مع الظروف األمنية والمناخية السائدة بالصحراء حينئذ، إلى بيوت

ير من المتغيرات المرتبطة أساسا بتغير رؤى المجتمع، ليظهر لي كيف تقترب التغييرات قارة استوعبت الكث

الثقافية المتمثلة في السلوك، من التغييرات الحاصلة في المحيط والتي تظهر عبر الشكل المبني، ذلك أن

.المسكن هو مؤسسة وليس بنية أو شكال ماديا فقط، وبناءه هو واقعة ثقافية معقدة

بداوة، تحضر، مسكن، تغير ت المفتاحية:الكلما

Abstract

This research paper aime to highlight on the variables that have occurred in the

Residential building and the representations associated with the transition of the

Sahraoui society from light houses, mobile and Which has been adapted to the

security and climatic conditions prevailing in the desert at the time, to the homes of

a continent that has absorbed many variables mainly related to the change of visions

of society, to conclude me how the cultural changes represented by behaviour are

approaching the changes taking place in the ocean that appear through the


137

Residential building form, because Residential place is an institution and not just a

physical structure, and its construction is a complex cultural reality.

Keywords: Bedouins /Nomads, Urbanization, change, Residential place.

مقدمة:

لقد شهد اجملتمع الصحراوي انطالقا من سبعينيات القرن العشرين تغريات جذرية انتقلت به من البداوة الظاعنة إىل احلواضر،

كن حواضر ت(، لنصري أمام جمتمع يسنتيجة ظروف إقليمية ودولية )حرب الصحراء( قعدهتا جوائح مناخية )جفاف السبعينا

حديثة وإن مل يقطع مع حياة البداوة وتصوراهتا حول احلياة. وذا كان "لفريك" فيما مضى واملدينة اليوم هي أول تعبري وتواجد

هو املساحة األكثر داخلية للفريك أو املدينة 100للمجتمع داخل اجملال، ومدخال أوليا لفهم الوعي اجلماعي، فإن املسكن

)بشقيها الداخلي واخلارجي(، وهو الذي يتواجد يف إطار اجملال االجتماعي العام... وال يعترب مسألة حجز مساحة أو مكان

مميز فقط، بل إنه مجلة عالقات وممارسات وأحالم ومشاريع.

االندماج والتماهي (، هو عمل توليفي حيمل معاين84: 2664إن البناء السكين كما تشري إىل ذلك رجاء مكي طبارة )مكي،

والتقومي للموقع، ويعترب من األولوايت واحلاجات األساسية لألفراد، ليس ألنه الفضاء الذي حيمي اإلنسان من أخطار الطبيعة

فقط، بل كذلك لكونه املكان الوحيد الذي حيقق فيه الساكن استقالليته وحرايته الشخصية، وجيسد فيه هويته وتصوراته

(. فعرب جدران املسكن يلتقي املادي ابملعنوي، حيث يدخل اجلسد وحيث تقام احلدود واحلياة اليومية 221 :2122)سواملية،

وأسرارها وممنوعاهتا وحمرماهتا.

يصري املسكن هبذا املعىن خلقا ملساحة يومية، وإحاطة بسلسلة واسعة من العالقات واملشاهد العائلية يف إطار عالقة مع النسق

وواقعة أنثروبولوجية، وليست شكلية أو معيارية، ما دامت مسألة السكن تتعلق مبسألة 101ه نوع من الفلسفةاالجتماعي، إن

الف البيئة جرية...(. إهنا مسألة ذات بعد أنساين ختتلف ابخت-قرابة-التغري االجتماعي وابملمارسات االجتماعية املتنوعة )بعد


138

. وابلنظر إىل كل هذه األمهية القصوى للمسكن يف فهم دواخل LEFEBVRE, 1970) (االجتماعية عرب جمرى التاريخ

اجملتمع فلنا أن نتساءل عن املسكن ابلصحراء واجملتمع الصحراوي زمن البادية، وعن التصورات واملمارسات اليت دارت حوله

ور؟اضر وسكىن الدوفيه؟ وما هو املستمر من املتحول من تلك التصورات واملمارسات بعد انتقال اجملتمع إىل احلو

املسكن زمن البداوة: اخليمة -2

تعد اخليمة مسكن أهل الصحراء زمن البداوة، وهي مبثابة اجملال الذي تنتظم فيه األنشطة اجلمعية، إذ أهنا ملتقى لشىت األعمال

ني الفرد واجملتمع صل باملنزلية اليومية واملمارسات االجتماعية االحتفالية، على أن التأسيس خليمة جديدة ابعتبارها حلقة و

وإحدى آليات الدمج االجتماعي، يرتبط إىل حد بعيد مبؤسسة الزواج مبا تعنيه من االنتماء والضبط وااللتزام، "فاملسكن يكاد

يكون خاليا من أي داللة ووظيفة خارج االجتماع العائلي، وإنشاؤه عادة ما يندرج يف هذا السياق، إذ هو يستكمل شروط

(. ولعله من املهم التذكري ابلعالقة الوثيقة بني الزواج وأتمني املسكن 22: 2114جتماعي واألخالقي" )صولة، االعرتاف اال

ملا خيتزنه هذا األخري من نزعات وتعبريات شخصية وقدرة على استنهاض أشد القيم األخالقية هيبة وسحرا يف الضمري اجلمعي.

لها بشكل أو آبخر، ليس فقط عرب األضحية اليت تتخذ شكل وليمة مجاعية كان إنشاء اخليمة حداث تشارك فيه اجلماعة ك

هناية األشغال وما تدفع إليه من تقدمي اهلدااي الغذائية بوصفها مولدة لنظام من التواصل واإللزام املتبادل كما برهنت على ذلك

يف إجناز املسكن اجلديد، حيث ، وإمنا أيضا عرب اإلسهام الفعليMAUSS, 1983: 145-279)حتاليل موس للهبة )

تكون هذه املناسبة جماال لربوز التضامن داخل نطاق اجلماعة الواحدة خاصة النساء، والسيما يف املراحل احلامسة من عملية

.102اإلنشاء اليت تقتضي توفر عدد كبري من السواعد خلياطة "الفلجة" )شرائط الشعر( إىل بعضها من أجل استواء اخليمة

حيضر ابب اخليمة بوصفه اجلزء األكثر كثافة يف التعبري عن املسكن تعيينا وترميزا، ابعتباره احلد العازل والواصل يف آن، بني

ة اخليمة والفضاء اخلارجي، أي التقابل بني الفضاء اخلاص والفضاء العام، وابلتايل التمييز بني املرجعية العائلية واملرجعية اجملتمعي

عليه من التصورات واملواقف. فباب اخليمة بصغر حجمه جيعل الزائر يف وضعية احنناء عندما يهم ابلولوج إليها، بكل ما تنطوي


139

وهي "حركة جسدية تتجاوز مستوى اإلشارة لتأخذ معىن استعاراي مقدسا نظرا لصلتها اخلاصة مبنظومة األوضاع اجلسدية

)صولة، ، ويف مراسم طقوس الوالء والطاعة يف احلقلني االجتماعي والسياسي"الشعائرية كما تربز يف الصلوات والنذور التقليدية

2114 :25.)

كما أن االستواء على الفراش، يفرض نزع النعلني ورفع الرجلني على احلصري حبيث أيخذ اجلسد من الرأس إىل القدم،

ه وضع داليل مرتفع ورفع ما هو منخفض. إن"مورفولوجية" خاصة تفرضها تقنييت االحنناء والتخطي والرفع، أي خفض ما هو

من التطويع والضبط اجلسدي يذكر أبنه مثة حد يتم عبوره للولوج إىل فضاء خاص له حرمته وهويته.

وابلنظر إىل كون اخليمة فضاء مفتوحا دون حواجز يضطلع بوظائف متعددة، األمر الذي ينم عن وجود منط دينامي من املمارسة

التعدد والتنوع الوظيفيني، وإلغاء ألشكال الفصل على أساسي اجلنس والسن واليت ال تسمح هبا اخليمة السكنية يطغى عليه

بذاهتا هندسيا ووطيفيا، إال أن ذلك ال يعين نزوعا حنو الفوضى، فعادة ما خيصص القسم الشرقي من اخليمة للرجل والضيوف،

حلجاب اع وحاوايت املاء )القرب(. ويتم عزل القسمني بواسطة "أساتر" أي ابينما حتتكر املرأة القسم الغريب منها حيث يوجد املت

الفاصل بني الطرفني مما حيقق للمرأة نوعا من اخلصوصية يف تدبري شؤوهنا خاصة يف حضور ضيوف غرابء.

ا أن تعزز خصوصية يبقى "ألساتر" هبذا املعىن دورا يف تعقيد عملية استكشاف اخليمة بوضع احلواجز واملسافات اليت من شأهن

فضاء املرأة، فتصري هتيئة اخليمة مرتبطة ابلعرض والشرف واملقدس حىت أن عرف أيت أوسى قارهنا ابلزاوية وجرم كل سفه ميس

(، وهو ما مينح للمرأة مكانة كبرية واستعالء داخل مسكنها كما وصفها رابوبور 2: 2656هبا )ديوان قبيلة أيت أوسى،

(RAPOPORTيف مؤلف )( ه حول أنثروبولوجيا املسكن(RAPOPORT, 1972 :91.

وال تتجلى ازدواجية داخل اخليمة يف االستخدام الوظيفي فحسب، وإمنا أيضا يف اجلمع بني ثنائيات متقابلة تقوم على صيغ

من الرطوبة إىل و مرنة متعددة من التالعب بعناصر املناخ واحمليط املباشر، حيث يسمح الداخل ابالنتقال من الشمس إىل الظل

اجلفاف، ومبعايشة الداخل واخلارج، على أن الشكل الدائري لداخل اخليمة يبعث على االحتواء فيصبح بطنا حيتوي اإلنسان

الصحراوي، بل ويتماها مع النماذج املقدسة اليت يتخذها مرجعا وأفقا يف أتسيسه، واليت تذكر وحتيل مجيعا على الدائرة اليت هي

(.(BACHELARD, 1996:214، إذ "العامل دائري حول كائن دائري" أصل األشياء


140

تبقى اخليمة إذا ابلصحراء أصل املسكن التقليدي ومنتهاه، ليس فقط من وجهة نظر اترخيية فحسب، وإمنا أيضا من وجهة

ية، وملا حتيل عليه من خميلة تفالنظر سوسيولوجية وأنثروبولوجية نظرا ملا اختزنته من كثافة عالئقية وممارسات اجتماعية يومية واح

وذاكرة، فهي عامل اإلنسان الصحراوي احلميمي احملبب إىل جسده بفضل ما كان يسري فيها ويدور داخلها مما جيعل التجربة

اجلسدية مستثمرة. جتربة جتعل التساؤل عن دميومتها يف احلاضر مشروعة، فإىل أي حد استمرت تلك التجربة مع مسكن اليوم

حراء اليوم؟يف ص

الدار: -2

من جزء خمصص للعائلة يف مفهومها الضيق )األبوان واألطفال( وجزأين خمصصني 103يتكون املسكن الصحراوي احلديث )الدار(

الستقبال الزوار: صالة عائلية متوسطة للزوار املرتددين واملألوفني مثل األقارب واألصدقاء املقربني واليت قد تكون عبارة عن

"أسراك" يتوسط املنزل، وصالة استقبال ابملعىن الصحيح للضيوف الذين البد هلم من عناية خاصة تدعى "املصرية" أو 104"مراح"

وعادة ما تكون عند مدخل املسكن، وإىل جانب هذا املسكن هناك "احلوش" كفضاء لرتبية بعض رؤوس املاشية أو قد حتتل

قسما من السطح يف حالة غياب "احلوش".

ن الصحراوي اليوم يف الكثري من أوجهه مع خيمة األمس، فالغرف تغيب فيها يف معظم األحيان األسرة املرتفعة يتماهى املسك

عن األرض إذ يفضل أهل الصحراء النوم على احلصري وبعض األفرشة اخلفيفة، كما يفضلون األكل على موائد قصرية متكنهم

ها، أدوات البادية مثل "الطبك" و"املصعاد" و"كصعت العود" وغري من اجللوس على احلصري، وقد حيتفظ يف املطبخ ببعض

وعادة ما يالحظ أن ابب املسكن يبقى مشرعا وتعلق عند مدخله أحياان قربة ماء، أما "املصرية" فإهنا أتثث ب"مطالت"

ياة الصحراوية. يطة للحمسطحة تسمح ابلتمدد على األرض وأخذ وضعية موازية ملواعني الشاي مما يوفر املتعة البدوية البس

وتبقى اخليمة األداة املرجعية األوثق إىل الثقافة البدوية يف املشاهد احلضرية اليوم، حيث يعمد السكان إىل نصبها على السطوح

زمن احلر وخصوصا يف املدن الداخلية إذ متكن ستائرها اجلانبية القابلة لإلماطة من التمتع ابلنسيم من أول العشية، كما تقي


141

من لفحات احلر )أريفي( وضوء القمر ليال. على أن املعىن االجتماعي هلذه األدوات كما تنبه إىل ذلك سبستيان بويل )بويل،

( يظل موضع تساؤل. هل هي جمرد آاثر للبادية والثقافة البدوية "للبيظان"؟ أم هي على العكس حمامل مفضلة 224: 2119

مساكن اليوم وجهها املميز؟ هلوية حضرية أصيلة تضفي مع غريها على

إن الكثري من الصور واملمارسات والتصورات اليت تؤطر املسكن الصحراوي اليوم حتيل على البادية واحلياة البدوية وتذكر هبا،

ر كفتهيئة املسكن تذكر يف الكثري من أوجهها ببساطة اخليمة، أما "احلوش" فإنه جيسد االرتباط النفسي والعاطفي ابملاشية ويذ

أبسس الرتحال عند "البيظان" أال وهي التنمية. كل ذلك يسخره الصحراويون وخصوصا أجياهلم اليت عرفت احلياة يف الصحراء

ليعيشوا مساكنهم ويعربوا عنها يف احلاضر بطريقتهم اخلاصة، إال أن هذا الرجوع إىل الثقافة البدوية األصيلة وإن كان ملحوظا

ودين قبل السبعينات، آخذ يف التالشي تدرجييا عند األجيال الشابة اليت ولدت وترعرعت يف عند السكان احلضريني املول

احلواضر، فالعوملة الضاغطة والتحديث الذي هز اجملتمع الصحراوي وإن مسح ابستمرار بعض التصورات واملمارسات، إال أنه

ألول مرئي كثر فأكثر إىل االنقسام إىل فضائني، اكان له األثر البليغ على تنظيم احليز السكين، فاملسكن أصبح يتجه أ

(visible) ميارس فيه االجتماعي على نطاق واسع، جتسده "املصرية" مكان اللقاء مع اآلخر، واليت تظل ارتباطا بذلك مرتبة

non)رئي ، يف مقابل الفضاء الثاين غري امل(la façade)وأكثر أانقة من ابقي الغرف ضمن اسرتاتيجيات بناء الواجهة

visible) واحلميمي املخصص للمرأة يف حني كانت خيمة العهد املاضي تسمح ابخللط الصريح وعدم وجود احلواجز املادية

الدائمة بني اجلنسني، كما أن تعدد الغرف ابملسكن يشي حبصر االستعماالت الوظيفة ألجزاء السكن عكس ما كان عليه

اإللكرتو جديد للعالقة بني اجلنسني، أضف إىل ذلك التوجه املتزايد حنو األخذ ابلتجهيزاتالوضع ابلنسبة للخيمة، وينبأ مبنطق

منزلية ووسائل الرفاه املنزيل، والقفز حنو احلاجات ذات الطابع الكمايل يف جتاوز بني للعمران البدوي املقتصر على الضروري يف

فراد بعادات جديدة، إال وبرزت أشكال واعتبارات جديدة للسكن.سائر األحول والعوائد، فكلما تطورت احلاجات واخنرط األ

وإذا كانت خيمة األمس ختل من وسائل التحصني املادية، فإن املسكن الصحراوي اليوم جيسد البحث عن األمن واستحضار

النعم يعينون حراسا عض ذوياهلاجس األمين انطالقا من تعدد الشبابيك والقضبان احلديدية املرتبطة ابلباب والنوافذ، بل إن ب

أمنيني عند مداخل فيالهتم وإن كان هذا السلوك الطارئ يثري استهجان املسنني خاصة ملا يرون فيه من ختل عن املضيافية اليت


142

,CHOMBART)هي قيمة أساسية من الثقافة البدوية، فصار لذلك املسكن عبارة عن حممية حسب تعبري شومبار

اإلعداد والتحضري لشكل أعم من االنطواء الذي يصيب البدوي يف بداية استقراره. يساهم يف (1971:11

ويبقى التفاخر يف املزج بني األمناط واألساليب العمرانية اجلديدة وخاصة يف األحياء الراقية جتسيدا لشراهة مكانية تقود من

-لة والصعبة كنوع من التعويض عن فرتة البساطة الطويالعمران البدوي إىل العمران احلضري. والبحث عن الرتف والتفاخر فيه

، فيشكل ذلك ابلفعل حسب مفهوم هيجل "اللحظة" املهمة اليت يتم االنتقال فيها من وضعية البداوة إىل -إن مل نقل البائسة

(.259: 2119وضعية التحضر )ولد الشيخ،

استنتاج:

راوي من يت طرأت على املسكن والتمثالت املرتبطة ابنتقال اجملتمع الصحلقد حاولنا يف هذه الدراسة الوقوف على املتغريات ال

بيوت خفيفة، متنقلة ومتكيفة مع الظروف األمنية واملناخية السائدة ابلصحراء حينئذ، إىل بيوت قارة استوعبت الكثري من

يف السلوك، من التغيريات احلاصلة ية املتمثلةاملتغريات املرتبطة أساسا بتغري رؤى اجملتمع ليظهر لنا كيف تقرتب التغيريات الثقاف

يف احمليط واليت تظهر عرب الشكل املبين، ذلك أن املسكن هو مؤسسة وليس بنية أو شكال ماداي فقط، وبناءه هو واقعة ثقافية

معقدة.

: ملحق الكتاب(0226: )بلحداد، وسط اخليمة "أساتر"رسم ختطيطي للخيمة حيث يظهر


143

هوامش املنت:ع م لقد فضلنا يف هذه الدراسة، استخدام كلمة "مسكن" ألهنا حتمل فعل اإلقامة والتوطن، كما حتمل معىن الدميومة واالستمرارية يف العالقة -1

املؤقت داخله...هبذا املعىن، جتيب كلمة مسكن عن البعد االجتماعي املكان السكين أكثر من النزول فيه أو احللول به، أو حىت البيات

واألنثروبولوجي والنفساين الذي حنن بصدده.

la poétiqueمن أهم الفالسفة الغربيني الذين تعرضوا للمسكن ولفلسفة املسكن يف كتابه "مجالية املكان" ) (bachelard)يعترب ابشالر -2

de l’espaceحلياة اليومية ومن أدوات حياتنا النفسية اخلفية اليت بدوهنا تفقد مناذج األلفة يف احلياة.( واعتربه لغة ا

ى دوكان مرور الرجل ابلقرب من مجاعة النساء اللوايت خيطن اخليمة حيتم عليه وضع "البياظ" )سكر أو حىت ذبيحة أو غريها(، بعدما ترميه إح -4

طة "الفلجة". النساء بكبة اخليط اليت يستعملنها خليا

تعترب كلمة الدار املرادفة للسكن األكثر استعماال من أي كلمة أخرى رغم مطابقتها لنمط من السكن هو الذي جنده يف املدن التارخيية -5

العتيقة.

ناء الذي يتوسط متدنه لتعين الفكلمة مراح هنا مستمد من املكان الذي كانت تربض به املواشي أمام اخليام، فانتقلت رمزاي مع اجملتمع بعد -4

املسكن ما دام يوجد أمام الغرف.

(554: 0222بويل، )س.خيمة مضروبة على سطح فيال:


144

:ابلعربية مصادر ومراجع

بويل )سبستيان(، "أدوات البداوة يف نواكشوط: جمرد بقااي من منط حياة مهجور أم حمامل مفضلة هلوية حضرية حية؟"،إسهام -، 2119رة الثقافة والشباب والرايضة، دار النشر ييحيا ، إصدار وزاعاما من التحدي 41أنواكشوط: عاصمة موريتانيا. بكتاب

. )مشرتك(222-224ص. الرواية الشفهية واملعايشة امليدانية. -، ملواقفاسواملية )نورية(، "توظيف الفضاءات السكنية اجلاهزة بني التصورات واملمارسات حالة مدينة وهران"، إسهام مبجلة -

.226-216، ص. 2122العدد السادس ديسمرب، عاما من 41أنواكشوط: عاصمة موريتانيا. الشيخ )عبد الودود(، "أنواكشوط، عاصمة بدوية؟"، إسهام بكتاب ولد -

.257-246ص. ، 2119، إصدار وزارة الثقافة والشباب والرايضة، دار النشر ييحيا التحديصولة )عماد(، "صريورة الرمز من العتبة إىل وسط الدار: قراءة أنثروبولوجية يف السكن التقليدي التونسي"، إسهام مبجلة -

.22-4، ص. 2114، 28الفعاليات االجتماعية الغريية، عدد -، اجملالإنسانياتمنشورات معهد الدراسات (،2891-2645التسرب اإلسباين إىل شواطئ الصحراء املغربية )لحداد )نور الدين(، ب -

.2118األفريقية، مطبعة املعارف اجلديدة، الرابط، ، نسخة شخصية.2656هـ/2496، خمطوط، نسخة سنة ديوان قبيلة أيت أوسىحممد الباهنني )موالي عمر(، بن -ات والنشر للدراسمنشورات املؤسسة اجلامعية اجتماعية للمجال السكين، دراسة ميدانية،-مقاربة نفسمكي طبارة )رجاء(، -

.2664والتوزيع، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل، مراجع غري عربية:

- BACHELARD (G), La terre el la rêverie du repos, Tunis, Editions CERES, 1996.

- CHOMBART DE LAUWWE (P. H), Pour une sociologie des aspirations, Paris,

Médiations, 1971.

- LEFEBVRE (H), dur sural a l’urbain, Anthropos, Paris 1970. Introduction.

- MAUSS (M), « Essai sur le don, Forme et raison de l’échange dans les sociétés

archaïques », in Sociologie et anthropologie, Quadrige, P.U.F, 1983, p. 145-279.

- RAPOPORT (A), Pour une anthropologie de la maison, Paris, Bordas, 1972.


145

التحوالت: )مشال املغرب( ابملدينة العتيقة لتطوان العمراين املوروث

The urban heritage of the ancient city of Tetouan: aspects of the crisis and the stakes of rehabilitation and rehabilitation.

أ.إلياس الزروالي،أ. بالل

جامعة عبد المالك السعدي، المغربDr Bilal Zarouali Abd Malek Saadi University, Morocco

[email protected] [email protected]

.

:ملخص

بها أغلب تتمركزتعتبر المدينة العتيقة المركز التاريخي واالقتصادي األكثر أهمية بمدينة تطوان، حيث

المباني التراثية األصيلة وأهم األنشطة التجارية وورشات الصناعة التقليدية، كما تأوي هذه المدينة حسب

من %1.26نسمة، والتي تمثل 23135( 2164نتائج اإلحصاء العام للسكان والسكنى األخير )سنة

.مجموع ساكنة المدينة ككل

يطرح مفارقة حقيقية، فهي من جهة مهد الحضارة لقرون عديدة، غنية بالتعابير والمتأمل لواقع المدينة العتيقة

واألشكال الثقافية. وبإنتاج متميز للصناعة التقليدية. لكنها بالمقابل، تعيش وضعية صعبة، خاصة إذا علمنا

.أن إطارها المبني إما مهدد باالنهيار أو وصل إلى درجة كبيرة من التدهور

أصبح يشكل في الوقت الراهن إحدى اآلليات والركائز في تحقيق التنمية االقتصادية وبما أن التراث

واالجتماعية، فإن مسألة رد االعتبار واإلنقاذ بات مطلبا استعجاليا أكثر من أي وقت مضى، ليس لكونه

.إطارا ماديا، ولكن باعتباره هوية مجتمع ونتاج قيم وحضارة وثقافة األسالف


146

سلط الضوء في هذا المقال على غنى تنوع، وواقع التراث التاريخي بالمدينة العتيقة لتطوان وتبعا لذلك، سن

، من جهة، وكيفية تدبيره )التراث( واإلكراهات التي تواجهه، وسبل 6779المصنفة تراثا عالميا لإلنسانية منذ

في سقي صرف يراعيتحقيق رهان التأهيل المندمج. ولتحقيق هذا الهدف، سنعتمد في ذلك على منهج ن

.تحليله مختلف مكونات الظاهرة المدروسة، ومعتمدين في ذلك على خالصات ونتائج العمل الميداني

.تطوان، نسيج حضري عتيق، التراث الحضري، التأهيل ورد االعتبار مدينة المفتاح:الكلمات

Abstract

The ancient city is considered the most important historical and economic center in

Tetouan, where most of the original heritage buildings and the most important

commercial activities and traditional industry workshops are concentrated. This

city also houses according to the results of the last census of the population and

housing (2014) 23635 people, which represents 6.21% of the total population The

city as a whole.

And the contemplated of the reality of the ancient city presents a real paradox. On

the one hand, it is the cradle of civilization for many centuries, rich in expressions

and cultural forms. And a distinguished production of traditional industry. On the

other hand, it is in a difficult situation, especially if we know that its built

framework is either threatened with collapse or has reached a significant degree of

deterioration.

Since heritage has now become one of the mechanisms and pillars in achieving

economic and social development, the issue of restoration and rescue has become

an urgent requirement more than ever, not because it is a material framework, but

as a community identity and a product of values, civilization and culture of

ancestors.

Accordingly, we will highlight in this article the richness of diversity, the reality of

the historical heritage of the ancient city of Tetouan, which is classified as a world

heritage of humanity since 1997, on the one hand, how it is managed (heritage)


147

and constraints facing it, and ways to achieve the integrated qualification bet. To

achieve this goal, we will rely on a purely coordinated approach that takes into

account in its analysis the various components of the phenomenon studied, and

relies in this on the conclusions and results of fieldwork.

Key words: Tetouan, antique urban fabric, urban heritage; Qualification and

rehabilitation.

مقدمة

( من أهم املدن على الصعيد الوطين وذلك اعتبارا ألدوارها التارخيية واإلدارية اليت لعبتها 2ترب مدينة تطوان )خريطة رقم تع

على مستوى الوطين بشكل عام وحبوض البحر األبيض املتوسط بشكل خاص. فموقعها املتميز يف اإلقليم اجلغرايف الكبري

عة االستعمار األوريب الذي خضعت له؛ أعطوها طابعا متميزا يف خمتلف مكوانهتا وتوايل الثقافات على أرضها، وكذا طبي

احلضرية.

هكتار( إىل مدينة تطوان اليت تقع بدورها يف الشمال الغريب للمملكة املغربية، أبقصى 45جماليا، تنتمي املدينة العتيقة )حوايل

كلم عن البحر األبيض املتوسط. 21سبتة احملتلة وبـ كلم عن 51مشال سلسلة جبال الريف الغريب، على بعد حوايل

وأيخذ اجملال املدروس موضعا هاما ضمن النسيج احلضري التطواين، حيث يشكل قلب املدينة ومركزا جملموعة من العالقات

نش وكرة السبع، احملوالرتابطات بني خمتلف األنساق اجملالية للحظرية املعنية: حيده مشاال حي درسة، وجنواب أحياء كل من

وشرقا أحياء: الطويلع، وموالي احلسن، وغراب املركز العصري وحي سيدي طلحة. واعتبارا ألمهيتها الوظيفية واالسرتاتيجية يف

هبا مرت مبجموعة من املراحل، وحتكمت فيها جمموعة من اآلليات، أفضت إىل تنظيم اجملال، فإن عملية التوسع العمراين

ي أصيل يتكون من أربعة أحياء رئيسية )البلد، ربض األسفل، ربض األندلس، واملالح(، حتتضن أصناف تشكيل نسيج حضر

معمارية متنوعة، ارتبط كل واحد منها ابلظروف التارخيية إلنشائه والوسائل التقنية لبنائه، وكذا أساليب تدبريه ومراقبته.


148

تطوان وجهة طنجة تطوان احلسيمة: توطني اجملال املدروس ضمن مدينة 0خريطة رقم

اعتماد على التقطيع اإلداري للمغرب. الباحثاملصدر: إجناز

يالحظ حاليا، أن واقع هذه املدينة العتيقة يطرح مفارقة حقيقية، فهي من جهة مهد احلضارة لقرون عديدة، غنية ابلتعابري

واألشكال الثقافية، وإبنتاج متميز للصناعة التقليدية، لكنها ابملقابل، تعيش وضعية صعبة خاصة إذا علمنا إطارها املبين إما

درجة كبرية من التدهور. وهذا ما يستدعي التدخل للحفاظ على هذا املوروث. مهدد ابالهنيار، وإما وصل إىل

إشكالية الدراسة

(، 105مواقع أخرى مبجموع الرتاب املغريب 6)إىل جانب 2667تعترب مدينة تطوان العتيقة، املصنفة ترااث لإلنسانية منذ سنة

من املدن املغربية املتفردة مبجموعة من اخلصوصيات أسهمت فيها جمموعة من العوامل، وهو ما انعكس على عمراهنا

، قصر آيت بن حدو مسجل سنة 2684، املدينة العتيقة ملراكش مسجلة سنة 2682يتعلق االمر بــ: املدينة العتيقة لفاس مسجلة سنة 105

، املدينة العتيقة للصويرة )موكادور قدميا( مسجلة 2667، املوقع األثري لوليلي مسجل سنة 2669، املدينة التارخيية ملكناس مسجلة سنة 2687، ابإلضافة إىل 2115، املدينة الربتغالية مازاغان )اجلديدة( مسجلة سنة 2112الفضاء الثقايف لساحة جامع الفنا مسجل سنة ،2112سنة

.2122مدينة الرابط اليت سجلت ترااث عامليا سنة


149

( حتوالت مهمة زادت حدهتا مع 2892-2891ومعمارها. غري أن هذا الرتاث عرف منذ االحتالل اإلسباين األول )

، مما أدخل اجملال يف )ت الدميغرافية الكبرية اليت استقلبتها املدينةخاصة يف ظل التوافدا(االحتالل الثاين وغداة االستقالل

دوامة من التدهور.

اليت مت اختادها من أجل أتهيل هذا النسيج ورد االعتبار إليه، فإهنا تبقى غري كافية ووغري -املتأخرة–وعلى الرغم من اجلهود

اجملال يف ق والتدبري املندمج بني خمتلف املتدخلني، وهو ما يدخلمندجمة وذات فعالية حمدودة، كما أهنا تفتقر لعنصر التنسي

دوامة من التدهور تزيد حدته مع الزمن.

مراحل وأدوات الدراسة

وفق منهج علمي، أمكننا من اإلملام مبجموعة من اجلوانب ذات الصلة ابإلشكالية املدروسة، وقد 106عاجلنا هذا املوضوع

من التقنيات واألدوات اليت متيز البحث اجلغرايف. وقد ارتكزت املنهجية املعتمدة يف هذا اعتمدان يف إخراجه على جمموعة

العمل على وسيلتني أساسيتني:

، التقاط ملعامل الرتاثيةااألوىل: تتجلى يف املالحظات والتحقيقات امليدانية الذي قمنا هبا يف املدينة العتيقة لتطوان )توطني

خاصة مصلحة املدينة العتيقة واالنسانشي وتدبري (إىل املقابالت امليدانية مع عدد من الفاعلني الصور وغريها(، ابإلضافة

واملهتمني ابملدينة وكل هذا مكننا من اخلروج مبجموعة من اخلالصات املهمة. )الرتاث

ئق خمتلف الفاعلني رير وواثوخبصوص الوسيلة الثانية، فقد انبنت أساسا، على العمل البيبليوغرايف، وكذا االعتماد على تقا

الرتابيني العتيقة )الوكالة حضرية، اجلماعة احلضرية لتطوان، نظارة األوقاف والشؤون اإلسالمية وغريها(.

لتطوانتوسع املدينة العتيقة نشأة ومراحل 5

فإن وجود هنر TARADILنشأت مدينة تطوان منذ فرتات اترخيية على يد األفارقة القدامى، وحسب املؤرخ اإلسباين

مرتيل هو سبب وجود ثالث مدن يف القرن الثاين قبل امليالد وهي مدينة سيدي عبد السالم ومدينة كيتان ومدينة متودة،

لعصري ملدينة ة العتيقة واملركز ايشكل موضوع هذه الورقة البحثية، أحد العناصر املهيكلة لألطروحة اليت حنن بصدد إعدادها، حول املدين 106

مد. تطوان، واملعنونة بـــ: "مركزا مدينة تطوان )"العتيق" و"العصري"(: الديناميات ومعضلة اإلعداد والتدبري"، حتت إشراف ذ. العبدالوي حم


150

م. بعدها عملوا على إعادة 656حيث اندثرت هذه املدن الثالث وظهرت مدينة تطوان اليت قام األدارسة بتخريبها سنة

هاته منعت من طرف اخلليفة األموي وذلك حىت ال تنافس مدينة سبتة يف اسرتاتيجيتها ويف بنائها، إال أن عملية البناء

نشاطها التجاري. ومت إعادة بنائها بفعل التقسيم الذي قام به حممد األول )من دولة األدارسة(، حيث كانت تطوان من

.107نصيب األمري قاسم بن إدريس الثاين

أرخت للمدينة منذ البكري وصوال للفقيه الرهوين ومن بعده. ذكرت اسم املدينة بسبع صيغ ومعلوم أن املصادر التارخيية اليت

متباينة تشرتك يف ثالث مميزات: أوهلا أن اسم املدينة أمازيغي غري عريب، اثنيا أن معناه له عالقة ابلعيون )إما العيون اجلارية

.108ثالث حروف: التاء، الطاء، األلفابملاء وإما العيون املبصرة(. اثلثا أن أصله مكون من

مرحلة )أنظر 22ويؤكد جل الباحثني املهتمني ابملدينة، أن التوسع العمراين للمدينة اليت كان حييط هبا السور القدمي مر بـ

م(. وسنقتصر يف هذا املقام على 2818إىل 2258هـ ) 2224إىل سنة 452( وذلك ابتداء من سنة 2اخلريطة رقم

على أهم هذه املراحل، وهي: الرتكيز

م، هذه املرحلة ستعرف أتسيس النواة األوىل للمدينة 2564إىل 2258املرحلة األوىل: يتعلق ابلفرتة املمتدة من

ميالدية على يد الوايل الصاحل عبد القادر التبني. ويف 2258الواقعة اليوم ابلنواة املسماة حومة املنجرة )السويقة احلالية( سنة

ستعرف املدينة ظهور نواة سكنية أخرى مسيت ابلبلد )ستشكل مركزا املدينة وحمورا رئيسيا للعالقات احلضرية(. 2564سنة

كما سيتم بناء قصبة أخرى خارج أسوار املدينة )قصبة جبل درسة(؛

ر الذي أدى: متيزت بطرد املسلمني من األندلس ووصول أفواج متتابعة، األم2921إىل 2412املرحلة املمتدة من

إىل توسع اجملال العمراين داخل األسوار، فظهرت أحياء أخرى خارج السور األول، وهي الربض األسفل، حومة الطرنكات،

ربض األندلس؛

: عن البكري 6مطبعة تطوان، ص ، "تطوان: بنت غرانطة احلاضنة للحضارة األندلسية ابملغرب"، الطبعة األوىل، 2124الشريف )حممد(، 107

.241، ص 2622)أبو عبيد(، .59، مطبعة اهلداية، تطوان، ص 2)حممد(، " اتريخ تطوان " جملد داود -108


151

: خالل هذه املرحلة ستتخذ املدينة العتيقة لتطوان شكلها املرفولوجي 2818إىل 2921املرحلة املمتدة من سنة

بناء حومة العيون إبشراف الوايل الصاحل سيدي علي بن مسعود اجلعيدي، كما عرفت املدينة 2921احلايل. حيث مت سنة

مت إنشاء دار املخزن على 2711. ويف سنة 2941توسعا من الناحية الشرقية، حيث أنشأت حومة سيدي الصعيدي سنة

ي نقل إليه اليهود املقيمني ابملالح البايل أحدث املالح اجلديد الذ 2818يد القائد علي بن عبد هللا احلمامي، أما يف سنة

.109الواقع غرب اجلامع الكبري. وبذلك اكتمل بناء سور املدينة العتيقة لتطوان الذي حتيطه سبعة أبواب

: املراحل اليت مر هبا التوسع العمراين للمدينة العتيقة لتطوان0خريطة رقم

.44ص – 15، مطبعة اهلداية، تطوان، من ص تطاون"، "معلمة 0225املصدر: ابن عزوز حكيم )حممد(،

انطالقا من اخلريطة أعاله، يتبني لنا أن اجملال العمراين ملدينة تطوان بين خالل فرتات زمنية خمتلفة حسب االحتياج

علت فيه جوالدواعي، إىل أن أحيطت مجيع حوماهتا يف القرن الثاين عشر ]اهلجري، الثامن عشر امليالدي[ ابألسوار اليت

.سبعة أبواب

فانطالقا من منتصف القرن السادس عشر، عرفت تطوان توسعا يف اجتاه الشمال، حيث ظهرت حومة الرابط الفوقي

)الربض األعلى(، مث حومة الطرانكات يف أواخر القرن السادس عشر، فحومة رابط األندلس )حومة السانية اليوم(، مث بعد

يدت يف النصف األول من القرن السابع عشر، وحومة سيدي السعيدي يف منتصف القرن ذلك ظهرت حومة العيون، اليت ش

. 55إىل الصفحة 42، "معلمة تطاون"، مطبعة اهلداية، تطوان، من الصفحة 2112ابن عزوز حكيم )حممد(، 109


152

ذاته. ويف أوائل القرن الثامن عشر، أنشئت دار املخزن، حيث أحدثت ابب املشور اجلديد. ويف أوائل القرن التاسع عشر

طان موالي سليمان. وهو آخر حي (، مث نقل املالح إىل املكان احلايل )حي القدس حاليا(، وذلك يف عهد السل2818)

.2624بين ابملدينة العتيقة قبل دخول جيوش االحتالل اإلسباين املدينة سنة

وجتدر اإلشارة، إىل أن التنظيم اجملايل للمدينة سيعرف استقرار اإلسبان يف السنوات األوىل لفرتة احلماية ابملدينة

مباشرة من جهة الغرب )املصلى القدمية(، إذ مت بناء جمموعة سكنية خاصة العتيقة، السيما يف املالح ويف اجملال اجملاور له

". ومن جهة اثنية، ستعرف Lunetaابملوظفني واجلنود وأسرهم وكذا ابلعمال اإلسبان املهاجرين، وعرف هذا احلي ابسم "

م السانية السكنية املعروفة حاليا ابس األجزاء الشمالية للمدينة خالل أواخر فرتة احلماية ظهور البناء غري القانوين ابلنوى

والطالعة )مشال املدينة العتيقة جبوار قصبة املنظري عند األجزاء العليا حلي العيون(.

يتكون من أربعة أحياء وبناء على ما سبق، فإن الدينامية العمرانية اليت شهدهتا املدينة، أفضت إىل تشكيل جمال

رئيسية )البلد، ربض األسفل، ربض األندلس، واملالح(، حتتضن أصناف معمارية متنوعة، ارتبط كل واحد منها ابلظروف

التارخيية إلنشائه والوسائل التقنية لبنائه، وكذا أساليب تدبريه ومراقبته.

موروث معماري وعمراين متنوع وغين يشهد حتوالت مكثفة 0

تعراض املوروث الثقايف والتارخيي الذي تزخر به املدينة العتيقة لتطوان ال ميكن أبي حال من األحوال أن مييط إن اس

اللثام عن عمق اإلشكاليات واالختالالت اليت يعاين منها، فاإلطار املادي للرتاث العمراين والثقايف للمدينة عرف حتوال

تيقة ضغوطات الدميغرافية االجتماعية واالقتصادية الكبرية، اليت شهدهتا املدينة العوتدهورا كبريا جراء جمموعة من التحوالت وال

وحىت اآلن، واليت كانت من نتائجها البارزة تدهور البنية العتيقة وإتالف تراثها التارخيي واحلضاري، 2891لتطوان منذ

يقة صر املوروث العمراين والثقايف للمدينة العتوالذي تزداد حدته بفعل تداخل عوامل الزمن والطبيعة واإلنسان. ومن عنا

لتطوان، نذكر على سبيل املثال:

املوروث املائي 0-5


153

يتعلق األمر بشكل أساسي بالنظام األصيل لتوزيع الماء االسكوندو، هذه األخيرة، تعد من أقدم شبكات توزيع الماء

علي يد أبو الحسن علي المنظري، "بدليل أن المدينةالصالح للشرب في تطوان، ظهرت بظهور النواة األولى للمدينة،

يسميه السكان القدامى لتطوان "بماء البلد" أو . 110بناء هذا األخير"ما تزال تحتفظ بأقدم حمام بني بها، وكان من

. أخذت هذه الشبكة بالتفرع تبعا للتوسع العمراني الذي عرفته 111"ماء العين" أو " ماء هللا" وغيرها من التسميات

اذية وصخور النف المدينة، وتعتبر العيون المنبثقة والممتدة على طول خط التماس بين التكوينات الكلسية الشديدة

الزمن األول المتسمة بانعدام أو ضعف النفاذية، المصدر الرئيسي لهذه الشبكة. وقد لعبت هذه الشبكة دورا كبيرا في

تزويد حاجيات المدينة العتيقة طوال الفترات التاريخية التي مرت بها، قبل إقامة نظام التوزيع الجديد في نهاية

العشرينيات من القرن الماضي.

بينها، وتلتقي كثير منها عند نقط تسمح بتمرير الماء فيما، تتكون شبكة التوزيع من قنوات رئيسية وثانوية وفرعية

ويتعلق األمر بـ:وتعمل في نسق مكن من إيصال الماء إلى كل األماكن الممكنة داخل المدينة العتيقة.

دة ما يتخذ شكال مستطيال، يبنى عند : وهو عبارة عن صهريج صغير أو حوض تجميع المياه، عاالصندوق

وذلك قبل صرفها في قنوات -إذا كان األمر ضروريا –سافلة/مخرج عين ماء أو أكثر لتعبئة المياه ثم معالجتها

الشبكة. والمعروف عن هذه األحواض أنها غير معروفة إال لدى قلة قليلة من الناس وأمناء الماء والقناوين )العارفين

ومد القنوات وقضايا الشبكة(. بعمليات الربط

: وتسمى كذلك بالخطوط أو السواقي، وهي مجموعة من األنابيب الفخارية، مختلفة الطول والقطر، قنوات التوزيع

تستعمل حسب الحاجة والضرورة.

: وهي آنية مستطرقة في الغالب وال يعتريها صدأ، وتسمح بمرور الماء من قناة شبكة التوزيع إلى مكانلمعدةا

استعمال المياه، وفق شروط دقيقة وأعراف محددة يضبطها القناويون. ونميز فيها بين عدة أنواع: "معدة القسمة"

، "املاء واإلنسان مبدينة تطوان: دراسة جغرافية"، أطروحة لنيل الدكتوراه يف اآلداب ختصص: جغرافية 2114-2115العبدالوي )حممد(، 110

. 468بشرية، جامعة عبد املالك السعدي، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية تطوان، ص . 468، مرجع مذكور، ص 2114-2115العبدالوي )حممد(، 111


154

و"معدة كأس العدل" و"معدة الفيض"، فاألولى هي المكان الذي تجمع فيه مياه الفيض اآلتية من ما يعرف بـ"العقدة"،

آلتي من القناة المغذية له، فإذا امتأل عاد الماء إلى مجراه أما الثانية فهي ذلك المكان الذي يصب فيه الماء ا

الطبيعي دون أن يفيض فوق أرضية وحدة االستهالك. أما معدة الفيض فهي شبيهة بجب شبه سطحي، وهي مبنية

بالحجارة ومادة الحمة مستخلصة من صخر محلي، وتكون في مستوى أقل من الذي توجد فيه القناة، ونظرا ألهمية

اء والمحافظة عليه من كل ضرر، فإن هذه المعدات غالبا ما نجدها في أماكن آمنة كالمساجد ودور األئمة الم

واألعيان.

: وهو اسم/اصطالح يطلق على الصهريج الذي ينتهي إليه ما فاض من الماء وزاد عن كل االستعماالت العقدة

ء وضمان استمرارية أمن الماء المدجن، اقتضت تجميع الداخلية، بحيث إن التدبير المحكم وضرورة االقتصاد في الما

هذه المياه في مثل هذه المحطات وإمرارها إلى معدة القسمة لتوزيعها من جديد على مستفيدين آخرين بسافلة الشبكة.

وهي قليلة الوجود في شبكة التوزيع.

اة عمودي، ويتصل بأسفله مباشرة بقن: وهو عبارة عن أنبوب أو أكثر من الفخار يوضع في وضع الطالع أو المشرب

المياه الرئيسية أو الثانوية، وبأعاله ثقب يسمح بنزول الماء بمعدة كأس عدل أو غيرها، أو تصريفه نحو خط ثانوي

آخر. ويعرف المشرب الذي يزود المحل "بالداخل"، أما الذي يصرف المياه نحو وحدات استهالكية أخرى فيسمى

تفاعات هذه األنابيب حسب طبغرافية المكان، لذلك نجد بعضها ال يعلو فوق سطح األرض إال "بالخارج". وتتفاوت ار

ببعض السنتيمترات، في حين أن غيرها يرتفع بما يقرب من مترين. وهذا التباين في االرتفاع من شأنه أن يؤمن

شكل محدب وبارز على إحدى جريان الماء في كل معدات نفس الخط. ويحاط األنبوب أو األنابيب بإطار مبني في

أجزاء الجنبات السفلى للواجهة الخارجية للمبنى المرتبطة بشبكة نظام االسكوندوا. ولهذا الشكل المبني المقوس والبارز

غطاء مندمج في اإلطار ال يزاح إال عند الضرورة من طرف القناوين لمعاينة طبيعة الجريان أو إصالح عطب ما،

دون سواهم. ويسمى اإلطار المبني بداخله "بالطالع". وطريقة التوزيع/التقسيم تقوم أساسا على وهذا أمر موكول إليهم

أهمية السهم/الخط وموقع المسكن من خط التوزيع.


155

: وهي التجسيد األخير ضمن منظومة االسكوندوا، وهي المرحلة األخيرة التي يصل فيها الماء ليكون قابال القنا

ن طرف عامة الناس والبهائم الوافدة على المدينة. وألهمية هذه القنوات أو السقايات وما لالستعمال ولالستهالك، م

تقوم به من خدمات داخل النسيج العتيق للمدينة، فإنها عرفت انتشارا كبيرا ضمن أرجاء المدينة. وتعتبر "قنا باب

وأكثرها استغالال واستعماال. ، وأحسنها معمارا،112العقلة" و"قنا باب التوت"، " من أهم القنوات المدينة

والمالحظ أن كل هذه العناصر كانت تعمل في انسجام وتناسق متينين ضمن لهذا الموروث حسن السير الوظيفي منذ

إقامته. كما أن "تنوع هذه العناصر مرتبط بتنوع أدوارها داخل نظام التوزيع، من جهة، ورغبة اإلنسان في إجراء المياه

ة لتكون االستفادة أعم وفعالية التدبير أنجع. في كل مجال المدين

فعملية التعمير، إلى غاية دخول االستعمار اإلسباني األول، روعي فيها عامل االستمرارية وحضور المياه واحترام

الموروث الهيدروليكي. لذا، فإن حركية البناء كانت تعمل على إتمام ما بدأه السلف دون هدمه أو تخربيه أو حتى

. 113شه، مع إضافة بعض ما يميز فترات البناء والتعمير الحديثة"تهمي

ومقارنة لما كانت عليه هذه المنشآت المائية التقليدية كإحدى مكونات المجال الحضري لتطوان العتيقة، وما آلت

. 114إليه، يتبين أن هذا المكون فقد كثيرا من عناصر هويته ومظاهره العمرانية والمعمارية

الدينية والروحية العمارة 0-0

يتعلق األمر بالمنشئات الدينية اآلتي ذكرها:

ةهم القنوات املتبقية نذكر: قنا ابب الصعيدة، ولقنا املتصل بضريح/ زاوية سيدي الصعيدي ومعدة اخلرازين، وقنا املوجود على ميني الغرسمن أ 112

وسعة ال االكبرية إىل زنقة املقدم، والقنيوي ذ اجلنوي" قرب زاوية سيدي بلفقيه )عن يسار اهلابط من نقيبة اجلامع الكبري إىل ابب العقلة(، وقنلزاوية الريسونية( ا)املتصلة . بزاوية سيدي أيب العباس(، وقنا املتصل جبامع غيالن حبومة املطمر، وقنا اخلراز )وسط منار العيون(، "وقنا الكبري" )أمام

ا لالفرجية....وقنا السوق الفوقي وقنا احلدادين او قوس احلمام وقنا زنقة العطارين، وقنا الطالعة، وقنا جامع سدي على بركة وقن .518، مرجع مذكور، ص 2114-2115العبدالوي )حممد(، 113

ات؛ توقف اختفاء بعض "القنا" أو احلنفيلعل من أبرز مظاهر التحول والتدهور الذي مس النظام األصيل لتوزيع املاء "االسكوندو"، ما يلي: 114 مبكوانت عصرية.... صبيب املياه؛ تلوث بعض القنوات؛ استبدال عناصر الشبكة التقليدية


156

)أزيد 115: تحتوي المدينة العتيقة لتطوان على عدد مهم من المساجد واألضرحة والزواياالمساجد والزوايا واألضرحة

تاريخها ودرجة . وتختلف أهميتها حسب )2خريطة رقم (مسجد وزاوية( موزعة داخل المدينة العتيقة وخارجها 41من

إشعاعها سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني، إال أنها تشترك في كونها تحمل خصوصيات معمارية

عمرانية فريدة ومميزة.

يالحظ أن هذه المؤسسات تعرف تدهورا كبيرا، جعل أجزاء منها معرضة لالنهيار وفي حالة تدهور كبيرة، وهو ما

، السيما وأن أعداد )116قد يتطلب سنوات طويلة(نها إلى حين التدخل فيها وإصالحها أدى إلى إغالق العديد م

المتدهور منها في تنامي مستمر، والتدخل فيها بطيء للغاية.

(0252: توزيع املؤسسات الدينية ابملدينة العتيقة لتطوان )وضعية فرباير 0خريطة رقم

2129املصدر عمل ميداين شخصي فرباير

، ابإلضافة إىل كنيس يوجد ابملطامر.)بيعة إسحاق بن الوليد (ابإلضافة إىل هاته املؤسسات الدينية، حيتضن اجملال املدروس، بيعة يهودية 115

نذكر هنا على سبيل املثال: مسجد املصمدي/املسندي ابلرتنكات الذي بلغت مدة إغالقه أزيد من ثالث سنوات. 116


157

يميز المعالم الدينية بالمدينة العتيقة، باإلضافة إلى األدوار والوظائف التي تقوم بها، هو طابعها التاريخي إن ما

والتراثي الذي أغنى الرصيد المعماري والثقافي والفني بالمدينة. أدركنا قيمة االستثمار الثقافي واإلنساني والقيمي في

أماكن العيش الحيوية هذه، عنصرا من عناصر السالمة الروحية هذا المجال، عبر استراتيجية محكمة تجعل من

والفكرية واالنسجام االجتماعي خصوصا بالنسبة لفئة الشباب، كما أنها يمكن أن تشكل أحد أهم العناصر واألماكن

التي من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تنمية السياحة الثقافية بالمدينة.

حتضن المجال المدروس، مجموعة من العناصر التراثية األخرى، لعل أبرزها، العمارة وإلى جانب الموروث المائي، ي

العسكرية والدفاعية.

العمارة العسكرية والدفاعية 0-1

يتعلق األمر بمجموعة من المنشئات التي كان الهدف من إنجازها مرتبط بغايات عسكرية ودفاعية. ويتعلق األمر

باآلتي ذكره:

عية والتحصينات الدفاعية:األسوار الدفا

كما هو معلوم، فإن المدينة العتيقة لتطوان، كان يحيطها سور يمتد طوله إلى أزيد من خمس كيلمترات )باحتساب

األجزاء التي تم تهديمها إبان فترة الحماية وما بعدها(، تتخلل هذا السور سبع أبواب رئيسية )باب النوادر، باب

لجياف، باب الصعيدة، باب الرموز، باب المقابر(، تشكلت عبر فترات تاريخية متباينة. التوت، باب العقلة، باب ا

وضمن هذا السور نجد مجموعة من التحصينات العسكرية والدفاعية كان الهدف منها حماية المدينة من الهجمات

ة منذ توجات الجبلية المحليالخارجية والدفاع عنها. وأهم هذه الحصون: حصن باب النوادر )الذي تحول إلى سوق للمن

(، واسقالة )الذي تحول إلى متحف اثنوغرافي( وحصن طوبانة الذي هدم وبني مكانه المعهد الحر سنة 2168ماي

، هذا إلى جانب مجموعة أخرى من األبراج التي تنتشر على طول سور المدينة والتي لم تسلم هي األخرى 6731

من التحول في وظائفها.


158

(2129: توزيع أهم التحصينات الدفاعية ابملدينة العتيقة لتطوان حسب وظائفها )وضعية 5خريطة رقم

2129املصدر عمل ميداين شخصي أبريل

:المطامر

تشكل المطامر إحدى العناصر األكثر تفردا في المدينة العتيقة لتطوان، وقد أنشئت في سياق تاريخي موسوم

بالمواجهة المباشرة بين المسلمين والمسيحيين، فهي بالتالي تشكل وثيقة أركيولوجية من التاريخ العسكري والحربي

لتطوان والمغرب من

كما يمكن اعتبارها تجسيدا واضحا للبعد المأساوي للماض المشترك بين جهة، والمملكة اإليبرية من جهة أخرى،

اإلسبان والمغاربة، وإلى العالقات اإلنسانية المعقدة في فترات تاريخية معينة )القرنين السادس عشر والسابع

.117عشر(

، " املدينة العتيقة يف تطوان: دليل معماري"، الطبعة الثالثة، 2122دية تطوان وحكومة األندلس )مستشارية األشغال العمومية والنقل(، بل 117

. 99مطبعة إسكاندون ش. م.، إسبانيا، ص


159

ذا إلى حين، هتتوفر سجون المطامر على ثالث طبقات تحت أرضية، ضمنها مكان لتعبد األسرى )كنيسة( المسي

جانب وجود مجموعة من المطامر أو الزنزانات المتصلة فيما بينها عبر ممرات ضيقة. وهي سجون ال تعرف الهواء

وال الشمس وال يمكن رؤية السماء منها، ويتسرب إليها القليل من النور.

تي مجموعة من البرامج التنموية، الونشير في هذا اإلطار، أن هذه المعلمة التي تعرف تدهورا كبيرا، شكلت موضوع

، لم ينجز هذا المشروع على 2167كانت تهدف إلى إعادة إحياءها، بتحويلها إلى متحف، لكن لحدود اآلن فبراير

.أرض الواقع

والمالحظ لوضعية هذه المنشئات، يرى أنها تعرف حالة تدهور كبيرة )خاصة تلك الموجودة بالمدينة العتيقة( وتغيرا

في معالمها الخارجية والداخلية، باإلضافة إلى كون العديد منها، تحول إلى أماكن للسكنى ومحالت مهنية )كما واسعا

هو الشأن لألبراج(.

العمارة االقتصادية 0-4

ات ذات الصبغة السوسيو اقتصادية، والتي يمكن أن نلخصها، فيما يلي: ئيتعلق األمر، بمجموعة من المنش

:الفنادق

للفندق مبدينة تطوان العتيقة أمهية ابلغة. وكان الغرض منه إيواء التجار الغرابء وختزين السلع قبل توزيعها. وقد كان

كانت )أي الفنادق( يف غالب األحيان عبارة عن بناء متواضع يضم عددا من الغرف الفارغة من األاثث، حيث كان املسافر

اخليول والدواب فرتبط يف فناء الفندق. وقد ذكر الرهوين أن عدد الفنادق ال جيد فيه سوى غطاء وحصري ينام عليه، أما

. تعرف هذه الفنادق اليوم تراجعا يف وظائفها األصلية لصاحل أنشطة 118بتطوان بلغ "واحد وثالثون، ورمبا تزيد بنحو ثالثة"

ندق اللبادي (، أو جتارية وحرفية )فأخرى قد تكون سكنية )نذكر على سبيل املثال فندق البقايل حبومة العيون ابلنيارين

ابملصلى القدمية، فندق املصمودي ابلفدان...(.

، الطبعة 9، "عمدة الراوين يف اتريخ تطاوين"، اجلزء الثاين، منشورات مجعية تطاوين أمسري، سلسلة تراث 2112الرهوين )أبو العباس أمحد(، 118

.21الثانية، مطبعة اخلليج العريب، ص


160

:دار الدابغ

امليالدي، مبدينة تطوان العتيقة. حتد شرقا مبقابر املسلمني، وغراب ابخلرازين، 24تقع دار الدابغ، اليت بنيت يف القرن

مرتا مربعا. 2711ار. وتقدر املساحة اإلمجالية لدار الدابغ حبوايل ومشاال بباب املقابر وجنواب ابملالح البايل وحي املطم

وتتوفر على مدخلني، مدخل مشايل من جهة ابب املقابر ومدخل غريب من جهة اخلرازين.

تقسم دار الدابغ إىل قسمني: دار الدابغ الفوقية اليت حتد ابملدخل الشمايل ودار الدابغ السفلية اليت حتد ابملدخل

حفرة )صهريج( متوسطة احلجم ذات أشكال هندسية خمتلفة )مربعة، 481وتتوفر هذه الوحدة اإلنتاجية على الغريب،

لغسل وتنظيف اجللود، آخرين مستطيلة ومستديرة(، وأربع صهاريج كبرية خمصصة لغسل جلود الغنم واملاعز والبقر وصهرجيني

حمال لتخزين وعرض املنتوجات اجللدية. 25هذا ابإلضافة إىل

تتخبط هذه الوحدة اإلنتاجية يف العديد من اإلكراهات املرتبطة أساسا بتدهورها وحمدودية نشاطها، الشيء الذي

يهدد استمرار العمل فيها.

الدور السكينة 0-1

دينة، هو حديث عن تراتبية اجتماعية كانت وال زالت حاضرة بقوة. فبالرغم من إن احلديث عن الدور أو املساكن ابمل

وجود نوع من الرتابط بني السكان املسلمني أساسه وحدة الدين والعقيدة، فإن اجملتمع احلضري يف املغرب عموما كان خيضع

قتصادي األول خالل الفرتات التارخيية . خاصة وأن املدينة كان نشاطها اال119لرتاتبية تذكران بتقسيمات اجملتمع القدمي

السابقة ارتبط ابحلركة التجارية والصناعة احلرفية، الشيء الذي شكل عامال حمددا للعالقات االجتماعية. وهكذا جند املدينة

ل خكانت مكونة من ثالثة مستوايت كل مستوى يقسم اجملتمع على إثرها إىل أربعة تصنيفات متباينة: األول على أساس الد

)فئات غنية، متوسطة، فقرية(، والثاين على أساس عرقي )أهل البلد، األصيليون، اليهود، األوربيون، الغرابء، العبيد(، والثالث

عة منشورات مجعية تطاون أمسري، مطب، "تطوان خالل القرن التاسع عشر: مسامهة يف دراسة اجملتمع املغريب"، 2669السعود )عبد العزيز(،119

.98اهلداية، تطوان، املغرب، ص


161

مبين على معيار ثقايف ديين )أهل الصالح والوالية، العلماء، الشرفاء، الطلبة(، واألخري مبين على أساس "خمزين" )اخلاصة،

. 120األعيان، العامة(

ذا التنوع احلاصل على املستوى االجتماعي، كانت من بني أهم مظاهره اجملالية هو طبيعة املساكن واملباين املشيدة، ه

حيث كانت املنازل الفخمة والقصور من نصيب "علية القوم" الذين يتشكلون أساسا من: الدبلوماسيني، )نذكر على سبيل

ري د الكرمي األندلسي التطواين املراكشي، أول وزير للشكاايت يف املغرب، وسفاملثال الوزير حممد الصفار بن عبد هللا بن عب

. يعود املنزل الواقع ابلربض األسفل عند زنقة اللبادي له(، القواد والباشوات )نذكر هنا أشهر قصور 121املغرب إىل األندلس

ا هاما حيث ا امحد الريفي( اكتسب صيتا اترخيياملدينة الواقع عند ساحة "الفدان"، بين يف القرن الثامن عشر )على يد الباش

ومث مقرا لإلقامة اخلليفية يف فرتة احلماية اإلسبانية، 26و 28استقرت به األسر اليت تعاقبت على حكم تطوان يف القرنيني

ة ولكنها ري اليت كانت قص–وحاليا يشكل أحد اإلقامات السكنية امللكية( والتجار: " لقد جذبت فرتة االزدهار التجاري

التجار وسببت يف تكوين ثروات كربى وتشييد أبنية أخرى. هذا ومن بني -(2854-2841( و )2825-2811زاهية )

الدور الفخمة يف هذا العهد، تتميز دور جتار فاس الذين نزلوا يف حاضرة تطوان خالل ازدهارها البحري من جديد يف عهد

. 122وبداية التاسع عشر، ونذكر من بني هؤالء على سبيل املثال عائلة بوهالل" موالي سليمان بني هناية القرن الثامن عشر

اء قامت به فحسب إحصحيث وأصبحت آيلة للسقوط، واملالحظ أن العديد من هذه الدور تعرف تدهورا يف بنيتها

جلنة خمتلطة مت تكوينها من طرف مصلحة التعمري بواليـة تطوان واليت تضم مجيع األطـراف املتعاقـدة يف اتفاقيـة الشـراكة لسنة

، لريتفع 2112دارا سنة 281حيث بلغ عددها -مع حتديد نسب تدهورها-إبحصاء مجيع الدور اآليلة لالهنيار 2112

سنة 562مث 2119مسكنا سنة 465اء من طرف مصلحة املدينة العتيقة واالنسانشي( العدد )بعد حتيني اإلحص

. 255إىل الصفحة 226، مرجع مذكور، من الصفحة 2117السعود )عبد العزيز(، 120ب، ر ، "تطوان عاصمة الشمال ومنبع إشعاعه"، الطبعة األوىل، منشورات مجعية تطاون أمسري، تطوان، املغ2119بن عبد هللا )عبد العزيز(، 121 .44ص ، "تطوان احلاضرة األندلسية املغربية"، الطبعة األوىل، منشورات مجعية تطاون أمسري، مطبعة آلطوبريس، 2112مييج )جون لوي( وآخرون، 122

.92املغرب، ص –تطوان


162

، علما أن هذه األعداد 2129123خالل شهر أبريل من سنة 2292لريتفع العدد إىل (2أنظر الرسم البياين ( 2116

يد ما هو لظاهرة الذي يفوق ابلتأكمرشحة لالرتفاع بوترية سريعة، كما أن اإلحصاءات املقدمة ال تعكس احلجم احلقيقي ل

مقدم، ويتجلى ذلك يف اهنيارات وتصدعات بعض الدور غري احملصاة، إضافة إىل الشكاايت املتزايدة اليت ترد على املصاحل

حلاالت جديدة 124املعنية

2127و 2112تطور عدد املباين اآليلة للسقوط بني سنيت : 2رسم بياين رقم

2122اءي اإلقليمية للسكىن وسياسة املدينة بتطوان )إحصاملصدر: املندوبية

(. 2112-2119-2116(، اجلماعة احلضرية لتطوان )إحصاءات 2127و

أن النسيج املدروس، يزخر ابلعديد من املعامل املعمارية والعمرانية الغنية والفريدة، واليت تشكل اهلوية يظهر ، على العموم

ة للمدينة، كما اتضح لنا، أن هذه املكوانت تعرف مجلة من التحوالت اليت أفقدهتا أصالتها. ومن التارخيية والعمرانية واحلضاري

املؤكد أن التحوالت السالفة الذكر، ارتبطت بشكل كبري ابحلمولة الدميغرافية املهمة اليت حيتضنها جمال الدراسة.

123 » Etat des Constructions Menaçant Ruine, La Medina de Tétouan Royaume du Maroc, «

Recensement –Avril 2017- (Rapport). ، كجهاز يهتم ابملدينة العتيقة لتطوان، 2112يتعلق األمر ابلتحديد مبصلحة املدينة العتيقة واإلنسانشي وتدبري الرتاث، اليت مت إنشاؤها سنة 124

وهي اتبعة للجماعة الرتابية لتطوان.

280394

462

1277

2262

0

500

1000

1500

2000

2500

2002 2006 2009 2012 2017


163

برامج احلفاظ على الرتاث العمراين بتطوان عديدة: تنفيذها يرتبط مبجموعة من اإلكراهات التدبريية -1

إن التعامل مع الرتاث العمراين احلضري ابملدينة العتيقة لتطوان، كغريها من املدن العتيقة ابملغرب، يتخذ بعدا عالجيا

اث ابملدينة ال يكون إال بعد تدهوره بشكل كبري، واألحرى أن ، حيث جند أن أي تدخل إلنقاذ الرت 125أكثر مما هو وقائيا

نهجية يتخذ بعدا وقائيا واستباقيا، ذلك، أنه يف حالة كانت م -نظرا لقيمتها وخصوصيتها-يكون التدخل يف هذه األنسجة

احلفاظ عليها، وأهم نقاذها و التدخل يف األنسجة الرتاثية ابملغرب مبنية على مقاربة استباقية، سيضمن هلا احلماية وسهولة إ

مدخل هلذه املقاربة، هو توفري احلماية القانونية وتفعيلها.

ونشري يف البداية إىل أننا سنعمل يف هذا احملور على رصد أهم املشاريع اليت استهدفت املدينة العتيقة، خاصة الربامج

( واليت تكون إما عن طريق برامج موجهة فقط للنسيج 126احمللية )لن نتطرق للتدخالت اليت متت يف إطار التعاون الدويل

العتيق، أو برامج للتنمية احلضرية مهت مجيع مكوانت اجملال احلضري للمدينة. وهي برامج كما متت اإلشارة إليه، تبقى

ق االجتماعية فعالجية، هتدف إىل التخفيف من حدة التدهور اليت يطال اإلطار املبين ابملدينة، ومن النقص الكبري يف املرا

والتجهيزات األساسية )شبكات تطهري السائل، إصالح الطرق...(. ويتعلق األمر بـــ:

0226-0224املخطط االسرتاتيجي للمدينة العتيقة -أ

، وذلك هبدف تقدمي جمموعة من احللول الناجعة الرامية إىل جتاوز 2115مت الشروع يف إعداد هذا املخطط منذ سنة

اب اجملالية ابملدينة العتيقة، من خالل جتاوز نقاط الضعف اليت تعرفها املدينة العتيقة )ارتفاع معدالت اإلكراهات واألعط

، ومن النقص تخفيف من حدة التدهور اليت يطال اإلطار املبين ابملدينةسنركز يف على الربامج اليت اختذت بعدا عالجيا، واليت هتدف إىل ال 125 الكبري يف املرافق االجتماعية والتجهيزات األساسية )شبكات تطهري السائل، إصالح الطرق...(، بينما لن نتطرق إىل النوع الثاين من

ة العتيقة لتطوان، ميكن الرجوع إىل: لالطالع أكثر على أهم الربامج الوقائية اليت مت تبنيها ابملدين الربامج.، "تثمني الرتاث احلضري ابملدن املصنفة ترااث عامليا ابملغرب: حالة مدينة تطوان العتيقة )مشال املغرب("، جملة اإلنسان 2126، )بالل(الزروايل

.296-254صفحات ، مطبعة النجاح اجلديدة، الدار البيضاء، -2126يناير –واجملال والتنمية، العدد األول لالطالع على املشاريع اليت أجنزت يف إطار التعاون الدويل، ميكن الرجوع يف هذا اإلطار، إىل: 126

، "جتربة التعاون الدويل الالمركزي ورهان صناعة القرار التنموي ابجلماعة الرتابية لتطوان، حالة مشاريع 2128وأردة )إلياس(، الزروايل )بالل(عتبار ملركزا مدينة تطوان"، يف "املدن الصغرى واملتوسطة والعالقات الدولية"، منشورات امللتقى الثقايف ملدينة صفرو، أشغال الدورة التأهيل ورد اال

.274-291. صفحات 2128أبريل 26-28-27التاسعة والعشرون للملتقى الثقايف ملدينة صفرو، أايم


164

الكثافة السكانية، التلوث البيئي، انتشار السكن غري الالئق، غياب، تنامي معضلة التجارة غري املنظمة وغريها( واستثمار

ي، إمكانية االندماج، أمهية القطاع احلريف( اليت متتاز هبا.نقاط القوة )املوقع اجلغرايف للمدينة، تراث عامل

، مبيزانية تقدر بـــــــ CIEDESومؤسسة MALAGAوقد ركز مشروع املخطط الذي موله االحتاد األوريب عرب بلدية

لصناعة والثقافة، وامليون درهم، على جمموعة من القضااي واملواضيع اليت هتم هذا النسيج من قبيل: السياحة، 1.99

التقليدية، والتجارة املهيكلة وغري املهيلكة، والنظافة وتدبري النفاايت، ابإلضافة إىل معضلة البناايت اآليلة للسقوط وخدمات

املرافق العمومية. كما اقرتح جمموعة من املشاريع اليت مل تعرف طريقها للتنفيذ شأهنا يف ذلك، شأن وثيقة هذا املخطط.

تأكيد، أن جل املشاريع املقرتحة يف وثيقة هذا املخطط ركزت بشكل كبري على احملاور احلرفية املرتبطة حبي ووجب ال

البلد )الطرافني، اخلرازين، الصياغني، اخلياطني( فيما أغفلت ابقي )ابستثناء حمور املصلى القدمية( احملاور، كما أن جل

ح، تقشري وتلبيس وصباغة الواجهات( بينما غيبت املشاريع ذات البعدالتدخالت ركزت على اإلطار املبين )ترميم، إصال

االجتماعي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يالحظ أن هناك تنوع على مستوى الفاعلني يف هذا املشروع، بيد أن احلكومة

ار برانمج )يف إط CIEDESومؤسسة MALAGA( وبلدية ملقا forum2004) 0224األندلسية وبلدية برشلونة ومنتدى

INTERREG III أهم ممويل املشاريع املقرتحة يف هذا املخطط الذي مل يعرف طريقه للتنفيذ، ولكن جل املشاريع اليت مت )

وبرانمج التأهيل 2116-2119اقرتاحها سيتم العمل هبا يف إطار الربامج اليت تلت هذا املخطط )برانمج الـتأهيل احلضري

(.2125-2122ة ورد االعتبار للمدينة العتيق

(Mise à niveau urbaine) 0221-0222برانمج التأهيل احلضري -ب

مشل هذا الربانمج مدينة تطوان وخمتلف أحيائها خاصة الناقصة التجهيز. على مستوى املدينة العتيقة، فقد مهت

احلاصل على وعلى الرغم من التأخرمشاريع الربانمج ابألساس ترميم أسوار وأبواب وأبراج املدينة العتيقة، عرب أربعة أشطر.

مستوى إجناز مشاريع هذا الربانمج، فإنه )أي الربانمج( كان له ابلغ األثر على ترميم األسوار، حيث حتسنت وضعيتها بشكل

كبري )من الناحية اخلارجية( مما أكسب املدينة رونقا ومجالية.

0254-0255برانمج التأهيل ورد االعتبار للمدينة العتيقة -ت


165

يعترب هذا الربانمج من أهم الربامج اليت استهدفت املدينة العتيقة لتطوان، سواء من حيث املشاريع اليت أتى هبا أو من

يف 2125-2122حيث االستثمارات املالية املرصودة له. وقد مت التوقيع على اتفاقية أتهيل ورد االعتبار للمدينة العتيقة

، بشراكة مع جمموعة من املؤسسات 2122القة أشغال مشاريعها مع بداية سنة ، بينما أعطيت انط2122أواخر سنة

احلكومية وفعاليات اجملتمع املدين.

ويهدف هذا الربانمج الذي تضمن إجناز جمموعة من املرافق العمومية واالجتماعية والتجهيزات اجلماعية ابإلضافة إىل

مليون درهم، إىل النهوض مبكوانت املدينة العتيقة 424ثمارات مالية بلغت أتهيل اإلطار املعماري والعمراين ابملدينة، ابست

)الرتاثية والعمرانية واالقتصادية( واحلد من تدهورها، ال سيما إذا علمنا أهنا أصبحت تعيش فوضى عمرانية )تسارع يف وترية

والعمراين بشكل كبري ابلنسق املعماريالبناء واإلصالح بطريقة عشوائية ال حترتم أبي شكل خصوصية هذا اجملال( أخلت

ومن األهداف األساسية اليت سعى الربانمج حتقيقها، نذكر:الفريد هبذا النسيج.

االرتقاء ابملدينة العتيقة إىل مستوى األقطاب السياحية الوطنية والدولية؛ -

أتهيل ورد االعتبار للنسيج العمراين واألصيل ملدينة تطوان؛ -

التارخيية للنسيج احلضري والتقليدي؛ إبراز القيمة -

حتسني ظروف العيش لساكنة املدينة العتيقة؛ -

ترميم البناايت ذات القيمة التارخيية؛ -

ترميم الشبكة التقليدية لتوزيع املاء داخل املدينة العتيقة )االسكوندو(؛ -

إصالح وترميم املرافق الدينية؛ -

رد االعتبار للمرافق الثقافية؛ -

إحداث املرافق االجتماعية. -

وعلى الرغم من النتائج املهمة اليت حققها هذا الربانمج، إال أنه يالحظ بعد مرور ثالث سنوات من انتهاء املدة الزمنية

(، فإن تنفيذ مقتضياته عرفت العديد من التعثرات واالنزالقات، من مظاهرها: أتخر إجناز 2125-2122املخصصة له )


166

لتزام بعض الفاعلني إبجناز املشاريع املتعهد هبا )وابلتايل عدم خروج بعض املشاريع إىل حيز الوجود(، هشاشة املشاريع، عدم ا

بعض التدخالت، ابإلضافة إىل إكراهات أخرى ترتبط أبزمة تدبري الرتاث احلضري ابملدينة. واليت من أمهها:

حمدودية مواردها االقتصادية وهشاشة أوضاعها عدم قدرة الساكنة على االخنراط يف برامج رد االعتبار بسبب -

االجتماعية، هذا إذا علمنا أن غالبية ساكنة هذا اجملال تتصارع من أجل توفري قوهتا اليومي؛ وابلتايل فهي "عاجزة" عن

االخنراط يف برامج الرتميم والصيانة؛

إلطار ا، وهو ما يكون له انعكاس سليب على اأتخر إجناز مشاريع رد االعتبار وعدم االلتزام ابلسقف الزمين احملدد هل -

املعماري والعمراين )يزيد من حدة تدهور الرتاث العمراين( ويفقد الثقة عند ساكنة النسيج العتيق بتطوان من خمتلف الربامج

اليت متس جماهلم؛

وي ويثبطه؛ عل التنمالشيء الذي يكون له آاثر سلبية على مسار الفتدخلني وضعف التنسيق فيما بينهم، تعدد امل -

ساسية اليت يعترب أحد اإلكراهات األ حمدودية املوارد املالية للجماعة احلضرية لتطوان، وضعف اخنراطها يف برامج رد االعتبار -

ترتبط بعدم جناح خمتلف الربامج اليت متس

ي...( وغياب اإلطار التشريععموما، تبقى هذه اإلكراهات وغريها )تعقد األنظمة العقارية، وحمدودية العقار، ضعف

من أهم اإلكراهات اليت يعاين منها برامج التأهيل ورد االعتبار للنسيج العتيق املدروس، الشيء الذي انتقل معه احلديث من

أزمة التدخل يف الرتاث احلضري إىل تدخل األزمة.

خالصة:

يت عرفت حتوالت من أهم املدن العتيقة ابملغرب العلى سبيل اخلتم، تبني لنا أن النسيج احلضري العتيق املدروس، يعترب

جمالية سريعة، أدت إىل تدهور إرثها التارخيي، ونسيجها العمراين. وأصبحت تعيش وضعا اجتماعيا هشا يتمثل أساسا يف

ارتفاع الكثافة السكانية، وتدنيا للمستوى االجتماعي واالقتصادي للسكان.

يعاين منها اجملال املدروس، ظهرت العديد من الربامج اليت هتدف إىل أتهيل النسيج وكنتيجة هلذه املشاكل اليت أصبح

العتيق بتطوان وجتديده، وذلك إما يف إطار التعاون الدويل أو يف إطار برامج وطنية كربى )كربانمج أتهيل ورد االعتبار


167

ية ما هو الشأن ابلنسبة لربانمج التنمية احلضر ( وإما ضمن مشاريع حملية للتنمية احلضرية )ك2125-2122للمدينة العتيقة

، وتصميم التهيئة للمدينة العتيقة لتطوان 2129-2122واملخطط االسرتاتيجي للتنمية احلضرية 2116- 2119

(، ميثاق حسن التدبري ابملدينة العتيقة لتطوان(. 2121)

أن حتقق نتائج ابإلضافة إىل أتخر تبنيها، استطاعتويبدو أن خمتلف املشاريع والربامج اليت استهدفت املدينة العتيقة

"حممودة" وحمدودة الفعالية. فاحملمود يف هذه الربامج أهنا بدأت تدمج املدينة العتيقة ضمن أولويتها بعد أن كانت شبه مغيبة،

دية(.ماعية واالقتصاواحملدود فيها أهنا ركزت فقط على بعد واحد )العمراين( وإغفال جمموعة من األبعاد املهمة )االجت

واملؤكد أن تدبري هذه الربامج شابه العديد من النواقص لدرجة انتقلنا من احلديث من أزمة التدخل )ندرة التدخل( إىل

تدخل األزمة؛ فالعديد من التدخالت أنتجت لنا العديد من اإلكراهات وواجهتها العديد من التحدايت )عقارية، مالية،

ذي سيزيد من تدهور املعامل الرتاثية واملكوانت اهلوايتية للمدينة وعلى رأسها تنامي معضلة املباين اآليلة بشرية...(؛ األمر ال

مما يستدعي معه البحث عن آليات جديدة للتعامل مع الرتاث احلضري، تنبين على هنج مقاربة استباقية ووقائية، للسقوط؛

انية واملعمارية. وتعمل على تثمينها وفق مشروع حضري يراعي كل مشولية وتشاركية ومندجمة، حترتم اخلصوصيات العمر

ومستندا يف ذلك، على أدوات وآليات احلكامة احلضرية الرشيدة وخمتلف مقاييسها. كما أن ذلك، جيب أن مكوانت اجملال

التصورات خمتلفينبين على أسس قانونية واضحة وملزمة ملختلف األطراف. وهذا لن يتأتى إال من خالل إعادة النظر يف

واملقارابت اليت انتجت حلماية الرتاث العمراين ابملغرب )القانونية، اإلدارية، االجتماعية...( وإنتاج أفكار ومقارابت جديدة،

أن تتماشى -ابتعلى هذه املقار –تنبين على مبدأ االستباقية والوقاية بدرجة أوىل، وعلى العالج يف مرحلة اثنية. كما جيب

ملوروث العمراين ابملدن وإىل حجم التدهور الذي يعرفه )الرتاث العمراين(، ابإلضافة إىل الرهاانت التنموية املعول وأمهية ا

حتقيقها )خاصة على املستوى السياحي(.

الئحة املراجع:

مراجع ابللغة العربية:

، "معلمة تطاون"، مطبعة اهلداية، تطوان.2112ابن عزوز حكيم )حممد(، -


168

، "الضغط السكاين وأثره على التحول العمراين واملعماري ابملدينة العتيقة لتطوان"، يف جملة كلية 2122)عبد اللطيف(، أزكاغ -

.248 – 227، صفحات 29اآلداب والعلوم االنسانية تطوان، العدد

ات مجعية تطاون أمسري، ، "تطوان عاصمة الشمال ومنبع إشعاعه"، الطبعة األوىل، منشور 2119بن عبد هللا )عبد العزيز(، -

ص، تطوان، املغرب. 292، 44ص

، "النقطة الرابعة، دراسة مشروع اتفاقية شراكة تتعلق بربانمج أتهيل ورد 2122اجلماعة احلضرية لتطوان، حمضر دورة دجنرب -

."2125 – 2122االعتبار للمدينة العتيقة بتطوان برسم سنوات

. 2125إىل سنة 2119تطوان من سنة احلساابت اإلدارية للجماعة احلضرية ل -

، "عمدة الراوين يف اتريخ تطاوين"، اجلزء األول، منشورات مجعية تطاوين أمسري، سلسلة 2112الرهوين )أيب العباس أمحد(، -

صفحة. 298، الطبعة الثانية، مطبعة اخلليج العريب، 9تراث

تطاوين"، اجلزء الثاين، منشورات مجعية تطاوين أمسري، سلسلة ، "عمدة الراوين يف اتريخ 2112الرهوين )أيب العباس أمحد(، -

صفحة. 295، الطبعة الثانية، مطبعة اخلليج العريب، 9تراث

، "عمدة الراوين يف اتريخ تطاوين"، اجلزء العاشر، منشورات مجعية تطاون أمسري، سلسلة 2122الرهوين )أيب العباس أمحد(، -

صفحة. 229، 9تراث:

، "جتربة التعاون الدويل الالمركزي ورهان صناعة القرار التنموي ابجلماعة الرتابية 2128ل( أردة )إلياس(، الزروايل )بال -

لتطوان، حالة مشاريع التأهيل ورد االعتبار ملركزا مدينة تطوان"، يف "املدن الصغرى واملتوسطة والعالقات الدولية"، منشورات

أبريل 26-28-27ورة التاسعة والعشرون للملتقى الثقايف ملدينة صفرو، أايم امللتقى الثقايف ملدينة صفرو، أشغال الد

.274-291. صفحات 2128

، " اجلماعات الرتابية ابملغرب: بني متطلبات التنمية احلضرية املندجمة وإكراهات 2127الزروايل )بالل( زروق )حكيم(، -

ىل صفرو.. مائة سنة من التنظيم البلدي، من منط الوصاية اإلدارية إالتدبري: "اجلماعة احلضرية لتطوان أمنوذجا""، يف: "مدينة


169

التدبري التشاركي احلر"، منشورات امللتقى الثقايف ملدينة صفرو، أشغال الدورة الثامنة والعشرين للملتقى الثقايف ملدينة صفرو،

.245-224. صفحات 2127ماي 7-9-4-5أايم

ماعي ومعضلة التنمية الرتابية ابجلماعات احلضرية للريف الغريب: حالة اجلماعة احلضرية ، "التدبري اجل2127الزروايل )بالل(، -

لتطوان"، يف: "املسألة الرتابية ورهان التنمية املستدامة"، جملة العلوم القانونية، العدد السادس، مطبعة األمنية، الرابطـ،

.299-251صفحات

ري ابملدن املصنفة ترااث عامليا ابملغرب: حالة مدينة تطوان العتيقة )مشال ، "تثمني الرتاث احلض2126، )بالل(الزروايل -

الدار البيضاء، صفحات ،، مطبعة النجاح اجلديدة-2126يناير –املغرب("، جملة اإلنسان واجملال والتنمية، العدد األول

254-296.

"، يف: "اجملتمع التطواين والتطور 26و 28القرنني ، "معطيات دميغرافية واثنية عن تطوان يف 2116السعود )عبد العزيز( ، -

24العمراين واملعماري"، تنسيق احممد بن عبود، جمموعة البحث يف التاريخ املغريب واألندلسي، سلسلة أعمال الندوات

ج العريب، ي، منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة عبد املالك السعدي، تطوان، الطبعة األوىل، مطبعة اخلل29و

تطوان املغرب.

، " تطوان يف أواخر القرن التاسع عشر: مسامهة يف دراسة اجملتمع املغريب"، منشورات مجعية 2669السعود )عبد العزيز(، -

صفحة. 269تطاون أمسري، سلسلة دراسات، العدد الثاين، مطبعة اهلداية، تطوان املغرب،

ن يف أخبار تطوان"، الطبعة األوىل )تقدمي وحتقيق احنانة )يوسف((، مطبعة ، "نزهة اإلخوا2114السكريج )عبد السالم(، -

صفحة. 275املغرب، -اخلليج العريب، تطوان

252، "تطوان: بنت غرانطة احلاضنة للحضارة األندلسية ابملغرب"، الطبعة األوىل، مطبعة تطوان، 2124الشريف )حممد(، -

صفحة.

د السكاين والنمو احلضري مبدينة تطوان"، جملة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان، ، " التواف2665الشيخي )نور الدين( -

.277-216، صفحات 7العدد


170

،ـ "دراسة جغرافية للمجموعة احلضرية التطوانية"، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة يف 2114-2115الشيخي )نور الدين(، - اخلامس، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية أكدال الرابط، املغرب.اآلداب، ختصص: اجلغرافيا البشرية، جامعة حممد

، "دراسة جغرافية للمجموعة احلضرية التطوانية"، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة يف 2114-2115الشيخي )نور الدين(، - ابط ، املغرب.اآلداب، ختصص: اجلغرافيا البشرية، جامعة حممد اخلامس، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية أكدال الر

224.25( بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 2124يوليوز 7) 2549رمضان 21صادر يف 2.24.84ظهري شريف رقم --9991(، الصفحات: 2124يوليوز 24) 2549شوال 9، بتاريخ 9481املتعلق ابجلماعات، اجلريدة الرمسية عدد

9718.

مبدينة تطوان: دراسة جغرافية"، أطروحة الدكتوراه الدولة، كلية اآلداب ، "املاء واإلنسان2115-2114العبدالوي )حممد(، - والعلوم اإلنسانية، جامعة عبد املالك السعدي، تطوان، املغرب.

اس، حالة وكالة التنمية ورد االعتبار ملدينة ف–، "اسرتاتيجية أتهيل النسيج القدمي ملدينة 2124اجمللس األعلى للحساابت، - . 2124على للحساابت برسم سنة تقرير اجمللس األ

اململكة املغربية، وزارة اإلسكان والتعمري وسياسة املدينة، مديرية اهلندسة املعماري، الوكالة احلضرية لتطوان، )بدون اتريخ(، - ص. 78"ميثاق حسن التدبري للمدينة العتيقة لتطوان"،

غربية"، الطبعة األوىل، منشورات مجعية تطاون أمسري، ، "تطوان احلاضرة األندلسية امل2112مييج )جون لوي( وآخرون، - صفحة. 62املغرب، –مطبعة آلطوبريس، تطوان

املراجع ابللغة لفرنسية -2

EL ABDELLAOUI (M), 1986, « La Médina et son évolution récent. Etude de

géographie urbaine ». Th. Doct. Troisième Cycle. U.E.R. Aménag. Géogr.

Informat., Univ. Francios Rabelais, Tours, France, 349.

FARZANE )A), 2008, « Dépeuplement des anciennes medinas marocaines : rôle crucial du déficit migratoire », in : Les cahiers du plan, p 55. n 20 septembre – octobre 2008, publication Haut Commissariat du Plan, imprimerie El Maarif, pp : 55-59.

HAUT COMMISSARAIT AU PLAN, 2008, « Médinas au Maroc », les cahiers du plan N 20, Pub. Haut Commissariat au Plan, Ed. Centre National de Documentation, Imp. El Maarif Al Jadida, Rabat, Maroc, 59 Pages.


171

Réseau Marocain des Anciennes Médinas, 2015, « Réseau Marocain des Anciennes Médinas :État des lieux des médinas des villes membres », Pub. Coopération Municipale – CoMun Gouvernance locale et participative au Maghreb, Imp. Napalm, p 10.

Royaume du Maroc, Ministère de Délégué auprès du Premier Ministre, Charger de l’Habitat et de l’Urbanisme, Direction de l’Architecture, juin 2005, " Etude Architecturale et Plan d’Aménagement et de Sauvegarde de la Médina de Tétouan : Rapport d’Analyse et de Diagnostic », 114 Pages.

Royaume du Maroc, Premier Ministre, Ministre Delegue Charge de l’Habitat et de l’Urbanisme, Agence Urbaine Tétouan, Juin 2007, « Medina de Tétouan Etude Architecturale et Plan d’Aménagement : Rapport de synthèse intermédiaire ».130 p.

Royaume du Maroc, Premier Ministre, Ministre Delegue Charge de l’Habitat et de l’Urbanisme, Agence Urbaine Tétouan, Janvier 2007, « Medina de Tétouan Etude Architecturale et Plan d’Aménagement : Règlement de sauvegarde et d’aménagement ».102 p.

Royaume du Maroc, Premier Ministre, Ministre Delegue Charge de l’Habitat et de l’Urbanisme, Agence Urbaine Tétouan, Janvier 2007, « Medina de Tétouan Etude Architecturale et Plan d’Aménagement : Règlement de sauvegarde et d’aménagement ».102 p.

Royaume du Maroc, Premier Ministre, Ministre Délégué Charge de l’Habitat et de l’Urbanisme, Agence Urbaine Tétouan, Juin 2007, « Medina de Tétouan Etude Architecturale et Plan d’Aménagement : Rapport de synthèse intermédiaire ».130 p.

TAAOUMI )M), 2008, « Médinas du Maroc : entre un dépeuplement qui s’accélère et une gentrification marginale, in : Les cahiers du plan, n 20 septembre – octobre 2008, publication Haut Commissariat du Plan, imprimerie El Maarif, pp : 4-10.


172

االستدامة حالةالموارد المائية بالمجالت الواحية بين رهان التثمين وآفاق

" زاكورة بإقليمواحة مزكيطة "

Water resources in the oases, between the valorization bet and the prospects for sustainability “MIZGITA Oasis, Zagora Province"

سفيان المساوي د. الباحث

الجهوي والتنمية الترابية حول التدبيرمجموعة البحث

جامعة القاضي عياض بمراكش، المغرب والعلوم االنسانية، اآلداب كلية .

:ملخص

نموذج المواردخالل من مداخلتنا إلى تقديم مثال للتحوالت التي تشهدها الواحات من خالل نسعى من

، وكذا ةمبرزين في ذلك أساليب تدبير الموارد المائية السقوية والمنزلي المائية بواحة مزكيطة بإقليم زاكورة،

التطرق الهم طرق وتقنيات اإلعداد التقليدية والعصرية المعتمدة بهذا المجال، والتي تنم عن خبرة تاريخية

ومة باعتبارها وسطا يشكل منظ بالواحات تدبير المياهغنية في إعداد المجاالت الزراعية المسقية. فقد كان

ن أولويات اهتمام السكان من خالل عالقتها م بيئية ترتكز في توازنها االيكولوجي على عنصر الماء،

الجهات و بالمعطيات الطبيعية والبشرية داخله، إال أن هذا المورد بات إشكاال حقيقيا تؤرق ندرته الساكنة

.عن القطاع ويدمر فيضه منتوجات ومنازل الفالحين البسطاء المسؤولة

تنا، التي تندرج إشكالية مداخل والعصري التقليدي ثنائية اإلعداد والوفرة بينإذا ففي إطار تدبير الندرة

نهدف من خاللها إلى طرح مقترحات علمية عملية ندبر من خاللها ندرة المياه مع الحفاظ على بعض

األساليب التقليدية و تدبير الوفرة حتى ال تذهب مالين األمتار المكعبة من الماء هباء مراهنين في ذلك على

.ة ذات التكلفة البسيطةبعض األساليب العصري

يةالتغايرية المناخ–االستدامة –الواحي السقي أنظمة-والتثمين التدبير-المائيةالموارد كلمات مفتاحية:


173

Abstract

through this intervention We will try, to give an example of those those

economic and natural transformations that exist in oases; this is the example of

water resources in the oasis of "MIZGITA" in the province of ZAGORA, in order

to determine the methods of water resources management, either for irrigation or

for drinking water, and also to cite all the traditional and modern methods of

preparation adopted in this field, these methods signifying in reality a rich

historical experience in the preparation of irrigated agricultural zones.

We all know that water management in oases, as an environment or ecosystem

based on its ecological balance on the water, has become among the population

priorities through its relationship with natural and human data. But unfortunately,

the degradation of these resources has become a real problem in front of the people

in one side and in front of the leaders of the sector in the other.

Indeed, in the framework of the management of scarcity and abundance, and also

within the framework of the traditional and modern preparation, we will present

our intervention in order to give practical scientific proposals to manage the

scarcity of water, and manage abundance in parallel so as not to lose millions of

cubic meters of water to no avail. Based on some simple modern methods and

inexpensive.

Keywords: Water Resources - Management and Valuation - Watering Systems -

Sustainability - Climate Change

تقدمي اشكايل: -2

من السكان أي ما يعادل مليون شخص، %24تعد الواحات ابملغرب وسطامتفردا مبجموعة من اخلصائص اجلغرافية، حيث يقطنه

كما أن الواحات تتميز بنوع من التوازن يف العديد من امليادين، وذلك ابلرغم من قساوة الظروفيتميزبتفرد وجاذبيةمشهدهالطبيعيكما


174

الطبيعية وضعف اإلمكانيات االقتصادية والبشرية فيها. غري أنه وحلدود بداية القرن العشرين أصبحت الواحات ختفي وراء هذا التوازن

رين وف االقتصادية و االجتماعية الدولية والوطنية املتمثلة منذ بداية القرن العشوضعا هشا ومعرضا لالختالل. وابلفعل مع تغري الظر

يف دخول االستعمار، واالنفجار الدميغرايف، وتطور وسائل املواصالت وتدخل الدولة... اخل، أصبحت الواحات املغربية تعرف واقعا

د، اهلجرة خمتلفة أمهها : االندماج يف نظام سوسيو اقتصادي جدي جديدا يتميز ابختالل توازانته التقليدية ويتجلى ذلك يف ميادين

جبميع أنواعها، التمدين السريع،والتحوالت الثقافية لدى عدد كبري من السكان وحتدي التغري املناخي.

و العصرنة ونتج عن هذه التحوالت بروز جمتمع واحي جديد يتأرجح بني احلفاظ علي ما هو تقلدي من جهة، واإلسرار والتوجه حن

والتجديد من جهة أخرى , إهنا إذا مرحلة انتقالية تعيشها الواحات املغربية، يرى فيها البعض وضعا متأزما من خالل تفكك البنيات

التقليدية وتدهور املنظومة البيئية، يف حني يرى البعض األخر أهنا تسري خبطى حثيثة حنو التجديد والتطور االجيابيني وان كانت

شرات على ذلك مرئية يف كثري من األحيان، كما هو اآلن ابلنسبة لتدبري املياه, وتنظيم استغالهلا، وتغري وضيفة اإلنتاج ألفالحي املؤ

وتكتيفه. أما املؤشرات املرئية فيتجلى أمهها يف توسيع اجملاالت الزراعية ويف ظهور تقنيات جديدة للري )السدود والقنوات

والت النوعية واجملالية للسكن القروي من خالل هذا املقال سنحاول االجابة عن جمموعة من التساؤالت واملضخات...( ويف التح

اليت نلخصها يف:

حنو متزايد. وانطالقا من ذلك جاء هذا املقال ليسلط الضوء على هذه الظاهرة الضاربة يف عمق هذه األوساط اهلشة.من خالل

اإلجابة على التساؤالت التالية:

معرفة املتحكمة يف توزيع املوارد املائية بواحة مزكيطة

.الوقوف على نوعية نظام السقي السائد بواحة مزكيطة، وكيف ساهم يف عملية تدبري املوارد املائية املرتاجعة ابجملال

.التعرف على اهم التحدايت اليت خلفتها ندرت املوارد املائية وكيف تواجهها الساكنة

املعتمدة:املنهجية -2

نظرا ملا تكتسيه منهجية العمل أمهية كبرية يف الوصول إىل األهداف املوضوعية ألي عمل أو حبث، فإننا خلصنا طريقة العمل يف هذا يلي: املقال فيما

القوانني املنظمة. ضية، وبعوالفرنسجمموعة من املراجع واملقاالت وبعض التقارير ابللغتني العربية البيبلوغرافيا: وتضمنتاالعتماد على العمل امليداين: وهو احللقة األساسية يف طريقة العمل، حيث مشل زايرات ميدانية لبعض املصاحل لبعض املصاحل اإلدارية قصد مجع

املعطيات، كذلك املقابالت الشخصية مع سكان املنطقة.


175

م العمل الكرطوغرايف: استعمال بعض برامج نظام املعلومات اجلغرافية مثل نظاMAP INFO :املناهج املعتمدة يكانزمات الظاهرةماملنهج التحليلي االستقرائي: الذي يرتكز على تفسري علمي دقيق ينبين على عدة معايري ومؤشرات تسمح بفهم . .املنهج الوصفي: والذي من خالله سوف حناول تشخيص واقع احلال ابلواحة يف اإلقليم ل الدراسة ابجملاالت األخرى املشاهبة.املنهج املقارن: وذلك ملقارنة جما جمال الدراسة : االستواء خط مشال 30°30 و 45°30 عرض خط كرينتش، وبني خط غرب 30°6 و 15°6 طول خط بني مزكيطة واحة تقع

أفرا، مجاعة مزكيطة، مجاعة مجاعة :وهي قروية مجاعات 4 منها مجاعات، مخسة من مشكلة أهنا زاكورة. كما إقليم إىل وتنتمي ،(1) بوابة . تشكلابلواحة أكربجتمع سكاين تشكل كدز، اليت بلديةأ واحدة، وهي حضرية مجاعة إىل أفالندرا. إضافة ومجاعة اتنسيفت

السافلة، إىل العالية من اتساعها وخيتلف .كلم 34 مسافة ، على" اتنسيخت - ن - إمي " إىل " أفالندرا" من متتد درعة، حيثهكتارمسقية، 2632 هكتار، منها 4752 وتبلغمساحتها.مرت 110كيلومرتونصف، وأدهنا حوايل اتساعها أقصى يبلغ حيث

بشكل مزكيطة واحة – األكرب اجملرى – درعة وادي جرى . يقطعم)...., تفركالت , أكدز, قصر اتلوين ( قصر 27 كمتضمحوايل (.2اخلريطة) تبني لشرقي. كما اجلنواب اجتاه سداملنصورالدهبيب من طويل

: موقع واحة مزكيطة بحوض درعة1خريطة رقم

تاكونيت–اكدز زاكورة -المصدر : نظم المعلومات الجغرافية + الخريطة الطبغرافية: وارزازات


176

نتائج ومناقشة : -1

الموارد المائية بواحة مزكيطة.. 4.1

احلياة، فمن دونه تستحيل احلياة اإلنسانية، فقد أضحى موضوع املاء من بني اإلشكاليات احلسـاسة اليت تؤرق املاء عصب يشكل

شـعوب العامل، وتستقطب اهتمام الباحثني واملختصني يف هذا امليدان، ملا يكتسبه املاء من أمهية يف حياة اإلنسان، وابخلصوص يف

دوره املتمثل اجملال بصفة عامة، ابإلضافة إىل وهيكلة لـما له من األمهية يف االستقرار البشري الواحات واملناطق اجلافـة والشبه جافة.

يف تشكيل اجملتمع إىل درجة أصبح يعد من األسس الكـربى الفاعلة يف إعداد اجملتمع. وجماالت التنمية اهلادفة إىل حتقيق االستقرار

تغراب أمام األمهية اليت حيضى هبا هذا العنصر احليوي. ففي إطار كون املاء عنصر ال اإلنساين وتوازنه، مما ال يدع أي مـجال لالس

ميكن تعويضه يف عدد كبري من وظائفه واستعماالته.

الطبيعية: واالكراهات املوارد املائية مبزكيطة بني االمهية االقتصادية .4.0

، هذا ا من ادوار يف إستقرار الساكنة اليت تشتغل غالبيتها يف القطاع الفالحيتـعد املوارد املائية احملرك االساسي للواحة، وذلك ملا هل

ةاألخري الذي يعتمد على املاء يف إستمراريته كركيزة أساسية. ومن هذا املنظور كانت والزالت سريورة التنمية احمللية داخل واحة مزكيط

درعة،هذا األخري الذي يشكل املهيكل الرئيسي للمجال ضمن واحات أول واحة )العليا( ضمن واحات درعـة السـت املرتبطة بواد

درعة ،واملزود األول هلا ابملـاء سواء الصاحل للشرب أو املستعمل فـي أغراض فالحية ) الفالحة املورد االقتصادي األول، وإن كانت

حتول دون أن هذا اجملال يعاين من املعيقات اليت موجهة يف معظمها حنو االستغالل املعاشي(، ابإلضافة إىل دوره يف تلطيف اجلو.إال

السري بعجلة التنمية حنو التطور،إذ حتتل فيها العراقيل الطبيعية القسط الوافر وهي على النحو التايل:

وعورة التضاريس وطبيعتها الصخرية. -

ف، إن مل نقل الذي يتحول إىل الصحراوي.انتماء املنطقة إىل النطاق الشبه اجلا -

املـنطقة تعيش يف إطار ظروف مناخية قاسية تتسم بسيادة اجلفاف،الذي جتسده نـدرة التساقطات املطرية وقصر فرتهتا -

الزمنية، وارتفاع درجات احلرارة خالل فصل الصيف. وذلك ما جيعل من التقلبات املناخية ابملنطقة تتميز ابلشدة وعدم التوازن.


177

حمدودية املوارد املائية السطحية خاصة منها املوجهة حنو الري، وكذا املياه الصاحلة للشرب، مما جعل املنطقة تعيش يف دوامة -

اهلجرة حنو جماالت أخرى توفـر هلم فرص للعمل يف قطـاعات غري فالحية أو حتميهم على األقل من قلة املياه )اجلفاف(. وكذا تراجع

باطنية إىل مستوايت دنيا بسبب اإلستعمال املكتف وغري املعقلن هلا.الفرشة ال

حمدودية اجملال املزروع، والذي يقتصر على جنبات الواد يف إطار ما يسمى ابلواحـة، إن ملنستثين بعض املناطق اخلضراء اليت -

ل شريط ملربعة )تساوانت( فواحة مزكيطة متتد على شكتستفيد من العيون، وهي ال تتجاوز يف جمملها بضعة العشرات من األمتار ا

ضيق على طول الواد، فضال عن ضعـف الغطاء النبايت، ابستثناء أشـجار النخيل الذي يستفيد منه الفالح من أجل الزايدة من دخله

ساوة الظروف الطبيعية ،على ق -ة فقرية.املعيشي املتواضع، هذه الزايدة اليت ال تغري من الواقع املعاش. فالزراعات ضعيفة املرتبطة برتب

سبيل املثال التصحر والتعرية الرحيية ابخلصوص اليت تتميز بفعاليتها امليكانيكية.

أمام كل هذه املشاكل اليت هتم تدبري املوارد املائية، اضطر الـفالح إىل إختاد مجلة من التدبري حماوال بذلك التخفيف من نقص

جأ الفالح إىل حفر اآلابر حبثا عن املـياه للسقي يف الطبقات السفلى )الفرشة املائية( بعد أن اصطدم حباجز ندرة املياه املياه، فقد لـ

فوق السطح ،اليت كان يستمدها من الواد بواسطة السدود التحويلية والقنوات سواء التقليدية أو العصرية إال أن ذلك مل يغري من هذا

الوضع الشيء الكثري.

واد درعة شراين احلياة بواحة مزكيطة.. 4.3

يتميز اجلراين السطحي حبوض درعة _ الذي يتمثل ابألساس يف وادي درعة ابلتدرج من العالية حنو السافلة، خمرتقا بذلك جمموعة

لها واحةوتتذيطة من الوحدات التضاريسية والواحات. حيث أن هذه األخرية واليت يبلغ عددها ست واحات، تتقدمها واحة مزكي

ة املساف هاحملاميد، هذ(. واليت متتد من زاوية نورابز جنوب ورزازات إىل حدود 2الوسطى )اخلريطة بدرعهاحملاميد يف إطار ما يسمى

لى ع اليت خيرتقها وادي درعة يف اجتاه مصبه ابحمليط األطلنيت، وعالوة عن ذلك فإن واد درعة يلعب دورا أساسيا يف استقرار الساكنة

كلم، ويقوم بسقي مساحة 1200تناهز ضفافه منذ القــدم. مما جعل منه ذا فضل كبري يف التنمية وعموما فواد درعة ميتد على مسافة

منابع وادي دادس وأميين حيث وابخلصوص عندكلم مربع يف العالية 300كلم مربع. إذ يصل اتساع حوضه إىل 22741تقدر ب

تنتج هذا االتساع عن تالقي معظم روافد هذا الواد )واد درعة( واليت تتلقى معظم وارداهتا املائية انطالقا من مياه التساقطات والركاما

الثلجية يف األطلس الكبري


178

( أهمية الشبكة المائية بواحةمزكيطة2خريطة )

5.4

دور املناخ يف شح املوارد املائية.

يرتبط نظام اجلراين السطحي بواحة مزكيطة بعالية وادي درعة )قبل سد املنصور الذهيب حتديدا( حيث تتحكم مجلة من العوامل يف

مهمة مابني فرتات للصبيب، واليت تسجل تباينات كيفية وكمية كاملناخ مثال املتسم بطابعه اجلاف، ابإلضافة إىل التغريات الكربى

باجلراين وتبعا للظروف املناخية السائدة ابملنطقة من احندار وغطاء نبايت ،ابإلضافة إىل نوعية الصخور السائدة، هذه العوامل اليت تلع

ه واحة مزكيطة ضمن جلغرايف الذي حتتلدورا كبريا يف حتديد حجم الصبيب داخل اجملرى وابلتايل داخل السواقي. حيث يتحكم املوقع ا

العروض الشبه مدارية، وانفتاحها على املؤثرات الصحراوية القادمة من املناطق الشرقية اجلنوبية، فاملنطقة تعرف مناخا شبه صحراوي

ة من اجلنوب يجاف، ميزته األساسية هي الربودة القاسية شتاءا خالل الفصل الشتوي، وهبوب رايح الشركي احلارة صيفا واآلت

الشرقي، مما جيعل املنطقة تعاين من توايل فرتات اجلفاف.

تساقطات مطرية ضعيفة و متدبدبة تساهم يف تراجع الفرشة املائية: .4.4

تتلقى واحة مزكيطة كميات مطرية ضعيفة، واليت يلعب املوقع اجلغرايف للمنطقة دورا هاما يف حتديدها، والذي خلق احلواجز

ية املتمثلة يف األطلس الكبري الذي حيول دون وصول وتسرب التيارات الشمالية الرطبة من املغرب، كما أن جبل سريوا يف الطبيع

اجلنوب الغريب حيول دون تسرب التيارات القادمة من احمليط واحململة ابلرطوبة، ويف املقابل فإن ضعف االرتفاعات ابجلنوب الشرقي

جلافة.بتسرب التيارات الصحراوية ا

الساتل بتصرفاملصدر: اخلريطة صورة


179

2112-2112: التساقطات المطرية بالملم خالل سنتي 1الجدول رقم

المعدل

السنوي السنة/الشهور يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر أكتوبر نونبر دجنبر

125 9,5 1 0 25,5 0 0 33 0 0 36,5 12 7,5 2115

76,6 1,3 23,5 25,6 11 2,3 0 0 0 0 34 12,4 8 2112

المصدر : مكتب االستثمار الفالحي بورزازات )بتصرف(

يتضح من خالل اجلدول أن التساقطات بواحة مزكيطة تعرف نذرة وتدبداب عرب الزمان، وأحياان أخرى االنعدام يف بعض الشهور

وخصوصا مع الدخول يف الفرتة الساخنة، حيث نالحظ أن املعدالت الشهرية لتساقطات تعرف تباينات كبرية على مستوى التوزيع

مبجموع 2218ليزداد بنسبة قليلة سنة 2127ملمرت يف سنة 76.6موع األمطار هبذه الواحة واالنتظام الشهري حيث مل يتعدى جم

ملمرت يف السنة. وهنا يطرح أكثر من سؤال هل تكفي هذه الكمية لتحقيق متطلبات الساكنة املزكيطة اليت تعرف 125وصل إىل

ى.تزايدا دميوغرافيا متسارعا من جهة واحلاجيات الفالحية من جهة أخر

ارتفاع درجة احلرارة و تزايد كمية املياه املتبخرة: 0-0

أما يف ما خيص احلرارة فهي األخرى ال خترج من مسات النطاق اجلاف والشبه اجلاف، فالسمة املميزة للحرارة هو التباينات الكربى

درجة مئوية 34.02إىل سجلت معدل حراري يف شهر يوليوز وصل2127على مستوى الشهور أو السنوات. حيث أن سنة

درجة مئوية.وميكن إرجاع هذا التباين إىل عدة عوامل من 9.83كأعلى قيمة يف هذه السنة عكس شهـر يناير الذي سجل اقل معـدل

بينها قلة الغطاء النبايت الذي يساهم يف تلطيف اجلو، ابإلضافة إىل هبوب رايح الشركي احلارة واالرتفاع عن مستوى سطح البحر.هنا

ميكن أن نشري إىل أن احلرارة تلعب هي األخرى دورا كبريا يف اجلراين السطحي، وذلك انطالقا من إنعكاساهتا على نسبة كل من

التبخر والرطوبة.

:وضعية املوارد املائية بواحة مزكيطة قبل بناء سد املنصور الذهيب

أصبح 2672سابقة، إذ أنه منذ بناء سد املنصور الذهيب سنة هذه الدراسة املتعلقة بتغريات صبيب درعة الوسطى متت يف فرتة

اجلراين املائي لواد درعة يف اجتاه السافلة ،خيضع لتنظيم بشري حمكم حسب احلاجيات اخلاصة ابلزراعة. فقد ارتبطت التغريات

رعة، واليت تصادف الثلجية بعالية حوض د الصبيبية لواد درعة يف هذه الفرتة )قبل بناء السد( ابألودية وابلتساقطات سواء املطرية أو

الفرتات الفيضية اليت تعرفها املنطقة، حيث أن هذه األخرية، وخالل فصل اخلريف، تعرف زخات مطرية مهمة بني شهري شتنرب


180

ألطلس الكبري ل ودجنرب، إضافة إىل فرتات فيضية خالل فصل الربيع بني شهري أبريل ومارس واملرتبطة بذوابن الثلوج على القمم العليا

كمكون مثال، وعلى الرغم من أن الفرتات الفيضية لفصل اخلريف قليلة، لكوهنا تتميز ابحلدة خالل فرتة زمنية قصرية، مبقابل ذلك جند

أن هذه الفيضاانت أقل أمهية ابملقارنة مع سابقاهتا. لكن معدالت الصبيب فيها مرتفعة والسبب املباشر يف ذلك هو ذوابن الثلوج يف

العالية. وجتدر اإلشارة إىل أن الفرتة الشتوية تشكل مرحلة قصرية ،ومتحولة ما بني فيضاانت فصل الربيع واخلريف، حيث تسجل فيها

معدالت الصبيب نسبا جد ضعيفة، وعلى العكس من ذلك خالل الفرتة الصيفية، اليت تعرف جرايان مهما خاصة مابني زاوية نورابز

ذه النسب يف التدين كلما توجهنا حنو زاكورة. ويرجع السبب هذا كله إىل اإلرتباط املباشر لصبيب وادي درعة ومنطقة أكدز. لتبدأ ه

جبملة من الروافد املتمركزة يف العالية، واليت تلعب دورا هاما يف كمية الصبيب الواردة على وادي درعة، و ميكن إيرادها كما يلي: واد

دادس/ واد مكون/ واد ورزازات.

ضعية املوارد املائية بواحة مزكيطة بعد بناء سد املنصور الذهيب:و

أمام إشكال عدم انتظام الذي عرفته املياه السطحية يف جرايهنا على طول واد درعة، ورغبة يف ضبط استغالل هذه املياه، إضافة إىل

ر الذهيب بني ، حيث مث توقيع إنشاء سد املنصو سياسة بناء السدود اليت عرفها املغرب على الصعيد الوطين، وخصوصا بعداالستقالل

. فانطلقت األشغال إلجناز هذا املشروع منذ شهر مارس من نفس 1969فرباير 26االحتاد السوفيايت ووزارة األشغال العمومية يف

. ومنذ ذلك التاريخ أصبح جراين واد درعة يتم وفق برانمج الطلقات. 1972السنة وانتهت سنة

مليون مرت 19.4( يتبني أن حجم عائدات السد قد قدرت حبوايل 1973-1975ن بناء سد املنصور الذهيب )سنوات م3بعد

مرت مكعب يف الثانية هذا االخنفاض يف الصبيب انتج يف عن بداية تنظيم اجلراين املائي لدرعة 4,7مكعب. و بصبيب متوسط يناهز

بواسطة سد املنصور الذهيب يف العالية وهو ما يتضح انطالقا من اجلدول أسفله اخلاص ابملتوسط السنوي لصبيب درعة الوسطى

أي بعد تشييد سد املنصور الذهيب، والذي يوضح التغري الكبري احلاصل يف معدالت الصبيب ابملقارنة 1973-1975خالل الفرتة

سد لمع الفرتة السابقة لتشييد السد. وهكذا ميكننا وضع مفارقة مابني الفرتة السابقة وهذه الفرتة، حيث أن اجلراين املائي يف فرتة بناء ا

بل بناء ريف، ابإلضافة إىل فصل الشتاء الذي متيز مبطابقته ملا مت ذكره من معدالت يف فرتة ما قامتاز ابخنفاض صبيبه خالل فصل اخل

السد.أما فصل الصيف فيبقى ذا صبيب ضعيف كالعادة.


181

. 1973-1975:المتوسطات الشهرية لصبيب واد درعة الوسطى خالل 2الجدول رقم

C.E.H.N.A.F.K 2001-2000المصدر:

أساليب تدبري املوارد املائية بواحة مزكيطة-. 2.4

.اإلعداد التقليدي للموارد املائية بواحة مزكيطة

مام السكان وميكن من أولوايت اهت ضبط املياهكان داملسقية، فقيتميز جمال الواحات خبربة اترخيية غنية يف إعداد اجملاالت الزراعية

هذه راعتبار أحواض اجلنوب الشرقي املغريب جماال لطرح ومعاجلة املسألة املائية يف عالقتها ابملعطيات الطبيعية والبشرية واجملالية ابعتبا

ملنطقة تشكل منظومة بيئية واحية ترتكز يف توازهنا االيكولوجي على عنصر املاء.ا

سعى الفالح بواحة مزكيطة إىل حماولة حل مشكل حتويل املياه حنو املناطق البعيدة عن الواد، ضماان منه إلقامة نشاط فالحي مزدهر

شيئا ما وهو ما أتتى له عن طريق إقامته جملموعة من السواقي التقليدية تنتظم يف إطار قوانني عرفية مضبوطة. وتسهر جلنة قبلية على

كمل وجه، وهي ما سنحاول معاجلته خالل هذا احملور ابإلضافة إىل دراسة التسلسل املرحلي الذي تعرفه السواقي من تطبيقها على أ

السد التقليدي "أكوك "إىل مصب الساقية يف الواد.

: عدد السواقي التقليدية بواحات وادي درعة. 3الجدول رقم

الواحة مزكيطة تنزولين ترناتة فزواطة كتاوة لمحاميد المجموع

عدد 22 27 16 10 10 4 89

السواقي

المرتبة 2 1 3 4 4 6

النسبة 25 30 18 11 11 5 100

المئوية

العالية

السافلة

الموقع

Lekbir Ouhajou : Espace Hydraulique et Société au Maroc 1996المصدر:

الشهور يناير فرباير مارس أبريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنرب أكتوبر نونرب دجنرب

0,828 10,208 0,044 0,267 2,497 0,056 0,277 0,068 0,512 1,027 1,268 0,063 الصبيب

/ث3م


182

(. 1996ساقية ) 22من هنا ميكن أن خنلص إىل أن واحة مزكيطة متتاز برتكز عدد كبري من السواقي التقليدية، واليت يبلغ عددها

الطمر الذي بسببهذا العدد الذي ميكن إرجاعه إىل متركز الساكنة على مستوى واحيت مزكيطة وتنزولني إال أن هذا العدد تضاءل

تعرضت له السواقي من جهة، واستغناء بعض القبائل عنها بعد تعويضها بسواقي حديثة مصنوعة من اإلمسنت واحلجر من جهة اثنية

(، عالوة عن هذه األسباب تتدخل السلطة الوصية إبغالق بعضها بسبب الصراعات الطاحنة اليت كانت تدور 2129سنة 24)

أن نشري إىل أن عدد القبائل املستفيدة من الساقية الواحدة خيتلف من ساقية ألخرى، إذ يصل يف بعض حوهلا. ومن هنا البد

األحيان إىل تسع قبائل) مثال ساقية متنوكالت بواحة مزكيطة(، اليت تقوم بصيانتها كلما دعت الضرورة ذلك.

التسلسل اجملايل للساقية املزكيطية :

حة درعة تتميز ابلتدرج من العالية اىل السافلة، حيث جند متركز سد حتويلي تقليدي يدعى ابألكوك فالساقية على مستوى وا

والذي يقوم بتحويل املياه املنحرفة من جمرى الواد اىل جمرى الساقية، لنصل يف هناية هذه الساقية اىل الواد والذي يعد مصبا هلذه

الساقية.

األكوك سد حتريفي تقليدي :

ه أيضا السد التحريفي التقليدي، وهو عبارة عن جمموعة من الركامات احلجرية وجذوع األشجار واليت تقوم القبائل بنصبها ويطلق علي

منها حتويل املياه املتدفقة من الواد يف اجتاه الساقية التقليدية اخلاصة هبم. إال أن هذه الطريقة مل تعد انجحة ةاجملرى، حماولعلى عرض

جعل السكان يعوضوهنا أبكياس بالستيكية مملوءة ابلرمال يتم وضعها يف موقع اجلراين، مماركامات من طرف بسبب جرف هذه ال

السد.سامهت ولو بشكل قليل يف الرفع من قوة حتمل هذا السد التقليدي.

حلية من اجملرى. يف املناطق ا صالواد، وابخلصو وقد دفع عامل ندرة املياه مالكي السواقي إىل حماولة وضع أالكوك اخلاص هبم يف عالية

وذلك لتحويل اكرب قدر من املياه حنو سواقيهم، مما ولد جمموعة من الصراعات الطاحنة واإلصطدامات بني مالكي هذه السواقي،

استدعت يف بعض األحيان تدخل السلطة، واملتمثلة أساسا يف املكاتب اجلهوية لالستثمار الفالحي مبساعدة من الدرك امللكي

غالبية مع مليدانيةا املقابالت من انطالقا إليه اخللوص مت ما وهو الساقية حفر بسنة وكڭلفكها. ومن جهة اثنية فقد ارتبط بناء أال

.السكان

الساقية وحدة تقنية وجمالية متميزة:


183

ابإلضافة إىل املشارات يتم حفرها من طرف القبائل املستفيدة منها، وذلك يف إطار مجاعي مفروض. أيخذ عني االعتبار متوقع

مدى إمكانية وصول املياه إليها. ولكي تتم عملية السقي وتنظيمها ،فإذا أخذان على سبيل املثال أمنوذج ساقية متنوكالت، اليت تعد من

يف قبائل سبع تبلغ ،واليت صغرى قبائل من بدورها تتكون كربى قبائل أربعة منها تستفيد حيث. يطةڭبني أعرق السواقي بواحة مز

الضفة اليسرى لواد درعة، إذ متتاز ابمتدادها الكبري حيث تنطلق من أكوكها الذي يتمركز يف عالية على الساقية هذه وتقع. جمملها

كيلومرتا. وتقوم هذه الساقية بسقي مساحة 11و 9اتلوين وتنتهي عند هناية حماط قصر أبوصاص، وذلك على مسافة ترتاوح مابني

هكتارا. حيث تتفرع هذه الساقية إىل قسمني مبجرد اقتحامها لقطاع تفركالت، ومها فرع تكاثرت يصرف 361.88تقدر حبوايل

من املياه، تقتسمها القصور اخلمسة املكونة حاليا هلذه الساقية. بعد أن ختلى 5 \4 مخس املياه، والفرع الثاين متنوكالت حيتفظ ب

الفرع األخـري إىل االنشطار جمددا وسط حماط زاوية الـسوق إىل قسمني: األول خيرتق قصر أبوصاص عن نصيبه، ونوبته وتعرض هذا

اجملال الزراعي وحدوده هناية قطاع أيت علي،بينما الثاين فهو يتبع نفس االجتاه حنو الواد.

مصب الساقية / املشيع: -

ىل الواد. وذلك وحتويل املياه املتبقية يف حالة الوفرة إ يطلق مصطلح املشيع على هناية الساقية. وهو فرع من الساقية يقوم بطرح

ضماان من الساكنة لعدم ضياع املاء داخل املشارات وسيالنه فوق الطرقات. إذ جنده دائما يف أخر احملاطات املستفيدة من الساقية.

ح الفال وحماولة. عاملشي إىل وصوال وك،ڭاألمن هنا ميكن أن نستنتج التسلسل املرحلي لتحريك املياه داخل الساقية من بدايتها عند

ساهم الذي الشيء وهو والقبائل األفراد كل قاملشارات، وحقو ومتوقع االرتفاعات تراعي متعددة معايري وفق الساقية إنشاء يطيڭاملز

بدأه ما إلجناح الضروري من كان ولكن. حاليا( نسبيا) احلديثة املسقية للدوائر كأساس كانت اليت املسقية الدوائر من مجلة خلق يف

إقامة جلنة ساهرة على تنظيم عملية السقي. ، الفالح هذا

تناست/الساعة املائية: تيغريت -

تقنيات دقيقة لتحديد موازين توزيع املياه اجلماعة تعد من التقنيات املستعملة يف توزيع املياه بني الساكنة يف الواحة وضعتها

على املالكني أو املنتفعني.و ختتلف هذه التقنية من ترسيم احلدود الطبيعية إىل توزيع املياه ليال وهنارا على امللكيات إىل األدوات

اليت تشتغل على مدار الساعة. إن ساعة مثل تيغريت من هي صنع اإلنسان كالساعة املائية. ومن بني هذه الساعات ساعة اليت

http://www.hydriaproject.info/arabic/ajax/glossary/morocco/jmaa.html

http://www.hydriaproject.info/arabic/ajax/glossary/morocco/jmaa.html

http://www.hydriaproject.info/arabic/ajax/glossary/morocco/tighirte.html



184

الشمس حيث يصبح معه توظيف الظل يف قياس الزمن أمرا فيها تغيبهذه، كانت مفيدة بشكل خاص خالل الليل أو يف األايم اليت

.غري ممكن

أو تناست، استعملوا لذلك آنية من النحاس اخلروبة يقيس السكان ياملاضي، ولكنظرا النعدام تواجد الساعات لقياس الزمن يف

يثقب هذا الوعاء يف أسفله ابلشكل الذي يسمح ابلنفاذ التدرجيي للماء إىل داخله وختتلف .تيغريت على شكل نصف كروي تسمى

األمر عادة لرت من املاء. يفوض فيها 2،4سعته املائية حسب احلصة املائية اليت يقيسها، وهي يف مجيع األحوال تقل أو تزيد عن

تغريت يف وعاء أكرب مملوء ابملاء لتطفو فوقه، بوضع حيث يتكلفشاسعة أبمور الفالحة ألشخاص كبار يف السن "أكالس"هلم دراية

ويسجل بذلك القياس املائي يف حده وابستمرار دخول املاء من ثقب اإلانء النحاسي ميتأل هذا األخريو يغوص إىل أسفل الوعاء

ة لتناست وحده األقصى ابلنسبة للخروبة. األدىن ابلنسب

و ابإلضافة إىل هذه التقنية هنالك أيضا تقنيات "احلبة" و تستعمل خاصة يف العيون القليلة الصبيب و اليت يضطر

لالفالحون فيها إىل جتميع املياه القليلة يف صهرجيو تتم عن طريق مقياس يصنع من غصن خنلة يتم تقسيمه بواسطة أشواك النخي

بشكل متوازي على شكل تقسيم مسطري و يوضع هذا الغصن يف املاء املوجود يف الصهريج بشكل عمودي يف حاشية متبث على

صخرة مبين يف قعر الصهريج حىت حتتفظ الصخرة ابملاء و الرطوبة يف الصهريج. فاخلطارات أيضا يتطلب استغالهلا أوال خربة كبرية

كلم وعمقها 5الباطنية. فحسب دراسة ا قام هبا األستاذ ابسكون ابحلوز، فإن حفر خطارة طوهلا الكتشاف السدمية مت حفر القناة

127ألف يوم عمل وهذا ال أييت إال يف إطار مجاعي متماسك. 58سنوات أي ما يقارب 5عامال وملدة 51م يتطلب 22

اآلبـــــار -

لتزويدا أنظمة أكثر يهاملاء،و من مهلتوفريحاجيات ابلواحةالسكان اهاعتمد اليت املصادرالقدمية بني تعداآلابرمن

احمللية الساكنة وتقوم الواحة، داخل انتشارا ابملاءالشروب

، منشورات وزارة األوقاف 293لصحراوية، مجلة دعوة الحق، ع مزيان أحمد ، تدبير الماء عند سكان الواحات ا127

.99. ص 3009 والشؤون اإلسالمية، الرباط، مطبعة األمنية،

http://www.hydriaproject.info/arabic/ajax/glossary/morocco/kharrouba.html

http://www.hydriaproject.info/arabic/ajax/glossary/morocco/kharrouba.html




185

(كما ختتلف اعداها الدلو)أكى ابستعمال اليدوي الرفع طريق عن ،وذلك تقليدية ابستغالألغلباآلابراملوجودة "مبزكيطة"بطرق

كمية املياه اليت يتطلبها، ففي حالة وجود بئرين او ثالثة لدى مالك واحد فغالبا متوجه للمنزل و حسب طبيعة النشاط املوجهة له و

النشاط الفالحي.

اخلطارات والعيون -

وقد مت لسنني،ااجلوفية الستغالهلا يف أغراض الري. ويعود اتريخ هذه الطريقة إىل آالف هجتميع املياتقنية قدمية متكن من اخلطارة تعد

اعتمادها يف أكثر من منطقة من مناطق العامل متتد من الصني اىل اسبانيا، مرورا ببالد فارس بل امتدت إىل أمريكا الالتينية. عرفت

يف الصحراء الكربى، أو الكارز يف بالد فارس أو الفالز يف العربية السعودية (الفكارة) أو اخلطارة أنظمة املياه هاته أبمساء خمتلفة

(hoyas) دجريات يف األندلس، وقد وجدت أنظمة شبيهة لشبكات املياه هاته، يف البريو واملكسيك ابسم هوايسوامل

(Laureano, 2005). قبل امليالد 7و أول اتريخ موثق حول القناة يعود إىل القرن السابع.

شبه ىل منطقة الشرق األوسط ومشال املناطق القاحلة و ويف منطقة البحر املتوسط, امتدت القناة ذات األصول الفارسية )ايران اليوم(, إ

.القاحلة, من بينها املغرب

نفق أفقي أيسر فرشة املياه اجلوفية عرب م(، نظااخلطارةو اعتمد سكان واحة مزكيطة على اخلطارة للحصول على املياه فهي تشكل )

مرتا 21كيلومرتا يف طوهلا!(. وعلى مسافات فاصلة متساوية 24كلم, وميكن أن تصل حىت 8-5حيفر على مسافات طويلة )عادة

ا وإمنا هإن وظيفة مثل هده اآلابر ليس جلب املياه من الرئيسية،حتفرآابر عمودية متكن من عمليات الولوج والصيانة للقناة

اهلدف منه احلصول على احندار تدرجيي أفضل من كان للخطارةوتكثيف مياه اجلو. وابعتبار أن بناء النفق الرئيسي اخلطارة هتوية

ينتهي بظهوره على سطح األرض بعد قطعه ملسافة عدة كلومرتات دو احندار تدرجيياألرض اليت تتواجد حتتها ،فإن النفق يصبح

مرت )ابعتبار أن النفق قد مر حتت اجلبال والتالل( كما 241بعيدا عن البئر األول للخطارة الدي يصل عمقه يف بعض احلاالت إىل

:(.2يوضح الشكل )

http://www.hydriaproject.info/arabic/ajax/glossary/morocco/khettara.html











186

http://arabi.assafir.com/Article/5053المصدر:

: نظام عمل الخطارات بالواحة1شكل

تدبري شؤون السقي

لكي تتم عملية السقي على الوجه األكمل ويف ظروف حسنة، داخل كل الواحات اليت تعتمد على السقي عن طريق الساقية أو

اخلطارة، استلزم األمر تعيني جلنة تسهر على تدبري شؤون السقي وتنظيمه، من خالل العمل على تقسيم املياه وتوزيعها. مما جيعلنا أمام

مرور عملية القسمة. ضرورة الوقوف على كيفية

:الدورة املائية وتقنية توزيع وقياس احلصص املائية

متتاز الدورة السقوية بواحة مزكيطة بنوع من التشابك والصعوبة، نتيجة لرتاكم جمموعة من األسباب اليت غالبا ما أفضت بعملية السقي

للسري حنو نشوب صراعات عدة، من بينها :

عدم انتظام جراين درعة. -

التخريب الذي يلحق ابالكوك. -

االختالسات اليت متارسها القصور املتمركزة ابلعـالية على حساب قصور السافلة. كمثال ساقية متنوكالت اليت كانت ختتلس نوبة -

لقبائل إىل اساعة(، لتعويض منها ألحد أايم دورهتا السقوية الذي ضاع بسبب اهنيار األكوك. وأمام هذا الوضع، تنبهت 24كاملة )

دوارا( 12ضرورة وضع نظام قصد احلد من هذه العوامل، وهو ما يدعى ابلدورة السقوية، وهو ما قامت به قبائل ساقية متنوكالت )

يوما. تستحوذ قصور العالية على أزيد من نصف هذه املدة. 12،واليت تستفيد من دورة كاملة متتد على مدة

http://arabi.assafir.com/Article/5053


187

أيام الدورة السقوية حسب الليل والنهار)ل.ن(،وحسب عدد النوبات."ساقية تمنوكالت": توزيع مجموعة 4الجدول رقم

األيام الثالثاء األربعاء الخميس الجمعة السبت األحد االثنين الثالثاء األربعاء الخميس الجمعة السبت

النوبة ن ل ن ل ن ل ن ل ن ل ن ل ن ل ن ل ن ل ن ل ن ل ن ل

تفركالت * * * * * * *

تمنوكالت * * * * * * * *

* *

زاوية

سيدي

صالح

* * الزاوية

نسوق

* *

قصبة

ايت

علي

تلمزيط * * *

2112المصدر: بحث ميداني

انطالقا من اجلدول يالحظ مدى التفاوت احلاصل يف عدد النوابت بني القصور املستفيدة من ساقية متنوكالت. إذ تستحوذ قبيلة

ساعة( يومالسبت. حيث أتيت يف املرتبة الثانية بعد قبيلة متنوكالت اليت 12تفركالت على ثالثة أايم متوالية، ابإلضافة إىل ليلة )

لزاوية نسوق. ..(. ويرجع ا -تستحوذ على أربعة أايم ،لتتبقى أربعة أايم ونصف تقتسم بني بقية القبائل األخرى )زاوية سيدي صاحل

احلاصل يف تقسيم املياه إىل عدد املشارات اليت توجد يف حوزة كل قبيلة أو على عدد العظام املتواجدة داخلها هذا الالتكافئ

)القبيلة(. ومن جهة اثنية فإن بعض العائالت اليت تنتمي إىل فئة "الشرفاء" حتضى حبصة مائية دون أي تكليف أو مقابل )ال يشرتكون

ك (، ويف بعض األحيان ينضاف يوم خيصص لسقي مشارات "القايد". يف عملية صيانة الساقية إىل غري ذل

ويف هذا اإلطار تتم الدورة السقوية بشكل تناويب، وهو ما يطلق عليه حمليا ب "أالم"، أي سقي مشارة مبشارة. لكن قبل البدء يف

يا يف اجتاه ل"،أي البدء من املشارات العلعملية السقي جيرى إتفاق قبلي ،يتم خالله االتفاق على اجتاه السقي، هل من "أفال نغال

السفلى ،أو العكس ،أي "إزدار نغالل"، وغالبا ما يتم االتفاق على االختيار األول. لتبدأ عملية السقي حتت إشراف اللجنة السقوية،

ي، الذي كان نتاجا هو التبذير املائوتطبيقا ملا جاء يف القوانني القبلية املنظمة هلذه العملية. اال أن املشكل الذي الزال يطرح نفسه


188

،لعملية تقسيم النوابت بني املالكني، فأغلب الفالحني ال يقدرون قيمة هذه الثروة، وال ظروف املشارات املتبقية واحملتاجة هلذه املياه

حيث تغيب املراقبة داخل االستغالليات، مما دفع السكان إىل إحداث تقسيم جديد للنوابت.

ين واملكاين حلصص املياه:التوزيع الزم

أايم. واليوم هنا 7أايم، واألخرى يف 8يوما. هبا دوراتن صغرياتن؛ األوىل تتم يف 15تتم الدورة السقوية العامة خالل مدة أقصاها

قفا حتت اابلليل، واملادير وحدة قياسية تقدر ببعض أقدام هنارا، واليت يصل إليها ظل الشخص و 6" أمادير" ابلنهار و 10يتكون

الشمس، ويتم تقسيم هذه الوحدة إىل وحدات أصغر، وهي الفروع وهي ربع تلك األقدام. أما ليال يتم االلتجاء إىل جمموعة من

النجوم املعروفة لدى السكان. إال أن السكان

ساعة ،و النوبة تقدر 4/1استبدلوا هذه الطرق ابلساعة. كمقياس زمين مضبوط، حيث أصبح "املادير" يساوي ساعة واحدة، والفرع

128بساعتني، بعد أن كانت تساوي "ماديرين"أما خبصوص التوزيع املكاين، فإن صاحب احلصة يعمل على وضع معايري متعددة من أجل التوفيق ما بني مساحة مشارته املراد

وحاجتها للمياه، اعي خالهلا نوعية املزروعاتسقيها، وبني املدة الزمنية لنوبته. وهبذا فإن الفالح يقسم مشارته إىل عدة تقسيمات، ير إضافة إىل مستوى العلو داخل املشارة، حيث يبدأ ابملستوايت العليا يف اجتاه املستوايت املنخفضة الن األوىل حتتاج إىل كمية قوية

تغالل إيصال املياه مناطق االس وكبرية من املاء، حبكم االرتفاع.وعموما رغم كل اجملهودات اليت قام هبا اإلنسان املزكيطي من أجلوبكميات وافرة، إال أنه تناسى مشكل تبذير املياه واليت كانت من وراءه ابلدرجة األوىل السواقي التقليدية ،حيث تقدر نسبة ضياع

من حجم املياه املنقولة. مما يضعنا أمام مشكل عدم جناعة السواقي التقليدية يف احملافظة على املياه، وهو ما دفع % 60املياه ب ابلسلطات الوصية للبحث عن حلول بديلة من أجل التقليل من هذا التبذير. لتكون السواقي احلديثة من بني أهم املشاريع اليت راهنت

عليها هذه السلطات الوصية. اإلعداد احلديـث وتثمني املوارد املائية. 2.5

لسارعت الدولة إىل إقامة جمموعة من السواقي احلديثة املبلطة)املبنية ابالمسنت املسلح(عوض السواقي الرتابية. اال أن هذا املخطط الزا ة مزكيطة ؟يفتقد نسبيا للفعالية، فإىل أي حد سامهت هذه اخلطوة يف التقليص من كميات ضياع املياه بواح

احدى امحمد، اإلنسان والبيئة بالجنوب الشرقي المغربي من خالل الوثائق واألعراف المحلية، ضمن ندوة: البيئة بالمغرب 128

. 999.ص 3002درعة نموذجا، منشورات المعهد الملكي للثقافة األمازيغية، الرباط معطيات تاريخية وآفاق تنموية: منطقة Attia )H( , Au cours des journées sur l’Afrique, Grenoble, 1971. :نقال عن


189

0211المصدر العمل الميداني

: تفوق نظام السقي العصري على التقيدي بواحة فزواطة 1مبيان رقم

يف حني ان الساكنة املعتمدة % 45انطالقا من املبيان اعاله نالحظ ان الساكنة بواحة فزواطة تعتمد تقنيات سقي عصرية بنسبة مما يفسر توجه السكان حنو التقنيات العصرية ملا هلا من فوائد تتمثل خاصة يف ضخ كميات %6على تقنيات تقليدية ال تتجاوز

امة و ع مهمة من املياه من االابر. ابالضافة اىل ما سبق عملت الدول على التدخل حلماية املوارد املائية من الضياع بواحةات درعة مظكيطة خاصة تتمثل يف انشاء سد املنصور الذهيب.

سد املنصور الذهيب خطوة مهمة لضمان حياة الواحة،يف إطار سياسة بناء السدود اليت هنجها املغرب، ليصبح 1972كيلومرت من ورزازات ،مت تشييد سد املنصور الذهيب سنة 25على بعد

مليون 560 سافلة وروافدها يف العالية )األطلس الكبري(. حيث تقدر سعة السد حبوايل بذلك نقطة ربط وتنظيم بني الواحات يف المليون مرت مكعب، بسبب مشكل طمر وتوحل السد ابألوحال القادمة من العالية، 480مرت مكعب هذه احلمولة اليت تراجعت إىل

رادها فيما يلي: وقد مت تشييد سد املنصور الذهيب لتحقيق مجلة من األهداف، اليت ميكن إيمحاية واحات درعة الوسطى و السفلى من الفيضاانت احملتملة و تنظيم اجلراين املائي لدرعة الوسطى، وذلك يف إطار توزيع مياه

هكتار. 26118السقي على الواحات الست اليت تقدر مساحتها ب إنتاج الطاقة الكهرابئية و تزويد منطقة وارزازات ابملاء الصاحل للشرب.

فاق 1979 -1978فقد كان حتقيق هذه األهداف رهينا بتجاوز جمموعة من العراقيل يف فرتات عديدة. فخالل موسم الحي، إىل إحلاق أضرار وخيمة ابجملال الفمنسوب املياه الطاقة االستعابية للسد مما أحدث زايدة كبرية يف محولة الواد الشيء أذى

وخصوصا عند املنعطفات، جتلت يف اهنيار جمموعة من القطع األرضية احملادية للمجرى. إال أنه وبعد هذه الفرتة دخلت الواحات يف – 2008يف سنة و مسلسل الفرتات اجلافة، اليت أذت إىل التقليص من الكميات املخزنة والواردات على السد، بسبب شدة التبخر.


190

عرفت املنطقة فرتة رطبة جدا، تلقت فيها املنطقة تساقطات غزيرة، عرفت معها واردات سد املنصور الذهيب ارتفاعا كبريا، 2009حيث جتاوزت الطاقة االستعابية للسد. مما أرغم املسؤولني على إطالق كميات جد مهمة من املياه املخزنة يف السد، مما أذى إىل

.129راضي اجملاورة للواد من جهة، وعزل جمموعة من القبائل عن اجملال احلضري من جهة اثنيةختريب األ

-سد المنصور الذهبي –: حجم المخزون ومعدل التعويض خالل بعض المواسم 5الجدول

المواسم 1991/1990 1993/1992 2114/2113 2112/2112

351 499 44 134

حجم المخزون بمليون

3م

معدل التعويض ب % 24 8 28 24

المصدر: وكالة الوض المائي سوس ماسة درعة.

من خالل اجلدول يتضح االخنفاض الكبري ملعدالت التعويض، هذا االخنفاض الذي ميكن إرجاعه إىل ندرة التساقطات داخل حوض الفالحي. حيث تراجعت املساحات املستغلة بسبب قلة املياه املخصصة للسقي، هذه األخرية اليتدرعة. وابلتايل التأثري على اجملال

عرفت تذبذاب واضحا بني جمموعة من السنوات. حيث كانت سلبية يف معظمها. ذلك أن هذه الكمية مل تكن تليب متطلبات الواحات ا فإنه ومن أجل حتقيق أنشطة فالحية حسنة البد من توفري ميف السنوات العجاف. فحسب مكتب االستثمار الفالحي بورزازات،

مرت مكعب من املياه على األقل. وهو ما مل يستطيع السد توفريه، وذلك بسبب جمموعة من العراقيل املناخية أو 18133يناهز جيولوجية أو البشرية ) االستعمال غري املعقلن (.

حلصيلة املائية الواردة على سد املنصور الذهيب والكمية املخصصة للسقي يتبني مدى العجـز النسيب هلذه وهكذا، وانطالقا من دراسة ا املنشأة يف حتقيق أهدافها، وذلك بسبب جمموعة من املشاكل والعراقيل اليت حالت دون ذلك.

1978/1979برنامج طلقات سد المنصور الذهبي خالل موسم 4جدول رقم

% حجم المياه

3بمليون م

مدتها

الزمنية تاريخ بدايتها تاريخ نهايتها

رقم

الطلقة

13.6 30 16 04/11/1978 20/10/1978 1

11.3 25 16 10/12/1978 25/11/1978 2

10.8 24 16 19/01/1979 05/01/1979 3

13.6 30 15 07/03/1979 19/02/1979 4

14.5 32 17 31/03/1979 12/03/1979 5

، 9مدغرة واد زيز إسهام في دراسة المجتمع الواحي المغربي خالل العصر الحديث، ج ،9999،عبد اللوي علوي أحمد129

.903ية، مطبعة فضالة، ، ص المحمد


191

11.3 25 20 23/04/1979 08/04/1979 6

11.3 25 16 05/07/1979 20/06/1979 7

13.6 30 16 25/08/1979 10/08/1979 8

-بتصرف - 1884المصدر : أحجو الكبير

السد التحويلي منطلق السواقي احلديثة:يعد سد أكدز )سد حتويلي ( منطلق السواقي احلديثة احملدثة داخل واحة مزكيطة، فهو خيتلف عن السد التحريفية التقليدية )األكوك( بكونه مبنيا ابالمسنت، وذلك تفاداي لتخريبه من طرف جراين الواد. مت وضعه يف عالية دوار أفالندرا على مستوى عالية الواحة لتنطلق

احلديثة هبدف النقص من كمية املياه املبذرة. ويعد هذا السد أخر سد يتم فتحه خالل فرتة جراين الواد. وذلك طبقا منه الساقية يوما ،يتم تقسيم الفرتة إىل مخس 24و 22للقانون الذي يسري عمل هذه السدود حيث أن مدة جراين الواد اليت حتدد يف مابني

مجيع السدود إىل أن يصل املاء إىل السد األخري املشيد على مستوى واحة احملاميد. وعند متم مراحل، املرحلة األوىل فيها يتم إغالق اخلمس أايم األوىل يتم فتح السد املوايل وهكذا إىل أن نصل إىل سد أكدز كأخر حمطة.

:ساقية حديثة مبلطة 3صورةرقم

حتقيق أهدافهاالزالت السواقي احلديثة عاجزة نسبيا عن رغم هذه اخلطوات اليت تظهر على أهنا خطوات انجعة يف طريق احملافظة على الثرة املائية، اال أن هذه السواقي الزالت تعاين من

جمموعة من املشاكل اليت حتول دون الوصول اهلدف املنشود )تدبري املياه(. وميكن تلخيص هذه املشاكل يف النقاط التالية :قط. احلديثة حتتاج إىل فروع إمسنتية، أي التبليط يهم اجملاري الرئيسية ،و اليت تصل إىل اجملاري الفروع للسواقي التقليدية فأن السواقي

مما يرتك اجملال أمام ضياع املياه. الطمر الذي تتعرض له السواقي احلديثة ابلطني، وغريه من الشوائب.

العودة إىل السواقي التقليدية. وذلك بسبب بعد السواقي احلديثة عن مناطق املشارات.ختلي بعض القبائل عن السواقي احلديثة و احتكار قبائل العالية للمياه، دون مراعاة حقوق وحاجيات القبائل السفلى يف املياه.

املياه اجلوفية بني اكراهات االستغالل: -4.9

52-52-0251


192

، واليت ابتت تعرف 2كلم 267.8مساحة الفرشة الباطنية مبزكيطة حسب تقديرات املكتب الفرعي لالستثمار الفالحي أبكدز تبلغ 1.25تقلصا كبريا بسبب االستعمال املفرط والتبخر القوي، اللذين تعرفهما الواحة، حيث تقدر الكمية املائية اليت يتم ضخها حبوايل

كامنة املكتف لآلابر من أحد أكرب األسباب ال مليمرت مكعب يف الثانية، مما ساهم يف الرفع من قيمة االستنزاف، الذي كان احلفر وراءه.

اآلابر بني الظهور والتوزيع اجملايل وأهم آالت الضخ املستعملة. - 1.2.2ابلرغم من توفر املياه السطحية ابملنطقة بشكل خيول هلا حتويل االجتاه حنو اهلدف املنشود وهو السقي، إال أن هذه اإلمكانية تبقى

ن اجلراين السطحي بواد درعة ميتاز بكونه مؤقتا. مما جعل اإلنسان املزكيطي يبحث، يف ظل هذه الظروف القاسية، عن مومسية ألموارد أخرى. تتمثل أساسا يف استغالل الفرشة الباطنية. وذلك بغية تعويض النقص املائي و أتمني النقص احلاصل ،وخصوصا مع

ا التجأ السكان إىل حفر جمموعة من اآلابر، حماولة ضخ كميات مهمة من املياه ختول له القيام التزايد الدميوغرايف للساكنة. ومن هنبفالحة معايشة ال أقل و ال أكثر. وهلذا الغرض قامت الساكنة ابستخدام جمموعة من التقنيات احلديثة لتسهيل عملية الضخ. مثل

للفالح، احلفر اجلائر لعدد كبري من اآلابر، النابع من تدين املستوى الثقايفحمركات الضخ اآليل، مما أذى استنزاف هذه الفرشة ،بسبب والذي يقف أمام استغالل هذه املياه دون هدر، وبكيفية معقلنة.

2009بئرا جمهزة سنة 2560فقد وصل جمموع اآلابر إىل -فرع اكدز -فحسب إحصاءات املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي جمهزة. مما جيعلنا أمام تزايد هائل لعدد اآلابر، وابلتايل 250بئرا، منها 970حيث كانت ال تتجاوز 1994 ابملقارنة مع سنة

الوصول إىل إمكانية استنزاف املوارد الباطنية. ومتتاز اآلابر مبجموعة من اخلصائص ميكن إمجاهلا فيما يلي: المسنت، تفاداي هلدمها. أابر مبعثرة على مستوى الواحة أبكملها و يتم بناءها اب اختالف العمق بني العالية والسافلة، إذ يزداد كلما توجهنا حنو السافلة من جهة، ومن جهة أخرى ابلقرب أو البعد من الواد مع

اختالف كمية املياه اليت يتوفر عليها كل بئر. اختالف آالت الضخ اليت جتهز هبا هذه اآلابر من حيث قوهتا، وهو ما يوضحه اجلدول رقم اخلاص أبنواع آالت الضخ املستعملة

يف عملية السقي بواحة مزكيطة.

: أنواع آالت الضخ المستعملة للسقي بواحة مزكيطة. 2جدول رقم

النوع بيفا بيتير ليستير توروس مارشال

قوة الضخ خيول 4 خيول 6 خيول 8 خيول 8 خيول 10

الترتيب 5 4 2 2 1

2112المصدر : بحث ميداني

املوارد املائية بواحة مزكيطة ورهان التثمني واالستدامة: -5.21


193

انطالقا من دراسة كل ما قيل خنلص إىل أن طرق تدبري بواحة مزكيطة، سواءا التقليدية أوالعصرية منها، تعاين من جمموعة من املشاكل واملعيقات اليت حتول دون حتقيقها لألهداف اليت رمستها الساكنة والسلطة الوصية، الشيء الذي أدى إىل ضياع كميات وافرة

شاكل اليت ميكن إمجاهلا يف ما يلي:من املياه. هذه امل القصور التقين لشبكة السواقي التقليدية، واليت متتاز ابرتفاع نسبة التبخر و التسرب، وخصوصا أن املنطقة تعرف ارتفاع لدرجة احلرارة.

ياه.رية من املابإلضافة إىل مشكل االلتواءات واالنعطافات اليت تعرفه هذه التجهيزات، وهو ما أدى إىل ضياع كميات كب عدم تساوي يف حق ملكية املاء، والذي أدى إىل جمموعة من التناقضات منها، متلك األرض بدون ماء أو املاء بدون أرض.

عدم تساوي واجبات الصيانة، بني فئات اجملتمع املزكيطي واليت كانت نتيجة للملكية العقارية لألراضي.فعالية املنشآت السقوية، وغياب اخلطوات الفعلية للحفاظ على هذه املنشآت من مشكل كما انغياب الدراسات الكافية للرفع من

الطمر ابلطني وغريه اضافة اىل تفشي ظاهرة السقي ابلغمر واليت كان هلا األثر الكبري يف ضياع املياه و التزايد املهول يف عدد اآلابر ملوحتها. اىل غري ذلك من املشاكل اليت عاقت وتعوق مسلسل عملية السقي اجملهزة ،مما أدى إىل استنزاف الفرشة الباطنية. وارتفاع

دون هدر. واليت استدعت ضرورة التحرك من أجل جتاوز هذه العوائق.رغم كل ما قامت به الدولة من جهة ومجعيات اجملتمع املدين من جهة اثنية، من جمهودات يف جمال احملافظة على املياه.

درعة الوسطى، مبا فيها واحة مزكيطة، اليت عرفت حماوالت متوالية لتنمية مواردها املائية. واليت تظهر أوال من وخنلص إىل أن واحات ( الذي مكن 2672خالل مشاريع و برامج الدولة اليت أفضت إىل إنشاء جمموعة من املنشأت اهليدروفالحية حنو سد املنصور الذهيب)

شكل يتوافق مع حاجيات السقي ابلواحات وغريها عن طريق نظام الطلقات املوجهة من التحكم يف صبيب واد درعة وتنظيمه بابألساس حنو السقي. حيث شكل هذا السد نقطة حتول يف منحى صبيب واد درعة، وابلتايل الكميات املائية الواصلة إىل الواحات.

يب، مفادها أن هناك تراجع مهم يف نسب الصب حيث من خالل دراسة معطيات الصبيب قبل وبعد بناء السد مت الوصول إىل فكرةمما جعل هذه املنشأة ال تصل إىل مستوى التوقعات اليت كانت منتظرة من خالهلا. وخصوصا بعد ختبطها يف عدة مشاكل كمثال

بعاليات الواحات ىالطمر و التوحل الذي تعرضت له. ابإلضافة إىل هذا السد من بناء جمموعة من السدود التحويلية اليت مت بناءها علمن حتويل مياه الواد يف اجتاه املشارات داخل كل واحة. ومن جهة اثنية قامت مؤسسات الدولة بنهج جمموعة من اخلطوات الفعلية من

رأجل جتاوز مشكل نقص املياه، كتفعيل قانون املاء، واملسامهة يف مشاريع احملافظة على الثروة املائية إىل غري ذلك. عالوة عن دو مجعيات اجملتمع املدين اليت حتركت يف نفس املنحى.

خالصة. 4عرفت واحة مزكيطة جمموعة من التقنيات لتدبيري املوارد املائية حيث عمل ساكنتها على خلق نظام إنتاجي حمكم يتميز ابلليونة ليضمن

ياه العيون يث ابتكر تقنيات خاصة الستغالل ماستقراره واستمراريته وليواجه خمتلف األخطار واملشاكل اليت ميكن أن حتذق به ح .والوداين واملياه اجلوفية فأقام السدود لتحويل املياه اجلارية إىل السواقي لري حقوهلم وقاموا حبفر اآلابر وشق اخلطارات

على اجملتمع الواحيإن املاء ونظرا لقلته كان مصدرا جملموعة من الصراعات والنزاعات بني سكان املدن الواحية الشيء الذي حث وهكذا فإن التحكم يف الثروات املائية وتنظيم استغالهلا أاتح .خلق جمموعة من األعراف اليت تنظم توزيع واستغالل املاء بينالسكان


194

ر القرون عدة إىل اليوم وجعلها تكتسي أمهية خاصة يف اتريخ املغرب. لكن احلقيقة اليت ال غب لسكان الواحة أن تتعاقب أجياهلمعليها هي أنه ورغم كل هذه الربامج و املنشأت، فإن واحة مزكيطة الزالت تعاين من املشكل املائي والذي يستدعي ضرورة الزايدة من

اجملهودات اهلادفة إىل النقص من هذه املعضلة. املصارد و املراجع املعتمدة. 9

املصادر: :ابلعربية املراجع

.2، بريوت، دار الغرب اإلسالمي، ط2إفريقيا، ترمجة؛ حممد حجي وحممد األخضر، ج، وصف 2684،احلسن الوزانر أمحد بنجلون، الرابط، دا ، إفريقيا، ترمجة حممد حجي حممد زنيرب حممد األخضر أمحد التوفيق2686-2688،مارمول كرخبال

املعرفة، الل الواثئق واألعراف احمللية، ضمن ندوة: البيئة ابملغرب اإلنسان والبيئة ابجلنوب الشرقي املغريب من خ، 2114احممد احدى،

.معطيات اترخيية وآفاق تنموية: منطقة درعة منوذجا، منشورات املعهد امللكي للثقافة األمازيغية، الرابطلية اآلداب ات كاستغالل املاء يف الواحات فجيج )فكيك(، ندوة املاء يف اتريخ املغرب، الدارالبيضاء، منشور ، 2116أمحد مزاين،

، 462أمحد مزاين، تدبري املاء عند سكان الواحات الصحراوية، جملة دعوة احلق، ع .م2666والعلوم اإلنسانية عني الشق، .منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية الرابط، مطبعة األمنية،

( دراسة يف احلياة السياسية واالجتماعية 21رنمطلع الق -27التاريخ االجتماعي لدرعة )مطلع القرن ،2665البوزيدي أمحد، .واالقتصادية من خالل الواثئق احمللية، الدار البيضاء، آفاق متوسطية

املستقبل، -احلاضر –املصطلحات اخلاصة أبنظمة السقي بسهل اتفياللت، جملة البادية املغربية: املاضي ، 2122الشرقاوي أمحد، .227-222السنة الرابعة ، ص ص – 5ع

، مطبعة 2مدغرة واد زيز إسهام يف دراسة اجملتمع الواحي املغريب خالل العصر احلديث، ج ،2669، عبد اللوي علوي أمحد احملمدية، ،فضالة

عة حممد عبد اهلادي أبو ريدة، بريوت، دار الكتاب العريب، الطب احلضارة اإلسالمية يف القرن الرابع اهلجري، ترمجة، 2111ميتز آدم، .اخلامسة.

املراجع ابلفرنسية:Jamal ALIBOU,2002: impacts des changements climatiques sur les ressources en eau et les zones humides du Maroc. Rapport2,2012, état des lieux et Diagnostic participatif de la vulnérabilité au changement climatique: Cas de la commune urbaine de agdz. les quanates,2012une technique d’accusation de l’eau, Mont on édition, Paris, le Hay, New Yourk.


195

مؤشرات تفاعل األنشطةاالقتصاديةوالعمرانية جلذب السكان على حماور التنميةاملصرية

IndicatorsOf the Interaction Of EconomicAnd Urban Activities To Attract Populations On The Egyptian Development Spines

د. شيماء محمد حمدي درباله عبد الحميد جامعة المنيا –مدرس بقسم العماره كلية الهندسه

[email protected]

ملخص:

تنمية لمستهدفة بخطة اليختص البحث بدراسة فرص التنمية العمرانية واالقتصادية على محاور التنمية امحورا؛ وذلك من خالل 26؛ لدعم التنمية المتوازنة وتحقيق التكافؤ بين األقاليم؛ وعددها 2152العمرانية

(؛ 2121~ 2111دراسة تطور األنشطة االقتصادية؛ ومساحة الكتلة العمرانية على هذه المحاور في الفترة )وأي األنشطة االقتصادية أكثر تأثيرا على جذب السكان ودعم وذلك لمعرفة دور المحاور في دعم التنمية؛

التنمية على طول هذه المحاور.

تصادية.االق التنمية-العمرانية التنمية-المتوازنة التنمية-حركة محور-تنمية رمحو المفتاحية:الكلمات

Abstract

The research examines the opportunities for physical and economic development on

the development spines of the urban development plan 2052; supporting balanced

development and regional equality; they are21spines.This is conducted by

examining the evolution of economic activities; and the area of the urban

communities’ spreading on these spines in the 2000 ~ 2020era. This is done to know

the role of this spines in supporting development; and which economic activity is

more influential in attracting populations and supporting development along these

spines.

Keywords: development spine - movement spine-blanced development- -urban

development- economic development

:املقدمة


196

عبارة عن صحاري خالية من %94؛ وهذه املساحة الشاسعة منها 0حتتل مجهورية مصر العربية مساحة تصل إىل مليون كم

فقط مستغلة من مساحة الصحاري الشاسعة؛ ابلرغم من توافر املوارد الطبيعية هبا؛ بينما %0أي مظاهر للحياة تقريبا؛ و

فقط من إمجايل املساحة الكلية؛ ويستقطب إقليمي القاهرة %4يرتكز معظم السكان يف وادي النيل والدلتا والذي ميثل

اخلدمات ووجود فوارق بني األقاليم.من حجم اهلجرة الداخلية نتيجة لرتكز %21الكربى واإلسكندرية أكثر من

ونظرا ملشاكل املعمور احلايل من تضخم عمراين نتيجة للزايدة السكانية والتكدس السكاين يف املدن ذات احلركة االقتصادية؛

الفوارق نأصبح احليز العمراين القائم ال يفي ابحتياجات التنمية احلضرية؛ نتيجة للهجرة العشوائية غري املوجهة اليت تنتج ع

الشاسعة بني األقاليم.

وتعترب الطرق هي املتحكم الفعلي واملوجه الرئيسي للنمو العمراين وتعرف بـ "حامالت العمران"؛ والعالقة املتبادلة بني احلركة

والعمران هي أساس التنمية احلضرية؛ حيث تؤثر بشكل أساسي على معدل االتصالية وعلى هيكل استعماالت األراضي

والتوزيع املكاين لألنشطة والسكان.

التوسع يف تنمية مناطق عمرانية جديدة جلذب 0210كما استهدف املخطط االسرتاتيجي القومي للتنمية العمرانية ملصر

ية مالسكان واألنشطة خارج الوادي والدلتا؛ إلعادة توزيع األنشطة والسكان وحتقيق التوازن العمراين واملكاين العادل لثمار التن

على كامل مسطح اجلمهورية؛ من خالل عدة آليات؛ من ضمنها: إعداد املخططات االسرتاتيجية الستخدامات األراضي

على جانيب شبكة الطرق القومية؛ مبا حيقق أعلى عائد اقتصادي لتلك املشروعات.

بقا ملا استهدفه برانمج احلكومة الذي مت ؛ وط0211ويف إطار ما طرحته اسرتاتيجية التنمية ملصر؛ واليت مت إطالقها يف فرباير

؛ مت التأكيد على تفعيل خمرجات املخطط االسرتاتيجي القومي من خالل 0211إقراره من جملس النواب املصري يف مارس

عدة آليات؛ من ضمنها: إعداد املخططات االسرتاتيجية الستخدامات األراضي على جانيب شبكة الطرق القومية يف ضوء

حمورا؛ وتكليف اهليئة العامة للتخطيط العمراين إبعداد 01لدعم تنميه 0211لعام 011قرار اجلمهوري رقم صدور ال

كم. 0املخططات االسرتاتيجية على جانيب تلك احملاور؛ وبعمق


197

ة والنشاط يومن مث؛ سوف يدرس البحث تطور استعماالت األراضي حول هذه احملاور ملعرفة احملاور ذات األولوية لدعم التنم

االقتصادي األكثر أتثريا جلذب السكان ودعم تنمية املناطق اجلديدة.

إشكالية البحث:

تتمثل إشكالية البحث يف إمهال البعد املكاين؛ وعدم توافر عوامل اجلذب؛ وأمهها: املوارد االقتصادية؛ وفرص العمل املتنوعة

ور فقط غري كاف إلحداث التنمية العمرانية.على هذه احملاور لتعظيم االستفادة منها؛ فوجود احمل

فرضية البحث:

إنه ملن اخلطأ الرتكيز على التنمية العمرانية اخلطية كأساس للتنمية الشاملة؛ من خالل إنشاء العديد من املدن اجلديدة على

العديد من صادية؛ بعد جذبطول حماور التنميةبدون قاعدة اقتصادية؛ كما أن العمران جيب أن أييت كمتطلب للتنمية االقت

األنشطة االقتصادية اليت يقوم عليها جذب السكان.

اهلدف من البحث:

يهدف البحث إىل دراسة تطور التنمية العمرانية واالقتصادية على طول حماور التنمية املستهدفة؛ ومن مث ترجيح النشاط

ن احملاور املستهدفة؛ وذلك من خالل حتليل الوضع الراه االقتصادي األكثر أتثريا جلذب السكان؛ ودعم التنمية على طول

؛ Statistical Package for Social Sciences –SPSSابستخدام برانمج احلزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية

وحتليل العوامل املؤثرة على تطور التنمية مبحاور دون األخرى.التنمية؛للتنبؤ مبستقبل حماور 02اإلصدار

-البحث: منهجية

:ملنهجيةالتاليةاإلجراءااتاعتمد البحث على

التنميةالعمرانية)منهجوصفي(دراسة املفاهيم املتعلقة مبحاور -2

مقارن(. التنميةاملستهدفة،)منهج حتليليعلى حماور الكتلةالعمرانية واألنشطةاالقتصاديةحصر تطور -2

مقارن(. حتليلي حصر حركة البضائع والركاب على حماور التنميةاملستهدفة)منهج -4


198

ة كدليل التنميمن وجود حماور األشخاصعلى طول حماور الدراسة كمؤشر ملدى استفادة التنميةحتليل نصيب الفرد من -5

مقارن(. للتنميةالرشيدة لوجود تلك احملاور)منهج حتليلي

التنبؤ ابلنشاط األكثر و الراهن،ابلوضع التنميةعلى حماور األنشطةاالقتصاديةوالعمرانيةبني التبادليةدراسة عالقات االرتباط -4

استقرائي استنباطي(. الدراسة)منهججذاب للسكان مستقبال لدعم تنمية احملاور حمل

-البحث: املفاهيم الرئيسية اخلاصة مبوضوع

130هو التزايد يف الكم على حساب الكيف مما ينتج عنه خلل يف االستيطان-النمو:

بوضع إلنسانيةاهي تزايد يف الكم والكيف بشكل متوازن وتقوم على استبدال وضع قائم يفقر اىل املتطلبات -التنمية:

وحيل مشاكل النظام القائم؛ من خالل االستغالل األمثل للموارد اإلنسانيةجديد مستهدف يفي ابالحتياجات

له سبل والبيئة اليت تكفل للتنميةوهدف أساسي رداألنسان كمو أساسني،ابالعتماد على حموريني واإلمكانيااتملتاحة

131.الطبيعيةواحلضريةاملتاحةاالستقرار من خالل مفهوم شامل لكافة املوارد

فال يتم لرؤيةاوتستند على عدد من السمات قائمه على االستبصار واتساع اإلنسانهي تنميه غايتها -التنمية الرشيدة:

مبا ال اتلتنميةألولوايطبقا أخرىمبشروعات ومقارنتهللمشروعات احلاجةالفعليةمن التأكدبعد التنميةإالتنفيذ خطط

132وال أتيت ابلعائد املستهدف منها. األمواليتسبب يف دخول مشروعات عمالقه هتدر رؤوس

لى األنشطة ع االتصال للحصول( الرابط بني نقطتني / عدة نقاط مبا حيقق سهولة احلركة )الطريقهو عنصر -احلركة: حمور

133.التكلفة – األمان – الراحة –من خالل عوامل الزمن املرغوبة

-التنمية: حمور

اني، جامعة رعبد الفضيل إسماعيل، مناهج وآليات إدارة التنمية العمرانية )حالة إقليم جنوب الصعيد(، رسالة دكتوراه، كلية التخطيط اإلقليمي والعم130

0221القاهرهالقرية المصاليه في ضوء المتغيرات العالمية والعولمة، محمد مصطفى الهمشري، محمد فتحي عارف، نحو التنمية العمرانية المستدامة في تخطيط131

.0224المؤتمر األول، العمارة والعمران في إطار التنمية المستدامة، جامعة القاهرة؛ 0211/01011عنتر عبد العال أبو قرين، "ممر التنمية والتعمير " دراسة تحليليه نقدية وتصور مقترح؛ 132

Thomson M133؛eir TrafficGreat Cities & Th ؛penguin books ؛gollancz ؛USA 1977؛


199

السياحة،و هو النقلة العمرانية للتنمية الشاملة مبا حتمل من جتمعات عمرانية جديدة وتنميه شامله للصناعة والزراعة والتجارة -

طريف لىععن طريق استغالل املوارد االقتصادية واالعتماد احملور،طول علىحيث تتدفق االستثمارات وتتوافر فرص العمل

ويتم االستيطان البشري علي أراضي جديدة تراعي كافة املقومات احلديثة يف التخطيط والتصميم للنمو،احملور كأقطاب

سكاين وتقلل من النمو ال املناطق البعيدة لتخطيط جتمعات جديدة تقابل إىلوعن طريق هذه احملاور يتم الوصول العمراين،

134درجة التكدس العمراين للمدن القائمة.

مل هذه أو مقومات بشريه، وتش طبيعيةهو احليز املكاين الذي تتوفر فيه مقومات التنمية العمرانية سواء كانت موارد -

املرافق ط بينها و املقومات وجود املستوطنات والتجمعات السكانية ذات األحجام املختلفة وطرق املواصالت اليت ترب

طول لىعاليت ميكن أن تساند بعضها البعض مبا يضمن توافر فرص العمل املطلوبة املتنوعة،واخلدمات واألنشطة االقتصادية

قل منوا من خالل املناطق األ إىلاملدى الطويل وانتشارها تدرجييا من املناطق األكثر منوا علىاحملور لضمان استمرارية التنمية

135ل اهلرمي للتجمعات السكنية واألنشطة االقتصادية.التسلس

-الية: التل املشكالت اإلقليمية حلأدوات التنمية اإلقليمية ضمنيتمثل األساس النظري حملاور التنمية يف إهنا

حتقيق علىاليم وعدم قدرة بعض األق متكافئ،الفوارق اإلقليمية الناجتة عن سوء توجيه االستثمارات بني األقاليم بشكل -1

عوامل اجلذب املطلوبة لألنشطة االقتصادية والسكان.

جذب لىعحساب املناطق اجملاورة، وذلك نتيجة لقدرة املدن الكربى علىالتضخم العمراين الناتج عن منو املدن الكربى -0

فرص التنمية من املناطق اجملاورة.

صغرى مبا حيققتداخل العالقات بني املراكز احلضرية الكربى وال لتنميةاغياب دور املدن الصغرى واملتوسطة يف عمليات -1

واملتوسطة،وتوجيه التنمية ملراكز فرعيه بـني املدن الكربى كمراكز تكميلية للمراكز الرئيسية اليت يتم من خالهلا تفاعل التنمية يف

. التنميةاحليز املكاين حملور

134

؛العمارة والتخطيط ؛11ورقه بحثيه، مجلة جامعة الملك سعود، م ،المدن الجديدة بالمملكة العربية السعودية )تركيز أم انتشار للتنمية العمرانية( ،محمد عبد الرحمن السيد ،صالح بن علي

م0221135state of African cities 2008؛ a framework for addressing urban challenges in Africa


200

-يلي: فيما احلركةحماور ية عنالتنميةالعمرانوبذلك خيتلف دور حماور

حركة العمران حنو املناطق الصحراوية الواقعة يف نطاق اإلقليم مما يساهم يف إعادة توزيع السكان امتداد حماورالتنمية يوجه -1

األرض بطريقه عادله ومتجانسة. على

تنمية العمرانية.طول احملور وعند طرفيه يف عمليات ال علىحيقق التكافؤ يف استخدام املوارد الطبيعية التنميةامتداد حماور -2

136املناطق القريبة األقل منوا. إىلمن املراكز احلضرية املتطورة تدرجييا حماور التنمية العمرانية حتقق االنتشار اجلغرايف للتنمية -1

الدراسةحمل العمرانيةحماور التنمية -5

ت املخططا إبعدادللتخطيط العمراين العامةلتكليف اهليئة 0211لعام 011حمور طبقا للقرار اجلمهوري رقم 01مت دراسة

.كم 0على جانيب تلك احملاور بعمق االسرتاتيجية

ان من مناطق ونقل السك الساحليةللربط بني البحرين األمحر واملتوسط ودعم الربط أيضا بني مداخل وبواابت مصر وذلك

137التنميةاجلديدةفه السكان اىل مناطق كثي

را بطريق تقاطع مع طريق بلبيس مرو حىتالطريق الدائري اإلقليمي من تقاطع مع طري القاهرة/ اإلسكندرية الصحراوي -1

وصله 22 ) مكون منالواحات، الفيوم، الصعيد الغريب، الصعيد احلر شرق النيل، العني السخنة، السويس، اإلمساعيلية

(وصالت خمطط النشائهم( 4 –وصلتني جاري تنفيذهم –وصال ت قائمه 9)

األوسط()قائم(طريق اإلمساعيلية/ العوجة )الطريق -1 )قائم(بين سويف/ الزعفرانة طريق -0

)واديوتري()قائم(طريق رأس النقب/ نويبع -1 )قائم(طريق طااب / رأس النقب -4

قائم(طريق شرق بورسعيد/ الشط/ عيون موسي/ شرم الشيخ ) -2 )قائم(طريق العريش/ رفح -1

الصاحلية()قائم(تقاطع طري حىتدائري بورسعيد )منيونيو 12القطاع الشمايل من حمور -1

)قائم(طريق الواحات البحرية/ الفرافرة -12 بوصالته )قائم(حمور الضبعة -9

136

؛العمارة والتخطيط ؛11مجلة جامعة الملك سعود، م ،ورقه بحثيه ،المدن الجديدة بالمملكة العربية السعودية )تركيز أم انتشار للتنمية العمرانية( ،محمد عبد الرحمن السيد ،صالح بن علي

م.0221ق والمجتمعات العمرانية، الهيئة العامة للتخطيط العمراني، المخططات االستراتيجية لتنمية األراضي حول محاور التنمية، وزارة اإلسكان والمراف137

0211المرحلة األولى التصور التنموي الستخدامات األراضي واألدوار المقترحة لكل محور في نطاقه، ديسمبر


201

(هدف)مستطريق بين مزار/ الواحات البحرية )البويطي( -11

()مستهدفطريق عني دالة/ سيوه -11 الفرافرة)قائم(/ طريق أسيوط -10

()مستهدفطريق جنوب الفيوم / وادي الراين/ الواحات البحرية -11 )مستهدف(طريق سيوه/ جغبوب -14

)قائم(طريق أسيوط/ سوهاج/ البحر األمحر -12 )مستهدف(طريق الفرافرة/ عني دالة -11

)قائم(وصلة طريق املنيا/ رأس غارب - 19 غارب)قائم(وصلة طريق الشيخ فضل/ طريق رأس -11

)قائم(مطروح/ سيوه طريق -01 )قائم(طريق قنا/ سفاجا - 02

العمراين،خطيط اهليئة العامة للت العمرانية،واملرافق واجملتمعات اإلسكانوزارة ابلدراسة )املستهدفة العمرانية( حماور التنمية 1شكل )

ملقرتحةااألوىل التصور التنموي الستخدامات األراضي واألدوار التنمية،املرحلةاملخططات االسرتاتيجية لتنمية األراضي حول حماور

(2114ديسمرب نطاقه،لكل حمور يف

الدراسةحمل العمرانيةعلى حماور التنمية التنميةمنهجية قياس -2

موعه من املقاييس مجعلىحماور التنمية إنشاءمنهجية دراسة احلاالت املتنوعة لقياس التنمية من خالل قياس أتثري تيارمت اخ

ية التأثري واستبعاد على العوامل قو اقتصاديه قائمهمناذج إحصائيةإلنشاءوتقييمها ومقارنتها ابستخدام برامج الكميةوالكيفية


202

ابستخدام منهجية اثبته لدراسة نفس العوامل لكل حاله والوصول 138؛1991( يف Yeh)استنادا لدراسة منها،الضعيف

الطريق. إنشاءاثر آلتحليل إحصائيملنهج حتليلي

-خالل مايلي: من املتنوعةوذلك لرسم رؤية واضحة لكافة الظروف احمليطة ابحملاور

احملاور:على اخلاصة بتطورالتنميةاملتغريات دراسة -1

googleearth2020( من خالل خرائط0222:0219الفرتة)يف التنميةعلى حماور الكتلةالعمرانيةرصد تطور -

(0222:0219الفرتة)يف التنميةرصد تطور النشاط االقتصادي على حماور -

من خالل خرائط األراضيالزراعيةتطور مساحةgoogle earth2020

2020من خالل خرائط احلرةواملناطق الصناعيةتطور مساحة املناطقgoogle earth139

140الطبيعيةمساحة احملميات

0211141طبقا لتعداد التنميةحساب عدد السكان على حماور -

التنمية.( للركاب والبضائع على حماور 144هنري – 143حبري –142املختلفة)جويالنقل حساب معدالت -

عدد السكانالتنميةاملستغلة /على احملاور بقسمة مساحات إمجاليالتنميةحساب نصيب الفرد من -0

Statistical Package for Socialابستخدام برانمج احلزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية التحليالإلحصائي -3

Sciences –SPSS اختبار ستخدام ؛ اب02اإلصدار؛( االرتباطCorrelation لدراسةعالقات االرتباط بني كافة )

.التنميةعلى حماور األنشطة املختلفةعلى جذب السكان ومدى تفاعل املؤثرةاملتغريات

Yeh138؛D ؛etal 0092-45-93؛-Bypasses on communities SPRThe Economic Impact of Highway 1998؛

2124قطاع االستثمار يف احملافظات احلرة،اهليئة العامة لالستثمار واملناطق 139 2127 ؛السنوي،)قطاعالبيئة(الكتاب اإلحصائي واإلحصاء،اجلهاز املركزي للتعبئة العامة 140 2127 ؛السنوي،)قطاعالسكان(الكتاب اإلحصائي واإلحصاء،اجلهاز املركزي للتعبئة العامة 141 2127 ؛السنوي،)قطاعالنقل(الكتاب اإلحصائي واإلحصاء،اجلهاز املركزي للتعبئة العامة 142 2129 ؛املوانئاملصريةتقرير عن حركة البحري،قطاع النقل 143 2124والركاب يف قطاع النقل النهري عام لنشاط نقل البضائع واإلحصاء،النشرة السنويةاجلهاز املركزي للتعبئة العامة 144


203

– Statistical Package for Social Sciencesابستخدام برانمج احلزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية -4

SPSS اخلطي االحندار اختبار ستخدام ؛ اب02اإلصدار؛Regression)كان ( لدراسة التنبؤ مبعادلة رابطه بني جذب الس

مستقبال. واألنشطةاالقتصاديةوالعمرانيةاملؤثرة

.الدراسةحمل التنميةمردود عوامل االرتباط واالحندار على حماور صياغة -5

معدالت التنمية على الحماور حمل الدراسة: -3

(2111:2118الفرتة)يف الدراسة( تطور عوامل التنمية على حماور التنمية حمل 1جدول )

2111 2118 وصال ت 2وصله ) 55) مكون من الطريق الدائري اإلقليمي -1

من تقاطع وصالت خمطط النشائهم( 1 –وصلتني جاري تنفيذهم–قائمه

تقاطع مع طريق بلبيس حىتمع طري القاهرة/ اإلسكندرية الصحراوي

مرورا بطريق الواحات، الفيوم، الصعيد الغريب، الصعيد احلر شرق النيل،

.العني السخنة، السويس، اإلمساعيلية

.فدان 3113على الحمور بـ الكتلةالعمرانيةتطور مساحة -

.فدان 12222بـ الزراعيةتطور مساحة األراضي -

.فدان 1124بـ الصناعيةتطور مساحة املناطق -

الصناعيةمساحة املناطق الزراعيةمساحة األراضي العمرانيةمساحة الكتلة

طول الحمور: .فدان18211الكتلة العمرانية:

.كم341

طول الحمور: .فدان 22813الكتلة العمرانية:

.فدان 88444األراضي الزراعية: .فدان24832األراضي الزراعيه: .كم341


204

.فدان 1241املناطق الصناعيه : .فدان 144املناطق الصناعيه :

.شخص 2114:111110عدد السكان

2111 2118 قائم((طريق بين سويف/ الزعفرانة -2

1432زايدة مساحة الكتلة العمرانية بـ -

.فدان

.فدان111نقص الرقعة الزراعية بـ -

.فدان 221القرب من املنطقة الصناعية ببياض العرب مبساحة -

الزراعيةمساحة األراضي العمرانيةمساحة الكتلة


.كم124



.شخص 225485: 2114عدد السكان

.طن 434422: مرسى بين سويف النهري 2115نقل البضائع

2111 2118 قائم(( طريق اإلمساعيلية/العوجة )الطريق األوسط(:-3

.فدان2212على الحمور بـ الكتلةالعمرانيةتطور مساحة -

.فدان 2222بـ الزراعيةتطور مساحة األراضي -

.فدان للنشاط الصناعي 12استغالل -


205



.كم234



.فدان 12املناطق الصناعيه : املناطق الصناعيه : صفر


2111 2118 قائم((طريق طااب / رأس النقب : -4

دان.ف 21بـ الكتلةالعمرانيةزايدة مساحة -

الطبيعيةمساحة الحمميات العمرانيةمساحة الكتلة

.كم 51.4طول الحمور: .فدان 58الكتلة العمرانية: .كم 51.4طول الحمور: .فدان 38الكتلة العمرانية:

.فدان 211الطبيعية:مساحة حممية طااب

.شخص 14111طااب:مطار -: 2114نقل الركاب


2111 2118


206

قائم(( )واديوتري(طريق رأس النقب/ نويبع -5

.فدان 441بـ الكتلةالعمرانيةزايدة مساحة -

.فدان على الحمور 31زراعة -


كم 114طول الحمور: .فدان 2141الكتلة العمرانية: .كم114طول الحمور: .فدان 1521الكتلة العمرانية:

.فدان 31األراضي الزراعية: صفر الزراعيه:األراضي


.شخص 312122: ميناء نويبع 2114نقل الركاب

.مليون طن 1.5: ميناء نويبع 2114نقل البضائع

2111 2118 قائم((العريش/ رفح طريق -4

ن.فدا11224الرقعةالزراعية بـ زايدة -.فدان 41بـ الكتلةالعمرانيةزايدة مساحة -

الطبيعيةمساحة الحمميات الزراعيةمساحة األراضي العمرانيةمساحة الكتلة

.كم54طول الحمور: .فدان 5212الكتلة العمرانية: .كم54طول الحمور: .فدان 5142الكتلة العمرانية:


207

4281األراضي الزراعيه:

.فدان

.فدان 14244األراضي الزراعية:

.فدان 211الطبيعية:مساحة حممية رفح


.مليون طن 1.8العريش ميناء :2114نقل البضائع

2111 2118 قائم((طريق شرق بورسعيد/ الشط/ عيون موسي/ شرم الشيخ -2

.فدان 2244األراضيبـ زايدةمساحة الكتلةالعمرانية -

.فدان 43344بـ األراضيالزراعيةمساحة زايدة -


احلرةمساحة املناطق الصناعيةمساحة املناطق

طول الحمور: .فدان11445الكتلة العمرانية:

.كم521

.كم 521طول الحمور: .فدان 12218الكتلة العمرانية:


.فدان



.فدان 235مساحة املنطقه احلره ببور سعيد

.فدان 5341رأس حممد ( -مساحة الحمميات الطبيعيه ) نبق


208

.34111ومطار بور سعيد 5221111مطار شرم الشيخ الدويل -: 2114نقل الركاب

.شخص 22232شخص ميناء شرم الشيخ 14321ميناء بور سعيد

.مليون طن 22.5ميناء بور سعيد -: 2114نقل البضائع

.شخص( 248284السكان: / كم )عدد شخص 1438.34: 2114كثافة السكان

2111 2118 قائم((الصاحلية(تقاطع طريق حىتدائري بورسعيد )منيونيو 31القطاع الشمايل من حمور -2

.فدان 15121بـ الزراعيةتطور مساحة األراضي -.فدان 1311على الحمور بـ الكتلةالعمرانيةتطور -



احلرةمساحة املناطق الصناعيةمساحة املناطق


.كم 28

.كم 28طواللحمور: .فدان 4411الكتلة العمرانية:

.فدان 52222األراضي الزراعية: .فدان 43212األراضي الزراعيه:


.فدان 235مساحة املنطقه احلره ببور سعيد

.شخص 14321ميناء بور سعيد -شخص 34111مطار بور سعيد -: 2114نقل الركاب

.مليون طن 22.5ميناء بور سعيد -: 2114نقل البضائع


209


2111 2118 قائم( (بوصالته الضبعةحمور -8

على الحمور بـ الكتلةالعمرانيةتطور -

.فدان 12244

بـ الزراعيةتطور مساحة األراضي -

.فدان 35422



.كم 28طول الحمور: .فدان 28844الكتلة العمرانية: .كم 28طول الحمور: .فدان 12111الكتلة العمرانية:


.فدان

134282األراضي الزراعية:

.فدان




210

2111 2118

قائم((الواحات البحرية/ الفرافرة طريق -11


.فدان 2313الرقعةالزراعية بـ زايدة -




.فدان 4242-البحرية: ابلواحات الطبيعيةمساحة الحمميات


2111 2118 طريق بين مزار/ -11

الواحات البحرية

)مقرتح(

زايدة مساحة -

.فدان 3124بـ الكتلةالعمرانية



211


كم 124طول الحمور: .فدان 5214الكتلة العمرانية: كم 124طول الحمور: .فدان 2422الكتلة العمرانية:


.فدان 4242-البحرية: ابلواحات الطبيعيةمساحة الحمميات


2111 2118 ) قائم( الفرافرة/ طريق أسيوط -12





كم 214طواللحمور: فدان 13314الكتلة العمرانية: .كم 214طول الحمور: فدان11482الكتلة العمرانية:


.فدان


فدان. 521املناطق الصناعيه : فدان. 321املناطق الصناعيه :

.شخص 2111 -مطار اخلارجه : –شخص 22111مطار اسيوط -: 2114نقل الركاب

.طن111123: 2114النهري أسيوطنقل البضائع مبرسى


2111 2118 ) مقرتح( طريق عني دالة/ سيوه -13

.فدان 543.5بـ الكتلةالعمرانيةزايدة مساحة -


212



.كم 244طواللحمور: .فدان 1222.5الكتلة العمرانية: .كم 244طول الحمور: .فدان 1225الكتلة العمرانية:


.فدان 22.5بسيوه:مساحة جبل املوتى السياحي


2111 2118 طريق سيوه/ جغبوب -14




.كم 22طول الحمور: .فدان 1222.5الكتلة العمرانية: .كم 22طول الحمور: .فدان 1225الكتلة العمرانية:


.فدان 22.5بسيوه:السياحي املوتىمساحة جبل


213

.شخص32241: 2114عدد السكان

2111 2118 الراين/طريق جنوب الفيوم / وادي -15

) مقرتح(الواحات البحرية

438.8بـ الكتلةالعمرانيةزايدة مساحة -

.فدان

.فدان 321الرقعةالزراعية بـ نقص -


طول الحمور: .فدان 2441.3الكتلة العمرانية: .كم125طول الحمور: .فدان 2111.4الكتلة العمرانية:



2111 2118 ) مقرتح( طريق الفرافرة/ عني دالة -14




214





2111 2118 طريق أسيوط/ سوهاج/ البحر -12

) قائم( األمحر

4212بـ الكتلةالعمرانيةزايدة مساحة -

.فدان

.فدان 215الرقعةالزراعية بـ نقص -

.فدان 414الصناعيةمبساحة عوامر اليقع الحمور ابلقرب من منطقة عرب -


.كم221طواللحمور: .فدان 2424الكتلة العمرانية: .كم 221طول الحمور: .فدان 3412الكتلة العمرانية:


.412141ميناء سفاجا -: 2114نقل الركاب


215

.طن 111123: 2114النهري طن مرسىأسيوطمليون 3.2ميناء سفاجا -: 2114نقل البضائع


2111 2118 ) قائم( وصلة طريق الشيخ فضل/ طريق رأس غارب-12

.فدان 3533الرقعةالزراعية بـ نقص -فدان. 324بـ الكتلةالعمرانيةزايدة مساحة -


.كم81طول الحمور: .فدان 2524الكتلة العمرانية: .كم 81طول الحمور: .فدان 2182الكتلة العمرانية:



2111 2118 ) قائم( وصلة طريق املنيا/ رأس غارب - 18

.للزراعةفدان على الحمور 121استصالح -.فدان 2412بـ الكتلةالعمرانيةزايدة مساحة -


طول الحمور: .فدان 3112الكتلة العمرانية: .كم 42طول الحمور: .فدان 411الكتلة العمرانية:

.فدان 121األراضي الزراعية: .صفراألراضي الزراعيه: .كم42


2111 2118


216

) قائم( طريق قنا / سفاجا -21


.فدان12الرقعةالزراعية بـ زايدة -


.كم 145:طول الحمور .فدان 3253الكتلة العمرانية: .كم 145طول الحمور: .فدان 1424الكتلة العمرانية:


.412141ميناء سفاجا -: 2114نقل الركاب

طن 242423-النهري: مليون طن مرسي قنا 3.2ميناء سفاجا -: 2114نقل البضائع


2111 2118 ) قائم( طريق مطروح/ سيوه-21




.كم 312طول الحمور: .فدان 2154.5الكتلة العمرانية: .كم 312طول الحمور: .فدان 4545الكتلة العمرانية:


217


.فدان


.فدان 22.5املوتى السياحي بسيوه لمساحة جب

.شخص 22111مطار مطروح -: 2114نقل الركاب

.شخص 183225: 0252السكان عدد

التنميةحماور التنمية علىحتليل -5

دد التنمية فدان / شخص )مساحات التنمية املستغلة / عمعدل نصيب الفرد من طبقا ملفهوم التنمية الرشيدة اليت غايتها اإلنسان مت حساب

ابلحماور حمل الدراسة.السكان(، ملقارنة مردود التنمية ابلوضع الراهن على اإلنسان

التنمية على الحماور حمل الدراسةنصيب الفرد من ( 2جدول )

الطريق

من رد

الفيب

نصمية

التن

صشخ

ن/ فدا

الطريق

من رد

الفيب

نص

ميةالتن

صشخ

ن/ فدا

1.14 الفرافرة/ طريق أسيوط -12 1.28 وصلة طريق الشيخ فضل/ طريق رأس غارب -1

1.12 الطريق الدائري اإلقليمي -13 1.48 ووصالته الضبعةحمور -2

1.54 طريق الفرافرة/ عني دالة -3طريق شرق بورسعيد/ الشط/ عيون موسي/ شرم -14

الشيخ1.12

1.52 وصلة طريق املنيا/ رأس غارب -4يونيو )من دائري 31القطاع الشمايل من حمور -15

تقاطع طريق الصاحلية( حىتبورسعيد 1.18

1.12 طريق مطروح/ سيوه -14 1.42 الواحات البحرية/ الفرافرة طريق -5

1.14 طريق طااب / رأس النقب -12 1.38 )واديوتري(طريق رأس النقب/ نويبع -4

1.13 األوسط(طريق اإلمساعيلية/ العوجة )الطريق -12 1.28 طريق عني دالة/ سيوه -2

1.13 سوهاج/ البحر األمحرطريق أسيوط/ -18 1.28 طريق سيوه/ جغبوب -2

1.12 طريق بين سويف/ الزعفرانة -21 1.21 العريش/ رفح طريق -8


218

1.12 طريق قنا/ سفاجا -21 1.21 طريق بين مزار/ الواحات البحرية -11

طريق جنوب الفيوم / وادي الراين/ الواحات -11

البحرية1.14

الحماور حمل الدراسه( نصيب الفرد من التنميه على 2شكل )

ألحادي قاعدة اقتصادية مستقرة وقوية؛ كالنشاط االقتصادي الزراعي االرشيدةإلنشاءالتنمية علىمل تعتمد تنمية اغلب احملاور

لتنميةاوغالبية احملاور مل حتقق املستهدف منها فمن خالل مراجعة نصيب الفرد من احملاور،املتناثر على جانيب غالبية تلك

-يلي: على احملاور تبني ما

اإلمساعيليةاقل احملاور تنميه( – األطرافاعلى احملاور تعداد سكان على التنمية)ضمنفقط دون احلركةحماور قائمه على -1

-شخص( فدان/ 2.20)قنا / سفاجا –شخص( فدان/ 2.21)الصعيد / البحر األمحر –شخص( فدان/ 2.21العوجة)/

.شخص(فدان/ 2.20الزعفرانة)بين سويف/

/ يوطسكان( أساعلى احملاور تعداد املتاحة)ضمنطبقا للفرص واملوارد للتنميةحماور مل تستغل بكامل مواردها -0

فدان/ 2.10شرق بور سعيد/ شرم الشيخ ) -شخص( فدان/ 2.10)الطريق الدائري -شخص( فدان/ 2.14الفرافرة)

.شخص(ان/ فد2.29الصاحلية)بور سعيد/ -شخص(

مل حتقق جذب سكاين اجلديدةإالأهنااملدن إنشاءعليها من خالل التنميةالعمرانيةودعم إنشاؤهاحماور مت -1

0

0.2

0.4

0.6

0.8

1

شخص/ نصيب الفرد من التنمية فدان


219

.فدان/ شخص(2.10)وصلة املنيا راس غارب -شخص( فدان/ 2.19)بوصالته الضبعة

رفح العريش -شخص( فدان/ 2.40) الفرافرة/ البحريةوجذب السكان الواحات التنميةحماور توسطت يف مساحات -4

(.فدان/ شخص2.21)مطروح / سيوه -شخص( فدان/ 22.02)

ارنة مساحة ابلوضع الراهن مبق التنميةللسكان وتفاوت عليها مؤشر نصيب الفرد من قل جذاب أتنميه و األقلاحملاور -1

رأس -شخص( فدان/ 2.19)الشيخ فضل راس غارب السكاين )وصلةبضعف اجلذب القائمةللمدن التنميةالعمرانية

شخص(.فدان/ 2.24)طااب / رأس النقب -شخص( فدان/ 2.19)النقب / نويبع

فدان / 2.11عني داله )-فقط الفرافرة ألطرافهامعتمده ابلوضع الراهن على جذب السكان ابإلنشاءحماور مستهدفه -1

بنيمزار الواحااتلبحرية -شخص( فدان / 2.09)جغبوب سيوه -شخص( فدان / 2.09)سيوة -عني داله -شخص(

فدان / شخص(. 2.14)الفيوم الواحات جنوب –فدان / شخص( 2.0)

-: نتائج البحث

ابستخدام حتليل الرتابط الدراسةعلى الحماور حمل األنشطةاالقتصاديةوالعمرانيةبني التبادلية( العالقات 3جدول )

correlation) ) بربانمجSPSS

Correlations

الكتلةالعمر

انية

الالمناطق

صناعية

الحالمناطق

رة

الالمحميات

طبيعية

األراضيالز

راعية

لبضانقال عددالسكان

ائع

نقاللركاب

الكتلة

العمرانية

Pearson Correlation 1 **.693 .172 .111 **.906 **.631 .164 .308

Sig. (2-tailed) .001 .457 .631 .000 .002 .478 .174

N 21 21 21 21 21 21 21 21

اعالصناملناطق

ية

Pearson Correlation **.693 1 *.448 0.078 **.781 **.850 .424 .284

Sig. (2-tailed) .001 .042 .736 .000 .000 .055 .212

N 21 21 21 21 21 21 21 21

املناطق

احلرة

Pearson Correlation .172 *.448 1 .395 .319 *.524 **.990 **.674

Sig. (2-tailed) .457 .042 .077 .159 .015 .000 .001

N 21 21 21 21 21 21 21 21

بيعلطالحممياات

ية

Pearson Correlation .111 0.078 .395 1 .160 .137 .376 **.612

Sig. (2-tailed) .631 .736 .077 .488 .553 .093 .003

N 21 21 21 21 21 21 21 21


220

األراضي

الزراعية

Pearson Correlation **.906 **.781 .319 .160 1 **.617 .288 .217

Sig. (2-tailed) .000 .000 .159 .488 .003 .205 .345

N 21 21 21 21 21 21 21 21

عددالسكانPearson Correlation **.631 **.850 *.524 .137 **.617 1 *.549 .413

Sig. (2-tailed) .002 .000 .015 .553 .003 .010 .063

N 21 21 21 21 21 21 21 21

لبضائعنقالPearson Correlation .164 .424 **.990 .376 .288 *.549 1 **.688

Sig. (2-tailed) .478 .055 .000 .093 .205 .010 .001

N 21 21 21 21 21 21 21 21

نقل الركابPearson Correlation .308 .284 **.674 **.612 .217 .413 **.688 1

Sig. (2-tailed) .174 .212 .001 .003 .345 .063 .001

N 21 21 21 21 21 21 21 21

**. Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).

*. Correlation is significant at the 0.05 level (2-tailed).

-السكان: فيما خيص جذب -أوال:

-التنميةالعمرانية: على مستوي -1

؛ ويرتبط عدد السكان %99اجملتمع بنسبةميكن تعميمها على الكتلةالعمرانيةوجود دالله معنويه بني عدد السكان ومساحة -

.%11.1متوسط بنسبةارتباط طردي الكتلةالعمرانيةومساحة

-االقتصادية: على مستوى األنشطة -2

؛ ويرتبط عدد %99اجملتمع بنسبةميكن تعميمها على الصناعيةوجود دالله معنويه بني عدد السكان ومساحة املناطق -

. % 11قوي بنسبةطردي الصناعية ارتباطالسكان ومساحة املناطق

؛ ويرتبط عدد السكان %99اجملتمع بنسبةتعميمها على األراضيالزراعية ميكنوجود دالله معنويه بني عدد السكان ومساحة -

.% 11.2متوسط بنسبةطردي األراضيالزراعية ارتباطومساحة

؛ ويرتبط عدد السكان %91اجملتمع بنسبةنقل البضائع ميكن تعميمها على وإمجايلوجود دالله معنويه بني عدد السكان -

.%14.9متوسط بنسبةنقل البضائع ارتباط طردي وإمجايل


221

دد السكان ؛ ويرتبط ع%91اجملتمع بنسبةتعميمها على احلرة ميكنوجود دالله معنويه بني عدد السكان ومساحة املناطق -

.%10.4بنسبة متوسطارتباط طردي احلرةاملناطق ومساحة

جلوي.ي وار البح الركاب ابلنقلحركة الطبيعيةوإمجايلعدم وجود دالله معنويه بني عدد السكان ومساحة احملميات -

-الكتلةالعمرانية: فيما خيص -اثنيا:

؛ %99بةاجملتمع بنسميكن تعميمها على الزراعيةاألراضي الكتلةالعمرانية ومساحةوجود دالله معنويه بني مساحة -1

.%92.1قوي بنسبةارتباط طردي الزراعيةويرتبط عدد السكان مع مساحة األراضي

وترتبط؛%99سبةاجملتمع بنميكن تعميمها على الصناعيةومساحة املناطق الكتلةالعمرانيةوجود دالله معنويه بني مساحة -0

.%19.1متوسط بنسبةارتباط طردي الصناعيةمع مساحة املناطق يةالكتلةالعمرانمساحة

نقل الطبيعيةوإمجايلومساحة احملميات احلرةومساحة املناطق الكتلةالعمرانيةعدم وجود دالله معنويه بني مساحة -1

.البضائع والركاب

-االقتصادية: فيما خيص تكامل األنشطة -اثلثا:

؛ ويرتبط %99اجملتمع بنسبةحركة البضائع ميكن تعميمها على احلرةوإمجايلوجود دالله معنويه بني مساحة املناطق -1

.%99طردي قوي بنسبة البضائع ارتباطحركة احلرةوإمجايلمساحة املناطق

؛ %99سبةاجملتمع بنا على ميكن تعميمه الزراعيةاألراضي الصناعية ومساحةوجود دالله معنويه بني مساحة املناطق -2

.%21.1 بنسبة قوي ارتباط طردي الزراعيةاألراضي الصناعية ومساحةويرتبط مساحة املناطق

إمجايل؛ ويرتبط %99اجملتمع بنسبةحركة البضائع ميكن تعميمها على وإمجايلحركة الركاب إمجايلوجود دالله معنويه بني -1

.%11.1طردي متوسط بنسبة ارتباطالبضائع حركة وإمجايلحركة الركاب

؛ ويرتبط %99اجملتمع بنسبةحركة الركاب ميكن تعميمها على احلرةوإمجايلوجود دالله معنويه بني مساحة املناطق -5

.%12.4طردي متوسط بنسبة الركاب ارتباطحركة احلرةوإمجايلمساحة املناطق


222

؛ ويرتبط %99اجملتمع بنسبةتعميمها على الركاب ميكنحركة الطبيعيةوإمجايلوجود دالله معنويه مساحة احملميات -4

.%11.0حركة الركاب ارتباط طردي متوسط بنسبة الطبيعيةوإمجايلمساحة احملميات

؛ ويرتبط %91بةاجملتمع بنسميكن تعميمها على الصناعيه ومساحة املناطق احلرة وجود دالله معنويه بني مساحة املناطق -9

.% 44.1بنسبة ضعيفطردي البضائع ارتباطحركة احلرةوإمجايلمساحة املناطق

-املتغريات: التنبؤ بعالقة

الكتلةالعمرانيةة اخلاصة مبساح الدالةعند دراسة معادله التنبؤ املستقبلي الختبار أتثري جذب السكان طبقا لتطور العوامل

-يلي: تبني ما احلرةاطق ومساحة املن الصناعيةومساحة األراضيالزراعيةومساحة املناطق

% 11.1مبعامل ارتباط طردي يصل اىل الكتلةالعمرانية* مساحة 01.11+ 121212.11عدد السكان = -1

.غري خطيه أانملعادلةوتبني

%20.0ايل ارتباط طردي يصل الصناعية مبعامل* مساحة املناطق 249.9+ 141121.19= عدد السكان -0


% 11.2ارتباط طردي يصل اىل الزراعية مبعامل* مساحة األراضي 4.24+ 119421.9= عدد السكان -1


% 12.0ارتباط طردي يصل اىل البضائع مبعاملنقل إمجايل* 2.219+ 021111.91= السكان عدد -4


% 02.4ارتباط طردي يصل اىل احلرة مبعامل* مساحة املناطق 0142.11+ 002111.424= عدد السكان -1


ما يلي:جلذب السكان تبني الدالةالتنبؤ حبال العوامل دراسةوعند

* 211.41+ الكتلةالعمرانية* مساحة 14.99نقل البضائع + إمجايل* 2.211+ 22191.290عدد السكان =

الزراعية.* مساحة األراضي 1.19 – احلرة* مساحة املناطق 2214 – الصناعيةمساحة املناطق


223

.غري خطيه أانملعادلةوتبني % 14اىل ارتباط يصلمبعامل

البياين ملعادلة التنبؤ غري اخلطيه بني العوامل الدالة جلذب السكان على الحماور حمل الدراسة ابستخدام حتليل ( التمثيل 3شكل )

SPSS( بربانمج (Regressionالرتابط

لصناعية هياأتثريا على جذب السكان مستقبال تبني انه مساحة املناطق بينها األكثرفيما املتجانسةوعند دراسة العوامل

.األقوى جلذب السكان مستقبال على حماور التنميهالعامل

% 20.0بنسبة مبساحة املناطق الصناعيه السكان مبعامل ارتباط طردي ويرتبط عدد

.غري خطيه أانملعادلةوتبني الصناعية, * مساحة املناطق 249.9+ 141121.19عدد السكان =

((Regression( عالقة معادلة التنبؤ بني العوامل األكثر أتثري مستقبال جلذب السكان على الحماور حمل الدراسة ابستخدام حتليل االحندار 4جدول )

SPSSبربانمج aCoefficients

Model

Unstandardized

Coefficients

Stand.

Coeffic. t Sig.

95.0% Confidence

Interval for B

B Std. Error Beta L. Bound U. Bound

1

(Constant) 148803.6 38283.38 3.88 .001 68675.65 228931.73

973.239 526.56 000. 7.02 850. 106.706 749.90 الصناعيةاملناطق

a. Dependent Variable: عددالسكان

Exp

ecte

d C

um

Prob

Freq

uen

cy

ObservedCumProb Regression Standardized Residual


224

يل ل( التمثيل البياين ملعادلة التنبؤ غري اخلطيه بني العوامل األكثر أتثري مستقبلي جلذب السكان على الحماور حمل الدراسة ابستخدام حت4شكل )

SPSS( بربانمج (Regressionالرتابط

فرضية البحث وهي انه ملن اخلطأ الرتكيز على التنمية العمرانية اخلطية كأساس للتنمية الشاملة؛ من خالل إثباتومنها مت

إنشاء العديد من املدن اجلديدة على طول حماور التنمية؛ بدون قاعدة اقتصادية. كما أن العمران جيب أن أييت كمتطلب

قتصادية اليت يقوم عليها جذب السكان.للتنمية االقتصادية؛ بعد جذب العديد من األنشطة اال

-البحث: توصيات

انه ميةالعمرانية تبنيعلى حماورالتنابلوضع الراهن واملستقبلي األنشطةاالقتصاديةوالعمرانيةطبقا لدراسة مردود مؤشرات تفاعل

ابلوضع الراهن؛ اعتمدت تنمية احملاور حتت الدراسة على:

التفريغ للبضائع حركة الشحن و -كل حمور مبا فيها من أنشطة اقتصادية صناعية متنوعة بقوة أقطاب التنمية على طريف -أ

عدد السكان احلايل. -اخلطي؛ د العمران -احملاور ج أطرافعند أقطاابلتنميةعند

بني لتبادليةاتبني ضرورة اختيار مواقع حماور التنمية طبقا الختبار العالقات التنميةو عند دراسة نصيب الفرد من

احات على احملاور للتأكد من االحتياج الفعلي لوجود حمور تنمية يضمن تنميه وتعمري املس األنويةاالقتصاديةالقائمةواملستهدفة

على طول احملور؛ والبدء إبنشاء جتمعات عمرانية صغرية احلجم؛ كمتطلب لدعم التنمية؛ واختبار قدرة التجمع البينيةاملهمشة

املستهدف منها ويتوقف دورها على احلركة فقط؛ وحىت قال حتقان؛ لتجنب إهدار رؤوس األموال يف حماور على جذب السك

للسكان. احلضريةاجلاذبةال يشجع على اهلجرة العشوائية للمراكز

Exp

ecte

d C

um

Prob

Freq

uen

cy

ObservedCumProb

Regression Standardized Residual


225

-لدراسة: اللمحاور حمل اآلتيةوبعد نتائج التنبؤ للوضع املستقبلي بتلك احملاورمت العمل على دعم التوصيات

ولوجستياتدعم تنمية احملاور ذات التنوع يف النشاط االقتصادي من صناعة وزراعة وجتارة -1

شرم الشيخ( -عيون موسي -الشط –حمور )شرق بورسعيد -

فدان على طول احملور 41141بـ الزراعيةتطور مساحة األراضي.

فدان 012بـ الصناعيةتطور مساحة املناطق.

فدان 1112احملور مبساحةعلى وجود حمميتني طبيعيتني.

فدان 011مبساحة على احملور املنطقةاحلرةمساحة.

احملور.بور سعيد على الشيخ الدويل ومطارالنقل اجلوي من خالل وجود مطار شرم

النقل البحري من خالل وجود مينائي بور سعيد وشرم الشيخ على احملور.

فدان على طول احملور 1992بـ الكتلةالعمرانيةتطور.

شرم الشيخ( –السويس – اإلمساعيلية –سعيد )بورهامه تنمويةمرور احملور أبقطاب.

-:يونيو )من دائري بورسعيد حىت تقاطع طريق الصاحلية( 12القطاع الشمايل من حمور -

فدان. 11202بـ الزراعيةتطور مساحة األراضي

فدان. 012بـ الصناعيةتطور مساحة املناطق

فدان. 011مبساحة على احملور املنطقةاحلرةمساحة

النقل اجلوي من خالل وجود مطار بور سعيد على احملور.

النقل البحري من خالل وجود ميناء بور سعيد على احملور.

فدان. 1122على احملور بـ الكتلةالعمرانيةتطور

.زراعه( – )صناعهي دعم تنمية احملاور ابالعتماد على التصنيع الزراع -0

-الدائري اإلقليمي: الطريق -


226

فدان 10202بـ الزراعيةتطور مساحة األراضي.


فدان 1121على احملور بـ الكتلةالعمرانيةتطور مساحة.

طريق الصعيد –طريق الواحات/ الفيوم –طريق بلبيس –الصحراوي اإلسكندرية/ حماور هامه )طريقالقاهرةعدة ربطه بني

طريق –السويس القاهرةطريق – السخنة/ العني القاهرةطريق –طريق الصعيد احلر شرق النيل –الغريب

.(القاهرةاإلمساعيلية

-الفرافرة: حمور أسيوط -


فدان 022بـ الصناعيةناطق تطور مساحة امل.

على احملور ومطاراخلارجةالنقل اجلوي من خالل وجود مطار أسيوط.

النهري. أسيوطالنقل النهري من خالل وجود مرسى


-الضبعةبوصالته: حمور -




الشيخ زايد( – النوابريةاجلديدة – )العلميناجلديدةعلى احملور اجلديدةمن خالل املدن التنمية.

اإلمساعيليةالعوجةحمور -


فدان للنشاط الصناعي 10ل استغال.


227

فدان0020على احملور بـ الكتلةالعمرانيةتطور مساحة.

-أحادي: على النشاط الزراعي كنشاط املعتمدةتنوع اقتصادي للمحاور خلق -1

بـ زايدةالكتلةالعمرانية -النقل البحري لوجود ميناء نويبع على احملور – للزراعةفدان 11)استصالحرأس النقب / نويبع -

فدان(.412

فدان(. 111بـ الكتلةالعمرانيةزايدة -فدان 1111بـ زايدة األرضالزراعيةوصلة طريق الشيخ فضل راس غارب ) -

فدان(.0122بـ الكتلةالعمرانيةزايدة -للزراعةفدان 102املنيا راس غارب )استصالح وصلة طريق -

ا النقل النهري لوجود مرسى قن –ري لوجود ميناء سفاجا على احملور البح النقل -فدان 12بـ زايدة األرضالزراعيةقنا سفاجا ) -

.فدان( 0402بـ زايدةالكتلةالعمرانية -النهري على احملور

-التالية: دال على احملاور أحاديكنشاط الزراعيةعلى األراضي احلفاظ -4

على النقل البحري لوجود ميناء سفاجا –ور النهري على احمل أسيوطالنهري لوجود مرسى )النقلالصعيد / البحر األمحر -

.فدان( 419بـ الكتلةالعمرانيةزايدة -فدان122بـ األرضالزراعيةنقص –احملور

زايدة -فدان 122ـ ب نقصاألرضالزراعية -النهري لوجود مرسى بين سويف النهري على احملور الزعفرانة)النقلبين سويف / -

.فدان( 1112بـ الكتلةالعمرانية

ووجود مطار ةالطبيعياحملميات العالقةالدالةبني مساحةعلى حمور مطروح سيوه ابالعتماد على التنميةالسياحيةدعم -1

على احملور. السياحةمطروح لتنشيط

فدان 1119بـ األرضالزراعيةزايدة.

فدان 01.1الطبيعيةمساحة احملميات.

وجود مطار مطروح على احملور.

فدان 0129.1بـ الكتلةالعمرانيةزايدة.


228

مل حيقق جذب سكاين على احملور )مساحة احملميات أحاديحملور طااب رأس النقب كنشاط دعمالتنميةالسياحية -1

.فدان( 02بـ الكتلةالعمرانيةزايدة -فدان 121الطبيعية

-حماور: على الزراعةتنمية النشاط السياحي جلذب السكان خللق تنوع اقتصادي جبانب أولوية -2

العريش رفح -


فدان 01.1الطبيعيةمساحة احملميات.

النقل البحري لوجود ميناء العريش على احملور.

فدان 11بـ الكتلةالعمرانيةزايدة.

البحريةالفرافرةالواحات -


فدان 4012الطبيعيةات مساحة احملمي.

فدان1192بـ الكتلةالعمرانيةزايدة.

نشاط لزراعةاجغبوب العتمادهم على نشاط سيوه –مزار الواحااتلبحرية بين املستهدفةاحملاور احلاجةاملاسةإلنشاءعدم -1

غري القادر على جذب السكان ابلوضع الراهن. السياحةونشاط أحادي

دالهعني -سيوة؛ الفرافرة -عني داله الواحات،الفيوم املستهدفة: جنوباحملاور عدماحلاجةاملاسةإلنشاء -9

.أحاديكنشاط الزراعةالعتمادهم على نشاط وذلك

-املراجع:

لية التخطيط ك دكتوراه،رسالة الصعيد(،جنوب التنميةالعمرانية)حالةإقليمدارة وآلياإتمناهج إمساعيل،عبد الفضيل -1

.0221جامعة القاهره والعمراين،اإلقليمي


229

ضوء املتغريات يف ختطيط القرية املصاليه يف املستدامةالعمرانية التنميةحنو عارف،حممد فتحي اهلمشري،حممد مصطفى -0

.0224؛القاهرةجامعة املستدامة،التنمية إطاروالعمران يف األول،العمارةاملؤمتر العامليةوالعوملة،

.0211/01011وتصور مقرتح؛ حتليليه نقديةوالتعمري " دراسة التنمية"ممر قرين،عبد العال أبو عنرت -1

-4Thomson M؛Great Cities & Their Traffic؛ penguin books؛gollancz؛

USA1977؛

لعمرانية(،ااملدن اجلديدة ابململكة العربية السعودية )تركيز أم انتشار للتنمية السيد،حممد عبد الرمحن علي،صاحل بن -1

.م0221والتخطيط؛ ؛ العمارة11سعود، مجملة جامعة امللك حبثيه،ورقه

6-state of African cities ؛a framework for addressing urban challenges in Africa,2008

مية األراضي املخططات االسرتاتيجية لتن العمراين،اهليئة العامة للتخطيط العمرانية،واملرافق واجملتمعات اإلسكانوزارة -2

ديسمرب قه،نطالكل حمور يف املقرتحةاألوىل التصور التنموي الستخدامات األراضي واألدوار التنمية،املرحلةحول حماور

0211.

1- Yeh؛ D؛etal؛ The Economic Impact of Highway Bypasses on communities

SPR-0092-45-931998؛

.0211قطاع االستثمار يف احملافظات احلرة،اهليئة العامة لالستثمار واملناطق -9

.0212السنوي،)قطاعالبيئة(؛الكتاب اإلحصائي واإلحصاء،املركزي للتعبئة العامة اجلهاز -12

.0212السنوي،)قطاعالسكان(؛الكتاب اإلحصائي واإلحصاء،املركزي للتعبئة العامة اجلهاز -10

.0212السنوي،)قطاعالنقل(؛الكتاب اإلحصائي واإلحصاء،املركزي للتعبئة العامة اجلهاز -11

.0211؛املوانئاملصريةتقرير عن حركة البحري،قطاع النقل -14

.0211لنشاط نقل البضائع والركاب يف قطاع النقل النهري عام حصاء،النشرة السنويةواإلاجلهاز املركزي للتعبئة العامة -11


230

المعايير التخطيطية لتوزيع مراكز اإليواء في قطاع غزة

Planning sources for distribution shelter centers In Gaza Strip

د.محمد محمد المغير1 أ. محمد أحمد محمود2

Dr. Eng. Mohammed M. El-Moughgher Mr. Mohammed A. Mahmud

1برنامج ماجستير إدارة األزمات والكوارث الجامعة اإلسالمية، غزة كلية الهندسة - جامعة فلسطين -

[email protected]

2برنامج ماجستير إدارة األزمات والكوارث الجامعة اإلسالمية

[email protected]

:ملخص

هدفت الدراسة إلى تحديد أهم المعايير التخطيطية لتوزيع مراكز اإليواء في قطاع غزة، وتوافرها ( فقرة، 22(.واستخدمت المنهج الوصفي،بواسطة استمارة تكونت من )2164خالالالعتداءات العسكرية )

( فردأ.توصلت الدراسة إلى أن درجة توافر المعايير المتعلقة باألرض والموقع 41)طبقت على عينة بلغت (، وتوفر معايير البيئة الداخلية لمراكز اإليواء التي استخدمتها األونروا إلغاثة %11.31بوزن نسبي )

وقع (، وتوافر معيار اختيار الم%11.11( جاء بوزن نسبي )2164النازحين خالل االعتداء العسكري )(. وأوصى %58.54( جاء بوزن نسبي )2164المناسب في مراكز إيواء األونروا أثناء االعتداء العسكري )

الباحثان بتوفير لوائح وقوانين وتشريعات تتعلق بإدارة وتوزيع مراكز اإليواء، والعمل على التعاون والتنسيق ؤسسات المختصة، وتوفير مراكز إيواء مجهزة المستمر خالل فترة إدارة مراكز اإليواء بين كافة الجهات والم

.مسبقا الستقبال المتضررين بحيث تتوافر فيها المعايير التخطيطية لتوزيع وتصميم مراكز اإليواء

.قطاع غزة-توزيع مراكز اإليواء –المعايير التخطيطية الكلمات المفتاحية:

Abstract

The study aimed at determining the most important planning criteria for distribution

shelter centers in Gaza Strip and the availability of shelter centers during the

military attacks (2014). In order to achieve the objectives of the study, the




231

descriptive approach was used. The questionnaire was the questionnaire. The

questionnaire consisted of (22), And applied to a sample of (40) aides and help in

the shelter centers, and responded (35) aides and helpThe study found that the

availability of the criteria for land and location at a relative weight (60.36%), and

the availability of the internal environment standards for the shelter centers used by

UNRWA for the relief of displaced persons during the military aggression (2014)

were relatively high (60.66%). The availability of an appropriate location selection

criteria in the shelters used by UNRWA during the military attack (2014) was a

relative weight (58.54%). In the light of the results of the study, the researchers

recommended the provision of regulations, laws and legislation related tothe

management and distribution shelters, and to work on continuouscooperation and

coordination during the period of the management of the accommodation centers

between all the competent institutions and institutions and provide pre-equipped

shelters to receive the affected people.

Keywords: - Planning Criteria - Distribution of Shelter Centers - Gaza Strip.

اإلطار العام .1

:مقدمة 1.1

يمر العالم بأسره بحالة أمنية ونزاع موارد وصراع أجيال، وصراع دوألسفرت تلكالصراعات والنزاعات إلى نزوح

الحروب على نمط الحياةالمعتادة لكثير من المواطنين، وتسبب في المجتمعات الحضرية؛مما انعكست هذه

.تشريد ونزوح الماليين

( إلى يومنا الحالي يعاني 2111يعتبر قطاع غزة من المناطق التي تمر بظروف غير مستقرة، فمنذ عام )

كبيرة ( ألعداد2164، و2162، و2118المجتمع من لجوء إلى نزوح، فقدت ولدت االعتداءات العسكرية )


232

من العائالت واألسر أصحبت بال مأوى، وما فاقم األمر سوءا هو البطء الشديد لعمليات اإلعمار، ونقص

التمويل المتاح إلجراءاته، هذا باإلضافة إلى حالة االنقسام الفلسطيني التي كرست معاناة المجتمع الفلسطيني

.(68-65م، ص. ص 2168بشكل عام، والمتضررين من الحروب بشكل خاص )المغير م.،

( ألف فرد من المناطق الحدودية والمعرضة للقصف ودخول 511( أكثر من )2164نزح خالل االعتداء )

القوات البرية، وتم إيواء النازحين في مراكز إيواء تابعة لوكالة الغوث الدولية، وبعض الجهات الحكومية. ولقد

)مدارس(، وكان اختيارها بشكل عشوائي بحيث تبعد عن لوحظ أن معظمها عبارة عن مؤسسات تعليمية

.المناطق الحدودية، ولم يتوفر لهذه المراكز الحماية واإليواء، أو أبسط الخدمات الحياتية للنازحين

(OCAH, 2016, P1) ،( ص.ص 2164مجلس الوزراء الفلسطيني، -اللجنة الوزارة إلعادة إعمار غزة ،

31-33)

يني تحديات كبيرة، واعتداءات متكررة أثرت على البنية التحتية للتجمعات العمرانية يواجه المجتمع الفلسط

والبشرية، مما إلى الحاجة لمراكز إيواء للنازحين من المناطق المستهدفة، ولقد لوحظ أن االعتداءات العسكرية

ت االنتباه ين، لكن ما لفالثالث األخيرة التي مرت على المجتمع الفلسطيني أسفرت عن أعداد كبيرة من النازح

أكثر أنه وبالرغم من تعرض المجتمع الفلسطيني لصراعات واعتداءات متكررة إال أن القادة وصناع القرار

والمنظمات االجتماعية في قطاع غزة لم تستعد بالدرجة والمستوى المطلوب الستقبال النازحين )شيخ العيد،

في مراكز اإليواء خالل االعتداء العسكري (، ومن خالل عمل الباحثان85-82م، ص.ص 2168

( الحظا عشوائية في توزيعها، وضعف التخطيط لتوفير أبسط متطلبات الحياة الالئقة واآلمنة، وكان 2164)

السبب الرئيسي لذلك هو ضعف التخطيط الجيد إلدارة مراكز اإليواء وتوزيعها، ونتيجة لذلك ظهرت بعض

.ير من مراكز اإليواءاألمراض وانتشرت األوبئة في كث

انطالقا مما سبق يرى الباحثان أن مراكز اإليواء؛ وإن كانت تعد ملجأ أساسيا للهروب من االعتداءات

العسكريةوالكوارث، إال أنها الزلت تفتقر للتخطيط والتنظيم، وهذا أمر طبيعي، ألن الحروب غالبا تحدث فجأة


233

خطيط يكون بشكل عشوائي، كذلك فإن اقتصاد الدولة ذاتها يتحكم واألزمات تمر دون سابق إنذار، إذ أن الت

.في طبيعة مراكز اإليواء

في كل اعتداء من االعتداءات التي مرت كانت وكالة غوث وتشتغل الالجئين الفلسطينيين الدولية )األونروا(

فتح بعض المدارسوبعض الجهات الحكومية، والقطاعات الدولية العاملة في مجال الطوارئ واالستجابة ت

كمراكز إليواء النازحين والمتضررين، وبعد عودة الحياة لطبيعتها فإن هذه المدارس يتم تسليمها للهيئات

التعليمية، الستكمال أنشطتها التعليمية والتربوية، لكن ما يهمنا هو أن المدارس غير مجهزة بالمستوى الذي

زة ا قامت تلك المؤسسات بتوفير متطلبات الحياة فإنها تبقى عاجيرتقي بأن تكون مركزا إليواء النازحين، ومهم

عن تلبية حاجات المتضررين،حيث إن مراكز اإليواء ال بد أن تتضمن بعض المقومات األساسية التي تلبي

.(Alburai, 2018, P68) حاجات النازحين

واء، حيث إن هناك عدة منظمات لذا فإنه هناك حاجة ماسة لدراسة المعايير التخطيطية لتوزيع مراكز اإلي

ودراسات أشارت بأنه ال يمكن اختيارها بشكل عشوائي، إنما هي بحاجة إلى تخطيط مسبق، وأن تتمتع بموقع

مناسب، ويتوفر فيها بيئة مالئمة، وأن يكون الموقع آمنا، وصحيا، لذا تهتم الدراسة فيالوصولألهم المعايير

.(2164) التي أعدتها وكالة األونروا خالل ومدى توافرها في المراكز التخطيطية لتوزيع مراكز اإليواء،

:مشكلة الدراسة وتساؤالتها 2.1

تبرز المشكلة الحالية في الحاجة إلى إدارة مراكز اإليواء تصلح الستقبال المشردين وقت االعتداءات

من العائالت، خاصة وأن قطاع العسكرية والمخاطر الطبيعية واألزمات كون هذه المراكز تعد ملجأ لعديد

غزة يتعرض العتداءات متكررة حيث إنه يتسم بأنه منطقة مستطيلة معظم حدوده مع األراضي المحتلة،

وبالتالي فإن سكانه معرضين للتهجير، مما يتطلب للحاجة إلى تخطيط كافة الممارسات المتعلقة بإدارة مراكز

ق تخطيط مسبق، خاصة في مجال توزيعها؛ فمن هنا تنبعالمشكلة اإليواء، ويرى الباحثان أهمية أن يكون وف

البحثية وتنحصر في التساؤل التالي: ما المعاييرالتخطيطيةلتوزيعمراكز اإليواء في محافظات غزة؟


234

( وفق 2164ما مدى توافر معايير الموقع واألرض في مراكز اإليواء خالل االعتداء العسكري ) .1

فيها؟رؤية عينة من العاملين

( من وفق 2164ما مدى توافر معايير البيئة الداخلية في مراكز اإليواء خالل االعتداء العسكري ) .2

رؤية عينة من العاملين فيها؟

( 2164ما مدى توافر معايير اختيار الموقع المناسب في مراكز اإليواء خالل االعتداء العسكري ) .3

من وجهة نظر عينة من العاملين فيها؟

ا األخطاء التي كانت في تخطيط وتوزيع مراكز اإليواء التابعة لألونروا خالل االعتداء العسكري م .4

(؟2164)

ما المعايير التي يمكن االستناد عليها في تخطيط وتوزيع مراكز اإليواء؟ .5

.أهداف الدراسة 3.1

زة؛ ز اإليواء في محافظات غتسعى الدراسة بالدرجة األولى إلى الوصول للمعايير التخطيطية لتوزيع مراك

-:وذلك من خالل تحقيق اآلتي

( 2164الكشف عن درجة توافر معايير الموقع واألرض في مراكز اإليواء خالل االعتداء العسكري ) -1

.وفق رؤية عينة من العاملين فيها

( 2164عسكري )التعرف إلى درجة توافر معايير البيئة الداخلية في مراكز اإليواء خالل االعتداء ال -2

.وفق رؤية عينة من العاملين فيها

توضيح مدى توافر معايير اختيار الموقع المناسب في مراكز اإليواء خالل االعتداء العسكري -3

.( وفق رؤية عينة من العاملين فيها2164)

.البحث عن معايير يمكن االستناد عليها في تخطيط وتوزيع مراكز اإليواء -4

.سةأهمية الدرا 4.1


235

.األهمية النظرية 1.4.1

التي تستهدف المعايير التخطيطية –في حدود علم الباحثان –تعد الدراسة من المحاوالت األولى .1

.لتوزيع مراكز اإليواء في قطاع غزة

أهمية مراكز اإليواء بالنسبة للمجتمع الفلسطيني؛ كونه يتعرض العتداءات إسرائيلية تستدعي توفير .2

.إيواء تتضمن أبسط متطلبات الحياة الكريمة للنازحين، وتوفير الحماية واألمن لهممراكز

أهمية التخطيط في وقت الكوارث واألزمات؛ فمن خالل التخطيط يمكن الوصول لمعايير واضحة .3

حماية للتوزيع وإدارة مراكز اإليواء يمكن توفير كافة مستلزمات الحياة الكريمة للنازحين، وبالتالي تحقيق ا

.للنازحين

.األهمية التطبيقية 2.4.1

سوف تساهم نتائج الدراسة بمساندة القائمين على برامج الطوارئ والكوارث في المنظمات .1

.االجتماعية؛ في وضع إطار وتقدم لهم معايير لتخطيط وتوزيع مراكز اإليواء

في المؤسسات الحكومية حول تقدم الدراسة نتائج وتوصيات من شأنها أن توضح لصناع القرار .2

اإلمكانات المتاحة واإلمكانات الالزمة إلنشاء مراكز إيواء لمواجهة حاالت النزوح التي قد تسفر عن الحروب

.أو الكوارث الطبيعية

قد تتوصل الدراسة إلى نتائج وتوصيات تفيد النازحين أنفسهم، حيث توضح لهم سبل التعاون .3

.قرار في إدارة الكارثة والنزوحومشاركة القائمين وصناع ال

تقدم الدراسة إطارا نظريا وميدانيا يثري المكتبة الفلسطينية بموضوع لم يتناوله كثير من الباحثين، .4

.وهذا يفتح آفاقا لدراسات مستقبلية تتعلق بمراكز اإليواء

.حدود الدراسة 5.1

.يير التخطيطية لتوزيع مراكز اإليواءالحدود الموضوعية: اقتصرت الدراسة على توضيح المعا .1


236

.الحدود المكانية: أجريت الدراسة على محافظات غزة .2

م2164الحدود الزمنية: طبقت الدراسة في الفترة الزمنية إلشغال مراكز اإليواء عام .3

عة لألونروا بالحدود البشرية: أجريتالدراسة على عينة من المتعاونين والقائمين على مراكز اإليواء التا .4

.م(2164خالل االعتداء العسكري )

.منهجية الدراسة 6.1

اتبع الباحثان المنهج الوصفي والتحليلي، لمناسبته ألهداف الورقة، ويقوم على أساس تناول ظاهرة ما

بالوصف والتفسير الدقيق، ومن ثم يتيح حرية جمع البيانات الالزمة من مصادرها، وتبويبها وتحليلها وصوال

.لنتائج وتعميمات تخص مشكلة الدراسة وأسئلتها

.أدوات الدراسة 7.1

لجأ الباحثان إلى عدة أدوات لجمع البيانات الالزمة، حيث استخدم مصادر ثانوية مثل الكتب، والرسائل

العلمية، وبعض المجالت والدوريات والمواقع اإللكترونية، كذلك استخدم بعض المصادر األولية؛ حيث جرى

تصميم استبانة حول المعايير التخطيطية لتوزيع مراكز اإليواء في قطاع غزة، كما قام بمشورة بعض

المهندسين والمخططين العمرانيين في بلدية خان يونس، إضافة إلى بعض األكاديميين المختصين بإدارة

.األزمات والكوارث

.مصطلحات الدراسة اإلجرائية 8.1

هي كافة الممارسات واألنشطة التي قامت بها وكالة الغوث -تخطيط:التعريف اإلجرائي لل 1.8.1

.الدوليةألجل تنسيق الجهود وإعالة وتقديم الدعم والعون للمتضررين

هي المبادئ واألسس الواجب توافرها في موقع ومكان مركز -التعريف االجرائي للمعايير التخطيطية: 2.8.1

.االحتياجات اليومية، واختيار الموقع المناسب اآلمن والصحياإليواء، وتصميم بيئة داخلية تتناسب مع


237

أماكن تخصصها بعض الدول أو المراكز والمؤسسات الدولية المهتمة إلغاثة -مراكز اإليواء: 3.8.1

الالجئين والنازحين والمتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات، وتكون مهيأة وفق أنظمة نساهم

.(Cherssin, 2012, p. 108) جات المتضررين والنازحينفي توفير احتيا

.الدراسات السابقة .2

( بعنوان: المعايير المكانية والنوعية لمراكز اإليواء 2167دراسة )الطرشاوي، المغير، و األغا، 1.2

.الحكومية ومدى استجابتها للنزوح خالل الطوارئ في قطاع غزة

اإليواء الحكومية في قطاع غزة للنزوح الداخلي وفق المعايير المكانية هدفت الدراسة لمعرفة استجابة مراكز

م. لتحقيق 2164والنوعية لمراكز اإليواء؛ وذلك خالل االعتداءات العسكرية اإلسرائيلية على قطاع غزة

مة داألهداف اتبعت الدراسة األسلوب الوصفي والتحليلي الذي يحلل محتوى المعايير النوعية والمكانية المستخ

لمراكز اإليواء وصف استجابة الجهات الحكومية إليواء النازحين والمشردين خالل االعتداءات العسكرية على

م، واستخدمت الدراسة أدوات متعددة منها إجراء المقابالت مع ذوي العالقة من وزارة التنمية 2164قطاع غزة

ساني وقطاع اإليواء. توصلت الدراسة إلى: أن االجتماعية، ومراجعة األدبيات الصادرة عن جهات العمل اإلن

جهوزية األجهزة الحكومية لإليواء لم تكون بالمستوى المطلوب وذلك بسبب ارتفاع أعداد النازحين عن ما هو

م أفضل من ذي قبل وراعت المعايير والمؤشرات النوعية، 2164متوقع، وأن عمليات إعادة التأهيل بعد عام

التنسيق بين المنظمات األهلية واإلنسانية لتلبية االحتياجات البشرية واإلنسانية وأوصت الدراسة بضرورة

.وحفظ كرامة النازحين

م( بعنوان: األوضاع المعيشية لألسرة الفلسطينية في مراكز اإليواء 2169دراسة )العسولي و حرارة، 2.2

.2164بعد العدوان اإلسرائيلي على غزة

ازحة في التي عايشتها األسر الن المعيشية والمشكالت،واألوضاع التحديات بعض على للتعرف الدراسة هدفت

ومنهج التحليلي الوصفي المنهج الباحثان واستخدم الدولية الغوث وكالة مراكز اإليواء بمدارس


238

لب"بتال االبتدائية الزيتون ذكور مدرسة في المقيمين من (أسرة63من) الدراسة عينة تكونت دراسةالحالة،وقد

مت وأيضا التفصيل، من بشيء المعيشية األوضاع على للتعرف معهم متعمقة مقابالت معقد هوىوت

اتهوتجهيز اإلعاشة بمكان المتعلقة النتائج أشارت وقد عايشوااألحداث لذين أرباب األسرا (من1مقابلةعدد)

اطنينلق كل ،وأن للمعيشة معدة المدرسة،رغم أنها غير في واحدة صف غرفة في تقطن كانت األسرة أن إلى

مشكال من يعانون وزوجاتهم أبناءهم وأن والعمل، دخل مصدر أي لديهم ليس اإليواء مراكز في

اجتماعية عالقات ملديه النفسية، وأن غالبيتهم ليس لالإرادي،واألمراض الخوف،والتبوال في تنفسيةعديدةتتمثل

داخاللمدرسة، وأوصت الدراسة بضرورة إسراع الجهات بعضهم مع تقتصرعالقاتهم المحيطين،حيث مع

.الحكومية في تأهيل المجتمع النازح وإعادة اإلعمار والبناء بشكل أفضل

.( بعنوان المبادئ التوجيهية لمواقع النازحين في اليمن2169دراسة منظمة دعم مجتمعات النازحين ) 3.2

هدفت الدراسة إلى وضع إطار للمبادئ التوجيهية لمواقع النازحين في اليمن، بعد أن خلفت النزاعات نحو

( مليون فرد بحاجة إلى مساعدات إنسانية وحماية. واستندت الدراسة في تقييم المبادئ التوجيهية على 68.8)

يمات وتنسيق أنشطتها الدولية، والمبادئ (، وكتلة إدارة المخ2165سلسلة أدوات مثل إدارة المخيمات الدولية )

(، واستخدمت 2161(، واستراتيجية شركاء العمل اإلنساني )2161التوجيهية لمواقع استضافة النازحين لعام )

الدراسة األسلوب الوصفي المسحي.توصلت الدراسة إلى أن السلطات في اليمن تتحمل المسؤولية الكاملة

واقع استضافة النازحين تسعى إلى مرحلة اإلغالق من أجل ضمان إيجاد تجاه النازحين، وأن التخطيط لم

حلول دائمة، وتعتبر مشاركة المجتمع المستضاف في مراكز اإليواء في القرار المجتمعي ضروري، ويجب

إشراك كافة األطراف في إدارة المراكز والقدرة على المشاركة بفاعلية من أجل بناء الثقة وتشجيع المشاركة،

ن احتياجات المساعدة ومخاوف الحماية تختلف من موقع إلى اآلخر، وتختلف على مستوى المدى القصير وأ

والبعيد، أما بالنسبة للمبادئ التوجيهية إلدارة وتوزيع المراكز فإنه يجب األخذ بعين االعتبار الموقع والبناء،

ية ستقرار الذاتي، وأن توفر الحماية وحر واختيار الموقع المناسب، وأن تتمتع مواقع استضافة النازحين باال


239

االنتقال للنازحين، ولقد قدمت الدراسة مستوى المسؤوليات في هذه المراكز بصرف النظر عن تصنيف الموقع

.ذاته

.بعنوان: مراكز النزوح والجاهزية أثناء الكوارث (Cherssin, 2012) دراسة تشيرسين 4.2

والجاهزية إلدارة األزمات لدى المؤسسات الحكومية في محافظة كالكوتا هدفت إلى تقييم إدارة مراكز النزوح

الهندية، حيث تعد من أكثر مناطق العالم عرضة للكوارث الطبيعية والفيضانات، ولقد استرشدت الباحثة في

جمع البيانات ببعض التقارير واإلحصاءات وأجرت عدد من المقابالت الشخصية، فتوصلت الدراسة إلى أن

( مليون شخص يتعرضون للتهجير بسبب الفيضانات التي تحدث فجأة في كالكوتا، وأن 69ك أكثر من )هنا

الجاهزية الستقبالهم ضعيفة جدا، ألنها منطقة محاذية لمناطق خطرة أيضا قد تصلها الكوارث الطبيعية،

صت دارة المراكز التي خصووضعتها الجهات الحكومية والمنظمات الدولية غير كافية الستقبال النازحين، وإ

.(، وأن هذه المراكز ال تتسع للنازحين، وال تلبي أبسط الحاجات اإلنسانية لهم2112للنزوح منذ عام )

.بعنوان: الكوارث والتشريد: ثغرات الحماية (Cohen,& Bradley, 2010) دراسة كوهين وبرادلي 5.2

ر كوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ، ومراجعة األطهدفت الدراسة إلى بيان طبيعة التشريد القسري بسبب ال

المفاهيمية، والمعايير المؤسسية لتوفير حماية حقوق المشردين، وتحديد أهم التحديات الرئيسية لحماية ضحايا

الكوارث، وتبين أن هناك افتقار للوضوح فيما يتعلق بوضع واحتياجات الحماية ألولئك الذين اقتلعوا بسبب

(، وال 6756يئي والكوارث، حيث حتى إجراء الدراسة لم يتم إدراجهم وفقا لبنود اتفاقية الالجئين )التدهور الب

يوجد إطار معياري لمعالجة احتياجاتهم الخاصة، ومواطن ضعفهم، ولم تكن الدول مستعدة لاللتزام بأكثر من

، وتوسيع األطر المعيارية الحماية المؤقتة، وأصبحت الحاجة حاسمة اآلمن لوضع نهج للمشردين بيئيا

والمؤسسية إلدارة المراكز أو الدول أو المؤسسات التي يلجئون إليها في أطر دولية، ووضع سبل أكثر فعالية

.مع الحكومات التي تفشل في حماية سكانها

.التعقيب على الدراسات السابقة 6.2


240

ألزمات، وإدارة مراكز النازحين واإليواء، هدفت بعض هذه الدراسات إلى الوقوف على طبيعة إدارة الكوارث وا

وهدفت دراسات أخرى لتقييم إدارة مراكز اإليواء، وهدفت بعض الدراسات إلى وضع تصورات حول معايير

مساعدة النازحين، والكشف عن معضالت اإليواء بسبب الكوارث. ومعظم الدراسات اعتمدت على المنهج

ب المسح، وهناك دراسات اعتمدت على مراجعة األدبيات الوصفي، وهناك دراسات استندت على أسلو

.السابقة، وكانت بعض الدراسات تعتمد على بعض التقارير واالحصاءات المتعلقة بالنزوح واإليواء

ولقد توصلت الدراسات السابقة إلى عدة نتائج أهمها افتقار العديد من مراكز اإليواء لمتطلبات ومعايير إغاثة

الوصول إلى كافة النازحين، وهناك قصور في التخطيط سواء على المستوى الدولي، أو النازحين، أو عدم

على المستوى المحلي بالنسبة لدول تتعرض لكوارث مثل الهند.وتتفق الدراسة الحالية مع بعض الدراسات

راسة منظمة د السابقة في أنها تتعلق بجوانب التخطيط إلدارة مراكز اإليواء وتوزيعها، وتتفق إلى حد ما مع

(، كونها تتعلق بالنزوح بسبب الحروب. وتتفق مع بعض الدراسات من حيث 2169دعم مجتمعات النازحين )

.المنهج المستخدم، واألداة التي تتمثل باالستبانة

لكن الدراسة الحالية تختلف من حيث إنها تطبق على قطاع غزة، وتتميز بأنها ترتبط بأحد أكثر المناطق

ضة لالعتداءات العسكرية في العالم وهي منطقة قطاع غزة، كذلك فإنها تتميز بأن قطاع غزة حساسية وعر

سبق أن اضطر إلى إنشاء مراكز إيواء مؤقتة، كما امتازت الدراسة الحالية بأنها تأتي لتحديد طبيعة ومعايير

.تخطيط وتوزيع مراكز اإليواء

.(2164) اع غزة خالل حربخلفية عامة حول مراكز النزوح واإليواء في قط .3

.مفهوم مراكز النزوح واإليواء 1.3

تفتقر مواقع ومراكز نزوح المهجرين، ومراكز اإليواء إلى تعريف واضح وشامل، نظرا الختالف خصائصهم،

وأسباب هجرتهم، ولقد عرفتها بأنها مجموعة مباني وهياكل ومواقع موجودة مسبقا مملوكة ملكية عامة أو


241

استخدامها لإلقامة الجماعية والمجتمعية للسكان النازحين في حالة النزاع أو الكوارث الطبيعية خاصة، يمكن

.(61م، ص 2169)منظمةدعممجتمعاتالنازحين،

ويطلق عليها البعض المستوطنات المجتمعية أو التجمعات العشوائية اإليوائية، وتعرف بأنها مخيمات مقامة

وحدات سكنية تشكل مأوى مؤقت للنازحين، ويقدم من خاللها خدمات ذاتيا، بحيث تضم هذه المخيمات

.(Levine,Esnard, &Sapat, 2007, p. 4) الرعاية والحماية

كما عرفت بأنها منشآت معدة مسبقا، أو أنشئت حديثا لتلبية حاجات النازحين وتقديم الدعم والعون لهم أثناء

نزوح، على أن تكون لهم مأوى مؤقت لحين زوال األزمةحدوث الكارثة أو األزمة التي سببت لهم ال

(Cohen,& Bradley, 2010, p. 103).

ويتضح مما سبق وجود قصور في التعريف الشامل والمتكامل لمراكز اإليواء، ويرى الباحثان بأن مراكز

غاثة واإليواء هات اإلاإليواء يمكن تعريفها تعريفا شامال على أنها كافة التجمعات والمنشآت التي تختارها ج

من أجل لم شمل مجموعة من األفراد واألسر تعرضوا للنزوح بسبب النزاعات والحروب أو الكوارث الطبيعية،

.وتقدم لهم من خاللها الحماية، وتلبي كافة حاجاتهم، واإليواء يجب أن يشمل كافة الفئات المتضررة

( 2167، و )الطرشاوي، المغير، و األغا، (7م، ص 2169ولقد صنفت )منظمةدعممجتمعاتالنازحين،

:مراكز اإليواء إلى

مواقع استضافة النازحين المخططة: هي المواقع التي قامت فيها سلطة مسؤولة بتعيين سكان نازحين -

.على مبنى معين، تم إعداده بشكل مثالي الستخدامه كمأوى مؤقت

لتي أنشأها النازحون أنفسهم في المقام األول منمواقع استضافة النازحين المستقرة ذاتيا، هي تلك ا -

.خالل مبادرة ذاتية، دون موافقة رسمية أو تنسيق مع السلطات

.المعايير التخطيطية لتوزيع مراكز اإليواء 2.3


242

قام الباحثان بمراجعة بعض األدبيات المتعلقة بمراكز اإليواء، فوجد أن عدد قليل منها اهتم بالمعايير

-22م، ص ص 2169وزيع مراكز اإليواء، حيث أوردت دراسة )منظمةدعممجتمعاتالنازحين، التخطيطية لت

( عرضا لهذه المعايير بشكل ضمني، وذلك على النحو 2167( ودراسة )الطرشاوي، المغير، و األغا، 31

:اآلتي

ية المتطلبات األساسالموقع والمبنى: اختيار الموقع أو المبنى أو المنشأة إلقامة مركز إيواء يعد من 1.2.3

للحد من المخاطر على النازحين، وأن المبنى قد يكون ليس المفضل، لكن على إدارة المراكز تجهيزه الحقا

.بكافة متطلبات الحياة، وتعد المدة المتوقعة الستخدامه معيارا مهما في طريقة االختيار

جهيزا وجهوزية، وأن تكون قريبة من الخدمات البيئة الداخلية للموقع: يجب اختيار أكثر المواقع ت 2.2.3

العامة، وأن يتوفر فيه كل متطلبات الحياة العادية، وأن يكون هناك اعتبارات وأولويات في البيئة الداخلية،

وأن يتمتع المبنى بمكان آمن بعيدا عن مصادر الخطر، وأن يوفر التهوية المالئمة ودرجات الحرارة، حرصا

النازحين، وأن يكون المبنى ذوو بنية تحتية تتالءم مع أعداد النازحين، وأن يتم التخلص على سالمة وصحة

من النفايات بسهولة، وأن يؤخذ بعين االعتبار سهولة الوصول إليه لتقديم مزيد من المساعدات للنازحين، وأن

.يكون بحالة بيئية مناسبة، وبعيدا عن أي تهديد يمس حياة النازحين

ار الموقع المناسب: يقصد بالموقع طبيعة المباني التي يتم تجميعها النازحين فيها، إضافة إلى اختي 3.2.3

البيئة المحيطة، بحيث تكون واسعة، ومحاطة بسمات الطبيعة العادية، وأن يوفر المكان قدرة الداعمين على

نية ام بعاداتهم وتقاليدهم الديتقديم خدمات الصحة والتعليم، والخدمة االجتماعية، ومنح المقيمين حق االلتز

.والثقافية واالجتماعية

( فقد لوحظ أن 2164وبالنسبة لتوافر هذه المعايير في مراكز اإليواء التي أنشأتها األونروا خالل حرب )

هناك ضعف في البنية التحتية لها، وكان اختيار المواقع بشكل عشوائي فقط يستند إلى معيار واحد، وهو أن

عن المناطق الحدودية رغم أن القصف لم يكن فقط في المناطق الحدودية، بل أن طائرات تكون بعيدة


243

االحتالل قصفت عددا من هذه المراكز، كما عانى النازحون من كثرة أعداد النازحين في المدرسة الواحدة،

في الت التي برزتكما إن هذه المراكز لم تكن مهيأة الستقبال النازحين، وكان هذا واضحا من خالل المشك

هذه المراكز، فعلى سبيل المثال ال الحصر كثير من النازحين لم يتحصل على ملبس يقيه البرد الشديد،

ومنهم من لم يستطع الوصول أصال لهذه المراكز، كما أن األونروا لم تقوم بإعداد الطعام المناسب للنازحين،

.(2167، فقد اكتفت بتوزيع الطرود الغذائية عليهم )شحيبر

إذ أن معظم المراكز تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة، وأن أعداد النازحين تفوق طاقات هذه المراكز، ويتضح

من إحدى هذه الصور تعرضها للقصف من قبل االحتالل اإلسرائيلي، كما أن النازحين أنفسهم استخدموا هذه

.(2167المراكز بطرق غير الئقة )شحيبر،

العملياإلطار .4

.مجتمع وعينة الدراسة 1.4

تكون مجتمع الدراسة من جميع العاملين بمراكز اإليواء التي خصصتها وكالة الغوث الدولية للنازحين أثناء

( موظفا وموظفة، وعملوا أثناء االعتداءات،وبعدها، 6451( ويقدر عددهم بنحو )2164االعتداء العسكري )

ة من العاملين بمراكز اإليواء من موظفي وكالة الغوث الدولية وبلغ واستطاع الباحثان الوصول إلى عين

( موظفا وموظفة، وكان 35( موظفا وموظفة، جرى تطبيق أداة الدراسة عليهم. فاستجاب منهم )41عددهم )

.معظمهم من الذكور، وتتنوع أعمالهم بين برامج التعليم والصحة والطوارئ التابعة لوكالة األونروا بغزة

.أداة الدراسة وخصائصها 2.4

بعد االطالع على بعض الدراسات السابقة، وبعض المعايير الدولية المتعلقة بمراكز إيواء النازحين

بمشورة ذوي االختصاص، ورصد أكثر المعايير التي تناولها المختصون في دراستهم، فقد موالالجئين، وقا

رض، ومعيار تقييم البيئة الداخلية لمراكز اإليواء، واختيار حددت المعايير بثالثة مجاالت: معيار الموقع واأل

:( فقرة، وتوزعت هذه الفقرات على النحو اآلتي22الموقع المناسب، ثم جرى تصميم استبانة تتكون من )


244

.فقرات( 8المعيار األول: الموقع واألرض ) -

.فقرات( 9المعيار الثاني: تقييم البيئة الداخلية لمراكز اإليواء ) -

.فقرة( 9المعيار الثالث: اختيار الموقع المناسب ) -

كما تضمن االستبانة سؤالين مفتوحين، األول يتعلق ببعض األخطاء التي وقت في مراكز اإليواء، والثاني

يتعلق بمعايير أخرى يجب أخذها بعين االعتبار في تخطيط وتوزيع مراكز اإليواء، وجرى التحقق من صدق

نتائجها من خالل عينة الدراسة الفعلية نظرا لضيق الوقت المتاح إلجراء الدراسة، وصعوبة االستبانة وثبات

-:الوصول إلى مجتمع الدراسة، واتبع الباحثان ألجل ذلك الخطوات واإلجراءات اآلتية

صدق االستبانة: يقصد بهاقياساالستبانة لألغراض التي وضعت ألجلها، وأن تكون الفقرات قادرة 1.2.4

على قياس المجاالت، وأن تكون المجاالت قادرة على قياس الدرجة الكلية لالستبانة، وجرى التحقق من

-:صدقها من خالل الطرق اآلتية

طريق االتساق الداخلي لفقرات االستبانة: جرى حساب معامالت االرتباط بيرسون بين فقرات االستبانة –أ

( يوضح االتساق6فقرات، وجدول )والدرجة الكلية للمجال الي تنتمي إليه ال

(: يوضح معامالت االرتباط وقيم االحتمال بين فقرات االستبانة والدرجة الكلية لفقراته1جدول رقم )

املجاالت والفقرات ممعامل

االرتباط مستوى الداللة

املوقع واألرض #

(0.01عند )دالة 0.650** يغطى املوقع مختلف املناطق السكنية داخل املحافظة. 1

2 يعتبر املوقع مناسب للوصول إليه من كافة الشوارع

الرئيسية. (0.01دالة عند ) 0.780**

3 تعتبر محاور الحركة املحيطة باملبنى سهلة تساعد في حرية

الحركة في الطوارئ. (0.01دالة عند ) 0.759**


245



4 يساهم املوقع في توفير البيئة الصحية التي تسمح بالتهوية

الطبيعية للمباني واملنشآت. (0.01دالة عند ) 0.571**

5 يساهم املوقع في توفير البيئة الصحية التي تسمح بوصول

أشعة الشمس الطبيعية للمباني واملنشآت. (0.01دالة عند ) 0.549**

6 يطل املوقع على املساحات الخضراء التي تسمح بتحسين

املوقع بالظالل.األجواء داخل املوقع وتسمح بتزويد (0.01دالة عند ) 0.730**

7 يمتاز املوقع بكثافة عمرانية أقل مما يسمح بالتمدد في

املستقبل. (0.01دالة عند ) 0.568**

8 وبعيد عن املخاطر العسكرية البرية

يعتبر املوقع مناسب أمنيا

والبحرية. (0.01دالة عند ) 0.564**

االيواء تقييم البيئة الداخلية ملراكز #

(0.01دالة عند ) 0.670** يسمح املركز بدخول الهواء النقي. 1

2 نوعية التشطيب املستخدم في املكان يتالءم مع االحتياجات

البشرية. (0.05دالة عند ) 0.362*

3 تتحقق الخصوصية لدى الفئات الهشة في الفراغات

املتواجدة داخل املركز. (0.01دالة عند ) 0.575**

4 اقم العاملة بحرية داخل فراغات املركز وغرف تتحرك الطو

النازحين. (0.01دالة عند ) 0.677**

5 توجد قوانين تنظم البيئة الداخلية داخل املركز )مثل منع

التدخين(. (0.01دالة عند ) 0.662**

(0.01دالة عند ) 0.643** يتوفر باملركز مصادر تهوية تمنع حدوث رطوبة. 6

7 تصميم املركز بمنع انتشار األوبئة واألمراض بين يسهم


اختيار املوقع #

(0.01دالة عند ) 0.664** تتوفر الخدمات اللوجستية املساندة بجوار املركز املقترح. 1

2 يراعي اختيار املوقع سهولة الوصولية للمراكز من قبل

النازحين. (0.01عند )دالة 0.685**


246



3 تتوفر في املوقع ساحات عامة يمكنها أن تساهم في تلبية

األنشطة املفتوحة للعاملين. (0.01دالة عند ) 0.403*

4 يساهم اختيار املوقع في االستفادة من اإلنارة والتهوية

الطبيعية. (0.01دالة عند ) 0.583**

(0.05دالة عند ) 0.360* ية.والصحيعتبر املكان قريب من مراكز الخدمات التعليمية 5

6 تتوفر خدمات املياه والبنية التحتية التي تستوعب أعداد


7 يؤخذ باالعتبار الكثافة املرورية واالزدحام في الوسط املحيط

وحركة الشوارع (0.05دالة عند ) 0.386*

معامالت االرتباط جاءت دالة إحصائيا، وهذا يدلل على أن فقرات ( أن جميع 6يتضح من الجدول رقم )

.االستبانة تتمتع بصدق اتساق داخلي مالئم

.الصدق البنائي لمجاالت االستبانة –ب

قام الباحثان بحساب معامالت االرتباط بين الدرجة الكلية للمجاالت والدرجة الكلية لالستبانة، والجدول اآلتي

:يوضح النتائج

( يظهر معامالت االرتباط وقيم االحتمال بين مجاالت االستبانة والدرجة الكلية لفقراتها2جدول رقم )

عدد الفقرات املجاالت م.معامل


(0.01دالة عند ) 0.706** 8 املوقع واألرض 1

2 تقققققيققيققم الققبققيققئقققققة القققققداخققلققيقققققة ملققراكققز

اإليواء. (0.01دالة عند ) 0.801** 7

(0.01دالة عند ) 0.819** 7 اختيار املوقع 3


247

( أن جميع معامالت االرتباط جاءت دالة إحصائيا، وهذا يدلل على أن مجاالت 2يظهر جدول رقم )

.االستبانة تتمتع بصدق بنائي مناسب

تة إذا ثاب هي ثبات دقة االستبيان أو اتساقه حيث تعتبر االستبانة :(Reliability) ثبات االستبانة 2.2.4

حصل نفس الفرد على نفس الدرجة، أو درجة قريبة منها في نفس القياس أو مجموعة الفقرات المتكافئة عند

(، ويقصد بالثبات االستقرار وعدم تغير النتائج بشكل 486م، ص 2161تطبيقه أكثر من مرة )أبو عالم،

المواتية، وللتحقق من ثباتها اتبع جوهري لو أعيد تطبيق األداة عدة مرات تحت نفس الظروف والشروط

-:الباحثان اإلجراءات التالية

تقوم هذه الطريقة على :(Cronbach's Alpha coefficient) الثبات بطريقة معامالت ألفا كرونباخ -أ

( 3أساس احتساب معامل ألفا كرونباخ لكل مجال من مجاالت االستبانة، ومحاورها، ويظهر جدول رقم )

-:ت ألفا كرونباخ لكل مجال من مجاالت االستبانةنتائج معامال

( يوضح معامالت كرونباخ ألفا لمجاالت االستبانة والدرجة الكلية لفقراتها3جدول رقم )

ألفا كرونباخ عدد الفقرات املجاالت م.

0.856 8 املوقع واألرض 1

0.834 7 تقييم البيئة الداخلية ملراكز اإليواء. 2

0.829 7 اختيار املوقع 3

0.907 22 الدرجة الكلية

(، وتراوحت للمجاالت ما بين 1.9( أن جميع معامالت كرونباخ ألفا جاءت أكبر من )3يبين جدول رقم )

(، وجميعها معدالت تشير إلى 1.719(، وكان معامل ألفا كرونباخ للدرجة الكلية )1.851إلى 1.827)

.ثبات االستبانة واستقرار نتائجها

تقوم هذه الطريقة على أساس تقسيم االستبانة :(Split Half Coefficient) التجزئة النصفيةطريقة -ب

ومجاالتها، إلى فقرات فردية الرتب، فقرات زوجية الرتب، واحتساب معامل االرتباط بينهما، ومن ثم استخدام


248

المعادلة: وذلك حسب (Spearmen- Brown Coefficient) معادلة سبيرمان براون لتصحيح المعامل

في حال تساوي طرفي االرتباط، أو معادلة جتمان في حال عدم تساوي طرفي االرتباط وذلك حسب

-:( التالي4(، وكانت النتائج كما في الجدول رقم )486م، ص 2161المعادلة: )أبو عالم،

الرتب وتصحيحها( يوضح معامالت االرتباط بين الفقرات فردية رتب والفقرات زوجية 4جدول رقم )

الفقرات املجاالت م.

معامل

ارتباط

الفقرات

الفردية

بالدرجة

الكلية

معامل

ارتباط

الفقرات

الزوجية

بالدرجة

الكلية

معامل

االرتباط

بين

الفقرات

الفردية

والزوجية

معامل

االرتباط

املصحح

0.817 0.691 0.791 0.764 8 املوقع واألرض 1

2 ملراكز تقييم البيئة الداخلية

اإليواء.7 0.736 0.673 0.716 0.834

0.792 0.656 0.695 0.685 7 اختيار املوقع 3

0.904 0.825 0.932 0.782 22 الدرجة الكلية

( أن جميع معامالت االرتباط جاءت دالة إحصائيا، وكان معامل االرتباط بين 4يتضح من الجدول رقم )

(، وبعد التصحيح باستخدام معادلة 1.825رتب للدرجة الكلية لالستبانة )الفقرات فردية رتب والفقرات زوجية

.(، وهي معدالت تشير إلى ثبات االستبانة واستقرار نتائجها1.714سبيرمان براون بلغ )

( فقرة تتبع سلم تدرج 22تصحيح البيانات وترميزها: كانت أداة الدراسة عبارة عن استبانة تتكون من ) 3.2.4

الترتيب "ليكارت"، وتم ترميز وإدخال البيانات إلى الحاسب اآللي باستخدام برنامج رزمة التحليل خماسي

SPSS- IBM) (Statistical Package for Social Science) اإلحصائي للعلوم االجتماعية

Version 22.0 )حسب الجدول التالي ،:-


249

لحاسب اآللي(: طريقة إدخال البيانات وترميزها إلى ا5جدول رقم )

الدرجة منخفضة متوسطة كبيرة كبيرة جدا

منخفضة

جدا

الترميز

للحاسب اآللي5 4 3 2 1

1.8- 1 2.6-1.8 3.4-2.6 4.2-3.4 5.0-4.2 الفترة

الوزن النسبي

املقابل

More

than 84%

68%-

84%

52%-

68%

36%-

52%

Less than

36%

التصنيف منخفضة متوسطة مرتفعة مرتفعة جدا

منخفضة

جدا

.األساليب والمعالجات اإلحصائية 3.4

لتحقيق أهداف الدراسة، والتحقق من فروضها استخدمت الدراسة مجموعة من االختبارات الوصفية

:واالستداللية، وهي على النحو اآلتي

إلى ويستخدم هذا األمر للتعرف :(Frequencies and Percent) التكرارات والنسب المئوية -

.تكرار استجابات الفئة

للتحقق من صدقها المقياس وثباته، والعالقة بين :(Correlation Coefficient)معامالت االرتباط -

.المتغيرات

.للتعرف إلى ثبات االستبانة :(Split-Half Coefficient) طريقة التجزئة النصفية -

.للتعرف إلى ثباتها :(Cronbach's Alpha Coefficient) معامل ألفا كرونباخ -

ويستخدم هذا األمر للتعرف إلى طبيعة استجابات العينة على فقرات :(Mean) المتوسط الحسابي -

.ومجاالت المقياس


250

ويستخدم للتعرف إلى انحرافات استجابات العينة :(Standard deviation) االنحراف المعياري -

.بي لتقديراتهمعن الوسط الحسا

ويستخدم هذا االختبار للتعرف إلى الوزن النسبي الستجابات العينة :(Percentage) الوزن النسبي -

.على فقرات ومجاالت المقياس وتفاعلهم حولها

مناقشة النتائج .5

مناقشة وتحليل السؤال األول: ما مدى توافر معيار الموقع واألرض في مراكز اإليواء خالل حرب 1.5

( وفق رؤية عينة من العاملين فيها؟2164)

لإلجابة عن السؤال األول قام الباحثان بحساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية واألوزان النسبية

-:والرتب لكل فقرة من فقرات المجال األول والدرجة الكلية لفقراته، والجدول اآلتي يوضح النتائج

وسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية واألوزان النسبية والرتبلكل فقرة من ( يوضح المت6جدول رقم )

فقرات معيار الموقع واألرض والدرجة الكلية لفقراته

املعايير م.املتوسط

الحسابي

االنحراف

املعياري

الوزن

النسبي الرتب

1 يغطى املوقع مختلف املناطق السكنية داخل

املحافظة.3.00 0.686 60.00 4

2 يعتبر املوقع مناسب للوصول إليه من كافة

الشوارع الرئيسية.3.457 0.817 69.14 1

3 تعتبر محاور الحركة املحيطة باملبنى سهلة تساعد

في حرية الحركة في الطوارئ.3.171 1.014 63.42 3

4 يساهم املوقع في توفير البيئة الصحية التي تسمح

واملنشآت.بالتهوية الطبيعية للمباني 2.971 1.124 59.42 5


251


الحسابي

االنحراف

املعياري

الوزن


5

يساهم املوقع في توفير البيئة الصحية التي تسمح

بوصول أشعة الشمس الطبيعية للمباني

واملنشآت.

2.771 0.910 55.42 7

6

يطل املوقع على املساحات الخضراء التي تسمح

بتحسين األجواء داخل املوقع وتسمح بتزويد

املوقع بالظالل.

3.371 0.911 67.42 2

7 يمتاز املوقع بكثافة عمرانية أقل مما يسمح

بالتمدد في املستقبل.2.780 0.973 55.60 6

8 وبعيد عن املخاطر

يعتبر املوقع مناسب أمنيا

العسكرية البرية والبحرية.2.629 0.689 52.58 8

60.36 0.825 3.018 الدرجة الكلية

جاءت متوسطة، وجاءت درجة توافر المعايير المتعلقة باألرض والموقع ( أن األوزان النسبية 1يظهر جدول )

( على المرتبة األولى وتنص على )يعتبرالموقع2(، وحصلت الفقرة رقم )%11.31بنسبة متوسطة بلغت )

(، يليها بالمرتبة الثانية الفقرة رقم %17.64الرئيسية(، بوزن نسبي ) كافةالشوارع من إليه للوصول مناسب

سمحوت الموقع داخل األجواء بتحسين تسمح الخضراءالتي المساحات على الموقع وتنص على )يطل(، 1)

( على المرتبة األخيرة وتنص 8(، بينما حصلت الفقرة رقم )%19.42بالظالل(، بوزن نسبي ) بتزويدالموقع

(. ويعزو %52.58والبحرية(، بوزن نسبي ) المخاطرالعسكريةالبرية أمنياوبعيدعن مناسب على )يعتبرالموقع

الباحثان هذه النتائج إلى عدة عوامل أهمها أن وكالة الغوث الدولية استخدمت مؤسسات تعليمية )مدارس(

إليواء النازحين، ولم يكن لديها تخطيط مسبق حول النزوح وأعداد النازحين، لذا لجأت إلى مؤسسات مجهزة

كان اختيار الموقع واألرض محصورا بالمدارس التي تديرها وكالة األونروا، الستقبال طلبة وليس نازحين، ف

لذا جاءت معظم النسب المئوية لمعايير الموقع واألرض متوسطة، رغم أن وكالة الغوث الدولية عندما


252

اختارت هذه المدارس جاء بتخطيط لتكن قريبة من المناطق السكنية، وتحظى بمرافق مناسبة، وأن تكون هذه

المراكز قريبة من المناطق الخدماتية األخرى خاصة الرعاية الصحية، لكن كون هذه المواقع ليست مخصصة

لإليواء ومجهزة مسبقا أي أنها لم تقيمها أثناء النزوح، لم تلبي كافة االحتياجات الالزمة، ولم تكن هذه

.المعايير متوفرة بالمستوى المأمول

ساسية لتخطيط وتوزيع مراكز اإليواء يجب أن تأخذ بعين االعتبار تلبية ويرى الباحثان بأن المعايير األ

احتياجات المتضررين، وتعزز العمل التعاوني، وأن تكون تلك المعايير صالحة لمراكز اإليواء التي تتعلق

.بالحروب والنزاعات العنيفة، وأنها تأتي لتلبية حاجات المتضررين خاصة فترة التعرض للنزوح

اقشة وتحليل السؤال الثاني: ما مدى توافر معايير البيئة الداخلية في مراكز اإليواء خالل حرب من 2.5

( وفق رؤية عينة من العاملين فيها؟2164)

لإلجابة عن السؤال الثاني قام الباحثان بحساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية واألوزان النسبية

-:ي والدرجة الكلية لفقراتهوالرتب لفقرات المجال الثان

( يوضح المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية واألوزان النسبية والرتب لكل فقرة من 7جدول رقم )

فقرات معيار البيئة الداخلية والدرجة الكلية لفقراته


الحسابي

االنحراف

املعياري

الوزن


بدخول الهواء النقي. يسمح املركز 1 2.657 0.765 53.14 7

2 نوعية التشطيب املستخدم في املكان يتالءم مع

االحتياجات البشرية.2.914 0.919 58.28 6

3 تتحقق الخصوصية لدى الفئات الهشة في

الفراغات املتواجدة داخل املركز.3.286 1.10 65.72 1


253


الحسابي

االنحراف

املعياري

الوزن


4 اقم العاملة بحرية داخل فراغات تتحرك الطو

املركز وغرف النازحين.3.114 1.157 62.28 3

5 توجد قوانين تنظم البيئة الداخلية داخل املركز

)مثل منع التدخين(.2.943 1.109 58.86 5

2 62.80 0.832 3.14 يتوفر باملركز مصادر تهوية تمنع حدوث رطوبة. 6

7 يسهم تصميم املركز بمنع انتشار األوبئة

النازحين.واألمراض بين 3.00 1.01 60.00 4

60.66 0.895 3.033 الدرجة الكلية

( أن األوزان النسبية جاءت متوسطة وأدنى من المستوى المرغوب، حيث بلغ الوزن 9يظهر جدول رقم )

النسبي للدرجة الكلية لدرجة توفر معايير البيئة الداخلية لمراكز اإليواء التي استخدمتها األونروا إلغاثة

( بالمرتبة األولى، وتنص على )تتحقق3(، وجاءت الفقرة رقم )%11.11( )2164النازحين خالل حرب )

(، يليها بالمرتبة %15.92المركز( بوزن نسبي ) داخل المتواجدة الفراغات في الهشة الفئات لدى الخصوصية

(، %12.81بوزن نسبي ) (، وتنص على )يتوفربالمركزمصادرتهويةتمنعحدوثرطوبة(،1الثانية الفقرة رقم )

الهواءالنقي(، بوزن نسبي بدخول المركز ( بالمرتبة األخيرة وتنص على )يسمح6وجاءت الفقرة رقم )

(.ويرى الباحثان أن مراكز اإليواء التي استخدمتها وكالة الغوث الدولية لم تكن مجهزة بالمستوى 53.64%)

ترة طويلة، ولقد ظهرت عدة أوبئة وأمراض عند ( العسكري امتدت ف2164المطلوب، خاصة وأن اعتداء )

النازحين، كذلك فإن مستوى تدفق التهوية الالزمة ودرجات الحرارة المناسبة كانت أدنى من المستوى المرغوب

ألن هذه المدارس مصممة الستقبال أعداد أقل من أعداد النازحين، كذلك فإن التصميم الداخلي والخارجي

.ة مراكز اإليواءللمدرسة يختلف عن طبيع


254

مناقشة وتحليل السؤال الثالث: ما مدى توافر معايير اختيار الموقع المناسب في مراكز اإليواء خالل 3.5

( من وجهة نظر عينة من العاملين فيها؟2164اعتداء )

لنسبية ا لإلجابة عن السؤال الثالث قام الباحثان بحساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية واألوزان

-:والرتب لفقرات المجال الثاني والدرجة الكلية لفقراته

( يوضح المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية واألوزان النسبية والرتب لكل فقرة من 8جدول رقم )

فقرات معيار اختيار الموقع المناسب والدرجة الكلية لفقراته


الحسابي

االنحراف

املعياري

الوزن


1 تتوفر الخدمات اللوجستية املساندة بجوار

املركز املقترح.2.971 0.954 59.42 3

2 يراعي اختيار املوقع سهولة الوصولية للمراكز

من قبل النازحين.2.686 1.155 53.72 7

3 تتوفر في املوقع ساحات عامة يمكنها أن تساهم

املفتوحة للعاملين.في تلبية األنشطة 2.800 1.023 56.00 5

4 يساهم اختيار املوقع في االستفادة من اإلنارة

والتهوية الطبيعية.3.029 1.248 60.58 2

5 يعتبر املكان قريب من مراكز الخدمات التعليمية

والصحية.3.400 0.946 68.00 1

6 تتوفر خدمات املياه والبنية التحتية التي

أعداد النازحين.تستوعب 2.714 1.126 54.28 6

7 يؤخذ باالعتبار الكثافة املرورية واالزدحام في

الوسط املحيط وحركة الشوارع2.886 1.157 57.72 4

58.54 0.958 2.927 الدرجة الكلية


255

روا األون ( أن درجة توافر معيار اختيار الموقع المناسب في مراكز اإليواء التي استخدمتها8يبين جدول )

(، وحظيت الفقرة رقم %58.54( كان متوسطا، حيث بلغ الوزن النسبي للدرجة الكلية )2164أثناء حرب )

(، %18( على المرتبة األولى وتنص على )يعتبرالمكانقريبمنمراكزالخدماتالتعليميةوالصحية(، بوزن نسبي )2)

تيارالموقعفياالستفادةمناإلنارةوالتهويةالطبيعية(، (، وتنص على )يساهماخ4يليها بالمرتبة الثانية الفقرة رقم )

( بالمرتبة األخيرة وتنص على 5(، بينما جاءت الفقرة رقم )%11.58بوزن نسبي )

.(%53.92) )يراعياختيارالموقعسهولةالوصوليةللمراكزمنقباللنازحين(، بوزن نسبي

الدولية لم تقوم بإنشاء مراكز جديدة، إنما ويعزو الباحثان هذه النتائج إلى عدة عوامل أهمها أن وكالة الغوث

قامت باختيار مؤسسات تعليمية مجهزة مسبقا لتكن مركزا إليواء النازحين، وبالتالي كانت مجبرة في اختياراتها

على بعض المدارس، كذلك فإن صغر مساحة قطاع غزة، وضعف اإلمكانات المتاحة حال دون اختيار

كذلك فإن فترة الحرب والنزوح كانت طويلة إلى حد ما، مما جعل هذه المرافق مواقع وإنشاء مراكز إيواء،

.والمراكز غير مناسبة للنازحين ألنها استهلكت كمدارس، ثم استهلكت كمراكز إيواء

مناقشة وتحليل السؤال الرابع: ما األخطاء التي كانت في تخطيط وتوزيع مراكز اإليواء التابعة لوكالة 4.5

(؟2164ية خالل الحرب )الغوث الدول

( موظفا، وكانت 21لإلجابة عن السؤال الرابع قام الباحثان بصياغة تساؤل مفتوح وأجاب عنه أكثر من )

معظم إجاباتهم تشير إلى ضعف التخطيط والتنسيق، ومنح بعض المتضررين الحرية التامة داخل مراكز

المساعدات التي كانت تصل إلى مراكز اإليواء، اإليواء، إضافة إلى ممارسات االحتالل اإلسرائيلي تجاه

وقصف بعضا منها، هذا باإلضافة إلى ثقافة المجتمع، وعدم اكتراثه بالمكان وتنظيفه، وكثير من المتضررين

قام بجلب بعضا من أدواته المنزلية إلى مراكز اإليواء رغم صغر حجمها، وبالتالي فاقم األزمة وأثر في قدرة

.توفير الخدمات بالمستوى المرغوبالعاملين على


256

مناقشة وتحليل السؤال الخامس: ما المعايير التي يمكن االستناد عليها في تخطيط وتوزيع مراكز 6.5

اإليواء؟

لإلجابة عن السؤال الخامس جرى صياغة تساؤل حول معايير يراها العاملين ولم ترد في المعايير التي جرى

( موظفا، وكانت معظم إجاباتهم تشير إلى ضرورة تحضير وتجهيز 23م )عرضها على العينة، فأجاب منه

مراكز إيواء سكنية، بحيث تتوافر فيها مقومات الحياة األساسية، وأن يكون لكل مركز عدد محدد ال يستقبل

أكثر منه رغم أن النزوح يأتي فجأة وبصورة غير متوقعة من حيث العدد، وضرورة أن توضع لوائح وإشارات

ضيحية حول آليات المعونة ومساعدة النازحين، بحيث يتعاون المتضررين أنفسهم على توفير المناخ الالزم تو

لعملية المساندة واإليواء، إضافة إلى إيجاد مراكز يكون فيها فصل بين الجنسين، ومراكز تستوعب عائالت

بيعة، مع طبيعة المناخ وظروف الطمتكاملة. إضافة إلى توفير مراكز إيواء تتضمن أجهزة وتجهيزات تتناسب

كذلك أشار بعض الموظفين بضرورة تدريب فئات محددة إلدارة مراكز اإليواء وسبل التعامل السليم مع

.المتضررين

االستنتاجات .6

.استنتاجات الدراسة 1.6

الث معايير بث أظهرت نتائج الدراسة أن أهم المعايير التخطيطية لتوزيع مراكز اإليواء في قطاع غزة تتمثل

:رئيسة وهي

.الموقع واألرض، والبيئة الداخلية لمراكز اإليواء، واختيار الموقع المناسب لخدمات اإليواء •

.(%11.31) أن درجة توافر المعايير المتعلقة باألرض والموقع جاءت بنسبة متوسطة بلغت •

استخدمتها األونروا إلغاثة النازحين خاللأن درجة توفر معايير البيئة الداخلية لمراكز اإليواء التي •

،(%11.11) ( بوزن نسبي2164االعتداء )


257

أن درجة توافر معيار اختيار الموقع المناسب في مراكز اإليواء التي استخدمتها األونروا أثناء •

،(%58.54) ( كان متوسطا، حيث بلغ الوزن النسبي2164االعتداء )

وزيع مراكز اإليواء من حيث اإلنارة والتهوية ودرجات الحرارة وجود قصور بتخطيط وتصميم وت •

.وغيرها من العوامل

.(2164) ضعف في توافر المعايير التخطيطية الرئيسة في هذه المراكز خالل اعتداء •

وأن السلطات اإلسرائيلية مارست أقصى درجات العقوبة ووقف التمويل واالمداد لكافة مؤسسات •

.قطاع غزة

التجهيز والتخطيط وتداخل بعض الصالحيات والمهام بين المؤسسات المشتركة في عمليات ضعف •

.النزوح واإليواء للمتضررين

.( كانت كبيرة وغير متوقعة2164أعداد المتضررين خالل حرب ) •

ضعف الخبرات والمهارات لدى العاملين ألن معظمهم تم إدراجهم للتعاون والمساندة في مراكز اإليواء •

.من مؤسسات تعليمية

لم تكن مراكز اإليواء آمنة، وحدثت عدة حاالت الستهدافها خالل ذلك االعتداء األمر الذي أثر على •

.قدرتها في تحقيق أهدافها

وسائل االتصال والتواصل كانت صعبة أثناء فترة االعتداء، وتقطيع قطاع غزة إلى محافظات جعل •

.مهمة اإليواء والدعم صعبة

ق هذه النتائج مع عديد من الدراسات السابقة التي أجريت على مراكز اإليواء؛ مثل دراسة منظمة دعم وتتف

، ودراسة كوهين وبرادلي دراسة(Cherssin, 2012) (، ودراسة تشيرسين2169مجتمعات النازحين )

(Cohen, & Bradley, 2010) ،اسة م( ودر 2169،وتتفق أيضا مع نتائج دراسة )العسولي وحرارة

(ولعل سبب االتفاق يرجع إلى عدة أسباب أهمها أن المنظمات التي 2167)الطرشاوي، المغير، و األغا،


258

تهتم باللجوء متشابهة إلى حد ما من حيث العمل وآلياته وإجراءاته، واستنادها على معايير واحدة، إضافة إلى

ا، وأن معظم الدراسات السابقة أجريت نسبة اآلثار المفاجئة فيصعب على الدول والمنظمات السيطرة عليه

.على دول نامية مثل فلسطين

.توصيات الدراسة 2.6

-:على ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يوصي الباحثانباآلتي

توفير مراكز إيواء مجهزة مسبقا الستقبال المتضررين بحيث تتوافر فيها المعايير التخطيطية لتوزيع -1

.اءوتصميم مراكز اإليو

أهمية اختيار المواقع اآلمنة إلقامة مراكز اإليواء، وتجهيزها بشتى وسائل الحماية والتجهيزات -2

.اللوجستية

.توفير لوائح وقوانين وتشريعات تتعلق بإدارة وتوزيع مراكز اإليواء -3

سات الجهات والمؤسالعمل على التعاون والتنسيق المستمر خالل فترة إدارة مراكز اإليواء بين كافة -4

.المختصة

.منح العاملين برامج تدريبية تساعدهم على إدارة مراكز اإليواء وتصميمها بشكل دقيق -5

توفير كافة مقومات الحياة الكريمة في مراكز اإليواء من مأكل، ومشرب، وتهوية مناسبة، ودرجة -6

.حرارة مناسبة

يث لوحظ أن هناك بعضا من الذين نزحوا لمراكز استقبال المتضررين وفق شروط معدة مسبقا، ح -7

.اإليواء لم تتوفر لديهم شروط التضرر

.إجراء مزيد من الدراسات والبحوث ذات العالقة بإدارة وتخطيط مراكز اإليواء -8

قائمة المصادر والمراجع


259

.أوال: المصادر والمراجع العربية

(. المعايير المكانية والنوعية لمراكز اإليواء 2167) اعتماد الطرشاوي، محمد المغير، و محمد األغا.

الحكومية ومدى استجابتها للنزوح خالل الطوارئ في قطاع غزة. غزة: مجلة إدارة المخاطر واألزمات العدد

.المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث -الثاني المجلد األول

(. الخطة الوطنية لإلنعاش المبكر 2164طيني. )مجلس الوزراء الفلس -اللجنة الوزارة إلعادة إعمار غزة

.م. القاهرة: المؤتمر الدولي لدعم إعادة اإلعمار في غزة2164وإعادة األعمار في غزة

(. متطلبات تأهيل الجبهة الداخلية لمواجهة الكوارث واألزمات في محافظة رفح. 2168بكر شيخ العيد. )

.اإلدارة والسياسة للدراسات العلياغزة: رسالة ماجستير غير منشورة أكاديمية

.م(. مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية، القاهرة: دار النشر للجامعات2161رجاء أبو عالم )

م في 2164(. نائب مدير عمليات األنروا خالل االعتداءات العسكرية 2167مايو, 62فؤاد شحيبر. )

محافظة خانيونس. )محمد المغير، المحاور(

(. واقع اإلدارة العليا 2168مد محمد المغير، محمد عبد الحميد العطار، وهبة عز الدين الباشا. )مح

لألزمات والكوارث في قطاع غزة،. غزة: مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات االقتصادية واإلدارية، المجلد

.السادس والعشرون العدد الثاني

م(. األوضاع المعيشية لألسر الفلسطينية بمراكز اإليواء في 2169)محي الدين العسولي، و عاطف حرارة.

.م. غزة: مجلة كلية فلسطين التقنية لألبحاث والدراسات2164وكالة الغوث بعد العدوان اإلسرائيلي على غزة

م(. المبادئ التوجيهية لمواقع استضافة النازحين في اليمن. دراسة 2169منظمة دعم مجتمعات النازحين. )

.قدمة إلى مؤسسة تنسيق المأوى اإلنسانيم

.ثانيا: المصادر والمراجع األجنبية


260

Cohen, R., & Bradley, M. (2010). Disasters and displacement: gaps in

protection. Journal of International Humanitarian Legal Studies, 1(1), 95-142.

Dima Ziad Alburai. (2018). Realities and challenges of relief operation in shelters

during 2014 aggression, from the perspective of the beneficiaries and service

providers(Case study-BeitHanoun Area) .Gaza: (Unpublished Master Thesis).

Islamic University of Gaza.

Kabachnik, P., Mitchneck, B., Mayorova, O. V., &Regulska, J. (2014). The

Multiple Geographies of Internal Displacement: The Case of Georgia. Refugee

Survey Quarterly, 33(4), 1-30.

Levine, J. N., Esnard, A. M., &Sapat, A. (2007). Population displacement and

housing dilemmas due to catastrophic disasters. Journal of planning literature,

22(1), 3-15.

OCAH. (2016). In the Spotlight Gaza Internally displaced persons.Jerusalem:

United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs occupied

Palestinian territory.

Wilson, R., zuErbach-Schoenberg, E., Albert, M., Power, D., Tudge, S.,

Gonzalez, M., ...&Pitonakova, L. (2016). Rapid and near real-time assessments

of population displacement using mobile phone data following disasters: the 2015

Nepal Earthquake. PLoS currents, 8.


261

خصوصيات التقطيع الجهوي، وضعها المجالي واألفق التنموي وادنون: جهة كلميم

Guelmim Oued Noun region : The features of administrative division, the situation and the Development prospect

3موماد ، محمد2، الحسين مرزوق 1عبد اللطيف مليح

.طالب دكتواره في الجغرافيا كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية القنيطرة2في الجغرافيا، باحثين6،3

:الملخص

المقال هو محاولة لمقاربة خصوصيات التقطيع الجهوي من خالل حالة مدينة كلميم ومجالها الجهوي الذي يعتبر نموذجا للجهات التي لم تستطيع أن تؤسس لنفسها مجال جهوي محكم، وهو ما

دها المحلي وإبرازه مدنها كأقطاب حضرية صاعدة، ما يدفعنا إلى التساؤل في انعكس على اقتصاهذه اإلشكالية عن دور الجهوية المتقدمة في تجاوز هذا الخلل من خالل الوقوف عند عدة ثالث

:نقط أساسية

قراءة في التقطيعات الترابية للمجال الجهوي لكلميم؛ ه وتوجهاته؛التقطيع الجهوي للجهوية المتقدمة، مالمح وادنونوآفاق التنمية الترابية -تقوية الجهاز الترابي لجهة كلميم.

التنمية الترابية-الفاعل المحلي-الجهوية المتقدمة-جهة كلميم وادنون الكلمات المفاتيح:

Abstract

This article is an attempt to approach the features of administrative division through

the case of Guelmim city and its regional area, which is considered as one of the

regions that could not establish a powerful regional area for itself. This affected its

local economy and hindered the emergence of its cities as important urban poles.


262

All this leads us to ask about the role of Advanced Regionalization to overcome this

problem in three basic points:

Overview the administrative division of Guelmim regional area.

Administrative division of advanced regionalization; the features and

orientations.

Strengthening the territorial system in GuelmimOued Noun region and the

horizons of territorial development.

Key words: GuelmimOued Noun region - advanced regionalization - local actor –

The territorial development

مقدمة:

الجماعات الترابية اليوم، أضحى ملموسا في المنظومة المجالية؛ محليا إن الوعي بإشكاالت تدبير

وجهويا ووطنيا. وعي تمخض عن الجدلية القائمة بين توفر اإلمكانيات وأزمةالنمذجةالمفروضة إن على

مستوى التدبير أو على مستوى التسيير. ومما يزيد األمور أكثر تعقيدا تزايد طموحات وانتظارات السكان

ماعيا واقتصاديا بضرورة خاصة. هذا الواقع ساهمت فيه تراكمات سابقة اختلفت حدتها حسب المحطات اجت

، وساهمت فيها 6791التي عرفها مسلسل تدبير الجماعات الترابية بالمغرب منذ أو ميثاق جماعي سنة

دبير المدن للتنمية وت كذلك توازنات شكل فيها الفاعل المحلي منعطفا أساسيا في إشكالية النموذج المطلوب

والقرى، وجعل من هدف هذه األخيرة بحد ذاته يحمل في طياته رهانات عقارية وهواجس اجتماعية، إضافة

إلى رهانات سياسية محكمة ومضبوطة إن صح التعبير، مما أدرج مجاالتنا في غياب نظرة شمولية

ي.سة على تدبير ناجع و تخطيط استباقاستشرافية مبنية على ضبط التوازنات المحلية والوطنية، ومتأس


263

إن المفارقة الهيكلية هاته، تستلزم أكثر من أي وقت سابق، إعادة النظر في األخطاء السابقة، سيما

أن وثيرة نمو المجتمع اليوم هي في تزايد مستمر، وتطور النمو االقتصادي على األرجح ال يمس تراتبية

تحضار كل الظروف والسياقات التي يمليها واقع العولمة، وكذا التفاعالت التي المجتمع بشكل كافي، لدا فاس

ينتجها الوقع المحلي من شأنها ال محالة أن تعيد عنصر الثقة بين الفاعلون منهم المنتخبون بالخصوص

ن تلعب أ ومختلف شرائح المجتمع، سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وبيئياـ وثقافيا، وقد يتيح أيضا إمكانية

الجماعات الترابية ومجتمعها أدورا استراتيجية في ظل وجود صالحيات مهمة أقرها المشرع محليا وإقليميا

وجهويا.

وعلى هذا األساس سنحاول في هذا المقال أن نقارب هذا الموضوع من خالل حالة مدينة كلميم

ع أن تؤسس لنفسها مجال جهوي محكم، ومجالها الجهوي الذي يعتبر نموذجا للجهات التي لم تستطي

وأضحت غير قادرة على بناء جهة مستقلة لتطوير إمكاناتها، وهو ما انعكس بشكل جلي وواضح على

عاصمتها في إبرازها كقطب حضري، ما يدفعنا إلى التساؤل في هذه اإلشكالية عن دور الجهوية المتقدمة

ثالث نقط أساسية:في تجاوز هذا الخلل من خالل الوقوف عند عدة

قراءة في التقطيعات الترابية للمجال الجهوي لكلميم؛

التقطيع الجهوي للجهوية المتقدمة، مالمحه وتوجهاته

وادنونوآفاق التنمية الترابية. -تقوية الجهاز الترابي لجهة كلميم

؟ أي نموذج مالئم : التقطيع الترابي للمجال الجهوي لكلميم -6

السمارة، سنرى أن هذه األخيرة احتلت مرتبة -إذا انطلقنا من زاوية التقسيم الجهوي السابق لجهة كلميم

من مجموع المساحة الوطنية، %68,86هامشية مقارنة مع األقطاب الرئيسية للبالد، "فكيف لجهة ناهزت

بب الة السمارة كلميم( أو بسغير مجهزة في مجموعها، طاردة إما بسبب بتر وظيفي في نظامها التقليدي )ح

إقحام نظام اقتصادي جديد يدير ظهره للبنيات االجتماعية التي تحتضنه )حالة طانطان(؟ كيف يمكن لهذه


264

المجاالت التي تعاني الجفاف أن تكون مستقلة اقتصاديا أو منتجة في إطار التكامل الجهوي؟كيف يمكن أن

ي ترابي بعده أمني وليس اقتصادي؟ " )محمد بنعتو ترقى إلى قطب تنمية جاذب في ظل تقطيع إدار

يمكن أن نتحدث؟ أية حقيقة للتقطيع الترابي المالئم لهذه (عن أي نموذج مالئم لجهة كلميم السمارة2115

الجهة؟ كل هذه التساؤالت األساسية، تجعلنا نطرح سؤاال محوريا يؤطرويهيكل هذه اإلشكاليات، فإذا كانت

عديد من المعيقات واالختالالت، فما هو النموذج الواقعي كي نصل الى جهة وظيفية هذه الجهة تعاني ال

تشكل قاطرة للتنمية وتضمن لنا التوازن بين أقاليمها وتعالــــج لنا العوائق االقتصادية واالجتماعية؟

عداد جهة، نتيجة الحوار الوطني إل 64التي قسمت المغرب إلى 145لقد اقترحت مديرية إعداد التراب

،حيث قسمت جهة كلميم السمارة إلى ثالث مجاالت؛ أوال بإلحاق إقليم كلميم إلى جهة 2116التراب سنة

الصويرة والتي تدخل ضمن المجاالت المستقطبة، إضافة إلى إلحاق إقليم طاطا إلى جهة درعة –اكادير

وإقليم الزاك-يلحق كل من إقليم أساالتي تدخل في إطار المجاالت ذات العوائق الطبيعية الكبيرة، على أن

السمارة، وإقليم طانطان بالصحراء الشمالية، ويبدو من خالل هذا التقسيم أنه غير مالئم لخصوصية هذه

الجهة، فرغم أن مديرية إعداد التراب راعت في تقسيمها مجموعة من المعايير الموضوعية في التقطيع الذي

يعي ومسالة القطبية الحضرية إال أن بعض الخصوصيات لم تستحضر في اقترحته؛ كالبعد الجغرافي والطب

هذا الجانب، كالبعد التاريخي مثال الذي يربط األقاليم، وكذا األبعاد السياسية التي تطغى على شرعية هذه

المنطقة، وهي شروط اختلت في فلسفة التقطيع الترابي الذي قدمته مديرية إعداد التراب الوطني.

من جانب آخر يرى األستاذ محمد بنعتو، أنه ما المانع من أن تعتمد جهة اقتصادية متكاملة اقتصاديا و

تضم مجال كلميم، وطاطا، وتيزنيت، وإيفني، وطانطان، بينما تلحق السمارة بجهة العيون مما سيسمح

ادية ى والدينامية االقتصببلورة قطبين للتنمية، األول يجذب نحو الشمال والثاني نحو الجنوب مما يتماش

.0212التصميم الوطني إلعداد التراب - 145


265

(، وهو تقطيع يعبر عن اعتماد مثلث تنموي يعد ببناء 33: 2115واالجتماعية الحالية )محمد بنعتو،

، الذي قسم المجال الترابي للمغرب إلى 146مجال الجهوي متكامل لمدينة كلميم. أما جون فرانسوا تراون

م ة وترابطا من الناحية اإلتنوغرافية والبعد الطبيعي، فقد قسجهة بمقاربة جغرافية صرفة أكثر وظيفي 21

المجال الجهوي لكلميم إلى ثالث أقسام تبقى في نهاية المطاف مساهمة علمية لمقاربة الجغرافيا لمسألة

الجهوية، فقد ألحق " بالد كلميم " إلى جهة سوس ماسة وامتدادها وإقليم طاطا مع جهة ظهر األطلس

الزاك، طانطان و السمارة فقد ألحقت بجهة األقاليم -حراء، أما بخصوص كل من إقليم أساوأبواب الص

الصحراوية .

انطالقا من المنظور السابق لهذه المقترحات التي تبقى فعالة ومهمة لإلشكالية الجهوية المطروحة في جهة

د والمالئم ة التصور الترابي المنشو السمارة كنموذج لباقي الجهات المغربية، يستلهم منه حقيقة صعوب-كلميم

لهذه الجهة أو باألحرى أزمة النموذج األمثل .

و بالمقابل يمكن أن نعتبر التقرير الذي قدمته اللجنة االستشارية للجهوية حول التقطيع الترابي للمغرب

دها س الجهوية التي حدوادنون، إذ يمكن أن نقول أن المقايي-تقطيعا جديدا بالنسبة لجهة كلميم 2166سنة

الخطاب الملكي كشرط أساسي لتقطيع التراب الوطني تبدو حاضرة في هذه الجهة، كالتكامل االقتصادي

والجغرافي واالنسجام االجتماعي باالضافة إلى االنسجام الثقافي، ونتيجة لذلك يمكن حينئذ أن نتحدث عن

االجتماعية لهذه الجهة. إال أن البعد السياسي قد ال توازن مجالي يوفر شروط أفضل للتنمية االقتصادية و

يتوافق مع هاته األبعاد المتكاملة

-الجهوية المتقددمة–كلميم وإقليمها في التقطيع الجهوي الحالي - 2

414-191-090 ، المغرب مقاربة جديدة في الجغرافية الجهوية، دار طارق للنشر، ص ص0221، وآخرونجون فرانسوا تروان -146


266

إن تربع مدينة كلميم على جهة متواضعة وغير متماسكة مجاليا ال يمكن أن يجعلها تبرز وظيفتها

الجهوي كعاصمة أو قطب جهوي، فأقاليم الجهة يظهر عليها دون شك غياب االنسجام والتضامن في مجالها

وال حتى بلورة مشاريع يمكن أن يكون وقعها الترابي ملموسا، فإقليم طاطا في شمال الجهة ينجذب أكثر نحو

عد عنه العيون التي ال تبمدينة اكادير، وإقليم السمارة من جهة، نجده في جنوب الجهة أكثر ترابطا مع مدينة

كلم، ومن جهة ثانية ال يربطه سوى عالقات قليلة مع مدينة كلميم التي تبعد عنه بحوالي 241سوى ب

) كلميم، طانطان، بوزكارن ( المجال األكثر دينامية في 6كلم، بينما يبقى محور الطريق الوطنية رقم 391

إقالع تنموي . هذه الجهة مما يجعل المشهد الجهوي مفكك ودون

في خضم هذا التحليل، تشكل الجهوية المتقدمة توجه استراتيجياللثأتير على هذه الجهة بشكل إيجابي

وباألخص مدينة كلميم إلبراز دورها في تحديد مكانتها على صعيد الجهة المقترحة، فقد تمخض عن التوجه

بها كعاصمة جهوية. وتنتمي الجهة المقترحة وادنون وآحتفظ–الجهوي إدراج إقليم كلميم ضمن جهة كلميم

إلى الجهات غيرالمستقطبة التي تغطي جبال األطلس والسهوب والصحاري، ذلك أن جهة كلميم وادنون من

الزاك، وسيدي افني، ويتبين من خالل -( إقليم كلميم، وطانطان، وأسا6أربعة أقاليم ) ينظر للخريطة رقم

من الخصوصيات كالتاريخية، واإلثنية، واالقتصادية. فقد تم ضم إقليم سيدي هذا التقسيم أنه راعى مجموعة

وادنون بدل جهة سوس ماسة درعة في التقسيم الحالي، في حين تم إلحاق كل من –إفني إلى جهة كلميم

إقليم طاطا والسمارة في المشروع المقترح على التوالي إلى كل من جهة سوس ماسة وجهة العيون الساقية

الحمراء، وتعزى هذه التغييرات التي شملت هذه الجهة إلى البعد السياسي الحاضر بشكل قوي في هذا

المجال، إضافة إلى معايير أخرى ال تقل أهمية عن البعد األول والتي ترتبط أساسا بالتكامل بين األقاليم

من الناحية الثقافية والتاريخية واالقتصادية .


267

: التقسيم اإلداري لجهة كلميم وادنون في المشروع الجهوي المرتقب1خريطة رقم

2115المصدر: انجاز شخصي،

وادنون ( هو تعبير عن هوية الجهة، -من خالل هذا التقسيم نالحظ أن تسمية هذه الجهة ب ) كلميم

في هذه المنطقة، أو باألحرى يمكن أن نقول تعبير عن رد وهو ضمنيا كناية عن تفعيل ذاكرة تراب وادنون

االعتبار للمكانة التاريخية التي حظيت بها المنطقة خالل قرون مضت ودورها المهم والكبير الذي لعبته

القوافل التجارية في الربط بين شمال المملكة وإفريقيا جنوب الصحراء، وتشكل هذه التسمية مسالة أساسية

لتراب كما جاء ذلك في تحليلنا لهذا المفهوم في الفصل التمهيدي، بحيث يمكن أن يؤسس ويعزز في بناء ا


268

أكثر اإلحساس باالنتماء بالجهة والدفاع عن تنميتها. كما يعد عنصرا أساسيا في الدعاية والتسويق

. .147الترابيين

في التقسيم السابق إلى 2لمك 636686وقد تقلص مساحة المجال الجهوي لمدينة كلميم من

وهو من شأنه أن يخلق نوعا من التحكم في مشاريع التنمية الجهوية، خاصة أن الجهة 2كلم 41618

السابقة صادقت على أجرأة المخطط الجهوي إلعداد التراب وقد شرعت في تنفيذ توجيهاته بعالقة مع

ت الترابية في إطار محكم تضمنه وحدة الجهة، ومن برامج المصالح الخارجية وموازاة مع تدخالت الجماعا

، يمثل 428859في التقسيم الحالي إلى 485111المفترض كذلك أن ينخفض معدل سكان الجهة من

، وبالتالي يمكن أن تشكل هذه النقط تعزيزا للتحكم % 11,63و %13فيها السكان الحضريينعلى التوالي

في عالقتها باحتياجاتها و مسألة البطالة، من أجل أن يكون هناك توافق في السياسة السكانية بهذه الجهة

بين تدخالت الفاعلين و حكامة توزيعها على ساكنة األقاليم المكونة للجهة.

كما أن من شأن توجهات الجهوية المتقدمة أن يقوي إشعاع مدينة كلميم ومجالها الجهوي ويمكن أن

شها خصوصا إذا اعتمدت مقاربة نموذج اقتصادي أمثل، ينافي ما جاء به يخرجها من العزلة التي تعي

المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي الذي اقترح االقتصاد التضامني كنموذج مالئم لإلقالع التنموي على

الالسمارة كلها، رغم أهمية التشخيص الذي قدمه، وهو ما ال يوافق تطلعات ساكنة الجهة و –جهة كلميم

يوافق السياق التنموي الذي تحتاجه هذه الجهة، وال يستهدف كذلك الدور الذي يمكن أن تلعبه الجهة

مستقبال في دعم التنمية الترابية.االعتماد على مقاربة استراتيجية نموذج اقتصادي بالجهة االعتماد بالدرجة

ة د في المغرب على مستوى البنيات التحتياألولى على ميناء طانطان كميناء معولم باعتباره أول ميناء صي

147-territoriale au MarocBOUJROUF (S.) et HASSANI (E.), 2008, Toponymie et recomposition :Figure, sens et

logique, Revue Espace politique , n 5( 02-08), in http://espacepolitique.revues.org/228

http://espacepolitique.revues.org/228


269

، ثم بجانب ذلك ميناء 148طن في المتوسط ( 69111وثاني ميناء على مستوى إفراغ السمك والتصدير )

(، فإنه ال محالة سيقويان من الناتج 2118كلغ سنة 8579966,11سيدي افني كميناء اجتماعي )

صوصا إذا واكبته إستراتيجية توفر مصانع وتجهيزات الداخلي للخام للجهة، ويخلق فرص شغل مهمة خ

موافقة لوظيفة الميناء، ويضاف إلى ذلك أن تنزيل المشروع الجهوي سيقوي كذلك تعزيز النشاط الفالحي

آيتباعمران، وحوض كلميم لما يملكان من مؤهالت فالحية، وبما –بالجهة اعتمادا على ظهير سيدي افني

ت من برامج المخطط األخضر فمن المنتظر أن ينعكس ايجابيا على فالحي هذه الجهة أن الجهة قد استفاد

والرفع من اإلنتاج الفالحي بصفة عامة.

كما يعتبر تثمين المؤهالت السياحية بهذه المنطقة ) مواسم ذينية، وسياحة شاطئية، واستكشافية(

احة أخرى مهمة في المجاالت شبه صحراوية افني يمكن خاللها أن نتحدث كذلك عن سي–وبانضمام سيدي

وهي السياحة الجبلية( هذه األخيره )الجبل( إذا تم اإلنفتاح عليه في البرامج والمخططات الجهوية " سيكون له

كمورد الصبار واألركان، وهو من 149أيضا انعكاسات طيبة على انتقال المنتوجات الضرورية وتصديرها"

شأنه أن يسهم في على التنمية االقتصادية في الجهة ككل واستقطاب االستثمارات، لذلك فإن هذه المقومات

رغم اختالف مستوياتها بين األقاليم إال أنها يمكن ان تنقص من التبعية االقتصادية لبعض الجهات المجاورة،

كي تلعب مدينة كلميم الدور المحوري في هذه الجهة حتى تبرز إشعاعها وهذا ما يعتبر دافعا أساسيا

بوظيفتها اإلدارية، وكذا دور الوساطة في االقتصاد الجهوي الستثمار كل مؤهالت الجهة المقترحة. و هوما

كطانطان 150يؤسس " التجانس الجديد للقطبية الجهوية و التنافسية بين المدن المنتمية لنفس الجهة

دي إفني و كلميم على وجه الخصوص.وسي

112، مرجع سابق، ص 0221محمد بنعتو، -148

019تنميتها، منشورات وزارة الثقافة، مطبعة دار المناهل، الرباط، ص -هامشيتها -االمغربية، مركزيتها، الجبال 0221محمد الناصري، -149

; compétitivité de deux villes en (B.), 2007, Régionalisation et métropolisation régionale au Maroc AGT -150

position frontalière , Nador et Oujda, in Espaces Maghrébins, n 7-8, P.17


270

إقليم سيدي افني إضافة نوعية لجهة كلميم وادنون: أي تموقع في ظل الجهوية المتقدمة؟ -3

ألحق إقليم سيدي افني بجهة كلميم وادنون،ويعتبر من المجاالت الجبلية التي عانت من نتائج المقاربات

الل،وهو ما جعل التنمية تعرف وضعا شاذا بالمقارنة مع العمودية للتنمية التي تبناها المغرب بعد االستق

المجاالت الساحلية الوطنية التي تعرف نموا متواصال.وفي إطار مقاربة الدولة إلشكالية الهامشية الترابية

عملت على نهج مقاربة جديدة لتدبير التراب الموسوم بالتشاور لبلورة سياسة ترابية جديدة خاصة في جهات

ن هنا جاء التصور الجديد للجهوية الحالية التي أدمجت إقليم سيدي افني ضمن جهة كلميم ، م151الهامش

وادنون، هذا التقسيم الجديد جاء كمقاربة للتفاوتات المجالية الكبرى بالمغرب، بين المدن والحواضر، بين

بر تقسيم فينة واألخرى عمركز الحواضر وهوامشها، والحد بالتالي من التوترات االجتماعية التي تندلع بين ال

جديد يروم تصحيح االختالالت بالمجاالت الهامشية وطنيا واستجابة لمطلب شعبي محلي كان أساسيا في

الئحة المطالب المرفوعة من طرف الحراك االجتماعي في عاصمة اإلقليم سيدي إفني.

غنى الموارد المحلية ويشكل انضمام إقليم سيدي افني لجهة كلميم وادون إضافة نوعية مهمة بحكم

خاصة االنفتاح على البحر ودوره في نشاط الصيد البحري الذي يوفر فرصا مهما لإلقالع االقتصادي

والتنموي. وتعتبر المنطقة من المجاالت البحرية الغنية بالثروة السمكية، ففيها تحصل ميكانيزمات طبيعية

رارة، مما يخلق ظروفا طبيعية مواتية لتجدد الموارد بسب التقاء تيارات بحرية متباينة من حيث درجات الح

، وهذا ما يجعل قطاع الصيد البحري مؤهال 152الحياتية لألسماك و الرخويات وغيرها من األحياء البحرية

ليلعب دورا استراتيجيا في التنمية االقتصادية واالجتماعية بهذه المنطقة، ويفسر غنى المجال الساحلي اليت

Sabine planel, transformations de l’état et politiques territoriales dans le Maroccontenporain, 151

http //espacepolitique.revues.org/1234, n°7.2009 49.152الث والرابع،ص ، البحر والتنمية في الجنوب المغربي، مجلة مجاالت مغاربية، العددان الث0221قاسم جمادي،


271

. كما أن طبيعة هذا الرصيف متنوعة وتتميز بتواجد 153رد البحرية بامتداد الرصيف القاري بعمران بالموا

منطقة تتوفر على صخور رملية دقيقة مع حصى، إضافة الى منطقة الصدفيات دون نسيان تواجد أنواع من

ة السمكية. و الترسبات الدقيقة. هذا المجال البحري يستقبل التوضعات القارية مما يجعله مرتعا خصبا للثر

كما ان وجود نظامين للمياه واحد سطحي ساخن نسبيا غني بالمواد العضوية بفعل وفرة الضوء والشمس

وآخر عميقا بارد نسبيا غني بالمواد المعدنية يحتم احداث التوان بينهما عبر صعود المياه البحرية الباردة من

والمواد المعدنية. الشيء الذي يسهم في تنمية الموارد األعماق نحو السطح محملة بمواد القعر كالرمال

.العوامل الطبيعية تجعل من سواحل إقليم سيدي افني مصدرا لثروة سمكية مهمةكفيلة بتطوير 154البحرية

صناعة بحرية محلية تستطيع امتصاص أعداد كبيرة من اليد العاملة، إال أن ذلك يتطلب مجهودات جبارة

ظروف الحالية لميناء سيدي افني.تستطيع أن تتغلب على ال

بالطن والدرهم 2114و 2111: تطور إنتاج السمك خالل الفترة الممتدة بين 1الشكل رقم

القيمة اإلنتاج السنة2111 15 527 51 391 2111 21 076 76 885 2112 10 038 57 362 2113 13 093 61 537 2114 13 695 59 474 2115 15 475 62 177 2116 21 362 69 560 2117 18 542 64 682 2118 32 206 94 538 2119 30 866 83 730 2113 11.238,84 51.498,57 2114 19.911,21 81513,73

، سواحل المغرب الجنوبي بين اإلمكانيات الطبيعية ومعيقات التنمية التهيئية ندوة األقاليم الجنوبية المغربية البيئية 0221ع الرحيم وطفة ورشيدة نافع 153

. 111، والمجتمع وآفاق التنمية منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش ص

.11-49قاسم جماني، مرجع سابق، صص 154


272

.2114المصدر: مكتب استغالل الموانئ بسيدي افني

اطئ كشكما يشكل الساحل فرصة سانحة الزدهار النشاط السياحي في ظل تواجد شواطئ معروفة وطنيا

كيلومترا، وهي شواطء في حاجة الى سياسة لإلعداد 15امي نتركابميراللفت وكذا شواطئ أخرى على امتداد

بإمكانها أن تكون قاطرة للسياحة بالجهة عموما، خاصة وأن المؤهالت السياحية األخرى متوفرة بالقوة

ى اهمية الصناعة التقليدية دون ان ننسكالجبال ومجاالت األركان والصبار وغنى الموروث الثقافي المحلي، و

. 156، وهو "معين حضاري ال ينضب قابال للهيكلة واالستثمار"155التراث واألشكال الطبيعية

2114: أعداد الوافدين والليالي السياحية بمدينة سيدي افني سنة 1الشكل رقم

.2115المصدر: القسم االقتصادي بعمالة سيدي إفني

فرغم المؤهالت السياحية الكبرى تبقى السياحة بهذا اإلقليم ضعيفة، وهذا مرده البنية التحتية السياحية

الضعيفة، وعزلة المنطقة وغياب استراتيجية واضحة المعالم لربح الرهان السياحي، وهو ما يجعل من

Troin155.J,Maroc région pays territoire,éditionmaisonnouevre et Larose.2002,p 318 المجتمع و مأزق التمدين بالمجاالت الهامشـــية الصـــحراوية: ســـيدي افني مدينة عالقة بين البعد التاريخي والتنمية المرهونة، مجلة المجال الجغرافي، 2115بنعتو،محمد 156

.28، ص66المغربي، عدد

11701625 1742

955625

1019

312

1801

1148929 777 716

3978

4046

3894

1970

1308

1519

418

2773

1732

1201

1501

2301

0

1000

2000

3000

4000

5000

6000

الوافدين الليالي السياحية


273

ان تكاملة بمقدورها ربح الرهالجهوية الجديدة في ظل االستقالل المالي قادرة على بلورة سياسة سياحية م

التنموي.ينضاف الى كل هذا، األهمية الكبرى التي تشكلها بعض المنتوجات الترابية التي تحتاج الى بلورة

سياسة جهوية قادرة على تثمين المنتوج الترابي المحلي وجعل ركيزة للتنمية، وهنا نشير الى األهمية التي

ين مصدرا لدخل عديد األسر، فالصبار اصبح يحظىبأهمية بالغة في يكتسيها األركان والصبار الذين يشكل

السنوات األخيرة نظرا لقدرته الكبيرة على التأقلم مع المناخات الشبه الجافة، و التخفيف من الوقع االقتصادي

،بانتاجيصل إلى 157ألف هكتار 41.111والبيئي للجفاف بهذه المناطق.حيث يمتد على مساحة تقدر ب

.158طن سنويا 231.111

هكتار حاليا، أي بنسبة 41111الى حوالي 6778سنة 159هكتار 69111و انتقلت مساحة الصبار من

، وهي نسبة جد معبرة تدل على التحول العميق في البوادي المحلية كنتيجة %629تطور وصلت الى

طبيعية لتوالي سنوات الجفاف، وتحسن مردودية الصبار الذي أصبح يدر إمكانيات مادية مهمة للفالحين.

كما يمكن أن نشير كذلك الى ازدهار الصناعة التقليدية في بعض جماعات اإلقليم، كصناعة الفضة والحلي

بجماعة األخصاص، وصناعة الزربية بجماعات أخرى كبوطروش.

وخالصة القول أن التحاق إقليم سيدي أفني بجهة كلميم وادون يشكل إضافة نوعية جد مهمة، بحكم موارده

البحرية والفالحية والسياحية، وهو ما يبوئ اإلقليم موقعا متقدما بالجهة خاصة على مستوى استغالل

الذي يبقى دون المأمول. المنتوجات البحرية

جهة كلميم وادنون بين اكراهات التنمية وأفق التنمية الترابية الجهوية - 4

مونوغرافية سيدي افني، مديرية الفالحة بالمدينة.157 نفس المرجع.158 عن المديرية اإلقليمية للفالحة بسيدي إفني.159


274

تعد الهامشية أهم االكراهات التي تعيق اإلقالع التنموي بجهة كلميم وادنون، فرغم كون هذا المفهوم

وثيقا بالتراب سواء على المستوى التنظيمي ،فانه مع ذلك يرتبط ارتباطا 160هالميا وتكتنفه تعقيدات متعددة

أو الوظيفي، كما انه تعبير عن الدينامية الترابية فالهامش بمثابة مختبر للدينامية الترابية يمكن من تجديد

، هو الفارق في المساحة والزمن والوظائف بين تراب يتطور وفق ضوابط وبين 161ومقاربة اكراهات التراب

ي االتجاه السلبي مشكال "انحرافا" عن التنظيم الترابي في شكل انقطاع فج أومتقدم تراب راكد يعرف تطورا ف

، فالهامش مؤشر هام لحياة التراب، ومرآة عاكسة الختالالته التي "تستنبت" الهامشية 162عن التنظيم الترابي

وطنية ادية الالترابية.وتعتبر جهة كلميم وادنون جهة هامشية بامتياز، وتعرف عزلة عن األقطاب االقتص

بسبب ضعف الشبكة الطرقية ورداءتها خاصة الطريق الوطنية رقم واحد التي تعرف تدهورا جنوب تيزنيت

في اتجاه الجنوب، حيث تبقى الشريان الوحيد الذي يربط الشمال بالجنوب، بينما تبقى الطريق الوطنية رقم

ف إلى كل هذا هشاشة البنية الطرقية الرابطة بين افني والريصاني دون المأمول هي األخرى، أض 62

الجهوية والجماعية، لتبقى الطرق بالجهة عاجزة عن تقوية حركة التبادل بين الجهة وشمالها وجنوبها ما

يجعلها شبه معزولة، كما أن مطاري كلميم وطانطان يبقيان دون وقع إيجابي على حركية المسافرين من

والى المنطقة.

الجهة عن ظهيرها مشكال اخر يطرح بإلحاح إشكالية غنى الموارد البحرية وضعف كما تشكل عزلة مينائي

استثمارها محليا، لتبقى موانئ تولي ظهرها للمدن المتواجدة بها ومعزولة عنها ما يفرض سياسة لإلعداد قادرة

ان خاصة نطعلى ربط مينائي المنطقة بالجهة وحل اإلشكاليات الطبيعة التي يعاني منها مينائي إفني وطا

ظاهرة الترمل. دون أن ننسى ضرورةربط الجهة بمحيطها الدولي عبر فتح الخط البحري مع جزر الكناري

Brigitte Prost, marge et dynamique territoriale, revue geocarrefour, 2004, p 175.160 cit, p175.-Brigitte prost, op161

Brigitte Prost, op.cit., p 177.162


275

ما سيعزز الحركية التجارية والسياحية ويقوي الوضع التنافسي لها.كما أن الجفاف يشكل هو االخر اكراها له

لزراعات البورية وتربية الماشية ومحدودية بالغ األثر على النشاط الفالحي التقليدي الذي يعتمد على ا

المجاالت المسقية التي تقتصر على بعض الواحات، كما أن الجفاف يسهم أيضا في تقلص الموارد المائية

المحدودة أصال، خاصة وان الجهة تعرف ازديادا مطردا في الحاجة للماء بفعل التوسع العمراني والتطور

الديمغرافي الذي تشهده.

ذا األساس فإن اإلستراتيجية يجب أن ترتكز عليها مكونات جهة كلميم ودانون هو العمل على وعلى ه

سياسة فك العزلة عن طريق إقامة وتمديد البنيات التحتية لإلتصاالت الضرورية، والمبادرات العمومية

تنمية الموارد الجهوية نحوإلنشاء مناطق صناعية والتزويد بعوامل اإلنتاج كالطاقة والماء، إضافة إلى توجيه

القطاع الخاص وإقامة شراكات تمكن من الوصول إلى األسواق الخارجية. هذه الضرورة يجب أن ترافقها

كذلك سياسة تكوين مهني لليد العاملة الصناعية وتكوين للمقاوالت ومواردها البشرية وذلك للزيادة من

ن ؤسسات القائمة اآلن )غرفة التجارة والصناعة، شعبة التكويالمداخيل بتطوير الوسائل التي تتوفر عليها الم

دون إغفال دورالجامعة.إضافة إلى أن إبراز مدينة كلميم كقطب حضري يتوجب على المدينة 163المهني(

أن تقوي مجالها على أساس تعزيز البنيات التحتية ذات البعد الجهوي وتقوي أنشطتها االقتصادية وتدمج

ي مسالة الحكامة الجيدة، لنتحدث أنذاك عن مدينة ذات وظيفة جهوية إنتاجية ومحكمة مختلف الفاعلين ف

العالقة بين باقي األقاليم المكونة للجهة، وتدخل حينئذ استراتيجية الجهوية المتقدمة إلبراز المجهودات التي

تم العمل عليها.

لمدينة كلميم بغية إبرازها كقطب حضري من هذا المنطلق فإن التركيز على تقوية الوظيفة الترابية

يعطيها مكانة مهمة ليس فقط على صعيد الجهة وإنما على صعيد المجاالت الصحراوية وشبه الصحراوية.

، تنظيم المجال والنمو الحضري في الجهات الصحراوية، ورشات الحوار الوطني حول إعداد التراب، نسخة مترجمة من 0221مصطفى ناعيمي، -163

1النسخة األصلية، ص


276

وعلى هذا يكون إطار الحديث عن هذه الوظيفة هو إطار إعداد التراب الوطني وتهيئة المجال، فالوظيفة

بين المدينة والمحيط وإنما مجموع اآلليات والمؤهالت التي تؤهل ليست مجرد عالقات وتيارات اقتصادية

المدينة لتتحكم في جهتها، فالوظيفة الترابية وظيفة وطنية تصاغ على المستوى المركزي وتمنح المدينة مهمة

.164خلق التوازن وهيكلة المجال

ية ى بعض مقومات عاصمة جهو كل المعطيات تشير، أن مدينة كلميم تعتبر المدينة التي تتوفر عل

إذا اعتمدنا في ذلك على المعايير المعتمدة في تصنيف القطب الجهوي ) العتبة السكانية، وظائف المدينة،

األنشطة االقتصادية، المجتمع المدني، الحكامة (، ويمكن أن نستثني مدينة طانطان التي تشكل تنافسية مع

وتجدر اإلشارة هنا أن الوظيفة اإلدارية تشكل أساس الوظيفة المجال المدروس بخصوص هذه المعايير،

الترابية بمدينة كلميم وتسمح لها ببروز إشعاعها على مستوى الجهة، ويضاف إلى ذلك العتبة السكانية التي

من مجموع ساكنة من الجهة ( % 41 (يشكل فيها المجال المدروس أكبر عدد مقارنة مع باقي األقاليم

ك أن نضيف التطور النسبي للمجتمع المدني، أما بخصوص األنشطة االقتصادية للمدينة فإنها ال ويمكن كذل

تعدو أن تكون أنشطة محلية ليس لها أي تأثير على الجهة وبخصوص الحكامة فمازالت مظاهرها بعيدة .

الة أن يمكن في هذه الحوبذلك فمدينة كلميم ال يبدو عليها أنها مدينة ذات تأثير جهوي كبير، وال

نتحدث عن قطب جهوي فعال كما هو عليه الحال بالنسبة لبعض العواصم الجهوية المجاورة؛ الداخلة،

والعيون، وأكادير، وهذاواقع أصبح يحتاج إلى تضافر جهود كل الفاعلين المحليين لتبني استراتيجية لتقوية

ني يتم به االرتقاء بالمدينة كي تلعب دورمتقدما) مدن الوظائف الترابية للمدينة من أجل نموذج جهوي ووط

القطبية الجهوية ( تستجيب به للمتطلبات االجتماعية للساكنة المحلية وتصبح محركا لمجالها الجهوي.

وبالتالي فما المانع من استثمار إرادة الدولة على مستوى المجال المدروس من خالل كل برامج القطاعات

ل آليات، المدينة والوظيفة الترابية: 0222عزيز هرو، -164 الواحد نة مدينة وجدة، ضممممممممن المدينة المغربية في أفق القرتنظيم المجال من خالل حا

119المحمدية، ص اآلداب، منشورات كلية 10والعشرون بين الهوية الوطنية والبعد المتوسطي، تنسيق محمد أنفلوس، سلسة ندوات رقم


277

، وإستراتيجية 26إلسكان والتعمير باألقاليم الجنوبية؛ كالمخطط الجماعي للتنمية والمذكرة الحكومية وبرامج ا

التنمية الحضرية، وتوجهات سياسة المدينة )مشروع المدينة(، والتخطيطاالستراتيجي، لنهجإستراتيجية بناء

ن االستعانة لمانع كذلك ممشروع حضري أكثر تنافسية وظيفية مبنية على التتبع والتقييم والمحاسبة.وما ا

ببعض التجارب المتميزة في المغرب لتهيئة المجال الحضري كتجربة سطات والجديدة والحسيمة وقلعة

السراغنة، أو المشاريع التي يمكن أن تفعل قريبا كالمشروع الحضري لمدينة مراكش ومدينة طنجة و تطوان

حضري متميز يصبح نموذجا لمدينة شبه صحراوية علىو الرباط، فاالستعانة بهذه التجارب سيكرس مشروع

صعيد المملكة .

:خاتمة

إن المكانة التي تتبوأها مدينة كلميم كمعبر رئيسي اتجاه األقاليم والجنوبية، والعناية التي توليها الدولة

سي الذي ها الفاعل األسالهذه األقاليم على غرار باقي أقاليم المملكة، وكذا المجهودات التي قامت بها باعتبار

كان له دور في النهوض بالمجال الترابي لكلميم بالذات ومجالها الجهوي من خالل تجهيز المدينة وخلق

تقدم على مستوى المرافق االجتماعية والصحية وتحسين شروط عيش الساكنة، وخلق فرص شغل استثنائية

قدمته الدولة للفاعلين المحليين من برامج وأموال مالية لشبابها على مدار ثالثين سنة األخيرة، إضافة إلى ما

كافية ومؤسسات تعنى بإشكالية التنمية بهذا المجال، وهي مجهودات مكنت بشكل من األشكال إلحاق مدينة

كلميم وترابها الجهوي بالركب العام للتطور الذي يعرفه المغرب.

نمية وإعداد التراب تعمل في الوقت ذاته في اتجاه هذه المرجعية تقتضي، من جهة، استراتيجية للت

تقوية اندماج هذه المجال في الكيان الوطني، والمحافظة على خصوصياته االقتصادية والعمرانية والثقافية.

ومن المؤكد أن اختيار بالدنا للديموقراطية والجهوية كنهج يحكم عالقات المواطنين بينهم ومع الدولة،

لتنمية وتدبير الشأن العام، سيرفع من فاعلية ما يترتب عن هذا المبدأ من إجراءات وأعمال.وكأسلوب لقيادة ا


278

ومن جهة ثانية، فاتخاذ هذا المجال مرتكزا لتفعيل األبعاد المغربية واإلفريقية لبالدنا، يستلزم مجهودات

نحو إقامة أسس التعاون والتكامل سواء مع دول المغرب الكبير، أو مع دول غرب إفريقيا التي ربطتنا بها،

لزاما علينا تقويتها عن طريق االتصال القاري، منذ العهد المرابطي ومازالت عالقات متعددة األبعاد، أصبح

.165إضافة إلى تحويل هذه األقاليم إلى فضاء لتأمين التعاون بين إفريقيا و المجال األورومتوسطي.

إذا، هذه األبعاد االستراتيجية المهمة، تبرز على المدى القريب والمتوسط والبعيد اإلمكانيات الجد مهمة

دورا طالئعيا تنمويا، بخلق عالقات وروابط اقتصادية مع المجاالت المحيطة به، لهذا المجال كي يلعب

والتي من شأنها أن تجعل مدينة كلميم قطبا لألقاليم الجنوبية المغربية يجسد ويكرس البعد األفريقي للمغرب

كما كان حاضرا في فترات تاريخية سابقة )تراب واد نون(.

نسية:الئحة المراجع بالعربية والفر -

المراجع العربية:

سياسة المدينة بالمغرب من تدبير األزمة الحضرية الى إرساء 2163ألفة حاج علي ومحمد حزوي،-

مقومات التنمية الترابية، مجلة المصباحية، عدد العاشر، منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس

فاس، جامعة سيدي محمد بن عبد هللا.

، المقاربة الترابية مدخل إلعداد وتنمية األرياف الجبلية بالمغرب، المشروع الترابي ، 2165حسن كتمور،-

فاس.IPNمنشورات جماعة إغزران، الدورة السادسة، أبريل، الطبعة األولى، مطبعة

امعة ا، ج، لجبال المغربية: أي تهيئة؟، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الجغرافي2119-السعيد بوجروف-

القاضي عياض، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، مراكش.

(، إعداد تراب األقاليم الصمممحراوبة: ترسممميم اإلندما 0220 يوليوز 11المملكة المغربية وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسمممكان والبيئة ) -165

12وتنمية مستدامة، العيون، ص


279

، المقاربة الترابية مدخل إلعداد وتنمية األرياف الجبلية بالمغرب، المشروع الترابي 2165حسن كتمور،-

.31ص

، مأزق التمدين بالمجاالت الهامشية الصحراوية: سيدي افني مدينة عالقة بين البعد 2119محمد بنعتو ،-

.66تاريخي والتنمية المرهونة، مجلة المجال الجغرافي والمجتمع المغربي، عدد ال

، الجبال المغربية، مركزيتها، هامشيتها، تنميتها، مطبعة دار المناهل، الرباط.2113محمد الناصري، -

معطيات شفوية من مصلحة التسجيل والتنبربتيزنيت. -

إفني.معطيات شفوية من قسم التعمير بعمالة سيدي -

المراجع الفرنسية:

-Brigitte Prost, marge et dynamiqueterritoriale, revue geocarrefour, in https://geocarrefour.revues.org/695, 2004. -Erwannjade,l’organisationspatiale de l’ile de Tenerife, revue mappemonde,n°60, 2004. -Georgescourade, jalons pour unegéographie de la marginalité en Afrique noire, revue espacegéographique n°2, 1985. -H.serge :le management public : élément de stratégied’organisationsd’anticipation et de pilotage des collectivitésterritoriales, Edition papyrusa, février 2002. --J.bugnicourt،disparitésrégionales et aménagement du territoire en Afrique.Edition Colin, 1971. -Jean Christophe gay, transport et mise en tourisme du monde, cahier de geographie n°4,www.mgm.fr, 2006. -Jean Christophe gay, transport et mise en tourisme du monde, cahier de géographie n°4,www.mgm.fr, 2006.

http://www.mgm.fr/

http://www.mgm.fr/


280

-Karinebennafla, enjeux et gestion de la protestation dansune marge territoriales : le mouvement local de sidi Ifni, Maghreb et sciences sociales, 2011. -M.casteigts: le management territorialestratégique, in gouvernanceet conduit de l’action public, Edition l’harmattan, 2003. -Sabine planel, transformations de l’étatetpolitiquesterritorialesdans le maroccontenporain, http //espacepolitique.revues.org/1234, n°7.2009 -Troin.J,Marocrégion pays territoire,éditionmaisonnouevre et larose.2002.


281

مشاريع التهيئة الحضرية بالمغرب من التخطيط االستراتيجي إلى التدبير التشاركي

نموذج مشروع طنجة الكبرى

Urban development projects in Morocco, from strategic planning to participatory management ;Grand Tangier project model

د بدر الدين الرواص

جامعة عبد المالك السعدي. المغرب [email protected]

الملخص:

وإعداد المجال الحضري من مظاهر التفاوتات السوسيو تعتبر صعوبة إدماج التعمير والتخطيط العمراني مجالية، وصورة من صور فشل السياسة العمرانية الحضرية. وغدت الحاجة ملحة لالهتمام بالمجاالت

الحضرية لتقليص من حدة التوازن المجالي بين األزمة االقتصادية واالنفجار الحضري. من هنا صارت وسيلة لتنظيم المجال الحضري، وخلق التوازن بين عناصر المجال التهيئة الحضرية ضرورة حتمية، و

والتي تشمل مجموع التدخالت المطبقة لتحسين مستوى التنظيم والوظائف. وتهدف التهيئة ووظائفه المتعددةالحضرية إلى إعادة تنظيم التكتالت العمرانية في المجال الحضري، وخلق توازن بين توزيع السكان ومختلف

ت والمنشآت الحضرية، ومعالجة اإلشكاالت الناجمة عن التوسع العمراني وتحقيق العدالة االجتماعية الشبكاعرفت مدينة طنجة في اآلونة األخيرة دينامية سريعة ونشاطا تنمويا الحضرية. وقدوتوفير مختلف التجهيزات

م المتوسط وتطوره، الذي ساهتجلت في مشروع طنجة الكبرى الذي تزامن مع إنجاز المركب المينائي طنجة في ظهور تحوالت اقتصادية ومجالية في مدينة طنجة، والذي عجل بإعادة النظر في وضعيتها العمرانية

.وبنيتها الحضرية وتجهيزاتها األساسية



282

لتخطيط ا –التعمير االرتدادي –مدينة طنجة -التدبير التشاركي –التهيئة الحضرية الكلمات المفتاحية: تيجياالسترا

Abstract

The difficulty in integrating urban planning, urban planning, and preparing the urban

sphere is a manifestation of socio-economic inequalities and a form of urban policy

failure, and the urgent need to take care of urban spheres to reduce the severity of

the spatial balance between the economic crisis and urban explosion. From here,

urbanization became an imperative necessity, and a means to regulate the urban

sphere, and to create a balance between the sphere's elements and its multiple

functions, which includes the total of interventions applied to improve the level of

organization and functions. The urban development aims to reorganize the urban

agglomerations in the urban field, create a balance between the distribution of the

population and the various urban networks and facilities, address the problems

arising from urban expansion, achieve social justice and provide various urban

facilities. The city of Tangier has recently witnessed a rapid dynamic and

developmental activity manifested in the Grand Tangier project which coincided

with the completion and development of the port complex of Tangier Mediterranean,

which contributed to the emergence of economic and spatial transformations in the

city of Tangier, which precipitated a review of its urban status, urban structure and

basic equipment.

Key words: urban development - participatory management - Tangier - rebound

development - strategic planning

مقدمة:

لقد شكل العهد الجديد منعطفا جديدا في تاريخ مدينة طنجة، حيث أعاد المسؤولون االهتمام بالمؤهالت

االقتصادية والحضرية لمدينة طنجة حيث عرفت في السنوات األخيرة، مجهودات مهمة للتنمية االقتصادية


283

عالم. بعدة مناطق في الوالحضرية، اندمجت في تحول في اتجاه مركز محوري للنقل واللوجستيك المرتبط

وهذا ما مكنها من تطوير اقتصادها بشكل إرادي، وتنمية أهميتها االستراتيجية كحلقة وصل للمبادالت

التجارية وحركات النقل المتعددة، واستعادة دورها الرمزي في انفتاح المملكة على محيطها الخارجي خاصة

هدف ربط المدينة بشبكات البنية التحتية الوطنية والدولية األوروبي. كما تم إعداد نظام متعدد الوسائط يست

. 2163انسجاما مع رؤية طنجة الكبرى التي تم اإلعالن عنها سنة

تعالج هذه المداخلة إشكاليةالتطور التاريخي للتهيئة الحضرية بالمغرب من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التدبير

روع ركية من خالل إشراك كل الفاعلين الترابيين، وتفعيل نموذج مشاالستراتيجيالذي يرتكز على المقاربة التشا

طنجة الكبرى كأكبر مشروع للتجديد الحضري بالمغرب. من هنا نطرح سؤاال محوريا: ما هو أثر مشروع

طنجة الكبرى على صيرورة التهيئة الحضرية بطنجة؟

وتتفرع اإلشكالية إلى عدة أسئلة فرعية:

الذي عرفته التهيئة الحضرية بالمغرب؟ ما هو السياق التاريخي -

ماهي العوامل الكامنة وراء إنجاز مشروع طنجة الكبرى؟ -

هل ساهم مشروع طنجة الكبرى في معالجة اإلشكاليات الحضرية بالمدينة، وفي خلق تنمية ترابية بالمدينة؟ -

ماهي العراقيل والصعوبات التي واجهت المشروع؟ -

:أما أهداف المقالة فتتمثل في

تحديد مفهوم التهيئة الحضرية، وإبراز التطور التاريخي للتهيئة الحضرية بالمغرب من التخطيط االستراتيجي -

إلى التدبير االستراتيجي التشاركي.

معالجة وضعية المجال الحضري لمدينة طنجة، والعوامل التي ساهمت في تبني مشروع حديث للتهيئة -

مة عن التوسع السكاني.الحضرية لمعالجة اإلشكاليات الناج


284

دراسة مشروع طنجة الكبرى كأهم مشروع للتهيئة الحضرية بالمغربوالذي راهن على تأهيل مدينة طنجة -

كقطب حضري ومينائي بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ونموذج تنموي متميز على المستوى الوطني.

العراقيل التي واجهت تفعيل مقتضيات مشروع طنجة الكبرى. -

عن اإلشكالية اعتمدنا على مناهج متعددة منها: ولإلجابة

المنهج التاريخي إلبراز السياق التاريخي لمشروع طنجة الكبرى. -

منهج المقارنة وهي المقارنة بين متغيرين: وضعية التهيئة الحضرية قبل مشروع طنجة الكبرى، ووضعيتها -

بعد مشروع طنجة الكبرى.

المنهج االستقرائي وهي االنطالق من مشاريع طنجة الكبرى إلى التركيز على مشاريع التهيئة الحضرية -

حسب المجاالت.

المنهج الكمي وهو مجموع المعطيات اإلحصائية المرصودة إلبراز حجم االستثمارات المرصودة للمشروع. -

مجال الدراسة،والمعطيات الكمية )الجداول، أما األدوات المستعملة فقد تركزت على العمل الخرائطي لتحديد

المبيانات(، والصور المأخوذة من مجال الدراسة.

التهيئة الحضرية بالمغرب: من التخطيط االستراتيجي إلى التدبير التشاركي، السياق والرهانات -6

التهيئة الحضرية: المفهوم والخصائص 1-1

ة الحضرية التي أخذت تتداول في العقد األخير، بعد تعتبر التهيئة الحضرية، من بين مفاهيم الجغرافي

االهتمام الواسع للسياسات الحضرية بها ومحاولة إيجاد الحلول للمشاكل الحضرية، في سبيل تحقيق رهانات

(، إذ هي علم 15، ص: 2113ويرتبط المفهوم بعملية اإلصالح واإلعداد )ابن منظور.ط التنمية الحضرية.

توزيع الفضاء الجهوي والوطني لمختلف األنشطة البشرية حسب حاجيات الفرد وفن يهدف إلى تنظيم و

كما تشكل عملية مهمة لتجسيد أدوات التعمير، وتفعيل السياسات (.69(، ص2112لبكررشيد، )) والجماعة

العمرانية في المجال الحضري. وتشمل مجموع التدخالت المطبقة في المجال الحضري من أجل تحسين


285

نظيم والوظائف من خالل إعادة تأهيل المجال الترابي وتهيئتهحسب خصوصياته مستوى الت

.كما يمثل مفهوم التهيئة مجموع األفعال التشاورية والتدخالت (zecchelli,Alberto,1983,p43)الجغرافية

ئل االمؤسساتية المباشرة وغير المباشرة الهادفة إلى التوزيع المنتظم للسكان واألنشطة والتجهيزات ووس

MERLIN (Pierre), et CHOAYاالتصال المتعددة على مجموع تراب معين

(François), 2000,p :56 ).) إضافة إلىتفعيل نتائجها في ميدان يجمع مجموعة من الفاعلين الرسميين

والشبه العموميين والخواص )الدولة، المصالح الخارجية للوزارات، الجماعات المحلية، القطاع الخاص،

ن، المجتمع المدني والباحثون( والذين يقومون بعمل إرادي تشاوري يهدف إعداد تراب معين، وتشخيص السكا

وتركيب لواقع مجالي بجميع مكوناته الجغرافية )الطبيعية والبشرية واالقتصادية(، والعمل على توزيع السكان

، أي أنها تبحث في الوضعيةواألنشطة، وإنشاء التجهيزات بطريقة متوازنة ومرضية وعادلة على التراب

األحسن والتي يمكن أن يكون عليها مجال معين في المستقبل )مقياس الزمن(. ومن ثم فهي تصور وإدراك

(.لقد أثبتت الدراسات 213(، ص:2119للحلول من أجل التنمية والمحافظة على البيئة )بوجروف، السعيد،)

عن حجمها وموضعها وموقعها وأهميتها حول المجاالت الحضرية أنه ال توجد مدينة مستقلة

(Whipple,steffan,2016,p:123) وبالتالي فالتطور الحضري ما هو إال نتاج لتطور المدينة وتوسعها .

العمراني عبر مراحل تاريخية، وتداخل عوامل عديدة، تساهم في تزايد أهمية المدينة أو تراجعها.وقد ظلت

الدولة مجال التهيئة الحضرية، من أجل تنظيم استعمال العقارات وإنجاز وثائق التعمير أهم وسيلة تستعملها

التجهيزات األساسية والمرافق العامة وتنظيم التكتالت العمرانية وتهيئة المجال الحضري. ويجب اإلشارة إلى

ن يأن التهيئة الحضرية ارتكزت في البداية على التخطيط االستراتيجي، وهو تخطيط بعيد المدى يأخذ بع

االعتبار المتغيرات الدولية والمحلية، ويحدد القطاعاتوالشرائح المستهدفة وأسلوب المنافسة. إنه عملية متجددة

يتم تحديتها كل سنة لدراسة المستجدات الخارجية والداخلية.

التهيئة الحضرية صيرورة تاريخية من التخطيط االستراتيجي على التدبير التشاركي 1-2


286

عرف المغرب ظاهرة التحضر منذ القديم كغيره من بلدان حوض البحر األبيض المتوسط. وقد تميزت

بتزايدها السريع تجلت في بروز شبكة حضرية متعددة األنواع، وتزايد عدد 26الظاهرة منذ بداية القرن

لية مدن كبرى ساح السكان الحضريين وعدد المراكز الحضرية على اختالف أحجامها وهذا ما نتج عنه ظهور

كالدار البيضاء وطنجة والرباط وداخلية مثل مراكش وفاس. وقد شكلت المدن المغربية باختالف أحجامها

منظومة حضرية تتميز بتوزيع غير متباين على المستوى الوطني، وتمحورها حول المدن الساحلية على

تهيئة الحضرية في المغرب تطورا، وقد عرفت ال (.11( ص6775جمادي قاسم، )حساب المدن الداخلية )

من خالل تنفيذ مقتضيات سياسة التخطيط 6744حيث أدخلتها السلطات االستعمارية الفرنسية بالمغرب سنة

كسياسة حديثة،والتي استهدفت إعداد برامج رباعية تهم األشغال الكبرى، وإعداد مخطط للتهيئة العمرانية ما

. ومع حصول المغرب على االستقالل، ظلت 6757و 6754ومخطط آخر ما بين 6753و 6747بين

مسألة التهيئة الحضرية جزءا ال يتجزأ من المخططات الوطنية الكبرى إلحداث التنمية وضبط حركتيها خالل

مخططات التنمية االقتصادية واالجتماعية، وبالتالي أدمجت المشاريع الترابية الحضرية في المغرب ضمن

لخماسية التي كانت تحث في أديباتهاعلى توفير اإلرادة إلضفاء البعد المجالي لمفهوم المخططات الثالثية وا

التخطيط،الذي ظهر في العالم مع االشتراكية كبعد اقتصادي محض ينادي بضرورة تدخل الدولة لتصحيح

األوضاع، وتطور المفهوم بعد الحرب العالمية األولى في ألمانيا كوسيلة لتوجيه دفة الحرب في

(، 6789(،ثم كأسلوب للتفكير في المستقبل وظروفه )المشري عليالعربي،)36(،ص2162الدولة)لبكررشيد،)

تهم مجموع األشغال الكبرى التي تعتزم 6744(، أو آلية لتهيئ برامج رباعية استعمارية سنة 28ص

الل إلعداد ة بعد االستقالسلطات االستعمارية إنجازها بالمغرب. ثم أصبح المفهوم وسيلة اعتمدت عليها الدول

التراب الوطني، والتي ترتكز على المقاربة األمنية. ولهذا لم تستطع التهيئة الحضرية قادرة على تثبيت

موقعها في إطار وثائق التخطيط، بلتم إدراج مفهوم التهيئةوالحكامة المجالية ضمن وثائق إعداد التراب،

ية الترابية. وفي هذا اإلطارنهجت الدولةسياسة التخطيط حرصا على ضمان التوازنات المجالية والتنافس


287

االستراتيجي انطالقا من اعتبارات وطنية وشمولية وقطاعية )االستثمارات وأهداف التنمية وبرامج ذات طبيعة

مالية وضريبية واالستهالك والصادرات والواردات( لتدبير المجال الجغرافي الوطني،وجعلته مقياسا لحجم

ذلك فالتخطيط االستراتيجي يبقى بعيدا عن البعد المجالي والتوزيع الجغرافي، الذي يطبع التهيئة تدخلها، وب

كما تميزت المرحلةبتدخل الدولة عبر المساطر (.74(،ص2117خلوقجمال،)الترابية الحضرية والقروية )

ارتكزت هذه السياسة ترابيين.و القانونية الموضوعة عوض المنطلقات التحفيزية والتشاركية والفعالية للفاعليين ال

على المقاربة األمنية عبر أليات متعددة لمراقبة المجال كالوصاية والمساطر والقواعد القانونية واإلدارية. لكن

مع ظهوراإلكراهات والتحديات المطروحة كالعولمة التي يستلزم التركيز على المراكز الحضرية الكبرى لولوج

لوق خر نهج ساسة انتقائية تسمح لهذه المراكز بقابلية أكثر لخوض غمار المنافسة)عالم المنافسة الدولية، عب

والمنافسة الخارجية وتأهيالالقتصاد، وخلق شروط اقالع اقتصادي لألقطاب الجهوية (37(،ص2117جمال)

يبالمملكة إلنجاح وتحقيق مستلزمات مشروع الشراكة وحسن الجواروالوضع المتقدم، والعجز في التحكم ف

سرعة ظاهرة التمدنالسريع، والذي لم يواكب نمو اإلنتاج االقتصادي والذي جر معه العديد من المشاكل

(.وهذا ما 86(،ص6777)وزارة إعداد التراب الوطني والبيئة،) %61بنسبة بالوسط الحضري كارتفاع البطالة

ارت تقدم النموذج المثالي جعل مدن المغرب تعاني من مظاهر االختالل على جميع المستويات، والتي ص

وق خللواقع التخلف في مختلف تجلياته وتمظهرانه الثقافية والسياسية والسوسيو اقتصادية )

(. ومن أجل النهوض بأعباء المدينة خاصة المدن الكبرى وتفعيل األداء التنموي 38(،ص2117جمال)

قاء ة الحوار والتشاور بين مختلف الفر وتوسيع دائرة المشاركة وإرساء سياس وترسيخ الديموقراطية المحلية

والفاعلين على اختالف أنواعهم بشكل ممأسس )خالصة تركيبية للمنتدى الجهوي لجهة الرباط زمور

يرتكز على عدة مبادئ: منطقتطلباألمر االنتقال الى مفهوم التدبير االستراتيجي الذي (، 323زعير،ص

متعدد األبعاد وحضور مستمرلعنصري التماسك والتشارك، وطبيعة العالقات التي تضمن

االستمراريةواالستدامة، وإضفاء طابع الشمولية بحيث يشمل التدبير كل فئات المجتمع.إضافة إلى نهج


288

انية لشرعية وهي القبول بالسلطة وإمكأسلوب الحكامة الحضرية التي تنتظم حول أربعة مبادئ مركزية تمثل ا

(. 17(،ص2118الولوج إلى مواقعها وتنظيم انتخابات نزيهة وحرة وتفعيل آليات الزجر والمراقبة )جفريسعيد)

وتوفر الحكامة الحضرية ضمانات إلنجاح مشاريع التهيئة الحضرية، والفعالية في األداء لخدمة المصالح

في إطار تنمية مستدامة تحافظ على التوازنات االجتماعية والبيئية الجماعية للساكنة الحضرية، وذلك

والتنسيق بين المتدخلين. إضافة إلى إحداث مؤسسات كفيلة بنهج أسلوب تدبيري عصري بالمدينة، عبر

توفير وثائق التعمير، ترتكز على توجيهات واضحة تحددها دراسات ومخططات التهيئة والتنمية الحضرية

لمبنية على مبدأ التشاركية بين مختلف األطراف المعنية بالتهيئة الحضرية دون تمييز، مع المضبوطة وا

ولهذا فإن نجاح مشاريع (.53(،ص2117خلوق جمال))ضرورة معالجة المسألة العقارية والتحكم في سوقها

ة وناجعة في لالتهيئة الحضرية رهين بضرورة استراتيجية للتحكم في العقار كشرط أساسي لنهج سياسة فعا

ميدان تأهيل المدن المغربية.وتشكل التهيئة الحضرية جملة االختيارات والتوجهات واإلجراءات التي يتم

ضبطها على المستوى الوطني والجهوي والمحلي لتنظيم استعمال الفضاء التراب الحضري خاصة والتي من

اسية والتجهيزات العمومية والتجمعاتشأنها أن تضمن التناسق في تركز المشاريع الكبرى للبنية األس

السكنية، وتحقيق التنمية الحضرية، والتي تصبو إلى تأهيل المجاالت الحضرية، حتى تكون أكثر قابلية

للسكن واالستقرار، وأرضية مساعدة على االستثمار.وتتزايد أهمية التهيئة الحضرية، في المجاالت الحضرية،

التحكم والضبط والتوجيه، ما يجعل مقاربة التنظيم والتوزيع ذات أهمية التي تعرف توسعا مجاليا يستدعي

، كإطار البد منه في اإلعداد، وإشراك العديد من اإلدارات في مراحل 166بالغة، والتركيز علىالمقاربة التشاركية

اإلعداد، يحاول بلوغ أفضل توزيع لألنشطة على المجال.

من 02، نصا على وجوب استطالع رأي السكان حول مشروع تصميم التهيئة، حيث نصت املادة 7990يونيو 71على سبيل املثال جند أن ظهري -166

ت املعنية االس اجلماعاليت يكون فيها جملس اجلماعة أو جموجيري خالل املدة ،علين يستمر شهرا ة حمل حبثعلى ما يلي " يكون مشروع التهيئ 7990ظهري لس ومتكينه من إبداء ما قد يكون لديه من مالحظات عليه. وعلى رئيس جم ،بصدد دراسته، ويهدف البحث املشار إلية أعاله إىل إطالع العموم على املشروع


289

الحضرية بالمغرب مشروع طنجة الكبرى: أضخم مشروع للتهيئة -2

تحديد مجال الدراسة: 2-1

من طرف الملك محمد السادس، بمدينة طنجة 2166شتنبر سنة 29أنجز مشروع طنجة الكبرى يوم

بجهة طنجة تطوان الحسيمة. وباألخص الجماعة الترابية طنجة، التي تشكل إلى جانب جماعات كزنايه

لجماعة الترابيةلطنجة بالمملكة المغربية، أقصى شمال وأصيلة القطب الحضري واالقتصادي للجهة.وتقع ا

غرب خط جرينتش، 1°و40°5غرب القارة اإلفريقية، بجنوب غرب مضيق جبل طارق، بين خطي طول '

شمال خط االستواء.وتتكونالجماعة الترابية لطنجة كمجال دراستنا منأربع 35°51و' 35°'40ودائرتي عرض

المدينة ومقاطعة الشرف مغوغة ومقاطعة الشرف السواني ومقاطعة مقاطعات حضريةوهي مقاطعة طنجة

أما حدودها الجغرافية فتحد شماال بمضيق جبل طارق بالبحر األبيض المتوسط وجنوبا بجماعة .بني مكادة

كزنايه، وشرقا بالجماعة القروية البحراويين وغربا بالمحيط األطلسي. وتشرف الجماعة الترابية على واجهتين

ين: واجهة متوسطية وواجهة أطلسية. وقد جاء في التعريف الرسمي بالبرنامج أن هذا المشروع أنجز بحريت

من أجل تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة وسيمكن مدينة طنجة من االرتقاء إلى مصاف المدن الكبرى في

لبت مشاريع ومهيكلة تطالعالم، وسيجعل المدينة قطبا اقتصاديا هاما بالمملكة، وذلك من خالل تمكينها من

استثمارات ضخمة. كما استهدف المشروع الشامل والمندمج، والذي تم تصميمه لتعزيز تنافسية طنجة )جريدة

(.2168-2-26، السنة 382682هيسبريس، العدد

(: الموقع الجغرافي لمجال الدراسة1الخريطة رقم )

اإلشهار قبل اتريخ بدء البحث. ويتوىل جملس اجلماعة عند دراسته ملشروع تصميم التهيئة، دراسة املالحظات املعرب عنها خالل اجلماعة أن يوفر وسائل النشر و ة وال بوجود مسطرة البحث العمومي.ا ما يعلمون ال مبشروع تصميم التهيئعلى اإلدارة". إال أن السكان اندر إجراء البحث قبل عرضها


290

2119لسنة المصدر: إنجاز شخصي اعتمادا على التقسيم اإلداري

نالحظ أن مدينة طنجة تحتل موقعا جغرافيا واستراتيجيا مهما يجعلها تشرف 6من خالل الخريطة رقم

مباشرة على واجهة متوسطية عند جون طنجة في الجزء الغربي لمضيق جبل طارق، وواجهة أطلسية عند

ة نوبا عند جماعتا العوامساحل منفتح على المحيط األطلسي، وظهير خلفي تحده كتلة جبل دار زهيروج

.وكزنايه، ومتون الفحص شرقا عند جماعة البحراويين

ظروف ومالبسات إعالن مشروع طنجة الكبرى 2-2

عرفت مدينة طنجة في نهاية التسعينات توسعا حضريا في هوامش المجال الحضري للمدينة، مع العراقيل

مشكلة زاد من تفاقمها استغالل %65تفوق الطبيعية على مستوى المناطق الهامشيةحيث االنحدارات

المناطق المخصصة لالستعماالت غير المرخص لها بالمجاالت الفارغة.ولعل هذه المشكالت الحضرية

(، دعت إلى ضرورة (Agence Urbaine Tanger, 1998,p:28والبيئية منهاتلوث المجاري المائي

ي من الممكن أن تتفاقم مستقبال، وهذا ما نتج عنه التخطيط الحضري لتجاوز األزمات الحضرية الراهنة والت


291

عجز عن مسايرة التطور النوعي الذي عرفته بسبب سوء تدبير المدينة نظرا لعدم تحيين عدة وثائق التعمير

لمواكبة التطورات والمشاريع الجديدة والذي أدخلها في وضعية أصطلح عليها بالتعمير

وضعية استثنائية عاشتها مدينة طنجة، إبان تزايد حدة الهجرة وهي urbanisme de réactionاالرتدادي

وظهور تناقضات سياسية ومالية في تدبير الشأن المالي خاصة على مستوى التعمير وقد نتج عنه تزايد

( ساحة تافياللت -ساحة الكويت -الضغط على المحاور الطرقية الداخلية قرب )ساحة الجامعة العربية

ركة السير والجوالن خاصة عند مدخلين رئيسين : مدخل طريق الرباط من الغرب ومدخل واالكتظاظ في ح

طريق تطوان من الغرب، وعدم مالئمة العرض السكني الطلب الناتج عن الهجرة القروية ومن مدن أخرى

وظهور أحياء الصفيح وأحياء عشوائية ، وخصاص فادح في الخدمات وصعوبة الولوج المرافق الحضرية

واالجتماعية. إضافة إلى ظهور بؤر توتر اجتماعي خاصة في جماعة بني مكادة التي أفضت إلى عدة

إبان حرب الخليج، فكان أول إجراء إداري هو تقسيم مدينة طنجة تحت 6776و 6771احتجاجات في سنة

. وبذلك إلى عمالتين: عمالة طنجة أصيلة وعمالة الفحص بني مكادة 6779ضغط الهاجس األمني سنة

عبر المخطط المديري للتهيئة 6778انطلقت أولى عمليات التخطيط الحضري الحقيقية بمدينة طنجة سنة

وإبان إنجاز المركب المينائي طنجة المتوسطي والتجهيزات المرافقة له، اقتضى األمر إعادة االهتمام .العمرانية

ة لجهة طنجة تطوان الحسيمة،عبر تغطيتها بالمجاالت الساحلية المتوسطية،وتعزيز الجاذبية االقتصادي

بوثائق التعمير، وإعادة تأهيل مدينة طنجة كقطب حضري بالجهة، من خالل التصميم المديري للتهيئة

، والتصميم الوطني إلعداد التراب SDAUوالتصميم المديري للتهيئة العمرانية بطنجة SDAUDللبوغاز

ذلك بهدفمواكبة األنشطة الخدماتية لميناء طنجة المتوسط كقطب الوطني كوثيقة إطار للتهيئة المجالية. و

اقتصادي عبر إنشاء مشاريع متكاملة له ومندمجة فيه لتطوير قدرات الجهة في مجال اللوجستيك، والتقليص

من كلفة النقل والتخزين وتحسين إنتاجية وتنافسية المقاوالت الوطنية، وحماية القدرة الشرائية للمستهلكين

ليص عدد الوسطاء العقاريين واالهتمام بالبعد البيئي والتلوث والتخفيف من حدة االزدحام الذي تعرفه وتق


292

المراكز الحضرية بسبب حركة النقل الكثيفة على الطرقات وداخل المدار الحضري.ويعتبر مشروع طنجة

ل السياسة ي عبر تفعيالكبرى طفرة نوعية من التخطيط االستراتيجي إلى التدبير االستراتيجي التشارك

الحكومية المتعلقة بسياسة المدينة القائمة على مقاربة أفقية الهادفة إلى خلق انسجام بين مختلف التدخالت

القطاعية واستجابة لإلشكاالت التي تهم المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية بالمدينة والرغبة في

وبالتالي كان لزاما كما استهدف المشروع مع ضمان نمو 167ترو بوليةاالرتقاء بالمدينة إلى مصاف المدن المي

منسجم ومتناسق للمدن، وتحقيق تنمية مندمجة وشاملة للمدينة ، وذلك باألخذ بعين اعتبار العناصر

األساسية المهيكلة لمدينة كبرى من خالل االهتمام البيئة الحضرية )ضمان جودة الحياة(، والبيئة االجتماعية

الرياضة، -)تثمين الثروة البشرية(، وتنمية البيئة االقتصادية )تطوير مؤهالت وخبرات المدينة( البنية التحتية

واالهتمام بالتعليم والثقافة والتجهيزات االقتصادية واالجتماعية، إضافة إلى إعادة االهتمام بالبيئة الثقافية

ادية قيم االنفتاح ، ، إضافة إلى تطوير المؤهالت االقتص التي تسعى إلى االعتزاز بالهوية المغربية وترسيخ

، 168للمدينة دون إغفال البعدين الثقافي والديني واالعتناء بالبعد الديني مع تعزيز مناخها الروحي الصوفي

واالهتمام بالبيئة الحضرية وتطوير العبور الداخلي للمواطنين وإعادة تدبير المدينة وبالبيئة االقتصادية

(. وقد اهتم المشروع بستة مجاالتأساسية لتحقيق 45، ص 2169دوق الجهوي لالستثماربطنجة، )الصن

األهداف المتوخاة وذلك عبراالهتمام بالبيئة الحضرية وتطوير العبور الداخلي للمواطنين وإعادة تدبير المدينة،

أنشطة وإنشاء وتنشيط وخلقوتحسين ممتلكات المدينة ومواكبة الحركية االقتصادية وخلق مجالت ترفيهية،

(. إضافة إلى تقوية وتحديث 64ص: 2169ترفيهية )وزارة الداخلية، الصندوق الجهوي لإلستثماربطنجة،

.مدينة واحدة، إمنا هي جمموعة مدن املدن تكمل بعضها ن يف مدن جديدة مليونية. وهي ليست: جتمع السكاةامليرتو بولييقصد ابملدن -167

تعترب مدينة طنجة من أهم املراكز الروحية للتصوف، إذ تتمركز فيها عدة زوااي مثل الزاوية الكتانية والدرقاوية والبودشيشية.... -168


293

التجهيزات والبنية التحتية الصحية بالمدينة وإرساء هوية إضافية وقيم لفتح المدينة أمام العالم وتثمين

مليار درهم على الشكل التالي: 261يقارب تراثها.وتقدر حجم استثمارات الشطر األول ما

: حجم االستثمارات المرصودة في مشروع طنجة الكبرى حسب القطاعات بمليون درهم1الجدول رقم

الترتيب حسب نسبة القطاع النسية حجم االستثمارات بمليون درهم القطاع

13 11% 221 االقتصادي

16 14% 96 االجتماعي

14 7.67% 154.8 التربية والتكوين

12 29.76% 611 الرياضة

17 4.31% 87 الصحة

11 36.16% 727 الحضري

15 6.44% 131 الثقافي

111% 2015.8 المجموع

11، الورقة التقديمية الخاصة بالمستثمرين، ص:2117وزارة الداخلية، الصندوق الجهوي لإلستثماربطنجة،

( أن البرنامج تطلب استثمارات مهمة بلغت ملياري درهم. ويعتبر المجال 6يتبين من خالل الجدول رقم )

مليون درهم، والمجال الحضري الذي رصدت له ما 226االقتصادي الذي خصصت له استثمارات قدرت ب

درهم، من أهم مليون 111مليون درهم والقطاع الرياضي الذي رصدت له استثمارات قدرت ب 929يقارب

المجاالت التي رصد لها استثمارات ضخمة في برنامج طنجة الكبرى. أما الجهات الممولة فنجدوزارة الداخلية

والجماعة الحضرية لطنجة، ووزارة االقتصاد والمالية،تعتبر من أهم الشركاء الممولين في مشروع طنجة


294

مليار درهم. في 6,3ليار درهم، وجماعة طنجة م 6,2الكبرى. حيث بلغت مجموع مساهمات وزارة الداخلية

مليون درهم. 111حين بلغ مجموع مساهمات وزارة المالية ما يقارب

مجاالت التدخل في مشروع طنجة الكبرى: 2-3

اهتم مشروع طنجة الكبرى بعدة مجاالت كالمجال الحضري واالجتماعي والبيئي والرياضي، بهدف إعادة

نياتها األساسية االقتصادية والسوسيو ثقافية، وتسهيل ولوج الساكنة للتجهيزات تأهيل المدينة، وتقوية ب

والخدمات األساسية.

المجال الحضري: 1- 2-3

من مجموع %31.11مليون درهم( بنسبة 929يعتبر المجال الحضري من أهم المجاالت وأكثرها تكلفة )

المشاريع، وأطولها مدة من حيث اإلنجاز. وقد اهتم البرنامج في إطار تأهيل المجال الحضري، على إعادة

تأهيل الواجهة البحرية المطلة على الخليج وإعداد عدة أنفاق للتخفيف من االزدحام في حركة السر والجوالن

حضرية عتهيئة المجال الحضري االهتمام بالبيئة الخاصة في فترة الذروة اليومية والصيفية.كما تتضمن مشاري

وتطوير العبور للمواطنين وإعادة تدبير المدينة، وذلك من خالل االهتمام بثالث محاور أساسية وهي:

السير والجوالن عبر خلق منافذ للدخول إلى المدينة وتأهيل الشوارع الرئيسية من خالل توسيع ممراتها، -

عبر مطار ابن بطوطة والمنطقة الصناعية 12و 16ين الطريق الوطنية رقم وخلق محور دائري يربط ب

والمجمعات السكنية الكائنة 12عبر السوق الممتاز مرجان 61و 16مغوغة، وبين الطريق الوطنية رقم

21بحي طنجة البالية، وبالتالي يكون المحور الدائري قد تمكن من حل االزدحام والتقليل من مدة العبور ب

دقيقة تقريبا، والعبور نحو الميناء طنجة المتوسطي وتطوان دون االضطرار الختراق وسط المدينة المكتظ

خاصة محج محمد السادس وساحة الجامعة العربية،أو بعض مناطقها من خالل إنجاز منفذ جديد ومبدل

نجة وأحد ية الرابطة بين مدينة ططرق جديد نحو الطريق السيار،وتعزيز الشبكة الطرقية وتثنية الطرق اإلقليم

، وإحداث طرق دائرية منها ما 61الغربية وكزنايه وبين المدينة والميناء المتوسطي عبر الطريق الوطنية رقم


295

تربط الواجهة األطلسية بالواجهة المتوسطية ومنها تربط بين مقاطعتي مغوغة وبني مكادة وتهيئة الطرق

ة للسيارات في أسفل الساحات العمومية المشهورة مثل مرآب ساحة الداخلية، وإحداث مواقف تحت أرضي

األمم ومرآب مسجد محمد الخامس وعلى مرآب شاسع تحت أرضي على طول الكورنيش )اإلبراهيمي،

(.45،ص2161محمد،

تحسين المشهد الحضري: من خالل إعادة تأهيل الواجهة البحرية من خالل تأهيل الكورنيش البحري -

رنيش آخر بشاطئ أشفار، وتهيئة الشوارع وإعادة تهيئة الشوارع وإحداث الساحات والمناطق وإحداث كو

الخضراء وتحديث وتوسيع وتقوية شبكات اإلنارة العمومية. كما تم إعادة تأهيل بعض المعالم التاريخية داخل

ى برج العسكري المطل علالميناء كباب الديوانة وهي الباب الرئيس لولوج المدينة القديمة من البحر، وال

الميناء. مع فتح بعض األبواب التاريخية التي تشكل المدخل الجنوبي للمدينة القديمة. كما تم هدم كل األبنية

العشوائية بجوار سور المدينة الساحلي.

حماية البيئة:استهدف البرنامج حماية الساحل من التلوث، وإنجاز محطة لتصفية المياه العادمة وإعادة -

استعمالها ومعالجة التلوث بجميع المجاري المائية الرئيسية بالمدينة كواد مغوغة وواد اليهود وواد طنجة البالية

وواد السواني، والتي صارت مجاري صرف مياه شتوية، حيث تم ربط قنوات المياه الصرف الصحي بمحطة

ي وتقوية شبكة الماء والكهرباء خاصة ف المعالجة قرب ميناء الصيد البحري الجديد بشاطئ بوقنادل، وتجديد

األحياء العشوائية، وإنجاز المقبرة الجماعية، وإغالق المطرح البلدي للنفايات وإعادة تهيئة مطرح آخر في

المجال القروي قرب جماعة حجر النحل. لكن هدين المشروعين لم يتم إنجازهما لحد اآلن بسبب مشاكل

زع الملكية ومالية التي أبانت عن افتقار الجماعة للموارد المالية إلتمام مشاريع عقارية المرتبطة بتنفيذ عملية ن

البرنامج.

المجال االقتصادي والثقافي والديني: 2-3-2


296

اهتم المشروع بتوفير وعاء عقاري إلنشاء مناطق صناعية ستتمركز جنوب المبدل الطرقي الكائن بجماعة

السيار المؤدي إلى الميناء المتوسطي، وبالتالي تسهيل حركة كزنايه عند مدخل محطة األداء بالطريق

التموين والتبادل التجاري المتعلقة بهذه المناطق خارج المدينة وللتخفيف من ضغط السير في المبدل الطرقي

عند مركز جماعة كزنايهومدخل المدينة قرب مطار ابن بطوطة، وسوق مرجان الممتاز خاصة في فترة

إلى نقل األنشطة الصناعية التي تخلق الضجيج والتلوث.في هذا اإلطار تم نقل كل األنشطة الذروة. إضافة

الصناعية من المحور الصناعي موالي إسماعيل نحو المنطقة الصناعية والمنطقة الحرة باكزناية والمنطقة

انع زنايه ومصالصناعية بجماعة حجر النحل، حيث تم نقل مصنع معالجة الفلين من الجماعة الحضرية ك

النسيجتاريمكسوتيسماروسوالنج من الممر الصناعي الكائن بشارع موالي يوسف وشارع يوسف بن تاشفين

وكذلك مصنع المشروبات الغازية)تعبئة أطلس( من حي المجاهدين ومصنع الجعة )براسري المغرب( من

نطقة الصناعية كزنايه، وإعادة محج محمد السادس ومصنع األكياس من شارع موالي رشيد، وتوطينها في الم

من اجل Cafradتأهيل البناية التاريخية للمركز اإلفريقي للتكوين والبحث اإلداري والتنمية المعروف كافراد

إحداث مركز لدعم مقاوالت الشباب وإحداث أسواق القرب ومنها سوق القرب بأحياء على باي ودرادب وحي

جهت مشاريع أسواق القرب عراقيل بسبب عجز السلطات عن ضبط السالم المعروف بحومة الحداد. وقد وا

المستفيدين والمساومة والمحسوبية والتدخالت، مما أدى إلى ظهور أعراض من االحتقاناالجتماعي في

66االسواق مثألسواق بحي "أرض الدولة" وسوق القرب بحي "علي باي". وعلى المستوى الديني، تمبناء

تم إغالقها وترميم مسجدين تاريخيين فعملية البحثعنبدائاللمدن أو مساجد 14مسجد وإصالح

النوىالتابعةللتخفيفمنعبئالتكدسعلىمستوىمركزالجهةطنجة مقابل التوسع على مستوى السواحل والمنخفضات

بحوض طنجة الصغرى ال يجب عليه أن يخرج من دائرة تصور حجم اإلكراهات التي قد تسببها العاليات

لتخلص من األعباء المجالية، فرداءة البنية التحتية ألحياء التعمير العشوائي خارج سياق وثائق على مستوى ا

التهيئة، وهشاشة التربة تجعل من فترات وفرة المطر مناسبة للتخلص من كل ما هو قابل للنقل على حساب


297

لسنوات تج عن اإلهمالالمنخفضات.وعلى مستوى المجال الثقافي، فنظرا للخصاص الذي تعرفه المدينة النا

طويلة وسياسة التهميش التي مارستها الدولة منذ الثمانينات وفي هذ اإلطار تم بناء قصر للثقافة والفنون،

وقصر بيرديكاريس 169ومسرح ودار الثقافة وتهيئة مغارة هرقل وإعادة ترميم فيال هاريس بمنطقة ماال باطا

.170بغابة الرميالت التي تعتبر رئة طنجة

المجال االجتماعي )التعليم والصحة(: 2-3-3

اهتم المجال االجتماعي بإحداث المؤسسات التعليمية وتوسيعها، وتأهيل قطاع التعليم، وتقوية البنية المدرسية

وربطها بشبكة الماء والكهرباء، والرفع من العرض التربوي لالستجابة إلى الحاجيات المتزايدة للساكنة المحلية

مدرسة جديدة، 25عدد المهاجرين للعمل في المشاريع االقتصادية. وفي هذا الصدد تم إحداث مع ارتفاع

وإصالح وتأهيل جل المدارس األخرى، وتوسعة أربع مدارس، واستبدال المدارس ذات البناء المفكك بالصلب

اخل المدارس في مدرسة للتعليم األولي د 26حجرة. وعلى مستوى السلك االبتدائي تم إحداث 611لفائدة

االحياء الشعبية التي تعرف تزايدا مستمرا للمهاجرين. كما تم ربط جميع المؤسسات التعليمية بشبكة الماء

الشروب والكهرباء.

مراكز صحية 13المستوى الصحي، فقد تم إعادة تأهيل المستشفى الجهوي محمد الخامس، وبناء أما على

أحياء بن كيران وطنجة البالية وبني مكادة والحي الحسني. كما وتأهيل ستة مراكز أخرى بأحياء تهم

استهدف البرنامج بناء وتجهيز مركز اإلغاثة الطبية المستعجلة، ومركز صحي متعدد االختصاصات، ومعهد

مراكز 61وحدة اجتماعية منها 611للتكوين في مهن التمريض. وعلى المستوى السوسيو صحي، تم إحداث

في واملخرب الربيطاين والرت هاريس وقد مت تفويتها بعد االستقالل لنادي البحر األبيض املتوسط مث مت هدمها يف السنوات قيال تعود ملكيتها للصح-169

األخرية إلجناز منطقة خضراء مما نتج ردود افعال من طرف الفعاليات اجلمعوية نظرا للقيمة التارخيية للموقع.

حيث تعرض للسطو من طرف 26غرس فيه عدة أنواع نباتية حملية ومستوردة، يعود اترخيه إىل القرن قصر للمهندس الفرنسي بريديكاريس الذي - 170 .داتاالباشا التهامي الكالوي مث عاد ضمن األمالك الرتاثية احمللية لطنجة ويقه القصر يف غابة الرميالت وقد تعرضت عملية ترميمه لعدة انتق


298

تقوية كفاءات النساء، ومراكز للمعاقين ومراكز الستقبال األطفال التوحديين ومراكز تكوين في خدمة الشباب

وتنشيط االعمال الجمعوية.

المجال الرياضي: 2-3-4

يعتبر المجال الرياضي من المجاالت التي عانت منذ سنوات من التهميش، حيث لم تكن المدينة تتوفر سوى

باألحياء وإجراء مقابالت بطولة الهواة. وفي إطار مشروع طنجة الكبرى، تم على ملعب بلدي، وملعب خاص

مليون درهم. وتتكون من مالعب للتدريب ولكرة 111إنشاء قرية رياضية بجوار الملعب الكبير بمبلغ يناهز

القدم والكرة المستطيلة وصاالت رياضية ومسبح مفتوح حديقة عمومية وفنادق ومصحة رياضية ومركز

ري وثانوية رياضية وإقامة رياضية وصالة لكرة القدم المصغرة ومرآب،ومنصة أللعاب القوى)الصندوق تجا

إضافة إلى إحداث مالعب القرب في األحياء (.41 ، الورقة التقديمية، ص:2169الجهوي لإلستثماربطنجة،

واهب ة إلبراز المالشعبية لتنظيم دوريات رياضية بها. وقد شكلت هذه المالعب مجاالت سوسيو رياضي

الرياضية، وتصريف االنفعاالت الداخلية، وتنشيط المجال الرياضي الهش.


299

مشاريع برنامج طنجة الكبرى للتجديد الحضري

مشروع نفق بساحة الجامعة العربية -ب مشروع إعادة توظيف ميناء طنجة المدينة -أ

مشروع تهيئة الواجهة البحرية المتوسطية -ح مشروع المحطة الطرقية الجديدة -ج

.16-11، الورقة التقديمية الخاصة بالمستثمرين، ص2169وزارة الداخلية، الصندوق الجهوي لالستثمار بطنجة،المصدر:

تبين الصور األربعة مشاريع تهيئة الحضرية المندرجة في إطار برنامج طنجة الكبرى. الصورة األولى

فتجسد مشروع إعادة توظيف منطقة ميناء طنجة المدينة، بهدف تعزيز انفتاح ميناء طنجة المدينة


300

فيهية. أماعلى محيطه االجتماعي والعمراني، وتوحيد الميناء بالمدينة، وخلق مجاالت سياحية وتر

الصورة الثانية فتشير إلى مشاريع معالجة السير والجوالن بمدينة طنجة، عبر خلق منافذ وأنفاق

للدخول إلى المدينة لمعالجة إشكالية العبور والجوالن في فترة الذروة. أما الصورة الثالثة فتشير إلى

تقطاب األنشطة العقارية مشروع المحطة الطرقية الجديدة التي أنجزت على هوامش المدينة الس

واالقتصادية خارج المركز العصري للمدينة. في حين تبين الصورة الرابعة مشروع تهيئة الواجهة البحرية

للمدينة لجلب استثمارات سياحية.

:ةخالص

يعتبر مشروع طنجة الكبرى أكبر برنامج للتهيئة الحضرية بالمغرب، وصيرورة تاريخية لتطور مسار التهيئة

مرانية بالمغرب من مرحلة التخطيط االستراتيجي إلى مرحلة التدبير التشاركي، واالنتقال من المقاربة الع

األمنية لتدبير المجال، إلى المقاربة التشاركية لتنمية المجال من خالل إشراك جميع الفاعلين في التراب،

هوم لة الحق والقانون، وتكريس المفونهج حكامة ترابية ترتكز على ربط المحاسبة بالمسؤولية، في إطار دو

الجديد للسلطة.

كما يشكل مشروعا متكامال ونموذجا حديثا للتدبير الحضري وفق رؤية مندمجة ومتوازنة ترتكز على مقاربة

افقية من خالل إشراك كل الفاعلين في المجال الحضري وفق مقاربة إلتقائية تشاركية، ساهمت في تفعيلها

المساهمين. كما اهتم المشروع عدة مؤسسات عمومية مثل وزارة الداخلية والجماعة الحضرية لطنجة كأكبر

بتهيئة المدينة لمعالجة اإلشكاليات الحضرية خاصة انتشار ظاهرةالتعمير االرتدادي التي غيرت من معالم

المدينة والحد من انتشار األحياء الهامشية. كما استهدف البرنامج مواكبة التحوالت الناتجة عن إنجاز

ائي طنجة المتوسطي، يعتبر مشروع طنجة الكيرى أكبر مشروع المشاريع االقتصادية خاصة المركب المين

تجديد حضري على المستوى الوطني ، إذ يشكل مشروعا متكامال ونموذجا حديثا للتدبير الحضري وفق رؤية

مندمجة ومتوازنة ترتكز على مقاربة افقية من خالل إشراك كل الفاعلين في المجال الحضري وفق مقاربة


301

ة ساهمت في تفعيلها عدة مؤسسات عمومية مثل وزارة الداخلية والجماعة الحضرية لطنجة إلتقائية تشاركي

مكن البرنامج كما ت .وإحياء بيئة حضارية ترتقي بنوعية الحياة وتسريع النمو االقتصادي ،كأكبر المساهمين

وواد اليهود التي من حل مشكل التلوث التي تعاني منها المحاور المائية خاضه واد مغوغة وواد السواني

تحولت إلى مجاري مائية شتوية، كما ساهمت القناطر المنجزة على طول المحاور الطرقية الرئيسة في

التخفيف من حدة الضغط وتحسين الواجهة البحرية، التي برزت من خالل كورنيش المدينة الفسيح. كما أعاد

يئي واالجتماعي والرياضي. كما استهدف تقوية البرنامج االهتمام بعدة مجاالتكالمجال الحضريوالمجال الب

البنيات التحتية والمرافق األساسية وتعزيز التجهيزات السوسيو ثقافية بالمدينة كقطب حضري جهوي، وذلك

من خالإلحداث المؤسسات التعليمية وتوسيعهاوتأهيل قطاع التعليم، وتقوية البنية المدرسية وربطها بشبكة

ع من العرض التربوي لالستجابة إلى الحاجيات المتزايدة للساكنة المحلية مع ارتفاع عدد الماء والكهرباء والرف

المهاجرين للعمل في المشاريع االقتصادية.لكن البرنامج رغم أهميته المعمارية، والسوسيو اقتصادية، لكن

مقابل ذلك عرف المشروع عدة تجاوزات بسبب السرعة في تنزيل مضامين المشروع:

ترام المسطرة القانونية لتفعيل نزع الملكية وذلك عبر االستيالء على عقارات خاصة في غياب عدم اح -

أصحابها.

عجز الجماعة الحضرية لطنجة في تغطية مشاريع طنجة الكبرى وهذا ما صرح به رئيس غرفة التجارة -

بمدينة طنجة. 2168والصناعة في ندوة نظمتها جمعية منتدى في نونبر

لجماعات الفقيرة بتسديد تعويضات ألصحاب العقارات المنزوعة، رغم أن الجماعة غير إجبار بعض ا -

.171مشاركة في المشروع وتعاني من فقر في ماليتها

ف اجلماعة الفقرية مبلغ قدر مبليارين ونصف كتعويض للمتضررين أصحاب كل ،مرتا 451على طول 262جزءا من الطريق الدائري رقم إن -171

لصاحل املتضررين 2129-21-22الذي حكم بتاريخ 2124/222/948العقارات، وذلك من خالل تنفيذ قرار احملكمة اإلدارية ابلرابط يف ملف رقم


302

عدم منح المصالح الخارجية للوزاراتحق التدبير الفعلي بسبب غياب تفعيل الالتمركز اإلداري واستمرار -

الوصاية على المشروع

بالقرار المحلي الذي يجب أن يصدر عن المجالس المحلية المنتخبة التي لم تساهم في انفراد السلطة المحلية -

صيغة المشروع بمقاربة تشاركية.

واجهت مشاريع أسواق القرب عراقيل بسبب عجز السلطات عن ضبط المستفيدين وانتشار اللوبي العقاري -

الحتقاناالجتماعيمثل سوق بني مكادة والمساومة والمحسوبية والتدخالت مما أدى إلى ظهور أعراض من ا

بحي أرض الدولة وسوق القرب بحي على باي.

عدم مراعاة المعطيات السوسيو اقتصادية لمدينة طنجة في وثائق التعمير أثناء إنجاز مشروع طنجة الكبرى. -

لكبرى ة اعدم احترام الفاعلين المحليين لدفاتر التحمالت إلنجاز المشاريع المبرمجةفي إطار مشروع طنج -

خاصة الشركة المكلفة بتدبير الماء والكهرباء.

عدم إشراك المجتمع المدني في إعداد المشروع وعلى األقل االطالع على المخطط الجماعي للتنمية -

غياب التنسيق بين المصالح الخارجية للوزارات، مما نتج عنه غياب انسجام بين السياسات القطاعية -

المحلية.

ع المندرجة ضمن برنامج طنجة الكبرى كالمقبرة الجماعية، ومشروع المحجز البلدي، توقف بعض المشاري -

مليون درهم بسبب عدم توفر الموارد المالية الكافية، ووجود اختالالت وتعقد 33الذي بلغت تكلفته مايقارب

المساطر اإلدارية، وتراكم الديون، وسوء التدبير.

، 392176ية نزع الملكية)الرمشي، )المختار(، جريدة الصباح، العددتعقد المسطرة العقارية بعد تفعيل عمل -

2167-3-61التاريخ:

المراجع المعتمدة:

، دار صادر، بيروت.2113، طبعة 65ابن منظور محمد بن مكرم المصري،"لسان العرب"، الجزء .6


303

.("، 2166ل دستور(،"تأمالت حول الحكامة والتنمية الترابية بالمغرب )في أفق تفعي2165إدريس جردان) .2

الطبعة األولى.

(،"تقدم أشغال برنامج طنجة الكبرى والطرق بالوسط القروي"، عرض قدم أثناء 2161اإلبراهيمي محمد ) .3

.13، المحضر عدد 2161مارس 13مداوالت مجلس عمالة طنجة أصيلة. الدورة االستثنائية بتاريخ

المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، األردن.(، "علم االجتماع الحضري"، دار 2117الجوهري هناء) .4

(،"المخطط الجماعي للتنمية والتدبير االستراتيجي للتراب"، بحث لنيل شهادة 2165الرمحاني حفصة) .5

الدكتوراه في القانون العام. كلية العلوم القانونية واالقتصاديةواالجتماعيةبطنجة. جامعة عبد المالك السعدي.

(،"الترسانة القانونية المنظمة للنقل البحري بين واقع القطاع ورهانات االستراتيجية 2169الزكري نعيمة) .1

الللوجيستكية الوطنية"، بحث لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام، كلية العلوم القانونية

واالقتصاديةواالجتماعيةبطنجة، جامعة عبد المالك السعدي.

والتدبير العمراني، أي تقييم لحالة مدينة مراكش"، كتاب جماعي، التنمية (،"آليات التخطيط 2169الكرسسعيد) .9

مؤسسة آفاق للدراسات والنشر واالتصال، مراكش، 6الترابية والحكامة المنتظرة، سلسلة دراسات تنموية رقم


ي ية"، رسالة السلك العال(، "التخطيط للتنمية اإلدارية وضروراته للبلدان النام6789المشري، علي العربي، ) .8

للمدرسة الوطنية لإلدارة، الرباط

(، "واقع 6777المملكة المغربية، وزارة إعداد التراب الوطني والبيئة والتعمير، مديرية اعداد التراب الوطني، ) .7

الحال"، منشورات عكاظ، الرباط.

، ار وليلي للطباعة والنشرأي تدبير للتنمية الحضرية"، د :(، "المدينة بالمغرب2115بنمير المهدي) .61

مراكش، المغرب.


304

(،"الجبال المغربية أي تهيئة"، اطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في الجغرافية. 2119بوجروفالسعيد) .66

كلية اآلداب. جامعة القاضي عياض.مراكش.

(،"حكامة المدن بالمغرب أي دور لرؤساء الجماعات الحضرية، الجماعات 2114تيشيت الشريف) .62

السنة 49-41رابية والالمركزية من إدارة التراب إلى حكامة المدن والجهات"، مجلة مسالك العدد مزدوج الت

مطبعة النجاح الجديدة، المغرب. 63

.2167-3-61، التاريخ: 392176جريدة الصباح، العدد .63

.2168-2-26، السنة 382682جريدة هيسبريس االلكترونية، العدد .64

ات الالمركزية المغربية بين واقع التبعية ومتطلبات الحكامة المحلية"، (، "تطور 2118جفري سعيد ) .65

.2118أبريل -، مارس77-87دفاتر سياسية، العدد

(،"المدن الكبرى المغربية: إثبات الذات وتناقض الوجدان، مقتطف من النظم 6775جمادي قاسم) .61

يناير 28و 29لجغرافي المدن يومي الحضرية وإنتاج المجال المديني بالمغرب"، الملتقى الثاني الوطني

، كلية اآلداب، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء.6775

(،"التدبير الترابي بالمغرب، واقع الحال ومطلب التنمية"، دار الرشاد، سطات، 2117خلوق جمال) .69


تنفيذ القانون ب 6752يوليوز 31ه الموافق ل 6396ذي القعدة سنة 21ظهير شريف مؤرخ في .68

6332جمادى األولى 29بتاريخ 56المتعلق بتصاميم التهيئة وتوسيع المدن، منشور بالجريدة الرسمية عدد

.6764أبريل 24الموافق ل

(، "إعداد التراب الوطني ورهانات التنمية الجهوية"، منشورات عكاظ، الرباط، 2112لبكر رشيد ) .67

المغرب.

الجغرافي من منظور جغرافي"، دارالحامدللنشروالتوزيع،األردن.(،" التخطيط 2111مؤمن ديب ) .21


305

، الورقة التقديمية الخاصة بالمستثمرين.2169وزارة الداخلية، الصندوق الجهوي لالستثمار بطنجة، .26

22. Whipple,Stephan,(2016),"La réémergence d'un carrefour interrégionale

Tanger et ses infrastructures dans les réseaux transnationaux de commerce et de

transport". D’après Konrad Adenauer stilton, (2016), focus sur Tanger là OU

l’Afrique et l’Europe se rencontre

23. Agence Urbaine Tanger, 1998, "Plan D'aménagement de la Commune

Urbaine de Tanger, Problèmes Evoques par le SDAU 1988", Cabinet Bagdouri.

Tanger, Maroc

24. MERLIN, Pierre, et CHOAY (François), 2000, "Dictionnaire de l’urbanisme

et de l’aménagement", Presses universitaires de France, Paris

25. Senhaji ,Abdelaziz, (1987),"Essai sur la notion de propriété et la théorie de

l’expropriation pour cause d’utilité publique en droit marocain", Thèse pour le

Doctorat en droit, université de Paris-Sud XI, faculté de droit Sceaux, 1987.

26. zecchelli, Alberto, (1983), "Introduction à l’urbanisme opérationnel et la

composition urbaine", volume : 3, opus, Alger


306

Fonctionnement et clés d’aménagement d’une configuration spatiale intermédiaire : l’espace inter Sahel tunisien et Région sfaxienne

(Tunisie orientale)

Functioning and keys to planning an intermediate spatial configuration : the space between Tunisian Sahel and Sfax region (eastern Tunisia)

Salem CHRIHA, Maitre-assistant

Département de Géographie. Université Sfax, Tunisie

Résumé

L’évolution de la réflexion géographique en particulier en matière territoriale au

cours des trois dernières décennies a fait montrer qu’en dehors des structures

territoriales vraiment alignées sur une logique centre-périphérie, d’autres

configurations peuvent aussi être distinguées. Nous pensons en particulier à celle

des espaces intermédiaires.

L’intérêt porté à cette configuration est encore dans ses débuts. Et certaines

questions font toujours objet de débat que ce soit en termes d’identification et de

délimitation ou en termes de fonctionnement et d’aménagement.

A partir du cas de l’espace inter Sahel tunisien et Région sfaxienne en Tunisie

orientale, ce travail tend à identifier cette catégorie d’espace, étudier ses principaux

traits de fonctionnement et de dynamique surtout par rapport aux espaces encadrants

et référentiels, et tenter enfin de présenter certaines recommandations en matière

d’aménagement.

Mots clés : espace intermédiaire - espaces référentiels - rapports - acteurs -

aménagement

Abstract

The submission of the word to the single model of reflection "the centre/periphery

model" may mask other space configurations as the intermediate spaces. The study

of this kind of space leaves ask more than one question whether at the level of the

definition and delimitation or the level of dynamics and relations with supervisors


307

and referential spaces. Based on the example of the the space between tunisian Sahel

and Sfax region in Eastern Tunisia, this work tends to focus on this category of

space, trying to study the main features, unveiled the major problems of

development and to present some key planning.

Key words: intermediate space - referential spaces - reports - actors - development

– planning

INTRODUCTION

Au cours du XXème siècle le modèle centre / périphérie a été fortement sollicité

par le champ disciplinaire des sciences économiques et sociales. En géographie,

l’application rigide et ferme de ce modèle a suscité diverses critiques qui voulaient

le réhabiliter. L’une des critiques les plus sévères c’est sa sous-estimation d’une

catégorie d’espace dite « espace intermédiaire »qui fera l’objet de notre présente

étude.

En Tunisie, plusieurs études en géographie physique et humaine ont effectivement

souligné la présence d’un tel type de concept sans qu’il y constitue (du moins

jusqu’au milieu des années 90) une thématique de recherche qui puisse être

bénéfique pour la géographie.

A partir du cas du sahel méridional en Tunisie orientale, ce travail se donne trois

objectifs : d’abord, nous essayerons de retracer l’évolution de la réflexion

géographique eu égard à la terminologie d’espace intermédiaire et remédier par

là à un manque de visibilité au niveau du concept. Ensuite, nous tenterons de

comprendre les mécanismes de fonctionnement et d’interaction de cet espace en

tenant compte de sa position par rapport aux principaux espaces encadrants. Nous

proposerons enfin quelques recommandations en matière d’aménagement afin de

faire face aux principaux défis de développement.


308

I- l’intermédiarité spatiale, parcours de conceptualisation

1- Genèse de la notion

L’application ferme du modèle centre-périphérie172, qui a fort marqué au cours de

la deuxième moitié du XXème siècle, a en quelque sorte gêné toute réflexion en

d’autres formes et configurations au sein de l’espace (Merle A, 2011). Toutefois,

dés qu’on a tenté de repenser ce modèle (Bavoux JJ, 1990), l’intermédiarité

spatiale entant que notion nouvelle commence à marquer différentes études

géographiques173. Elle commence aussi à être envisagée comme clé de lecture,

permettant alors de poser les bases d’une possible conceptualisation du terme

(Merle A, 2011).

Effectivement, au début des années 1990, Bavoux signalait la présence d’une telle

configuration spatiale « ne serait-il pas souhaitable et justifié, d’individualiser des

espaces intermédiaires ? » (Bavoux JJ, 1993). Depuis, les écrits sur la thématique

se multiplient et se diversifient. Citons par exemple, ceux de Bavoux JJ (dir) en

1994 ; Boréandi E. 1999 ; Vanier M. 2000 ; Bonnin PH 2003 ; Bonerandi E. et

Landel P.A. en 2006 ; Bonerandi et H. Roth 2007 ; Merle A en 2011 et 2012 ; C.

Benigni 2014 et bien d’autres.

Toutefois, en se référant à la littérature géographique portant sur l’espace

maghrébin en particulier tunisien, on constate qu’on a à peine évoqué la question

de l’intermédiarité spatiale. En effet, la seule occasion où fut discuté un tel

« un système dans lequel un noyau donne des impulsions, draine des richesses écrit le monde commed Ce modèle 172

des périphéries qu’il capitalise à son profit, exerce une surveillance politique et économique sur les auréoles » (Brunet,

Dollfus1990). Et « exprime l’idée d’un gradient de décroissance progressive de la concentration, du pouvoir, de la

puissance et de la richesse, du centre vers les périphéries

173 La réflexion géographique sur les espaces intermédiaires émerge ainsi depuis quelques années mettant

sur le devant de la scène « une réalité géographique de plus en plus importante et prégnante » (Emsellem K (2006), citée par Boreandi et Roth 2007)


309

concept, c’était à la fin des années 1990 à Sfax174 en particulier lors du deuxième

colloque de géographie dont la problématique était les espaces intermédiaires.

Plusieurs questions ont été soulevées portant sur la terminologie, la spatialisation,

la délimitation, du fonctionnement et de la dynamique des espaces intermédiaires.

2- Vers une conceptualisation

La notion d’« espace intermédiaire » est très emblématique. C’est un concept

fluctuant et insaisissable. Toutefois les tentatives des géographes pour le cantonner

sont audacieuses.

*D’abord, c’est une notion floue :

Comme on vient de le signaler, « l’intermédiarité spatiale » en tant qu’usage

terminologique n’est pas étrange et il se généralise de plus en plus. Toutefois,

c’est un terme qui demeure ambigu et « autant le terme est utilisé, autant sa

signification est floue dans la plupart des écrits et quelque soit l’échelle

considérée » (Belhedi A, 1998). Pour certains, cette ambigüité provient de la

nature même des espaces intermédiaires « c’est par nature, [que] l’intermédiaire

manque de visibilité » (Bonérandi E, Roth H, 2007).

*Ensuite, c’est une forme hybride :

Emsellem (2006) certifie que « ces espaces d’« entre-deux » fondés sur les

échanges et les médiations, se nourrissant de plusieurs apports, … [sont] par

conséquent riches, complexes, dynamiques et hybrides175 ».

De leur coté, E. Bonérandi et H. Roth insistent sur le fait que l’espace

intermédiaire ne peut être qu’ « un espace mixte, hybride » puisque « les

différences de potentiels induisent des flux (de passage, de circulation,

Les actes de ce colloque n’ont . 4 mars 1998-II Colloque de Géographie, 2FLSH, département de géographie, In -174

pas été publiés et rien n’en a été documenté

éographie », A. Merle in « De l'inclassable à « l'espèce d'espace » : l'intermédiarité et ses enjeux en gCité par 175

L'Information géographique 2011/2 (Vol. 75), p. 88-98


310

d’échanges), lesquels participent à l’hybridation des espaces intermédiaires »

(Bonérandi E , Roth H, 2007).

*Puis, c’est un espace de passage :

Selon E. Bonérandi & H. Roth c’est plutôt « un espace de passage obligé176 », une

expression qui a été utilisée autrefois par Jean-Jacques Bavoux dans son étude sur

la Bourgogne177 pour désigner des espaces non périphériques stricto sensu, mais

situés entre deux ou plusieurs centres et, de ce fait, constituent des espaces de

passage obligé des flux qui relient ces centres.

* C’est aussi un espace encadré d’espaces typés

En effet, « Est intermédiaire » tout ce « qui est entre deux choses ou deux états, qui

occupe une position moyenne ». Selon cette définition à caractère générique178, un

espace n’est intermédiaire que lorsqu’il il est encadré par au moins deux espaces

polarisants (Belhedi A, 1998 ; Bonerandi E et Roth H, 2007 ; A. Merle 2011 ) .

Ces espaces « fortement typés » ou « extrêmes » sont à l’origine des principaux

caractères et transformations des espaces intermédiaires comme l’hybridation, la

mixité et la confrontation.

Enfin c’est un espace conflictuel

Ce type d’espace vu son caractère relationnnel « n'échappe pas [donc] à sa

fonction d'espace de conflit où coexiste un double front mouvant qui se rétrécit ou

s'étend selon la dynamique des fronts et les forces en présence.... » (Belhedi A,

delà de la banalité des espaces -ros : auéh-our une géographie des espaces antiP : E. Bonérandi & H. Roth 176

intermédiaires, 2007.

177 « les espaces intermédiaires se sont des « espaces non périphériques (…)situés entre deux centres (ou plus)et donc

territoires de passage obligé des flux généralement intenses qui les relient ».In Bavoux J-J, 1993

In le Petit Larousse, 2004 178


311

1998). Cette dynamique conflictuelle explique en partie l’aspect d’hybridation des

espaces intermédiaires déjà cité (Merle A, 2011).

Si ces divers aspects pourraient enfin être considérés comme les principaux

fondements pour définir un espace intermédiaire, on peut alors s’interroger si

l’espace dit « Sahel méridional179 », qui interpose le « Vrai Sahel180 » et Sfax et sa

banlieue en Tunisie orientale, pourrait en faire l’exemple ? Ou s’agit-il tout

simplement d’un espace où l’intermédiarité apparait dans son aspect le plus

simple et préliminaire qu’est la transition et le passage ?

II-le sahel méridional, identification, positionnement et structure

administrative

1- Terminologie et positionnement géographique d’« entre deux »

« Le sahel méridional » est une appellation qui s’est apparue dans l’étude de J

Despois (1955) pour distinguer la partie sud du sahel tunisien entant qu’unité

géographique plus ou moins distincte. En effet, dans son étude sahel et basses

steppes, Despois distinguait entre un Sahel véridique qui renferme essentiellement

l’arrière-pays des vieilles cités de Sousse, de Monastir et de Mahdia181 et un sahel

annexe dit « sahel méridional dégradé » s’étendant au sud jusqu'à la banlieue

sfaxienne (Fig.1). Toutefois, malgré le rattachement géo-historique et la continuité

entre les deux parties, les habitants du sahel méridional ne se sont pas considérés

comme sahéliens. Ils n’ont jamais été identifiés ainsi malgré les similitudes que

représente leur territoire avec le sahel véridique182.

Appellation utilisée pour la première fois par J Despois in Tunisie orientale, Sahel et Basse steppe, 1955. Un peu 179

plus tard, M Jedidi l’a réutilisée mais sans aucune délimitation géographique (Jedidi 1986, T1 p.331)

Ibid 180

pays des vieilles cités de sousse, de monastir et de mahdia. Au nord, sidi -nt l’arrièreLe sahel est essentielleme « 181

bou ali et hergla en sont les avant-gardes : leurs habitants se disent sahéliens et sont considérés comme

tels …….Rejiche et ksour-Essaf sont encore sahéliens bien qu’ils ne se considèrent plus comme en plein sahel»

(Despois, 1955 p 288)

Djem dont les maisons se tapissent, beaucoup plus au sud, au pied du splendide amphithéatre, n’est -Cependant El « 182

plus considéré comme sahélien bien qu’il en présente plus d’un caractère. De même la Chebba, Djebéniana, la Khriba


312

Fig.1 : Positionnement du sahel méridional par rapport au sahel véridique et

Sfax et sa banlieue

2- D’une unité administrative « distincte » à un espace totalement fragmenté

En effet, au moment du protectorat français en particulier en 1925, le sahel

méridional fut doté par une circonscription de caïdat. L’agglomération de

Jebéniana était son chef lieu d’ou donc sa nomination de« caïdat de Jebéniana »

qui fait partie du contrôle civil de Sfax. Ce caïdat interposait ceux de Mahdia au

nord et de Sfax au sud. Il couvrait la presque totalité du sahel méridional et

confirmait sa distinction et son identification par rapport aux espaces environnants.

(El Amra), la Louza et Hazeg, îlots témoins d’un ancien sahel méridional, isolés et presque submergés par le pays nomade et dont les vieux oliviers seront bientôt noyés par la marée montante des jeunes olivettes sfaxiennes… »

(Despois, 1955 p 288)


313

Fig.2 : Configuration du Sahel méridional et espaces environnants dans le découpage du

territoire national en caïdats à la veille de 1956

Toutefois, au lendemain de l’indépendance, le sahel méridional en particulier le

caïdat de Jebéniana fut aboli et depuis, il faisait l’objet d’u processus continu de

fragmentation et de dislocation (Fig.3). Les seuls soucis en étaient de confirmer

l’hégémonie économique de Sfax par une tutelle administrative par sa promotion

en chef lieu de gouvernorat (depuis 1956) et la création par une volonté politique

d’un nouveau chef-lieu de gouvernorat (Mahdia) attribué aux habitants sud du

sahel véridique, les Mahdois.

Fig. 3 : Processus de fragmentation du caïdat de Jebeniana


314

Le sahel méridional serait par conséquent partagé en deux rubans périphériques :

un ruban nord dépend de Mahdia et orienté (du moins théoriquement) vers le

Sahel véridique. Un ruban sud qui dépend de Sfax et apte à subir les répercussions

de l’empiètement et l’hégémonie des Sfaxiens (carte 4).

Ainsi, le sahel méridional fut soumis à la logique de « centre-périphérie » sans

tenir compte de ses particularités d’interposition183 , d’hybridation, de relais et

autres.

Fig. 4 : L’actuelle configuration administrative du sahel méridional

DGAT/Shéma Directeur » la zone médiane entre Sfax et Mahdia ou comme fut appelée par le SDARE (2010), « 183

d’Aménagement de la Région Economique du Centre-Est/ Phase 2- Etape2, 2010. p 28


315

III-Le sahel méridional, cible de conflits et de subordination

1- Des aspects d’hybridation ?

Le processus de subdivision administrative dont le sahel méridional fut l’objet

laisse penser à ce que des situations et/ou des formes d’hybridation peuvent s’y

produire. L’étude du paysage est capitale pour dévoiler de telles situations

d’hybridation des espaces intermédiaires même si cette tâche n’est pas toujours

facile à réaliser vue la complication de tout phénomène d’hybridation184.

L’un des aspects d’hybridation se manifeste dans la remarquable interpénétration

des deux forêts d’oliveraie sahélienne et sfaxienne qui couvrent presque la totalité

de la surface du sahel méridional « avec une densité qui interpose celle de la forêt

sfaxienne et celle de la forêt sahélienne » (Sethom H, Kassab A, 1981). En effet, il

est assez aisé à tous les usagers de la route régionale RR82 d’identifier la belle

jonction des deux olivettes, surtout au niveau du tronçon Jebéniana-Melloulech-la

184 Le terme "hybride" exprime bien la coexistence de deux (ou plusieurs) formes typiques dont on ne

comprend ni l'agencement, ni la logique des combinaisons. On trouve cela dans les formes de l'habitat, les

comportements, les mentalités, les formes spatiales, les stratégies, les statuts et les rôles... (Belhedi A, 1998).


316

Chebba. Par sa situation d’interposition notre espace était donc un champ-front

pour deux modes d’arboriculture qui, malgré la longue durée qui les sépare, se sont

juxtaposés pour donner à notre espace un aspect d’hybridation et de mixité.

Toutefois, à l’intérieur de cette forêt mixte et hybride, c’est le mode de peuplement

à la sahélienne qui l’emporte (Jedidi M, 1975).

Ce mode de peuplement qui caractérisait au moment du protectorat la bande

côtière du sahel méridional185, se généralise aujourd’hui exprimant une nette

transition du rural vers l’urbain. C’est vrai que la proportion de la population rurale

demeure dominante, mais ça n’empêche que le taux d’urbanisation évolue,

passant de 24% en 1984 à 29.5%186 et d’un effectif de d’une population

communale de 40633 habitants à 72430 habitants pour la même période187.

Egalement, le peuplement rural dispersé est en nette régression. Et la tendance

vers le regroupement et la concentration est aujourd’hui un aspect saillant du

peuplement rural au sahel méridional.

L’émergence de ces regroupements villageois est due d’abord à une volonté de

l’Etat, l’évolution du réseau routier188 (l’axe routier principal ElHencha-ElJem, les

Au moment de l’établissement du Protectorat français, les beldan, qui étaient, avec Sfax, gouvernés à part des « 185

nomades, étaient la Chebba, Melloulèche, Djebeniana, Hazeg, la Louza, la Khriba. Les six agglomérations situées au

Nord de Sfax, à proximité de la mer, dans le pays des Metheliths, étaient les misérables survivantes d’un Sahel

méridional…Ces villages participent de l’habitat comme de l’économie du Sahel. Leurs habitants sont des villageois,

» s villages sont agglomérés. Les maisons sont du type sahélien mais d’une espèce médiocre et sans voûteet le

. (Despois J, 1955)

186 Contre 64.9% à l’échelle nationale, 63.7% pour le gouvernorat de Sfax et 44.4% pour celui de Mahdia.

INS, RGPH 2014

1984 et 2014INS, RGPH 187

188 « C’est également le cas en Tunisie, où les campagnes s’urbanisent du fait de leur proximité des villes,

du développement des axes routiers et du transport rural ». Pintus Florence, 2009.


317

axes secondaires internes …), et de l’attitude de la population rurale elle-même

dont surtout les émigrés de certains villages d’y résider et investir que de se

diriger vers d’autres lieux plus dynamiques au sahel véridique ou au grand Sfax.

Au sahel méridional, l’essor du phénomène villageois -qui est historiquement une

caractéristique du sahel véridique- le laisse sur le plan urbain en situation de

transition par rapport aux grands pôles avoisinants actuellement très urbanisés et

à leurs arrière-pays au taux de dispersion de la population rurale encore élevé

(INS, 2014).

Fig. 5: exemples de regroupements villageois structurant le sahel méridional

Au sahel méridional, l’essor du phénomène villageois -qui est historiquement une

caractéristique du sahel véridique- le laisse sur le plan urbain en situation de

transition par rapport aux grands pôles avoisinants actuellement très urbanisés et

à leurs arrière-pays au taux de dispersion de la population rurale encore élevé

(INS, 2014).

Par ailleurs, en dépit des grandes transformations qui le marquaient, en particulier

la prolifération de l’habitat de type villa, il conserve encore le(s) "houch(s)", qui

constituait l’un des principaux traits de peuplement au Sahel véridique.


318

Tab.1 : Place de l’habitat de type houch selon les délégations au sahel méridional

Houch/Dar

arbi/ Borj

Villa / Duplex

2014 2014

ElAmra 21.6 67

Jebeniana 40.8 48

El Hencha 30.9 61.6

Melloulech 47.4 44.9

Chebba 22.4 40.7

S. Alouane 61.8 30.9

Eljem 60.7 21.9

Grand

Sfax 189

4 à 8 24 à 76

Mahdia 27 20.2

Source : INS RGP 2014

En somme, le sahel méridional reflète un paysage à caractère hybride où se mêlent

des traits sahélo-sfaxiens. Ceci fait qu’on est devant un espace propice à des

rapports concurrentiels voire conflictuels en particulier sur le plan économique.

2- le sahel méridional un espace conflictuel ?

L’aspect antinomique reflète en fait une certaine concurrence ou un conflit

d’intérêts entre les deux espaces-typés. Et vue sa situation d’interposition le sahel

méridional en est l’espace visé. C’est l’espace où se concrétisent certaines formes

de conflit d’intérêts entre les deux. Les domaines foncier, agricole et commercial

(en 2014) ; Tina 4.9% ; Sfax sud 8% ; Sakiet Eddaier 5.7% 7%; Sakiet Ezzit ; Sfax ouest 4% Sfax ville 6.9% 189


319

sont les principaux domaines qui faisaient du sahel méridional un espace

conflictuel entre le front sahélien au nord et le front sfaxien au sud.

Il est à noter que la dynamique conflictuelle de ces deux fronts n’a jamais été de la

même grandeur. En matière foncière à titre indicatif, la dynamique du front sfaxien

visant le sahel méridional au cours du protectorat (Fakhfakh M, 1986) dépasse

aujourd’hui cet espace pour toucher même le territoire Mahdois190, partie

intégrante du vieux Sahel. Par ailleurs, sur le plan commercial en particulier la

commercialisation des pièces de rechange, la polarisation du pôle sfaxien est plus

remarquable. Toutefois, au niveau du commerce forain, les principaux souks

hebdomadaires (Jebeniana, Eljem, El Hencha) enregistrent à la fois une présence

sahélienne et sfaxienne. Quoi qu’il en soit, le sahel méridional demeure un espace

de conflit d’intérêts, il est donc soumis à un tiraillement permanent mené par ce

double front sahélo-sfaxien avec une influence qui varie à travers l’histoire et selon

la dynamique de l’un ou de l’autre.

3-Le Sahel véridique, Sfax et sa banlieue deux espaces-typés ?

Pour le sahel méridional, le Sahel véridique avec ses différents centres attractifs au

nord et Sfax et sa banlieue ou le grand Sfax au sud représentent deux espaces

dominants. Leur domination est à la fois administrative et économique. Sur le plan

administratif, comme on vient de le signaler, les différentes opérations de

dislocation qu’avait reconnues notre espace, ont abouti enfin à sa subordination

soit à Mahdia ou à Sfax. Il a été par conséquent privé de toute chance de se doter

d’une unité administrative autonome. Sur le plan économique, le sahel méridional

est aussi sous la tutelle de ces régions en particulier du pôle sfaxien. En effet, vu

que la domination de Mahdia, se cantonne à un encadrement administratif avec un

rôle économique relativement limité, la majeure partie du sahel méridional dont

Aujourd’hui la présence des sfaxiens en tant que propriétaires dans le ruban côtier allant de la Chebba passant par 190

Salakta-Réjiche jusqu'à la cote nord de Mahdia est une réalité indiscutable


320

des délégations rattachées administrativement à Mahdia191, est polarisée par Sfax.

Mais ça n’empêche qu’on est devant un conflit d’usage entre deux fronts (forces).

Par ailleurs, pour qu’un espace soit intermédiaire, il n’est pas obligatoire, que les

deux pôles encadrants soient de la même taille et aient la même capacité de

polarisation (Bavoux, 1993).

En somme, le sahel méridional présente des caractères d’hybridation, de passage,

et de conflit. Il est aussi un espace d’entre-deux (entre deux espaces-typés) et

présente un certain flou de délimitation, si jamais cette opération est indispensable

pour un espace dit intermédiaire ou de transition192. Ces différents aspects font

certainement appel à un état d’« intermédiarité spatiale » mais un état qui

demeure incomplet et ne pourrait pas lui « acquérir une dimension identitaire »

(De Méo G, 2002) et/ou constituer un substrat pour sa catégorisation193 comme un

vrai espace intermédiaire s’il n’est pas engagé dans une vraie dynamique

d’échange et d’intermédiation.

IV- Le sahel méridional, une dynamique médiatrice en faveur des espaces

encadrants

1- Une remarquable dynamique de médiation et d’intermédiation

Le sahel méridional, comme il est présenté ci-dessus, fait partie de la Tunisie

littorale où se situe l’axe majeur de circulation, de communication et d’échanges. Il

devrait alors bénéficier de cette situation privilégiée en matière d’infrastructure

routière. En effet, il est doté par un réseau routier bien diversifié qui se compose

d’un ensemble de voies qui le structurent en diagonale et le lient directement avec

les deux espaces archétypes (Fig. 6).

La Chebba, Melloulech et de moindre mesure ElJem 191

La notion de médianneté et d’intermédiairité est une notion relative qui n’a de sens que par rapport à l’échelle « 192

considérée, les limites ne sont pas fixes et ne sont compréhensibles que par rapport aux espaces références » (

Belhedi A, 1998)

Il est en effet possible d’imaginer porter l’intermédiaire en « catégorie » d’espace, ce que propose d’ailleurs « 193

G. Perec (1985) dans Espèces d’espaces » (Merle A, 2011


321

Ces axes assurent un trafic routier considérable sans toutefois être homogène. En

effet, on enregistre au niveau du sahel méridional entre 15000 et 20000

véhicules/jour sur la N1; entre 12000 et 20000 véhicules/jour sur l’A1 et de 7000 à

10000 véhicules/jour sur la RR82 où le trafic peut s’intensifier nettement pendant

la saison estivale en particulier au mois d’août. Sur l’axe ferroviaire, on enregistre

18 passages (aller/retour) qui se font chaque jour à travers les deux stations

d’Eljem et de Dokhane (ElHencha) (Source : Recensement général de la

circulation, 2007).

Fig. 6: situation du sahel méridional par rapport aux principaux

axes routiers en Tunisie

En outre, le réseau routier permet à prés d’une cinquantaine de voitures louages de

traverser quotidiennement le sahel méridional pour faire la liaison entre les deux

espaces encadrants en particulier entre les deux centres polarisants Sfax et Mahdia.


322

Tab.2 Répartition de la flotte de louages « Mahdia-Sfax »selon la provenance géographique

des propriétaires d’engins

Provenance géographique Nombre Taux (%)

Délégation Gouvernorat

Mahdia/Réjiche Mahdia 15 29.4

Ksour Essaf Mahdia 11 21.5

La Chebba Mahdia 7 13.7

Tboulba Monastir 3 5.8

Grand Sfax Sfax 2 3.9

Jebeniana Sfax 9 17.6

El Amra Sfax 4 7.8

Total 51 100%

Source : enquête personnelle, octobre 2015

Outre sa fonction ordinaire de passage, le sahel méridional participe de prés dans

cette dynamique circulatoire avec prés de 40% de véhicules-louages appartenant à

des propriétaires originaires des délégations telles que Jebeniana, la Chebba, El

Amra alors que la majorité des licences (de transport public de personnes par

louages), reviennent à des Sahéliens et des Sfaxiens.

Par ailleurs, les petites villes de la Chebba, Jebéniana et El Hencha sont aussi des

stations d’intermédiation à travers un transport de correspondance entre les deux

espaces archétypes. En effet, au cours des moments d’encombrement via la RR82

entre Sfax et le Sahel (jours fériés, des vacances scolaires, des fêtes d’Aïds, de la

saison estivale, …), les voyageurs se dirigeant de Sfax vers Mahdia et vis-versa se

sont ainsi contraints de parcourir deux tronçons, dont la Chebba fait le point

médian et les louages y sont le principal moyen de correspondance. Dans une

moindre mesure, les voyageurs peuvent se diriger vers Jebéniana et de là rejoindre

Mahdia (ou Sfax). Le tronçon Jebéniana-Sfax est suffisamment assuré par des


323

louages et d’auto-bus(SORETRAS). A contrario, le tronçon Jebéniana-Mahdia est

desservi uniquement par trois véhicules-louages qui jouent le rôle de moyens de

correspondance (enquête personnelle, 2015).

Quant à ElHencha, vue la locomotion qu’assure au quotidien la SNCFT

(Compagnie ferroviaire en Tunisie) entre Sfax et le Sahel, et de moindre mesure le

service de louages ElJem-Sfax par la GP1 et/ou l’A1, son rôle en matière de

transport de correspondance et de connexion entre Sfax et Mahdia via ElJem, reste

limité.

La fonction d’intermédiation des petites villes de Jebéniana, la Chebba et El

Hencha ne se limite pas à cette opération de connexion par transport de

correspondance entre les deux espaces encadrants, mais elle touche également les

activités d’échange. Il s’agit des souks hebdomadaires dont ceux de bétail qui

représentent des lieux d’intermédiation entre les espaces encadrants. Chaque

semaine, on enregistre l’affluence des dizaines de commerçants forains dérivant

des pôles encadrants pour participer à l’animation de ces souks.

2- L’économie de bazar et la dynamique d’intermédiation de la ville d’ElJem

La ville d’ElJem, occupe le 2ème rang sur le plan démographique dans le sahel

méridional après la Chebba. Sa dynamique urbaine est due à sa position de

carrefour de transit et en particulier à sa situation sur le premier axe d’échange du

pays, la RN1. Les effets d’entrainement de cette position qui la relie

convenablement aux régions dynamiques du pays sont notables.

Au cours des deux dernières décennies, les Lejmis se sont investis dans la petite

industrie (textile et cuir et secondairement l’agro-alimentaire……). Ils se sont

investis ensuite dans le commerce.

En 2014, ElJem incubait 245 points légaux de commerce de gros contre 141 pour

Mahdia194. Au niveau du sahel méridional, elle incubait le plus grand nombre de

t centre régional d’impôts 2014Source Direction régionale de commerce e 194


324

points de commerce de détail et de gros, suivie de Jebéniana, puis Sidi Alouane, la

Chebba, El Hencha et Melloulech.

Tab 3. Commerce de gros et de détail par délégation au sahel méridional

ville Points de commerce

de gros

Points de commerce

de détail

total

El Jem 245 961 1206

Sidi Alouane 51 946 997

La Chebba 38 842 880

Melloulech 07 253 260

Jebéniana 17 1074 1091

El Hencha 29 510 539

Total 387 4586 4973

Source : Direction régionale de commerce et centre régional d’impôts 2014

Mais, la vraie dynamique d’eljem en matiere commerciale et son apport en termes

d’intermédiation provient en fait de son commerce illégal ou économie de bazar.

En effet, les « Lejmis » depuis prés de deux décennies, ont pu créer un vrai espace

d’ « économie de bazar195». Cet espace économique, l’unique en son genre dans

son entourage, s’étalait sur prés de quatre km le long de la GPI au niveau d’ElJem.

Il comptait prés de 630 bazars196 revenant à des grossistes et détaillants « Lejmis ».

195« L'économie de bazar », telle que nous l'entendons, constitue un ensemble d'activités relevant de la

vaste nébuleuse des économies souterraines et informelles. Elle caractérise des dispositifs commerciaux formés par l'articulation de réseaux nomades transfrontaliers et de places marchandes sédentaires, par lesquels circulent et se commercialisent des produits licites et illicites de part et d'autre de la Méditerranée (source : Péraldi M, 2002).

e le 26 mars 2016 (à 11 heures du matin)Enquête personnell 196


325

Là, biens et services de toutes sortes à marque chinoise, koréenne, turque et des

carburants de contrebande sont disponibles à la vente et à l’achat. Cet espace

quoiqu’il fasse partie de l’économie en parallèle et du secteur informel, est

créateur de richesses et d’emplois. Toutefois, il est aujourd’hui en crise pour au

moins deux raisons : d’abord, la diminution remarquable des produits

« importés », ensuite l’aménagement de l’autoroute A1197qui s’est répercuté

négativement sur la dynamique et l’attractivité des petites villes situées sur la RN1

dont ElJem fait partie.

C’est ainsi que la ville d’ElJem a pu dépasser l’état d’un simple lieu de passage et

de transition entre les deux espaces encadrants pour être non seulement un vrai

centre attractif mais également un point d’intermédiation à l’échelle régionale.

Pour résumer, hormis ElJem qui a pu bénéficier de sa position d’intermédiation

grâce à la dynamique de ces acteurs locaux et à la mobilisation (même modeste) de

son potentiel patrimonial en matière de tourisme culturel198, les autres petites villes

du sahel méridional demeurent autant de simples points de transition (médiation)

et de passage que de vrais lieux d’intermédiation.

V- le Sahel méridional, développement et clés d’aménagement

1- Un faible indice de développement par rapport aux espaces encadrants

En se référant aux données officielles199 de l’indice de développement régional

(IDR), on remarque qu’au sein du sahel méridional l’IDR oscille entre 0.392 pour

: enquête personnelle le 26 sourceen état d’abandon (Sur un total de 630 bazars, on a enregistré 123 (prés du 1/5) 197

mars 2016 à 11h )

198 Voir Chriha, S., 2009 : Potentiel archéologique et développement local en Tunisie : cas d’Eljem. Revue

de géographie du Maroc N° 1 - 2, Vol. 25.

199 Source : Ministère de développement régional, 2012


326

la Chebba (1er rang) et 0.253 pour El Hencha (7ème rang). Les deux délégations

occupent le 83ème et 164ème rang à l’échelle nationale.

Quant aux espaces référentiels, l’IDR se situe entre 0.482 (délégation Mahdia) et

0.342 (Ksour Essaf) pour l’espace référentiel nord. Il est entre 0.572 (Sfax Ouest)

et 0.449 (Sfax Sud) pour l’espace référentiel sud. Les délégations de Sfax Sud et

Mahdia occupent les 17ème et 34èmerangs à l’échelle nationale. A rappeler que les

valeurs extrêmes sont enregistrées dans les délégations de Bab El Bahr

(gouvernorat de Tunis) avec un IDR de 1.000 (1er rang) et à Hassi El Frid

(Kasserine) avec un ID de 0.000 (264ème et dernier rang).

Fig.7. Répartition de l’IDR par délégation dans le sahel méridional et les espaces

référentiels

Si l’on se réfère à l’IDR des deux premières délégations au sein des espaces

référentiels (0.482 ; 0.572), on remarque qu’aucune des délégations du sahel

méridional a une valeur proche. En effet, toutes les valeurs sont inférieures au

seuil de 0.400. Et cinq délégations du sahel méridional ont également un IDR ≤ à

0.300, un état qu’on trouve d’abord dans certaines délégations avoisinantes non

intermédiaires (Essouassi 0.264 ; Chorbane 0.224 ; Agareb 0.292 ; Bir Ali 0.186)


327

mais également dans la plupart des délégations de la Tunisie de l’intérieur. Par

ailleurs, le sahel méridional demeure un espace

Répulsif. La mobilité générale de sa population à l’intérieur ou à l’extérieur de la

Tunisie démontre un solde migratoire négatif. Le bilan est de (-1111personnes)

pour la migration intérieure et de (-1651personnes) pour l’émigration extérieure.

La recherche d’emploi et l’amélioration des conditions de vie familiales en sont les

principales raisons (INS, RGP 2014).

Ainsi, apparait –il que le sahel méridional, par ses faibles valeurs d’IDR, et ses

soldes migratoires négatifs n’a pas bénéficié de son emplacement

d’intermédiarité. Au contraire, il est dans un état de cavité par rapport aux deux

espaces référentiels, ce qui laisse penser à la faible participation de leurs acteurs

dans sa promotion économique et met en question les diverses options suivies en

matière de développement et d’aménagement régional et leur inattention envers

son état d’intermédiarité et/ou de « l’entre-deux »200?

2- Des clés en matière d’aménagement, une valorisation possible de

l’intermédiarité spatiale?

Si l’on part de cette approche qui interpelle une nouvelle catégorisation de l’espace

où l’intermédiarité peut occuper une place, il devient logique de revoir les

différentes options d’aménagement du territoire surtout à l’échelle régionale.

Jusqu’aux années 1990, pendant que le modèle centre-périphérie était décliné à

toutes les échelles territoriales, l’intermédiarité spatiale était peu reconnue.

200 « Ma définition restrictive pour de l’entre-deux serait donc un espace où les effets des espaces externes

l’emportent sur les effets internes pour sa structuration »Violette Rey In Carnets de géographes, n°7, 2014 Rubrique

Carn


328

Depuis, il y a un total glissement vers son acceptation au niveau terminologique,

puis en tant que nouvelle configuration spatiale et enfin comme nouvelle cible

d’aménagement.

Effectivement, comment aménager une telle configuration spatiale?

En se référant aux divers travaux en la matière, on voit que cette question demeure

problématique. Il n’y avait pas de vrais schémas d’aménagement mais plutôt des

idées, des conseils, des fils conducteurs.

Pour ceux qui défendent le modèle centre/périphérie, la catégorie d’espace

intermédiaire quand on arrive à l’identifier, son aménagement ne pose plus de

problèmes. Pour A.Reynaud 201, « les zones de transition » dont on ne sait si on

doit les rattacher à l’aire-foyer ou à l’aire marginale, ce n’est qu’« un problème

de seuil » auquel on peut donner deux solutions : accepter l’existence d’une zone

de transition ou bien rattacher ces cas ambigus à l’une des deux classes : centre

ou périphérie ». Cet exemple traduit bien, selon Commenges, Riera, (2011)202, la

vision dichotomique centre / périphérie qui ne laisse pas émerger de catégorie

intermédiaire. Entre le centre et la périphérie, il n’y aurait qu’une succession de

centralités de degrés décroissants.

Contrairement à A.Reynaud, Commenges et Riera, insistent sur le fait qu’il est

possible de « construire une catégorie intermédiaire qui tient la route et qui n’est

pas synonyme d’un « certain degré de centralité » (Commenges H, Riera E.M,

2011)203.

Pour le cas tunisien, en retraçant les grands traits de la politique d’aménagement à

l’échelle du territoire national, on s’aperçoit qu’elle coïncide avec l’approche des

201 Cité par Hadrien Commenges, Enric Mendizabal Riera in Définir l'intermédiarité par le système des mobilités spatiales (2011)

Ibid202

Ibid 203


329

partisans du modèle centre/périphérie. Selon le 1er SNAT de la Tunisie(1985), la

solution trouvée pour les quelques cas d’intermédiarité spatiale identifiés, c’est

tout simplement de les rattacher à l’une ou l’autre des régions environnantes, donc

à un certain espace périphérique d’une (ou de certaines) ville(s)-centre(s)204.

L’organisation territoriale du sahel méridional repose sur un découpage

administratif qui prouve l’absence totale en matière territoriale d’un esprit qui

apprécie l’individualité propre d’un espace médian et la « fonction

d’intermédiaire » (Belhedi1998). Il s’agit d’un découpage dont les principes

découlent du modèle « centre/périphérie » en particulier le choix d’une

périphérisation et de dépendance. Par ailleurs, cette situation de périphérisation

s’est vue consolidée d’un moment à l’autre par des découpages successifs qui y

ont lieu.

L’état de cavité de développement prouve bien l’état de périphérisation du sahel

méridional. Il ne se conforme plus avec la bonne situation qui caractérise cet

espace soit par rapport aux grands axes routiers qui le traversent ou par rapport aux

régions dynamiques qui l’encadrent. Cet état peut être imputé à divers acteurs,

publics et privés.

La responsabilité de l’acteur public s’exprime surtout par l’incapacité des

organismes étatiques régionaux, de bien mobiliser les diverses potentialités qui

existent, et de résoudre certains problèmes qui demeurent de vrais obstacles de

développement local (situation foncière non épurée, morcellement excessif,

surexploitation des eaux et sols, rareté des sources d’investissement, chômage….).

Dans plusieurs cas, se présentent entre les régions des zones de transition qui pourraient justifier d’autres «204

délimitions :

- au Nord de la zone des Mogods (délégation de Sejnane) pourrait aussi bien être rattachée à la région du Nord-

Ouest, alors qu’à l’inverse, Mejez El Bab, comme relais de Tunis, pourrait être intégré au Nord-Est,

-entre le Nord et le Centre existent également de telles situations, certaines délégations du versant Sud de la Dorsale

(Nadhour, Rohia) appartenant plus naturellement au Centre Ouest, tandis que d’autres, au contraire (Bou Ficha sur

le littoral, Makthar à l’Ouest) seraient mieux rattachées au Nord,

- enfin, dans la bande de transition entre le Centre et le Sud qui s’étend de Sfax à Gafsa subsiste une zone

d’articulation (délégations de Mezzouna et de la Skhira) pouvant se rattacher aussi bien à l’une ou l’autre région. »

SNAT, 1985, v 1 Rapport final p 32.


330

Quant aux acteurs privés régionaux en particulier ceux des deux espaces

encadrants (Sfaxiens et Sahéliens) c’est qu’ils n’ont pas joué le rôle d’impulseur de

la dynamique économique au sein du sahel méridional. Au contraire, c’est un état

de repliement. La dynamique du capital sfaxien se déplace en faveur d’autres

territoires (Bizerte, Cap-Bon, Sahel…).

Enfin, les acteurs privés locaux : excepté quelques tentatives comme celle des

Lejmis, le sahel méridional n’a pas connu d’opérations d’investissement

d’ampleur.

En somme, les faibles indicateurs de développement, la faible dynamique des

villes, l’état de répulsion et la faible mobilisation des potentialités prouvent que le

sahel méridional fut envisagé tout simplement en tant qu’espace périphérique

dépendant et il n’a pas profité de sa position d’ « entre-deux » et vis-à-vis des axes

routiers importants qui le structurent, il demeure alors « un simple réceptacle

passif, un support inerte de ces réseaux » (Bavoux JJ, 2006).

Conclusion

Au terme de ce travail, il importe de signaler qu’on ne prétend pas avoir répondu à

toutes les questions que pourrait révéler l’étude de l’intermédiarité spatiale, une

thématique d’actualité et qui renferme « plusieurs registres ».

Sans doute, les différents aspects et questionnements qu’on vient d’évoquer

d’après notre cas d’étude du sahel méridional sont d’importance, d’autres sont

néanmoins à considérer et à développer. Pour n’en citer que trois qui nous

apparaissent déterminants dans l’avenir du sahel méridional:

-d’abord, la nécessité de valoriser sa « situation d’intermédiaire » pour surpasser

son état de cavité de développement et sa fonction de « support inerte de réseaux »

et assumer ainsi un vrai rôle d’intermédiation.

-ensuite, l’importance de l’engagement et la participation des acteurs publics et

privés (surtout ceux des espaces référentiels) pour aboutir à un tel rôle.


331

-enfin, l’importance primordiale accordée aux prochains plans d’aménagement

pour prendre en considération la catégorie d’espaces intermédiaires.

Bibliographie

-Bavoux J.J ,1993 : « La Bourgogne, un archétype d’espace intermédiaire »,

Annales de Géographie, n°570, pp.162-174.

-Bavoux J.-J. (dir.), 1994, Les espaces intermédiaires, un nouveau concept ? Dijon,

Laboratoire de Géographie humaine de l'Université de Bourgogne, 282 p. Bavoux

JJ, 2006 : Structuration du territoire bourguignon : de l’île à l’isthme. Revue

Géographique de l’Est, vol. 46 /1).

-Belhedi A - « Intermédiarité et espaces intermédiaires. Quelques éléments de

problématique de (pour) l’espace médian ». Faculté des Lettres & des Sciences

Humaines, Sfax. Colloque du Département de Géographie : Les espaces médians.

1998.

-Bonerandi E., 1999, « La Thiérache, un espace intermédiaire entre crise et

mutation », Hommes et Terres du Nord, n°2, pp. 85-96.

-Bonerandi E., Landel P.-A., Roux E., 2001, « Les espaces intermédiaires,

forme hybride : ville en campagne, campagne en ville ? », Revue de géographie

alpine, 91/4, pp. 65-77.

-Bonerandi E, Roth H, 2007 : « Pour une géographie des espaces

anti-heros : au-dela de la banalité des espaces intermédiaires ». Colloque de

l’ASRDLE, Grenoble-chambéry, juillet 2007.16p.

-Bonnin Ph, 2003 : Espaces intermédiaires. In SEGAUD (Marion), BRUN

(Jacques), DRIANT(Jean-Claude), (dir.). Dictionnaire de l’habitat et du logement.

Paris : Armand Colin, p. 148

-Chriha S ,2012 : souks hebdomadaires, organisation de l’espace et développement

régional en Tunisie : étude du cas de l’arrière pays sfaxien. Revue tunisienne de

géographie (RTG) n°42.


332

-Charrier J.B, Bavoux J.J, 1995 : « Toscane, Bourgogne et circulation : deux

régions intermédiaires ». L’information géographique, p.143-163.

-Despois J, 1955: « La Tunisie orientale : Sahel et Basse Steppe ; étude

géographique ». Paris, P.U.F 554p.

-Emsellem K, 2006 : « Pour une géographie des espaces intermédiaires »,

Colloque Géopoint, Avignon.

-Emsellem K., 2009 : « L’intermédiaire pour sortir du modèle centre-périphérie »,

Colloque « Penser les espaces intermédiaires en Europe », ENS LSH Lyon.

-Commenges H, Riera EM. 2011 : Définir l'intermédiarité par le système des

mobilités spatiales. Presses Universitaires Blaise Pascal. Les mobilités spatiales

dans les villes intermédiaires. Territoires, pratiques, régulations, pp.155-178

- Dumont G-F, 2017 : Territoires : le modèle « centre-périphérie » Dans Outre-

Terre (N° 51), pp 64 à 79

-Jedidi M, 1975 : « Jebeniana et sa région. Etude géographique ». Pub.FLSH,

Tunis, 317p.

-Kassab A, Sethom H, 1981 : « Les régions géographiques de la Tunisie ».

Pub.univ. Tunis.

-Lamine R, 1992 : « Les transports routiers en Tunisie littorale ». Pub. Univ. du

Centre 252p.

-Lamine R, 1998 : « Les citadins du sahel central : les mutations socio-spatiales

vers la citadinité », Thèse de Doctorat d’Etat en géographie, 3v, Univ. De Tunis.

-Merle A, 2011: « De l'inclassable à « l'espèce d'espace » : l'intermédiarité et ses

enjeux en géographie », L'Information géographique 2011/2 (Vol. 75), p. 88-98

-Péraldi M, 2002 : L'économie de bazar dans les métropoles euro-

méditerranéennes ; éd. Maisonneuve Et Larose ; coll. Frontières Villes Lieux Des

Pa, 364p

https://www.cairn.info/revue-outre-terre.htm

https://www.cairn.info/revue-outre-terre.htm

https://www.cairn.info/revue-outre-terre-2017-2.htm

http://www.fr.fnac.be/e34976/Maisonneuve-Et-Larose

http://www.fr.fnac.be/c77483/Frontieres-Villes-Lieux-Des-Pa

http://www.fr.fnac.be/c77483/Frontieres-Villes-Lieux-Des-Pa


333

-Roth H. 2006 : Espaces intermédiaires en recomposition. Les campagnes

industrielles allemandes en région de frontières. Thèse de doctorat, ENS Lettres et

Sciences Humaines – Lyon, 319 p.

-Roux E, Landel P, Bonerandi E 2003 Les espaces intermédiaires, forme hybride :

ville en campagne, campagne en ville ? / Intermediate spaces, a hybrid form : a

town in the countryside, or countryside in the town ? Revue de géographie

alpine Volume 91 Numéro 91-4 pp. 65-77

-Renard J-P, 2002 : « La frontière, limite géographique politique majeure mais

aussi aire de transition », in limites et discontinuités en géographie. Paris, éd. du

CNRS, SEDES, p.40-66.

----------------------------------

Biographie de l’auteur

Salem Chriha maitrisard en histoire géographie de l’Ecole Normale Supérieure de

Sousse (1990), professeur d’enseignement secondaire (1990-1996), recruté en

enseignement supérieur en géographie humaine à la FLSH de Sfax depuis 1997.

Docteur en géographie avec mention très honorable (en 2000) suite à une

soutenance de thèse à la Faculté 9 avril Tunis portant sur « les mutations éco,

sociales et spatiales dans l’espace de transition entre la région sfaxienne el le

Sahel tunisien » sous la direction du professeur Mohamed Jedidi.

Enseignant-Chercheur (au titre de maitre-assistant) et auteur d’un bon nombre

d’articles dans des revues nationales et internationales qui se focalisent sur la

problématique de développement et d’aménagement au niveau des espaces locaux

et régionaux en Tunisie.

http://www.persee.fr/web/revues/home/prescript/author/auteur_rga_938



http://www.persee.fr/web/revues/home/prescript/revue/rga

http://www.persee.fr/web/revues/home/prescript/revue/rga

http://www.persee.fr/web/revues/home/prescript/issue/rga_0035-1121_2003_num_91_4

Date post:	07-Oct-2020
Category:	Documents
Upload:	others
View:	11 times
Download:	0 times