+ All Categories
Home > Documents > files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في...

files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في...

Date post: 25-Dec-2019
Category:
Upload: others
View: 2 times
Download: 0 times
Share this document with a friend
39
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا ل م اس ب ر سي ف ت ل واعد ا ق ر ص ت خ م ي ن ا( ث ل س ا ل ج م ل ا ت ب س ل ا مان( ث ع ن ب الد / خ خ ي( س ل ا. ن عي م ح@ ه ا ب خ ص له، وF ى ا عل مد، و ح م ا ثJ ي ث ن ى علM ارك م وب سل له و ل ى ا صل ، و ن مي ل عا ل ا له رب ل مد ح ل ا وع [[[[[[ ن] ن: دة[[[[[[ اع ي: ق لا[[[[[[ ع ت وM ارك [[[[[[ ث ن- ه[[[[[[ ل ل ه اe [[[[[[ ظ ف ح، ت ب[[[[[[ س ل ا ان[[[[[[ م( ث ع ن بد[[[[[[ ال : خ خ ي( [[[[[[ س لل ا ا [[[[[[ ق. اب بF د الآ عد ت له ر مي ب راءاب لق ا عد: ت ما@ له، ا ل ول ا س ى ر عل لآم س ل وا لآة ص ل له، وا ل مد ح ل ا ى ت[ ل م اَ كِ ج ل ا ن م ، و رة ي( [ ث ك ل ا ي نا[ ع م ل ى ا عل ه[دال ال ه[ ل ث ل ق ل اe اظ [ ق ل@ الآ ه ب ر ب عي ت وم: ل ع م و ه ما ك نF را لق ا ق، ار [ ج ع : الآ رون ك د [ ، ب رف[ ح@ ا عه ت[ س ى عل نF را [ لق ول ا ز [ ن ل [ ث ل ع ت ى عل لآم ك ل ا ى ف اء[ م ل ع ل ا رها ك د [ ب م هدا[ ج] ت ن- ي لا[ ع ت وM ارك [ ث ن- ه[ ل ل ، ا دة[ واخ ل ا ه [ بF الآ ى ف وع [ ن] ي] ت ى ت[ ل ا راءاب [ لق ة ا د[ ه ن@ : اMك[ ل ود ه. راب ا ج م ه و جاكاب م ن ع ون ر ج ع ت م ه ، و ف ي ر ص ت ل ا ا هد ب لآم ك ل ا ا هد رف ص ي م( ث له،( ث م ب وا ت@ ا ب ن@ ا ر( ي[ ك ب ه [ ب ا ى، ق ت[ ع مل[ م ح ت راءة[ قل[ ك ت ن ا[ ا ك د ا راءاب [ لق ة ا د[ وع ه [ ن] ن ن ا [ رى: ق [ ح@ ا ه[ ه ج ن م ودد[ ع ت ا@ ن [ ال: ب [ ق ت ا د[ ه ل ام؛ و[ ى الآ@ حك عل ه[آلدل ال ى ف ادة [ ب رMك[ ل د ون[ ك بع، و و [ ن] ي] ت ، و ي ن ا[ ع م ل ا ا[ ه ع م1
Transcript
Page 1: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

بسم الله الرحمن الرحيممختصر قواعد التفسير

المجلس الثانيالشيخ/ خالد بن عثمان السبت

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينامحمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

قال الشيخ: خال--د بن عثم--ان الس--بت، حفظ--ه الل--ه -تب--اركوتعالى: قاعدة: تنوع القراءات بمنزلة تعدد اآليات.

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد: فالقرآن كما هو معلوم: يعبر به باأللفاظ القليل))ة الدال))ة على المع))اني الكثيرة، ومن الحكم التي يذكرها العلماء في الكالم على تعلي))ل ن))زول القرآن على سبعة أحرف، يذكرون: اإلعجاز، وذلك: أن هذه الق))راءات التي تتنوع في اآلية الواح)دة، الل)ه -تب))ارك وتع)الى- يتح))داهم أن ي)أتوا بمثله، ثم يصرف هذا الكالم بهذا التصريف، وهم يعجزون عن محاكاته

ومجاراته. ومن جهة أخرى: فإن تنوع هذه القراءات إذا ك))انت ك))ل ق))راءة تحم))ل معنى، فإنه يكثر معها المعاني، وتتنوع، ويكون ذل))ك زي))ادة في الدالل))ة على األحك))ام؛ وله))ذا يق))ال: ب))أن تع))دد الق))راءات، أو تن))وع الق))راءات بمنزلة تعدد اآليات، وهذا إذا كان لكل قراءة معنى، فالل))ه -ع))ز وج))ل-

[، بالكس))ر، وفي الق))راءة15 ]ال))بروج:}ذو العرش المجيد{يقول: [، بالض))م،15 ]ال))بروج:}ذو الع--رش المجي--د{األخ))رى المت))واترة:

[، بالكس))ر،15 ]البروج:}ذو العرش المجيد{فعلى القراءة األولى: تكون المجيد صفة لماذا؟ للعرش، فصفة هذا العرش أنه مجيد، وعلى

[، بالض))م، تك))ون15 ]البروج: }ذو العرش المجيد{القراءة الثانية: صفة لله -عز وجل، فتنوع القراءات بمنزلة تعدد اآليات، فكأن هذه آية تذكر صفة الله -عز وجل- أنه مجيد، وتلك آية تذكر ص))فة الع))رش أن))ه

مجيد، فبهذا تظهر كثرة المعاني.خرون{وكذلك في قوله تعالى: [،12 ]الص))افات:}بل عجبت ويس--

}بل عجبت ويسخرون{بفتح التاء، في القراءة األخرى المتواترة: خرون{[، بض))مها، فبفتح الت))اء: 12]الص))افات: }ب--ل عجبت ويس-- [، أي: الن))بي -ص))لى الل))ه علي))ه وس))لم، وفي الق))راءة12]الص))افات:

[، أي: الل))ه12 ]الصافات:}بل عجبت ويسخرون{األخرى بضمها: 1

Page 2: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

-تبارك وتعالى، وهي: قراءة متواترة، وعلى ه))ذا: تك))ون ه))ذه الق))راءة فيها إثبات هذه الصفة لله -عز وجل، وهي: ثابتة بالسنة، في أح))اديث،

إلى، (1)))عجب ربنا من قن))وط عب))اده((كقوله -صلى الله عليه وسلم: غ))ير ذل))ك من األح))اديث، لكن م))ا ال))ذي ي))دل على ه))ذه الص))فة من

}بل عجبتالق))رآن؟ ه))ذه اآلي))ة على ه))ذه الق))راءة الثاني))ة بالض))م: [.12 ]الصافات:ويسخرون{

ق--ال: قاع--دة: القراءت--ان إذا اختل--ف معناهم--ا، ولم يظه--ر تعارضهما، وعادتا إلى ذات واحدة، كان ذلك من الزيادة في

الحكم لهذه الذات. القراءتان إذا اختلف معناهم)ا، فأحيان)ا تك))ون الق))راءات بمع))نى واح))د، لكن إذا اختل))ف معناهم))ا، ولم يظه))ر تعارض))هما، ه))ذا التع))ارض ليس المقصود به: التناقض، فالقرآن ليس فيه تناقض، وإنم))ا المقص))ود: أن ك))ل ق))راءة ت))نزل على ح))ال، يع))ني: مثال: في آي))ة الوض))وء، في قول))ه

لواتعالى: الة فاغس-- }يا أيه--ا الذين آمن--وا إذا قمتم إلى الص-- [، فه))ذه منص))وبات،6 ]المائ))دة:وجوهكم وأيديكم إلى المرافق{

لوا وج--وهكم{ }وأي--ديكم إلى مفع))ول ب))ه منص))وب، }فاغس-- [ مج))رور بح))رف الج))ر6 ]المائدة:المرافق وامسحوا برءوسكم{

كم وأرجلكم{الب))اء، حوا برءوس-- [، بالكس))ر،6 ]المائ))دة:}وامس-- معطوف على الرؤوس، فجاء مجرورا، على خالف في توجيه هذا الجر هنا، هل ه))و: للمقارب))ة والمج))اورة، أو باعتب))ار مع))نى آخ))ر، فمن أه))ل

كمالعلم من يق))))ول: إن ق))))راءة الج))))ر: حوا برءوس--- }وامس--- [، بالكس)))ر، معط)))وف على ال)))رؤوس، وأن6 ]المائ)))دة:وأرجلكم{

المقصود هو: مسح الرجل، كيف يكون مسح الرجل؟ قالوا: الرجل لها حاالن، إما أن تكون مستورة، مغطاة، فتمسح إذا كان عليه))ا الج))ورب أو الخف، ف))دلت عليه))ا ق))راءة الج))ر، دلت على ه))ذه الح))ال، وإم))ا أن تك))ون مكش))وفة، فحكمه))ا الغس))ل، فت))دل عليه))ا الق))راءة األخ))رى

[، بالفتح، فهنا هل يمكن أن نقول:6 ]المائدة:}وأرجلكم{المتواترة: ( وق))ال: )ح))ديث حس))ن(،13 - ذكره شيخ اإلس))الم ابن تيمي))ة في العقي))دة الواس))طية، )ص 1

(، بلف)ظ: "ض)حك181وأخرجه ابن ماجه، أبواب الس)نة، ب))اب فيم))ا أنك)رت الجهمي)ة، ب))رقم )(.2810(، رقم)6/732ربنا"، انظر: سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها )

وصفة العجب ثابتة لله تبارك وتعالى بغير ه))ذا، ففي ص))حيح البخ))اري عن أبي هري))رة -رض))ي ))عجب الل))ه من ق))وم ي))دخلون الجن))ة فيالله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وس))لم، ق))ال:

(، وفي ص))حيح3010، كتاب الجهاد والسير، باب األس))ارى في السالس))ل، ب))رقم )السالسل(( ))ق))د عجبمسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه، أن النبي -صلى الل))ه علي))ه وس))لم- ق))ال:

، كتاب األشربة، باب إكرام الضيف وفض))ل إيث))اره، ب))رقم )الله من صنيعكما بضيفكما الليلة((2054.)

2

Page 3: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

بالجمع بين القراءتين، كما هو مقتضى هذه القاعدة: بأن الرجل تك))ونممسوحة مغسولة في وقت واحد؟

الجواب: ال؛ ألننا قلنا: ولم يظهر تعارضهما، إال ق))ول ابن جري))ر -رحم))ه الله، فابن جرير يقول: ب))أن الق))راءتين كليهم))ا في ح))ال الرج))ل، حيث

وكثير من أه))ل العلم لربم))ا لم يفهم))وا، (2)تمسح وتغسل في آن واحد مراد ابن جرير -رحمه الل))ه- في كالم))ه في التفس))ير على ه))ذه اآلي))ة، وظنوا أن ابن جرير قال: بأنه يجوز مسح الرجل في الوضوء، والواقع: أن ابن جرير -رحمه الله- يعد قوله في ه))ذا الب))اب من أش))د األق))وال، يعني: أشد من قول الق))ائلين بالغس))ل، وه))ذا عجيب، يع))ني: أش))د من قول الجمهور، مع أن عامة أهل العلم حينما ي))ذكرون مس))ألة المس))ح، يقولون: لم يقل به إال ابن جرير من أهل السنة, وابن جرير م))ا يقص))د هذا، واقرؤوا كالمه، وت))أملوا في))ه، فس))تجدون م))ا ذك))رت، ف))ابن جري)ر يرى: أن الرجل لما كانت محال لألوض)ار واألعالق، وفيه))ا م)ا فيه)ا مم)ا ينبو لربما عنه الماء، يرى: أنها مع الغسل تمرر اليد عليها؛ ليكون ذل))ك أبل))غ في غس))لها، بخالف األعض))اء األخ))رى، فممكن أن تض))عها تحت الماء، وتغسلها بدون إمرار اليد، ف))يرى: الجم))ع بين الغس))ل والمس))ح؛ ليكون ذلك أبلغ في إيصال الماء، وكث))ير من أه))ل العلم فهم))وا أن ابن جرير يقول: يجوز مس)ح الرج)ل في الوض)وء، وقول)ه كم)ا ت)رون به)ذا

التشديد، مقارنة بقول الجمهور. فالشاهد: هذا الم))راد بقولن))ا: ولم يظه))ر تعارض))هما، وع))ادت إلى ذات

}بلواحدة، بخالف: ما إذا عادة كل ق))راءة إلى ذات أخ))رى، كقول))ه: خرون{ }ب---ل عجبت[، بالض))))م، و12 ]الص))))افات:عجبت ويس---

[، فهذه في النبي -صلى الله عليه وسلم،12 ]الصافات:ويسخرون{ [، بالكسر،15 ]البروج:}ذو العرش المجيد{وهذه في الله، وقوله:

[، بالض)م، فه))ل ه))ذه تع)ود إلى15 ]ال))بروج:}ذو العرش المجيد{و ذات واحدة أو إلى ذاتيين؟ إلى ذاتين، لكن هنا في هذه القاعدة: تع))ود كل ق))راءة إلى ذات واح))دة، فيك))ون ه))ذا من ب))اب الزي))ادة في الحكم له))ذه ال))ذات، وال أقص))د ب))الحكم هن))ا: ل))زوم الحكم الش))رعي الفقهي،وإنما أقصد: المعنى، سواء كان صفة، أو كان حكما فقهيا، أو غير ذلك.

ألونك عنمث))ال ذل))ك: وه))ذا حكم فقهي، في قول))ه تع))الى: }ويس--اء في المحيض وال المحيض ق--ل ه--و أذى ف--اعتزلوا النس--

[، في الق))راءة األخ))رى222 ]البق))رة:تقرب--وهن حتى يطه--رن{

(.62-10/61 - انظر: تفسير الطبري )23

Page 4: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

، وأص))لها: يتطه))رن، فه))ذه فيه))ا مع))نى:}حتى يطهرن{المتواترة: الطلب، فه)))ل القراءت)))ان تع)))ودان إلى ذات واح)))دة، وهي: الم)))رأة

، م))ا مع))نى:}وال تقرب--وهن حتى يطه--رن{الح))ائض، فقول))ه: يطهرن؟

دلت هذه القراءة على انقطاع ال)دم، ال ب)د من انقط)اع ال)دم، وقول)ه:، هذا يكون بفعلها، بشيء تتطلبه، ما هو؟ الغسل.}حتى يطهرن{

فالقراءتان إذا اختلف معناهما، ولم يظهر تعارضهما، وع))ادت إلى ذات واح))دة، ك))ان ذل))ك من الزي))ادة في الحكم له))ذه ال))ذات، فعرفن))ا من القراءتين: أنه ال بد من أمرين حتى يحل وطؤها، األول: انقطاع ال))دم، والثاني: االغتس))ال؛ وله))ذا تعرف))ون كالم أه))ل العلم فيم))ا ورد من أن))ه

فبعض أهل العلم يقول: إذا حصل ال))وطء، (3)يتصدق بدينار أو بدينارين قبل انقطاع الدم، فيتصدق بدينارين، والرواي))ة الثاني))ة: ال))تي ورد فيه))ا أنه يتصدق بدينار، وفي رواية: بنصف دينار، قالوا: هذا يحم))ل على أن))ه إذا حصل الوطء بعد انقطاع الدم وقب))ل الغس))ل، فه))ذا ال يج))وز، لكن))ه

أخف من الوطء حال الحيض، فالشاهد: أنه حمل على هذا وهذا.ببا * حتى إذا بل--غمث))ال آخ))ر في قص))ة ذي الق))رنين: }ف--أتبع س--

مس وج--دها تغ--رب في عين حمئة{ -85 ]الكه))ف:مغرب الش-- }وج--دها تغ--رب في عين[، في الق))راءة األخ))رى المت))واترة: 86

، ما معنى: حمئة؟ يعني: منتنة متغيرة سوداء، مث))ل: الغ))رب،حامية{ وهو: ما يسميه العامة غرب، إذا تغير لون قاع األرض التي يك))ون فيه))ا الماء من طول المكث، فيكون ل)ه رائح)ة، وه)و: مس)ود، يع)ني: طين)ة

متغيرة اللون والرائحة.دها تغ-رب في عين حمئة{فقوله: ، وفي الق))راءة األخ))رى:}وج-

، ف)))القراءتين اختل)))ف معناهم)))ا، ولم يظه)))ر}في عين حامي---ة{ تعارضهما، وعادت إلى ذات واحدة، وهي: العين، فك))ان ذل))ك من ب))اب الزي))ادة في الحكم له))ذه ال))ذات، ف))الحكم ال يقص))د ب))ه فق))ط الحكم الش))رعي، فه))ذا من ب))اب زي))ادة الص))فة، فه))ذه العين من ص))فتها أنه))ا ح))ارة، ومن ص))فتها أنه))ا منتن))ة متغ))يرة الل))ون، يع))ني: في طينته))ا،

والرائحة. (، والترم)ذي، أب))واب264 - أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب في إتي))ان الح))ائض، ب)رقم )3

الطهارة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، باب م))ا ج))اء في الكف))ارة في ذل))ك، ب))رقم ) (، والنسائي، كتاب الطهارة، باب ما يجب على من أتى حليلته في حال حيضتها بعد علمه136

(، وابن ماجه، أب))واب الطه))ارة وس))ننها، ب))اب في289بنهي الله -عز وجل- عن وطئها، برقم )(، ب))رقم )2/15(. وص))ححه األلب))اني في ص))حيح أبي داود، )640كفارة من أتى حائضا، برقم )

257.)4

Page 5: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

قال: المقصد الثاني: طريقة التفسير. قاعدة: ألفاظ الشارع محمولة على المعاني الشرعية، فإن

لم تكن فالعرفية، فإن لم تكن فاللغوية. تك))ون به))ذا ال))ترتيب، وه))ذا ال ب))د من))ه، فألف))اظ الش))ارع تحم))ل على المعاني الشرعية، لم))اذا تحم))ل على المع))اني الش))رعية؟ تحم))ل على المعاني الشرعية؛ ألن كالم الشارع في الش))رعيات، واألص))ل: أن ك))ل متكلم يحمل كالمه على عرف))ه، فحينم))ا تق))رأ للنح))اة، وي))ذكرون بعض المصطلحات المشتركة بينهم وبين غيرهم من أهل البالغ))ة أو غ))يرهم,

فإنه يجب أن تحمل مصطلحات هؤالء الناس على عرف النحاة. فالكالم عند النحاة غير الكالم عند اللغويين، وغير الكالم عن))د الفقه)اء، فالكالم عن النحاة هو: اللفظ المفيد فائدة أن يحسن السكوت عليه))ا، فهذا الكالم عند النحاة، لكن عند الفقهاء: ك))ل م))ا يتلف))ظ ب))ه اإلنس))ان يقال له: كالم، فلو قال كالما غير مفيد، وال يحسن السكوت عليه، فلو تكلم في الصالة، فقال: إن جاء زيد، فهذا ليس كالما عند النح))اة؛ ألن))ه

لم يفد فائدة يحسن السكوت عليها، يقول ابن مالك:كالمنا لفظ مفيد كاستقم *** .......................

أي: كفائدة استقم, يعني: استقم أنت، لكن الفقهاء يقولون: ل))و ق))ال: إن جاء زيد، قالوا: هذا كالم يبط))ل الص))الة؛ فله))ذا يقول))ون: الكالم في الصالة يبطلها إذا كان عمدا، وهو: يعلم، فحينما تقرأ للفقه))اء غ))ير لم))ا

تقرأ لغيرهم، وهكذا غير ذلك.فلما تقرأ تعريف السنة عند المحدثين، وهي: ك))ل م))ا ثبت عن الن))بي - صلى الله عليه وس))لم- من ق))ول أو فع))ل أو تقري)ر أو ص))فة خلقي))ة أو

الفقهاء في السنة، فالكالم عن))د الفقه))اءخلقيه، ولما يكون الكالم عند في السنة، هي: ما يثاب فاعله، وال يعاقب تاركه، وعند األص))وليين: م)ا أمر الشارع به أمرا غير جازم، فما تجيء تخطئ، وتقول: ال، هذا غلط،

وكذا، فكل متكلم يحمل كالمه على عرفه، يعني: على اصطالحه. فألفاظ الش))ارع تحم))ل على ع))رف الش))ارع، م))ا ه))و ع))رف الش))ارع؟))ا ه))ذه الشرعيات، فكالم الشارع يحمل على المعنى الش))رعي، وأحيان اللفظة: ما لها معنى شرعي عند الشارع حتى نفسرها ب))ه، فنلج))أ إلى الخطوة الثاني))ة، فنحمله)ا على المع)نى الع)رفي، أي: ع))رف؟ ه))ل في عرفنا نحن؟ ال، في عرف المخاطبين الذي نزل عليهم الق))رآن؛ وله))ذا سيأتي في قاعدة أخرى: أنه ال يجوز حمل ألفاظ القرآن على اصطالح ح))ادث، يع))ني: على ع))رف ح))ادث، ف))إن لم يوج))د مع))نى ع))رفي

5

Page 6: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

للمخ))اطبين، فعندئ))ذ على م))اذا نحمله))ا؟ على المع))نى اللغ))وي، يق))ولصاحب نظم مراقي السعود:

واللفظ محمول على الشرعي *** إن لم يكن فمطلق العرفيفاللغوي على الجلي ولم يجب *** بحث عن المجاز في الذي انتخب

فهذه مراتب ثالث في حمل األلفاظ، وهذا ضروري جدا لط))الب العلم؛ ألن لو اإلنسان بدأ كم))ا يفع))ل بعض أه))ل الب))دع يفس))ر الق))رآن باللغ))ة فقط، ويقول: هذا أفضل، وكما ينادي بعض الناس الي))وم، ويق))ول ل))ك: نحن عرب، فلم)اذا نل))زم بفهم الص)حابة، وفهم الس)لف الص)الح؟ نحن عرب نفسر بمقتضى اللغة العربية، فهذا سيشطح في الفهم، وسيأتي

بأشياء عجيبة غريبة. نعطيكم بعض األمثلة على دوران اللفظ بين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي، يسمونه: الحقيقة الشرعية والحقيقة اللغوية، فالحقائق ثالث:

حقيقة شرعية.-وحقيقة عرفية.-وحقيقة لغوية.-

وعرفنا الترتيب، فما يدور فيها اللفظ بين الحقيقة، يعني: يتردد يحتمل }ولله علىبين الحقيق))ة الش))رعية والحقيق))ة اللغوي))ة، من األمثل))ة:

بيال{ تطاع إلي--ه س-- [،97 ]آل عم))ران:الناس حج البيت من اس-- الحج ما معناه؟ هل ل))ه مع))نى في الش))رع؟ نعم، ه))و: قص))د بيت الل))ه الحرام في وقت مخصوص؛ ألداء النسك، وليس مقصودنا التدقيق في التعريفات، وإنما المقصود: بيان المراد ب))أقرب طري)ق، فه))ذا الحج ل))ه معنى شرعي، وليس له معنى عرفي محدد، لكن فيه معنى لغوي، م))ا

معنى الحج في اللغة؟ ه))و: مطل))ق القص))د، فهن))ا ه))ل نحم))ل اللف))ظ الش))رعي على المع))نى اللغ))وي أو على المع))نى الش))رعي؟ على المع))نى الش))رعي؛ ألن كالم الشارع في الشرعيات، فال يجوز أن نفسره ب))المعنى اللغ))وي، فنق))ول

تطاع إلي---هفي قول)))ه: }ولله على الناس حج البيت من اس---بيال{ [، ه))و: قص))د بيت الل))ه الح))رام في وقت97 ]آل عم))ران:س--

مخصوص؛ ألداء النسك.ماوات واألرضوفي قول))ه تع))الى: جد من في الس-- }ولله يس--

، معنى السجود}ولله يسجد{[، فقوله: 15 ]الرعد:طوعا وكرها{ في الشرع هو: وضع الجبهة على األرض، وله معنى أيضا لغ))وي، وه))و:

ماواتالخضوع، فهنا في قوله تعالى: جد من في الس-- }ولله يس--

6

Page 7: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

، ه)))ل نحمل)))ه على المع)))نى اللغ)))وي، أو على المع)))نىواألرض{الشرعي؟

نقول: على المعنى الشرعي، وسجود ك))ل ش))يء بحس))به، وال نفس))ره بمجرد الخضوع، وبعض المفسرين فسروه: بالخضوع، وقالوا: المؤمن يخضع طوعا، والكافر يخضع ق))درا وقه))را؛ ألن))ه ح))تى في دمائ))ه ال))تي تجري في عروقه، وفي كل م))ا يج))ري في جس))مه، ك))ل ذل))ك محك))وم بقدر الله -عز وجل، ال يخرج عنه قليال وال كثيرا، فبعض العلم))اء ق))الوا:

المقصود: الخضوع. واألقرب: أن يفسر ذلك بالسجود، وس))جود ك))ل ش))يء بحس))به، والل))ه يمكن أن يجع))ل للجم))ادات إدراك))ات، الل))ه ق))ال للس))ماوات واألرض:

[، والن))بي11 ]فصلت:}ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين{ ))إني ألع))رف حج))را ك))ان يس))لم علي-صلى الله عليه وسلم- يق))ول:

وق))ال الل))ه -ع))ز وج))ل- في قص))ة داود -علي))ه، (4)بمكة قبل أن أبعث(( [، فهي: تردد مع))ه10 ]سبأ:}يا جبال أوبي معه والطير{السالم:

حينما يقرأ الزبور.ماوات وم--ا فيوهك)))ذا في قول)))ه: بح لله م--ا في الس-- }يس--

ماوات واألرض{[،)) 1 ]الجمعة:األرض{ }سبح لله ما في الس-- [، فحينما يضيف ذلك إلى أهل السماوات واألرض يحمل هذا1]الحديد:

على الجميع. والنبي -ص))لى الل))ه علي))ه وس))لم- كم))ا،(5)وكذا حنين الجذع وهو: جماد

في صحيح مسلم قال لشجرتين كما في حديث جابر -رضي الله عن))ه: فانقادتا، وجاءت كل شجرة تمشي، فه))ذه األش))ياء يجع))ل، (6)))انقادا((

الله -عز وجل- لها إدراكات تليق بها، فنحمله على المعنى الشرعي. }وال تصل على أحد منهم م--ات أب--دا والوفي قوله تعالى- مثال:

[، والص))الة له))ا مع))نى ش))رعي، وهي:84 ]التوب))ة:تقم على قبره{ األقوال واألفعال المخصوصة، المفتتحة ب))التكبير، المختتم))ة بالتس))بيح،بنية، فهذه الصالة في الشرع، وفي اللغة: الدعاء، فحينما يقول الل))ه -

ق اللي--ل{ع))ز وج))ل: مس إلى غس-- الة ل--دلوك الش-- }أقم الص [، ما المراد به؟ هل هو: ال))دعاء أو المقص))ود ب))ه: الص))الة78]اإلسراء:

المعروفة؟ المقصود: الصالة المعروفة، وحينما يقول الل))ه -ع))ز وج))ل: - أخرجه مسلم، كتاب الفضائل، باب فضل نس))ب الن))بي -ص))لى الل))ه علي))ه وس))لم، وتس))ليم4

(.2277الحجر عليه قبل النبوة، برقم )(.3583 - أخرجه البخاري، كتاب المناقب، باب عالمات النبوة في اإلسالم، برقم )5 - أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل وقص))ة أبي اليس))ر، ب))رقم )6

3012.)7

Page 8: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

رهم وتزكيهم بها وصل عليهم }خذ من أموالهم صدقة تطه [، م))ا الم))راد ب))ه؟ ه))ل يص))لي103 ]التوبة: إن صالتك سكن لهم{

عليهم صالة فريضة أو صالة جنازة؟ ال، المقص)))ود ب)))ه: ال)))دعاء، طيب نحن قلن)))ا: اللف)))ظ محم)))ول على الشرعي، فلما حملناه على غير المعنى الشرعي؟ لوج))ود ال))دليل، م))ا

لم)ا ج))اءوا بص)دقتهم،، (7)))اللهم صل على آل أبي أوفى((هو الدليل؟ ، فك)))ان الن)))اس إذا ج)))اءوا))اللهم ص)))ل على آل أبي أوفى((فق)))ال:

بصدقتهم النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوا لهم، ولم يرد عنه -صلى الل))ه علي))ه وس))لم- أن))ه ك))ان يص))لي الص))الة المعروف))ة على أح))د ج))اء بصدقته، فدل هذا على أن المراد بالصالة هنا: المع))نى اللغ))وي، وليس المعنى الشرعي، فه))ذا إذا دل ال))دليل على ذل))ك؛ ألن))ه خالف األص))ل،

كنفيق))ول الل))ه -تب))ارك وتع))الى: التك س-- ل عليهم إن ص-- }وص-- [، فنحن ال نأخ))ذ اآلي))ة بمجرده))ا واحتماالته))ا من103 ]التوب))ة:لهم{

ناحية الداللة، لكن ننظر إلى هدي النبي -صلى الله عليه وس))لم، وإلى فهمه لهذه النصوص، فماذا كان يصنع امتثاال وتحقيق))ا له))ذا؟ فك))ان إذا جاء أحد بصدقته، ق))ال: اللهم ص)ل على آل فالن، ففهمن))ا من))ه الم)راد

}وال تصل، لكن في قوله تعالى: }وصل عليهم{من قوله تعالى: [، م))ا84 ]التوبة:على أحد منهم مات أبدا وال تقم على قبره{

المقصود به؟ ا: ال))دعاء، لكن))ه يفهم من قول))ه: }والصالة الجنازة، ويدخل في))ه أيض))

؛ ألنه لماذا يق)وم على ق))بره؟ لل))دعاء ل)ه، فنق))ول:تقم على قبره{ ، ال))تي هي:}وال تصل على أح--د منهم م--ات أب--دا{قوله تعالى:

؛ من أج))ل ال))دعاء}وال تقم على قب--ره{ص))الة الجن))ازة، وقول))ه: واالستغفار، فهذا غير هذا، والله أعلم.

نعطيكم مث))اال على دوران اللف))ظ بين الحقيق))ة العرفي))ة، والحقيق))ةى إنياللغوي))ة، الل))ه -ع))ز وج))ل- يق))ول: }إذ ق--ال الله ي--ا عيس--

روا{ رك من الذين كف--- ي---ك ورافع---ك إلي ومطه ]آلمتوفيك{[، فقوله: 55عمران: ، الوفاة في اللغ))ة م))ا معناه))ا؟}إني متوف

معناها: االس))تيفاء، يع))ني: مس))توفيك، أي: أن يأخ))ذه بروح))ه وجس))ده، وهذا ق))ال ب))ه بعض أه))ل العلم في تفس))ير ه))ذه اآلي))ة: من االس))تيفاء،

يك{فقوله: ، يع))ني: مس))توفيك روح))ا وجس))دا، والمع))نى}إني متوف العرفي للوفاة هو: مفارق))ة ال))روح للجس))د، إم))ا مفارق))ة كلي))ة، تنتفي

(،1497 - أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب صالة اإلمام، ودعائه لصاحب الص))دقة، ب))رقم )7(.1078ومسلم، كتاب الزكاة، باب الدعاء لمن أتى بصدقته، برقم )

8

Page 9: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

معها الحياة، أو مفارقة جزئية، يرتفع معه))ا اإلدراك، ال))ذي ه))و: الن))وم، }الله يتوفى األنفس حين موتها والتيوالله -عز وجل- يقول:

ى عليه--ا الم--وت ك التي قض-- لم تمت في منامه--ا فيمس--[.42 ]الزمر:ويرسل األخرى إلى أجل مسمى{

}إنيفهن))ا حينم))ا يق))ول الل))ه -ع))ز وج))ل- لعيس))ى -علي))ه الس))الم: يك{ ، فعندنا معنى عرفي، وعندنا مع))نى لغ))وي، وعلى ال))ترتيبمتوف

الذي ذكرن))اه بم))اذا نفس))رها؟ كي))ف ن))رجح بين الق))ولين في التفس))ير، وهما موجودان؟ فالعلماء لهم كالم كثير بين هذه اآلية، بعض))هم ي))دعي فيها: أن فيها تقديم وتأخير، وعندنا القاعدة األخرى: األص))ل في الكالم الترتيب، فنقول: نحمله على المع))نى الع))رفي، فنق))ول: نحم))ل الوف))اة على مفارقة الروح للجسد، بمعنى: أن الله رفعه في حالة الن))وم، وإال

فهو: لم يمت -عليه السالم. مثال على دوران اللفظ بين المع))نى الش))رعي والمع))نى اللغ))وي، م))ع وجود قرينة تدل على إرادة المعنى اللغوي، ه))و: المث))ال ال))ذي ذكرت))ه

كن لهم{في قوله: [،103 ]التوب))ة:}وصل عليهم إن صالتك س-- فعندنا هذا مثال على حمله على المعنى اللغوي؛ لوجود قرين))ة م))ع أن

}وال تصل على أح--د منهم م--اتاللفظ له معنى شرعي، فقوله: [، فه))ذه نحمله))ا على المع))نى84 ]التوبة:أبدا وال تقم على قبره{

رهمالش)))رعي، لكن قول)))ه: دقة تطه }خ---ذ من أم---والهم ص---كن لهم{ التك س-- ل عليهم إن ص-- ]التوب))ة:وت--زكيهم به--ا وص--

[، ه))ذه نحمله))ا على المع))نى اللغ))وي؟ لم))اذا؟ لوج))ود قرين))ة، أو103 دليل، وهو: أن النبي -صلى الله علي))ه وس))لم- ك))ان يق))ول: اللهم ص))ل

على آل فالن، فهذا شرط: إذا وجدت القرينة، وإال فهو خالف األصل.وهنا ثالثة تنبيهات يحتاج طالب العلم إلى معرفتها في هذا الباب:

األول: أن على المفسر أن ينظ))ر أو يع))رف ح))دود األلف))اظ الش))رعية، وأن يقف عند ذلك الحد، بحيث ال يدخل فيه غ))ير موض))وعة، وال يخ))رج منه شيئا من موضوعه، مما يدخل فيه، وهذه ذكره)ا ابن القيم -رحم)ه الله، وأكد عليها، وكثير من الشطط في األحكام، واإلفراط والتفري))ط،

يكون بسبب ذلك. ففي األلفاظ الشرعية مثال: الربا، إذا وسعناه وأدخلنا في))ه أش))ياء ليس من موضوعه، فأدخلنا بعض المعامالت التجارية المباح))ة، أدخلناه))ا في الرب))ا، وحرمناه))ا على الن))اس، وإذا ض))يقناه، وقلن))ا مثال: ال رب))ا إال في

9

Page 10: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

، أخرجنا أش))ياء من المع))امالت الربوي))ة، وجعلناه))ا مع))امالت(8)النسيئةمباحة، وتجارة مباحة.

وكذا: لفظة الخمر، إذا ضيقناها جدا، وقلنا: هو عص))ير العنب المس))كر مثال، أخرجنا أنواع النبيذ من األشياء األخ)رى من الفواك)ه، وقلن)ا: ه)ذه ليست من الخمر، وهذا غلط، وإذا وسعنا الخمر، فيمكن أن ن))دخل ب))ه أشياء مباحة، ونحرمها على الناس، ونقول: يشملها لفظ الخمر، فال بد

من ضبط حدود األلفاظ الشرعية، فال نوسعها، وال نضيقها. وكلمة النكاح مثال: ه))ذا مص))طلح ش))رعي، حقيق))ة ش))رعية، فيمكن أن نض))يقها، فنخ))رج بعض أن))واع ال))زواج الص))حيح، بغض النظ))ر عن بعض األشياء والمالحظات، واعتراضنا عليه من جهة أخرى، يع))ني مثال: زواج المسيار، لو جاء واحد وقال: ال، هذا ليس زواج)ا؟ ه))ذا زن)ا، نق))ول ل))ه: اس))تغفر الل))ه، ال يج))وز ي))ا أخي! ه))ذا عق))د ص))حيح مس))توف لجمي))ع الش))روط، لكن ه))ل ه))ذا ال))ذي ننص))ح ب))ه الن))اس؟ نق))ول: ال، لكن ق))د تقتضيه أحيانا مصلحة الم))رأة، وليس البحث اآلن في ه))ذا، لكن))ه نك))اح

صحيح. وكذا: الزواج بني))ة الطالق، ه))ل ه))ذا يعت))بر زن))ا، ون))أتي به))ذا اإلنس))ان، ونقول: إن كان محصن يرجم، وإال يجل))د؟ الج))واب: م))ا ه))و بزن))ا، ه))ذا عق))د ص))حيح مس))توف للش))روط، لكن ننهى الن))اس عن))ه؛ لم))ا يحص))ل بسبب ذلك من المفاسد الكث))يرة واألض))رار، كم))ا ال يخفى، لكن))ه ليس بزنا، وال نقول لمن فعله بأن))ه زاني، وتنطب))ق علي))ه النص))وص والوعي))د

الوارد في الزنا. وإذا وسعنا حقيقة النك))اح س))ندخل في))ه أش))ياء ليس))ت من))ه، فمثال: ل))و وسعنا لفظة النكاح قد ندخل فيه أشياء، مما يسميه بعض))هم: ب))الزواج العرفي، فالزواج العرفي طبعا يطلق على أكثر من شيء، لكن أقص))د به))ذا: أن يتف))ق الرج))ل والم))رأة، إذا أعجبت))ه في الجامع))ة، أو في أي مكان في بعض البالد، ويتف))ق ه))و وإياه))ا، ويق))ول س))أتزوجها، وي))ذهب واحد يعقد له عليها، أو ك))ذا، والن))بي -ص))لى الل))ه علي))ه وس))لم- يق))ول: ))أيما امرأة نكحت نفس))ها بغ))ير أذن وليه))ا، فنكاحه))ا باط))ل! فنكاحه))ا

فنقول: هذا زنا، وهذا ال يجوز، وال تحل ل)ه،، (9)باطل! فنكاحها باطل!(( (، ومسلم، كت))اب2178 - أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب بيع الدينار بالدينار نساء، برقم )8

(.1596المساقاة، باب بيع الطعام مثال بمثل، برقم ) (، والترمذي، أبواب النكاح2083 - أخرجه أبو داود، أول كتاب النكاح، باب في الولي، برقم )9

(، وق))ال:1102عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء ال نك))اح إال ب))ولي، ب))رقم ) (، وص))ححه1879هذا حديث حسن، وابن ماجه، أبواب النكاح، ب))اب ال نك))اح إال ب))ولي، ب))رقم )

(.2709(، برقم )526/ 1األلباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته )10

Page 11: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

فالذين يوسعون هذه الحقيقة الش)رعية: النك))اح، ي)دخلون فيه)ا أش)ياء ليست منها، فال بد من ضبط هذه الحقائق الشرعية، فال نوس))عها أك))ثر

مما تحتمل، وال نضيقها فنخرج منها أشياء تدخل تحتها. الملحظ الثاني: ينبغي أن نحمل ألفاظ الشارع على م))ا ك))ان متع))ارف في عصر نزول الوحي، كما سيأتي في قاعدة توضح هذا إن شاء الله، فإذا قيل: القرية، فالقرية في اصطالحنا اليوم، في عرفنا اليوم، تطلق على: مجمع البنيان الصغير، والمدين))ة: مجم))ع البني))ان الكب))ير، أم))ا في

وقت نزول الوحي، فالقرية تطلق على: هذا وهذا.لوا واردهم ف--أدلىوك))ذا قول))ه تع))الى: يارة فأرس-- }وجاءت س--

[، ما مع))نى الس))يارة في عص))رنا؟ هي: المرك))وب19 ]يوسف:دلوه{ المعروف، لكن في عرف المخ))اطبين، هم: المجموع))ة من الن))اس، أو الركب الذين يسبقون القافلة، فهم: مجموع))ة من ال)ركب، يق))ال لهم:

، فهؤالء تقدموا هؤالء القوم الذين خلفهم؛}وجاءت سيارة{سيارة، من أجل أن ي))ردوا على الم))اء، فهم: مجموع))ة من المس))افرين، يق))ال

لهم: سيارة، وهكذا، وسيأتي ما يوضح هذا إن شاء الله. الملح))ظ الث))الث، وه))و: أن))ه ينبغي مراع))اة الس))ياق ومقتض))ى الح))ال، والنظر في قرائن الكالم عند تفسير ألفاظ الشارع، وضم النظ))ير إلى نظيره، يعني: ما نأتي إلى اللفظة بمجردها ونفسرها بعيدا عن السياق

}ذق إنك أنت العزي--زال))ذي وردت في))ه، ففي قول))ه تع))الى- مثال: [، فهل هذه ج))اءت في س))ياق التك))ريم، ويق))ال49 ]الدخان:الكريم{

له: ما شاء الله أنت عزيز وكريم؟ ال، هذه في مقام اإلهان)ة، والتحق))ير ل))ه، والتبكيت، م))ع أن لفظ))ة العزي))ز في أص))ل معناه))ا تع))ني: ص))احب العزة، والكريم هو: صاحب الج))ود، والب))ذل، والعط))اء، وليس ه))ذا ه))و

المراد هنا. وانظ)))ر إلى آي)))ة النس)))اء، فيم)))ا يح)))رم من النس)))اء، ق)))ال تع)))الى:

[، م)ا الم)راد بالمحص)نات؟24 ]النساء:}والمحصنات من النساء{ [، ف))إذا24 ]النس))اء:}إال م--ا ملكت أيم--انكم{يعني: ذوات األزواج،

أخذنا سبايا من الكفار، فإنه ينقطع حبل الزوجية، وعند ذلك على كالم أله))ل العلم في مس)ألة االس))تبراء، تس)تبرأ بحيض)ة، ثم بع))د ذل)ك ول)و

}ومن لم يستطعكانت ذات زوج يطأه))ا من ص))ارت ل))ه، ثم ق))ال: نات المؤمن--ات{ [، م))ا25 ]النس))اء:منكم طوال أن ينكح المحص--

}فمن ما ملكت أيم--انكم منالم))راد بالمحص))نات هن))ا؟ الحرائ))ر، {[، ثم ق))ال: 25 ]النس))اء:فتي--اتكم المؤمن--ات{ ن }ف--إذا أحص--

11

Page 12: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

}فإن أتين بفاحشة[، ما معنى أحصن؟ يعني: تزوجن، 25]النساء: [،25 ]النس))اء: فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب{

يع))ني: الحرائ))ر، ف))انظر! كي))ف لفظ))ة واح))دة يتغ))ير معناه))ا بس))بب السياق؟! فال بد من مراعاة الس)ياق، ومقتض)ى الح))ال، وض)م النظ))ير

إلى نظيره، وكذا: النظر في القرائن. قال: قاعدة: قول الصحابي مقدم على غيره في التفسير،

وإن كان ظاهر السياق ال يدل عليه. نحن عن))دنا قاع))دة، وهي: أن التفس))ير إذا ثبت عن الن))بي -ص))لى الل))ها: إذا ثبت عليه وسلم- فإن))ه ال يلتفت إلى ق))ول أح))د س))واه، وهن))ا أيض)) التفسير عن الصحابي، وعارضه قول أحد ممن جاء بعدهم، فإننا ال نرد أقوال الصحابة لقول أحد بعد النبي -صلى الله عليه وس))لم، ول))و ك))ان

ظاهر السياق ال يساعد على قول الصحابي. }قل أرأيتم إن كان من عندنعطيكم مثاال: الله -عز وجل- يقول:

رائيل على مثل--ه اهد من بني إس-- هد ش-- الله وكفرتم به وش-- }قل[، ه))ذه اآلي))ة مكي))ة، ق))ال: 10 ]األحقاف:فآمن واستكبرتم{

رتم ب--ه، يع))ني: الق))رآن، أرأيتم إن ك--ان من عن--د الله{ }وكف--رائيل{ اهد من بني إس-- ، فمس))روق بن األج))دع يق))ول:وشهد ش--

يع))ني: ش))هد على مثل))ه، يع))ني:}على مثله{الش))اهد ه))و موس))ى، لكن ثبت عن س))عد بن أبي وق))اص، وعن، (10)التوراة أنها من عن))د الله

عبد الله بن سالم، وأيضا عن عوف بن مالك: أن هذه اآلي))ة ن))زلت في عبد الله بن سالم -رضي الله عن))ه، أس))لم بع))د، و(11)عبد الله بن سالم

الهجرة في المدينة، وهذه اآلية نازل))ة في مك))ة، ف))انظر! ه))ل الس))ياق يساعد على قول التابعي، وهو: مسروق، أو على قول هؤالء الصحابة؟ على قول التابعين، فهل نأخذ بقول التابعي ونترك قول هؤالء الصحابة ال))ذين هم أعلم الن))اس في الق))رآن، وعب))د الل))ه بن س))الم يق))ول: في

.(12)نزلت هذه اآلية فنقول: نأخذ بأقوال الصحابة، وإن كان الس))ياق ال يس))اعد علي))ه؛ ألنهم

أعلم بمعاني القرآن.

(.102/ 22 - أخرجه الطبري في تفسيره، )10 - أخرجه البخاري، كتاب مناقب األنصار، باب مناقب عب))د الل))ه بن س))الم -رض))ي الل))ه عن))ه،11

(.3812برقم ) - أخرجه الترمذي، أبواب المناقب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، باب من))اقب عب))د12

(، وقال: هذا حديث غريب إنما نعرف))ه من ح))ديث3803الله بن سالم -رضي الله عنه، برقم )(.511عبد الملك بن عمير، وانظر: ضعيف سنن الترمذي )ص:

12

Page 13: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

وأما من ناحية التخريج، من الناحية الصناعية في هذا العلم، فيمكن أن نقول: من القرآن ما ينزل قبل وقوع حكمه، وال أقص))د ب))الحكم الحكم الفقهي، وإنما مقتضاه، أو ما يتعلق به، فق))د ي))نزل بعض الق))رآن قب))ل وقوع حكم))ه، وس))يأتي م))ا يوض))ح ه))ذا إن ش))اء الل))ه، يع))ني في قول))ه

[، عمر -رض))ي45 ]القمر:}سيهزم الجمع ويولون الدبر{تعالى: الله عن))ه- يق))ول: كنت أق))ول: أي جم))ع؟ وأي دب))ر؟ ه))ذا في مك))ة، أيتولية الدبر؟ ما فيه جموع، وال فيه جيوش، يق))ول: ح))تى رأيت الن))بي - ص))لى الل))ه علي))ه وس))لم- يثب في ال))درع في ي))وم ب))در، وه))و يق))ول:

ف)نزلت اآلي)ة في،) (13)[45 ]القمر:}سيهزم الجمع ويولون الدبر{مكة، ووقعت في يوم بدر.

وهن))اك بعض األمثل))ة ال))تي ق))د ال نس))لم به))ا، كم))ا في قول))ه تع))الى: [، الس))ورة مكي))ة، فبعض))هم يق))ول:2 ]الكوثر:}فصل لربك وانحر{

هذه اآلية مدنية؛ ألنها تتحدث عن صالة العيد، والنح))ر لألض))احي، وه))ذا ما كان إال في المدين))ة، نق))ول: ال، أص))ال ليس ه))ذا مع))نى اآلي))ة، وإنم))ا

التي، كم))ا في قول))ه: }فصل لربك وانح--ر{قول))ه: }ق--ل إن ص-- [،162 ]األنع))ام:ونسكي ومحياي ومم--اتي لله رب الع--المين{

فهذا هو المع))نى، لكن ل))و س))لمنا أن المقص))ود ب)ه: ص)الة العي)د، وذبح األضاحي، فنقول: هذا مما نزل قبل تش))ريع الحكم، وال م))انع من ه))ذا،

إلى غير ذلك من األمثلة.لى{وقوله تعالى: م ربه فص-- }قد أفلح من تزكى * وذك--ر اس--

[، بعض))هم يق))ول: ه))ذه اآلي))ة في س))ورة مكي))ة، لكنه))ا15-14]األعلى:نازلة في المدينة، لماذا؟

}قد أفلح منق))الوا: ألنه))ا تتح))دث عن ص))الة عي))د الفط))ر، فقول))ه: م ربه{، أي: زك))اة الفط))ر، تزكى{ ، ه))ذا التكب))ير قب))ل}وذكر اس--

، يعني: صالة العيد، فنقول: ليس هذا هو المراد، بل:}فصلى{العيد، ، أي: زكى نفسه، وطهره))ا باإليم))ان والعم))ل}قد أفلح من تزكى{

، لكن لو قلنا: بأن هذه في صالة}وذكر اسم ربه فصلى{الصالح، العيد، وفي زكاة الفطر، فنقول: هذا مما نزل قب))ل تش))ريع الحكم، وال م))انع من ه))ذا، ف))انظر! ه))ذا من الناحي))ة الص))ناعية كي))ف نخ))رج ه))ذه

األشياء؟!

(.602/ 22 - أخرجه الطبري في تفسير )1313

Page 14: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

ق--ال: قاع--دة: إذا اختل--ف الس--لف في تفس--ير اآلي--ة على ق--ولين لم يج--ز لمن بع--دهم إح--داث ق--ول ث--الث يخ--رج عن

قولهم. بهذا الضابط وبهذا القيد: لم يجز لمن بعدهم إحداث قول ث))الث يخ))رج عن قولهم، يعني: يعود بالتخطئة على القولين؛ ألن هذا أشبه ما يك))ون بخرق اإلجماع، يعني: الصحابة مثال، أو الس))لف، اختلف))وا على ق))ولين، وج))اء واح))د بق))ول ث))الث يخطئ الق))ولين، فنق))ول: ال يمكن له))ؤالء أن يجمعوا، وتجمع األمة على معنى، أو معنيين، أي: اختلفوا على ق))ولين، افترقت األمة على هذه المعاني، وما عرف))وا ه))ذا المع))نى ال))ذي جئت به، فاجتمعوا على الخطأ في قوليهم، هذا ال يمكن؛ ألنه ال تجتم))ع ه))ذه

لكن يمكن أن يأتي إنس))ان بق))ول يجم))ع في))ه بين، (14)األمة على ضاللة األقوال، بقول يفصل فيه، ال يكون خارجا عن أق))والهم، مث))ل: ل))و ق))ال أحد مثال: اختلفوا: هل البسملة من الفاتحة أو ليست من الفاتحة؟ هل البس))ملة في أوائ))ل الس))ور، هي: من الس))ورة أو ليس))ت فيه))ا؟ يمكن لقائل أن يقول: بأن ذلك بحسب الق))راءة، فمن ق))رأ بق))راءة البس))ملة آية فيها من الس))ورة، أو من الفاتح))ة، فهي: منه))ا، وال يتركه))ا إذا ق))رأ، ومن قرأ بقراءة ال تكون منها، فإنه له إس))قاطها، والس))نة والمس))تحب

أن يقرأها، كما قال في المراقي:وبعضهم إلى القراءة نظر *** وذلك للوفاق رأي معتبر.

فيجمع بين هذه األقوال، فه))ذا ال إش))كال في))ه، إذا ك))ان الق))ول الث))الثبهذه الطريقة.

وأما أن يأتي بقول ثالث، ويقول: كل هؤالء أخطئوا، وما فهم))وا، وه))ذا القول الجديد هو: القول الصحيح، فه))ذا م))ردود؛ ألن في))ه نس))بة جمي))ع األمة إلى الخطأ، ولألسف يق)ع في ه))ذا بعض من يتكلم على التفس))ير العلمي الي))وم، وي))أتون بأش))ياء تنقض أق))وال الس))لف، وتع))ود عليه))ا باإلبطال، ويقول لك: يا أخي! نحن غير مل))زمين ب))أقوال الس))لف، أنت لم))اذا تق))ول لي: انظ))ر أق))وال الس))لف، وارج))ع إلى أق))وال الس))لف، وبشرط: أال يخالف أقوال السلف؟! هم فسروا بحسب معطياتهم في زم))انهم وعص))رهم، ونحن نفس))ر بحس))ب المعطي))ات ال))تي عن))دنا في عصرنا، ونفهم ما لم يفهم))وه، وق))د يكون))ون مخط))ئين، وهم ي))ؤجرون، الله يأجرهم، فنقول له: ال، هذا ال يمكن أبدا، هذا مستحيل، كيف تجمع

(، وابن ماج))ه، أب))واب4253 - أخرجه أبو داود، أول كتاب الفتن، ذكر الفتن ودالئلها، ب))رقم )14 (، وحسنه األلباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته3950الفتن، باب السواد األعظم، برقم )

(.1786(، برقم )1/367)14

Page 15: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

األمة على خطأ، أمة من قرون ما فهموا اآلي))ة وفهموه))ا خط))أ، وت))أتي أنت وتقول: هذا هو المعنى الصحيح، وكل األقوال الس))ابقة خط))أ، وإن اختلفوا فيها على عشرة أق))وال، كله))ا غل))ط، فه))ذا ال يمكن، وال يق))ول هذا من يعرف السلف، وقدر السلف، ومسائل تتعلق بمب))ادئ العل))وم،

فيما يتعلق باإلجماع، وخرق اإلجماع، وما أشبه ذلك.ماءففي قول))ه تع))الى مثال: }ول--و فتحن--ا عليهم باب--ا من الس--

ارنا{ كرت أبص-- ]الحج))ر:فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما س--ارنا{[، في القراءة األخ))رى: 14-15 كرت أبص- الوا إنم-ا س- ،}لق-

}ولو فتحن--ا عليهم باب--ابالتخفيف، فالسلف اختلفوا على ق))ولين: ماء فظلوا فيه يعرج--ون{ ، يع))ني: أن المش))ركين ظل))وامن الس

يعرجون إلى السماء. والمعنى الثاني: ظلوا فيه، يعني: المالئكة، والن))اس ي))رونهم يص))عدون،

ارنا{، يعني: المشركين، }لقالوا{ كرت أبص-- ، ه))ذا على}إنما س-- س)بيل المك)ابرة، فالل)ه ي)ذكر مك))ابرة ه)ؤالء أنهم ال يمكن أن يؤمن)وا:

[،97 ]ي))ونس:}ولو جاءتهم كل آية حتى يروا الع--ذاب األليم{ فأصحاب اإلعجاز بعضهم يقول: ال، ليس على سبيل المكابرة، هم لم))ا يرتفعون من الغالف، ويف))ارقون الغالف الج))وي، يص)يرون إلى ظلم))ة، فإذا ص))اروا إلى ظلم))ة، سيس))تغربون، ويقول))ون: أين ذهبت أبص))ارنا؟ لماذا ال نبصر؟ والله يذكر هذا الس))ياق، وي))دل على أن))ه في المك))ابرة، وكالم الس))لف في ه))ذا، وه))ؤالء يقول))ون: ال؛ ألنهم يص))يرون ال ي))رون شيئا؛ ألن الظلمة تامة، فهذا من اإلعجاز، فنق)ول: ه))ذا ممن))وع، وليس منه، وهذا القول الذي ذكرتم))وه غل))ط؛ ألن))ه يع))ود إلى أق))وال الس))لف

باإلبطال.عون{وفي قول))ه تع))الى: ماء بنيناه--ا بأي--د وإنا لموس-- }والس--

[، كالم أه)))ل العلم واح)))د، ب)))أن ه)))ذا خ)))بر عن خل)))ق47]ال)))ذاريات: السماوات واألرض: أن الله وسعها، وأصحاب اإلعج))از بعض))هم يق))ول: ه))ذا وع))د في المس))تقبل: أن الك))ون ال زال يتوس))ع، وتول))د مج))رات جديدة، فنق))ول: ه))ذا الكالم: كونه))ا تول))د مج))رات جدي))دة، أو م))ا تول))د مجرات جديدة، قضية ال شأن لنا بها، لكن تفسر اآلية بهذا ال، ب))ل ه))ذا خبر عن الماضي، أن الله خلقها فوسع خلقه))ا، ك))ل أق))وال أه))ل العلم سلفا وخلفا يقولون بهذا، فكيف تأتي بقول يخرق أقوالهم، ويعود إليه))ا باإلبطال، وكلهم أخطأوا، وجئت أنت ب))المعنى الص))حيح، ال يمكن تجهل

15

Page 16: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

األمة، أعلم الناس بالقرآن أصحاب النبي -صلى الل))ه علي))ه وس))لم، ثمالتابعون، وتأتي وتقول كل هؤالء ما فهموا، فهذا ال يمكن، فهذه أمثلة. قال: قاع--دة: في تفس--ير الق--رآن بمقتض--ى اللغ--ة ي--راعى

المعنى األغلب واألشهر واألفصح دون الشاذ أو القليل. هذه القاعدة يرددها كبير المفسرين أبو جعفر ابن جرير -رحم))ه الل))ه- كثيرا في تفسيره، وهو: من أنفع التفاسير في تنمية الملك))ة، وت))دريب طالب العلم على ص))حة النظ))ر في التفس))ير؛ لم))ا ي))ذكر من القواع))د، ويطبق عليها األمثلة في مواضع كثيرة جدا في الكتاب، وهذه من أكثر القواع))د ال))تي ي))رجح به))ا بعض األق))وال على بعض، فيجب أن ي))راعى المعنى األغلب، يعني: المتبادر إلى الذهن، والمعنى المشهور، واألك))ثر تداوال، دون المعنى المغمور، فإن هذا خالف األص))ل؛ وله))ذا تج))ده في كث)ير من األحي))ان يق)ول: "وال نس)تجيز غ)ير ه)ذا الق)ول؛ ألن)ه ال يج)وز تفسير القرآن إال باألشهر المع))روف من لغ))ات الع))رب، دون الن))ادر أو

، فكثيرا ما يردد مثل هذا الكالم -رحمه الله.(15)القليل أو الشاذ" }ال يذوقون فيها بردا وال شرابا{وأما األمثلة، ففي قوله تعالى:

))رد مع))روف، ه))و: م))ا ي))برد الجس)م، أي: ب)رودة، ب))رودة24]النبأ: [، الب يع))ني:}ال يذوقون فيه--ا ب--ردا{الهواء وغيره، وبعض))هم يقول))ون:

، من أين ه))ذا المع))نى ج))اء؟ ق))الوا: ه))ذا(16)نوم))ا، ال ين))امون في الن))ار موجود في اللغة، ويوجد له ش))اهد، أو ش))واهد: أن ال))برد يق))ال للن))وم،

وذلك أن اإلنسان إذا كان يعاني من شدة العطش، فماذا يفعل؟ د عليه ذلك حر العطش، فالص))ائم مثال م))اذا يفع))ل إذا أش))تد ينام، فيبر

}العلي)))ه العطش؟ ين)))ام، فيطفئ ذل)))ك ش)))دة العطش، فقول)))ه: ، قالوا: المقصود: النوم، ال ينامون، هل هذا ه))ويذوقون فيها بردا{

المعنى المشهور المتبادر، وإن كان ه))ذا ل))ه وج))ه في اللغ))ة، لكن ه))لهذا هو المعنى المشهور؟

الجواب: ال، المعنى المشهور: البرد: ما ي))برد الجس))م، فهم في حميم، فال يجدون فيها ما يبرد أجسامهم، وإنما يجدون ال يحرقها، فنحمل اآلية

على هذا المعنى المشهور المتبادر إلى األذهان عند اإلطالق. }ال يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دونوفي قوله تعالى:

يء إال أن المؤمنين ومن يفعل ذل--ك فليس من الله في ش--[، فالكالم الذي يقول))ه الس))لف -28 ]آل عمران:تتقوا منهم تقاة{

يع))ني:}إال أن تتق--وا منهم تق--اة{رض))ي الل))ه عنهم- في قول))ه: (.12/322 - انظر: تفسير الطبري )15(.24/163 - انظر: المصدر السابق )16

16

Page 17: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

بالمصانعة بالقول، وب))الكالم الجمي))ل، وبالمالطف))ة لهم؛ من أج))ل دف))ع صائلتهم وشرهم عن المسلمين، يعني: بالمداراة لهم، وقت))ادة -رحم))ه

، ه))ذا وإن(17)الله- يقول: إال أن يكون بين)ك وبين)ه قراب)ة فتص)له ل)ذلك }إال أنص))ح في اللغ))ة إال أن))ه خالف المع))نى المتب))ادر إلى األذه))ان،

يع))ني: تتقي))ه بش))يء من المص))انعة والمالين))ةتتق--وا منهم تق--اة{بالقول.

قال: قاعدة: تحمل نصوص الكتاب على معهود األميين فيالخطاب.

هذه قاعدة عظيمة ومهمة: تحمل نصوص الكتاب على معهود األم))يين في الخطاب، والمقصود باألميين: أولئ))ك ال))ذين خوطب))وا ب))القرآن من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم، فما هو معهودهم في الخط))اب؟ كي))ف يفهم))ون من ه))ذا اللف))ظ، أو من ه))ذا ال))تركيب، أو من ه))ذا الخطاب؟ فتحم))ل على معه))ودهم، وبه))ذا نع))رف م))ا وق))ع من أخط))اء وانحرافات في تفس))ير كالم الل))ه -تب))ارك وتع))الى- ل))دى طوائ))ف ممن ينتسب إلى هذه األمة، فمن ذلك: أولئك الذين أضافوا إلى القرآن ك))ل علم للمتق)دمين والمت)أخرين، وتمحل)وا في حم)ل ألف)اظ الق)رآن على

معان ال يدل عليها، باعتبار: أنه متضمن لجميع العلوم.ا: ينب))ني على ه))ذه القاع))دة: أن))ه يجب االقتص))ار في فهم وهك))ذا أيض)) القرآن على كل ما يضاف علمه إلى العرب خاص))ة، فبه))ذا يوص))ل إلى

-رحم))ه(18)علم ما أودع فيه من األحكام الشرعية، كما يقول الشاطبي هن))اك أش))ياء ال تمت للع))رب بص))لة، مث))ل: حس))اب الجمل، كم))ا، فالله

سيأتي إن شاء الله. فحساب الجمل: كل حرف يعطى قيم))ة عددي))ة، من األل))ف إلى الي))اء، في)))أتي بعض الن)))اس إلى الح)))روف المقطع)))ة في أوائ)))ل الس)))ور، ويستخرجون منها عمر األمة، وبعض الوقائع، فيقول: األم))ة تعيش إلى كذا، تبقى إلى كذا، قيام الساعة سيكون في وقت كذا، بن))اء على ه))ذا الن))وع من الحس))اب، ال))ذي يق))ال ل))ه: حس))اب الجمل، يع))ني: حس))اب

، وهك))ذا، ففيه))ا: آح))اد،2، ب تع))ني: رقم 1الجمل ه))ذا هك))ذا: أ = وعشرات، ومئ))ات؛ وله))ذا تج))دون في بعض المنظوم))ات، يق))ول بعض العلماء نظمتها وأنا ابن كذا، يذكر حرفين، يقصد به هذا، يشير إلى هذا الحس))اب، وه))ذا من عل))وم اليه))ود، وليس من العل))وم ال))تي يعرفه))ا العرب، وال تنسب إليهم بحال، فال يجوز أن يفسر به الق))رآن، ه))ذا ه))و

(.6/316 - أخرجه الطبري في تفسيره، )17(.131-2/130 - انظر: الموافقات )18

17

Page 18: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

المقصود، ف)إذا جاءن)ا نفس)ر الح)روف المقطع)ة، ال نفس)رها بحس)ابحروف الجمل.

وهكذا مم))ا ينب))ني على ه))ذا: أن))ه ال ب))د في فهم الش))ريعة من مراع))اة معه))ود األم))يين في الخط))اب، ف))إن ك))ان للع))رب، وهم األمي))ون، في لسانهم عرف مستمر، فال يصح العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن لهم ع))رف في ذل))ك، فال يص))ح أن يج))رى في فهمه))ا على م))ا ال تعرفه العرب، وهذا ج))ار في المع))اني واأللف))اظ واألس))اليب، وبه))ذا رد على الفالسفة، يع))ني: ل))و تق))رؤون في كالم الفالس))فة ال))ذين فس))روا الق))رآن، فالتفس))ير اإلش))اري من))ه ن))وع فلس))في، مب))ني على ثقاف))ة فلس))فية، مث))ل: تفس))يرات إخ))وان الص))فاء، والحالج، وابن س))بعين، والتلمس))اني، وابن الف))ارض، وأمث))ال ه))ؤالء، فه))ؤالء ي))ذكرون مع))ان فلسفية، يعني: لو ذكرناها لكم يمكن ال تفهمون ش))يئا من الكالم، ول))و ق))رأت على الص))حابة ال يفهم))ون ش))يئا، ففس))روه بعلم أجن))بي، وه))و:

الفلسفة اليونانية، فهل يصح هذا؟ وهل يجوز؟ أب))دا؛ ول))ذلك ج))اؤوا بأش))ياء من الكفري))ات العظيم))ة، ال))تي ق))الوا: إن

القرآن قصدها وعناها بهذه اآليات، فهذا غير صحيح. وكذلك: في مقام اإلفهام هذه الشريعة أمية س))هلة واض))حة، فال يص))ح أن نعقد هذه الشريعة، كم))ا فع))ل المتكلم))ون حينم))ا درس))وا المنط))ق اليوناني والفلسفة، فجاؤوا بالمص))طلحات واألم))ور الص))عبة ال))تي فيه))ا غموض وإغالق كثير من جهة األلفاظ والمع))اني، وكم))ا قي))ل: إذا أردت أن تقتل الفيلسوف ماذا تص))نع ب))ه؟ يقول))ون: ض))عه بين الع))وام، يتكلم وهم يتهمونه ب))الجنون، ال يفهم))ون ش))يئا، فه))ؤالء ال))ذين يتكلم))ون عن الش))ريعة بطريق))ة في غاي))ة من الص))عوبة والغم))وض، بحيث ال يفهم

}ولقدكالمهم، هذا خالف طريقة الق))رآن، والل))ه -ع))ز وج))ل- يق))ول: رآن لل--ذكر فه--ل من م--دكر{ رنا الق-- [، فه))ذه17 ]القم))ر:يس--

الشريعة أمية. وهكذا: فيما يتعلق باألحكام، م))ا يحت))اج نق))ول في ثب))وت الش))هور، في رمضان والحج ونحو ذلك: يثبت بالحساب الفلكي، من يعرف الحساب

الفلكي؟ هذه الشريعة أمية. فهذه الشريعة األمية تصلح للذي يعيش في الصحراء مع غنمه، وتصلح للذي يعيش في المدينة، تصلح في كل زم))ان ومك))ان، فال يطلب فيه))ا ما هو خارج عن هذه القدر واإلمكانات المتاح))ة للجمي))ع، نق))ول: يكفي بالنظر إلى األهلة، وال مانع من استخدام المكبر لرؤية الهالل، ال م))انع،

18

Page 19: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

لكن ال يجب، وأما الحساب الفلكي، وإثبات الشهور بالحساب، فه))ذا اليصح بحال من األحوال.

قال: قاعدة: كل معنى مستنبط من القرآن غ--ير ج--ار علىاللسان العربي، فليس من علوم القرآن في شيء.

كل معنى مستنبط من القرآن غ))ير ج))ار على اللس))ان الع))ربي، فليس من علوم القرآن في شيء، المالحدة ماذا فعل))وا في تفس))ير الق))رآن، من الزنادقة، من الباطنية والقرامطة، وأمثال ه))ؤالء؟ عبث))وا ب))القرآن، فه))ذا رج))ل يق))ال ل))ه: بي))ان بن س))معان النه))دي، رئيس لطائف))ة من

}هذاطوائف أهل الضالل، يقال لها: البيانية، يقول في قول))ه تع))الى: [، يقول: أنا المقصود به))ا؛ ألن اس))مه138 ]آل عمران:بيان للناس{

بيان، فيقول: أنا المقصود بها، فهل ه))ذا ج))ار على لس))ان الع))رب؟! أو ذاك الذي يقول: القرآن فيه كل شيء، فق))ال ل)ه واح)د اس))مه: ك))وك،

}وترك--وك قائم--ا{وهو: أعجمي، قال له: أين أنا في القرآن؟ قال: [، وحرفها: وترى كوك قائما، فهل ه))ذا ه))و الم))راد؟! ه))ل11]الجمعة:

هذا جار على اللس))ان الع))ربي؟ ال، لكن ه))ؤالء ق))الوا: في الق))رآن ك))لشيء.

}هذا بيانفه))ؤالء المالح))دة عبث))وا ب))القرآن، ه))ذا يق))ول في قول))ه: ، يقول: بيان: هذا بيان بن سمعان، وهو: يعني نفسه.للناس{

والثاني: هذا القرمطي الباطني ال))ذي ه))و: عبي))د الل))ه الش))يعي، ال))ذيام))ه، واح))د ملك المغ))رب، وه))و: من القرامط))ة، ل))ه ك))الوزيرين من كت لقبه: نصر الله، والثاني لقبه: الفتح، وقال: أنتما من عنى الل))ه بقول))ه:

[، طيب! وما المراد بها قبل1 ]النصر:}إذا جاء نصر الله والفتح{ والدتهم، قب))ل والدة ه))ذا: نص))ر الل))ه، والث))اني: الفتح؟! فه))ل ه))ذا ه))و

؟!}إذا جاء نصر الله والفتح{المراد بقوله: وكذلك اآلخر الذي يقال له: أبو منصور، وتنسب إلي))ه طائف))ة من أه))ل البدع يقال له))ا: المنص))ورية، فيق))ال ل))ه: أب))و منص))ور الكس))ف، يلقب:

فا منبالكسف، يق))ول: أن))ا الم))راد بقول))ه تع))الى: }وإن يروا كس--ماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم{ [، يقول: أن))ا44 ]الطور:الس

المقصود بهذه اآلية، طيب! وما المراد بها قبل والدتك، فهي: موجودة،ويقرأها الناس؟!

فه))ؤالء يتالعب))ون بألف))اظ الق))رآن، ومع))اني الق))رآن، ويج))ترئون ه))ذهالجراءة.

19

Page 20: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

وهكذا بعض الفقهاء الذي شط في فهمه، وأباح تزوج تسع نس)وة، أي: }فانكحوا م--ا ط--ابأن يجمع اإلنسان بين تس))ع، من قول))ه تع))الى:

اء مثنى وثالث ورب--اع{ [، باإلجم))اع أن3 ]النس))اء:لكم من النس-- ، أن))ه على التخي))ير، ال على}مثنى وثالث ورب--اع{الم))راد بقول))ه:

س))بيل الجم))ع بين ه))ذه األرق))ام، فه))و: جم))ع بين اثن))تين وثالث، فص))ار الناتج: خمس، وأربع، صار تس)ع، فه)ذا فهم أعجمي، ليس ه))و الم)راد، فق))ال به))ذا الق))ول ال))ذي لم يق))ل ب))ه أح))د من أه))ل العلم، وخ))رق ب))ه

اإلجماع.مت عليكم الميت--ة وال--دم ولحموهك))ذا في قول))ه تع))الى: }ح--ر

[، وج))د من ق))ال: ب))أن ال))ذي يح))رم ه))و: لحم3 ]المائ))دة:الخنزي--ر{ الخنزير، واللحم هو: األحمر المعروف، وأما الش))حم فه))و ج))ائز، فه))ذه ال)))دهون ال)))تي توض)))ع في الحلوي)))ات، وفي كث)))ير من الم)))واد، ومن مستحضرات التجميل، والمنظفات، ونحو ذلك، ه))ذه ج))ائزة؛ ألنه))ا من دهون الخنزير، من الشحم، فالشحوم والعص))ب عظ))ام الخ))نزير وغ))ير

، نق))ول: ه))ذا بعي))د}ولحم الخنزير{ذلك كلها جائزة؛ ألن الله قال: عن الفهم العربي؛ ألن الع))رب إذا أطلقت اللحم فإنه))ا تقص))د ب))ه ه))ذا وهذا، األحمر واألبيض، هذا عن))د اإلطالق، فه))ذا فهم: أن اللحم ه))و م))ا يتعارف عليه الناس اليوم، وهو األحمر فقط، وهذا غلط، فهذا غير جار

اللسان العربي. وهكذا أولئك الذين يلون أعناق النصوص من أص))حاب الب))دع، والعقائ))د الفاس))دة، من المعتزل))ة وغ))يرهم؛ لتواف))ق عقائ))دهم، مثال في قول))ه

]األعراف:}ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن واإلنس{تعالى: }ولقد[، فالقدرية الذين ينفون الق))در م))اذا يقول))ون؟ يقول))ون: 179

ي--اح{، يع))ني: ألقين))ا، مث))ل: ذرأنا{ [، أي:45 ]الكه))ف:}ت--ذروه الر أي: ألقين))ا في جهنم كث))يرا من الجن واإلنس،}ولق--د ذرأن--ا{تلقيه،

يعني: خلقن))ا لجهنم،}ذرأنا لجهنم{وتلك من: ذرى، وهذه من: ذرأ، فهؤالء عندهم مشكلة؛ ألنه كيف يقدر الله -ع))ز وج))ل- عليهم أنهم في النار؟! فيكون ظالما لهم، والله -عز وجل- ليس بظ))الم لهم؛ ألن الل))ه عليم حكيم، فالح))ظ! كي))ف حرفوه))ا، فجعلوه))ا من: ذرى، وهي: من

مادة أخرى: ذرأ، يعني: خلق. [، ال))ذين121 ]ط))ه:}وعصى آدم ربه فغ--وى{وهك))ذا في قول))ه:

، من: غ))وي}فغ--وى{يقولون: إن األنبياء ال يقع منهم معصية، يقول: الفصيل، إذا شرب من اللبن، وأكثر حتى انتفخ بطنه، ويقال له: بش))م،

20

Page 21: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

بينم))ا ه))ذه من: غ))وي الفص))يل، واآلي))ة من غ))وى، والغواي))ة يع))ني: المعصية، والخروج عن طاعة الله -عز وجل، فالحظ! جعله))ا من م))ادة

أخرى؛ من أجل أن توافق عقيدة عنده. [، ال))ذين125 ]النس))اء:}واتخ--ذ الله إب--راهيم خليال{وفي قول))ه:

}واتخ--ذ اللهينف))ون المحب))ة لل))ه -ع))ز وج))ل- يقول))ون في قول))ه: ، والخل))ة مرتب))ة عالي))ة من م))راتب المحب))ة، فال))ذينإبراهيم خليال{

ة، ة، بالضم، قالوا: ب))ل ه))ذا من الخل ينفونها قالوا: هذه ليست من الخل بالفتح، وهي: الفقر، اتخذه فقيرا، لكن ما مزية إبراهيم -عليه الس))الم-

}يا أيه--ا الناسعلى غيره من الناس؟ كل الناس فق))راء إلى الل))ه، [،15 ]ف))اطر:أنتم الفقراء إلى الله والله ه--و الغني الحمي--د{

فحرفوها من أجل عقيدتهم.ى تكليم--ا{وفي قول))ه تع))الى: [،164 ]النس))اء:}وكلم الله موس--

وستأتي قاعدة، وهي: أن التأكيد بالمصدر ينفي احتم))ال المج))از، فهن))ا ، أي: تكليم حقيقي، وهم يق))رون بالقاع))دة، أع))ني:}تكليم--ا{ق))ال:

المعتزلة، ومع ذلك قالوا: كلمه تكليم))ا، أي: جرح))ه بمخ))الب الحكم))ة، على أس))اس أنهم ينف))ون ص))فة الكالم عن الل))ه -ع))ز وج))ل، جرح))هبمخالب الحكمة، أي: من الكلم، وهو: الجرح، فهذا عبث بكتاب الل))ه -

عز وجل. [،16 ]النم))ل:}وورث سليمان داوود{وقالت الباطنية في قول))ه:

فا والم--روة منق))الوا: اإلم))ام ورث الن))بي، وفي قول))ه: }إن الص--عائر الله{ [، الص))فا: الن))بي، والم))روة: علي، وفي158 ]البق))رة:ش--

رين يلتقي-ان{قول))ه: [، علي وفاطم))ة،19 ]ال))رحمن:}م-رج البح- [،22 ]ال))رحمن:}يخ--رج منهم--ا اللؤل--ؤ والمرج--ان{وفي قول))ه:

رة{يع))ني: الحس))ن والحس))ين، }إن الله يأمركم أن ت--ذبحوا بق--[، قالوا: عائشة -قبحهم الله.67]البقرة:

وأما الصيام عند الباطني))ة فمعن))اه: كتم))ان أس))رار الم))ذهب، والص))الة:مناجاة الولي، والحج: قصد الولي، وهكذا، فحرفوا هذا جميعا.

وكذلك أصحاب التصوف، عندهم ما يس)مى: بالتفس)ير اإلش))اري، ففي [، ق))الوا: هي النفس22 ]البق))رة:}فال تجعل--وا لله أن--دادا{قول))ه:

ا: }ق--اتلوا الذين يل--ونكم مناألمارة، وقالوا في قوله تع))الى أيض))ار{ [، قالوا: هي النفس تذبح بسكين الطاع))ة، وفي123 ]التوبة:الكف

رة{قوله: [، ق))الوا:67 ]البق))رة:}إن الله يأمركم أن ت--ذبحوا بق-- }قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قالهي النفس، وفي قوله:

21

Page 22: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

رة ال ف--ارض وال بك--ر ع--وان بين ذل--ك{ إنه يق--ول إنه--ا بق-- [، قالوا: ه))ذا الص))وفي ليس في ش))رخ الش))باب والطيش،68]البقرة:

}ع-وان بينوال في سن الكهولة والضعف والعج))ز، ب))ل ه))و وس))ط، }قالوا ادع لنا ربك يبين لن--ا م--ا لونه--ا ق--ال وفي قوله: ذلك{

ر الناظرين{ فراء ف--اقع لونه--ا تس-- رة ص-- إنه يقول إنه--ا بق-- [، ق))الوا: هي ص))فرة أص))حاب الرياض))ة النفس))ية، ص))فرة69]البق))رة:

}ق--الوا ادع لن--ا ربك يبينعبادة، ما هي صفرة مرض، وفي قوله: اء الله لمهت--دون لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن ش--قي * قال إنه يقول إنها بقرة ال ذل--ول تث--ير األرض وال تس--

ية فيه--ا{ لمة ال ش-- [، ق))الوا: ه))ذا71-70 ]البق))رة:الح--رث مس-- الصوفي، ما هو صخاب في األسواق، يذهب ويجيء في األس))واق، ب))ل

هو جالس في خلوة، يتعبد بعيدا عن األسواق، واالشتغال بالدنيا. }من ذا الذي يشفع عن--ده إالوأحيانا يقطعون اآلي))ة، ففي قول))ه:

[، يقولون: من ذل ذي، انظروا إلى هذه العجمة،255 ]البقرة:بإذنه{ ذل، يعني: يقولون: أذل، ذي، يعني: النفس، يشفى، يعني: ي))برأ، ع))وا،

}من ذايع))ني: افهم))وا، الحظت! كي))ف تقطي))ع اآلي))ة؟! ففي قول))ه: ، ه))و يق))ول: من ذل، يع))ني: أذل، ذي، يع))ني: النفس، وقول))ه:الذي{

، قط))ع العين لحاله))ا، فيق))ول: يش))فى، يع))ني: ي))برأ، وجع))ل}يشفع{ العين بمعنى: عوا، يع))ني: افهم))وا، فع))ل أم))ر، فيقول))ون: من أذل ذي،

يعني: النفس، يشفى: يبرأ، عوا: افهموا، من وعى. ؟! فهذا فيه جرأة على الله -ع))ز}إال بإذنه{وماذا يقولون في قوله:

وجل، فهذا من تفسيرات الصوفية الذي يس))مونه: التفس))ير اإلش))اري،نسأل الله العافية.

وهكذا: الذين يتكلمون على حس))اب الجم))ل، وذك))رت لكم الكالم علىهذا.

وهك))ذا: ال))ذين يحمل))ون الرس))م العثم))اني م))ا ال يتحم))ل، والرس))م العثماني ما هو توقيفي، وأقصد بتوقيفي: أن النبي -ص))لى الل))ه علي))ه وسلم- لم يأمرهم، ولم يعلمهم ه))ذه الطريق)ة في كتاب)ة المص)احف، بل هو شيء اصطلح عليه، وكتب هكذا في عه))د عثم))ان -رض))ي الل))ه تعالى عنه، فليس ذلك من توقيف الشارع، وليس ذلك ب))أمر الش))ارع لهم، فجاء من كتب كتابا كامال في أسرار الرسم العثماني، واس))تنبط معاني غريبة عجيبة بناء على الرسم العثماني، لماذا هن))ا ذك))ر ح))رف زيادة، وهناك نقص حرف؟ وبنى عليها شواهق، مثال: في قوله تعالى:

22

Page 23: files.zadapps.info · Web viewوهكذا مما ينبني على هذا: أنه لا بد في فهم الشريعة من مراعاة معهود الأميين في الخطاب،

باني--ة{ ندع الز [، كي))ف مكتوب))ة في المص))حف؟18 ]العل))ق:}س-- مكتوبة بالعين بدون واو، لماذا لم تذكر الواو: سندعو؟ قال: هذا ي))دل على سرعة األخذ، فبمجرد ما يدعى الزبانية يأتون بسرعة ويأخذون))ه؛ لذلك ما ذكر الواو، فهذا عنده: أنه مع))نى عظيم أتى ب))ه، ويق))ول: إن الصحابة -رضي الله عنهم- ما لهم ح))رف في الرس))م العثم))اني، ه))ذا يقال له: ابن اللبان، له كتاب اسمه: أس))رار الرس))م العثم))اني، وه))ذا الكالم غير صحيح، وأتى بأمثلة كثيرة جدا، فيقول هنا: هذا فيه سرعة

الل))ه على نبين))اوالل))ه أعلم، وص))لى الفعل، وس))رعة اإلجاب))ة واألخ))ذ، محمد، وآله، وصحبه.

23


Recommended